You are on page 1of 17

‫‪ -‬تمهيد ‪:‬‬

‫يعتبر الضغط بصفة عامة مرض العصر الرتباطه بالتغيرات االجتماعية السريعة و‬
‫( من طرف‬
‫المستمرة ‪ ,‬و ما يترتب عنها من متطلبات التكيف ‪ ,‬و قد تم صياغة هذا المصطلح‬
‫الطبيب الكندي سيلي هانس سنة ‪ 1936‬إثر دراسات قام بها في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الضغط ‪:‬‬
‫اختلف الباحثون في تعريفهم للضغط ‪ ,‬و هذا نتيجة اختالف تخصصاتهم العلمية و‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫و يعرف الضغط على أنه عبارة عن استجابة جسم اإلنسان لمتطلبات خارجية من عوامل‬
‫فيزيولوجية ‪ ,‬نفسية وفيزيقية توجد في المحيط الذي يعيش فيه على التوازن الجسمي و‬
‫العقلي الذي هو فيه ‪ .‬و هذه المحاولة في التكيف تعبر عن طريق استجابات هورمونية‬
‫عصبية ‪ ,‬فالفرد الملتزم و المخلص باإلضافة إلى ظروف العمل الضاغطة تحت ضغط‬
‫العطاء و في الوقت نفسه يواجه ظروف متغيرات خارجية عن إرادته و تحكمه تقلل من‬
‫فاعليته في القيام بعمله بالصورة التي تعكس دافعه الشخصي ‪ .‬فالممرضة مثال التي ال تتمكن‬
‫من إعطاء اهتمام شخصي لكل مريض بسبب كثرة المرضى في الجناح ‪ ,‬و األستاذ الذي‬
‫يواجه أعداد هائلة من التالميذ داخل القسم و بالتالي ال يتمكن من إعطاء وقت كاف لكل منهم‬
‫و غيرهم ممن يشتغلون في اإلدارات و مراكز الشرطة ‪ ,‬هؤالء هم أكثر الناس عرضة‬
‫لإلصابة بحالة اإلجهاد النفسي التي و في غالب األحيان يكون نتيجة التعرض لمجموعة من‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الضغوط ‪ .‬فهي حالة تصاحب الضغوط النفسية المتزايدة على الفرد‬

‫(‪ )1‬علي عسكر‪ :‬ضغوط الحياة و أساليب مواجهتها ‪ ,‬ط‪ , 2‬دار الكتاب الحديث ‪ , 2000 ,‬ص‪112‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -2‬تعريف اإلجهاد النفسي ‪ ( :‬االحتراق النفسي )‬
‫يختلف الباحثون في تعريف اإلجهاد حسب تخصصاتهم العلمية واالجتماعية ‪ ,‬فمثال‬
‫اإلجهاد عند المهندسين هو القوة الضاغطة على قطعة ما ‪ ,‬و عند األطباء هو التعب و‬
‫اإلرهاق المزمن ‪ ,‬و عند األخصائيين النفسانيين هو حصيلة تصاحب الضغوط النفسية ‪ ,‬لها‬
‫مظاهرها و أعراضها ‪.‬‬
‫و قد كان هانز سياي أول من أعطى تعريف لإلجهاد (‪ )1950‬بأنه استجابة جسدية غير‬
‫محددة بمتطلبات المحيط ‪ ,‬و تتكون من ردود أفعال سماها " أعراض التكيف العام و التي‬
‫تسير وفق ثالث مراحل و هي – مرحلة اإلنذار‪ -‬مرحلة المقاومة‪ -‬مرحلة اإلنهاك‬
‫واالستنزاف ‪.‬‬
‫‪ -‬و يشير ماك جراث ( ‪ : )1970‬إن اإلجهاد هو إدراك الفرد لعدم قدرته على رد فعل‬
‫مناسب للموقف ‪ ,‬مما يصحبه مظاهر سلبية تكون مؤشرا لهذا اإلجهاد (‪.)1‬‬
‫و يقول الزروس و فولكمان (‪ : )1984‬إن اإلجهاد يضمن جملة تعامالت و تبادالت الفرد‬
‫ومحيطه ‪ ,‬تتوسطها طريقتان تفاعليتان هامتان ‪ ,‬التقييم والمواجهة‬
‫‪ -‬و يرى كاري جرانس ‪ :‬اإلجهاد النفسي هو فقدان االهتمام باآلخرين الذين يتعاملون معه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كردود أفعال العمل‬
‫‪ -‬و بعرفه ‪ Vchio 1991‬و يتمثل االحتراق النفسي في مجموعة من المظاهر السلبية منها‬
‫على سبيل المثال ‪ :‬التعب ‪ ,‬اإلرهاق ‪ ,‬الشعور بالعجز وفقدان االهتمام باآلخرين ‪ ,‬فقدان‬
‫اهتمام بالعمل ‪ ,‬السخرية من اآلخرين ‪ ,‬الكآبة الشك في قيمة الحياة والعالقات االجتماعية‬
‫(‪)3‬‬
‫والسلبية في مفهوم الذات و التغيب المستمر عن العمل‬
‫‪ -‬و قد أكد باويل (‪ : )1994‬على العالقة التبادلية بين الضغط النفسي و مشاعر اإلجهاد أو‬
‫االحتراق النفسي و أوضح أن أعراض االحتراق النفسي تظهر في اإلحساس بالفشل و‬
‫الغضب و العناد و اإلحساس بالتعب معظم اليوم و فقدان اإلحساس اإليجابي نحو العمل‪ ,‬و‬

‫(‪ )1‬هانم محمد بركندية‪:‬مستوى ضغط المعلم و عالقته بالطمأنينة النفسية ‪ ,‬العدد ‪ ,1993 , 6‬ص ‪.29‬‬
‫( ‪,‬توزيع مكتبة‬
‫(‪ . )2‬زينب محمود شقير ‪ :‬مقياس االحتراق النفسي (اإلجهاد النفسي)في البيئة العربية (المصرية والسعودية)‬
‫النهضة المصرية ‪ ,‬القاهرة‪ ,1998 ,‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )3‬علي عسكر ‪ :‬المرجع نفسه ‪ ,2000,‬ص ‪.112‬‬
‫‪14‬‬
‫الغياب المتكرر و عدم المرونة و المقاومة ‪ ,‬التغيير والسلبية بصورة عامة في المعاملة مع‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬و يعرفه علي عسكر و آخرون (‪ )2000‬على أنه حالة من اإلنهاك واالستنزاف البدني و‬
‫االنفعالي نتيجة التعرض المستمر لضغوط عالية‪.‬‬
‫و مما سبق نالحظ اختالف الباحثين في مجال اإلجهاد النفسي في تعريفهم لهذا المفهوم ‪,‬‬
‫فمنهم من يقوم تعريفه لإلجهاد على المنبه و االستجابة و التفاعل مثل (الزروس‪ ,‬و فولكان ‪,‬‬
‫و جراث) ‪.‬و منهم من ركز على أعراض التكيف و سوء التكيف مع ضغوط الحياة مثل‬
‫(كاري جونس‪ ,‬علي عسكر ‪ )...‬و مع ذلك أبدى معظمهم اتفاقا في جوانب أخرى في‬
‫مضمون اإلجهاد كونه حالة توتر لدى الفرد تعرقل سير حياته و تكيفه مع محيطه و تؤثر في‬
‫أدائه ‪.‬و قد اندمجت هذه التعاريف لتحدد لنا أكثر مفهوم (اإلجهاد النفسي ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬نماذج اإلجهاد ‪:‬‬
‫تعتبر ظاهرة اإلجهاد ظاهرة غاية في التعقيد ‪ ,‬لذلك فقد عكف الباحثون في تحليلها ‪ ,‬من‬
‫خالل دراساتهم و التوصل إلى نتائج تتعلق باإلجهاد و متغيراته و يعتبر سيلي أول من حاول‬
‫تحليل الظاهرة ثم تاله باقي الباحثين في المجال وتمخضت عن هذه الدراسات اختالف نظرة‬
‫الباحثين وتحليل ظاهرة اإلجهاد فمهم من يراه من زاوية طبية (فيزيولوجية كيميائية) و‬
‫آخرون من ناحية معرفية نفسية و غيره ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬النموذج المهني لإلجهاد‪:‬‬
‫لقد صاغ "هاوس" نموذج اإلجهاد المهني سنة ‪ 1974‬فقد ركز "هاوس" في نموذجه‬
‫على خمسة (‪ )5‬متغيرات ضرورية لفهم موضوع اإلجهاد(‪ )1‬وهي‪:‬‬
‫( المؤدية لإلجهاد‪ .‬عبء العمل ‪...‬‬
‫‪ -1‬الظروف االجتماعية والموضوعية‬
‫‪ -2‬اإلدراكات الفردية لإلجهاد‪.‬‬
‫‪ -3‬االستجابات الفردية لإلجهاد المدرك إنكار (معرفية)‪ ،‬انهيار (نفسية)‪،‬‬
‫تدخين(سلوكية)‪.‬‬
‫‪ -4‬نتائج التحمل الكبير لإلجهاد المدرك‪ :‬للتعب الفكري ومرض األوعية القلبية‪.‬‬
‫(‪ )1‬عمار الطيب كشرود ‪ :‬علم النفسي الصناعي و التنظيمي الحديث ‪ ,‬مج ‪ , 02‬ط‪ , 1‬منشورات قاريوس ‪ ,‬بنغازي ‪ ,‬ليبيا‬
‫‪ 1995,‬ص ‪325‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -5‬المتغيرات الشرطية الفردية والموقفية‪ :‬إدارة البيت‪ ،‬رعاية األبناء‪ ،‬عبء العمل‪،‬‬
‫التزامات مالية‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ )01‬يوضح المتغيرات الخمس لحدوث اإلجهاد تبدأ بالظروف االجتماعية‬
‫المؤدية لإلجهاد ثم ادراكات الفرد لهذا اإلجهاد ومنه استجابات المعرفية السلوكية‬
‫والفيزيولوجية‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫المتغيرات الشرطية‪ :‬الفردية والموقفية‬

‫‪2‬‬ ‫اإلجهاد‬
‫المدرك‬ ‫‪3‬‬ ‫استجابات لإلجهاد ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفزيولوجية‬
‫‪ -2‬المعرفية(العاطفية)‬
‫‪ -3‬السلوكية‬
‫الــــدفــــــــــاع‬

‫‪1‬‬ ‫الظروف‬ ‫‪4‬‬ ‫النتائج‬


‫االجتماعية المؤدية‬ ‫التعـــــامـــــل‬ ‫‪ -1‬الفسيولوجية‬
‫لإلجهاد‬ ‫‪ -2‬المعرقية (العاطفية)‬
‫‪ -3‬السلوكية‬

‫شكل (‪ )01‬يوضح نموذج هاوس لإلجهاد المهني‬


‫‪ -3-2‬النموذج النفسي (المعرفي ) لإلجهاد ‪:‬‬
‫تمت صياغة هذا النموذج من طرف (الزوروس ‪ ) 1966‬واعتمد فيها الباحث عن‬
‫كيفية إدراك الحدث أو الموقف ‪ ,‬حيث أوضح أنه ال يمكن للفرد اعتبار الموقف مجهدا إال‬
‫إذا كان إدراكه كذالك ‪ ,‬وعلى أنه خطر مهدد ألمنه ‪.‬‬
‫والشكل رقم (‪ ) 02‬يوضح النموذج النفسي المعرفي ويتضمن تقييم الموقف الضاغط‬
‫أو المجهد فإذا كان تقييمه للموقف على أنه مسبب لإلجهاد فإنه سيكون كذالك عن طريق‬
‫المعايشة وبالتالي ستكون النتيجة إما االستجابة لإلنهاك أو الحياد عنه وذالك إما بالعمل‬
‫المباشر والعمل المخفف ‪.‬‬

‫العمل المباشر‬
‫‪16‬‬
‫‪3‬‬ ‫استجابات لإلجهاد‬
‫‪ -1‬الفسيولوجية‬
‫‪ -2‬المعرقية (العاطفية)‬
‫‪ -3‬السلوكية‬

‫العمل المخفف‬ ‫العمل المخفف‬ ‫العمل المخفف‬

‫العمل المخفف‬

‫التقييم‬ ‫المعايشة‬ ‫النتيجة‬


‫(‪)1‬‬
‫الشكل (‪ )02‬النموذج النفسي (المعرفي) لإلجهاد‬
‫‪ -3-3‬النموذج الكيميائي – الحيوي لإلجهاد ‪:‬‬
‫تمت صياغة هذا النموذج من طرف (هانزسيلي ‪ )1956‬و يهتم أساسا بتحليل ظاهرة‬
‫اإلجهاد على أنه حالة تحددها أعراض محددة تتكون من كل التغيرات المجهدة غير المحددة‬
‫داخل النظام الحيوي ‪ .‬و طبقا لهذا النموذج نجد هناك العديد من المواقف المجهدة‪ :‬المواد‬
‫السامة ‪ ,‬الظروف أو الحاالت العاطفية ‪ ,‬اآلالم الجسمية التي تنتج عن‬
‫الضغوط ‪ ,‬و قد أطلق عليها "سيلي " اسم أعراض التكيف العام و التي تتكون من ثالث‬
‫مراحل سببها مصدر مجهد واحد ‪.‬‬
‫و هذه المراحل هي ‪:‬‬
‫مرحلة اإلنذار‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة المقاومة‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلة اإلنهاك‬ ‫‪-‬‬

‫والشكل رقم(‪ )03‬يوضح المراحل الثالثة لإلجهاد‪:‬‬


‫(‪BAKAL.1979-P89 )1‬‬
‫‪17‬‬
‫فالمرحلة األولى يبدأ الجس باستكشاف المواقف الضاغطة وكذلك يبدأ بشحن المقاومة‬
‫وفي المرحلة الثانية تزداد المواقف الضاغطة و تزداد مقاومات هذه المواقف أكثر من‬
‫المعدل الطبيعي لها ‪ .‬و في المرحلة الثالثة يبدأ الجسم باإلحساس و اإلنهاك والتعب فتقل‬
‫طاقة المقاومة ‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‬ ‫المرحلة الثانية‬ ‫المرحلة األولى‬

‫مستوى طبيعي للمقاومة‬

‫اإلنهاك‪/‬التعب‬ ‫المقاومة‬ ‫حركة المنبه ( الجرس)‬

‫يبدأ الجسم‬
‫أول كشف‬
‫الضاغطة‬
‫و كذلك نق‬

‫الشكل (‪ )03‬يوضح مراحل اإلجهاد النفسي وفق نموذج سيلي ‪SELY‬‬


‫وأخيرا نتائج اإلجهاد النفسية والفيزيولوجية والسلوكية لإلجهاد عن طريق التعامل‪.‬‬
‫لقد قام الباحثون في مجال اإلجهاد لتحليل هذه الظاهرة كل حسب تخصصه فنرى النموذج‬
‫المهني لإلجهاد والذي صاغه "هاوس" فإنه جمع بين إدراك الفرد للمواقف المجهدة إضافة إلى‬
‫الظروف االجتماعية والموضوعية داخل العمل وأثرها في حياة الفرد‪ .‬و بالنسبة لـ‬
‫"الزوروس" فقد ركز عن إدراك الفرد للمواقف المجهد بشكل منفرد وأهمل باقي أجزاء التفاعل‬
‫االجتماعي‪.‬وأما "سيلي" والملقب بـ "أب اإلجهاد" فقد اتجه اتجاها طبيا في تحليل الظاهرة‪،‬‬
‫متجاهال العناصر الموضوعية والنفسية التي تساهم في شكل كبير في حدوث الظاهرة‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -4‬اإلشارات األولية لإلجهاد النفسي‪:‬‬
‫تشير (باربرا براهام) إن هناك أربعة مؤشرات أولية ينبغي أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫كنوع من التحذير‪ ،‬بأن الفرد في طريق تعرضه لإلجهاد النفسي هي‪:‬‬
‫‪ -1‬االنشغال الدائم االستعجال في إنهاء القائمة الطويلة التي دونها الفرد لنفسه كل يوم‪.‬‬
‫فعندما يقع الفرد في شراك االنشغال الدائم فإنه يضحي بالحاضر‪ ،‬وهذا يعني أن وجوده في‬
‫اجتماع أو مقابلة يكون جسديا وليس ذهنيا‪ ،‬ففكره إما يكون في مقابلة سابقة أو فيها ينبغي‬
‫عمله في اللقاء الالحق فعادة في مثل هذه الحالة ينجز الفرد مهامه بصورة ميكانيكية دون أي‬
‫اتصال عاطفي ع اآلخرين‪ ،‬حيث أن األهم الوحيد الذي يشغل باله هو السرعة والعدد وليس‬
‫اإلتقان واالهتمام بما بين يديه‪.‬‬
‫‪ -2‬تأجيل األمور السارة واألنشطة االجتماعية من خالل االقتناع الذاتي ألن هناك وقتا لمثل‬
‫هذه األنشطة االجتماعية ولكن" فيا بعد" لن يأتي أبدا‪ ،‬ويصبح التأجيل القاعدة والمعيار في‬
‫حياة الفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬العيش حسب قاعدة "يجب وينبغي" يصبح هو السائد في حياة الفرد‪ ،‬األمر الذي يترتب‬
‫عليه زيادة حساسية الفرد لما يظنه اآلخرون ويصبح غير قادر على إرضاء نفسه وحتى في‬
‫حالة الرغبة في إرضاء اآلخرين‪ ،‬التي تصاحب هذه القاعدة‪ ،‬فإنه يجب ذلك ليس باألمر‬
‫السهل عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬فقدان الرؤية أو المنظور الذي يؤدي إلى أن يصبح كل شيء عنده مهما وعاجال وتكون‬
‫النتيجة أن ينهمك الفرد في عمله لدرجة يفقد معها روح المرح‪ ،‬ويجد نفسه كثير التردد عند‬
‫اتخاذ القرارات (‪.)1‬‬

‫‪ -5‬مراحل اإلجهاد النفسي (االحتراق النفسي)‪:‬‬

‫(‪ )1‬علي عسكر ‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 2000 ,‬ص ‪.114-113‬‬


‫‪19‬‬
‫قد يؤدي التعرض المستمر للضغوط النفسية إلى حدوث حالة اإلجهاد النفسي ويشير‬
‫( في المنظمة وزيادة العمل الوظيفي يعتبران من أكثر‬
‫الباحثون إلى أن المناخ البيروقراطي‬
‫المصادر المساهمة في نشوء الحالة وال يصل الفرد إليه بشكل مفاجئ بل يمر عبر مراحل‬
‫ثالث‪.‬‬
‫‪ -1 -5‬مرحلة اإلنذار ‪:‬‬
‫وتسمى بمرحلة االستشارة الناتجة عن الضغوط أو الشد العصبي الذي يعايشه الفرد في‬
‫عمله ‪ .‬وترتبط باألعراض التالية ‪ .‬سرعة االنفعال ‪ ,‬القلق الدائم فترات من ضغط الدم ‪,‬‬
‫صفير اإلنسان أثناء النوم ‪ ,‬النسيان ‪ ,‬صعوبة التركيز ‪ ,‬الصراع وضربات القلب غير‬
‫عادية ‪.‬‬
‫‪ -5-2‬مرحلة المقاومة ‪:‬‬
‫و تعرف كذلك بمرحلة توفير أو الحفاظ على الطاقة و ينتقل إليها الكائن الحي كلما زادت‬
‫حالة اإلجهاد أو الضغط استمر التهديد ‪ .‬و تشمل االستجابات السلوكية مثل ‪ :‬التأخير عن‬
‫الدوام ‪ ,‬التهاون في إنجاز المهام ‪ ,‬انسحاب اجتماعي ‪ ,‬السخرية ‪ ,‬الشعور بالتعب في‬
‫الصباح (‪.. )1‬‬
‫‪:4‬‬
‫‪ -5-3‬مرحلة اإلنهاك و االستنزاف‬
‫و فيها يستنزف طاقة الجسم ويصيبه العياء و التعب ‪ ,‬و يحل اإلرهاق حينما تنهار‬
‫المقاومة ‪ .‬و في هذه المرحلة تظهر األعراض التالية ‪ :‬اإلكتئاب المتواصل ‪ ,‬اضطرابات‬
‫مستمرة في المعدة ( القرحة ) ‪ ,‬إجهاد ذهني مستمر ‪ ,‬صراع دائم ‪ ,‬الرغبة باالنسحاب‬
‫‪. )2(...‬‬ ‫النهائي من المجتمع ‪ ,‬هجر األصدقاء و ربما العائلة ‪ ,‬ارتفاع متكرر لضغط الدم‬
‫‪ -6‬مصادر اإلجهاد النفسي ‪:‬‬
‫و تتعدد مصادره بالنسبة للفرد العامل و هي ‪ :‬دور الفرد ‪ ,‬صراع الدور ‪ ,‬وغيرها‬
‫ستناولها بالتفصيل ‪.‬‬

‫‪ -6-1‬صراع األدوار ‪:‬‬


‫(‪ )1‬علي عسكر ‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 2000 ,‬ص ‪. 116‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪.117‬‬
‫‪20‬‬
‫و هو من أهم المصادر الشائعة لإلجهاد و قد أشارت األبحاث إلى أن صراع األدوار‬
‫يساهم في إيجاد حالة من التوتر العاطفي أو الوجداني ‪.‬و هو بدوره يؤدي إلى انخفاض‬
‫الرضا و الدافعية نحو العمل ‪.‬‬
‫و من أشكال صراع الدور ‪ :‬الصراع بين العمل و األسرة فأحيانا قد يتطلب العمل الغياب‬
‫عن األسرة لفترة و من هنا قد يصاحب البقاء على متطلبات دور معين بعض أعراض التوتر‬
‫النفسي مثال ‪ ,‬القلق و اإلجهاد مما يجعل من الصعب اإلبقاء بمتطلبات الدور اآلخر مثال ‪ .‬و‬
‫العكس صحيح فمتطلبات األسرة تسبب القلق و عدم التركيز في العمل (‪.)1‬‬
‫‪ -6-2‬عبء العمل ‪ :‬و يتخذ شكلين إما أن يكون العبء الزائد للدور أو العبء األقل للدور‬
‫‪.‬‬
‫أ‪ -‬العبء الزائد للدور ‪ :‬و هنا يظهر اإلجهاد النفسي ألن عبء العمل كبير مقارنة بقدرات‬
‫وموارد الفرد البشرية و كمثال لذلك المرأة العاملة ‪ ,‬فهي تقوم برعاية األطفال ورعاية‬
‫المنزل في آن واحد ‪ .‬و في نفس الوقت تريد أن تحقق ذاتها مهنيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬العبء األقل للدور ‪ :‬و يمثل تحمل عبء العمل أقل من الالزم نوعا آخر من اإلجهاد‬
‫النفسي و يحدث هذا في حالة األعمال التي تتطلب قدرا كافيا من التحدي و التعب أو حجم‬
‫العمل ليس كافيا لشغل الوقت الفرد (‪.)2‬‬
‫‪ -6-3‬الشعور بالنقص و عدم الكفاية ‪:‬‬
‫ينتج اإلجهاد النفسي للفرد من شعوره بعدم التوازن بين األجر التي تحصل عليها والمكافئة‬
‫التي يريد الحصول عليها (األجر) و إضافة إلى زمالء العمل و الخالفات‬
‫الشخصية وعالقاته مع رئيسه (المدير) و اإلدارة العليا ‪ .‬و توجيهاتهم التي قد ال يتقبلها الفرد‬
‫فتحدث له صراعا بين ما يجب أن يكون عليه و ما هو عليه فيحدث التوتر والقلق و يصاب‬
‫الفرد باإلجهاد النفسي نتيجة ذلك الصراع بين واقعه و قيمه ‪.‬‬

‫‪ 4‬عن اإلجهاد النفسي ‪:‬‬


‫‪ -7‬النتائج المترتبة‬

‫(‪ )1‬راوية حسن ‪ :‬السلوك التنظيمي المعاصر ‪ ,‬الدار الجامعية للنشر و التوزيع ‪ ,2004 ,‬ص ‪.403-402‬‬
‫(‪ )2‬نفسه ‪ :‬ص ‪.403‬‬
‫‪21‬‬
‫إن حياة الفرد الشخصية و المهنية مليئة بالمواقف الضاغطة التي ال بد أن تترك آثارها‬
‫السلبية سواء على الصعيد النفسي أو الجسمي أو الصحي أو السلوكي و في ما يلي نعرض‬
‫عليك بعضا من النتائج الكثير التي تترتب عن اإلجهاد النفسي ‪.‬‬
‫‪ 4‬و حين يواجه المعلم طالبه‬
‫‪ : 4‬ومنها زيادة اإلفرازات الهرمونية‬
‫‪ -7-1‬النتائج الجسمية‬
‫‪ 4‬تتسارع دقات‬
‫‪ 4‬تاجرا عميال مهما أو حين يواجه زعيما مناصريه‬
‫ألول مرة وحين يستقبل‬
‫‪ 4‬و تتوتر هذه التغيرات تحدث فعال في الجهاز الذي للشخص‬
‫قلبه وتزداد سرعة تنفسه‬
‫فتحدث لديه أعراض منها (‪:)1‬‬
‫األعراض النفسية‬ ‫األعراض الفيزيولوجية‬
‫اضطرابات النوم ‪.‬‬ ‫ارتفاع معدل نبضات القلب وقت الراحة‬
‫وبعد المجهود ‪.‬‬
‫عدم المباالت ‪.‬‬ ‫ارتفاع معدل ضغط الدم (االنقباض في‬
‫الراحة مع انخفاض حاد للضغط االنبساط )‬
‫القابلية السريعة لإلثارة والنرفزة‬ ‫تأخر عودة النبض في حالته الطبيعية ‪.‬‬
‫زيادة الملل والضجر لفترات طويلة‬ ‫ارتفاع درجة حرارة الجسم‬
‫فقدان الشهية‬ ‫صعوبة التنفس‬
‫التعب‬ ‫الم العضالت والتعب العضلي‬
‫زيادة الغضب والقلق‬
‫تغير في التفاعل مع اآلخرين‬

‫نقص الثقة بالنفس‬


‫جدول رقم ( ‪ ) 01‬األعراض الفيزيولوجية والنفسية لإلجهاد النفسي ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ : 4‬وهي أمراض جسمية ذات جذور وأساليب نفسية‬
‫‪ _2 _7‬النتائج السيكوسوماتية‬
‫تظهر على شكل رد فعل ألي عضو مصاب كاالستجابات المعدية واالستجابات القلبية ‪،‬‬
‫الهيكلية ‪ ،‬التناسلية ‪ .‬فأسباب األمراض تحدث على نتيجة ضغط انفعالي مستمر أو‬

‫(‪ )1‬عبد الرحمن العيسوي ‪ :‬علم النفس الفيزيولوجي ‪ ,‬دراسة تفسير السلوك اإلنساني ‪ ,‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر‬
‫‪ ,‬بيروت ‪ ,1974 ,‬ص – ص ‪)39-38‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ ، 4‬ويعد مفهوم السيكوسوماتية حسب وجهة نظر عدة‬
‫مشكالت أو أعباء الحياة اليومية‬
‫باحثين أن المرض النفسي الجسمي هو ربط بين المرض النفسي والمرض الجسمي (‪.)1‬‬
‫إن مرض السيكوسوماتية متعددة تشمل كل األعضاء الجسم فمنها من كانت من القديم‬
‫‪ 4‬هذه األمراض كما يبرزها الجدول التالي (‪:)2‬‬
‫ومنها ما هي حديثة وتنصف‬
‫‪4‬‬
‫تصنيف األمراض السيكوسوماتية‬
‫_ القرحة المعدية‬ ‫أمراض الجهاز الهضمي‬
‫_ قرحة الكولون‬
‫_ السمنة المفرطة‬
‫عصاب القلب‬ ‫‪-‬‬ ‫أمراض األوعية الدموية‬
‫التوتر الزائد‬ ‫‪-‬‬
‫الصداع الدائم‬ ‫‪-‬‬
‫امتداد النسيج القلبي‬ ‫‪-‬‬
‫الضغط الدموي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أوجاع الظهر المزمنة تشنج العضالت‬ ‫االضطرابات الهيكلية‬
‫أمراض الجهاز التنفسي‬
‫جدول رقم ( ‪ ) 02‬يوضح األمراض السيكوسوماتية الناتجة عن اإلجهاد النفسي‬
‫ومما سبق نستخلص أن لإلجهاد النفسي نتائج على الجسم الفرد بصحتهم في آن واحد فقد‬
‫يصاب المجهد بأمراض القلب المميتة أو القرحة المعدية أو ارتفاع ضغط الدم ‪.‬‬

‫‪ – 1 – 2 – 7‬أمراض القلب ‪ :‬وهي من األمراض السيكوسوماتية التي تتخذ أشكاال متعددة‬


‫منها ما تكون العوامل النفسية هي المسبب األول فيها أو تكون عامال مساعدا على حدوثها‬
‫وقد أكدت الدراسة التي قام بها راب و أذعها في اإلذاعة الوطنية بتاريخ ‪ 13‬فيفري ‪2001‬‬

‫(‪ )1‬نوال حمداش ‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 2002 ,‬ص ‪181‬‬


‫( من وزارة التعلي العالي و البحث العلمي ‪,‬‬
‫(‪ )2‬لوكيا الهاشمي ‪ :‬الضغط النفسي لدى أساتذة التعليم العالي ‪ ,‬بحث معتمد‬
‫مديرية البحث الجامعي رقم ‪. 12505 98.96‬‬
‫‪23‬‬
‫في إحدى الحصص الصحية أنه يوجد عالقة كبيرة بين أمراض الشرايين والقلب وبين‬
‫الضغوطات الحياتية االجتماعية والنفسية (‪.)1‬‬
‫‪ _2_2 _7‬القرحة المعدية ‪ :‬تعتبر القرحة المعدية من االضطرابات المألوفة من الجهاز‬
‫الهضمي وهي عبارة عن حالة تتضمن التصلخ التدريجي لمنطقة صغيرة في نسيج المعدة أو‬
‫الجزء العلوي لألمعاء الدقيقة ‪ ،‬وقد برهن األمريكيان هارولدج وولف ‪ ،‬استوارت وولف‬
‫‪ 1971‬على وجود عالقة بين أشكال معينة من قرحة المعدة وبين اإلجهاد الفكري ‪.‬‬
‫‪ -3 -2 -7‬ارتفاع ضغط الدم ‪ :‬يعد أحد أهم عوامل الحضارة اليوم التي تتميز بالسرعة‬
‫والتغيير المستمر وعدم االستمرار وهو عادة ما يصاحب حاالت اإلنهاك النفسي والقلق‬
‫والتوتر واإلجهاد الفكري لدى الشخص ‪.‬‬
‫‪ -3 -7‬النتائج النفسية ‪ :‬ومن أهم المؤشرات الدالة على االضطرابات النفسية لإلجهاد هي‬
‫الحالة النفسية للشخص حيث أن الفرق الفردية بين األشخاص تتجلى في النواحي الجسمية‬
‫والنفسية فإحساس الفرد بهذه االضطرابات يختل من شخص آلخر ‪ ,‬فإذا زادت الضغوطات‬
‫التي يتعرض لها الشخص بدأت بالتوترات والمنبهات تبرز لدى البعض المشاكل‬
‫الفيزيولوجية النفسية التي تصبحها الحالة من القلق واالكتئاب والتعب ‪.‬‬
‫‪ -1 -3 -7‬االكتئاب ‪ :‬يعد من بين أهم اآلثار والعواقب النفسية لإلجهاد النفسي فهو ينشأ‬
‫من أثر أزمة نفسية أو موقف مفاجئ أو صدمة طارئة يفقد الفرد توازنه وقدرته على التكيف‬
‫معها على شكل مناسب وصحي وتثير مشاعره وأحاسيسه وإذا ما استمرت هزت كيان الفرد‬
‫بإفقاده اإلحساس بالمتعة والمغامرة ‪.‬‬
‫ومثل ما جاء به العديد من البحثين منهم " عبد الحميد الهاشمي ‪ 1987‬وعبد الرحمان بن‬
‫محمد هجام ‪ "1998‬أنه يمكن تقسيم أشكال االكتئاب إلى ثالثة فئات رئيسية وهي ‪:‬‬
‫ينتاب الفرد الشعور لعدم السعادة وذلك بخصوص حادثة‬ ‫*الحزن ‪ :‬وفي هذه المرحلة‬
‫معينة مثل عدم الحصول على التشجيع الكافي في العمل أو عدم التمكن شرح وجهة نظره‬

‫(‪ )1‬لينارت ليفي ‪ :1995‬التوتر في الصناعة ‪ ,‬أسبابه و آثاره و الوقاية منه ‪ ,‬ترجمة رزق سند إبراهيم ليلة ‪ ,‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان ‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪24‬‬
‫لإلدارة في موقف حيث يرفض االستماع في وجهة نظره مع إيمانه بصحته كذلك من الممكن‬
‫أن يحدث نتيجة للتغيير مزاج الفرد و الحزن هو المرحلة األولى لالكتئاب‬
‫* االكتئاب الشديد ‪ :‬هذا النوع من االكتئاب غالبا ما يحصل لسبب الضغوطات و‬
‫الحوادث المثيرة للشخص حيث تكون أعراضه الواضحة يمكن مالحظتها حسب درجة‬
‫االكتئاب و يدوم هذا النوع لفترة طويلة ‪.‬‬
‫* االكتئاب المزمن ‪ :‬هذه الدرجة من االكتئاب ال ترتبط بحادثة معينة حيث يمكن أن‬
‫تتطور للدرجة أن الفرد ال يستطيع أن يحدد متى بدأت حالة االكتئاب عنده ‪.‬‬
‫‪ -7-3-2‬القلق ‪ :‬يعرف حامد عبد السالم زهران ‪ 1978‬هو عبارة عن اضطراب وظيفي‬
‫في الشخصية يجعل حياة الشخص أقل سعادة خاصة والقلق يعتبر نذيرا بالخطر الذي يتهدد‬
‫امن الفرد و سالمته النفسية و تقدير لذلك كما تهدد إحساسه بالسعادة و الرضا و يعتبر القلق‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أحد أهم اآلثار النفسية لإلجهاد النفسي‬
‫‪ -7-3-3‬التعب ‪ :‬و يعرفه كريبلين بأنه حالة من حاالت التغير النفسي و الجسمي و التي‬
‫تحدث للكائن الحي كله و للتعب مظاهر هي ‪:‬‬
‫‪ : 4‬زيادة سرعة نبضات القلب و زيادة سرعة التنفس تغير ضغط الدم و‬
‫* مظاهر جسمية‬
‫تغير في عدد كريات الدم البيضاء ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫* نقص األداء ‪ :‬و يسمى بالتعب الموضوعي و آثار التعب على األداء في العمل‬
‫و ينظر علماء النفس إلى التعب على أنه حالة من حاالت التغير النفسي و الفيزيولوجي أثناء‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫العمل‬
‫‪ -7-4‬النتائج السلوكية ‪ :‬تعد النتائج السلوكية أكثر وضوحا وبروزا من النتائج‬
‫الفيزيولوجية و النفسية كما تمثل شكال آخر من االستجابات التي يلجأ إليها الفرد الذي يعاني‬
‫من ضغط اإلجهاد المهني و تتجلى هذه النتائج السلوكية باإلفراط في التدخين تناول العقاقير‬

‫(‪ )1‬عبد الستار إبراهيم ‪ :‬العالج النفسي السلوكي المعرضي الحديث ‪ ,‬أساليبهو ميادين تطبيقه ‪ ,‬دار النشر والتوزيع ‪ ,‬القاهرة‬
‫‪ ,‬مصر ‪ ,1994 ,‬ص ‪24‬‬
‫(‪ )2‬محمود السيد أبو النيل ‪ :‬علم النفس الصناعي ‪ ,‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان ‪ , 1985 ,‬ص‬
‫‪36‬‬
‫(‪ )3‬لوكيا الهاشمي ‪ :‬الضغط النفسي لدى أساتذة التعليم العالي ‪ ,‬بحث معتمد من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ‪,‬‬
‫مديرية البحث الجامعي رقم ‪ , T 2505 98.96‬ص ‪210‬‬
‫‪25‬‬
‫المهنية و المخدرات ‪ ,‬فقد الشهية أو اإلفراط في الطعام ‪ ,‬األرق أو اإلفراط في النوم و‬
‫ارتكاب الحوادث ‪ ,‬الغياب عن العمل ‪ ,‬التأخر عن الذهاب إليه ‪ ,‬ترك العمل ‪ ,‬شرود الذهن ‪,‬‬
‫اضطرابات الكالم ‪ ,‬االعتداء على األفراد و على األشياء و االنتحار في أقصى حاالت‬
‫اإلجهاد النفسي ‪.‬‬
‫‪ -7-4-1‬اضطرابات األكل ‪ :‬بالنسبة لألكل يتبين أن اإلجهاد بصفة عامة و منه اإلجهاد‬
‫المهني يترك آثاره على الفرد من حيث رغبته في األكل سواء كان ذلك فقدان الشهية او‬
‫زيادته و من شأنه أن يزيد من حدة اإلجهاد اليومي الذي يتعرض له في حياته و ذلك من‬
‫خالل مضاعفة أو زيادة هذه الضغوط أو من خالل اإلسهام في خلق حالة من التعب ‪.‬‬
‫‪ -7-4-2‬التدخين وتعاطي المخدرات ‪ :‬يعتبر التدخين وتعاطي المخدرات و المشروبات‬
‫الكحولية من المؤشرات السلوكية الجلية التي تدل في غالبية على وقوع الفرد في شبكة‬
‫الضغوطات العائلية و المهنية فحسب تقارير وزارة الصحة واإلسكان سنة ‪ 2000‬تؤكد أن‬
‫من أهم االضطرابات و المشاكل السلوكية التي يعاني منها الشباب الجزائري التدخين‬
‫وتعاطي المخدرات و الكحول و كذا الهروب المدرسي كما تجلى من أبرز النتائج السلوكية‬
‫للضغوطات العائلية و الحياتية بصفة عامة ‪.‬‬
‫‪ -7-4-3‬اضطرابات النوم ‪ :‬تتجلى أبرز اضطرابات النوم في المظاهر التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬األرق‬

‫‪ ‬تقطع النوم‬
‫‪ ‬التقلب الزائد أثناء النوم‬

‫(‬
‫‪ ‬مراودة الكواليس‬
‫‪ ‬صعوبة الدخول في النوم‬
‫و تتمثل اآلثار السلوكية اإلجهاد النفسي في اضطرابا النوم لعدم القدرة على النوم بشكل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫منتظم ‪ ,‬و ال شك ا اضطرابات النوم لها تأثير على المزاج و األداء في العمل‬
‫‪ -8‬كيفية تفادي اإلجهاد النفسي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ناصر محمد العبيدي ‪ :‬السلوك اإلنساني و التنظيمي منظور كل مقارنة ‪ ,‬اإلدارة العامة للبحوث ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬السعودية‪,‬‬
‫‪ ,1995‬ص ‪256‬‬
‫‪26‬‬
‫حالة اإلجهاد النفسي ليست بالدائمة و باإلمكان تفاديها و الوقاية منها و تأتي الخطوات التي‬
‫تتخذ قبل من المنظمة للتعامل مع مصادر الضغوط و يعتبر قيام الفرد العادي بحياة متوازنة‬
‫من حيث التغذية و النشاط الحركي و االستيفاء الذهني و بصورة عامة يوصي الباحثون‬
‫بإتباع الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إدراك أو تعرف الفرد على األعراض التي تشير إلى ضرب حدوث اإلجهاد النفسي ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد األسباب و من خالل الحكم الذاتي ‪ ,‬أو باللجوء إلى االختبارات التي توضح له‬
‫األسباب ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحدي األولويات في التعامل مع األسباب التي حددت في الخطوة السابقة فمن الناحية‬
‫العملية يصعب التعامل معها دفعة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبيق ألساليب أو اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الضغوط منها ‪ :‬تكوين صداقات‬
‫و مواجهة الحياة‬ ‫لضمان الحصول على دعم اجتماعي و إدارة الوقت ‪ ,‬تنمية الهوايات‬
‫كتحدي القرارات الذاتية و االبتعاد عن جو العمل كلما أمكن ‪ ,‬االستعانة بالتمحيص ‪,‬‬
‫االعتراف الشخصي بوجود المشكلة لزيادة اإليجابية في مواجهتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تقييم الخطوات العملية التي اتبعها الفرد لمواجهة المشكلة للحكم على مدى فعاليتها و‬
‫اتخاذ بدائل إذا لزم األمر ‪.‬‬
‫‪ -9‬قياس اإلجهاد النفسي ‪:‬‬
‫تشكل االستجابات السلوكية و المظاهر الدالة على حالة اإلجهاد النفسي القاعدة األساسية‬
‫التي يعتمد الباحثون في تصميم أدوات تساعدهم على اإلجابة على التساؤل فيما إذا كان الفرد‬
‫" مجهدا نفسيا " و في العادة يقوم المستجيب باإلجابة على األسئلة و يقدر بعدها ما إذا كان‬
‫مجهدا أو بدرجة معينة أو ال يعاني من اإلجهاد (‪.)1‬‬
‫و بوجه عام لم تكن الدراسات العربية مقياس إلجهاد النفسي سوى عبارات مقياس السيد‬
‫السمادوني بدون تعليمات ثم جاءت الدكتورة زينب محمود شقير بمراجعة الدراسات األجنبية‬
‫التي حصلت عليها أثناء المسح الشامل للدراسات السابقة أنها جميعا ( على وجه التقريب )‬

‫(‪ )1‬علي عسكر‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 2000 ,‬ص ‪117‬‬


‫‪27‬‬
‫استخدمت مقياس موسالش لإلجهاد النفسي (االحتراق النفسي ) ذو الثالث أبعاد و هي ‪:‬‬
‫االستنزاف االنفعالي ‪ ,‬فقد اآلنية ‪ ,‬اإلنجاز الشخصي (‪.)1‬‬
‫ثم قام مجموعة من الباحثين بتصميم مقياس لإلجهاد النفسي يمكن للفرد من خالله تطبيقه‬
‫للحصول على نتائج ما إذا كان مجهدا نفسيا أو ال و احتوى مقياسهم على ‪ 10‬بنود ‪.‬‬
‫‪ -10‬اإلجهاد النفسي عند األستاذ ‪:‬‬
‫تؤدي الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها المعلم في مدارسنا إلى استنزاف‬
‫جسمي و انفعالي ‪ ,‬و يعتبر اإلجهاد النفسي للمعلم إحدى الظواهر الشائعة في المدرسة‬
‫العربية ‪ .‬إن دور المعلم يقع ضمن شبكية التعليم يدعم فيها السياسي و الفني ‪ ,‬فقد أصبح‬
‫المعلم أداة سهلة في أيدي الخواص و كأنه ال قيمة أبعاده العلمية والشخصية مما يزيد في‬
‫احتراقه شخصيا ‪.‬‬
‫‪ -11‬مصادر اإلجهاد النفسي عند األستاذ ‪:‬‬
‫تتعدد مصادر الضغوط المسببة لإلجهاد النفسي لألستاذ منها ‪:‬‬
‫سلوك التالميذ‬ ‫‪-‬‬
‫عالقة األستاذ بالمشرف و الموجه التربوي‬ ‫‪-‬‬
‫عالقته العلمية بزمالئه‬ ‫‪-‬‬
‫الصراعات المدرسية‬ ‫‪-‬‬
‫ضيق الوقت وتعدد المسؤوليات‬ ‫‪-‬‬
‫غياب التفاهم بين األستاذ واإلدارة و بين األستاذ وأولياء األمور‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تدخل اآلباء و أولياء األمور في عمل األستاذ ‪ :‬فكثير من اآلباء يجادلون األساتذة في‬
‫عملهم ويخطئون في أساليب تعاملهم مع أبنائهم ‪ ,‬و يتشككون في قدراتهم و كفاءاتهم مما يهز‬
‫ثقة األستاذ في نفسه و ينقص من أدائه‪.‬‬
‫‪ -‬صراع األدوار ‪ :‬فاألستاذ قبل أن يكون أستاذا فهو أب و زوج يتبادل أدوارا كثيرة في‬
‫المجتمع و هذا يخلق عند اإلحساس بالتشتت والضياع (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬زينب محمود شقير ‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 1998,‬ص ‪6-5‬‬


‫(‪ )2‬محسن خضر ‪ :‬االحتراق النفسي للمعلم العربي ‪ ,WWW.ATAWEL.AHEDU.COM.44 2005 ,‬ص‪06‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬إلى آخره من العوامل التي تتشابك فيما بينها لتجعل من المعلم فريسة سهلة لظاهرة‬
‫اإلجهاد النفسي ( االحتراق النفسي ) ‪.‬‬
‫‪ -13‬مظاهر اإلجهاد النفسي عند األستاذ ‪:‬‬
‫و من مظاهر اإلجهاد النفسي عند األستاذ ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الحماس لالهتمام بالعمل و التالميذ و الالمباالة‬
‫‪ -‬نقص الدافعية وتبلد المشاعر نحو التالميذ و العمل و اإلدارة‬
‫‪ -‬األداء النمطي نحو العمل (التدريس )‬
‫‪ -‬مقاومة التغيير وفقدان االبتكارية‬
‫‪ -‬انسحاب األستاذ من المجتمع المدرسي‬
‫‪ -‬اإلحساس بالشك نحو اآلخرين و السخرية منهم‬
‫‪ -‬فقدان التركيز عند إلقاء الدرس و تكرر السرحان‬
‫‪ -‬التغيب المتكرر عن العمل و التأخر عند الحضور‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تم التطرق في هذا الفصل إلى موضوع اإلجهاد النفسي والتحديد الدقيق و مفهومه و‬
‫مختلف التعاريف التي وضعت له و أهم نماذجه و مراحله و مصادره وأبرز النتائج المترتبة‬
‫عنه و اإلشارات األولية له إضافة إلى كيفية قياسه وكيفية تفاديه و ختاما خصصناه باإلجهاد‬
‫النفسي لدى المعلم مصادره ومظاهره و أسبابه و أهم الدراسات التي تطرقت إلى المفهوم‬
‫بصفة عامة ثم الدراسات التي تناولت اإلجهاد النفسي لدى المعلمين و أهم النتائج المتوصل‬
‫إليها ‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like