You are on page 1of 6

‫أوال‪ :‬ماهية عملية جمع البيانات‪:‬‬

‫وتعد هذا المرحلة من المراحل المهمة والتي من خاللها يصل الباحث إلى نتائج بحثه العلمي‪ ،‬حيث يقوم الباحث بجمع‬
‫البيانات المتعلقة ببحث ه من خالل األدوات التي يرى أنها مناسبة ومتماشية ومتطلبات بحثه‪ ،‬ومن ثم يقوم بتحليل هذه‬
‫البيانات‪.‬‬
‫وهنال ك ع دد من ادوات ووس ائل جم ع البيان ات والمعلوم ات المطلوب ة للبحث العلمي‪ ،‬باعتب ار أن أدوات البحث العلمي‬
‫عبارة عن وسائل يتم بواسطتها الحصول على البيانات المطلوبة‪ .‬وتتعدد وتتنوع أدوات ووسائل البحوث بحسب نوع‬
‫البحث واله دف من ه لتحقي ق ذل ك‪ ،‬والمنهج المتب ع وأهم ه ذه األدوات اإلس تبانات واالختب ارات والمق اييس‪ ،‬والمالحظ ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والمقابلة‪ ،‬ودراسة الحالة‪ ..‬وعموما يكاد يجمع كتاب البحث العلمي عليها والتي نستطيع تحديدها باالتي‪:‬‬
‫‪ -‬المصادر والوثائق‬
‫‪ -‬المالحظة المنظمة سواء كانت مالحظة كمية منظمة او مقابلة مالحظة نوعية غير منظمة‬
‫‪ -‬المقابلة سواء كانت مقابلة كمية منظمة او مقابلة نوعية غير منظمة‬
‫‪ -‬االستبيان او االستفتاء ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المالحظة‪:‬‬
‫تعريفها‬ ‫‪-1‬‬
‫يقول منذر عبد الحميد الضامن عندما يفكر الباحث في دراسة نوعية ‪ Qualitative‬فإنه يضع في اعتباره القيام‬
‫بجمع معلومات عن طريق المالحظة‪ ،‬فالمالحظة المعلومات عن طريق مالحظة الناس أو األماكن‪ .‬وعلى عكس‬
‫البح وث الكمي ة ف إن البح وث النوعي ة ال تس تخدم أدوات مط ورة من قب ل ب احثين آخ رين‪ ،‬ب ل يط ورون أش كال من‬
‫المالحظة لجمع البيانات "و للمالحظة حسناتها وسيئاتها ‪ ،‬فمن حسناتها أن الباحث يمكن أن يسجل المعلومات كما‬
‫تحص ل في الواق ع‪ ،‬وك ذلك دراس ة الس لوك الحقيقي وباإلض افة إلى دراس ة األش خاص ال ذين يج دون ص عوبات في‬
‫التعب ير اللفظي‪ ،‬مث ال على ذل ك أطف ال م ا قب ل المدرس ة‪ .‬ومن س يئاتها أنه ا مح ددة بدراس ة مواق ف معين ة من جه ة‬
‫ومن جهة أخرى فإن هناك صعوبة في تكوين ألفة مع األشخاص الذين تتم مالحظتهم‪ .‬وتتطلب المالحظة مهارات‬
‫إصغاء وانتباه جيد للتفاصيل المراد مالحظتها‪.‬‬
‫وتعد المالحظة العلمية المقصودة وسيلة هامة كونها تسهم إسهاماً أسياسيا في البحث الوصفي‪ .‬تمكن المالحظة الباحث‬
‫من الحص ول على معلوم ات فيم ا يتعل ق باألش ياء المادي ة والنم اذج‪ ..‬وبه ذه الحال ة‪ ،‬تك ون العملي ة بس يطة نس بيا‪ ،‬حيث‬
‫تتضمن التصنيف والقياس والعد‪..‬ولكن هناك عمليات تتضمن دراسة اإلنسان أثناء قيامه بعمله‪ ..‬وتعد أكثرها تعقيدا‬
‫وصعوبة‪.‬‬
‫خطوات إجراء المالحظة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تحديد الهدف من المالحظة‪ ،‬وبهذا تتحدد إجراءات المالحظة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد السلوك المطلوب مالحظته إجرائياً‪ ،‬والتركيز عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحضير الوسائل المالئمة لتسجيل السلوك والمواقف المراد مالحظتها‪ ،‬كأن تكون وسائل تقنية كأداة الكاميرا‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفيديو التسجيل الصوري والسمعي‪..‬‬

‫عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان كتابة البحث العلمي صياغة جديدة سلسلة كتابة البحث العلمي ‪ ،‬مكتبة الرشد ناشرون ‪ ،‬المملكة العربية‬ ‫‪1‬‬

‫السعودية ‪1423‬هـ ‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫التأني بالمالحظة‪ ،‬ذلك بتتبع السلوك وما يتبعه وما يتعلق به بدقة وبانتظام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التدرج والترتيب في متابعة السلوك أو الظاهرة المراد دراستها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن تدوين المالحظات التي تثير االنتباه أكثر من غيرها‪ ،‬عندما يرى الباحث أهميتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شروط المالحظة‪ :‬أهم شروطها ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫توخي الصدق والموضوعية ‪ :‬أي البعد عن الذاتية في المالحظة‪ ،‬والحرص على الصدق في متابعة الظاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو السلوك المالحظ‪.‬‬
‫الحرص على مالحظة كل سلوك مهم أو يدخل ضمن الدراسة بدقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫التحقق من صالحية أدوات ووسائل التسجيل المستخدمة في المالحظة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مزايا وعيوب المالحظة العلمية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إن مقدرة الباحث على استخدام المالحظة بطريقة علمية تعتمد على تحيزاته السابقة‪ ،‬وعلى مقدرت ه في الفهم والتصور‪،‬‬
‫ونظرته وقدرته على تعرف العالقات السببية والنتائج‪ ،‬وعلى دقته في تسجيل نتائج مالحظاته‪ ..‬وإ ذا ما احسن استخدام‬
‫وسيلة المالحظة فسيتبين له بعض من مزاياها ومنها أنها من أكثر الوسائل المباشرة لدراسة العديد من الظواهر‪ ،‬فهناك‬
‫ج وانب عدي دة من الس لوك اإلنس اني ال تتم دراس تها بدرج ة مرض ية إال به ذه الطريق ة‪ .‬كم ا تس مح بتجمي ع البيان ات في‬
‫المواقف السلوكية المثالية من الناحية التلقائية‪ ،‬وتسمح بتسجيل السلوك مع حدوثه في ذات الوقت‪ .‬وال تعتمد المالحظة‬
‫على أحداث الماضي بل على الحاضر‪ ،‬وتسمح بالتعرف على البيانات التي قد ال يفكر بها الباحث عند استخدام وسائل‬
‫جم ع البيان ات األخ رى كالمقابل ة واالس تبانة‪ 5 .‬وم ع ذل ك فللمالحظ ة أيض ا عي وب منه ا أن األش خاص المس تهدفين‬
‫بالمالحظة قد يعمدوا إلى تصنع السلوك عندما يكتشفوا أنهم تحت المالحظة قد يحدث ما لم يتوقعه الباحث‪ ،‬فال يكون‬
‫موجودا أثناء حدوثه‪ ..‬وكثيراً ما تتدخل عوامل خارجية كالتغير في الطقس‪ ،‬وعوامل طارئة شخصية للباحث‪ ..‬كما أن‬
‫المالحظة محددة بوقت‪ ،‬وفي بعض االحيان قد تستغرق األحداث وقت اً اطول ‪ ،‬وتتطلب متابعة‪ ،‬وقد تستغرق سنوات‬
‫بين ف ترة وأخ رى‪ ،‬كم ا وق د تتطلب تغ ير في األم اكن‪ ،‬وبالت الي يك ون من الص عب أو المس تحيل على الب احث أن يجم ع‬
‫البيانات واألدلة الضرورية الالزمة‪ .‬وهناك بعض األحوال التي ال تفيد فيها المالحظة ألنها غير ممكنة بالنسبة لحياة‬
‫‪2‬‬
‫الناس الخاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقابلة ‪:‬‬
‫تعريفها‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المقابلة هي عملية تتم بين الباحث وشخص آخر أو مجموعة أشخاص‪ ،‬تطرح من خاللها أسئلة‪ ،‬ويتم تسجيل إجاباتهم‬
‫على تلك األسئلة المطروحة"‪ .‬والمقابلة المنظمة في البحث الكمي ‪ :‬اداة واسلوب المقابلة في البحث العلمي عبارة عن‬
‫حوار او محادثة او مناقشة موجهة تكون بين الباحث عادة من جهة وشخص او اشخاص آخرين من جهة اخرى وذلك‬
‫بغرض التوصل الى معلومات تعكس حقائق او مواقف محددة يحتاج الباحث التوصل اليها والحصول عليها في ضوء‬
‫اهداف بحثه وتمثل المقابلة مجموعة من االسئلة واالستفسارات وااليضاحات التي يطلب االجابة عليها وتكون المقابلة‬
‫وجها لوجه بين الباحث والشخص المعني بالبحث ‪ .‬ويكون نوع المقابلة في البحث الكمي هو المقابلة المنظمة والتي ال‬
‫تختل ف كث يرا في طبيع ة اس ئلتها عن االس تبيان حيث يتم س ؤال المش ارك المع ني ب البحث مجموع ة من االس ئلة المع دة‬

‫ماثيو جيدير‪ ،‬منهجية البحث‪ ،‬ترجمة‪ :‬ملكة أبيض‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،2004 ،‬سوريا‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫منذر عبد الحميد الضامن أساسيات البحث العلمي‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص ‪.94‬‬ ‫‪2‬‬
‫مسبقا والعديد من هذه المقابالت سبق وحددت انماط اجابتها اي انها من نوع االسئلة محددة االجابة والبدائل وهنالك‬
‫ق در مح دود وض ئيل من التن وع في االجاب ة وبج انب االس ئلة المغلق ة االجاب ة ومح دوديتها ق د يس تخدم بعض االس ئلة‬
‫المفتوح ة وفي مق ابالت المنظم ة ع ادة يتلقى جمي ع المش اركين االس ئلة نفس ها وبنفس ال ترتيب والطريق ة ويك ون دور‬
‫الباحث فيها محايدا وطبيعة هذا النوع من المقابالت ال تكون معمقة بل سهلة االجابة وكذلك فأنها تكون سهلة التبويب‬
‫والتحليل‬
‫تعد المقابلة وسيلة مهمة لجمع البيانات‪ ،‬لكونها تتعامل مباشرة مع المستجيب‪ ،‬خاصة في دراسة الحالة ‪ ،‬وعندما يتعلق‬
‫البحث بدراس ة ح االت أو مش كالت خاص ة‪ ،‬يص عب الحص ول على البيان ات من خالل االس تبيان أو المق اييس‬
‫واالختبارات‪ ،‬رغم أنها قد تتضمنها‪ ،‬إذ يمكن من خاللها استعمال أدوات أخرى مدعمة لها‪ ،‬وفي حالة تكون الدراسة‬
‫لمشكلة فردية تتطلب جمع المعلومات من األفراد المعنيين مباشرة‪.‬‬
‫أنواع المقابلة‬ ‫‪-2‬‬
‫للمقابل ة أن واع ع دة‪ ،‬وتعتم د على طبيع ة الدراس ة من حيث متطلباته ا‪ ،‬وش روطها‪ ،‬واله دف منه ا‪ ،‬ك ذلك على طبيع ة‬
‫‪1‬‬
‫وخصائص األفراد الذين تتم مقابلتهم‪ .‬وعموماً‪ ،‬في بحسب البحث العلمي في التربية وعلم النفس تقسم إلى‪:‬‬
‫المقابلة المسحية ‪ :‬وتستهدف الحصول على قدر معين من المعلومات عن الظاهرة موضوع الدراسة‪ ،‬ويستخدم‬ ‫‪‬‬
‫هذا النوع بكثرة في دراسات الرأي العام أو دراسات االتجاهات‪.‬‬
‫المقابلة العالجية‪ :‬ويستخدم في اإلرشاد والعالج النفسي‪ ،‬حيث يقوم المعالج بأجرائها بقصد مساعد المسترشد‬ ‫‪‬‬
‫على ح ل مش كلته‪ ، ،‬والت أثير على االض طرابات الس لوكية ل دى المرض ى النفس يين به دف العالج‪ .‬وتتم ه ذه‬
‫المقابلة على خطوات‪ ،‬أو من خالل عدد من المقابالت لكل منها هدف وهي ‪:‬‬
‫المقابة األولية وتهدف إلى التعرف على المفحوص ‪ ،‬وطمانته‪ ،‬وكسب ثقته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقابلة التشخيصية‪ :‬ويتم خاللها جمع البيانات‪ ،‬ومن ثم التوصل إلى تشخيص الدقيق للمشكلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقابلة العالجية ويتم خاللها التحدث مع المفحوص عن كيفية التخلص من مشكلته‪ ،‬بمناقشة األسباب‪ ،‬واختيار‬ ‫‪-‬‬
‫الحلول المناسبة من قبل المفحوص دون ضغط ‪.‬‬
‫خطوات إجراء المقابلة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ال بد للباحث العلمي أن يقوم بالتخطيط المسبق إلجراء المقابلة‪ ،‬واإلعداد الجيد لها‬
‫كي ال يفاجأ بما ليس متوقعاً خاللها‪ .‬وذلك كاآلتي‪:‬‬
‫تحديد األشخاص الذين ستتم مقابلتهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحدید أهداف المقابلة ومتطلباتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التخطي ط المس بق لكيفي ة المقابل ة‪ ،‬والتحض ير لألس ئلة ال تي س يتم طرحه ا‪ ،‬والتهي ؤ لالس تجابات غ ير المتوقع ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫تحدي د وتحض ير األس ئلة واالختب ارات ال تي س يتم تق ديمها للمس تجيب‪ ،‬والوس ائل المس اعدة ك أدوات التس جيل‬ ‫‪-‬‬
‫الصوتية والسمعية والورقية‪..‬‬
‫تحديد المكان والوقت المناسب إلجراء المقابلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كامل محمد المغربي‪ ،‬أساليب البحث العلمي في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.132‬‬
‫من المهم أن يب ذل الب احث جه داً إلح راز ثق ة المس تجيب وطمأنت ه فيم ا يتعل ق بس رية المعلوم ات عن د المقابل ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫األولية‪.‬‬
‫مميزات وعيوب المقابلة ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫من مميزات المقابلة أنها تقدم معلومات غزيرة ومميزة لكل جوانب الموضوع‪ ،‬وتكون المعلومات فيها دقيقة إلى حد‬
‫كبير‪ ،‬ألن يتم خاللها التوضيح والشرح واإلستفهام‪ ،..‬ويمكن من خاللها تقييم الصفات الشخصية لألشخاص المعنيين‬
‫بالمقابل ة والحكم على إجاب اتهم‪ ،‬ويمكن اس تعمالها بش كل واس ع م ع لجم ع البيان ات من االش خاس االم يين‪ .‬كم ا وت تيح‬
‫المقابلة للمستجيب الشعور باألهمية واالعتبار من قبل المستجيب‪...‬‬
‫مع اآلخر أما من عيوبها فعادة ما تكون مكلفة من حيث الوقت والجهد واإلعداد‪ ،‬وأحيانا تخضع في نجاحها لظروف‬
‫الشخص المقابل وإ مكاناته وتقديراته ألهمية المقابلة‪ ،‬وأهمية التحضير لها‪ ،‬بما يمتلك من مهارات‪ ،‬وسمات شخصية‬
‫معين ة تجعل ه مقب والً‪ ،‬وق ادرا على التعام ل وكس ب ثقت ه‪ ،‬كم ا وتخض ع في م دى نجاحه ا من تحقي ق أه دافها إلى رغب ة‬
‫وتقبل المستجيب للتعاون لإلجابة على األسئلة بصدق ودون إحراج واحياناً يصعب استعمال وسيلة المقابلة في الحاالت‬
‫التي يصعب الوصول إلى األفراد المعنيين كالسياسيين‪ ،‬والذين هم في مراكز سلطة عليا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االستبيان أو "االستبانة ‪: Questionnaire :‬‬
‫يعد االستبيان وسيلة من وسائل جمع المعلومات‪ ،‬وقد يستخدم على إطار واسع ليشمل األمة أو في إطار ضيق على‬
‫نط اق المدرس ة‪ ،‬وبطبيع ة الح ال فه و يختل ف في طول ه ودرج ة تعقي ده‪ ،‬والجه د األك بر في اإلس تبيان ينص ب على بن اء‬
‫فق رات جي دة‪ ،‬والحص ول على اس تجابات كامل ة‪ ،‬ومن األهمي ة بمك ان أن تك ون أس ئلة الدراس ة وفرض ياتها واض حة‬
‫ومعرف ة كي يك ون باإلمك ان بن اء الفق رات بش كل جي د‪ ،‬و يس ميه بعض الكت اب باالس تفتاء ه و عب ارة عن مجموع ة من‬
‫االسئلة واالستفسارات المتنوعة والمرتبطة بعضها ببعض االخر بشكل يحقق هدف الباحث وذلك في ضوء موضوع‬
‫البحث والمشكلة التي اختارها وترسل اسئلة االستبيان المكتوبة هذه عادة بالبريد او اي طريقة اخرى الى مجتمع البحث‬
‫او الى مجموع ة من االش خاص او المؤسس ات ال ذين اخت ارهم الب احث كعين ة لبحث ه ومن المف روض االجاب ة عن‬
‫االستفس ارات وتعبئ ة االس تبيان بالبيان ات والمعلوم ات المطلوب ة فيه ا واعادته ا الى الب احث بنفس الطريق ة ال تي اس تلمت‬
‫بها‪ .‬اما حجم االستبيان وعدد االسئلة التي يشتمل عليها فقد تكون كثيرة او قليلة تبعا لطبيعة الموضوع وحجم البيانات‬
‫التي يطلب جمعها وتحليلها ولكن المهم ان تكون االسئلة منس جمة تماما ه دف او اهداف البحث وتتن اول كل الجوانب‬
‫المطلوب معالجتها من قبل الباحث مع‪.‬‬
‫واالستبيان اإلحصائي عبارة عن صحيفة أو كشف يتضمن عددا من األسئلة تتصل باستطالع الرأي أو بخصائص أية‬
‫ظاهرة متعلقة بنشاط اقتصادي أو إجتماعي أو فني أو ثقافي ومن مجموع اإلجابات عن األسئلة نحصل على المعطيات‬
‫‪2‬‬
‫اإلحصائية التي نحن بصدد جمعها"‪.‬‬

‫مروان عبد المجيد إبراهيم‪ ،‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2000 ،‬ص ‪.177‬‬ ‫‪1‬‬

‫مروان عبد المجيد إبراهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.173 .‬‬ ‫‪2‬‬
‫أنواع اإلستبيان‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ويمكن تصنيف االستبيان كاآلتي‪:‬‬
‫االستبيان المغلق‬ ‫‪‬‬
‫وتكون اإلستجابة عليه مقيدة‪ ،‬حيث يحتوي االستبيان على أسئلة تليها إجابات محددة‪ ،‬وما على المستجيب إال اختيار‬
‫اإلجاب ة بوض ع إش ارة عليه ا كم ا هو الح ال في األس ئلة الموضوعية‪ .‬ومن حس نات ه ذا النوع ‪ ،‬ان ه يش جع المستجيبين‬
‫على اإلجاب ة علي ه ألن ه ال يتطلب وقت اً وجه دا كب يرين ‪ ،‬كم ا ان ه س هل في تص نيف البيان ات وتحليله ا إحص ائيا‪ .‬ومن‬
‫عيوبه‪ ،‬أن المجيب قد ال يجد بين اإلجابات الجاهزة ما يريده‪ ،‬فتكون مقيدة بما يتوفر في االستبانة من اختيارات‪.‬‬
‫االستبيان المفتوح‬ ‫‪‬‬
‫وفي ه تك ون اإلجاب ة ح رة مفتوح ة‪ ،‬حيث يحت وي االس تبيان على ع دد من األس ئلة يجيب عليه ا المش ارك بطريقت ه ولغت ه‬
‫الخاص ة‪ ،‬كم ا ه و الح ال في األس ئلة المقالي ة‪ ،‬فيه دف ه ذا الن وع إلى إعط اء المش ارك فرص ة ألن يكتب رأي ه وي ذكر‬
‫تبريراته لإلجابة بشكل كامل وصريح ‪.‬ومن عيوبه أنه يتطلب جهدا ووقتاً وتفكيرا جادا من المشارك مما قد ال يشجعه‬
‫على المشاركة باإلجابة‪.‬‬
‫االستبيان المغلق المفتوح‬ ‫‪‬‬
‫ويحتوي على عدد من األسئلة ذات إجابات جاهزة ومحددة وعلى عدد أخر من األسئلة ذات إجابات حرة مفتوحة أو‬
‫أس ئلة ذات إجاب ات مح ددة متبوع ة بطلب تفس ير س بب االختي ار‪ ،‬ويع تر ه ذا الن وع أفض ل من الن وعين الس ابقين ألن ه‬
‫‪1‬‬
‫يتخلص من عيوب كل منهما‪.‬‬
‫االستبيان المصور‬ ‫‪‬‬
‫وتقدم فيه أسئلة على شكل رسوم أو صور بدال من العبارات المكتوبة‪ .‬ويقدم هذا النوع من االستبيانات إلى األطفال أو‬
‫األميين‪ ،‬وقد تكون تعليمات شفهية‪.‬‬
‫مزايا وعيوب اإلستبيان‬ ‫‪-2‬‬
‫إن ومن أهم مزاي ا االس تبيانات وإ يجابيات ه عموم اً أن اإلس تبيان ع ادة قلي ل التكلف ة والجه د‪ ،‬وي تيح اإلس تجابة بس هولة‬
‫ويساعد في الحصول على بيانات حساسة أو محرجة‪ ،‬ويمكن تطبيقه أعداد كبيرة من المستهدفين بالبحث‪.‬‬
‫أم ا أهم عي وب االس تبيان‪ ،‬فق د يفتق ر للدق ة في ص ياغة فقرات ه‪ ،‬وغم وض محت واه‪ ،‬وأحيان اً يعتم د االس تبيان على الق درة‬
‫اللفظية في اإلجابة عليه‪ ،‬لهذا فهو ال يصلح لألشخاص غير الملمين بالقراءة والكتابة إال إذا كان االستبيان مصورا ‪،‬‬
‫كما وقد يتأثر بذاتية الباحث فقد يكون منحازاً في اإلستجابات‪ ،‬ويصعب تعميم نتائجه عندما يفتقر للصدق‪ ،‬واللجوء إلى‬
‫العشوائية في االستجابة في حالة اإلفتقار إلى الجدية فيها‪ ،‬وقد تفسر اإلجابات بشكل خاطيء‪ .‬كذلك هناك أخطاء شائعة‬
‫تزي د من عي وب اإلس تبيان منه ا الغم وض في المحت وى من فق رات ومعلوم ات مطلوب ة من المس تجيبين وبالت الي إهم ال‬
‫اإلجابة عليها‪.‬‬
‫تصميم اإلستبيان‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن وظيفة االستبيان هي القياس‪ ،‬وعليه ينبغي أن نكون على وعي منذ البداية بالمتغيرات المطلوب إخضاعها للقياس‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وابرز مراحل عملية تصميم االستبيان هي‪:‬‬

‫منذر عبد الحميد الضامن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫‪1‬‬
‫الدراسة االس‪C‬تطالعية‪ :‬وتتض من مق ابالت طويل ة ومفتوح ة م ع من ل ديهم معلوم ات أساس ية وهام ة إلى ج انب‬ ‫‪‬‬
‫تجميع المادة من مقاالت ومراجع ألنها تجعل الباحث يشعر بالمشكلة‪ ،‬وتساعده في صياغة األسئلة‪.‬‬
‫إعداد الصورة األولية لإلستبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صفحة العن‪C‬وان‪ :‬وفيه ا يض ع الب احث عنوان ا لالس تبيان يوض ح في ه القض ايا الرئيس ية ال تي يتض منها االس تبيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واسم الباحث‪ ،‬والجهة المشرفة على البحث‪.‬‬
‫التص‪CC‬دير‪ :‬خط اب قص ير موج ه من الب احث إلى المبح وثين يوض ح لهم في ه أه داف االس تبيان‪ ،‬ونظ ام اإلجاب ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويطمئنهم إلى أن األراء سيتم التعامل معها في سرية تامة‪ ،‬وأنها ال تستخدم إال ألغراض البحث العلمي فقط‪.‬‬
‫البيان‪CC‬ات العامة‪ :‬يطلب من المس تجيب أن ي ذكر اس مه (إن رغب)‪ ،‬ون وع جنس ه‪ ،‬ومؤهالت ه وخبرات ه‪ ،‬ومك ان‬ ‫‪-‬‬
‫العمل‪ ... ،‬فهي تساعد في تفسير نتائج االستبيان)‪.‬‬
‫أس‪CC‬ئلة االس‪CC‬تبيان‪ :‬أس ئلة في ص ورة مغلق ة أو مفتوح ة‪ ،‬في ص ورة جم ل اس تفهامية أو عب ارات تقريري ة بحيث‬ ‫‪-‬‬
‫يطلب من المبحوث أن يحدد درجة أهميتها وموافقتها عليها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬كيفية اختيار أداة البحث المناسبة‪:‬‬
‫وكما سبق وأشرنا فان ادوات جمع المعلومات والبيانات تتحدد عادة بطبيعة منهج البحث فالباحث في البحث التاريخي‬
‫والوثائقي على سبيل المثال يحتاج الى مصادر للمعلومات سواء المكتوبة منها والمطبوعة او المصادر االلكترونية في‬
‫جمع البيانات والمعلومات المطلوبة‬
‫لبحثه ومن ثم تبويب وتنظيم مثل تلك البيانات والمعلومات ونقدها وتحليلها بغرض استنباط النتائج المطلوبة منها ‪ .‬اما‬
‫المنهج المس حي فيحت اج الب احث الى االس تبيان ك أداة رئيس ية في جم ع البيان ات والمعلوم ات بالدرج ة األولى ولكن ه اي‬
‫الب احث ق د يس تعين بالمقابل ة ايض ا ك أداة لجم ع المعلوم ات س واء ك انت اداة لوح دها او مكمل ة لالس تبيان ‪ .‬وبالنس بة الى‬
‫منهج دراسة الحالة فان الباحث كثيرا ما يحتاج الى المالحظة كأول واهم اداة لجمع البيانات والمعلومات التي يحتاجها‬
‫في ض وء دق ة وعم ق المعلوم ات المطلوب ة والمجمع ة وك ذلك في ض وء ش موليتها او ق د يحت اج الب احث الى االكتف اء‬
‫بالمقابلة كأداة لجمع المعلومات في حالة ‪ .‬امكانية الباحث بتهيئة الوقت الكافي والوسائل المناسبة للمالحظة اما بالنسبة‬
‫للمنهج التجريبي فهو اساسا يحتاج الى المالحظة وخاصة المالحظة المقصودة في جميع البيانات والمعلومات المطلوبة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫عبد الحميد عبد المجيد البلداوي التخطيط للبحث وجمع وتحليل البيانات يدويا وباستخدام برنامج ‪ ،SPSS‬دار الشروق ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2007‬ص‪.21‬‬
‫مباركة خمفني أساليب وأدوات تجميع البيانات مجلة الذاكرة‪ ،‬مخبر التراث اللغوي واألدبي في الجنوب الشرقي الجزائري‪ ،‬العدد ‪9‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة جوان ‪ ،2017‬ص ‪.47‬‬

You might also like