Professional Documents
Culture Documents
تغيير الوظيفة أو البقاء فيها
تغيير الوظيفة أو البقاء فيها
تعددت اآلراء حول المدة القصوى لبقاء الموظف في وظيفته قبل اتخاذه قرار مغادرتها.
فهناك من يستحسن مغادرة الموظف وظيفته كل أربع سنوات.
وهناك من يفضل المغادرة كل سبع سنوات ،إلى غير ذلك من اآلراء.
أعتقد أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في قرار تغيير الوظيفة ،فعلى سبيل المثال:
• وجود فرص التطوير والتحسين.
• مستوى الثقة بين فريق العمل.
• مناسبة المقابل المالي والحوافز للعطاء المقدم من الموظف.
• الشعور بقيمة ما يقدم وتوافقه مع أهدافه واهتماماته.
• مدى الكفاءة والقدرة على أداء المهام الموكلة له وتوافقها مع قدراته وصقل مواهبه.
• التوجيه والتقييم والتغذية الراجعة المستمرة حول األداء.
• االحترام والتقدير وتحقيق العدالة والقيم في بيئة العمل.
• كفاءة القيادة.
فقرار البقاء أو المغادرة يبنى على مدى توفر هذه العوامل ومالئمتها للموظف.
قد يبقى اإلنسان في منظمة واحدة إال أنها متجددة متعلمة مستثمرة في موظفيها وتتوافق مع أهدافه،
فسيبقى الموظف بمستوى عطاء متجدد
مقصودا لذاته .والعوامل أعاله قد تكون أهم ما يؤخذ بعين االعتبار قبل
ً والعكس بالعكس .فليس التغيير
اتخاذ القرار.
حب الموظف للوظيفة التي يؤديها ،ومدى ابتكاره وتطويره فيها ،عوامل تساعد على البقاء الوظيفي.
انخفاض الحماس والرغبة في العمل ،عامل يؤدي إلى تغيير الوظيفة.
ً
مظروفا بظروفه. أمرا
مقصودا لذاته ،وقد يكون ً
ً أمرا
األمر محتمل لكال األمرين :فقد يكون تغيير الوظيفة ً
سواء للموظف أم للوظيفة نفسها .كما أنه قد يكون ألجل إيجاد
ً فقد يكون التغيير ألجل التطوير والتحسين
موظف أفضل واالستغناء عن الموظف الحالي كونه ال يقوم بواجبات الوظيفة على أكمل وجه.
ُينصح الموظف بالبقاء في وظيفته عندما :يبدع في الوظيفة ،ويعمل على تطوير نفسه وتطوير الوظيفة،
فمن األفضل بقاؤه فيها.
ُينصح الموظف بقص تذكرة لمغادرة وظيفته عندما :يصل الموظف لحالة من الجمود وعدم التطور ،فمن
سعيا لتجديد الدماء والتطوير من خالل تدوير الموظفين.
ً األفضل له وللوظيفة مغادرتها إلى مكان آخر؛
بفضل الله -تعالى -علي مررت بعدة تجارب قمت فيها بتقديم اعتذار عن المنصب الذي كنت أشغله بسبب
أنني وجدت نفسي في تلك اللحظة قد قدمت كل ما أستطيعه لتطوير العمل في ذلك المكان وأن الوقت
قد حان ألن يأتي شخص آخر؛ ليكمل المشوار .وفي كل مرة يكون االنتقال لمكان أفضل من سابقه ولله
الحمد .والقاعدة عندي :متى ما وصل اإلنسان لمرحلة ال يستطيع تقديم أفضل مما قدمه فليترك المكان
طوعا قبل أن يقال له اتركه.
ً
أ /أسعد الفيفي
ب �����ان ْ
واغ���تَ � ِ��ر ِ األ ْو َط� َ ���دع َ
اح����ة َف ِ ��ن َر َ
ِم� ْ أدب
ِ عقل وذي ٍ المقام لذي
ِ ما في
ب
الن َص ِ ْ
يذ ال َع ْي ِش ِفي َّ َ
إن ل ِذ َ َو ْان ِص ْب َف َّ ت��ف��ارق��ه
ُ ��م���ن ً
ع���وض���ا ع� َّ س���اف���ر ت��ج��د
ب إن َل ْم َي ْج ِر َل ْم َي ِط ِ �اب َو ْ ِإ ْن َسال َط� َ �ده
����وف ال���م���اء ي��ف��س� ُ
����ت وق� َ
إن���ي رأي� ُ
يصب
ِ القوس لم ِ فراق
ُ هم لوال والس ُ
َّ فراق األرض ما افترست ُ واألسد لوال
ُ
ب ��ن َع� َ�ر ِ
َ � مِ و �م
� �ج
�
ْ ُ ْ ٍ َ ع �ن� مِ �اس
ُ � َّ
�ن � ال ا َل َمَّل َ
ه ً
دائمة الفلك
ِ والشمس لو وقفت في
�ب
إل���ي���ه ف���ي ك���ل ح��ي��ن ع��ي��ن م��رت��ق� ِ وال���ب���در ل���وال أف����ول م��ن��ه م��ا نظرت
الحطب
ِ ن��وع م��ن
ٌ �ود ف��ي أرض��ه وال��ع� ُ ب ُم� ْ�ل� َ�ق��ى ف��ي َأ َم� ِ
�اك��نِ ��ه وال��تّ � ْ�ب� ُ�ر ك��ال� ُّ�ت� ْ�ر ِ
��ب ����ز ك���ال� َّ
��ذ َه� ِ اك َع� َّ
���ر َب َذ َ وإن تَ � َ
���غ� َّ ْ م��ط��ل��ب��ه
ُ َّ
ع������ز ����رب ه������ذا
ف������إن ت�����غ� َّ
سأناقش تغيير الوظيفة من الزواية المهنية والتصنيف النمطي ،وسأتناول نوعين من الوظائف:
الوظائف الهيكلية ،والوظائف التي تعتمد على المهارات الشخصية:
الوظائف الهيكلية :يعتمد تغيير الوظيفة على طبيعتها ،من كونها :فنية ،أو إشرافية ،أو قيادية .فالوظائف
الفنية التشغيلية (المصانع ،التقنية ،الكتابية ،التنسيقية ،إلخ )..أعتقد أن 5سنوات كافية ،فإن كان والبد فال
تتعدى 7سنوات ،ويفضل بعدها إن لم تتطور مؤهالته ويرتقي إلى وظيفة إشرافية البحث عن منظمة جديدة
يطور فيها نفسه .وأما الوظائف اإلشرافية فتكفي فيها 5سنوات كحد أقصى ،وبعدها تبدأ رحلة الوظائف
كثيرا وال نهاية لها.
ً القيادية التي تتعدد درجاتها
الوظائف التي تعتمد على المهارات الشخصية والخبرات المتراكمة ،مثل :مندوب المبيعات ،والتسويق،
نظرا للتنافس في سوق
ً وكذلك المشتريات ،فهذه تتسم بعدم االستقرار أصلاً ،فالتغيير فيها هو األصل؛
العمل ،وكذلك كثرة فرص الترقية فيها ،وهي مغرية لجاذبية العائد المادي الكبير ،إال أن تحدياتها كثيرة على
سلوك الفرد والكسب الحالل.
عودا إلى المبتدأ :هناك آثار سلبية كثيرة للبقاء طويلاً في الوظائف الفنية على التفكير والسلوك ،وتمتد
ً
هذه اآلثار إلى مرحلة ما بعد التقاعد ،حيث تنهار صحة الذين ألفوا وظائفهم عشرات السنين ،وقولبوا أنفسهم
عليها.
ومحددا ،فمثلاً :عندما يكون هناك التزامات مالية أو دراسية على الموظف،
ً اختياريا
ًّ ً
أحيانا يكون ترك العمل
وهذه الوظيفة تساعده في تخطي هذه االلتزامات ،فإنه يبقى بها حتى يتم االنتهاء من تلك االلتزامات.
خصوصا إذا كان حديث التخرج أو لم يسبق له العمل أو لدى
ً ً
أحيانا يكون الهدف من تغيير الوظيفة :أخذ الخبرة،
طموحا وتطلعات ال تتواجد في بيئة العمل الحالية.
ً الموظف
هناك أسباب طارئة تدفع الموظف لترك العمل ،وأعتقد أنها واضحة لدى األغلب.
ُينصح الموظف بالبقاء في وظيفته:
ً
هدفا يتمثل في اكتساب الخبرة ،وتتوفر األدوات المساعدة على تطوره داخل بيئة العمل. •عندما يضع له
•عندما يتاح له االلتحاق بدورات تدريبية تطور من مهاراته.
•عندما تساعده بيئة العمل في بناء سمعة وظيفية جيدة.
ُينصح الموظف بقص تذكرة لمغادرة الوظيفة:
•عندما تستمر المشكالت المالية أو اإلدارية المؤثرة على حياته بشكل عام.
ً
شيئا. •عندما ال يكون لديه التزامات عاجلة ،وفي الوقت ذاته ال تضيف له بيئة العمل
•عندما لم تعد أنت كموظف تقدم العمل بالمستوى الذي يليق بك ،فابحث عن عمل آخر؛ فجمال العمل
ومتعته في أن تبدع فيه ،إضافة إلى أن استمرارك في العمل بهذا النمط لن يحقق لك الرضا الوظيفي
المأمول.
ترك الوظيفة فكرة تحتاج لتروي حتى ال يكون هناك ندم ،وحتى ال يقع الموظف في مقارنة دائمة بين الوضع
السابق والحالي.