مركز الدين الصحيح منذ بدء الخليقة هو اإلله في تصوير
الكون والخلق والحياة والعالقات اإلجتماعية واألخالق المشترك اإلنساني هي الفطرة التي فطرنا هللا عليها وهي االستعداد لقبول الحق إذا لم يكن ثم موانع ومن الجوانب الفطرية أيضا هي التعامل األخالقي وكما أن الدين من أهدافه التذكير بهذه الفطرة من حيث االيمان باهلل وقبول شرائع الرسل في اإلجمال وفيه من التذكير بل والتكرار والحث على الفضائل واألخالق واجتناب الرذائل ولكن الجانب األخالقي ال ينفصل إطالقا عن الجانب التشريعي من حيث أن الدين ينظم المعامالت أخالقيا أي كيف نطبق هذا الجانب األخالقي من العدل والصدق واإلحسان ونتجنب الظلم والفحشاء والمنكر في جميع جوانب الحياة من عالقتنا بخالقنا والجانب األسري وجانب المجتمع وعالقتنا حتى بأنفسنا قال صلى هللا عليه وسلم (مامن مولود إال ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه ) ... (إنما بعثت ألتمم صالح األخالق ) اإلنسان في ظل مركزية اإلله هو أشرف الخلق ومأمور بتكاليف لإلله أوال ثم بآداء حقوق الخلق فهو تعظيم ألمر هللا ومن ثم شفقة على خلق هللا
ويقصدون الجانب األخالقي والعدل والرحمة والبر لكن يتم استخدامه بكثرة في محاولة اإلنسانويين فصل الجانب المشترك األخالقي الفطري من األديان وفي الحقيقة أن هناك مسلمتان انتهى إليهما طه عبد الرحمن بعدما نقد التصورات الفلسفية عن العالقة بين الدين واألخالق أنه ال إنسان بال أخالق وأنه ال أخالق بال دين١
فالحاصل أنهم يريدون( فضيلة بال إله )٢
يحول المرء هذه األخالق محكوم بأهوائه وشهواته ومقصورا على حياته الدنيا تعلو فيه قيمة األنا وإرضاء اللذة وتحقيق الفردوس األرضي وتخليق السعادة كل هذا دون إدخال فكرة الثواب والعقاب األخروي اإلالهي الوسط في قضية المشترك اإلنساني بين طرفين
طائفة جردت اإلسالم من المعاني اإلنسانية التي أمر هللا
الخلق بها في تعامل الخلق مع بعضهم البعض بل وفطر هللا الخلق جميعا على إدراك حسنها مثل العدل واإلحسان و الوفاء والصدق وطائفة أنسنت اإلسالم وحصرته في هذه المشتركات اإلنسانية مستبعدة بذلك الجانب األخروي في تعامل الخلق في ظل مركزية اإلله الواحد القهار بل وحق ملكية هذه النظرة األخالقية وظهر من هذا التيار من يدعو إلى التقريب بين األديان وال يخفى بطالن هذا القول فإن الدين عند هللا اإلسالم ومامن نبي إال ودعا قومه لإليمان بنبوة سيدنا محمد كما حذرهم من المسيح الدجال ٣
فليس اإلسالم هذه المشتركات فحسب بل إن رأس األمر هي