جغ 407- تقنيات ووسائل البحث الجغرافيى- خالد مدكور

‫قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرفية‬
‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي‬

‫(جغ ‪)407‬‬
‫دكتــــــــور‬
‫خالد محمد مدكور‬
‫دكتوراه في نمذجة نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بُعد‪ ،‬قسم الجغرافيا‬
‫ونظم المعلومات الجغرافية‬
‫كلية اآلداب – جامعة عين شمس‬
‫القاهرة ‪2022 -‬‬

‫قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية – المستوى الرابع"‬ ‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي‬
‫دكــتــور‬
‫خالد محمد مدكور‬
‫دكتوراه في نمذجة نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بُعد‪ ،‬قسم الجغرافيا ونظم‬
‫المعلومات الجغرافية‬
‫كلية اآلداب – جامعة عين شمس‬
‫القاهرة ‪2022‬‬
‫‪1‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫قـــــائمـــة المحتــــويـــات‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬
‫‪5‬‬ ‫ماهية البحث الجغرافي‬ ‫مقدمة‬
‫‪23‬‬ ‫طرق التأريخ الجيولوجي‬ ‫الفصل األول‬
‫‪53‬‬ ‫تقنيات ووسائل البحث الجيومورفولوجي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪88‬‬ ‫تقنيات ووسائل قياس العناصر المناخية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫تقنيات ووسائل البحث في جغرافيا‬

‫‪122‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫السكان‬
‫الفصل‬
‫‪136‬‬ ‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي الحديثة‬
‫الخامس‬

‫تمهيد‬
‫اتجهت الجغرافيا في العصر الحديث نحو تطبيق التقنيات الحديثة في‬
‫دراساتها‪ ،‬وال سيما تطبيق خطوات وطرق البحث العلمي‪ ،‬ومنها المالحظة‪،‬‬
‫أي وجود فكرة منشؤها المالحظة للظاهرة الجغرافية ثم تحديد المشكلة ووضع‬
‫الفرضية وتحديد المعلومات التي لها صلة بموضوع دراسة الظاهرة الجغرافية‪.‬‬
‫ثم تأتي مرحلة جمع المعلومات عن تلك الظاهر الجغرافية سواء من خالل‬
‫المعلومات الواردة من الدراسة الميدانية والصور الفضائية عبر االقمار‬
‫الصناعية أو الصور الجوية والخرائط الحديثة‪.‬‬
‫ومن التقنيات الحديثة التي تستخدم في الجغرافيا وتطبيقاتها‪ ،‬ثالثة‬
‫أنظمة تشمل‪ :‬نظم المعلومات الجغرافية ‪Geographic Information‬‬
‫‪ ،Systems GIS‬االستشعار عن بعد ‪ ،Remote Sensing‬نظام تحديد‬
‫المواقع العالمي ‪ .Global Positioning System GPS‬وأسهمت تلك‬
‫األنظمة في تحقيق ثورة علمية في جميع علوم الجغرافيا وتطبيقاتها الحديثة‪،‬‬
‫حيث أن نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬هي طريقة أو اسلوب لتنظيم‬
‫المعلوما ت الجغرافية وغير الجغرافية بواسطة الحاسب اآللي وربطها بمواقعها‬
‫الجغرافية وفًقا إلحداثيات معينة‪ .‬ويمكن القول بأنها طريقة لربط الظاهرات‬
‫الجغرافية المنتشرة على سطح األرض بنظام احداثيات وتخزينها في ذاكرة‬
‫الحاسب اآللي وربط البيانات الوصفية المرتبطة بها من خالل قاعدة بيانات‬
‫وتحليلها وإظهارها بمقياس محدد ومن ثم طباعتها‪.‬‬

‫ويقصد باالستشعار عن بُعد‪ ،‬بأنه وسيلة للحصول على معلومات عن‬

‫ظاهرات سطح األرض دون اتصال مباشر بها‪ .‬أم نظام تحديد المواقع العالمي‬
‫‪ ، GPS‬فهو نظام يستخدم للحصول على احداثيات لتحديد موقع نقطة او‬
‫ظاهرة معينة على سطح األرض‪.‬‬
‫ويتناول هذا الكتاب التقنيات التي تستخدم والوسائل التي تُسلك إلجراء‬
‫بحث جغرافي متميز‪ .‬ويحاول هذا الكتاب أن يضع بين يدي القارئ ً‬
‫بعضا من‬
‫التقنيات والوسائل إلجراء البحوث والدراسات الجغرافية‪.‬‬
‫وهللا من وراء القصد‪،،،‬‬
‫المؤلف‬ ‫القاهرة في يناير ‪ 2021‬م‬

‫مـقـــدمــــــة‬
‫ماهية البحث الجغرافي؟‬
‫تستمد الجغرافيا معلوماتها وحقائقها من كافة الكتب والمراجع العلمية‬
‫بمختلف تخصصاتها‪ ،‬إضافة إلى الدراسة الميدانية للمنطقة المراد بحثها‪ .‬وتعبر‬
‫هذه المعلومات عن الخصائص الجغرافية لمنطقة ما في فترة زمنية محددة‪،‬‬
‫وقد تتغير هذه المعلومات وتلك الحقائق عن نفس المنطقة بتغير الزمان‪ ،‬فإذا‬
‫كانت المالمح الجغرافية الطبيعية أقل عرضة للتغير‪ ،‬فإن المالمح الجغرافية‬
‫تغيرا‪ ،‬والشيء الثابت في الجغرافيا هو عدم الثبات‪.‬‬
‫البشرية أكثر ً‬
‫ويجب أن يت سم الباحث الجغرافي بالقدرة على المالحظة والربط والتحليل‪ ،‬ذلك‬
‫ألن هذه األسس هي الركائز الرئيسة للجغرافيا‪ ،‬وعليه أال يسرع في إصدار‬
‫أحكامه على منطقة ما‪ ،‬بل عليه التروي قبل اتخاذ أي قرار‪ .‬وعلى الباحث‬
‫الجغرافي أن يضع في اعتباره أنه يقوم بعمل بحث يبغي منه تحقيق هدف‬
‫معين يفيده ويفيد وطنه‪ ،‬ومن ثم عليه ان ينهي بحثه بتقديم أفضل تخطيط‬
‫لمنطقة بحثه في المجال الجغرافي الذي يبحث فيه‪ ،‬وهو بهذا يحقق الجانب‬
‫النفعي في الجغرافيا‪ .‬ويتميز البحث الجغرافي بأنه يجمع الجوانب الطبيعية‬
‫والبشرية‪ ،‬ويعتمد على البُعد المكاني والزمني‪.‬‬
‫ويع تمد البحث الجغرافي في تكوينه على التفكير العلمي المنطقي‪،‬‬
‫وطرق البحث العلمي والتي تبدأ بالمالحظة للظاهرة الجغرافية‪ ،‬ثم تحديد‬

‫المشكلة ووضع الفرضية وتحديد المعلومات التي لها صلة بموضوع دراسة‬
‫الظاهرة الجغرافية‪ .‬ومن ثم اختبار الفروض للوصول إلى النتائج‪ ،‬ثم اختبار‬
‫تلك النتائج للوصول إلى حقائق‪ .‬وتتعدد تعريفات البحث العملي‪ ،‬فهو يُعرف‬
‫بأنه‪:‬‬
‫‪ -‬الوسيلة التي يمكن بواسطتها حل مشكلة محددة‪.‬‬
‫‪ -‬عملية مالحظة الحقائق ثم تطبيقها بشكل منظم في مشكلة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة منظمة الكتشاف حقائق جديدة‪ ،‬والتثبت من حقائق قديمة‪.‬‬
‫وسيلة للدراسة التي يمكن أن تحل المشكالت من خالل جمع األدلة‬ ‫‪-‬‬
‫والبراهين‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة الكتشاف المعرفة وتطويرها وتحقيقها وعرضها‪.‬‬
‫ويهدف البحث العلمي إلى تفسير العالقات بين الظاهرات والقبول المؤقت‬
‫لهذا التفسير‪ ،‬والتنبؤ بوجود الظاهرة إذا توافرت ظروف معينة‪ ،‬والسيطرة على‬
‫الظاهرة والتحكم بها‪ ،‬وتكوين بناء منظم من العلوم والمعارف‪.‬‬
‫ويتميز التفكير العلمي بعدة خصائص تتمثل في أن التفكير العلمي هو‪:‬‬
‫‪ -‬نشاط عقلي منظم‪ :‬ليس عملية ارتجالية‪ ،‬ذو خطوات مرتبة‪ ،‬كل خطوة‬
‫تسبقها خطوة وتكملها أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬عملية هادفة‪ :‬هدفها تفسير شكل العالقات بين الظاهرات وتحليلها‬

‫من اجل الوصول إلى تعميمها‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة‪ :‬يبتعد عن الكيف ويركز على الكم (درجة الح اررة مرتفعة‪ ،‬درجة‬
‫الح اررة ‪ 44‬درجة)‬
‫‪ -‬التعميم‪ :‬هدف من أهداف البحث (يرتبط وجود المعادن الفلزية‬

‫بالصخور النارية والمتحولة)‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير‪ :‬تفسير ما هو موجود والبعد عن الغيبيات (البحث في‬

‫األسباب والنتائج) مثال‪ :‬أسباب انخفاض كميات األمطار وماهي‬
‫نتائجها؟‬
‫‪ -‬التحقق من صدق النتائج‪ :‬عدم تناقض أجزاء البحث‪ ،‬وعدم تناقض‬

‫النتائج مع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬المرونة‪ :‬قابل للمراجعة والتحقق والتطور‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوعية‪ :‬بعيداً عن نزعات وميول الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل‪ :‬تحليل الظاهرة إلى عناصرها األساسية (عناصر المناخ)‪.‬‬
‫‪ -‬التركيب‪ :‬إعادة تركيب العناصر مرة أخرى لمراجعة التحليل السابق‪.‬‬

‫ويجب أن يتميز البحث العلمي بعدة صفات تعمل على نجاحه‪ ،‬تتمثل تلك‬
‫الصفات في‪:‬‬
‫‪ -‬الموضوعية والترتيب المنطقي‪:‬‬
‫فيجب أن يكون عنوان البحث واضح وشامل ويدل على الموضوع ويبتعد‬
‫عن العمومية‪ ،‬ويكون هدف البحث واضح ومحدد‪ ،‬وفق آليات محددة ونتائج‬
‫دقيقة وسهلة التطبيق‪ .‬وجود إضافة جديدة إلى المعرفة العلمية‪.‬‬
‫األمانة العلمية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاة التوثيق الدقيق للبحث‪ ،‬فال يذكر الباحث أفكار األخرين دون ذكرهم‪.‬‬
‫الدقة في كتابة الهوامش‪ .‬عدم ترجمة أبحاث من لغات أخرى وينسبها لنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬الشكل واللغة‬
‫شكل البحث‪:‬‬
‫اختيار وتحديد المشكلة – أسباب اختيار الموضوع – أهمية الدراسة – الدراسات‬
‫السابقة ‪ -‬فروض الدراسة – المناهج واألساليب – التوصيات والنتائج‪.‬‬
‫اللغة‪:‬‬
‫يجب أن تكون سليمة – واضحة – مصطلحات متخصصة في الدراسة‬
‫وهناك صفات يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬صفات خلقية‪( :‬تتعلق بالباحث كإنسان)‬

‫الرغبة في البحث واالقتناع بالموضوع‪ .‬والصبر والتحمل‪ :‬لطول البحث (اختيار‬

‫المشكلة – البحث عن المصادر والمراجع – الدراسة الميدانية – التحليل‬
‫والكتابة)‪ .‬الرغبة في االطالع‪ :‬البحث في المصادر والمراجع‪ ،‬على شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬ومراقبة الظاهرات الطبيعية والبشرية‪ .‬التواضع‪ :‬يكمل ما بدأه‬
‫الباحثون ن وينسب الجهود ألصحابها‪ ،‬ويصحح ما يجب دون نقدهم بشكل‬
‫شخصي‪ .‬قوة المالحظة‪ :‬الباحث المتميز مالحظ جيد‪ ،‬يجمع البيانات بتركيز‬
‫ودقة‪ ،‬ويوفر لنفسه صفاء الذهن‪.‬‬
‫‪ -‬صفات علمية‪( :‬تتعلق بالباحث كعالم)‬
‫المقدرة على البحث‪ :‬التفسير والتحليل والعرض بالطريقة المثلى‪ ،‬والتوصل إلى‬
‫نتائج مفيدة ليبني عليها توصيات يقدمها لصانع القرار‪ .‬الشك العلمي‪ :‬يقود‬
‫إلى التثبت والتحقق‪ .‬التجرد العلمي ‪ :‬االبتعاد عن التحيز لرأى معين واألمانة‬
‫الفكرية والنزاهة العلمية‪ .‬القدرة على التعامل مع الحاسب اآللي‪ :‬لكتابة البحث‬
‫ورسم الخرائط والشكال البيانية‪ .‬القدرة على التعامل مع المؤسسات اإلدارية‪.‬‬
‫مناهج البحث العلمي‪:‬‬
‫المنهج هو الطريقة التي يعتمدها الباحث للوصول إلى هدفه‪ .‬وبمعنى‬
‫أوضح‪ ،‬هو التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة من أجل الكشف عن حقيقة‪.‬‬
‫والمنهج العلمي هو مجموعة من التقنيات والطرق المصممة لفحص الظواهر بحيث‬
‫يمكن قياسها واستنتاج النتائج‪ .‬ومن الجدير التفرقة بين المنهج واألسلوب‪ ،‬فالمنهج‪:‬‬

‫هو الطريق المؤدى إلى الكشف عن حقيقة اعتمادا على مجموعة من القواعد‪ .‬بينما‬
‫األسلوب‪ :‬فيشير إلى الجانب التطبيقي لخطوات البحث‪.‬‬
‫تصنيفات المنهج العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي‪:‬‬
‫ويشمل وصف الظاهرة‪ ،‬ويعتمد على تجميع الحقائق ثم تحليلها وتفسيرها‬

‫للوصول إلى نتائج مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي‪:‬‬
‫يعتمد على التفسير والتوثيق للحقائق التاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج األصولي‪:‬‬
‫دراسة الظاهرة وأسبابها والعوامل المؤثرة فيها‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج اإلقليمي‪:‬‬
‫دراسة جميع خصائص اإلقليم التي تميزه عن غيره من األقاليم‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج الموضوعي‪:‬‬
‫دراسة موضوع محدد وتغطيته من جميع الجوانب‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج االستقرائي‪ ،‬ويمر بثالث مراحل هي‪:‬‬
‫المالحظة – الفرضية – التجريب لنصل إلى القانون العلمي‪.‬‬

‫المالحظة‪ :‬وهي مراقبة الظاهرة الجغرافية وما يط أر عليها من تغيرات‪،‬‬

‫والبحث في العوامل المسببة لها‪ ،‬وجمع القياسات والمعلومات اإلحصائية حول‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫الفرضية‪ :‬يضع الباحث فرضية قد تفسر الظاهرة أو قد تكون خاطئة‪.‬‬
‫التجريب‪ :‬يقوم بفحص الفرضية بالتجريب والتحليل حتى يثبتها أو ينفيها‬
‫ويتوصل إلى نتيجة معينة‪.‬‬
‫أمثلة على كيفية االستقراء‪ ،‬استقراء الخريطة‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من طبيعة الخريطة (مصدرها‪ ،‬تاريخها‪.)..... ،‬‬
‫‪ -‬التعرف على موضوع الخريطة‪ :‬من خالل العنوان أو محتوى الخريطة‪.‬‬
‫‪ -‬ترجمة مقياس الخريطة للتعرف على حجم الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الموقع الجغرافي للظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مفتاح الخريطة واستخراج المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬االستنتاج وهو مجموعة النتائج التي استخلصها من الخريطة‪.‬‬
‫استقراء الجداول اإلحصائية‪:‬‬

‫‪ -‬طبيعة الجدول (مصدر اإلحصاءات‪ ،‬تاريخها‪ ،‬موضوعها)‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل‪ :‬تقديم المالحظات حول محتوى الجدول (التطور‪ ،‬التباين‪ ،‬التنوع)‪.‬‬

‫‪ -‬النتائج‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف البحوث وفًقا لنوع البحث والغرض منه إلى أربع فئات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬بحوث نيـل الشـــــــ ـهـادة الجـامليـة األولس (البكـالوريوس والليســــــــــان ) والعليـا‬

‫(الماجستير والدكتوراه)‪.‬‬
‫إن بحوث نيل الشهههادة الجامعية األولى والعليا تكون على درجة عالية من‬
‫الترتيب والتنظيم وتتض ه ههمن كل متطلبات البحث العلمي بدون اس ه ههتثناء‪ ،‬وذلك لكون‬
‫الباحث في مراحل األعداد والتدريب األولية ليص ه ه ههبح باحثا علميا ناجحا‪ ،‬وال يتحقق‬
‫ههذه الغرض إال إذا توفرت في البهاحهث الرغبهة والقهدرة‪ .‬فهالبهاحهث العلمي كلمها أمعن‬
‫في البحث وكتابه البحوث ازدادت آفاقه العلمية واتسه ه ه ه ه ه ههع إدراكه لكثير من الجوانب‬
‫التي ال يمكن الوصه ه ه ه ه ه ههول إليههها لوال البحههث المسه ه ه ه ه ه ههتمر‪ .‬وتمثههل تلههك المرحلهة نقطهة‬
‫االنطالق إلى الحيهاة البحثيهة‪ ،‬فيتعلم البهاحهث أصه ه ه ه ه ه ههول البحهث العلمي والهذي يمثهل‬
‫الغاية األسه ه ههاسه ه ههية للحصه ه ههول على الشه ه هههادة العلمية‪ .‬ويتوقف موضه ه ههوع البحث على‬
‫المرحلههة الجههامعيههة التي يمر بههها البههاحههث‪ ،‬فههإن مهها يُكلف بههه الطههالههب في المرحلههة‬
‫الجامعية األولى هو مجرد إعداد بحث يحقق األغراض التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تدريب الطالب على التفكير الجغرافي والنقد الحر‪.‬‬

‫‪ -2‬تدريب الطالب على حسن التعبير عن أفكاره وأفكار اآلخرين بطريقة منتظمة‬
‫واضحة وصحيحة‪.‬‬

‫‪ -3‬إظهار قدرة الطالب في موضوع ما لم يتناوله االستاذ بالشرح والتفصيل‪.‬‬

‫‪ -4‬االفادة من جميع مصادر المعلومات في تجميع المواد المتعلقة بموضوع‬
‫معين واكتشاف حقائق اضافية عنه‪.‬‬
‫‪ -5‬تنمية قدرات الطالب ومهاراته في اختيار الحقائق واالفكار المتعلقة بصورة‬
‫مباشرة بموضوع معين‪ ،‬وذلك من بين المواد المكتبية المتوفرة‪.‬‬
‫أما طالب الدراسات العلي ا فإنه يحقق إلى جانب االهداف السابقة نتيجة‬
‫نهائية لمشكلة ما وضعها في اعتباره حينما اختار موضوع بحثه‪ ،‬ويجب أن يتميز‬
‫المنهج الذي يتبعه الباحث باألصالة والعمق وليس السطحية والعمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬البحوث العلمية االعتيادية‪:‬‬
‫ويُقصههد بتلك البحوث أنها هي التي تقدم في الندوات والمؤتمرات أو للنشههر‬

‫في المجالت أو ألغراض الترقيههة العلميههة‪ ،‬والتي تتنههاول جوانههب عههامههة‪ .‬ومثههل تلههك‬
‫البحوث ال تتطلب نفس شه ه ههروث البحث التي تمت اإلشه ه ههارة إليها سه ه ههابقا‪ ،‬فال تحتاج‬
‫تلك البحوث إلى فرضه ه ه ههيات أو مشه ه ه ههكلة بحث وال تحديد منطقة د ارسه ه ه ههة وال منهجية‬
‫بحث‪ .‬ويمكن أن تكون متطلبات مثل هذا النوع من البحوث كما في النوع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬البحوث التطبيقية‪:‬‬
‫اتجههت المهدرس ه ه ه ه ه ه ههة الجغرافيهة الحهديثهة التي يقودهها وينتمي لهها العهديهد من‬
‫الباحثين نحو البحث في المجاالت التطبيقية اسه ههتجابة لمتطلبات العصه ههر الحاضه ههر‬

‫وما تشه ه ه هههده الجغرافيا من تطور في اسه ه ه ههتخدام التقنيا ت الحديثة في خطوات البحث‬
‫العلمي‪ .‬وقد اس ه ه ه ه ههتطاع رواد المدرس ه ه ه ه ههة التطبيقية من تجاوز الكثير من الص ه ه ه ه ههعاب‬
‫والخروج بالجغرافيا من حيز الوص ه ه ههف إلى التطبيق من خالل التركيز على البحوث‬
‫التي يسه ه ه ه ه ههتفاد منها في الحياة العملية‪ .‬وإ ن ما يميز تلك البحوث أنها ال تحتاج إلى‬
‫تطبيق معظم متطلبههات البحههث االعتيههاديههة‪ ،‬فعنوان البحههث يههدل على هههدفههه وأهميتههه‬
‫ومجال اس ه ههتخدامه‪ ،‬كما أنها ال تحتاج إلى اس ه ههتنتاجات والبعض منها ال يحتاج إلى‬
‫توصيات أيضا‪.‬‬
‫‪ -4‬المؤلفات أو الكتب‪:‬‬
‫تُ ع ههد الكت ههب من المنجزات العلمي ههة للب ههاحثين المتميزين‪ ،‬حي ههث يتم ت ههأليف‬
‫كتاب في اختص ه ه ههاص ه ه ههه الدقيق أو العام حس ه ه ههب خبرته‪ ،‬وتحتاج عملية التأليف إلى‬
‫منهجية متميزة عن البحوث السابقة‪ ،‬إذ يتم اختيار العنوان ويحدد الهدف من تأليف‬
‫الكتاب وما يتضمنه من فصول‪ ،‬والتقنيات التي تستخدم في تحليل البيانات‪.‬‬
‫تعهد مرحلهة جمع البيهانهات والمعلومهات عن موضه ه ه ه ه ه ههوع البحهث من الم ارحهل‬
‫المهمهة والتي تحتهاج إلى جههد ودقهة‪ ،‬وقبهل القيهام بتلهك يجهب على البهاحهث م ارعهاة مها‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مجال الظاهرة المراد دراستها‪ ،‬أي تحديد منطقة الدراسة بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد مصادر البيانات بصورة عامة‪ ،‬المكتبية والميدانية والتي سيتم اعتمادها في‬
‫توفير بيانات ومعلومات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬نوع المتغيرات والفقرات التي سيتم جمع البيانات والمعلومات عنها‪.‬‬
‫‪ -‬حصهر المصهادر التي يمكن اعتمادها في كل فصهل أو فقرة‪ ،‬سهواء كانت مصهادر‬
‫مكتبية أو ميدانية أو جهات أخرى من دوائر ومؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األسلوب أو الطريقة التي يمكن أتباعها في جميع البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫وتصنف مصادر البيانات والمعلومات إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ -‬المص ه ه ه ه ههادر المباش ه ه ه ه هرة‪ ،‬وتعني البيانات التي يحص ه ه ه ه ههل عليها الباحث من خالل‬
‫الهد ارس ه ه ه ه ه ه ههة الميهدانيهة‪ ،‬وهي بيهانهات غير متوفرة في المص ه ه ه ه ه ه ههادر المكتوبهة‪ ،‬حيهث‬
‫يستخدم الباحث األساليب والتقنيات المتاحة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -‬المصه ه ه ههادر غير المباش ه ه ه هرة‪ ،‬وتعني بيانات متوفرة عن طريق جهات أخرى‪ ،‬مثال‬
‫من قبههل بههاحثين آخرين أو جهههة حكوميههة‪ ،‬أو مهها تتضه ه ه ه ه ه ههمنههه الكتههب والمجالت‬
‫والمصادر األخرى‪.‬‬
‫وبعد إنجاز الخطوات األسه ه ه ههاسه ه ه ههية والتي توضه ه ه ههح المالمح الحقيقة للبحث وما‬
‫يجهب أن يفعلهه البهاحهث تبهدأ المرحلهة الالحقهة وهي جمع المعلومهات ومن مصه ه ه ه ه ه ههادر‬
‫متن وعة تتمثل في الكتب المخص ه ه ه ه ه هصه ه ه ه ه ههة في مجال البحث‪ ،‬والد ارسه ه ه ه ه ههات والبحوث‬

‫المتعلقة بموضه ههوع البحث‪ ،‬الدوريات والنشه هرات المتخصه هصه ههة‪ ،‬الدوائر والمؤسه هسه ههات‬
‫الحكومية المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬استخدام اإلنترنت‪ ،‬الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫بنك المعرفة المصري )‪Egyptian Knowledge Bank (EKB‬‬
‫ويُعد بنك المعرفة المصه ههري أكبر مصه ههادر المعرفة على اإلنترنت حيث يعطي‬
‫الطالب والباحثين فرصههة الحصههول على موارد مجانية للتعليم واألبحاث العلمية في‬
‫جميع أنحهاء العهالم‪ .‬وهو أحهد مص ه ه ه ه ه ه ههادر البيهانهات الحهديثهة إلجراء البحوث بمختلف‬
‫تحديدا‪ ،‬بما يتيحه من بيا نات ومصه ه ههادر أبحاث ودوريات‬
‫ً‬ ‫تخص ه ه هصه ه ههاتها والجغرافية‬
‫وكتب من مص ه ه ه ه ه ههادرها المتعددة وبلغات مختلفة من مختلف دور النش ه ه ه ه ه ههر العالمية‪.‬‬
‫وذلك دون مقابل مادي لعملية التسه ه ههجيل على الموقع أو البحث عن واالطالع على‬
‫األبحاث والكتب والدوريات أو في حالة الحصهول على نسهخة من تلك البحوث على‬
‫الجهاز الشههخصههي‪ .‬إن كل ما يتطلبه منك بنك المعرفة المصههري هو إنشههاء حسههاب‬
‫من خالل االيميل الش ههخص ههي والرقم القومي للتس ههجيل كطالب أو قارئ أو باحث أو‬

‫االطفهال‪ ،‬حيهث يتضه ه ه ه ه ه ههمن الموقع أربع فئهات تتبهاين فيمها بينهها في مجهال األبحهاث‬
‫والدوريات والكتب المتاح لكل نوع من أنواع الحس ه ه ه ه ه ههابات‪ .‬فما هو متاح للطالب من‬
‫أبحهاث وكتهب ودوريهات يتفق مع مرحلتهه الهد ارس ه ه ه ه ه ه هيهة التي يلتحق بهها وفئتهه العمريهة‪،‬‬
‫هيال عما هو‬
‫والتي تختلف بشه ه ههكل كبير عما هو متاح للقارئ‪ ،‬وتختلف جملة وتفصه ه ه ً‬
‫هامال من حيههث عههدد األبحههاث والههدوريههات والكتههب‬
‫متههاح للبههاحههث الههذي هو أكثرهم تكه ً‬
‫ودور النشر المتاحة‪.‬‬
‫بوابة االطفال‪:‬‬
‫وتحتوي على العديد من القص ه ه ه ه ههص واأللعاب التعليمية مدعمة بالص ه ه ه ه ههوت‬
‫والرسوم المتحركة باإلضافة إلى العديد من األدوات المساعدة لآلباء لتعليم األبناء‪.‬‬
‫بوابة الطالب والمعلمون‪:‬‬
‫وتحتوي البوابههة الخههاص ه ه ه ه ه ه ههة بههالطالب على العههديههد من الكتههب الخههاص ه ه ه ه ه ه ههة‬
‫بالمقررات الد ارسهية باإلضهافة إلى العديد من المصهادر المعرفية والتعليمية من كبري‬
‫دور النشه ه ه ههر العالمية وشه ه ه ههركات اإلنتاج العالمية العاملة في هذا المجال س ه ه ه هواء في‬
‫أو الموس ه ههوعات أو المص ه ههادر المرجعية أو مقاطع فيديو لتبس ه ههيط‬ ‫ص ه ههورة نص ه ههو‬
‫العلوم أو غيرها من الوسائط المتعددة الخاصة بذلك‪.‬‬

‫بوابة الباحثين‪:‬‬
‫وتحتوي على العديد من مصههادر المعلومات األكاديمية المتخص هصههة س هواء‬

‫قواعد بيانات متخصهصهة دوريات علمية متخصهصهة وكتب علمية ومصهادر مرجعية‬
‫باإلضافة إلى أدوات البحث لمختلف التخصصات‪.‬‬
‫بوابة القراء‪:‬‬
‫وتحتوي على المص ه ه ه ه ههادر المعرفية والثقافية لمختلف االهتمامات للقراء من‬
‫مختلف الصه ه ه ههحف المحلية والعالمية والموسه ه ه ههوعات العالمية والعديد من المصه ه ه ههادر‬
‫المعرفية الخاصه ههة بالهيئات المحلية والمكتبات العامة المحلية والعالمية سه هواء كانت‬
‫أو مقاطع فيديو لتبسه ه ههيط العلوم من أشه ه هههر شه ه ههركات اإلنتاج‬ ‫في صه ه ههورة نصه ه ههو‬
‫العالمية‪.‬‬

‫الصفحة الرئيسية لبنك المعرفة المصري‬
‫وإلنشاء حساب على بنك المعرفة المصري‪ ،‬يمكن إتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫المصري‬ ‫المعرفة‬ ‫بنك‬ ‫موقع‬ ‫على‬ ‫‪ -1‬الدخول‬

‫‪https://www.ekb.eg/‬‬
‫‪ -2‬الضغط على (سجل) أو ‪Register‬‬
‫‪ -3‬اختيار نوع الحساب المطلوب‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم اختيار (بوابة‬
‫الطالب المعلمون)‪.‬‬
‫‪ -4‬تعبئة نموذج البيانات والمتضمن البيانات الشخصية والرقم القومي‬
‫والبريد االلكتروني ورقم الهاتف‪.‬‬
‫‪ -5‬تعبئة المعلومات الوظيفية‪ ،‬وهنا يتم اختيار (طالب جامعي)‪.‬‬

‫‪ -6‬سيتم ارسال رسالة تأكيد على البريد االلكتروني المستخدم في عملية‬

‫التسجيل‪ ،‬ومن ثم تفعيل الحساب‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بعمل تسجيل دخول ‪Login‬‬
‫بعد اجراء تلك الخطوات‪ ،‬أصبح لديك حساب على بنك المعرفة المصري‪ ،‬ويمكنك‬
‫القيام بالبحث عن مصادر البيانات والدراسات والبحوث التي تريدها بشكل مجاني‬
‫ومنظم‪ .‬ويمكنك التعرف على جميع مصادر ا لبيانات والدراسات واألبحاث من‬
‫خالل تبويب (مصادرنا) ‪ ،Our Sources‬والتي تتضمن كافة مصادر بنك‬
‫المعرفة المصري باللغة العربية واالنجليزية والفرنسية‪ .‬وبالنظر داخل تلك‬
‫المصادر يمكنك االطالع على مصدر و ازرة التربية والتعليم والتعليم الفني الذي‬
‫يحتوي على المناهج الد راسية لطالب مراحل التعليم المختلفة من الصف األول‬
‫متضمنا كافة أشكال وسائل التعليم من‬
‫ً‬ ‫االبتدائي حتى نهاية المرحلة الثانوية‪،‬‬

‫كتب وفيديو ووسائل شرح وسيطة‪ .‬إضافة إلى عدة مصادر مختلفة مثل (دار‬
‫نهضة مصر‪ ،‬ودار المنظومة‪ ،‬والعبيكان) باللغة العربية‪ ،‬والمصادر األجنبية مثل‬
‫(‪ ،EL Sevier‬و‪ ،Springer‬و ‪ )National Geographic‬وغيرها من‬
‫المصادر‪ ،‬والتي توفر على الطالب والباحث أو المعلم عناء البحث في الدوريات‬
‫ومواقع االنترنت المختلفة حول موضوع دراسته أو بحثه‪ ،‬مع توفيرها بشكل مجاني‬
‫متاح لالطالع والتنزيل على األجهزة الشخصية‪.‬‬
‫ويمكن القيام بإجراء بحث ‪ Search‬عن موضوع الدراسة أو البحث الذي‬

‫تقوم به‪ ،‬ويجب عليك الدخول على تبويب (بحث( أو ‪ ،Search‬ثم كتابة كلمة‬
‫البحث وتحديد خيارات البحث التي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬مصادر البحث‪.‬‬
‫وتشمل تحديد التخصص الموضوعي ما بين هندسة أو زراعة أو علوم‬
‫تطبيقية وغيرها من العلوم‪ ،‬إضافة إلى تحديد مصدر البيانات المفضل لديك‬
‫من دور نشر أو مجالت علمية محددة‪ ،‬وتحديد نوع المصدر المراد البحث‬
‫عنه والحصول عليه سواء كان دوريات الكترونية أو فيديو أو بحوث مؤتمرات‬
‫أخيرا‪ ،‬تحديد اللغة المطلوبة لتلك المصادر سواء كانت‬
‫أو رسائل جامعية‪ .‬و ً‬
‫عربية أو انجليزية‪.‬‬
‫‪ -2‬خيارات البحث‪.‬‬
‫وفيه يتم تحديد طرق عرض نتائج البحث‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد البحث‪.‬‬
‫وفيه تستخدم محددات البحث وفلتره النتائج‪ ،‬حيث يتم تحديد قواعد البيانات‬
‫التي يتم البحث فيها‪ ،‬واللغة المستخدمة ونوع البحث وتاريخ المصدر‪.‬‬
‫بعد اجراء البحث بالكلمة أو العنوان المطلوب‪ ،‬تظهر النتائج وفًقا للشروث‬
‫الموضحة مسبًقا في م حددات البحث‪ ،‬وتظهر عدد البيانات واألبحاث والدوريات‬
‫والرسائل المتاحة لالطالع عليها وتنزيلها والتي ينطبق عليها كلمة البحث‪ .‬ويمكن‬
‫عمل فلتره لنتائج البحث بهدف تيسير االطالع على نتائج البحث والسرعة الحصول‬
‫على البيانات المطلوبة‪ .‬ومن خالل الدخول على رابط البحث يمكن تنزيل البحث أو‬
‫االطالع عليه‪.‬‬
‫ويجب التنويه إلى أهمية االستمرار في استخدام الموقع والتنقل بين نتائجه‪ ،‬وإال‬
‫سيقوم بالخروج التلقائي من حسابك إذا ابتعدت عنه لفترة من الوقت‪ ،‬وللعودة إليه‬
‫مرة أخرى سيكون عليك تسجيل الدخول من جديد‪ ،‬لذلك يجب أن تحتفظ بكلمة‬
‫أيضا‬
‫بك وإال ستضطر إلى إنشاء حساب جديد‪ .‬ويتواجد ً‬ ‫المرور للحساب الخا‬
‫لبنك المعرفة المصري تطبيق للموبايل ‪ Mobile Application‬يمكنك تثبيته على‬
‫أحد الهواتف الذكية‪ ،‬مما يتيح لك الحصول على بنك معلومات كامل على هاتفك‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫طرق التأريخ الجيولوجي‬
‫‪Geological Dating‬‬
‫التأريخ باستخدام الكربون ُ‬

‫المشع ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التأريخ باستخدام البوتاسيوم أرجون‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التأريخ باستخدام حلقات االشجار‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫الفصل األول‬
‫طرق التأريخ الجيولوجي‬
‫‪Geological Dating‬‬
‫إن معرفة عمر األشياء وإرجاعها إلى تاريخها الصحيح كان من أهم‬
‫المتطلبات لكثير من العلوم في الجيولوجيا أو علوم اآلثار أو المناخ والطقس‬
‫أو حتى في علوم الفضاء‪ .‬ومن بين الطرق الكثرة المستخدمة في التأريخ أو‬
‫شعة ‪ Radioisotopes‬والتي تعتبر من‬

‫الم ّ‬
‫تحديد األعمار ما يُعرف بالنظائر ُ‬
‫أهم الطرق وأدقها‪ .‬وتعتمد هذه الطريقة على ظاهرة طبيعية معروفة وهي ظاهرة‬
‫التفكك أو االنحالل التلقائي لبعض العناصر الطبيعية‪ ،‬حيث أن التفكك التلقائي‬
‫لهذه العناصر يحدث بمعزل عن أي مؤثر خارجي بنفس النسبة على األرض‬
‫وفي الكون دون أن تتأثر سرعة حدوث التفكك بدرجات الح اررة المرتفعة أو‬
‫المنخفضة‪ ،‬أو عوامل النحت والتعرية أو أي شكل الظواهر المعروفة‪.‬‬

‫ويُقصد بالتأريخ المطلق ‪ ،Absolute dating‬أنه عملية تحديد العمر‬
‫ضمن تأريخ محدد في علم اآلثار والجيولوجيا‪ .‬ويفضل بعض العلماء استخدام‬
‫مصطلحات العمر الميقاتي أو تحديد العمر بالتقويم ألن استخدام كلمة‬
‫"المطلق" ينطوي على ثقة ودقة غير مضمونتين‪ .‬وفي علم اآلثار‪ ،‬عادة ما‬
‫تعتمد طريقة تحديد العمر الحقيقي على الخصائص الفيزيائية أو الكيميائية‬
‫لمواد القطع األثرية أو المباني أو العناصر األخرى التي قام البشر بتعديلها‪.‬‬
‫وال تخبرنا األعمار الحقيقية بالضرورة متى وقع بالضبط أحد األحداث الثقافية‬
‫المعينة‪ ،‬ولكن عندما تؤخذ كجزء من السجالت األثرية الشاملة فإنها تكون‬
‫تحديدا لألحداث‪ .‬ويعتمد التأريخ اإلشعاعي‬

‫ً‬ ‫مفيدة للغاية في بناء تسلسل أكثر‬
‫‪Radiation dating‬على معدل معروف وثابت النحالل النظائر المشعة في‬
‫نظائرها المولدة باإلشعاع‪ .‬وتعد النظائر المحددة مناسبة لمختلف التطبيقات‬
‫كوظيفة لنوع الذرات الموجودة في الصخور أو المعادن وعمرها التقريبي‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ال يمكن استخدام التقنيات ذات األعمار النصفية القصيرة لتأريخ‬

‫المواد التي ترجع أعمارها في الترتيب إلى مليارات السنين‪ ،‬ألن الكميات التي‬
‫يمكن كشفها للمواد المشعة والنظائر ستكون صغيرة ً‬

‫جدا لقياس عدم التأكد من‬
‫المواد الحالية‪.‬‬
‫‪ -1‬التأريخ باستخدام الكربون المشع ‪:Radiocarbon dating‬‬
‫ويُعد التأريخ باستخدام الكربون المشع ‪Radiocarbon dating‬‬
‫(التأريخ بالكربون‪ ،)14‬و ً‬

‫احدا من تقنيات تحديد العمر الحقيقي المعروفة‬
‫والمستخدمة على نطاق واسع‪ ،‬والذي يستخدم لتأريخ البقايا العضوية‪ .‬وهي‬
‫عملية تستخدم لتحديد عمر الشيء القديم عن طريق قياس محتواه من الكربون‬
‫‪ ،14‬وقد طور هذا األسلوب‪ ،‬الكيميائي األمريكي ويالرد ليبي في أواخر‬
‫أربعينيات القرن العشرين عام ‪ .1949‬واستخدم علماء اآلثار والجيولوجيون‬
‫كثير عن حياة إنسان ما قبل التاريخ وحيواناته ونباتاته منذ‬

‫طريقة ليبي ليعرفوا ًا‬
‫‪ 50,000‬سهنة‪ .‬وهي تقنية إشعاعية ألنها تعتمد على االنحالل اإلشعاعي‪،‬‬
‫المشع في الطبيعة حينما تندفع الجسيمات الذرية العالية‬

‫ّ‬ ‫ويتكون الكربون‬

‫تسمى األشعة الكونية إلى جو األرض‪ ،‬وتسبب تفتت الذرات إلى‬

‫الطاقة‪ ،‬التي َّ‬
‫إلكترونات ونيوترونات وبروتونات وجسيمات أخرى‪ .‬وترتطم بعض النيوترونات‬
‫نيوترونا‪،‬‬
‫ً‬ ‫بنويات ذرات النيتروجين في الجو‪ .‬وتمتص كل من هذه النويات‬
‫بروتونا‪ .‬وتتحول ذرة النيتروجين بهذه الطريقة إلى ذرة كربون مشع‬
‫ً‬ ‫ومن ثم تفقد‬
‫المشعة تنحل (تتفكك‬

‫َّ‬ ‫(كربون‪ .)14‬وذرات الكربون هذه مثل جميع المواد‬
‫بإطالق جسيمات) بمعدل دقيق ومنتظم‪ .‬وتحصل عليه النباتات ‪ -‬الكربون‪14‬‬
‫‪ -‬أثناء عملية إنتاج ثاني أكسيد الكربون‪ .‬يتحرك الكربون‪ 14‬إلى أعلى السلسلة‬
‫الغذائية حيث تأكل الحيوانات النباتات وتأكل الحيوانات المفترسة الحيوانات‬
‫الكربون‪ .14‬ويستغرق‬ ‫األخرى‪ .‬ومع موت الكائن الحي‪ ،‬يتوقف امتصا‬
‫األمر ‪ 5730‬سنة لتتغير نصف كمية الكربون‪ 14‬إلى نيتروجين؛ وهذا هو‬
‫العمر النصفي للكربون‪ 14‬ويُقصد به الوقت المستغرق لالضمحالل لنصف‬
‫الكمية‪ .‬وبعد ‪ 5730‬سنة أخرى ال يبقى من الكربون‪ 14‬األصلي إال ربع واحد‬

‫فقط أي بعد ‪ 11,400‬سنة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بعد ‪ 5730‬سنة أخرى لن يبقى منه‬
‫إال ثمن واحد فقط‪.‬‬
‫دورة الكربون في الكائنات الحية‬

‫ويساعد هذا االنحالل الثابت‪ ،‬الذي يسير بمعدل معروف (نصف عمر‬
‫‪ 5,700‬عام)‪ ،‬العلماء على تحديد عمر الشيء عن طريق قياس الكربون‪14‬‬
‫في المواد العضوية‪ .‬وهناك طريقتان لذلك‪ ،‬في الطريقة التقليدية تحرق قطعة‬
‫من الجسم المراد معرفة عمره لتحويله إلى غاز ثاني أكسيد الكربون‪ .‬تطلق‬
‫ذرات الكربون المشع (الكربون ‪ )14‬في الغاز‪ ،‬اإللكترونات بينما يتحول‬
‫الكربون المشع إلى نيتروجين ‪ .14‬وتكشف عدادات اإلشعاع عدد اإللكترونات‬
‫المنطلقة والتي تحدد محتوى الكربون المشع في الجسم المراد معرفة عمره‪.‬‬
‫بينما في الطريقة الحديثة‪ ،‬يطلق ُمعجل الجسيمات ذرات الكربون المشحونة‬
‫أساسا من قطعة من الجسم المراد معرفة عمره إلى حقل‬

‫ً‬ ‫التي تنطلق‬
‫مغناطيسي‪ .‬ويسبب الحقل انحراف ذرات الكربون المختلفة وفصلها حسب‬

‫وزنها‪ .‬ومن ثم يرصد مكشاف عدد ذرات الكربون ‪ 14‬بشكل فردي لتحديد‬
‫محتوى الكربون المشع في الجسم‪.‬‬
‫تغير نصف كمية الكربون ‪ 14‬إلس نيتروجين ‪ 14‬بعد ‪ 5730‬سنة‬

‫قياس نسبة الكربون ‪ 14‬في متبقيات الكائنات الحية‬
‫وعلى ذلك فإنه يمكن قياس نسبة الكربون‪ 14‬في النباتات وتحديد‬
‫أعمارها‪ ،‬كما يمكن تتبع نسبة الكربون ‪ 14‬في أنسجة الحيوانات خاصة األنواع‬
‫الهيكلية منها والتي كانت تتغذى من قبل على هذه النباتات المحتوية على‬
‫الكربون ‪.14‬‬

‫وتعتبر طريقة تحديد العمر بالكربون ‪ 14‬من أدق الطرق المستخدمة‬
‫في عمليات تحديد العمر‪ ،‬حيث أن نسبة الخطأ ال تتعدى ‪ %10‬وقد أمكن‬
‫بواسطة هذه الطريقة الوصول إلى الكثير من النتائج العلمية التي أسهمت في‬
‫زيادة الفهم والوعي حول قضايا ومشكالت عالمية تحتاج إلى تفسيرات تاريخية‪،‬‬
‫وأهمها معرفة التغيرات المناخية التي حدثت في الزمن ال اربع‪ ،‬وكذلك تحديد‬
‫أعمار بعض الثالجات القارية من خالل استخدام الكربون المشع الموجود في‬
‫األشجار المدفونة فيها‪ .‬ويستفاد من طريقة التأريخ بالكربون المشع في مجال‬
‫علم اآلثار‪ ،‬حيث يمكن تحديد أعمار اآلثار المحتوية على عنصهر الكربون‪.‬‬
‫ويمكن كذ لك بهذه الطريقة معرفة الظروف المناخية التي كانت سائدة في‬
‫الماضي وفهم طبيعة التيارات المحيطية واتجاه حركة المياه الجوفية‪ ،‬كما يمكن‬
‫إعطاء كثير من المعلومات عن األحداث الجيولوجية والمتطورات في المملكة‬
‫النباتية والحيوانية في البيئات المختلفة‪.‬‬

‫تحديد العمر باستخدام الكربون المشع ‪:14‬‬
‫ويُعد الكربون ‪ 14‬أحد ثالثة نظائر طبيعية لعنصر الكربون‪ ،‬حيث أن‬
‫النظيرين اآلخرين هما الكربون ‪ 12‬والكربون ‪ 13‬واألخيران هما من النوع‬
‫المستقر‪ .‬إضافة إلى إن تركيز الكربون المشع في أي مادة تحتويه يكون صغي اًر‬
‫مستحيال‪ .‬فقد وجد‬

‫ً‬ ‫جداً مما يجعل تعيين هذا التركيز الضئيل بطريقة مباشرة‬
‫أن كل (‪ )1210‬ذرة كربون في الخشب تحتوي على ذرة الكربون ‪ 14‬واحدة‬
‫فقط‪ .‬فإذا ُفرض أن تدفق األشعة الكونية ظل ثابتا على مدى المئة ألف سنة‬
‫الماضية‪ ،‬فالكربون‪ 14‬قد أُنتج بمعدل ثابت‪ ،‬وبما أنه كذلك فسيكون اضمحل‬
‫بمعدل ثابت‪ ،‬وعلى ذلك تكون نسبة الكربون المشع إلى غير المشع ثابتة‪.‬‬
‫وبناء على هذه االفتراضات فستكون نسبة ‪ C14‬إلى ‪ C12‬في الطبيعة ‪1.5‬‬
‫ً‬
‫جزء من ‪ C14‬إلى ‪ 1012‬جزء من ‪.C12‬‬
‫تكمن الفكرة في االعتماد على الكربون‪ 14‬لحساب العمر عن توقف‬
‫تزويد الكمية المفقودة من الكربون‪ 14‬عند الوفاة للكائن الحي فتختلف النسبة‬

‫بين الكربون‪ 12‬إلى الكربون‪ 14‬عن باقي الكائنات الحية الن الكربون‪ 14‬هو‬
‫عنصر مشع ويضمحل بمعدل ثابت مع الزمن من خالل إطالق جسيمات بيتا‬
‫وال يتم تعويضه كما هو الحال للكائن الحي‪ .‬بينما يبقى الكربون‪ 12‬ثابتا في‬
‫جسم الكائن قبل الوفاة وبعده‪ .‬وعليه نستنتج أنه بقياس النسبة بين الكربون‪14‬‬
‫إلى الكربون‪ 12‬ومقارنة النتيجة مع النسبة بينهما في الكائنات الحية يمكن‬
‫حساب عمر العينة‪ .‬وتوضح والمعادلة التالية حساب العمر باستخدام الكربون‬
‫‪:14‬‬
‫𝑓𝑁‬
‫) (‬
‫𝑜𝑁‬
‫𝑛𝐿{ = 𝑡‬ ‫‪} × 𝑡1/2‬‬
‫‪−0.693‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫𝑛𝐿 = اللوغاريتم الطبيعي‬
‫= هي النسبة بين كربون‪ 14‬في العينة إلى الجسم الحي‪.‬‬

‫𝑓𝑁‬
‫𝑜𝑁‬
‫‪ =𝑡1/2‬هو عمر النصف للكربون‪ 14‬والذي يساوي ‪ 5730‬سنة‪.‬‬

‫فإذا افترضنا أن هناك عينة تم قياس نسبة كربون‪ 14‬ووجدت أنها‬
‫‪ %10‬بالمقارنة مع نسبته في األجسام الحية فإن حساب عمر العينة يكون‬
‫حسب المعادلة السابقة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪t = [ Ln (0.10) / (-0.693)] x 5,730 years‬‬

‫‪t = [ (-2.303) / (-0.693)] x 5,730 years‬‬
‫‪t = [ 3.323] x 5,730 years‬‬
‫‪t = 19,038 years old‬‬
‫جدير بالذكر أن تقدير األعمار باستخدام الكربون‪ 14‬أو غيره من‬
‫العناصر المشعة ال يعطي نتائج دقيقة للعينات بعد العام ‪ 1940‬حيث تم‬
‫اكتشاف القنابل النووية والمفاعالت النووية التي أنتجت التجارب عنها إضافة‬
‫لنسبة العناصر المشعة الموجودة في الطبيعة مما أحدث خلل في النسبة‬
‫الطبيعية بين الكربون‪ 12‬والكربون‪ 14‬في الغالف الجوي التي اعتمدنا عليها‬
‫في حساب عمر العينة‪.‬‬

‫‪ -2‬التأريخ باستخدام البوتاسيوم أرجون‪:‬‬
‫نتيجة النخفاض عمر النصف للكربون ‪ 14‬هو ‪ 5730‬سنة فإن‬
‫الكربون‪ 14‬يستخدم لتقدير عمر كائنات ال يزيد عمرها عن ‪ 60000‬سنة‪.‬‬
‫ولكن بنفس المبدأ الذي يستخدم لتقدير العمر في الكربون‪ 14‬يطبق على‬
‫عناصر مشعة أخرى تتواجد في جسم اإلنسان مثل البوتاسيوم‪ 40‬وعمر‬
‫النصف له كبير جداً ويساوي ‪ 109×1.3‬سنة‪ .‬كذلك عنصر اليو ارنيوم‪238‬‬
‫وعمر نصفه ‪ 109×4.5‬سنة عنصر الثوريوم‪ 232‬الذي عمر نصفه‬
‫‪ 109×14‬سنة وعنصر الرابيديوم‪ 87‬الذي عمر نصفه ‪ 109×49‬سنة‪.‬‬
‫وتُعد تقنية التأريخ بالبوتاسيوم‪-‬أرجون (‪ )K-Ar dating‬واحدة من‬
‫بين التقنيات التي استخدمت على نطاق واسع‪ .‬ويُعد البوتاسيوم‪ 40‬هو النظائر‬
‫المشعة للبوتاسيوم التي تتحلل إلى أرجون‪ .40‬ويُعد العمر النصفي‬
‫للپوتاسيوم‪ 40‬هو ‪ 1.3‬مليار سنة‪ ،‬أطول بكثير من عمر الكربون‪ ،14‬مما‬
‫يسمح بتأريخ العينات األكثر قدماً‪ .‬وينتشر تواجد البوتاسيوم في الصخور‬

‫والمعادن‪ ،‬مما يسمح بتأريخ العديد من العينات التي لها اهتمام تاريخي‬
‫جيولوجي أو أثري‪ .‬وعادة ال يتم دمج األرجون‪ ،‬وهو غاز نبيل‪ ،‬في مثل هذه‬
‫العينات إال عند إنتاجها في الموقع من خالل التحلل اإلشعاعي‪ .‬ويكشف‬
‫ساخنا‬
‫ً‬ ‫التاريخ باستخدام هذه التقنية عن المرة األخيرة التي كان فيها الشيء‬
‫قبل درجة ح اررة اإلغالق التي يمكن عندها هروب غاز األرجون المحبوس من‬
‫الشبكة‪ .‬وكان التأريخ بالبوتاسيوم‪-‬أرجون يُستخدم لتحديد المقياس الزمني‬
‫للمغناطيسية القطبية األرضية‪.‬‬
‫‪ -3‬التأريخ باستخدام حلقات جذوع األشجار‪:Dendrology‬‬
‫هو طريقة علمية لتحديد العمر تعتمد على تحليل أنماث حلقات الشجر‪،‬‬
‫والتي تعرف أيضاً بحلقات النمو‪ .‬ويحدد علم تحديد أعمار األشجار الزمن‬
‫الذي بدأت فيه الحلقات في التش ّكل‪ ،‬في العديد من أنواع الخشب‪ ،‬بدقة تصل‬
‫إلى تحديد السنة التقويمية للشجرة‪ .‬وفي مناطق متعددة من العالم أمكن تحديد‬
‫تواريخ الخشب إلى حوالي ‪ 1000‬سنة أو أكثر‪ .‬وفي الوقت الحالي‪ ،‬فإن الحد‬

‫األقصى للتسلسل الزمني هو ما يزيد عن ‪ 11,000‬سنة بقليل‪ .‬ويُعد التأريخ‬
‫باستخدام حلقات جذوع األشجار أحد وسائل وتقنيات البحث الجغرافي والتي‬
‫تهدف إلى تأريخ العوامل المؤثرة في تشكيل ظاهرة ما‪ .‬سواء كانت تلك العوامل‬
‫‪ ،Dendroclimatology‬أو كانت‬ ‫مناخية فيطلق عليه مصطلح‬
‫–‬ ‫‪Dendrochronology‬‬ ‫مصطلح‬ ‫عليها‬ ‫ويطلق‬ ‫جيومورفولوجية‬
‫بيئية‬ ‫وعوامل‬ ‫ظروف‬ ‫كانت‬ ‫أو‬ ‫‪،Dendrogeomorphology‬‬
‫‪ ، Dendroecology‬وغيرها من االستخدامات لحلقات جذوع األشجار في‬
‫تأريخ العوامل واألحداث المختلفة‪.‬‬

‫حلقات النمو إلحدى االشجار بحديقة حيوان بريستول‪ ،‬إنجلترا‪ ،‬وكل حلقة تمثل سنة‬
‫ويتم الحصول على عينات من جذوع األشجار عن طريق قطع رقائق‬
‫عريضة من جذع الشجرة‪ ،‬أو بالحصول على عينات من جذوع األشجار دون قطعها‪،‬‬
‫حيث تبدأ العينة من لحاء الجذع الخارجي إلى مركزه باستخدام مثقاب خشب‪ ،‬ثم‬
‫تأريخ العينات المستمدة من حلقات األشجار‪ ،‬وخ اصة عند تغيرها المورفولوجي‬
‫باستخدام الكربون ‪ 14‬وتفسيرها وربطها باألحداث القديمة لمنطقة الدراسة‪.‬‬

‫الحفر في جذع إحدى االشجار للحصول علس عينات لتحديد عمرها عن طريق عد الحلقات‬
‫وتتعدد استخدامات هذا األسلوب في تأريخ العمليات منطقة الدراسة‪،‬‬
‫وأهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطبيقات حركة المواد على المنحدرات وخاصة التساقط الصخري‬
‫واالنزالقات األرضية‪.‬‬
‫ب‪ -‬دراسة فيضانات األنهار والسيول في المناطق شبة الجافة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تأريخ االنهيارات الجليدية‪.‬‬
‫د‪ -‬دراسة حريق الغابات‪.‬‬

‫ه‪ -‬دراسة التغيرات المناخية القديمة‪ ،‬والظروف المناخية السائدة في‬
‫الماضي‪.‬‬
‫و‪ -‬تأثير التغيرات المناخية على مظاهر سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -4‬التأريخ باستخدام الفخار‪:‬‬
‫لقد استخدم اإلنسان قديماً مادة الصلصال في بناء المساكن البيوت‪ ،‬وكان ذلك‬
‫في العصر الحجري الحديث‪ ،‬لقد توصل اإلنسان إلى إمكانية استخدام الطين‬
‫لتصنيع أدواته عن طريق الصدفة فالحظ من خالل اثار طبعة القدم بعد أن‬
‫داس في الطين في األيام الماطرة‪ .‬وبعد أن ظهرت الشمس وجفت اثار االقدام‬
‫الحظ ان بإمكانه استخدام الطين في تصنيع وتشكيل اوانيه‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫العصر الحجري الحديث ‪ 4500 – 8500‬قبل الميالد‪ ،‬حيث قسمه العلماء إلى‬
‫مرحلتين رئيسيتين‪ ،‬العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري ‪6000 – 8500‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬والعصر الحجري الحديث الفخاري ‪ 4500– 6000‬قبل الميالد‬
‫يمثل المرحلة الثانية من العصر الحجري الحديث وينقسم إلى مرحلتين فرعيتين‪:‬‬

‫العصر الحجري الحديث الفخاري "أ" والعصر الحجري الحديث الفخاري "ب"‬
‫وتميز هذا العصر في المشرق باختراع اإلنسان للفخار وتصنيعه واستخدامه‪.‬‬
‫العصر الحجري الحديث الفخاري "أ" ويرجع إلى منتصف األلف السادس قبل‬
‫الميالد‪ ،‬وتنسب إلى الطبقة التاسعة في أريحا (تل السلطان) والطبقة الثانية "ب"‬
‫في المنحطة‪ ،‬ويمتاز فخارها باألواني البسيطة مثل الصحون والجرار البيضوية‬
‫الشكل‪ ،‬واألواني المصنعة باليد مصنوعة من عجينة خشنة مخلوطة بالشوائب‬
‫كالقش‪ ،‬وزخرفت بلون األحمر على أرضية كريمي بأشكال هندسية‪ ،‬كالمثلثات‪،‬‬
‫أو بخطوث بسيطة مستقيمة أو متعرجة‪ ،‬وعاصر العصر الحجري الحديث‬
‫الفخاري "أ" الثقافة اليرموكية‪ ،‬والثاني العصر الحجري الحديث الفخاري "ب"‬
‫بدأت هذه المرحلة في نهاية االلف الخامس قبل الميالد كما تدل على ذلك‬
‫الطبقة الثامنة في أريحا (تل السلطان) والطبقة الثانية "أ" في المنحطة في جنوب‬
‫بالد الشام‪ ،‬تحسنت في هذه الفترة تقنية صنع األواني الفخارية وتنوعت أشكالها‬
‫وأصبحت العجينة أكثر نقاء وصالبة وقل استعمال القش فيها وأصبحت احسن‬

‫حرقاً بالرغم من تصنيعها يدوياً‪ .‬أي أن القطع الفخارية تغطي فترة من ‪6000‬‬
‫سنة‪ ،‬و‪ 8000‬سنة حتى اآلن‪ .‬وأن توفر المادة الخام للطين في جميع البيئات‬
‫جعلت من الفخار مادة رخيصة وكثيرة التواجد استطاع اإلنسان تصنيعها‬
‫وتشكيلها بسهولة‪ ،‬ومن مميزات الفخار انه مادة قابلة للكسر بسهولة وقابلة‬
‫للتطور ويمكن تعقبها خالل العصور بتسلسل زمني تقريبي‪ .‬وترجع أهمية الفخار‬
‫إلى استخدامه في تأريخ المواقع األثرية فهو وسيلة تأريخية ال يسهل الطعن بها‬
‫ولكنها تعطي تأريخ تقريبي حيث أن القطع الفخارية تبقى مع الزمن فال تتلف‬
‫أو تفنى أو تتعفن إذا ما حرقت جيداً‪ ،‬فالقطع تصنع وتستخدم وتوضع جانباً‬
‫(يتم التخلص منها) في فترة زمنية متقاربة‪ .‬وعند دراسة القطع الفخارية مكتملة‬
‫كانت أو كسرة فأننا نقوم بدراسة أربعة جوانب رئيسية فيها من حيث شكل‬
‫القطعة‪ ،‬المادة أو العجينة الفخارية‪ ،‬معالجة سطح القطع‪ ،‬وأخي اًر طريقة التصنيع‪.‬‬
‫الفخار هو أوان من طين الصلصالي بدأ اإلنسان بتصنيعه في المشرق في‬
‫النصف الثاني من العصر الحجري الحديث )‪ (Neolithic‬نتيجة استق ارره‬

‫وممارسة الزراعة‪ ،‬وحاجته إلى األواني واألوعية لتخزين الفائض من اإلنتاج‬
‫واالستفادة منه الحقاً‪ ،‬وربما اتصلت صناعة الفخار في بدايتها بصناعة السالل‪.‬‬
‫ال سيما إذا كانت مبطنة من الداخل بالطين‪ ،‬فربما أدى حدوث حريق عارض‬
‫لسلة مبطنة بالطين إلى اكتشافه أن الطين هو مادة طرية لدنة عندما يكون رطباً‬
‫يصبح جامداً وصلباً إذا سخن لدرجة ح اررة معينة تكفي لطرد الماء المتحد به‪،‬‬
‫تم اكتشف اإلنسان أن هذا الطين المحروق يمكن تسخينه على النار دون أن‬
‫يتلف‪ ،‬وعليه ازدادت استخدام األواني الفخارية للطهي‪.‬‬

‫ويعد الفخار األسود المصقول أقدم أنواع الفخار في شمال بالد الشام‪ ،‬والفخار اليرموكي‬
‫األقدم في جنوب بالد الشام واألواني الفخارية األولى مصنعة يدوياً‪ ،‬من عجينة خشنة‪،‬‬
‫كثيرة الشوائب وجففت طبيعياً دون حرقها‪ ،‬يعتبر الفخار أحد المقاييس المهمة في‬
‫تحديد مستوى الثقافة لمجتمع ما إذ أن كل الثقافة ابتكرت أشكاال خاصة من الفخار‬
‫وصنعتها بتقنية معينة وزخرفتها بزخارف متميزة بحيث أصبح لكل منها طراز مميز‬
‫من الفخار‪ ،‬ويمكن أيضاً للفخار أن يشير أيضاً إلى الصالت بين ثقافات ما قبل‬
‫التاريخ‪ ،‬ويعد فليندرز بتري أول من استخدم الفخار في التأريخ‪.‬‬
‫ان معرفتنا حول العصر الحجري الفخاري واألدوار التي يؤديها استمدت من الحفريات‬
‫في األردن وفلسطين مثل اريحا (تل السلطان‪ ،‬شعار الجوالن‪ ،‬المنحطة‪ ،‬بتاشي)‪ .‬كما‬
‫كشف عن كسر فخارية كانت غاية في األهمية كشف عنها في فلسطين مثل المتسلم‬
‫في الطبقة العاشرة‪ ،‬وتل الفارعة الشمالي‪ ،‬تل علي‪ ،‬وكهف المربعات‪ ،‬وموقع خروبة‬
‫في األردن شرقي اريحا على بعد ‪ 13‬كيلومتر‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن الفخار من أقدم الحرف التي عرفها االنسان والفخار هو اية شي‬
‫تم صناعته من طين وهناك نوعان من الطين المدري والطين الحجري األول يحصل‬

‫عليه من مجاري االودية واالنهار والهضاب والثاني يحصل عليه من الجبال وهو‬
‫عبارة عن صخر يتم طحنه ليصبح قابل للعجن‪ .‬وكال النوعين من الطين له عدة‬
‫ألوان االخضر واالبيض واالحمر واالسود واالصفر‪ .‬وعادة ما يفرق اصحاب صناعة‬
‫الفخار بين الطين المدري والطين الحجري ان األول يحرق على ح اررة ما بين ‪950‬‬
‫درجة مئوية حتى ‪ 1150‬درجة مئوية والثاني يحرق على درجة ح اررة ما بين ‪1200‬‬
‫درجة فما فوق‪ .‬ومنه الفخار المسامي وغير المسامي وفي عدة ألوان وأشكال‪ .‬وكان‬
‫الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء‬
‫ليعطي اللون األحمر أو األسود حسب أكاسيد المعادن الموجودة في مادة الطين‪.‬‬
‫وكان يزين ويصقل قبل الحرق أو بعده‪ ،‬ويلون بأكاسيد المعادن‪ .‬وكانت بالد شرق‬
‫آسيا مثل كوريا والصين واليابان هي التي اكثرت من صناعة الفخار خاصة في سنة‬
‫‪ 1265‬ميالدي‪ .‬حيث كان الصينيون يصنعون الفخار بأيديهم وظلوا منذ سنة ‪206‬‬
‫ق‪.‬م وحتى سنة ‪220‬م يصنعون التماثيل الصغيرة واألشياء الفخارية حتى المواقد‪،‬‬
‫وفي سنة ‪220‬م ظهر الخزف الصيني وكانت تصدره للهند والشرق األوسط‪ .‬وفي‬
‫أمريكا كان يصنع الفخار يدويا ويلون بأكاسيد المعادن أو ألوان أصباغ نباتية‪ .‬وفي‬

‫أمريكا تم العثور على فخار يرجع لسنة ‪ 3200‬ق‪.‬م في اإلكوادور وبيرو بأمريكا‬
‫الجنوبية عبارة عن قدور وفازات ملونة‪ .‬وصنع المكسيكيون السيراميك (الخزف)‬
‫ويرجع تاريخه لسنة ‪ 1500‬ق‪.‬م‪ .‬وفي الشرق األوسط كان يصنع الفخار مبك ار‪ .‬ففي‬
‫األناضول صنع منذ سنة ‪ 6500‬سنة ق‪.‬م‪ .‬صنعت التماثيل الطينية للعبادة والتماثيل‬
‫الصغيرة الملونة بالمغرة الحمراء (مادة)‪ .‬وكان يصنع يدويا‪ .‬وكان محز از بخطوث‬
‫أفقية‪ .‬وكان الفخار يشوى في أفران الخبز أو قمائن‪ .‬وفي سوريا اشتهرت صناعة‬
‫الفخار منذ األلفية الخامسة ق‪.‬م‪ .‬وكان يصنع التماثيل الفخارية كان الخزف الملون‬
‫يصنع في شمال بالد الرافدين في سامراء وفي سورية‪.‬‬
‫ولفخار العصر الحديث عدة خصائص تميزه ومنها البساطة وقلة التنوع‪ ،‬فكانت األواني‬
‫قليلة االشكال فهي عبارة عن صحون صغيرة أواني مثل الكؤوس‪ ،‬مباخر‪ ،‬صحون طعام‪،‬‬
‫ونوعين من جرار صغيرة ومتوسطة الحجم جاء النوع األول بعنق والثاني بدون عنق‪.‬‬
‫صنعت آواني هذا عصر يدوياً ويتراوح ارتفاعها ما بين ‪ 40-35‬سم‪ ،‬جاءت العجينة‬
‫سيئة احتوت على القش والخشب والحصى الجيرية فكانت القطع خشنة ثقيلة الوزن وسميكة‬
‫البدن فيها التواء وانبعاج بحيث ال يوجد بها تماثل إذا قسمنا القطع بخط راسي مركزي‪.‬‬
‫جاءت قواعد الفخاريات في هذه الفترة من النوع المنبسط ‪ Flat Base‬مضغوطة على‬

‫الحصير وكانت االيدي أيضاً بسيطة حلقية من نوع ‪ loop-handles‬أو على شكل‬
‫ثقوب وعروات‪ ،‬وفي الفترة اليرموكية اتسعت هذه الثقوب ووضعت االيدي ضمن الرقبة‬
‫أو رأسياً على الحافة العليا‪ ،‬يمكن تقسيم الطرق الزخرفية لفخار العصر الحجري الحديث‬
‫الفخاري إلى ستة مجموعات‪:‬‬
‫‪ -1‬بسيطة‪ .‬شكلت معظم اشكال الزخارف التي وجدت على األواني‪.‬‬
‫‪ -2‬غطيت واجهة األواني بعجينة داكنة مصقولة‪ .‬عرفت في مختلف المواقع العصر‬
‫وخصوصاً في بتاشي‬
‫‪ -3‬التحزيز بواسطة اظافر اليد على شكل اشرطة وصفوف‪ .‬عرف هذا النوع من الزخرفة في‬
‫فخار بتاشي وتل علي ومواقع أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬البطانة الحمراء المصقولة‪ .‬عرف هذا النوع من الزخرفة في اريحا (تل السلطان)‬
‫والمنحطة‪.‬‬
‫‪ -5‬إضافة األلوان على بدن األواني ‪ :‬تم تغطية البطانة في سطح األواني بألوان البني محمر‬
‫والبني مصفر‪ ،‬واستخدم الخزاف أسلوبين في طالء األلوان على اسطح األواني‬
‫وبصيغة أخرى‪ ،‬اهتدى االنسان القديم الى صناعة الفخار بعد تجارب عديدة‪ ،‬فقد كان‬
‫يصنع أوعية من الحجر ومن أغصان الشجر وأعواد النباتات اللينة لتلبية الحاجات التي‬

‫تناسبها هذه األوعية‪ ،‬ثم اكتشف أن مادة الطين تنفع في سد الثقوب الناتجة من حبك هذه‬
‫األعواد‪ ،‬فطلى أوعيته من الداخل والخارج بالطين فأصبحت تفيده في أكثر حاجاته‪ ،‬ويبدو‬
‫فخارا‪ ،‬والحظ االنسان القديم متانة‬

‫دور في شي الطين حتى أصبح ً‬
‫أن الصدفة لعبت ًا‬
‫الفخار بالنسبة للطين المجفف‪ ،‬فأخذ يستخدمه على مقياس واسع في تهيئ اآلجر وصنع‬
‫األواني الفخارية‪ .‬نجح االنسان الى حد بعيد في تكييف األواني‪ ،‬من حيث األشكال‬
‫والحجوم حسب ما تقتضيه حاجته‪ .‬وعندما وصل إلى هذه الدرجة من إتقان األواني‬
‫الفخارية أخذ يستغني شيئا فشيئا عن صنع األواني من الحجر التي اقتصر استعمالها‬
‫على حفظ المواد السائلة‪ ،‬ولكن عندما ارتقت صناعة الفخار أكثر فأكثر بحيث استطاع‬
‫االنسان أن يطلي األواني بمادة أكثر كتامة تجعلها أشد صالبة وتماسك‪ ،‬ثم توصل الى‬
‫طالئها بمادة زجاجية تضمن صالحها لحفظ المواد السائلة دون أي محذور‪ ،‬عند ذلك‬
‫أخذ يستغني عن األوعية الحجرية ويعتمد على الفخار والخزف في أكثر شؤونه‪ .‬ولدى‬
‫مقارنة األواني الفخارية واألواني الحجرية المصنوعة في العصور القديمة نالحظ أن‬
‫صناعة نحت األواني الحجرية كانت متقنة جدا حتى بلغت حد الكمال قبل أن تصل‬
‫صناعة الفخار الى الدرجة الالئقة‪ ،‬ولكن عندما بلغت صناعة الفخار غايتها من حيث‬
‫اإلتقان أخذت صناعة نحت األواني الحجرية تتقهقر حتى استغنى عنها اإلنسان لصعوبتها‬

‫وكثرة تكاليفها‪ .‬أما صناعة الفخار فقد بلغت األوج وظلت محافظة على مستواها إلى أن‬
‫كثر استعمال المعدن في صنع األواني على شكل واسع‪ ،‬ولكن مع ذلك ظلت لصناعة‬
‫الفخار مكانتها لسهولة صنعها وقلة تكاليفها ونفع استعمالها‪.‬‬
‫ولما كان البشر قد اعتمد على الفخار اعتماداً كبي اًر في تلبية حاجاته وتدبير أموره الحيوية‪،‬‬
‫فإن هذه المادة الرخيصة التي ال يمكن إصالحها أو االنتفاع منها بعد انكسارها‪ ،‬كانت‬
‫شاهدة على حياة اإلنسان اليومية‪.‬‬
‫وعندما فكر العلماء أن ينقبوا عن آثار اإلنسان القديم في التالل االصطناعية القديمة‬
‫جمعوا فخار كل طبقة على حدة‪ ،‬ودرسوا خصائصه وقارنوا بين فخار الطبقات المتشابهة‬
‫فوجدوا تقارباً أفادهم الى حد بعيد في معرفة الحضارات المتعاصرة‪ ،‬واستطاعوا أن يميزوا‬
‫حضارة مجهولة بدراسة اللقى من الفخار الذي يعود اليها‪ ،‬كما استطاعوا أن يحددوا عمر‬
‫طبقة األرض من دراسة فخارها‪ .‬ونستخلص من هذا أن مادة الفخار ودراسة تطور‬
‫صناعتها أفاد البحث العلمي الى حد بعيد‪ .‬إن التنقيبات األثرية التي أجريت في إيران‬
‫والعراق وسوريا ومصر أفادت الى حد بعيد في دراسة الفخار االسالمي‪ ،‬واستطاع الباحث‬
‫أن يكون فكرة عن تطوره‪ ،‬إال أن دراسة الفخار القديم كانت أيسر بسبب تمييز كل طبقة‬
‫عن الطبقة األخرى‪ ،‬ولقد كان في القديم شعب يهاجم شعبا آخر‪ ،‬فينفيه‪ ،‬أو يجليه عن‬

‫مكانه‪ ،‬و يهدم بنيانه ويحطم كل آثاره‪ ،‬أو يتعرض الشعب آلفات الطبيعة فينزح البشر‬
‫الباقي الى جهة أخرى‪ ،‬فتموت المدينة ردحا من الزمن ثم يجذب الموقع المالئم شعبا آخر‬
‫فيسكن المكان وينشئ على أنقاض الماضي حضارة أخرى تتميز عن الحضارة السابقة‪،‬‬
‫ففي حالة كهذه يسهل تماما أن ندرس الحضارتين المتتاليتين من آثارهما المتراكمة‪ .‬هذا‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن االعتقادات الدينية القديمة كانت تدعو االنسان الى وضع‬
‫بعض األواني واللوازم في قبور الموتى‪ .‬وهذه األشياء يعثر عليها سليمة في أغلب األحيان‬
‫وتكون أصلح لدراسة اآلثار‪ .‬أما العصور اإلسالمية فكانت متداخلة ومتصلة‪ ،‬لم يحدث‬
‫انقطاع في حياة مدينة إال بالنادر القليل‪ .‬ومن تعاليم الدين االسالمي النهي عن التبذير‬
‫فكان ال يترك مع الميت شيء من األواني أو السالح أو الحلى‪ .‬لذلك نالحظ أن اسلوب‬
‫صناعة مادة ما قد يستمر مدة طويلة أو يتطور بسرعة خالل مدة وجيزة‪ ،‬لكنا ال نستطيع‬
‫أن نحكم بسهولة على عصر قطعة أثرية إذا لم توجد دالئل قوية تفصح عن قدمها‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫تقنيات ووسائل البحث الجيومورفولوجي‬
‫‪ -1‬التحليل المورفومتري ‪ /‬الهيدرولوجي ألحواض التصريف المائي‬
‫‪ -2‬الخصائص المساحية لألحواض المائية‪.‬‬

‫‪ -3‬الخصائص الشكلية لألحواض المائية‬
‫‪ -4‬الخصائص التضاريسية لألحواض المائية‪.‬‬
‫‪ -5‬الخصائص الخطية لشبكية التصريف‬


‫الفصل الثاني‬
‫تقنيات ووسائل البحث الجيومورفولوجي‬
‫تتباين الوسائل والتقنيات المستخدمة إلجراء البحث الجيومورفولوجي‬
‫وفًقا لطبيعة موضوع البحث‪ ،‬فالبحوث التي تتناول الكثبان الرملية وتوزيعها‬
‫وخصائصها ومعدالت تحركها تختلف في طبيعتها عن البحوث التي تتناول‬
‫دراسة المناطق الساحلية‪ ،‬إضافة إلى البحوث التي تتناول دراسة‬
‫جيومورفولوجية أحواض التصريف النهري أو شبكة األودية‪ .‬وتُعد طرق التأريخ‬
‫‪ Geological Dating‬لتحديد أعمار األزمنة الجيولوجية أحد تقنيات ووسائل‬
‫البحث الجيومورفولوجي‪ ،‬والتي تستخدم لتحديد أعمار العينات التي يتمكن‬
‫الحصول عليها خالل العمل الميداني للمنطقة محل الدراسة‪ .‬وخالل السياق‬
‫التالي سيتم تناول أحد أهم وسائل وأساليب إجراء البحث الجيومورفولوجي من‬
‫خالل تناول طرق التأريخ الجيولوجي والتحليل المورفومتري أو الهيدرولوجي‬
‫ألحواض التصريف المائي‪.‬‬

‫‪ -1‬التحليل المورفومتري ‪ /‬الهيدرولوجي ألحواض التصريف المائي‬
‫تعتبر القياسات المورفومترية قاعدة البيانات الكمية الضرورية ألية‬
‫دراسة تهدف إلى تصميم النماذج الجيومورفولوجية الديناميكية أو النماذج‬
‫الهيدرولوجية بأحواض التصريف ألنها توفر القياسات الضرورية لألشكال‬
‫ممكنا من الناحية التطبيقية‪،‬‬

‫أمر ً‬‫األرضية التي تجعل تصميم النماذج الرياضية ًا‬
‫ويقدم التحليل المورفومتري الكثير من المعطيات الكمية المتعلقة بعناصر‬
‫الشبكة المائية المختلفة من حيث نوع وشكل وعدد المتغيرات المورفومترية‬
‫ونظر لالرتباث الكبير بين خصائص الشبكة المائية والخصائص‬

‫ًا‬ ‫المركبة لها‪.‬‬
‫الجيومورفولوجية والهيدرولوجية ألح واض التصريف‪ ،‬فإن دقة التحليل‬
‫المورفومتري تساعد بشكل كبير في الحصول على العديد من البيانات‬
‫الجيومورفولوجية والهيدرولوجية ألحواض التصريف‪ .‬ويمكن استخدام تقنيات‬
‫االستشعار عن ًبعد ونظم المعلومات الجغرافية في الحصول على القياسات‬
‫المتعلقة بأحواض التصريف بشكل أكثر دقة مقارنة باألساليب التقليدية‬

‫باالعتماد على الخرائط الكنتورية‪ .‬كذلك فإن نماذج االرتفاعات الرقمية‬
‫‪ Digital Elevation Models DEM‬من التقنيات الحديثة المرتبطة بنقاث‬
‫شبكة التصريف‪.‬‬ ‫االرتفاعات االرضية والتي يمكن من خاللها استخال‬
‫والخصائص المورفومترية ألي بكة مائية تقدم مؤشرات هامة للخصائص‬
‫الهيدرولوجية لحوض التصريف‪ ،‬وذلك للعالقة القوية بين الخصائص‬
‫المورفومترية والهيدرولوجية‪.‬‬
‫ويُقصد بحوض التصريف المائي ‪ Drainage basin‬أنه جميع‬
‫األراضي المحيطة بمجرى الوادي في المناطق الجافة التي تزودها بالمياه عن‬
‫طريق الجريان السطحي أو الجوفي‪ ،‬ويفصلها عن األراضي األخرى أر ٍ‬

‫اض‬
‫مرتفعة تمثل أعلى نقطة فيها منطقة تقسيم المياه بين حوض وآخر‪.‬‬
‫بينما يشير مصطلح خط تقسيم المياه أنه خط يحيط بالحوض ما اًر‬
‫بأعلى نقطة مرتفعة لتمثيل الحد الفاصل بين حوض وآخر‪ ،‬ويكون واضحاً في‬

‫الخرائط الطبوغرافية الخاصة بتلك األحواض التي تظهر فيها على أشكال‬
‫مختلفة منها الدائري والبيضاوي والمستطيل والكمثري‪.‬‬
‫ويقصد بالتحليل المورفومتري ‪ Morphometrics‬أنه التحليل الكمي‬
‫للظاهرة محل الدراسة‪ ،‬أو هو المفهوم الذي يشمل الحجم والشكل‪ .‬والهدف الرئيسي‬
‫منه هو اختبار فرضية من الناحية اإلحصائية حول العوامل التي تؤثر على الشكل‪.‬‬
‫هو علم قياس الخصائص الهندسية لسطح األرض الناتجة عن عوامل التعرية‬
‫النهرية‪.‬‬
‫حوض تصريف نهري ‪ /‬وادي جاف‬

‫خط تقسيم المياه‬
‫وهناك العديد من األساليب التي يمكن بها وصف الحوض النهري‪،‬‬
‫بعضها يهتم بالوصف العام‪ ،‬واآلخر يهتم بخاصية محددة من خصائص‬
‫األبعاد‬ ‫محدد‬ ‫غير‬ ‫األساليب‬ ‫هذا‬ ‫بعض‬ ‫فإن‬ ‫كذلك‬ ‫الحوض‪.‬‬
‫‪ ، Dimensionless‬بينما البعض اآلخر له أبعاد محددة مثل الطول‬
‫والمساحة‪ .‬وتطبيق أحد هذه األساليب ليس غاية في حد ذاته بقدر ما يعطي‬

‫من نتائج تفيد في التحليل المورفولوجي‪ .‬ويمكن تقسيم وسائل التحليل إلى ثالث‬
‫مجموعات‪:‬‬
‫شبكة تصريف مائي توضح األحواض الفرعية وخطوط تقسيم المياه‬
‫‪ -1‬وسائل التحليل المورفولوجي‪.‬‬
‫‪ -2‬وسائل التحليل االحصائي‪.‬‬
‫‪ -3‬وسائل التحليل الكارتوجرافي‪.‬‬

‫وبداي ًة‪ ،‬يجب تناول بعض المصطلحات التي تسهم في إيضاح التحليل‬
‫المورفومتري لشبكات التصريف‪ .‬ومن أهمها رتب المجاري النهرية ‪Stream‬‬
‫‪ ،Order‬حيث تتوزع المجاري المائية في الحوض بشكل رتب تقل عدداً وتزداد سعة‬
‫من رتبة ألخرى‪ ،‬حيث تبدأ بمجاري صغيرة وكثيرة تمثل الرتبة األولى وهي تلتقي‬
‫مع بعضها البعض لتكون الثانية التي تكون اقل عدداً وأكثر سعة من األولى وتلتقي‬
‫مع بعضها لتكون الرتبة الثالثة كما تلتقي روافدها لتكون الرتبة الرابعة إلى أن تكون‬
‫آخر رتبة والتي تكون المجرى الرئيسي‪.‬‬
‫وتعرف الرتبة النهرية بأنها نظام لتصنيف المجاري في حوض التصريف‬
‫حسب تدرجها الهرمي داخل الحوض‪ ،‬وتعد الرتبة النهرية معامل يستند عليه في‬
‫تحديد التقاء الوافد ببعضها سواء كانت فرعية أو رئيسية في الحوض الواحد‪ .‬ويعتبر‬
‫الترتيب الهرمي تصنيف كمي ذو مدلوالت مورفولوجية لديناميكية التعرية المائية‪.‬‬
‫وهناك العديد من الطرق المستخدمة في دراسة هذا الترتيب أهمها‪ :‬طريقة هورتون‪،‬‬
‫طريقة سترايلر‪ ،‬طريقة شراف‪ ،‬طريقة شايديفر‪ .‬وتعتبر طريقة سترايلر أكثرهم‬
‫نظرا لبساطة تطبيقها وسهولة إجراء مقارنات بواسطتها لألحواض المائية‪.‬‬

‫استعماال ً‬

‫وتعطي هذه الطريقة‪ ،‬القنوات االبتدائية التي ال رافد لها المرتبة األولى وهذه‬
‫هي القاعدة األولى‪ .‬وعندما تلتقي قناتان من نفس الرتبة‪ ،‬تنتج قناة من الرتبة التالية‬
‫وهذه هي القاعدة الثانية‪ .‬القاعدة الثالثة عندما تلتقي قناتان من رتبتين مختلفتين‪،‬‬
‫فالقناة الناتجة بعد نقطة التقائهما أسفل المنحدر ستكون استم ار ار للقناة ذات الرتبة‬
‫األعلى‪ .‬وتكون رتبة الحوض بشكل كامل مساوية لرتبة المصب‪.‬‬
‫رتب المجاري النهرية وف ًقا لطريقة سترايلر‬

‫ويهتم التحليل المورفولوجي بشكل شبكة التصريف والحوض النهري‪،‬‬
‫أساسا على ما سبق جمعه من بيانات واستخدامها بطريقة مباشرة‪ ،‬ومن‬

‫ويقوم ً‬
‫المقاييس التي تستخدم في هذا المجال‪:‬‬
‫‪ -2‬الخصائص المساحية لألحواض المائية‪:‬‬
‫مساحة الحوض ‪Drainage area‬‬
‫تعتبر مساحة الحوض من أهم الخصائص المساحية المستخدمة في‬
‫النماذج الهيدرولوجية‪ ،‬وتستخدم في حساب الكثير من المقاييس المهمة مثل‬
‫كثافة التصريف ومنحنى التكامل الهبسومتري للمساحة وغيرها من المقاييس‪.‬‬
‫ويُقصد بها كامب المساحة التي يحدها خط تقسيم المياه‪ .‬وتًقاس بعدة طرق‬
‫منها‪ ،‬استخدام جهاز البالنيميتر على الخريطة الكنتورية والطبوغرافية‪ ،‬أو عن‬
‫طريق الصور الجوية أو المرئيات الفضائية أو بطريقة المربعات أو أي برامج‬
‫الحاسب اآللي‪.‬‬

‫جهاز البالنيميتر‬
‫ويمكن قياس مساحة حوض التصريف باستخدام الطرق التقليدية‪ ،‬حيث‬
‫يمكن تغطية الحوض بشبكة من المربعات متساوية المساحة‪ ،‬ثم نقوم بحصر عدد‬
‫المربعات التي تغطي الشكل‪ .‬وبالتعويض في مقياس الرسم لمساحة المربع الواحد‪،‬‬
‫يمكن حساب مساحة الشكل بدقة مناسبة‪ .‬أو تغطية الشكل المراد قياس مساحته‬
‫بشكل مناسب أو بعدة أشكال من االشكال الهندسية المنتظمة‪ ،‬مع حذف أو ضم‬
‫الهوامش حول أضالع هذا الشكل الهندسي المنتظم‪ .‬باإلضافة إلى إمكانية رسم خط‬
‫مستقيم يمر بأقصى طول للشكل‪ ،‬ثم نقيم عليه عدد مناسب من األعمدة على أبعاد‬
‫متساوية من بعضها‪ .‬ثم نقوم بحساب جملة أطوال تلك األعمدة والقسمة على عددها‬

‫للحصول على متوسط طول تلك األعمدة‪ .‬ثم ضرب المتوسط في طول الخط المار‬
‫بأقصى طول للشكل‪.‬‬
‫طول الحوض ‪Basin Length‬‬
‫توجد عدة طرق لقياس طول الحوض المائي‪ ،‬وتتوقف هذه الطرق على‬
‫طبيعة قناة مجرى النهر إن كانت متعرجة أو غير منتظمة أو مستقيمة‪ ،‬وعادة ما‬
‫تستخدم طريقة قياس الطول الموازي لخط التصريف الرئيسي من نقطة المصب إلى‬
‫أعلى نقطة في الحوض‪.‬‬
‫محيط الحوض ‪Basin Perimeter‬‬
‫وهو طول خط تقسيم المياه المحيط بالحوض ويفصل بين الحوض‬
‫واألحواض المجاورة له‪ .‬ويقاس بواسطة عجلة القياس أو برامج الحاسب اآللي‪.‬‬
‫عرض الحوض ‪Basin Width‬‬
‫لعرض الحوض داللة مورفومترية في فهم شكل الحوض‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫معرفة النسبة بين الطول والعرض‪ .‬وقد يحسب عرض الحوض بأخذ عدد من‬
‫الخطوث العرضية التي تفصل بينها مسافات رأسية متساوية بين المنبع والمصب‪،‬‬

‫ثم يحسب متوسطها للحصول على متوسط عرض الحوض‪ .‬ويعد عرض الحوض‬
‫قيمة هندسية تتفاوت الطرق المستخدمة في تحديدها بحسب تباين الشكل‬
‫المورفوهندسي لألحواض‪.‬‬
‫‪ -3‬الخصائص الشكلية لألحواض المائية‪:‬‬
‫معامل الشكل ‪Shape Index‬‬
‫يتأثر شكل حوض التصريف المائي ونمطه وشبكة التصريف التي تمتد‬
‫داخله بالخصائص األخرى لحوض التصريف مثل نوع الصخر ودرجة االنحدار‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن الشكل يؤثر على العمليات الجيومورفولوجية خاصة فيما يتعلق‬
‫بكفاءة الحوض المحتملة وشبكة التصريف المائي به‪ .‬وقد استخدم هورتون ‪1932‬م‬
‫عامل الشكل لتحديد أشكال األحواض النهرية‪ .‬ويمكن الحصول عليه من خالل‬
‫المعادلة التالية‪:‬‬
‫(مساحة الحوض ÷ طول الحوض‪)²‬‬

‫وتدل القيمة المنخفضة على صغر مساحة الحوض بالنسبة لطوله‪ ،‬مما‬
‫يجعل الحوض يقترب من شكل المثلث‪ .‬ويعد حوض التصريف من المقاييس المهمة‬
‫التي لها أثر واضح على الكثير من الخصائص بما فيها الخصائص الهيدرولوجية‪.‬‬
‫معدل نسبة االستدارة ‪Circularity ratio‬‬
‫يعكس معدل نسبة االستدارة مدى تقارب الحوض من الشكل الدائري وانتظام‬
‫خط تقسيم المياه‪ .‬ويتراوح الناتج بين (‪ ،) 1 – 0‬وكلما اقتربت قيم معامل االستدارة‬
‫من الواحد الصحيح فإن شكل الحوض يقترب من الشكل الدائري‪ .‬ويعكس ذلك مدى‬
‫تقدم الدورة التحاتية في الحوض ويدل على طول عامل الزم ن ونشاث عمليات النحت‬
‫التي شارفت على إنهاء الدورة التحاتية‪ .‬وتشير القيم المنخفضة لمعدل نسبة االستدارة‬
‫والتي تقترب من الصفر إلى عدم انتظام خطوث تقسيم المياه وعدم تساوي عمليات‬
‫النحت والتعرية‪ ،‬وأن الدورة التحاتية ما زالت تقوم بدورها‪ .‬إضافة إلى أن اقتراب‬
‫الشكل من االستدارة يعمل على زيادة احتماالت الفيضان‪ ،‬حيث أن مصبات جميع‬
‫الروافد تتجمع في وقت واحد أو متقارب‪ .‬ويمكن الحصول على معدل استدارة الحوض‬
‫من المعادلة التالية‪:‬‬

‫(مساحة الحوض ÷ مساحة دائرة لها نفس محيط الحوض)‬
‫علما بأن‪( :‬محيط الدائرة = ق × ‪ ،)3.14‬و(مساحة الدائرة = نق‪)3.14 × ²‬‬

‫ً‬
‫أو‬
‫(‪ × 3.14 × 4‬مساحة الحوض) ÷ (مربع محيط الحوض)‬
‫مثال‪:‬‬
‫إذا كان هناك حوض تصريف مائي تبلغ مساحته ‪ 46‬كم‪ ،²‬ومحيطه ‪ 46.5‬كم‪.‬‬
‫وبالتعويض في المعادلة السابقة يمكن حساب معدل االستدارة له من خالل الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫= (‪² )46.5 ( ÷ )46 × 3.14 × 4‬‬
‫= ‪0.26 = 2162.25 ÷ 577.76‬‬
‫إذا يبلغ معدل استدارة الحوض ‪ ،0.26‬وهو ما يدل على أن حوض التصريف يبتعد‬
‫عن الشكل المستدير‪ ،‬ويميل لالستطالة‪.‬‬

‫معدل نسبة االستطالة ‪Elongation ratio‬‬
‫يدل هذا المعدل على مدى التشابه بين شكل الحوض والشكل المستطيل‪،‬‬
‫خطر‬
‫ًا‬ ‫حيث أن األحواض التي تميل إلى الشكل المستطيل تتميز بفيضانات أقل‬
‫طرديا مع مدى استطالة الحوض‪ .‬ويتراوح الناتج بين (‪– 0‬‬

‫ً‬ ‫وبمدة تصريف تتناسب‬
‫‪ ،) 1‬وكلما اقترب معدل االستطالة من الواحد الصحيح وابتع د عن الصفر‪ ،‬فإن شكل‬
‫الحوض يميل لالستطالة والعكس صحيح‪ .‬ويمكن الحصول على معدل االستطالة‬
‫من المعادلة التالية‪:‬‬
‫(قطر الدائرة التي لها نفس مساحة الحوض ÷ أقصى طول للحوض)‬
‫أو‬
‫(مساحة الحوض ÷ ‪ ÷ )3.14‬أقصى طول للحوض‬
‫إذا كان هناك حوض تصريف مائي تبلغ مساحته ‪ 46‬كم‪ ،²‬وأقصى طول للحوض‬
‫‪ 19.4‬كم‪ .‬وبالتعويض في المعادلة السابقة يمكن حساب معدل االستطالة له من‬
‫خالل الخطوات التالية‪:‬‬

‫= (‪19.4 ÷ )3.14 ÷ 46‬‬
‫= ‪0.85 = 19.4 ÷ 14.6‬‬
‫إذا‪ ،‬فمعامل االستطالة للحوض = ‪ ،0.85‬وهو ما يدل على أن حوض التصريف‬
‫يميل إلى االستطالة بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ -4‬الخصائص التضاريسية لألحواض المائية‪:‬‬
‫االنحدار ‪Slope‬‬
‫يُقصد باالنحدار انحراف أو ميل األرض عن المستوى األفقي‪ ،‬ويكون‬
‫االنحدار كبي ار كلما زاد االنحراف أو الميل‪ .‬وتُعد االنحدارات ذات أهمية كبيرة في‬
‫الدراسات الجغرافية بشكل عا م‪ ،‬ألنها تسهم في تحليل مظاهر سطح األرض وعالقتها‬
‫بالنشاث البشري وأشكاله المختلفة كالعمران والطرق والزراعة وغير ذلك‪ ،‬إذ يعتمد‬
‫استغالل السفوح على طبيعة انحدارها وتكويناتها السطحية وتحت السطحية والعمليات‬
‫التي تتعرض لها تلك السفوح‪ .‬ويمكن الحصول عليه من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫((الفاصل الرأسي بين خطي كنتور متتاليين × ‪( ÷ )60‬المسافة األفقية‬
‫بين خطي الكنتور نفسهما))‬

‫مترا‪ ،‬والمسافة االفقية بينهما‬

‫إذا كان الفاصل الرأسي بين خطي كنتور متتاليين ‪ً 50‬‬
‫على الطبيعة تبلغ ‪ 2.5‬كم‪ ،‬فإن معدل االنحدار يبلغ‪:‬‬
‫= (‪2500 ÷ )60 × 50‬‬
‫* حيث يجب تحويل أطوال المسافات األفقية إلى نفس وحدة قياس الفاصل الرأسي‬
‫وهي المتر‪.‬‬
‫= ‪ 1.2‬درجة‬
‫إذا‪ ،‬فمعدل االنحدار في هذه النقطة من حوض التصريف يبلغ ‪ 1.2‬درجة‪ ،‬وهو‬
‫انحدار بسيط أو هين‪.‬‬
‫معدل التضرس ‪Relief ratio‬‬
‫يعتبر هذا العامل من أكثر عوامل طبوغرافية الحوض أهمية‪ ،‬ويُقصد به‬
‫الفرق بين منسوبي أعلى وأدنى نقطة في الحوض وعالقته مع طول الحوض‪ .‬ويؤثر‬
‫على الظروف الهيدرولوجية للحوض من خالل سيطرته على سرعة النهر والتصريف‬

‫وكمية التساقط وكمية الرواسب المنقولة‪ .‬ومعدل التضرس يعكس درجة انحدار‬
‫السطح وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬
‫(فرق االرتفاع بين أعلى وأدنى نقطة في الحوض بالمتر ÷ طول الحوض باله كم)‬
‫مترا‪ ،‬بينما يبلغ‬

‫إذا كان الفاصل الرأسي بين أعلى وأدنى ارتفاع في الحوض ‪ً 530‬‬
‫طول الحوض ‪ 20‬كم‪ ،‬فإن معدل التضرس يبلغ‪:‬‬
‫= (‪ 26.5 = )20 ÷ 530‬درجة‬
‫التضرس الكلي للحوض ‪Total Relief‬‬
‫وهو معدل التضرس العام للحوض‪ ،‬ويمكن الحصول عليه من المعادلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫(أعلى منسوب في الحوض – أدنى منسوب في الحوض)‬
‫درجة الوعورة ‪Raggedness ratio‬‬
‫يعبر هذا المؤشر عن العالقة بين تضاريس الحوض وكثافة شبكة‬
‫التصريف‪ ،‬ويعبر عن مدى تقطع سطح الحوض بالمجاري المائية‪ .‬حيث أن درجة‬

‫الوعورة تنخفض من وإلى الدورة التحاتية للحوض‪ ،‬ثم تبدأ في التزايد حتى تصل إلى‬
‫حدها األقصى عند بداية مرحلة النضج‪ ،‬ومن ثم تبدأ قيمتها باالنخفاض مرة أخرى‬
‫عند نهاية الدورة التحاتية‪ .‬أي أن درجة الوعورة تزداد قيمتها مع زيادة الكثافة‬
‫التصريفية في الحوض من ناحية‪ ،‬ومع زيادة التضرس الحوضي من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وبالتالي زيادة عمليات النحت المائي وعمليات نقل الترسيبات‪ .‬وتفيد الدراسة‬
‫المورفومترية للوعورة بما يتصل بدرجة قمة تصرف الفيضان‪ .‬ويمكن الحصول على‬
‫درجة الوعورة من المعادلة التالية‪:‬‬
‫((كثافة التصريف × معدل تضرس الحوض) ÷ طول الحوض))‬
‫إذا كانت كثافة التصريف لحوض ما تبلغ ‪ ،0.54‬بينما يبلغ معدل تضرس الحوض‬
‫‪ 26.5‬درجة‪ ،‬وطول الحوض ‪ 19.4‬كم‪ ،‬فإن درجة الوعورة يبلغ‪:‬‬
‫= (‪6.14 = 19.4 ÷ )26.5 × 0.54‬‬
‫إذا فإن درجة وعورة الحوض ‪.6.14‬‬

‫معدل النسيج الطبوغرافي ‪Texture topography‬‬
‫يستخدم هذا المعدل لقياس مدى تقارب المجاري المائية‪ ،‬ويصف طبيعة‬
‫طبوغرافية الروافد في الحوض‪ .‬ويدل على مدى تقطع األحواض في الوادي‪ ،‬وتقسم‬
‫نسبة التقطع إلى ثالث درجات‪ :‬خشنة وهي أقل من ‪ ،4‬متوسطة وتتراوح بين ‪– 4‬‬
‫‪ ،10‬وناعمة أكثر من ‪ . 10‬ويمكن الحصول عليه من المعادلة التالية‪:‬‬
‫(مجموع أعداد المجاري ÷ محيط الحوض)‬
‫إذا كان مجموع أعداد المجاري المائية لحوض تصريف يبلغ ‪ 112‬مجرى‪ ،‬بينما يبلغ‬
‫محيط الحوض ‪ 46.5‬كم‪ ،‬فإن معدل النسيج الطبوغرافي يبلغ‪:‬‬
‫= (‪2.4 = )46.5 ÷ 112‬‬
‫إذا‪ ،‬فمعدل النسيج الطبوغرافي للحوض يبلغ ‪ 2.4‬وهو ما يجعله يُصنف في فئة‬
‫النسيج الطبوغرافي الخشن‪.‬‬

‫ثابت بقاء المجرى النهري‬
‫ويدل على مدى وجود مساحة من أرض الحوض المتداد الشبكة المائية‬
‫عليها في المستقبل‪ ،‬ويتم حسابه من قسمة مساحة الحوض المائي على مجموع‬
‫أطوال المجاري لجميع رتب الحوض‪ ،‬وذلك وف ًقا للمعادلة التالية‪:‬‬
‫(مساحة الحوض المائي ÷ مجموع أطوال المجاري لجميع رتب الحوض)‬
‫أو‬
‫(‪ ÷ 1‬كثافة التصريف)‬
‫إذا كانت مساحة الحوض ‪ 46‬كم‪ ،²‬مجموع أطوال المجاري في الحوض ‪ 25‬كم‪،‬‬
‫وكثافة التصريف تبلغ ‪ ،0.54‬فإن ثابت بقاء المجرى النهري يبلغ‪:‬‬
‫= (‪1.84 = )25 ÷ 46‬‬
‫أو‬
‫(‪1.85 = )0.54 ÷ 1‬‬

‫‪ -5‬الخصائص الخطية لشبكية التصريف‪:‬‬
‫كثافة التصريف ‪Drainage density‬‬
‫تُعرف كثافة التصريف بأنها طول النمط التصريفي في وحدة المساحة‪ ،‬وهي‬
‫النسبة بسن طول المجاري المائية ومساحة هذا الحوض‪ .‬وتعتبر من المقاييس الهامة‬
‫في أنها تعكس أثر كل من نوع الصخر ونظامه والتربة والتضاريس والغطاء النباتي‪،‬‬
‫كما تُظهر أحيانا مدى تأثير االنسان على شبكة التصريف المائي‪ ،‬وتعكس كفاءة‬
‫التصريف‪ .‬ويمكن الحصول عليها من المعادلة التالية‪:‬‬
‫كثافة التصريف = (إجمالي أطوال المجاري ÷ مساحة الحوض)‬
‫إذا كان إجمالي أطوال المجاري لحوض تصريف ‪ 25‬كم‪ ،‬ومساحة الحوض ‪46‬‬
‫كم‪ ،²‬فإن كثافة التصريف تبلغ‪:‬‬
‫= ‪0.54 = 46 ÷ 25‬‬

‫كثافة التصريف وعالقتها بمقياس الرسم‬
‫نسبة التشعيب معدل التفرع ‪Bifurcation ration‬‬
‫تعبر عن العالقة بين عدد المجاري في كل رتبتين متتاليتين‪ ،‬وهي مؤشر‬
‫على العدد الالزم من القنوات من رتبة معينة في المتوسط لدعم وجود قناة من الرتبة‬
‫التالية‪ .‬ويمكن الحصول عليها من المعادلة التالية‪:‬‬
‫(عدد المجاري في رتبة ما ÷ عدد المجاري في الرتبة التي تليها)‬
‫ويمكن حساب نسبة التشعيب لشبكة التصريف للحوض بشكل كامل‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق حساب متوسط نسبة التشعيب لرتب القنوات الموجودة في الشبكة‪ ،‬فتكون‬

‫هي نسبة التشعب للحوض‪ .‬وتكمن أهمية قياس نسبة التعشيب للحوض في إظهار‬
‫حجم العالقة بين حجم التصريف ومعدل التفرع للمجاري المائية‪ .‬فكلما زاد خطر‬
‫الفيضانات والسيول عقب سقوث األمطار زادت كفاءة التصريف في مناطق التجمع‬
‫العليا‪.‬‬
‫نظر ألن التفرع يعتبر أحد العوامل التي تتحكم‬

‫ويعتبر من المقاييس الهامة ًا‬
‫في معدل التصريف‪ .‬فإذا كان هناك حوضي نهرين ذوي مساحة واحدة‪ ،‬وطول‬
‫مجاريهما متساوية‪ ،‬ولكنهما يختلفان في شكليهما وكيفية تفرع مجاريهما‪ .‬وفي حالة‬
‫تساقط األمطار بكميات متساوية وفي وقت واحد على كليهما‪ ،‬فإن المياه الساقطة‬
‫على الحوض األطول في روافده (أ في الشكل التالي) تصل إلى المجرى الرئيسي‬
‫في فترة زمنية أطول من الحوض األقصر في الروافد (ب في الشكل التالي)‪ ،‬ولكن‬
‫قمة الفيضان عند المجرى الرئيسي للحوض (ب) أقل من (أ)‪ ،‬ويرجع هذا إلى طول‬
‫فترة التصريف‪ .‬ومن ذلك يمكن مالحظة وجود عالقة بين الزمن ومعدل التفرع وبين‬
‫التصريف ومعدل التفرع‪ ،‬فكلما زاد معدل التفرع‪ ،‬كلما انخفض خطر الفيضان‬
‫)‪.(McCullagh 1978‬‬

‫في الشكل (أ) التالي‪ ،‬يبلغ عدد مجاري الرتبة األولى في حوض تصريف ‪ 20‬مجرى‪،‬‬
‫وعدد مجاري الرتبة الثانية ‪ ،6‬وعدد مجاري الرتبة الثالثة ‪ ،2‬وعدد مجاري الرتبة‬
‫الرابعة ‪ ، 1‬فإن معدل التفرع أو التشعيب يبلغ‪:‬‬
‫معدل تفرع الرتبة األولى بالنسبة للثانية = ‪3.33 = 6 ÷ 20‬‬
‫معدل تفرع الرتبة الثانية بالنسبة للرتبة الثالثة = ‪3 = 2 ÷ 6‬‬
‫معدل تفرع الرتبة الثالثة بالنسبة للرتبة الرابعة = ‪2 = 1 ÷ 2‬‬
‫إذا‪ ،‬فمعدل التفرع العام لحوض التصريف = (‪2.77 = 3 ÷ )2 + 3 + 3.33‬‬

‫معدل التفرع‬
‫معدل أطوال المجاري النهرية ‪Stream Lengths‬‬
‫تُعد مجاري روافد الرتبة األولى أقصر الروافد طوال في الحوض النهري‪ ،‬في‬
‫حين أن طول الروافد تزداد مع زيادة رتبة المجرى النهري‪ .‬وقانون أطوال المجاري‬
‫النهرية هو أن "مجموع متوسطات أطوال المجاري النهرية من الرتب المتتالية تميل‬
‫إلى تكوين متتالية هندسية تبدأ بمتوسط طول مجاري أنهار الرتبة األولى وتتصاعد‬
‫تبعا لنسبة طول ثابتة"‪ .‬ويمكن معرفة معدل أطوال المجاري في كل رتبة‪ ،‬رغم أنها‬

‫متباينة األطوال من مكان آلخر من خالل العالقة بين عدد المجاري وأطوالها حسب‬
‫(مجموع أطوال المجاري في الرتبة ÷ عدد المجاري في نفس الرتبة)‬
‫إذا كان مجموع أطوال المجاري في الرتبة األولى ‪ 7‬كم‪ ،‬وعدد المجاري في نفس‬
‫الرتبة ‪ ،20‬فإن معدل أطوال المجاري النهرية يبلغ‪:‬‬
‫= ‪ 0.35 = 20 ÷ 7‬كم‬
‫معدل تكرارية المجاري ‪Stream Frequency‬‬
‫تعبر تك اررية المجاري عن العالقة النسبية بين عدد المجاري ومساحة‬
‫الحوض‪ ،‬وهي تدل على درجة تخدد الحوض بواسطة التعرية المائية‪ .‬وعلى ذلك‬
‫فإن زيادة عدد المجاري بواسطة عملية التخدد عن طريق التعرية المائية يؤدي‬
‫بالضرورة إلى زيادة أطوالها ومن ثًم إلى ارتفاع كثافة التصريف‪ .‬ويمكن الحصول‬
‫على تك اررية المجاري بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫(مجموع أعداد المجاري في الحوض ÷ مساحة الحوض)‬

‫إذا كان مجموع أعداد المجاري في حوض التصريف ‪ 112‬مجرى‪ ،‬ومساحة الحوض‬
‫‪ 46‬كم‪ ،²‬فإن معدل تك اررية المجاري يبلغ‪:‬‬
‫= ‪ 2.43 = 46 ÷ 112‬مجرى ‪ /‬كم‬
‫معامل التعرج الطبوغرافي ‪Sinuosity Factor‬‬
‫يستخدم هذا المعامل كمؤشر لمعرفة المرحلة التحاتية التي يمر بها الوادي‬
‫باإلضافة إلى قدرته على اإلزاحة والنحت والحركة الجانبية‪ ،‬مما يؤثر على‬
‫استخدامات االرض المحيطة‪ .‬وتكمن أهمية إيجاد هذا المعامل في معرفة مدى‬
‫انعطاف المجرى وما لذلك من تأثير على كمية المياه في المجرى‪ ،‬حيث أنه كلما‬
‫زادت درجة انعطاف الوادي زادت احتماالت التبخر والتسريب‪ ،‬بينما تقل هذه‬
‫االحتماالت عندما تنقص درجة االنعطاف‪ ،‬وذلك نتيجة سرعة الجريان‪ ،‬ووصول‬
‫المياه إلى منطقة المصب في فترة زمنية قصيرة‪ .‬ويمكن حساب معامل التعرج‬
‫الطبوغرافي من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫(طول المجرى ÷ أقصر امتداد ما بين المصب والمنبع)‬

‫وكلما زادت النتيجة عن واحد صحيح‪ ،‬زادت نسبة تعرج الوادي‪.‬‬
‫إذا كان طول المجرى الرئيسي لحوض تصريف يبلغ ‪ 9‬كم‪ ،‬وأقصر امتداد بين‬
‫المصب والمنبع يبلغ ‪ 5.2‬كم‪ ،‬فإن معامل التعرج الطبوغرافي للمدرى الرئيسي يبلغ‪:‬‬
‫= ‪ ،1.7 = 5.2 ÷ 9‬وهو ما يجعل المجرى متعرج‪.‬‬
‫خامسا بعض المتغيرات الهيدرولوجية‪:‬‬

‫ً‬
‫معدل مسافات الجريان السطحي ‪Overland flow distance‬‬
‫تطلق كلمة جريان ‪ Runoff‬أو التدفق ‪ Water flow‬على انسياب المياه‬
‫وتحركها من مكان آلخر‪ .‬ويشير الجريان السطحي إلى كل المياه التي تجري على‬
‫سطح األرض أو التي تتدفق في الجداول والقنوات واألنهار‪ ،‬ويحدث ذلك عندما‬
‫تتجاوز شدة المطر قدرة المجاري على استيعابه‪ .‬حيث تتركز كميات كبيرة من المياه‬
‫في المجاري أو في جزء منها وتصبح سرعة جريان المياه عالية مما قد يسبب حدوث‬
‫الفيضانات‪.‬‬

‫زمن التركيز ‪Concentration time‬‬
‫هو الفترة الزمنية الالزمة النتقال المياه من أبعد نقطة على محيط الحوض‬
‫حتى مصبه‪ .‬وهناك عالقة عكسية بين زمن التركيز ومعامل خطورة الوادي أو‬
‫حوض التصريف وقوة حدوث ا لسيول‪ ،‬فكلما انخفض زمن التركيز زاد معامل الخطورة‬
‫وذروة الجريان‪ .‬وهو ما يتم حسابه من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫(‪ ( × 76.3‬مساحة الحوض بالمتر√ ÷ معدل االنحدار √))‬
‫زمن التركيز بأحواض التصريف‬

‫إذا كانت مساحة حوض التصريف ‪ 46‬كم‪ ،²‬ومعدل االنحدار للحوض ‪ 26.4‬درجة‪،‬‬
‫فإن زمن التركيز يبلغ‪:‬‬
‫= (‪= ))5.13 ÷ 214.47( × 76.3( = ))√ 26.4 ÷ √46000 ( × 76.3‬‬
‫‪ 3189.34‬دقيقة‪.‬‬
‫إذا فالزمن الالزم النتقال المياه من أبعد نقطة على محيط الحوض حتى مصبه يبلغ‬
‫‪ 3189.34‬دقيقة أو ما يعادل ‪ 53.1‬ساعة‪.‬‬
‫معدل سرعة الجريان السطحي ‪Overland flow speed‬‬
‫تعكس سرعة الجريان في األحواض معدل االنحدار فيها‪ ،‬فسرعة الجريان‬
‫تزيد مع زيادة االنحدار والعكس‪ ،‬ويمكن حسابها من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫(طول المجرى الرئيسي بالمتر ÷ (‪ × 3.6‬زمن التركيز بالثواني))‬
‫إذا كان زمن التركيز يبلغ ‪ 3189.34‬دقيقة‪ ،‬وطول المجرى الرئيسي ‪ 9‬كم‪ ،‬فإن‬
‫معدل سرعة الجريان السطحي يبلغ‪:‬‬

‫= (‪ 0.013 = ))191360.4 × 3.6( ÷ 9000‬متر ‪ /‬ثانية‪.‬‬
‫إذا فإن سرعة الجريان السطحي للمياه في المجرى الرئيسي تبلغ ‪ 0.013‬متر ‪/‬‬
‫ثانية‪ ،‬أو ما يعادل ‪ 46.8‬متر ‪ /‬الساعة‪.‬‬
‫معامل الفيضان ‪Flood factor‬‬
‫يبين هذا المعام ل قوة احتماالت حدوث الفيضانات من عدمها‪ ،‬ويمكن‬
‫حسابه من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫(كثافة التصريف لكل حوض × تك اررية مجاري الرتبة األولى لكل حوض)‬
‫زمن التباطؤ ‪Lag time‬‬
‫هو الزمن الفاصل بين بداية سقوث المطر وحتى حدوث الجريان السطحي‪،‬‬
‫ويمثل الوقت الذي ترتفع فيه معدال ت التبخر والتسرب‪ ،‬ويمكن حسابه من خالل‬
‫(‪( × KI‬مساحة الحوض × ‪( ÷ )0.3‬متوسط االنحدار ÷ كثافة‬
‫التصريف))‬
‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ = KI‬معامل ثابت مقداره ‪ 0.5‬للسطوح الرملية والحصوية‪ ،‬و ‪ 0.4‬للسطوح الجيرية‪،‬‬
‫و‪ 0.38‬لمناطق األودية النهرية‪ ،‬و ‪ 0.72‬لمناطق السفوح‪ ،‬و ‪ 1.2‬للمناطق الجبلية في‬
‫نطاقات االنهار‪.‬‬
‫إذا كانت مساحة حوض تصريف في منطقة جبلية تبلغ ‪ 46‬كم‪ ،²‬ومتوسط االنحدار‬
‫للحوض ‪ 26.4‬درجة‪ ،‬وكثافة التصريف تبلغ ‪ ،0.54‬فإن زمن التباطؤ يبلغ‪:‬‬
‫= (‪= )48.8 ÷ 13.8( × 1.2( = )0.54 ÷ 26.4( ÷ )0.3 × 46( × 1.2‬‬
‫‪ 0.34‬ساعة‪.‬‬
‫إذا الزمن الفاصل بين بداية سقوث المطر وحتى حدوث الجريان السطحي يبلغ ‪0.34‬‬
‫ساعة‪.‬‬
‫التكامل الهبسومتري ‪Hypsometric Integral‬‬
‫يوضح العال قة بين المساحة والتضاريس الحوضية‪ .‬وتوضح نتائجها أنه‬
‫كلما انخفضت قيمة التكامل الهبسومتري في الحوض‪ ،‬كلما زادت خطورة الجريان‬
‫المائي‪ .‬ويمكن حسابه من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫(مساحة الحوض باله كم‪ ÷ ²‬تضاريس الحوض بالمتر)‬

‫الفصل الثالث‬
‫تقنيات ووسائل قياس العناصر المناخية‬
‫‪ -1‬تقنيات ووسائل قياس درجة الحرارة‪.‬‬
‫‪ -2‬تقنيات ووسائل قياس الضغط الجوي‪.‬‬
‫‪ -3‬تقنيات ووسائل قياس سرعة الرياح‪.‬‬
‫‪ -4‬تقنيات ووسائل قياس الرطوبة الجوية‪.‬‬
‫‪ -5‬تقنيات ووسائل قياس التبخر‪.‬‬
‫‪ -6‬تقنيات ووسائل قياس التساقط‪.‬‬


‫الفصل الثالث‬
‫تقنيات ووسائل قياس العناصر المناخية‬
‫تتعدد وتتنوع تقنيات ووسائل قياس العناصر المناخية ما بين التقنيات‬
‫والوسائل التقليدية أو الحديثة والمستحدثة‪ .‬ويهتم الباحث في الجغرافية المناخية‬
‫بالحصول على البيانات الالزمة إلجراء البحث الجغرافي المناخي‪ ،‬والتي يمكن‬
‫الحصول عليها وتتوافر من مصادر من متعددة والتي تعتمد في رصدها لتلك‬
‫العناصر على الوسائل والتقنيات التقليدية من أجهزة ومقاييس مختلفة‪ .‬وفي حالة‬
‫عدم توافر البيانات من تلك المصادر لسبب أو آلخر‪ ،‬يلجأ الباحث إلى وسائل‬
‫واستنتاج تلك البي انات إلجراء البحث‪ .‬وفي السياق التالي‬ ‫وتقنيات حديثة الستخال‬
‫يمكن أن نوجز تلك الوسائل والتقنيات لقياس العناصر المناخية‪.‬‬
‫‪ -1‬تقنيات ووسائل قياس درجة الحرارة‪.‬‬
‫يمكن تعريف درجة ح اررة جسم ما بأنها "كمية الطاقة الح اررية المختزنة به"‪،‬‬
‫وهناك العديد من الوحدات لقياس درجات الح اررة‪ .‬وتُعرف درجة ح اررة الهواء بأنها‬
‫قيمة تدل على مخزون الطاقة الظاهرية الموجودة في الهواء‪ ،‬حيث يمكن أن تقاس‬

‫تلك الح اررة بعدة طرق وأجهزة مختلفة‪ .‬وتعتمد هذه األجهزة في مبدئها على التأثيرات‬
‫الناجمة من زيادة درجة الح اررة والمتمثلة إما في تمدد سائل موضوع في وعاء زجاجي‬
‫أو تمدد معدن‪ .‬ومن األجهزة المستخدمة في قياس درجة الح اررة ما يسمى‬
‫بالترمومترات ‪ :Thermometers‬أو موازين الح اررة‪ ،‬ومنها عدة أنواع‪:‬‬
‫أ – ميزان الحرارة الجاف ‪Dry Thermometer‬‬
‫وهو أكثر الترمومترات استخداما وهو ميزان ح اررة زئبقي يتألف من أنبوبة‬
‫زجاجية دقيقة مقسمة إلى درجات وأجزاء الدرجات‪ .‬وتنتهي األنبوبة بمستودع (خزان)‬
‫ممتلئ بالزئبق ذو شكل دائري أو أسطواني‪ ،‬فعندما ترتفع درجة الح اررة يتمدد الزئبق‬
‫ويرتفع في األنبوبة وعندما تنخفض درجة الح اررة ينكمش الزئبق في األنبوبة متراجعا‬
‫تجاه المستودع وتق أر درجة الح اررة أمام أعلى مستوى للنقطة التي وصل إليها الزئبق‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميزان الحرارة الرطب ‪Wet-bulb Thermometer‬‬
‫وهو عبارة عن ميزان ح اررة جاف تم تغطية مستودعه الممتلئ بالزئبق‬
‫بإحكام بقطعة من القماش (قماش الموسلين) المبللة‪ .‬باستمرار بالماء كون طرفها‬
‫يكون مغموسا بصورة دائمة بوعاء صغير مملوء بالماء – ونتيجة لتبخر الماء‬

‫المستمر من قطعة القماش المبللة وما يترتب على ذلك من تبريد نتيجة فقد جزء من‬
‫الطاقة في عملية التبخير لذا فإن درجة الح اررة التي يسجلها ميزان الح اررة الرطب‬
‫تكون أقل من تلك التي يسجلها ميزان الح اررة الجاف بمعدل يتراوح بين أعشار الدرجة‬
‫في أيام الشتاء الرطبة و ‪ 15‬درجة في أيام الصيف الجاف وإذا ما تساوت درجة‬
‫الح اررة الجافة التي يعطيها ميزان الح اررة الجاف مع درجة الح اررة الرطبة التي يعطيها‬
‫ميزان الح اررة الرطب – فهذا مؤشر على أن الجو مشبعا كليا ببخار الماء وأن‬
‫الرطوبة النسبية تعادل ‪ %100‬والجو بكامله في هذه الحالة يقوم مقام قطعة قماش‬
‫الموسلين المبللة بالماء‪ .‬ويوضع ميزاني الح اررة الجاف والرطب داخل قفص الرصد‬
‫(كشك ستيفنسون) معلقين فيه رأسيا بحيث يكون مستودعهما في األسفل‪.‬‬
‫ج‪ -‬ميزان الحرارة العظمس ‪Maximum Thermometer‬‬
‫هو ميزان ح اررة زئبقي‪ ،‬يتصف بوجود اختناق في األنبوبة الزجاجية‬
‫الدقيقة أسفل التدريج قريبا من مستودع الزئبق – حيث يسمح هذا االختناق‬
‫بعبور الزئبق الى األنبوب الشعري عندما ترتفع درجة الح اررة‪ ،‬لكنه ال يسمح‬
‫للزئبق بالعودة تلقائيا إلى المستودع عند انخفاض درجة الح اررة حيث يبقى‬

‫الزئبق في األنبوب في وضعه الذي وصله أثناء ارتفاع الح اررة – مشي ار بذلك‬
‫إلى أعلى درجة ح اررة حدثت‪ .‬وتتم إعادة الزئبق إلى المستودع بجعل ميزان‬
‫الح اررة العظمى الى األسفل – في وضع رأسي – وهزه باليد عدة مرات‪ .‬ويوضع‬
‫ميزان الح اررة العظمي في قفص الرصد بحيث يكون مستودعه إلى أسفل بزاوية‬
‫ميل مع األفق بحدود درجتين فقط وذلك منعا للزئبق من االنسياب بعيدا عن‬
‫االختناق‪.‬‬
‫ميزان الحرارة الجاف والرطب‬

‫كشك األرصاد الجوية وحديقة الرصد‬
‫د – ميزان الحرارة الصغرى ‪Minimum Thermometer‬‬
‫يمكن أن يستعمل الزئبق في قياس درجات الح اررة المنخفضة حتى ‪-‬‬
‫‪ 36‬درجة مئوية حيث تعلو درجة تجمده هذا الرقم بقليل‪ .‬وبما أن درجة تجمد‬
‫الكحول أكبر بكثير من درجة تجمد الزئبق‪ ،‬لذا يستعمل الكحول اإليثيلي النقي‬
‫لقياس درجات الح اررة الشديدة االنخفاض (درجة تجمد الزئبق ‪ 38-‬ودرجة‬
‫تجمد الكحول = ‪ .) 114.3-‬وهكذا فإن ميزان الح اررة الصغرى هو ميزان‬
‫كحولي يستخدم فيه الكحول اإليثيلي بدال من الزئبق‪ .‬وهو من حيث الشكل‬

‫يشبه ميزان الح اررة الزئبقي الجاف مع كون أنبوبه الزجاجي أكثر اتساعا‪ ،‬وفي‬
‫داخل األنبوب يوجد مؤشر زجاجي يستند من أحد جانبيه على األنبوب‪.‬‬
‫ويتحرك هذا المؤشر حركة حرة داخل األنبوبة باتجاه مستودع الميزان دون أن‬
‫يتمكن من النفاذ داخل الكحول بسبب خاصية التوتر السطحي للكحول‪.‬‬
‫فبانخفاض درجة الح اررة ينكمش الكحول تجاه المستودع ساحبا معه المؤشر‬
‫الزجاجي إلى أسفل األنبوبة باتجاه المستودع‪ ،‬وتق أر درجة الح اررة الصغرى عند‬
‫طرف المؤشر األبعد عن المستودع‪ .‬أما عندما ترتفع درجة الح اررة ثانية بعد‬
‫أن انخفضت إلى أدناها‪ ،‬فإن الكحول يتمدد دون أن تؤثر أية قوة في هذه‬
‫الحالة على المؤشر‪ .‬حيث يبقى المؤشر في مكانه‪ ،‬بينما يمر الكحول عبر‬
‫الفتحة الموجودة بين المؤشر وبين جانب األنبوبة الذي ال يستند عليه المؤشر‪.‬‬
‫وإلعادة المؤشر إلى أعلى مستوى الكحول في األنبوبة يجعل ميزان الح اررة‬
‫مائال – حيث تساعد الجاذبية األرضية في هذه الحالة على حركة المؤشر في‬
‫اتجاه المستودع – بحيث يتجه مستودعه إلى األعلى فينزلق المؤشر خالل‬

‫األنبوبة حتى يتصل بالسطح العلوي للكحول ومن ثم يتم وضع الميزان في‬
‫حالة أفقية‪ ،‬وهي الحالة النموذجية لذلك – حيث يبدأ المؤشر باالنسحاب نحو‬
‫األسفل في حال انخفاض الح اررة‪.‬‬
‫وعلى سبيل الذكر‪ ،‬تختلف وحدات قياس درجات الح اررة بين مقياس الدرجة‬
‫السيليزية أو المئوية‪ ،‬وهو المقياس الذي تعتمد عليه الكثير من الدول حيث أن‬
‫الدرجة الواحدة في تلك المقياس تعادل الواحد على مئة‪ .‬وقد تم تسميتها بهذا االسم‬
‫نسبا للعالم الفلكي "أندرس سيليزيوس" الذي اقترح بأن تكون درجة تجمد الماء صفر‬
‫‪0 C‬ودرجة الغليان تعادل المئة درجة ‪ .100 C‬ذلك باإلضافة إلى مقياس‬
‫فهرنهيت‪ ،‬والذي يُعد من اهم مقاييس درجة الح اررة‪ ،‬والذي يرجع تسميته بهذا االسم‬
‫نسبة الي مكتشفها "دانييل غابرييا فهرنهيت"‪ ،‬الذي اقترح بأن تكون درجة تجمد المياه‬
‫هي ‪ 32F‬درجة‪ ،‬ودرجة غليان المياه تعادل ‪ 212F‬د رجة‪ ،‬وأن مسافة درجة الح اررة‬
‫على المقياس الفهرنهيتي تساوي (‪ ) 5/9‬مسافة درجة الح اررة السيليزية‪ .‬بينما يشير‬
‫مقياس كلفن "مقياس درجة الح اررة المطلقة"‪ ،‬والذي ُسمي بهذا االسم نسبة الي‬
‫الفيزيائي البريطاني "اللورد كلفن"‪ ،‬حيث انها تستخدم في القياسات العلمية‪ ،‬وفيه‬

‫تكون درجة تجمده المياه هي ‪ ،273.15K‬ودرجة غليان المياه تعادل ‪373.15K‬‬
‫درجة‪.‬‬
‫درجة الحرارة‬ ‫مقايي‬
‫ولتحويل درجات الح اررة بين المقياس السيليزي والفهرنهيتي والعكس‪ ،‬يتم‬
‫من خالل المعادالت التالية‪:‬‬
‫‪𝐹 = 9/5 𝐶 + 32‬‬

‫)‪𝐶 = 5/9 (𝐹 − 32‬‬

‫ولتحويل درجات الح اررة بين المقياس السيليزي والكلفني والعكس‪ ،‬يتم من‬
‫خالل المعادالت التالية‪:‬‬
‫𝐶 ‪𝐾 = 273 +‬‬
‫‪𝐶 = 𝐾 − 273‬‬
‫ولتحويل درجات الح اررة من المقياس الكلفني إلى الفهرنهيتي والعكس‪ ،‬يتم‬
‫من خالل المعادالت التالية‪:‬‬
‫‪𝐹 = 9/5 (𝐾 − 273) + 32‬‬

‫)‪𝐾 = 273 + 5/9 (𝐹 − 32‬‬
‫‪ -2‬تقنيات ووسائل قياس الضغط الجوي‪.‬‬
‫يُعرف الضغط الجوي بأنه "ثقل مجموعة الغازات الموجودة بالغالف الجوي‬
‫المحيط بكوكب األرض ويعادل هذا الثقل وزن عمود من الهواء على مساحة محددة‬
‫من سطح األرض إلى نهاية الغالف الجوي"‪ ،‬حيث توصل العالم اإليطالي "تورشيلي"‬
‫عام ‪1643‬م إلى أن الزئبق الموجود في أنبوبة من الزجاج بطول ثمانين سنتيمت اًر‬
‫(البارومتر الزئبقي)‪ ،‬والموضوعة في وعاء يحتوي على الزئبق يبقى مرتفعاً‪ ،‬وأصدر‬
‫نظريته التي تنص على أن "مقدار الضغط الجوي الممارس على الزئبق يكون مساوياً‬
‫للضغط الناتج عن عمود الزئبق"‪ .‬وبرهن ذلك العالم "باسكال" الذي أوضح أيضاً أنه‬

‫كلما ازداد مقدار االرتفاع‪ ،‬ينقص وزن العمود الهوائي؛ نتيجة النخفاض طوله‪.‬‬
‫وتختلف وحدات قياس الضغط الجوي فهو يعادل ‪ 76‬سم أو ‪ 760‬مم زئبق أو‬
‫‪ 29.92‬بوصة‪ ،‬وفي النهاية تم االستقرار على مقياس "الملليبار أو الهيكتوباسكال"‬
‫والذي يساوي ‪ 0.001‬بار‪ ،‬أو ‪ 0.01‬نيوتن‪ ،‬أو ‪ 1000‬دينه‪ .1‬ومن الجدير بالذكر‪،‬‬
‫أن قيمة الضغط الجوي العادي في الحالة القياسية على مستوى البحر عند درجة‬
‫ح اررة صفر سيليزية يساوي ‪ 1013.24‬ملليبار وذلك عند دائرة عرض ‪ 45‬درجة‬
‫شمال وجنوب خط االستواء‪.‬‬
‫وتختلف طرق قياس الضغط الجوي باستخدام العديد من األجهزة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬جهاز الضغط الزئبقي (البارومتر الزئبقي)‪.‬‬
‫هو أول جهاز ابتكره العالم تورتشيللي على مستوى العالم لقياس الضغط‬
‫الجوي‪ ،‬وطوره العلماء في العصور الالحقة‪ ،‬وأدخلوا التعديالت المختلفة إليه‪ ،‬ويكثر‬
‫‪1‬‬
‫هي وحدة قياس للقوة‪ ،‬وهي القوة الالزمة لتحريك جرام واحد من المادة ‪ Dyne‬الدينة‬
‫لمسافة ‪ 1‬سم ‪ /‬ثانية‪.‬‬

‫استخدامه للتنبؤ باألرصاد الجوية‪ .‬ويتكون من انبوبة من الزجاج طولها متر واحد‬
‫ومساحة قاعدتها ‪ 1‬سم مربع وتكون مغلقة من طرف واحد‪ .‬وتمأل بالزئبق الذي‬
‫يتصف بكثافته العالية (‪ .) 13.6‬وينكس طرف األنبوبة المفتوح داخل اناء فيه زئبق‬
‫حيث نجد ان ارتفاع الزئبق في االنبوبة سوف يهبط لحد ارتفاع ‪ 76‬سم إذا كنا قد‬
‫وضعنا البارومتر عند مستوى سطح البحر‪ .‬وتوجد اآل ن اجهزه دقيقة وحساسة من‬
‫البارومتر أشهرها نوع ‪ Fortin‬الذي يستعمل بنطاق واسع في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫ويتصف هذا الجهاز بأن إناء الزئبق يكون مثبتا فيه وأن الزئبق ال ينسكب عندما‬
‫ننقل الجهاز من مكان آلخر كما أنه من الممكن تثبيت الجهاز عموديا كما ويثبت‬
‫مع الجهاز عادة جهاز لقياس درجة الح اررة‪ .‬ومن أكثر النماذج الزئبقية شيوعاً والتي‬
‫تطورت عن البارومتر الزئبقي‪:‬‬
‫مقياس كيو الزئبقي‪Barometer kew .‬‬
‫ويتميز هذا المقياس بعدم الحاجة إلى تعديل كمية الزئبق الموجودة في مستودعه‪،‬‬
‫لذلك يطلق عليه اسم المقياس ذو المستودع الثابت‪ ،‬وهو األكثر شيوعا في محطات‬
‫األرصاد الجوية‪.‬‬

‫مقياس فورتين الزئبقي‪Fortin Barometer .‬‬
‫وهو بعكس المقياس األول‪ ،‬إذ إن مستوى الزئبق فيه يحتاج إلى التعديل‪،‬‬
‫وذلك من خالل استخدام مؤشر عاجي يوجد عند درجة صفر للضغط‪.‬‬
‫قياس الضغط الجوي بالبارومتر الزئبقي‬

‫ب‪ -‬أجهزة الضغط المعدنية (البارومتر المعدني)‪.‬‬
‫اختُرع هذا المقياس في عام ‪1848‬م‪ ،‬ويتكون من علبة معدنية مفرغة من‬
‫الهواء بشكل كامل‪ ،‬وتتأثر بقيمة الضغط الجوي إما من خالل االنكماش للداخل‬
‫(عند ارتفاع القيمة) أو التمدد للخارج (عند انخفاض القيمة)‪ ،‬وهذه العلبة تحتوي‬
‫أيضاً على مجموعة من النوابض التي تمنع العلبة من االنبعاج‪.‬‬
‫جهاز قياس الضغط الجوي المعدني (البارومتر المعدني)‬
‫ج‪ -‬الباروجراف‪Barograph .‬‬
‫الباروجراف أو المسجل الجوي للضغط الذي يسجل قيمة الضغط بشكل‬
‫آلي‪ ،‬ويتكون من أسطوانة مغلفة بورقة ملليمتريه (الباروجرام) تدور بشكل أسبوعي‪،‬‬

‫من المعدن المفرغة من الهواء‪ ،‬حيث إنها تنضغط لألسفل في‬ ‫باإلضافة إلى أق ار‬
‫‪،‬‬ ‫حالة ارتفاع قيمة الضغط‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وهناك ريشة تتحرك مع األق ار‬
‫وتسجل قيمة الضغط‪.‬‬
‫الباروجراف‬
‫د‪ -‬األلتيميتر‪Altimeter .‬‬
‫بقياس االرتفاع‪ ،‬وعادة ما يستخدمه الطيارون‬ ‫األلتيميتر هو الجهاز الخا‬
‫لتحديد قيمة ارتفاع الطائرة عن مستوى سطح البحر‪ ،‬فهناك عالقة عكسية تجمع‬
‫بين االرتفاع والضغط‪ .‬األدوات الحديثة لقياس الضغط الجوي جهاز االرتفاع‬
‫الالسلكي‪ .‬جهاز االرتفاع المسجل‪.‬‬

‫‪ -3‬تقنيات ووسائل قياس سرعة الرياح‪.‬‬
‫ائية تتحرك‬
‫يُطلق مصطلح الرياح في علم الطقس والمناخ على أي كتلة هو ّ‬
‫بشكل أفقي‪ ،‬والتي تنشأ إثر حدوث فرق في الضغط الجوي‪ .‬ويُشار إلى أن الرياح‬
‫عياً من المناطق ذات الضغط المرتفع هبوط ا إلى مناطق ذات الضغط‬
‫تنتقل تسار ّ‬
‫المنخفض‪.‬‬
‫لشدتها أو سرعتها‪،‬‬
‫من الجدير بالذكر أن الرياح تخضع لعدة تصنيفات وفقاً ّ‬
‫ووفقاً لوقت حدوثها أيضاً؛ فتُصنف إما دائمة‪ ،‬أو موسمية‪ ،‬أو يومية‪ ،‬أو محلية‪.‬‬
‫ولتحديد سرعة الرياح وقياسها أهمية كبيرة في التنبؤ بحركات المالحة الجوية‬
‫والبحرية‪ .‬ويستخدم عدد من األجهزة لقياس سرعة الرياح وقوتها‪ ،‬فيعتمد على جهاز‬
‫المرياح أو األنيمومي تر بقياس ذلك‪ ،‬أما فيما يتعلق باتجاه الرياح فتحدد باالعتماد‬

‫على ما يسمى بدوارة الرياح‪ .‬ويتم قياس سرعة الرياح عادة بالعقد (ميل بحري في‬
‫الساعة) إال أنه يتم تحويلها إلى متر في الثانية في تقارير وأبحاث األرصاد الجوية‪،‬‬
‫والعقدة الواحدة = ‪ 0.514‬متر في الثانية = ‪ 1.852‬كم في الساعة (‪ 1.688‬قدم‬
‫في الثانية = ‪ 1.15‬ميل في الساعة)‪.‬‬
‫المرياح‪.‬‬
‫يعتبر المرياح األداة األكثر شيوعاً من حيث االستخدام في قياس سرعة‬
‫الرياح‪ ،‬ويعود الفضل في اختراعه إلى العالم األيرلندي روبنسون عام ‪18476‬م‪،‬‬
‫ويُشار إلى أن هذه األداة تتخذ أنواعاً عديدة‪ ،‬إال أن النوع األكثر استخداماً هو ذلك‬
‫المكون من ثالثة أو أربعة وتتخذ شكالً مخروطياً يتصل بقضبان يتراوح طولها ما‬
‫بين ‪ 20-5‬سم‪.‬‬
‫دوارة الرياح‪.‬‬
‫هو عبارة عن ذراع حديدية تتخذ شكل السهم المثبت فوق عمود رأسي‬
‫حديدي‪ ،‬ويتزامن دورانه مع السهم بكل سهولة ويسر‪ ،‬ويكون العمود والسهم مثبتين‬

‫فوق عمود آخر ثابت له ذراعان أفقيتان تتجهان نحو الجهات األصلية‪ ،‬ويستخدم‬
‫لتحديد اتجاه الرياح‪.‬‬
‫جهاز المرياح‬
‫االنيمومتر‪.‬‬
‫يعتبر جهاز االنيمومتر الجهاز األشهر في قياس سرعة الرياح‪ ،‬إال‬
‫أن جهاز روبنسون زي الطاسات هو األكثر استخداماً بين أنواع االنيمومتر‪،‬‬
‫ويتألف هذا الجهاز من أربع طاسات ذات أصل معدني‪ ،‬تُثبت فوق عمود يدور‬

‫في محيطه الهواء بشكل أفقي وتكون سرعة اتجاه الطاسات متناسبة مع سرعة‬
‫الرياح وقوتها‪.‬‬
‫دوارة الرياح‬
‫جهاز األنيموميتر‬

‫‪ -4‬تقنيات ووسائل قياس الرطوبة الجوية‪.‬‬
‫يُقصد بالرطوبة "كمية بخار الماء الموجود في الهواء"‪ ،‬وتتأثر نسبة الرطوبة‬
‫بدرجة الح اررة والضغط الجوي‪ ،‬حيث تزيد نسبة بخار الماء كلما زاد دفء الهواء‬
‫الذي يحمله فتزيد نسبة الرطوبة‪ .‬ويمكن قياس الرطوبة الجوية بعدة طرق ووسائل‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫البسيكروميتر‪.‬‬
‫هو جهاز يتكون من ميزاني ح اررة‪ ،‬يكون أحدهما جافاً أما اآلخر فيكون‬
‫رطباً‪ ،‬ويتم قياس الرطوبة من خالل المقارنة بين درجتي الح اررة التي يشير إليها‬
‫الميزانين‪ ،‬ويعتبر هذا الجهاز من أبسط الطرق المستعملة لقياس الرطوبة‪ ،‬وهناك‬
‫نوعان من االسبيكتروميتر‪.‬‬

‫البسيكروميتر (الترمومتر الجاف والمبلل)‬
‫‪ -‬البسيكروميتر المعلق‪Sling Psychrometer :‬‬
‫يعرف ايضاً بالدوار والذي يتكون من ميزاني ح اررة واحد جاف واآلخر‬
‫رطب‪ ،‬يتم تثبيتهما داخل إطار معدني مزود بيد دوارة لتحريكه يدوياً‪ ،‬بشكل دائري‬
‫وسريع للحصول على التهوية الالزمة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل مسك اليد الموجودة على‬
‫الجهاز‪ ،‬ورفعها لفوق الرأس ومن بعدها تدويرها عدة مرات‪ ،‬ويتم تحديد نسبة الرطوبة‬

‫من بعد قياس قراءتين متعاقبتين للتهوية‪ ،‬يتم بعدها تحديد الرطوبة وفقاً لجداول‬
‫االسبيكتروميترات‪.‬‬
‫‪ -‬بسكيروميتراسمان‪:‬‬
‫هو يشبه البسيكروميتر المعلق‪ ،‬بحيث يحتوي على ميزان جاف وآخر رطب‪،‬‬
‫إال أن عملية التهوية ال تحدث من خالل المروحة التي تدار يدوياً‪ ،‬إنما تدار بمحرك‬
‫كهربائي فيتم توليد تيار هوائي لقياس نسبة الرطوبة‪.‬‬
‫جهاز البسكيروميتراسمان‬

‫الهيجروميتر ‪Hygrometer‬‬
‫ويطلق عليه مقياس الرطوبة الشعري‪ ،‬اخترعه العالم البريطاني جون‬
‫فريدريك دانيال‪ ،‬ويتكون هذا الجهاز من مجموعة من خصالت الشعر قد تكون‬
‫لإلنسان أو قد تكون للحصان؛ ألن الشعر يتمدد عند زيادة الرطوبة ويتقلص عند‬
‫انخفاضها‪ ،‬ويتم تثبيت ريشة في نهاية هذه الخصالت تتحرك أمام مسطرة عليها‬
‫أرقام من الصفر حتى المئة‪ ،‬وعند تغير معدل الرطوبة يتنقل سن الريشة وفقاً لتمدد‬
‫مجموعة الشعر‪ ،‬والوقوف أمام الرقم الذي يشير إلى نسبة الرطوبة‪.‬‬
‫مقياس الرطوبة النسبية الشعري (الهيجروميتر)‬

‫الهيجروجراف‬
‫ويطلق عليه مقياس الرطوبة النسبية‪ ،‬حيث يقوم مبدأ مقياس الرطوبة‬
‫النسبية على مبدأ مشابه لمقياس الرطوبة الشعري‪ ،‬فيعتمد على قياس الرطوبة بشكل‬
‫‪ ،‬ويحتوي هذا الجهاز على خصلة من‬ ‫آلي متواصل ثم تدوينها على مخطط خا‬
‫شعر اإلنسان ال تحتوي على أية دهون‪ ،‬وتكبر حركة خصلة الشعر من خالل عدد‬
‫من الروافع التي ت نقلها إلى سن الريشة الذي بدوره يرسم النسبة على مخطط مفتول‬
‫على أسطوانة تتحرك بنسبة ثابتة‪ ،‬ويكون مقياس الرطوبة موضوعاً في جوف قفص‬
‫الرصد‪.‬‬
‫جهاز الهيجروجراف‬

‫مقياس الحرارة والرطوبة النسبية‬
‫هو جهاز يقيس ويسجل درجة الح اررة والرطوبة النسبية على األسطوانة‬
‫نفسها‪ ،‬ويعتمد في ذلك على حلقة معدنية حساسة للح اررة‪ ،‬أما لقياس الح اررة فيستعمل‬
‫خصلة من الشعر‪.‬‬
‫ويتم قياس الرطوبة الجوية بعدة مقاييس‪ ،‬تتناول العالقة بين كمية بخار‬
‫مشبعا ببخار الماء‪ .‬وذلك من خالل‬

‫ً‬ ‫الماء في الهواء‪ ،‬ونوع الهواء كونه جا ًفا أو‬
‫المعادالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الرطوبة النوعية = (كمية بخار الماء ‪ /‬كمية الهواء المحتوى عليه) × ‪100‬‬
‫‪ -‬الرطوبة المطلقة = (وزن بخار الماء بالجرام ‪ /‬حجم الهواء المحتوى عليه بالمتر‬
‫المكعب)‬
‫‪ -‬الرطوبة النسبية = (الرطوبة المطلقة للهواء ‪ /‬الرطوبة المطلقة للهواء في حالة‬
‫التشبع) × ‪100‬‬

‫‪ -5‬تقنيات ووسائل قياس التبخر‪.‬‬
‫يُ عد التبخر من المراحل وأكثرها تعقيدا في الدورة الهيدرولوجية‪ ،‬ويقصد بها "تحول‬
‫المياه من حالتها السائلة إلى الغازية"‪ .‬وتولي معظم الدراسات واألبحاث العلمية‬
‫اهتماها كبي ار لظاهر التبخر في الوقت الراهن‪ ،‬خاصة وأن العالم يعرف تناقصا حادا‬
‫في كمية المياه وندرة مصادرها‪ ،‬تحديدا بالمناطق الواقعة جغرافيا في المناطق‬
‫المدارية الجافة وشبه الجافة‪ .‬ويُ عتمد في قياس معدل التبخر على عدة تقنيات‪،‬‬
‫ولقياس معدل التبخر تستخدم أجهزة خاصة يطلق عليها "مقاييس التبخر‬
‫"‪"evaporimeters‬ويوجد منها نوعان رئيسيان هما‪:‬‬
‫جهاز ‪.Class A pan‬‬
‫وهو جهاز يُ قاس بواسطته التبخر من سطح مائي مكشوف‪ ،‬ويستخدم فيه‬
‫حوض معدني اتساعه حوالي ستة أقدام مربعة وعمقه حوالي قدم ونصف‪ .‬وعند‬
‫استخدامه يمأل الحوض بالماء ويعرض للجو‪ ،‬ثم يقاس االنخفاض الذي يط أر على‬
‫سطح الماء به من حين إلى آخر‪ .‬وهو الجهاز القياسي المستخدم في محطات‬
‫األرصاد الجوية األمريكية‪ ،‬والمستخدم كذلك في كثير من محطات العالم العربي‪.‬‬

‫جهاز بيشي ‪.Piche‬‬
‫ويُ قاس بواسطته التبخر من سطح مبلل بالماء‪ .‬وهو عبارة عن أنبوبة زجاجية‬
‫مدرجة توضع منكسة بعد أن تمأل بالماء‪ ،‬ويثبت فوق فوهتها منديل جاف‪ ،‬فالذي‬
‫يحدث في هذه الحالة هو أن الماء يتبخر من سطح المنديل الجفاف التي تمتص‬
‫بدورها الماء من األنبوبة فينخفض ارتفاع الماء بها‪ ،‬وتدل سرعة هذا االنخفاض في‬
‫فترة معينة على نشاث عملية التبخر أو بطئها‪.‬‬
‫ولقياس معدالت التبخر نتح من التربة‪ ،‬توجد عدة أجهزة يمكن استخدامها في ذلك‪،‬‬
‫أهمها‪:‬‬
‫جهاز قياس التبخر‪ /‬النتح‪evapotranspirometers :‬‬
‫ُيمكن تقدير كميات النتح الكامنة عندما تكون رطوبة التربة غير محدودة‬
‫بواسطة صناديق معزولة عن التربة الرطبة حيث يتم حساب موازنتها المائية‪ .‬ويضم‬
‫هذا الجهاز ثالث خزانات من الماء أو أكثر ُيملئ على األقل اثنين منها بالتربة التي‬
‫ستزرع بنباتات طبيعية من نباتات المنطقة المحيطة‪ ،‬وترتبط خزانات التربة بخزان‬
‫الماء الرئيسي بواسطة انابيب‪ ،‬ويمكن للماء ان يدخل الى التربة الموجودة في الخزانات‬

‫فقط من خالل الجو سواء كانت على شكل تساقط طبيعي او صناعي‪ ،‬ويمكنها ان‬
‫تخرج مرة أخرى عن طريق المصارف أسفل تلك الصناديق‪ .‬ومن خالل قياس الفرق‬
‫بين الكميات التي تسربت الى أسفل وجمعت في خزان الماء وبين الكميات التي سقطت‬
‫طبيعيا او صناعيا‪ ،‬تستطيع معرفة مقدار النتح‪ /‬التبخر الكامن‪.‬‬
‫جهاز الاليزيميتر ‪:lysimeters‬‬
‫يقوم الجهاز السابق على مبدا إبقاء ظروف السطح موحدة‪ ،‬من خالل الغطاء‬
‫النباتي ومحتوى التربة من الماء لنتمكن من تحديد مقدار الفقدان الكامن بدقة‪ .‬اما‬
‫جهاز الاليزيميتر فانه يعكس مقدار التبخر‪ /‬النتح الحقيقي‪ .‬ولتمييزه عن السابق فانه‬
‫أكثر تمثيال للبيئة المحيطة به من جميع النواحي وبخاصة التربة والنباتات الطبيعية‪.‬‬
‫ولضمان دقة التقديرات فانه من الضروري اإلبقاء على رطوبة التربة ضمن السعة‬
‫الحقلية‪ ،‬حيث تكون إمكانية استيعابه رطوبة أكثر قليلة‪ ،‬وبالتالي فان أي زيادة على‬
‫السعة الحقلية مصيرها الجريان‪ ،‬الذي يسهل قياسه‪ ،‬ونستطيع من خالله تقدير التبخر‪/‬‬
‫النتح الحقيقي‪ .‬والطريقة المثلى لقياس مقدار التبخر‪ /‬النتح الحقيقي هو وزن‬
‫الاليزيميتر بصورة منتظمة‪.‬‬

‫‪ -6‬تقنيات ووسائل قياس التساقط‪.‬‬
‫ترجع الفكرة الرئيسية ل قياس كميات التساقط هو للتعبير عن سمك المياه التي تغلف‬
‫ويعد التساقط أول عناصر الطقس التي توالها‬

‫المنطقة بفعل العاصفة المطرية‪ُ .‬‬
‫المهتمون بالقياس‪ .‬ويقدر البعض بأن بداية قياس االمطار كانت في القرن الرابع‬
‫الميالدي في شبه القارة الهندية‪ .‬ولكن القياس الحقيقي المؤكد لألمطار عرف منذ عام‬
‫‪ 1639‬في إيطاليا‪ ،‬وفي بريطانيا بدا القياس عام ‪ .1677‬وتصنف مقاييس االمطار‬
‫ضمن مجموعتين رئيسيتين هما‪:‬‬
‫مقياس التساقط غير المسجل‪ /‬العادي‪non – recording gauges :‬‬
‫وهو عبارة عن جهاز بسيط‪ ،‬يتكون من أسطوانة بالستيكية او معدنية طولها‬
‫‪ 580‬ملم وقطر فوهتها ‪ 200‬ملم‪ ،‬وترتبط الفوهة بقمع يوصل االمطار إلى أسطوانة‬
‫داخلية قطرها ‪ 20‬ملم تكون غالبا مدرجة تدل على كمية االمطار الساقطة في المنطقة‪.‬‬
‫وقد ال تكون مدرجة‪ ،‬بحيث يتم قياس الكمية بواسطة المخبار المدرج‪ ،‬ويتميز هذا‬
‫النوع ببساطته‪ ،‬ولكنه ال يعطي فكرة واضحة عن كثافة االمطار (الغ ازرة) او ديمومتها‬

‫وال يعطي فكرة تامة عن المسار العام للتساقط خالل فترة زمنية محدودة‪ .‬إال أنه يمكن‬
‫قياس كمية االمطار المتجمعة به في أي وقت يشاء الراصد ذلك‪.‬‬
‫مقياس التساقط غير المسجل‪ /‬العادي‬
‫أجهزة قياس المطر االلية‪recording precipitation gauges :‬‬
‫رغم تعدد المقاييس اآللية وتنوعها إال أنها تقوم على أسس واحدة فمنها ما‬
‫يسجل ذلك على‬ ‫يعبر عن كمية التساقط باختالف الوزن الذي يدل عليه مؤشر خا‬
‫ورقة رسم بياني ملفوفة حول أسطوانة تدور باستمرار‪ .‬وقد تغير هذه الورقة يوميا أو‬
‫أسبوعيا وقد يصل األمر إلى شهر‪ ،‬بحيث أن كمية المياه الداخلة في الجهاز يمكن‬

‫صرفها أو جمعها بوعاء كبير‪ ،‬قد يستفاد منها ألمور خاصة‪ .‬وبعضها يعبر عن كمية‬
‫التساقط بارتفاع وانخفاض عوامة تطفو فوق المياه التي تتجمع داخل مستودع محدود‬
‫السعة ‪ ،float –type gauges‬ويمكنه التخلص من الكميات الزائدة‪ ،‬إما بصرفها‬
‫خارج الجهاز أو جمعها أيضا بمستودع أكبر‪ .‬وترتبط العوامة بمؤشر‪ ،‬يحدد مسار‬
‫تساقط االمطار على ورقة رسم بيانية‪ .‬وتعتمد بعض دوائر األرصاد الجوية مقياس‬
‫المطر ذو الدالء ‪ ،tipping buckets gauge‬الذي يتكون من دلوين صغيرين يتسع‬
‫الواحد منهما له ‪ 0.25‬ملم من االمطار‪ .‬وكلما امتأل دلو يبدأ االخر باالمتالء‪ ،‬بعد أن‬
‫يسجل على ورقة رسم بيانية دوارة‬ ‫يبدأ األول بتفريغ ما بحوزته‪ ،‬ويوجد مؤشر خا‬
‫عدد المرات التي تم تفريغ تلك الدالء‪ ،‬وبعملية حسابية بسيطة نستطيع حساب كمية‬
‫االمطار الساقطة‪.‬‬
‫بينما يقوم جهاز وزن المطر ‪ .Weighting bucket rain gouge‬وهو‬
‫جهاز يعتمد في تحديد كمية المطر على وزن مياه االمطار المتجمعة في االنبوب‬
‫الملفوف ويسجل كميتها بيانياً بواسطة ريشة مثبتة فوق ورقة رسم بياني خاصة تحيط‬
‫بساعة عنى شكل أسطوانة تدور دورة كاملة كل ‪ 24‬ساعة أو كل أسبوع‪ ،‬وهو بذلك‬

‫يسجل كمية المطر الساقطة على مدار اليوم الواحد أو أسبوع كامل مما يساعد على‬
‫تحديد فترة الهطول‪ ،‬وشدة المطر‪.‬‬
‫وتوجد بعض األجهزة التي توافق بين هذه األنواع السابقة‪ ،‬وبإمكانها أن تحول‬
‫التسجيل مباشرة إلى قيم رقمية تخزن مباشرة على أشرطة الحاسبات اإللكترونية‪.‬‬
‫وبعض هذه األجهزة الذي يثبت بمواقع نائية مزود بأجهزة إرسال‪ ،‬تُزود المحطات‬
‫الرئيسية بمقدار كميات التساقط المسجلة مباشرة‪ ،‬وتُعد هذه الطريقة ضرورية جدا في‬
‫حساب كميات التساقط‪ ،‬وتقدير كمية الجريان السطحي‪ ،‬مما يفيد في تفادي أخطار‬
‫الفيضانات في بعض المناطق المهددة بها‪.‬‬
‫مقياس المطر ذو الدالء ‪Tipping buckets gauge‬‬

‫جهاز وزن المطر‪Weighting bucket rain gouge‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫تقنيات ووسائل البحث في جغرافيا السكان‬
‫‪ -1‬مصادر البيانات الثابتة‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر البيانات غير الثابتة‪.‬‬

‫السكان وكثافتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مقايي‬
‫‪ -4‬تقدير حجم السكان بين فترتين زمنيتين‪.‬‬


‫الفصل الرابع‬
‫تقنيات ووسائل البحث في جغرافيا السكان‬
‫جغرافية السكان هي فرع من فروع الجغرافية البشرية الذي يقوم على دراسة‬
‫العالقة بين السكان والبيئة‪ ،‬وتدرس توزيع السكان في مكان وتفسير هذا التوزيع‪،‬‬
‫كما تهتم بدراسة االختالفات والعوامل المؤثرة في توزيع السكان على األرض‪ ،‬وتعتمد‬
‫الجغرافية السكانية على البيانات التي يتم الحصول عليها من دراسة المجتمع‬
‫السكاني‪ ،‬وكلما كانت هذه البيانات دقيقة ومنتظمة ومتوفرة كانت دراسة المجتمع‬
‫أدق وكانت هذه الدولة أصدق وأقرب للواقع في التخطيط لمستقبلها االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وتساعد هذه البيانات اإلحصائية الدولة على توجيه سياسات‬
‫وتخطيطات الدولة المستقبلية‪ ،‬والتعرف على ديموغرافية المجتمع السائدة ومعرفة‬
‫العالقات بين الظواهر الديموغرافية وعوامل التنمية االجتماعية على مستوى الفرد‬
‫والجماعة‪.‬‬
‫وتعتمد الدراسات السكانية على مجموعة من المصادر اإلحصائية المختلفة‪،‬‬
‫ويمكن تقسيم تلك المصادر إلى مجموعتين‪:‬‬

‫‪ -1‬مصادر البيانات الثابتة‪.‬‬
‫وهي التي تدرس توزيع السكان وتركيبهم في تاريخ محدد وتمثلها‬
‫التعدادات والمسح بالعينة‪.‬‬
‫التعداد السكاني‪Census :‬‬
‫هو المصدر الرئيسي لدراسة توزيع السكان‪ ،‬وهو تعداد تقوم به الدولة كل‬
‫‪ 10‬سنوات تقريباً لمعرفة عدد السكان وتركيبهم النوعي واالجتماعي‪ ،‬ومعرفة فئاته‬
‫العمرية وتوزيعهم‪ .‬ويُعرف بأنه "العملية الكلية لجمع وتجهيز وتقويم وتحليل ونشر‬
‫البيانات الديموجرافية واالقتصادية واالجتماعية في زمن معين"‪.‬‬
‫المسح بالعينة‪:‬‬
‫من العوامل المكملة للتعداد السكاني في سبيل الحصول على بيانات توضح‬
‫كل أو بعض خصائص السكان‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر البيانات غير الثابتة‪.‬‬
‫وهي التي تدرس حركة السكان في المجتمع مثل سجالت المواليد‬
‫والوفيات وحاالت الزواج والطالق وسجالت الهجرة‪.‬‬

‫اإلحصاءات الحيوية‪Vital Statistics :‬‬
‫وهي سجالت خاصة يتم فيها تسجيل بيانات المواليد والوفيات‪ .‬وذلك‬
‫للتعرف على حركة النمو الطبيعي للسكان‪ .‬وتضم بيانات عن المواليد والوفيات‬
‫والزواج والطالق‪.‬‬
‫سجالت الهجرة‪:‬‬
‫وهي سجالت يتم فيها تسجيل بيانات المهاجرين من وإلى الدولة‪ ،‬وذلك‬
‫بتسجيلهم في نقاث الجمارك والجوازات والجنسية‪ .‬ويمكن الحصول على بيانات‬
‫الهجرة من خالل مقارنة بيانات تعدادان متتابعان‪ ،‬ثم يُعرف نصيب الزيادة الطبيعية‬
‫في حجم السكان‪ ،‬والباقي يمثل الهجرة سواء كانت سالبة أو موجبة‪.‬‬
‫مصادر أخرى متفرقة‪:‬‬
‫مثل الكتب اإلحصائية المتوفرة والتي تقوم الدولة بإعدادها وتوفيرها‪ ،‬أو‬
‫شبكة اإلنترنت أو المؤسسات السكانية مثل تلك المؤسسات الخاصة باألمم المتحدة‪.‬‬
‫ويهتم البحث في الجغرافيا السكانية بدارسة توزيع السكان وخصائصهم‬
‫وتركيبهم النوعي والكمي‪ ،‬ومعدالت نمو السكان باإلضافة إلى التنبؤ المستقبلي‬

‫بأعداد السكان الستخدامها في التخطيط لتوفير الخدمات والمرافق المختلفة‪ .‬وإلجراء‬
‫البحث في الجغرافيا السكانية‪ ،‬يتم استخدام العديد من التقنيات والوسائل التي تُعين‬
‫الباحث على إنجاز بحثه وتحقيق الهدف المراد منه‪.‬‬
‫‪ -3‬مقاييس السكان وكثافتهم‪:‬‬

‫‪ -1‬الكثافة الخام = (عدد السكان في منطقة ما ÷ المساحة الكلية لهذه المنطقة)‬
‫هذا النوع يعطي فكرة بسيطة ويستخدم بين الدول للمقارنة على الرغم من‬
‫عيوبه‪.‬‬
‫‪ -2‬الكثافة الفسيولوجية‪ :‬وهو مقايس أفضل من السابق بسبب تحسين المقام‬
‫والختصار على االراضي الزراعية = جملة عدد السكان في منطقة ما ÷‬
‫مساحة االراضي الزراعية في هذه المنطقة‬
‫))‬ ‫‪ -3‬نسبة التركز السكاني = (‪ 2/1‬مجموع (س ‪-‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫س = النسبة المئوية لمساحة المنطقة الي جملة مساحة االقليم‬
‫= النسبة المئوية لعدد سكان المنطقة الي جملة سكان االقليم‬

‫وكلما كبرت هذه النسبة كلما زاد التركز‪ ،‬ويكون توزيع السكان فعليا إذا‬
‫بلغت نسبة التركز صفر‪.‬‬
‫‪ -4‬درجة التزاحم السكاني‪ :‬يعتبر من المقاييس المستخدمة في التعرف على توزيع‬
‫السكان وكثافتهم وهو يختص بعدد الغرف على مستوي السكن الواحد ومن‬
‫خالل هذا المقياس يمكن التعرف على التعرف على طبيعة المجتمع من‬
‫ناحية سكانية واجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫درجة التزاحم = عدد السكان في منطقة ما ÷ عدد الغرف التي يقطنها هؤالء‬
‫السكان‬
‫‪ -5‬مؤشر الكثافة البنائية‪ :‬والذي يمثل العالقة بين عدد السكان ومساحة الكتلة‬
‫العمرانية التي يقطنون عليها‪ ،‬ويمكن أن تتطور بشكل أكبر لتشمل العالقة‬
‫بين عدد السكان ومساحة استخدام األرض السكني فقط ليطلق عليه مؤشر‬
‫الكثافة السكنية‪ .‬وتستخدم تلك المقاييس في الدراسات السكانية والعمرانية‬
‫واستخدام األرض‪.‬‬
‫مؤشر الكثافة البنائية = عدد السكان في منطقة ما ÷ مساحة الكتلة العمرانية‬

‫مؤشر الكثافة السكنية = عدد السكان في منطقة ما ÷ مساحة االستخدام السكني‬
‫ويمكن للباحث في جغرافيا السكان أن يقوم بتطبيق العديد من المقاييس‬
‫والمؤشرات السكانية التي ال يستع المجال لذكرها‪ ،‬وذلك وفقا لطبيعة البحث‪ .‬وتختلف‬
‫تلك المقاييس ما بين مقاييس الخصوبة‪ ،‬ومقاييس الهجرة ومؤشرات التنمية البشرية‬
‫ومنها مؤشر أمد الحياة ونصيب الفرد من الناتج المحلي‪.‬‬
‫منحنس لورنز‪:‬‬
‫المنحنس الفعلي للتوزيع‬
‫السكان‬
‫منحنس التماثل أو التعادل في التوزيع‬
‫المساحة‬
‫يُعد منحنى لورنز أحد أهم تقنيات ووسائل البحث في جغرافية السكان‪ ،‬وهو أحد‬
‫الطرق المستخدمة للتعرف على مدى عدالة توزيع السكان على المساحة‪ .‬وضعه االقتصادي‬
‫األمريكي "ماكس لورنز ‪ )Max Lorenz‬عام ‪ .1905‬وغالبا ما يكون منحنى لورنز‬

‫مصحوبا بخط مائل مستقيم‪ ،‬وهو الذي يمثل المساواة والتوزيع المثالي بين المتغيرين‪،‬‬
‫ً‬
‫والمساحة بين الخط المستقيم ومنحنى لورنز تسمى (معامل جيني ‪.)Gini Coefficient‬‬
‫ولقد استخدم منحنى لورنز فكرة التوزيعات المتجمعة الصاعدة في رسم منحنى لمعرفة مدى‬
‫عدالة التوزيع أو الم ساواة في توزيع بعض الظاهرات المختلفة‪ .‬وأساس هذه الفكرة‪ ،‬انه لو‬
‫وجدت ظاهرتان يراد تبيان العالقة بينهما (المساحة والسكان)‪ ،‬وكانت المساحة موزعة‬
‫بحيث ينال ‪ %10‬من السكان ‪ %10‬من المساحة أو ‪ %50‬من السكان مقدار ‪ %50‬من‬
‫المساحة‪ ،‬فإن التوزيع سيكون خطاً مستقيماً‪.‬‬
‫ويمكن استخدام برنامج ‪ Microsoft Excel‬إلنشاء منحنى لورنز‪ ،‬وذلك‬
‫باتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬قم بفتح برنامج اله ‪ Excel‬وقم بإدخال بيانات األحياء (مساحة‪ ،‬سكان) داخل‬
‫خاليا البرنامج‪.‬‬

‫‪ -2‬قم بترتيب بيانات المساحة تصاعدياً‪ ،‬من خالل أداة ‪ Sort‬ثم أختار أول أداة‬
‫تصاعدياً‪.‬‬
‫‪ -3‬قم بإضافة عمودين جديدين للجدول‪ ،‬ثم قم بكتابة مساحة أول حي كما هي‪ ،‬ثم‬
‫قم بحساب المتجمع الصاعد للمساحة من خالل المعادلة‪ = } .‬مساحة الحي الثاني‬
‫‪ +‬الرقم األول في بيانات المتجمع الصاعد{‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم قم بكتابة عدد سكان أول حي كما هو‪ ،‬ثم قم بحساب المتجمع الصاعد للسكان من خالل‬
‫المعادلة‪.‬‬
‫} = سكان الحي الثاني ‪ +‬الرقم األول في بيانات المتجمع الصاعد{ ‪.‬‬

‫‪ -5‬قم بإضافة عمودين جديدين‪ ،‬قم بوضع رقم صفر في أول خلية للعمودين الجديدين‪ ،‬ثم قم بحساب‬
‫النسبة المئوية لبيانات كل متجمع صاعد من خالل المعادلة‪.‬‬
‫} = الرقم األول (أو الثاني‪ ،‬أو الثالث‪..........‬إلخ) في بيانات المتجمع ‪ /‬الرقم األخير في بيانات‬
‫المتجمع ‪.{100 X‬‬
‫‪ -6‬قم بتحديد بيانات عمودين السكان والمساحة‪ ،‬ثم من تبويب ‪ Insert‬اختار ‪ Scatter‬ومنها اختار‬
‫الشكل الثاني‪.‬‬

‫‪ -7‬أدرج الشكل في صفحة مستقلة‪ ،‬ثم قم بتنسيق الشكل بتعديل قيم المحاور لتنتهي‬
‫عند ‪ 100‬من خالل الضغط ‪ Right Click‬على أي من المحورين ثم اختار‬
‫‪ Format Axis‬ثم قم بتعديل أقصى قيمة ‪ 100‬ومعدل االنتقال ‪ ،10‬وكذلك‬
‫األمر للمحور اآلخر‪ ،‬مع غلق حدود الشكل‪.‬‬
‫‪ -8‬قم برسم خط التماثل من خالل تبويب ‪ Insert‬اختار ‪ Shapes‬ومنها اختار أداة‬
‫رسم الخطوث ‪ ،Line‬ثم إبداء برسم الخط من نقطة تقاطع المحورين ‪ 0,0‬وقم بإنهاء‬
‫الخط عند نقطة ‪.100,100‬‬
‫‪ -9‬قم بتنسيق الشكل من خالل كتابة عنوان الشكل‪ ،‬وعناوين المحاور (السماحة لمحور‬
‫‪ x‬األفقي‪ ،‬والسكان لمحور‪ y‬الرأسي)‪.‬‬

‫وتهتم البحوث السكانية بدراسة التغير في حجم السكان سواء كان هذا التغير‬
‫بالزيادة أو بالنقص‪ ،‬وهو ما يطلق عليه " النمو السكاني"‪ .‬ويعتمد في التقدير أساس على‬
‫بيانات التعدادات واإلحصاءات الحيوية وفي بعض األحوال على األبحاث الخاصة إذا لم‬
‫تكن اإلحصاءات الحيوية على درجة عالية من الدقة‪ ،‬وقد يجري التقدير إما عن أزمنة‬
‫ماضية أو عن حاضر أو عن المستقبل‪ .‬وقد ت تناول التقديرات حجم السكان فقط أو‬
‫أيضا مثل الفئات السنية ومعدالت النمو السكاني‪ .‬وهناك العديد‬

‫الخصائص الديموغرافية ً‬
‫من األساليب االحصائية المتبعة في تقدير عدد السكان المستقبلي باإلضافة الى تقدير عدد‬
‫بناء على البيانات‬

‫المساكن أو الوحدات السكنية المطلوب توفرها لتجمع عمراني ما‪ً ،‬‬
‫اإلحصائية المتوفرة من مصادرها الثانوية‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدير حجم السكان بين فترتين زمنيتين‪:‬‬
‫لتقدير حجم السكان لمدينة أو تجمع عمراني ما يجب ينبغي اوالً تحديد معدل‬
‫النمو السنوي بين فترتين معلوم عدد السكان في كل منهما مع افتراض عدم وجود أي‬
‫تغيرات فجائية (كالحروب‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬األوبئ ة‪...‬الخ) تؤثر على نمو السكان بين هاتين‬
‫الفترتين‪ .‬ولتحديد معدل النمو السنوي يتم استخدام المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪(1‬‬
‫𝑃‬ ‫‪⁄ −1‬‬
‫)𝑛 ) 𝑃‪𝑟 = ( 𝑡+1⁄‬‬
‫𝑡‬

‫= معدل النمو السنوي‬ ‫𝑟‬
‫‪ = 𝑃𝑡+1‬عدد السكان بالفترة الثانية‬
‫= عدد السكان بالفترة االولى‬ ‫𝑡𝑃‬
‫= فرق السنوات بين الفترتين‬ ‫𝑛‬
‫يتم تحويل هذه المعادلة في برنامج اإلكسل (‪ )Excel Program‬على النحو التالي‪:‬‬
‫معدل النمو السنوي = (عدد السكان بالفترة االولى ‪ /‬عدد السكان بالفترة الثانية) ^ (‪/ 1‬‬
‫فرق السنوات بين الفترتين) ‪1 -‬‬
‫بعد ذلك ي تم تقدير عدد السكان المستقبلي للمحافظة وذلك بإتباع المعادلة التالية‪:‬‬
‫𝑛)𝑟 ‪𝑃𝑛 = 𝑃𝑡+1 ∗ (1 +‬‬
‫= عدد السكان المستقبلي‬ ‫𝑛𝑃‬
‫‪ = 𝑃𝑡+1‬عدد السكان بالفترة الثانية‬
‫= معدل النمو السنوي‬ ‫𝑟‬
‫= فرق السنوات بين الفترتين (الفترة المستقبلية – الفترة الثانية)‬ ‫𝑛‬

‫الفصل الخامس‬
‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي الحديثة‬
‫‪ -1‬تقنيات االستشعار عن بعد‪.‬‬
‫‪ -2‬نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫‪ -3‬نظام تحديد المواقع العالمي‬


‫الفصل الخام‬
‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي الحديثة‬
‫هاما وثورة‬
‫تطور ً‬
‫ًا‬ ‫شهدت فترة السبعينات من القرن الواحد والعشرون‬
‫تكنولوجية وتقنية في إجراء البحوث والدراسات الجغرافية تمثلت في استخدام‬
‫وتوظيف تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬وما تبعها من ثورة نظم المعلومات‬
‫الجغرافية وبينهما أجهزة المال حة العالمية في إجراء البحوث والدراسات‬
‫الجغرافية‪ .‬ويتناول هذا الفصل توظيف تقنيات االستشعار عن بعد ‪ RS‬ونظم‬
‫المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬ونظم المالحة العالمية ‪ ،GPS‬كوسائل إلجراء‬
‫البحث الجغرافي‪.‬‬
‫‪ -1‬تقنيات االستشعار عن بعد‪Remote Sensing .‬‬
‫يُعرف االستشعار عن بعد ‪ Remote Sensing‬على أنه علم وفن‬
‫جمع المعلومات عن ظاهرات سطح األرض دون وجود اتصال فعلي بهذه‬
‫الظاهرات‪ .‬وتتم عملية جمع هذه المعلومات بواسطة استشعار وتسجيل الطاقة‬

‫‪ reflected energy‬أو المنبعثة ‪ emitted‬من ظاهرات سطح‬ ‫المنعكسة‬
‫األرض‪ .‬وذلك كخطوة أولية لمعالجة ‪ processing‬وتحليل ‪ analyzing‬هذه‬
‫البيانات بهدف استخدامها في المجاالت العلمية المختلفة‪.‬‬
‫وتتعدد تطبيقات واستخدامات االستشعار عن في البحوث الجغرافية‬
‫بفروعها كافة‪ ،‬وتُعرف تطبيقات االستشعار عن بعد بأنها استخدام صور‬
‫األقمار الصناعية لتحقيق أهداف الدراسات الجغرافية‪ .‬وتتعدد مجاالت‬
‫االستشعار عن بعد في الجغرافيا في الجيومورفولوجيا والمناخ والمياه والتربة‬
‫والعمران الحضري والريفي واستخدامات األرض والزراعة والنقل وكافة فروع‬
‫الجغرافيا‪ .‬وأهم تلك التطبيقات هو استخدام صور االستشعار عن بعد في‬
‫اعداد خرائط الظاهرات الجغرافية وكشف وتتبع التغيرات في الظاهرات‬
‫الجغرافية وأخذ القياسات (الخصائص الكمية) وبناء النماذج التقديرية‬
‫للمتغيرات الجغرافية‪.‬‬

‫وتستخدم تقنيات االستشعار عن بعد في جغرافية الزراعة عن طريق‪،‬‬
‫جمع معلومات عن استخدام األرض ‪ ،Land use‬واستكشاف األراضي القابلة‬
‫لالستصالح والزارعة‪ .‬وتصنيف التربة تبعا ألنواعها ومشكالتها مثل التلوث‪،‬‬
‫الملوحة‪ ،‬الجفاف‪ ،‬التعرية‪ .‬واستكشاف هجمات الجراد في وقت مبكر‪ ،‬ألنه‬
‫يسبب ضرر كبير للمزروعات حيث يقضي على النباتات أض ار ار كبيرة‪ ،‬ويصل‬
‫سرب الجراد قرابة ‪ 50‬مليون جرادة في الكيلو متر مربع‪ ،‬مما يتيح إمكانية‬
‫تتبع مساراته باستخدام تقنيات االستشعار عن بعد والصور الفضائية ذات‬
‫الدقة المكانية المتوسطة‪ .‬إضافة إلى الكشف عن الحشرات المتسببة في تلف‬
‫المزروعات‪ .‬وتُعد جغرافية الزراعة من أكثر المجاالت افادة من تقنيات‬
‫االستشعار عن بعد من خالل دراسة الغطاء النباتي وتصنيفه واستخدامات‬
‫االراضي والتنبؤ بإنتاجيتها واالمراض التي تصيبها‪ .‬بحيث يمكن توجيه‬
‫الخطط الزراعية والري بشكل إيجابي وذلك مع توفر الصور في فترات متتابعة‬

‫عن نمو المحاصيل في الموسم الواحد مع ربطها باإلحصائيات االنتاجية‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫وتستخدم االستشعار عن بعد في متابعة المراعي والغابات والتعرف‬
‫على مساحاتها‪ ،‬وتقدير المساحات المقطوعة من الغابات‪ .‬وفي مجال الخرائط‬
‫يستخدم االستشعار عن بعد في إعداد الخرائط لمناطق لم يسبق مسحها‪،‬‬
‫إضافة إلى تحديث الخرائط الحالية‪ .‬حيث يمكن اعتبار الصور الفضائية أحد‬
‫مصادر المعلومات إلنشاء الخرائط‪ .‬خاصة بعد ادخال التحسينات التي طرأت‬
‫على الدقة المكانية مع ظهور القمرين ايكونوس ‪ IKNOS‬وايرس ‪ IRIS‬اللذان‬
‫يوفران صو ار فضائية ذات دقة مكانية عالية‪ .‬ومع تطوير عمليات التحسين‬
‫والتباين اللوني من خالل برامج الحاسب اآللي الى تحسين النوعية العامة‬
‫للصورة المطلوبة إلعداد الخرائط منها‪ .‬ولذلك يمكن القول بان اعداد الخرائط‬
‫من الصور الفضائية دخلت في طور جديد من خالل سلسلة من مشاريع‬

‫جديدة خاصة اجهزة التصوير المصممة إلعداد الخرائط الطبوغرافية ذات الدقة‬
‫العالية‪.‬‬
‫وفي مجال الجيومورفولوجيا‪ ،‬تستخدم تقنيات االستشعار عن بعد في‬
‫تصوير سطح األرض ورسم خرائط تفصيلية لها‪ ،‬وتحديد المواقع المناسبة لشق‬
‫الطرق وبناء السدود وخطوث األنابيب والسكك الحديدية وشبكات الكهرباء بناء‬
‫على دراسة طبيعة البنية االرضية وتكويناتها الصخرية‪ .‬وتصوير الصخور‬
‫السطحية وامتدادها وتحديد سمك الطبقات والتعرف على مناطق االنكسارات‬
‫وااللتواءات‪ .‬وكشف مخزونات المياه الجوفية والمواقع المحتملة للمعادن‪.‬‬
‫وعمل الخرائط الجيولوجية‪ ،‬وتحديد مواقع البراكين وتحديد تحرك الطبقات‬
‫األرضية‪ ،‬وتحديد خطوث التصدعات المختلفة‪ ،‬والبحث عن المصادر‬
‫الطبيعية والمواد الخام‪.‬‬

‫استخدام االستشعار عن بعد في الدراسات الجيومورفولوجية‬
‫ويمكن استخدام الصور الفضائية في التنقيب عن الثروات المعدنية‬
‫والنفط والغاز حيث تقوم الصور بتصحيح كثير من معلوماتنا الجيولوجية عن‬
‫المناطق المختلفة سواء بإنشاء خرائط حديثة لبعض المناطق التي لم يتم لها‬
‫مسح او المناطق التي مسحت منذ فترات طويلة ولم تحدث بياناتها‪ .‬خاصة‬
‫وان الصور الفضائية تعطي نظرة شمولية ودقيقة لوحدات وتراكيب جيولوجية‬
‫ذات امتداد كبير‪ ،‬كما تعطي المؤشرات االولية للمواضع المعدنية والنفطية‬
‫بما يسمى التكتونيك الخطي وهو الذي يوضح معالم السحنات الجيولوجية‬

‫الخطية وهي طريقة يتم من خاللها تضخيم الخطوث المستقيمة وبالتالي يمكن‬
‫اظهار خطوث الفوالق واالنكسارات الخطية بوضوح‪.‬‬
‫وفي مجال الجيولوجيا الهندسية تستخدم الصور الفضائية الختيار‬
‫أفضل المواقع إلقامة المنشآت العمرانية والصناعية والهندسية كالسدود والطرق‬
‫واالنفاق وسكك الحديدية والمرافئ‪ ،‬بحيث يتم اختيار المنطقة التي تبعد عن‬
‫الفوالق واالنكسارات حتى ال يتأثر النفق‪ .‬وفي مجال دراسة التربة يمكن‬
‫استخدام تقنيات االستشعار عن بعد في تقسيم التربة وتصنيفها‪ ،‬وعمل خرائط‬
‫مناخية للتربة‪ ،‬ودراسة إمكانية حفظ التربة وتحسينها‪ ،‬ومراقبة جفاف األراضي‬
‫والبحيرات ‪ .‬وفي جغرافية المياه‪ ،‬تستخدم الصور الفضائية وتقنيات االستشعار‬
‫عن بعد في تقدير حجم الموارد المائية العذبة‪ ،‬ورصد مناطق التلوث وتجمعات‬
‫األسماك‪ ،‬ورصد المخاطر الطبيعية‪ ،‬وتقدير منسوب التدفق في االودية‬
‫واالنهار‪ ،‬ووضع خرائط دقيقة للمناطق المائية‪ ،‬ودراسة تلوث مياه البحيرات‬
‫واألنهار‪ ،‬والكشف عن البقع الزيتية التي تؤثر على الحياة البحرية والنهرية‪،‬‬

‫وتحديد مناطق الفيضانات‪ ،‬ومراقبة حركة األنهار‪ ،‬والبحث عن المياه الجوفية‬
‫تحت رمال الصحراء عن طريق صور الرادار‪.‬‬
‫وفي مجال الهيدرولوجيا استخدمت صور االستشعار في حل كثير من‬
‫مشاكل المياه السطحية والجوفية‪ ،‬حيث يمكن بسهولة تحديد المياه السطحية‬
‫وامتداد الفيضانات على جانبي االنهار والوديان وتمتاز المياه بان لها اعلى‬
‫ح اررة نوعية وبالتالي يمكن االحساس بالمياه والرطوبة باستخدام الطاقة‬
‫الح اررية المنبعثة حيث تكون المياه باردة في االيام الدافئة‪ ،‬وتكون دافئة في‬
‫الليالي الباردة وبواسطة معلومات األقمار الصناعية الح اررية يمكن بسهولة‬
‫التعرف على البرك المائية واالنهار والبحار‪ .‬اما بالنسبة للمياه الجوفية فلقد‬
‫وجد ان هناك عالقة وثيقة بين درجة ح اررة التربة واعماق مناسيب المياه‪ .‬ومن‬
‫هذه الخاصية يمكن تحديد مناسيب المياه‪.‬‬
‫وفي جغرافية المناخ‪ ،‬يمكن استخدام تقنيات االستشعار عن بعد في‬
‫التنبؤ بحالة الطقس‪ ،‬واكتشاف األعاصير والعواصف قبل وصولها والتحذير‬

‫منها ومتابعتها‪ .‬ورسم خرائط يومية لحركة الرياح واالعاصير والغيوم‪ ،‬وتحديد‬
‫حركة الغيوم ونوعها وسمكها ودرجة ح اررتها‪ ،‬ورصد المتغيرات المناخية مثل‬
‫درجة ح اررة سطح األرض والمسطحات المائية والجبال الجليدية‪ ،‬وإمكانية‬
‫تحديد كمية األمطار المتوقع هطولها‪ ،‬ودراسة تلوث الهواء‪ ،‬وتساعد على‬
‫إصدار تنبؤات جوية أكثر دقة حيث يتم بواسطتها تحديد مواقع وحركة‬
‫المنخفضات الجوية والجبهات الهوائية واألعاصير‪.‬‬
‫وفي مجال الدراسات البيئية تستخدم تقنيات االستشعار عن بعد في‬
‫دراسة الكرة األرضية وبيان التغيرات التي تظهر على سطحها وبالتالي نتعمق‬
‫في مجال حماية البيئة الطبيعية في مكافحة التلوث بشتى أشكاله‪ .‬حيث يساعد‬
‫االستشعار عن بعد على دراسة تلوث الجو والهواء‪ ،‬وتلوث الماء‪ ،‬وتأثير‬
‫المصانع على البيئة وتأثير النفايات في تلوث البيئة‪ ،‬وعمل خرائط خاصة‬
‫بالمناطق المحمية‪ .‬ومراقبة التغيرات البيئية وتأثير الطبيعة على اإلنسان‬
‫والبيئة‪ .‬كما ان المراقبة الدورية للبيئة الطبيعية من ارتفاعات مختلفة يعني‬

‫إتاحة المجال أمامنا للحصول على نتائج مستمرة تمكننا من وضع الدراسات‬
‫الصحيحة وكذلك الحلول الصحيحة‪ .‬إضافة إلى تتبع مناطق الفيضانات‬
‫والزالزل والسيول ومتابعة المنكوبين والبحث عنهم‪ ،‬وحرائق الغابات ومدى‬
‫انتشارها وتحديد االضرار والخسائر‪ .‬حيث تقوم صور االستشعار عن بعد‬
‫بإعطاء معلومات دقيقة وسريعة عن الكوارث قبل حدوثها او خاللها‪ .‬او بعد‬
‫حدوثها بوقت قصير‪ .‬فقد أمكن كشف مناطق النشاث المسبب للهزات االرضية‬
‫بحيث يمكن اتخاذ االجراءات الوقائية واخذ الحيطة بالسرعة الممكنة‪.‬‬
‫استخدام االستشعار عن ُبعد في متابعة العواصف المدارية‬

‫وتستخدم تقنيات االستشعار عن بعد في جغرافية العمران من خالل‬
‫تنظيم المدن والمناطق العمرانية بشكل يوضح التشوهات والفوضى في التوسع‬
‫العمراني العشوائي وتوجيهه في االتجاه الصحيح‪ .‬ووضع خرائط الستخدام‬
‫االراضي واستغالل الموارد في منطقة او اقليم معين‪ .‬وفي نطاق المدن يمكن‬
‫اعادة النظر بسرعة ودقة في تحديد شبكات المرافق العامة للمدن كشبكات‬
‫االتصاالت والكهرباء والصرف الصحي‪ .‬لذا استعانت شركات االتصال‬
‫ببيانات االستشعار عن بعد في تحديد مواقع محطات التغطية‪.‬‬
‫استخدام االستشعار عن ُبعد في متابعة التغير في استخدامات األرض‬
‫والغطاءات األرضية‬

‫درجة ح اررة سطح األرض أحد أهم استخدامات تقنيات‬ ‫ويُعد استخال‬
‫االستشعار عن بعد في الجغرافيا المناخية‪ ،‬حيث يمكن للباحث حساب‬
‫درجات ح اررة الهواء وسطح األرض لمنطقة محددة باستخدام‬ ‫واستخال‬
‫المرئيات الفضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظم المعلومات الجغرافية‪Geographic Information .‬‬
‫‪Systems GIS‬‬
‫تتألف جملة نظم المعلومات الجغرافية إلى مقطعين‪ .‬أولهما نظم‬
‫المعلومات‪ ،‬وهي عبارة عن مجموعة من الخطوات المتبعة لجمع وتخزين‬
‫وترتيب وتبويب ومعالجة وتحليل البيانات سواء كانت تلك البيانات محاسبية‬
‫أو مكانية أو إدارية‪ .‬والمقط ع الثاني فهو الجغرافية‪ ،‬والذي يعني بالبيانات‬
‫المكانية المتمثلة في الخرائط والصور الجوية والفضائية‪ ،‬وربطها بالبيانات‬
‫الوصفية‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فإن نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬تُعرف بأنها نظام‬

‫معلوماتي إلدخال وتبويب ومعالجة وتحليل البيانات الجغرافية واسترجاعها في‬
‫شكل تقارير أو خرائط أو قواعد بيانات‪.‬‬
‫فكرة عمل نظم المعلومات الجغرافية‬
‫ويرجع تاريخ نظم المعلومات الجغرافية إلى عام ‪ ،1854‬عندما قام‬
‫جون سنو بتصوير انتشار وباء الكولي ار في لندن باستعمال نقاث لتمثيل مواقع‬
‫بعض الحاالت الفردية على الخرائط‪ .‬حيث قادت دراسته عن توزيع الكولي ار‬
‫إلى مصدر الوباء‪ .‬وفي عام ‪ 1958‬ظهرت نسخة مثيلة لخريطة جون سنو‬
‫أظهرت التكتالت لحاالت وباء كولي ار ‪ 1854‬في لندن‪ .‬وشهدت فترة أوائل‬

‫القرن العشرين تطورات ملحوظة في تصوير الخرائط بفصلها إلى طبقات‬
‫‪.Layers‬‬
‫كما أدت األبحاث النووية إلى تسريع تطوير الحاسب مما ساعد على‬
‫إنشاء تطبيقات خرائط عامة باستخدام الحاسب في بداية حقبة الستينات‬
‫‪ .s1960‬حيث تم تطوير أو نظام ‪ GIS‬عام ‪ 1962‬في أوتاوا‪ ،‬أونتاريو‪،‬‬
‫بكندا عن طريق خرائط بمقاييس رسم ‪ ،1:50,000‬وبالتالي أصبح نظام‬
‫المعلومات الكندي ‪ CGIS‬أول نظام معلومات جغرافي عملي‪ .‬حيث اجريت‬
‫عملية ترقيم خرائط وربطها ببيانات وصفية على شكل قوائم معتمدة على نظام‬
‫إحداثي لربطها ببعض‪ ،‬ويحتوي هذا النظام على سبع طبقات خاصة بالزراعة‬
‫والتربة والثروة الحيوانية واستخدامات األرض‪ .‬وبعد ذلك ساهم المعماري‬
‫األمريكي "هوارد فيشر" في نهاية عام ‪ 1964‬في جامعة "هارفارد" من انتاج‬
‫النسخة االولى من برنامج (‪ )SYMAP‬إلنتاج خرائط بواسطة الحاسب اآللي‬

‫ومساهمة معمل جامعة "هارفارد" في تدريب العديد من الطالب المهتمين بنظم‬
‫المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫أدى هذا إلى إنشاء جمعية نظم المعلومات الحضرية واإلقليمية ‪-‬‬
‫‪ URISA‬في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وبعد ذلك ظهر نظام استخدام‬
‫األراضي وإدارة الموارد الطبيعية في والية نيويورك عام ‪1967‬م ونظام والية‬
‫مينيسوتا األمريكية إلدارة األراضي عام ‪1969‬م‪ .‬وفي عام ‪ 1970‬تم عقد‬
‫أول مؤتمر دولي في نظم المعلومات الجغرافية بتنظيم من االتحاد الدولي‬
‫للجغرافيين وبدعم من اليونسكو‪ .‬وبدأت العديد من الجامعات بتنظيم‬
‫محاضرات وتقديم دروس وابحاث علمية في نظم المعلومات الجغرافية مما‬
‫ساعد على زيادة القاعدة االساسية لنجاح انتشار نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫وظلت هذه المشاريع في تلك األيام عالية التكلفة‪ ،‬بحيث ال يستطيع‬
‫اإلنفاق عليها غير اإلدارات الكبيرة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كندا‪،‬‬
‫أستراليا‪ ،‬وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة األوروبية‪ .‬وفي منتصف‬

‫السبعينات تم االتفاق على تسمية هذه النظم "نظم المعلومات‬
‫الجغرافية" ‪ Geographic information System‬نظ اًر لكثرة أسماء النظم‬
‫والبرامج المستخدمة في هذا المجال‪ .‬وفي أوائل الثمانينات ظهرت العديد من‬
‫برامج ‪ GIS‬الناجحة وبمزايا إضافية جمعت الجيلين األول والثاني متمثلة في‬
‫اتساع القاعدة العريضة للمستخدمين لنظم المعلومات الجغرافية وتطوير مجال‬
‫االتصال المباشر بين رواد ومستخدمي نظم المعلومات الجغرافية عن طريق‬
‫شبكات االتصال العالمية والشبكات المتخصصة في إعطاء الجديد في هذا‬
‫المجال مباشرة‪ .‬كما صدرت العديد من المجالت والندوات والمؤتمرات العلمية‬
‫والدورات المتخصصة في نظم المعلومات الجغرافية خالل هذه الفترة‪ .‬ومع‬
‫نهايات القرن العشرين أصبح من الممكن عرض بيانات ‪ GIS‬عبر اإلنترنت‬
‫بفضل االلتزام بمعايير وصيغ نقل جديدة تم االتفاق عليها وانتشار العديد من‬
‫البرمجيات مفتوحة المصدر‪.‬‬

‫وتستخدم نظم المعلومات الجغرافية في العديد من التطبيقات المهمة في‬
‫شتى المجاالت‪ ،‬سواء كان تخطيط عمراني أو مشروعات هندسية أو بيئية‪،‬‬
‫وغيرها من المشروعات البحثية والتطبيقية‪ ،‬ويمكن إيجاز تلك التطبيقات في‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إدارة األزمات‪.‬‬
‫حيث تتوفر إمكانية تحليل شبكات الطرق والبنية األساسية لتحديد‬
‫أقصر المسارات بين نقطتين وكذلك أنسب المسارات بين مجموعة من النقط‪.‬‬
‫كما تفيد في تسهيل عملية صيانة الشبكات الجديدة‪ ،‬مما يوفر الوقت والجهد‬
‫وعادة ما تكون األزمات مكانية مثل (الفيضانات والزالزل والحرائق واالعاصير‬
‫وانتشار األوبئة واالضطرابات العامة والمجاعات)‪ .‬ومن هنا فإن امتالك‬
‫الخرائط والمعلومات يعتبر ام أر هاما إلدارة الكارثة‪.‬‬

‫تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في إدارة االزمات‬
‫‪ -2‬اتخاذ الق اررات المناسبة‪.‬‬
‫تمثل نظم المعلومات الجغرافية أداة لالستفسار والتحليل‪ ،‬مما يساهم‬
‫في وضع المعلومات واضحة وكاملة ودقيقة أمام متخذ القرار‪ .‬كما تساهم نظم‬
‫المعلومات الجغرافية في اختيار أنسب األماكن بناء على معايير يختارها‬
‫المستخدم مثل (البعد عن الطريق الرئيسي بمسافة محددة وسعر المتر ليزيد‬
‫عن سعر معين وتحديد حالة المرافق والبعد عن مناطق التلوث) فيقوم نظام‬

‫المعلومات الجغرافية بإجراء هذا االستفسار على قواعد البيانات ويقوم باختيار‬
‫مجموعة من المساحات التي تحقق هذه االشتراطات ويترك لمتخذ القرار حرية‬
‫االختيار النهائي ‪ .‬وهو ما يطلق عليه "نمذجة نظم المعلومات الجغرافية ‪GIS‬‬
‫‪."Modeling‬‬
‫تحديد الموقع األنسب لمشروع ما باستخدام نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪ -3‬التخطيط العمراني‪.‬‬
‫تساعد نظم المعلومات الجغرافية على تقييم أداء الخدمات المختلفة‬
‫(تعليمية – صحية – أمنية ‪ ....... -‬الخ) في المناطق العمرانية لتحديد‬
‫المناطق المحرومة إلعادة توزيع الخدمات فيها‪ .‬كما تفيد في مقارنة ما هو‬

‫مخطط بما هو واقع بالفعل لمنطقة معينة لتحديد الملكيات والمسئوليات‬
‫القانونية‪ ،‬وتساهم في بناء نماذج رياضية للمناطق العشوائية عن طريق تحديد‬
‫اتجاهات النمو العمراني فيها للحد من انتشارها وكذلك تطوير المناطق القائمة‪.‬‬
‫تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط العمراني‬
‫‪ -4‬بناء الخرائط‪.‬‬
‫إن الخرائط لها مكانة خاصة في نظم المعلومات الجغرافية ألن عملية‬
‫بناء الخرائط باستخدام نظم المعلومات الجغرافية تعد أكثر مرونة من أي‬
‫طريقة يدوية أو كارتوجرافية‪ .‬حيث تبدأ هذه العملية ببناء قواعد البيانات ثم‬
‫التحويل الرقمي للخرائط الورقية المتوفرة‪ ،‬ثم يتم تحديثها باستخدام صور‬

‫األقمار الصناعية في حالة وجودها‪ ،‬ثم تبدأ عملية ربط البيانات بمواقعها‬
‫الجغرافية‪ .‬وعندئذ يكون المنتج النهائي من الخرائط جاه از للظهور‪ .‬وهنا يتم‬
‫إيضاح المعلومات المختارة برموز محددة على الخريطة لتوضيح خصائص‬
‫محددة مثل إظهار مناطق اآلثار أو مزرعة على الخريطة وذلك باستخدام‬
‫رمز مفهوم وحدد وموزع على الخريطة‪.‬‬
‫بناء الخرائط باستخدام نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪ -5‬الخدمات الطبية الطارئة‪.‬‬

‫تعتبر نظم المعلومات الجغرافية إحدى األدوات الجيدة لإلسعافات‬
‫الطبية الطارئة‪ ،‬حيث توفر بيانات عن أنواع الحوادث والبيانات السكانية‬
‫الخاصة بهذه الحوادث ويمكن عرضها بسرعة وسهولة‪ ،‬وتساعد أيضا على‬
‫سرعة استجابة نظام الخدمات الطبية الطارئة من خالل تحديد أقرب وحدة‬
‫إسعافات إلى مكان االتصال المبلغ عن الحادث وأقصر الطرق والطرق البديلة‬
‫للوصول إليه‪ .‬باإلضافة إلى إمكانية القيام بتحليالت مختلفة للمعلومات‬
‫المختزنة في قواعد البيانات بحيث يمكن معرفة سرعة ومدى انتشار عدوى‬
‫ألحد األوبئة قبل انتشاره الفعلي مما يساعد على التخطيط‪.‬‬
‫‪ -6‬حماية البيئة‪.‬‬
‫تقوم نظم المعلومات الجغرافية بتعريف ودراسة العديد من البيئات في‬
‫اتجاهات عديدة خاصة بطبيعتها الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية والمناخية‪،‬‬
‫وتقوم بتتبع التغيرات الحادثة في منطقة معينة وتقدير التأثيرات المختلفة على‬

‫المناطق المجاورة عن طريق مقارنة مجموعة من الصور والخرائط في تواريخ‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫‪ -7‬الدراسات االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫تساهم نظم المعلومات الجغرافية في دراسة وتحليل الخصائص‬
‫االقتصادية واالجتماعية لمنطقة معينه بناء على معايير خاصة يحددها‬
‫الخبراء‪ .‬وذلك الستنتاج المؤشرات التنموية التي تساهم في اتخاذ ق اررات‬
‫مناسبة في كافة اتجاهات التطوير‪.‬‬
‫‪ -8‬إنتاج الخرائط الستخدامات األراضي والموارد الطبيلية‪.‬‬
‫أصبح من الممكن إنتاج خرائط توضح مناطق تجمع الموارد الطبيعية‬
‫لمنطقة معينه (مياه –بترول – خامات معدنية ‪ ...‬الخ)‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫التقنيات الحديثة لنظم المعلومات الجغرافية‪ .‬تلك الخرائط التي توضح‬
‫االستخدام الحالي لألرض واستنتاج خرائط االستخدام المستقبلي‪ ،‬والتي كان‬
‫يستغرق إنتاجها أيام وأسابيع وأشهر على أقل تقدير‪.‬‬

‫انتاج خرائط استخدام األرض باستخدام ‪GIS‬‬
‫‪ -9‬استنتاج شكل سطح األرض‪.‬‬
‫يساعد نظام المعلومات الجغرافي على وضع تصور دقيق لشكل سطح‬
‫األرض الذي سيتم العمل عليه‪ .‬ويتم ذلك عن طريق إدخال الخرائط الكنتورية‬
‫للمنطقة وباستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية فيمكن من خالله‬
‫استنتاج كميات الحفر والردم في منطقة محددة أو تحديد إشكال مخرجات‬
‫السيول واتجاهات الميول ألي منطقة‪.‬‬

‫تحليل شبكات التصريف باستخدام ‪GIS‬‬
‫نموذج االرتفاعات الرقمي ‪ DEM‬باستخدام ‪GIS‬‬

‫‪ -10‬تحسين اإلنتاجية‪.‬‬
‫يُعد تحسين عملية إدارة الهيئة ومواردها المختلفة أحد أهم فوائد‬
‫تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية‪ ،‬وذلك ألن نظم المعلومات الجغرافية‬
‫تمتلك القدرة على ربط مجموعات البيانات بعضها مع بعض مع المواقع‬
‫الجغرافية‪ ،‬مما سهل المشاركة في البيانات وتسهيل االتصال بين األقسام‬
‫المختلفة‪ .‬فعند بناء قاعدة بيانات موحدة يمكن ألحد األقسام االستفادة من‬
‫عمل اآلخر‪ ،‬الن جمع البيانات يتم مرة واحدة فقط‪ ،‬ويتم استخدامها عدة مرات‬
‫مما عمل على تحسين اإلنتاجية وبالتالي فقد زادت الكفاءة الكلية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظام تحديد المواقع العالمي‪Global Positioning .‬‬
‫‪Systems GPS‬‬
‫يُعد نظام تحديد المواقع العالمي من التقنيات الحديثة التي اس ههتخدمت‬
‫في مجال البحث العلمي والجغرافي‪ .‬ويعتمد النظام في عمله على ما بين ‪24‬‬
‫و‪ 28‬قم ار صه ههناعيا تدور حول األرض في سه ههت مدارات وكل قمر يدور حول‬

‫األرض مرتين في اليوم وتكون على ارتفاعات عالية وس ه ه ه هريعة‪ .‬ويس ه ه ه ههتفاد من‬
‫النظام في الد ارسهات الميدانية في تحليل الموقع بالنسهبة لخطوث الطول ودوائر‬
‫العرض واالرتفاع عن مس ه ه ه ههتوى س ه ه ه ههطح البحر والتوقيت في المنطقة بالنس ه ه ه ههبة‬
‫للتوقيت الدولي‪ .‬ومن خالل اسه ه ههتخدام جهاز التحكم الذي يؤمن االتصه ه ههال مع‬
‫ثالثههة أقمههار قريبههة من الموقع يحص ه ه ه ه ه ه ههل البههاحههث على تلههك المعلومههات‪ ،‬ومن‬
‫خصه ه ه ه ه ههائص النظام متابعة حركات المركبات والطائرات والسه ه ه ه ه ههفن وتوضه ه ه ه ه ههيح‬
‫مواقعها بالنس ه ه ه ه ههبة إلى مظاهر س ه ه ه ه ههطح األرض‪ .‬وقد اس ه ه ه ه ههتخدم هذا النظام في‬
‫االتصاالت ويعد أفضل أنواع تقنيات االتصال لعدم إمكانية التشويش عليه‪.‬‬
‫ويسه ه ه ههتخدم نظام تحديد المواقع العالمي في التطبيقات المدنية بشه ه ه ههكل‬
‫كبير‪ ،‬حتى أصه ه ه ه ه ه ههبح ال غنى عن هه في الحيههاة اليوميههة للمههدنيين حول العههالم‪.‬‬
‫ويصه ه ه ه ه ههعب تخيل عمل أنظمة مثل بطاقات االئتمان وأنظمة الصه ه ه ه ه هراف اآللي‬
‫وكثير من شبكات االتصال بدون وجود نظام ال ه ه ‪ .GPS‬حيث يستخدم النظام‬
‫في ضه ههبط تزامن األجزاء المختلفة من هذه األنظمة مع بعضه ههها‪ .‬ومن الجدير‬

‫بالذكر أن اسهتخدام النظام لضهبط التزامن أهم من اسهتخداماته المكانية األخرى‬
‫على غير المتعهارف عليهه عادة‪ .‬ويسه ه ه ه ه ه ههتخهدم اليوم النظهام في تطبيقهات مدنية‬
‫أخرى على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬توجيه الطائرات المدنية والمالحة البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬االستخدام الشخصي كالرياضة والنزهة‬
‫‪ -‬أنظمة مالحة السيارات وإرشاد السائق إلى الهدف‪.‬‬
‫كما أن للنظام تطبيقات في مجال الجيولوجيا والجيوديسه ه ههيا وقياسه ه ههات‬
‫التص ه ههدعات األرض ه ههية وحركة القارات‪ ،‬والمس ه ههاحة والجغرافيا‪ .‬ويحس ه ههب جهاز‬
‫اسه ههتقبال ‪ GPS‬موقعه عن طريق حسه ههاب توقيت اإلشه ههارات التي يتم إرسه ههالها‬
‫من أقمار ‪ GPS‬الموجودة على ارتفاعات نحو ‪ 36.000‬كيلومتر فوق سهطح‬
‫األرض‪ .‬ويرسل كل قمر رسائل متتالية تضم وقت إرسال الرسالة‪ ،‬والمعلومات‬

‫المدارية الدقيقة ‪ ،ephemeris‬ومعلومات الس ه ه ه ه ه ههالمة العامة للنظام والمدارات‬
‫العليلة لكل أقمار ‪.GPS‬‬
‫ويسه ه ههتخدم جهاز االسه ه ههتقبال الرسه ه ههائل التي يسه ه ههتقبلها في تحديد وقت‬
‫انتقال كل رس ه ه ههالة من القمر الص ه ه ههناعي إلى الجهاز المس ه ه ههتقبل على األرض‪.‬‬
‫ويحسههب المسههافات بينه وبين كل قمر صههناعي‪ .‬وتسههتخدم هذه المسههافات‪ ،‬مع‬
‫مواقع األقمار ومع اسه ههتخدام حسه ههاب المثلثات لحسه ههاب موقع جهاز اإلرسه ههال‪،‬‬
‫واالس ه ه ه ه ههتقبال‪ .‬فيتم إظهار الموقع على الجهاز المس ه ه ه ه ههتقبل‪ ،‬ربما ببيان خريطة‬
‫متحركة‪ ،‬أو تعيين خطوث الطول ودوائر العرض‪ ،‬ويمكن إدراج معلومات عن‬
‫االرتفاع عن سطح البحر‪.‬‬
‫وفي معظم األحيان فإن ثالثة أقمار صه ههناعية تكون كافية لتحديد أي‬
‫موقع على األرض‪ ،‬وهههذا ألن الفراغ يتكون من ثالثههة أبع ههاد‪ .‬ولكن أي خطههأ‬
‫ولو بسه ههيط جداً يحدث في تقدير المسه ههافات الزمنية‪ ،‬عندما يتم ضه ههرب الثالثة‬

‫أزمنة في سه ه ه ه ه ههرعة الضه ه ه ه ه ههوء – وهي السه ه ه ه ه ههرعة التي تنتشه ه ه ه ه ههر بها اإلشه ه ه ه ه ههارات‬
‫الكهرومغناطيس ه ه ه ههية لألقمار الص ه ه ه ههناعية – تتس ه ه ه ههبب في خطأ كبير في تحديد‬
‫الموقع‪ .‬لهذا تسه ه ههتخدم أجهزة االسه ه ههتقبال أربعة أقمار صه ه ههناعية أو أكثر لتحدد‬
‫موقع جهاز االستقبال بدقة‪.‬‬
‫تحديد المواقع باستخدام نظام ‪GPS‬‬

‫استخدام ‪ GPS‬في التطبيقات المساحية‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوالً باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬بنك المعرفة المصري‪.https://www.ekb.eg/ar/home ،2020 ،‬‬
‫‪ .2‬خالد محمد مدكور‪ ،2018 ،‬نمذجة نوعية الهواء وغازات الصوبة الح اررية في مصر‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراة غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد القادر عبد العزيز علي‪" ،1982 ،‬الطقس والمناخ والميتورولوجيا"‪ ،‬دار الجامعة للطباعة‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫‪ .4‬كامل حنا سليمان‪" ،1987 ،‬مناخ جمهورية مصر العربية"‪ ،‬الهيئة العامة لألرصاد الجوية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .5‬محمد جمال الدين الفندى‪" ،1975،‬األرصاد الجوية"‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .6‬محمد رياض‪ ،2018 ،‬جغرافية النقل‪ ،‬مؤسسة هنداوي سي آي سي للنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .7‬محمد عبد الرحمن الشرنوبي‪ ،1992 ،‬البحث الجغرافي‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .8‬محمود محمد سيف‪ ،1998 ،‬أسس البحث الجغرافي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .9‬محمود محمد عاشور‪ ،1986 ،‬طرق التحليل المورفومتري لشبكات التصريف المائي‪ ،‬مجلة كلية‬
‫الدراسات اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة قطر‪.‬‬
‫‪ .10‬مضر خليل عمر‪ ،2011 ،‬دليل الدراسة الميدانية في الجغرافيا‪ ،‬جامعة ديالي‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .11‬هشام حسن مخلوف وسعد زغلول أمين‪ ،1994 ،‬استخدام اإلحصاءات الحيوية في التحليل‬
‫الديموغرافي في جمهورية مصر العربية‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪ ،‬األمم المتحدة‪.‬‬

جغ 407- تقنيات ووسائل البحث الجغرافيى- خالد مدكور

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

جغ 407- تقنيات ووسائل البحث الجغرافيى- خالد مدكور

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرفية‬

‫تقنيات ووسائل البحث الجغرافي‬

‫القاهرة ‪2022 -‬‬

‫‪1‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬

‫‪5‬‬ ‫ماهية البحث الجغرافي‬ ‫مقدمة‬

‫‪23‬‬ ‫طرق التأريخ الجيولوجي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪53‬‬ ‫تقنيات ووسائل البحث الجيومورفولوجي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪88‬‬ ‫تقنيات ووسائل قياس العناصر المناخية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تقنيات ووسائل البحث في جغرافيا‬

‫‪2‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪3‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫ويقصد باالستشعار عن بُعد‪ ،‬بأنه وسيلة للحصول على معلومات عن‬

‫‪4‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪5‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪ -‬عملية مالحظة الحقائق ثم تطبيقها بشكل منظم في مشكلة معينة‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة منظمة الكتشاف حقائق جديدة‪ ،‬والتثبت من حقائق قديمة‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الكتشاف المعرفة وتطويرها وتحقيقها وعرضها‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪ -‬عملية هادفة‪ :‬هدفها تفسير شكل العالقات بين الظاهرات وتحليلها‬

‫‪ -‬التعميم‪ :‬هدف من أهداف البحث (يرتبط وجود المعادن الفلزية‬

‫‪ -‬التفسير‪ :‬تفسير ما هو موجود والبعد عن الغيبيات (البحث في‬

‫‪ -‬التحقق من صدق النتائج‪ :‬عدم تناقض أجزاء البحث‪ ،‬وعدم تناقض‬

‫‪ -‬المرونة‪ :‬قابل للمراجعة والتحقق والتطور‪.‬‬

‫‪ -‬الموضوعية‪ :‬بعيداً عن نزعات وميول الباحث‪.‬‬

‫‪ -‬التحليل‪ :‬تحليل الظاهرة إلى عناصرها األساسية (عناصر المناخ)‪.‬‬

‫‪ -‬التركيب‪ :‬إعادة تركيب العناصر مرة أخرى لمراجعة التحليل السابق‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪8‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫الرغبة في البحث واالقتناع بالموضوع‪ .‬والصبر والتحمل‪ :‬لطول البحث (اختيار‬

‫‪9‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫ويشمل وصف الظاهرة‪ ،‬ويعتمد على تجميع الحقائق ثم تحليلها وتفسيرها‬

‫يعتمد على التفسير والتوثيق للحقائق التاريخية‪.‬‬

‫دراسة الظاهرة وأسبابها والعوامل المؤثرة فيها‪.‬‬

‫دراسة جميع خصائص اإلقليم التي تميزه عن غيره من األقاليم‪.‬‬

‫دراسة موضوع محدد وتغطيته من جميع الجوانب‪.‬‬

‫المالحظة – الفرضية – التجريب لنصل إلى القانون العلمي‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫المالحظة‪ :‬وهي مراقبة الظاهرة الجغرافية وما يط أر عليها من تغيرات‪،‬‬

‫‪ -‬التعرف على موضوع الخريطة‪ :‬من خالل العنوان أو محتوى الخريطة‪.‬‬

‫‪ -‬ترجمة مقياس الخريطة للتعرف على حجم الظاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد الموقع الجغرافي للظاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة مفتاح الخريطة واستخراج المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬االستنتاج وهو مجموعة النتائج التي استخلصها من الخريطة‪.‬‬

‫استقراء الجداول اإلحصائية‪:‬‬

‫‪ -‬التحليل‪ :‬تقديم المالحظات حول محتوى الجدول (التطور‪ ،‬التباين‪ ،‬التنوع)‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪ -1‬بحوث نيـل الشـــــــ ـهـادة الجـامليـة األولس (البكـالوريوس والليســــــــــان ) والعليـا‬

‫‪ -1‬تدريب الطالب على التفكير الجغرافي والنقد الحر‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪ -3‬إظهار قدرة الطالب في موضوع ما لم يتناوله االستاذ بالشرح والتفصيل‪.‬‬

‫‪ -2‬البحوث العلمية االعتيادية‪:‬‬

‫ويُقصههد بتلك البحوث أنها هي التي تقدم في الندوات والمؤتمرات أو للنشههر‬

‫‪13‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫‪14‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫وتصنف مصادر البيانات والمعلومات إلى نوعين‪:‬‬

‫‪15‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫بنك المعرفة المصري )‪Egyptian Knowledge Bank (EKB‬‬

‫‪16‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫بوابة الطالب والمعلمون‪:‬‬

‫‪17‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫وتحتوي على العديد من مصههادر المعلومات األكاديمية المتخص هصههة س هواء‬

‫‪18‬‬ ‫د‪ .‬خالد محمد مدكور‬

‫الصفحة الرئيسية لبنك المعرفة المصري‬