Professional Documents
Culture Documents
تمهـيـد
.2الدراسة االستطالعية
2-1ميدان الدراسة
.3الدراسة األساسية
خالصـة الفصل
تمهيد:
بعد تعرضنا في الفصول السابقة لمختلف الجوانب النظرية لموضوع بحثنا ،سوف
نتعرض في هذا الفصل إلى المنهج المتبع وإجراءات الدراسة االستطالعية والتعريف بميدان
الدراسة ،وكذالك الحاالت وخصائصها واألدوات المستخدمة ،و ما تم في الدراسة األساسية.
-1منهج الدراسة األساسية:
إن مشكلة الدراسة أو طبيعة الموضوع هي التي تفرض وتحدد لنا نوع المنهج
المتبع حيث من غير المعقول أن نجد دراسة أو بحث علمي يخلوا من منهج يتبعه الباحث
للوصول إلى نتائج تمكنه من إثبات أو نفي فرضياته التي وضعها لدراسة ويعرف محمد شفيق
المنهج على أنه :الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة والكتشاف الحقيقة وإجابة
على األسئلة واالستفسارات التي يثيرها موضوع البحث وهو البرنامج الذي يحدد لنا سبيل
للوصول إلى تلك الحقائق وطرق اكتشافها
( محمد شفيق ،1998 ،ص )78
وبما أن موضوع بحثنا هو االغتراب النفسي لدى المراهق مجهول النسب فأننا
اعتمدنا على المنهج العيادي باعتباره األنسب للموضوع الدراسة إذ هو طريقة ينظرها غالى
السلوك من منظور خاص فهو يحاول الكشف على كينونة الفرد وما يشعر به والسلوكيات
التي يقوم بها لوقف ما كان يبحث عن معنى المدلول هذا السلوك والكشف عن الطرق النفسية
مع أظهار دوافعها وردود أفعاله اتجاهها من أجل التخلص منها.
) M. reuhlin . 1994 . p : 101 (
ولذلك ولطبيعة موضوع الدراسة انتهجنا منهج دراسة الحالة الذي يعرف باالطار
الذي ينظم ويقيم فيه األخصائي اإلكلنيكي بكل المعلومات والنتائج التي يحصل عليها من الفرد
وكذلك عن طريق المالحظة والمقابلة والنتائج االجتماعية والسيرة الشخصية واختبارات
السيكولوجية والفحوص الطبية.
( حسن عبد المعطي ،2000 ،ص ) 31
51
وعليه فان منهج دراسة الحالة يهتم بتفسير الظواهر السلوكية السوية والمرضية
بغرض التعرف عليها وتحديد أغراضها والوقوف على أسبابها بدراسة شخصيته الفرد
ومتابعته وهذا لفهمه ومعرفة مدى تكيفه وهي بذلك تقوم على التحليل المتعمق لحالة محددة أو
عدد قليل من الحاالت من حيث المكان والزمان الموضوع بغرض التعرف الشامل الدقيق
عليها وتحليل كل ما يتعلق بالظاهرة أو المشكلة مجال الدراسة من جوانب وخصائص
واتجاهات .
(أحمد اللحلح ،مصطفى أبو بكر ،2001 ،ص )73
2الدراسة االستطالعية:
2-1ميدان الدراسة:
تعتبر الدراسة االستطالعية أول خطوة قمنا بها ،وهي من المراحل الهامة لكل بحث،
بقصد ضبط الفئة التي تتوفر فيها المعايير المشروطة في دراستنا.
ونظرا لحساسية الفئة و صعوبة إيجادها في البيئة التي تمت فيها الدراسة ،وذلك
باعتبار المجتمع السوفي من المجتمعات المحافظة لمثل هذه المواضيع ،إلى جانب المؤسسات
التي تتابع هذه الحاالت بسرية تامة ،األمر الذي جعلنا نتبع أساليبنا الخاصة في البحث عنهم
والتعرف عليهم عن بعد.
وبعد تعرفنا عليهم انتقينا منهم ما يوافق فئة محل الدراسة ،وتم أول لقاء بهم داخل
بيوتهم قصد معرفتهم عن قرب وأخذ موافقتهم للتعاون معنا.
2-2حاالت الدراسة االستطالعية:
بعد تعرفنا على حاالت الدراسة ،والتي يتراوح عددها ستة حاالت تتوفر فيها شروط
الدراسة مبدئيا ،ثم إجراء مقابالت معهم كل حالة على حدى ،حيث طرحت بعض األسئلة
المتعلقة بالظروف المحيطة بهم ،وبعد ذلك اخترنا منهم أربع ( )4حاالت فقط وهم من تتوفر
فيهم كامل الشروط الدراسة المراهقين مجهولي النسب مكفلين من طرف أسر يعملون حقيقتهم
ويتراوح أعمارهم ما بين 15إلى 20سنة أما الحاالت األخرى فقد تم استبعادها نظرا ألن سن
52
الحالة األولى يقل عن 15سنة والحالة الثانية يفوق سن العشرين ،وبعدما تم أخذ موافقة
الحاالت التي اختيرت كحاالت للدراسة.
53
2-3-4كيفية إجراء الدراسة:
بعد االتفاق مع الحاالت وأسرهم وأخذ موافقتهم وتعاونهم معنا على إجراء الدراسة
األساسية ،تم االتفاق على التوقيت والمكان وعدد المقابالت ومختلف الظروف المتعلقة
بإجراءات الدراسة.
وقد حددنا لكل حالة مقابلة على حدى والتي يتم فيها طرح أسئلة المقابلة المصممة سابقا.
وفي األخير تم إجراء الدراسة االستطالعية مع تحقيق األهداف التي وضعناها بالرغم
من تلقينا الكثير من الصعوبات التي أخذناها بعين االعتبار في الدراسة األساسية.
3الدراسة األساسية
3-1حاالت الدراسة األساسية:
وهي الفئة الممثلة لمجتمع البحث ،تعد مرحلة اختيارها و تحديدها أهم مرحلة في
البحث ،فمن خالل الزيارات االستطالعية التي قمنا بها تم اختيار حاالت الدراسة بطريقة
مقصودة ،تتمثل في أربعة حاالت من مراهقين مجهولين النسب مكفلين يعلمون بوضعهم،
تشمل كال الجنسين :ذكرين وأنثيين.
3-2األدوات المستعملة في الدراسة:
من أجل اإلجابة عن تساؤل الدراسة والتحقق من جميع البيانات والمعلومات الالزمة
عن موضوع دراستنا ،استعملنا من خالل تطبيقنا للمنهج العيادي للمالحظة والمقابلة النصف
موجهة.
3-2-1المالحظـة:
وهي أحدى وسائل جمع المعلومات وأقدمها والمتعلقة بسلوكيات الفرد الفعلية واتجاهاته
ومشاعره ،وتعني المالحظة توجيه الحواس واالنتباه إلى ظاهرة معينة رغبة في الكشف على
صفاتها وخصائصها توصال لكسب معرفة جديدة من تلك الظاهرة .
( ريحي الغليان ،عثمان غنيم ،2000 ،ص )112
54
وحسب : N .Sllamyهي منهج يتيح للباحث مالحظة سلوك الفرد.
وفي دراستنا استخدمنا المالحظة قصد تسجيل السلوكيات وردود األفعال الخارجية
التي تصدر عن األسئلة المطروحة في المقابلة النصف موجهة ،مثل الحركات ومالمح
الوجه واإليماءات وغيرها من الظواهر.
المقابلة :وهي عبارة عن محادثة موجهة بين الباحث وشUUخص أو أشUUخاص 3-2-2
آخرين ،بهدف الوصول إلى حقيقة أو موقف معين يسعى الباحث التعرف عليه من اجUUل
تحقيق أهداف الدراسة.
أما بنجهام "Pinghom " فيعرفها على أنها :المحادثة الجادة الموجهة نحو هدف غير مجرد
الرغبة في المحادثة لذاتها.
Uا
Uدى ،قمنU
ولجمع البيانات والمعلومات من قبل حاالت الدراسة كل واحد على حU
باستخدام المقابلة النصف موجهة كأداة أساسية في دراستنا هذه ،لكونها أنسب أداة لمثUUل
هذه الدراسات ،ومع هذا النوع من الحاالت ،األداة الوحيدة واألقرب لتواصل مع الحاالت،
من خالل ما نرى وما نسمع وما نحس ،وذلك أن من أهداف المقابلة توجيه كالم الحاالت
نحو هدف أو أهداف الدراسة ،مع الحفاظ على حرية تعبيرهم.
وتتضمن المقابلة على مجموعة أسئلة موضوعة في شكل محاور استسUUقيناها من
مقياس االغتراب النفسي لدكتور صالح الدين الجماعي ،وتم اختيار ثالثUUة أبعUUاد تبعUUا
Uوع في
Uي الموضU
Uتراب النفسU
Uرائي لالغU
لتساؤالت المطروحة آنفا وتبعا لتعريف اإلجU
دراستنا.
55
التي يعيشها ،باإلضافة إلى ما إذا كان هناك موضوع معين يتحدث به مع نفسه دائما ،و
هل يعرف من هو و ماذا يريد و إلى أين هو ذاهب ؟ .
أما عنوان المحور الثاني – العزلة االجتماعية – و الذي تدور أسئلته حول ما إذا كUUان
ينتمي إلى المجتمع الذي يعيش فيه ،و كيف هي عالقته بالمحيطين به ،و مUUتى يحس
بالوحدة ،و هل يحب العزلة ؟ .
و الحور األخير بعنوان – الالمعنى – و تدور أسئلته حول كيفية رؤيته للحياة التي يعيشها
،و هل هو متقبل واقعه المعاش ،و كيف ينظر إلى الموت ،و ما إذا كان يحب الحياة ،
و لماذا ؟.
3-3إجراءات الدراسة
Uاي
Uل 2010إلى 2مU
وقد تمت الدراسة األساسية في الفترة الممتدة من 23أفريU
،2010وكانت يوم بيوم ،إذ تضمنت مقابالت نصف موجهة مع حاالت الدراسة في مكتب
Uا
Uة ،طرحنU
األخصائية ،كل حالة على حدى ،حيث استغرقت كل مقابلة حوالي 45دقيقU
فيها األسئلة القسمة على شكل محاور مقتبسة من مقياس االغتراب النفسي لدكتور صالح
Uئلة
الدين الجماعي ،وتم طرح األسئلة بطريقة شفوية إلفساح مجال أكثر لإلجابة عن األسU
الموجهة لهم ،والتعبير عن أنفسهم بأكثر حرية ،و ذلك لربط كل إجابة وما صUUاحبها من
إيماءات وسلوكيات.
بعد إجراء المقابالت مع الحاالت تم تلخيصها ومن ثم تحليلها من أجل التوصل إلى
النتائج ،و هذا ما سيتم عرضه و توضيحه في فصل عرض ومناقشة النتائج.
خالصة الفصل
من خالل تناولنا في هذا الفصل المنهج المتبع ،و إلى الدراسة االستطالعية ،وإلى
تحديد حاالت الدراسة واألدوات المستخدمة ،سنتطرق في الفصل الموالي لعرض
والحاالت بالتفصيل ومناقشتها.
56