‫‪ -‬تمهيد ‪:‬‬

‫إن إصالح المنظومة التربوية منذ االستقالل والتي مست مراحل التعليم المتوسط يهدف‬
‫إلى تحديد غايات تعليمية أكثر مالءمة لحاجات األفراد والمجتمع ‪ .‬ولقد مس هذا اإلصالح‬
‫إعادة تنظيم التعليم المتوسط مدته أربع سنوات و ذلك إلعطاء فعالية أكثر للتعليم القاعدي‬
‫اإللزامي و تحسين نوعية التعليم و تقوية مردودية النظام التعليمي و االستجابة للغايات‬
‫الكبرى التي يسعى اإلصالح إلى تحقيقها ‪ ,‬و مس أيضا المكونات األساسية للمنهاج و إدخال‬
‫أساليب حديثة في إدراج المعلوماتية باإلضافة على اهتمام بتكوين إطارات التعليم كل ذلك‬
‫يقتضي تبني العمل على أساس المقاربة بالكفاءات‬
‫‪ -1‬لمحة تاريخية لمراحل التعليم المتوسط ‪:‬‬
‫إن التطرق لدراسة النظام التربوي الجزائري يقتضي استعراض مختلف الفترات‬
‫التاريخية التي مر بها هذا النظام منذ فجر االستقالل و في هذا السياق يمكن تقسيم هذا‬
‫التطور إلى مراحل متميزة حسب األحداث الكبرى والتحوالت الجوهرية ‪.‬‬
‫بعد االستقالل وجدت الجزائر نفسها أمام وضع اقتصادي و اجتماعي و ثقافي منهار‬
‫تجلت معالمه في تفشي األمية و الجهل و قلة البنية التحتية ونقص الموارد البشرية و‬
‫المالية لكن الدولة الجزائرية الفتية وإيمانا منها بدور التربية التي تعد أساس كل تطور و‬
‫تقدم ‪ .‬بادت إلى تجديد و تعبئة كل اإلمكانيات المتاحة و استعانت بالدول الشقيقة‬
‫والصديقة من أجل بناء منظومة تربوية ‪ ,‬و مرت بما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المرحلة األولى (‪ : )1970-1962‬في هذا اإلطار نصبت لجنة إصالح التعليم‬
‫‪ 1962‬و قسمت التعليم إلى مستويات االبتدائي (‪6‬سنوات) و مرحلة المتوسط (‪4‬سنوات)‬
‫‪ -1‬مرحلة المتوسط‪ :‬و يشمل ثالثة أنماط ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعليم العام ‪ :‬و يدوم ‪ 4‬سنوات و يتوج بشهادة األهلية التي عوضت بشهادة التعليم‬
‫العام (‪. )BEG‬‬

‫‪31‬‬
 ‫‪ -2‬التعليم التقني يدوم ‪ 3‬سنوات و يؤدى في إكماليات التعليم التقني و يتوج بشهادة‬
‫الكفاءة المهنية‬
‫‪ -3‬التعليم الفالحي ‪ :‬و يؤدى في إكماليات التعليم الفالحي ‪ ,‬و يدوم ‪ 3‬ينوات و يتوج‬
‫بشهادة الكفاءة الفالحية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرحلة الثانية ( ‪ : )1980-1970‬و في هذه المرحلة صدرت أمرية أفريل‬
‫‪ 1976‬و التي نصت على إنشاء المدارس األساسية و توحيد التعليم األساسي و إجباريته‬
‫و في هذا اإلطار قسم التعليم إلى مستويات ‪ :‬االبتدائي ‪ 6‬سنوات و المتوسط ‪ 3‬سنوات و‬
‫الثانوي ‪ 3‬سنوات ‪,‬‬
‫أما المتوسط فقد جمع في إكماليات تسمى إكماليات التعليم المتوسط تجمع كل أنواع‬
‫التعليم التي كانت تؤدى في إكماليات التعليم العام و التقني و الفالحي ‪ .‬تلك المؤسسات‬
‫التي شرع في إزالتها ابتداء من سنة ‪ 1970‬و تنتهي باجتياز شهادة األهلية للتعليم‬
‫المتوسط و حذف التعليم التقني القصير المدى كما خصصت بعض مؤسسات التعليم‬
‫المتوسط الجتياز البرامج الجديدة خالل فترة تدوم ‪ 3‬سنوات و التي تمثل الطور الثالث‬
‫من التعليم األساسي كم أنشئ فرع جديد يسمى شهادة التعليم األساسي (‪.)BEF‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المرحلة الثالثة (‪ : )1990 -1980‬و في هذا اإلطار تم تعميم المدرسة‬
‫األساسية (‪ )1981-1980‬و أصبح التعليم إلزامي لمدة ‪ 9‬سنوات ‪ ,‬و أصبحت المدرسة‬
‫األساسية ترمي إلى تحقيق الوحدة في هذا اإلطار(المأمن)‬
‫رابعا ‪ :‬المرحلة الرابعة ( ‪ : )2003-1990‬بالنسبة لهذه المرحلة اعتبرت المرحلة‬
‫القاعدية للنظام التعليمي هي المدرسة األساسية ذات التسع سنوات ( من السنة األولى‬
‫إلى السنة التاسعة ) و تنقسم إلى طورين متكاملين ‪:‬‬
‫‪ -‬الطورين األولين (ابتدائي ) من السنة األولى إلى السنة السادسة أساسي‬
‫‪ -‬الطور الثالث من السنة السابعة إلى السنة التاسعة أساسي‬
‫و يبقى الطموح قي تحقيق المدرسة األساسية المندمجة قائما ‪ ,‬و هو أحد االنشغاالت الهامة‬
‫لتتوج بشهادة التعليم األساسي ‪BEF‬‬

‫‪32‬‬
 ‫تم فيها تنفيذ‬ ‫(‪)1‬‬
‫المرحلة الخامسة ‪ :‬مرحلة اإلصالحات (من ‪ -2003‬إلى يومنا هذا )‬
‫قرارات مجلس الوزراء المنعقد في ‪ 30/04/2002‬و المتعلق بإعادة المنظومة التربوية‬
‫من خالل ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد استراتيجيات التعميم التدريجي للتربية التحضيرية‬
‫‪ -‬إعادة تنظيم التعليم اإللزامي بحيث يتحول إلى ابتدائي ( خمس سنوات ) و‬
‫متوسط ( أربع سنوات )‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬ترسيم مؤسسات التربية و التعليم الخاصة‬
‫‪ -2‬اإلصالحات التي مست التعليم المتوسط ‪:‬‬
‫يشكل التعليم المتوسط الطور اآلخر للتعليم اإللزامي و ال يمكن أخذه من زاوية أنه يمثل‬
‫إطارا تحضيريا نحو الثانوي ‪ ,‬بل بالعكس فهو يهدف إلى الوصول بالمتعلم إلى اكتساب‬
‫قاعدة من المعارف و الكفاءات غير قابلة لالنضغاط – بمعنى تناولها في ظرف زمني وجيز‬
‫– و قسطا من الثقافة والتأهيل يمكنه إما من مواصلة دراسته بعد المرحلة اإللزامية أو‬
‫االندماج في الحياة العملية ‪ .‬و تتوزع السنوات األربعة في التعليم المتوسط حسب مراحل‬
‫ثالث متعاقبة هي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة األولى ‪ :‬مدتها سنة واحدة ذلك أن العملية االنتقالية من االبتدائي إلى‬
‫المتوسط تشكل تغيرا جذريا بالنسبة للتلميذ بسبب ما يحدث من تحول في طرائق‬
‫العمل و تعدد األساتذة ‪ ,‬باإلضافة إلى أن إدخال اللغة األجنبية الثانية يتم من هذا‬
‫الطور‬
‫ب‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬و هي فترة التدعيم ومدتها سنتان ويتم تفعيلها خالل السنتين‬
‫الدراسيتين الثانية والثالثة حيث يتم التركيز على تعزيز التعلمات و تناولها بعمق ‪.‬تعد‬
‫هذه المرحلة أساسية للغاية في اكتساب و تنمية الكفاءات المدرسية أو العرضية ‪ ,‬مثلما‬

‫(‪ )1‬المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم ‪ ,‬النظام التربوي ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2003 ,‬ص‪21‬‬
‫(‪ )2‬بوبكر بن بوزيد ‪ ,‬إصالح التربية في الجزائر رهانات وإنجازات ‪ ,‬دار القصبة للنشر ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2009 ,‬ص ‪207‬‬
‫‪33‬‬
‫ينتظر أن يرتقي المتعلم في هذا الطور إلى مستويات أعلى في المجال الثقافي و العلمي‬
‫و التكنولوجي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ :‬و هي فترة تعزيز التعلم والتوجيه ‪ ,‬ال تدوم هذه المرحلة إال سنة واحدة‬
‫لكنها تسمح ‪ ,‬إلى جانب ضمانها تنمية التعلمات وإثباتها ‪ ,‬اكتساب الكفاءات المسطرة في‬
‫المنهاج وكذا لكفاءات األخرى العرضية وذلك بتحضير المتعلم إلى الوجهة التي يأخذها فيم‬
‫بعد التعليم اإللزامي ‪ .‬ومثلما هو معروف تختتم مرحلة التعليم اإللزامي بامتحان شهادة‬
‫التعليم المتوسط (‪.)1( )BEM‬‬
‫إن عملية التدريس باألهداف قد تعرضت النتقادات كثيرة منها في تفتيت الفعل التربوي‬
‫مما يفقده تماسكه وترابطه و تشتيت التعلم بتجزئة الهدف العام إلى أهدف جزئية أو أهداف‬
‫إجرائية ‪.‬‬
‫‪ -3‬منهج المقاربة بالكفاءات ‪:‬‬
‫إن عملية التدريس باألهداف قد تعرضت إلى انتقادات كثيرة منها في تفتيت الفعل التربوي‬
‫‪ ,‬مما يفقده تماسكه و ترابطه و تشتيت التعلم بتجزئة الهدف العام إلى أهداف جزئية أو‬
‫أهداف إجرائية مما يؤدي إلى االبتعاد عن الهدف العام و من هنا جاء إصالح المنظومة ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مفهوم الكفاءة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪ :‬ورد في لسان العرب كافأه على الشيء مكافأة وكفاءة ‪ :‬جازاه ‪ .‬و الكفء هو‬
‫النظير و المساواة وتقول ‪ :‬ال كفاء له بالكسر أي ال نظير له ‪.‬‬
‫و الكلمة ذات أصل التيني ‪ ,compétence‬و قد ظهر سنة ‪ 1968‬في أوروبا بمعان مختلفة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اصطالحا‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪ :‬من تعاريف الكفاءة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعرفها دي كتيل هي مجموعة من المعارف و من القدرات الدائمة و من المهارات‬
‫المكتسبة عن طريق استيعاب معارف وجيهة و خبرات فيما بينها في مجال ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بوبكر بن بوزيد ‪ ,‬إصالح التربية في الجزائر رهانات وإنجازات ‪ :‬المرجع نفسه ‪ , 2009 ,‬ص ‪214‬‬
‫(‪www.rezgar.com )2‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬و تعريف على أنها " هي االستجابة التي تدمج وتسخر مجموعة من القدرات والمهارات و‬
‫المعارف المستعملة بفعالية في وضعيات مشكلة و ظروف متنوعة لم يسبق للمتعلم أن‬
‫(‪. )1‬‬
‫مارسها‬
‫‪ -‬و يعرفها كزافيي روجيرس ‪ ":‬هي قدرة الفرد (المتعلم) على تعبئة مجموعة موارد لحل‬
‫وضعية مشكلة ضمن مجموعة من الوضعيات المترادفة " (‪.)2‬‬
‫إن بيداغوجية الكفاءات هي عبارة عن تطور تربوي بيداغوجي ينطلق من الكفاءات‬
‫المستهدفة في أي نشاط تعليمي أو نهاية مرحلة تعليمية ‪ /‬تعلمية اضبط إستراتيجية التكوين‬
‫في المدرسة من حيث مقاربات التدريس و الوسائل التعليمية وأهداف التعليم و انتقاء‬
‫المحتويات وأساليب التقويم وكيفية إنجازها و غير ذلك من األدوات ‪.‬‬
‫^‬
‫إن الكفايات التربوية األساسية التي ينبغي أن تحقق في التعليم هي كفايات الضرورة‬
‫الوظيفية للعيش في العالم المعقد و تتمثل في (‪:)3‬‬
‫‪ -‬حيازة اللغة المنظمة ‪ :‬استعمال مهارات متنوعة مثل القراءة والكتابة و اإلصغاء و‬
‫المالحظة مع تأهيل المتعلم الكتساب لغات عالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬ذو القدرات العقلية ‪ :‬التمكن من العمليات العلمية األساسية كالقياس و التخمين و‬
‫التقدير والعمليات التفاضلية ‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع فهم المتعلم للعالم المحيط به و ذلك بالتمرين على استعمال المبتكرات الرمزية‬
‫كالكمبيوتر و األنترنت والمعدات العلمية األساسية ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬خصائص الكفاءة ‪:‬‬
‫إن الكفاءة مفهوم واسع يستدعي توظيغ مجموعة من القدرات و المهارات و المعارف في‬
‫تكامل و انسجام و من خصائصها ‪:‬‬
‫‪ -‬تنمي الشعور بالمسؤولية لدى المتعلم‬
‫‪ -‬لتجعل من المتعلم محور العملية التعلمية‬
‫‪ -‬تجعل من المعلم مرشدا و موجها للعملية التعليمية‬

‫(‪www.moe.edu.qa )1‬‬
‫(‪www.oujda.city.net )2‬‬
‫(‪www.azzaman.com )3‬‬

‫‪35‬‬
 ‫‪ -‬تجعل العالقة بين المعلم والمتعلم في تفاعل مستمر‬
‫‪ -‬تجعل موضوعات الدراسة من الواقع المعاش للمتعلم‬
‫‪ -‬تستدعي امتالك موارد متنوعة داخلية وخارجية‬
‫‪ -‬ذات داللة علمية متعلقة بحل وضعيات مشكلة‬
‫‪ -‬تتصف بالشمولية و التكامل ‪ ,‬فال ترتكز على الكم المعرفي و المهاراتي المقدم للمتعلم فقط‬
‫بل تتعداه إلى معرفة فعلية سلوكية ‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين ‪ ,‬وتيرة كل متعلم في النشاط التعليمي‬
‫و التفاعل مع الوضعيات اإلشكالية الموظفة للتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬إدماج المعرف و القدرات وفق صيرورة بناء الكفاءات ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬مبادئ التدريس بالكفاءة ‪:‬‬
‫تقوم بيداغوجية الكفاءات على عدة مبادئ تجعلها تختلف نوعا ما عن بيداغوجية األهداف‬
‫ال من حيث المبدأ ‪ .‬فالتدريس بالكفاءة يجعل الكفاءة هي التي تحدد المعارف لتنميتها و لذا‬
‫لتحدد المنهج الكفاءات و من أهم مبادئها (‪:)1‬‬
‫‪ -‬تدعو المقاربة المعلم إلى اختيار وضعيات لها صلة وثيقة بحياة المتعلم اليومية‬
‫‪ -‬تدفع المتعلم إلى العمل بالتعاون الجماعي ليكتسب عادات و مواقف حسنة و تجعله سهل‬
‫االندماج مع المجتمع الذي يعيش فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج وحدات إدماجية تعمل على تحقيق كفاءة واحدة مجزأة إلى عدة كفاءات‬
‫‪ -‬امتداد النشاط التعليمي إلى النشاط الالصفي ‪.‬‬
‫‪ -‬جعل المعلم أكثر حركية و فتح مجال لالجتهاد و المبادرة واإلبداع لديه‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام استراتيجية التعليم و التعلم القائمة على اقتراح وضعيات تعليمية مستقاة من الحياة‬
‫اليومية في صيغة مشكالت (وضعيات) تدفع المتعلم و تحفزه إلى حلها باستعمال األدوات‬
‫الفكرية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬دليل المعلم في الرياضيات السنة الثالثة ابتدائي ‪ 2005/2006‬ص ‪15‬‬

‫‪36‬‬
 ‫خالصة الفصل ‪:‬‬
‫من خالل ما تطرقنا إليه الحظنا أن مرحلة التعليم المتوسط تتميز باتساق نوعي يتماشى و‬
‫المراحل الكبرى لتكوين التالميذ ‪ ,‬كما تتضمن هذه المرحلة من التعليم هيكلة خاصة‬
‫للكفاءات المستهدفة أعيدت صياغتها على أساس أجل أقصاه سنة واحدة ‪ ,‬و هذا بهدف‬
‫إعطاء معالم سنوية ضرورية تتيح لكل من التالميذ و أوليائهم و لألساتذة متابعة تطور‬
‫عمليتي التعلم و التمدرس بشكل أفضل ‪.‬و ال يتأتى ذلك إال باالجتهاد الذاتي لكل فرد من‬
‫أفراد الفريق التربوي و بتبادل الخبرات و المعارف و الشعور بالمسؤولية ‪ ,‬هذا الجماعي‬
‫الذي يجعل الفرد عضوا فاعال يشارك في أخذ القرار و يساهم في تنفيذه و ذلك لإلعالء من‬
‫شأن المنظومة التربوية ‪.‬‬

‫‪37‬‬