You are on page 1of 11

‫مقالة قدمت لندوة فقهية تحت إشراف المجمع الفقهي اإلسالمي بالهند سنة ‪1440‬ه الموافق ‪2019‬‬

‫بيع الثمار على األشجار‬

‫إعداد‪:‬‬

‫الحسني‬
‫سلمان بن سليمان ُ‬
‫(عضو هيئة التدريس بدار العلوم اإلسالمية‪ ،‬أوجرة ‪،‬كـولـم‪،‬كيراال)‬
‫‪SALMAN ES‬‬

‫‪Darul uloom Al Islammiyya‬‬

‫‪jakkanal p.0 Ochira kollam‬‬

‫‪Kerala : 690533‬‬

‫‪PH: 8891524642‬‬

‫‪Mail: Hafizsalmannadwi@gmail.com‬‬

‫بسـم اللـه الـرحمن الـحـيـم‬

‫الحمد للـه كفى وسالم على عباده الذين اصطفى امابعد‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫بيع المعاومة‬

‫روى مسلم عن جابر قال ‪ :‬نهى رسول اللـه عن المحاقلة والمزابنـة والمخابرة والمعاومة وعن الثنيا‬
‫ورخص في العرايا"‬
‫والمعاومة‪ :‬هي بيع السنين كما شرحه أکثر شراح الحديث وما توضح من روايات المسلم كذلك‪.‬‬

‫وقال النووي في شرح مسلم‪ :‬وهو بيع السنين فمعناه ان يبيع ثمر الشحرة عامين او ثالثة او اكثر (شرح‬
‫مسلم للنووي ‪ -‬باب النهي عن المحاقلة)‬

‫وقال مال على القارى في مرقاة المفاتيح‪ :‬هي بيع ثمر النخل او الشجر سنتين او ثالثا فصاعدا قبل ان تظهر‬
‫ثماره‪ .‬وهذا البيع باطل النه بيع مالم يخلق (مرقات‪ :‬حدیث ‪)۲۸۳۸‬‬

‫وقال ابن المزين المالكي في كتاب المفهم لما اشكل من تلخيص کتاب مسلم‪ :‬والمعاوية بيع الثمر اعواما وهو‬
‫المعبر عنه باللفظ اآلخر بيع السنين وال خالف في تحريم بيعه لكثرة الغرر والجهل‪( .‬المفهم ‪-٤/٤٠۳ :‬‬
‫حدیث ‪)١٦٢٧‬‬

‫بدو الصالح‪:‬‬

‫قد ورد في الحديث النهي عن بيع الثمار قبل بدو الصالح بروايات عديدة‪ .‬وفي بعض الروايات بينت معنى‬
‫بدو الصالح لبعض الثمار كذلك‪.‬‬

‫فاألحناف جمعوا هذه الروايات واستخرجوا معنى جامعا لبدو الصالح ‪ ،‬هو أن تأمن الثمرة العاهة والفساد‬
‫وصرحه ابن الهمام في الفتح وابن عابدين في الـرد (فتح القدير ‪ ،٦/٢٦٤‬رد المحتار ‪ ،۸۵/۷‬مطلب في بيع‬
‫الثمر والزرع والشجر مقصود)‬

‫وأما عند الشافعية فقال االمام النووي في المنهاج ‪:‬وبدو صالح الثمر ظهور مبادئ النضج والحالوة فيما ال‬
‫يتلون وفى غيره بأن يأخذ في الحمرة او السواد (منهاج الطالبين ‪ ۱٠۷/۱۰‬باب االصول والثمار)‬

‫وفقهاء الشافعية بينوا لكل ثمر عالمة بدو صالحه حسب حاله بالتفصيل‪ .‬واستخرج الرملي الشافعي" ضابطة‬
‫من جميع هذه األقوال في بدو الصالح حيث قال في نهاية المحتاج ‪ :‬وضابط ذلك أن يبلغ حالـة يطلب فيها‬
‫غالبا‪( .‬نهاية المحتاج ‪)٤/١٥٢‬‬
‫والمالكية‪ ،‬فقال ابن عبد البر فى الكافي‪ :‬وبدو صالحها ان تزها بصفرة او حمرة ان كانت نخال واما التين‬
‫والعنب والزيتون والخوخ والتفاح وما أشبه ذلك فاذا بدا طيب اوله وتلون منه ما لونه عالمة طيبه وكان طيبه‬
‫ذلك متتابعا‪( .‬الكافي في فقه أهل المدينة ‪-٢/٦٨٣‬باب بيع الثمار قبل أن يبدو صالحها أو بعد ذلك)‬

‫وقال ابن عسكر المالكي في ارشاد السالك ‪ :‬فزهو النخل الحمرة والصفرة وغيرها طيب أكلها‪( .‬ارشاد‬
‫السالك ‪ - ٨٤ /١‬فصل ببع الثمر قبل زهوها)‬

‫وعند الحنابلة‪ ,‬فقال ابن قدامة المقدسي‪ :‬وبدو الصالح في ثمرة النخل ان يحمر أو يصفر وفي العنب أن يسود‬
‫أو يتموه وفي الحب أن يشتد أو يبيض وفي سائر الثمار أن يبدو فيه النضج أو يطيب أكله (الكافي في فقه‬
‫االمام احمد ‪ - ٤٤/۲‬باب بيع الثمار)‬

‫وفى الخالصة بدو الصالح هو أن تأمن الثمرة العاهة وتصير بحالة ينتفع بها‪.‬‬

‫آراء الفقهاء في بيع الثمار على األشجار‪:‬‬

‫وعامـة الفقهاء قسموا بيع الثمار على األشجار الى حالتين‪ ،‬األولى قبل بدو الصالح والثانية بعد بدوالصالح ‪.‬‬

‫ففي األولى أي قبل بدو الصالح للبيع ثالث صور‪:‬‬

‫(‪)1‬البيـع بشرط القطع ‪ :‬وهذا الببع جائز باتفاق العلماء ‪ .‬ونقل الحافظ ابن حجر اإلجماع في فتح الباري وكذا‬
‫قال الجواز ابن همام في فتح القدير‪ .‬وابن قدامة في المغنى والقرافي في الذخيرة‪( .‬فتح الباری ‪ ،٤/٤٥٣‬فتح‬
‫القدیر ‪,٦/٢٦٤‬المغني ‪ ,٤/٢١٩‬الذخيرة ‪)٥/١٨٤‬‬

‫(‪ )2‬الببع بشرط الترك‪ :‬وهذا باطل عبـد الجميع‪.‬‬


‫(‪ )3‬البيع مطلقا بال شرط القطع والترك‪ :‬وهذا أيضا باطل عنـد الجمهور خالفا للحنفية‬

‫وهو جائز عند الحنفية‪( .‬فتح القدير‪)6/٢٦٤‬‬

‫والحالة الثانية أي بعد بدو الصالح‪ .‬لها ايضا ثالث صور‪:‬‬

‫(‪ )1‬بشرط القطع‪ :‬فهو جائز عند الجميع‪.‬‬

‫(‪ )2‬بشرط الترك‪ :‬وهذا جائر عند الجمهور خالفا للحنفية ‪ .‬فالبيع بشرط الترك باطل عند الحنفية إال ان االمام‬
‫محمد" استحسنه اذا تناهی عظمه‪.‬‬

‫(‪ )3‬الببع مطلقا‪ :‬وهذا ايضا جائز عند الجميع بال خالف‪.‬‬

‫وفى الخالصـة بيع الثمار قبل بدو الصالح ان كان بشرط القطع فهو جائز عند الجميع وان كان‬
‫بشرط الترك فهو باطل باإلتفاق وان كان مطلقا فهو ايضا باطل عند الجمهور خالفا للحنفية فعند الحنفية البيع‬
‫جائز ولكن يجب على المشترى أن يقطعه‬

‫واما بعد بدو الصالح فالبيع جائز مطلقا او بشرط القطع عندالجميع‪ .‬واما بشرط الترك فهوجائز عند‬
‫الجمهور خالفا للحنفية‪ .‬وهذا الشرط باطل في ظاهر المذهب ولكن استحسه محمد‬

‫وهذه المسائل توجد في فتح الباري ‪ :‬باب بيع الثمار قبل أن يبدو صالحها‪ .‬وفى ردالمحتار ‪ :‬مطلب‬
‫في بيـع الثمار والزرع والشجر مقصودا‪ .‬وفي المغنى البن قدامة‪ :‬مسألة ال يخلو بيع الثمرة قبل بدو صالحها‬
‫من ثالثة اقسام‬

‫صور بيع الثمار على األشجار وأحكامها‪:‬‬


‫(‪ )1‬ان يبيع الثمر قبل الظهور‪ .‬وهذا باطل النه بيع المعدوم‪ .‬وقد ورد النهي عن النبي فى حديث جابر قال‪:‬‬
‫نهى رسول هللا عن المحاقلة والمزابنة والمعاومة والمخابرة (مسلم ‪ )٣٨٨٧‬وما جوز أحد من علماء المذاهب‬
‫األربعة هذه الصورة‪.‬‬

‫قال ابن عابدين" ‪ :‬الخالف في عدم جواز بيع الثمار قبل ان تظهر‪ ".‬وفسر الظهور "بانفراك الزهر‬
‫وانعقادها ثمرة" (رد المحتار ‪ -‬مطلب في بيع الثمر والشجر مقصودا ‪)85\7‬‬

‫وغاية ما جوزناه في هذه الصورة إن اشتدت الضرورة ومست الحاجة اليـها‪ ,‬هى المعاهدة بين المتبايعين‬
‫وإيفاءها ديانة بأن يتعاهد البائع والمشترى على أن ال يبيع البائع الثمار بعد ظهوره او بدوه إال للمشرى ثم‬
‫إيفاءها بعد الظهور او البدو‪ .‬وهذا هو الحل الوحيد الذي وجدته لهذه الصورة‪ .‬والـله اعلم بالصواب‪.‬‬

‫(‪ )2‬ان يبيع الثمر بعد الظهور قبل ان يكون منتفعا به‪ .‬وهذه الصورة باطلة وغير جائزة عند المذاهب الثالثة‬
‫وان كان بشرط القطع‪ .‬ولكنها حائزة عند الحنفيـة‪.‬‬

‫قال ابن الهمام في الفتح ‪ :‬وعندنا إن كان بحال ال ينتفع به في األكل وال في علف الدواب خالف بين‬
‫المشايخ ‪ .‬قيل ‪ :‬ال يجوز‪ .‬ونسبه قاضي خان لعامة مشايخنا والصحيح أنه يجوز ألنه مال منتفع به في ثاني‬
‫الحال ان لم يكن منتفعابه في الحال‪( .‬فتح القدیر ‪)٦/٢٦٥‬‬

‫(‪ )3‬بيع الثمر بعد ما يصير منتفعا به قبل أن يبدو صالحه‪ .‬وهذه الصورة جائزة عند الجميع إن كان بشرط‬
‫القطع ‪ .‬وكذا البيع اذا كان مطلقا عن الشرط عند الحنفية ولكن يحتاج المشتري الى إذن البائع للترك كما هو‬
‫ظاهر المذهب‪.‬‬

‫وهاتان الصورتان ‪ -‬الثاني والثالث ‪ -‬إنما تجوزان عند الحنفية إن كانا بشرط القطع او بدون الشرط بالقطع او‬
‫الترك ‪ ،‬فعند ما يكون البيع من غير أ ّ‬
‫ى شرط فللبائع أن يأذن له بالترك او أن ال يأذن له‪ .‬وان لم يأذن البائع‬
‫يلزم على المشترى قطع الثمر ‪ .‬أوضحه صاحب الهداية ‪( .‬هداية ‪)42\3‬‬
‫(‪ )4‬بيع الثمر بعد بدو الصالح قبل أن يتناهى عظمه‪ .‬وهذه الصورة جائزة عند الجميع في كل حال‪ .‬ولكن‬
‫عندنا شرط الترك غير جائز‪( .‬الهداية ‪)42\3‬‬

‫(‪ )5‬بيع الثمر بعد بـدو الصالح وتناهى العظم وهذه ايضا جائز‪ .‬ومحمد (رح) استحسن شرط الترك في هذه‬
‫الصورة ‪.‬‬

‫وفى هذه الصور كلها شرط الترك وتبقية الثمار على األشجار يفسد العقد على ظاهر المذهب‪ .‬ولكن ع ّم هذا‬
‫الشرط في بيوع اليوم إما لفظا او عرفًا ‪ .‬واحتاج إليه المتبايعون حتى ال يخلو بيع ثمر من بيعه قبل‬
‫بدوالصالح أو قبل أن يتناهى العظم ثم تركه على األشجار‪ .‬ففي هذا الوضع المضطر‪ ,‬علينا تحرى الحواز‬
‫في هذه المعامالت ألن التحرى للجواز في باب البيع مـطلوب‪ ,‬وهناك ثالثة مساغات ‪:‬۔‬

‫(الف) الشرط بترك الثمر على األشجار بعد العقد إن كان بعد بدو الصالح فهو جائز عند الشافعية والمالكية‬
‫والحنابلة (الفقه االسالمي وأدلته ‪)٤/٢٥7‬‬

‫(ب) أجاز محمد رح شرط الترك بعد تناهى العظم لتعامل الناس وضرورتهم اليه مع أنه شرط ال يقتضيه‬
‫العقد‪ .‬وفي هذه األيام امتـد تعامل الناس الى هذه الصور كلها‪.‬‬

‫(ج) ورجّح ابن عابدين في رسالته "نشر العرف" جواز بيع الثمار مطلقا قبل بدو الصالح او بعده اذا جرى‬
‫العرف بترك ذلك ألن الشرط الفاسد اذا جری به العرف صار صحيحا ويصح العقد معه استحسانا (الفقه‬
‫اإلسالمي ‪)٤/٢٥٩‬‬

‫فبهذه المساغات الثالثة ينبغى ان يكون هناك مخلص ومساغ لهذه الصور األربع ‪ -‬الثاني والثالث والرابع‬
‫والخامس ‪ -‬هو أن يبيع الثمر مطلقا ثم يبيح للمشترى أن يتركها عرفا ألن الضرر يزال‪ ،‬واذا عمت البليّة‬
‫خفت القضية‪.‬‬
‫(‪ )6‬بيع ثمار الحائط او البستان بعد ما ظهر او بدا بعض ثمره ‪ ،‬وهذه الصورة باطلة في ظاهر المذهب ولكن‬
‫جوزها المتأخرون‬

‫قال في الدر‪ :‬ولو برز بعضها دون بعض ال يصح في ظاهر المذهب وصححه السرخسی وأفتى الحُلواني‬
‫بالجواز لو الخارج أكثر‪( .‬الدر مع الرد ‪)86\7‬‬

‫ورجح ان عابدين" جهة الجواز حتى ما قيد بكثرة الخارج بل أجاز مطلقا وجعل الموجود أصال‪ ,‬قليال كان او‬
‫كثرا‪( .‬رد المحتار ‪)87-86\7‬‬

‫(‪ )7‬أن يبيع الثمر مطلقا ثم يستأجر الشجر‪ ،‬ففي هذه الصورة أبطل صاحب الـهـدايـة االستأجار لعدم تعارف‬
‫الناس‪( .‬الهداية ‪)43\3‬‬

‫وفى هذه األيام تعارف به الناس فينبغي أن يكون صحيحا‪ .‬فاستأجار الشجر صحيح اذالم يشترط في البيع ‪.‬‬
‫واذا شرط يكون البيع فاسـدا ‪ .‬والـلّه أعلـم‪.‬‬

‫خالصة البحث‬

‫هذا البحث يدور على مسألتين ‪-‬‬

‫‪ )1‬بيع الثمار على األشجار بمختلف أحوالها‪.‬‬

‫‪ )2‬ترك الثمار على األشجار بعد العقد‪.‬‬


‫أما المسألة األولى هي بيع الثمار على األشجار فهوجائز عند الحنفية إذا ظهر الثمار‪ ,‬سواء بدا‬
‫صالحها أم لم يبد‪ .‬ألنه مال متقوم في الحال أو في المآل‪.‬‬

‫ولكن البيع قبل ظهور الثمار فهو باطل ألنه بيع المعدوم‪ .‬وبيع المعدوم حرام بالنصوص الصريحة‬
‫واإلجماع‪ .‬وال يمكن إلحاقه إلى بيع السلـم أو اال ستصناع لعدم توفر شروطهما‪ ،‬فالمخلص في هذه الصورة‬
‫المعاهدة بين المتبايعين بالبيع وإيفاءها بعد الظهور‪ .‬واللـه أعلـم‬

‫وأما المسالة الثانية هي ترك الثمار على األشجار بعد العقد فهي أيضا جائزة باالتفاق اذا كان العقد مطلقا‬
‫والترك بإذن البائع‪ .‬ولكن اختلف الفقهاء في شرط الترك ‪ .‬والشرط يكون على وجهين‪-:‬‬

‫األول ‪ :‬بالعرف المعروف في زمان العقد‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬باللفظ الصريح عند العقد‪.‬‬

‫فاألول ‪-‬هو الشرط بالعرف المعروف‪ -‬جوزه ابن عابدين في رسالته 'نشر العرف' والشيخ انور شاه‬
‫الكشميري في فيض الباري ورجح هذا الرأي الشيخ المفتي تقي العثماني في 'تكملة فتح الملهم' ‪.‬وهو األرفق‬
‫على الناس‪( .‬الفقه االسالمي وأدلته ‪ ٫ ٤/٢٥٩‬تكملة فتح الملهم ‪)١/٢٥٥‬‬

‫والثاني ‪-‬هو الشرط على الترك باللفظ الصريح‪ -‬غير جائز عنـد الحنفية بسبب فساد البيع مع الشرط‪ .‬ولكن في‬
‫هذا الزمان تكون ضرورة اليه‪.‬فينبغي أن يكون جائزا بقاعدتا "الضرر يزال" و"اذا عمت البليّة خفت‬
‫القضية" وغيرهما من القواعـد الفقهية‪ ,‬وقياسا على مسائل جزئية وآراء الفقهاء ـ تقدم ذكره عند البحث ‪-‬‬

‫ومع هذا تحرى المفتى تقى العثماني وجها للجواز‪ .‬يقول في فتح الملهم‪" :‬ثم هنا ناحية أخرى لم يتعرض لها‬
‫الفقهاء عموما وهي أن البيع بشرط الترك إنما يحرم عـند الحنفيـة لكونه بيعا وشرطا‪ ،‬ولكن الحنفية يج ّوزون‬
‫مع الببع شروطا جرى بها التعامل ‪ ،‬ألن التعامل رافع للنزاع‪ ،‬وال شك أن بيـع الثمار بشرط الترك جرى به‬
‫التعامل العام في أكثر البالد ‪ ،‬فينبغي أن يجوز هذا الشرط على أصل الحنفية‪ ،‬ولكن يرد عليه أن التعامل‬
‫يجوز أن يكون مخصصا ً للنص وال يجوز ان يكون ناسخا‪ .‬ولوجوزنا البيع قبل بدو الصالح بشرط الترك‬
‫لزم ترك حديث الباب رأسا وذلك ال يجوز بالتعامل ‪ ،‬اللهم إال أن يقال ‪ :‬إن حديث الباب محمول على نهي‬
‫تنزيه او إرشاد كماهو مفاد حدیث زید بن ثابت عند البخاري‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬فاالحتباط أن ال يشترط الترك‬
‫في العقد‪ ،‬وهللا أعلم‪( .‬تكملة فتح الملهم ‪ -‬حكم ما يتعامل به الناس ‪)١/٢٥٦‬‬

‫فبهذه الوجوه ينبغى أن يكون جائزا استحسانا‪.‬‬

‫والقواعد المعتبرة في هذا البـحث ‪:‬‬

‫(‪ )1‬المشقة تجلب التيسير‬

‫(‪ )2‬الضرر يزال‬

‫(‪ )3‬إذا عمت البلية خفت الـقـضيـة‬

‫(‪ )4‬الضرورة تبيح المحظورات‪.‬‬

‫وهللا أعلـم بالصواب وهو الهادي إلى الـسداد‬

‫وصلى هللا على سيد العباد‪ ,‬وعلى آله وأصحابه األلباب‬

‫‪.‬‬

You might also like