You are on page 1of 34

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي‬

‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫محاضرات في الحبسة و أساليب التكفل ‪2‬‬

‫موجهة لطلبة السنة ثالثة ليسانس ارطوفونيا‬

‫من إعداد الدكتور‪:‬‬

‫شنافي عبد المالك‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2020/2019‬‬

‫‪https://t.me/Borsippa_Library‬‬ ‫‪Tele: @Borsippa_Library‬‬


‫فهرس الموضوعات‬

‫المحاور‬

‫المحاضرة األولى‪:‬الدراسة العيادية للحبسة (أنواع الحبسة)‬


‫‪ -1‬الحبسة العابرة (الممتدة)‬
‫‪ -2‬الحبسة النسيانية‬
‫‪ -3‬الحبسة ما تحت القشرية‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬أسباب الحبسة‬
‫‪ -1‬االحتشاءات الدماغية‬
‫‪ -2‬االحتشاءات ما تحت قشرية‬
‫‪ -3‬الحبسة العابرة‬
‫‪ -4‬الحوادث الوعائية الدماغية النزيفية‬
‫‪ -5‬األورام‬
‫‪ -6‬الحبسة الناتجة عن العدوى و االلتهاب‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬حبسة الطفل‬
‫‪ -1‬تعريف حبسة الطفل‬
‫‪ -2‬سيميولوجية حبسة الطفل‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬االضطرابات المرتبطة بالحبسة‬
‫‪ -1‬اضطرابات الوظيفة المعرفية‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬التشخيص وطرق تقييم اللغة الشفوية والمكتوبة لدى الفرد المصاب بالحبسة‬
‫‪ -1‬تشخيص اللغة الشفوية‬
‫‪ -2‬بطاريات تقييم االضطرابات المعجمية‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬إعادة تأهيل الحبسة‬
‫‪ -1‬تيارات إعادة تأهيل الحبسة‬
‫‪ -2‬إعادة التربية للغة الشفوية في حبسة عدم وجود الطالقة اللغوية‬
‫المحاضرة األولى‬

‫الحبسة الممتدة(العابرة)‪،‬الحبسة النسيانية و الحبسة تحت القشرية‬

‫‪ -1‬الحبسة العابرة (الممتدة) ‪APHASIES TRANSCORTICALES‬‬

‫يشير مصطلح الحبسة العابرة الذي أنشاه ‪ Wernicke‬سنة ‪ 1874‬و الذي استخدمه ‪ Lichtheim‬من‬
‫جديد سنة ‪ ، 1885‬إلى اضطرابات اللغة التي ال تسببها إصابات مراكز اللغة و لكن بسبب انقطاع‬
‫مسارات االرتباط بين مركز المفاهيم ومركز الصور الحركية للكلمات (حبسة ممتدة حركية) او بين‬
‫مركز الصور الصوتية للكلمات (حبسة ممتدة حسية)‪.‬و التكرار يكون دوما عادي في هذا النوع من‬
‫الحبسة ‪.‬‬

‫‪-1-1‬الحبسة الممتدة الحركية ‪Aphasie transcorticale motrice‬‬

‫لوحظ هذا النوع من الحبسة من خالل اآلفات في منطقة ‪( Broca‬الباحة رقم ‪ 44‬و ‪ 45‬من خارطة‬
‫برودمان) مما يؤدي إلى اصابة القشرة قبل الحركية وقبل الجبهية في الباحة الحركية اإلضافية (الباحة‬
‫رقم ‪ 6‬من خارطة برودمان‪ ،‬الالحبيبية) ‪.‬‬

‫يمكن لهذا النوع من الحبسة أن يحدث على الفور أو بعد حبسة ‪ .Broca‬وتتميز بـ ‪:‬‬

‫‪ -‬غياب التعبير التلقائي أو يكون مقتصرا على بعض المقاطع أو كلمات وجمل قصيرة و غياب النحوية‪،‬‬
‫مترددة و أحيانا تتميز برجع الصدى ‪.écholalique‬‬

‫‪ -‬وجود الديسارتريا ‪ Dysarthrie‬يميزها عن الحبسة الديناميكية لـ ‪ ،Lauria‬و التي تتميز حسب هذه‬
‫االخيرة بان أسوا الصعوبات تنشا عندما يستوجب على المصاب أن يؤلف بشكل مستقل مخططا للتلفظ و‬
‫تطويره في اللغة التلقائية‪.‬‬

‫‪ -‬احتمال حدوث أخطاء فونيتيكية و معجمية‪.‬‬

‫‪ -‬الوفرة المعجمية ضعيفة بشكل خاص تعيقها سلوكيات المواضبة ‪.Les Persévérations‬‬

‫‪ -‬التسمية يعوقها اضطراب غياب الكلمة ال سيما بصعوبات الشروع و سلوك المواضبة‪.‬‬

‫‪ -‬اللغة اآللية محتفظ بها شريطة أن يبدأ بها من طرف الفاحص‪.‬‬

‫‪ -‬قدرات تكملة الجمل‪ ،‬األمثال‪ ،‬القصائد ممتازة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬التكرار جيد بالنسبة للحروف و الكلمات‪ ،‬الجمل و الالكلمات‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم الشفهي جيد‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم الشفهي أحسن من حبسة ‪.Broca‬‬

‫‪ -‬القراءة بصوت عال مضطربة قليال‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة العفوية على غرار اإلنتاج الشفهي مخفضة ‪.Réduite‬‬

‫‪ -‬الخط (الرسم) مضطرب يتخلله إهمال و حذف للحروف و الكلمات و غياب النحوية‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرابات العصبية المرتبطة متغيرة حسب اإلصابات بها و نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬شلل نصفي والذي غالبا ما يسيطر على الطرف السفلي‪.‬‬

‫‪ -‬ابراكسيا فكرية حركية‪.‬‬

‫‪ -‬االسترجاع ‪ La Récupération‬متغير ولكن على العموم جيد‪.‬‬

‫‪ -‬موقع االصابة يكون على مستوى ‪:‬‬

‫‪Aire motrice‬‬ ‫‪ -‬المنطقة قبل الجبهية ‪ -Région préfrontale‬الباحة المحركة الثانوية‬


‫‪ -supplémentaire‬االنوية الرمادية‪.‬‬

‫‪ -‬أسبابها‪:‬‬

‫‪ -‬احتشاء الشريان الدماغي األمامي ‪ -Infarctus de l'artère cérébrale postérieure‬او تقاطع‬


‫الشريان الدماغي األمامي ‪ – ACA‬الشريان الدماغي االوسط ‪.ACM‬‬

‫‪ -‬ورم دموي ‪.Hématome‬‬

‫‪ -‬ورم‪.‬‬

‫‪ -2-1‬الحبسة الممتدة الحسية ‪Aphasie transcorticale sensorielle‬‬

‫وتمسى كذلك بالحبسة االسمية ‪ ،)1926،Head( Aphasie Nominale‬حبسة فرنيكي من النوع الثاني‬
‫(‪ Lecours‬و ‪ .)1979، Lhermitte‬وتتميز بـ ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬طالقة في اللغة التلقائية ومنطوقة بصفة جيدة‪ ،‬و لكن تتخللها الكثير من األخطاء (بارافازيا داللية‪ ،‬خلق‬
‫للكلمات‪،‬بارافازيا فونيمية) وكذلك برجع الصدى‪.‬‬

‫‪ -‬أثناء التسمية نجد غياب الكلمة موجود بكثرة يتم تعويضه بالحشو ‪. Les Périphrases‬‬

‫‪ -‬التكرار جيد‪.‬‬

‫‪ -‬اللغة اآللية جيدة كما هو الحال في تكملة الجمل و األمثال او تالوة قصائد‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم الشفهي مضطرب فكل ما هو مكرر و مكتمل ليس مفهوما بالضرورة‪.‬‬

‫‪ -‬التعيين ‪ La Désignation‬مضطرب بشدة‪.‬‬

‫‪ -‬القراءة بصوت عال ذات نوعية متغيرة و في معظم األحيان تثير العديد من البارافازيا او إنتاج ليست‬
‫له عالقة بالنص‪.‬‬

‫‪ -‬فهم المكتوب حتى ولو تمت قراءته بصفة صحيحة يبقى مضطرب‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة تبقى مضطربة بطرقة مشابهة تماما لما هو موجود في حبسة ‪ Wernicke‬مع أداء صحيح في‬
‫النقل و أفضل في اإلمالء من الكتابة العفوية‪.‬‬

‫‪ -‬العالمات العصبية المرتبطة بها تشتمل على ‪:‬‬

‫‪ -‬اضطراب حسي‪.‬‬

‫‪ -‬فقدان الرؤية في نصف المجال البصري ‪ Hémianopsie‬او الكلي ‪. Quadranopsie‬‬

‫‪ -‬العته ‪.Démence‬‬

‫التقاطع الصدغي – القفوي ‪ – Jonction temporo-occipitale‬إصابة في‬ ‫‪ -‬موقع اإلصابة‪:‬‬


‫التاالموس ‪.Thalamus‬‬

‫‪-3-1‬الحبسة الممتدة المختلطة ‪Aphasie transcorticale mixte‬‬

‫يجمع هذا النوع من الحبسة بين النوعين السابقين‪ .‬وعند غالبية الحاالت نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬رجع الصدى‪.‬‬

‫‪ -‬التكرار محتفظ به ولكن يقتصر على بعض المقاطع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬بعض المصابين قد يصححون صياغة غير متالئمة على الرغم من الفهم الخاطئ‪.‬‬

‫‪ -‬النطق عادي أو تتخلله بعض الديسارتريا ‪.‬‬

‫‪ -‬اللغة اآللية محتفظ بها‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم الشفهي و الكتابي مضطربينن وفي كثير من األحيان غير موجودين‪.‬‬

‫‪ -‬القراءة بصوت عال غير ممكنة أو سيئة كثيرا‪.‬‬

‫‪ -‬غياب الخط ‪ Agraphie‬في معظم األحيان كلي‪ ،‬بما في ذلك النقل‬

‫‪ -‬العالمات العصبية المرتبطة بهذا النوع من الحبسة نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬اضطرابات في االنتباه ‪.‬‬

‫‪ -‬شلل نصفي فخذي احادي او ثنائي ‪.Hémiplégie crurale uni – ou bilatérale‬‬

‫‪ -‬فقدان الرؤية في نصف المجال البصري‪.‬‬

‫‪ -‬موقع االصابة ‪ :‬مناطق التقاطع بين مناطق سيلفيوس و الدماغية االمايمية و الخلفية ‪.‬‬

‫أسبابها‪ :‬احتشاء للتقاطع الممتد وحيد او ثنائي ( انخفاض ضغط الدم‪ ،‬نقص االكسجين‪ ،‬السكتة القلبية)‪.‬‬

‫‪ -2‬الحبسة النسيانية ‪APHASIE AMNÉSIQUE‬‬

‫و تسمى حبسة فقدان التسمية ‪ ،)1979،Benson( Aphasie Anomique‬الحبسة الداللية ‪Aphasia‬‬


‫‪.)1926،Head( sémantique‬‬

‫غياب التسمية ‪ Manque du Mot‬هو االضطراب الرئيسي و الحصري في هذا النوع من الحبسة‪ .‬و‬
‫تتميز بـ‪:‬‬

‫‪ -‬الطالقة اللغوية عادية او منخفضة تتخللها بعض التوقفات ‪.‬‬

‫‪ -‬النطق و التنغيم عاديين‪.‬‬

‫‪ -‬بناء الجمل يكون بشكل سليم ولكن فقير من ناحية األسماء الموصوفة ‪.Les Substantifs‬وأحيانا ال‬
‫يتم تكملتها‪ .‬و اللغة قليلة اإلعالمية ‪.Peu informatif‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬التسمية معيبة بشكل خاص مهما كان شكلها (قناة بصرية‪ ،‬سمعية أو لمسية ) أو االستحضار وفقا‬
‫للتعريف‪ .‬حيث يتم تعويض غياب الكلمة بالحشو ‪ Les Périphrases‬أي بالكلمات المفتاحية‬
‫(‪ )machin،chose‬أو التعريف باالستعمال ( المقص ‪ ،‬الذي نقطع به)‪.‬ونادرا ما تكون بارافازيا داللية‬
‫كما أن المساعدة الشفوية ‪ ébauche orale‬غير فعالة‪ .‬وتكون الصعوبات أكثر وضوحا في األسماء و‬
‫الموصوفات مقارنة باألفعال‪.‬‬

‫‪ -‬الوفرة المعجمية ‪ La Disponibilité Lexicale‬مضطربة‪.‬فالمصاب يظهر صعوبات في اختبارات‬


‫التصنيف الداللي وحتى في مهمات القرار المعجمي‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن لغياب الكلمة أن يسود على فئة داللية معينة (الكائنات الحية مقابل االشياء) او حت داخل فئة‬
‫على تحت‪ -‬فئة ‪( Sous-Classe‬مثال النباتات مقابل الحيوانات)‪.‬‬

‫‪ -‬الذاكرة اللفظية ‪( La Mémoire Verbale‬الكلمات المقترنة‪،‬تعلم قائمة من الكلمات او نص)‬


‫مشوهة‪.‬‬

‫‪ -‬التكرار عادي‪.‬‬

‫‪ -‬في األشكال المحضة للحبسة النسيانية يكون الفهم‪،‬القراءة ‪ ،‬الكتابة( االمالء ‪ ،‬النقل) عاديين‪ .‬و الكتابة‬
‫التلقائية تعكس اضطرابا في التعبير الشفهي‪.‬‬

‫وبالنسبة لـ ‪ )1979( Benson‬فان الحبسة الممتدة الحسية و الحبسة النسيانية هما قطبين لنفس العمليات‬
‫الفيزيومرضية ‪.‬فاالفازيا النسيانية يمكن أن تكون المرحلة األولى من حالة الخرف‪ ،‬أو المرحلة النهائية‬
‫للحبسة الممتدة القشرية الحسية تطورت بشكل ايجابي‪.‬وفي الحالة األخيرة هذه يبقى الفهم‪ ،‬القراءة و‬
‫الكتابة قليال مضطربة‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرابات العصبية المرتبطة بهذا النوع من الحبسة تشتمل على‪:‬‬

‫‪ -‬ابراكسيا – يمكن أن تكون أو ال تكون اضطرابات حسية حركية – فقدان الرؤية في كل المجال‬
‫البصري علوية ‪.Quadranopsie supérieure‬‬

‫‪ -‬موقع االصابة و اسبابها ‪:‬‬

‫‪ -‬إصابة عميقة في الفص الصدغي‪ ،‬المنطقة الحصينية ‪.Région hippocampique‬‬

‫‪5‬‬
‫واسبابها‪ :‬ورم‪ -‬الزهايمر‪ -‬احتشاء الشريان الدماغي الخلفي ‪Infarctus de l'artère cérébrale‬‬
‫‪ -. postérieure‬التهاب الدماغ الهربسي ‪.Encéphalite herpétique‬‬

‫‪-3‬الحبسة ما تحت القشرية ‪APHASIES SOUS-CORTICALES‬‬

‫لقد رأينا فيما سبق ان مراكز اللغة بالنسبة المؤلفين القدامى كانت قشرية‪ .‬وان الحبسة ما تحت القشرية‬
‫كانت تعتبر اضطرابات محضة » ‪ ، des troubles « purs‬ناتجة عن انقطاع بين هذه المراكز و‬
‫الجهاز المستجيب ( حبسة حركية محضة) او المستقبل ( صمم لفظي محض) المحيطي ‪ .‬و السبب وراء‬
‫ذلك هو أن ‪ Lauria‬و الباحثين الذين قاموا بعدها بدراسة أعراض الحبسة الناتجة عن إصابات ما تحت‬
‫قشرية بدأوا بالتسمية الحذرة لالضطرابات التي الحظوها بانها " شبه حبسة ‪."Quasi-Aphasie‬و‬
‫اثبتت منذ ذلك الحين تقنيات التصوير الدماغي مصحوبة بعلم النفس العصبي العيادي أن مثل هذه‬
‫‪Authentiques Syndromes‬‬ ‫اإلصابات قد تكون مسؤولة عن متالزمات حبسية حقيقية‬
‫‪.Aphasiques‬‬

‫و ما يميز هذا النوع من الحبسة ‪:‬‬

‫‪ -‬طالقة في اللغة العفوية (تباطأ في التدفق تتخلله ترددات و انقطاعات بسبب اضطراب غياب الكلمة و‬
‫لكن مع إمكانية إنتاج جمل ذات طول عادي)‪.‬‬

‫‪ -‬تشوه في الكالم مع إفراط في التصويت ‪ Hypophonie‬و أحيانا ديسارتريا‪.‬‬

‫‪ -‬بارافازيا لفظية غريبة ‪، Paraphasies Bizarres‬تسيطر اساسا على اللغة التلقائية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم و ضوح الخطاب ‪.incohérence du discours‬‬

‫‪ -‬الفهم غير مكتمل ‪ Imparfaite‬أحسن بالنسبة للكلمات منه في الجمل‪.‬‬

‫‪ -‬التكرار و اللغة اآللية محتفظ بهما‪.‬‬

‫‪ -‬اضطراب في الذاكرة اللفظية‪.‬‬

‫أما العالمات المصاحبة لها فنجد نقص الدافعية و اضطراب في االنتباه‪.‬‬

‫‪ -‬موقع اإلصابة على مستوى ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬التاالموس – النواة المذنبة ‪ - Le Noyau Codé‬البطامة ‪ putamen‬و الكرة الشاحبة ‪pallidum‬‬
‫– المادة البيضاء المحيطة بالبطين ‪ la substance blanche périventriculaire‬و ما تحت القشرة –‬
‫االنوية الرمادية المركزية ‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‬

‫أسباب الحبسة ‪Étiologies des aphasies‬‬

‫‪ -1‬الحبسة ذات المنشا الوعائي ‪APHASIES D’ORIGINE VASCULAIRE‬‬

‫وجدت دراسة استطالعية على ‪ 881‬حالة من الخوادث الدماغية الحادة ان ‪ %38‬من حاالت الحبسة‬
‫(‪ 10/9‬باصابة يسارية‪ 10/1 ،‬اصابة يمينية) ونصف منها حاالت خبسة حادة‪ .‬و ترتبط شدة الحبسة‬
‫بالعمر واهمية العالمات االخرى العصبية‪.‬‬

‫‪ -1-1‬االحتشاءات الدماغية ‪: Infarctus cérébraux‬‬

‫و ترتبط باالحتشاءات التي تقع على مستوى الشرايين الدماغية‬

‫‪ -1-1-1‬الشريان الدماغي االوسط ‪ACM‬‬

‫‪7‬‬
‫هو اكبر فرع للشريان السباتي الباطن واألكثر من ذلك هو أكثر الشرايين التي كثيرا ما يصاب في‬
‫الحوادث االحتشائية (تدفق غير كاف للدم الى جزء من الجسم ينجم عن تضييق أو انسداد األوعية‬
‫الدموية التي تغذيه)‪.‬‬

‫ويؤدي انسداد الشريان المخي المتوسط الى‪:‬‬

‫‪ -‬خزل شقي وفقد حس شقي مقابل للطرف العلوي و الوجه‪(.‬اصابة التلفيفين امام وخلف المركزي في‬
‫األيسر )‬

‫‪ -‬حبسة (إصابة باحتي فرنيكي و بروكا في االيسر)‪ .‬وهناك من يرى أن االنسداد الكلي األيسر لهذا‬
‫الشريان يؤدي إلى حبسة كلية‪ .‬اما االحتشاءات العميقة الواسعة لهذا الشريان يعطي متالزمات افازية‬
‫متغيرة تمس في الغالب التعبير الشفوي‪ (.‬األعراض الخاصة بالحبسة ما تحت القشرية)‪.‬‬

‫‪ -‬عمى شقي مماثل ‪( Hémianopsie homonyme‬تشعع بصري)‪.‬‬

‫‪ -‬عمه العاهة أي جهل المرض وحتى وجود طرف مقابل في الجسم (في إصابة الجاني األيمن)‪.‬‬

‫‪-2-1-1‬الشريان المخي األمامي ‪) ACA( Artère cérébrale antérieure‬‬

‫يعمل هذا الشريان على تروية البنيات الهامة للغة و انسداد هذا الشريان يؤدي الى‪:‬‬

‫‪ -‬خزل شقي وفقد حس شقي مقابل للساق و القدم (إصابة التلفيف حول المركزي أو الباحة الروالندية)‬

‫‪ -‬عدم القدرة على التعرف على األشياء‪ ،‬تغيرات شخصية (إصابة الفصي الجبهي و الجداري)‪.‬‬

‫‪ -3-1-1‬الشريان المشيمي االمامي ‪: Artère choroïdienne antérieure‬‬

‫و يعمل على تروية منطقة وظيفية هامة‪ :‬الذراع الخلفي للمحفظة الداخلية و الكرة الشاحبة و االحتشاء‬
‫الناتج عن انسداده يؤدي إلى شلل نصفي يمكن ان يرتبط بخذر شقي اي خذر في احد جانبي الجسم‬
‫دون وجود حبسة ‪.‬والواقع أن انسداد الشريان السباتي األمامي األيسر يمكن أن يعطي‬ ‫وعمى شقي‬
‫افازيا من نوع تحت قشرية مع انخفاض في الطالقة اللغوية و صعوبة في اللغة المهيئة‪.‬‬

‫‪Infractus des‬‬ ‫‪ -4-1-1‬احتشاء مناطق تقاطع فروع الشريان السباتي الباطن األيسر‬
‫‪Territoires de Jonction de la Carotide interne gauche‬‬

‫‪8‬‬
‫تعمل على تروية المناطق القريبة من شق سيلفيوس المسؤولة على اللغة‪ .‬وتحدث االحتشاءات بسبب‬
‫انسداد أو تضييق للشريان السباتي الباطن ‪.‬وينتج هذا االحتشاء‪:‬‬

‫‪ -‬افازيا عبر قشرية حركية او اضطراب نقص الكلمة –افازيا عبر قشرية حسية أحيانا من نوع فرنيكي‬
‫مع اضطرابات في التكرار و رطانة‪.‬‬

‫‪ -5-1-1‬الشريان المخي الخلفي ‪)ACP( Artère cérébrale postérieure‬‬

‫احتشاء في المنطقة السطحية (القشرة القذالية و القشرة الصدغية السفلى) للشريان المخي الخلفي األيسر‬
‫يمكن أن يعطي افازيا عبر قشرية حسية حادة ‪.‬و األعراض األخرى نجد‪ :‬عمى شقي مماثل (قضر‬
‫بصري) – عمه بصري (باحات بصرية ثانوية)‪ -‬ضعف الذاكرة (التلفيف امام الحصين)‪.‬‬

‫‪-2-1‬االحتشاءات ما تحت قشرية ‪Infarctus sous-corticaux‬‬

‫تكون نصف حاالت االحتشاءات تحت القشرية في النصف المخي األيسر قطرها أكبر من ‪ 15‬مم‪ ،‬و هي‬
‫المسؤولة عن الحبسة‪ .‬و غالبا ما تكون هذه االحتشاءات (اثنان من ثالثة) ذات ميكانيزم صمي‬
‫‪Embolique‬‬

‫‪ -3-1‬الحبسة العابرة ‪Aphasies transitoires‬‬

‫وتعرف كذلك بالنوبة االقفارية العابرة ‪.)AIT( accidents ischémiques transitoires‬وتستغرق‬


‫عدة دقائق فقط و إن كانت جميع أعراضها مشابهة ألعراض السكتة الدماغية و لكن على العكس منها‬
‫فهي قابلة لإلصالح و أن األعراض العصبية تزول خالل فترة قصيرة‪ .‬ويشار هنا إلى انه مابين ‪%10‬‬
‫إلى ‪ %15‬ممن تعرضوا إلى السكتة الدماغية البسيطة سيصابون بالسكتة الدماغية الواسعة خالل ‪90‬‬
‫يوما التي تلي حدوثها‪ ،‬وتعتبر األيام األولى من وقوع السكتة الدماغية العابرة هي األكثر خطورة إذا لم‬
‫يتم عالجه ‪.‬وأكثر من ثلث هذا النوع تشتمل على اضطراب في اللغة ‪.‬‬

‫‪Accidents vasculaires cérébraux‬‬ ‫النزيفية‬ ‫الدماغية‬ ‫الوعائية‬ ‫‪-4-1‬الحوادث‬


‫‪hémorragiques‬‬

‫تمثل حاالت السكتة النزيفية ‪ ٪18‬من جميع حاالت الحوادث الوعائية الدماغية‪ .‬و تتمثل في تمدد األوعية‬
‫الدموية داخل القحف و هي عبارة عن مرض يصيب األوعية الدموية الدماغية حيث يضعف جدران‬
‫الشريان او الوريد المخي مسببا اتساعا يشبه البالون في الوعاء الدموي و التي تصبح رقيقة و مشدودة‬
‫وعندما يحدث تمزق في أم الدم يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف بين الدماغ ‪ .‬و إضافة إلى هذا نجد كذلك‬

‫‪9‬‬
‫النزيف داخل الدماغ فعندما ينفجر وعاء دموي داخل أنسجة الدماغ يؤدي إلى نزيف دموي داخل‬
‫األنسجة الدماغية يؤدي إلى تعرضها للضرر و الى موت الخاليا العصبية هذه األخيرة الموجودة تحت‬
‫منطقة التسرب الدموي ال تحصل على كمية كافية من الدم و بالتالي تتضرر هي األخرى و يعتبر العامل‬
‫الرئيسي للنزيف داخل الدماغ هو فرط ضغط الدم‪.‬‬

‫‪Les hématomes profonds de‬‬ ‫و تبلغ األورام الدموية العميقة الرتفاع ضغط الدم‬
‫‪ l’hypertension‬إما إلى النواة الرمادية أو المهاد ‪ ،‬مما يعطي اعراضا للحبسة لها عالقة بموقع‬
‫االصابة‪ .‬و تعطي األورام الدموية الفصية الجبهية و الصدغية الجدارية على التوالي حبسة ديناميكية أو‬
‫حبسة فرنيكي‪.‬‬

‫‪ .2‬األورام ‪Les Tumeurs‬‬

‫األورام الخبيثة ‪ Les tumeurs malignes‬هي أكثر أنواع المسببة للحبسة (األورام الدبقية ‪، gliomes‬‬
‫االنبثاث ‪ ،métastases‬األورام اللمفاوية ‪ ) lymphomes‬عند كبار السن (أكثر من ‪ 65‬سنة) ‪.‬وتكون‬
‫الحبسة إلى جانب الصداع ‪ la céphalée‬واالرتباك العقلي ‪ ، la confusion mentale‬واحدة من بين‬
‫األعراض الثالثة الرئيسية المؤشرة على أورام الدماغ‪ .‬و اضطراب اللغة األكثر شيوعا هو عدم وجود‬
‫الكلمة ‪.Manque du Mot‬‬

‫‪ .3‬الحبسة الناتجة عن العدوى و االلتهاب ‪APHASIES DE CAUSE INFECTIEUSE ET‬‬


‫‪INFLAMMATOIRE‬‬

‫‪ -‬الخراج الصدغي األيسر ‪ L’abcès temporal gauche‬هو سبب نادر لحدوث الحبسة‪ .‬و لكن يجب‬
‫ذكره في وجودها و التي تتطور سريعا مع الصداع و الحمى المتقلبة‪.‬‬

‫‪ -‬تمثل الحبسة ‪ ٪ 12‬من المضاعفات العصبية لإليدز‪ .‬كما يمكن أن يكون سببها جميع أنواع االصابات‬
‫الدماغية ‪ :‬االلتهابات (التهاب الدماغ الفيروسي ‪ ، encéphalites virales‬داء المقوسات‬
‫‪ ، toxoplasmose‬الفطار ‪ ، ) mycoses‬سرطان الغدد الليمفاوية ‪ ،lymphomes‬الحوادث الوعائية‪.‬‬

‫‪ -‬التهاب داء القوباء ‪ L’encéphalite herpétique‬و الذي يمثل الحبسة في ‪ ٪75‬من الحاالت ‪ .‬و‬
‫يجب اخذه بعين االعتبار اثناء التشخيص في حالة ما اذا كانت الحبسة مصاحبة بالحمى ونوبات‬
‫الصرع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المحاضرة الثالثة‬

‫حبسة الطفل ‪L’aphasie de L’enfant‬‬

‫ال يوجد توافق في اآلراء حول تعريف حبسة الطفل‪ ،‬األمر الذي يقودنا إلى تقديم تعريفات مختلفة‪،‬‬
‫اعتمادا على المؤلفين‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف حبسة الطفل‬

‫‪ -1-1‬التعريف الذي ال يأخذ بعين االعتبار لحظة حدوث اإلصابة‪:‬‬

‫يعرف ‪ )1998( Aram‬حبسة الطفل على أنها اضطراب في نمو اللغة و تطورها و المرتبط بإصابة‬
‫دماغية معروفة‪.‬بعض النظر عن لحظة وقوع اإلصابة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تعريف يأخذ بعين االعتبار لحظة وقوع اإلصابة‪:‬‬

‫حبسة الطفل هي اضطراب في اللغة التي ترتبط مباشرة بتلف دماغي و التي تقع أثناء مرحلة الطفولة‪،‬‬
‫تعد فترة من االكتساب العادي للغة‪ .‬و على وجه التحديد بالنسبة لـ ‪ )1963( McCarthy‬تشير حبسة‬
‫الطفل النمائية ‪( aphasie développementale‬التي تسمى أحيانا الحبسة الخلقية ‪Aphasie‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ) Congénital‬إلى حالة أما يحدث فيها عيب في التجهيز العصبي أو إصابة دماغية تحدث قبل أثناء أو‬
‫بعد الوالدة ما يعيق اكتساب اللغة عند الطفل‪ .‬فحسبه تشير حبسة الطفل إلى العجز الذي يحدث بعد ان‬
‫تكتسب اللغة بشكل عادي‪ .‬أما ‪ )1977( Seron‬يعرف بشكل أكثر وضوحا حبسة الطفل المكتسبة على‬
‫أنها اضطراب في اللغة ناجم عن إصابة في الجهاز العصبي المركزي و تحدث عند طفل اكتسب عادة‬
‫مستوى معين من الفهم و التعبير اللغويين بمعنى سن اكتساب أولى الجمل و المقدرة في المتوسط في سن‬
‫العامين‪ .‬يندرج اضطراب اللغة المبكر في ديسفازيا النمو ‪.‬كما يستبعد في تشخيص حبسة الطفل أيضا‬
‫اضطرابات التواصل المرتبطة بعجز حسي أو فكري‪ ،‬التوحد أو الذهان واضطرابات الكالم كالتاتاة ‪.‬قد‬
‫يكون من الصعب تفسير الخرس ألنه قد يمثل المرحلة األولية من حبسة حادة‪.‬‬

‫‪ -‬عموميات‪:‬‬

‫حبسة الطفل هي نادرة‪.‬فهي تشمل ما بين ‪ 04‬و ‪ 07‬بالمئة من حاالت اضطرابات اللغة عند الطفل‪.‬وهي‬
‫أكثر ندرة من حبسة الكبار الن أسباب الحبسة عند البالغين نادرة عند الطفل و من الناحية السيميولوجية‬
‫غالبا ما تتطور اللغة بسرعة ما يؤدي في كثير من األحيان إلى االسترجاع الكامل للغة‪ .‬وهذا النوع من‬
‫الحبسة متغير جدا فهو يبدأ بتأخر بسيط في تطور اللغة حتى يصل إلى خرس أو لوغوريا ‪ .‬فهناك عدم‬
‫تجانس لتبعات و نتائج اإل صابة على اللغة تبعا للسن‪ ،‬األسباب‪ ،‬وجود أو غياب الصرع و المستوى‬
‫الفكري‪ .‬فحسب ‪ ) 1995( Giroud‬فان حبسة الطفل تتميز من خالل فقدان اللغة ‪،‬بارافازيا ووجود عسر‬
‫الخط كذلك تتميز حسب باحثين آخرين بهيمنة االضطرابات التعبيرية سواء الشفوية أو المكتوبة على‬
‫االضطرابات ا الستقبالية‪ .‬والصعوبات المدرسية تكون شائعة جدا لدى األطفال الذين يعانون من أفازيا‬
‫مكتسبة‪.‬‬

‫كلما كان الفرد اصغر سنا فان الحبسة ستكون مختلفة عن أشكال أفازيا الراشد كذلك فانه بالنسبة لبعض‬
‫الباحثين إذا و وقعت اإلصابة بين ‪ 18‬شهرا و ‪ 03‬سنوات يكون هناك نوع من العودة إلى الحالة األولية‪:‬‬
‫الطفل لم يعد يتحدث وخالل مرحلة االسترجاع نالحظ إعادة تشغيل في المرحلة ما قبل اللغوية مع‪ ،‬في‬
‫بداية المناغاة ثم الكلمات المعزولة و أخيرا أشباه الجمل‪ .‬إعادة التعلم هذا يكون أسرع‪.‬وفقا ل‪Bay‬‬
‫(‪ ) 1975‬يكون هناك انتشار لالضطرابات التعبيرية‪ ،‬في السنوات األولى اي قبل سن ‪ 06‬السنوات و‬
‫يوافق ‪ ) 1976( Hécaen‬هذا الرأي بحيث يرى ان االضطرابات االستقبالية تظهر بعد ‪ 06‬سنوات‪.‬هذا‬
‫الفارق الزمني في ظهور االضطرابات التعبيرية يمكن أن يشير إلى النضج الدماغي المختلف لكال‬
‫الباحتين للتمثيل اللغوي و النضج الالحق األكثر تأخرا للباحات الصدغية‪-‬الجدارية‪ -‬القفوية فيما يتعلق‬
‫بالجوانب المعرفية و المفهومية للغة‪ .‬ولم يتم تاكيد هذه الفرضية او نفيها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .3‬سيميولوجية حبسة الطفل‬

‫اظهر التقدم الذي تم إحرازه حول المعارف المتعلقة بالنمو اللغوي عند الطفل و التحليل الدقيق‬
‫الضطرابات التعبير و الفهم أن أعراض هذا النوع من الحبسة هو اقل بعدا مما كان يعتقد سابقا ما نجده‬
‫عند الكبار وهذا مع االسترجاع األفضل الذي ال تزال آلياته افتراضية‪.‬‬

‫‪ .1.4‬على المستوى التعبيري‬

‫في ‪ ٪85‬من الحاالت‪ ،‬تكون االضطرابات التعبيرية هي الغالبة على اضطرابات الفهم‪ ،‬ويمكن أن تذهب‬
‫إلى حد الخرس في مرحلته األولية‪ .‬وبناء الجملة (النحو) يكون غير صحيح و اكثر تبسيطا‪ .‬وكذلك‬
‫تكون اضطرابات النطق شائعة‪.‬‬

‫‪ -1-1-4‬الخرس و نقص التلقائية اللغوية ‪Mutisme et hypospontanéité verbale‬‬

‫على مستوى اإلنتاج اللغوي فان الخرس و نقص التلقائية اللغوية (عندما يتكلم الطفل بشكل عفوي اقل‬
‫وبمساعدة جمل قصيرة) يكونان شائعين جدا بعد إصابة دماغية‪ .‬خاصة بعد فترة من الوعي المضطرب‪.‬‬
‫كما يكون هناك انخفاض شامل في جميع األنشطة التعبيرية االيمائية و الشفوية‪ .‬وهناك غلبة‬
‫الضطرابات اللغة التعبيرية في حبسة الطفل وتختلف باختالف سن وموقع و طبيعة اإلصابة‪.‬‬

‫‪ -2-1-4‬المعجم ‪Lexique‬‬

‫فيما يتعلق باالضطرابات المعجمية‪ ،‬يكون هناك انخفاض في المخزون المعجمي مع وجو اضطراب‬
‫غياب الكلمة حيث نجده متكرر و مستمر‪ .‬و على مستوى المعجم يمكننا مالحظة االضطرابات التي‬
‫تتراوح بين االفقار للمخزون المعجمي إلى غياب التسمية تماما ‪ Anomie‬هذه األخيرة تترجم بصعوبات‬
‫في النفاذ الى الكلمات و التخفيض من المخزون المعجمي يمكن ان يصل الى الحد من األنشطة اللغوية ‪.‬‬

‫‪-3-1-4‬النحو ‪Syntaxe‬‬

‫يتميز اإلنتاج النحوي في حبسة الطفل بالحد و فقر في البنيات المستعملة و اختفاء الكلمات الوظيفية‬
‫على المستوى الصرفي النحوي‪.‬‬

‫‪ -4-1-4‬النطق و الفونولوجيا ‪L’articulation et Phonologie‬‬

‫وتتميز بوجود ما يطلق عليه بالتفكك الفونيتيكي‪.‬‬

‫‪ -2-4‬االستقبال و الفهم اللغويين ‪Réception et Compréhension‬‬

‫‪13‬‬
‫تكون اضطرابات الفهم نادرة ولكنها تشكل السمة الرئيسية لمتالزمة )‪ Landau-Kleffner (SLK‬و‬
‫الذي يعد متالزمة خاصة جدا في حبسة الطفل ‪.‬فحتى و إن وجدت اضطرابات الفهم في هذا النوع من‬
‫الحبسة فنادرا ما تكون شديدة وتقتصر فقط على المرحلة الحادة في ظهور الحبسة و تتمثل في صعوبات‬
‫في الفهم النحوي للجمل (تنفيذ األوامر ‪ ،‬تعيين الصور و الحكم على النحوية) ‪.‬ونشير هنا إلى أنها قد‬
‫تكون خفيفة و تختفي بسرعة أو تكون كبيرة و تستمر لفترة طويلة‪.‬‬

‫‪ -3-4‬اللغة المكتوبة‬

‫اضطرابات اللغة المكتوبة في حبسة الطفل هي متكررة جدا وغالبا ما تستمر ‪ ،‬على األقل في شكل عسر‬
‫كتابة ‪ . Dysorthographie‬كما تكون األنشطة اللغوية المكتوبة أكثر عرضة للتلف الدماغي من أنشطة‬
‫اللغة الشفهية ألن اللغة المكتوبة تكون أقل تلقائية من اللغة الشفهية ويتم اكتسابها في وقت الحق‪ .‬و من‬
‫المحتمل بعد السكتة الدماغية ‪ ،‬أن األطفال الذين بدأوا بالفعل القراءة والكتابة لديهم صعوبات لغوية‬
‫مكتوبة ‪.‬أما الذين لم يبدأوا بعد تعلم اللغة المكتوبة بشكل خاص هم "معرضون للخطر" في هذا المجال‪.‬‬
‫و بالنسبة لبعض الباحثين يكون االسترجاع سريعا بينما بالنسبة لآلخرين فإن االضطرابات سوف‬
‫تستمر‪.‬‬

‫كما تكون هناك أيضا اضطرابات متعلقة باالنتاج الكتابي هذا الجانب يكون متاثرا بشكل منتظم‪ .‬حيث‬
‫نجدها في ‪ %50‬من الحاالت ‪ .‬ونجد خربشة ‪، gribouillis‬صعوبات خطية ناتجة عن الشلل النصفي‬
‫‪ l’hémiparésie‬او االبراكسيا ‪ ،‬اغفال للكلمات ‪ ، omissions de mots‬باراغرافيا داللية‬
‫‪ paragraphies sémantique‬فونيمية و غرافيمية ‪،‬خلق للكلمات ورطانة خطية ‪jargonagraphie‬‬
‫و غياب النحوية‪ .‬كما ان االضطرابات الحسية الحركية لها تاثير واضح و سلبي على االنتاج الكتاب‬
‫كالخزل الشقي و االضطرابات البصرية كاالغنوزيا وفقدان الرؤية النصفي‪ .‬كما نجد هناك اضطرابات‬
‫تتعلق بالقدرة على القراءة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المحاضرة الرابعة‬

‫االضطرابات المرتبطة بالحبسة‬

‫‪ -1‬اضطرابات الوظيفة المعرفية‬

‫في الواقع فان الحبسة هي خلل في نوع معين من المعرفة أو اإلدراك(اللغة)‪ .‬لكن باإلضافة إلى ذلك‬
‫كثيرا ما يصاب مرضى الحبسة باضطرابات أخرى في اإلدراك تشمل المتالزمات المعرفية اإلضافية‬
‫التي توجد بشكل متكرر في الحبسة مثل فقدان الذاكرة ‪ ،l’amnésie‬العمه ‪، l’agnosie‬تعذر الحساب‬
‫‪ ،Acalculie‬متالزمة ‪ Gerstmann’s‬و الخرف ‪.la démence‬‬

‫‪ -1-1‬فقدان الذاكرة‪Agnosie‬‬

‫تم تفسير نوع فرعي محدد من حبسة فرنيكي (الحبسة الصوتية النسيانية للوريا ‪aphasie acoustique-‬‬
‫‪ )amnésique de Luria‬لفقدان الذاكرة اللفظي المحدد (فقدان الذاكرة المستقدم الالحق لالصابة و‬
‫فقدان الذاكرة المستاخر على حد سواء)‪.‬‬

‫في هذه الحاالت ‪ ،‬ال يمكن للمريض أن يتذكر المعلومة اللفظية التي سبق تعلمها مثل الكلمات و الجمل و‬
‫المعارف اللفظية العامة (على سبيل المثال فقدان الذاكرة اللفظي المستاخر)‪ ،‬ويواجه المريض أيضا‬
‫صعوبات كبيرة في حفظ المعلومة اللفظية الجديدة (على سبيل المثال ‪ ،‬هناك فقدان الذاكرة اللفظي‬
‫المستقدم) على سبيل المثال يقتصر تكرار الجمل على جمل مكونة من ‪ 3‬الى ‪ 4‬كلمات‪ .‬وكما هو مذكور‬
‫سابقا في متالزمات الحبسة الكبرى فانه لفهم لغة المحادثة من الضروري ان تكون قادرا على االحتفاظ‬
‫بـ ‪ 07‬ال ‪ 08‬كلمات في ذاكرة العمل وبالتالي لتتمكن من تكرار ‪ 07‬الى ‪ 08‬جمل طويلة‪ .‬و إذا امتد‬
‫الضرر ليشمل مناطق أخرى (مثل الباحات قبل الجبهية ‪ ،‬الحصين ‪ ،‬وما إلى ذلك) المتورطة في نظام‬
‫ذاكرة الدماغ ‪ ،‬يمكن العثور على فقدان الذاكرة على نطاق أوسع ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫شكل يمثل نظام ذاكرة الدماغ و الذي يشتمل على على الحصين واللوزة و القبو و االجسام الحلمية‬
‫والنواة الظهرانية االنسية للمهاد والقشرة قبل الجبهية‪.‬‬

‫‪ -2-1‬االغنوزيا ‪Agnosie‬‬

‫وتعني هذه الكلمة في اليونانية لعدم المعرفة وتشير الى فئة من االضطرابات النفسو عصبية اين يفشل‬
‫المرضى في التعرف على األشياء المألوفة على الرغم من على ما يبدو التصور الكافي و اإلدراك و‬
‫القدرة الفكرية‪.‬‬

‫قدم المصطلح ‪ Agnosie‬نفسه بواسطة ‪ Freud‬سنة ‪ 1891‬أثناء أعماله على الحبسة‪ .‬و يشتمل تعريف‬
‫االغنوزيا البصرية على معيارين‪:‬‬

‫‪ -‬معيار التضمين‪:‬وجود قصور في التعرف على المعلومات المرئية المعروفة سابقا للمريض‪ .‬هذه‬
‫المعلومات يمكن التعرف عليها عن طريق القنوات الحسية األخرى ( الدور البارز للمس و الجس)‬

‫‪ -‬معيار االستبعاد‪ :‬غياب ا الضطرابات الحسية (ضعف العين أو المسارات البصرية)‪ ،‬اللغوية و‬
‫المعرفية أو على األقل قصورها‬

‫‪-3-1‬عمه السمع ‪:L’agnosie Auditive‬‬

‫‪16‬‬
‫إذا عدنا إلى بداية القرن العشرين ‪ ،‬تم استخدام ثالثة مصطلحات لتعيين اضطرابات اإلدراك السمعي‬
‫ذات األصل الدماغي‪ .‬في ذلك الوقت اعتبر عمه السمع على انه استحالة التعرف على األصوات‬
‫الكالمية‪ ،‬الموسيقية وأصوات البيئة التي يقول الشخص انه يسمعها‪ .‬فاألنماط الثالثة (اللغة‪ ،‬الموسيقى و‬
‫الضوضاء) هي المعنية إذن‪ .‬أما في حالة الصمم المحض فالمريض ال يستطيع فهم اللغة المنطوقة‪،‬‬
‫التكرار أو الكتابة تحت اإلمالء وهذا في غياب عالمات حبسة أخرى‪ .‬و يعرف الصمم القشري بوجود‬
‫إصابة في الدماغ مع سالمة نظام السمع المحيطي‪ .‬و بالمثل فان الصمم المركزي ناتج عن اضطراب في‬
‫الجهاز العصبي المركزي و في المقابل تم التخلي عن مصطلح المم النفسي ‪ surdité psychique‬الذي‬
‫اتى به ‪ Déjirine‬سنة ‪.1974‬‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬خالل هذا القرن استقر غموض معين في استخدام هذه التعبيرات التي فقدت خصوصيتها‬
‫تدريجيا‪ .‬و يذكر هنا ‪ )1993(Lechevalier‬أن بعض المؤلفين بدأوا في استخدام مصطلحات أكثر‬
‫عمومية‪ :‬اضطرابات اإلدراك السمعي ( ‪ Lhermitte‬واخرون‪ )1980 ،‬؛ اضطرابات السمع ذات‬
‫األصل القشري (‪ ،)1980 ،Metz-Lutz‬اضطراب السمع القشري (‪،1982 ،Micali‬‬
‫‪ Kanshepolsky‬واخرون‪)1973 ،‬؛ اإلصابة القشرية وتحت القشرية القشرية للسمع ( ‪Haguenauer‬‬
‫وآخرون‪ .)1979 ،‬أما اآلخرون على العكس من ذلك ‪ ،‬فقد أصبحوا أكثر تحديدا‪ :‬صمم الكلمة المحض‬
‫( ‪ Auerbach‬وآخرون‪ )1982 ،‬لوصف اضطراب اإلدراك اللفظي‪.‬‬

‫ونتيجة لهذا التطور في المصطلحات ‪ ،‬تم طرح العديد من األسئلة حول ما إذا كان يجب تجميع كل هذه‬
‫الحقائق العيادية في نفس المتالزمة أو على العكس ما إذا كان هناك ما يبرر وصف ثالث كيانات‬
‫مختلفة وفقا للطريقة المصابة ‪ ،‬أي للتمييز بين آليات إدراك األصوات اللفظية‪ ،‬الموسيقية و الضوضاء‪.‬‬

‫خلق مصطلح عمه السمع نفسه صعوبات داللية‪ .‬في الواقع يذكرنا ‪ )1993( Lechevalier‬انه على‬
‫الرغم من أن ‪ Fargés‬قد وصف هذا االضطراب في عام ‪ 1885‬تحت عنوان" الحبسة عن طريق اللمس‬
‫‪ aphasie chez un tactile‬إال أن ‪ Freud‬هو أول من اقترحه عام ‪ 1891‬و أطلق عليه اسم االغنوزيا‬
‫المريض األعمى لم يتعرف على طبيبه ‪.‬‬

‫منذ نهاية القرن التاسع عشر تم تجميع اضطرابات اإلدراك السمعي الناتج عن إصابة دماغية تدريجيا في‬
‫ثالث متالزمات متمايزة‪ :‬عمه السمع وهو استحالة التعرف على أصوات البيئة‪ ،‬الكالم و الموسيقى لكن‬
‫أين يعلن المريض انه يسمعها‪.‬هذا المصطلح تم انشاؤه في عام ‪ 1891‬من قبل ‪ Freud‬عن مريض‬
‫أعمى و الذي في وقت الحق بالكاد يمكن اتلتعرف على طبيبه عن طريق الصوت‪ .‬والصمم اللفظي النقي‬
‫و تفرد بهذا المصطلح ‪ Kussmaull‬ووصفه ‪ Lichtheim‬وهو استحالة فهم اللغة المنطوقة‪ ،‬تكرار أو‬

‫‪17‬‬
‫الكتابة تحت اإلمالء في غياب عالمة أخرى للحبسة‪ .‬و يعرف الصمم القشري على انه االنطباع بأنك‬
‫أصم يتناقض مع النتائج الجيدة في كل مرة و التي يعطيها جهاز مخطط السمع النغمي‬
‫‪ l’audiogramme tonal‬عند قياس السمع‪ .‬ومن الناحية النظرية فان هذه الكيانات الثالث محددة‬
‫جيدا‪ .‬ففي الواقع لم يتم تحديد الصور العيادية لذلك على سبيل المثال يعد الصمم اللفظي النقي تماما‬
‫استثنائيا و في الغالب فان إدراك األصوات غي ر اللفظية (الموسيقى و البيئة) مضطربة إلى حد‬
‫ما‪.‬باإلضافة إلى ذلك فان بعض األشكال تتطور و تغير الصورة العيادية مع مرور الوقت ومع ذلك من‬
‫الضروري الحفاظ على تمييز هذه المتالزمات بسبب الخصائص الصوتية للمنبهات الصوتية المضطربة‬
‫و الميزات اآلتية و بيانات جهاز قياس السمع وكذلك دراسة الجهد المحرض و التصوير العصبي‪.‬‬

‫إن فكرة "عمه السمع" هذه ‪ ،‬وفقا لـ ‪ ، )1993( Lechevalier‬أدت إلى مفهومين مختلفين‪ .‬في األول‬
‫يتعلق العمه بجميع األصوات بما في ذلك اللغة‪ .‬الصمم اللفظي مرادف للعمه بالنسبة للغة‪ .‬في الحالة‬
‫الثانية ‪ ،‬يتم استخدام مصطلح "عمه السمع" بمعنى أكثر تقييدا ‪ ،‬وال ينطبق إال على األصوات غير‬
‫اللفظية‪ :‬الضوضاء البيئية والموسيقى والصوت‪ .‬يلتزم معظم المؤلفين حاليا بهذا المفهوم الثاني‪.‬‬

‫هناك نوع فرعي محدد من حبسة فرنيكي تم تفسيره على انه عمه سمعي لفظي (حبسة الصوتية‪ -‬العمهية‬
‫للوريا ‪ .)aphasie acousto-agnosique de Luria‬يشير صمم الكلمة الى متالزمة تتميز بصعوبات‬
‫شديدة في فهم اللغة المنطوقة مع تجنيب فهم اللغة المكتوبة و إنتاج اللغة‪ .‬يمكن للمرضى الذين يعانون‬
‫من هذا االضطراب ان يسمعوا لكن ال يستطيعون تمييز أصوات اللغة (الفونيمات)‪ .‬عند مالحظة وجود‬
‫تفكك واضح و صريح بين فهم اللغة الشفوية و المكتوبة يتم استخدام اسم صمم الكلمة النقي ‪pure word‬‬
‫‪ . deafness‬بسبب القدرة المحفوظة على فهم ال لغة المكتوبة يمكن تفسيرها على انها عيب في المعالجة‬
‫السمعية (عمه سمعي لفظي)‪ .‬يعتبر صمم الكلمة أما نوعا فرعيا من حبسة فرنيكي أو اضطراب حبسة‬
‫مستقل‪ ،‬او كواحد من االضطرابات الكامنة في حبسة فرنيكي‪.‬‬

‫عادة ما توجد بعض عيوب التمييز الفونيمي لدى حبسة فرنيكي و حاالت تلف الفص الصدغي األيسر‬
‫لكن حاالت صمم الكلمات النقي غير اعتيادية للغاية‪ .‬الحاالت التي تم اإلبالغ عنها وجود أمراض الفص‬
‫الصدغي األيسر العلوي أو الثنائي بما في ذلك تلفيف هيشل أو اإلسقاط السمعي لهذه المنطقة‪ .‬في حبسة‬
‫لوريا الصوتية العمهية هناك بعض الصعوبات في التعرف على األصوات اللغوية المرتبطة بظواهر‬
‫الحبسة األخرى مثل البارافازيا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫شكل يمثل موقع المنطقة السمعية األولية (تلفيف ‪.)Heschl‬‬

‫و الحد الفاصل بين الصمم اللفظي النقي و عمه السمع هو غامض ألنه من المسلم به انه قد يكون هناك‬
‫اضطرابات التعرف على األصوات غير اللفظية في الصمم اللفظي النقي‪ .‬من جانبنا فإننا نعني بالعمه‬
‫فقدان التعرف على أصوات البيئة و ‪ /‬او الموسيقى و ‪ /‬او الصوت (العمه الصوتي‬
‫‪.) Phonoagnosie‬وبمجرد وجود اضطرابات في فهم اللغة المنطوقة نستطيع ان نتحدث عن الصمم‬
‫اللفظي البحت (مع العلم ان هذا المصطلح كرس باالستخدام يتعلق فقط بالصمم االستثنائي الذي يقتصر‬
‫تماما على األصوات اللفظية)‪ .‬ويتم تشخيص عمه السمع في حالة عدم وجود اي اضطراب حسي كبير و‬
‫اضطرابات حبسية او اضطراب في الذاكرة ‪.‬قد يكون عمه السمع في البداية مكتمال فكل األصوات‬
‫اللفظية و غير اللفظية يتم خلطها حيث يقول المريض انه يسمع لكنه ال يستطيع التمييز بين أي شيء‬
‫فغالبا ما يكون هناك عدم االنتباه السمعي وال يتفاعل الشخص مع المثيرات السمعية‪.‬ومن ناحية أخرى‬
‫يكون الحفاظ على تقدير االرتفاع‪ ،‬شدة المنبهات بشكل متناقض في حين أن إدراك اإليقاعات‪ ،‬المدة‬
‫مضطربا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -4-1‬عمه الجسد ‪ :Somatic agnosia‬يمكن للحبسة ان تضعف القدرة على معرفة الجسم باستخدام‬
‫اللغة‪ .‬فعمه توضع الجسم أو جهل التم وضع الذاتي (جهل معرفة وضع األعضاء) ‪L'autotopagnosie‬‬
‫هو متالزمة دماغية تتميز بعدم القدرة على تسمية او تحديد موقع أجزاء من جسم الشخص ( أو في‬
‫بعض الحاالت شخص أخر)‪ .‬ويمكن تفسيره على انه فقد التسمية ‪ L’anomie‬المقيد ألجزاء الجسم‬
‫ويرتبط بأمراض في الفص الجداري لنصف كرة المخ األيسر‪ .‬تم اقتراح أن هذا االضطراب يعزى إل ى‬
‫العجز في الصور الذهنية ‪،‬مخطط الجسم البصري‪ ،‬التمثالت الداللية أو األوصاف البنيوية البصرية‬
‫للجسم البشري و أجزائه‪.‬كما يمكن تفسير عمه األصابع ‪ L’agnosie des doigts‬و التوهان او‬
‫الالتوجه االيمن االيسر ‪ désorientation droite-gauche‬على أنهما نوعان معينان من فقد التسمية‬
‫(فقد التسمية لألصابع و فقد التسمية لألبعاد الجانبية للجسم) أي عندما تتوسط معرفة الجسد بواسطة اللغة‬
‫يمكن مالحظة صعوبات في الحبسة‪.‬‬

‫المحاضرة الخامسة‬

‫‪20‬‬
‫التشخيص وطرق تقييم اللغة الشفوية والمكتوبة لدى الفرد المصاب بالحبسة (التعبير والفهم)‬

‫‪ -1‬تشخيص اللغة الشفوية‬

‫‪ -1-1‬تقييم اضطرابات االضطرابات المعجمية ‪l'évaluation des troubles lexicaux‬‬

‫‪Évaluation de la dénomination‬‬ ‫‪ -1-1-1‬تقييم التسمية‬

‫يتوافق اضطراب التسمية او تعذر التسمية ‪ Anomie‬مع " استحالة ان ينتج الشخص الكملة في الوقت‬
‫الذي يحتاج اليها‪ ،‬اين يعطي المفحوص للمتكلم انطباعا بان لديه ما يطلق عليه بظاهر الكلمة على طرف‬
‫اللسان دون ان يكون قادرا على انتاجها شفهي‪ .‬و يتجسد في عرض اساسي هو نقص الكلمة‪.‬‬

‫و في اختبار التسمية الشفوية فان المظاهر العيادية الضطراب التسمية تتجسد في عدة أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬ال يستطيع المصاب إعطاء إجابة أو ينتج الكلمة بعد زمن متغير المدة‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم المصاب سلوك تعويضي من خالل مختلف انواع البارافازيا التي تقع على مستوى الكلمة و‬
‫السلوكيات االخرى كااليماءات و الحركات ‪.‬‬

‫هناك العديد من األدوات لتقييم االضطرابات الصوتية‪ -‬الفونولوجية‪ ،‬المعجمية‪ ،‬الداللية و النحوية في‬
‫علم النفس العصبي المعرفي‪ ،‬هدفهم هو تسليط الضوء على االضطرابات المحتملة للمصاب‪ .‬وتستكشف‬
‫هذه االدوات مكونات مختلفة من اللغة (التعبير والفهم ‪ ،‬شفوي ومكتوب) و هذا من أجل تحديد‬
‫الصعوبات اللغوية و قدرات المصاب‪ .‬كما يقومون بتقييم تأثير االضطرابات على تواصل المصاب‬
‫وتحديد حاالت العجز في التواصل‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬اطار خاص‬

‫يحتل نقص الكلمة ‪ Manque du Mot‬مكانا مركزيا في جميع انواع الحبسة و االضطرابات العصبية‬
‫االنحاللية كالرزهايمر و اضطرابات اللغة الشفهية النمائية كالديسفازيا‪ ،‬ولهذا الغرض توجد اختبارات‬
‫محددة حول االضطرابات المعجمية‪.‬‬

‫‪ -3-1-1‬اختبارات التسمية ‪Les tests de dénomination‬‬

‫في اختبارات تسمية الصور يتم تقييم الكلمات الملموسة التي يمكن تخيلها في غالب االحيان‪.‬فالكلمات‬
‫الهدف معروفة للفاحص ومن الممكن التحكم في بعض المتغيرات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ويمكن ان نذكر هنا‪:‬‬

‫‪ -‬اختبار التسمية الشفوية للصور ‪ DO80‬لـ ‪ DELOCHE G‬و ‪ HANNEQUIN D‬سنة ‪1997‬ن و‬
‫الذي يقترح تسمية ل ‪ 80‬كلمة مع توزيع لمعايير التردد و الطول غير المتكافئة‪.‬‬

‫‪ -‬بطارية نقص الكلمة ‪ BIMM‬التي تشغل بالكمبيوتر لـ ‪ GATIGNOL P‬و ‪MARINCURTOUD S‬‬
‫سنة ‪.2007‬‬

‫‪ -‬بطارية فحص اضطرابات التسمية ‪ Exa-dé‬لـ ‪ BACHYLANGEDOCK N‬سنة ‪.1988‬‬

‫‪ -2‬بطاريات تقييم االضطرابات المعجمية‬

‫باالضافة الى اختبار التسمية‪ ،‬تشتمل بطاريات تقييم االضطرابات المعجمية ايضا مهمات اخرى ‪ .‬ويمكن‬
‫ان نذكر في هذا المجال بطارية ‪ LEXIS‬لـ ‪ DE PARTZ M.-P‬و اخرون سنة ‪ ،2001‬وكذلك بطارية‬
‫‪. BETL‬‬

‫‪ -1-2‬بطارية ‪LEXIS‬‬

‫تم انشاء هذه البطارية من طرف ‪ DE PARTZ M.-P‬و اخرون سنة ‪ ،2001‬وتشتمل على ثالث‬
‫اختبارات هي اختبار التسمية‪ ،‬اختبار التعيين واختبار المطابقة الداللية ‪épreuve d’appariement‬‬
‫‪ . sémantique‬وهذا اعتمادا على نموذج ‪ Caramazza‬و ‪ Hillis‬الذي يشرح سياقات االنتاج اللغوي‬
‫الشفوي (النموذج التي تم التطريق اليه سابقا)‪.‬‬

‫وهو يتألف من أربعة كتيبات ‪ .A4‬واحد الختبار التسمية ‪ ،‬وواحد الختبار التعيين ‪ ،‬واثنان الختبار‬
‫المطابقة الداللية‪ .‬هناك نسختان من بطارية ‪. LEXIS‬إصدار خاص المفحوصين الصغار (من ‪ 20‬إلى ‪65‬‬
‫عاما وما فوق) ونسخة للمفحوصين المسنين (‪ 60‬عاما و اكثر)‪.‬‬

‫و يوضح الجدول ‪ 2‬أدناه توزيع ‪ 80‬كلمة من عناصر البطارية وفقا لمعايير التردد والطول‪ .‬الكلمات‬
‫المظللة هي تلك التي ليست جزءا من االصدار الخاص بالمفحوصين المسنين و التي تم تخفيضها إلى‬
‫‪ 64‬كلمة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫جدول ملخص يضم ‪ 80‬مفردة من بطارية ‪ Lexis‬موزعة من حيث التردد والطول‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬اختبار التسمية‬

‫يجب أن يسمي المفحوص الصور المقدمة إليه الواحدة تلو األخرى‪.‬‬

‫بالنسبة لإلصدار الخاص بالمفحوصين الصغار ‪.‬هناك ‪ 80‬كلمة للتسمية‪ ،‬كما انه يمكن مساعدة‬
‫المفحوص شفويا اذا تجاوز مدة ‪ 20‬ثانية دون إجابات‪.‬‬

‫بالنسبة لإلصدار الخاص بالمفحوصين الكبار هناك ‪ 64‬كلمة ويمكن كذلك مساعدة المفحوص شفويا بعد‬
‫‪ 30‬ثانية إذا لم يعطي إجابات‪.‬‬

‫الكلمات مرسومة باللونين األسود واألبيض على بطاقات من ‪ 10.5‬سم على ‪ 9‬سم‪ .‬يقدمون أنفسهم‬
‫بترتيب عشوائي ثابت‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫يجب أن تكون هناك فترة أسبوع واحد بين اجتياز هذا االختبار و اختبارات التعيين و المطابقة الداللية‬
‫ألن العناصر مطابقة لالختبارات الثالثة‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬تقييم الفهم‬

‫‪ -‬اختبار تعيين الصور‬

‫يجب أن يعين المفحوص العنصر الهدف المقدم شفهيا ودون مساعدة من قِبل الفاحص من بين ‪5‬‬
‫رسومات باألبيض واألسود‪ .‬كما ال يوجد حد زمني لالختبار وال يتم تقديم أي مساعدة‪.‬‬

‫تحتوي كل لوحة على ‪ 5‬صور مع (مثال للعنصر "أذن")‪ :‬العنصر المستهدف (أذن) ‪ ،‬ومشتت بصري‬
‫(لمبة) ‪ ،‬ومشتت بصري ‪ -‬داللي (أنف) ‪ ،‬ومشتت داللي (عين) ‪ ،‬ومشتت انتباه محايد (حصان)‪.‬‬

‫ونشير هنا أن نظام ‪ LEXIS‬ال يشتمل على مشتت فونولوجي‪.‬‬

‫‪L’épreuve d’appariement sémantique‬‬ ‫‪ -3-1-2‬اختبارالمطابقة الداللية‬

‫‪24‬‬
‫يستوجب على المفحوص اإلشارة من بين صورتين تلك األفضل التي تأتي مع العنصر الهدف التي تقع‬
‫في األعلى‪.‬االختبار يتم في صمت و ال يتدخل الفاحص‬

‫يتم تقديم كل عنصر أربع مرات بهذه الطريقة (على سبيل المثال "األذن")‪.‬‬

‫‪ -1‬مشترك بصري داللي ‪( associé visuo-sémantique‬اذن)‪ +‬مشتت محايد (حصان)‬

‫‪ -2‬مشترك بصري داللي (اذن)‪ +‬مشتت بصري ( مصباح)‬ ‫العنصر الهدف‬

‫‪ -3‬مشترك داللي (عين)‪+‬مشتت محايد (حصان‬ ‫‪ +‬اذن‬

‫‪ – 4‬مشترك داللي ( عين)‪ +‬مشتت بصري (مصباح)‬

‫يشتمل هذا االختبار اذن على ‪ 320‬لوحة (‪ )4 × 80‬لـ "المفحوصين الصغار" و ‪ )4 × 64( 256‬لـ‬
‫"المفحوصين المسنين" مقسمة إلى قائمتين مكونتان من ‪ 160‬عنصرا‪ .‬على هذه اللوحات بتنسيق ‪، A4‬‬
‫هناك ‪ 3‬رسومات‪ .‬العنصر الهدف في األعلى والجواب ومشتتا أدناه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المحاضرة السادسة‬

‫إعادة تأهيل الحبسة‬

‫‪ -1‬تيارات إعادة تاهيل الحبسة‪:‬توجد أربعة مقاربات إلعادة تأهيل االضطرابات االفازية ‪ ،‬والتي يمكن‬

‫استخدامها بالتوازي في الكفالة االرطوفونية‪:‬‬

‫‪ -1-1‬التناول االمبيريقي ‪ :)1988 ، Ducarne ( L’approche empirique‬يعتبر الحبسة ليست‬

‫فقط نتيجة لفقدان القدرات اللغوية ولكن كاضطراب في النفاذ إلى هذه القدرات‪ .‬بالنسبة لـ ‪، Ducarne‬‬

‫تتطلب إعادة التربية إعادة تعليم من نوع تعليمي ‪. De Type Didactique‬‬

‫‪ -2-1‬النهج السلوكي ‪ : L’approche behavioriste‬ويعتمد على تعديل السلوك الذي يعتبر منحرفا‬

‫وذلك بتعديل البيئة‪ .‬ونجد هنا نظرية ‪ )1957( Skinner‬و التي ترتكز على االشراط بتوظيف تقنية‬

‫العالج اإليقاعي النغمي)‪. la MIT (Melodic Intonation Therapy‬‬

‫‪ -3-1‬التناول البراغماتي أو اإليكولوجي ‪ :L’approche pragmatique ou écologique‬والذي‬

‫يرتكز على التواصل‪( La PACE .‬تعزيز الكفاءة التواصلية للحبسي ‪Promoting Aphasic’s‬‬

‫‪ Communicative Efficiency‬لـ ‪ Davis‬و ‪ Wilcox‬سنة (‪ )1981‬و يشكل إعادة التعليم الجماعي‬

‫جزءا منها‪.‬‬

‫‪ -4-1‬التناول المعرفي ‪ :L’approche cognitive‬يقترح برامج عالجية وفقا لالضطرابات‬

‫والتشخيص المعرفي‪ .‬يقترح عالج كل حالة على حدة‪ .‬هذا النهج التعليمي يرتكز على أساس نموذج‬

‫معالجة المعلومة على شخص سليم ‪.‬‬

‫تعتمد استراتيجيات إعادة التأهيل على إمكانات المريض ‪ ،‬وفي جميع الحاالت الهدف الرئيسي ه و‬

‫استعادة قدرات االتصال‪ .‬هناك أربعة أنواع من اإلستراتيجية‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬تهدف عملية االسترجاع (االستعادة) ‪ La restauration‬من خالل التحفيز وإعادة التعلم المتكرر ‪ ،‬إلى‬

‫استعادة وظيفة معرفية في أسلوب عملها السابق‪ .‬يتعلق االمر هنا بالتمثالت ‪Les Représentations‬‬

‫أو اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة تنظيم وظيفة تتمثل في استخدام القدرات المتبقية لتحقيق نتيجة وظيفية مكافئة‪.‬‬

‫‪ -‬يتم استخدام التيسير و التسهيل في حالة عدم الوصول و ضياع أوتدهور التمثالت‪ .‬قد يكون لتوفير‬

‫القرائن فيما يتعلق بالعنصر المستهدف ‪ ،‬فونولوجي (مخطط شفوي ‪" ébauche orale‬نطق المقطع‬

‫األول ‪ ،‬حركة بسيطة من الشفاه " ) ‪ ،‬غرافيمية او داللية‪ .‬من الضروري أن تكون التسهيالت تدريجية‬

‫من قبل المختص االرطوفوني‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير التواصل غير اللفظي ‪ ،‬استخدام برامج الكمبيوتر‪ .‬ويمكن أيضا أن تستخدم في المرحلة األولية‬

‫‪ ،‬جنبا إلى جنب مع استراتيجيات إعادة التأهيل األخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة التربية للغة الشفوية في حبسة عدم وجود الطالقة اللغوية‬

‫يقترح ‪ )2007( Chomel-Guillaume‬النظر في خمس توصيات أساسية إلعادة تأهيل االضطرابات‬

‫الفونيتيكية و النطقية ‪. Arthriques‬‬

‫‪ -‬التعويض ‪ :La compensation‬عن طريق تعلم استخدام القدرات العصبية والعضلية المتبقية ‪ ،‬يمكن‬

‫للمريض استعادة القدرات المصابة ‪ ،‬وتعويض العجز الناجم عن الضرر العصبي‪.‬‬

‫‪ -‬الﻨﺸاط االرادي ‪ :L’activité volontaire‬يﺠﺐ تعلﻢ نﺸاط الﻜالم الﻜامﻞ ‪ ،‬الﺬي كان سابقا تلقائﻴا‬

‫وسﺮيعا ‪ ،‬بﻄﺮيقة واعﻴة‪ .‬لذلك فهي تتعلق بال حركات النطقية ‪ ،‬وتحديد موقع االعضاء الفمية الصوتية ‪،‬‬

‫والتنفس ‪ ،‬والتوافق الصدري الصوتي ‪،‬و شدة الصوت‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬المراقبة الذاتية ‪ L’auto-contrôle‬او ‪ :Monitoring‬يجب على المريض التحكم في إنتاجه بطريقة‬

‫تمكنه من التصرف وتصحيح اخطائه إذا لزم األمر‪.‬‬

‫‪ -‬الكفالة المبكرة ‪:La Précocité de la Prise en Charge‬االستفادة من فترة االسترجاع التلقائي‪.‬‬

‫‪ -‬دافعية المصاب ‪ :La Motivation Du Patient‬ضرورية لمشاركته وتقدمه في الكفالة‪.‬‬

‫و الهدف من إعادة تربية االضطرابات النطقية في هذا النوع من الحبسة هو استعادة المراقبة االرادية‬

‫للمريض لبرمجة وضعية اعضائه الفمية النطقية خالل إنتاج الفونيمات المعزولة داخل الكلمات‪.‬حيث‬

‫سيتعين على المريض "إعادة تعلم ‪ " réapprendre‬مواضع النطق للفونيمات وتسلسل الحركات‬

‫إلنتاجها‪ .‬للقيام بذلك سوف تكون هناك حاجة إلى التحفيز الحسي ‪une stimulation sensorielle‬‬

‫متعدد الطرق ضرورية‪.‬‬

‫في حالة الخرس األولي ‪ ، mutisme initial‬تهدف إعادة التربية في البداية إلى نزع الخرس ‪La‬‬

‫‪ .Démutisation‬ويمكن بعد ذلك ان تكون إعادة تربية اضطرابات التعبير الشفوي بطريقة كالسيكية ‪،‬‬

‫من خالل العمل التحليلي المنتظم ومن خالل استخدام تسهيالت من مختلف الطرائق اين يمكن ان ترتبط‬

‫بأنواع مختلفة من البرامج الخاصة بها‪ .‬و في الوقت نفسه يتم إعادة تربية اضطرابات الفهم الشفوي وفقا‬

‫الحتياجات المريض‪.‬‬

‫‪ -1-2‬إزالة الخرس ‪La démutisation‬‬

‫يشير وجود الخرس في المرحلة األولية إلى درجة عالية من الشدة‪ .‬سيكون الهدف األول إلعادة التربية‬

‫هو نزع الخرس للمريض ‪ ،‬بمعنى "الحصول على إنتاج شفهي ارادي ضروري للقيام في وقت الحق‬

‫بعمل أكثر تحديدا لمختلف وظائف اللغة المضطربة‪ .‬تعتمد الطريقتان الحاليتان على هذا للقيام بمبادئ‬

‫تكييف التشغيل اإليجابي‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وهكذا يستخدم نهج ‪ Ducarne‬الكالسيكي (‪ )1989‬السياق المثير لصيغة محددة‪ :‬نهاية الجملة ‪،‬رسم‬

‫الكلمة (أو مخطط شفوي) ‪ ،‬سلسالت تلقائية أو تعزيزا حركيا أو بااليماءات‪ .‬وهنا يمكن ربط المصدر‬

‫المحرك المشغل عن طريق لمس كتف المريض في اثناء التلفظ على سبيل المثال‪ .‬يجب على المعالج‬

‫التقاط انتباه المريض وزيادة تعبيره‪.‬‬

‫التناول الحركي ‪ L’approche kinesthésique‬لـ ‪ )2008(Van Eeckhout‬يستخدم نفس المبادئ و‬

‫يصر على الحركية وال سيما من خالل مرافقة زفير المريض عن طريق الضغط على الصدر من اجل‬

‫الحصول على نفس مصوت حيث يتطلب ازالة الخرس تقنية و طاقة اتصالية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬المناهج الكالسيكية‬

‫البرمجة و المراقبة الفمية التصويتية ‪La programmation et le contrôle bucco-phonatoire‬‬

‫عندما ينخفض الكالم بشدة ‪ ،‬فإن االنجاز االرادي والدقيق للحركات النطقية هو هدف متميز يمكن‬

‫تقسيمه إلى مرحلتين‪.‬‬

‫ينبغي أن يعامل في البداية عالج االبراكسيا الفموية الوجهية أين تتطلب عمل نطقي أو "اعادة تربية قبلية‬

‫نطقية ‪ ." prérééducation articulatoire‬ووفقا لـ ‪ Lecours‬والستعادة االنتاج االرادي‪ .‬فان‬

‫التمارين المقترحة يطلق عليها بالبراكسية ‪ Praxies‬وتهدف إلى تقوية كامل الوجه والعضالت الفمية‬

‫اللسانية الوجهية ‪ la musculature bucco-linguofaciale‬وعلى وجه الخصوص‪ :‬اللسان ‪ ،‬الشفتين‬

‫‪ ،‬الخدين ‪ ،‬إلخ‪ .‬يتم إجراء هذه التمارين تحت الطلب و إن أمكن مع التسهيل‪ .‬غالبا ما تكون اإليماءات‬

‫أسهل في التقليد‪ .‬يمكن استخدام دعم سياقي تلقائي (مثل اطفاء شمعة)‪ ،‬والتي تتطابق مع استخدام ظاهرة‬

‫التفكك اإلرادي اآللي ‪ . DAV‬عرض مرآة يسمح بتحكم أفضل للمريض على أفعاله‪ .‬في النهاية ‪ ،‬يمكن‬

‫النظر في التحفيز الحسي ‪ ،‬عادة يستخدم من القمة أو الحنك (خافض اللسان ‪ ،‬مكعبات الثلج)‪ .‬تدريجيا ‪،‬‬

‫يجب التخلي عن هذه التسهيالت بحيث تصبح اإليماءات طوعية بالكامل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫في الخطوة الثانية تعالج إعا دة التربية المادة اللفظية ‪ ،‬عن طريق العمل التحليلي‪ .‬على سبيل المثال يمكن‬

‫تمديد فترة النفس في صوت‪ /f/‬ثم ‪ /v/‬عن طريق إضافة اهتزاز الحبال الصوتية‪ .‬كما يمكن ان تسمح‬

‫المؤشرات البصرية ‪ ،‬مثل المخططات النطقية أو اللمس ال سيما بمساعدة خافض اللسان ‪abaisse-‬‬

‫‪، langue‬بتعزيز استعادة مواضع النطق للفونيمات المراد إنتاجها‪ .‬من الناحية المثالية ‪ ،‬يجب احترام‬

‫أمر معين لهذا العمل التحليلي ‪ ،‬والتي توصي باتباع قواعد الصوتيات التجميعية ‪la phonétique‬‬

‫‪ combinatoire‬أين تسبق أحرف العلة الحروف الساكنة التي تسبق المقاطع؛ الحروف الساكنة األمامية‬

‫تسبق الحروف الساكنة الخلفية‪ ،‬الحروف الساكنة غير المجهورة تسبق الحروف الساكنة المجهورة ‪.‬هذا‬

‫العمل يمكن ان يبدو طويال وممال لذلك من الضروري ان تقترح بسرعة للمصاب ‪.‬‬

‫التسهيل عن طريق الحركة و بالمساعدة البصرية ‪Facilitation par le geste et par une aide‬‬

‫‪visuelle‬‬

‫ذكرنا سابقا أنواعا مختلفة من التسهيل التي تسمح بتحفيز انتاجات المصاب بالحبسة‪.‬وقد تم استخدام‬

‫اإليماءات و الحركات من طرف ‪ )2007( Van Eeckhout‬الزالة الخرس عند الحبسيين‪ .‬ونشير هنا‬

‫إلى انه يمكن أيضا توظيف االيماءات المستخدمة من طرف ‪ )1985( Borel Maisonny‬في ازالة‬

‫الخرس عند األشخاص الذين يعانون من وجود أ فازيا عدم السيولة اللغوية من خالل تقديم مؤشر مرئي‬

‫‪ Indice Visible‬من اجل النطق بالفونيمات و اقتراح حركة ديناميكية تشجع على اإلنتاج اللغوي‪ .‬وقد‬

‫تم تصميم طريقة هذه الباحثة أصال لتسهيل عملية الدخول إلى اللغة عند األطفال الصم و األطفال‬

‫الصغار الذين يعانون من التأخر اللغوي‪ .‬و تستخدم حاليا هذه التقنية إلزالة الخرس عند االفازيين الذين‬

‫يعانون من االضطرابات النطقية ‪.‬فكل حرف في اللغة الفرنسية تقابله حركة رمزية ‪Geste‬‬

‫‪ Symbolique‬وبالتالي يمكن دمج الحركات التي اقتر حتها هذه الباحثة في العمل التحليلي الذي تكلمنا‬

‫عليه سابقا فهي تسمح للوعي بالوضعية النطقية للفونيمات ان تنبعث‪.‬فالحركات يمكن ان تقدم الصورة‬

‫‪30‬‬
‫النطقية للفونيم فمثال بالنسبة للحرف‪ /B/،/I/‬او شكل الحرف كما في ‪ /s/،/m/‬و ‪ ./z/‬و الشكل الموالي‬

‫للحركات المشابهة لشكل ال حرف يوضح ذلك‬

‫‪ -3-2‬اللغة التلقائية ‪Le langage automatique‬‬

‫في حين تستخدم اللغة االرادية للتعبير عن التفكير ‪ ،‬تنشأ اللغة التلقائية تحت تأثير العاطفة أو الحاجة ‪،‬‬

‫بما في ذلك الشتائم ‪ ،‬وتتضمن أيضا ما تم تعلمه عن ظهر قلب ‪ ،‬كتسمية أيام األسبوع أو العد أو قراءة‬

‫األبجدية أو غناء أغنية‪.‬‬

‫و في الحبسة ‪ -‬ووفقا لشدة اضطراباتها – غالبا ما يتم الحفاظ على اللغة اآللية مثل حبسة بروكا‪ ،‬لذلك‬

‫تستخدم آليّات اللغة في إعادة التربية‪ .‬يمكننا أن نقترح على المصاب سلسالت تلقائية‪ :‬أيام األسبوع ‪،‬‬

‫شهر السنة ‪ ،‬العد حتى ‪ 10‬وما إلى ذلك‪.‬و حين البدء في مرحلة ازالة الخرس يمكن للتمارين مثل نهايات‬

‫الجمل التلقائية (على سبيل المثال "‪ ، )" quand on veut on… peut‬أو التعبيرات أو األمثال ‪ ،‬أو‬

‫األغاني أو الصلوات ‪ ،‬وما إلى ذلك أن تؤدي إلى إنتاج شفوي كما يمكن استخدامها بالتوازي مع العمل‬

‫التحليلي أو أثناء العمل الداللي ‪ ،‬في التسمية على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪ -4-2‬مخطط إعادة تربية االضطرابات النطقية ‪Plan de rééducation des troubles‬‬

‫‪arthriques‬‬

‫اقترح الباحثون برنامج إعادة التربية الذي تم اختباره على ثالثة مرضى افازيين حيث يجب عليهم إتباع‬

‫بعض المبادئ العامة‪ .‬أين تعرض األصوات عليهم بطريقة هرمية ووفقا لتعقيدها كان يتم زيادة طول‬

‫المثير تدريجيا‪ .‬و يجب أن يبدأ العمل بالكلمات عالية التردد‪ .‬وتقديم العرض السمعي البصري يكون‬

‫ساحا أكثر من العرض األحادي الواسطة‪ :‬يمكن للمريض مشاهدة المعالج أو استخدام المرآة‪ .‬و عرض‬

‫الكلمة المكتوبة هو أيضا يكون أكثر تسهيال‪.‬كما تستند التمارين على التكرار ومن ثم لعب األدوار‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬يمكن تقسيم البرنامج الذي اقترحه الباحثون إلى ثماني مراحل‪ :‬تقديم المثير من قبل المعالج‬

‫واإلنتاج معا ؛ التكرار من قبل المريض بمساعدة بصرية من قبل الفاحص الذي يقوم بالحركة ؛ التكرار‬

‫دون تيسير ؛ تكرار مضاعف دون تسهيل ؛ القراءة بصوت عالي‪ ،‬القراءة غير المباشرة اإلجابة على‬

‫سؤال و أخيرا لعبة األدوار‪.‬‬

‫وهنا يميز الباحثون حالتين‪ :‬إذا كانت الحبسة شديدة وترتبط بابراكسيا كالم شديدة ‪ ،‬فمن األفضل عالج‬

‫العجز األكثر إعاقة للمصاب أي الحب سة ‪ ،‬وذلك للحصول على ما يكفي من اإلنتاج الشفوي قبل إعادة‬

‫تربية ابراكسيا الكالم‪ .‬أما إذا الحبسة معتدلة فيمكن عالج االضطرابات في وقت واحد خالل الجلسة‪.‬‬

‫‪32‬‬

You might also like