Professional Documents
Culture Documents
مقدمة2..............................................................................................
أوالً :تعريف األفيزيا 3.............................................................................
ثانياً :أنواع األفيزيا 4..............................................................................
ثالثاً :العوامل المسببة لألفيزيا6..................................................................
رابعاً :االضطرابات اللغوية7......................................................................
خامساً :أعراض األفيزيا8.........................................................................
سادساً :تقويم والتشخيص حاالت االفيزيا10....................................................
سابعاً:عالج األفيزيا12............................................................................
الخاتمة14..........................................................................................
قائمة المصادر والمراجع15......................................................................
مقدمة
تعبر اللغة عن شخصية اإلنسان ،وتعد من أهم ما يميزه عن غيره من الكائنات الحية ،وتكمن
أهميتها في كونها الوسيلة التي يستطيع اإلنسان بواسطتها إيصال المعلومات لمن حوله ،وكذلك الحصول
على المعلومات ممن حوله ،فتبادل المعلومات بين األفراد; من أهم ما يربط أبناء المجتمع بعضهم ببعض.
ويسمى هذا التبادل بالتواصل .وألن اإلنسان كائن اجتماعي فهو بحاجة ماسة للتواصل; مع أفراد
مجتمعه ،وكي يتم التواصل بشكل صحيح ال بد له من مرسل ،ورسالة ،ووسيلة مناسبة لنقل الرسالة،
ومستقبل .وتعتبر; اللغة المنطوقة أهم وسيلة تعلمها البشر للتواصل فيما بينهم.
لذا سنتناول في هذا البحث بمشيئة هللا أحد اضطرابات اللغة (األفيزيا) والتي تعددت مسمياتها;
كالحبسة الكالمية أو اضطرابات; اللغة ذات المنشأ العصبي
وهي اضطراب ينتج عن إصابة ألجزاء الدماغ المختصة باللغة مما يؤدي; إلى مشاكل في واحدة أو أكثر
من إصدار اللغة أو فهمها أو القراءة أو الكتابة .فقد يجد بعض المصابين باألفيزيا; صعوبة في تكوين
الكلمات والجمل أو قد يواجه البعض اآلخر صعوبة في فهم اآلخرين ،بينما قد تجتمع هذه المشاكل في
البعض اآلخر فيجد صعوبة في فهم اآلخرين باإلضافة إلى صعوبة تكوين الكلمات والجمل لديه .وتتفاوت
شدة ونوع; األفيزيا باختالف مكان وحجم اإلصابة الدماغية .وفي; مثل هذه الحاالت ،يعمل أخصائي
النطق واللغة كجزء من فريق; مع عائلة المريض ومختصين آخرين (من أطباء وممرضين وأخصائيين;
نفسيين والمعالجين الطبيعيين والوظيفيين وغيرهم) لتلبية احتياجات الشخص المصاب .يقيم أخصائي;
النطق واللغة المصاب لتحديد نوع وشدة األفيزيا; ومن ثم يقوم بوصف برنامج عالجي معتمداَ على
احتياجات وأهداف المريض .وقد; دلت نتائج األبحاث اإلكلينيكية على أن األشخاص المصابين باألفيزيا
يتقدمون بشكل واضح وكبير لغويا َ كما َ ونوعا َ إذا ما دخلوا برنامج عالج نطقي لغوي .كما دلت األبحاث
الحديثة على إمكانية تحقيق نتائج إيجابية جداَ مهما كانت اإلصابة الدماغية قديمة.
وسنتناول في هذا البحث تفاصيل هذا االضطراب عن طريق; البحث في مفهومه بشكل أعمق وخصائص
األفيزيا; وسنعرض األسباب واألعراض ونقوم بالبحث عن العالج وأهم الطرق; العالجية الفعالة
لالضطراب.
أوالً :تعريف األفيزيا
الحبســــة :Aphasia
هو اضطراب في وظيفة الكالم نتيجة إلصابة بعض المراكز الدماغية المسؤولة عن هذه الوظيفة.
أو هو تعطل في وظيفة الكالم وعجز عن إخراج الكالم أو فهمه منطوقا ً أو مكتوبا ً نتيجة أذى أو تلف
يصيب غالبا ً األجزاء القشرية وتحت القشرية واأللياف الرابطة بينهما من مركز; أو منطقة الكالم في
المخ فيمتنع من ثم استقبال أو إخراج الكالم المنطوق أو الكتوب كما ينبغي ،ويدخل في باب الكالم
التعبير والتواصل; بالقول والكتابة واإليماءة ،واستقبال كل ذلك وتأويله واستبقاؤه واستدعاؤه وتصور; ما
يرمز إليه.
فهو مصطلح عام يشير إلى خلل أو اضطراب أو ضعف في جانب من جوانب اللغة أو أكثر مخلفا ً
صعوبات; في استيعاب أو إنتاج اللغة الشفهية أو الكتابية ،والتي قد تظهر على شكل صعوبات; في فهم
الكالم أو إخراجه أو على شكل صعوبات في القراءة أو الكتابة.
يواجه بعض المصابين بالعي الكالمي (األفيزيا) صعوبة في استخدام الكلمات والجمل «العي الكالمي
التعبيري» ،بينما يجد بعضهم; مشكلة في فهم اآلخرين «العي الكالمي االستقبالي» .وهناك فئة أخرى
تعاني من كال األمرين ،من استخدام الكلمات وفهم; اآلخرين وتدعى «العي الكالمي الكامل».
وقد; يسبب العي الكالمي (األفيزيا) مشكالت في اللغة المنطوقة «الكالم والفهم» ،واللغة المكتوبة
«القراءة والكتابة» ،وفي العادة تكون القراءة والكتابة متأثرة باإلصابة أكثر من الكالم والفهم ،وقد; تكون
درجة العي الكالمي (األفيزيا) لدى المصاب بسيطة أو شديدة ،وفي; الحقيقة فإن درجة صعوبات; التواصل
تعتمد على كمية وموقع; التلف الحاصل في المخ.
وقد; تصنف; الحبسة (العي الكالمي) من الناحية التشريحية أو الوظيفية أو الفسيولوجية ،وتقسم; تشريحيا ً
إلى نوع حركي يسببه تلف في المنطقة الدنيا قبل الوسطية من المخ ،ونوع حسي يرجع لتلف التالفيف
الصدغية العليا أو الزاوية ،ويقسم النوع الحسي كذلك إلى نوع قشري; وتحت قشري; وعبر قشري;.
مدى انتشار األفيزيا:
تظهر األفيزيا; عند مليون أمريكي بالتقريب أو عند واحد من 250شخص ،وهي أكثر انتشارا; من
مرض البتركنسون ،الشلل الدماغي ،أو االنحالل العصبي.
في كل عام يكتسب األفيزيا أكثر من 100,000أمريكي ،مع ذلك غالبية الناس لم يسمعوا; فيها من قبل!
وعلى الرغم من األفيزيا شائعة االنتشار; عند كبار السن ،ولكن من الممكن ظهورها عند أشخاص في
أجيال مختلفة من نساء ورجال.
ثانياً :أنواع األفيزيا
أنـواعـهـا:
حسب ما جاء به الباحثون ،هناك عدة أنواع من الحبسة وهي
كاآلتي:
حبسة بروكا ( Brokaاألفيزيا التعبيرية) (حبسة حركية) :نسبة للعالم الذي اكتشفها وتتميز بفقدان كلي
للكالم ،وهي نوع يعاني فيه المصاب من االضطرابات أو العجز في التعبير؛ ولكنه يظل قادراً على فهم
كالم اآلخرين .ويالحظ أن المصاب يكرر; لفظ واحد مهما تنوعت األحاديث أو األسئلة الموجهة إليه .وقد;
سميت أفازيا بروكا الحركية (أفيميا) بمعنى عدم القدرة على الكالم بالرغم من وجود; الكلمة في ذهن
المصاب.
وتختلف; مدتها من شخص آلخر وحسب نوع اإلصابة ،والمنطقة المصابة هي التلفبف الثالث من الفص
الجبهي األيسر .F 3
حبسة فيرنكي ( Wernikeاألفيزيا االستقبالية ) ( حبسة حسية ) :أيضا نسبة للعالم الذي اكتشفها و
يتميز كالم المصاب بالسرعةو السيولة اللغوية الكبيرة لكنه عاجز على إيصال المعلومة لآلخرين لعدم
قدرته على الفهم كما يتميز; كالمه بالرطانة و انعدام النغمة و الالعروض ,تحدث نتيجة إلصابة أو تلف
الخاليا العصبية التي تساعد على تكوين الصور; السمعية للكلمات (وينتج عن هذا التلف ظاهرة تسمى
"العمى السمعي" ،حيث يفقد المصاب بها القدرة على تمييز األصوات المسموعة وإعطائها; دالالتها
فيصبح كالمه مبهما ) ،ففي حين تكون حاسة السمع سليمة ،تفقد األلفاظ معناها لدى السامع ،كما لو كانت
هذه األلفاظ من لغة أخرى ال يعرفها الفرد.
ومن الجدير بالذكر; أن المصاب بهذا االضطراب ال يستطيع; فهم الكالم عموماً.
وكالم المصاب باألفيزيا; االستقبالية أكثر طالقة من كالم المصاب باألفيزيا; التعبيرية ،لكن ذلك يتوقف;
على حجم اإلصابة ،فكالم المصاب باألفيزيا االستقبالية قد يتراوح بين أن يكون غريبا ً نوعا ً ما إلى كونه
خال تماما ً من المعني.
وغالبا ً ما يستخدم هؤالء المرضي في كالمهم كلمات غير مألوفة أو غير معروفة.
والمنطقة المصابة هي التلفيف األول من الفص الصدغي.
الحبسة النسيانية :وهي نقص شديد في الكالم ،عدم وجود إضرابات نطقية أو نغمية ،استعمال جمل
ناقصة أثناء الحوار .وهي عدم القدرة على تذكر أسماء األشياء ،فإذا
طلب من المصاب بها تسمية شيء ما فهو إما يلوذ بالصمت أو يذكر الغرض الذي يستعمل فيه هذا
الشيء بدال من ذكر اسمه الذي نسيه.
الحبسة المختلطة :اختالط في بعض أعراض حبسة بروكا وحبسة فيرنكي.
الحبسة الكليـة :اضطراب شامل على مستوى; النطق والفهم .والمنطقة المصابة عريضة جدا تمس كل
من الفص الجداري ،الصدغي والجبهي .وهي من الحاالت النادرة ،حيث يعاني المصاب بها من حبسة
حركية وحسية نسيانيه مع عجز جزئي في القدرة على الكتابة بسبب إصابة الدماغ بنزيف دماغي أو
بجلطة دموية تؤدي إلى انسداد األوعية الدموية المؤدية إلى المخ.
الحبسة التوصيلية :تتميز بسيولة لغوية سليمة ،الفهم عادي نسبيا ولكن المصاب غير قادر; على إعادة
الكلمات والجمل ،في حين تكون قدرة المصاب على فهم الكالم المنطوق; والكالم المكتوب إلى حد كبير
سليمة.
األفيزيا الممتدة (أو العابرة لمناطق القشرة) :ويحدث هذا النوع من األفيزيا نتيجة إصابة المنطقة
القشرية ،ولكن هذه اإلصابات تبقي على مراكز أو مناطق; اللغة وكذلك المسارات الموصلة بينها سليمة،
ولكن هذه اإلصابات – في الوقت نفسه – تعزل هذه المراكز أو المناطق; عن بقية المخ.
أسبابها وزمن ظهورها:
تظهر الحبسة عند الطفل والراشد; والمسن ألسباب نذكر منها ما يلي:
-األمراض الوعائية الدماغية.
-االنسداد الوعائي.
-النزيف الدماغي الداخلي.
-سرطان الدماغ.
-األمراض التطورية.
-األمراض التعفنية.
-الصدمات الدماغية.
-األورام الدماغية منها الخبيثة و الحميدة.
ثالثاً :العوامل المسببة لألفيزيا
تشير الدراسات الطبية والنفسية والتربوية إلى أن أسباب إعاقة الكالم والتعبير; "أفيزيا " تختلف حسب
األعمار ،البيئات ،ومعظم هذه األسباب ترجع بشكل عام إلى..
العــوامل العضوية
تتلخص هذه العوامل في إصابة أحد األعضاء المساهمة في عملية النطق والكالم; ـ وهذه األعضاء
ضرورية لظهور الكالم بشكل جيد ـ وقد أكدت الدراسات إلى أن أي خلل في أحد أعضاء النطق أو في
وظيفتها ،أو في عدم التوافق بينهما يؤدي إلى اضطراب في التكوين البنيوي للغة منها:
قد تنتج عن إصابة األعصاب الدماغية أو القشرة الدماغية أو إصابة الحلق أو الحنجرة أو الفم أو
األنف أو األذن أو الرئتين بإصابات كالحوادث مثال التي تؤدي إلى نزيف; او جلطة أو التهابات
حادة.
بعض األمراض المزمنة المؤثرة على لغة الطفل مثال على ذلك االلتهاب السحائي أو الحمى
الشوكية أو الضمور; الذي يصيب المخ مثل االلتهاب المخي أو الزهايمر.
التدخين وبعض المخدرات وارتفاع ضغط الدم لها عالقة أيضا ً بالعوامل المسببة لألفيزيا;.
أصابة مخ الجنين أثناء فترة الحمل كالتعرض لإلشعاع أو االلتهاب الكبدي الوبائي; أو إصابة األم
الحامل بنزيف وأي عامل يؤدي; إلى عدم وصول األكسجين إلى مخ الجنين.
األسباب االجتماعية والتربوية
ومن أهم هذه االسباب عوامل التنشئة االجتماعية وفقر البيئة الثقافية بالحديث الرفيع وبالكالم; الموجه،
وبالتدريب المناسب للطفل كما هوالحال لدى أطفال المالجيء ودور األيتام الذين ال تتوفر; لديهم عوامل
التربية والتدريب والتنشئة االجتماعية والتربوية الجيدتين ،بما في ذلك تقليد األطفال للكالم المضطرب أو
المضحك ،واكتشاف; األهل واألقرباء بأن الطفل لديه عاهه وإضطراب; في كالمه ،وسوء التوافق
المدرسي; أو االجتماعي أو األسري في جميع النواحي.
األسباب النفسية والوجدانية
أن معظم حاالت االضطراب في النطق والكالم ال ترجع إلى أسباب عضوية كلية أو نفسية كلية فقط ،فقد
يكون سبب االضطراب عضوي ونفسي معاً .فضعف; الثقة بالنفس وعدم القدرة على تأكيد الذات وتصدع;
األسرة ومشكالتها الحادة والحرمان العاطفي للطفل من الوالدين ،أو الخوف الشديد .وإن معظم الباحثين
يؤكدون على دور األسرة عموما ً واألم خاصة ألنها هي المخاطب األول للطفل والتي تسيطر; على جميع
أنواع العالقات األسرية.
رابعاً :االضطرابات اللغوية
تضم االضطرابات في اللغة األنواع التالية:
-1عيوب دالالت األلفاظ :
الدالالت اللفظية تتعامل مع معاني األلفاظ ،هذا باإلضافة إلى دراسة معاني الكلمات ،الموجودة في
مجموعات وخاصة الجمل.
وتشير; الدراسات إلى أنه توجد فروق كبيرة في المفردات اللغوية بين مختلف المعلمين الذين يعانون من
صعوبات; التعلم وزمالءهم العاديين في عدد الكلمات التي يعرفونها وعمق المعرفة بالكلمات ،كما أنها
تظهر في وقت مبكر من حياتهم; وتزداد مع التقدم بالعمر.
والطفل المعاق أو الذي يعاني من صعوبات التعلم ممكن أن تظهر; لديه عيوبا في الثروة اللفظية المستقبلة
أو التعبيرية اللغوية .كما تبدو عليه بعض أشكال القصور; أو الضعف في فهم العالقات بين األلفاظ ،وفهم;
المتضادات والمترادفات وفئات المفاهيم كاأللوان أو األغذية أو المالبس.
-2العيوب التركيبية(البنائية) :
يتضمن هذا النوع مشكالت في ترتيب الكلمات ،أو في فهم واستخدام األنماط المختلفة من الجمل.
والتراكيب; اللغوية بهذا المعنى تعتبر مساوية للقواعد النحوية ،أو قواعد اللغة .وهي القواعد التي يفهمها
بوضوح; من يفهمون اللغة .أي أن التراكيب اللغوية تشير إلى الطريقة التي تنتظم الكلمات بها لتكوين
جمل ذات معنى.
ومن األمثلة على هذه العيوب البنائية:
استخدام; جمل قصيرة غير تامة من جانب طفل في الرابعة من عمره أو يزيد ،أوضع الكلمات في
الترتيب غير المناسب في بناء الجملة ،وظهور; صعوبة في فهم الجمل التي تصاغ على شكل أسئلة ،أو
الجمل المنفية.
-3عيوب النظام المورفولوجي(الصرفي) :
تشمل عيوب هذا النظام مشكالت فهم أو استخدام العالمات المختلفة للتشكيل أو الصرف في األسماء
واألفعال; والصفات وما إلى ذلك.
-4عيوب النظام الصوتي :
عيوب هذا النظام; قد تكون أقل شيوعا من االضطرابات; اللغوية األخرى .في مثل هذه الحالة يتكون لدى
الطفل عدد محدود; من األصوات من بين األصوات المختلفة ،التي يتطلبها; االستخدام; اللغوي الصحيح،
كأصوات بعض الحروف; وبعض المقاطع الساكنة المتناثرة .وفي بعض الحاالت قد يكون لدى الطفل
جميع األصوات التي تتطلبها اللغة ،إال أنه يستخدم; هذه األصوات بطريقة غير مالئمة.
-5عيوب في االستخدامـ لرفع المستوى اللغوي :
من الممكن أن تنعكس اضطرابات; اللغة عند األطفال في أشكال من الضعف أو القصور; في استخدام;
اللغة في العمليات العقلية العليا وحل المشكالت ،حيث يجد هؤالء األطفال صعوبة في وصف; األشياء ،أو
شرح أوجه الشبه واالختالف ،أو استخالص اآلثار والنتائج .وتظهر; هذه العيوب بوضوح في األداء
الضعيف; في األنشطة التي تتضمن سرد القصص.
ومن الممكن أن تظهر هذه المشكالت التي ذكرناها بشكل منفرد أو في هيئة تجمعات مختلفة من كل هذه
المشكالت أو بعضها.
إن هذه المشكالت نادرا ما توجد يشكل منعزل ،فهي تكون مصحوبة عادة بمشكالت سلوكية وعيوب
إدراكية وصعوبات; في التعلم المدرسي.
خامساً :أعراض األفيزيا
أعراض المرضى المصابين بالسكتة اللغوية "األفيزيا":
قد تظهر مجموعة من األعراض المرضية على مريض الحبسة الكالمية مثل:
عدم القدرة على استعادة الكلمات من الذاكرة ،عدم القدرة على تسمية األشياء ،بعض األفراد قد يحاولون;
التغلب على عدم مقدرتهم; على تسمية األشياء فيبدؤون بوصف الشيء فإذا لم يستطع المريض تسمية "
القلم " قد يقول " شيء نكتب به"
قد يبدو الكالم مُتعبا ً وشاقاً; على المتحدث ،كما قد يشعر المريض باإلحباط; لعدم قدرته على الكالم بشكل
طبيعي; وسلس.
عندما ال يستطيع المريض قول الكلمة المناسبة قد يستخدم كلمه تبدو مشابهة لها ،فبدالً من أن يطلب من
زوجته " قهوة " قد يقول " صهوة " وبدالً من " راح " يقول " صاح " .بعض المرضى; قد يستخدمون
كلمات ذات معنى قريب من المعنى للكلمة المراد فمثالً بدالً أن يقول " ابنتي " قد يقول " ابني " ،بدالً
من " ليل " " ،نهار " ،بدالً من " ورقة " " قلم « .وهنا تشكل الكلمات التي ترتبط مع بعضها البعض
بشكل متكرر مشكلة بالنسبة له ،فيختار الكلمة الخاطئة من ذلك الزوج من الكلمات.
في بعض األحيان قد يستخدم المريض كلمة من إبداعه الخاص ليس لها أصل في اللغة ،فقد كان أحد
المرضى; ينظر إلى جهاز كمبيوتر; ويقول " شبمير " .كما قد يقوم بحذف كثير من الكلمات التي تقوم
بوظائف لغوية معينه كأدوات الربط وحروف الجر والضمائر وأسماء اإلشارة وأدوات التعريف.
من األعراض األخرى التي قد تصاحب الحبسة الكالمية وجود شلل في الجزء األيمن من الجسم وهو إما
أن يكون بسيطا ً أو شديداً اعتماداً على شدة اإلصابة ومكانها; في الدماغ.
يجد بعض المصابين باألفيزيا صعوبة في تكوين الكلمات والجمل أو قد يواجه البعض اآلخر صعوبة في
فهم اآلخرين ،بينما قد تجتمع معا ً هذه المشاكل في البعض اآلخر.
هنري هيد:
* استنتج بأن التلف الذي يصيب مناطق; مختلفة من الدماغ ينتج عنه اضطرابات مختلفة.
* وصل هيد إلى 4تصنيفات ألعراض األفيزيا وهي :
عيوب اللغة :عدم القدرة على تكوين الكلمات
عيوب التركيب :عدم القدرة على ربط الكلمات بطريقة صحيحة أو نطقها بالشكل السليم عند
ربطها; مع بعضها.
العيوب االسمية :صعوبة فهم المعاني المقصودة من الكلمات.
العيوب السيمانتية :صعوبة ربط الكلمات مع بعضها البعض بطريقة منطقية تؤدي إلى معنى
مفهوم.
أهم ما تمخضت عنها أبحاث هيد :هي نفي العالقة بين التلف المخي ونقص الذكاء ،أي أن الذين لديهم
حالة األفيزيا; ال يعانون من نقص في الذكاء العام ،وأن الذين لديهم نقص في الذكاء العام ليس بالضرورة
أن يكون لديهم تلف مخي والدليل حاالت الشلل الدماغي
أداء المرضى المصابين بالسكتة اللغوية:
-1من حيث االستيعاب السمعي :
أ -يظهرون ضعفا ً واضحاً; في استيعاب ما يسمعون ،وقد ال يفهمون األوامر; الموجهة إليهم ،وقد; ال
يستطيعون تسمية أشياء تطلب منهم.
ب -الخلط في الكلمات المتشابهة في المعنى أو في اللفظ؛ وذلك بسبب االستيعاب المتدني.
-2من حيث القراءة :
أ -قد يظهرون عجزا في تمييز; ومعرفة الكلمات المكتوبة؛ وقد يقرؤون الكلمات ولكن بدون فهم
ب -تبدو الكلمات المألوفة لهم قبل اإلصابة وكأنها كلمات غير مألوفة.
ج -يظهرون بطئا ً في القراءة إلى جانب األخطاء فيها
-3من حيث الكالم :
أ -قد يعانون من صعوبات في إيجاد الكلمة المناسبة عند الحاجة إليها.
ب -استبدال كلمة بأخرى ولكن من نفس المجموعة المعنية فقد يستبدل كلمة ملعقة بسكين.
ج -قد يعانون من صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل مباشر;.
د -قد يلجئون إلى حذف الكلمات الوظيفية من كالمهم وهذا يعنى استخدام كالم التلغراف;
-4من حيث الكتابة :
أ -قد ينسون شكل الحروف;.
ب -قد يكتبون كتابة عكسية.
ج -قد يحذفون أو يستبدلون بعض الحروف.
د -قد يظهرون أخطاء في الكتابة اإلمالئية.
هـ -قد يكتبون ببطء شديد
-5من حيث اإلشارات :
أ -قد ال يفهمون المقصود باإلشارات.
ب -قد يظهرون; عجزاً في التواصل عن طريق; اإلشارات
سادساً :تقويم والتشخيص حاالت االفيزيا
تعتبر عملية التشخيص على قدر كبير من األهمية لتعدد األسباب المسؤولة عن ها االضطراب .فنجد أن
التشخيص يعتبر عملية تكاملية ومستمرة ،وال تتوقف; عند مرحلة معينة ،وتتفرد; كل حالة باحتياجات
خاصة لتشخيصها.
ولكي يتم إعداد البرنامج العالجي المناسب يجب استخدام مقاييس معينة لتشخيص االضطراب بسبب
تنوع اسباب الحالة وأشكالها; وتنوعها ،من هنا فإن دراسة الحالة هي أنسب الطرق; واألساليب لدراسة
االضطرابات الكالمية لدى المعاقين عقليا ً وخاصة القابلين للتعلم ،حيث يتم دراسة كل حالة على حدة
لجمع البيانات الالزمة عنها لتقييم جوانب الضعف والقوه ،وتشخيص نواحي االضطراب .ويقوم; بهذا
التشخيص فريق من المختصين يضم :أخصائي; عالج واخصائي; النطق والكالم واللغة واالخصائي;
النفسي واالخصائي; االجتماعي والطبيب المختص والمعلم واألسرة كفريق عمل واحد هدفه تشخيص
حالة الطفل بصورة متكاملة.
وإذا ما أردنا تشخيص االضطرابات فهناك اجراءات يتم اتباعها ومنها ما يلي:
/1البـــحث االجتماعي :
أوضح أحمد يونس أهمية البحث االجتماعي في تشخيص اضطرابات النطق والكالم وذلك لتحديد
المشكلة ،وبداية ظهورها ،وكيفية تطورها ،والظروف األسرية المحيطة بالطفل ومعرفة نمو اللغة
والكالم ،ومعلومات عن االسرة والوالدين ،واالتجاهات; المساندة حول االنجاب والثقافة االسرية ،وغيرها
من الظروف; المحيطة بالطفل.
/2الفحص والتشخيص الطبي /
يقوم به األطباء والمتخصصون وهو ذو أهمية بالغة حيث يزودنا بمعلومات دقيقة عن الصحة العامة
للطفل ،وحالة أجهة جسمه ،ومدى كفاءة حواسه وخاصة السمع والبصر ،وسالمة مناطق; المخ الخاصة
بالكالم ومعلومات; حول الجهاز العصبي الطرفي ،وسالمة الجهاز التنفسي ،الصوتي ،وجهاز النطق،
وغيرها من األجهزة المشتركة في عملية الكالم وذلك تمهيدا لمعرفة العوامل المسببة لهذه االضطرابات
والتي يمكن أن تكون ما يلي:
قصور أعضاء ومراكز; السمع أو إدراك األصوات المسموعة.
قصور في تذكر أصوات الرموز اللغوية ومعاني; الكلمات.
قصور في عمليات إنتاج األصوات ونطق الكلمات الحديث.
قصور في تبادل اإلشارات العصبية بين المراكز المختلفة.
وبذلك تفرض هذه االحتماالت األربع ومحتوى عمليات التشخيص بدءا بعملية قياس السمع باستخدام
الجهاز أو األجهزة الخاصة Audiometerالحتمال وجو تلف أو قصور; أو خلل عضوي أو وظيفي; في
اجهزة السمع " األذن الداخلية والوسطى والخارجية والعصب الدهليزي"
/3فحوص تربوية واجتماعية :
تكون مرتبطة بالنمو; والطفولة الستبعاد حاالت تأخر الكالم أو إهمال عمليات التدريب عل الكالم أو
أخطاء في تعلم النطق السليم لألصوات اللغوية أو التأخر الدراسي الناتج عن قصور في أساليب التعلم
والبيئة المدرسية وغيرها.
تقييم الكالم:
إن تقييم الكالم يعتمد على تحديد نوع االضطراب ودرجته بالضبط; وذلك من خالل *تقريرأخصائي;
التخاطب والكالم
*استخدام أجهزة ومعينات سمعية وبصرية وتحليل كالم الطفل
* مالحظة الطفل اثناء الكالم لتسجيل مواطن االضطراب وردود الفعل االنفعالية المصاحبة للكالم مثل
القلق والخوف; والخجل ...الخ
وهناك ثالث محكات للحكم على الكالم بأنه مضطرب; وتشمل:
أ-االختالف عن الكالم العادي بصورة ملحوظة.
ب -تشويه الرسالة التي ينقلها األخرين.
ج -أن يصل االختالف والتشويش درجة تعوق; عملية التواصل بالنظر للتأثير السلبي لكالم الفرد
المضطرب; على المستمع.
*فحوص; نيورولوجية وفسيولوجية :
وقد; ظهرت مع استخدام; التكنولوجيا الحديثة ،المستخدمة في الكشف عن أنواع الخلل الوظيفي وحاالت
التلف في خاليا وأنسجة المخ ،وخاصً ة تلك الواقعة على النصف الكروي; األيسر للمخ.
ومن المقاييس المستخدمة في الكشف عن نواحي القصور في وظائف; الكالم واإلدراك; السمعي
والبصري ،واكتساب أداء المهارات اللغوية والنطق والتخاطب المختلفة ما يلي:
مقاييس على الحديث "القراءة والكتابة «.
مقاييس المهارات اللغوية.
مقاييس الذاكرة قريبة المدى.
مقاييس السمع والبصر;.
اختبار األلوان واألشكال;.
مقاييس القدرات الحسابية.
مقاييس سرعة االستجابة.
مقاييس مدى القدرة على التركيز واالنتباه.
/4الفحص النفسي :
يتم فيه تحديد نوعية المتغيرات النفسية وعالقتها; بعملية الكالم مثل مستوى; الذكاء ،القدرة اللغوية ،التمييز
السمعي والبصري ،الذاكرة السمعية ،االنتباه والتذكر; واإلدراك وأسلوب التفكير ،والخصائص; السلوكية
كالتوافق ،وأساليب التنشئة وغيرها .ويستخدم; فيه مقاييس واختبارات القدرات العقلية ،واالختبارات
النفسية والتعليمية ،ومقاييس الذكاء المقننة األخرى
سابعاً :عالج األفيزيا
وهل من عالج؟
إن عالج المشاكل اللغوية عند األطفال يختلف من حالة إلى حالة ،الن القدرة على الكالم تتولد عند الطفل
بصورة تلقائية ،وان كانت مرتبطة ارتباطا تاما باألفعال واألعمال التي يؤديها الطفل ،ذلك من المهم أن
يعبر الطفل قدر اإلمكان عن األنشطة التي يقوم بها عند الكالم .وبهذه الطريقة سنجد أن القدرة اللغوية
والقدرة اإلدراكية عند األطفال تتكامالن معا ،ففي سن ما قبل المدرسة نجد أن تطور قدرة اإلدراك عند
الطفل تتفاعل بقوة مع قدرته على الكالم.
فمن ناحية يوجد اعتقاد خاطئ لدى بعض أطباء األعصاب بأنه ما من عالج ناجح لألفيزيا كونها ناتجة
عن إصابة في الدماغ وإصابات الدماغ ال تشفى أو أن األفيزيا قد تتحسن تلقائيا ً من دون عالج.
ومن ناحية أخرى فإن أخصائيو التأهيل يؤكدون تحسن مرضى األفيزيا; الذين يتلقون عالجا ً لغوياً.
وفي; النهاية فإن نتائج البحث تبين أن إصابة الدماغ يمكن أن تشفى وهذا مثبت بأدلة علمية.
أما عن التحسن التلقائي لألفيزيا; فإن األبحاث دلت على أن المرضى الذين يتلقون عالجا ً لغويا ً يتحسنون
بمقدار الضعف على األقل مقارنة بالذين ال يتلقون عالجا ً وهذا المقدار من التحسن يتضاعف كلما قدم
العالج أسرع أو بشكل مكثف.
توجد عوامل تزيد من االستفادة عند العالج وتشجع على نتائج سريعة:
كلما صغر سن المريض.
كلما قلت شدة اإلصابة
عدم وجود; تأخر عقلي مصاحب
ومن األمثلة على برامج عالجية:
التعويض :محاولة جعل مراكز; عصبيه أخرى تحمل وضيفة المركز المصاب أو مساعدة المراكز
المصابة على استعادة بعض وظائفها وهنا يجب أن نبل الوضع الغير صحيح للصوت طالما انه واضح
مثال إحضار الالم(ل) بأي طريقه حتى ولو كان ذلك من جانب اللسان.
التغذية المرتدة :بإسماع الطفل صوته (على جهاز التسجيل) وإيضاح الخطأ له وتصحيحه ثم إعادة
التسجيل وهكذا.
التدخل المبكر :حتى نتفادى المحاوالت التعويضية الخاطئة التي يسلكها الطفل ويكون من الصعب تخليه
عنها فيما بعد (حركات اللسان والفك)
وجود; الدافع للطفل االسره :نحتاج إلى إثارة الدافع لدى الطفل واسته لمواصلة البرنامج والمشاركة
الفعالة في المجتمع وهذا يعتمد على األخصائي; والمدرس
وهنالك بعض النصائح واإلرشادات عند التعامل مع مريض يعاني من حبسه كالمية:
فعند الحديث مع مريض يعاني من حبسه كالمية ،البد من توفير أجواء خاصة خالية من عوامل التشتت،
ومن المفيد التحدث مع المريض ببطء ووضوح;.
أما إذا كان المريض يعاني من مشكلة في االستيعاب ،فيجب أن نستخدم جمل قصيرة ووقفات قصيرة بين
الجمل .وأن نستخدم; اإلشارات ولغة الجسم مقروناً; بالكالم لزيادة قدرته على فهم الرسالة،
أيضا يجب إعطائه فرصة كافية لإلجابة وإذا أردت االستفسار; عن أمر معين يجب أن نستخدم أسئلة
تكون إجاباتها " نعم " أو " ال " أو كلمة مفردة.
وفي; األخير يجب أن نتذكر أن المريض الذي يعاني من حبسه كالمية لم يفقد قدراته البكائية والعقلية
وإنما يعاني من مصاعب في التخاطب فقط
الخاتمة
ما من زرع ليس له زارع ..وما من صناعة ليس لها صانع ...وما من علم ليس له معلم ..وما
من إنشاء ليس له منشىء ..وال من إعداد وليس له من ُمعِد ...وال من تشيد وليس له من مُشيد ...أي أنه
ليس هناك من فعل ومفعول وليس له فاعل ..وبالتالي ليس هناك من خلق ليس له خالق ...
لقد تم إنهاء البحث بتناول عدة تعريفات لألفيزيا; والبحث في عدة كتب للحصول على األسباب
التي قد تؤدي; إلى اإلصابة باألفيزيا ثم انتقلنا إلى األعراض التي تظهر على الشخص لمعرفة وجود
االضطراب; وطرق التشخيص التي يقوم بها األخصائي; للتأكد من وجود االضطراب; ثم انتقلنا إلى العالج
وتم البحث عن العالج الفعال أو الطرق العالجية األكثر انتشاراً وفاعلية وقد بذلت الجهود الستكمال
البحث والحصول على أحدث المعلومات عن الحبسة الكالمية (األفيزيا) لكي يتم عن طريق تلك
المعلومات البحث في العالج المناسب والفعال لهذه الحالة التي ازداد انتشارها في الفترة األخيرة وخاصة
لدى األطفال الذين يعانون من صعوبات; التعلم ويعتبر; األفيزيا من أكثر االضطرابات التي تواجه هذه
الفئة لذا نقدم هذا البحث لكل فريق; التربية الخاصة وأسر; األشخاص الذين يعانون من االضطراب; ..
وصلى هللا على نبينا محمد..
قائمة المصادر والمراجع
كتاب اضطرابات التخاطب والكالم د /الحمالوي صالح عبد المعتمد
اضطرابات; التواصل بين النظرية والتطبيق; »/الدكتور اسامة فاروق مصطفى
نصر هللا ،عمر عبد الرحيم .مزعل ،عمر مسعود :صعوبات التعلم ومشكالت اللغة .ط .1عمان :دار
وائل للنشر والتوزيع.2011 ,
عبد الواحد يوسف إبراهيم ،سليمان :اضطرابات; النطق والكالم واللغة لدى المعاقين عقليا والتوحديين .ط
.1القاهرة :دار إيتراك للنشر.2009،
موقع أكاديمية علم النفس /الحبسة الكالمية (األفيزيا)
مجلة الفرقان /بترجمة اخصائية النطق والكالم .نور جمال الرشيدان
كتاب معجم الطب النفسي والعقلي /د محمود عواد /الطبعة األولى 2006
مقال الدكتور ;/عبد العزيز; إبراهيم سليم مدرس الصحة النفسية -كلية التربية بدمنهور
أتحاد األفيزيا; القومي /اسئلة وأجوبة حول األفيزيا;