You are on page 1of 28

‫الفصل الخامس‬

‫عرض و مناقشة النتائج‬

‫‪ – 1‬عرض الحاالت و تحليلها‬


‫‪ – 2‬مناقشة النتائج في ضوء فرضية الدراسة‬
‫‪ – 3‬خالصة عامة للنتائج‬
‫‪ – 4‬مقترحات و آفاق الدراسة‬
‫‪ .1‬الحالـــة األولــى‬
‫‪ 1-1‬تقديم الحالة‪:‬‬
‫االسم‪ :‬فيصل‬
‫السن‪ 19 :‬سنة‬
‫المستوى الدراسي‪ 9 :‬أساسي ( متفوق عن الدراسة ومتحصل على دبلوم)‪.‬‬
‫المستوى االجتماعي‪ :‬جيد‬
‫سبب التكفل‪ :‬عقم األم الكافلة في البداية إال أنها أنجبت بعد ذلك‪.‬‬
‫فيصل مراهق مجهول الوالدين ‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 19‬سنة‪ ،‬أخذته أمه التي تكفله وعمره‬
‫شهرين ونصف من مؤسسة إستشفائية‪.‬‬
‫تلقى فيصل تربية مدللة وعناية زائدة من كافليه‪ ،‬عرف حقيقة وضعه وهو في سن‬
‫‪ 15‬من زوجة عمه‪ ،‬تعرض إثرها لصدمة دامت ثالثة أشهر تقريبا توقف عن الدراسة‬
‫إثرها‪.‬‬
‫تقبل فيصل وضعيته هذه تدريجيا وذلك بمساندة أمه الكافلة‪.‬‬
‫الحظنا على فيصل قلة كالمه وإجابته المختصرة ومزاجه العصبي إال أنه تظهر عليه‬
‫الطيبة‪.‬‬
‫يعمل فيصل حاليا عامل يومي‪ ،‬همه الوحيد هو تكوين مستقبل يضمن به حياته‪ ،‬كما‬
‫أنه يحب االستقرار في حياته بعيدا عن المشاكل‪.‬‬
‫أما عن وضعه االجتماعي فهو جيد ويعيش حياة مستقرة مع والديه الكافلين وأخوته‪،‬‬
‫ال يقيم فيصل الصدقات كثيرا وذلك لعالقاته المحدودة ‪.‬كما أنه يعيش قصة عاطفية ويتمنى‬
‫نهايتها بالزواج‪.‬‬
‫أما عن والديه الحقيقيين فهو يرفض التعرف عليهما وحتى مجرد الكالم عنهما‪.‬‬

‫‪ 1-2‬ملخص مجريات المقابلة مع الحالة األولى ‪:‬‬


‫تمت المقابلة مع الحالة يوم االثنين الموافق لـ ‪24‬أفريل ‪ 2010‬على الساعة ‪9:30‬‬
‫صباحا ‪ ،‬ودامت حوالي ‪ 45‬دقيقة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫بدا على الحالة االستعداد إلجراء المقابلة وذلك لقدومه في الوقت المحدد ‪ ،‬وقد ظهر‬
‫عليه التشوق قبل بدء الجلسة‪ ،‬ثم بدأت الجلسة و ذلك بان قدمت الطالبة لمحة عن مجريات‬
‫المقابلة والطريقة التي ستتم بها‪ ،‬ومن ثم بدأت بطرح أول السؤال المتعلق بكيف تحس مع‬
‫نفسك ؟ وكانت اإلجابة " ماذابيا ننسى وما نحكيش أصال " متبعا ذلك بطأطأة الرأس ثم‬
‫صمت لمدة قصيرة ثم تابعت في طرح السؤال الموالي وهو‪ :‬هل أنت راض عن نفسك‬
‫وكانت اإلجابة " لو كان الوضع أحسن من هكذا وما ذابيا اإلنسان يكون خير من هالك "‪.‬‬
‫أما عن طرح السؤال الخاص بالحوار مع نفسه وماذا يجد عند ذاك؟ فقد بدا على‬
‫الحالة بعض التردد في البداية ومن ثم أجاب بأنه " نخاف من كالم العباد‪ ،‬العباد هم اللي‬
‫نخاف منهم "‪ ،‬وحين طرح السؤال الذي بعده وهو ماذا تحب من هذه الدنيا؟ استرسل في‬
‫اإلجابة وقال " حاب نخدم ونبني مستقبلي ‪ ،‬حوش‪ ،‬نتزوج‪ ،‬ما نيش نحوس عن حتى شيء‬
‫آخر " ثم طرح السؤال الموالي والذي يتحدث عن هل هناك موضوع معين تتحدث به مع‬
‫نفسك دائما‪ ،‬فأجاب بإصرار على التناسي لكي ال يبقى في باله حيث قال " نتناسى ديما ‪،‬‬
‫نتناسى وما كاين حتى موضوع نخليه في بالي بش نخمم فيه "‪.‬‬
‫أما عن السؤال ما إذا كان يعرف من هو؟ وماذا يريد؟ وإلى أين هو ذاهب فأجاب "‬
‫إنسان طيب نحب نخدم الناس وحاجتي ديما نعطيها‪ ،‬و مانديرش المشاكل و عمري ما‬
‫جرحت واحد ‪ ,‬وراني راضي بالشيء إلي راني فيه وحاب نخدم ونريح ونتزوج " وثم كيف‬
‫تمشي في هذه الدنيا؟ ظهر على الحالة عدم الرغبة في اإلجابة أو عدم تقديم إجابة واضحة أو‬
‫كاملة حيث كانت اإلجابة " ما نحبش نحكي ال مع روحي وال مع العباد ‪ ،‬نحب ننسى ونخاف‬
‫نقول سري للناس ألنهم ما يشدوش السر "‪.‬‬
‫وفيما يخص السؤال الذي يتعلق بانتمائه للمجتمع الذي هو فيه بدت على الحالة‬
‫مظاهر القلق الذي رافقته اإلجابة التالية "شوي‪ ،‬حاس ديما راني ضياف وسط الفامي إنتاعي‬
‫" أما عن عالقته بالمحيطين به فإجابته على هذا السؤال كانت " مانيش داخل فيهم ياسر‪،‬‬
‫طبيعي ساكن "‪ ،‬طرحت الطالبة السؤال الخاص بمتى تحس بالوحدة؟ ومتى تحب الجلوس‬
‫وحدك وقد أتبعت اإلجابة القلق الذي لوحظ من قبل إلى جانب صمت دام لمدة طويلة وكانت‬

‫‪59‬‬
‫اإلجابة " نقلق إذا قعدت وحدي‪ ،‬ما نقعد شي وحدي‪ ،‬وإذا قعدت نروح لإلنترانت أو ندير أي‬
‫حاجة نلهي بيها روحي " ‪.‬‬
‫أما عن السؤال الموالي وهو عن قضاء وقت فراغه ؟ "نروح نلعب الكرة أو نشد‬
‫االنترنت أو نتفرج التلفزيون "‬
‫ومن ثم بدأت مظاهر القلق تخف التي كانت تبدو عليه وقد أجاب على سؤال من هم‬
‫أقرب الناس إليك وكيف هي عالقتك معهم حيث قدم اإلجابة وتعلو وجهه ابتسامة ورغبة في‬
‫التحدث واإلجابة عن ذلك حيث قال " صديقتي عرفتها في عرس‪ ،‬نحبها وهي أقرب الناس‬
‫إلي وكون نحكيلها ما تهربش مني " ثم انتقلت إلى السؤال الموالي هل تحب العزلة؟ وأجاب "‬
‫ما نحبش نقعد وحدي " أما فيما يتعلق بجلوسه في مناسبة ما وإحاطة الناس به وبماذا يشعر‬
‫فأجاب " نضحكوا عادي المهم موضوع عام‪ ،‬وإذا كانت حداثا عادي‪ ,‬وما نحبش الحس ياسر‬
‫وإذا لقيت عبد نعرفه نقعد معاه على جنب "‪.‬‬
‫وقد بدا على الحالة مظهر الرضا عند إجابته عن سؤال كيف ترى الحياة التي تعيشها‬
‫فأجاب " عادي مسلم أيدي لربي متقبل كل شيء ويكبر اإلنسان تنقص عنه المشاكل " أما‬
‫رده عن ما إذا قام بإنجاز عمل ما وبماذا يشعر؟ قال " نبني مستقبلي بالخدمة والزواج ‪ ،‬إذا‬
‫وصلت للهدف هذاك خالص "‪.‬‬
‫أما عن ما يتعلق بتقبله للواقع الذي يعيش فيه "متقبل واقعي ‪,‬حليت عيني لقيت روحي‬
‫هنايا معاهم ‪,‬ويرجع الفضل لوالديا "‪.‬‬
‫وأجاب عن السؤال اآلتي وهو عن الموت وما هو بالنسبة لك فقال " هو حاجا بيد ربي‬
‫بصح كي يموت لي واحد تغيضني‪ ،‬إنشاء اهلل ما تكونش "‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باإلجابة عن سؤال لماذا أتيت إلى الحياة؟ "ألنو عندي هدف وبش نبني‬
‫مستقبلي " وقد كررت الحالة هذه اإلجابة من حيث بناء المستقبل إلى جانب ما الحظته‬
‫الطالبة من إصرار على تحقيق ذلك‪.‬‬
‫أما عن معنى لما يقوم به في هذه الحياة قال " كاين حوايج تدوم وحوايج ال‪ ،‬كيما‬
‫الخدمة‪ ،‬وإنسان يشاركك حياتك ‪,‬واللي ما عند هاشي معنى نطيشها "‬

‫‪60‬‬
‫ثم تقدمت بطرح آخر سؤال هل تحب الحياة؟ ولماذا؟ فأجاب " راضي بصح حبيتها ال ألنو‬
‫فيها جوانب سمحة وبشعة "‪.‬‬
‫‪ 1-3‬التحليل العام للمقابلة مع الحالة األولى ‪:‬‬
‫من خالل إجراء المقابلة النصف موجهة مع الحالة األولى يمكن تحليلها كاآلتي‪:‬‬
‫تبين لنا أن الحالة من خالل المقابلة يخاف من مواجهة نفسه‪ ,‬وال يفضل مناقشة أي‬
‫موضوع بينه وبين ذاته وال يترك مجاال للتفكير فيه حتى‪ ،‬وذلك من خالل إجابته على أكثر‬
‫من سؤال قائال " ماذابيا ننسى‪ ،‬ما نحكيش أصال‪ ،‬وما كاين حتى موضوع نخليه في بالي بش‬
‫نخمم فيه " وهذا قد يدل على عدم قدرة أو خوف الحالة من الحوار مع نفسها أو قطع الحوار‬
‫الذاتي‪ ،‬وذلك كلما بدرت على ذهنه أفكار لم يكن يرد مناقشتنا مع نفسه وهذا ما ذهبت إليه‬
‫سناء زهران على إن غربة الذات هي عدم قدرة الفرد التواصل مع نفسه‪ ،‬وشعوره‬
‫باالنفصال عن ذاته‪.‬‬
‫( سناء زهران ‪ ،2004،‬ص ‪)109‬‬
‫والحظنا أيضا على الحالة عدم قدرته على مواجهة نفسه ومواجهة الناس وذلك من‬
‫خالل قوله " ما نحبش نحكي ال مع روحي وال مع الناس " وقد يدل هذا على استخدام الحالة‬
‫لميكانيزم دفاع وهو الكبت‪ ,‬والذي قد يعود لخبرات صادمة تعرض لها و ال يرغب في‬
‫تذكرها‪ ,‬وبذلك يتخلص من الحوار مع نفسه ومع اآلخرين‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه فرويد إلى أن‬
‫الفرد يلجأ إلى الكبت كآلية دفاعية تلجأ إليها األنا كحل للصراع الناشئ بين رغبات الفرد‬
‫وأحالمه مما يؤدي بالتالي إلى االغتراب النفسي‪.‬‬
‫( حسين المحمداوي‪ ، 2007 ،‬ص ‪)20‬‬
‫كما صرح الحالة بأنه يخاف من الناس ومن كالمهم وخاصة في المواضيع التي‬
‫تشكل لديه حساسية " نخاف من كالم العباد‪ ،‬العباد هم اللي نخاف منهم " وقد يدل هذا على‬
‫عدم قدرته على مواجهة الناس في مثل هذا الوضع‪ ،‬إذ نجد أن من أسباب االغتراب النفسي "‬
‫هو عدم قدرته المغترب على مجابهة الناس‪.‬‬
‫( حسن المحمداوي ‪ ,2007,‬ص ‪) 17‬‬

‫‪61‬‬
‫وظهر لنا من خالل المقابلة أيضا أن الحالة شديد الحساسية وسريع التأثير مما يجعله‬
‫ال يقترب من المشاكل على حد قوله " ما نديرش المشاكل‪ ،‬عمري ما جرحت واحد " كما‬
‫ظهر حساسيته أيضا من خالل السلوكات التي بدت عليها ‪,‬من احمرار للعينين التي كادت‬
‫تدمع حين لفظ بأنه شخص يملك جانبا كبيرا من الطيبة " نايا إنسان طيب نشتي نخدم الناس‬
‫وحاجتي ديما نعطيها " وقد يدل هذا على النظرة التي يحملها الحالة من عدم رؤية بعض‬
‫الناس له كالباقي منهم ‪ ،‬فربما يشكلون له مصدر قلق بحيث أنه يبحث عن الراحة واالستقرار‬
‫في حياته "حاب نخدم ونريح ونتزوج " أما عن شعوره باالنتماء لمجتمعه فقد قدم اإلجابة‬
‫بإتباع لحركات نفي قام بها برأسه " شوي حاس ديما راني ضياف وسط الفامي إنتاعي " وقد‬
‫يكون هذا داال على أنه يشعر بالغربة وسط أقاربه‪ ،‬لعدم تفاعله أو تواصله معهم أو اللتزامه‬
‫الصمت حين يجلس معهم " نايا طبعي ساكت " وقد يعزز ذلك عدم ثقته بالناس الناتج على‬
‫حد قوله بأنهم ال يحتفظون بالسر " ما نثقش فيهم ألنهم مايشدوش السر" ‪ ،‬إذ أن شعور الفرد‬
‫باالنفصال عن اآلخرين واإلحساس بعدم االنتماء يشعره بأنه وحيد منفصل عن مجتمعه‪.‬‬
‫( عباس يوسف‪ ، 2004 ،‬ص ‪) 23‬‬
‫وهذا ما أكده قائال " مانيش داخل فيهم ياسر"‬
‫أما عن سؤال الوحدة أخذ الحالة صمتا لمدة طويلة تجاوزت العشر دقائق متأثرة بذلك‬
‫مطأطأة رأسه ومن ثم أجاب " نقلق إذا قعدت وحدي‪ ،‬ما نقعدشي وحدي " وقد يعزز هذا‬
‫ويثبت ما ذكر في أول التحليل من غربة عن الذات من خالل هروبه من الجلوس وحده‪.‬‬
‫وأما ما لوحظ على الحالة في المحور األخير من المقابلة بأنها تحدد هدفا في حياتها‬
‫تسعى لتحقيقه وترسم له خططا مستقبلية وذلك حسب إجابته " نبني مستقبلي ألنو عندي هدف‬
‫وإذا وصلت ليه خالص " وقد يدل هذا على أن الحالة ترى لحياته معنى وذلك من خالل‬
‫عيشها هذه الفترة عالقة عاطفية تبني من خاللها الهدف الذي تراه وتصبوا إليه‪ ،‬وهذا ما‬
‫دعمته بأكثر من إجابة في المحاور الثالثة " حاب نخدم‪ ،‬نتزوج" إذ المراهق الذي يكون‬
‫لنفسه هدفا محددا ويسعى بكل جهده إلى تحقيقه فإن ذلك يعطيه اإلحساس باألمان‪.‬‬
‫( إجالل سري‪ ، 2003 ،‬ص ‪)114‬‬

‫‪62‬‬
‫كما أن الحالة وبصفة عامة متقبل لوضعه وللواقع الذي يعيشه والفضل يرجع لوالديه‬
‫الكافلين على حد قولها " متقبل واقعي ألني حليت عيني لقيت روحي هنايا ويرجع الفضل‬
‫لوالديا "‪.‬‬
‫‪ 1-4‬نتائج تحليل المقابلة مع الحالة األولى ‪:‬‬
‫من خالل ما ورد في تحليل المقابلة مع الحالة يمكن تفسيرها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة يعيش غربة عن الذات من خالل عدم قدرته على التواصل مع نفسه الناتج عن‬
‫تعمد الحالة على استبعاد أي موضوع يستلزم أن يناقشه مع نفسه‪.‬‬
‫ومع عدم رغبة الحالة في التحدث مع نفسه ومع اآلخرين نتج عنه الكبت الذي يعيشه‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة يعيش عزلة اجتماعية من خالل خوفه من الناس ومن كالمهم وعدم شعوره‬
‫باالنتماء إليهم الناتج عن حساسيته اتجاه وضعه‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل عيش الحالة قصة عاطفية جعله بذلك يحدد هدفا في حياته يسعى ألجل تحقيقه‬
‫‪,‬وتحقق من خالل ذلك معنى لوجوده‪.‬‬

‫‪ .2‬الحالـــة الثانيــة‬
‫‪ 2-1‬تقديم الحالة‬
‫االسم‪ :‬فريد‬
‫السن‪ 20 :‬سنة‬
‫المستوى الدراسي‪ :‬أولى ثانوي ( متوقف عن الدراسة ومتحصل على دبلوم )‪.‬‬
‫المستوى االجتماعي‪ :‬متوسط‬
‫سبب التكفل‪ :‬عقم األم الكافلة‪.‬‬
‫فريد مراهق مجهول الوالدين‪ ,‬يبلغ من العمر ‪ 20‬سنة أخذته أمه التي تكفله وعمره‬
‫سنة و سبعة أشهر من مؤسسة استشفائية‪.‬‬
‫تلقى فريد تربية عادية من كافليه عرف حقيقة وضعه وهو في سن الثامنة من جدته‬
‫(أم األب) رفض الحقيقة في البداية ومن ثم تقبلها تدريجيا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ال حظنا على فريد الهدوء في الكالم يتخلله التشتت مع الطيبة في شخصيته ‪,‬يعيش‬
‫فريد أوضاع اجتماعية مزرية وذلك نتيجة المستوى االجتماعي األقل من المتوسط إال أنه‬
‫متقبل وضعه هذا ويحمد اهلل عليه‪.‬‬
‫أما عن والديه الحقيقيين فإن فريد يرغب في البحث عنهما وإيجادهما بهدف التعرف‬
‫على نسبه ال أكثر على حسب قوله‪.‬‬
‫عاطل فريد حاليا عن العمل بسبب وعك صحي متمثل في إجرائه لعمليتين جراحيتين‬
‫على التوالي‪.‬‬

‫ـ‪:‬‬
‫‪ 2-2‬ملخص مضمون مجريات المقابلة مع الحالة الثانية‬
‫كانت المقابلة مع الحالة يوم السبت ‪ 26‬أفريل ‪ 2010‬على الساعة الواحدة زواال‬
‫ودامت حوالي ‪ 45‬دقيقة‪.‬‬
‫وصل الحالة متأخرة على موعد المقابلة المتفق عليه بنصف ساعة ‪,‬وكان السبب‬
‫بحث عن المكان حسب قوله‪.‬‬
‫أجلست الحالة في مكانها المخصص و استقبل الوضع بصدر رحب واالبتسامة لم‬
‫تفارق وجهه‪.‬‬
‫بدأت الطالبة بتقديم مقدمات بطبيعة األسئلة المطروحة وتحت أي عنوان تندرج‪ ,‬بعد‬
‫تهيأ الحالة لسماع األسئلة بدأت المقابلة بطرح أول سؤال و هو كيف تحس مع نفسها؟ أجاب‬
‫" متفائل بالمستقبل ونخمم واش الزم ندير فيه " ثم ألحقت بسؤال هل أنت راض عن نفسك؟‬
‫أجاب " الحمد هلل راض على روحي‪ ،‬ألني عايش في الدنيا قنوع والزم ندير هكا واهلل نيأس‬
‫من ها الدنيا " أما حين يحاور نفسه ماذا يجد أجاب " ديما مع روحي نحسب حساب واش‬
‫ندير قبل كل شيء "‪.‬‬
‫أما عن ماذا يحب من هذه الدنيا أجاب مبتسما " ربي سبحانه وأمي إلي ربتني "‪.‬‬
‫كما صرح الحالة بأن هناك موضوع يتحدث به مع نفسه " آي ‪ ،‬حاب نعرف والديا‬
‫الحقيقيين " مع مالحظة تأثر الحالة عند هذه اإلجابة مما جعله يكرر نفس اإلجابة في السؤال‬
‫الموالي‪ ،‬أما عن مسار حياته أجاب الحالة " نمشي هككا "‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫مع نهاية أسئلة المحور األول لوحظ بداية التوتر على الحالة الذي ظهر من خالل‬
‫ـ فصرح بنعم مع التظاهر بأنه مستجيب لما يسمعه‪،‬‬
‫تشتت انتباهه فسأل عن إمكانية المواصلة‬
‫فبدأت بسؤال هل تنتمي إلى المجتمع الذي أنت فيه أجاب " آي ننتمي إلى المجتمع إلى راني‬
‫فيه ألنه ما جرحنيشي أبدا " ثم ألحقته بنوع عالقته مع المحيطين بها أجاب " عالقتي بيهم‬
‫جيدة وخاصة والديا وأصحابي الزوز "ثم اضاف " عندي زوز صحاب واحد ما يعرف لوخر‬
‫"‪.‬‬
‫لكن حين طرح سؤال الوحدة لوحظ على الحالة بأنه تأثر بالسؤال وعزز ذلك التأثر‬
‫بإجابته " ما نحبش الوحدة‪ ،‬نقلق منها‪ ،‬وما نحبش نقعد وحدي " أما عن كيفية قضاء وقت‬
‫فراغه وأين؟ صرح " كي نكون قاعد ما عندي والو نقعد في الحوش مع والديا " لكون أن‬
‫ولدتها اقرب الناس إليها وذلك على حسب قوله لسؤال الذي يواليه‪ ,‬ظهر تأثر الحالة ثانية‬
‫عند طرح سؤال العزلة ؟ وأكد هذا التأثر بالطريقة التي أجاب عليها السؤال مع تغير في‬
‫تعبيرات الوجه " ما نحبهاش وما نحبش نقعد وحدي‪ ،‬نتقلق من قعدان وحدي " ثم سكت‬
‫ثواني واتبع اإلجابة " حتى لو تقلقت من حاجة نروح نتوضأ ونصلي بش نبرد وإال نروح‬
‫نرقد "‪.‬‬
‫أما عن شعوره عندما يحيطون به الناس في مناسبة معينة قال الحالة " نحب‬
‫التجمعات على حسب الناس إلي فيها وما نحبش نطول فيها "‪.‬‬
‫زاد التوتر على الحالة من خالل تغير جلسته وإخراجه لهاتفه النقال وأصبح غير‬
‫متجاوب مع الطالبة ‪ ,‬إال أنه عملت جاهدة على احتواء الموقف و تحسيس الحالة بأن المقابلة‬
‫قربت على النهاية ولم يبقى فيها سوى بضع أسئلة ‪ ،‬وواصلت بطرحها وسألته عن كيف‬
‫يرى الحياة التي يعيشها " الحياة إلي عايشها عادي مقتنع بها وحاب األفضل ديما " أما عن‬
‫شعوره عندما ينجز عمال قال " نتفائل ونفرح إني درت حاجة فيها فايدة " كما أن الحالة‬
‫متقبل الواقع الذي يعيشه " متقبله بما فيه البشع والسمح " أما بالنسبة للموت يقول الحالة "‬
‫الموت حاجة مكتوبة علينا ومؤمن بها " كما عن إتيانه للحياة " كل واحد عنده على واش جاء‬
‫في هالدنيا والدينا امتحان‪ ,‬وربي يجيبك في الدنيا ليمتحنك "‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫كما أجاب الحالة على هل يقوم به في هذه الحياة له معنى أجاب " آي‪ ,‬كل ما نديره في‬
‫هالدنيا ليه معنى "‪.‬‬
‫وختم الحالة المقابلة برد السؤال األخير والمتعلق بهل تحب الدنيا ؟ بسؤال مماثل ثم‬
‫أجاب " آي الحياة جميلة وسمحة "‪.‬‬

‫‪ 2-3‬التحليل العام للمقابلة مع الحالة الثانية ‪:‬‬


‫من خالل إجراء المقابلة النصف موجهة مع الحالة فريد يمكن تحليلها كاآلتي‪ :‬تبين لنا‬
‫من خالل المقابلة أن الحالة كان مستجيب معنا في المحور األول وذلك من خالل طريقة‬
‫إجابته عن أسئلتنا‪.‬‬
‫كرر الحالة إجابة واحدة لسؤالين " أي حاب نعرف والديا الحقيقيين " وأكد أن هذا‬
‫األمر لم يبح به ألحد " ما قلت عنه حتى واحد " وهذا قد يدل على أن هناك موضوع يتحاور‬
‫به الحالة مع نفسه دائما ‪.‬‬
‫أما إجابته عن السؤال األخير للمحور األول " نمشي هككا " مع ضم يده إلى بعضهما‬
‫وإجابته ببرودة ‪ ،‬قد يدل هذا على أن الحالة لم يخطط بعد لهدف معين في حياته علما أن‬
‫إجابته هذه تتناقص وقوله " نخمم واش الزم ندير في المستقبل "‪.‬‬
‫أما عن المحور الثاني بدأ التوتر يظهر على الحالة وذلك من خالل تشتت انتباهه‬
‫بتحريك الكرسي الذي يجلس عليه مع حك اليدين‪ ،‬الذي رافق إجاباته على السؤال الثالث " ما‬
‫نحبش الوحدة ونقلق منها و ما نحبش نقعد وحدي " وقد يدل هذا على أن هناك أمر معين‬
‫أزعجه‪ ،‬وما عزز هذا قوله " ما نحبهاش وما نحبش نقعد وحدي " حيث أجاب بانفعال ‪,‬وقد‬
‫يدل على عدم تفصيل الحالة للعزلة ‪,‬ونتيجة إلى هروبه من مواجهة نفسه ‪،‬وهذا ما يتناقض‬
‫مع ذكره في المحور األول‪.‬‬
‫صرح الحالة أن له صديقان أحدهما ال يعرف اآلخر " عندي زوز صحاب واحد ما‬
‫يعرف لخر " مع أنه لم يحكي عنهما بشيء‪ ,‬وهذا قد يدل على انه ليس قريب منهما‪ ،‬والدليل‬

‫‪66‬‬
‫على هذا إجابته على السؤال الرابع " كي نكون قاعد ما عندي والو‪ ،‬نقعد في الحوش مع‬
‫والديا " إذ تفضل الحالة قضاء وقت فراغه في الغالب في البيت‪ ،‬وهذا قد يدل على انعزاله‪،‬‬
‫وشعور الحالة باالنفصال عن اآلخرين وعدم االنسجام معهم وعدم قدرته على التكيف‬
‫االجتماعي وهذا ما سماه الباحثين االغتراب النفسي‪.‬‬
‫( قيس النوري‪، 1979 ،‬ص ‪)18‬‬
‫لوحظ زيادة التوتر والقلق على الحالة من خالل ما بدى عليه من تنهيدات في كالمه‬
‫وانشغاله بهاتفه النقال واالختصار الشديد إلجاباته‪ ,‬وعدم التمعن في فهم السؤال كما كان‬
‫يفعل في المحاور األولى ‪.‬‬
‫وبعد طرح السؤال الثالث للمحور األخير أجابه بأنه " متقبله بما فيه البشع والسمح "‬
‫إذ الحظنا على الحالة إيماءات على وجهه تعكس ما أجاب عليه‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم كلمة "‬
‫بشع " على كلمة " سمح " وهذا قد يدل على أن الحالة عاشت خيرات أليمة وصادمة إذ أن‬
‫الخبرات الصادمة عند إجالل سري من األسباب النفسية المؤدية لالغتراب النفسي‪.‬‬
‫( سناء زهران‪ ،2004 ،‬ص ‪.) 108‬‬
‫كما ظهر على الحالة الوازع الديني من خالل مالحظة تجاوبه وإجابته بثقة على‬
‫األسئلة التي لها جانب من الدين و إجابته ألكثر من سؤال " لو تقلقت من حاجة نروح نتوضأ‬
‫ونصلي بش نبرد " وكذا " الدنيا امتحان‪ ،‬واهلل يجيبك في الدنيا ليمتحنك "‪ ,‬والذي قد يدل على‬
‫البيئة الدينية التي نشأت فيها الحالة والتي نتج عنها أن يرى لوجوده هدف ‪،‬وكل ما يقوم به‬
‫في هذه الحياة له معنى " كل واحد عنده علواش جاء في هالدنيا " وكذا " كل ما ندير فيه في‬
‫هالدنيا ليه معنى "‪.‬‬
‫أما عن السؤال األخير فرد الحالة على هذا السؤال بسؤال مماثل "و أنت تحبين الحياة‬
‫؟" ثم أجاب عنه مع ترك الجواب مفتوح " الحياة جميلة و سمحة " وقد يدل على هروب‬
‫الحالة من اإلجابة إلى جانب الشعور باستهزاء الحالة من السؤال‪.‬‬

‫‪ 2-4‬نتائج تحليل المقابلة مع الحالة الثانية ‪:‬‬

‫من خالل ما في التحليل العام للمقابلة مع الحالة الثانية يمكن تفسيرها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬لجأ الحالة إلى الحوار الذاتي في اآلونة األخيرة في موضوع واحد فقط‪ ،‬وهو البحث عن‬
‫والديه الحقيقيين‪ ،‬الناتج عن عدم ثقته في الناس‪ ،‬الناتج عن عدم ثقته في الناس‪ ،‬إال أنه يخاف‬
‫من مواجهة نفسه في مواضيع أخرى‪ ،‬الدال على االضطراب والتناقض الذي تعيشه الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل الحالة العزلة نتيجة شعوره باالنفصال عن اآلخرين والذي تبين من خالل تفضيله‬
‫الجلوس في المنزل في أكثر األوقات‪.‬‬
‫‪ -‬رغم وجود التناقض في الحالة‪ ،‬إال أنه يرى لوجوده معنى في الحياة والذي يكون نتيجة‬
‫الوازع الديني الذي نشأ وتربى عليه الحالة‪.‬‬

‫‪ .3‬الحالــــة الثالثة‬
‫‪ 3-1‬تقديم الحالة‬
‫االسم‪ :‬صبرينة‪.‬‬
‫السن‪ 18 :‬سنة‪.‬‬
‫المستوى الدراسي‪ :‬أولى ثانوي‪.‬‬
‫المستوى االجتماعي‪ :‬تحت المتوسط‪.‬‬
‫سبب التكفل‪ :‬زواج األم الكافلة من رجل عاقر‪.‬‬
‫صبرينة مراهقة مجهولة الوالدين تبلغ من العمر ‪ 18‬سنة أخذتها أمها التي كفلتها‬
‫وعمرها لم يتجاوز ‪ 03‬شهور من مؤسسة استشفائية‪.‬‬
‫واجهت صبرينة حرمانا في تربيتها إذ توفيت أمها وعمرها ‪ 7‬سنوات ‪,‬فأخذتها عائلة‬
‫صديقة للعائلة الكفيلة بوالية أخرى وبقيت معها مدة ‪ 6‬أشهر ثم تداولت السكن ما بين جدتها‬
‫( أم الكفيلة ) وخالتها ولم تستقر إال بعد زواج أخيها الذي تربى معها و هو في مثل وضعيتها‬
‫وعمرها ‪ 11‬سنة‪.‬‬
‫أما عن حقيقة وضعها فقد كانت على علم بذلك منذ الصغر إال أنها لم تكن تعي األمر‬
‫إال بعد كبرها ومن ثم أدركت األمر وتقبلته شيئا فشيئا‪.‬‬
‫الحظنا على صبرينة الهدوء والخجل مع ذكاء وإلى جانب العناد في بعض األحيان‬
‫مع الجرأة كما تمتاز بالطيبة ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫صبرينة اآلن طالبة في الثانوي ( سنة أولى ثانوي ) تفكر كثيرا في وضعها األمر‬
‫الذي أثر على دراستها‪.‬‬
‫تعيش صبرينة أوضاع اجتماعية مزرية وذلك نتيجة للمستوى االجتماعي الذي يعتبر‬
‫تحت المتوسط‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألصدقاء فإنهم بالنسبة لها مجرد مصلحة حيث ال تثق بهم وتعتبرهم‬
‫مجرد استغالليين‪.‬‬
‫أما عن والديها الحقيقيين فهي ترغب في التعرف عليهما بهدف معرفة النسب ال‬
‫أكثر‪.‬‬

‫‪ 3-2‬ملخص مضمون مجريات المقابلة مع الحالة الثالثة ‪:‬‬


‫تمت المقابلة يوم السبت الموافق لـ ‪ 26‬أفريل ‪ 2010‬على الساعة التاسعة صباحا‬
‫ودامت حوالي ‪ 60‬دقيقة‪.‬‬
‫جاءت الحالة في الموعد المحدد تقريبا لكن يبدو عليها مظهر الخوف الذي اعترى‬
‫وجهها تارة وسلوكياتها تارة أخرى‪ ،‬ومن ثم بدأت الجلسة بأن أعطت الطالبة لمحة عن‬
‫مجريات وطبيعة المقابلة والشكل الذي ستتم من خالله‪ ،‬مع إعطاء بعض الوقت للحالة لتشعر‬
‫الهدوء ولتستقبل‪.‬‬
‫ومن ثم تقدمت الطالبة بطرح أول سؤال والمتعلق بكيف تحسين مع نفسك ؟ أخذت‬
‫تمعن في السؤال قليال ثم أجابت " لو كان وضعي أحسن ومسار حياتي بطريقة أخرى‬
‫ووضعيتي مش هكا " ثم توقفت عن الكالم مدة وأكملت بـ " خايفة من المستقبل نحب نعيش‬
‫يومي وما نخممشي في غدوا وألني نخاف من اللي جاي " وقد كانت نبرات الصوت ترتجف‬
‫كلما بدأت بقول أول كلمة وهذا ما الحظته الطالبة‪.‬‬
‫وعند طرح السؤال الذي يليه والمتعلق برضاها عن نفسها ؟ أجابت " نسبيا ألن كل‬
‫واحد يشوفني بطريقته الخاصة مش الناس الكل بش تشوفني سمحة وال الناس الكل بش‬
‫تشوفني بشعة ونايا ما نخارطشي الناس "‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وأما فيما يتعلق بإجابتها عن السؤال عندما تحاورين نفسك ماذا تجدين ؟ فقد ذكرت‬
‫بان هناك أمر يشغلها دائما وهو " لو كان األم اللي ربتني عايشة‪ ,‬وال كاين عبد أخر عايشة‬
‫عن جاله وعنجال رضاه "‬
‫وحين طرح السؤال الذي بعده والخاص بماذا تحبين من هذه الدنيا ؟ فأجابت " حابة‬
‫راحة البال ألني مانيش حاسة باألمان ‪,‬أمي ماتت‪ ,‬و أخوالي بعاد عليا ومانيش داخال فيهم "‪.‬‬
‫ذكرت الحالة بأنها تتمنى أمنية وهي إجابتها عن السؤال التالي وهو حول وجود‬
‫موضوع معين تتحدث به مع نفسها دائما " أنو نجيب أوالد نربيهم أحسن تربية ونوصلهم‬
‫أعلى المراتب ومستعدة نتعب عنجالهم ‪,‬المهم ما يعشوش الوضع اللي عيشه نايا "‪.‬‬
‫ثم تقدمت الطالبة بطرح سؤال هل تعرفين من أنت وماذا تريدين ؟ وإلى أين ذاهبة ؟‬
‫أجابت " إنسانة لقيطة‪ ,‬إنسانة تحرمت من طفولتها وتتمنى الحياة المستقبلية تكون أحسن‬
‫ورايحه إلى ( ‪ ) X‬أو المجهول على حد قولها "‪ .‬ثم تابعت اإلجابة عن السؤال اآلتي وهو‬
‫كيف تمشي في هذه الحياة فأجابت " خايفة ‪,‬ما نثقش في الناس ألنهم ما يقولوش الصراحة‬
‫في وجهك وهذي حاجة نكرها فيهم ويصاحبوك عن جال المصلحة كلهم "‪.‬‬
‫تم االنتقال إلى المحور التالي بطرح أول سؤال فيه وهو هل تنتمين إلى المجتمع الذي‬
‫أنت فيه ؟ أجابت " هو ينتمنى ليا أما نايا ال‪ ,‬ألني ما نثقش في حتى واحد " ‪.‬‬
‫وأما عن عالقتها بالمحيطين بها فقد ذكرت " نحب نقعد وحدي وعالقتي بهم سطحية‬
‫وأهلي فوق السطحية "أما عن عالقتها باألصدقاء‪ ,‬فهي تقول "ما عدتش نمن حاجة اسمها‬
‫ـ نايا عنهم هم ما يصقصوش عني وهم أصحاب مصلحة‬
‫الصداقة ألني إذا ما صقصيتيش‬
‫بالنسبة ليا"‪ ،‬وعند إجابتها عن سؤال متى تحسين بالوحدة ومتى تحبين الجلوس لوحدك ؟‬
‫فأجابت " أصال كل األوقات وحدي نفرح لروحي ونحزن لروحي ما نحب يشاركني حتى‬
‫واحد وكي يجونا الناس ما نقعدش معاهم "‪ .‬أما إجابتها عن السؤال كيف تقضي وقت‬
‫فراغها؟ " نخدم حاجا في إيدي وال نتفرج التلفزيون "‪.‬‬
‫وحين طرح السؤال الموالي والمتعلق بمن هم أقرب الناس إليك وكيف هي عالقتك‬
‫معهم ترددت الحالة ثم أجابت " جارتي ‪ -‬س ‪-‬هي أختي الكبيرة ومش جارتنا بركا هي‬
‫أكثر بالنسبة ليا هي تفهمني ونحبها ليا وما يشاركني فيها حتى واحد "‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫وقد أجابت عن السؤال هل تحبين العزلة بـ " إذا بش نقعد مع الناس ويجيبولي‬
‫المشاكل نقعد وحدي خير "‪.‬‬
‫وعندما تقدمت الطالبة بطرح السؤال إذا أحاط بك الناس في مناسبة معينة بماذا‬
‫تشعرين طلبت الحالة وقتا لتوضح أمر وهو أنها تحب الناس وتحب الجلوس معهم ومن ثم‬
‫أجابت " نحس روحي غريبة ألني مش داخال في الناس " وتابعت إجابتها عن كيف ترى‬
‫الحياة التي تعيشينها فقالت " مضطربة غير آمنة " ‪ " ،‬ألنو ماكنش عبد نعيش عنجاله " أما‬
‫عن سؤال عندما تنجز عمل بماذا تشعر أجابت " نحس أني خدمت حاجة تفيدني ألني‬
‫خدمت عن روحي " وفيما يتعلق بهل أنت متقبلة الواقع الذي تعيشين فيه قالت " متقبلة أكيد‬
‫ألني ما نقدش نبدله عاالبيها قابالته " أما عن سؤال الموت وما هو بالنسبة لها‪ ،‬ومن ثم‬
‫أجابت " هناء‪ ،‬راحة‪ ،‬كي نعيش حياة مش راضية عنها نقول نموت خير " وفي رأيك لماذا‬
‫أتيت إلى الحياة أجابت " جيت بش نبني‪ ،‬نفيد ونستفيد نخدم حاجا نلقى في اآلخر ثمارها‬
‫وربي خالقنا لهدف‪ ،‬وأكبر هدف هو عمل الخير‪ ،‬ألنو يعود ليا وللناس لخرين " وهل الذي‬
‫تقومين به في هذه الحياة له معنى قالت " له معنى بالنسبة ليا فقط مثال قرايتي إذا قريت ليا‬
‫وإذا ما قريتش كذلك ليا " ومن ثم طرح آخر سؤال والمتعلق بهل تحبين الحياة ؟ ولماذا؟‬
‫أجابت " في الوقت هذا ال‪ ،‬ألنو ما كانش عبد معين نعيش عنجاله"‪.‬‬

‫‪ 3-3‬التحليل العام للمقابلة مع الحالة الثالثة ‪:‬‬


‫من خالل إجراء المقابلة النصف موجهة مع الحالة الثالثة يمكن تحليلها كاآلتي‪:‬‬
‫تبين أن الحالة تخاف من المستقبل كثيرا وتفضل التفكير في عيش يومها الحاضر "‬
‫خايفة من المستقبل بصفة عامة نحب نعيش يومي ومانخممش في غدوا ألني نخاف من اللي‬
‫جاي " وما عزز ذلك عدم ثقتها في الناس " ال أثقف في الناس ألنهم ما يقولوش الصراحة في‬
‫وجهك "‪ ،‬وكذلك عدم إحساسها باألمان وقد يرجع ذلك إلى غياب سند في حياتها ليشعرها‬
‫براحة البال وتلجأ إليه كلما أرادت ذلك " ما نيش حاسة باألمان " و"لو أنو األم اللي ربيتني‬
‫كانت عايشة "‪ ،‬إن شعور االبن بالنبذ والحرمان ‪,‬نتيجة لفقدان العالقة بينه وبين األم ‪,‬تتولد‬
‫عنده مشاعر عدم االنتماء والذي ينتج عنه شعوره باالغتراب النفسي‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫(فيصل عباس‪،2008،‬ص‪)86‬‬
‫كما أن الحالة عاشت حرمان عاطفي في طفولتها وقد عبرت عن ذلك بقلق يصاحب‬
‫قولها " إنسانة تحرمت من طفولتها " مما قد يؤدي هذا إلى شعورها باالغتراب النفسي‪ ،‬وهذا‬
‫ما ذهبت إليه إجالل سري أن من أسباب االغتراب النفسي حالة الحرمان من الرعاية‬
‫الوالدية التي تؤدي إلى التوتر واالنفعال والقلق والشعور باالغتراب النفسي‪.‬‬
‫( سناء زهران‪،2004،‬ص ‪) 108‬‬
‫باإلضافة إلى ماعانته الحالة من اضطراب في التنشئة وذلك من خالل عدم‬
‫استقرارها وهي في مرحلة الطفولة في أكثر من بيئة‪ ،‬وقد تبين ذلك من خالل قولها بأنها‬
‫تريد تربية أطفال يعيشون ما عاشته هي " المهم ما يعانوش الشيء اللي نايا عاشته " مما قد‬
‫يعزي هذا االضطراب إلى شعورها باالغتراب النفسي باعتبار أن احباطات الطفولة‬
‫وأساليب التنشئة االجتماعية وكذلك العوامل الوجدانية والشخصية تؤدي إلى االغتراب‬
‫النفسي‪.‬‬
‫( فاروق عثمان‪،2001،‬ص ‪)137‬‬
‫كما صرحت الحالة بان هناك موضوعا محدد تحاور نفسها به دائما " أني نجيب أوالد‬
‫نربيهم " مما قد يدل هذا إلى أن هناك حوار ذاتي قائم بينها وبين ذاتها تلجأ إليه الحالة نتيجة‬
‫لعدم ثقتها فيمن هم حولها ‪,‬وفي جميع األحوال تركها تحاور نفسها في أي موضوع إذ جعلت‬
‫من ذاتها شخص آخر تحاوره وال تثقف في غيره‪.‬‬
‫أما في المحور الثاني لوحظ أن الحالة ال تشعر باالنتماء لمجتمعها بل هو الذي‬
‫ينتمي إليها على حد قولها " هو ينتمي لي أما نايا فال " وقد يدل ذلك على غربتها عن الناس‬
‫الراجع لعدم ثقتها بهم‪ ،‬الشيء الذي كررته في أكثر من موضع " ألني ما نثق في حتى واحد‬
‫"‪ ،‬أما عن عالقتها بالمحيطين بها فهي سطحية وأهلها فوق السطحية ولم تتحدث عنهم أكثر‬
‫من ذلك " عالقتي بهم سطحية أما أهلي فوق السطحية " إذ قد يدل هذا على شكل العالقة‬
‫التي عاشتها ولتزال تعيشها الحالة مع أهلها أما نظرتها للصداقة فهي نظرة سلبية " ما‬
‫عدتش نمن بحاجة اسمها الصداقة "‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وتحب الحالة وتفضل الجلوس لوحدها كثيرا في معظم أوقاتها " نقعد كل األوقات‬
‫وحدي نفرح لروحي ونحزن لروحي " وهذا قد يدل على انعزالها وبقاءها وحيدة‪،‬مما‬
‫أشعرها ذلك بأنها إنسانة غريبة وسط المجتمع الذي تعيش فيه " نحس روحي غريبة وسطهم‬
‫" وقد استقبلت هذا السؤال بصمت لمدة طويلة مع احمرار للعين ورغبة في البكاء مما جعلنا‬
‫ندرك الوضع الذي هي عليه من شعورها بعدم االنتماء والعزلة وقد يعزي هذا أيضا إلى عدم‬
‫ثقتها في من هم حولها‪.‬‬
‫( عباس يوسف‪،2004،‬ص ‪)23‬‬
‫تعيش الحالة حياة مضطربة غير آمنة تخلو من سند تلجأ إليه كلما احتاجت له " حياتي‬
‫مضطربة غير آمنة " قد يرجع هذا إلى عدم إحساسها باألمان واالستقرار الناتج عن‬
‫االضطراب في التنشئة الذي عاشته في فترة الطفولة و ال تزال تعيشه وقد يرجع هذا إلى‬
‫غياب مصدر األمان الذي تبحث عنه " لو انو األم اللي ربتني كانت عايشة " والتي من‬
‫خاللها قد تشعر الحالة باالنتماء ‪.‬‬
‫الوضع والواقع الذي تعيشه الحالة المليء بالحرمان واإلحباط والضغوطات أدى بها‬
‫إلى أن غاصت في أفكار سوداوية نتج عنها اليأس من الحياة و أصبحت ترى من الموت‬
‫راحة لها " الموت ‪ ،‬الموت هناء وراحة " وقد يدل ذلك على عدم رضاها عن الوضع الذي‬
‫تعيشه وترفض حبها للحياة " في الوقت هذا ال " كما لوحظ على الحالة أيضا حبها للتملك‬
‫الذي ظهر من خالل أجابتها في المحور الثاني عن أقرب الناس بالنسبة لها " هي جارتي‬
‫"س" نحبها ليا وحدي وما يشاركني فيها حتى واحد " وعزز ذلك إجابتها مرتين بان قيامها‬
‫بأي إنجاز يعود بالفائدة لها فقط " ألني خدمت عن روحي " و " عندها معنى بالنسبة ليا نايا‬
‫بركا "‪.‬‬
‫وقد يعتبر ذلك اضطراب عالئقي الذي نتج عن الخبرات الصادمة التي عاشتها في‬
‫مرحلة الطفولة والتي تعتبر من العوامل النفسية لالغتراب النفسي ‪.‬‬
‫( سناء زهران‪،2004،‬ص ‪)108‬‬

‫‪ 3-4‬نتائج تحليل المقابلة مع الحالة الثالثة ‪:‬‬


‫‪73‬‬
‫من خالل ما ورد في التحليل العام للمقابلة مع الحالة الثالثة الممكن تفسيرها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫* الحالة ال تعيش غربة عن الذات وذلك من خالل عدم ثقتها في الناس حيث اتخذت من‬
‫ذاتها شخص آخر يشاركها حوارها ‪.‬‬
‫* تعيش الحالة عزلة اجتماعية من خالل خوفها من الناس وعدم تقبلها لوضعها‪,‬مما نتج عنه‬
‫عدم رغبتها في التحدث معهم ‪,‬مع تفضيلها للوحدة التي نتج عنه عدم شعور الحالة باالنتماء‪.‬‬
‫* الحالة ال ترى من حياتها جدوى إن لم يكن فيها ما يستحق للعيش من اجله مما يعني ال‬
‫وجود لمعنى أي شيء في حياتها‪.‬‬

‫‪ .4‬الحالة الرابعة‬
‫‪ 4-1‬تقديم الحالة‬
‫االسم‪ :‬سارة‬
‫السن‪ 17 :‬سنة‬
‫المستوى الدراسي‪ :‬أولى ثانوي‬
‫المستوى االجتماعي‪ :‬جيد‬
‫سبب التكفل‪ :‬رغبة األم في تربية يتيم‬
‫سارة مراهقة مجهولة الوالدين ‪ ،‬تبلغ من العمر ‪ 17‬سنة ‪ ،‬أخذتها أمها التي تكفلها‬
‫وعمرها ‪ 24‬يوما من مؤسسة استشفائية‪.‬‬
‫تلقت سارة تربية اتسمت بالدالل المفرط والخوف الزائد عليها ‪ ،‬عرفت حقيقة وضعها‬
‫العام الماضي من قبل أمها التي تكفلها عندما كانت تدرس في السنة التاسعة أساسي مما أدى‬
‫إلى انخفاض مستواها الدراسي حينها‪.‬‬
‫تقبلت سارة الحقيقة تدريجيا لكونها كانت تسمع من قبل أنها ليست ابنة تلك العائلة‪.‬‬
‫الحظنا على سارة حدة الذكاء‪ ،‬كما تمتاز بحضور بديهي مع العصبية في المزاج والعناء‬
‫وفرط الحركة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫وضع سارة في الوقت الحالي مستقرة مع عائلتها الكافلة ووالديها أغلى شيء عندها‬
‫وال تتخيل الحياة من دونهما‪.‬‬
‫تواصل سارة دراستها حاليا وترغب في أن تتحصل على شهادة جامعية لتؤمن‬
‫مستقبلها‪.‬‬
‫أما عن والديها الحقيقيين ترغب في التعرف عليهما لكن ليس في الوقت الحاضر‬
‫وذلك حتى تنهي دراستها‪ ،‬وذلك بهدف التعرف على نسبها ال أكثر‪.‬‬

‫‪ 4-2‬ملخص مضمون مجريات المقابلة مع الحالة الرابعة ‪:‬‬


‫كانت المقابلة مع سارة يوم الخميس ‪ 02‬ماي ‪ 2010‬على الساعة ‪ 9:30‬صباحا‬
‫ودامت ‪ 45‬دقيقة ‪.‬‬
‫وصلت الحالة قبل موعد المقابلة بدقائق إلى مكتب األخصائية وكانت متشوقة إلى‬
‫األسئلة التي ستطرح عليها ‪.‬‬
‫بعد جلوس الحالة في مكانها‪ ،‬بدأت الطالبة بإعطاء لمحة عن طبيعة وشكل المقابلة‬
‫التي ستجري وذلك بهدف تهيئة الحالة للمقابلة‪.‬‬
‫بدأت الطالبة المقابلة بطرح أول سؤال فيها والمتعلق بكيف تحس الحالة مع نفسها ؟‬
‫وكان الجواب "كاين وحدة الحداثة ديما دور في بالي وهي نايا وشي مصيري في المستقبل "‬
‫ثم اتبعته بسؤال هل أنت راضية عن نفسك ؟ أجابت الحالة "مش ياسر‪ ،‬كاين حاجة فيا حابه‬
‫نبدلها وهي العصبية "‪ ،‬أما حين تحاور نفسها ماذا تجد أجابت ؟ "اقلق ويجي في بالي يا‬
‫ندرا بعد والديا واش مصيري "‬
‫وحين طرحت الطالبة للحالة عن ماذا تحب من هذه الدنيا قالت "يديمولي والديا‬
‫ويكبروني ويتهنو عليا " ‪،‬كما صرحت الحالة أن هناك موضوعا يشغل تفكيرها وتحاوره‬
‫دائما مع ذاتها " والديا يديمولي و إال ال ‪،‬وشي مصيري بعدهم " ‪ ،‬كما الحت الطالبة خوف‬
‫الحالة من المستقبل في عينها ومالمح وجهها التي تعبر عن تساؤل ال إجابة له أما عن‬
‫إجابتها على هل تعرفين من أنت ؟ وماذا تريدين ؟ والى أين أنت ذاهبة ؟فصرحت "نعم‬
‫عارفه روحي ‪،‬إنسانة عادية وحابه نبقى مع والديا و رايحة إلى النجاح في دراستي وحابه‬

‫‪75‬‬
‫أهلي يتهنو عليا "‪،‬أما عن إجابتها كيف تسيرين في هذه الحياة ؟ أجابت ماتي‪،‬ماتي ‪،‬مانش‬
‫مستقيمة في تصرفاتي‪ ،‬شوي عوجه "‪.‬‬
‫انتهت الطالبة من طرح أسئلة المحور األول والدخول إلى المحور الثاني وكان ذلك‬
‫مع استجابة الحالة لها وتشوقها لسماع أسئلة أخرى‪ ،‬وهذا ال يستبعد أن الحالة كانت مفرطة‬
‫الحركة بشكل كبير ‪،‬إال أنها كانت ذكية في إجاباتها‪.‬‬
‫طرحت الطالبة على الحالة سؤال هل تنتمين إلى المجتمع الذي أنت فيه؟ أجابت "أنا‬
‫منهم وهم مني "أما عن عالقتها باآلخرين صرحت " عادي ما كاين حتى مشاكل ألني‪ ،‬نحب‬
‫الناس وعالقتي معاهم مليحة‪،‬عندي صاحبات يؤمنوني على سرهم‪ ،‬بصح نايا ما نعطي‬
‫سري ألني ما نثق في حتى واحد "‪.‬‬
‫أما سؤال الوحدة استقبلته الحالة بشيء من االبتسامة قائلة "كي نتعارك مع بابا وال‬
‫ماما "‪.‬أما عن رغبتها في الجلوس وحدها قالت "نقعد وحدي كي نكون مقلق" وتقضي الحالة‬
‫وقت فراغها على حد قولها "كي نقعد قاعدة ما عندي حتى شيء نخدم حاجه في أيدي‪ ،‬وإال‬
‫نتفرج على التلفزيون "أما عن سؤال اقرب الناس إليها وشكل العالقة معهم ‪،‬قالت‬
‫الحالة"ماما‪،‬بابا‪،‬إخوتي وأخواتي ‪،‬وعالقتي معاهم سمحة ‪،‬وممكن تظهر مشاكل مع إخوتي‬
‫بصح تروح مع األيام "‪.‬‬
‫كما أجابت الحالة عن سؤال العزلة بكل ثقة مما ظهر من خالل طريقة اإلجابة "أكيد‬
‫كيما الزم نقعد مع الناس‪،‬الزم نقعد مع روحي‪ ،‬ألنو عندها حق عندي" ‪.‬‬
‫أما عن شعورها عندما يحيطون الناس بها في مناسبة معينة قالت "نحب نقعد مع‬
‫الناس على حسب نفسيتي‪ ،‬إذا كنت مريحة نفرح بيهم وبالعكس "‪.‬‬
‫دخلت الطالبة للمحور األخير‪ ،‬والحالة ما زالت مستجيبة معها ومرتاحة لها ‪،‬إذ سئلت‬
‫الطالبة الحالة عن الحياة التي تعيشها كيف تراها ‪،‬أجابت "مثلي مثل غيري ‪،‬بل خير من‬
‫ناس ياسر"‪ ،‬أما عن شعورها عندما تنجز عمال قالت "نحس روحي كد المسؤولية "‪ ،‬واصلت‬
‫الطالبة بسؤال هل أنت متقبلة الواقع الذي تعيشين فيه" تمنيت إنوا هاذوما والديا الحقيقيين"‪،‬‬
‫أما الموت فتراه الحالة على حد قولها "حاجا مكتوبة علينا "‪،‬أما بالنسبة لسبب مجيئها للحياة "‬
‫بش نخدمو حاجه سمحه في المجتمع ‪،‬نرضي والديا‪ ،‬ونرضي ربي و الناس الكل ‪ ،‬جينا هكا‬
‫‪76‬‬
‫للدنيا "‪ ،‬كما أجابت الحالة سؤال هل ما تقومين به في هذه الحياة له معنى أجابت برفع‬
‫حواجب العين مع ارتفاع في نبرة الصوت " مدام ديرتها أكيد عندها معنى "‪.‬‬
‫و ختمت الحالة المقابلة بإجابتها على آخر سؤال فيها و هو هل تحبين الحياة ؟ و لماذا‬
‫؟ فقالت " أكيد نحبها ألني نحب نعيش و نستمتع بالحياة إلي أعطاهيلي ربي " ‪.‬‬

‫‪ 3-3‬التحليل العام للمقابلة مع الحالة الرابعة ‪:‬‬


‫من خالل إجراء المقابلة النصف موجهة مع الحالة الرابعة يمكن تحليلها كالتالي‪: ‬‬
‫تبين لنا أن الحالة من خالل المقابلة تحاور نفسها كثيرا في مواضيع عدة أهمها‬
‫مصيرها في المستقبل "نايا وشي مصيري في المستقبل "وأنها تحمل سمة ترغب في تغييرها‬
‫"كاين حاجة فيا حابه نبدلها وهي العصبية "كما تحاور الحالة نفسها كثيرا عن حياتها بعد‬
‫واليديها "والديا يديمولي ‪،‬وال ال‪،‬وش مصيري بعدهم " وهذا قد يدل أن هناك حوار ذاتي تلجأ‬
‫إليه الحالة لعدم ثقتها في الناس وذلك من خالل إجابتها في المحور الثاني للمقابلة "عندي‬
‫صاحبات يؤمنوني عن سرهم ‪,‬يصح نايا ما نعطيش سري ‪،‬ألني ما نثق في حتى واحد"‪،‬أما‬
‫عن انتماءها للمجتمع الذي تعيش فيه تقول"أنا منهم وهم مني "وعالقتها مع المحيطين بها‬
‫فهي عالقة جيدة على حسب قولها "نحب الناس ‪،‬وعالقتي بيهم مليحة"‬
‫وهذا قد يدل على اجتماعية الحالة التي لوحظت ‪،‬وشعورها بانتمائها لمن حولها كما أكدت‬
‫الحالة على أن لذاتها عليها حق "أكيد كيما الزم نقعد مع الناس ‪,‬الزم نقعد مع روحي ‪،‬ألنو‬
‫عندها حق عندي " وهذا قد يدل على وجود الحوار الذاتي الذي تلجأ إليه الحالة ‪.‬‬
‫أما في المحور األخير تميزت إجابات الحالة "بااليجابية حيث ترى بأنها مثل غيرها‬
‫وربما أفضل منهم "مثلي مثل غيري ‪ ،‬بل خير من ناس ياسر " وهذا قد يدل على تقبلها‬
‫لحياتها ولوضعها ومن التعلق الكبير للحالة بوالديها الكافلين لحبها الكبير لهما‪ ،‬تمنت أنهم لو‬
‫كانا والديها الحقيقيين " تمنيت إنهم والديا الحقيقيين "‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫كما الحظنا عال الحالة الثقة في النفس بصورة كبيرة من خالل طريقة إجابتها ألسئلة‬
‫المقابلة "نحس روحي كد المسؤولية "وكذا "مادام درتها أكيد ليها معنى عندي "‪،‬الحالة تحب‬
‫الحياة التي تعيشها الشيء الذي تبين من خالل إجابتها "نحب الحياة أكثر‪،‬ألني نحب نعيش‬
‫ونستمتع بالحياة " وقد يدل هذا على أنها ترى لوجودها معنى في الحياة وأنها أتت لتحقيق‬
‫هدف معين "بش نخدموا حاجه سمحة في المجتمع ‪،‬أرضي والديا ‪،‬وأرضي ربي ‪،‬والناس‬
‫الكل هكا جينا للدنيا ‪.‬‬

‫وهكذا فان اعتماد اآلباء أسلوب التفهم والتقبل والحوار على قضاء حاجاتهم ألجل‬
‫إعطائهم القدرة على تحمل المسؤولية وبث روح الثقة في النفس عندهم إذ يعمل هذا على‬
‫انعدام ظهور االغتراب النفسي لدى المراهق‪.‬‬
‫(سناء زهران‪،2004،‬ص‪)114‬‬
‫وهذا ما وجدناه عند العائلة المتكفلة بالحالة الرابعة ‪.‬‬

‫‪ 4-4‬نتائج تحليل المقابلة مع الحالة مع الرابعة ‪:‬‬


‫من خالل ما ورد في التحليل العام للمقابلة مع الحالة الرابعة يمكن تفسيرها على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تعيش الحالة حوار ذاتي مع نفسها في جميع المواضيع ‪,‬وأهمها مصيرها بعد والديها‬
‫والدال على خوف الحالة من المستقبل ‪,‬وهذا و هذا ال يستبعد ذلك الحوار الذي تلجأ إليه‬
‫نتيجة عدم ثقة الحالة في من حولها‪.‬‬
‫‪ -‬تشعر الحالة بانتمائها إلى مجتمعها وتعتبره جزءا منها ‪,‬نتيجة لطبعها االجتماعي وحبها‬
‫للناس مع تقبل لوضعيتها‪.‬‬
‫‪ -‬ثقة الحالة بنفسها وتقبلها لوضعيتها حيث ترى أنها أفضل من غيرها‪ ،‬ومع ذكاءها‬
‫الملحوظ في تفسيرها لألشياء جعلها ترى أن لوجودها معنى ولم تأتي عبثا‪ ،‬وذلك نتيجة الى‬
‫طبيعة العالقة التي تجمع الحالة مع أفراد أسرتها الكافلة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ـ الدراسة ‪:‬‬
‫مناقشة النتائج في ضوء فرضية‬
‫بعد تحليلنا للمقابالت للحاالت األربعة التي قمنا بدراستها ‪ ،‬توصلنا إلى نتائج متقاربة لثالث‬
‫حاالت بخالف حالة واحدة ‪ ،‬حيث كانت نتائج الدراسة على النحو التالي ‪:‬إثبات الفرضية في‬
‫ثالثة حاالت ‪ ،‬ونفيها في حالة واحدة ‪.‬‬
‫إذ تعاني الحالتين األولى و الثانية االغتراب النفسي من خالل تجليه في بعدين من األبعاد‬
‫المدروسة ‪ ،‬و هي الغربة عن الذات و العزلة االجتماعية ‪.‬‬
‫حيث تظهر الغربة عن الذات عند الحالة األولى في خوفه من مواجهة الناس و عدم رغبته‬
‫في تذكر حقيقة وضعه ‪ ،‬مما نتج عنه تعمد النسيان و ذلك على حد قوله ‪ ،‬حيث يلجأ الحالة‬
‫إلى ذلك لتخلص من أي فكرة أو موقف ال يرغب في استذكاره ‪.‬‬
‫أما عزلته االجتماعية فتظهر في عدم ثقته في الناس و الخوف من كالمهم ‪ ،‬األمر الذي‬
‫انعكس على عدم شعور الحالة باالنتماء للمحيطين به ‪ .‬و يرجع السبب الرئيسي في تجلي‬
‫هذين البعدين لدى الحالة نتيجة تعرضه لصدمة نفسية في مرحلة تعتبر حساسة من عمره ‪ ،‬و‬
‫التي كان سببها معرفة الحالة لحقيقة وضعه ‪.‬‬
‫توصلنا تقريبا لنفس النتائج مع الحالة الثانية ‪ ،‬في تجلي نفس األبعاد عندها مع اختالف في‬
‫أسباب تجليها على ما يبدو ‪.‬‬
‫إذ يرجع تجلي الغربة عن الذات لدى الحالة الثانية إلى عدم قدرته على مواجهة نفسه من‬
‫خالل تجنبه الجلوس وحيدا ‪ ،‬رغم انشغاله في الفترة الحالية بفكرة رغبته في البحث عن‬

‫‪79‬‬
‫والديه الحقيقيين ‪ ،‬باإلضافة إلى تجلي بعد العزلة االجتماعية و الذي يرجع إلى محدودية‬
‫العالقات التي يقيمها الحالة مع المجتمع الخارجي ‪ ،‬و تفضيله قضاء معظم أوقات فراغه في‬
‫البيت‪ ،‬و قد ذهبت في هذا السياق دراسة " كااليبرس ‪ " 1987‬في إرجاع االغتراب النفسي‬
‫إلى عوامل نفسية ( الذات ) و اجتماعية ( المجتمع ) ‪ ،‬و اقترح بضرورة دمج و مشاركة‬
‫المراهقين في األنشطة االجتماعية مما يزيده الثقة في النفس مع تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫( ثناء الضبع ‪ ،‬الجوهرة آل سعود ‪ ،‬ب س‪ ،‬ص‪) 35‬‬
‫و يرجع تجلي هذه األبعاد عند الحالة الثانية إلى الخبرات الصادمة التي تعرض إليها الحالة‬
‫في طفولته ‪ ،‬مع ما لحظناه من تناقض في شخصيته ‪.‬‬
‫و هذا ما يؤكد تحقيق الفرضية عند كل من الحالة األولى و الثانية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبعد الالمعنى نجد األمر نفسه حيث ترى الحالتين األولى و الثانية أن لوجودهما‬
‫معنى في هذه الحياة ‪،‬من خالل عيش الحالة األولى لقصة عاطفية رسم من خاللها هدفا ‪ ،‬أما‬
‫الحالة الثانية فيرجع إلى طبيعة التنشئة التي تتسم بالطابع الديني ‪.‬‬
‫أما الحالة الثالثة فتعاني االغتراب النفسي من خالل تجليه في بعدي العزلة االجتماعية و‬
‫شعورها بالالمعنى ‪ ،‬إذ تشترك هذه الحالة مع الحالتين األولى و الثانية في تجلي بعد العزلة‬
‫االجتماعية عندها ‪ ،‬و التي تظهر في نفس السياق تقريبا للحالة األولى و هي في انعدام الثقة‬
‫في الناس إال أنها تختلف في سبب ظهورها ‪ ،‬إذ ترجع أسبابه بالنسبة للحالة الثالثة للحرمان‬
‫العاطفي الذي عاشته في مرحلة الطفولة باإلضافة إلى اضطراب في التنشئة االجتماعية ‪.‬‬
‫مع تجلي بعد الالمعنى لدى الحالة الثالثة و الذي ظهر من خالل األفكار السوداوية التي‬
‫تحملها الحالة والتي نتج عنها اليأس من الحياة ‪ ،‬باإلضافة إلى غياب شخص تشعر باالنتماء‬
‫إليه و تعيش ألجله وهذا على حسب قولها ‪.‬‬
‫و هذا ما كشفت عنه دراسة "حمزة مختار ‪ " 1996‬على أن التنشئة البيئية السلبية التي يعيشها‬
‫الفرد تؤدي إلى توتره و انفعاله و شعوره بالوحدة النفسية و انه ال ينتمي إلى المجتمع الذي‬
‫هو فيه مما يشعره باالغتراب النفسي ‪.‬‬
‫(حمزة مختار‪،1996،‬ص ‪)138‬‬
‫و هذا ما يؤكد تحقق الفرضية عند الحالة الثالثة ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫و يتجلى بعد الغربة عن الذات عند الحالة الثالثة و ذلك ألنها اتخذت من ذاتها ملجأ تتخلص‬
‫به من الواقع الذي ال ترغب في مواجهته ‪ ،‬و تحاورها كشخص آخر ال تثق في غيره ‪.‬‬
‫أما الحالة الرابعة فإنها ال تعاني االغتراب النفسي ‪ ،‬مما ال يتجلى في أي بعد من األبعاد‬
‫المدروسة ‪ ،‬و يرجع ذلك لطبيعة العالقة القائمة بين الحالة ووالديها الكافلين ‪ ،‬إذ تتصف هذه‬
‫المعاملة الوالدية بالتفهم و التقبل و الحوار مما نتج عند الحالة الثقة بالنفس و إحساسها‬
‫بالمسؤولية ‪،‬و الذي ظهر من خالل تقبل الحالة لوضعها و رؤيتها بأنها أفضل بكثير من‬
‫غيرها ‪.‬‬
‫و مما يتبين لنا أن الفرضية لم تتحقق مع هذه الحالة ‪.‬‬
‫إن تجلي نفس األبعاد لدى كل من الحالة األولى و الثانية بحيث يرجع ذلك إلى مكانة الذكر‬
‫في المجتمع الذي تمت فيه الدراسة ‪،‬باعتباره أكثر تفاعال و تواصال به من الجنس اآلخر‪.‬‬
‫و باعتبار أن طبيعة األنثى تختلف عن طبيعة الذكر ‪ ،‬من حيث أنها ذات طابع استدخالي و‬
‫احتوائي و خانعة في الغالب ‪،‬هذا األمر يفسر انعكاس وجود الوالدين في الشعور باالغتراب‬
‫النفسي ‪ ،‬و هذا ما تبين عند الحالتين الثالثة و الرابعة ‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذه النتائج التي توصلنا إليها مع الحاالت التي قمنا بدراستها ‪ ،‬تبين لنا أن ثالثة‬
‫حاالت تعاني االغتراب النفسي من خالل تجليه في احد األبعاد المدروسة ‪ ،‬و حالة واحدة ال‬
‫تعاني االغتراب النفسي بنفس الدرجة مما يعني أن ما افترضناه في بداية الدراسة قد تحقق‬
‫عموما لدى هذه الفئة و هي فئة المراهقين مجهولي النسب المكفلين ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫خالصة عامة للنتائج‬
‫على ضوء هذه النتائج التي توصلنا إليها نستخلص أن‪:‬‬
‫‪ -‬الحالتين األولى والثانية يعانيان االغتراب النفسي‪ ،‬من خالل تجليه في غربتهما عن‬
‫الذات و عزلتهما االجتماعية‪.‬‬
‫ـ‬
‫‪ -‬الحالة الرابعة ال تعاني االغتراب النفسي مما ال يتجلى في أي بعد من األبعاد الموضوعة‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة تعاني االغتراب النفسي من خالل تجليه في عزلتها االجتماعية و شعورها‬
‫بالالمعنى‪.‬‬
‫معنى هذا أن ما افترضناه في بداية الدراسة قد تحقق ‪.‬‬
‫غير أن هذه النتائج تبقى في حدود حاالت الدراسة ومعطياتها والمنهج المتبع به‪.‬‬

‫اقتراحـــات و آفــاق الدراسة ‪:‬‬


‫‪ -‬اقتراحات ‪:‬‬
‫على ضوء النتائج التي توصلنا إليها يمكننا حصرها ببعض التوصيات واالقتراحات التي‬
‫نراها حسب رأينا ضرورية لفئة مجهولي النسب المكفولين ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة مرافقة كل مجهول نسب مكفل أخصائي نفسي ‪,‬مما تحتاجه هذه الفئة من متابعة‬
‫نفسية‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة دورات ومحاضرات حول هذه الفئة لتوعية المجتمع والكافلين كذلك مما تحتاجه من‬
‫مساندة نفسية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع العائالت على كفالة مثل هذه الحاالت لتعويضهم الجو األسري الذي حرموا منه‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ -‬العمل على إنشاء مؤسسات إيوائية في الوالية لهذه الفئة‪.‬‬

‫‪ -‬آفـــــاق الدراسة ‪:‬‬


‫استنادا على اإلطار النظري والدراسات السابقة ونتائج الدراسة نقترح بعض‬
‫ـ التي تحتاج إلى دراستها وذلك كما يلي‪:‬‬
‫المواضيع‬
‫‪ -‬االغتراب النفسي وعالقته بالتنشئة االجتماعية لدى المراهق مجهول النسب المكفل‪.‬‬
‫‪ -‬االغتراب النفسي وعالقته باألمن النفسي لدى المراهق مجهول النسب المكفل‪.‬‬
‫‪ -‬المعاش النفسي لدى المراهق مجهول النسب – دراسة مقارنة بين المؤسسات اإليوائية‬
‫واألسر البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬صورة الذات وعالقتها بالتوافق النفسي واالجتماعي لدى المراهق مجهول النسب‪.‬‬
‫‪ -‬التوافق االجتماعي وعالقته بإثبات الهوية لدى المراهق مجهول النسب‪.‬‬

‫الصعوبــــات‬
‫أكيد أن لكل دراسة صعوبات تواجهها‪ ،‬ونحن في دراستنا هذه واجهتنا صعوبات‬
‫وعقبات كادت أن تعيق بحثنا هذا ونستخلصها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الصعوبة الكبيرة في إيجاد مجموعة البحث وذلك لحساسية وضعهم‪.‬‬
‫‪ -‬فقر الوالية للمؤسسات اإليوائية الخاصة لهذه الحاالت‪ ،‬األمر الذي جعلنا إلزاما تغيير‬
‫مجرى دراستنا‪.‬‬
‫‪ -‬ندرة المراجع الخاصة بفئة مجهولي النسب لالستعانة بها‪.‬‬
‫‪ -‬النقص الشديد للدراسات السابقة الخاصة بفئة مجهولي النسب العتماد عليها في الجانب‬
‫النظري والتطبيقي‪.‬‬

‫‪83‬‬
84

You might also like