Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية2022-2021:
خطة البحث:
المقدمة
.1مفهوم االنثروبولوجيا
.1.1لغة
.2.1اصطالحا
.1أهداف االنثروبولوجيا
.2عالقة االنثروبولوجيا بالعلوم األخرى
.1.2بعلم االجتماع
.2.2بعلم النفس
.3.2بالفلسفة
الخاتمة
قائمة المراجع
المقدمة
يجمع الباحثون في علم " األنثروبولوجيا " على أنّه علم حديث العهد ،إذا ما قيس ببعض العلوم األخرى كالفلسفة
أن البحث في شؤون اإلنسان والمجتمعات اإلنسانية قديم قدم اإلنسان ،مذ وعى ذاته وبدأ والطب والفلك ..وغيرها .إالّ ّ
لقد درج العلماء والفالسفة في كل مكان وزمان عبر التاريخ .يسعى للتفاعل اإليجابي مع بيئته الطبيعية واالجتماعية
اإلنساني ،على وضع نظريات عن طبيعة المجتمعات البشرية ،وما يدخل في نسيجها وأبنيتها من دين أو ساللة ،ومن ث ّم
تقسيم ك ّل مجتمع إلى طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها .وقد أسهمت الرحالت التجارية والكتشافيه ،وأيضا ً
قربت فيما بينها وأتاحت
الحروب ،بدور هام في حدوث االتصاالت المختلفة بين الشعوب والمجتمعات البشرية ،حيث ّ
معرفة ك ّل منها باآلخر ،وال سيّما ما يتعلّق باللغة والتقاليد والقيم .ولذلك ،فمن الصعوبة بمكان ،تحديد تاريخ معيّن لبداية
األنثروبولوجيا
اوال :ماهية االنثروبولوجيا:
.1مفهوم االنثروبولوجيا:
.1.1لغة:1
إن لفظـة أنثروبولوجيـا ، Anthropologyهـي كلمـة إنكليزيـة مشتقة مـن األصل اليوناني المكون من مقطعين:
أنثروبوس ، Anthroposومعناه " اإلنسان " ولـوجـوس ، Logosومعناه " علـم “ .وبذلك يصبح معنى
.
األنثروبولوجيا من حيث اللفظ علـم اإلنسـان أي العلم الــذي يـدرس اإلنسـان
.2.1اصطالحا:2
• األنثروبولوجيا هي علم من العلوم اإلنسانية يهتم بدراسة اإلنسان من حيث معرفة اإلنسان معرفة كلية وشمولية
ويدرس قيمه (قيم جمالية ،دينية ،أخالقية ،اقتصادية ،وثقافية ،واجتماعية) ومكتسباته الثقافية.
• األنثروبولوجيا هي علم دراسة اإلنسان طبيعيا ً واجتماعيا ً وحضاريا ،أي أنها ال تدرس اإلنسان ككائن وحيد بذاته ،أو
منعزل عن أبناء جنسه ،إنما تدرسه بوصفه كائنا ً اجتماعيا ً بطبعه ،يحيا في مجتمع معين له ميزاته الخاصة في مكان
وزمان معينين.
.2نشأة األنثروبولوجيا وتاريخها:3
كبيرا في اتصال الشعوب والمجتمعات فيما بينها ،والتعرف إلى
دورا ً
لعبت الحروب والرحالت التجارية واالستكشافية ً
التنوع الموجود في الساللة البشرية من حيث الصفات الجسمية والسلوكات الجمعية وكذا اختالف تباين العادات
والتقاليد.
ولمعرفة عصر نشأة األنثروبولوجيا كعلم مستقل به موضوع ومنهج سنحاول تقديم عرض مختصر ألهم المراحل
التاريخية التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في ظهور هذا العلم.
أن نلمسه هو بروز بعض الكتابات التي شكلت أرضية مناسبة لبداية أن ما يمكن ّ
بالنسبة للعصر القديم ،يمكن القول ّ
البحث حول حقيقة التنوع واالختالف في الساللة البشرية ،فعلى مستوى الحضارة اليونانية أخذت أعمال المؤرخ
نظرا لتنوعها في تقديم وصف لعادات وتقاليد ما يزيد عن الخمسون شعبًا ،كما استطاع هذا "هيرودوتس" الصدارة ً
الفيلسوف أن يعقد بعض المقارنات فيما بينها ،جعلت الكثير من علماء األنثروبولوجيا يعتقدون أن منهج "هيرودوتس"
في وصف ثقافات الشعوب وحياتهم وبعض نظمهم ،ينطوي على بعض أساسيات المنهج االثنوغرافي المتعارف عليه
في عصر الحاضر باسم علم الشعوب أما عن اسهامات الشاعر الروماني "كارلوس لوكارتيوس" فلم تكن أقل قيمة مما
قدَّمه اإلغريق ،إذ استطاع هذا األخير أن يطرح موضوعات ذات أهمية بالغة ،حيث تحدث عن فكرتي التطور والتقدم،
نشأة نظامي الملكية والحكومية ونشأة اللغة ،إضافة إلى مناقشة العادات والتقاليد ،الفنون ،األزياء والموسيقى.
أن "لوكارتيوس" استطاع أن يتصور مسار البشرية في عصور حجرية ثم برونزية وقد رأى بعض األنثروبولوجيون ّ
وحديدية ،بينما رأى البعض اآلخر في فكر "لوكارتيوس" تطابقا مع فكر "لويس موزعان" أحد أعالم األنثروبولوجيا
في القرن الـ 19م.
وفي العصور الوسطى كان الوضع مختلف عند األوروبيون تراجعت كل سبل التفكير الفلسفي والتأمالت النظرية
األولى في تاريخ اإلنسان لصالح التفسيرات الدينية التي كانت تقدمها الكنيسة لفهم طبيعة هذا الكائن وما يحيط به ،إالّ
1
الدكتور عيسى الشماس ,مدخل إلى علم إنسان (األنثروبولوجيا) ،منشورات إتحاد الكتاب العرب ،دمشق 2004ص .12
2
مصطفى تيلوين ,مدخل عام في األنثروبولوجيا ,دار الفرابي,ط,1بيروت 2011ص.19
3
تاريخ نشأة وظهور األنثروبولوجيا منصة التعليم عن بعد لجامعة عنابة,تم اإلطالع عليه يوم 11مارس 2022على الساعة 23:00 ,
https://elearning-faclschs.univ-annaba.dz/mod/resource/view.php?id=3633
القليل منها التي عملت على تمجيد العنصر األوروبي المسيحي ووصف الشعوب والمجتمعات األخرى بأسلوب سادج
ومتحيز تغلب عليه ذاتية الكاتب لينفي بذلك عالقته بظهور علم األنثروبولوجيا.
في المقابل كانت إلسهامات العرب المسلمون في عصرهم الذهبي وذلك ما بين القرن ( 7م – 14م) بصمات جدّ هامة،
تزامنت مع مجيء الدين اإلسالمي وإزدهار الحضارة العربية اإلسالمية في شتى المجاالت ،وأشتهر العرب في إعداد
الموسوعات الكبيرة ،والمعاجم الجغرافية.
من أهمها مسالك األمصار "البى فضل هللا العمري" ومعجم البلدان "لياقوت الحموي".
وإلى جانب اهتمام هذه الكتب الموسوعية بشؤون العمران ،فقد تميزت مادتها باالعتماد على المشاهدة والخبرة
الشخصية وكذا الرواية الموضوعية ،ما جعلها مادة خصبة من ناحية المنهج األنثروبولوجي في دراسة الشعوب
والثقافات اإلنسانية.
باإلضافة إلى إسهامات كل من "البيروني"" ،ابن جبير"" ،ابن بطوطة" الذين اختصوا في وصف إقليم واحد ،نجد ابن
خلدون الذي نال شهرة كبيرة وواسعة ،في مقدمته في التاريخ واسمها بالكامل "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في
أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر" حيث أجرى مالحظاته الواقعية حول عادات
وتقاليد مجتمعات شمال إفريقيا وقد كانت قوانين ابن خلدون مستمدة من مالحظاته لظواهر االجتماع.
وترجع أهمية دراسته إلى استخدام المنهج المقارن ،إذ الحظ عن كتب تباين المجتمعات وتشابهها ،وأرجع هذه العوامل
إلى أثر البيئة والعوامل الجغرافية في أخالقية الشعوب وأحوالهم االقتصادية ومدى تأثر الظواهر السياسية بهذه
العوامل ،وهو ما أثار اهتمام األنثروبولوجيون المعاصرون ،غير أنهم يرون ّ
أن األصول النظرية األولية لهذا العلم قد
ظهرت مع عصر النهضة ،ففي القرن الـ 15م والـ 16م سجلت بعض األعمال منها ما تحدث عن خصائص جسم
اإلنسان ومنها عن العادات والتقاليد لشعوب مختلفة ،كما استفادت هذه األبحاث من االكتشافات الجغرافية التي تمت في
القرن الـ 17م لكثير من المناطق التي لم تكن معروفة من قبل ،ما دفع بالعلماء والباحثون في مجال األنثروبولوجيا إلى
القول ّ
بأن القرن الـ 18م يعتبر البداية الحسنة لدراسة الشعوب والمجتمعات البدائية نظر للتحول الذي رافق الحملة
االستعمارية األوروبية في المستوى التعليمي للفئة التي كانت تنقل أخبار المجتمعات المستعمرة بحيث شملت هذه المرة
رجال اإلدارة االستعمارية ومجموعة من رجال الدين المسيحي بدال من الرحالة المستكشفين ذوي المستوى التعليمي
المتدني.
كذلك شهد هذا القرن صدور أعمال كثيرة الفالسفة ومفكرين أمثال الفيلسوف الفرنسي "تشالز لويس مونتيسكيو" الذي
قدم كتابا بعنوان" :روح القوانين" حيث أكدّ فيه على وجود مجتمعات مختلفة من حيث عاداتها وتقاليدها القابلة للتغيير،
كما بيّن العوامل المؤثرة في حياة هذه المجتمعات وضرورة مراعاتها عند سن القوانين المنظمة لشؤون حياتها.
خالصة القول استطاع فالسفة القرن الـ 18م أن يمهدوا الطريق لظهور علوم موضوعية تدرس النظم االجتماعية،
ومن أهمها األنثروبولوجيا االجتماعية وكان لذلك األثر العظيم في القرن الـ 19م ،بحيث أصبحت األنثروبولوجيا ذات
طابع أكاديمي ،وبرزت للوجود أسماء المعة لرواد مثلوا فيما بعد االتجاه الكالسيكي التطوري ونذكر من بينهم "ادوارد
تايلور" و "لويس مورغان" ،الذي أشرف على تدريس األنثروبولوجيا في جامعة أوكسفورد ،لكن هذا العلم لم يكتب له
الظهور واكتمال النضوج إالّ مع بداية القرن الـ 20م على يد كل من "برونسلو مالينوسكي" و "راد كليف براون"
اللّذان استلهما أفكارهما عن عالم االجتماع الفرنسي "ايميل دوركايم" استطاعا إحداث نقلة نوعيّة للبحث
األنثروبولوجي وتبني منهج الدراسة الحقلية التي تعتمد أدوات قياسية تستدعي زيارة الباحث لميدان الدراسة لمدة
مستمرة ال تقل عن السنة.
بأن الفضل يعود إلى "مالينوفسكي" أكثر من "براون" في تطوير الدراسة الحقلية األنثروبولوجيةكما ال يفوتنا التذكير ّ
ووضع أسسها المنهجية في ضوء دراساته العميقة في جزر التروبرياند بمنطقة ميالنيزيا لمدة ( )04سنوات متتالية تعلم
أن يندمج في حياة هذا المجتمع المحلي ويكسب أهله ما مكنّه من توظيف
خاللها لغة سكان هذه الجزر بعد أن استطاع ّ
أهم أداة منهجية وهي المالحظة بالمشاركة الستقاء ما يمكن من معلومات تخدم أغراض بحثه.
.3اقسام االنثروبولوجيا:4
وتنقسم االنثروبولوجيا إلى قسمين:
تهتم االنثروبولوجيا الفيزيقية بدراسة تطور االنسان وسلوكه وكذلك الخصائص البيولوجية التي يتباين فيها البشر
القدامى والمحدثين
-وصـف مظاهر الحياة البشرية والحضارية وصفا ً دقيقاً ،وذلك عن طريق معايشة الباحث المجموعة أو الجماعة
المدروسة ،وتسجيل كل ما يقوم به أفرادها من سلوكات في تعاملهم ،في الحياة اليومية.
-تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بعد دراستها دراسة واقعية ،وذلك للوصول إلى أنماط إنسانية عامة ،في
سياق الترتيب التطوري الحضاري العام لإلنسان( :بدائي -زراعي صناعي -معرفی -تكنولوجي)
-تحديد أصـول التغير الذي يحدث لإلنسان ،وأسباب هذا التغيـر وعملياته بدقة علمية ..وذلك بالرجوع إلى التراث
اإلنساني وربطة بالحاضر من خالل المقارنة ،وإيجاد عناصر التغيير المختلفة.
-استنتاج المؤشرات والتوقعات التجاه التغيير المحتمل ،في الظواهر اإلنسانية /الحضارية التي تتتم دراستها،
وبالتصور بالتالي إلمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعة البشرية التي أجريت عليها الدراسة.
-ويبدو أن التباين العرقي بين بني البشر ،هو الخاصة البيولوجية التي تستأثر باهتمام العالم الحديث ،أكثر من سائر
الخواص البيولوجية األخرى عند اإلنسان .ويبذل المصنفون العرقيون محاوالت دائبة للتوصل إلى تصنيف عرقي
مثالي .فكان من نتائج انشغال علماء األنثروبولوجيا الجسمية بمشكلة العرق ،أن اكتسب مفهوم النوع (العرق) رسوخا
4
د.تاجر مراد,محاضرات مقياس مدخل إلى األنثروبولوجيا,جامعة بشار
5
الدكتور عيسى الشماس,مرجع سبق ذكره,صفحة16/15
أعاق التفكير بالكائن البشري ذاته .فاألصناف العرقية البشرية ظلت ،وإلى عهد قريب ،تعتبر كيانات ثابتة نسبياً ،وقادرة
على الصمود أمام تأثيرات البيئة أو قوى التغير الفطرية.
-ويالحظ أن التطرف في تمجيد فكرة العرق ،أدى إلى فرض عدد محدود من التصنيفات الصارمة على بني البشر
الذين يمتازون بتنوع ال حد له ،وأذى بالتالي إلى زج األفراد في هذه التصنيفات ،بصورة تطمس صفاتهم األصلية
الخاصة.
-إن اهتمام األنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات اإلنسانية كلها ،وعلى المستويات الحضارية كافة ،يعتبر منطلقا ً أساسيا ً
في فلسفة علم األنثروبولوجيا وأهدافها .ولكن على الرغم من التوسع في مجال الدراسات األنثروبولوجية ،فما زالـت
االهتمامات التقليدية لألنثروبولوجيا ،وال سيما وصـف الثقافات وأسلوب حياة المجتمعات ،ودراسة اللغات واللهجات
المحلية وآثار ما قبل التاريخ ،تؤكد وال شك ،نفرد مجال األنثروبولوجيا عنا عداها من العلوم األخرى ،وال سيما علم
االجتماع.
-ومن هنا كانت أهمية الدراسات األنثروبولوجية في تحديد صفات الكائنات البشرية ،وإيجاد القواسم المشتركة فيما
بينها ،بعيدا ً عن التعصب واألحكام المسبقة التي ال تستند إلى أية أصول علمية.
-واذا كان علم األنثروبولوجيا ،بدراساته المختلفة ،قد استطاع أن ينجح في إثبات الكثير من الظواهر الخاصة بنشأة
اإلنسان وطبيعته ،ومراحل تطوره الثقافي الحضاري ،فإن أهم ما أثبته هو ،أن الشعوب البشرية بأجناسها المتعددة ،
تتشابه إلى حد التطابق في طبيعتها األساسية ،وال سيما في النواحي العضوية والحيوية.
.1.2بعلم االجتماع:
يدرس علم االجتماع العالقات بين األفراد وعمليات التفاعل فيما بينهم ،وتصرفاتهم كأعضاء مكونين لهذه الجماعة ،فهو
يركز على سلوكيات األفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك ويدرس بالتالي تأثير البيئة االجتماعية ،االقتصادية والثقافية في
تكوين الشخصية اإلنسانية وتحديد العالقات بين األفراد .هناك تداخل كبير بين علم االجتماع واألنثروبولوجيا ،فكالهما
يدرس البناء االجتماعي والوظائف االجتماعية وكالهما يدرس اإلنسان ويهتم بالجانب الحضاري لديه ،ويركز علم
االجتماع على المشكالت االجتماعية في المجتمع الواحد ،كما يدرس الطبقات االجتماعية في هذا المجتمع أو ذاك من
المجتمعات الحديثة ويدرس المجتمعات البدائية أو المنقرضة بينما تركز األنثروبولوجيا دراستها على المجتمعات
البدائية والمعاصرة .ويختلف علم االجتماع عن األنثروبولوجيا في فهم الظواهر االجتماعية وتفسيرها وفق أهداف كل
منهما.
.2.2بعلم النفس:
يعرف علم النفس بأنه " :العلم الذي يهتم بدراسة العقل البشري والطبيعة البشرية ،والسلوك الناتج عنهما " أي أنه
مجموعة الحقائق التي يتم الحصول عليها من وجهة النظر النفسية ،وهذا يعني العلم الذي يدرس سلوك اإلنسان ويحاول
6
طلحى منى ,دراسة انثروبولوجية(مذكرة تخرج ماستر,تخصص تحليل الخطاب) ,كلية األداب واللغات جامعة 08ماي 1945قالمة 2015/2014 ,ص20/19
فهمه وتفسيره .وإذا كانت األنثروبولوجيا توصف بأنها العلم الذي يدرس اإلنسان ،من حيث تطوره وسلوكياته وأنماط
حياته ،فان علم النفس يشارك األنثروبولوجيا في دراسة سلوك اإلنسان ,ولكن الخالف بينهما هو ان علم النفس يركز
على سلوك اإلنسان الفرد ،أ ّما األنثروبولوجيا فتركز على السلوك اإلنساني بشكل عام ،كما تدرس السلوك الجماعي
النابع من تراث الجماعة و المهمة التي تواجه الباحث األنثروبولوجي ال تختلف عن تلك المهمة التي تواجه عالم النفس
,فكالهما عليه أن يستخلص صفات اإلنسان الذي هو موضوع دراسته .لذلك تعد دراسة األنثروبولوجيا دراسة لألنماط
السلوكية اإلنسانية بينما تعد الدراسة النفسية دراسة للسلوك الخاص بالشخصية الفردية ،وان كانت تتأثر بالعلوم
االجتماعية.
.3.2بالفلسفة:7
يرتبط علم األنثروبولوجيا بعلم الفلسفة ارتباطا ً واسعاً ،فهما ال ينفصالن عن بعضهما ،حيث أن دراسة حياة اإلنسان
والبحث فيها وتطوراتها وما ستؤول إليه والتنبؤ بالمستقبل هو النظرة الشاملة لهما ،وهو ما تدرسه الفلسفة ،حيث تدرس
طبيعة وحقيقة الموجودات في الكون ،كما أن الفلسفة تقوم على تحليل وتفكيك الموضوع للوصول إلى جميع التفاصيل
والحقائق ،وكذلك األنثروبولوجيا تقوم بتحليل وفهم سلوك البشر والهدف من وجوده ،وأصل تاريخه .وإذا نظرنا إلى
مفهوم اإلنسان فإنه يُعد نقطة ركيزة أساسية يتمثل فيها كخطاب فلسفي ،مما قد يجعل مفهومه أشمل لفعالياته في الحياة
الكونية.
7
موقع أي عربي ,األنثروبولوجيا و عالقتها بعلم الفلسفة ,شريهان حوامد,تم اإلطالع عليه 11ماس 2022على الساعة 23:30
https://e3arabi.com
الخاتمة
عدّدت الدراسات واالتجاهات التي تناولت األنثروبولوجيا ،في اآلونة األخيرة ،بوصفها علما ً حديث العهد ،على الرغم
من مرور ما يقرب من القرن وربع القرن على نشأة هذا العلم .ولقد اتّسعت مجاالت البحث والدراسة في هذا العلم
الجديد ،وتداخلت موضوعاته مع موضوعات بعض العلوم األخرى ،وال سيّما علوم األحياء واالجتماع والفلسفة .كما
صصاته ومجاالته ،وال سيّما في المرحلة األخيرة حيث التغيرات تعدّدت مناهجه النظرية والتطبيقية ،تبعا ً لتعدّد تخ ّ
الكبيرة والمتسارعة ،التي كان لها آثار واضحة في حياة البشر كأفراد وكمجتمعات .وبما ّ
أن األنثروبولوجيا تهت ّم بدراسة
اإلنسان ،شأنها في ذلك شأن العلوم اإلنسانية األخرى ،فهي ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالمجتمع اإلنساني الذي توجد فيه،
حيث تعكس بنيته األساسية والقيم السائدة فيه ،وتخدم بالتالي مصالحه في التحسين والتطوير.
قائمة المراجع
.1الدكتور عيسى الشماس,مدخل إلى علم إنسان (األنثروبولوجيا) ،منشورات إتحاد الكتاب العرب ،دمشق2004
.https://elearning-faclschs.univ-annaba.dz/mod/resource/view.php?id=3633
.5طلحى منى ,دراسة انثروبولوجية(مذكرة تخرج ماستر,تخصص تحليل الخطاب),كلية األداب واللغات
https://e3arabi.com