You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة ‪ :‬عبد الحميد مهري ‪ -‬قسنطينة ‪02‬‬

‫السنة‪ :‬الثالثة ليسانس‬ ‫كلية‪ :‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫الفوج‪05:‬‬ ‫قسم‪ :‬علم االجتماع‬

‫المقياس‪ :‬علم اجتماع وقضايا الوطن العربي‬

‫بحث حول االنثروبولوجيا‬

‫تحت اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫فروج‬
‫مسعود خلوف صهيب‬
‫الواعر حسين‬
‫ماضي أسامة‬
‫خنوف انيس‬

‫السنة الجامعية‪2022-2021:‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫المقدمة‬

‫اوال‪ :‬ماهية االنثروبولوجيا‬

‫‪ .1‬مفهوم االنثروبولوجيا‬
‫‪ .1.1‬لغة‬

‫‪ .2.1‬اصطالحا‬

‫‪ .2‬نشأة األنثروبولوجيا وتاريخها‬


‫‪ .3‬اقسام االنثروبولوجيا‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف االنثروبولوجيا وعالقتها بالعلوم األخرى‬

‫‪ .1‬أهداف االنثروبولوجيا‬
‫‪ .2‬عالقة االنثروبولوجيا بالعلوم األخرى‬

‫‪ .1.2‬بعلم االجتماع‬

‫‪ .2.2‬بعلم النفس‬

‫‪ .3.2‬بالفلسفة‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫يجمع الباحثون في علم " األنثروبولوجيا " على أنّه علم حديث العهد‪ ،‬إذا ما قيس ببعض العلوم األخرى كالفلسفة‬
‫أن البحث في شؤون اإلنسان والمجتمعات اإلنسانية قديم قدم اإلنسان‪ ،‬مذ وعى ذاته وبدأ‬ ‫والطب والفلك‪ ..‬وغيرها‪ .‬إالّ ّ‬
‫لقد درج العلماء والفالسفة في كل مكان وزمان عبر التاريخ ‪.‬يسعى للتفاعل اإليجابي مع بيئته الطبيعية واالجتماعية‬
‫اإلنساني‪ ،‬على وضع نظريات عن طبيعة المجتمعات البشرية‪ ،‬وما يدخل في نسيجها وأبنيتها من دين أو ساللة‪ ،‬ومن ث ّم‬
‫تقسيم ك ّل مجتمع إلى طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها‪ .‬وقد أسهمت الرحالت التجارية والكتشافيه‪ ،‬وأيضا ً‬
‫قربت فيما بينها وأتاحت‬
‫الحروب‪ ،‬بدور هام في حدوث االتصاالت المختلفة بين الشعوب والمجتمعات البشرية‪ ،‬حيث ّ‬
‫معرفة ك ّل منها باآلخر‪ ،‬وال سيّما ما يتعلّق باللغة والتقاليد والقيم‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن الصعوبة بمكان‪ ،‬تحديد تاريخ معيّن لبداية‬
‫األنثروبولوجيا‬
‫اوال‪ :‬ماهية االنثروبولوجيا‪:‬‬
‫‪ .1‬مفهوم االنثروبولوجيا‪:‬‬
‫‪ .1.1‬لغة‪:1‬‬
‫إن لفظـة أنثروبولوجيـا‪ ، Anthropology‬هـي كلمـة إنكليزيـة مشتقة مـن األصل اليوناني المكون من مقطعين‪:‬‬
‫أنثروبوس‪ ، Anthropos‬ومعناه " اإلنسان " ولـوجـوس‪ ، Logos‬ومعناه " علـم “‪ .‬وبذلك يصبح معنى‬
‫‪.‬‬
‫األنثروبولوجيا من حيث اللفظ علـم اإلنسـان أي العلم الــذي يـدرس اإلنسـان‬

‫‪ .2.1‬اصطالحا‪:2‬‬
‫• األنثروبولوجيا هي علم من العلوم اإلنسانية يهتم بدراسة اإلنسان من حيث معرفة اإلنسان معرفة كلية وشمولية‬
‫ويدرس قيمه (قيم جمالية‪ ،‬دينية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬واجتماعية) ومكتسباته الثقافية‪.‬‬
‫• األنثروبولوجيا هي علم دراسة اإلنسان طبيعيا ً واجتماعيا ً وحضاريا‪ ،‬أي أنها ال تدرس اإلنسان ككائن وحيد بذاته‪ ،‬أو‬
‫منعزل عن أبناء جنسه‪ ،‬إنما تدرسه بوصفه كائنا ً اجتماعيا ً بطبعه‪ ،‬يحيا في مجتمع معين له ميزاته الخاصة في مكان‬
‫وزمان معينين‪.‬‬
‫‪ .2‬نشأة األنثروبولوجيا وتاريخها‪:3‬‬
‫كبيرا في اتصال الشعوب والمجتمعات فيما بينها‪ ،‬والتعرف إلى‬
‫دورا ً‬
‫لعبت الحروب والرحالت التجارية واالستكشافية ً‬
‫التنوع الموجود في الساللة البشرية من حيث الصفات الجسمية والسلوكات الجمعية وكذا اختالف تباين العادات‬
‫والتقاليد‪.‬‬

‫ولمعرفة عصر نشأة األنثروبولوجيا كعلم مستقل به موضوع ومنهج سنحاول تقديم عرض مختصر ألهم المراحل‬
‫التاريخية التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في ظهور هذا العلم‪.‬‬

‫أن نلمسه هو بروز بعض الكتابات التي شكلت أرضية مناسبة لبداية‬ ‫أن ما يمكن ّ‬
‫بالنسبة للعصر القديم‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫البحث حول حقيقة التنوع واالختالف في الساللة البشرية‪ ،‬فعلى مستوى الحضارة اليونانية أخذت أعمال المؤرخ‬
‫نظرا لتنوعها في تقديم وصف لعادات وتقاليد ما يزيد عن الخمسون شعبًا‪ ،‬كما استطاع هذا‬ ‫"هيرودوتس" الصدارة ً‬
‫الفيلسوف أن يعقد بعض المقارنات فيما بينها‪ ،‬جعلت الكثير من علماء األنثروبولوجيا يعتقدون أن منهج "هيرودوتس"‬
‫في وصف ثقافات الشعوب وحياتهم وبعض نظمهم‪ ،‬ينطوي على بعض أساسيات المنهج االثنوغرافي المتعارف عليه‬
‫في عصر الحاضر باسم علم الشعوب أما عن اسهامات الشاعر الروماني "كارلوس لوكارتيوس" فلم تكن أقل قيمة مما‬
‫قدَّمه اإلغريق‪ ،‬إذ استطاع هذا األخير أن يطرح موضوعات ذات أهمية بالغة‪ ،‬حيث تحدث عن فكرتي التطور والتقدم‪،‬‬
‫نشأة نظامي الملكية والحكومية ونشأة اللغة‪ ،‬إضافة إلى مناقشة العادات والتقاليد‪ ،‬الفنون‪ ،‬األزياء والموسيقى‪.‬‬

‫أن "لوكارتيوس" استطاع أن يتصور مسار البشرية في عصور حجرية ثم برونزية‬ ‫وقد رأى بعض األنثروبولوجيون ّ‬
‫وحديدية‪ ،‬بينما رأى البعض اآلخر في فكر "لوكارتيوس" تطابقا مع فكر "لويس موزعان" أحد أعالم األنثروبولوجيا‬
‫في القرن الـ ‪ 19‬م‪.‬‬

‫وفي العصور الوسطى كان الوضع مختلف عند األوروبيون تراجعت كل سبل التفكير الفلسفي والتأمالت النظرية‬
‫األولى في تاريخ اإلنسان لصالح التفسيرات الدينية التي كانت تقدمها الكنيسة لفهم طبيعة هذا الكائن وما يحيط به‪ ،‬إالّ‬

‫‪1‬‬
‫الدكتور عيسى الشماس ‪,‬مدخل إلى علم إنسان (األنثروبولوجيا)‪ ،‬منشورات إتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ 2004‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى تيلوين‪ ,‬مدخل عام في األنثروبولوجيا‪ ,‬دار الفرابي‪,‬ط‪,1‬بيروت‪ 2011‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ نشأة وظهور األنثروبولوجيا منصة التعليم عن بعد لجامعة عنابة‪,‬تم اإلطالع عليه يوم ‪ 11‬مارس‪ 2022‬على الساعة ‪23:00 ,‬‬
‫‪https://elearning-faclschs.univ-annaba.dz/mod/resource/view.php?id=3633‬‬
‫القليل منها التي عملت على تمجيد العنصر األوروبي المسيحي ووصف الشعوب والمجتمعات األخرى بأسلوب سادج‬
‫ومتحيز تغلب عليه ذاتية الكاتب لينفي بذلك عالقته بظهور علم األنثروبولوجيا‪.‬‬

‫في المقابل كانت إلسهامات العرب المسلمون في عصرهم الذهبي وذلك ما بين القرن (‪ 7‬م – ‪ 14‬م) بصمات جدّ هامة‪،‬‬
‫تزامنت مع مجيء الدين اإلسالمي وإزدهار الحضارة العربية اإلسالمية في شتى المجاالت‪ ،‬وأشتهر العرب في إعداد‬
‫الموسوعات الكبيرة‪ ،‬والمعاجم الجغرافية‪.‬‬

‫من أهمها مسالك األمصار "البى فضل هللا العمري" ومعجم البلدان "لياقوت الحموي‪".‬‬

‫وإلى جانب اهتمام هذه الكتب الموسوعية بشؤون العمران‪ ،‬فقد تميزت مادتها باالعتماد على المشاهدة والخبرة‬
‫الشخصية وكذا الرواية الموضوعية‪ ،‬ما جعلها مادة خصبة من ناحية المنهج األنثروبولوجي في دراسة الشعوب‬
‫والثقافات اإلنسانية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى إسهامات كل من "البيروني"‪" ،‬ابن جبير"‪" ،‬ابن بطوطة" الذين اختصوا في وصف إقليم واحد‪ ،‬نجد ابن‬
‫خلدون الذي نال شهرة كبيرة وواسعة‪ ،‬في مقدمته في التاريخ واسمها بالكامل "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في‬
‫أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر" حيث أجرى مالحظاته الواقعية حول عادات‬
‫وتقاليد مجتمعات شمال إفريقيا وقد كانت قوانين ابن خلدون مستمدة من مالحظاته لظواهر االجتماع‪.‬‬

‫وترجع أهمية دراسته إلى استخدام المنهج المقارن‪ ،‬إذ الحظ عن كتب تباين المجتمعات وتشابهها‪ ،‬وأرجع هذه العوامل‬
‫إلى أثر البيئة والعوامل الجغرافية في أخالقية الشعوب وأحوالهم االقتصادية ومدى تأثر الظواهر السياسية بهذه‬
‫العوامل‪ ،‬وهو ما أثار اهتمام األنثروبولوجيون المعاصرون‪ ،‬غير أنهم يرون ّ‬
‫أن األصول النظرية األولية لهذا العلم قد‬
‫ظهرت مع عصر النهضة‪ ،‬ففي القرن الـ ‪ 15‬م والـ ‪ 16‬م سجلت بعض األعمال منها ما تحدث عن خصائص جسم‬
‫اإلنسان ومنها عن العادات والتقاليد لشعوب مختلفة‪ ،‬كما استفادت هذه األبحاث من االكتشافات الجغرافية التي تمت في‬
‫القرن الـ ‪ 17‬م لكثير من المناطق التي لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬ما دفع بالعلماء والباحثون في مجال األنثروبولوجيا إلى‬
‫القول ّ‬
‫بأن القرن الـ ‪ 18‬م يعتبر البداية الحسنة لدراسة الشعوب والمجتمعات البدائية نظر للتحول الذي رافق الحملة‬
‫االستعمارية األوروبية في المستوى التعليمي للفئة التي كانت تنقل أخبار المجتمعات المستعمرة بحيث شملت هذه المرة‬
‫رجال اإلدارة االستعمارية ومجموعة من رجال الدين المسيحي بدال من الرحالة المستكشفين ذوي المستوى التعليمي‬
‫المتدني‪.‬‬

‫كذلك شهد هذا القرن صدور أعمال كثيرة الفالسفة ومفكرين أمثال الفيلسوف الفرنسي "تشالز لويس مونتيسكيو" الذي‬
‫قدم كتابا بعنوان‪" :‬روح القوانين" حيث أكدّ فيه على وجود مجتمعات مختلفة من حيث عاداتها وتقاليدها القابلة للتغيير‪،‬‬
‫كما بيّن العوامل المؤثرة في حياة هذه المجتمعات وضرورة مراعاتها عند سن القوانين المنظمة لشؤون حياتها‪.‬‬

‫خالصة القول استطاع فالسفة القرن الـ ‪ 18‬م أن يمهدوا الطريق لظهور علوم موضوعية تدرس النظم االجتماعية‪،‬‬
‫ومن أهمها األنثروبولوجيا االجتماعية وكان لذلك األثر العظيم في القرن الـ‪ 19‬م‪ ،‬بحيث أصبحت األنثروبولوجيا ذات‬
‫طابع أكاديمي‪ ،‬وبرزت للوجود أسماء المعة لرواد مثلوا فيما بعد االتجاه الكالسيكي التطوري ونذكر من بينهم "ادوارد‬
‫تايلور" و "لويس مورغان"‪ ،‬الذي أشرف على تدريس األنثروبولوجيا في جامعة أوكسفورد‪ ،‬لكن هذا العلم لم يكتب له‬
‫الظهور واكتمال النضوج إالّ مع بداية القرن الـ ‪ 20‬م على يد كل من "برونسلو مالينوسكي" و "راد كليف براون"‬
‫اللّذان استلهما أفكارهما عن عالم االجتماع الفرنسي "ايميل دوركايم" استطاعا إحداث نقلة نوعيّة للبحث‬
‫األنثروبولوجي وتبني منهج الدراسة الحقلية التي تعتمد أدوات قياسية تستدعي زيارة الباحث لميدان الدراسة لمدة‬
‫مستمرة ال تقل عن السنة‪.‬‬

‫بأن الفضل يعود إلى "مالينوفسكي" أكثر من "براون" في تطوير الدراسة الحقلية األنثروبولوجية‬‫كما ال يفوتنا التذكير ّ‬
‫ووضع أسسها المنهجية في ضوء دراساته العميقة في جزر التروبرياند بمنطقة ميالنيزيا لمدة (‪ )04‬سنوات متتالية تعلم‬
‫أن يندمج في حياة هذا المجتمع المحلي ويكسب أهله ما مكنّه من توظيف‬
‫خاللها لغة سكان هذه الجزر بعد أن استطاع ّ‬
‫أهم أداة منهجية وهي المالحظة بالمشاركة الستقاء ما يمكن من معلومات تخدم أغراض بحثه‪.‬‬

‫‪ .3‬اقسام االنثروبولوجيا‪:4‬‬
‫وتنقسم االنثروبولوجيا إلى قسمين‪:‬‬

‫✓ االنثروبولوجيا الفيزيقية أو البيولوجية‪:‬‬

‫تهتم االنثروبولوجيا الفيزيقية بدراسة تطور االنسان وسلوكه وكذلك الخصائص البيولوجية التي يتباين فيها البشر‬
‫القدامى والمحدثين‬

‫✓ االنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية‪:‬‬

‫تنقسم بدورها إلى ثالثة اقسام هي‪:‬‬

‫• علم اللغويات‪ :‬يبحث في تحليل اللغات وتصنيفها‪.‬‬


‫• علم اآلثار ‪: Archéologie‬يدرس الفترات التاريخية في حياة المجتمعات والثقافات باالعتماد علة وثائق‬
‫قديمة والشواهد من المواقع الثرية كالمدن القديمة والبنايات‪ ،‬والمتوجات المادية بها وإعادة رسم صورة ثقافات‬
‫ما قبل التاريخ‪.‬‬
‫• األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية‪ :‬تحتم بدراسة المجتمعات والثقافات الكثيرة المتنوعة التي تسير عليها‬
‫المجتمعات‪ ،‬وقد اختصت وعرف عليها أنها تهتم بدراسة المجتمعات البدائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف االنثروبولوجيا وعالقتها بالعلوم األخرى‬


‫‪ .1‬أهداف االنثروبولوجيا‪:5‬‬
‫استنادا إلى مفهوم االنثروبولوجيا وطبيعتها‪ ،‬فإن دراستها تحقق مجموعة من األهداف‪ ،‬يمكن حصرها في األمور‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وصـف مظاهر الحياة البشرية والحضارية وصفا ً دقيقاً‪ ،‬وذلك عن طريق معايشة الباحث المجموعة أو الجماعة‬
‫المدروسة‪ ،‬وتسجيل كل ما يقوم به أفرادها من سلوكات في تعاملهم‪ ،‬في الحياة اليومية‪.‬‬

‫‪ -‬تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بعد دراستها دراسة واقعية‪ ،‬وذلك للوصول إلى أنماط إنسانية عامة‪ ،‬في‬
‫سياق الترتيب التطوري الحضاري العام لإلنسان‪( :‬بدائي ‪ -‬زراعي صناعي ‪ -‬معرفی ‪ -‬تكنولوجي)‬

‫‪ -‬تحديد أصـول التغير الذي يحدث لإلنسان‪ ،‬وأسباب هذا التغيـر وعملياته بدقة علمية‪ ..‬وذلك بالرجوع إلى التراث‬
‫اإلنساني وربطة بالحاضر من خالل المقارنة‪ ،‬وإيجاد عناصر التغيير المختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬استنتاج المؤشرات والتوقعات التجاه التغيير المحتمل‪ ،‬في الظواهر اإلنسانية ‪ /‬الحضارية التي تتتم دراستها‪،‬‬
‫وبالتصور بالتالي إلمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعة البشرية التي أجريت عليها الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬ويبدو أن التباين العرقي بين بني البشر ‪ ،‬هو الخاصة البيولوجية التي تستأثر باهتمام العالم الحديث ‪ ،‬أكثر من سائر‬
‫الخواص البيولوجية األخرى عند اإلنسان‪ .‬ويبذل المصنفون العرقيون محاوالت دائبة للتوصل إلى تصنيف عرقي‬
‫مثالي‪ .‬فكان من نتائج انشغال علماء األنثروبولوجيا الجسمية بمشكلة العرق‪ ،‬أن اكتسب مفهوم النوع (العرق) رسوخا‬
‫‪4‬‬
‫د‪.‬تاجر مراد‪,‬محاضرات مقياس مدخل إلى األنثروبولوجيا‪,‬جامعة بشار‬
‫‪5‬‬
‫الدكتور عيسى الشماس‪,‬مرجع سبق ذكره‪,‬صفحة‪16/15‬‬
‫أعاق التفكير بالكائن البشري ذاته‪ .‬فاألصناف العرقية البشرية ظلت‪ ،‬وإلى عهد قريب‪ ،‬تعتبر كيانات ثابتة نسبياً‪ ،‬وقادرة‬
‫على الصمود أمام تأثيرات البيئة أو قوى التغير الفطرية‪.‬‬

‫‪-‬ويالحظ أن التطرف في تمجيد فكرة العرق ‪ ،‬أدى إلى فرض عدد محدود من التصنيفات الصارمة على بني البشر‬
‫الذين يمتازون بتنوع ال حد له ‪ ،‬وأذى بالتالي إلى زج األفراد في هذه التصنيفات ‪ ،‬بصورة تطمس صفاتهم األصلية‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪-‬إن اهتمام األنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات اإلنسانية كلها ‪ ،‬وعلى المستويات الحضارية كافة ‪ ،‬يعتبر منطلقا ً أساسيا ً‬
‫في فلسفة علم األنثروبولوجيا وأهدافها‪ .‬ولكن على الرغم من التوسع في مجال الدراسات األنثروبولوجية‪ ،‬فما زالـت‬
‫االهتمامات التقليدية لألنثروبولوجيا‪ ،‬وال سيما وصـف الثقافات وأسلوب حياة المجتمعات‪ ،‬ودراسة اللغات واللهجات‬
‫المحلية وآثار ما قبل التاريخ‪ ،‬تؤكد وال شك‪ ،‬نفرد مجال األنثروبولوجيا عنا عداها من العلوم األخرى‪ ،‬وال سيما علم‬
‫االجتماع‪.‬‬

‫‪-‬ومن هنا كانت أهمية الدراسات األنثروبولوجية في تحديد صفات الكائنات البشرية ‪ ،‬وإيجاد القواسم المشتركة فيما‬
‫بينها ‪ ،‬بعيدا ً عن التعصب واألحكام المسبقة التي ال تستند إلى أية أصول علمية‪.‬‬

‫‪ -‬واذا كان علم األنثروبولوجيا ‪ ،‬بدراساته المختلفة ‪ ،‬قد استطاع أن ينجح في إثبات الكثير من الظواهر الخاصة بنشأة‬
‫اإلنسان وطبيعته ‪ ،‬ومراحل تطوره الثقافي الحضاري ‪ ،‬فإن أهم ما أثبته هو ‪ ،‬أن الشعوب البشرية بأجناسها المتعددة ‪،‬‬
‫تتشابه إلى حد التطابق في طبيعتها األساسية ‪ ،‬وال سيما في النواحي العضوية والحيوية‪.‬‬

‫‪ .2‬عالقة االنثروبولوجيا بالعلوم األخرى‪:6‬‬


‫االعتراف باألنثروبولوجيا كعلم مستقل بذاته‪ ،‬يدرس اإلنسان من حيث نشأته على الرغم • من وتطوره وثقافته‪ ،‬فمازال‬
‫العلماء والسيما علماء اإلنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة‪ ،‬فيرى بعضهم أنه من العلوم‬
‫االجتماعية كعلم النفس واالجتماع والسياسة والتاريخ ويرى البعض أيضا انه من العلوم التطبيقية كالرياضيات والطب‬
‫والفلك بينما يرى بعضهم اآلخر انه من العلوم اإلنسانية كالفلسفة والفنون والديانات‪ .‬وسنكتفي هنا بتبيان صلة‬
‫األنثروبولوجيا بعلم االجتماع‪،‬علم النفس و الفلسفة‬

‫‪ .1.2‬بعلم االجتماع‪:‬‬
‫يدرس علم االجتماع العالقات بين األفراد وعمليات التفاعل فيما بينهم‪ ،‬وتصرفاتهم كأعضاء مكونين لهذه الجماعة‪ ،‬فهو‬
‫يركز على سلوكيات األفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك ويدرس بالتالي تأثير البيئة االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والثقافية في‬
‫تكوين الشخصية اإلنسانية وتحديد العالقات بين األفراد‪ .‬هناك تداخل كبير بين علم االجتماع واألنثروبولوجيا‪ ،‬فكالهما‬
‫يدرس البناء االجتماعي والوظائف االجتماعية وكالهما يدرس اإلنسان ويهتم بالجانب الحضاري لديه‪ ،‬ويركز علم‬
‫االجتماع على المشكالت االجتماعية في المجتمع الواحد‪ ،‬كما يدرس الطبقات االجتماعية في هذا المجتمع أو ذاك من‬
‫المجتمعات الحديثة ويدرس المجتمعات البدائية أو المنقرضة بينما تركز األنثروبولوجيا دراستها على المجتمعات‬
‫البدائية والمعاصرة‪ .‬ويختلف علم االجتماع عن األنثروبولوجيا في فهم الظواهر االجتماعية وتفسيرها وفق أهداف كل‬
‫منهما‪.‬‬

‫‪ .2.2‬بعلم النفس‪:‬‬
‫يعرف علم النفس بأنه‪ " :‬العلم الذي يهتم بدراسة العقل البشري والطبيعة البشرية‪ ،‬والسلوك الناتج عنهما " أي أنه‬
‫مجموعة الحقائق التي يتم الحصول عليها من وجهة النظر النفسية‪ ،‬وهذا يعني العلم الذي يدرس سلوك اإلنسان ويحاول‬

‫‪6‬‬
‫طلحى منى ‪,‬دراسة انثروبولوجية(مذكرة تخرج ماستر‪,‬تخصص تحليل الخطاب) ‪,‬كلية األداب واللغات جامعة‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة ‪ 2015/2014 ,‬ص‪20/19‬‬
‫فهمه وتفسيره‪ .‬وإذا كانت األنثروبولوجيا توصف بأنها العلم الذي يدرس اإلنسان‪ ،‬من حيث تطوره وسلوكياته وأنماط‬
‫حياته ‪ ،‬فان علم النفس يشارك األنثروبولوجيا في دراسة سلوك اإلنسان ‪ ,‬ولكن الخالف بينهما هو ان علم النفس يركز‬
‫على سلوك اإلنسان الفرد‪ ،‬أ ّما األنثروبولوجيا فتركز على السلوك اإلنساني بشكل عام ‪ ،‬كما تدرس السلوك الجماعي‬
‫النابع من تراث الجماعة و المهمة التي تواجه الباحث األنثروبولوجي ال تختلف عن تلك المهمة التي تواجه عالم النفس‬
‫‪ ,‬فكالهما عليه أن يستخلص صفات اإلنسان الذي هو موضوع دراسته ‪ .‬لذلك تعد دراسة األنثروبولوجيا دراسة لألنماط‬
‫السلوكية اإلنسانية بينما تعد الدراسة النفسية دراسة للسلوك الخاص بالشخصية الفردية‪ ،‬وان كانت تتأثر بالعلوم‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .3.2‬بالفلسفة‪:7‬‬
‫يرتبط علم األنثروبولوجيا بعلم الفلسفة ارتباطا ً واسعاً‪ ،‬فهما ال ينفصالن عن بعضهما‪ ،‬حيث أن دراسة حياة اإلنسان‬
‫والبحث فيها وتطوراتها وما ستؤول إليه والتنبؤ بالمستقبل هو النظرة الشاملة لهما‪ ،‬وهو ما تدرسه الفلسفة‪ ،‬حيث تدرس‬
‫طبيعة وحقيقة الموجودات في الكون‪ ،‬كما أن الفلسفة تقوم على تحليل وتفكيك الموضوع للوصول إلى جميع التفاصيل‬
‫والحقائق‪ ،‬وكذلك األنثروبولوجيا تقوم بتحليل وفهم سلوك البشر والهدف من وجوده‪ ،‬وأصل تاريخه‪ .‬وإذا نظرنا إلى‬
‫مفهوم اإلنسان فإنه يُعد نقطة ركيزة أساسية يتمثل فيها كخطاب فلسفي‪ ،‬مما قد يجعل مفهومه أشمل لفعالياته في الحياة‬
‫الكونية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫موقع أي عربي ‪,‬األنثروبولوجيا و عالقتها بعلم الفلسفة ‪,‬شريهان حوامد‪,‬تم اإلطالع عليه ‪11‬ماس‪ 2022‬على الساعة ‪23:30‬‬
‫‪https://e3arabi.com‬‬
‫الخاتمة‬
‫عدّدت الدراسات واالتجاهات التي تناولت األنثروبولوجيا‪ ،‬في اآلونة األخيرة‪ ،‬بوصفها علما ً حديث العهد‪ ،‬على الرغم‬
‫من مرور ما يقرب من القرن وربع القرن على نشأة هذا العلم‪ .‬ولقد اتّسعت مجاالت البحث والدراسة في هذا العلم‬
‫الجديد‪ ،‬وتداخلت موضوعاته مع موضوعات بعض العلوم األخرى‪ ،‬وال سيّما علوم األحياء واالجتماع والفلسفة‪ .‬كما‬
‫صصاته ومجاالته‪ ،‬وال سيّما في المرحلة األخيرة حيث التغيرات‬ ‫تعدّدت مناهجه النظرية والتطبيقية‪ ،‬تبعا ً لتعدّد تخ ّ‬
‫الكبيرة والمتسارعة‪ ،‬التي كان لها آثار واضحة في حياة البشر كأفراد وكمجتمعات‪ .‬وبما ّ‬
‫أن األنثروبولوجيا تهت ّم بدراسة‬
‫اإلنسان‪ ،‬شأنها في ذلك شأن العلوم اإلنسانية األخرى‪ ،‬فهي ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالمجتمع اإلنساني الذي توجد فيه‪،‬‬
‫حيث تعكس بنيته األساسية والقيم السائدة فيه‪ ،‬وتخدم بالتالي مصالحه في التحسين والتطوير‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬الدكتور عيسى الشماس‪,‬مدخل إلى علم إنسان (األنثروبولوجيا)‪ ،‬منشورات إتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2004‬‬

‫‪ .2‬مصطفى تيلوين‪ ,‬مدخل عام في األنثروبولوجيا‪ ,‬دار الفرابي‪,‬ط‪,1‬بيروت‪. 2011‬‬

‫‪ .3‬تاريخ نشأة وظهور األنثروبولوجيا منصة التعليم عن بعد لجامعة عنابة‪.‬‬

‫‪.https://elearning-faclschs.univ-annaba.dz/mod/resource/view.php?id=3633‬‬

‫‪ .4‬د‪.‬تاجر مراد‪,‬محاضرات مقياس مدخل إلى األنثروبولوجيا‪,‬جامعة بشار‪.‬‬

‫‪ .5‬طلحى منى ‪,‬دراسة انثروبولوجية(مذكرة تخرج ماستر‪,‬تخصص تحليل الخطاب)‪,‬كلية األداب واللغات‬

‫جامعة‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة ‪2015/2014 ,‬‬

‫‪ .6‬موقع أي عربي ‪,‬األنثروبولوجيا و عالقتها بعلم الفلسفة ‪,‬شريهان حوامد‬

‫‪https://e3arabi.com‬‬

You might also like