‫مـقـدمـة‪:‬‬

‫يكاد يكون مفهوم االتجاه(‪)Attitude‬من أهم المفاهيم النفسية واالجتماعية المرتبط‬

‫بسلوك األفراد‪, ,‬وتم تطبيقه في كثير من المجاالت منها‪:‬التعليم‪-‬التدريب‪-‬‬
‫اإلدارة‪...,‬وغيرها‪.‬واالتجاه كمفهوم نفسي اجتماعي هو‪:‬تكوين فرضي أو متغير وسيط ‪,‬‬
‫تعبر عنه مجموعة من االستجابات المتسقة فيما بينها سواء في اتجاه القبول أو الرفض‬
‫‪,‬إزاء موضوع نفسي اجتماعي جدلي معين‪.‬وهناك الكثير من العوامل المتداخلة والتي لها‬
‫تأثير باإليجاب أو السلب عليه‪-‬خاصة بالنسبة لتشكيل اتجاهات التالميذ‪ -‬واهم تلك‬
‫= ‪,‬مستوى النضج ‪,‬خبرات المتعلم ‪,‬قدراته‪,‬اتجاهات المعلمين نحو‬
‫العوامل‪:‬العمر‬
‫تالميذهم‪,‬طريقة تدريس المعلم ‪...,‬وغيرها(‪.)1‬‬

‫ويعد االتجاه نحو الرياضيات من األهداف الوجدانية مأمولة التحقيق في مجال‬

‫العملية التعليمية‪,‬وال يقل أهمية عن باقي الجوانب‪-‬المعرفية و المهارية‪-‬بل قد يفوقها في‬
‫األهمية‪,‬ولكي تتحقق األهداف المعرفية و المهارية البد وان تتولد لدى التالميذ اتجاهات‬
‫موجبة نحو دراسة الرياضيات‪,‬وان تنمو ميولهم نحوها وان يقدروا أهميتها(‪ .)2‬ومن ثم تشير‬
‫نتائج بعض الدراسات إلى أن درجة النجاح في أي مقرر دراسي تعتمد على اتجاهات‬
‫التالميذ وميولهم الثابتة أو المؤقتة نحو المادة الدراسية‪-‬لذلك يجب العمل على تنمية اتجاهات‬
‫ايجابية نحو مادة الرياضيات‪,‬الن المشاعر السلبية تؤدي غالبا إلى تجنب هذه المادة‪,‬بينما‬
‫المشاعر الموجبة تؤدي إلى إقبال التالميذ على الدراسة المتخصصة المتعمقة‬
‫للرياضيات‪,‬ومن ثم إمكانات هائلة للنجاح في التعلم والحياة على حد السواء‪.‬‬

‫لذلك تعد قضية االتجاهات نحو الرياضيات من القضايا الرئيسة التي يعلق عليها‬
‫المهتمون بالرياضيات المدرسية أهمية كبيرة؛ومن ثم تعتبر تنمية اتجاهات موجبة نحو‬
‫الرياضيات بمثابة قنطرة العبور لكي يحقق كل من الطالب و المعلم بعض النجاحات المثمرة‬
‫= يطرون‬
‫في كل من التعلم و التعليم‪ ,‬وبالتالي يصبح لدينا طالبا متفوق دراسي‪,‬ومعلمون‬

‫‪ 1‬محمد سالمة ادم ‪, 1981,‬ص‪11‬‬

‫‪ 2‬محمد امين المفتي ‪,‬سمير إيليا ‪,1988,‬ص‪45‬‬

‫‪1‬‬
‫تالميذهم وراضون عنهم‪,‬ولن يتسنى لنا ذلك إذا كان نظامنا التعليمي يهتم باألهداف المعرفية‬
‫و يهمل األهداف الوجدانية‪,‬لذلك فان االهتمام بتنمية اتجاهات التالميذ يعد مطلبا رئيسا‪,‬ال يقل‬
‫أهمية عن تنمية مهارات التفكير العليا‪,‬بل نستطيع القول انه يتكامل مع تلك المهارات على‬
‫حد سواء‪ ,‬ليخلق لنا بيئة تعليمية قوامها رضا التالميذ عن تعلمهم‪ ,‬وبالتالي مزيد من‬
‫المخرجات التعليمية المأمولة التحقيق‪.‬‬

‫ومن هذه األهمية التي يكتسيها الموضوع أردنا أن ندرس العالقة بين االتجاهات‬
‫النفسية والمستوى ألتحصيلي لتالميذ السنة األولي ثانوي خاصة في ظل تغير مفصلي بين‬
‫المرحلة المتوسط ومرحلة الثانوية وتم تقسيم هذه الدراسة إلى الجانب النظري والجانب‬
‫الميداني‪ ,‬وفيما يلي محتوى هذه الدراسة‪:‬‬

‫‪-‬الجانب النظري‪:‬وهو يحتوى على ثالثة فصول‪:‬‬

‫أ‪-‬الفصل األول‪ :‬بعنوان اإلطار ألمفاهيمي وتم فيه تحديد اإلشكالية وفرضياتها و‬
‫الـدراسـة وأهـمية الــدراسـة وأهداف الـدراسة وحـدود ها والتعريفات اإلجرائية‬
‫ب‪-‬الفصل الثاني‪ :‬بعنوان االتجاهات النفسية والذي يتضمن تعريف االتجاهات‬
‫النفسية والفرق بين االتجاه وبعض المفاهيم خصائص ووظيفة ومكونات االتجاهات النفسية‬
‫وأنواع االتجاهات النفسية وتغيرها ومراحل وعوامل تكوين االتجاهات النفسية و نظريات‬
‫االتجاهات النفسية وقياس االتجاهات النفسية واالتجاه نحو الرياضيات‪.‬‬

‫جـ‪-‬الفصل الثالث‪:‬بعنوان التحصيل الدراسي والذي تضمن تعـريـف‬

‫التـحصيـل الدراسي وأنـوع الـتحصيل الدراسي و العوامل المؤثرة على الـتحـصيل‬
‫الدراسـي و مـبادئ الـتحصيل الدراسي ووسـائل قـيـاس الـتحصيل الدراسي‬
‫والـتحصيل في مادة الرياضـيات و تعليمها‪ ،‬بيداغوجيتها‪ ،‬طرق تدريسها‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪-‬الجانب الميداني‪:‬والذي يحتوي على فصلين هما‪:‬‬

‫د‪-‬الفصل الرابع‪:‬بعنوان إجراءات الدارسة الميدانية‪:‬‬

‫وتم التطرق فيه إلى منهج الدراسة ثم الدراسة االستطالعية وبعدها الدراسة‬
‫األساسية‪.‬‬

‫هـ‪-‬الفصل الخامس‪ :‬بعنوان‪:‬عرض وتحليل وتفسير ومناقشة النتائج‬

‫وتضمن هذا الفصل عرض وتحليل النتائج وتفسيرها ومناقشتها ثم الوصول إلى‬
‫خالصة عامة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الجانب الميداني‬

‫‪4‬‬