You are on page 1of 44

‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫محاضرات في ‪:‬‬

‫تشريح و فيزيولوجيا الجهاز العصبي‬


‫المركزي‬
‫لطلبة السنة الثانية ماستر علم النفس المدرسي و صعوبات التعلم‬

‫من إعداد الدكتورة ‪ :‬مريامة حنصالي‬

‫مختصة في علم النفس العيادي‬

‫قسم‪ :‬علم النفس‬

‫جامعة ‪ :‬محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول ‪ :‬أقسام و مكونات و وظائف الجهاز العصبي المركزي‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الجهاز العصبي المركزي‬

‫‪ /1‬المخ أو الدماغ ‪.‬‬

‫‪ 1-1‬مقدم المخ ‪ /‬مقدم الدماغ‪.‬‬

‫‪ / 2-1‬المخيخ ‪.‬‬

‫‪ / 3-1‬جذع المخ ‪.‬‬

‫‪ 1-3-1‬النخاع المستطيل ‪.‬‬

‫‪ 2-3-1‬القنطرة ‪.‬‬

‫‪ 3-3-1‬الدماغ األوسط ‪ :‬أو المخ االوسط‪.‬‬

‫‪ 4-3-1‬المخ الثنائي‪.‬‬

‫‪ /2‬النخاع الشوكي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬الجهاز العصبي الطرفي‪.‬‬

‫‪/1‬الجهاز العصبي الالإرادي ‪ /‬الذاتي ‪ /‬المستقل‪.‬‬

‫‪ 1-1‬المجموعة السمبثاوية ‪.‬‬

‫‪ 2-1-1‬وظائف المجموعة السمبثاوية ‪.‬‬

‫‪ 2-1‬المجموعة البراسمبثاوية ‪.‬‬

‫‪ 1-2-1‬االختالف البنائي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ 2-2-1‬االختالفات الكيميائية ‪.‬‬

‫‪ /2‬الجهاز العصبي الطرفي البدني أو الجسمي‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬التخصص الوظيفي للفصوص الدماغية و إشكالية الالتناظر بين النصفين الكرويين‬
‫المخيين‬

‫أوال ‪/‬لتخصص الوظيفي للفصوص الدماغية ‪.‬‬

‫‪ /1‬الفصوص االمامية ‪.‬‬

‫‪ /1-1‬التخصص الوظيفي للفصوص األمامية ‪.‬‬

‫‪ /2‬الفصوص الجدارية ‪.‬‬

‫‪ /1-2‬التخصص الوظيفي للفصوص الجدارية‪.‬‬

‫‪ /3‬الفصوص الصدغية ‪.‬‬

‫‪ /1-3‬التخصص الوظيفي للفصوص الصدغية ‪.‬‬

‫‪ /4‬الفصوص القفوية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬التخصص الوظيفي لنصفي كرة المخ و اشكالية الالتناظر بينهما‪.‬‬

‫‪ /1‬تعريف السيادة النصفية ‪.‬‬

‫‪/2‬االختالفات التشريحية بين نصفي الدماغ ‪.‬‬

‫‪/3‬الالتناظر الوظيفي للمخ ‪.‬‬

‫‪/4‬الفروق الدماغية بين الجنسين ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪4‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫مقدمة‬
‫يتحدد السلوك البشري بمجموعة من العوامل المتداخلة ( النفسية‪-‬االجتماعية‪-‬البيوبلوجية و العصبية)‪،‬‬
‫ولهذا عدت الظاهرة االنسانية من أعقد ما يمكن دراسته و التحكم فيه ‪.‬‬
‫و نظ ار لتعدد تخصصات و مجاالت علم النفس تدرس مقاييس تتالئم و طبيعة كل تخصص‪ ،‬غير أن‬
‫القاسم المشترك بينها جميعا هو هذه العضوية التي تحوي التغيرات النفسية‪-‬االجتماعية و البيئية الثقافية‬
‫‪....‬هذا األنموذج الفريد و المتفرد الذي يصنع من االنسان تميزه ‪ ،‬إنه معجزة هللا في خلقه و مركز إدارة‬
‫كافة االستجابات اإلرادية و الالإرادية ‪.....‬إنه الدماغ البشري‪.‬‬
‫يعود الفضل لعلم التشريح و الفيزيولوجيا و علم النفس العصبي في معرفة نظم المعالجة المعرفية التي‬
‫تنتج التفكير و التعلم و اللغة و اإلدراك و الفهم ‪ ،‬و تشكل القشرة الدماغية مرك از لتلك العمليات العقلية‬
‫العليا‪.‬‬
‫و ألن العمليات العقلية هي جور تخصص علم النفس المدرسي و صعوبات التعلم ‪ ،‬كانت الحاجة ماسة‬
‫إلعداد مطبوعة حول تشريح و فيزيولوجيا الجهاز العصبي المركزي تتضمن أساسيات من علم التشريح‬
‫والفيزيولوجيا و حتى مختلف الوظائف المنوطة بأجزاء الدماغ ‪.‬‬
‫لقد شكلت صعوبات التعلم ( بشقيها األكاديمي و النمائي ) محور اهتمام الباحثين التربويين وعلماء النفس‬
‫لما لها من انعكاسات على التحصيل األكاديمي للتالميذ ‪ ،‬وكذا على ظهور بعض المشكالت السلوكية‬
‫لديهم كفرط النشاط الحركي و العدوانية أو الميل لالنسحاب ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يشير ( محمود عوض هللا سالم ‪ ،‬مج دي أحمد الشحات ‪ ،‬أحمد حسن عاشور‪)2008،‬‬
‫إلى أن العالقة بين صعوبات التعلم النمائية و صعوبات التعلم األكاديمية هي عالقة سبب ونتيجة ‪،‬‬
‫حيث تشكل األسس النمائية للتعلم المحددات الرئيسية للتعلم األكاديمي و كافة األداءات المعرفية التي‬
‫يفرزها أو ينتجها النشاط العقلي المعرفي‪.‬‬

‫يختص الجهاز العصبي بكافة األنشطة العقلية و هو الجهاز الذي يسيطر على أجهزة الجسم المختلفة‬
‫لضبط و تكييف و تنظيم العمليات الحيوية المختلفة الضرورية للحياة بانتظام و بتآلف تام ‪ ،‬فيقوم كل‬
‫عضو بما خصص له في الوقت المناسب ‪ ،‬و تشمل هذه العمليات االرادية التي نقوم بها بمحض إرادتنا‬
‫و كذلك العمليات غير االرادية التي ال قدرة و ال سيطرة لنا على تسييرها ‪.‬‬

‫ومن العسير علينا ان نتفهم الجهاز العصبي في مجموعه قبل أن نعرف أقسامه التشريحية و الوظيفية‬
‫قسما قسما ‪ ،‬و لكن يجب علينا أن نتذكر أن هذا التقسيم اصطالحي من وضع االنسان نفسه‪ ،‬فالجهاز‬

‫‪5‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫العصبي يقوم بأداء وظائفه وحدة متكاملة‪ ،‬شأنه في ذلك شأن االجهزة المعقدة ‪( .‬احمد عبد الخالق ‪،‬‬
‫‪ ، 1986‬ص ‪) 10‬‬

‫يتألف الجهاز العصبي من قسمين رئيسيين هما ‪ :‬الجهاز العصبي المركزي و الجهاز العصبي المحيطي‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬الجهاز العصبي المركزي ‪:‬‬

‫يتكون الجهاز العصبي المركزي من المخ و النخاع الشوكي ‪ ،‬و هما مجموعة من األنسجة العصبية التي‬
‫تمأل الجمجمة و العمود الفقري ‪ ،‬و كل تفرعاتهما العصبية‪ ،‬و يسمى أحيانا بالجهاز العصبي اإلرادي ‪.‬‬
‫تتكون أنسجته من م ادة سنجابية و مادة بيضاء ‪ ،‬و األخيرة توصل المعلومات من العالم الخارجي أو من‬
‫أجزاء الجسم إلى المادة السنجابية ‪ ،‬و هي الخاليا العصبية الكاملة حيث أن البيضاء تتألف من الياف‬
‫عصبية فقط ‪ .‬و تغلف المخ أو الدماغ و النخاع الشوكي ثالثة أغشية أولها رقيق و يسمى االم الحنون و‬
‫يليه العنكبوتية ‪ ،‬و آخرها من الخارج غشاء ليفي قوي يسمى األم الجافية ‪ .‬و أخي ار يحيط بالدماغ و‬
‫النخاع الشوكي سائل حافظ يسمى السائل المخي الشوكي يمد الجهاز بالغذاء ‪.‬‬

‫‪ /1‬المخ أو الدماغ ‪:‬‬

‫هو تكوين عصبي محفوظ داخل غشاء الجمجمة ‪ .‬و ينقسم إلى ثالثة أقسام عامة تنقسم بدورها إلى أقسام‬
‫اخرى كثيرة ‪ .‬و هي مقدم الدماغ و المخيخ و جدع الدماغ ‪.‬‬

‫‪ 1-1‬مقدم المخ ‪ /‬مقدم الدماغ ‪ :‬هو أكبر جزء بالدماغ يتكون من نصفي كرة ينقسمان طوليا و عن‬
‫طريق شق روالندو ‪ .‬يقسم كل نصف إلى فصوص صغيرة تفصلها هي األخرى شقوق صغيرة و تسمى‬
‫هذه الفصوص تبعا للعظام التي تقع تحتها بالجمجمة ‪ .‬و يغطي سطح مقدم الدماغ أعداد كبيرة من‬
‫التالفيف المتصلة ببعضها اتصاال تاما‪.‬‬

‫و يتكون السطح الخارجي لمقدم الدماغ من مادة سنجابية لونها رمادي و هي النيورونات المرسلة العاملة‪،‬‬
‫أما جزئه الداخلي فيتكون من مادة بيضاء و هي الخاليا العصبية الموصلة فقط‪ ،‬ولكل واحد من التالفيف‬
‫على كل جانب منه وظيفة حسية ( مستقبلة لإلثارة ) و أخرى حركية (مصدرة لالستجابة ) و هناك اثنا‬
‫عشرة زوجا من االعصاب تخرج من ثقوب بالجمجمة بدايتها قشرة المخ و نهايتها مناطقها الوظيفية‬
‫الموزعة على الجلد و العضالت و األعضاء الموجودة بالرأس و الرقبة و لكل من هذه األعصاب‬
‫الدماغية رقمه الخاص ‪ (.‬عبد الفتاح محمد دويدار ‪ ،2006 ،‬ص ص ‪) 135-134‬‬
‫‪6‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫تنشا هذه األعصاب من المركز السفلي للدماغ خصوصا من جدع الدماغ و هي تنقل معلومات حسية‬
‫إلى الدماغ من العين و األذن و االنف و الفم ومن ذات المستقبالت الحسية لذات الحبل الشوكي و هي‬
‫كذلك تنقل سياالت عصبية للسيطرة الحركية على العين و الفم و الوجه و اللسان و الحنجرة و لها كذلك‬
‫دور اساسي في السيطرة على العضالت الملس اء و الغدد في المنطقة الحشوية للجسم (وجيه محجوب ‪،‬‬
‫‪ ، 2002‬ص ‪) 81‬‬

‫وتقسم هذه االعصاب وظيفيا إلى أعصاب حسية و أعصاب حركية و أعصاب مختلطة‪.‬‬

‫أ‪ /‬األعصاب الحسية ‪:‬‬

‫*‪/‬العصب الشمي‬
‫*‪/‬العصب البصري‬
‫*‪/‬العصب السمعي‬
‫ب‪ /‬األعصاب الحركية‪:‬‬
‫*‪/‬العصب الحركعيني‬
‫*‪/‬العصب البكري ( يحرك العين بطريقة دائرية )‬
‫*‪/‬العصب المبعد ( يحرك المقلة أفقيا )‬
‫*‪/‬العصب المساعد‪ /‬التابع‪( /‬حركة الرقبة الدائرية و الرأسية )‬
‫*‪/‬العصب تحت اللساني ( يحرك اللسان عند المضغ و البلع و الكالم )‬
‫أما األعصاب المختلطة االربعة الباقية فهي ‪:‬‬
‫*‪ /‬العصيب المثلث او التوأمي الثالثي ( يتصل بحركات المضغ و االحساس بالوجه )‬
‫*‪ /‬العصب اللساني البلعومي (االحساس بالذوق و الح اررة من الحلق كما يتصل بالحركات‬
‫الخاصة بالبلع و القيئ )‬
‫*‪ /‬العصب التائه او المبهم( أول جزء من الجهاز العصبي التلقائي ‪ ،‬يتصل بالقلب و األوعية‬
‫الدموية و األحشاء كما يتدخل في االحساس بالذوق )‬
‫*‪ /‬العصب الوجهي ( يختص بتحريك عضالت الوجه عند التعبير و كذا الذوق) ( خليل ابراهيم‬
‫البياتي ‪ ،2000 ،‬ص‪) 40‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ / 2-1‬المخيخ ‪:‬‬

‫ثاني جزء من حيث الحجم يقع في مؤخرة الرأس و هو من المراكز الهامة بالنسبة للحركة الجسمية وينقسم‬
‫المخيخ إلى شطرين يلتصقان ببطن مقدم المخ ( الجزء الخلفي منه ) و بظهر القنطرة و النخاع‬
‫المستطيل‪ ،‬و يتكون من لحاء خارجي مادته سنجابية و نخاع داخلي من مادة بيضاء تتفرع خالياها‬
‫وانسجتها على شكل الشجر‪ .‬و يتصل المخيخ بالجدع عن طريق ثالث حزم عصبية ‪.‬‬

‫يعمل المخيخ دائما بالمستوى الالشعوري ‪ .‬فهو يربط و يضبط االنشطة العضلية و يتحكم في زمن‬
‫توقفها‪ ،‬عالوة على أنه يوازن بين األفعال المنعكسة التي تحافظ على توازن و انتصاب قامة الكائن الحي‬

‫( عبد الفتاح محمد دويدار‪ ، 2002 ،‬ص ‪) 156‬‬

‫و تتمثل الوظائف الرئيسية للمخيخ في ‪ :‬وظائف الذاكرة الحركية ‪ ،‬االشتراك في التكامل و التناسق‬
‫الحسي الحركي ‪ ،‬أساس للتعلم الحركي ‪ ،‬مرشح النشاط الحركي الدقيق ‪ ،‬يستقبل االستثارة العصبية‬
‫الحسية من الجلد و العضالت و األوتار و األربطة و دهليز األذن و العينين و األذن و القشرة المخية‬
‫والعائد المرتد من اتصال معلومات المخيخ بالشرة المخية( عبد الوهاب محمد كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 70‬‬

‫‪ / 3-1‬جذع المخ ‪:‬‬

‫و يسمى عنق الدماغ في بعض المراجع ‪ ،‬و يشغل الجزء المتبقي من الجمجمة و جزء آخر داخل مقدم‬
‫المخ ‪ ،‬وظيفته مساندة الوظائف العصبية العظمى بالمخ ‪ ،‬و ينقسم إلى أربعة أجزاء ‪.‬‬

‫‪ 1-3-1‬النخاع المستطيل‪:‬‬

‫توصل هذه المنطقة المخ بالنخاع الشوكي ‪ ،‬لذلك فإن المادتين البيضاء و السنجابية تختلطان فيها قبل‬
‫انفصالهما ثانية بالنخاع الشوكي بعكس ترتيبهما األصلي بالمخ ‪ .‬و يحتوي النخاع المستطيل على ألياف‬
‫عصبية حوية يترتب عليها بقاء الكائن الحي على الحياة‪ .‬و هي األعصاب المتصلة بالقلب و التي تتحكم‬
‫في سرعته ‪ ،‬اثنتان من مراكز التنفس الثالث التي تتحكم في عمق و سرعة التنفس ‪ :‬مراكز التحكم في‬
‫األوعية الدموية و عن طريهما يتم توسيع أو تضييق مجاري الدم مما يسبب انخفاض أو ارتفاع الضغط‬
‫الدموي ‪ .‬و كلها وظائف تتصل بالحفاظ على التوازن الداخلي للجسم ‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن النخاع‬
‫المستطيل يحوي مراكز القيئ ‪ ،‬العطس ‪ ،‬الكحة و البلع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ 2-3-1‬القنطرة ‪:‬‬

‫معظم القنطرة مكون من المادة البيضاء ‪ ،‬و هي المادة العصبة الموصلة فقط و المكونة أساسا من أنسجة‬
‫مايلين و المساعدة على سرعة اإلرسال العصبي ‪ .‬أي أن القنطرة عبارة عن مجاري عصبية توصل‬
‫اإلشارات الواردة و الصادرة من مناط الحس و إليها ‪ .‬و إصابة هذه المنطقة يتسبب في تعثر الحركات‬
‫االرادية ‪ ،‬فقدان التوازن ‪ ،‬أو ارتباك التنفس ‪ .‬و ذلك تبعا لمكان التلف بالقنطرة ‪ (.‬عبد الفتاح محمد‬
‫دويدار‪ ، 2002 ،‬ص‪-‬ص ‪.) 137-136‬‬

‫‪ 3-3-1‬الدماغ األوسط ‪ :‬أو المخ االوسط ‪:‬‬

‫يتكون من جزئين رئيسيين ‪ ،‬السقف ‪ ،‬و الغطاء ‪ .‬و يقع السقف في الجزء الظهري من الدماغ االوسط‬
‫وأجزاؤه األساسية تشمل األكيم ة العلوية و األكيمة السفلية ‪ ،‬و هي تظهر على شكل أربعة نتوءات على‬
‫سطح جذع الدماغ‪.‬‬

‫األكيمة العلوية هي جزء من جهاز االبصار ‪ ،‬وهي بشكل أساسي لها عالقة باالنعكاسات البصرية وردود‬
‫الفعل للمثيرات المتحركة ‪ ،‬أما االكيمة السفلية فهي جزء من الجهاز السمعي ‪ .‬وعليه و مقارنة باإلنسان‪،‬‬
‫فإن األكيمة السفلية عند الوطواط أكبر منها عند االنسان ‪ ،‬و ذلك ألنه يستقبل الصدى و يستطيع تحديد‬
‫التركيب في الفضاء ‪ .‬و السبل أو الممرات من األكيمات تتصل مع الخاليا الحركية و تؤثر على حركة‬
‫الرقبة و الرأس كاستجابة للمعلومات البصرية أو السمعية ‪.‬‬

‫أما الغطاء فهو يكون الجزء أسفل السقف من الدماغ األوسط ‪ ،‬و يشمل النهاية األمامية للتكوين الشبكي‪،‬‬
‫و عدد من النوى التي تضبط حركة العين ‪ ،‬و النواة الحمراء ‪ ،‬و المادة السوداء ‪ ،‬و المنطقة البطنية من‬
‫الغطاء ‪ ،‬و المادة الرمادية حول القناة الدماغية تسمى ( بالمسال ) ( محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬ص‪) 60‬‬

‫و يمثل الدماغ االوسط مركز اتصال من مسارات األلياف العصبية بين المخ و بقية أجزاء الجسم‪.‬‬
‫مسؤول عن الميكانيزمات األساسية للتنشيط و بالتالي االنتباه ‪ ،‬ضبط االنعكاسات المخية ‪ :‬رمشة العين ‪،‬‬
‫حركة الرأس الفجائية كاستجابة لمثير معين ‪،‬انعكاسات انسان العين ‪ ،‬االنعكاسات السمعية ‪ ،‬و لذلك‬
‫فإن كثي ار من صعوبات التعلم كالعسر القرائي و مشكالت الفهم قد ترجع إلى اضطراب المخ األوسط في‬
‫عالقته بالقشرة المخية ‪ (.‬عبد الوهاب محمد كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 69‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ 4-3-1‬المخ الثنائي ‪:‬‬

‫يتكون من جزئين هامين هما الثالموس و الهيبوتالموس ‪ ،‬و معنى ثالموس ‪ :‬السرير من اليونانية‬
‫القديمة‪.‬‬

‫* الثالموس منطقة اتصال عصبي بين كل أجزاء المخ ‪ .‬يقوم بتجميع الرسائل العصبية من النوع الواحد‪،‬‬
‫سواء وردت من منقطة واحدة أو من مناطق مختلفة ‪ ،‬من كل مراكز الحس فيماعدا الشم ‪ ،‬ثم يوصلها‬
‫موحدة إلى المنطقة الخاصة بها باللحاء ‪ .‬كما يحتوي الثالموس على بعض أطراف الجهاز المنشط‬
‫الشبكي وهو بذلك جزء من الجهاز المسؤول عن اإلفاقة (اليقظة ) و نشاط الكائن الحي‪ (.‬عبد الفتاح‬
‫محمد دويدار ‪، 2002 ، ،‬ص ‪) 138‬‬

‫و يعتقد أنه يشترك في تنظيم المظاهر الخارجية لالنفعاالت ألنه مسؤول عن االنتباه االنتقائي فالمهاد‬
‫األيسر يساعد في توجيه االنتباه لألشياء و الظواهر التي نترجمها لكلمات ‪ ،‬أما المهاد األيمن فيساعدنا‬
‫في تركيز انتباهنا نحو الصور البصرية ‪ (.‬محمد عبد الوهاب كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 71‬‬

‫تؤدي االصابة في المهاد األيسر إلى تدني المهارات المعرفية اللفظية ‪ ،‬أما في المهاد األيمن فترتبط‬
‫اإلصابة بتدني أو خلل في القدرة المكانية و إدراك الوجوه و الموسيقى ‪ ،‬و بشكل عام فإن اصابات المهاد‬
‫تؤثر على ترحيل المعلومات إلى االجزاء المختلفة للقشرة الدماغية ‪ ،‬و أحيانا تكون االعراض الناتجة‬
‫مؤقتة و هذا قد يعني أن ممرات جديدة يمكن أن تكون قد تكونت (محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪) 60‬‬

‫*أما الهيبوثالموس و موقعه جنوب المخ الثنائي ‪ ،‬فله وظائف متعددة ‪ ،‬فهو المتحكم في درجة ح اررة‬
‫الجسم ‪ ،‬ألنه ينظمها بحيث تظل ‪ 37‬سنتجراد تحت كل الظروف ‪ ،‬بأن يوسع أوعية الدم بالجلد أو‬
‫يضيق ها تبعا للمتطلبات الداخلية و الخارجية للجسم ‪ ،‬عالوة على أنه يتحكم أيضا في توازن كمية المياه‬
‫لنفس األسباب ‪ ،‬و للهيبوثالموس السلطة على التحكم في كمية الغذاء الذي يتناوله الكائن الحي ‪ ،‬وكمية‬
‫(عبد الفتاح محمد‬ ‫العصارات الهضمية التي يفرزها و له اتصال مباشر بالجزء الخلفي للغدة النخامية ‪.‬‬
‫دويدار ‪، 2002 ،‬ص‪) 138‬‬

‫و هو كذلك منطقة تكامل الوظائف الدافعية‪ ،‬فهو يشترك في عمليات الضبط او التحكم في السلوك‬
‫العدواني ‪ ،‬النشاط الجنسي النوم و اليقظة ‪ ،‬ضغط الدم و االنفعاالت ‪ ،‬بعض وظائف الفص االمامي‬

‫‪10‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫والجهاز العصبي المستقل ن ذاكرة األحداث القريبة و بعض خصائص التعلم ‪ (.‬عبد الوهاب محمد كامل‬
‫‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 70‬‬

‫رسم توضيحي يبين مكونات جدع الدماغ إضافة إلى بعض أجزاء الجهاز الحوفي ‪.‬‬

‫و يمتد عبر جدع الدماغ الى غاية القشرة المخية مجموعة من الخاليا العصبية التي تتجمع و تبدو‬
‫كالشبكة يطلق عليها التكوين الشبكي ‪.‬‬

‫التكوين الشبكي ‪:‬‬

‫يتكون من العديد من النوى بشكل مفرد ‪ ،‬و هو يتكون أيضا من شبكة من النيورونات و عمليات تشمل‬
‫الشجيرات و المحاور ‪ ،‬و يشغل التكوين الشبكي مركز الدماغ من أسفل حدود النخاع إلى أعلى حدود‬
‫الدماغ األوسط ‪ .‬و يشكل التكوين الشبكي نقاط البدء لنشاط الدماغ الحيوي ‪ ،‬و بسبب ذلك فهو عادة‬
‫يشار له بجهاز االثارة ( النشاط) الشبكي حيث يلعب هذا الجهاز دو ار مهما في اثارة القشرة الدماغية وف ي‬

‫‪11‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫تنظيم عمليات النوم و االستيقاظ كذلك فإن النوى الخاصة بإدامة الحياة و شبكة واسعة من االتصاالت‬
‫تصل إلى القشرة الدماغية من هذا الجهاز‪.‬‬

‫باإلضافة الى ذلك يلعب جهاز االثارة الشبكي دو ار مهما في عملية االنتباه االختياري ‪ ،‬فهو يقرر أي‬
‫المعلومات تمر الى القشرة الدماغية و أي المعلومات تمنع ‪ ،‬و هي وظيفة هامة إذا ما أخذنا بعين‬
‫االعتبار حجم المعلومات القادمة من الحواس و البيئة الخارجية ‪ ،‬أي أنه يعمل كمصف للمعلومات ‪ ،‬واذا‬
‫زادت عملية الفلترة – التصفية‪ -‬فإنه تظهر عند الطفل أعراض الحرمان الحسي ‪ ،‬أما إذا نقصت عملية‬
‫الفلترة فإن الطفل يصبح سهل التشتت‪ ،‬و أكثر تكي فا أو مرونة في البيئة التي فيها المثيرات الحسية متدنية‬
‫( منخفضة ) ‪ ،‬ويجعله متمسكا بمثير واحد ‪.‬‬

‫و عليه فإن التلف في جدع الدماغ و خصوصا جهاز االثارة الشبكي يحدث خلال في مستوى االثارة‬
‫والتوجيه و وعي الشخص بالمحيط (محمد عبد الرحمان الشقيرات‪ ، 2005 ،‬ص ‪) 62‬‬

‫و تتمثل الوظائف األساسية للتكوينات الشبكية في ما يلي ‪:‬‬

‫*‪ /‬تؤثر بطريقة مباشرة من خالل أجزاء المخ المختلفة و الحبل الشوكي على تغير الحالة الوظيفية‬
‫للقشرة الدماغية ‪ ،‬فمثال ‪ :‬تؤثر النبضات العصبية التي تصل من التكوينات الشبكية إلى القشرة الدماغية‬
‫على احتفاظها بحالة النشاط الالزمة لتنظيم استجابات الغدد المختلفة ‪.‬‬

‫*‪ /‬تعتمد حالة النوم أو حالة اليقظة و االنتباه ‪ ،‬حاالت وظيفية للمخ ‪ ،‬على مدى استثارة التكوينات‬
‫الشبكية ‪.‬فالنشاط العقلي الذي يقوم به االنسان غير ممكن بدون االنتباه ‪ ،‬فهو عامل أساسي عام يدخل‬
‫في أي عملية عقلية ‪ .‬النها تعتمد على درجة تركز االنتباه التي بدورها تتوقف على نشاط التكوينات‬
‫الشبكية ‪ ،‬حيث تؤدي استثارتها إلى وجود المخ في حالة اليقظة و العكس يرتبط بظهور حالة الكف التي‬
‫تؤدي الى النوم ‪.‬‬

‫*‪ /‬تأثير بعض المواد العالجية كالعقاقير مثل األمينازين و اللومينال يتم من خالل تلك التنظيمات‬
‫الشبكية ‪ ،‬ومن النا حية الطبية إذا حدث أي اضطراب بتلك المناطق فإن االنسان يعاني من حالة النوم‬
‫المرضية ‪ ،‬كاإلفراط في النوم أو قد يرتبط بظهور األرق ‪ (.‬عبد الوهاب محمد كامل ‪ ، 1994 ،‬ص‬
‫‪) 110‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫فهو بمثابة لوحة المفاتيح المسؤولة عن ايقاظ اللحاء لحقيقة وصول الرسا ئل الحسية‪ ،‬ومن ثم فإن الدفعة‬
‫الحسية الداخلة ( البصرية أو اللمسية أو غيرهما ) ال تتجه مباشرة إلى المنطقة المناسبة في اللحاء فقط ‪،‬‬
‫بل إنها ال بد أن تمر أيضا خالل التكوين الشبكي الذي ينبه منطقة واسع ة من اللحاء الستقبال هذه‬
‫الدفعة‪.‬‬

‫و باإلضافة إ لى وظيفته المنشطة فإن التكوين الشبكي يتضمن أيضا ميكانيزما كفيا ‪ ،‬بحيث تحجز بعض‬
‫المنبهات المختارة أو المنتقاة فال يترتب عليها استجابة ‪ ،‬و هذين الميكانزمين التنبيه و الكف هما اللذان‬
‫يجعالن من الممكن بالنسبة الم تعيش في قلب مدينة كبيرة ‪ ،‬أن تنام نوما هنيئا هادئا خالل ضجة‬
‫المرور المستمرة ‪ ،‬بينما تستيقظ في الحال إذا ما صاح طفلها ‪ .‬و تعمل معا وظائف التنبيه و الكف‬
‫للتكوين الشبكي لتسبب عديدا من المالمح المألوفة للسلوك ‪.‬‬

‫إ ن أول سلوك يحتمل ان نالحظه على احد األشخاص الذين يستقبلون منبها ‪ ،‬هي أنه سيتوقف و ينظر‬
‫و يستمع ‪ ،‬أي أنه سيوجه انتباهه ‪ ،‬و ان القيام بذلك يتضمن كف احد جوانب النشاط و تنشيط اآلخر ‪،‬‬
‫و يوجد مصطلح آخر لإلشارة إلى هذه العملية هو االستجابة الموجهة و هي أساس االستطالع و كذلك‬
‫التعلم إلى حد ما‪ (.‬أحمد عبد الخالق ‪، 1986 ،‬ص‪) 404‬‬

‫‪ /2‬النخاع الشوكي ‪:‬‬

‫هو تكوين طويل أسطواني الشكل بسماكة االصبع الصغير ‪ ،‬وظيفته األساسية هي استقبال المعلومات –‬
‫تجميع‪ -‬الحسية الجسدية لتمريرها الى الدماغ ‪ ،‬و توصيل الرسائل العصبية من الدماغ و عن طريق‬
‫االعصاب الحركية الى األجهزة الفاعلة في الجسم مثل الغدد و العضالت ‪ ،‬و هو محمي كالدماغ‬
‫بواسطة العظام الفقرات و السحايا و السائل الشوكي الدماغي ‪ ،‬و الفقرات تكون عظمية وبينها قرص‬
‫غضروفي لتسهيل الحركات و امتصاص الصدمات الميكانيكية ‪.‬‬

‫تكون األعصاب الصادرة من النخاع الشوكي حسية إذا كانت صادرة من المنطقة الظهرية و حركية اذا‬
‫كانت صادرة من المنطقة البطنية ‪ ،‬و يعني ذلك في كل الثالثين مستوى –فقرة‪ -‬هناك زوج من الموردات‬
‫و هي ألياف جذرية ظهرية تنقل المعلومات الحسية ‪ ،‬و هناك ألياف جذرية بطنية هي األعصاب الحركية‬
‫و التي تحمل الرسائل العصبية إلى الغدد و العضالت التي يتم السيطرة عليها من الدماغ‪ .‬و هذه‬
‫االعصاب هي التي توصل المعلومات الى الجهاز العصبي الجانبي الجسدي و الذاتي ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫تشكل محاور الخاليا العصبية – المادة البيضاء – الشكل الخارجي للنخاع الشوكي ‪ ،‬في حين تكون‬
‫المادة الرمادية – أجسام الخاليا العصبية – في الداخل ‪ ،‬و كل منطقة من النخاع الشوكي تقابل مكانا‬
‫معينا في الجسم و تسيطر على الحركة و االحساس المرتبط بتلك المنطقة مثل الجلد ‪،‬العضالت واألجهزة‬
‫الداخلية‪(.‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪ ، 2005 ،‬ص ‪) 64‬‬

‫و يخرج من الحبل الشوكي ‪ 31‬زوجا من االعصاب تنتشر في جميع أرجاء الجسم و تسمى باألعصاب‬
‫الشوكية تميي از لها عن االثني عشر زوجا من االعصاب القحفية التي تتفرع من قاعدة الدماغ و تنتشر‬
‫أ يضا في جميع أرجاء الجسم‪ ،‬و يتجه القسم األيمن منها نحو القسم األيسر من الجسم و العكس ‪.‬‬

‫و عن طريق المادة البيضاء يتم االتصال بين الحبل الشوكي و الدماغ ‪ ،‬في حين أن المادة السنجابية‬
‫اللون هي مركز المنعكسات غير الشرطية البسيطة مثل تقلص حركة العين بفعل مواجهتها ضوء ساطعا‬
‫( مجدي أحمد محمد عبد هللا ‪ ،2010 ،‬ص ‪) 87‬‬

‫رسم توضيحي لبعض مكونات الجهاز العصبي المركزي ( المخ و المخيخ و الحبل الشوكي)‬
‫‪14‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫ثانيا ‪ /‬الجهاز العصبي الطرفي‪:‬‬

‫يحتوي على جميع الخاليا العصبية المنتشرة في الجسم (باستثناء الدماغ و النخاع و الشوكي ) وخصوصا‬
‫في أطراف الجسم المختلفة ‪ .‬و يشتمل هذا الجهاز بشكل رئيس على األعصاب الشوكية الممتدة من‬
‫النخاع الشوكي الى الساقين والجدع و اعصاب الجمجمة الممتدة من السطح األمامي للمخ الى الوجه‬
‫األذنين ‪ .‬و تتمثل الوظيفة األساسية ألعصاب الجهاز العصبي الطرفي بنقل المعلومات من بين الجهاز‬
‫العصبي المركزي و أعضاء الجسم المختلفة كالحواس و الجلد و المعدة و غيرها ( عدنان يوسف العتوم‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪) 53‬‬

‫و ينقسم الجهاز العصبي الطرفي الى قسمين هما الجهاز العصبي الالإرادي و الجهاز العصبي الجسمي‬
‫أو البدني ‪.‬‬

‫‪/1‬الجهاز العصبي الالإرادي ‪ /‬الذاتي ‪ /‬المستقل‪:‬‬

‫هو جهاز مستقل جزئيا عن الجهاز العصبي المركزي ‪ ،‬هذا إلى جانب أنه احد المجموعات الثالث‬
‫الفرعية للجهاز العصبي التي تسيطر على تغذية العضالت الالإرادية جميعها كالقلب و جدران األوعية‬
‫والبشرة المخاطية للغدد ‪ .‬و هذا الجهاز خاضع لتنظيم و تكييف المخ رغم أنه يعمل تلقائيا و أحيانا دون‬
‫و من حيث العمل فإن الجهاز ينقسم إلى مجموعتين فرعيتين يقوم كل منهما بعمل مضاد‬ ‫ارادة منا ‪.‬‬
‫لآلخر و إن كان العمالن مكملين لبعضهما كذلك فإن االتصال بينهما معقد و هاتين المجموعتين هما‪:‬‬

‫*‪/‬المجموعة السمبثاوية‪:‬‬

‫*‪/‬المجموعة الباراسمبثاوية ‪ ( .:‬عباس محمود عوض ‪ ، 1999 ،‬ص ‪) 59‬‬

‫‪ 1-1‬المجموعة السمبثاوية ‪ :‬عبارة عن حبل مسبحي واحد على كل ناحية من العمود الفقري يمتد من‬
‫أمام الفقرة الحاملة إلى العصعص و يشمل ‪:‬‬

‫* ‪ /‬عدة عقد يربط بعضها ببعض ألياف عصبية‪.‬‬

‫*‪ /‬كما يربطها باألعصاب الشوكية و النخاع الشوكي جملة خيوط تعرف باألعصاب الموصلة ‪.‬‬

‫* ‪ /‬يخرج من هذه العقد ألياف توزع الى أجزاء الجسم المختلفة يتخللها كثير من العقد الثانوية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ 2-1-1‬وظائف المجموعة السمبثاوية ‪:‬‬

‫*‪ /‬موسعة لحدقة العين و رافعة للجفن العلوي كما تسبب بروز العين الى األمام‪ ،‬إذ ان أعصاب هذا‬
‫الجهاز تذهب الى عضالت قزحية العين للتأثير على اتساع حدقة العين تبعا لكمية الضوء فكلما ازداد‬
‫الضوء كلما ضاقت الحدقة و العكس ‪ .‬و هذه الحركة منعكسة ال إرادية ال شعورية ‪.‬‬

‫*‪/‬تزيد من سرعة ضربات القلب و من قوته ‪ .‬و يوجد اتصال واضح بين أفكار و إرادة الفرد و حركات‬
‫قلبه ‪ ،‬فأحيانا تزداد ضربات القلب و تشتد قوتها عند التفكير في حادث أو شخص معين *‪/‬تقلل من‬
‫سرعة التنفس و تسبب ارتخاء عضالت الشعب الهوائية ‪.‬‬

‫*‪ /‬تسبب ارتخاء عضالت األمعاء في الوقت ذاته تسبب انقباض عضالتها العاصرة‪ ،‬فالجهاز السمبثاوي‬
‫وظيفته تعبئة الطاقة الجسمية لمواجهة الطوارئ ‪ ،‬فنجد في عملية الخوف تعطيل عملية الهضم و االفراز‬
‫نظ ار ألن الطاقة مهيئة للدفاع و لمواج هة الخطر ‪ ،‬و أحيانا يسبب االنفعال المستمر و القلق الدائم إمساكا‬
‫مزمنا نظ ار لالرتخاء المستمر للقولون و عدم استطاعته افراز الفضالت ‪.‬‬

‫*‪ /‬تقلل من سرعة التنفس و تسبب ارتخاء عضالت الشعب الهوائية‪.‬‬

‫*‪/‬ارتخاء عضالت المثانة و انقباض عضالتها العاصرة و صعوبة التبول‪.‬‬

‫*‪/‬انقباض عضالت حويصلة الصفراء‪.‬‬

‫*‪ /‬تنبيه عضالت الرحم و يؤدي االنفعال الشديد أحيانا إلى اإلجهاض ‪.‬‬

‫*‪/‬تسبب انقباض عضالت األوعية الدموية لذلك يرتفع ضغط الدم فيها ‪ ،‬ولذلك فهناك عالقة بين‬
‫االنفعال و ارتفاع ضغط الدم ما أدى الى اعتبار هذا المرض سيكوسوماتيا‬

‫*‪ /‬تنبيه بعض غدد الجلد ‪ ،‬و انقباض عضالت جذور الشعر مما يسبب وقوف الشعر في حاالت الخوف‬
‫و الفزع ‪ ،‬كذلك انقباض األوعية الدموية السطحية مما يسبب شحوب اللون عند الخوف ‪ ،‬و كذلك العرق‬
‫البارد نظ ار النسحاب الدم من هذه المنطقة فتقل سخونة الجسم ‪ ،‬كذلك تكف الغدد اللعابية عن اإلفراز‬
‫فيحدث جفاف في الفم ‪ ،‬و تتنبه الغدد الدمعية فيزيد إفراز الدموع عند االنفعال سواء في الحزن أو‬
‫االنفعال الشديد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫*‪ /‬تنظيم وصول هرمون االدرينالين للجسم من خالل تنبيه الغدة فوق الكلوية ‪ ،‬و األدرينالين ينشط الكبد‬
‫و يولد المادة السكرية فيعطي احساسا بزيادة القوة و النشاط و لكن يعقبها احساس بالتعب ‪(.‬أحمد عبد‬
‫الخالق ‪ ، 1986 ،‬ص ‪) 40‬‬

‫‪ 2-1‬المجموعة البراسمبثاوية ‪ :‬تعمل هذه المجموعة على االحتفاظ بحيوية الجسم و تجديدها ‪ ،‬إلى‬
‫جانب أن اعصاب هذه المجموعة تعمل عكس ما تعمله األعصاب السمبثاوية ‪ ،‬و المنبه الذي ينبه إحدى‬
‫المجموعتين يسبب تهدئة أو توقف األخرى عن العمل و أهم عملها ‪:‬‬

‫*‪ /‬قابضة لحدقة العين و قابضة للجفن العلوي ‪.‬‬

‫*‪/‬تقلل من سرعة ضربات القلب ‪.‬‬

‫*‪ /‬تزيد من سرعة التنفس مع قبض عضالت الشعب الهوائية ‪.‬‬

‫*‪/‬تغذي غشاء اللسان بألياف للتذوق و ألياف االستدرار اللعاب و اف ارزه ‪.‬‬

‫*‪/‬تقبض المريئ و المعدة و األمعاء الدقيقة ‪.‬‬

‫*‪/‬تدر افراز المعدة و البنكرياس و تسبب تنبيها بسيطا إلفراز الكبد و حويصلة الصفراء ‪.‬‬

‫*‪/‬تغذي الغدد اللعابية ‪.‬‬

‫*‪/‬تقبض عضالت المثانة مع ارتخاء عضالتها العاصرة ‪ (.‬ومن ثم يحدث كثرة التبول )‬

‫*‪ /‬ارتخاء العضلة العاصرة للشرج و عضالت القولون‪.‬‬

‫يتضح من هذا و من المقارنة بين المجموعة السمبثاوية و الباراسمبثاوي أن الحالة السوية السليمة هي‬
‫حالة التوازن بين تأثير التنبيه و االستجابة و يوجد أفراد يكون لديهم السمبثاوي أو الباراسمبثاوي هو السائد‬
‫‪ ،‬و يتميز الشخص االول بسرعة النشاط و زيادة الحركة و يستيقظ بسرعة و يبدأ نشاطه مباشرة و يميل‬
‫لالنفعال السريع أما الشخص الثاني فيميل إلى البطء في الحركات و يحتاج لفترة طويلة لينتقل من النوم‬
‫إلى الصحو ‪ ( .‬عباس محمود عوض ‪ ، 1999 ،‬ص ص ‪) 64-63‬‬

‫و يمكن أن نرجع تعدد الوظائف التي يقوم بها الجهاز البراسمبثاوي الى تعدد المد العصبي له بحيث تسير‬
‫أليافه العصبية بصحبة العديد من االعصاب المخية و هي ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ -‬العصب المخي الثالث و الذي يعمل على عدد ستة عضالت دقيقة لتحريك العين ‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫العضلة المسؤولة عن التحكم في حجم انسان العين‪.‬‬

‫‪-‬العصب المخي السابع المسؤول عن ضبط العضالت المشتركة في تعبيرات الوجه كاالبتسامة ‪ ،‬هذا الى‬
‫جانب اشتراكه في نقل المعلومات الحسية الخاصة بالتذوق من قمة اللسان الى المخ لندرك المذاق‬
‫الخاص باألطعمة‪.‬‬

‫‪-‬العصب المخي التاسع و هذا يشترك مع جزء من العصب السابع في عملية التذوق وهو يرسل اشارات‬
‫قادمة من الحلق الى المخ ليساعد في عملية الكالم ‪.‬‬

‫‪ -‬ال عصب المخي العاشر و المعروف بالحائر و المسؤول عن أغلب األعراض السيكوسوماتية ‪.‬‬

‫‪-‬العصب المخي الحادي عشر و المسؤول عن نقل اإلشارات العصبية الحركية من المخ الى اللسان ‪.‬‬

‫و أخي ار فإن بعض ألياف الجهاز العصبي السمبثاوي تصاحب العصب األمامي العجزي الثاني و الثالث‬
‫( عبد الوهاب محمد كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 60‬‬

‫ان لكلى الجهازين الفرعيين للجهاز العصبي المستقل نفس الوظيفة الحركية ‪ ،‬فالخاليا العصبية للجزء‬
‫األول قبل منطقة التجمع لالثنين تبدأ من الجهاز العصبي المركزي ‪ ،‬و ترحل إلى منطقة التجمع خارج‬
‫الجهاز العصبي المركزي ‪ ،‬و الجزء الثاني لكال الجهازين يغادر نقطة التجمع أي العضالت الداخلية‬
‫الملساء ‪ ،‬كما أن في كال الجهازين يكون األسيتيل كولين هو الناقل العصبي المتحكم في الجزء األول‬
‫للتوصيل العصبي إلى الجزء الثاني ما بعد منطقة التجمع ‪ .‬و على الرغم من كل هذه األوجه في التشابه‬
‫بين قسمي الجهاز العصبي المستقل ‪ ،‬أي الجهازين السمبثاوي و الباراسمبثاوي إال أنهما يختلفان من‬
‫الناحيتين البنائية و الكيمائية‪.‬‬

‫‪ 1-2-1‬االختالف البنائي ‪ :‬و تشمل أوجه االختالف كاآلتي ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬خاليا الجزء األول لكل جهاز تبدأ من مناطق مختلفة في الجهاز المركزي إال أن خاليا الجزء األول‬
‫في الجهاز الباراسمبثاوي تبدأ من الجزء األسفل للدماغ أي من جذع الدماغ ‪ ،‬و من الجزء األسفل للحبل‬
‫الشوكي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫أما خاليا الجزء األول من الجهاز السمبثاوي فتبدأ داخليا من أجسام الخاليا بمنطقتين من الحبل الشوكي‬
‫هما ‪ :‬المنطقة الظهرية أو الصدرية ‪ ،‬و المنطقة القطنية ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬إن الخاليا الحركية ( النازلة) من الجزأين ‪ ،‬أي قبل و بعد منطقة التجمع تختلف في كلى الجهازين‬
‫من حيث الطول ‪ ،‬فخاليا الجزء االول للجهاز الباراسمبثاوي ( قبل منطقة التجمع ) طويلة ‪ ،‬و خاليا‬
‫الجزء الثاني ( بعد منطقة التجمع ) قصيرة ‪ ،‬و ذلك الن خاليا الجزء االول تسير كل المسافة من الجهاز‬
‫العصبي المركزي أي من جذع الدماغ و من المنطقة العجزي ة للحبل الشوكي إلى العضو الداخلي ‪،‬‬
‫وتتواصل تماما قبل العضو بمسافة قصيرة جدا في صورة تجمع مكون من شجيرات و أجسام خاليا الجزء‬
‫الثاني‪ .‬و محاور الجزء الثاني القصيرة جدا تستمر إلى العضو المطلوب أو تتشابك فوق العضو‪.‬‬

‫أما في الجهاز السمبثاوي فيكون العكس ‪ :‬فخاليا الجزء األول فيه قصيرة و خاليا الجزء الثاني طويلة‬
‫(بعد منطقة التجمع ) ‪ ،‬و ذلك ألن خاليا ال جزء األول تخرج من الحبل الشوكي و تحديدا من المنطقة‬
‫الظهرية و القطنية ‪ ،‬و تسير إلى مناطق التجمع مكونة سلسلة متوازية مع الحبل الشوكي تتشكل من‬
‫التجمعات السمبثاوية فتكون الحبل السمبثاوي ‪ ،‬ومنها تمتد طويال إلى العضو الداخل المطلوب ‪.‬‬

‫‪ 2-2-1‬االختالفات الكيميائية ‪:‬‬

‫تتحدد االختالفات الكيميائية بين الجهازين السمبثاوي و نظيره الباراسمبثاوي في النواقل العصبية للجزء‬
‫الثاني من الخاليا التي تفرزها لتنشيط العضالت الملساء و الغدد ‪ ،‬ففي المنطقة التي تتواصل بها خاليا‬
‫الجزء الثاني مع العضالت الملساء و الغدد في كال الجهازين تفرز واحدا من ثالثة نواقل عصبية هي إما‬
‫االسيتيل كولين أو األدرينالين و النو أردرينالين ‪ ،‬ففي الباراسمبثاوي خاليا الجزء الثاني تفرز األسيتيل‬
‫كولين ‪ ،‬إذن أصبح الجزء األول و الثاني لخاليا الباراسمبثاوي يفرزان مادة األسيتيل كولين و لذلك سميت‬
‫باأللياف الكولينية‪.‬‬

‫أما في السمبثاوي فخاليا الجزء الثاني تفرز مادة األدرينالين و النوأدرينالين ‪ ( ،‬ألنها تستحث الغدة‬
‫الكظري ة ‪ ،‬و هذه بدورها تفرز المادتين في مجرى الدم ) ‪ ،‬و لذلك تسمى باأللياف األدرينالينية ‪ ،‬عدا‬
‫حالة شادة واحدة هي أن الغدد العرقية تنشط بمادة األسيتيلكولين مع أنها تابعة للجهاز السمبثاوي ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫و أ خي ار فإن هذا االختالف في النواقل العصبية هو المسؤول عن اختالف عمل أو وظيفة الجهازين‬
‫السمبثاوي و الباراسمبثاوي ‪ (.‬أديب محمد الخالدي ‪ ،2015 ،‬ص ص ‪) 108-106‬‬

‫رسم توضيحي يبين مجموعة األعصاب المتدخلة في نشاط الجهازين السمبثاوي و الباراسمبثاوي‬

‫‪ / 2‬الجهاز العصبي الطرفي البدني أو الجسمي ‪ :‬ارادي يسيطر على كل العضالت الهيكلية حيث يعمل‬
‫هذا الجهاز عندما تتقلص عضالتنا اراديا ‪ ،‬و كذلك يعمل عندما يكون هناك تنظيم أو تعديل ال ارادي‬
‫للقوام و األفعال االنعكاسية األخرى‪(.‬وجيه محجوب ‪ ،2002 ،‬ص ‪)79‬‬

‫باإلضافة إلى األجهزة السالفة الذكر توجد مراكز أخرى تحت قشرية نذكر منها ‪:‬‬

‫أ‪ /‬الجهاز اللمبي ‪ :‬أو النطاقي أو الحوفي ‪ :‬يعتبر من أقدم التكوينات بالمخ و يعرف باللحاء القديم ن‬
‫وقد اعتبر حتى فترة قصيرة مسؤوال عن الشم فقط ‪ ،‬ث م وجدت له حديثا وظائف أخرى غير الشم ‪ :‬منها‬
‫التذكر و التعلم و التحفز و الغضب ‪ ،‬ووظائف الجهاز كلها ذاتية أي انها تتصل باإلحساس بالمحيط‬
‫واالستجابة لمثيراته ‪ ،‬سواء كانت المثيرات بسيطة مث ل تغير الوقت او قوية مثل مواجهة أزمة نفسية أو‬
‫جسمية ‪ ،‬وقد اكتشف عن طريق االثارة واالستئصال التجريبيين أن بعض أجزاء الجهاز مسؤولة عن‬
‫‪20‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫نشاط األكل و الجنس و الغضب و الخوف و الدافعية ‪ ،‬و اخي ار يعتبر الجهاز مسؤوال عن التوقيع اليومي‬
‫لوظائف الجسم ‪ ،‬أي أنه يكون بمثابة الساعة البيولوجية المتحكمة في النوم ‪ ،‬ح اررة الجسم و الوظائف‬
‫األدرينالينية ( عبد الفتاح محمد دويدار ‪ ،2006 ،‬ص ‪. ) 144‬‬

‫يشتمل الجزء القشري ( الفص الحافي ) على أجزاء من الفص الجبهي ‪ ،‬و الجداري و الصدغي والقذالي‪،‬‬
‫لهذا فهو ليس فصا حقيقيا ‪ ،‬و إنما حلقة أو نطاق من القشرة في السطح األنسي للدماغ ‪ .‬أهم مكونات‬
‫هذا الجزء ‪ :‬التلفيف جنب الحصين ‪ ،‬و التلفيف النطاقي ‪ ،‬و استم اررية التلفيف النطاقي في األمام‬
‫والجانب السفلي ( و الذي يسمى التلفيف الثفني ) ‪ .‬يربط هذه األجزاء حزمة ألياف تحت قشرة التلفيف‬
‫النطاقي ‪ ،‬و يسمى النطاق‪.‬‬

‫الجزء األمامي من التلفيف جنب الحصيني يدعى القشرة الداخلية األنفية ‪ ،‬و هذه تستلم مدخالت من‬
‫مناطق قشرية ارتباطية واسعة بما في ذلك المناطق الحسية الجسمية ‪ ،‬و السمعية و البصرية و التذوق‬
‫ومن مناطق قبل الجبهية ‪ ،‬و لها اتصاالت متبادلة مع الحصين ‪ .‬تعكس القشرة االنفية الداخلية‬
‫المعلومات الواردة من الحصين نحو المناطق القشرية ( محمود حياوي حماش ‪ ،2013،‬ص ‪)228‬‬

‫و هو يضم إلى جانب المهاد و ما تحت المهاد و الدماغ األوسط اللذين سبق التطرق لهما مجموعة‬
‫أخرى من األجهزة هي ‪ :‬األمجداال و الجاجز و حصان البحر و التلفيف الحزامي و أجزاء من القشرة‬
‫المخية‪.‬‬

‫واللوزة هي البناء األساسي في الجهاز اللمبي المسئول عن تجهيز ومعالجة الجانب الوجداني من السلوك‬

‫وكذلك الذاكرة‪ .‬وهي مكونة من جسمين صغيرين يشبهان اللوزة ويصل بين الجهاز الحسي الحركي‬

‫والجهاز العصبي الذاتي‪ ،‬والذي ينظم الوظائف الحيوية (كالجهاز التنفسي والجهاز الدوري)‪ .‬ووظيفة اللوزة‬

‫األساسية فرز أو تصنيف وتفسير المعلومات الحسية الثرية الواردة على ضوء الحاجات الحيوية‬

‫الوجدانية‪ ،‬ثم اإلسهام في إصدار االستجابات المناسبة‪ .‬وهكذا فهي تؤثر في التجهيز والمعالجة الحسية‬

‫الباكرة وكذلك المستويات المعرفية العليا‪ (.‬صفاء األعسر ‪ ،‬عالء الدين كفافي ‪ ، 2000 ،‬ص ‪) 95‬‬

‫و تضم اللوزة مجموعات نوى أهمها ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫*‪ /‬النوى القاعدية الوحشية ( أو الجانبية) ‪ :‬و هي أكبر مجموعة و تلعب دو ار في إلصاق أهمية‬

‫االنفعاالت للمحفزات ‪ .‬تستلم هذه ألياف من مناطق القشرة المخية و من المهاد ومن الحصين ‪ ،‬و ترسل‬

‫ألياف صادرة باالتجاه المعاكس إلى هذه المناطق و إلى النوى المركزية لللوزة ‪.‬‬

‫*‪ /‬النوى المركزية ‪ :‬و هي مهمة بالنسبة لالستجابة االنفعالية أو العاطفية و لها ارتباطات‬

‫متبادلة مع جذع الدماع و الحبل الشوكي و لها دور في التأثير على االستجابات ( الذاتية ) أو اإلحشائية‬

‫للمحفزات االنفعالية ‪.‬‬

‫*‪ /‬النوى القشرية األنسية ‪ :‬و تستلم معلومات شمية من البصلة الشمية و كذلك معلومات عن‬

‫طريق المهاد و لها ارتباطات متبادلة مع تحت المهاد و خاصة فيما يتعلق بتنظيم و تناول الطعام‬

‫واالستجابة المصحوبة باالنفعاالت إلى الطعام و الروائح المرضية التي تحفز الشهية ‪ ،‬و الروائح غير‬

‫المرضية التي تضبط الشهية ‪.‬‬

‫و يصدر من اللوزة مسلكين مهمين ‪:‬‬

‫‪ /-‬السطر النهائية ‪ :‬و هي حزمة ألياف عصبية صغيرة تعبر فوق المهاد في األخدود بين المهاد‬

‫و النواة المذنبة ‪ ،‬و تنتهي في منطقة لتحت المهاد تضم النوى الحاجزية و الجسم المخطط البطني ‪.‬‬

‫‪ /-‬األلياف البطنية اللوزية الصادرة ‪ :‬التي تصدر من النوى القاعدية الجانبية و المركزية وتنتهي‬

‫أيضا في النوى الحاجزية لتحت المهاد ‪ ،‬و تنعكس كذلك إلى الجسم المخطط البطني و للقشرة الجبهية‬

‫وأمام الجبهية و النطاقية و المناطق القشرية في الجهة الصدغية السفلية ( محمود حياوي حماش ‪،‬‬

‫‪ ،2013‬ص ص ‪) 233-232‬‬

‫كما ترتبط اللوزة بالسلوكيات االنفعالية غير الواعية ( الذاكرة االجرائية ) في حين يرتبط قرن آمون بالذاكرة‬

‫المتعلقة بالحقائق المنطقية و الواعية ( الذاكرة الصريحة ) ‪ ،‬و يستطيع قرن آمون تخزين المعلومات إما‬

‫لفترات زمنية ق صيرة او طويلة‪ ،‬اعتمادا على نوع المعلومات المخزنة ‪ ،‬فإذا كانت المعلومات حقائقية‬

‫‪22‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫وهامة فإنه يخزنها في الذاكرة طويلة المدى ‪ ،‬أما إذا كانت المعلومات انفعالية و يجب تخزينها فإن‬

‫االمجداال هي المسؤولة عن عملية التخزين هذه ‪ ( .‬ناديا سميح السلطي ‪ ، 2004 ،‬ص ص ‪)36-35‬‬

‫و لها وظيفتها في التحكم في االستجابات العدوانية مع تأثيرها غير المباشر على الهيبوثالموس و الغذة‬

‫النخامية و الهرمونات مما يجعل لها دو ار في نوعية و أهمية المواد المختزنة في الذاكرة ‪.‬‬

‫رسم توضيحي لمجموع النوى المكونة لألمجداال ‪ .‬يبين مسار االستجابة للمثيرات عبرها ‪.‬‬

‫حصان البحر ‪ :‬له عالقة هامة و واضحة بتخزين الذاكرة الدائمة ‪ ،‬و قد أوضحت التجارب العلمية أن أي‬

‫تلف في تلفيف حصان البحر في فص المخ يؤدي الى اضطراب شديد في ذاكرة الحوادث القريبة دون‬

‫تغيير في التركيز ‪ ،‬الذكاء‪ ،‬المنطق أو المهارات اليدوية ‪ .‬وبدو أن تلفيف حصان البحر يلعب دو ار هاما‬

‫لتكامل وتذكر األحداث القريبة‪ ،‬كذلك وجد أن هذا المركز في المخ له عالقة بدرجة االنتباه في الفرد‪ ،‬وأن‬

‫له تأثير كفي مع التكوين الشبكي في مسألة اليقظة و االنتباه‪ ،‬يزيد على ذلك نفوذه مع الحاجز المخي‬

‫‪23‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫على الهيبوثالموس في من ع و كف استجابات الخوف و القلق مما يؤدي الى نبضات استرخاء‬

‫للهيبوثالموس‪.‬‬

‫الحاجز ‪ :‬و نحن ال نعني هنا الحاجز الشفاف فقط الذي يمأل الفراغ بين المقرن األعظم و القبوة ‪ ،‬ولكن‬

‫هذا الجزء من األنواء الحاجزية الموجودة تحت المقرن األعظم على السطح االنسي للفص الجبهي ‪ ،‬ويقوم‬

‫الحاجز بوظيفته كالجهاز العلوي من التكوين الشبكي فيؤثر على درجة الوعي و النوم و كذلك يؤثر على‬

‫التحكم في االنفعاالت من خالل اتصاالته بحصان البحر و اللوزة ‪.‬‬

‫أجزاء مختلفة من القشرة المخية خاصة في الفص الصدغي ‪ ،‬القشرة الجبهية األمامية ‪ ،‬التلفيف الحزامي‬

‫و الفص الكمثري ‪ (.‬أحمد عبد الخالق ‪ ، 1986 ،‬ص ص ‪) 52- 51‬‬

‫رسم توضيحي يبين أجزاء من المناطق التحت قشرية و هي على التوالي من اليمين الى اليسار ( المهاد ‪،‬‬

‫الجسم الجاسئ ‪ ،‬القشرة الحزامية ‪ ،‬القبو ‪ ،‬الحاجز ‪ ،‬القشرة الجزيرية أو الفص الجزيري ‪ ،‬البصلة الشمية‬

‫‪ ،‬األج سام الحلمية ‪ ،‬اللوزة أو األمجداال ‪ ،‬ما تحت المهاد و أخي ار الحصين )‬

‫‪24‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫ب‪ /‬العقد القاعدية ‪:‬‬

‫يتكون الجزء األمامي من الدماغ االمامي و الذي يشهد أثناء النمو الجنيني توسعا كبي ار ليكون على‬

‫الجانبين نصفي كرة المخ ‪ .‬في قاعدة كل نصف كرة و إلى الداخل توجد كتلة من المادة السنجابية‬

‫المكونة من تجمع خاليا عصبية على شكل ثالث نوى هي ‪ :‬النواة المذنبة ‪ ،‬و النواة العدسية واألخيرة هي‬

‫في الحقيقة نواتين ‪ :‬نواة البطامة و نواة الكرة الشاحبة ‪.‬‬

‫و يطلق على نوى الجسم المخطط مع النواة الحاجزة و نواة ما تحت المهاد بالقعد القاعدية ‪ ،‬و يضاف‬

‫إليهم من الناحية الفسلجية المادة السوداء و اللوزة أحينا و يطلق تعبير التركيب أو الجسم المخطط على‬

‫النواة المذنبة و البطامية و النواة المائلة( أو المتكئة ) ‪ .‬إن الوظيفة األساسية للجسم المخطط و العقد‬

‫االعدية هو إنتاج الحركة و لكن ارتباطاتها الكثيفة مع الفص الصدغي و الفص الجبهي يشير إلى‬

‫عالقتها بالذاكرة و االنفعاالت و الوظائف االدراكية األخرى‪ (.‬محمود حياوي حماش ‪ ،2013 ،‬ص‬

‫‪)196‬‬

‫و مع أن النوى القاعدية ليس لها اتصال مباشر مع النخاع إال انها تعتبر جزءا من الجهاز الحركي ‪،‬‬

‫والتلف في اجزاء مختلفة من العقد القاعدية يؤدي إلى أعراض مختلفة ترتبط بالحركة مثل تعذر الحركة او‬

‫الالحركية و هو غياب الحركات العفوية ‪ ،‬و فرط الحركة ‪.‬‬

‫و بالنسبة الرتباطات العقد القاعدية ‪ ،‬فغن اإلرساليات من جميع أجزاء القشرة تدخل الى الجسم المخطط‬

‫و من ثم يرسل هذا ارساليات عن طريق ا لجسم الشاحب الداخلي و الخارجي إلى البطين االمامي والبطين‬

‫الجانبي من المهاد و تنتهي في القشرة المزودة بالحركة ‪.‬‬

‫كذلك فإن للنوى القاعدية ارتباطا متبادال مع المادة السوداء و تنتهي في نهايات خاليا عصبية تفرز‬

‫الدوبامين ‪ .‬و من االضطرابات الحركية المرتبطة بتلف في النوى القاعدية – كما ذكر – الالحركية‬

‫وتظهر عند مرضى الرعاش و فرط الحركة ‪ ،‬و مرضى الهنتنجتون ‪ (.‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪،‬‬

‫‪ ،2005‬ص ‪) 106‬‬
‫‪25‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪26‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫أوال ‪/‬لتخصص الوظيفي للفصوص الدماغية ‪:‬‬

‫ينقسم نصفا كرة المخ كسائر أجزاء الجهاز العصبي المركزي من المادة البيضاء و المادة الرمادية ‪.‬‬
‫واألخيرة تحوي الخاليا العصبية ‪ ،‬و تكون قريبة من السطح فتسمى لحاء أو قشرة المخ ‪ ،‬و يعزى إلى‬
‫نموها العظيم في االنسان تميزه على ما دونه من أنواع الفقريات من ناحية الذكاء و الملكات العقلية ‪.‬‬

‫وينقسم نصفا كرة المخ إلى فصوص تتخذ أسمائها من مناطق الجمجمة التي تعلوها و قد اتضح أنه يمكن‬
‫إرجاع ب عض الوظائف المعينة إلى هذا الفص أو ذاك من فصوص نصفي كرة المخ ‪ .‬و يجب أن ال‬
‫يغيب عن بالنا أن األجزاء الهامة من نصفي كرة المخ هي مناطق قشرية ‪ ،‬أي المادة الرمادية التي تعلوها‬
‫أما معظم مادته فهي مكونة من المادة البيضاء – أي المسارات الذاهبة إلى الشرة أو الخارجة منها‪ (.‬أحمد‬
‫عبد الخالق ‪ ، 1986 ،‬ص ‪) 22‬‬

‫و يقسم الدماغ إلى أربعة فصوص هي ‪:‬‬

‫‪ /1‬الفصوص االمامية ‪:‬‬

‫تشكل الفصوص األمامية عشرون بالمائة من القشرة الدماغية ‪ ،‬و تعتبر من أجزاء الدماغ التي تطورت‬
‫حديثا ‪ ،‬و تقع الفصوص االمامية إلى األمام من الشق الرئيسي المركزي ( شق روالندو) ‪ ،‬و تقسم إلى‬
‫فئات أو مناطق المنطقة الحركية حيث تكون هناك القشرة األولية الحركية و ما قبل المنطقة الحركية ‪،‬‬
‫والمنطقة ما قبل األمامية ‪ ،‬و يقاب ل المنطقة الحركية حسب تقسيم برودمان منطقة رقم (‪ )4‬و منطقة ما‬
‫قبل الحركة منطقتي رقم (‪ ) 8-6‬و ما قبل األمامية تشمل ( ‪)46-45-10-9‬‬

‫وهناك منطقة متخصصة تقع في السطح الظهري الجانبي و تتداخل مع ما قبل االمامي و ما قبل‬
‫تسمى حقل العين األمامي و تشمل أجزاء من المناطق ( ‪ . ) 6-8-9‬و تقسم القشرة ما قبل‬ ‫الحركي‬
‫األمامية إلى ‪:‬‬

‫*‪ /‬المنطقة الظهرية الجانبية ‪ :‬و تشمل المناطق (‪.)46-9‬‬

‫*‪/‬المنطقة السفلية و تشمل المناطق (‪.)13-12-11‬‬

‫*‪ /‬المنطقة المتوسطة ‪ :‬و تشمل المناطق (‪ ، ) 32-25‬باإلضافة إلى جزء من القشرة األمامية السفلية‬
‫وتشمل المناطق ( ‪ ) 14-13-11‬و يشار إليها أحينا بالقشرة األمامية الحجاجية ‪ .‬و يوجد في الفصوص‬

‫‪27‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫األمامية – كما في الفصوص الصدغية – منطقتان تستجيب لمزيد من المثيرات البصرية و السمعية‬
‫واللمسية في المناطق (‪ ( ) 46-6‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪ ،2005 ،‬ص ص ‪) 119- 118‬‬

‫‪ /1-1‬التخصص الوظيفي للفصوص األمامية ‪:‬‬

‫من مسؤوليات الفصوص األمامية ضبط الحركة ‪ ،‬و التعبير اللفظي ‪ ،‬و حل المشكالت ‪ ،‬و قوة اإلرادة‬
‫و التخطيط و الوعي اإلدراكي و بذلك فإن هذا الجزء هو الذي يثير الوعي لدى االنسان و هو الذي‬
‫يجعله يفكر و يحس و بالتالي يتصرف‪........‬فضال عن تنظيم االنفعاالت و الوعي بها ( علي عبد‬
‫الرحمان صالح ‪ ،‬نغم هادي حسين ‪ ،2015 ،‬ص ‪)231‬‬

‫و للفصوص الجبهية دور أساسي في تنظيم عمليات التنشيط المسؤولة عن االنتباه االرادي ‪ ،‬و باستخدام‬
‫الطرق اإللكتروفيسيولوجية أمكن التوصل إلى حقائق مشابهة مرتبطة بالتغيرات التي تط أر على طبيعة‬
‫النشاط الكهربي بالقشرة الدماغية ‪ ،‬و على التحديد عندما يقوم اإلنسان بنشاط عقلي معقد ينخفض مقدار‬
‫السعة لتلك الموجات الكهربية التي يقع ترددها ما بين ‪ 10-8‬ذبذبة ‪/‬الثانية و التي تعرف باسم ألفا ريتم‪،‬‬
‫و في نفس الوقت تزيد السعة بالنسبة للترددات العالية التي تعرف باسم بيتا ريتم ‪ (.‬عبد الوهاب محمد‬
‫كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 137‬‬

‫‪ /2‬الفصوص الجدارية ‪:‬‬

‫ان الجزء من القشرة الدماغية الذي يقع خلف الفص االمامي و امام الفص الخلفي و فوق الفص الصدغ‬
‫يسمى الفصوص الجدارية أو الفصوص العلوية ‪.‬‬

‫من الناحية التشريحية فإن للفص الجداري سطحين ( مظهر خارجي) أحدهما جانبي و اآلخر وسطي ‪،‬‬
‫ويقع الفص الجداري تحت عظمة الجمجمة الجدارية ‪.‬‬

‫المناطق األساسية في الفص الجداري تشمل ما بعد التلفيف المركزي و تشمل مناط برودمان (‪،)3-2-1‬‬
‫و الفصيص األعلى الجداري مناطق برودمان (‪ ، )7-5‬و الغطاء الجداري منطقة برودمان (‪، )43‬‬
‫المنطقة فوق الحدودية منطقة برودمان (‪ ، )40‬و التلفيف الزاوي منطقة برودمان (‪ )39‬و عادة يشار إلى‬
‫المنطقة فوق الحدودية و تلفيف الزاوية بالفص الجداري الخلفي ‪ ( .‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬ص ‪)138‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ /1-2‬التخصص الوظيفي للفصوص الجدارية ‪:‬‬

‫تقوم الفصوص الجدارية بدور رئيسي وهام جدا في تنظيم التركيبات المكانية المعقدة و تعمل على ‪:‬‬
‫*‪ /‬التكامل بين المثيرات البصرية و اللمسية ‪.‬حيث تقوم بنقل و تمثيل المثير من منطقة إلى أخرى ‪.‬‬

‫*‪ /‬تشترك هذه المناطق مع المناطق المؤخرية من جهة و الصدغية من جهة أخرى في تنظيم التناسق‬
‫في االدراك المكاني البصري حيث تظهر القدرة على التصور الحركي المكاني لألشكال‪ .‬و األشخاص‬
‫المصابون بتلف هذه المناطق بالقشرة الدماغية يعانون مما يلي ‪:‬‬

‫*‪ /‬المصاب في هذه المناطق يخفق في استقبال و تحليل المعلومات و بالتالي في الوظائف النفسية‬
‫المرتبطة بها ‪ ،‬فعندما يصادف المر السليم معلومات تتطلب عملية االدراك الكلي للشيئ كإدراك العالقة‬
‫بين تقاطع الشوارع و إشارات المرور ‪ ،‬فعملية إدراك الشمال من اليمين أو االتجاهات األصلية يرتبط‬
‫بنشاط تلك المناطق الجدارية باالشتراك مع المناطق األخرى ( البصرية ‪ ،‬الصدغية ) ‪.‬‬

‫و نستدل على وظائف هذه المناطق من ظهور أعراض أخرى ترتبط بان المرضى المصابين بتلف في‬
‫تلك المراكز العصبية ال يمكنهم الرجوع من الطرقة الى مكان النوم ( ادراك مكاني‪-‬بصري) ‪.‬‬

‫*‪ /‬المصابون في هذه المراكز ال يمكنهم معرفة كم الساعة إذا لم تكن هناك األرقام التي تدل على‬
‫الساعة( الساعات غير الرقمية ) و معرفة الساعة هنا يعتمد على ادراك العالقات المكانية ‪.‬‬

‫*‪/‬تلف هذه المناطق من القشرة الدماغية يؤدي إلى ان المفحوص ال يمكنه إدراك العالقات ثالثية األبعاد‬
‫حيث ال يستطيع المريض تمييز االتجاهات األفقة من الرأسية و التنسيق بينهما ‪ ،‬و اخي ار فإن المصابين‬
‫في هذه المناطق ال يمكنهم رسم الحروف اللغوية التي تق أر عليهم بدقة ‪.‬‬

‫*‪ /‬كذلك فإن المرضى بهذه المناطق يجدون صعوبة بالغة عند استدعاء معلومات من الذاكرة ترتبط‬
‫بالذاكرة المكانية و العالقات المكانية المختلفة لخريطة أو مدينة من المدن سبق له أن تعرف عليها ‪.‬‬

‫*‪ /‬إن نشاط هذه المناطق الثالث القفوية الجدارية الصدغية يرتبط بتنظيم التركيبات الرمزية و لذلك فإن‬
‫اصابتها تؤدي إلى اضطراب الذاكرة الكالمية ‪ ( .‬عبد الوهاب محمد كامل ‪ ، 1994 ،‬ص ‪) 138‬‬

‫*‪ /‬كما يؤدي الخلل بهذه المناطق إلى عجز الحركة الدقيقة أو األبراكسيا ‪ :‬و تعني عدم قدرة الفرد على‬
‫القيام بالحركات اإلرادية التي تتطلب مهارات دقيق ة و تتوجه نحو هدف معين ( فك زر قميص ‪ ،‬إشعال‬

‫‪29‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫عود قاب ‪ ،‬استخدام فرشاة األسنان) و ذلك إذا ما أمرناه بذلك ‪ ،‬على الرغم من عدم وجود أي ضعف أو‬
‫شلل في العضالت أو إصابة في االعصاب الحركية ‪ ،‬و يوضح ليبمان أن المريض يستطيع أن يغسل‬
‫أسنانه في نشاطه اليومي الروتيني ‪ ،‬و لكن إذا طلبنا منه ذلك ال يستطيع القيام به ‪ ،‬ألن المشكلة تكمن‬
‫في صعوبة فهمه لألوامر ‪ ،‬و لذلك يمكن أن نعتبر األبراكسيا أحد اضطرابات اللغة ‪ .‬و يحدث هذا‬
‫االضطراب نتيجة إصابة المنطقة المسئولة عن فهم األوامر ‪ ،‬و تخطيط الحركة في الفص الجداري‬
‫السائد‪ ،‬باإلضافة لكونها نتيجة الضطراب اإلدراك المكاني‪ (.‬سامي عبد القوي ‪ ،2011 ،‬ص ‪. ) 102‬‬

‫و االبراكسيا أنواع منها الفكرية و الحركية و الفكرية الحركية ‪ ،‬اما الفكرية فتظهر في عدم القدرة على‬
‫صياغة المفاهيم الفكرية الضرورية للقيام بالعمل ‪ ،‬و أما الحركية فناجمة عن فقدان أنماط الذاكرة الحركية‬
‫المطلوبة للقيام بالفعل ‪ ،‬و اما المختلطة الفكرية الحركية ففي هذه الحالة ال يستطيع المريض القيام بأداء‬
‫فعل ما بشكل صحيح على الرغم من أنه يستطيع القيام باألفعال المعتادة القديمة التي كان يقومون بها ‪.‬‬

‫*‪ /‬اضطرابات اللغة ‪ :‬و خاصة الوظيفة االستقبالية مما يؤدي إلى ما يسمى بالحبسة أو األفازيا‬
‫االستقبالية و التي تتعلق بفهم دالالت األلفاظ و معانيها ‪ ،‬و تؤدي اصابة المنطقة الصدغية الجدارية‬
‫اليسرى إلى ‪:‬ضعف التفكير المجرد‪ ،‬والرمزي ‪ ،‬ضعف القدرة على القراءة ‪ ،‬ضعف القدرة على الكتابة‪،‬‬
‫ضعف القدرة على الرسم ‪،‬صعوبة التوجه المكاني ‪ ،‬صعوبة في تسمية األشياء ( سامي عبد القوي ‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪)108‬‬

‫‪ /3‬الفصوص الصدغية ‪:‬‬

‫و يشمل الباحات رقم ‪ 20‬و تضم معظم القشرة الصدغية البطنية ‪ ،‬رقم ‪ 22‬أو منطقة فرنيك و تدعى‬
‫التلفيف الصدغي العلوي ‪ ،‬الباحة ‪ 37‬التلفيف المغزلي ‪ ،‬الباحة ‪ 38‬القطب السمعي ‪ ،‬و القشرة السمعة‬
‫‪. 42-41‬‬ ‫األولية و التي تضم المنطقتين رقم‬

‫‪ 1-3‬التخصص الوظيفي للفصوص الصدغية ‪:‬‬

‫تتخصص الفصوص الصدغية بشكل عام في معالجة اللغة المسموعة ‪ ،‬و توليد الجمل و الكلمات وكذا‬
‫المعالجة االنتقائية للنص و الكالم ‪ ،‬و في االنتباه االنتقائي للكالم إضافة إلى االنتباه المتواصل‬
‫لألشكال و األلوان ‪ .‬كما تختص بالتصنيف الداللي و االنتباه للعالقات الداللية ‪ ،‬و معالجة المعلومات‬
‫الخاصة باللون ‪ .‬و التعرف على الوجه و الجسم ‪ ،‬التعرف على الخطأ من الصواب ‪ ،‬و كذا التعرف‬

‫‪30‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫على الكلمات و األرقام ضمن فئات محددة‪ (.‬صعوبة في التعرف على الوجوه و صعوبة الرسم ) أبراكسيا‬
‫تركيبية‪.‬‬

‫أما فيما يخص الرؤية فتتدخل في التثبيت البصري و في تكامل العناصر البصرية في شكل ادراك‬
‫حسي‪ .‬كما و تختص في مهام المعالجة على مستوى الذاكرة العاملة ‪.‬‬

‫أما باحة القطب السمعي فهي متضمنة في تميز الذات عن اآلخر و في األحكام االخالقية ‪ .‬و كذا في‬
‫خبرة األحداث االنفعالية والمعالجة البصرية للصور االنفعالية و من ثم االستجابة للمثيرات المهددة‬
‫والمخيفة إلى جانب تدخلها في التعلق العاطفي و فهم الدعابة والتفكير االستنتاجي إضافة إلى االنتباه‬
‫االنتقائي للحديث و االستجابة لنغمة الصوت ‪.‬‬

‫و يورد (سامي عبد القوي‪ ) 2011 ،‬سبعة أعراض أساسية إلصابات الفص الصدغي هي ‪ :‬اضطراب‬
‫االحساس و االدراك السمعي ‪ ،‬اضطراب االنتباه االنتقائي ‪ ،‬اضطراب االدراك البصري ‪ ،‬اضطراب فهم‬
‫وتنظيم و تصنيف المواد اللفظية ‪،‬اضطراب في الذاكرة القريبة ‪ ،‬اضطراب السلوك االنفعالي و الشخصية‪،‬‬
‫اضطراب السلوك الجنسي‪.‬‬

‫‪/4‬الفصوص القفوية ‪:‬و تشمل الباحات (‪) 19-18-17‬‬

‫‪ -‬الباحة رقم ‪ 17‬و تعرف بالقشرة البصرية األولية و هي جزء من القشرة الدماغية البصرية المختصة‬
‫في معالجة المعلومات البصرية من وظائفها الكشف عن شدة الضوء ‪ ،‬و تمييز اللون ‪ ،‬الكشف عن‬
‫النماذج البصرية‪ .‬و أشارت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي عن تدخل هذه المنطقة في ترميز‬
‫الكلمات و الوجوه‪ .‬و االنتباه البصري ‪ ،‬المعالجة البصرية الفضائية للمعلومات ( االيمن ) ‪ ،‬معالجة‬
‫التوجه في الفضاء ‪ ،‬تتبع أنماط الحركة البصرية ‪.‬‬

‫‪-‬الباحة رقم ‪ 18‬و تعرف بالقشرة البصرية الثانوية ( القشرة أمام القشرة المخططة ) باإلضافة للمهام التي‬
‫على استم اررية االهتمام باللون و الشكل ‪.‬كما تلعب دو ار هاما في‬ ‫تقوم بها كسابقتها تعمل هذه المنطقة‬
‫تخزين األشياء التي يتعرف عليها في الذاكرة ‪ ،‬زيادة على تحويل األشياء من الذاكرة قصيرة المدى الى‬
‫الذاكرة طويلة المدى ‪.‬و تؤدي االصابة بهذه المنطقة مع الباحة ‪ 19‬الى عدم التعرف على الوجوه‬
‫واأللوان‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫و يرى( الشقيرات ‪ ) 2005 ،‬أن التلف في هذه الحالة يكون في المنطقة الوسطية –السفلية‪ -‬من الفص‬
‫الصدغي الخلفي التي تشمل على التلفيف الحلزوني و الشق اللساني و التالفيف فوق قرن آمون و أجزاء‬
‫داخلية أخرى من الفص الصدغي ‪ .‬و يبدو أن االجزاء الواقعة على اليمين لها عالقة أكبر من االجزاء‬
‫التي على اليسار في عملية ادراك الوجوه‪ .‬و تؤدي االصابة بالجهة اليسرى من الدماغ للعجز القرائي‬
‫المكتسب و الناتج حسبه عن تلف في التلفيف المغزلي و الشق اللساني في الفص الخلفي االيسر ‪.‬‬

‫كما و تتدخل الباحة ‪ 18‬في االستجابة للشكل البصري للكلمة‪ .‬و االنتباه االنتقائي الموجه‪ .‬و عموما‬
‫يمكن تلخيص ما سبق من باحات بوظائفها فيما يلي ‪:‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ ) 46 -45-44-10-9 (:‬منطقة الوظائف الذهنية بالفص الجبهي‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )-8-6-4 ( :‬باحات المنطقة الحركية ‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )40-5-3-2-1 ( :‬باحات االحساس الجسمي‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )39-7 ( :‬بحتي االنتباه بالفص الصدغي ‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )19-18-17 ( :‬باحات االبصار ‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )37-21-20 ( :‬مناطق الذاكرة ‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )38-11-47 ( :‬التنظيم االنفعالي‪.‬‬

‫*‪/‬الباحات رقم ‪ )41-42-22( :‬باحات السمع‪.‬‬

‫رسم توضيحي يبين الفصوص الدماغية‪ :‬الجبهي أو األمامي ‪ ،‬الفص الجداري ‪ ،‬الفص الصدغي و‬
‫القفوي‬

‫‪32‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫كما يوجد فص خامس عادة ما يشار له بالفص الجزيري أو الجزيرة ‪ :‬و هي المنطقة الواقعة في عمق‬
‫الشقق الجانبية مغطاة من المناطق المتدلية ( الوصادية) من الفصوص المحيطية ‪:‬الجبهي و الجداري‬
‫والصدغي‪ .‬يحيط بالجزيرة أخدود دائري و يوجد أيضا أخدود مركزي يقسم الجزيرة الى جزء امامي يحتوي‬
‫على تالفيف قصيرة و جزء خلفي يضم تالفيف طولية قليلة العدد ‪.‬أما الجزء السفلي األمامي فيقع في‬
‫منطقة جذع الشق الجانبي و يتصل بالمادة المثقبة األمامية في اسفل الجزء االمامي من الدماغ‪.‬‬

‫من الناحية الوظيفية فإن لقشرة الجزرة عالقة بالفعاليات و االنشطة الالإرادية و في السيطرة و تنظيم‬
‫وفعالية األحشاء عن طريق الجهاز العصبي الذاتي ‪ .‬وكذلك فإن مناطق الشرة الجزيرية معنية بالحس‬
‫األحشائي الخاص خاصة التذوق و الشم ‪ (.‬محمود حياوي حياش ‪ ،2013 ،‬ص ‪)225‬‬

‫‪33‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫رسم توضيحي يبين التخصص الوظيفي للباحات الدماغية‬

‫ثانيا ‪ /‬التخصص الوظيفي لنصفي كرة المخ و اشكالية الالتناظر بينهما‬

‫ينقسم الدماغ الى نصفين أساسيين ‪ :‬نصف الدماغ األيمن و نصف الدماغ األيسر و هما ليسا مفصولين‬

‫عن بعضهما البعض تماما ‪ ،‬ففي السطح الداخلي يتصالن مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني‬

‫( ‪ ، ) corpus calosum‬و تحته توجد فتحات تدعى البطينات ‪ ،‬وهي مملوءة بالسائل المخي الشوكي ‪،‬‬

‫وهناك بطينان جانبيان و بطي ن ثالث و بطين رابع ‪ ،‬و تقدر كمية السائل الدماغي الشوكي الموجود في‬

‫‪34‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫البطينات تقريبا (‪140‬مليمتر ) منها (‪ 23‬مليمتر) في البطينات و (‪ 117‬مليم ) في الدماغ و النخاع‬

‫الشوكي (عزو اسماعيل عفانة ‪ ،‬يوسف ابراهيم الجيش ‪ ، 2009 ،‬ص ‪) 60‬‬

‫و الجسم الثفني ( الجاسئ) هو الجزء المتحكم بالجوانب االنفعالية المرتبطة باألنماط السلوكية لإلنسان ‪،‬‬

‫و ذلك مثل االحباط و الرغبة و الميل و االرتياح ‪ ،‬و لهذا فإن هذا الجزء يتحكم بالجهاز العصبي التلقائي‬

‫الذي يوفر الحوافز و البواعث االنفعالية تجاه عمليات التعلم ‪ ،‬و يشكل الجسم الثفني الطريق العام الرئيس‬

‫للعصبونات الواصلة بين نصفي الدماغ ‪ ،‬إذ بدونه لن يكون هناك تواصل بين النصفين الدماغيين األيمن‬

‫و األيسر ‪ (.‬عزو اسماعيل عفانة ‪ ،‬يوسف ابراهيم الجيش ‪ ، 2009 ،‬ص ‪) 18‬‬

‫هناك اختالف في الوظائف بين نصفي الدماغ ‪ ،‬و هذا يعني عدم التماثل في هذه الوظائف ‪ ،‬و يبدو ان‬

‫الالتماثل عرف منذ القدم ‪ ،‬حيث اكتشف بروكا أن التلف في النصف االيسر من الدماغ يؤثر على اللغة‬

‫و يؤدي الى عدم القدرة على الكالم في حين ان التلف في النصف األيمن ال يؤثر على اللغة ‪ ،‬و الحقا‬

‫اكتشف أن النصف االيمن له عالقة بإدراك العالقة المكانية و التحليل البصري المكاني للعالم المحيط‬

‫بنا‪.‬‬

‫هذا الالتماثل يؤدي إلى مفهوم الجانبية و الذي يعني أ ن وظيفة معينة تتمركز في جانب معين من‬

‫نصف الدماغ‪ .‬و هناك عدد من المتغيرات التي ترتبط بمفهوم الجانبية هي ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬أن تمركز وظيفة ما بجانب معين من الدماغ تتأثر بعوامل بيئية و محددات جينية مثل‬

‫الجنس و اليدوية ‪ .‬أي تفضيل استعمال يد على االخرى ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬أن مفهوم الجانبية هو مفهوم نسبي و ليس مطلقا ‪ .‬بمعنى أن نصفي الدماغ يلعبان دو ار‬

‫تقريبا في كل سلوك ‪ .‬فإذا كان النصف االيسر مهما جدا في اللغة فإن النصف األيمن أيضا له بعض‬

‫القدرات اللغوية ‪( .‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪ ، 2005 ،‬ص ‪) 110‬‬

‫و لقد ظهر مصطلح السيادة النصفية أو نمط معالجة المعلومات مع بداية السبعينات من القرن الماضي‬

‫نتيجة اختالف الزوايا التي تناول الباحثون و العلماء منها الفروق الوظيفية بين نصفي المخ ‪ ،‬فبعضهم‬
‫‪35‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫تناول هذه الفروق من زاوية انها تتعلق باألمور اللفظية و بعضهم اآلخر تناولها من ناحية الكيفية التي‬

‫يتعامل بها كل نصف في معالجة المعلومات الواردة إليه ‪ ،‬و قد ارتبط هذا المفهوم بعدة مصطلحات‬

‫أخرى أشبه بالمرادف له و متطابقة معه و هي ‪ :‬مفهوم أنماط التعلم و التفكير ‪ ،‬و مفهوم انماط السيادة‬

‫المخية ‪ ،‬مفهوم سيطرة نصفي المخ ‪ ،‬مفهوم نشاط نصفي المخ ‪ ،‬مفهوم السيادة الجانبية ‪ ،‬السيطرة‬

‫الدماغية ‪ ( .....‬جابر عبد الحميد جابر ‪ ،‬كفافي عالء الدين ‪ ، 1982 ،‬ص ‪) 108‬‬

‫‪ /1‬تعريف السيادة النصفية ‪:‬‬

‫يعرفها سبرنجر و دوتش (‪ ) 2003‬بانها " تميز أحد النصفين للدماغ بالتحكم في تصرفات الفرد " بشير‬

‫معمرية ‪ ، 2009 ،‬ص ‪) 99‬‬

‫كما يستخدم مصطلح السيطرة الدماغية للداللة على ميل الشخص إلى التفكير و التصرف وفقا‬

‫لخصائص جانب أو نصف واحد من الدماغ أكثر من الجانب اآلخر ( ماكجي و آخرون ‪ ، 2000 ،‬ص‬

‫‪) 137‬‬

‫و أي كانت التسميات يشير مصطلح السيادة النصفية للمخ إلى تأكيد التحكم أو ميل أحد النصفين‬

‫الكرويين المخيين إلى ممارسة تأثير أكبر من تأثير النصف اآلخر على وظائف معينة كاستخدام اللغة‬

‫واستخدام اليد ‪ ( .‬جابر عبد الحميد جابر ‪ ،‬كفافي عالء الدين ‪ ، 1982 ،‬ص ‪) 1008‬‬

‫‪ /2‬االختالفات التشريحية بين نصفي الدماغ ‪ :‬يورد كولب و وشهو بعض الفروق بين نصفي الدماغ‬

‫منها ‪:‬‬

‫النصف األيمن أكبر و أثقل بدرجة بسيطة من النصف األيسر و لكن في االيسر تكون‬ ‫‪-1‬‬

‫كثافة المادة الرمادية أكثر ‪.‬‬

‫‪ -2‬هناك ال تماثل واضح في تركيب الفص الصدغي حيث ان المستوى الصدغي ‪planum‬‬

‫‪ temporale‬أكبر في النصف األيسر منه في األيمن ‪ ،‬في حين ان القشرة السمعية األولية‪،‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫تلفيف هنشل تكون أكبر في النصف األيمن ( الحظ أن الصدغي األيسر له عالقة باللغة‬

‫والصدغي األيمن له عالقة بإدراك االصوات غير اللغوية مثل الموسيقى )‬

‫‪ -3‬فيما يتعلق بالالتماثل في المهاد فإن النواة الخلفية الجانبية و التي ترسل الى القشرة الجدارية‬

‫تكون أكبر في النصف األيسر ‪ ،‬و النواة الركبية الوسطى ( ‪ ) medial geniculat‬و التي‬

‫ترسل من القشرة السمعية األولية تكون أكبر في النصف األيمن ‪ ،‬و يكون المهاد االيسر‬

‫مسيط ار بالنسبة لوظائف اللغة ‪.‬‬

‫‪ -4‬يكون شق سيلفيان انعم ( أرق) في النصف األيسر منه في النصف األيمن ‪ ،‬والمنطقة‬

‫البطنية بالنسبة لشق سيلفيان و التي تكون في الفص الصدغي و الجداري تكون أكبر في‬

‫النصف األيمن ‪.‬‬

‫‪ -5‬منطقة بروكا في الوصاد الجبهي ( ‪ )frontal operculum‬تنتظم بطريقة مختلفة‪ ،‬فالمنطقة‬

‫المرئية منه تكون أكبر في النصف األيمن منه في النصف األيسر بمقدار الثلث ‪ ،‬في حين‬

‫تكون المنطقة المخفية بالثلم الموجود في المنطقة يكون أكبر في النصف األيسر منه في‬

‫النصف األيمن ‪ ،‬و ربما كان ذلك يتفق مع االختالف الوظيفي ‪ ،‬حيث ان الجانب االيسر‬

‫متضمن في انتاج قواعد اللغة في حين الجانب األيمن ربما يؤثر على نغمة الصوت ‪.‬‬

‫‪ -6‬هناك ال تماثل في توزيع النواقل العصبية سواء في القشرة او تحت القشرة الدماغية و هذا‬

‫يشمل توزيع األستيلكولين و الجابا و النورايبفرين و الدوبامين ‪.‬‬

‫النصف األيمن يمتد أماميا أكثر من النصف األيسر ‪ ،‬في حين األيسر يمتد خلفيا أكثر‬ ‫‪-7‬‬

‫من االيمن و القرن الخلفي للبطينات الجانبية يميل أن يكون خمس مرات أطول في األيمن منه‬

‫في األيسر ‪.‬‬

‫‪ -8‬هذا و تتأثر الالتماث الت التشريحية بالجنس و اليدوية ‪ ( .‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ‪،‬‬

‫‪) 112 ، 2005‬‬


‫‪37‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪/3‬الالتناظر الوظيفي للمخ ‪:‬‬

‫ال يقف مفهوم التناظر عند البعد التشريحي فقط بل يتجاوزه للفروق الوظيفية بين النصفين ‪ ،‬باعتبار أن‬

‫االختالف في المراكز المخية يرتبط بالفروق في الوظائف التي تقوم بها هذه المراكز ‪ ،‬و من ثم يصبح‬

‫مفهوم التناظر مفهوما مهما في مجال الوظائف النفسية و السلوكية و المعرفية ‪.‬‬

‫والحقيقة أن الفروق الوظيفية بين نصفي المخ بدأت أيضا بما أشار إليه كل من بروكا و فيرنيك من‬

‫مناطق متعلقة باللغة ‪ ،‬األمر الذي اكدته الدراسات الوظيفية و التشريحية التي استمرت منذ ذلك التاريخ‬

‫وأصبح من المعروف سيطرة و تخصص النصف االيسر لدى معظم األفراد على وظائف اللغة بشكل‬

‫خاص ‪ ،‬و بعد ذلك اتضح مدى الفروق الموجودة بين النصفين فيما يتعلق بالوظائف األخرى ‪.‬‬

‫و بشكل عام تتركز الوظائف اللغوية و التحليلية و العقلية في النصف األيسر ‪ ،‬و لذل ك يسمى بالنصف‬

‫اللفظي (‪) verbal‬التحليلي (‪ ) analytical‬و المنطقي (‪ ) logical‬و الواقعي ‪ .‬و يقوم هذا النصف عادة‬

‫بتحليل المعلومات بطريقة خطية (‪ ، ) linear‬حيث يبدأ بالتفاعل مع األجزاء و يجمعها بطريقة منطقية ‪،‬‬

‫و يعيد ترتيبها حتى يصل الى الخالصة أ و النتيجة ‪ .‬كما أنه يقوم بتشغيل المعلومات بطريقة تدريجية أو‬

‫تتابعية (‪ ) sequential‬فيميل إلى عمل الخطط والجداول اليومية ‪ ،‬ويستمر في أداء مهامه الفرعية حتى‬

‫ينتهي من المهمة الرئيسية ‪ .‬كذلك يميل النصف االيسر إلى التعامل مع الرموز والكلمات والحروف‬

‫والعمليات الحسابية المعقدة ‪ ،‬والمهارات الرقمية ‪ ،‬والتعرف على األلوان و األدوات‪ ،‬والتعرف الموسيقي‪،‬‬

‫والمهارات العلمية و الحسابية ‪.‬‬

‫أما النصف األيمن فينفرد بالوظائف المرتبطة بالح دس و االنفعال و االبداع و التخيل ‪ ،‬و له دور أكبر‬

‫في تحليل و تحديد األشكال ثالثية األبعاد أو ما يسمى بالقدرات المكانية البصرية (‪)visuospatial‬‬

‫للعالم المحيط ‪ ،‬و لذلك فهو يسمى بالنصف غير اللفظي (‪ ،) nonverbal‬و الحسي و الحدسي‪ ،‬و عادة‬

‫ما يعمل هذا النصف بطريقة كلية (‪ )Holistic‬في تشغيل المعلومات بادئا من الكل إلى االجزاء ‪ ،‬كما‬

‫أنه يقوم بالوظائف التي تتطلب تقييمات كلية للموضوعات و السلوكيات ‪ ،‬و يتم التعامل مع األجزاء‬
‫‪38‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫بطريقة عشوائية فينتقل من جزء الى جزء دون خطة واضحة ‪ ،‬و يتعامل بصورة أفضل مع األشياء‬

‫العيانية الحسية وليست الرمزية‪ ،‬كما أوضحت الدراسات أن وظائف نصف الكرة األيمن تتعلق بالعمليات‬

‫الحسابية البسيطة ‪ ،‬و االدراك اللمسي واألفكار غير اللفظية‪ ،‬و التعرف على الوجوه و التوجه المكاني‬

‫والوعي الموسيقي و القدرات الفنية ‪ (.‬سامي عبد القوي ‪ ،2011 ،‬ص‪-‬ص ‪)145-143‬‬

‫وقد اهتم الباحثون بإيجاد تقسيمات أخرى لقدرات الدماغ ‪ ،‬فأعلن ( ‪ )Ned Herman‬عن تقسيم الدماغ‬

‫إلى أربعة أبعاد هي ‪:‬‬

‫‪-‬الجانب األيمن ‪ ،‬و يشمل الدماغ األيمن العلوي و السفلي‬

‫‪-‬الجانب األيسر ‪ ،‬و يشمل الدماغ األيسر العلوي و السفلي‬

‫كما هو مبين في النموذج التالي ‪:‬‬

‫الدماغ االبداعي‬ ‫الدماغ النظري المنطقي‬

‫الدماغ العاطفي‬ ‫الدماغ المنظم‬

‫و لكل دماغ وظائف معينة ‪:‬‬

‫فالنظريون ‪ :‬يحبون المحاضرات ‪ ،‬الحقائق ‪ ،‬التفاصيل ‪ ،‬التفكير الناقد و الق ارءة فالجانب المسيطر هو‬

‫الجزء األيسر العلوي من الدماغ‪.‬‬

‫و المنظمون ‪ "Organizers " :‬يفضلون التعلم من خالل التمرينات و حل المشكالت و الخطوات‬

‫المنظمة ‪ ،‬و الجانب المسيطر هو الجزء األيسر السفلي من الدماغ ‪.‬‬

‫و المبدعون ‪ "Innovators" :‬أو المكتشفون يفضلون أنشطة مثل العصف الذهني ‪ ،‬و التشبيهات‬

‫المجازية و الصور ‪ ،‬و الخرائط العقلية و التركيب و النظرة الكلية ‪ ،‬و الجانب المسيطر هو الجزء‬

‫األيمن العلوي من الدماغ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫و اإلنسانيون ‪ "Humanitarians" :‬يفضلون التعلم التعاوني ‪ ،‬و نقاش المجموعات و تمثيل األدوار ‪،‬‬

‫والدراما ‪ ،‬و الجانب المسيطر هو الجانب األيمن السفلي من الدماغ ‪ (.‬ذوقان عبيدات ‪ ،‬سهيلة أبو‬

‫السميد‪ ،2007 ،‬ص ‪) 27‬‬

‫النصفين الكرويين المخيين‬

‫‪/ /4‬الفروق الدماغية بين الجنسين ‪:‬‬

‫لقد ركزت الدراسات التي بحثت الفروق بين أدمغة الذكور و اإلناث على كل من ‪:‬‬

‫*‪ /‬يزن دماغ الذكر البالغ أكثر من دماغ االنثى البالغة ‪.‬‬

‫*‪ /‬يتطور النصف الكروي األيسر أبكر من النصف الكروي األيمن لدى اإلناث ‪ ،‬في حين أن النصف‬
‫األيمن لدى الذكور يتطور قبل األيسر و هذه الفروق تلعب دو ار هاما في االنضباط الصفي و التفضيالت‬
‫الرياضية‪.‬‬

‫*‪ /‬تملك األنثى جسما جاسئا أكبر بزيادة في األلياف بنسبة (‪ ) 10-3‬بالمائة مما هو لدى الذكر ‪ ،‬كما‬
‫أنه لدى األنثى أكثر تطو ار مما هو لدى الذكر‪ ( .‬و يتراجع حجمه مع التقدم في العمر لدى الذكور )‬
‫‪40‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫*‪ /‬هناك فروق بنائية في الهيبوثالموس ما بين الذكور و اإلناث و تحديد ا في المناطق التالية ‪:‬‬

‫المنطقة األم ام بصرية و هي منطقة متضمنة في سلوك التزاوج ‪ ،‬فقد وجد أن هذه المنطقة أكبر كتلة‬
‫وأكثر خاليا مما هو لدى اإلناث ‪ .‬فهي لدى الذكور اكبر بنسبة الضعف تقريبا ‪ ،‬و الذي يعني أيضا‬
‫زيادة عدد الخاليا بنسبة الضعف ‪ .‬تظهر هذه الفروق لدى األفراد بعد عمر أربع سنوات بشكل واضح ‪،‬‬
‫فقد وجد تناقص في عدد الخاليا في هذه النواة لدى اإلناث ‪ ،‬و لكن ال تزال وظيفة هذه النواة الدقيقة في‬
‫السلوك غير معروفة ‪.‬‬

‫نواة فوق التصالب البصري في الهيبوثالموس ‪ :‬هناك فرق واحد في شكل هذه المنطقة ما بين الذكور‬
‫واإلناث ‪ ،‬فهي لدى الذكور مثل الكرة ‪ ،‬أما لدى اإلناث فهي اكثر استطالة ‪ ،‬و ليس هناك فرو ق في عدد‬
‫الخاليا ‪ ،‬ومن المحتمل ان الشكلين الكروي و المستطيل لهذه المنطقة يؤثران في الترابطات التي تكونها‬
‫هذه المنطقة مع مناطق أخرى في الدماغ خصوصا تلك الموجودة في الهيبوثالموس ‪.‬‬

‫* ‪ /‬تنتشر وظائف التفكير لدى اإلناث في منطقة واسعة من الدماغ و الذي يترجم إلى صعوبات تعلم‬
‫أقل ‪ ،‬أما لدى الذكور فهناك محدودية في ذلك بسبب ضيق الجسم الجاسئ لديهم مما يزيد نسبة صعوبات‬
‫التعلم لديهم‪.‬‬

‫*‪ /‬هناك زيادة بنسبة (‪ ) 30-20‬بالمائة في السيروتونين لدى اإلناث مما هو لدى الذكور ‪ ،‬حيث ترتبط‬
‫نسبته بالخوف و الخجل و انخفاض الثقة بالنفس ‪ ،‬و يرتبط انخفاض المستوى بالعدوان و سلوك التهور‬
‫و االنتحار و اال دمان على الكحول و االكتئاب و التهيج االنفعالي ‪.‬‬

‫*‪ /‬لدى األنثى تقلبا في الهرمونان ‪ :‬البروجسترون واإليستروجين و يسبب هذا األخير تغي ار على درجات‬
‫االختبارات الفضائية (المكانية ) و الرياضيات ‪ ،‬و اللغة و المهارات الحركية الدقيقة ‪ ،‬إذ يتبع انخفاض‬
‫مستويات هذا الهرمون تحسنا في الدرجات على اختبارات الرياضيات و الفضائيات ‪ ،‬أما المستويات‬
‫المرتفعة لهذه الهرمون فيتبعها تحسن في المهارات اللغوية و المهارات الحركية الدقيقة ‪ (.‬ناديا سميح‬
‫السلطي ‪ ، 2004 ،‬ص ‪) 52‬‬

‫* ‪ /‬الجهاز الحوفي و هو المسؤول عن العواطف و الغرائز و كمثال عن ذلك غريزة األمومة ‪ ،‬نجد هذا‬
‫الجهاز كبير عند المرأة من الرجل ‪ ،‬و لذلك نجد المرأة أكثر مالحظة للتغيرات العاطفية بأي شكل من‬
‫األشكال كانت ‪ :‬لفظي ‪ ،‬حسي أو حركي ‪ ،‬و يؤدي هذا االختالف عند الذكور إلى عدم التحدث عن‬

‫‪41‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫مشاكلهم و مشاعرهم ‪ ،‬كما أن هناك اتصال وي لديهم بين اللوزة المخية و الوطاء و قد يكون لذلك‬
‫عالقة بالسلوك العدواني ‪.‬و بالمقابل تحتوي اللوزة المخية على تجمعات خلوية غزيرة و كثيفة عند االناث‬
‫مع اتصاالت عصبية قوية مع اللوزة المخية المقابلة مما يفسر بعض الجوانب االنفعالية عندهن ‪.‬‬

‫*‪ /‬المادة البيضاء و المادة الرمادية ‪ :‬يتألف أغلب دماغ المرأة من مادة بيضاء أكثر من عشر مرات مما‬
‫عند الرجل ‪ ،‬و تمثل بشكل رئيسي شبكة االتصاالت بين الخاليا و الفصوص الدماغية و هذا يوضح قدرة‬
‫المرأة على جمع المعلومات و إعادة تقييمها وربطها مثل اتقان اللغات ‪ ،‬ولقد أثبت عالم الدماغ األمريكي‬
‫ريتشارد هايير من جامعة كاليفورنيا أن ستة و ثمانون بالمائة من المادة البيضاء لدماغ المرأة مرتبطة‬
‫بعملية التفكير و هذه المادة توجد بكثرة في الفص الجبهي ‪.‬‬

‫أما المادة الرمادية فهي أكثر ب‪ 5.5‬بالمائة عند الرجال عما هي عليه لدى النساء ‪ .‬و خمسة و أربعون‬
‫بالمائة منها مرتبطة بالتفكير‪ ،‬و هي منتشرة في المناطق المركزية بالنسبة للدماغ ‪ ،‬و تستخدم هذه المادة‬
‫لحل القضايا المعقدة التجريدية حيث أثبتت التجارب العلمية تفاعلها أثناء التفكير ‪.‬‬

‫*‪ /‬األلياف العصبية التي تربط الفص األيسر و الفص األيمن أربع اضعاف لدى النساء عما هي عليه‬
‫لدى الرجال ‪ ،‬و هذا االختالف أدى إلى أن النساء يستطعن التفكير في أكثر من موضوع في نفس الوقت‬
‫دون تحليل عميق للموضوعات هذا يفسر قدرة المرأة على استخدام فراستها و حدسها ‪ .‬أما الرجال فهم‬
‫أقدر على تناول موضوع واحد و التركيز فيه حتى يتم تحليله إلى عناصره األولية بدقة و اتخاذ القرار فيه‬
‫‪ ،‬ذلك الن الفص األيسر المسؤول عن التحليل يعمل بدون أن يتصل كثي ار بما يرسله له الفص األيمن‬
‫من انطباعات و مشاعر لذا يكون الرجال أقدر من النساء في فصل أنفسهم عن الموضوعات التي‬
‫يناقشونها ‪.‬‬

‫*‪ /‬تستقبل المناطق المسؤولة في الدماغ عن اللغة عند المرأة معلومات أكثر بنحو ثالثة عشر بالمائة من‬
‫الرجال ‪ ،‬و الكالم عند المرأة يصدر من نصفي الدماغ ‪ ،‬أما المناطق المسؤولة عن القياس و االستدالل‬
‫فهي تستقبل و ترسل معلومات عند الرجل أكثر ‪ ،‬فمثال من الصعب أن يضيع الرجل طريقه أو تضطرب‬
‫عليه االتجاهات أما الكالم عند الذكر فيصدر عن النصف األيسر ‪.‬‬

‫‪ / -‬يتميز الدماغ عند المرأة بكبر الحصين ‪ ،‬اما عند الرجل فبكبر الهيبوثالموس‪ ( .‬علي عبد الرحيم‬
‫صالح ‪ ،‬نغم هادي حسين ‪ ، 2013 ،‬ص ص ‪) 249 – 247‬‬
‫‪42‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ /1‬أحمد عبد الخالق ( ‪ ) 1986‬محاضرات في علم النفس الفسيولوجي ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫االسكندرية مصر ‪.‬‬

‫‪ / 2‬أديب محمد الخالدي ( ‪ ) 2015‬المرجع في علم النفس الفسيولوجي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المسيرة للنشر و‬
‫التوزيع و الطباعة ‪.‬عمان ‪ ،‬األردن‬

‫‪ /3‬بشير معمرية ( ‪ ) 2009‬عالقة المخ بالتحكم في السلوك االنساني بحوث و دراسات متخصصة في‬
‫علم النفس ‪ ،‬الجزء الخامس ‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتبة العصرية للنشر و التوزيع ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ /4‬جابر عبد الحميد جابر ‪ ،‬كفافي عالء الدين ( ‪ ) 1982‬معجم علم النفس و الطب النفسي ‪ ،‬ج‪، 3‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ /5‬خليل البياتي (‪ )2000‬علم النفس الفيسيولوجي مبادئ أساسية ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عمان االردن ‪.‬‬

‫‪ /6‬ذوقان عبيدات ‪ ،‬سهيلة أبو السميد ( ‪ ) 2007‬الدماغ و التعليم و التفكير ‪ ،‬ط‪، 1‬دار الفكر ناشرون‬
‫و موزعون ‪.‬عمان ‪ .‬األردن‬

‫‪ /7‬سامي عبد القوي ‪ ، 2011 ،‬علم النفس العصبي – األسس و طرق التقييم – مكتبة االنجلو‬
‫مصرية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة جمهورية مصر العربية ‪.‬‬

‫‪ /8‬صفاء األعسر ‪ ،‬عالء الدين كفافي ( ‪ )2000‬الذكاء الوجداني ‪ ،‬دار قباء للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ /9‬عبد الفتاح محمد دويدار ( ‪ )2006‬األساس البيولوجي و الفيزيولوجي للشخصية من المنظور‬


‫السيكولوجي ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬مصر‪.‬‬

‫‪ /10‬علي عبد الرحيم صالح ‪ ،‬نغم هادي حسين ( ‪ ) 2013‬األسس الوراثية و العصبية للسلوك‬
‫االنساني ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ .‬عمان األردن ‪.‬‬

‫‪ /11‬عزو اسماعيل عفانة ‪ ،‬يوسف ابراهيم الجيش ( ‪ ) 2009‬التدريس و التعلم بالدماغ ذو الجانبين ‪،‬‬
‫ط‪ ، 1‬دار وائل للثقافة و النشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪ .‬االردن‬
‫‪43‬‬
‫د‪ /‬مرايمة حنصايل‬ ‫تشريح و فيزيولوجيا اجلهاز العصيب املركزي‬

‫‪ /12‬عدنان يوسف العتوم (‪ ) 2012‬علم النفس المعرفي النظرية و التطبيق ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار المسيرة للنشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن‪.‬‬

‫‪ /13‬عباس محمود عوض ( ‪ )1999‬علم النفس الفسيولوجي ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪.‬مصر‪.‬‬

‫‪ /14‬عبد الوهاب محمد كامل (‪ )1994‬علم النفس الفيسيولوجي –مقدمة في األسس السيكوفسيولوجية‬
‫و النيورولوجية للسلوك االنساني ‪ ،‬ط‪ ، 2‬المصطفى ‪.‬‬

‫‪ /15‬مجدي أ محمود حياوي حماش ( ‪ :)2013‬الدماغ ( الجهاز العصبي المركزي ) تركيبه التشريحي‬
‫و وظائفه ‪ ،‬ط‪1‬الذاكرة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان االردن‬

‫‪ /16‬محمود عوض هللا سالم ‪ ،‬مجدي أحمد الشحات ‪ ،‬أحمد حسن عاشور ( ‪ ) 2008‬صعوبات التعلم‬
‫–التشخيص و العالج‪ -‬ط‪ ، 3‬دار الفكر ناشرون و موزعون ‪ ،‬عمان ‪ .‬األردن ‪.‬حمد محمد عبد هللا‬
‫(‪ )2010‬علم النفس العصبي اال نساني ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬االسكندرية ‪.‬‬

‫‪ /17‬محمد عبد الرحمان الشقيرات ( ‪ ) 2005‬مقدمة في علم النفس العصبي ‪ ،‬دار الشروق للنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬عمان األردن ‪.‬‬

‫‪ /18‬ماكجي و آخرون ( ‪ ) 2000‬ترجمة على اصالح التفكير اإليجابي مركز الخبرات المهنية لالدارة‬
‫القاهرة ‪،‬‬

‫‪ /19‬ناديا سميح السلطي ( ‪ ) 2004‬التعلم المستند الى الدماغ ‪،‬ط‪ ، 1‬دار المسيرة للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عمان األردن‪.‬‬

‫‪ /20‬وجيه محجوب ( ‪ )2002‬فسيولوجيا التعلم ‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عمان االردن ‪.‬‬

‫‪44‬‬

You might also like