You are on page 1of 2

‫مقـدمــة‬

‫يعد االغتراب النفسي من المشكالت النفسية واالجتماعية التي القت اهتماما كبيرا من‬
‫قبل علماء النفس واالجتماع‪ ،‬إذ يعتبر من الظواهر التي ازداد انتشارها في اآلونة األخيرة‬
‫نتيجة التغيرات الحاصلة في هذا العصر‪ ،‬و ما يسبب من ظهور الكثير من األضرار سواء‬
‫النفسية أو االجتماعية الخطيرة على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫و تبرز هذه الظاهرة في مرحلة المراهقة بسبب ما تشهده هذه المرحلة من تغيرات‬
‫سريعة في جميع جوانب النمو والتي من شأنها التأثير وبقوة على شخصية المراهق إذ تعد‬
‫مرحلة البحث عن الهوية‪.‬‬
‫كما ينظر إلى األسرة هنا والمجتمع المحيط بالمراهق بأنهما يمثالن سببا كافيا لظهور‬
‫االغتراب النفسي لديه وذلك لما أرجحه العلماء‪ ،‬أن من أسباب ظهوره الحرمان من اإلشباع‬
‫العاطفي والوحدة وعدم الشعور بالدفء األسري‪.‬‬
‫(محمدي عبد اهلل ‪ 2003 ،‬ص ‪) 322‬‬
‫و من هنا سلطنا الضوء في دراستنا هذه على فئة تعتبر ضحية المجتمع الذي تنتمي إليه‬
‫وهي فئة مجهولي النسب المكفلين من حيث أنها فئة يمكن أن تعاني التهميش ‪ ،‬كما تعاني‬
‫الكثير حتى تثبت هويتها‪.‬‬
‫وقد حاولنا من خالل هذه الدراسة التطرق إلى االغتراب النفسي كأحد االضطرابات‬
‫النفسية التي عرفت انتشارا واسعا في هذا العصر لدى فئة المراهقين عموما و خاصة فئة‬
‫المراهقين الذين يعانون من مشكالت إضافية و منهم المراهقين مجهولي النسب‪.‬‬
‫ومن اجل أن يستوفي الموضوع حقه فقد تم تناوله من خالل جانبين ‪:‬‬
‫جانب النظري وجانب التطبيقي‪.‬‬
‫الجانب األول وهو النظري الذي عرض فيه الفصول التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬تضمن طرح اإلشكالية وفرضيات الدراسة‪ ،‬وكذا التعاريف اإلجرائية مع‬
‫أهداف وأهمية الدراسة وحدودها‪ ،‬مع التطرق إلى بعض الدراسات السابقة التي تناولت‬
‫موضوع دراستنا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬الذي يحتوي على أهم جانب من جوانب الموضوع الدراسة أال وهو‬
‫االغتراب النفسي من خالل تعريف االغتراب مع ذكر بعض السياقات التي يوجد فيها‬
‫وأنواعه ثم االغتراب النفسي وتعريفه وذكر أبعاده مع النظريات المفسرة له وأسباب ظهوره‬
‫مع التطرق في األخير إلى مواجهته‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬الذي يتضمن المراهقة مع التسليط على كل جوانبها والى المراهق مجهول‬
‫النسب المكفل مع تعريفه وعوامل ظهوره وكذا تعريف الكفالة واألسرة الكافلة والشروط‬
‫الواجب توافرها في تلك األسر مع ذكر محاسنها ومسارها‪ ،‬ثم حاجات ومشكالت هذه الفئة‬
‫وفي األخير وضعيتهم في الوسط الجزائري‪.‬‬
‫أما الجانب الثاني وهو التطبيقي والذي اشتمل على الفصلين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل الرابع‪ :‬الذي يتضمن إجراءات الدراسة الميدانية من خالل تحديد المنهج المتبع‬
‫والحاالت واألدوات وخطوات الدراسة االستطالعية واألساسية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الخامس‪ :‬تم فيه عرض ومناقشة نتائج الدراسة من خالل عرض تقديم حاالت‬
‫الدراسة والمضمون مجريات المقابلة ثم التحليل العام للمقابلة التي أجريت معهم ثم تم‬
‫مناقشة النتائج في ضوء فرضية الدراسة وفي األخير تم تقديم الخالصة العامة للنتائج ‪ ،‬مع‬
‫التطرق إلى اقتراحات و آفاق الدراسة ‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like