You are on page 1of 6

‫أوال‪ :‬مفهوم الوقاية‬

‫ان مص طلح الوقاي ة ليس بالمص طلح الجدي د فه و مت داول على المس توى الع المي و ل ه‬
‫موقعه و مكانته على المستوى العلمي و بالعودة الى األدبيات قدمت المنظمة العالمية‬
‫للصحة سنة ‪ 1948‬تعريفا شامال و علميا لمفهوم الوقاية من حيت انها " تشمل كل من‬
‫الجانب الجسمي ‪،‬العقلي ‪ ،‬النفسي و االجتماعي بغرض المحافظة على حياة االشخاص‬
‫و تحس ين ظ روفهم الص حية ‪ ،‬النفس ية و االجتماعي ة " و علي ه ف ان تغطي ة ك ل االبع اد‬
‫الس ابق ذكره ا في التعري ف يس توجب ض رورة وج ود نش اطات وقائي ة مختلف ة الج وانب‬
‫تلعب فيه ا المؤسس ات التربوي ة و الص حية دورا أساس يا في الح د من انتش ار‬
‫‪1‬‬
‫االضطرابات اللغوية بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫ل ذا فالوقاي ة ال تتح دد في انش طة طبي ة فحس ب ب ل تتطلب ت دخل مجموع ة من العل وم‬
‫االخ رى الخارج ة عن االط ار الط بي أي انه ا تس تفيد من فرق ة موس عة متع ددة‬
‫االختصاصات مثل " االخصائيين في علم النفس العيادي‪ ،‬االرطفوني‪ ،‬التربوي‪ ،‬النفسي‬
‫‪2‬‬
‫الحركي ‪،‬االجتماعي ‪،‬اعادة التربية الوظيفية ‪ ،‬الممرضين المعلمين …‪ ..‬الخ "‬
‫مستويات الوقاية‪ :‬حسب المنظمة العالمية للصحة للوقاية ثالثة مستويات‬
‫ا) الوقاية األولية او االبتدائية ‪la prevention primaire‬‬
‫تش مل ك ل االنش طة الموجه ة للح د من مختل ف االض طرابات و االم راض س واء ك انت‬
‫انشطة نفسية اجتماعية اقتصادية او تربوية او اخرى‬
‫ب) الوقاية الثانوية ‪la prevention secondaire‬‬
‫ان العم ل الوق ائي في ه دا المس توى يغطي ك ل االنش طة الموجه ة الى الكش ف المبك ر و‬
‫بالتالي التخفيف من حدة انتشار هده االمراض في مجتمع ما من خالل التكفل بالمرض‬
‫في مراحله االولى اين تكون اعراضه محدودة‬

‫إبراهيم عبد اهلل فرج الزريقات‪ ،‬اضطرابات الكالم واللغة‪ ،‬التشخيص والعالج‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ، 1‬األردن‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد حولة‪ ،‬األرطوفونيا‪ ،‬علم اضطرابات اللغة والكالم والصوت‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط‪، 2‬الجزائر‪، 2008 ،‬ص‪89‬‬ ‫‪2‬‬
‫ج) الوقاية الثالثة او النهائية ‪la prevention tertiaire‬‬
‫ان العمل الوقائي في هدا المستوى يهدف الى التخفيف من حدة االعراض الغير سوية‬
‫و علي ه فه ذه المرحل ة تش ترك م ع اع ادة التربي ة و التك ييف حيت ان ك ل النش اطات‬
‫العالجي ة تك ون موجه ة الى اع ادة االدم اج و التك ييف س واء على الص عيد ‪-‬النفس ي –‬
‫اللغوي – العائلي – المدرسي – المهني – االجتماعي لذلك اصبح من البديهي االستعانة‬
‫‪1‬‬
‫ببعض االختصاصات االخرى القريبة من الطب او البعيدة عنه بهدف استكمال البحث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوقاية في األرطوفونيا‬
‫ليس مصطلح الوقاية جديد في ميدان الصحة العمومية غير انه في مجال االرطفونيا لم‬
‫يظهر الى الوجود سوى في الثمانينات و مثلها مثل باقي االختصاصات الطبية االخرى‬
‫فالوقاي ة في االرطفوني ا تن درج ك ذلك ض من التقس يمات الوقائي ة المعرف ة من ط رف‬
‫المنظمة العالمية للصحة و المتمتلة في ‪:2‬‬
‫الوقاية االبتدائية "مرحلة االعالم و التوجيه " و فيها يتم‬
‫‪ -‬تحس يس و اعالم مختل ف القطاع ات المش اركة في المش روع " الص حة‪ -‬النش اط‬
‫االجتماعي – النفسانيين – االرطفونيين‪-‬‬
‫المستشارين ‪ -‬االولياء – المعلمين …‪ .‬الخ "‬
‫‪ -‬تنظيم اجتماع ات دوري ة و حمالت تحسيس ية به دف االعالم و التوجي ه م ع نش ر و‬
‫توزيع مطويات و اشرطة …‪ .‬الخ‬
‫‪ -‬تنظيم ملتقي ات علمي ة ترك ز على تحدي د مختل ف العوام ل و االس باب ال تي ت ؤدي الى‬
‫االعاقة و كيفية الوقاية منها مع التركيز على االضطرابات اللغوية و مدى تأثيرها على‬
‫النمو السليم للطفل ‪.‬‬
‫الوقاية الثانوية " مرحلة الكشف المبكر " و يتم فيها ‪.‬‬

‫أحمد حابس وآخرون‪ ،‬الحبسة وأنواعها‪ ،‬دراسة في علم أمراض الكالم وعيوب النطق‪ ،‬مكتبة اآلداب ط‪، 1‬القاهرة‪، 2005 ،‬ص ‪. 57‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد حولة‪ ،‬األرطوفونيا‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪89‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ -‬التكفل المبكر بمختلف االضطرابات اللغوية‬
‫‪ -‬تحديد مختلف االختبارات و وسائل الكشف و التقديم ( تكييفها او بنائها )‬
‫‪ -‬تكوين المستخدمين في مجال التحكم في تطبيق هذه الوسائل‬
‫الوقاية النهائية " مرحلة اعادة التربية و االدماج " و يتم فيها‬
‫‪ -‬الح د من تط ور االض طرابات ب التخفيف من االع راض م ع اجتن اب ظه ور اع راض‬
‫اخرى‬
‫‪ -‬العمل على االدماج االسري – المدرسي – المهني و االجتماعي‬
‫‪ -‬التكييف النفسي و اللغوي‬
‫بعض التجارب السابقة في ميدان الوقاية من االضطرابات اللغوية‬
‫لقد بدأ االهتمام بموضوع الوقاية في االرطفونيا مند زمن قريب ومن أهم التجارب التي‬
‫اجريت في هذا الميدان و التي اسفرت عن نتائج مشجعة ندكر التجربة الفرنسية‬
‫ان االعم ال ال تي ق ام به ا المختص االرطف وني ‪ P . FERRAND‬بجامع ة تول وز و‬
‫المتعلق ة بإنش اء وس ائل جدي دة للكش ف المبك ر و بفض ل اعم ال ال دكتورة ‪Suzanne‬‬
‫‪ Borel Maisony‬مؤسس ة االرطفوني ا بفرنس ا تم االهتم ام بعملي ة التش خيص المبك ر و‬
‫الوقاي ة من االض طرابات اللغوي ة عن د الطف ل ف اذا ك انت الوقاي ة في االرطفوني ا مج رد‬
‫مفه وم نظ ري قب ل الس بعينيات ففي منتص ف الس بعينيات ب دأ االهتم ام الفعلي به ذا‬
‫الموض وع و العمل ب ه‪ ،‬ففي س نة ‪ 1977‬اهتمت الفدرالي ة الوطني ة لالرطفون يين بفرنسا‬
‫بموضوع الوقاية محاولة وضع استراتيجية علمية لتطبيق هذا المشروع الجديد و اول‬
‫ملتقى حول ذلك تم بمدينة نانسي ‪ Nancy‬تحت عنوان " االرطفونيا غدا "‬
‫" ‪ " Orthophonie demain‬و في سنة ‪ 1981‬ظهر للوجود برنامج االكتشاف المبكر‬
‫للمختص االرطفوني ) ‪ " P. Ferrand ( T. D. P. B. 1‬اختبار الكشف المبكر " و‬
‫ال ذي يمثل المؤش ر األول للبداي ة الفعلي ة للمش روع الوق ائي و لقد اس فر هذا االتجاه عن‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 1982‬الى ‪ 1986‬اك ثر من ‪ 2500‬اخص ائي تم تك وينهم من ط رف الفدرالي ة‬
‫الوطنية لالرطفونيين لهذا الغرض‬
‫‪ -‬اك تر من ‪ 1000‬لق اء اعالمي ثم بين مختل ف االط راف المش اركة في المش روع "‬
‫اطباء – اخصائيين في علم النفس –‬
‫و االرطفونيا – علماء االجتماع – اولياء – معلمين …‪ .‬الخ "‬
‫‪ -‬اك ثر من ‪ 10000‬طف ل في س ن ‪ 3‬س نوات و ‪ 6‬اش هر تم فحص هم و لق د اس فرت‬
‫نتائج هذه العملية على ان االطفال الذي يعانون من اضطرابات لغوية عميقة و الدين‬
‫تم التكف ل بهم مبك را لم يع د الس نة اح د منهم في حين ان ب اقي االطف ال ال ذين ك انوا‬
‫يعانون من االضطرابات اللغوية ولم يستفيدوا من أي تكفل فنسبة ‪ 75‬بالمئة منهم عانوا‬
‫اعادوا السنة و البعض منهم تم توجيههم الى اقسام خاصة‬ ‫من تاخر دراسي و كلهم‬
‫‪ -‬الوسائل المستعملة‬
‫بهدف ضمان نجاح مشووع الوقاية من االضطرابات اللغوية يجب ان نستمد خبرتن ا من‬
‫التجارب العلمية و العملية السابقة حيت ان الوقاية ال تتحدد في المرحلة االولى فحسب‬
‫بل تتعدى الى المرحلة الثانية أين تتم عملية االكتشاف المبكر هذا االخير يسمح بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم مختلف االضطرابات اللغوية‬
‫‪ -‬التشخيص المبكر لالطفال الدين يعانون من اضطرابات لغوية‬
‫‪ -‬وض ع برن امج ترب وي متع دد الج وانب ( كفال ة – توجي ه المعلمين –‬
‫االولياء– تكفل ارطفوني – نفسي حركي و نفسي …‪ ..‬الخ "‬
‫و به دف انج اح ه ذه العملي ة هن اك مجموع ة من االختب ارات المقدم ة في ه ذا المج ال و‬
‫المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬اختبار بدون كالم )‪Suzanne . Borel . Maisonny (1‬‬
‫‪ -‬اختبار ‪Chevrie Muller‬‬
‫‪ -‬اختبار اللغة الشفوية و الكتابية‬
‫‪ -‬اختبار تقييم القدرات السمعية و االدراكية‬
‫‪ -‬اختبار الذاكرة البصرية ‪A . Violon . La Ruche‬‬
‫‪ -‬اختبار الذاكرة السمعية ‪J . Royer‬‬
‫و بالموازنة مع كل هذه االختبارات المقدمة يمكن االستعانة كذلك بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬المقابلة االكلينيكية‬
‫‪ -‬ميزانية ارطفونية‬
‫‪ -‬فحوصات مكملة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫اخيرا يمكن القول ان العمل األرطوفوني ال يتوقف عند حد الكفالة االرطفونية فحسب‬
‫ب ل يتع داه الى الوقاي ة مثل ه مث ل ب اقي االختصاص ات الطبي ة االخ رى‪ ،‬فالوقاي ة من‬
‫االض طرابات اللغوي ة بأنواعه ا من ش انها ان تح د من مش كلة التواص ل بين االف راد كم ا‬
‫تعمل على تخليص الطفل من مشكلة الرسوب المدرسي و من تم تسهيل عملية االدماج‬
‫المهني و االجتماعي و ذلك بمشاركة الكثير من المؤسسات التربوية و الصحية‪.‬‬

You might also like