Professional Documents
Culture Documents
تعتبر الصحة النفسية مهمة في حياة كل فرد ,فمن هذا المنطلق بادرت المجتمعات
المعاصرة في إعطاء األولوية من اهتماماتها بالصحة النفسية لألفراد كونها عنصرا مهما
لقدرة الفرد على التكيف لتسمح له بأداء أفضل ألعماله و لما كان لألستاذ دور بارز في
التعليم فإن صحته النفسية تعتمد أساسا على مدى تالؤم شخصيته مع مناخه التنظيمي داخل
المدرسة .
و تهدف هذه الدراسة أساسا إلى معرفة مدى تعرض األساتذة بصورة خاصة للضغوط
المهنية مما يجعلهم عرضة لظاهرة اإلجهاد النفسي التي ال بد أن لها تأثيرها السلبي على
األستاذ و التالميذ على حد سواء .
و قد خصصنا جانبين من الدراسة :جانب نظري و جانب تطبيقي .
أما الجانب النظري فقد تم تقسيمه إلى ثالثة فصول ,يشمل الفصل األول على تقديم مشكلة
البحث الذي يضم اإلشكالية والفرضيات (العامة والجزئية) المطروحة إضافة إلى عرض
أهمية أهداف الدراسة ,ومنه التطرق إلى المفاهيم اإلجرائية للبحث ,و أخيرا تحديد الحدود
البشرية و الزمانية و المكانية للدراسة الحالية ,و أما الفصل الثاني يحتوي على موضوع
اإلجهاد النفسي بالتعرض إلى تعريف الضغط و كيف أنه ينتج ظاهرة اإلجهاد النفسي ,و
منه مختلف التعاريف التي تناولت المفهوم ,إضافة إلى نماذجه و مراحله و اإلشارات
األولية و مصادره و نتائجه الجسمية والنفسية و السلوكية و السيكوسوماتية لكيفية تفاديه و
قياسه وقد خصصنا عنصرا تناولنا فيه اإلجهاد النفسي عند أستاذ التعليم المتوسط مصادره
ومظاهره و أسبابه ,و أخيرا الدراسات السابقة التي تناولت اإلجهاد بصفة عامة و اإلجهاد
عند المعلمين بصفة خاصة ,كما :تناولنا في الفصل الثالث مراحل التعليم في الجزائر منذ
االستقالل إلى يومنا هذا ,و قد ركزنا على مراحل التعليم المتوسط ,ثم تطرقنا إلى
اإلصالحات التي شملت التعليم المتوسط من 2003إلى وقتنا الحالي .
1
و ذكرنا أن عملية التدريس باألهداف قد تعرضت النتقادات كثيرة منها في تفتيت الفعل
التربوي مما يفقده تماسكه وترابطه و تشتيت التعلم بتجزئة الهدف العام إلى أهدف جزئية أو
أهداف إجرائية .
و من اإلصالحات التي دخلت المنظومة التربوية التعليم بالكفاءات التي من مبادئها
استخدام إستراتيجية التعليم و التعلم القائمة على اقتراح وضعيات تعليمية مستقاة من الحياة
اليومية في صيغة مشكالت (وضعيات) تدفع المتعلم و تحفزه إلى حلها باستعمال األدوات
الفكرية .
أما الجانب التطبيقي فقد تم تقسيمه إلى ثالثة فصول أيضا ,حيث خصص الفصل األول
لدراسة العينة والختبار صحة األداة ,و الدراسة األساسية قد شملت المنهج المتبع ,و
وصف األداة المستخدمة فيه و وصف العينة و عرض األساليب اإلحصائية التي تم االعتماد
عليها في تحليل النتائج ,و ينطوي الفصل الثاني على عرض نتائج الفرضية العامة وعرض
نتائج الفرضيات الجزئية الثالثة ,و في الفصل الثالث قد تم مناقشة نتائج الدراسة و تقديم
الخالصة العامة واالقتراحات .
و في األخير تم إدراج قائمة و المراجع التي تم اعتمادها في الدراسة الحالية ,و قد تم
ترتيبها ترتيبا أبجديا ,و ألحق البحث بملحق لزيادة التوضيح.
2