You are on page 1of 3

‫المهارة المزدوجة‬

‫مفهوم المشترك اإلنساني في العالم المعاصر‬


‫في ظل ‪ )١‬مركزية اإلله‪ )2  ‬مركزية اإلنسان‬

‫مركز الدين الصحيح منذ بدء الخليقة هو اإلله في تصوير‬


‫الكون والخلق والحياة والعالقات اإلجتماعية واألخالق‬
‫المشترك اإلنساني‪  ‬هي الفطرة التي فطرنا هللا عليها وهي‬
‫االستعداد لقبول الحق إذا لم يكن ثم‪  ‬موانع‬
‫ومن الجوانب الفطرية أيضا هي التعامل األخالقي‬
‫وكما أن الدين من أهدافه التذكير بهذه الفطرة من حيث‬
‫االيمان باهلل وقبول شرائع الرسل‪  ‬في اإلجمال وفيه من‬
‫التذكير بل والتكرار والحث على الفضائل واألخالق‪ ‬‬
‫واجتناب الرذائل ولكن الجانب األخالقي ال ينفصل إطالقا‬
‫عن الجانب التشريعي من حيث أن الدين ينظم المعامالت‬
‫أخالقيا أي كيف نطبق‪  ‬هذا الجانب األخالقي من العدل‬
‫والصدق واإلحسان ونتجنب الظلم والفحشاء والمنكر في‬
‫جميع جوانب الحياة من عالقتنا بخالقنا والجانب األسري‬
‫وجانب المجتمع وعالقتنا حتى بأنفسنا‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‬
‫(مامن مولود إال ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه ‪) ...‬‬
‫(إنما بعثت ألتمم صالح األخالق )‬
‫اإلنسان في ظل مركزية اإلله هو أشرف الخلق ومأمور‬
‫بتكاليف لإلله أوال ثم بآداء حقوق الخلق‬
‫فهو‪  ‬تعظيم ألمر هللا ومن ثم شفقة على خلق هللا‬

‫‪  ‬أما اإلنسانويين يستخدمون لفظة‪  ‬المشترك اإلنساني‬


‫ويقصدون الجانب األخالقي والعدل والرحمة والبر‬
‫لكن يتم استخدامه بكثرة في محاولة اإلنسانويين فصل‪ ‬‬
‫الجانب المشترك‪  ‬األخالقي الفطري من‪  ‬األديان وفي الحقيقة‬
‫أن هناك مسلمتان انتهى إليهما طه عبد الرحمن بعدما نقد‬
‫التصورات الفلسفية عن العالقة بين الدين واألخالق أنه ال‬
‫إنسان بال أخالق وأنه ال أخالق بال دين‪١‬‬

‫فالحاصل أنهم يريدون( فضيلة بال إله )‪٢‬‬


‫يحول المرء هذه األخالق محكوم بأهوائه وشهواته‬
‫ومقصورا على حياته الدنيا تعلو فيه قيمة األنا وإرضاء اللذة‬
‫وتحقيق الفردوس األرضي وتخليق السعادة كل هذا دون‬
‫إدخال فكرة الثواب والعقاب األخروي اإلالهي‬
‫الوسط في قضية المشترك اإلنساني بين طرفين‬

‫طائفة جردت اإلسالم من المعاني اإلنسانية التي أمر هللا‬


‫الخلق بها في تعامل الخلق مع بعضهم البعض بل وفطر هللا‬
‫الخلق جميعا على إدراك حسنها مثل العدل واإلحسان و‬
‫الوفاء والصدق‬
‫وطائفة أنسنت اإلسالم وحصرته في هذه المشتركات‬
‫اإلنسانية مستبعدة بذلك الجانب األخروي في تعامل الخلق في‬
‫ظل مركزية اإلله الواحد القهار بل وحق ملكية هذه النظرة‬
‫األخالقية‬
‫وظهر من هذا التيار من يدعو إلى التقريب بين األديان وال‬
‫يخفى بطالن هذا القول فإن الدين عند هللا اإلسالم ومامن نبي‬
‫إال ودعا قومه لإليمان بنبوة سيدنا محمد كما حذرهم من‬
‫المسيح الدجال ‪٣‬‬

‫فليس اإلسالم هذه المشتركات فحسب بل إن رأس األمر هي‬


‫الشهادة وأمر هللا النبي بالقتال عليها‬
‫‪ -1‬ص‪ ٧٥‬هامش ‪ 85‬مفهوم الفطرة في فلسفة طه عبد‬
‫الرحمن ‪ .‬عبد الجليل الكور‪ ‬‬
‫‪ -2‬أفول الواجب ص‪٣٣‬‬
‫‪ -3‬ص‪ .180-١٧٨‬اإلنسانوية المستحيلة‬

You might also like