You are on page 1of 77

‫‪ 41‬مقالة فلسفية لشعبة آداب و فلسفة بكالوريا في ملف واحد‬

‫مقالة إستقصائية بالنفي‬


‫السؤال ‪:‬اثبت بطالن األطروحة األتية ‪-‬األلفاظ حصون المعاني‪-‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫اإلنسان كائن إجتماعي بطبعة يتعامل مع غيره ووسيلته في ذلك اللغة‪ ,‬ولقد أصبح من الشائع لدى‬
‫بعض الفالسفة ان األلفاظ حصون المعاني لكن نناك من يعارض ذلك ون أصحاباإلتجاه الثنائي ولقد‬
‫تقرر لدي رفض األطروحة‪-‬اإلتجاه الواحدي‪ -‬والمشكلة المطروحة كيف نبطل ذلك؟‬
‫التحليل ‪ :‬محاولة حل اإلشكالية‬
‫الجزء األول‬
‫إن األطروحة القائلة ‪-‬األلفاظ حصون المعاني ‪ -‬أطروحة باطلة وذلك بوجود عدة مبررات تدفعنا إلى‬
‫ذلك ومن الناحية الواقية كثيرا مايتراجع افنسان عن كتابة بعض الكلمات أو يتوقف عن الكال‬
‫والسبب في ذلك أن اللفاظ تخونه أي رغ وجود المعاني إال أنه اليستطيع التعبير عنها وقد يعود‬
‫السبب إلى عد القدرة األلفاظ على إحتواء المعاني العميقة والمشاعر الدافئة والعواطف الجياشة‬
‫لذلك قيل إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تتحتوي بداخلها النيران ومن األمثلة التي توضح ذلك أن األ‬
‫عندما تسمع بخبر نجاح ولدنا قد تلجأ إلى الدموع ‪ ,‬ونذا يبرر عجز اللغة‬
‫الجزء الثاني‬
‫إن نذه األطروحة لها مناصرين وعلى رأسه جون لوك الذي قال ‪ -‬اللغة سلسلة من الكلمات تعبر‬
‫عن كامل الفكر ‪ -‬ولكن كالمه اليستقي أما النقد ألن األلفاظ محصلة ومحدودة بينما المعاني مبسوطة‬
‫وممدودة وكما قال أبو حيان التحيدي ‪ -‬ليس في قوة اللفظ من أي لغة كان أن يملك ذلك المبسوط‬
‫(المعاني ) ويحيط به ‪ -‬وكذلك ترى الصوفيةيلجأون إلى حركات ورقصات ألن األلفاظ ل تستطع‬
‫إخراج جميع مشاعرن ‪.‬‬
‫الجزء الثالث‬
‫إن األطروحة القائلة األلفاظ حصون المعاني يمكن رفعها ( إبطالها) بطريقتين ‪ :‬شخصية ونذا ماحدث‬
‫لي عندما إلتقيت بزميلي ل أره منذ مدة حيث تلعث لساني ول أستطع التعبير عن مشاعراإلشتياق‬
‫نحوه ‪ ,‬إن األلفاظ في نذه الحالة قتلت المعاني ونجد بركسون أبطل نذه األطروحة وحجته أن‬
‫اللغةمن طبيعة إجتماعية وموضوعية بينما الفكر ذاتي وفردي‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬حل اإلشكالية‬
‫وخالصة القول أن اللغة مجموعة من اإلشارات والرموز تستعمل لإلتصال والتواصل والفكر خاصية‬
‫ي نفرد بها اإلنسان وقد تبين لنا أن نناك من يربط بين الفكر واللغة مما دفعنا إلى رفض نذه‬
‫األطروحة ونقدمسلماتها والرد على حججها وبالنظر ما سبق ذكره نصل إلى حل نذه اإلشكالية‬
‫إن الطروحة القائلة ‪ -‬األلفاظ حصون المعاني ‪-‬أطروحة باطلة ويجب رفضها‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫* ‪-‬مقالة جدلية حول الذاكرة‬
‫س) إذا كنت أما موقفين متعارضين أحدنما يقول الذاكرة مرتبطة بالدماغ واألخر يقول الذاكرة‬
‫أساسها نفسي وطلب منك الفصل والبحث عن الحل فما عساك تصنع؟‬
‫‪-‬في نذه المقالة وقع جدل بين الفالسفة والعلماء حول العامل المسؤول عن حفظ واسترجاع‬
‫الذكريات ‪.‬‬
‫الوضعية المشكلة‬
‫إليك نذا الحوار الذي دار بين صديقين قال األول إن العوامل النفسية تساعدني على تذكر دروسي‬
‫‪,‬فرد عليه الثاني إن الدماغ نو المسؤول عن ذلك ‪ ,‬حدد المشكلة وأفصل فيها؟‬
‫المقدمة ‪ :‬طرح اإلشكالية‬
‫يتعامل ويتفاعل اإلنسان مع العال الخارجي بمافيه من أشياء مادية وأفراد يشكلون محيطه‬
‫االجتماعي ‪,‬يتجلى ذلك في سلوكات بعضها ظانري واألخر باطني المتمثل في الحياة النفسية والتي‬
‫من مكوناتها‪ -‬الذاكرة ‪, -‬فإذا كنا أما موقفين متعارضين أحدنما أرجع الذاكرة إلى الدماغ ‪,‬واألخر‬
‫ربطها بالعوامل النفسية فالمشكلة المطروحة‪:‬‬
‫نل أساس الذاكرة مادي أ نفسي ؟‬
‫التحليل‪ :‬عرض األطروحة األولى‬
‫ربطت النظرية المادية بين الذاكرة والدماغ فهي في نظرن ظانرة بيولوجية ‪ ,‬أي أساس حفظ‬
‫واسترجاع الذكريات <<فيزيولوجي >>ونذا ما ذنب إليه ريبو الذي قال <<الذاكرة حادثة‬
‫بيولوجية بالمانية >>حيث أرجع الذاكرة إلى الجملة العصبية وحدٌد ‪066‬مليون خلية عصبية في‬
‫نظره ني المسؤولية على الحفظ و االسترجاع بحك المرونة التي تتصف بها ‪ ,‬فمثلها تحتفظ مادة‬
‫الشمع بما يطبع عليها‪ ,‬كذلك الخاليا العصبية تحتفظ باألسماء والصور واألماكن ومن الحجج التي‬
‫تذم نذه األطروحة <<تجارب بروكا >>الذي أثبت أن إصابة الدماغ بنزيف يؤدي إلى خلل في‬
‫الذاكرة‪ ,‬مثل الفتاة التي أصيبت برصاصة في الجدار األيسر من دماغها أصبحت ال تتذكر وال تتعرف‬
‫على األشياء التي توضع في يدنا اليسرى بعد تعصيب عينيها ‪ ,‬كما ترتبط نذه األطروحة بالفيلسوف‬
‫ابن سينا الذي قال <<الذاكرة محلها التجويف األخير من الدماغ ‪>> ,‬ونفس التفسير نجده في‬
‫العصر الحديث عند الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي أرجع الذاكرة إلى الجس ونذا واضح في قوله‬
‫<<تكمن الذاكرة في ثنايا الجس >>‬
‫النقــــــد ‪:‬‬
‫نذه األطروحة نزعت من الذاكرة <الجانب الشعوري >واإلنسان عندما يتذكر فإنه يسترجع‬
‫الماضي بما فيه من مشاعر وانفعاالت‪.‬‬
‫عرض األطروحة الثانية‬
‫يرى أصحاب النظرية النفسية أن الذاكرة تتبع الشعور الذي يربط الحاضر بالماضي وذلك من أجل‬
‫وش معال المستقبل وحجته في ذلك أن الذكريات عبارة عن <أفكار ‪ ,‬تصورات‪ ,‬حاالت نفسية‬
‫‪>,‬وني معنوية وليست من طبيعة مادية تعود نذه األطروحة إلى الفرنسي بركسون الذي قس‬
‫الذاكرة إلى قسمين < ‪ :‬ذاكرة حركية >أطلق عليها مصطلح العادة <وذاكرة نفسية >وصفها‬
‫بأنها ذاكرة حقيقية ‪ ,‬وحجته التي استند إليها في ربط الذاكرة بالجانب النفسي أن فاقد الذاكرة‬
‫يستعيدنا تحت تأثير صدمة نفسية كما يثبت ذلك الواقع ‪ ,‬لذلك قال في كتابه‪:‬الذاكرة والمادة <<‬
‫االنفعاالت القوية من شأنها أن تعيد إلينا الذكريات التي اعتقدنا أنها ضاعت إلى األبد >>وفسرت‬
‫نذه النظرية استرجاع بقانون <تداعي األفكار >حيث قال جميل صليب <<في كل عنصر نفسي‬
‫ميل إلى استرجاع ذكريات المجموعة النفسية التي نو أحد أجزائها >>ومن األمثلة التوضيحية أنة‬
‫األ التي ترى لباس ابنها البعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الحزينة ‪ ,‬ونذا يثبت الطابع‬
‫النفسي للذاكرة‪.‬‬
‫النقــــد‪:‬‬
‫النظرية النفسية رغ تبريرنا لكيفية استرجاع الذكريات إال أنها عجزت عن تحديد مكان تواجد‬
‫الذكريات‬

‫التركيب ‪ :‬الفصل في المشكلــــة‬


‫الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية واالجتماعية ‪ ,‬نذا األخير يسان في استرجاع‬
‫الذكريات كما قال نال فاكس <<عندما أتذكر فإن الغير ن الذين يدفعونني إلى التذكر >>والكن‬
‫بشرط سالمة الجملة العصبية <الدماغ ‪> ,‬فقد أكد األطباء استحالة استرجاع الذكريات دون تدخل‬
‫الدماغ دون إنمال العوامل النفسية نذا الحل التوفيقي لخصه <دوال كروا >في قوله <<‬
‫الذاكرة نشاط يقو به الفكر ويمارسه الشخص >>‬
‫الخاتمة ‪ :‬حل اإلشكالية‬
‫ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ واالسترجاع ولكن اإلشكالية ال ترتبط بمفهو الذاكرة‬
‫بل باألساس الذي يبني عليه ‪ ,‬فهناك من ربطها بشروط نفسية وكمخرج للمشكلة نستنتج أن‪:‬‬
‫الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية واالجتماعية والنفسية‪.‬‬

‫**********************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اإلحساس اإلدراك‬
‫مقالة جدلية حول اإلحساس اإلدراك بين الظوانرية والقشطالت‬
‫السؤال يقول ‪ :‬نل اإلدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أ محصلة نظا األشياء ؟‬
‫المقدمة ‪ :‬طرح اإلشكالية‬
‫يتعامل ويتفاعل اإلنسان مع عالمه الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراد يشكلون محيطه‬
‫االجتماعي ‪ ,‬يحاول فه وتفسير وتأويل ما يحيط به ونذا نو اإلدراك ‪ ,‬فإذا كنا أما موقفين‬
‫متعارضين أحدنما يربط اإلدراك بالشعور (الظوانرية ) واألخر بنظا األشياء (القشتالت ) فالمشكلة‬
‫المطروحة ‪ :‬نل اإلدراك مصدره الشعور أ نظا األشياء‬
‫التحليل ‪ :‬محاولة حل اإلشكالية‬
‫عرض األطروحة األولى‬
‫ترى نذه األطروحة الظوانرية أن اإلدراك يتوقف على تفاعل وانسجا عاملين نما الشعور والشيء‬
‫المدرك ‪ ,‬وحجته في ذلك أنه إذا تغير الشعور يتغير بالضرورة اإلدراك ومن دعاة نذه األطروحة‬
‫نوسرل ونو مؤسس مذنب الظوانرية حيث قال <<أرى بال انقطاع نذه الطاولة سوف أخرج‬
‫وأغير مكاني عن إدراكي لها يتنوع >>ونكذا اإلدراك يتغير رغ أن األشياء ثابتة واإلدراك عندن‬
‫يكون أوضح من خالل شرطين ( القصدية والمعايشة ) أي كلما اتجه الشعور إلى موضوع ما وإصل‬
‫به يكون اإلدراك أسهل وأسرع وخالصة نذه األطروحة عبر عنها ميرلوبونتي بقوله <<اإلدراك‬
‫نو اإلتصال الحيوي بالعال الخارجي >>‬
‫النقد ‪ :‬من حيث المضمون األطروحة بين أيدينا نسبية ألنها ركزت على العوامل الذاتية ولكن اإلدراك‬
‫يحتاج إلى العوامل الموضوعية بنية الشيء وشكله ولذلك نقول إنها نسبية أيضا من حيث الشكل‬
‫عرض األطروحة الثانية ترى نذه األطروحة أن اإلدراك يتوقف على عامل موضوعي أال ونو (‬
‫الشكل العا لألشياء ) أي صورته وبنيته التي يتميز بها وحجته في ذلك أن تغير الشكل يؤدي‬
‫بالضرورة التي تغير إدراكنا له ونكذا تعطي نذه األطروحة األنمية إلى الصورة الكلية وني نذا‬
‫المعني قال بول غيو << *اإلدراك ليس تجميعا لإلحساسات بل أنه يت دفعة واحدة >>ومن‬
‫األمثلة الت ي توضح لنا أنمية الصورة والشكل أن المثلث ليس مجرد ثالثة أضالع بل حقيقية تكمن في‬
‫الشكل والصورة التي تكمن عليها األضالع ضف إلى ذالك أننا ندرك شكل اٌإلنسان بطريقة أوضح‬
‫عندما نركز على الوجه ككل بدل التركيز على وضعية العينين والشفتين واألنف ونذه األطروحة ترى‬
‫أن نناك قواعد تتحك في اإلدراك من أنمها التشابه ( اإلنسان يدرك أرقا الهاتف إذا كانت متشابه )‬
‫وكذلك قاعدة المصير المشترك إن الجندي المختفي في الغابة الذي يرتدي اللون الخضر ندركه كجزء‬
‫من الغابة ‪ ,‬وكل ذلك أن اإلدراك يعود إلى العوامل الموضوعية‪.‬‬
‫النقد‪ :‬صحيح أن العوامل الموضوعية تسان في اإلدراك ولكن في غياب الرغبة واالنتما واالنتباه ال‬
‫يحصل اإلدراك ‪ ,‬ومنه أطروحة الجاشطالت نسبية شكال ومضمونا‪.‬‬
‫التركيب ‪ :‬إن الظوانرية ال تحل لنا إشكالية ألن تركيز على الشعور نو تركيز على جانب واحد من‬
‫الشخصية والحديث على بنية األشياء يجعلنا نهمل دور العوامل الذاتية وخاصة الحدس لذلك قال‬
‫باسكال <<إننا ندرك بالقلب أكثر مما ندرك بالعقل >>وكحل اإلشكالية نقول اإلدراك محصلة‬
‫لتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل مع التجربة الحسية‬
‫كما قال كانط ومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنية األشياء‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وخالصة القول أن اإلدراك عملية معقدة ينقل اإلنسان من المحسوس إلى المجرد فالمحصلة فه‬
‫وتفسير وتأويل وقد تبين لنا أن مصدر اإلدراك إشكالية اختلفت حولها أراء الفالسفة وعلماء النفس‬
‫ويعد استعراض األطروحتين استخالص النتائج نصل إلى حل اإلشكالية‬
‫اإلدراك محصلة للتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية‪.‬‬

‫**********************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اللغة والفكر‬
‫مقالة جدلية حول العالقة بين اإلنسان على التفكير وقدرته على التعبير‬
‫المقدمة‪ :‬طرح اإلشكالية‬
‫يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها اإلنسان عن باقي الكائنات األخرى ومن منطلق أن اإلنسان كائن‬
‫اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج وال شك إلى وسيلة إلى االتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير‬
‫عن أفكاره ونذا ما يعرف في الفلسفة بالغة فإذا كنا أما موقفين متعارضين أحد نما يرى أن العالقة‬
‫اللغة بالفكر انفصال واألخر يرى أنها عالقة اتصال فالمشكلة المطروحة نل العالقة بين اللغة والفكر‬
‫عالقة اتصال أ انفصال ؟‬
‫التحليل‪:‬‬
‫عرض األطروحة األولى‬
‫ترى نذه األطروحة(االتجاه الثنائي) أن العالقة بين اللغة والفكر عالقة انفصال أي أنه اليوجد توازن‬
‫بين ال يملكه اإلنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار‬
‫نذه األطروحة أبو حيان التوحيدي الذي قال <<ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني >>‬
‫ويبررون موقفه بحجة واقعية إن اإلنسان في الكثير من المرات تجول بخاطره أفكار الكته يعجز عن‬
‫التعبير عنها ومن األمثلة التوضيحية أن األ عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير‬
‫عن حالتها الفكرية والشعورية ونذا يدل على اللغة وعد مواكبتها للفكر ومن أنصار نذه األطروحة‬
‫الفرنسي بركسون الذي قال <<الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية >>وبهذه‬
‫المقارنة أن اللغة اليستطيع التعبير عن الفكر ونذا يثبت االنفصال بينهما ‪ .‬النقد‬
‫نذه األطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة سانمت على العصور في الحفاظ‬
‫على اإلبداع اإلنساني ونقله إلى األجيال المختلفة‪.‬‬
‫عرض األطروحة الثانية‬
‫ترى نذه األطروحة (االتجاه الو احدي ) إن نناك عالقة اتصال بين اللغة والفكر مما يثبت وجود‬
‫تناسب وتالز بين ماتملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظ وعبارات في عصرنا نذا حيث أثبتت‬
‫التجارب التي قا بها نؤالء أن نناك عالقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب‬
‫أحدانما ينعكس سلبا على األخر ومن أنصار نذه األطروحة ناملتون الذي قال <<األلفاظ حصون‬
‫المعاني وقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وني تشبه في ذلك شرارات النار‬
‫واليمكن اإلمساك بالمعاني إال بواسطة اللغة>>‬
‫النقد‬
‫نذه األطروحة ربطت بين اللغة والفكر الكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعد المساواة بين‬
‫قدرته على التفكير وقدرته على التعبير‪.‬‬
‫التركيب ‪ :‬الفصل في المشكلة‬
‫تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكالت الفلسفية الكالسيكية واليو يحاول علماء اللسانيات الفصل‬
‫في نذه المشكلة بحيث أكدت نذه الدراسات أن نناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر‬
‫االنحطاط في األدب العربي مثال شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة واإلبداع ومن‬
‫المقوالت الفلسفية التي تترج وتخلص نذه العالقة قول دوال كروا <<نحن النفكر بصورة حسنة‬
‫أو سيئة إال ألن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة >>‬
‫الخاتمة‪ :‬حل اإلشكالية‬
‫وخالصة القول أن اللغة ظانرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين اإلنسان والحيوان وال يمكن أن‬
‫نتحدث عن اللغة إال إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة للخروج من اإلشكالية إشكالية العالقة بين اللغة‬
‫والفكر نقول أن الحجج والبرانين االتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العالقة بين‬
‫العالقة بين اللغة والفكر عالقة تفاعل وتكامل‪.‬‬

‫********************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫مقالة استقصائية بالوضع حول الالشعور‬

‫المقدمة‬
‫تصدر عن اإلنسان سلوكات مختلفة لها ظانر يراه أكثر الناس وباطن يشكل الحياة النفسية والتي‬
‫يعتبر الالشعور أحد أجزائها فإذا كان من الشائع إرجاع الحياة النفسية إلي الشعور فإن بعض األخر‬
‫يربطها بالالشعور‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نبرنن على أن الالشعور حقيقة علمية ؟‬
‫التحليل‪:‬‬
‫عرض منطق األطروحة‬
‫إن األطروحة القائلة "الالشعور حقيقة علمية أطروحة فلسفية وعلمية في آن واحد حيث أثار بعض‬
‫الفال سفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية الشعورية ومنه شوزنهاور كما ارتبطت نذه‬
‫األطروحة بمدرسة التحليل النفسي والتي أسسها فرويد والالشعور قي خفية وعميقة وباطني من‬
‫الحياة النفسية يشتمل العقد والمكبوتات التي تشكله بفعل الصراع بين مطالب الهو وأوامر ونواني‬
‫األنا األعلى وبفعل اشتداد الصراع يلجأ اإلنسان إلى الكبت ويسجن رغباته في الالشعور‬
‫الدفاع عن منطق األطروحة‬
‫إن نذه األطروحة تتأسس على أدلة وحجج قوية تثبت وجودنا وصحتها ومن أن نذه األدلة‬
‫التجارب العيادية التي قا بها علماء األعصاب من أمثال شاركوا الذين كانوا بصدد معالجة مرض‬
‫الهستيريا وبواسطة التنوي المغناطيسي ث الكشف عن جوانب الالشعورية تقف وراء نذا المرض‬
‫ومن األدلة والحجج التي تثبت الالشعور األدلة التي قدمها فرويد والمتمثلة في األحال وفلتات اللسان‬
‫وزالت القل والنسيان وحجته أنه لكل ظانرة سبب بينما نذه الظوانر النعرف أسبابها وال نعيها فهي‬
‫من طبيعة الشعورية وني تفريغ وتعبير عن العقد والمكبوتات ومن األمثلة التوضيحية افتتاح‬
‫المجلس النيابي الجلسة بقوله <<أيها السادة أتشرف بأن أعلن رفع الجلسة >>‬
‫نقد منطق الخصو‬
‫إن أطروحة الالشعور تظهر في مقابلها أطروحة عكسية <<أنصار الشعور >>ومن أبرز دعاة‬
‫نذه األطروحة ديكارت الذي قال <<أنا أفكر أنا موجود >>واإلنسان في نظره يعرف بواسطة‬
‫الوعي عالمه الخارجي وعالمه الداخلي <<الحياة النفسية >>ونجد أيضا سارتر الذي قال‬
‫<<السلوك في مجري الشعور >>ولكن نذه األطروحة مرفوضة ألن عل النفس أثبت أن أكثر‬
‫األمراض النفسية كالخوف مثال ينتج دوافع الشعورية ومن الناحية الواقية نناك ظوانر النشعر بها‬
‫وال يفسرنا الوعي ومن أنمها األحال ‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫حل اإلشكالية‬
‫ومجمل القول أن الحياة النفسية تشمل المشاعر و االنفعاالت والقدرات العقلية وقد تبين لنا أن الحياة‬
‫النفسية أساسها الالشعور وقد أثبتنا ذلك أما الذين ربطوا الحياة النفسية بالشعور فقد تمكنا الرد‬
‫عليه ونقد موقفه ومنه نستنتج األطروحة القائلة الالشعور أساس الحياة النفسية أطروحة صحيحة‬
‫ويمكن الدفاع عنها‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫نل العادة تدل على التكيف واإلنسجا أ أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫يتعامل ويتفاعل اإلنسان مع العال الخارجي بما فيه من أشياء مادية ترمز إلى الوسط الطبيعي وأفراد‬
‫يشكلون المحيط اإلجتماعي ‪ .‬يتجلى ذلك في سلوكات منها المكتسبة بالتكرار ونذا ما يعرف بالعادة ‪,‬‬
‫فإذا كنا أما موقفين متعارضينأحدنما يربط العادة بالسلوك اإليجابي واألخر يصفها باإلنحراف‬
‫فالمشكلة المطروحة‪:‬‬
‫نل العادة تدل على التكيف واإلنسجا أ أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك ؟‬
‫التحليل ‪:‬‬
‫عرض االطروحة االولى‪:‬‬
‫يرى أصحاب نذه األطروحة أن تعريف العادة يدل على أنها ظانرة إيجابية أنها توفر لصاحبها الجهد‬
‫والوقت والمقارنة بين شخصين أحدنما مبتدئ واآلخر متعود على عمل ما يثبت ذلك‪ (,‬كالمتعود على‬
‫استخدا جهاز اإلعال اآللي ) تراه ينجز عمله في أسرع وقت مع إتقان عمله كما وكيفا‪.‬‬
‫وتظهر إيجابيات العادة على المستوى العضوي فالعادة الحركية تسهل حركة الجس ونذا واضح في‬
‫قول آالن " العادة تمنح الجس الرشاقة والمرونة " ‪ .‬ومن األمثلةالتي توضح إيجابيات العادة أن‬
‫مكار األخالق وكظ الغيظ إنما تنتج عن التكرار‪.‬‬
‫لذلك أطلق عليها علماء اإلجتماع مصطلح العادات األخالقية ‪ .‬ليس نذا فقط بل نناك عادات فكرية‬
‫مثل التعود على منهجية معالجة مقالة فلسفية أو تمرين في الرياضيات‪ ,‬وملخص نذه األطروحة أن‬
‫التكيف مع العال الخارجي يرتبط بالعادة ولوالنا لكان الشيء الواحد يستغرق الوقت بأكمله لذلك قال‬
‫مودسلي ‪ ":‬لوال العادة لكان في قيامنا بوضع مالبسناوخلعها ‪ ,‬يستغرق نهاراكامال"‬
‫النقد‪:‬‬
‫إن طبيعة اإلنسان ميالة إلى األفعال السهلة التي ال جهد فيها لذلك ترى كفة األفعال السيئة أرجح من‬
‫كفة األفعال اإليجابية‪.‬‬
‫عرض األطروحة الثانية‪:‬‬
‫ترى نذه األطروحة أن العادة وظيفتها سلبية على جميعالمستويات فهي تنزع من اإلنسان إنسانيته‬
‫وتفرغه من المشاعر وكما قال برودو " جميع الذين تستولي عليه العادة يصبحون بوجونه بشرا‬
‫وبحركاته آالت ‪".‬ومن األمثلة التوضيحية أن المجر المتعود على اإلجرا ال يشعر باألل الذي‬
‫يلحق ضحاياه ‪ .‬وعلى المستوى النفسي ‪,‬العادة تقيد حركة اإلنسان وتقتل فيه روح المبادرة‪ ,‬وكلما‬
‫تحكمت العادة ف ي اإلنسان نقصت وتقلصت حريته واستقالله في القرار ‪ .‬وخالصة نذه األطروحة أن‬
‫العادة تعيق التكيف حيث يخسر اإلنسان الكثير من قواه الجسدية والعقلية وكماقال روسو " خير عادة‬
‫لإلنسان أال يألف عادة"‬
‫النقد‪:‬‬
‫إذا كان للعادة سلبيات فإن لها أيضا إيجابيات‪.‬‬
‫التركيب‪:‬‬
‫ال شك أن نناك في الحياة عادات يجب أن نأخذنا ونتمسك بها ‪ ,‬وأن نناك عادات يجب تركها ‪ .‬فالذي‬
‫يحدد إيجابية أو سلبية العادة نو اإلنسان ‪ .‬وكما قال شوفاليي " العادة ني أداة الحياة أو الموت‬
‫حسب استخدا الفكر لها " ‪ .‬ومن الحكمة التحلي بالعادات الفاضلة والتخلي عن العادت الفاسدة وفق‬
‫قانون التحلية والتخلية ونذا واضح في قول توين ال يمكن التخلص من العادة برميهامن النافذة وإنما‬
‫يجعلها تنزل السل درجة درجة"‪ .‬وصاحب اإلرادة نو من يفعل ذلك‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫ومجمل القول أن العادة أحد أنواع السلوك الناتجة عن تكرار الفعل‪,‬وقد تبين لنافي مقالنا أن نناك من‬
‫أرجع التكيف مع العال الخارجي إلى العادات الفاضلة ‪ ,‬ونناك من نظر إلى العادة نظرة سلبية‬
‫بإعتبار المساوئ التي جلبتها إلى اإلنسان وكمخرج منالمشكلة المطروحة نستنتج‪:‬‬
‫العادة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية حسب توظيف اإلنسان لها‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫مقالة جدلية حول أصل المفاني الرياضية‬
‫األسئلة ‪ :‬إذا كنت أما موقفين متعارضين أحدنما يقول الرياضيات في أصلها البعيد مستخلصة من‬
‫العقل واألخري تقول ‪ :‬الرياضيات مستمدة من العال الحسي ‪ .‬وطلب منك الفصل في المشكلة فما‬
‫عساك تصنع ؟‬
‫سؤال ‪ :‬نل المعاني الرياضية موجودة في النفس أو أوحت بها بعض مظانر الطبيعة‬

‫المقدمة ‪ :‬طرح اإلشكالية‬


‫تنقس العلو إلي قسمين علو تجريبية مجالها المحسوسات ومنهجها االستقراء كالفيزياء وعلو‬
‫نظرية مجالها المجردات العقلية ومنهجها االستنتاج كالرياضيات نذه األخيرة أثارة جدال حول أصل‬
‫مفانيمها وم بادئها فإذا كنا أما موقفين أحدنما أرجع الرياضيات إلى العقل واألخر ربطها بالتجربة‬
‫فالمشكلة المطروحة ‪ :‬نل المعاني الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد من العقل أو التجربة ؟‬
‫التحليل‪ :‬محاولة حل اإلشكالية‬
‫عرض األطروحة األولي‬
‫يرى العقليون ( المثاليون ) أن المفاني الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد من العقل وني فطرية‬
‫قائمة في النفس ونكذا الرياضيات بناء استداللي واالستدالل نشاط عقلي فينتج عن ذلك أن المفاني‬
‫والمبادئ الرياضية من طبيعة عقلية ‪ ,‬نذا ما ذنب إليه أفالطون الذي قال في كتابه الجمهورية‬
‫<<عال المثل مبدأ كل موجود ومعقول أن المعرفة تذكر >>وأكد أفالطون في محاورة مينوت‬
‫أن البعد قادر على أن يكشف بنفسه كيفية وإنشاء شكل مساوئ مربع معلو ومن دعاة نذه‬
‫األطروحة ديكارت الذي قال في كتابه التأمالت <<المعاني الرياضية أفكار فطرية أودعها هللا فينا‬
‫منذ البداية >>ون يبررون موقفه بحجج متنوع من أنمها الرموز الجبرية الالنهائية مفاني‬
‫رياضية ال صلة لها بالواقع الحسي كما أنها تتصف بثالثة خصائص‪ ,‬مطلقة ‪ ,‬ضرورية ‪ ,‬كلية‪ ,‬فال‬
‫يعقل أن تنتج عن العال الحسي وتعود نذه األطروحة إلى كانط الذي ربط المعرفة بما فيها الرياضيات‬
‫‪ ,‬بمقولتين فطريتين نما الزمان والمكان أي أن الرياضيات في أصلها معاني فطرية ألنها شيدت على‬
‫أسس فطرية فالمفاني الرياضية في أصلها البعيد مستمدة من العقل‪.‬‬
‫النقد ‪:‬‬
‫نذه األطروحة نسبية ألنه لو كانت المفاني الرياضية فطرية مغروسة في النفس لتساوى في العل‬
‫بها جميع الناس لكن األطفال اليدركون المفاني الرياضية إال من خالل المحسوسات‬
‫عرض األطروحة الثانية‬
‫يرى التجريبيون ( الحسويون ) أن المعاني الرياضية مصدرنا التجربة أي المفاني الرياضية إذا ت‬
‫تحليلها فإنها ستعود إلى أصلها الحسي ومثال ذلك أن رؤية النجو أوحت بالنقاط والقمر يرتبط بفكرة‬
‫القرص لذلك قال الحسيون <<العقل صفحة بيضاء والتجربة تكتب عليه ماتشاء >>ون‬
‫يبررون موقفه بما توصل إليه العلماء األنتروبولوجيا الذين أكدوا أن الشعوب البدائية إستعملت‬
‫الحصى وأصابع اليدين والرجلين عند حساب عدد األيا والحيوانات التي يمتلكونها ومواس السقي‬
‫المحاصيل الزراعية مما يثبت أن المفاني الرياضية أصلها حسي ليس نذا فقط إن المفاني الهندسية‬
‫كالطول والعرض إنما ني مكتسبة بفضل الخبرة الحسية لذلك قال ريبو <<حالة الشعور التي‬
‫ترافق بعض أنواع الحركات العضلية ني األصل في إدراكنا للطول والعرض والعمق >>ومن‬
‫أدلته أيضا أن الهندسة تاريخيا ني أسبق في الظهور من الحساب والجبر والسر في ذلك أنها‬
‫مرتبطة بالمحسوسات ولو كانت المفاني الرياضية في أصلها مجردات عقلية لظهور الجبر قبل‬
‫الهندسة كل ذلك يثبت أن المفاني الرياضية أصلها حسي‬
‫النقد ‪:‬‬
‫صحيح أن بعض المفاني الهندسية أصلها حسي لكن أكثر المفاني الرياضية الجبر ال عالقة لها‬
‫بالواقع الحسي‪.‬‬
‫التركيب‪ :‬الفصل في المشكلة‬
‫الشك أن المعرفة جهد إنساني ومحاولة جادة لفه مايحيط بنا من أشياء وإجابتك على مايدور في‬
‫عقولنا من جهد وبناء مستمر ونذا مايصدق على الرياضيات وكحل توفيقي ألصل المفاني الرياضية‬
‫نقول الرياضيات بدأت حسية ث أصبحت مجردة ونذا ما وضحه جورج سارتون بقوله <<‬
‫الرياضيات المشخصة ني أول العلو نشوءا فقد كانت في الماضي تجريدية ث تجردت وأصبحت علما‬
‫عقليا >>وذات الحل التوفيقي ذنب إليه عال الرياضيات غونزيت الذي أكد <تالز مانو حسي‬
‫معا مانو مجرد في الرياضيات >‬
‫الخاتمة ‪ :‬حل اإلشكالية‬
‫وخالصة القول أن الرياضيات عل يدرس المقدار القابل للقياس بنوعيه المتصل والمنفصل وقد تبين‬
‫لنا أن المشكلة تدور حول أصل المفاني الرياضية فهو نناك من أرجعها إلى العقل وأعتبرنا فطرية‬
‫ونناك من أرجعها وربطها على أساس أنها حسية نستنتج أن مصدر المفاني الرياضية نو تفاعل‬
‫وتكامل القول مع التجربة‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫مقاالت اإلشكالية الثانية‬


‫األخــالق بين النسبي والمطلق‬
‫مقالة جدلية حول(الخير والشر ) بين ( الدين والعقل)‬
‫السؤال المشكل‬
‫إذا كنت بين موقفين متعارضين أحدنما يقول األخالق مصدرنا اإلرادة اإللهية وثانيهما يقول القول‬
‫نو مشروع األخالقي‪.‬‬
‫وطلب منك الفصل في المشكلة فما عساك تصنع؟‬
‫الوضعية المشكلة‬
‫إليك نذا الرأيين ‪ ,‬قال أفالطون <الخير فوق الوجود شرفا وقوة >وقال األشعري <الخير‬
‫والشر بقضاء هللا وقدره >‬
‫المقدمــة ‪ :‬طرح اإلشكـاليـة‬
‫يتجلى سلوكات اإلنسان في سلسلة من األفعال وردود األفعال والتي ينظر إليها الفالسفة من زاوية ما‬
‫يجب أن يكون وذلك بربطها بقيمة <الحسن والقبح >ونذه ني الفلسفة الجمال ‪,‬أو بربطها‬
‫بقيمة <الخير والشر >ونذه ني الفلسفة األخالق ‪ ,‬فإذا كنا بين موقفين متعارضين أحدنما أرجع‬
‫األخالق إلى سلطة مقدسة <إرادة هللا >واألخر أرجع القي األخالقية إلى سلطة العقل فالمشكلة‬
‫المطروحة ‪.‬‬
‫نل مصدر القيمة الخلقية الدين أ العقل ؟‬
‫التحليل ‪ :‬عرض األطروحة األولى‬
‫أرجعت نذه األطروحة <أساس الدين لألخالق‪,‬الشر والخير إلى إرادة هللا >أي ماحسنه الشرع‬
‫ومدح فاعله فهو خير‪ ,‬وما قبحه الشرع وتوعد فاعله بالعقاب فهو شر ‪,‬ونذه األطروحة واضحة عند‬
‫ابن حز األندلسي حيث قال <<ليس في العال شيء حسن لعينه والشيء قبيح لعينه لكن ما سماه‬
‫هللا تعالى حسن فهو حسن وفاعله محسن>>ومن األمثلة التوضيحية أن <القتل >إذا كان دفاع‬
‫عن النفس فإن النصوص الشرعية اعتبرته خير أما إذا كان لهون في النفس أو لتحقيق مصلحة‬
‫شخصية فإن الشرع يحك على فاعله بالقبح ومن أنصار نذه األطروحة األشعري الذي قال <<‬
‫الخير والشر بقضاء هللا وقدره >>فالحكمة اإللهية ني التي تفصل في األمور وإرسال الرسل‬
‫عليه السال حجة تثبت ذلك ‪ ,‬نذه األوامر األخالقية نقلية وليست عقلية‪.‬‬
‫النقد ‪:‬‬
‫الشك أن الدين يرشدنا في حياتنا الكن اليعني نذا تعطيل العقل أو تحري إشتهادي فالعقل يسان أيضا‬
‫في بناء األخالق‪.‬‬

‫عرض األطروحة الثانية‬


‫ترى نذه األطروحة <النظرية العقلية >إن القي التي يؤمن بها اإلنسان ويلتز بها في حياته‬
‫مصدرنا العقل ‪ ,‬ونذه القي ثابت ومطلقة التتغير في الزمان والمكان ومن أبرز دعاة نذه األطروحة‬
‫أفالطون الذي قال <<الخير فوق الوجود شرفا وقوة ‪>> ,‬حيث قس الوجود إلى قسمين (عال‬
‫المحسوسات وعال المثل ) ‪ ,‬إن القي عند أفالطون يت تذكرنا ولذلك قال <المعرفة تذكر >وقصد‬
‫بذلك أن القي األخالقية الكاملة مكانها عال المثل ‪ ,‬والعقل نو القادر على استعادتها ‪ ,‬وفي أمثولة‬
‫الكهف وضح أفالطون أننا سجناء للجسد والعقل نو الذي يحرر وبه تمزق الروح حجاب الجسد ‪,‬‬
‫ومن أنصار نذه األطروحة الفيلسوف األلماني كانط الذي استعمل المصطلح الواجب األخالقي أي‬
‫طاعة القانون األخالقي احتراما له وليس للمنفعة أو خوفا من المجتمع ‪ ,‬واألخالق عند كانط تتأسس‬
‫على ثالث شروط < ‪ :‬شرط الشمولية >ونذا واضح في قوله <<تصرف بحيث يكون عملك‬
‫قانون كلية >>و <شرط احترا اإلنسانية >أي معاملة الناس كغاية وليس كوسيلة ‪ ,‬وأخيرا‬
‫ضرورة أن يتصرف اإلنسان وكأنه نو <مشروع األخالق‪>.‬‬
‫النقـد‪:‬‬
‫نذه األطروحة نسبية ألن العقل ليس ملكة معصومة من الخطأ بل يحتاج إلى من يرشده ونو الدين‪.‬‬
‫التركيب‪:‬‬
‫رغ ما يبدو من التعارض بين المذانب األخالقية حول أساس القيمة الخلقية إال أنها في نهاية‬
‫متكاملة ألن القيمة الخلقية التي يطمح إليها ني التي يجب أن يتحقق فيها التكامل بين المطالب‬
‫الطبيعية وصوت العقل وسلطة المجتمع وأوامر ونواني الشرع‪ ,‬لذلك قال فيقِن <<األخالق من‬
‫غير دين عبث ‪>> ,‬ذلك الدين يرشد العقل ويهذب المصلحة ويحقق اإللزا الخلقي أما هللا‬
‫والمجتمع ولذلك قال أبو حامد الغزالي <<حسن الخلق يرجع إلى اعتدال العقل وكمال الحكمة‬
‫واعتدال الغضب والشهوات وكونها للعقل والشرع مطيعة ‪>>.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬المخرج من المشكلة‬
‫وخالصة القول أن األخالق مجموعة من القواعد واألحكا التقيمية التي تحدد الخير والشر ‪ ,‬وقد‬
‫تبين لنا أن المشكلة المطروحة تتعلق بمعيار القيمة الخلفية فهناك من أرجعها إلى إرادة الفرد <‬
‫األساس العقلي >ونناك من اعتبر الدين متنوع األخالق وكمخرج للمشكلة المطروحة‬
‫ونستنتج أن األخالق تتأسس على العقل والدين معا‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫نل التجربة شرط في كل معرفة علمية ؟؟؟‬
‫إذا كان تاريخ العل مرتبطا بظهور المنهج التجريبي الذي مكن العلماء من التحقق من صدق‬
‫فروضه ‪ ,‬نل نذا يعني أن التجربة ني شرط المعرفة العلمية ؟ وفي نذه الحالة ماذا نقول عن‬
‫المعرفة الرياضية التي تعتبر معرفة علمية ‪ ,‬وال تقو على التجربة ؟ والمشكل المطروح نل المعرفة‬
‫العلمية بالضرورة معرفة تجريبية أ ال ؟ ** ليبدأ العال بحثه بمالحظة ظانرة غريبة فيتساءل عن‬
‫سبب ظهورنا ‪ ,‬عندنا يحاول أن يجيب عن السؤال ‪ ,‬ويكون نذا الجواب مؤقتا يحتمل الصدق‬
‫والكذب إلى أن ينزل به إلى المخبر ليجربه ‪ ,‬وتكون التجربة بذالك عملية التحقق من صحة أفكارنا أو‬
‫عد صحتهاعن طريق إعادة بناء الظانرة من جديد في ظروف اصطناعية بواسطة الفرض فلما الحظ‬
‫* كلوديرتارد* إن بول األرانب التي اشترانا من السوق صاف وحامض ‪ ,‬وناتان الصفتان خاصتان‬
‫بآكلة الل حو في حين أن األرانب آكلة عشب ‪ ,‬يجب أن يكون بولها عكرا قلويا ‪ ,‬افترض أن األرانب‬
‫كانت جائعة وأكلت من أحشائها الداخلية ‪ ,‬لكي يتأكد كلودبرنارد من فرضه نذا ‪ ,‬اطع األرانب‬
‫العشب ‪ ,‬فكان بولها عكرا قلويا ‪ ,‬ث تركها جائعة مرة أخرى ونذا نو الفرض الذي افترضه فأصبح‬
‫بولها صافيا حامضا ‪ ,‬ونذه ني الظانرة التي الحظها وقد أعاد بناءنا بواسطة الفرض الذي استنتجه‬
‫من الظانرة نفسها غير أن العال ال يقو بتجربة واحدة وإنما يكرر التجربة عدة مرات مع تغير‬
‫شروطها للتحك فيها أكثر ‪ ,‬كما يعمد إلى تحليل الظانرة وعزل مختلف شروطها لتبسيطها ‪ ,‬فإذا‬
‫كانت الظانرة في الطبيعة قد تختلط بغيرنا من الظوانر ‪ ,‬فان العل في المخبر يعمل على حذف‬
‫الشروط التي ال تهمه ‪ ,‬ليحتفظ فقط بالعناصر األساسية للظانرة التي يشير إليها الفرض ‪ ,‬والتي‬
‫توجد في كل الحوادث التي لها نفس الخاصية ‪ ,‬مما يمكنه من استخالص النتائج ث تعميمها على‬
‫األجزاء وإذا توقف العال عند مرحلة الفرض ‪ ,‬ول يستطع أن يثبت صحته في الواقع ‪ ,‬فان عمله ال‬
‫يدرج ضمن المعارف العلمية ‪ ,‬ألن العقل إذا كان يبني األفكار ‪ ,‬فان الواقع نو الذي يحك عليها إذا‬
‫كانت صادقة أ ال ‪ ,‬أن صحة المعرفة العلمية متوقفة على عد تناقض الفكر مع الواقع األمر الذي ال‬
‫يمكن التأكد منه إال باستعمال التجربة المخبرية ‪ ,‬يقول كلود برنارد"إن المالحظة ني جواب الطبيعة‬
‫الذي تجوب به دون سؤال ‪ ,‬لكن التجربة ني استنطاق الطبيعة " ويرى جون ستوارتمل ان‬
‫المالحظة العلمية اذا كانت تثير فينا تساؤالت ‪ ,‬فان التجربة قادرة على تقدي اإلجابة الحاسمة لها ‪.‬‬
‫ما يبدو واضحا لنا ان االنسان وكأنه جعل من بلوغ المعرفة العلمية الصحيحة ندف وجوده وغايته ‪,‬‬
‫وكان عليه ان يعرف معيار نذا الصدق ‪ ,‬فكان جوابه أن الصدق عكس التناقض وكان قانونه أن‬
‫المعرفة ال تكون علمية إذا كانت خالية من التناقض غير أن التناقض نوعان ‪ :‬تناقض الفكر مع‬
‫الواقع ‪ ,‬وتناقض الفكر مع نفسه ‪ ,‬وإذا كانت المعرفة في العلو الطبيعية و األنسانية تجعل من‬
‫التجربة وسيلة لتحقيق شرط عد التناقض أحكامها مع الواقع ‪ ,‬بل تجعلها تتطابق معها ‪ ,‬مادا‬
‫الحك يعود إلى الواقع ‪ ,‬فأن المعرفة العقلية التي تمثلها الرياضيات والمنطق التستعمل التجربة‬
‫للتحقق من فروضها بصفتها علما مجردا ‪ ,‬وإنما تستعمل البرنان العقلي الذي يجعل الفكر ال يتناقض‬
‫مع المبادئ والفرضيات التي وضعها ‪ ,‬فأذا قلنا في الرياضيات أن مجموع زوايا المربع ‪ 006‬درجة‬
‫فإننا ل ننقل نذا الحك من الواقع كما يحدث في الفيزياء ‪ ,‬وإنما استنتجناه إستنتاجا منطقيا من‬
‫المسلمة التي تقول أن مجموع زوايا المثلث ‪ 180‬درجة وإذا كان المربع ضعف المثلث ‪ ,‬كانت‬
‫مجموع زواياه تساوى ‪ 360=180x2‬درجة غير الن الرياضي في بنائه للمعرفة الرياضية وان‬
‫كان يستعمل منهجا يختلف عن المنهج الذي يستعمله الفزيائي فأنه يمر بنفس الخطوات التي يمر بها‬
‫العل الطبيعي ‪ ,‬فهو أوال يشعر بوجود مشكلة تستوجب الحل ‪ ,‬ل يحددنا وعندنا يستخلص الفروض‬
‫الممكنة التي ال يتوقف عندنا وإنما يحاول التحقق منها بالبرنان العقلي ‪ ,‬نذه المعرفة التي الرياضي‬
‫ال تقل قيمة عن المعرفة التي يبينها الفيزيائي ‪ ,‬إذ كالنما قبل أن يستخلص النتائج يتحقق من‬
‫صحتها ‪ ,‬وان كانت عملية التحقيق في العلو التجريبية مخبرية ‪ ,‬وفي الرياضيات برنانية فأن‬
‫غايتهما واحدة وني الوصول بالفكر إلى حك خال من التناقض‬
‫النتيجة ‪ :‬نكذا نستنتج أن التجربة شرط اساسي في المعرفة العلمية لكنها ليست الشرط الكافي ‪,‬‬
‫فالمعرفة العلمية العقلية تقو على البرنان العقلي وليس على التجربة ‪ ,‬لنقل في النهاية ان المعرفة‬
‫نوعان معرفة علمية تجريبية ومعرفة علمية عقلية‬
‫*****************************************************************‬
‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬

‫األمة ‪ :‬يقول المفكر القومي العربي ساطع الحصري‪( ,‬اللغة روح األمة وحياتها والتاريخ بمثابة‬
‫شعورنا وذاكرتها)‬

‫مقدمة ‪ :‬لقد إنت الباحثون بالدراسة في البحث عن عوامل أو مقومات نشوء األم فالبعض أرجع‬
‫وجود األمة أو القومية الى عنصر معين كانتماء األفراد لبعضه البعض لشعورن بالقرابة الروحية‬
‫فرينان المفكر الفرنسي يرى أن الصفة المميزة لألمة وجودنا في اآلن نفسه ني الصفة الروحية‬
‫فهي كما يقول {مجموعة من البشر يجمعه وعي خاص وشعور بانتماء أعضائها بعضه لبعض}‬
‫فكان لهذا القول أنما يربط األفراد بعضه ببعض نو إحساس وشعور بالقرابة الروحية حيث يشعر كل‬
‫غفرد من أفراد نذه األمة بانتمائه الى أمته مما يحفزه ويدفعه الى العمل والتضامن معها قصد بلوغ‬
‫غاية سامية ومشتركة أال وني المصلحة العليا لألمة أما البعض اآلخر يرى أن نشوء األم يرجع الى‬
‫جملة من العناصر أو المقومات كاإلقلي والدين واللغة وحدة العرق وحدة الحياة االقتصادية وحدة‬
‫الماضي والمصير المشترك والمفكر العربي صاطع الحصري يرجع أصل وجود ونشوء األم‬
‫والقوميات الى عنصرين اثنين يلخصهما في العبارات التالية اللغة روح األمة وحيتها والتاريخ بمثابة‬
‫شعورنا فالنحلل نذه العبارة بشرط أن نبحث عن موطن الضعف والقوة فيها الريب أن اللغى تلعب‬
‫دورا فعاال في حياة األفراد والجماعات وني إحدى الدعائ األساسية في الترابط والتالخ االجتماعي‬
‫بين األفراد فإذا كان القدماء قد عرفوا أن اإلنسان حيوان اجتماعي فإنه قد عرفوه بأنه حيوان ناطق‬
‫األمر الذي يتجلى من ورائه ارتباط اجتماعي لإلنسان بخاصيته األساسية وني النطق أو اللغة ونحن‬
‫إذا اما بحثلنا عن أنمية اللغة في توطيد وتالح وترابط العالقات بين األفراد والمجتمعات نجدنا‬
‫عديدة ومختلفة منها أن اللغة أداة تفان وتخاطب واتصال وتواصل وأن اللغة أيضا ظانرة اجتماعية‬
‫على أساس أنها تتصف بخصائص الظانرة االجتماعية فمثال أن أفراد المجتمع العربي ملزمون‬
‫بالتكل لغة واحدة وكذلك ال يمكن أن نتصور أمة من دون لغة وفي نذا المعنى يقول فيخت (إن‬
‫الفوارق بين أنال روسيا وبين سائر األلمان ما ني إال فوارق عارضة وسطحية ناتجة عن األحداث‬
‫االعتباطية وأما الفوارق التي تميز األلمان عن سائر الشعوب األوربية قائمة على طبيعة فاللغة التي‬
‫يشترك فيها جميع األلمان تميزن عن جميع األم األخرى تمييزا جونريا ) كما أن اللغة في حد ذاتها‬
‫تتضمن كما يقول نردر (على كل ذخائر الفكر والتقاليد والتاريخ والفلسفة والدين وفيها ينبض كل‬
‫قلب شعب ويتحرك كل روحه ومن انتزاع من نذا الشعب لغته أو التقصير في احترامها حرمه من‬
‫ثروته الوحيدة التي البلى ) نذا ما دفع المفكر العربي ساطع الحصري بأن اللغة روح األمة وحياتها‬
‫أما اعتبار اللغة في نظره بمثابة شعور األمة وذاكرتها يستند على أسس منها ‪ :‬أن اللغة أداة نقل‬
‫تراث الماضي إلى الحاضر كنقل تراث األجداد إلى األبناء فاإلنسان يحيى بها حياة اجتماعية وعن‬
‫طريقها يتجاوز حدود المكان والزمان فيتصل بالناس اتصاال مباشرا كما يتصل معه اتصاال ال مباشر‬
‫ألن اللغة سمحت لألجيال بنقل تجاربها وخبراتها للذين يأتون بعدن وكذلك النظر إلى التاريخ‬
‫كذكريات مشتركة توحد مشاعر وأحاسيس األفراد وتأجج عواطفه الوطنية وشعورن القومي‬
‫فالتاريخ بالن سبة ألفراد األمة جزء من حياته حيث يخلق لديه الشعور بالوحدة وعلى أساس أن‬
‫التاريخ ال يعتبر في نظرن مجرد تسجيل للحوادث بل نو وسيلة للكشف عن حاضرن قصد بناء‬
‫مستقبله أو ما يمكن أن يكون عليه مستقبله يقول ساطع الحصري ( التاريخ نو بمثابة شعور األ‬
‫وذاكرتها فغن أمة من األم إنما تشعر بذاتها وتتعرف الى شخصيتها بواسطة تاريخها الخاص)‬
‫ويقول أيضا (إن الذكريات التاريخية تقرب النفوس وتوجد بينها نوعا من القرابة المعنوية واألمة‬
‫المحكومة التي تنسى تاريخها الخاص تكون قد فقد شعورنا ووعيها ونذا الشعور ونذا الوعي ال‬
‫يعود إليها إال عندما تتذكر ذلك التاريخ وتعود إليه ) وإذا فال يمكن فصل حاضر األمة عن ماضيها‬
‫مثلما ال يمكن فصل ذكريات الشخص عن واقعه اآلني أو الرانن فحاضر األمة مرتبط بماضيها‬
‫وحاضر اإلنسان أسير بماضيه فالتاريخ في أبعاده الثالث ماض وحاضر ومستقبل نو في الحقيقة‬
‫الديمومة الخاصة للحياة الشعورية لألمة وكيانها الروحي والوجداني وإن كان المفكر ساطع الحصري‬
‫يرى بأن اللغة والتاريخ يلعبان دورا في نشوء األم والقوميات ونحن بدورنا نؤيد نذا الرأي ولكن ال‬
‫يجعلنا نغفل المقومتا األخرى مثل الدين و اإلقلي والعادات والتقاليد‪.....‬آلخ فهذه المقومات برمتها‬
‫تلعب دروا أساسي من بينها ما يلعب دروا أكثر أنمية من دور اللغة والتاريخ فسكان سويسرا مثال‬
‫يتحدثون بعدة لغات ومع ذلك فه يشكلون أمة من أرقى أم األرض ‪ .......‬وما يقال عن اللغة يقال‬
‫عن التاريخ ألن التاريخ في تقلب دائ منذ العصور القديمة الى العصر الحاضر شهدت كثير من األم‬
‫تقلبات في تاريخ ونذا ما يجعلنا نقول أنه من الصعب جدا على أمتنا أن تحتفظ منذ القد بوحدة‬
‫تاريخها واستقاللها‬

‫خاتمة ‪ :‬في األخير يمكن أن نقول األمة كائن حي ينموا ويتطور ويتشكل نيكله باستمرار فقد يلعب‬
‫نذا العنصر أو ذاك في النو و التطور والتشكل في ظروف معينة فقد يلعب نفس نذا الدول في ظروف‬
‫مختلفة ولكلك فإنه من الخطأ الجسي القول بأن عنصر واحد نو وحده الذي كان العامل الفعال‬
‫واألساسي في وجود تشكيل األم وصيانة وحدتها في كل زمان وفي كل مكان فاألمة كظانر معقدة‬
‫التركيب مثلها مثل جميع الظوانر االجتماعية ألنها تخضع لجملة من العوامل أو العناصر التي يت‬
‫بواسطتها تفسير نشوء األمة ووجودنا ونذه المقومات يختلف تأثير كل منهما باختالف الزمان‬
‫والمكان (األرض) واإلنسان وني المعادلة الموضوعية التي تفسر بها وجود األمة‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يـقول بـرغسون" الحريــة واقعــة شعوريــة وليست مشكلـة تحــل"‬
‫♣ يكون اإلنسان حر إذا صدر الفعل عن إرادته الحرة الخالصة من كل قيد وإكراه أو إلزا ‪,‬لقد يجد‬
‫اإلنسان في مسألة الحرية وأراد أن يعرف نل نو حر أ ال ؟♦ الموقف الذي يمثله برغسون يرى بأن‬
‫اإلنسان مادا يقو بأعمال يشعر انه صاحبها وان قا بها بمحض إرادته دليل كاف على انه حر‬
‫ونحن نتساءل على انه حر نل فعال الشعور بالحرية دليل على وجودنا ؟ لكن إذا كنا ال نستطيع أن‬
‫ننفي وجود الحتميات المحيطة بنا كيف يمكن أن نجعل الشعور بالحرية شعورا حقيقا وليس ونما ؟‬
‫اإلنسان عند برغسون حرا فالحرية عنده واقعة حقيقة وال سبيل إلى إنكارنا كيف يمكن حسب‬
‫برغسون أن يتساءل على اإلنسان نل نو حر أ ال ؟ وشعوره بها عند قيامه بالعمل شهادة كافية‬
‫على وجودنا ؟ إن الشعور عنده كل ملكة المالحظة ووسيلة اإلنسان األولى في التجريب ‪ ,‬إن الذات‬
‫تشعر بأنها حرة ونذا الشعور واقعة أولية ال يتسرب إليها الشك‪ ,‬ال يرد برغسون على الذين ينفون‬
‫وجود الحرية فحسب وإنما يعارض أيضا الذين عملوا على إثبات وجودنا بعد أن طرحونا كمشكلة‬
‫فالحرية واقعة أولية ال تقبل البرنان عنده الن ما نو أولي نو نقطة البداية في البرنان ‪ ,‬كما أن‬
‫البرنان ي نطوي على عالقة ضرورية بين المقدمات والنتائج والضرورة ني نقيض الحرية وال يمكن‬
‫أن نثبت وجود الحرية لنقيضها ‪ ,‬نكذا تكون الحرية عند برغسون موضوعا للشعور وليس موضوعا‬
‫للعقل ‪ ,‬األنا عند برغسون مستويان األنا السطحي المقيد بالحتمية أ السيكولوجي التي يسببها ضغط‬
‫الظروف االجتماعية وما يعانيه الفرد من رقابة في حياته اليومية‪ ,‬والنا العميق المتدفق باألفعال‬
‫الحرة المتجددة ‪ ,‬والتي ال يمكن التنبوء بنتائجها ‪ ,‬يرفض برغسون البرننة على وجود الحرية كما‬
‫يرفض التنبوء بنتائجها الن الحرية عنده واقعة شعورية أوضح من كل الوقائع النفسية ليس‬
‫برغسون الوحيد من الفالسفة من جعل من الشعور دليال على وجود الحرية ‪ ,‬فالقديس أوغسطين‬
‫قبله اثبت وجود الحرية بالشعور كذلك رأي ديكارت إن التجربة النفسية دليل على وجود الحرية وان‬
‫شعور اإلنسان بها دليل على إنها إرادة حرة قادرة على تقبل األمور‪ ,‬او رفضها كيف ماشاء ويعتبر‬
‫ديكارت نذه الحقيقة من أكثر األمر و وضوحا وبدانة ‪ ,‬كذلك فعل وليا جيمس حين رأى إن نذه‬
‫القوة الفاعلة التي نشعر بها بمثابة قوة مسيطرة نقول للشيء كن فيكن ومن الفالسفة المسلمين نجد‬
‫المعتزلة يقول احدن ( اإلنسان يحس من نفسه وقوع الفعل حسب الدواعي والصوارف فاذا اراد‬
‫الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن فال وال صالحية القدرة الحداثة إليجاد المراد بها أحس من‬
‫نفسه ذلك" ‪ .‬غير إن األبحاث العلمية كشفت وجود حتميات كبيرة تحيط باإلنسان من كل جهة‪ ,‬منها‬
‫الحتمية االجتماعية والمتمثلة في العادات والتقاليد التي تحدد سلوكه بصفته فردا يعيش في وسط‬
‫مجتمع ‪ ,‬والحتمية النفسية المتمثلة خاصة في العقد النفسية التي تمتلئ ساحة الشعور إلى جانب‬
‫الحتمية الفيزيولوجية والحتمية الفيزيائية األمر الذي يجعل دليل الشعور يقول عنه برغسون ال يصمد‬
‫أمامها فيكون الشعور بالحرية إال ونما فقد لقدا ثبت الطب النفسي بان الكثير من المرضي النفسانيين‬
‫يسمعون أصواتا ويرون أشخاصا ال وجود له سوى في أذنانه المريضة ‪ ,‬كما أن شدة إيمان‬
‫الشخص بأمر ما واعتقاده القوي قد يجعله يشعر به وكأنه موجود ونو في الحقيقة من صنع خياله‪,‬‬
‫المتاثر بحالته النفسية قد آمن برغسون بالحرية فشعر بها إن رفض برغسون للطرح إشكالية الحرية‬
‫على أساس إيمانه بوجدنا ال يتسرب إليه ادنى شك ‪ ,‬موقف الدوغماتيك يغض بصره على حقيقة‬
‫وجود الحتميات براي سبينوزا ان جهلنا باألسباب الحقيقة التي تسينرنا نو الذي جعلنا نتون وجود‬
‫الحرية‪ .‬فالحجر يعتقد عند الجهل انه يسقط الى األرض بمحض ارادته♦ لقد ذرح النسان مشكلة‬
‫الحرية واقر وجود الحتميات التي تحدد سلوكه وحياته لكنها حتميات مناقضة للحرية كما كان يعتقد‬
‫قدالر ماني وسيلة لتحقيقها يقول ليبنز‪ :‬إن الحتميات تعطي لنا الوسيلة والتي بها يمكن رفعها"‬
‫وكان على اإلنسان بصفته شغوفا بالحرية ان يجد طريقة للتغلب على نذه الحتميات فانكب على‬
‫دراستها ليكشف عن عالقتها الثابتة التي تمكنه من التحك في اسبابها للتحك في النتائج ول يعد‬
‫اإلنسان اليو يطرح إشكالية وجود الحرية اوعد وجودنا ةل يعد يتصور الحتمية كنقيضة للحرية‬
‫لقد تعدى نذا الطرح الميتافزيقي التقليدي وإنما أصبح يبحث في الطرق التي تمكنه من التحرر من‬
‫الحتميات لتحقيق حريته فالحرية ليست موجودة لكي يبحث عنها وانما الحرية تتحقق بالعل والعمل‬
‫وجعل من الحتمية القاعدة التي ينطلق منها لتحقيق حريته‪ ,‬فهكذا فكلما عمل االنسان على تحقيق‬
‫خطوة في عال الحرية شعر بها وكان شعوره بها شعورا حقيقا ناتجا عن العمل وليس ونما ناتجا‬
‫عن التمسك بأفكار مسبقة تمسكا مطلقا وان كان تحرر اإلنسان يبقى نسبيا نسبية معرفته باسباب‬
‫الظوانر ♥ ونكذا استنتج ان برغسون ومن ذنب مذنبه قد وقعوا في ون وان الشعور بالحرية ليس‬
‫دليال على و جودنا بقدر ماني دليل على الجهل بالسببا اال اذا كان نذا الشعور مسبوقا بالعمل للتغلب‬
‫على الحتميات بشرط إن يعرف االنسان ان نذه الحرية التي يحققها نسبية وليست مطلقة والواقع في‬
‫ون أخر ال يختلف على الون وقع فيه برغسون‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫االدراك واالحساس ‪ :‬نل االدراك نو محصلة للنشاط العقل ا نو تصور لنظا االشياء؟ كيف يمكن‬
‫ادراك االماكن البعيدة‬
‫مقدمة‪ :‬باعتبار االنسان كائنا مدركا لالشياء المحيطة به فهو يدركها ادراكا ممباشرا عن طريق‬
‫التصورات الذننية عبر الحواس غير اننا نالحظ أن في العال اشياء مادية منفصلة عن ذواتها‬
‫ولالنسان معرفة مسبقة النه مرتبط بنفس ولكن كيف يت لنا ادراك عال موضوعي منفصل عن ذواتنا‬
‫؟‬
‫ق‪ 1‬نميز بين االفكار التى ني احول نفسية موجودة في الذات وبين االشياء المادية والتي ني‬
‫امتدادات موجودة خارج الذات ومادا مجرد حالة ذاتية غير ممتدة فان ادراك شيء ما يكون بواسطة‬
‫احكا على الشيء وبخائصه وصفاته وكيقفياته كما نو عليها وعلى نذا يكون الدرالك عملية عقلية‬
‫بحتة و الدليل على ذلك نو ادراك البعد الثالث الذي ال يقابله أي انطباع حسي ببحيث يستطيع ادراكه‬
‫من خالل رسومات على لوح مسطح ال يوجد فيه عمق اال ان العقل يستطيع ادرا كاه بوضوح‬
‫ويدعمراي ديكارت وراي كانط الذي يرى ان فكرة المكان ال تتولد من التجربة الحسيةوامنا نبي‬
‫تصدر عن الذات المدركة( العقل)‪ ,‬فالمكتن و الزمان قالبان عقليان سابقان على التجربةتصب فيهما‬
‫معطيات التجربة الحسية وبواسطتها تصبح االشياء الحسية قابلة لالدراك فالقيمة للمؤثرات الحسية‬
‫على مشتوى الصور الذننية ودليل كانط نو اننا عاجزون عن تصور أي شيء اال اذا ارصفناه في‬
‫المكان كما ال نتمكن من ادراك حادثة ما اال اذا تصورنا حدوثها من خالل زمن معين ث اننا نستطيع‬
‫تصور زوال االشياء من المكان ولمكننا ال نستطيع تصور زوال المكان من االشايء الن الحيز‬
‫المكاني يرجع في اصله الى اسس عقلية ‪ ,‬وقد ادى راي العقالنيون موقف باركلي جورج الذي يرى‬
‫ان( تقدير مسافة األشياء البعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة) وقد استمد نذه الفكرة من‬
‫حالة العمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا الندرك االشياء كما تعطيها لنا الحواس ومن ذلك ادركنا‬
‫للمكعب منخالل رؤيته ثالثة وجوه وتسعة اضالع فالمكعب معقول وليس محسوس‪.‬‬
‫نقد " ومن نذا فاننا ندرك ما للعقل من دور نا في ادراك المكان ولكن الينبغي انمال دور الحواس‬
‫او التجربة الحسية طالما ان االشياء مستقلة عن ذواتها‬
‫ق‪ 2‬وخالفا لهذا الراي الجشطالتية ترى ان العقالنيون قد بالغو في ثقته بالعقل وانملوا دور‬
‫الحواس الن ادراك المكان ال يستغنبي عن الحواس مادمت المعطيات الحسية منفصلة عنا فادراك‬
‫البعد الثالث يتعذر اذا ل نهت بطبيعىة الشيء في العال الخارجي الذي تنقله الحواس كما ان العقل‬
‫يتاثر بالخداع الحسي ويرجع نذا الى ان التغيرات الحسية تؤثر على الحكا العقلية وباالضافة الى‬
‫نذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بين الحساس واالدراك وترى ان الدراكيت دفعة واحدة‬
‫ويكون بصورة عامة لالشياء قبل اجزائها بفضل ماتتمتع به من عوامل موضوعية كاتشابه والتقارب‬
‫كما ترى نذه النظرية صور الصناف على المعطيات الحسية بل تكون محايدة لها كما تنكر دون‬
‫التجربة التي ركز عليها بريكلي ذلك ان الطفل يستطيع مسك االشياء تحت توجيه النظر‬
‫نقد‪ :‬ومن نذا نجد ان الحسيون قد وقعو في الخطا نفسه الذي وقع فيه العقالنيون باعادة االعتبار‬
‫للحواس ال ينبغي ان يكون على حساب العقل‬
‫خالصة‪ :‬ومن خالل اطالعنا على المواقف ندركان نذه المواقف قد مزقت مفهو الدراك زبذلك فان‬
‫الدراك يكمن في البط بين العقل والحواس الن الحك العقلي مرتبط بالتجربة الحسية والعكس صحيح‬

‫المشكل األخالقي‪ :‬من المشاكل لفلسفية ذات الطابع األخالقي التأثير حولها الصراع الفكري‬
‫واالختالف في طرح وجهات النظر وتبريرنا والتي التزال مطروحة إلى يومنا نذا ني مشكلة القي‬
‫األخالقية أو مصدر األخالق والسؤال المطروح يمثاله موقعان احدنما للفيلسوف كارل ماركس‬
‫مؤسس المادية التاريخية والثاني للفيلسوف فريدريك نتيشه فيلسوف القوة وكالنما عاشا في القرن‬
‫التاسع عشرا وكالنما من رواد الفلسفة األلمانية الحديثة والتساؤل ما نو شكل ومحتوى كل موقف‬
‫ياترى ؟ وأي الموقفين اصح ؟‬
‫ق‪ : 1‬األخالق من صنع األقوياء وعلى رأس نذا الموقف كارل ماركس ممثل الماركسية وأتباعها ن‬
‫انجلز و لينين فالماركسية في نظرتها المادية التاريخية ترى أن القي األخالقية قي الخير وقي الشر ‪,‬‬
‫من إنتاج األقوياء اقتصاديا في المجتمع ‪ ..‬أو بعبارة أوضح مصدر وجودنا النظا االقتصادي الذي‬
‫يعيشه المجتمع سواء كان ذا النظا االقتصادي إقطاعي أو نظا اقتصادي رأسمالي أو اشتراكي‬
‫فالقي األخالقية انعكاس لعالقات اإلنتاج وتؤكد نذه الطبقة المسيطرة اقتصاديا ني الطبقة المسيطرة‬
‫أخالقيا سوء في النظا االقتصادي اإلقطاعي أو الرأسمالي أو االشتراكي فقيمة الخير والشر مصدرنا‬
‫الطبقة المالكة لقوى اإلنتاج وبالتالي المنتوج نحن ال نكرر أن الحياة االقتصادية لها تأثير في تغير‬
‫أذنان الناس في ثقافته وأخالقه لكن ما يؤخذ على مذنب الماركسية المبالغة في المصدر الوحيد‬
‫للقي األخالقية‪ ,‬نو أسلوب اإلنتاج وعالقته بالمنتوج فاألفكار الفلسفية قد يكون لها تأثير على‬
‫المجتمع ومن ث مصدر للقي األخالقية ودليلنا على ذلك أن الفكر النخبوي الواعي له تأثير فعال على‬
‫إحداث قي أخالقية أو تغيرنا وااليديولوجية الماركسية نفسها كان لها تأثير قوي عالمي وغيرت‬
‫مجرى التاريخ حيث أصبحت ايديولوجية الطبقات الكادحة وميثاق البلدان االشتراكية والشيوعية‬
‫ق‪ 2‬األخالق من صنع الضعفاء يمثل نذا الموقف الفيلسوف نتيشه حيث يرى أن القي األخالقية‬
‫الحياة اإلنسانية فال توجد قي مطلقة يقول " الحق إن الناس ن الذين اعطو ألنفسه كل خير وشر"‬
‫وبما أن الحياة اإلنسانية ليست ثابتة بل ني متغيرة متجددة فالقي األخالقية ني األخرى ليست ثابتة‬
‫وإنما متجددة وربط القي األخالقية عند نتيشه باإلنسان الضعيف المقصود بها أن الحياة البشرية عبر‬
‫التاريخ مسرح للصراع المحتد بين الناس نتيجة في نظره دائما تغلب األقوياء على الضعفاء مما‬
‫يلجا الضعفاء عندما يفقدون كل أدوات الصراع والمقاومة والى الحقد وتبرير ضعفه ونزيمته‬
‫ببعض األحكا ذات الطابع السلبي يدعون بأنها فضائل وما يقابلها رذائل فالسيطرة والتسلط رذيلة‬
‫بينما االستكانة وتحمل االعتداء فضيلة الظل رذيلة والصبر على تحمله فضيلة حمل السالح قصدا‬
‫للقتال رذيلة وتجنبه فضيلة ‪ ..‬فالضعفاء عبر التاريخ في نظر نيتشه ينادونا بأخالق تبرر عجزن‬
‫وعليه فهي ليست أخالقا حقيقة وقيما خلقية حقيقة ‪,‬إ نما األخالق الحقيقة عند نيتشه ني أخالق‬
‫اإلنسان المتعالي وقد بشر به نتيشه في كتابه " نكذا تتكل زاردشت " طبيعة تاريخية حيث اعتمد‬
‫نيتشه على التاريخ الحافل بالصراع بين الناس وبخاصة بين القوي والضعيف فاألقوياء ن السادة‬
‫والضعفاء ن العبيد فقد كان في التاريخ أن طبقة السادة ن الكهنة والمحاربين ولكن لما اشتد‬
‫الصراع بينه الذي كان نتيجة االستيالء على الحك أفضى إلى انتصار المحاربون انهزا الكهنة مما‬
‫دفع بالكهنة الحاقدين فيما بعد إلى اللجوء بإبداع الروح والدين والترنات والكهنة في نظر نتيشه‬
‫عملوا على تجنيد الضعفاء من مرضى وعاجزين ومعذبين " طبقة العبيد" ضد طبقة المحاربين‬
‫بدعوى أنه الصالحون وجسد نذه الفكرة في نظر اليهود الكهنوتي ضد االرستقراطيون وانتصر‬
‫تحت شعار المسيحية باحتالله وت في التاريخ اإلنساني قلب القي األخالقية رأسا على عقب فالصبح‬
‫الخير ضعفا‬
‫نقد ‪ :‬صحيح أن األخالق من صنع الضعفاء ونذا ما يبرره الواقع المعاش فالضعيف إذا ما عجز يبرر‬
‫عجزه باللجوء إلى مبادئ مثالية يحتج بها ضد القوي قصد رفع الظل والجور أما القوي ال يعطي‬
‫أنمية لهذا التبرير فيتمادي في قهره وإذالله ونذا ما أكده عل النفس التحليلي حيث أن العقد النفسية‬
‫كالشعور بالنقص غالبا ما يجعل صاحبه بالتعويض عنه لكن دعوة نتيشه آن األخالق من صنع‬
‫األقوياء ني دعوة تؤدي إلى تسلط األقوياء على الضعفاء فاألخالق الصحيحة عنده ني أخالق القوة‬
‫ونذا ما يدفع بوجود األنظمة الديكتاتورية التي تقمع الضعفاء كالحرب بين الدول القوية والضعيفة‬
‫تركيب ‪ :‬رغ ما يبدوا من تعارض بين مذانب نيتشه في األخالق ومذنب ماركس في األخالق‬
‫وباألخص حول مصدر القي األخالقية ولكنهما يتفقان حول نسبة القي األخالقية لكونها ليست ثابتة‬
‫ولكن القي األخالقية ليست تابعة لإلنسان الضعيف وإنما تابعة إلى ظروف البيئة الطبيعية والبيئة‬
‫االجتماعية فقد أثبتت الدراسات االنثروبولوجية أن العادات والتقاليد والطقوس واألديان قد تلعب دور‬
‫أساسي في طرح القي األخالقية ‪ ,‬وقد ذنب إلى نذا العالمة ابن خلدون من قبل أن القي األخالقية‬
‫تعود إلى البيئة االجتماعية فقد الحظ أن القي في المجتمع البدوي تتمثل في الشجاعة والكر‬
‫والشهامة بينما في المجتمع الحضري عكس ذلك ونذا ما يبرر قولنا أن القي تعود الى الظروف‬
‫االجتماعية والطبيعية المحيطة بالمجتمع اإلنساني ‪ ,‬وأكد نذا الموقف دوركاي ايظا واالسال لما جاء‬
‫فقد حذف من المجتمع الجانلي كثيرا من القي األخالقية التي كان يعتبرنا وقتذالك خيرا كالوأد واألخذ‬
‫بالثار فحاربها اإلسال بكل قوة وبشر ونادى بقي أخالقية تتنافى مع قي العصر الجانلي‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬وفي األخير يمكن لقول أن القي األخالقية نسبية تستمد وجودنا من اتحاد عوامل مختلفة‬
‫منها ما ني اجتماعية ومنها ما ني اقتصادية ومنها ما ني طبيعية ومنها ما ني دينية فالقي‬
‫األخالقية مرتبطة بثقافة وحضارة المجتمع اإلنساني ‪ ,‬ولذلك أن تبدل القي وتغيرنا من عصر إلى‬
‫آخر له عالقة بتطور أو تخلف ثقافة وحضارة المجتمعات اإلنسانية ‪ ,‬ونذا ما تؤكده الكثير من‬
‫الدراسات االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫المسؤولية و الجزاء‬
‫مقدمة‪ :‬يوصف اإلنسان بأنه كائن أخالقي بحاك أفعاله ومن دون شك أن نذا التقيي ونذه المحاكمة‬
‫نابعة من كون اإلنسان مكلفا يشعر باإللزا مرة أما نفسه ومرة أما غيره ونذا اإللزا يجعلنا نصفه‬
‫بأنه مسئوال فماذا نعني بالمسؤولية ؟ ومتى يكون اإلنسان مسؤوال؟‪...‬الخ ‪.‬‬
‫مفهو المسؤولية‪ :‬قد يفه من المسؤولية في معنانا العا الشائع السلطة وحينها يكون حب‬
‫المسؤولية مساويا لحب السلطة أو كأن يقال جاء المسؤول الفالني أي من يشغل منصبا معينا بيده‬
‫الحل و الربط ‪ -‬لكن نذا المعنى يبدو سطحيا و ضيقا فهو ال يكشف عن طبيعة المسؤولية كما يجعلها‬
‫من اختصاص أفراد دون آخرين‪.‬‬
‫أما لغة فالمسؤولية مشتقة من السؤال وني تعني من كان في وضع السؤال والمساءلة‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬وني الوضع الذي يجب فيه على التفاعل أن يسأل عن أفعاله ‪ -‬أي يعترف بأنها‬
‫أفعاله و يتحمل نتائج نذه األفعال وكما يقال باختصار‪ -:‬ني "التبعية التي تلز عن الفعل‪".‬‬
‫شرطا المسؤولية‪ :‬إن قراءة التعريف السابق تكشف على أن الوضع الذي يكون فيه الفاعل مسؤوال‬
‫عن أفعاله نو وضع مشروط و ليس مطلقا‪.‬‬
‫ونذا يعني أن المسؤولية ال تقو إال بشرطين نما‪:‬‬
‫العقل‪ :‬ومعناه القدرة على التمييز في األفعال بين حسنها وقبيحها ونذا الشرط يستثني بالضرورة‬
‫الطفل الصغر الذي ل يبلغ سن الرشد و ل تسمح له مداركه معرفة الخير والشر‪ ,‬كما تستبعد الدواب‬
‫والبهائ ألنها فاقدة أصال لهذه الخاصية ونذا ما يجعل المسؤولية ظانرة إنسانية‪.‬‬
‫الحرية‪ :‬ونعني بذلك قدرة الفرد على القيا بالفعل وقد اتخذ المعتزلة من التكلف دليال على الحرية‬
‫اإلرادة و نذا يكشف عن ارتباط الفعل بحرية صاحبه‪ -‬ونذا الشرط يستثني الواقع تحت إكراه كالعبد‪.‬‬
‫أنواع المسؤولية‪ :‬إن القراءة المتأنية دوما للتعريف السابق تدفعنا إلى سؤال ما ني السلطة التي‬
‫يكون اإلنسان مسئوال أمامها؟‬
‫نناك مواقف يكون الفرد مسؤوال أما نفسه و ال يحاسبه القانون على ذلك كان ال يفي الفرد بوعد‬
‫قطعة على نفسه ' ونناك مواقف يكون الفرد مسؤوال ليس أما نفسه فقط‪ :‬بل أما الغير سواء من‬
‫خالل العرف أو القانون‪ .‬وتبعا لذلك فالمسؤولية نوعان‪:‬‬
‫‪-1‬مسؤولية أخالقية ‪:‬‬
‫وني التي يكون فيها الفاعل أما سلطة الضمير األخالقي‬
‫ذاتية داخلية أساسها المطلق النية‬
‫أو الباعث فقد يبدو لنا أن الشخص مجرما سفاحا ونو يشعر في قرارة نفسه بأنه ليس كذلك‬
‫الجزاء فيها شعوري نفسي‬
‫الجزاء فيها ثنائي ثواب وعقاب‬
‫‪-2‬مسؤولية اجتماعية‬
‫وني التي يكون فيها اإلنسان أما سلطة المجتمع‬
‫موضوعية خارجية‬
‫أساسها نتيجة الفعل بالدرجة األولى وخاصة في المسؤولية المدنية التي ال تنظر إال إلى الضرر‬
‫‪-‬الجزاء فيها مادي تعويض أو قصاصا أو نما معا‬
‫الجزاء فيها‪.....‬يغلب عليه طابع العقابد‬
‫رغ نذا التمايز إال آن التداخل بينهما قوي فالمسؤولية األخالقية أساس للمسؤولية االجتماعية في‬
‫نظر األخالقيين على األقل إذا ال يستطيع اإلنسان أن يتحمل نتائج أفعاله أقا اآلخرين ‪ ,‬إذا ل يكن‬
‫لديه شعورا بالمسؤولية ‪ .‬بينما ينظر االجتماعيون إلى أن المسؤولية االجتماعية ني األساس بحك‬
‫أن الشعور األخالقي (الضمير) نو نتيجة حتمية للنشأة والتربية ونو انعكاس للواقع االجتماعي‪.‬‬
‫مشكلة وظيفة الجزاء‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ضبط المشكلة‪ :‬ال يختلف اثنان على أن الجزاء نو النتيجة الطبيعية لكون اإلنسان مسؤوال ال يتحمل‬
‫تبعات فعله أو كما يقال نو ما يستحقه الفاعل من ثواب أو عقاب‪ ,‬على أن الجزاء في المسؤولية‬
‫االجتماعية يأخذ في الغالب طابع العقاب‪ ,‬بمعنى إذا ت خرق القانون و االعتداء على حقيقة الغير‬
‫وممتلكاته اعتبر الفاعل جانيا مجرما وجب عقابه جزاءا لجنايته أو جرمه‪.‬‬
‫لكن تقد العلو اإلنسانية و االنتما بالسلوك اإلجرامي و البحث في أسبابه حول األنظار إلى وظيفة‬
‫الجزاء أو العقاب و طرح السؤال التالي‪ :‬لماذا نعاقب الجاني إذا جنى و المجر إذا أجر نل نعاقبه‬
‫العتبارات أخالقية أو االعتبارات اجتماعية إصالحية ؟ بمعنى نل الغاية من العقاب ني إحقاق‬
‫وإنصاف العدالة أو الغاية من اجتماعية ني اإلصالح والعالج والمداواة وكف الجريمة ؟‬
‫التحليل ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النظرية العقلية األخالقية والمثالية والكالسيكية‬
‫داب الفالسفة المثاليون منذ القيد على النظر اإلنسان بوصفه كائنا متميزا عن غيره‬
‫من الكائنات ونو يتميز بخاصتين جونريتين تشكالن إنسانية وكينونة أولهما العقل وثانيهما الحرية‬
‫والقدرة على االختيار ولما كان كذلك فهو مسؤول بشكل مطلق يتحمل نتائج أفعاله كاملة وبموجب‬
‫نذه المقدمات يكون الجزاء ضروري في جميع األصول و الغاية منه باالساس‪ :‬ني إحقاق الحق‬
‫وإنصاف العادلة األكثر و ال اقل ويقصد بإحقاق الحق‪ ,‬أن الجاني يأخذ جزاءه بوصفه إنسانا يستحق‬
‫أن تلتحق به نتائج أفعاله وفي نذا السياق يؤكد العقالنيون منه كانط أن الجزاء حق من حقوق‬
‫الجاني ال ينبغي إسقاطه احتراما إلنسانيته أما إنصاف العدالة فتعني الحرص على المساواة أما‬
‫القانون إذ ال ينبغي النظر إلى الفاعل ومن يكون ؟ وما ني ظروفه؟ ث المساواة بين الجر و العقوبة‬
‫إذ ال ينبغي أن يكون الجزاء أكثر أو اقل من الفعل‪ ,‬وفي جميع األحوال ال محل للبواعث و األسباب‪,‬‬
‫لقد قال افالطون قديما ‪":‬أن هللا بريء و أن البشر ن المسؤولون عن اختيارن الحر ‪ ,‬والى شيء‬
‫من نذا يذنب كانط غلى أن الشرير مختار هللا بإرادة حرة"‪.‬‬
‫النقد‪ :‬من الضروري أن يلحق الفعل بفاعله‪ ,‬وان يتحمل الفرد نتائج أفعاله و لكن اإلصرار على‬
‫وصف اإلنسان بالكائن المتميز الحر و العاقل الذي ال يخضع فيه تجانل للواقع وضغوطه ونو ما‬
‫يدفع باستمرار إلى طرح السؤال نل من المنطقي والمعقول أن يختار اإلنسان بعقله وحريته الشر‬
‫مجانا؟‬
‫يعتقد الحتميون أن المجر مجر بالضرورة وطبقا لصرامة التفكير ولك بصفة عامة على ؟انه‬
‫محصلة حتمية ألسباب سابقة و يصدق ذلك بشكل أو في على جريمة فهي ظانرة طبيعية تربط‬
‫بأسباب موضوعية يكفي كشفها و ضبطها وتحدد الوسائل التي نحد بها من تأـثيرنا حتى تختص‬
‫الجريمة بشكل تلقائي وحتمي و عليه فالجزاء كجزاء ال معنى له بل ينبغي الكف وطالقا عن توظيف‬
‫مفاني مثالية نظرية ميتافيزيقية في مجال العل وإذا اقترضنا انه من الضروري أن نعاقب فال يكون‬
‫العقاب ندفا في حد ذاته بل يهدف كف الجريمة والقضاء عليها كحال المجر بالعادة في نظر‬
‫لومبروزو الذي ينبغي ا استئصاله ونفيه وعزله عن المجتمع أو حال المجر بالضرورة الذي ال آمل‬
‫و ال رجاء في عالجه أو إصالح حاله إذ ينبغي القضاء عليه قبل ارتكاب الفعل ونو نفس الشيء الذي‬
‫يسميه االجتماعية وان وإجراءات الدفاع االجتماعي والتي نذكر منها‬
‫الحيلولة بين المجر و المجتمع حتى ال يكون خطرا على المجتمع (العزل)‬
‫التحقيق لمعرفة األسباب‬
‫تحديد اإلجراءات المالئمة‬
‫وفي جميع األحوال يتجه مجهود الوضعيين إلى تامين الحياة االجتماعية وكف الجريمة ومن ثمة يظل‬
‫الهدف من الجزاء اجتماعيا فقط وال نميز‪.‬‬
‫نقد‪ :‬إن كان ال نعترض على صيغة الدراسة العلمية للسلوك وتحديد أسبابا الجريمة و ال نعترض كذلك‬
‫على تامين الحياة االجتماعية من الجريمة إال أن منطق الحتميين قادر إلى عكس النتائج المتوقعة‬
‫فالجريمة ازدادت انتشارا في المجتمعات التي استجاب تشريعها لنداءات الوضعيين الحتميين ‪.‬‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الدولة األصالة و المعاصرة نل األصالة شرط كاف الستمرار األمة؟‬


‫مقدمة‪ :‬استقراء واقع الشعوب اليو يؤكد أنها ليست على مستوى واحد من التقد والرقي الحضاري‬
‫فالبعض منها‬
‫انغلق على نفسه بدافع التمسك باألصالة والبعض اآلخر رفع شعار التفتح على اآلخر والعمل على‬
‫مالقاة الحضارات‬
‫األخرى وآمن بمنطق المعاصرة وبين نذا وذلك طرح ويطرح السؤال‪ :‬نل تتطور األمة في ظل‬
‫األصالة أ‬
‫المعاصرة؟الرأي األول‪ :‬إن الشرط األساسي والوحيد لتطور األمة نو تمسكها بتراثها وجميع مظانر‬
‫ثقافتها وعند أنصار‬
‫نذا الرأي األصالة تشكل الهوية التي تميز األمة ومن ثمة تمنحها قوة استمرار في الوجود وما‬
‫يميزنا نو اللغة مثال‬
‫والقي األخالقية واالجتماعية والدينية ونذا ما أكده فيخته بقوله‪( :‬إن الذين يتكلمون لغة واحدة‬
‫يكونون كال واحد ربطته‬

‫الطبيعية بروابط متينة وإن كانت غير مرتبة) ومن حججه أنه إذا كانت األصالة تمثل األصول‬
‫والجذور فمن ال أصالة له ال‬
‫تاريخ وال قرات له والواقع يثبت أن ال ينقصه إال في ظل التمسك بالثوابت التاريخية‪ ,‬عن األمة التي‬
‫فقدت تاريخها قد‬
‫فقدت شعورنا وأصبحت في حالة نسيان وإن ل تفقد الحياة أما إذا فقدت نفسها تكون قد فقدت الحياة‬
‫ودخلت في‬
‫عداد األموات‬
‫‪-‬النقد‪ :‬لكن االصالة وحدنا تؤدي إلى االنغالق فتتحول األمة إلى مجرد نيكل بال روح‬
‫الرأي الثاني‪ :‬عند أنصار نذا الرأي المعاصرة ني مزامنة العصر والتكيف مع مستجدا ته من علو‬
‫وتكنولوجيا وقي ‪,‬‬
‫دافع عن نذا الطرح في الفكر واألدب طه حسين وقاس أمين حيث طالب األول باستعارة األسلوب‬
‫الديكارتي في‬
‫التفكير ويظهر نذا في كتابه نقد الشعر الجانلي أما الثاني فقد رأى أن الخطوة األساسية ني تحرير‬
‫المرأة‪ ,‬مثل نذا‬
‫االتجاه المفكر المصري زكي نجيب محمود في بداية مستواه الفكري مطالبا بضرورة االعتماد على‬
‫النزعة المنطقية‬
‫الوضعية ورفض االطروحات الميتافيزيقية أما في مجال السياسة فتظهر محاولة كمال أتاتورك‬
‫واضحة في دفاعه على‬
‫منطق المعاصرة من خالل األخذ بأسلوب غربي في جميع المجاالت كما يقف دعاة اإلدماج في صف‬
‫المعاصرة‬
‫المتطرفة‬
‫‪-‬النقد‪ :‬المعاصرة وحدنا تؤدي إلى الذوبان مما يفقد األمة شخصيتها الوطنية‬
‫‪-‬التركيب‪ :‬رأى فرنسيس بيكون أن الون يظلل اإلنسان عن الفكر الصحيح ونو ما أطلق عليه اس‬
‫أونا المسرح ومنه األصالة والمعاصرة في شكلهما المتطرف بحق قمة الون والسذاجة‪ ,‬قال‬
‫الدكتور (حسن حنفي) في كتابه قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر(األصالة المتطرفة ني اعتزاز‬
‫بالماضي بدافع من التشبث به والتعصب له‪...‬إنه يرون الحاضر في مرآة الماضي) ومنه األصالة‬
‫الحقيقية ال تمنع األمة من المشاركة في اإلبداع الحضاري‪ ,‬فاألصالة الحقيقية ني إتحاد بالواقع نفسه‬
‫وإعادة تفسير للقدي كلية لخدمة نذا الواقع‪...‬كما أن المعاصرة ني األخذ بالنظرة العلمية وليس األخذ‬
‫بكل مانو حديث دون تمييز‪...‬أن منطق األصالة والمعاصرة نو فحص القدي وإخضاعه لمنهج‬
‫التحليل فهو يعل حدوده التي ال تتعدى النقد والتقوي قال‪( :‬إن لعلى عل ألن نناك شيئا اسمه التراث‬
‫ولكن قيمته عندي أنه مجموعة من وسائل تقنية يمكن أن نأخذنا عن السلف لنستخدمها اليو ونحن‬
‫آمنون بالنسبة إلى ماإستحدثناه من طرق جديدة)‪ .‬ـ الخاتمة‪:‬مجمل القول ‪....‬إن الحديث عن شروط‬
‫النهضة عند األم نو حديث في المقا األول عن إشكالية (األصالة و المعاصرة ) في نذا المقال‬
‫استطعنا التمييز أطروحتين واحدة رأت أن خصوصيات األمة تقتضي الحفاظ على نويتها و األخرى‬
‫دافعت عن ضرورة اإلنفتاح بين الحضارات ومن منطلق ان استمرار األمة في الجود و قدرتها على‬
‫اإلبداع الحضاري يجب ان يرتبط برؤية نقدية توازن فيه الذات بين األصالة والمعاصرة‬
‫نستنتج ‪ :‬األصالة و حدنا التكفي مال تقترن بالمعاصرة كما ان األصالة الحقيقية التمنع األمة من‬
‫المشاركة في اإلبداع الحضاري‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫نل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟‬


‫الطريقة الجدلية‬
‫المقدمة ‪ :‬إدا كان الفكر نو عمل العقل الدي يحدث داخل النفس‪,‬وكانت اللغة عبارة عن أصوات‬
‫ورموز خارجية يستعملها اإلنسان ليتصل بغيره‪,‬فان اإلنسان نو الكائن الوحيد الدي يملك القدرة على‬
‫ترجمة ونقل أفكاره لآلخرين‪,‬ولهدا انت الفالسفة قديما وحديثا بمشكلة العالقة بين اللغة الفكر‬
‫وتناولونا وفق مدانبه واتجاناته المختلفة فهل اللغة و الفكر مفهومان متصالن وبعبارة أخرى نل‬
‫يمكن الجز باستقاللية األلفاظ عن معانيها ؟‬
‫القضية األولى ‪ :‬عرض موقف االتجاه الثنائي‬
‫يرى أنصار نده النظرية وفي مقدمته الفرنسي برغسون إن نناك انفصال تا بين اللغة‬
‫والفكر‪.‬ويقرون بأسبقية الفكر على اللغة اآلن اإلنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه‪,‬فكثيرا ما يشعر‬
‫بسبيل من الخواطر واألفكار تتزاج في نفسه‪.‬لكنه يعجز عن التعبير عنها‪.‬فاللغة عاجزة عن ابراز‬
‫المعاني تامتولدة عن الفكرابرازا كامال ويقول*برغوس(‪-‬اعتقد إننا نملك أفكاراأكثر مما نملك أصواتا)‬
‫ومنه فان اللغة دوما تعيق تقد الفكروتدور المعاني أسرع من تطور األلفاظ ني قبور المعاني ويقول‬
‫فاليري (أجمل األفكار ني التي ال نستطيع التعبير عنها)كما إن ابتكار اإلنسان وسائل بديلة للتعبير‬
‫عن مشاعره كالرس والموسقىوغيرنما دليل قاطع على أن اللغة عاجزعن استيعاب فكر اإلنسان‬
‫لكن الفصل المطلق بين الفكر واللغة أمر غير مقبول واقعيا الن اإلنسان يشعر بأنه يفكر ويتكل في‬
‫أن واحد وعملية التفكير في الواقع ال تت خارج إطار اللغة‬
‫القضية الثانية عرض موقف االتجاه األحادي‬
‫يرى أصحاب نده النظرية انه ال يوجد فرق بين اللغة والفكر‪.‬فاللغة عند جون لوك(ني عالمات حسية‬
‫معينة تدل على األفكار الموجودة في الدنن)ومنه فإننا نفكر بلغتنا ونتكل بفكرنا‪.‬وقد اثبت علماء‬
‫النفس أن الطفل يتعل اللغة والفكر في آن واحد‪.‬ويقول *دوال كروا*إن الفكر يصنع اللغة وني‬
‫تصنعه‪.‬األلفاظ حصون المعاني‪.‬ويخلص أنصار االتجاه األحادي إلى نتيجة مفادنا انه ال يوجد فكر‬
‫بدون لغة كما ال توجد لغة بدون فكر‪.‬وان اللغة والفكر كل متكامل والعجز الدي توصف به اللغة نو‬
‫عجز إيجاد األلفاظ المناسبة للفكر ويقول أرسطو(ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية‪).‬‬
‫لكن اإلنسان يشعر بعجز اللغة عن مسايرة الفكر‪.‬فاألدباء على الرغ من امتالكه لثروة لغوية كبيرة‬
‫يعانون من مشكلة التبليغ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن اللغة والفكر شيئان متداخالن ومتكامالن فهما وجهان لعملة واحدة ومن الصعب وضع فاصل‬
‫بينهما ولهدا يقول زكي نجيب محمود إن الفكر نو التركيب اللفظي أو الرمزي ال أكثر وال أقل‪).‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫مقالة في العلو اإلنسانية و العلو المعيارية‬
‫طرح المشكلة ‪:‬إذا كانت األجسا تختلف في طبيعتها فهي تتفق في خضوعها لقوانين ثابتة ولنظا‬
‫واحد نو نظا الكون ومثالنا على ذلك فإنه مهما كانت طبيعتها جامدة أو حية ‪,‬مادية أو معنوية فإنها‬
‫خاضعة لنظا كوني واحد‪,‬كما أن أحكا اإلنسان تختلف على ناته األشياء مما يجعلها خاضعة‬
‫لألذواق والميول مما يجعل أحكامنا لها أحكا تقديرية ‪,‬ولكن الشيء الذي نجده يختلف نو الشيء‬
‫الذي يتعلق بالخصوصيات اإلنسانية التي ينفخ فيها اإلنسان من روحه ونذا ما يجعلها تختلف عن‬
‫الظوانر الفيزيائية المنتمية إلى عال األشياء ‪ ,‬مما يفرض علينا أن تكون لكل واحدة من ناته‬
‫الظوانر طريقة منهجية خاصة كما تعتبر الظوانر اإلنسانية ظوانر معقدة ونذا راجع إلى عوامل‬
‫إنتاجها متداخلة ومترامية األطراف كما تعتبر نتاج تفاعل مؤثرات نفسية و اجتماعية ضمن حدود‬
‫الزمن ونذا ما يجعل العلو اإلنسانية تتجلى في جملة العلو اإلنسانية أنمها ‪:‬عل التاريخ ‪,‬عل‬
‫االجتماع‪ ,‬وعل النفس ‪,‬ومن حل ناته التداخالت واالرتباطات بين الوقائع االجتماعية و النفسية و‬
‫بغيرنا من المؤثرات ومن أجل حل نذا التداخل نتناول ثالثة محاور أساسية‪:‬‬
‫‪1-‬كيف السبيل إلى ضبط مفهو العلو اإلنسانية‪:‬‬
‫أوال ‪:‬بين علو اإلنسان وعلو إنسانية‪:‬‬
‫)‪1‬مفهو العلو اإلنسانية ‪:‬وني تسمى العلو المعنوية وني تتخذ من أحوال الناس وسلوكاته‬
‫موضوع الدراسة وفق منهج منظ ‪,‬تدرس واقع اإلنسان كفرد لوحده ‪,‬أو فردًا من جماعة ‪,‬أي أن‬
‫العلو اإلنسانية علو تتناول فاعليات اإلنسان المختلفة وساعية إلى ضبط طبيعتها وتحديد دالالتها‬
‫ومقاصدنا المختلفة‪.‬‬
‫)‪ 2‬موضوعها‪:‬تدرس كل ما يصدر عن اإلنسان من سلوكيات من مختلف أبعاده ‪ ,‬العاقلة والنفسية‬
‫واالجتماعية واآلثار التي وراءه والتي تدل على وجوده وحضوره ‪,‬كما ترد تسميتها النتمامها‬
‫بموضوع اإلنسان و بما تثيره من تأويالت تتعلق بالقي و األخالق‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬الفرق بينها وبين العلو المعيارية‪:‬‬
‫أن العلو اإلنسانية تدرس الحالة الراننة أي ما نو كائن أما العلو المعيارية فهي تهت بما يجب أن‬
‫يكون أي بما تحمله األماني كعل النطق وعل الجمال وعل األخالق‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬نقول اإلنسانية مثلما نقول التجريبية والمعيارية‪:‬‬
‫نقول إنسانية نسبة إلى موضوعها ‪ ,‬ونقول تجريبية نسبة إلى منهجها التجريبي كما نقول معيارية‬
‫نسبة إلى المعيار الذي يقدر على مثاله السلوك أي ما يجب أن عليه السلوك‬
‫‪2-‬ومع ذلك يمكن االعتقاد بأنها علو على منوالها ‪:‬‬
‫ونقصد بذلك الصعوبات التي تعتر ضنا خاصة في تطبيق المنهج التجريبي التي تواجهنا وطريقة‬
‫تذليلها والوصول فيها إلى نتائج وناته الصعوبات نجدنا على مستوى علو التاريخ ‪,‬وعلو االجتماع‬
‫وعل النفس ‪,‬كما نبين كيف تمكن العلماء من اقتحامها كل في تخصصه‬
‫أوال‪ :‬عوائق تطبيق مقياس التجربة بالمفهو المستعمل في العلو التجريبية‪:‬‬
‫إن السبب الذي يشكل عقبات أما تطبيق مقياس التجربة المعروف في العلو التجريبية في العلو‬
‫اإلنسانية أنها ظانرة ذاتية وقصدية‪ ,‬كما توجهها جملة من القي القواعد ‪ ,‬كما أنها التثبت على حال‬
‫‪,‬كما أنها مصدر ا إلبداع والحرية ‪,‬نانيك أنها متصلة ببيئة اإلنسان وأخالقه وثقافته وعواطفه‬
‫وبمبادئه‪ ,‬وال يمكن التنبؤ بها كل نذه الخصائص تجعلها متميزة على بقية الظوانر‪ ,‬لذلك فماني نذه‬
‫العقبات على مستوى التاريخ وعل االجتماع وعل النفس‪.‬‬
‫)‪1‬عوائق الحادثة التاريخية ‪:‬يمكن ردنا إلى خمس خصائص‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنها حادثة ذات سمة فردية‪ ,‬تجري في زمن محدد ومكان اجتماعي معين‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال تتكرر‪ ,‬ألن الزمن الذي حدثت فيه ال يعود من جديد ‪,‬وبهذا تكون غير خاضعة لمبدأ الحتمية‬
‫ألن حوادث التاريخ حوادث تمضي ال تعود‪.‬‬
‫ج‪ -‬غير قابلة ألن تعاد من جديد بطرق اصطناعية وغير قابلة للتكمي ‪ ,‬ال يمكن التأكد تجريبيا من‬
‫صحة الفرض ‪ ,‬ومنه عد الوصول إلى نتائج وبتالي استحالة التنبؤ‪.‬‬
‫د‪ -‬يصعب تحديد بداياتها الواضحة وأصولها البعيدة ‪ ,‬ونتائجها وقت حدوثها‪.‬‬
‫ه‪ -‬انفالتها من الدراسة الموضوعية النزيهة ‪,‬أي أن المؤرخ يكتب التاريخ وفق ما يتماشى مع واقعه‬
‫الذي يحياه ‪ ,‬كما أن التاريخ عكس العل الذي يقرب الناس فإن التاريخ يعمل على تشتيته ألن لكل‬
‫مجتمع تاريخه وأسلوبه في تمثيل تاريخه‬
‫)‪2‬عوائق الظانرة االجتماعية ‪ :‬يمكن ردنا إلى خمس نقاط ‪,‬‬
‫أ‪ -‬ليست اجتماعية خالصة ‪ ,‬أي أنها تنطوي على خصائص بيولوجية ونفسية وتاريخية ونذا ما جعل‬
‫العلماء يختلفون في تصنيفها بين الظانرة الحيوية البيولوجية أو الظانرة النفسية أو األحداث‬
‫التاريخية ‪ ,‬ولكن بعضه يرجح ضمها إلى مجال األحداث التاريخية‪,‬‬
‫ب‪ -‬أن الظوانر االجتماعية بشرية ال تشبه األشياء ‪ ,‬ألنها بحياة اإلنسان وكل ما نو متصل ال يخضع‬
‫للبحث العلمي كما يملك الحرية واإلرادة مما ينفي خضوعه للحتمية التي تحك الظوانر المادية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنها خاصة وليست عامة وما نو خاص يكون غير قابل للدراسة من خارج بفضل التحليل‬
‫والتجربة ومن ننا ابتعاد الموضوعية في عل االجتماع‬
‫د‪ -‬ذاتية معقدة أي تدخل في تأليفه عناصر متشابكة بعيدة عن البساطة المعروفة في مجال الظوانر‬
‫المادية ‪ ,‬ونذا ما يجعلها وصفية ليست كمية‬
‫ه‪ -‬كما أنها ظوانر تصعب عن التجربة أصال للقوانين الطبيعية التي يهدف العلماء إلى وصولها والتي‬
‫تساعدن على التنبؤ بالظوانر ‪ .‬وبذلك يستحيل على الباحث االجتماعي تدوين قوانين تصور لنا ما‬
‫سيكون‬
‫)‪3‬عوائق الحادثة النفسية ‪:‬ويمكن ردنا إلى أربعة نقاط‪:‬‬
‫أ‪-‬أنها موضوع ال يعرف السكون وال يشغل مكانا محددًا كما نو الحال في الظوانر الطبيعية ‪,‬ألنه‬
‫المكان للشعور وال محل لالنتباه ‪,‬وال حج للتذكر أو الحل كما أنها حالة من الديمومة‪ ,‬ال تستقر على‬
‫حال أن تطبيق المنهج التجريبي عليها يقضي على ديمومتها ويجعلنا ندرسها كماض ال كحاضر‪.‬‬
‫ب‪ -‬شديدة التداخل واالختالط ‪,‬أي يشتبك فيها اإلدراك مع اإلحساس والذكاء مع الخيال و االنتباه مع‬
‫اإلرادة‪.‬‬
‫ج‪ -‬فريدة ال تقبل التكرار ‪,‬ونتائجها تكون لها صبغة ذاتية يعوزنا التعمي ونتائجها وصفية كيفية كما‬
‫أن اللغة تعجز عن وصف كل ما يجري في النفس ‪,‬نانيك عن السلوكات التي مردنا الالشعور‬
‫د‪ -‬داخلية ال يدركها إال صاحبها وآن الحالة التي أحيانا اليمكن أن يحيانا غيري ألن لكل إنسان له‬
‫تجاربه وذكرياته وانتماماته وميوله وتربيته الخاصة التي تميزه عن غيره‪.‬‬
‫إذا كانت نذه العوائق تقف في وجه الباحثين في مجال العلو اإلنسانية ‪,‬فكيف استطاعوا اقتحامها‬
‫وتذليلها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬تجاوز العقبات وتحقيق نتائج معتبرة ‪:‬إن نذه العوائق التي تقف أما تطبيق المنهج العملي‬
‫‪,‬اجتهد العلماء على في تذليلها في مجال الدراسات اإلنسانية ‪,‬وضع منانج تتماشي مع طبيعة‬
‫المواضيع ‪,‬واستطاعت فيها الوصول إلى نتائج علمية ومن نذه العلو ني ‪,‬عل التاريخ وعل‬
‫االجتماع وعل النفس ‪:‬‬
‫)‪1‬تجاوز العقبات في التاريخ‪:‬يعود الفضل في تذليل نذه العقبات إلى "عبد الرحمان بن خلدون"‬
‫وكذلك من عقبه بعد فترة من المؤرخين األوربيين أمثال "رينان" و"تين"و "فوتسال دي كوالبج"‬
‫بحيث دعوا إلى احترا طبيعة الحادثة التاريخية وخصائصها ‪,‬وعلى نذا األساس ت التوصل إلى‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫إذا كانت الحادثة التاريخية فردية وال تتكرر ‪,‬و تحررنا من مبدأ الحتمية و عد قابليتها للتجريب‬
‫‪,‬لذلك وجب تطويع مفهو التجربة بحيث تنسج مع طبيعتها ‪ ,‬ومن حيث ضرورة تحديد بدايتها فإن‬
‫المؤرخ يلجأ على االفتراض في تحديد المنطلق ويختار أقربها إلى الموضوعية مع مراعاة التسلسل‬
‫السببي بين حلقات التاريخ ‪,‬ومن التجربة فإنه يعوضها بالمقارنة التاريخية التي تقع تحت الدراسة‪:‬‬
‫أ‪-‬على أساس نذه الخاصة ‪,‬وجب تناول الحادثة من خالل اآلثار والوثائق وني على نوعين‪:‬‬
‫‪ -‬المصادر غير اإلرادية التي بقيت من غير قصد والبنية مثل األبنية ‪,‬النقود األسلحة واألوسمة‬
‫والتراث الفكري واألدبي ‪.‬‬
‫‪-‬المصادر اإلرادية وني التي بقيت قصدًا لتكون شاندة عليه كالرواية وكتب التاريخ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحقق من صدق المصادر وإبعادنا عن الذاتية قبل إعادة بناء الحادثة التاريخية وذلك بواسطة‬
‫النقد الذي يت على مستويين‪:‬‬
‫*النقد الخارجي ‪:‬ونو الفحص الخارجي للمصدر من أجل معرفة نل نذه الوثيقة تعود إلى ذلك‬
‫الزمن أ ال ؟ ونل وصلت لنا دون تشويه أو تزوير ؟ وإذا كانت وثيقة يتفحص نوع الورق أو الحبر‬
‫أو شكل الخط‪ ,‬وإذا كان سالح أو نقود أو أوسمة يتفحص نوع المعدن طبيعة المواد الكيمائية من أجل‬
‫التأكد من اآلثار‪.‬‬
‫*النقد الباطني ‪:‬ونو فحص الداخلي للمصدر ‪,‬من أجل معرفة نل ما ورد في نذه الوثيقة يتماشى‬
‫مع عقلية الذي تنسب إليه ونل نو متفق مع ما روي في مراجع أخري وكذلك معرفة نفسية الكاتب‬
‫وموفقه اتجاه نذه الحادة مما دفعه إلى التمحيص و المبالغة أو إلى التشويه في األحداث والقراءة‬
‫الدقيقة حتى يتمكن من الوقوف على أخطاء الغير المقصودة والعفوية‬
‫خ‪ -‬إعادة بناء الحادثة بالتأليف بين أجزائها ويرتبها حسب تسلسلها الزمني ‪,‬وإرجاعها مع الحوادث‬
‫العامة بعد انتقائها وفق أنميتها ونوعها‬
‫)‪ 2‬تجاوز العقبات في عل االجتماع‪ :‬بدأ اقتحا العقبات في تحديد "إيميل دوركاي "لخصائص‬
‫الظانرة االجتماعية أنمها خمس ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنها توجد خارج شعور األفراد أي خاضعة للعادات والتقاليد والمعتقدات التي ني موجودة قبل أن‬
‫يولد اإلنسان وتوجه سلوكا ته‬
‫ب‪ -‬كما تعتبر قوانين المجتمع القوة اآلمرة القانرة ما يجعل الظانرة االجتماعية تمتاز باإللزا‬
‫واإلكراه لذلك تصبح تفرض نفسها على الفرد‬
‫ج‪ -‬كما أنها صفة جماعية تتمثل في ما يسميه "دوركاي " الضمير الجمعي ‪,‬أي أنها ال تنسب إلى فرد‬
‫وال إلى بضعة أفراد أنما ني من صنع المجتمع وني عامة يشترك فيها جميع أفراد المجتمع وتظهر‬
‫في شكل واحد وتتكرر إلى قترة طويلة من الزمن رغ أن الفضل في نشوئها يعود على األفراد‬
‫د‪ -‬كما أنها ف ي ترابط يؤثر بعضها في بعض ويفسر بعضها البعض اآلخر مثل اآلسرة ني مرآة‬
‫المجتمع ربينهما تأثير متبادل‬
‫ه‪ -‬كما تمتاز بأنها حادثة تاريخية أي أنها تعبر عن لحظة من لحظات تاريخ االجتماع البشرى ‪ .‬أن‬
‫نذا التحديد للظانرة االجتماعية صحح بعض التعارف الفاسدة مما أدى للدراسات االجتماعية بالتقد‬
‫إلى مجال العل والموضوعية بعدما كانت عبارة عن تصورات ‪,‬ونذا ما أوصل "وركاي " إلى اعتبار‬
‫نطاق الظوانر االجتماعية أوسع مما يعتقد حيث يقول ‪{{:‬مامن حادثة إنسانية إال ويمكن أن نطلق‬
‫عليها اس ظانرة اجتماعية }}كما أعتبر "دوركاي " أن الظانرة االجتماعية مثلها مثل بقية الظوانر‬
‫القابلة للدراسة وفق النهج التجريبي من أجل صياغة القانون وفي نذا قال يجب أن نعالج الظوانر‬
‫على أنها أشياء ) أي بنفس المنهج الذي يدرس به عال الفيزياء الحادثة الطبيعية‬
‫)‪3‬تجاوز عقبات عل النفس‪:‬‬
‫أ‪-‬اعتبر علماء النفس أن الموضوعية ليست حكرا على باقي العلو التجريبية ‪,‬كما اعتبروا أنها قادرة‬
‫على استيعاب المواقف العلمية الجديدة ‪,‬بحيثوا تنوعت لديه منانج وطرق العمل مما أدى إلى‬
‫ازدنار العلو السيكولوجية خاصة الفزيولوجية ‪,‬وأول من خاض المبادرة منه السلوكيين وني‬
‫المبادرة التي استوحانا "واطسن" رائد السلوكية من تجربة "بافلوف"الفزيولوجي الروسي‪,‬وني‬
‫تلك التجربة التي آجرانا على الكلب والتي سمانا (فزيولوجيا الدماغ ) ولكن ناته التجربة تبلورت‬
‫عند السيكولوجيين خاصة علماء الفيزيولوجيا‪,‬بحيث ساعد المنعكس الشرطي على فه عمليات‬
‫التعل من عادة وتذكر وإدراك كما فتحت آفاقا جديدة في دائرة الدراسات النفسية ‪,‬وبهذا الشكل أصبح‬
‫ينظر إلى عل النفس كما على أنه مثله مثل باقي العلو األخرى حيث يقول "واطسن" (إن عل‬
‫النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلو الطبيعية ‪,‬ندفه النظري‬
‫التنبؤ عن السلوك وضبطه ‪...‬ويبدوا أن الوقت قد حان ليتخلص عل النفس من كل إشارة إلى‬
‫الشعور‪)).‬‬
‫ب‪ -‬كما اعتبر علماء النفس أنه البد من التحرر من الخصوصيات التي تحول دون فه الحوادث‬
‫النفسية كما اعتبر السلوكيين أن الشعور ظانرة إظافية ال طائل منها‪,‬واعتبروا أن الوظائف الذننية‬
‫والنفسية مثلها مثل بقية الظوانر يمكن دراستها باالعتماد على المالحظة والفرض والتجريب‬
‫واستطاعوا تدوين قوانين ومن نذه القوانين ‪,‬قانون "فيخنر"القائل (أن اإلحساس = لو‬
‫مؤثر))وقانون "بيرون" القائل أن ( النسيان يزداد بصورة متناسبة مع قوة لوغاريت الزمن‪,‬أي ن=‬
‫ق لوز حيث مقلوب الزمن أكبر من الصفر ‪)).‬‬
‫‪3-‬نل عد بلوغ نتائجها الدقة يحول دون استثمار نذه العلو في فه الواقع البشري والتحك فيه‬
‫وتحويله حسب تطلعاته؟‬
‫أوال‪ :‬ليست نتائجها دقيقة وال صحيحة‪:‬‬
‫)‪1‬نقد نتائج عل التاريخ‪ :‬أن مسألة تحري الموضوعية في عل التاريخ أمر صعب ألنه من غير‬
‫الممكن التجرد من العواطف كما أن الذاتية تبرز واضحة في إعادة بناء التاريخ والتعبير عن‬
‫شخصياته يجعل المؤرخ يعيش معه ونذا النوع من التعاطف ‪,‬وبهذا يؤثر على نقل التاريخ كما‬
‫ينساق المؤرخ إلى المجاملة وكل نذا يجعلنا نبتعد عن الموضوعية بالمفهو التقليدي‪.‬‬
‫)‪ 2‬نقد نتائج عل االجتماع‪:‬وخاصة ما يؤخذ على "دوركاي " بحيث البد من التميز بين الظوانر‬
‫الفيزيائية والظوانر االجتماعية وبين ظوانر جامدة خالية من اإلحساس وأخرى تنطوي على حاالت‬
‫شعورية كما يسميها "جون مونرو" "حاالت معيشة " كما أنه اليمكن الفصل بين الظوانر‬
‫االجتماعية والتاريخ والماضي ولهذا قيل عن الظوانر االجتماعية بأنها ( تتألف من األموات أكثر مما‬
‫تتألف من األحياء‪)) .‬‬
‫)‪ 3‬نقد نتائج عل النفس ‪ :‬إن النتائج والقوانين التي وصال إليها ل يرضوا علماء النفس ‪,‬ألنها‬
‫مجرد تعميمات وليست دساتير ثابتة ‪,‬كما أنه ل يرضوا أن تكون الحالة النفسية ليست سلوك مرتبط‬
‫بمنبه مثلما الحظنا ذلك عند الفزيولوجية والسلوكية أي عند "بافلوف و واطسن "على التوالي بل‬
‫الحادثة النفسية شعور قبل أن تكون سلوك ‪,‬و نذه الحقيقة كانت معروفة منذ القد وتجلت في المنهج‬
‫اإلستبطاني والتي كانت تسعى إلى تحليل الشعور لذاته ‪,‬وخاصة مع" ريبو" حيث يرى (أن الطريقة‬
‫الباطنية ني الطريقة األساسية في عل النفس ويدونها اليمكن البدء بأية مالحظة )) ولكن باعتبار أن‬
‫الحاالت النفسية ال تنقطع بل ني في ديمومة يجعل المنهج االستبطاني ال يصلح لدراسة الحاالت‬
‫النفسية لدلك لجأوا إلى التحليل في شكله اإلسترجاعي كما أن نذا األسلوب العل ل يطمئن إلى نتائجه‬
‫‪,‬ألن عملية االسترجاع ليست صادقة في استرجاع الماضي إنما ني إعادة تنظي الماضي بشكل جديد‬
‫كما أنها طريقة مجدية مع كل األشخاص ‪,‬إال مع من يريد اإلفصاح عن نفسه‬
‫ثانيا ‪:‬ومع ذالك فلقد تقد فهمنا لكثير من الظوانر اإلنسانية‪:‬‬
‫‪ 1-‬تقد فهمنا في التاريخ ‪ :‬أن االنشغال بكتابة التاريخ جمع بين مستويين‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى أفقي ونو يتعلق بالتفتح على كل العلو وخاصة العلو اإلنسانية ‪,‬وخاصة المنهج العلمي‬
‫الذي يعتمده العلماء في دراسة الظوانر الطبيعية وما يحتمه الباحث من تحديد موضوع الدراسة‬
‫ونهج الدراسة وبفرضه من تحديد طرائق ووسائل تتماشي مع طبيعة الموضوع ‪,‬ونذا ما فتح المجال‬
‫أما المؤرخ ليكون له دراية في الميدان الذي يعمل فيه ألنه حتى يتأكد من صحة وثيقة ما يجب أن‬
‫يستعين بمجموعة العلو الموصلة ويتماشى مع التطورات واإلبداعات العلمية الجديدة منها ‪:‬فقه‬
‫اللغة وعل قراءة النصوص القديمة ‪ ,‬عل اآلثار ‪,‬عل النقوش ‪,‬والجيولوجيا وعل النبات ‪ .....‬بحيث‬
‫اكتسب المؤرخ تقنيات من نذه العلو تساعده على توسيع مجاالت الدراسة ‪,‬وليعبر عن حقيقة عل‬
‫التاريخ كونه ملتقي أبعاد إنسانية متفاعلة ومتداخلة‪.‬‬
‫‪-‬أما المستوى العمودي فهو طموح المؤرخ في جمع أجزاء األحداث في صورة مركبة واحدة وكذلك‬
‫طموحه إلى بلوغ المنطق العا الذي يحرك ناته األحداث ونذه المهمة تجمع بين التاريخ وفلسفة‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫‪ 2-‬تقد فهمنا في عل االجتماع ‪:‬أن الدراسات التي قا بها علماء االجتماع وسعيه إلى تطبيق‬
‫المنهج العلمي ‪ ,‬حمله إلى التخصص في ميدان البحث بحيث ظهرت تصنيفات للتخصصات‬
‫االجتماعية تنتظمن أربعة فروع رئيسية مستقلة استقالال نس ًيا‪:‬‬
‫أ‪ -‬عل االجتماع العا ‪:‬ويهت بدراسة وطبيعة وأشكال المقومات لالجتماع اإلنساني ‪,‬كما يهت بمنانج‬
‫البحث وطاقاتها خ اصة المنهج الجديد لقياس الظانرة االجتماعية "السوسيومتري" كما يأخذ شكل‬
‫فلسفة للعلو االجتماعية بحيث يضع أس الدراسة وطرائق البحث وجمع النتائج المتوصل في بقية‬
‫الفروع األخرى ونذا يعبر عن التداخل واتصال أجزاء الحياة االجتماعية‪,‬‬
‫ب‪ -‬عل أصول المدنيات وتطورنا ‪:‬وينطوي تحتها الدراسات التالية ‪:‬عل اإلنسان وعل األجناس أي‬
‫األنثروبولوجيا واألنتوغرافيا ‪,‬وعل االجتماع الثقافي والديناميكا االجتماعي‬
‫ج‪ -‬المورفولوجيا والديمغرافيا‪:‬وتشتمل نذا الفرع على المورفولوجيا وتهت بدراسة بنية المجتمع في‬
‫تركيبته وطبقاته ونمو مدنه ووظائفها ‪,‬والديمغرافيا أو الدراسات السكانية‪.‬‬
‫د‪ -‬الفزيولوجيا االجتماعية أو عل وظائف االجتماع ‪:‬وني تنظي عدة علو مختلفة تتعلق باألسرة‬
‫وباالقتصاد وبالسياسة وبالقانون والنفس واألخالق والجمال واللغة والتربية والدين والريف‬
‫والصناعة والحرب ‪.‬‬
‫‪3-‬تقد فهمنا في عل النفس ‪:‬إن اتساع مجال البحث في عل النفس افرز عدة مدارس وفروع‬
‫تخصصية وكان الدافع في ذلك أعمال المدرسة السلوكية التي دفعته إلى مواصلة البحث لزيادة فه‬
‫الحادثة النفسية فظهرت مدارس مختلفة أشهرنا المدرسة الشكلية "ورتيمر كوفكا وكونلر " بحيث‬
‫استفادت من أخطاء المدرسة السلوكية عندما اعتبرت أن الحوادث النفسية عبارة عن ردود أفعال أو‬
‫منعكسات شرطية حيث أنها أخذت الكائن الحيواني أو البشري كجس آلي يستجيب لمؤثرات المحيط‬
‫دون اإللتفات إلى معرفة نذا المحيط كما يراه نذا الكائن ويتظح ذلك في قول "بيار جاني" إن‬
‫الظوانر النفسية لي ست عقلية وال جسمية إنها تحدث في اإلنسان بأكمله إذن ليست سلوك ونذا‬
‫اإلنسان مأخوذ في مجموعة )‪ .‬والثانية مدرسة التحليل النفسي حيث صرحت أن الحياة النفسية‬
‫ليست كلها شعورية ووجهت عنايتها إلى وجود الالشعور وانعكاساته على حياة اإلنسان بإتحاد‬
‫الالشعور كعامل جونري ف ي فه الوقائع النفسية ألنه في الحقيقة يرتبط بمؤثرات ثقافية معينة‬
‫‪,‬والثالثة المدرسة التلفيقية مع "كورت لوين" الذي أشتهر بنظريته المجالية و"نورسل "الفيلسوف‬
‫الظوانري ‪,‬بادرت بالنظرة الشمولية واعتبرت الحادثة النفسية كالً متكامال غير قابل للتميز بين‬
‫مؤثراته الباطنية والعوامل الخارجية وفي نذه التكاملية الجمع بين ما نو شعوري وما نو خارجي‬
‫وما نو ذاتي وما نو موضوعي ‪,‬يلح" كورت لوين" تلميذ "كونلر" في نظريته المجالية على مجال‬
‫البيئة ويقصد بذلك "المجال الحيوي المحتوى على الشخص وبيئته السيكولوجية "ناته النظرة الكلية‬
‫ساعدت أنصار المدرسة أو النظرة السيكولوجية إلى تحقيق نتائج ترقي إلى مستوى الموضوعية‬
‫‪,‬مما زاد نشاطه واتساع مجاالت انشغاالته نو ظهور عدة فروع في عل النفس نذكر منها عل‬
‫النفس الحيوان ‪,‬والطفل ‪,‬و المرانق ‪,‬المرضي ‪,‬الصناعي و الرجل البدائي ‪.....‬كما أن نناك فروع‬
‫أخرى مثل عل النفس لدي المجتمعات الرأسمالية ولدي البوذية ‪....‬مما أثري وسائل العمل تبعا لكل‬
‫تخصص‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مما فتح المجال واسعا للتحك فيها وتحويلها حسب تطلعاتنا‪:‬‬
‫‪1-‬الفائدة من عل التاريخ‪:‬أن لعل التاريخ وجهين وجه إيجابي وآخر سلبي فالوجه االيجابي نو أننا‬
‫نأخذ العبر ونستوحي الحك ْ التي خبرة وحنكة الناس الذين سبقونا كما نتطلع على حياته المدنية‬
‫وأخالقه وسياسته وديانته وأساليبه في اإلنتاج والتجارة ‪,‬أما الوجه السلبي نو اإلطالع تلك‬
‫الكوارث ومآس التي تسبب فيها اإلنسان بحك الضغائن واألحقاد واألطماع وما ترتب عن ذلك من‬
‫حروب طاحنة ‪,‬ولكن رغ ذلك يبقي التاريخ مصدر العبر والدروس كما يسان في منح الهوية‬
‫ومعرفة مناقب األجداد وتاريخه كمرجعية ينهل منها مقوماته ‪,‬كما أن معرفة التاريخ تزيد الشعوب‬
‫المضطهدة قوة لمواجهة الغزو والهيمنة كما أنه يسه في تحرر اإلنسان بقدر ما يعي فيه وقائع‬
‫الماضي دقائقها وكليتها ‪,‬وفي نذا الشأن يقول "غوته" ‪{{:‬أن التاريخ أبعد من يرنق اإلنسان بأثقال‬
‫زائدة ‪,‬ونو على عكس من ذلك أداة تتيح لإلنسان فه الماضي وتحضير المستقبل‪}}.‬‬
‫‪ 2-‬الفائدة في علن االجتماع ‪:‬تسه الدراسة االجتماعية في تهذيب الناس ورقيه وتكوينه‬
‫وضرورة اإلطالع على ثقافات الغير ‪,‬وتصحيح األحكا التعسفية الداعية إلى التقليد األعمى كما يسه‬
‫في فه حدود الثقافة بالنظر إلى مبادئها الفلسفية ‪,‬والنظر إليها على أنها ثقافات متنوعة وبالنظر إلى‬
‫تظانراتها الميدانية وممارساتها اليومية كما يدعوا إلى احترا اإلرث الثقافي واعتزاز كل واحد منا‬
‫بخصوصياته الثقافية‪.‬‬
‫‪3-‬الفائدة في عل النفس ‪:‬استطاع علماء النفس أن يحرروا الدراسات النفسية من االعتبارات‬
‫الخرافية والفلسفية ‪,‬واعتبار عل النفس عل قائ بذاته له منهجه وموضوعه ونتائجه ‪,‬كما تمكن‬
‫اإلنسان من خالله معرفة نفسه ومعرفة ما يجري بداخله من أحساسات وميول ومقاصد فيتحك فيها‬
‫ويوجهها بوعيه كما يستطيع فه الغير ‪,‬كما استطاع كشف العالقات الضرورية الموجودة بين‬
‫الظوانر النفسية قصد خدمة اإلنسان ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬حل المشكلة‬
‫برننت الدراسات اإلنسانية على قدرتها في استثمار اإلنسان ومكنته من معرفة نفسه وتعزيز نويته‬
‫والرضا بتعايشه مع الغير ‪,‬وكل نذا مما يجعلها ترقى إلى أن تأخذ صفة العل بمفهو الذي ينطبق مع‬
‫خصوصيات ميدانها ‪,‬كما أنها مرشحة لالزدنار وتطور خاصة إذا كان وراءنا إيرادات ونية طيبة‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الحقيقة العلمية و الحقيقة الفلسفية‬
‫الحقيقة تعريفها أصنافها و مقاييسها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريفها ‪:‬ليس من السهل تعريف الحقيقة و ذلك الختال معنانا من تصور فلسفي إلى تصور‬
‫فلسفي آخر‪,‬و من مجال إلى مجال‪,‬و من ثقافة إلى ثقافة أخرى ‪,‬و نذا يؤدي إلى تنوع المعارف‬
‫وتعددنا نقتصر فيها على ما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬عند اللغويين‪:‬تطلق على المانية أو الذات ‪,‬نحققه الشيء مانية أي ما به الشيء نو نو‪,‬‬
‫‪2‬الواقعيين ‪:‬مطابقة التصور (الحك ) للواقع ‪,‬كما نقول بأن الحقيقة مطابقة التصور لعال األشياء‪.‬‬
‫)‪3‬عند المناطقة والرياضيين ‪:‬نو األمر الممكن في العقل الذي ال يتخلله تناقض‪,‬و بتعبير آخر ني‬
‫مطابقة النتائج للمنطلقات كما يمكن أن تكون المنطلقات ذاتها التي تجبر العقل على االلتزا بها‬
‫قال"اليبنتز"‪ {{:‬متى كانت الحقيقة مسرورة ‪,‬أمكنك أن تعرف أسبابها بإرجاعها إلى معان وحقائق‬
‫أبسط منها حتى تصل إلى الحقائق األولى‪}}.‬و الحقائق األولى ني األوليات و المبادىء العقلية‪.‬‬
‫)‪4‬في إصطالح الفالسفة‪:‬ني الكائن الموصوف بالثبات والمطلقية(كاهلل و الخير)مع قطع النظر عمن‬
‫سواه‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أصنافها‪ :‬تقس الحقيقة إلى ثالثة أصناف‪.‬‬
‫الحقيقة المطلقة‪:‬ني أقصى ما يطمح إليه الفيلسوف أو الحكي ‪,‬و ابعد ما يستطيع بلوغه عن طريق‬
‫العقل أو الحدس ‪.‬فعند أفال طون يعتبران الحقيقة تتمثل في عال المثل الذي يمثل عال الخلود و عال‬
‫الحق ‪.‬و الفضيلة األخالقية تستوجب التخلص من عال الفناء بحثا عن الحقيقة المطلقة في العال‬
‫الفوقي‪.‬‬
‫أما عند أرسطو فالحقيقة المطلقة تتمثل في "المحرك"الذي ال يتحرك ‪,‬الذي يمثل "هللا‪".‬‬
‫)‪2‬حقائق نسبية ننا تقتصر على الحقائق العلمية ‪,‬ألن نذه األخيرة تعبر عن عالقات ثابتة بين‬
‫الظوانر تصاغ صياغات قانونية ‪,‬و نذه األخيرة قابلة للرفض و التغير مما يطغي عليها طابع‬
‫النسبية‪.‬‬
‫و النسبي لغة "نو المتعلق بغيره‪ ,‬أي أن النسبي ما يتوقف وجوده على غيره‪,‬ومما جعل الحقائق‬
‫العلمية نو كون االستقراء للموضوعيات العلمية مزال مفتوحا ‪,‬ثبت أن العلماء يسعون وراء الحقيقة‬
‫النسبية ‪,‬و لهذا قال "كلود برنا رد" يجب أن نكون مقتنعين بأننا ال نمتلك العالقات الضرورية‬
‫الموجودة بين األشياء إال بوجود تقريبي كثيرا أو قليال ‪ ,‬وأن النظريات التي نمتلكها ني أبعد من أن‬
‫تمثل حقائق ثابتة )‪ )0 .‬حقائق ذوقية ‪ :‬وني الشعور الذي يستولى على المتصوف عند بلوغه‬
‫الحقيقة الربانية المطلقة ‪,‬فهو يستقي علمه من هللا رأسا ويت ذلك عن طريق الفناء ‪.‬أو عن طريق‬
‫التقاء وجود الخالق‪,‬و يت بواسطة الكشف أو"الذوق" كما يعرف بالحدس ‪,‬من أجل بلوغ السعادة‬
‫القسوة‪.‬‬
‫‪4‬الحقائق بين المطلق والنسبي ‪:‬وني حقائق فلسفية ‪,‬إلى أنها تنهل مصداقيتها من الواقع‬
‫االجتماعي‪.‬و النفسي و ألتأملي‬
‫ثالثا مقياسها‪ ":‬نقدت مقاييس الحقيقة على حسب مجاالتها وفلسفة أصحابها ‪,‬فكان تارة مطابقة‬
‫العقل للتجربة ‪,‬وكما اعتبروا الوضوح والبدانة ‪ ,‬و نناك من أعتبرنا نو الكائن المطلق ‪,‬لذلك فإن‬
‫مقياس الحقيقة لدى البراغماتيين نو النفع ولدى الوجوديون نو الذات البشرية‪ ,‬والوضوح لدى‬
‫العقالنيين‪.‬‬
‫أ)مقياس الوضوح الحقيقة المخلقة) ذنب بعض الفالسفة أمثال 'ديكارت‪.‬سبينوزا' إلي أن الحك‬
‫الصادق يعمل في حياته معيار صدقه ‪,‬و الوضوح ‪.‬فاعتبر'ديكارت' أن البدانة ني معيارالمطلقية‬
‫والتي ال يكتنفها الشك ‪.‬وأنتهي إلى قضيته المشهورة ‪":‬أنا أفكر إذن‪,‬أنا موجود‪".‬كما أعتبر أن‬
‫تصورا بال ًغا الوضوح و التميز ني الصحيحة حيث يقول ‪":‬إني أشك‪,‬ولكن ال‬ ‫ً‬ ‫األشياء التي نتصورنا‬
‫أستطيع الشك فيه نو أنني أشك وأن الشك التفكير "‪,‬وفي نذا المعني يضيف"سبينوزا"أنه ليس‬
‫نناك معيار للحقيقة خارج الحقيقة ‪,‬بحيث اليمكن أن يكون نناك شيء أكثر وضوح ويقينا من الفكرة‬
‫الصادقة ‪,‬يصلح أن يكون معيار الفكرة الصادق‪.‬‬
‫ب)‪ -‬مقياس النفع ‪:‬ذنب بعض البرغماتين أمثال ‪":‬بيرس ‪,‬جيمس‪,‬ديوي" بحيث أعتبروا أن الحك‬
‫يكون صادقا إال إذا أدى إلي منفعة عملية ‪,‬لذلك فالمنفعة ني المقياس الوحيد للصدق ‪,‬بحيث يقول‬
‫"بيرس"‪":‬أن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج‪,‬أي أن الفكرة خطة للعمل أو مشروع له وليست‬
‫حقيقة في حد ذاتها"‪,‬كما اعتبروا أنه لمعرفة الحقيقة من غير الحقيقة يجب مالحظة النتائج ‪,‬ألنه ما‬
‫يؤدى إلى النجاح فهو حقيقي‪.‬‬
‫ج)‪-‬مقياس الوجود لذاته‪ :‬ترى الوجودية مع "ساتر" أن مجال الحقيقة نو اإلنسان المشخص في‬
‫وجوده الحسي‪,‬و حقيقة اإلنسان ني في إنجاز مانيته ‪,‬وتحديد مصيره ‪,‬و الحقيقة ني ممارسة‬
‫التجربة‪ ,‬التي تجمع بين الحياة و الموت وما ينتج عنها من قلق ‪ ,‬وآل ‪.‬‬
‫تعقيب‪ :‬إن إرجاع الحقيقة للوضوح يجعلها تلجأ إلي معيار ذاتي ‪,‬ألنها تصبح خاضعة في وضوحها‬
‫إلي تربية اإلنسان وميوله وإتجاناته الفكرية‪,‬‬
‫‪-‬أما إذا أرجعنانا إلى مقياس النفع فإنه يؤدي إلى عد وضوح الحقيقة بل إلى تضاربها و تناقضها‬
‫‪,‬و تسخر الحقيقة لمصالح الفرد‪.‬‬
‫‪-‬كما أن الحقيقة أوسع مما ذنب إليه الوجوديون ألنه يجب مراعاة البعد االجتماعي لإلنسان بوصفه‬
‫كائن إجتماعي ‪,‬يعيش مع ذوات أخرى يجب مراعاتها‪.‬‬
‫‪2) :‬إذا كانت النسبية تالحق الحقيقة المطلقة فهل الحقيقة المطلقة "نسبية " ني األخرى؟ ‪:‬‬
‫ماني الحقيقة المطلقة بالنظر إلي ذاتها ؟ونل طبيعتها تتغير إذا قبلنانا بحقائق نسبية ؟ ونل تحافظ‬
‫على خصوصياتها األصلية إذا ما توصل إدراكنا إلى حملها ؟‬
‫أوال ‪:‬خصائص الحقيقة المطلقة ‪:‬المطلق لغة ’نو المعتري عن كل قيد‪,‬ونو ‪,‬التا والكامل كذا ما يراد‬
‫ف القبلي ‪,‬ويقابل النسبي‪,‬‬
‫أما إصطالحا ‪:‬عل ما بعد الطبيعة ‪,‬ونو إس للشيء الذي ال يتوقف تصوره ووجوده على شيء آخر‬
‫ألنه علة وجود نفسه ‪,‬ومن أن خصائصه ‪:‬أي من أن خصائص التي تمتاز بها الحقيقة المطلقة ني‬
‫أنها‪:‬‬
‫مجردة من كل قيد وعالئق ‪,‬أنها مستقلة ال تحتاج إلى علل من أجل وجودنا وال إلي أي حدود زمانية‬
‫ومكانية ‪,‬كما أنها ال ترتبط بأحكا اإلنسان وتصوراته ‪,‬وموقعها الحقيقي ما وراء عال الشهادة ‪,‬كما‬
‫أنها تعتبر المبدأ والغاية في آن واحد ‪,‬كما تعتبر الخير األسمى الذي يتوق إليه الحكماء وأنل الفضول‬
‫والذوق‪,‬كما أنها الموجود بما نو موجود ‪,‬أي أنها الحقيقة المطلقة التي تقو مستقلة عن الذات‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬النسبية ومالحقتها للمطلق‪:‬إذا كان المطلق يشير إلي الموجود في ذاته‪,‬ولذاته ‪ ,‬وبذاته ‪,‬فإن‬
‫النسبي يشير إلي ما يتوقف وجوده علي غيره ‪ ,‬إال أن التحديد المبدأى للمطلق يت بالتجريد ‪,‬ألن‬
‫إدراكه من طرف اإلنسان نو إدراك من طرف كائن مقيد بحدود زمانية مكانية ومفاني ثقافية‬
‫‪,‬والمعرفة اإلنسانية بين الذات العارفة والموضوع المعروف كما أن محاولة العقل اإلنساني إلدراك‬
‫المطلق يجعلنا نضع احتمالين إما أن تكون الحقيقة مطلقة وال أمل في إدراكها من طرف المدرك ‪,‬وإما‬
‫أن يدركها المدرك فتنتقل من المطلقية إلي النسبية ‪ .‬كما أن الحقيقة التي يتكل عنها الفالسفة تندرج‬
‫تحت أنساق فلسفية معينة ‪ ,‬ونذا ما يجعلها حقائق تتماشي مع مذنبه وما تقتضيه الضرورة‬
‫المنطقية مما يجعلها تتغير من نسق فلسفي إلى نسق آخر‪,‬ومنها فالحقيقة ال يدركها عقل وال عل وال‬
‫حدس والذ وق ألنها أمور ذاتية ‪,‬ونسبية و النسبي ال يمكنه أن يدرك المطلق‪.‬‬
‫‪3)-‬في نذه الحالة ‪,‬أال تلتبس الحقيقة مع الواقع ؟ وأي واقع نذا؟ ‪:‬‬
‫ما نو الواقع وما مجالته المتنوعة ؟ ونل يقابل الحقيقة أ يلتبس بها ؟ وما دور اإلنسان في تحديد‬
‫طبيعة كل واحد من الطرفين ؟‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الواقع القصد منه إبراز التنوع في الطبيعة والمجال‪:‬تتنوع كلمة الواقع علي حسب‬
‫التأويالت التي نأخذنا إما في المعني العا أو في المعني الفلسفي ‪ :‬في المعني العا ‪:-‬يقرن بوجود‬
‫اإلنسان فنقول أن نذا الشيء واقعي ألنه موجود‪.‬‬
‫‪- :‬وقد يقرن الو اقع بنا ال يختلف في حقيقته إثنان ‪,‬ونو ما يمكن أن يثبت وجوده حسيا أو تجريبيا ‪.‬‬
‫في المعني الفلسفي ‪:‬ونو العال الخارجي كما يتقد لعقولنا وحواسنا ‪,‬ويتصف إدراكنا له بأنه حقيقي‬
‫إذا ما ت فعال‪.‬‬
‫ويستنتج من نذا ‪,‬أن الواقع نو مصدر تقدير أحكامنا ‪,‬أي أن تكون الصور المدركة تعكس تماما ما‬
‫في الواقع‬
‫أن الواقع نو وجود األشياء العيني وجودا مستقال عن الذات العارفة أي ال دخل للذات في تصوره‬
‫‪,‬ويمتاز بخصائص وموصفات منها‪:‬‬
‫‪-‬أنه مجال مستقل عن الذات المدركة ويمكنها من بلوغ الموضوعية‬
‫‪-‬أنه يعتبر المصدر األول واألخير إلختيبار الفروض وتبرير أحكامنا العقلية‬
‫‪-‬أنه المنبه والدافع إلى إكتشاف الحقيقة ‪,‬وني انطباق الفكر مع العال الحسي والتجريبي‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬إرتباط الحقيقة بالواقع ‪:‬ويظهر نذا اإلرتباط على شكلين‪:‬‬
‫)‪1‬التقابل ‪:‬إن فكرة الحقيقة مرتبطة بالواقع بفكرة الواقع وذلك يظهر من خالل اتجانين ‪ -:‬اإلتجاه‬
‫التجريبي الذي يجعل الحقيقة عاكسة للواقع‬
‫‪-‬اإلتجاه المثالي الذي يجعل مقرنا الواقع المثالي الثابت‬
‫)‪2‬اإللتباس‪:‬ولذلك وجب التميز بين الواقع في ذاته والواقع في ذواتنا ‪,‬و الواقع في ذواتنا يظهر‬
‫في حالتين ‪-:‬حالة تعبر عن الواقع الموضوعي كما نراه أو كما ندركه ‪ - ,‬وحالة تعبر عن" الواقع‬
‫"‪,‬الحقيقة الذي نعيشه داخليا ‪ ,‬أي أن اإللتباس يحدث بين ما نو موجود في ذاتنا وما نو موجود في‬
‫العال المثالي ‪ :‬ومن ننا‪,‬‬
‫سا تما ًما بحيث أن إنطباق‬ ‫♪حسب الحسيان تصبح الحقيقة تعكس الواقع الموضوعي ( الحسي ) عك ً‬
‫الواقع غير الواقع ‪,‬أي بم ثابة الصورة الجامدة التي تستقر فيها األشكال و الثاني يستمر في حركاته‬
‫الحية ‪ .‬فيصبح ما يراه الشخص أنه حقيقي يكون نو الحقيقة‪.‬‬
‫♪أما المثاليون أمثال "أفالطون ‪,‬ديكارت" تكمن الحقيقة في إتفاق معارفنا مع الوقائع المثالية الذي‬
‫تشخص إليه عقول الحكماء‬
‫ثالثا‪-‬اإلنسان بين الواقع والحقيقة ‪ :‬إن الواقع نو واقع األشياء ‪,‬و الحقيقة ني حقيقة األفراد ‪,‬‬
‫والقبض عن الحقيقة تتمثل في الحرية على حسب "نيدغر"‪ ,‬أما السعي وراء الحقيقة المطلقة فيبقي‬
‫أمرا نسبيا بين األفراد فكل ينظر إليها حسب نزعته الفلسفية ‪,‬بل حتى الحقيقة المطلقة التي تتمثل في‬ ‫ً‬
‫"هللا" وقع حولها أختالف بين المجسمة والمنزه‬
‫حل المشكلة ‪:‬أن مشكلة الحقائق تبقي الحقائق التي يسعى إليها اإلنسان حقائق نسبية كما تبقي‬
‫النسبية تالحق المطلق في شتى المحاالت‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫في العلو التجريبية والعلو البيولوجية‪.‬‬
‫طرح المشكلة‪ :‬لقد كان وراء ازدنار العلو التجريبية في المادة الجامدة كالفيزياء والكيمياء نو‬
‫المنهج التجريبي‪,‬من أجل االلتحاق بمركز العلو وبلوغ مراتبها ‪,‬كما كان ذلك ندف المبتدئة كالعلو‬
‫الحية والبيولوجية ‪,‬بحيث حاولت استثمار خبرات العلو السالفة وتقليدنا في تطبيق المنهج العلمي‬
‫‪,‬ولكن المشكلة المطروحة ني ‪:‬إذا ل يت استخدا نذا المنهج استخداما صار ًما –ونذا احتمال وارد‬
‫– فهل يرتجي الوصول على نتائج دقيقة ؟وإذا ت تطبيقه بهذه الصورة ‪,‬في كل الدراسات بما فيها‬
‫دراسة الظانرة البيولوجية ‪,‬فماذا يبقي من اعتبار من خصوصية الموضوع المدروس؟‬
‫‪-1‬كيف نسل بأن التجربة ني مقياس األساسي الذي يجعل العل عل ًما؟‬
‫أوال‪:‬استقالل العل عن الفلسفة‪:‬ت استقالل العل عن الفلسفة يو أعرضوا الباحثون عن طرح‬
‫المسائل الميتافيزيقية والتجرد لدراسة الظوانر التي تقع تحت المشاندة واإلعراض عن منطق‬
‫األنواء وتبني المنهج التجريبي ‪,‬تبن نذا االستقالل االنفصال "كوبرنيك" و"كبلر" و"غاليلي"‬
‫وتجسد أكثر بوضوح بوضع المنهج التجريبي مع "ف‪-‬بيكون "‬
‫ثانيا‪:‬خطوات المنهج التجريبي ‪:‬يتألف المنهج التجريبي من ثالثة خطوات أساسية المالحظة‬
‫والفرض‪.‬‬
‫‪-‬التجريب‪:‬‬
‫‪-‬المالحظة‪:‬والمقصود بها ليست مجرد شاندة‪.‬وإنما ني االتصال بعال األشياء‬
‫عن طريق الحواس وتوجيه االنتباه إلى ظوانر معينة ‪,‬كما تعني مشاندة الظوانر و مراقبتها بالذنن‬
‫والحواس وني على ما ني عليه بالذات‬
‫‪ -‬ث ان الباحث المالحظ ال يستقبل كل ما يقع في عال األشياء استقباال سلبيا ‪,‬ويت ذلك بواسطة الفكر‬
‫الذي يساعده على تنظي عقلي للظوانر‪.‬مما في نشأته‪ ,‬أن يوحي بفكرة خيالية نفترضها من أجل‬
‫تفسير مؤقت للظوانر المبحوثة‪,‬التي يصدق العال إلى كشف القانون الذي يتحك فيها وما القانون إال‬
‫فرضية أثبتت التجربة صحتها‪.‬‬
‫‪-‬والتجربة ني الخطوة األخيرة في مسار المنهج العلمي ‪,‬وتتمثل على مجمل الترتيبات العملية التي‬
‫يحدنا المجرب قصد تقرير ‪,‬الفرضيات التي لتبنيها في حالة صدقها أو رفضها في حالة كذبها‪,‬أو‬
‫تهذبيها في حالة تشخيص المجرب خطئها وني تقو على عمليتين ‪ -:‬التجربة العملية أو ما يسميه‬
‫"كلود برنار"بالتجريب –االستدالل التجريبي أي الحوصلة ‪,‬وما يترتب من نتائج من أجل تدوين‬
‫قانون يفسر الوقائع ويسهل السيطرة عليها لصالح اإلنسان ‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬معني التجربة بمفهومها األوسع‪:‬إذا كانت التجربة ني الخطوة التي تستوعب المراحل السابقة‬
‫من المالحظة والفرض من أجل تدوين دستور العالقات الثابتة بين الظوانر ‪.‬من أجل التنبؤ بحركات‬
‫الظوانر وتسخيرنا لخدمة اإلنسان ‪.‬بحيث يقول كلود برنار إن التجريب نو الوسيلة الوحيدة التي‬
‫نمتلكها لنتطلع على طبيعة األشياء التي ني خارجة عنا ) كما أنه اليمكن أن نعتبر أنها المقياس‬
‫الفصل في الحك على مدى التحاق مساعي األبحاث العلمية بمصف العلو ‪,‬لذلك وجب أن نفه‬
‫التجربة بمفهومها الذي قد ينمو ويتهذب مع تنوع ميادين البحث حسب حقوله ‪,‬ومن ننا وجب أن‬
‫نقول أن التجربة في مفهومها العلمي تنمو وتتقو لب مع طبيعة الموضوع ومن أمثلة ذلك ‪,‬أن إجراء‬
‫التجربة يختلف من عال الفلك على عال البيولوجيا إلى عال النفساني‪....‬‬
‫‪ - 2‬إذا كان األمر كذلك ‪,‬فهل العلو التجريبية تحتر نذا المقياس ؟ونل ما نستخلصه من نتائج يمكن‬
‫وصفه بالدقة ؟‬
‫تتنوع العلو وتختلف على اختالف طبيعتها وموضوعها ومقتظيات العمل الميداني في دراستها وكل‬
‫نذا من شأنه أن يؤثر على مدى تطابق المبدأ المنهجي ومدى مصداقية نتائجه ‪.‬‬
‫أوال أصناف العلو ‪:‬يمكن تصنيف العلو التجريبية والعلو القريبة منها إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪-‬علو المادة الجامدة ‪:‬وتتناول الفيزياء والكيمياء وعل الفلك والجيولوجيا‪....‬‬
‫‪-‬علو المادة الحية ‪ :‬وتتناول البيولوجيا وما تفرع عنها من عل النبات والحيوان والبشر‬
‫‪-‬العلو اإلنسانية‪:‬وتتناول أحوال الناس متفردا وجماعة ‪.‬أي من حيث أنه يشعر ويفكر وينفعل‬
‫ويريد ونذه األخيرة تعاني على غرار سابقتها معانات منهجية على الرغ من تسليمه بأنمية المنهج‬
‫التجريبي العلمي‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬تتشكل التجربة حسب طبيعة الموضوع في الزمرة الواحدة‪:‬إن الباحث يدرك فائدة المنهج العلمي‬
‫كمبدأ فطري للوصول بالمعرفة إلى طابعها العلمي نو اإلدراك والفه الذي يسهل له تطبيق المنهج‬
‫تطبيق كامال أو بتكيف خطواته على مقياس األنداف المرسومة ‪,‬ونذا يعني أن المنهج العلمي منهج‬
‫طيع ولين يساعد على فه الموضوع فهما موضوع ًيا وذلك حسب ما تمليه طبيعة الموضوع‬
‫المبحوث ونذا من شأنه أن يوسع دائرة وقدرة االستيعاب ألكبر قدر ممكن من العلو المختلفة ‪,‬‬
‫بحيث قد يستغني الباحث عن خطوة من خطوات المنهج كالمالحظة مثال بحيث يستبدلها بغيرنا‬
‫تماش ًيا مع طبيعة الموضوع ‪,‬فيتعين عليه االستدالل عندما تكون المشاندة عصية ‪,‬مثلما نو الحال‬
‫في معرفة مركز األرض أو رؤية الشمس في مختلف أوقاتها خاصة في الصيف زواال ‪,‬فهنا ينظر إلى‬
‫اآلثار التي تتركها نذه الظوانر وبهذا الشكل يمكن القول بأن مفهو التجربة وحتى وإن نناك تميز‬
‫إنما نو تميز نظري أو يكون ألغرض منهجية‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫مانية المشكلة الفلسفية‬


‫”إن تناول الفيلسوف لمشكلة ما ‪ ,‬يشبه عالج أحد األمراض “ فتجنشتين ( ‪)1‬‬

‫إن أول صعوبة تواجهنا عندما نبحث في مفهو ” المشكلة “ ني ما يسمى في المنطق باإلسناد‬
‫الذاتي ‪ ,‬فمفهو المشكلة نو ذاته مشكلة ‪ ,‬والحال ننا أشبه بالصعوبة الحاصلة عن تناول مفهو ”‬
‫الوجود “ !! يشير المعنى العا لكلمة ” مشكلة “ إلى وجود صعوبة ما بإزاء ” موضوع “ معين ‪,‬‬
‫وقد تكون نذه الصعوبة غموض في المعنى ‪ ,‬أو تعذر للحل ‪ ,‬أو حتى تعدد للحلول وبالتالي صعوبة‬
‫االختيار من بينها ‪ .‬ولذلك فقد تكون المشكلة نظرية أو عملية ‪ ,‬أو ربما مزيج بينهما ! وإذا كان‬
‫األمر كذلك ‪ ,‬فهذا يعنى أن لكل مجال من مجاالت الحياة الدينية منها أو العلمية أو حتى الحياة‬
‫اليومية لألفراد مشكالته الخاصة به ‪ ,‬ونذا أمر طبيعي ‪ ,‬طالما أن في اإلنسان من النقص في‬
‫القدرات الذننية أو الجسمانية ما يحيل بينه وبين معرفة ” كل شيء‪“ .‬‬
‫ش َكل فالن المسئلة أي علّقها بما‬‫شكالً [ أي ] التبس [ األمر ] … والعامة تقول َ‬ ‫” َ‬
‫ش َكل َ األمر يش ُكل َ‬
‫يمنع نفوذنا “ ( ‪ ) 2‬وعند التهانوي ‪ ” :‬المشكل اس فاعل من اإلشكال ونو الداخل في أشكاله‬
‫وأمثاله ‪ ,‬وعند األصوليين اس للفظ يشتبه المراد منه بدخوله في أشكاله على وجه ال يعرف المراد‬
‫منه إالّ بدليل يتميز به من بين سائر األشكال … [ و ] المشكل مال ينال المراد منه إال بالتأمل بعد‬
‫الطلب … “ ( ‪ , ) 0‬كما أننا نجد عند الجرجاني ‪ ,‬باإلضافة إلى المعنى المذكور عند التهانوي حول‬
‫المشكل ‪ ,‬نجد مفهو المسائل ‪ ,‬وني عنده ‪ ” :‬المطالب التي يبرنن عليها في العل ويكون الغرض‬
‫من ذلك معرفتها “ ( ‪) .4‬‬

‫أما المشكلة ) )‪( Problem (E.) ; Problème (F.) ; Problema (L.‬‬


‫كما نجدنا في المعاج الفلسفية فهي ‪ ” :‬المعضلة النظرية أو العملية التي ال يتوصل فيها إلى حل‬
‫يقيني ‪ ) 5 ( “ .‬والمعضلة ) ‪ ( Dilemma‬تعني حالة ال نستطيع فيها تقدي شيء ‪ ,‬وني تفيد‬
‫معنى التأرجح بين موقفين بحيث يصعب ترجيح أحدنما على اآلخر ‪ .‬والمشكلة تختلف عن المسالة‬
‫في كون األولى نتيجة عملية تجريد من شأنها أن تجعل ” المسالة “ موضوع بحث ومناقشة ‪,‬‬
‫وتستدعي الفصل فيها ‪ .‬وقد أكد أرسطو نذه التفرقة في كتاب ” الطوبيقا “ ( المقالة األولى ) حين‬
‫وضع ” المشكلة الجدلية “ في مقابل ” القول الديالكتيكي “ ‪ ,‬فقال إن المشكلة الجدلية ” ني مسألة‬
‫موضوعة للبحث ‪ ,‬تتعلق إما بالفعل أو بالترك ‪ ,‬أو تتعلق فقط بمعرفة الحقيقة إما لذاتها أو من أجل‬
‫تأييد قول آخر من نفس النوع ‪ ,‬ال يوجد رأي معين حوله ‪ ,‬أو حوله خالف بين العلة والخاصة ‪ ,‬أو‬
‫بين كل واحد من نذين فيما بين بعضه وبعض “ ( ‪ ) 0‬ويذكر الدكتور عبد الرحمان البدوي بأن‬
‫المنطق التقليدي ( األرسطي ) ل يعالج موضوع ” المشكلة “ إال نادرا ‪ ,‬وذلك يرجع إلى كون ”‬
‫المشكلة “ بوصفها من موضوعات ” الطوبيقا “ ( الجدل ) تنتسب إلى منطق االحتمال ال إلى منطق‬
‫اليقين ‪ ,‬فهي تدخل في موضوع إفحا الخص ‪ ,‬وبالتالي فهي أقرب إلى الخطابة منها إلى المنطق ‪( .‬‬
‫‪)7‬‬

‫تختلف ” المشكلة “ كذلك عن ” اإلشكالية ‪ , “ Problematic‬حيث أن ” اإلشكالية “ تعني‬


‫االحتمال والحك االحتمالي يدرس في موضوع أحكا الموجهات ‪Judgements of‬‬
‫‪modality‬وني أحكا تتميز بأنها تكون مصحوبة بالشعور بمجرد إمكان الحك ‪ ,‬بينما الحك‬
‫التقريري يكون مصحوبا بالشعور بواقعة الحك ‪ .‬واإلشكال عند كنت مرادف لإلمكان ‪ ,‬وني مقولة‬
‫من م قوالت الجهة ‪ ,‬ويقابله الوجود والضرورة ‪ ,‬واألحكا اإلشكالية عنده ني األحكا التي يكون‬
‫اإليجاب أو السلب فيها ممكنا ال غير ‪ ,‬وتصديق العقل بها يكون مبنيا على التحك ‪ ,‬أي مقررا دون‬
‫دليل ‪ .‬وني مقابلة لألحكا الخبرية ( ‪ .) 8‬ويذكر الالند في موسوعته الفلسفية بأن اإلشكالية‬
‫( ‪problematique‬ويترجمها مترج الكتاب بـ ‪ :‬مسألية ) ني ‪ ” :‬سمة حك أو قضية قد‬
‫تكون صحيحة ( = ربما تكون حقيقية ) لكن الذي يتحدث ال يؤكدنا صراحة ‪)9 ( “ .‬‬
‫تتعلق ” المشكلة “ بصورة عامة بالصعوبات المرتبطة بموضوع ما ‪ ,‬فإن كانت الصعوبات تتصل‬
‫بالجزئيات ‪ ,‬كانت مشكلة علمية ( أو دينية ‪ ,‬فنية ‪ ,‬حياتية … الخ ) ‪ ,‬أما إذا كانت الصعوبات تتصل‬
‫بالمبادئ ‪ ,‬األصول ‪ ,‬األسس ‪ ,‬الكليات … الخ فإن ذلك يعني أنها مشكلة فلسفية على وجه التحديد ‪.‬‬
‫ومن ننا يمكن القول بأن ” أَ َم َ‬
‫ـارة “ المشكلة الفلسفية ني أن تتعلق بالمبادئ الكلية ‪ .‬ولذلك فإن أ ّول‬
‫” مشكلة فلسفية “ ظهرت في تاريخ الفلسفة ني مشكلة ” أصل الوجود “ والتي طرحها طاليس (‬
‫حوالي ‪ 576 – 006‬ق‪ ) .‬حين ” تسائل “ عن أصل الكون ؟!!‬

‫يرتبط مفهو المشكلة بمفهو السؤال أشد ارتباط ‪ ,‬فوراء كل مشكلة سؤال ‪ ,‬مع أنه ليس بالضرورة‬
‫أن يكون وراء كل سؤال مشكلة بالمعنى الفلسفي !! وأول من تعرض لمفهو السؤال وجعل منه‬
‫قضية فلسفية في كتاباته المنطقية نو أرسطو ؛ ففي كتاب المسائل ‪ Topica‬يقول ‪ ” :‬والمسئلة [‬
‫أي المشكلة ] ‪ problem‬إنما تخالف المقدمة [ القضية ] ‪ proposition‬بالجهة ‪( “ .‬‬
‫تحول صيغة العبارة ‪ ,‬فإذا وضعت العبارة على نذا‬‫‪ ) 16‬على اعتبار أن الفرق بينهما نو فرق في ّ‬
‫النحو ‪ ” :‬أليس الحي جنسا لإلنسان ؟ “( ‪ ) 16‬كانت مقدمة أو قضية‪ .‬أما إذا قيل ‪ ” :‬نل قولنا‬
‫”الحي” جنس لإلنسان أ ال ؟ “ ( ‪ ) 16‬فإن العبارة تكون مسئلة ‪ ,‬أي مشكلة ‪ .‬كما يضيف أرسطو‬
‫بعد ذلك تمييزا آخر بين ” المقدمة المنطقية “ وبين ” المسئلة المنطقية “ بأن يقول ‪ ” :‬والمقدمة‬
‫المنطقية ني مسئلة ذائعة إما عند جميع الناس ‪ ,‬أو عند أكثرن ‪ ,‬أو عند جماعة الفالسفة …‬
‫وجميع اآلراء أيضا الموجودة في الصناعات المستخرجة قد تكون مقدمات منطقية … ” ( ‪ ) 11‬أما‬
‫المسئلة المنطقية فهي ” طلب معنى ينتفع به في اإليثار للشيء والهرب منه ‪ ,‬أو في الحق والمعرفة‬
‫‪ … -‬مثال ذلك قولنا نل اللذة مؤثرة أ ال ‪ ” ) 12 ( “ .‬والوضع نو رأي مبدَع لبعض المشهورين‬
‫بالفلسفة … فالوضع أيضا مسئلة ‪ ,‬وليس كل مسئلة وضعا ‪ ,‬ألن بعض المسائل يجري مجرى ما ال‬
‫يعتقد فيها أن األمر فيها كذا أو كذا … ” ( ‪ . ) 10‬وللسؤال أنمية خاصة في الفلسفة ‪ ,‬فهو المدخل‬
‫األساسي إلى الحكمة ‪ ,‬إلى الفلسفة ‪ .‬والسؤال نو الذي يشكل المشكلة ؛ فالمشكلة في نهاية األمر‬
‫سؤال يبحث عن إجابة ‪ .‬وقد حظي مفهو ” السؤال “ بأنمية خاصة في الفلسفة الوجودية ‪ ,‬وبوجه‬
‫خاص لدى نيدجر الذي ذنب إلى تأويله على أنه سؤال عن الكينونة ‪ Seinsfrage‬أو سؤال‬
‫عن معنى الكينونة ‪ Sinn von Sein‬يعود إلى مانية الوجود اإلنساني ( ‪).10‬‬
‫يحدد ديكارت ثالثة شروط ألنلية ” السؤال “ كتمهيد للمعرفة وني‪:‬‬

‫وفي السؤال يتحدد أيضا الفرق بين العل والفلسفة ‪ ,‬فالعل يطرح السؤال حول ما نو جزئي في‬
‫الظانرة التي يبحثها ‪ ,‬وال يبتعد بالمسالة وحلها إلى ” الشمول الكلي “ ‪ ,‬كما نو الحال في الفلسفة ‪,‬‬
‫وإنما يظل مقيدا بحدود المسألة كما يجري طرحها ضمن نطاقه الخاص ‪ ” .‬إن المشكلة بمثابة ”‬
‫سؤال “ تأز وتعذر الوصول إلى حل متفق عليه ‪ ,‬فإذا كان نذا التأز على المستوى النظري فيسمى‬
‫” مشكلة “ ‪ ,‬وإذا تعلق بأمور الحياة اإلنسانية فيسمى ” إشكالية ” ‪ ,‬وغالبا ما يتعذر الوصول إلى‬
‫حل لإلشكالية ‪)14 ( “ .‬‬
‫يصاغ السؤال في اللغة العربية من جملة خبرية أو إنشائية بإضافة أداة استفها إلى أولها ‪” :‬‬
‫سقراط معل أفالطون ‪ ” , ”.‬نل سقراط معل أفالطون ؟ ” ؛ ومن أدوات السؤال ‪ :‬نل ‪ ,‬لماذا ‪ ,‬كيف‬
‫‪ ,‬ل ‪ ,‬لمن ‪ ,‬ماذا ‪ ,‬متى ‪ ,‬من أين ‪ ,‬إلى أين … أما في اللغات األجنبية ( الهندو – أوربية ) فيصاغ‬
‫السؤال عادة من خالل عكس الجملة فيأتي الفعل أو الفعل المساعد في أول الجملة‪.‬‬
‫قد يبدو بأن بين السؤال والجواب عالقة تضايف ‪ ,‬فبما أن لكل جواب سؤال ‪ ,‬فيظن بأن لكل سؤال‬
‫جواب ‪ ,‬ولكن الواقع غير ذلك !!! ونذا يقودنا إلى مسالة األسبقية المنطقية بين السؤال والجواب ‪,‬‬
‫ففي حين تبدأ الفلسفة بوصفها نسق شامل بالجواب ‪ ,‬إال أن النشاط الفلسفي ذاته قد يبدأ بالسؤال‬
‫أوالً ‪ .‬وقد اعتبر نيدجر السؤال نقطة البداية الحقة في الفلسفة ‪ .‬والسؤال الفلسفي كان دائما يتميز‬
‫عن باقي أنواع األسئلة بكونه أع وأشمل ‪ ,‬شأنه بذلك شأن الفلسفة ذاتها واختالفها عن باقي‬
‫الفروع العلمية الخاصة ( ‪).15‬‬
‫كل ” سؤال “ ال بد وأن يصاغ بلغة سليمة ‪ ,‬واللغة السليمة ترتبط بالتفكير السلي ‪ ,‬وبالتالي ‪ ,‬ثمة‬
‫عالقة بين المشكلة ( كونها سؤال متأز ) وبين التفكير ‪ .‬يقول نيدجر ‪ ” :‬إننا ال نستطيع أن نفكر إال‬
‫حينما نحب ما يكون في ذاته " الشيء الذي نو محط عناية " وحتى نصل إلى نذا الفكر يجب علينا‬
‫من جانبنا أن نتعل التفكير … سندعو ما نو في ذاته " الشيء الذي يعنى به " بـ ‪ ” :‬بؤرة التوتر‬
‫“ ‪ .‬كل ما نو متوتر يسمح بالتفكير ‪ ) 10 ( “ .‬يقودنا نذا إلى مسألة ” األنمية “ في السؤال ‪,‬‬
‫وبالتالي أنمية المشكلة ‪ .‬ولكن من الذي يحدد تلك األنمية ؟ نل نو اإلنسان ؟ فهل نناك اليو من‬
‫شيء غير مه لإلنسان ؟!! يقول نيدجر ‪ ” :‬أن نهت ‪ ,‬معناه أن نكون مع األشياء وبينها ‪ ,‬أن نقي‬
‫في قلب الشيء ونمكث نناك من غير كلل … و ” مه “ تعني ‪ :‬ما يسمح للموضوع الذي نو محل‬
‫سؤال أن يصير بعد ذلك ‪ ,‬ومن جديد ‪ ,‬غير ذي أنمية فيعوض بموضوع آخر يعنينا أمره أكثر قليال‬
‫من السابق ‪ ) 17 ( “ .‬ولكن نل يمكن أن يقو التفكير بدون أن تسبقه مشكلة ما تتحدى عقل الفرد‬
‫وتحرك مشاعره وتحفزه ؟ !! يقول جون ديوي ‪ ” :‬ال ينشأ التفكير إال إذا وجدت مشكلة‪“ .‬‬
‫”الحاجة إلى حل مشكلة ما ني العامل المرشد دائما في عملية التفكير “ جون ديوي وراء كل‬
‫مشكلة ‪ ,‬رغبة في الوصول إلى الحل ‪ ,‬وحل المشكالت ما نو إال محاولة وضع وتنظي للمفاني لكي‬
‫تصل إلى الحل المناسب ‪ .‬والوصول إلى الحل يرتبط بشكل أساسي بنمط التفكير المتبع والمعتقدات‬
‫التي يؤمن بها الشخص ‪ .‬فمشكلة فيضان النيل على سبيل المثال ت حلها من قبل قدماء المصريون‬
‫من خالل إلقاء عروس النيل بهدف إرضاء اآللهة ‪ ,‬في حين عالج المصريين حديثا ذات المشكلة‬
‫بتفكير علمي من خالل بناء السدود…‬
‫ثمة أمر آخر يتعلق ” بالحل “ ‪ ,‬ونو السلطة التي يستند عليها ؛ فما نو مصدر الحلول ؟ نل نو‬
‫روح األجداد ‪ ,‬أ اآللهة ‪ ,‬أ العقل اإلنساني ؟!! واضح أن نناك عالقة بين مصدر الحل و سلطته من‬
‫جهة ‪ ,‬وبين نوع التفكير المتبع من جهة أخرى ‪ .‬ونحن ال نتوقع من شخص يؤمن بأرواح أجداده‬
‫ونيمنتها بأن يضع حلوال علمية للمشكالت التي تواجهه!!‬
‫تبدأ الفلسفة عندما ” نقول “ شيئا ما ‪ ,‬وتبدأ المشكلة الفلسفية عندما نؤكد ذلك ” القول “ ‪ ( .‬من‬
‫وحي فلسفة كنت)‬
‫لكل مجال أو فرع من فروع المعرفة مشكالته الخاصة ‪ ,‬ولكل مشكلة أسبابها المتعلقة بها أيضا ‪ ,‬أما‬
‫فيما يتعلق بالمشكالت الفلسفية ‪ ,‬فقد حدد ديكارت أربعة أسباب رئيسية يرى أن المشكالت الفلسفية‬
‫قد تنشأ بسببها وني‪:‬‬

‫وتقودنا النقطة الرابعة بالتحديد إلى مسألة نامة ظهرت في منتصف نذا القرن مع حركة الوضعية‬
‫المنطقية ‪ ,‬وني مسألة إنكار ورفض معظ المشكالت الفلسفية ‪ ,‬بل وكل مشكالت الميتافيزيقا ‪,‬‬
‫بحجة أنها لغو فارغ من المعنى‪.‬‬
‫انطلق أصحاب الوضعية المنطقية في رفضه لمعظ المشكالت الفلسفية بحجة أنها لغو فارغ من‬
‫المعنى من معيار التحقق ‪ Verification‬والذي وضعه كارنب في كتابه المشكالت الزائفة عا‬
‫‪ , 1900‬وخالصة نذا المبدأ أن كل عبارة ال نستطيع أن ” نتحقق “ منها تجريبيا ‪ ,‬أي أن يكون لها‬
‫مقابل في الواقع ‪ ,‬ني عبارة فارغة من المعنى ‪ ,‬ولذلك ت إنكار كل قضايا الميتافيزيقا على اعتبار‬
‫أنه ال يمكن التحقق من عباراتها تجريبيا ‪ .‬كما أرجع فتجنشتين في كتابه ” بحوث فلسفية “ معظ‬
‫المشكالت الفلسفية إلى ” سوء استخدا اللغة “ ‪ ,‬ونو يقول في ذلك ‪ ” :‬إن المشكالت التي تنشأ‬
‫نتيجة لسوء تفسير صورنا الخاصة باللغة ‪ ,‬تتصف بأنها ذات عمق ‪ .‬إنها اضطرابات عميقة ‪,‬‬
‫جذورنا ضاربة في أعماقنا بعمق صور لغتنا ‪ ,‬وداللتها كبيرة بنفس قدر أنمية لغتنا ‪) 19 ( “ .‬‬
‫ولما كانت المشكالت الفلسفية في نظر فتجنشتين ني مشكالت ” زائفـة “ ‪ ,‬فهي إذن البد وأن تزول‬
‫تماما ‪ ,‬طالما أن ا لهدف الذي نطمح إليه في الفلسفة نو الوضوح الكامل ‪ .‬والوضوح الكامل ال يتأتى‬
‫إال بلغة سليمة ‪ ,‬خالية من العيوب واألخطاء المنطقية ‪ ,‬ومنها التحدث عن أشياء ال يمكن التحقق‬
‫منها تجريبيا ‪ .‬ولذلك قال فتجنشتين مقولته المشهورة ‪ ” :‬إن كل ما يمكن التفكير فيه على اإلطالق ‪,‬‬
‫يمكن التفكير فيه بوضوح ‪ ,‬وكل ما يمكن أن يقال ‪ ,‬يمكن قوله بوضوح ‪)26 ( “ .‬‬
‫إن مشكلة القضايا أو ” المشكالت الفلسفية “ الزائفة التي أظهر فتجنشتين مفارقاتها الممكنة في‬
‫المرحلتين المبكرة والمتأخرة من فلسفته ‪ ,‬وكذلك الحال مع كارنب وبقية المناطقة الوضعيين ‪ ,‬إنما‬
‫ترتبط أساسا ” بمشكلة “ المعنى والصدق ‪ ,‬أو مشكلة الحقيقة في العل والميتافيزيقا( ‪ . ) 21‬ولذلك‬
‫ستبقى نذه المشكالت الفلسفية ما بقيت الفلسفة ذاتها بوصفها ” مشكلة فلسفية!!! “‬
‫تنطوي ” المشكلة “ على بناء وتركيب ‪ ,‬أي أنها ينبغي أن توضع في سياق من التصورات التي‬
‫تختلف عن” المشكلة “ ذاتها‪ .‬فقد تثار األسئلة حول أي شيء دون سياق توضع فيه ‪ ,‬أما المشكلة‬
‫فيجب أن تبنى وتركب في سياق ‪ ,‬ألنها نتاج تركيب فكري ‪ ,‬إنها تنبع عن ارتباط موضوع يعد – ولو‬
‫مؤقتا – إطارا إلمكان الحل ‪ .‬وبهذا المعنى يمكن أن يقال إن وضع المشكلة يؤذن بحلها ‪ .‬ومن ننا‬
‫كذلك يمكن أن يقال عن مشكلة ما أنها أسيء وضعها ‪ ,‬أي أن وضعها على ذلك النحو ال يؤدي إلى‬
‫حلها‪.‬‬
‫إن المشكلة الفلسفية سؤال ل يجد حال مقبوال لدى الجميع ‪ ,‬فهي سؤال حي ال يزال يوضع ‪ ,‬إنها إذن‬
‫مفعمة بالحياة ‪ .‬إن المشكلة ني ” بؤرة التوتر “ التي تؤرق اإلنسان ‪ ,‬وتحثه على إيجاد الحل ‪ ,‬مع‬
‫أنها ذاتها ‪ ,‬أي ” المشكلة “ ليس لها حل !! و ” البؤرة األكثر توترا تتجلى في كوننا ال نفكر بعد ‪.‬‬
‫دائما ليس بعد ‪ ,‬رغ أن حالة العال تدعونا باستمرار إلى التفكير وتسمح به ‪ “ .‬نيدجر ‪ I.‬مقدمــة‬
‫” ‪II.‬المشكلة “ ‪ ..‬مدخل لغـوي ‪ III.‬مـا نـي المشكلـة الفلسفيـة ؟ ‪ IV.‬سمات المشكلة‬
‫الفلسفية وخصائصها ‪ .1‬إن أول سمة تميز المشكلة الفلسفية عن غيرنا من المشكالت ني أنها‬
‫تتعلق بالمبادئ أو األصول الكلية ‪ .‬فالسؤال عن الكل ‪ ,‬المبدأ ‪ ,‬األصل ‪ ,‬واألساس … نو الذي يضع‬
‫الحد الفاصل بين كون نذا السؤال يعبر عن مشكلة فلسفية أ مشكلة علمية ‪ .2 .‬تتميز ” المشكلة‬
‫الفلسفية “ كذلك بأنها على درجة عالية من التجريد والبحث النظري ‪ .‬ولذلك ترتبط بمن يثيرنا ‪,‬‬
‫ولذلك فالمشكلة الفلسفية نسبية ‪ ,‬أي تتحدد بالنسبة لمن يطرح السؤال ‪ ,‬وتعتمد على مدى قبول أو‬
‫رفض اآلخرين لهذا السؤال ‪ .0 .‬يعد السؤال عن ” المانية “ من سمات المشكلة الفلسفة أيضا ‪,‬‬
‫ونذه مسألة نامة في نظرية المعرفة على وجه الخصوص ‪ .4 .‬ترتبط المشكلة الفلسفية بـ ” القول‬
‫“ وليس باألشياء ذاتها ‪ . V.‬العالقة بين ” المشكلة “ و ” السؤال “ ‪ - 1‬ينبغي أن يكون في كل‬
‫سؤال شيء غير معروف ‪ - 2 .‬أن يكون نذا المجهول معروفا على نحو معين أو إلى حد معين ‪- 0 .‬‬
‫أن نذا المجهول ال يمكنه أن يصبح معروفا إال بواسطة ما نو معروف ‪ . IV.‬عالقة السؤال‬
‫بالجواب ‪ VII.‬العالقة بين السؤال والتفكير ‪ VIII.‬المشكلة ‪ ..‬والحل ‪ IX.‬األسباب المؤدية‬
‫لظهور المشكلة ‪ - 1‬األحكا المبتسرة التي اتخذنانا في مقتبل عمرنا ‪ - 2 .‬أننا ال نستطيع نسيان‬
‫نذه األحكا المبتسرة ‪ - 0 .‬أن ذنننا يعتريه التعب من إطالة االنتباه إلى جميع األشياء التي نحك‬
‫عليها ‪ - 4 .‬أننا نربط أفكارنا بألفاظ ال نعبر عنها تعبيرا دقيقا ( ‪ ). X. 18‬المشكالت الزائفة في‬
‫الفلسفة ‪ XI.‬الخـالصــة‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة ‪:‬الجدلية‬
‫الدرس‪ :‬إشكالية المعرفة‬
‫اإلشكال‪:‬نل المعرفة في أساسها تعود إلى الذنن أ أنها نابعة من الواقع؟‬
‫بعد تحليل المعرفة اإلنسانية من مختلف النواحي من أبرز المشاكل الفلسفية التي إستقطبت انتما‬
‫الفالسفة منذ القرن السابع عشر حتى اليو ‪ ,‬و نظرية المعرفة عند الفيلسوف ني رأيه في تفسير‬
‫المعرفة أيا كانت الحقيقية المعروفة ‪ ,‬و قد اختلف الفالسفة الختالف منانجه في طريقة حصولنا‬
‫على نذه المعرفة و التساؤل الذي يطرح نفسه‪ :‬نل المعرفة ممكنة لإلنسان أو مستحيلة و إذا كانت‬
‫ممكنة نل يعرف اإلنسان كل شيء بدون استثناء أ أن قدرته نسبية ؟ أو بعبارة أصح نل المعرفة‬
‫في أساسها تعود إلى الذنن أ أنها نابعة من الواقع و التجربة؟‪.‬‬
‫يرى أنصار النظرية المثالية و على رأسها أفالطون أن نناك عالمين ‪ ,‬عال الحس المحيط بنا‪ ,‬و عل‬
‫األشباح و الظالل؛ أما األول فهو العال المعقول( العلوي ) و نو الذي ينطوي على المعرفة الحقة‪,‬‬
‫ومنه فهي غير ممكنة إال فيه ‪ ,‬فالتصور الذي لدينا على الخير و العدل و السعادة و الفضيلة ال تمثل‬
‫حقيقتها ‪ ,‬و الوصول إليها أمر مثالي و يرى أفالطون أيضا أن } النفس قبل أن تحل بالبدن كانت تعل‬
‫كل شيء لكنها بحلولها في الجس نسيت أصلها الذي نو المثل{‪ ,‬و لهذا و ضع برنامج في أكاديميته‬
‫و غايته أن تتذكر النفس ذاتها ‪ ,‬لكنه اشترط على كل من يرغب في نذه المعرفة أن يكون عارفا‬
‫بالهندسة ‪ ,‬أي يملك بعض مبادئ االستدالل ‪ ,‬كما يرى أن النفس ال تستطيع أن تبحث عن المعرفة إال‬
‫إذا احترقت حواجز البدن و تحررت من قيوده و نذا ال يت إال بالتأمل كما عبر لنا أفالطون عن نذا‬
‫قائال‪( :‬إذا كانت النفس التي نبطت إلى نذا العال قد نسيت علمها القدي ‪ ,‬فإن وظيفتها خالل اقترانها‬
‫بالبدن أن تطلب المعرفة ‪ ,‬و من الواجب عن النفس الباحثة عن الحقيقة أن تمزق حجاب البدن أو‬
‫تنجو من عبوديتها و أن تظهر ذاتها من كدورة المادة بالتأمل فإن الكدورة ال تتفق مع نقاوة الحقيقة‬
‫) ‪ ,‬و نذا يعني أن معرفة المثل تحصل بالعقل ال بالتجربة الحسية ؛ فإنه لمن التناقض أن يطلب‬
‫الحقيقة الثابتة بوسائل متغيرة خاصة أن المثل لها طبيعة خالدة حتى و إن كانت األشياء الخارجية‬
‫تشترك معها في بعض الجوانب ‪ ,‬وقد ذنب على شاكلة نذا الطرح الفيلسوف واركلي حيث يقول‪( :‬‬
‫إن ما نذكره من الموضوعات نو الذي نستطيع أن نقر بوجوده و نحن ال ندرك إال تصوراتنا الذننية‬
‫فالعقل نو الحقيقة الذي نصنع به وجود األشياء) و معنى نذا أن المعرفة علنية فكرية خالصة و‬
‫تتأسس على مبادئ فطرية توجد في بنية العقل الذي تصدر عنه معرفتنا بجميع األشياء و ال وجود‬
‫لشيء في غياب عقل ال يدركه‪.‬‬
‫لقد أثبت عل النفس في مجال دراسته للنمو العقلي للطفل أن نذا األخير ال يملك أي معرفة فطرية و‬
‫ال أي أفكار من نذا النوع و كل ما نناك أنه يولد مزودا بخاصية االكتساب (االستعداد) الذي من‬
‫خالله يكتسب المعرفة و التدرج مع قدراته الذننية باإلضافة إلى أن العلو التجريبية أثبتت إمكانية‬
‫المعرفة عن طريق الحواس و العقل معا فالقانون العلمي حقيقة اختبرت بالتجربة ث بالتنبؤ و نذا‬
‫دليل على صحته‪.‬‬
‫و على عكس الرأي األول نجد أنصار النظرية الواقعية و التي جاءت لتهد أساس التصور المثالي‬
‫للمعرفة فه يرون بأن مظهر الشيء الخارجي نو حقيقة و ني الحقيقة التي تنطبع في أذناننا و‬
‫تنقلب إلى معرفة تامة ‪ ,‬إذن معرفتنا لألشياء الخارجية حسب نذه النظرية مباشرة و ال سبيل‬
‫لتحقيقها إال الحواس الظانرة و نذا ما أكد عليه توماس ريد الذي دافع بشدة عن نظرة اإلنسان‬
‫العادي لألشياء أي عن الموقف الطبيعي الذي يعتقد اعتقادا راسخا في وجود األشياء ‪ ,‬و ال يناقش‬
‫نذا الوجود أصال ‪ ,‬و كذلك نجد من ذنب على شاكلة نذا الطرح و نو جون لوك (‪)1764-1002‬‬
‫الذي يقول‪( :‬إن الطفل يولد صفحة بيضاء و ال يوجد في العقل إال ما مر في الحواس بحيث تنتقل‬
‫صور المحسوسات و العقل بشكل منها صورا ذننية) ‪ ,‬و يرى دافيد نيو أن فكرة العلة مكتسبة‬
‫بفضل العادة فهي انطباع حسي وارد من التجربة فالعلة شيء سابق لآلخر و مقترن به فالعقل ال‬
‫يمكنه إنشاء المعارف باالعتماد على نفسه و كل األفكار التي ني لدينا نسخ معنوية و الحقيقة‬
‫معيارية و في نذا يقول المبير‪( :‬ليس نناك شيء يفوق احساساتنا في عد قابليته للجدل و نذا يكفي‬
‫إلثبات أنها مبدأ معارفنا كلها‪).‬‬
‫إذن المعرفة نجد أسانا في الحدوس الحسية التي تتحول إلى معان عامة يستخدمها العقل في عمليات‬
‫التفكـــــــــير‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ‪ :‬بحيث أنه ال يمكننا أن نفكر قدرة العقل في إنشاء المعارف ففي‬
‫الرياضيات مثال قفز العقل إلى المجموعات الخالية و الالنهائية في الفلسفة و الموضوعات‬
‫الميتافيزيقية و كل نذا ال يوجد مقابل له في الواقع ضف إلى ذلك أن الحقيقة ليست نسخة أو مطابقة‬
‫له بل الفكرة ني إنشاء جديد يقو به الفكر ‪ ,‬ضف أيضا إلى ذلك أن الحواجز عاجزة عن الوصول‬
‫إلى الخصائص المكونة لجونر الشيء بدليل أنها تخدعنا حتى في معرفة المظانر كرؤية السراب …‬
‫‪ ,‬كذا بعد األشياء و قربها عن العين (الرؤية) كرؤية الشمس ‪ ,‬خدعة البصر مثال نجدنا قريبة جدا‬
‫لكنها تبعد عنا بماليين الكيلومترات‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة ‪:‬الجدلية‬

‫الدرس‪ :‬الذكاء و التخيل‬

‫اإلشكال‪:‬نل نحن ندين بتخيلنا اإلبداعي لذواتنا أ لمحيطنا االجتماعي ؟‬

‫يعد الفرد المبدع نو ذلك الذي ال يقتفي أثر األشياء الموجودة من قبل سواء بسواء ‪ ,‬بل يأتي ببناء‬
‫قلما يتهيأ لسواه و كثير ن أولئك المبدعون من أدباء و فنانين و علماء ممن تحدثوا عن إلهاماته‬
‫الخاطفة و كأنها إفرازات لما يتمتعون به من قدرات فائقة حبان هللا بها يقول عال الطبيعة جلوس ‪:‬‬
‫( و أخيرا نجحت ألنني بذلت جهودا مغنية و لكن بهبة من هللا كأن إشراقا حدث فجأة فحل اللغز ) ‪ ,‬و‬
‫لكن اإلشكال ال يكمن في تعريف اإلبداع و لكن في كيفيته ؟ أو بعبارة أصح نل تكمن شروط اإلبداع‬
‫في ذواتنا أي نابعة من أنفسنا ؟ أ محيطنا االجتماعي؟‪.‬‬
‫ترى مدرسة التحليل النفسي و على رأسها فرويد أن اإلبداع يعود إلى الكبت و ما نو إال تصعيد‬
‫للميول المكبوتة فالسلوك لدى المبدع ما نو إال إطالق العنان لالنفعال الحبيس و أنه يستمد مادته من‬
‫األونا و المثل المتحررة ( و ني تربط بأحال اليقظة و مرحلة الطفولة ) فاال شعور في نظرن نو‬
‫مصدر اإلبداع لدى الفرد و كذا نحد المفكرين من حلل ظانرة اإلبداع تحليال نفسيا فذنبوا إلى أن‬
‫االختراع لسلة من األعمال الالشعورية أي أن معظ عناصر تخيالتنا تتجمع في الالشعور و تخترق‬
‫الصورة المبدعة في العقل الباطن تنبثق دفعة واحدة و يرجعون كذلك اإلبداع إلى جملة الخصائص‬
‫الوراثية و النفسية التي تهيئ الشخص المتالك موانب ذننية عالية ( كدقة المالحظة و قوة الذاكرة‬
‫و خصوبة الخيال و الذكاء الثاقب …)و حجته في ذلك أن بعض البيئات الثقافية مالئمة لإلبداع ‪ ,‬و‬
‫مع ذلك ال يظهر ألنه ال يوجد عقل قادر عليه و نناك عباقرة ظهروا في بيئة اجتماعية غير مالئمة‬
‫كابن خلدون و غيره من العلماء المبدعين ‪ ,‬و على شاكلة نذا الطرح نجد قديما الشيخ الرئيس ابن‬
‫سينا أنه كثيرا ما كان يجد حلوال لمشكالته التي استعصت عليه أثناء النو (األحال ) ‪ ,‬كما يروي لنا‬
‫تاريخ األدب اإلنجليزي أن الشاعر كولوردج غلبه النعاس ذات يو ونو يطالع ث أفاق مضطربا‬
‫مشبوب العاطفة و شرع يكتب إحدى قصائده الشهيرة فلما و صل إلى البيت الرابع و الخمسين كف‬
‫عن الكتابة و ل يستمر في قصيدته ‪ ,‬كما يذكر العال الرياضي الفرنسي بوانكاريه (‪)1912-1854‬‬
‫أن حلول مشكالته الرياضية برزت فجأة و بعيدا عن ميدان عمله و في مناسبات غير عادية ‪ ,‬و‬
‫يتضح لنا نذا من األمثلة السابقة أن اإلبداع كثيرا ما يلد فجأة وبصورة مباشرة لذا يقرر ريبو[ فقط‬
‫المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪ ] ...‬أن كل صورة اإلبداع‬
‫مصحوبة بالعناصر االنفعالية ‪ ,‬و أن كل عناصر االنفعال تؤثر في اإلبداع) باإلضافة إلى نذا نجد‬
‫نيوتن (‪ ) 1727-1042‬عندما كتشف قانون الجاذبية قال[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية‬
‫الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إنني ألضع موضوع بحثي نصب عيني دائما و أنتظر حتى يلمح‬
‫اإلشراق األول على شيئا فشيئا لينقلب إلى نور جلي ) ‪ ,‬و ما نذا إال لشدة التفكير فيه مما يعكس‬
‫الدور النفسي الكبير في اإلبداع‪.‬‬
‫وعلى الرغ من كل نذه الحجج و البرانين إال إنها ليست كافية إلقرارنا بالقبول أن اإلبداع راجع فقط‬
‫للعوامل النفسية و لقد عالت مدرسة التحليل النفسي في تركيزنا على الالشعور كعامل أساسي في‬
‫اإلبداع مهملة في ذلك الجوانب األخرى ‪ ,‬فالحشطالنية تعتبر اإلبداع قدرة تنظي و تركيب المواقف‬
‫لرؤية األقسا الجزئية في ترابطها و ارتباطها بكيان كلي و عليه ال يمكن اعتبار الالشعور العامل‬
‫الوحيد و األساسي في اإلبداع ‪ ,‬و للتوجيه التربوي أثر في تنمية الملكات الذننية و توجيهها إلى‬
‫حيث تبرز‪.‬‬
‫و على عكس الرأي السابق يرى االجتماعيون أن الفرد ال يبدع إال في وسط اجتماعي تسمح ثقافتنا‬
‫للشخص باإلبداع فالحاجة االجتماعية و متطلباتها ني التي اضطرت اإلنسان لإلبداع و تتقد نذه‬
‫الحاجة دائما في شكل (مشكلة اجتماعية) تتطلب حال مناسبا فإبداع اإلنسان للطائرة أو الحافلة أو‬
‫اآللة الكاتبة كل نذا تقد في شكل مشاكل اجتماعية خاصة لهذا يقول الفيلسوف الفرنسي ريبو‪:‬‬
‫(مهما كان اإلبداع فريد فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي)و لهذا فإن إبداع اإلنسان لألسلحة ووسائل‬
‫الدمار و ابتكاراته التكنولوجية و أجهزته العلمية و مختلف وسائل التقنية و مظهر من مظانر‬
‫متطلبات الحياة االجتماعية ‪ ,‬إما لدفع الضرر أو جلب المنفعة ونجد دور نذا النافع في اليابان التي‬
‫كانت مجرد دولة متخلفة قبل الحرب العالمية (‪ )61‬غير أن الحاجة إلثبات الوجود دفعت بعلمائها إلى‬
‫البحث و التقصي و بذلك تكون الحاجة أ االختراع و مما يؤكد ذلك نو أننا نالحظ أن كل اختراع ال‬
‫يت إال إذا سمح الفكر االجتماعي به ‪ ,‬فاليابان بما توفره من شروط اجتماعية أي من وسائل و‬
‫تقنيات تفرض على الفرد الياباني أن يبدع في جميع الميادين حتى يبقى نو سيد أوضاعه باإلضافة‬
‫إلى كل نذا نجد يونغ و إن كان يتفق مع فرويد في القول بالالشعور إال أنع يعتبره فرديا و جمعيا و‬
‫الالشعور الجمعي في رأيه نو مصدر األعمال الفنية العظيمة و نكذا نالحظ أن للوسط االجتماعي‬
‫تأثير كبير في صور و أساليب اإلبداع و أشكاله حيث أن الواقع االجتماعي و ما فيه من علماء و‬
‫فالسفة و جامعات إنما يفرض بواسطة نؤالء نمطا فكريا على أفراده فل يكن بإمكان العال الفيزيائي‬
‫اإلنجليزي ماكسويل مثال أن يكتشف األمواج الكهرومغناطيسية و بسرعة انتشارنا في القرن العاشر‬
‫ألن نذا االكتشاف يقو على األبحاث و خصائص و منانج و نظريات ل تكن موجودة في مجتمعات‬
‫القرن العاشر و يتضح لنا أن المسائل العلمية يجب أن تتهيأ معها أسباب االختراع و اإلبداع و خاصة‬
‫منها االجتماعية التي تعمل على تحريضه وقد تؤد نذه األسباب إلى تحقيق اإلبداع في بلد دون اآلخر‬
‫و في زمان دون غير نو خالصة القول نو يجب أن يكون لكل إبداع محيط اجتماعي ينبت فيه‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد بحيث أن رد نذه المدرسة اإلبداعية للمجتمع و قيمه أمر ينطوي‬
‫على مغاالة ألنها تهمل دور العوامل النفسية ‪ ,‬وإذا كان األمر كذلك فكيف نفسر خروج الكثير من‬
‫المبدعين عما نو سائد من معايير و قي في مجتمعاتنا ليبدعوا قي و معايير جديدة يفرضونها على‬
‫الجماعة ‪ ,‬و كذلك نجد تاريخ المبدعين في حقب خلت حافل باألمثلة الدالة على ما لقيه بعضه من‬
‫عنت و إساءة من المجتمع‪.‬‬
‫إن النظريتين السابقتين اللتان أشرنا لهما تؤكدان أن اإلبداع مشروط بشروط نفسية (ميوالت) و‬
‫اجتماعية ( قي ) تؤثر فيه و توجهه ذلك أن اإلبداع ليس مجرد إلها مفاجئ أو عملية حدسية كشفية‬
‫أو ظانرة ال شعورية بل أنه صلة عميقة بالحياة في جوانبها النفسية و االجتماعية‪.‬‬
‫و خالصة القول أن األنمية ال تكمن في مانية شروط اإلبداع بل في أنميته ‪ ,‬بحيث أنه يمثل الطفرة ‪,‬‬
‫النوعية للمجتمعات كذلك أن كل إبداع يتوقف على عمل قادر عليه و على حوافز و أعداد قد تستغرق‬
‫سنوات من الدراسات و البحوث و ما علينا إال أن نقول في الختا إال قول القائل‪( :‬قد ال يكون لدى‬
‫المرء أجمل من مخيلة خصبة يمتلكها ‪ ,‬و قد ال يكون ثمة أقسى و أكثر إيالما للفرد من خيال طائش‬
‫جموح‪) .‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪ :‬الجدلية‬
‫الدرس ‪ :‬الدولة و األمة‬
‫اإلشكال‪ :‬يقول انجلز‪( :‬ليست الدولة إال تعبير عن إحدى طبقات المجتمع)‬
‫إن اإلنسان واحد من الكائنات الحية التي ال يمكنها أن تستمر في الوجود بدون االعتماد على الغير إذ‬
‫يولد اإلنسان عاجزا عن تلبية حاجياته و مواجهة الصعاب حيث حياته األولى تمتاز بالبساطة و‬
‫البدائية مثل الصيد و حياة اللهو إلى أن انتق إلى الزراعة و الصناعة فاستقر ‪ ,‬و ظهرت بذلك‬
‫المجتمعات البشرية و ساد نذه األخيرة الصراع الفردي و الجماعي ‪ ,‬ففكر اإلنسان في إنشاء سلطة‬
‫سياسية تحفظ له حقوقه و تردع عنه الظل و تمنعه من أخذ حقوق الناس و التساؤل الذي يطرح‬
‫نفسه نل ما ذنب إليه إنجلز في قوله أن الدولة مجرد تعبير عن إحدى طبقات المجتمع أ أن أصل‬
‫نشأتها غير ذلك ؟‪.‬‬
‫يرى أصحاب النظرية المادية الجدلية " ماركس ‪ ,‬إنجلز " أن الدولة ليست موجودة منذ األزل بل ني‬
‫وليدة ظروف اقتصادية و حضارية معينة و في نذا يقول لينين (‪( :)1924-1876‬قد مر عهد ل‬
‫يكن للدولة وجود و كانت فيه العالقات العامة تستند على المجتمع نفسه و النظا و تنظي العمل على‬
‫قوة العادات و التقاليد و على النفوذ أو االحترا الذي يتمتع به شيوخ الساللة أو النساء…) ‪ ,‬و لكن‬
‫نذا الوضع ل يد فقد تطور المجتمع و بلغ التطور االقتصادي درجة فرضت انقسا المجتمع إلى‬
‫مالكين و غير مالكين و توقف النظا التلقائي ‪ ,‬و بالتالي أصبحت كل وسائل اإلنتاج ملكا لألسياد و‬
‫لهذا كان من الضروري أن تخلق قوة أو جهاز يقمع الكادحين و يرغمه على الخضوع لها إذن‬
‫ليست الدولة في نهاية المطاف إال جهاز قمع تملكه طبقة لقهر طبقة الكادحين و لهذا يقول انجلز‪:‬‬
‫(ليست الدولة إال تعبير عن إحدى طبقات المجتمع‪).‬‬
‫ال ننكر ما ذنب إليه نذه النظرية ألنها اعتمدت على الواقع العتمادنا على القوة و نذا ما يجسده‬
‫المنظر الشيوعي تروتسكي في قوله‪( :‬إن كل دولة تقو على القوة) إال أنها ل تسل من النقد ألن‬
‫القوة مهما كانت عظمتها و قوتها الردعية غير كافية لفرض سلطان أو حاك معين على الشعب‬
‫(القوي اليو ضعيف غدا) كذلك أن إرادة الشعوب ال تقهر ث إن قوة الدولة ليست قوة جسمية فقط‬
‫بل ني قوة أخالق معنوية ألنها تمثل الجماعة خاصة إذا كانت تحتر شعبها و مقدساته‪.‬‬
‫على عكس الرأي األول نجد أنصار المثالية الذين يرون اإلنسان يستطيع أن يرى لنفسه العال الذي‬
‫يليق به ‪ ,‬ث يستعمل الوسائل الالزمة لبلوغ الهدف ‪ ,‬فالجزائري مثال عندما كان مستعمرا كان يعاني‬
‫الظل و االضطهاد فرس لنفسه في االستقالل الصورة المثلى و عمل على تحقيقها في الواقع كذلك‬
‫بالنسبة لألفراد الذين يتخيلون ألنفسه أندافا معينة ث يستعملون ما لديه من وسائل لبلوغها و من‬
‫ننا نستنتج أن التنظي السياسي ليس وليد القوة الجسمية و إنما نو نتيجة تصور العقل و نذا ما‬
‫نجده عند أفالطون في جمهوريته المثالية حيث يرى أن الفضيلة غاية القوي و غابة الدولة ألنها‬
‫المناخ المناسب لتحقيقها و في نذا يقول‪( :‬إن الدولة تنشأ عندما يشعر الفرد بأنه ال يستطيع إشباع‬
‫حاجاته بمفرده فيجتمع الناس ليكمل كل منه اآلخر فتكون من نذا مدينة الفطـرة و تكـون السلـطة‬
‫لـمن يمتلكون القـوة العاملـة و ن الفالسفـة) ‪ ,‬و ل يـمـت نذا بموت أفالطون بل تبناه بعض‬
‫الفالسفة أمثال الفارابي الذي رس لنا نو اآلخر صورة للمدينة الفاضلة و كيف يجب أن تكون في‬
‫مختلف جوانبها السياسية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ,‬و نيجل(‪ )1801-1776‬الذي يرى أن‬
‫الدولة ني إحدى صور العقل و يظهر ذلك في فكره الجدلي الذي يجعل من األسرة قضية و المجتمع‬
‫نقيض القضية و الدولة ني التركيب ‪ ,‬ففي الدولة يصل اإلنسان إلى األخالق العليا و تخضعه لنظا‬
‫جماعي و تخلصه من أنماط حياته الحيوانية و الدولة غاية في حد ذاتها ل توجد من أجل األفراد بل‬
‫األفراد وجدوا من أجلها‪.‬‬
‫لكن القول بهذا الرأي ل يصمد للنقد ذلك أن القول بأن العقل نو الذي يفرض علينا نذا النظا ال‬
‫يؤيده الواقع و ال المنطق إذ لو كان األمر كما يدعى المثاليون لكان نذا النظا الذي يتصوره العقل‬
‫واحدا لدى جميع الناس كما ال يختلفون في الحقائق العقلية كذلك أن التاريخ ل يشهد مثل نذه الدولة‬
‫التي يؤسسها أصحاب القوة العاقلة ‪ ,‬أما فقد أخطأ حينما اعتبر الدولة غاية و جد الفرد ألجلها ألن‬
‫الواقع يثبت عكس ذلك‪.‬‬
‫إن كل نظرية نهجت نهجا معينا في تفسيرنا لهذا األساس و الواقع أن الدولة ل تعتمد في نشأتها‬
‫على عامل واحد من نذه العوامل التي ذكرت في النظريتين و إنما ترجع نشأتها إلى عوامل عدة‬
‫تختلف في أنميتها من دولة ألخرى و ذلك باختالف من حيث الطبيعة و التاريخ و الظروف‬
‫االقتصادية و االجتماعية دون أن ننسى أن للدين الدور البارز في نشأتها‪.‬‬
‫و إذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق فإن نشأة الدولة ال تعود بصفة أساسية للمثالية ألن نذا ل‬
‫يجسد منذ أن قال به أصحابه و نذا ال يجرنا لنقول بالتعمي بأن كل دولة قامت على المادية الجدلية‬
‫ألن نذا ال ينطبق إال على بعض المجتمعات و إنما نشأة الدولة عن طريق تفاعل عدة أسباب و‬
‫مؤثرات سانمة في وجودنا و مهما يكن فإن الدولة أمر ضروري للحفاظ على األمن و االستقرار‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‬
‫الدرس ‪:‬الدولة واألمة‬
‫اإلشكال‪:‬نل يمكن أن يقو مجتمع بدون نظا سياســـي؟‬
‫إن اإلنسان واحد من الكائنات الحية التي ال يمكنها أن تستمر في الوجود بدون االعتماد على الغير‪,‬إذ‬
‫يولد الفرد عاجزا عن تلبية حاجياته ومواجهة الصعاب ‪,‬حيث كانت حياته األولى تمتاز بالبساطة‬
‫والبدائية مثل الصيد والزراعة إلى أن انتقل إلى الصناعة والتجمعات البشرية وساد نذه األخيرة‬
‫العديد من المشاكل ومن ننا بدأ دور الدولة ‪,‬وذلك من خالل تأطيرنا لألفراد وتحقيق األمن‬
‫واالستقرار ‪,‬إالّ أنّ جمهور الفالسفة اختلف في قيمة وأنمية الدولة من خال ل نذا كله يتبادر إلى‬
‫أذناننا التساؤل التالي‪:‬نل يمكن االستغناء عن الدولة أ أ ّنها اإلطار المناسب لممارسة الفرد لحرياته‬
‫والتمتع بحقوقه األساسية؟أو بعبارة أصح نل يمكن أن يقو مجتمع ما بدون نظا سياسي؟‬
‫يرى الفوضويون أن وجود الدولة غير ضروري وبإمكان المجتمعات االستغناء عنها فمن األفضل‬
‫للناس أال يخضعوا للدولة وان يعيشوا حالة فوضى حيث ال يكون في الناس ال حاك وال محكو ألن‬
‫الدولة في نظرن عدو للفرد وتقف ضد التفتح الطبيعي للشخصية كما تضيق مجال االتصال بين‬
‫األفراد وتحد من انتشار القي األخالقية العالمية بوضعها الحدود بين الدول واقتطاع جماعة بشرية‬
‫ضد أخرى إلى جانب نذا فهي تعوقه من ممارسة حريته وعلى أساس نذا فانه يجب علينا كما يقول‬
‫أنصار نذه النظرية أن نزيل الدولة ونبني العالقات اإلنسانية على أساس الحرية الفردية وقد نتساءل‬
‫ما الذي يضمن النظا ويحقق األمن لألفراد وعن نذا يجيب الفوضويون بأنّ الناس سيعملون لصالح‬
‫بعضه البعض دون حاجة إلى قوة تلزمه باالحترا ذلك أن الفرد بالنسبة له ميال بطبيعته إلى‬
‫غيره وعلى شاكلة نذا الطرح نجد الماركسية تدعو إلى االستغناء عن الدولة ألنها في نظرن أداة‬
‫للسيطرة واالستغالل ويتجسد ذلك من خالل ظهور طبقتين األولى ثرية ومالكة لوسائل اإلنتاج والثانية‬
‫طبقة بروليتارية* كادحة ال تملك سوى طاقة العمل ومن ننا فأن ظهور الدولة جاء نتيجة لرغبة‬
‫الطبقة األولى في السيطرة على الطبقة الثانية إلرغامه على الخضوع له ومن ننا فأن الدولة ما‬
‫ني إال جهاز قمع تملكه طبقة لقهر بقية فئات الشعب وفي نذا يقول انجلز(ليست الدولة إال تعبيرا عن‬
‫إحدى الطبقات في المجتمع‪ ).‬ويختصر لينين نذا المعنى بقوله(إن الدولة ني ثمرة التعارضات‬
‫الطبقية المتناحرة ومظهرنا)وتلخيصا لهذا الموقف فأن الدولة ال يجب قيامها ألنها أداة سيطرة‬
‫واستغالل وتقييد للحريات وفي نذا يقول باكونين(إن الدولة مقبرة كبيرة تدفن فيها جميع مظانر‬
‫الحياة الفرديـة‪).‬‬
‫إن نذا الرأي ل يصمد للنقد نظرا لتطرفه فهو ال يعي عواقب ما يترتب عن زوال الدولة إذ تصبح‬
‫الفوضى ني السائدة والغلبة لألقوى ‪,‬ومعنى إلغاء الدولة العودة إلى شرعية الغاب فإذا عمت‬
‫الفوضى ال أحد يمارس حريته بعد ذلك ‪,‬ث إن نذا الموقف فقط على النظ االستبدادية التي عرفتها‬
‫البشرية وما سادنا من انحراف في استخدا السلطة القائمة على القانون ال على اإلرادة الفرديــة‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد من يرى أن الدولة مؤسسة اجتماعية ال غنى عنها وقد كان على‬
‫رأس نذه النزعة روسر‪ ,‬بن خلدون ‪ ,‬فروسر يرى أن قيا مجتمع متحضر متوقف على الدولة التي‬
‫توفر لألفراد ما يسميه روسر ـ بالحريات المدنية ـ فاألفراد عندما يتنازلون عن حقوقه لصالح‬
‫الشخص الجماعي فإنه يتنازلون مقابل حقوق أخرى تسمى بالحقوق المدنية يكفلها له ويحميها‬
‫‪,‬فالمجتمع ننا يضمن له حريات أخرى بديلة وبذلك يكون الشعب نو صاحب السيادة وبالتالي فالدولة‬
‫وجودنا ضروري لحماية الحريات الشخصية ‪,‬إذ تعطي للفرد وجوده األمثل واألسمى ‪,‬أما بن خلدون‬
‫فهو يرى ضرورة االجتماع السياسي ولكنه يشترط وجود وازع سلطاني لوضع حد للطبيعة العدوانية‬
‫لإلنسان حيث يقول(ث إن نذا االجتماع إذا حصل بال شر فالبد من وازع يدفع الناس بعضه عن‬
‫بعض لما في طباعه الحيوانية من العدوان والظل )‪ ,‬ونذا الوازع عنده ال يمكن أن يكون من غير‬
‫اإلنسان فالبد أن يكون واحداً من الناس له الغلبة والسلطان واليد القانرة حتى ال يصل أحد إلى غيره‬
‫بالعدوان ونذا نو معنى الملك أو السلطة لدى بن خلدون ‪ ,‬والذي يربط طبعة االجتماع في البشر‬
‫وبين العدوان فيه ونفى أن يكون الوازع الديني أو العقلي كافيا لمنع الناس عن بعضه البعض ومن‬
‫ننا فإن وجود الدولة ال غنى عنه في إشباع حاجة الناس من حيث األمن واالستقرار وتوفير شروط‬
‫الحياة من نظا وتعاون وعدالة لإلنسان ‪ ,‬ال يكون كل نذا إالّ في وجود إطار مجتمع منظ وال ينتظ‬
‫األفراد إالّ في مجتمع سياسي‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ذلك أن تاريخ الدول يبين أنه كانت معظ الدول أداة تسلط ول تكن‬
‫أبدا أداة إطار منظ لألفراد ث إن التجاوزات التي تقع اليو ننا ونناك وفي مختلف المجاالت دليل‬
‫على أن الدولة أداة تسلط‪.‬‬
‫إن الوعي الذي شهده اإلنسان على المستوى الفكري الذي وصله مكنه من وضع آليات تقيد استعمال‬
‫السلطة وتحولت عالقة المواطن من عالقة رضوخ واستسال إلرادة الحكا إلى عالقة امتثال للقانون‬
‫الذي اشترك المواطن بطريقة أو بأخرى في صياغته ‪ ,‬ومن ننا فإن الدولة ضرورة اجتماعية للحياة‬
‫ضرنا فإنه‬‫المشتركة وازدنارنا لكن الضرورة تقدر بقدرنا فإذا كانت الزمة لنشوء المجتمعات وتح ّ‬
‫يجب أالّ نقضي على الحريات الفردية بل نحميها ونوسعها‪.‬‬
‫وأخيراً وكحوصلة لما سبق فإنه ال يمكن للمجتمع أن يتحضر ويزدنر إالّ في إطار تقدس الحقوق‬
‫وتحمى الحريات وبدون نذه الشروط تصبح الدولة أداة قمع للحريات الشخصية وبالتالي يصبح ال‬
‫فرق بين وجودنا وعدمه ومع كل نذا وذاك تبقى الدولة أداة ضرورية لتنظي األفراد والقضاء على‬
‫أنانية اإلنسان ألن اإلنسان بطبعه أناني‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪ :‬الجدلية‬
‫الدرس ‪ :‬اإلدراك و اإلحساس‬
‫اإلشكال‪ :‬نل اإلدراك محطة لنشاط العقل أ نو تصور لنظا األشياء ؟‬
‫يعد اإلحساس تلك الظانرة النفسية األولية التي تتشابك فيها المؤثرات الخارجية مع الوظائف الحسية‬
‫عن طريق استقبال نذه المؤثرات و تكيفها مع طبيعة الموقف ‪ ,‬أما اإلدراك فيعتبر نوعا من البناء‬
‫الذنني و عملية إنشائية متشابكة يتدخل فيها الحاضر بمعطياته الحسية و الماضي بصوره و ذكرياته‬
‫‪ ,‬و لهذا فقد اختلف الفالسفة في تفسير عملية اإلدراك فمنه من أرجعه إلى العال الخارجي و بنيته ‪,‬‬
‫و منه من أرجعه إلى العقل و التساؤل الذي يطرح نفسه‪ :‬نل اإلدراك نشاط ذنني أ أنه استجابة‬
‫كلية للمدركات الخارجية ؟ أو بعبارة أصح ‪ :‬نل اإلدراك مجرد محصلة لنشاط العقل أ نو تصور‬
‫لنظا األشياء ؟‪.‬‬
‫يرى أنصار النظرية الذننية و على رأسها "ديكارت ‪ ,‬واركلي ‪ ,‬أالن "فديكارت يميز بين األفكار التي‬
‫ني حسبه أحوال نفسية موجودة داخل الذات و بين األشياء التي تعتبر امتداد لها يقول ديكارت‪:‬‬
‫(العال ليس ما أفكر فيه بل ما أحياه) ‪ ,‬و نذه النظرية في أساسها قائمة على التميز بين اإلحساس و‬
‫اإلدراك ‪ ,‬فاإلحساس مرتبط بالبدن ألن المحسوسات مجرد تعبيرات ذاتية قائمة فينا ‪ ,‬أما اإلدراك فهو‬
‫مرتبط بالعقل و حسبه أن إدراك شيء ممتد إنما يكون بواسطة أحكا تصفى على الشيء و صفاته و‬
‫كيفياته الحسية و منه يكون إدراك المكان عمال عقليا فال يمكن أن يكون وليد اإلحساس ‪ ,‬و إنما‬
‫نتيجة حك نصدره عند تفسيره معطيات الحس بالمقارنة بي أبعادنا الظانرية و في نذا يقول‬
‫ديكارت‪( :‬إنني حين أنظر من النافذة أشاند رجاال يسيرون في الشارع مع أني في الواقع ال أرى‬
‫بالعين المجردة سوى قبعات و معاطف متحركة ‪ ,‬و لكن على الرغ من ذلك أحك بأنه أناس) ‪ ,‬و‬
‫نكذا يصل إلى نتيجة مفادنا‪( :‬و إذن فأنا أدرك بمحض ما في ذنني من قوة الحك ما كنت أحس بأني‬
‫أراه بعيني) ‪ ,‬و قد أكد واركلي (بأن تقدير مسافة األشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حك مستند‬
‫إلى التجربة) ‪ .‬مما جعله يرى بأن األعمى ال يمكن أن يكون لديه أية فكرة عن المسافة البصرية إذا‬
‫استعاد بصره فالشمس و النجو و أقرب األشياء و أبعدنا تبدو له جميعا موجودة في عينه بل في‬
‫فكره ‪ ,‬و قد جاءت أعمال الجراح اإلنجليزي شيزلند فيما بعد بحوالي عشرين سنة تثبت صحة رأي‬
‫واركلي و نذا األخير يرى بدوره أنه توجد عالقة بين الذات و الموضوع ‪ ,‬و نكذا يصل إلى القول‪:‬‬
‫(و جود الشيء قائ في إدراكي أنا له) ‪ ,‬و على شاكلة نذا الطرح نجد الفيلسوف الفرنسي أالن حيث‬
‫يرى أننا ندرك األشياء كما تعطيه لنا حواسنا و يقد مثاال على ذلك المكعب ‪ ,‬فإننا ال نرى منه على‬
‫األكثر إال تسعة أضالع من بين أضالعه اإلثنى عشر و ثالث سطوح من بين سطوحه الستة و رغ‬
‫كل نذا فنحن ندركه مربعا و معنى نذا أن المكعب معقول و ليس محسوس‪.‬‬
‫رغ كل نذه الحجج و األدلة إال أن نذه النظرية ل تصمد للنقد ذلك أنه و كما يرى بعض الفالسفة ل‬
‫تكن نذه النظرية على صواب حين ميزت بين اإلحساس و اإلدراك و فصلت بين وظيفة كل منهما في‬
‫المعرفة فإن كان اإلحساس نو الجسر الذي يعبره العقل أثناء اإلدراك فإن ذلك يعني بالضرورة أن‬
‫لإلحساس وظيفة يؤديها في عملية اإلدراك ‪ ,‬و بدونه يصبح اإلدراك فعال ذننيا مستحيال ‪ ,‬باإلضافة‬
‫إلى أن مغاالة نذه النظرية في دور التبرير الذنني يهمش و يستثني الحواس في تعرفنا على المكان‬
‫أو الشيء المدرك‪.‬‬
‫على عكس الرأي السابق نجد المدرسة الحشطالنية التي ترفض التمييز بين اإلحساس و اإلدراك‪ ,‬كما‬
‫ترفض أن يكون اإلدراك مجموعة احساسات بل اإلدراك من أول ونلة نو إدراك لمجموعات ذات‬
‫صور و بنيات ‪ ,‬فاإلدراك في نظرنا نو استجابة كلية للبيئة أو جواب لما تفرضه علينا ‪ ,‬و بناء على‬
‫نذا فإنه في عملية اإلدراك ال تعطي المعطيات صورنا الذننية عن طريق الحك العالي و إنما تدرك‬
‫الموضوعات التي تبرز في مجال إدراكنا فتجعلنا ننتبه إليها دون غيرنا ‪ ,‬ناته الموضوعات البارزة‬
‫تسمى أشكاال و صيغا و حسب النظرية فإن العال الخارجي موجود على شكل منظ و في قوانين‬
‫معينة لذلك فإنها ترى أننا ندرك صيغا و أشكاال لها خصائص نندسية (الشكل – البروز – الحج‬
‫…)و ذلك بناء على عوامل موضوعية منها‪:‬‬
‫أ‪*/‬عامل التقارب‪:‬التنبيهات الحسية المتقاربة في الزمان و المكان تبدو في مجال إدراكنا كوحدة‬
‫مستقلة في الشكل ‪)………(1‬ندرك النقاط على شكل سلسلة ‪ ,‬و في الشكل ‪).. .. ..(2‬ندرك النقاط‬
‫كصيغة مستقلة (منفردة ‪ ,‬زوجية‪).‬‬
‫ب‪*/‬عامل التشابه‪:‬ندرك التنبيهات المتشابهة في اللون و الحج و الشكل و الحركة كاألشياء و النقاط‬
‫كصيغة مستقيمة مثل الشكل ‪( 0‬ــ ــ ــ ‪ ). . .‬الذي يفرض علينا أن ندرك النقاط كصيغة و الخطوط‬
‫كصيغة أخرى‪.‬‬
‫ج‪*/‬عامل اإلغالق يلعب دورا ناما في السلوك و خاصة الغريزي منه و معناه أن األشياء و األشكال‬
‫تميل إلى االكتمال في إدراكنا مثال الشكل ‪ ) ( 4‬الدائرة تدرك كدائرة حين عندما يكون محيطها غير‬
‫مكتمل و قد نتعرف على شخص ما ربما فقط عند رؤية بعض مالمحه‪.‬‬
‫نذه تعد أن القوانين التي تنظ عملية اإلدراك عند أصحاب النظرية الحشطالنية و ني في نظرن ال‬
‫تصدق على مجال البصر فقط بل تتعداه إلى كل المجاالت الحسية األخرى فاألصوات ني عبارة عن‬
‫بنيات أو صيغ ندركها عن طريق السمع ‪ ,‬و الدليل في ذلك نو أنه عندما نسمع أغنية ما ندرك‬
‫كوحدة مألوفة من اللحن و الكلمات و اإليقاع أي كبنية متكاملة و ال ندركها كأجزاء مفصلة‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ذلك أنه قلل من دور الذات العارفة في عملية اإلدراك لبنية الشيء‬
‫المدرك و نو أيضا من جهة أخرى تابع لبنية الذات المدركة‪.‬‬
‫إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتان نو أنهما فصلتا بين الذات و العوامل الموضوعية (الخارجية)‬
‫في عملية اإلدراك و قد جاءت النظرية العضوية لتقف موقفا عضويا فهي ترى أن إدراك المكان نو‬
‫نتيجة لتظافر جميع المؤثرات الحسية التي يستقبلها الفرد في لحظة ما سواء أصدرت عن الذات أو‬
‫الموضوع و ن يعتمدون على مسلمتين فاألولى أن أي تغيير يحدث في الذات أو الموضوع يؤثر و‬
‫يحدث فقدان التوازن بينهما فإدراك خصائص منظر ما من بعيد عند غلق إحدى العينين ينتج عنه‬
‫غياب المساحة المقابلة لمجال إبصار العين المغلقة و بالمقابل فوضع ستار ما على نصف حائط يمنع‬
‫رؤية ما يوجد خلف الستار فهناك عالقة تكامل و تطابق بين الذات و الموضوع (و كذلك األحوال‬
‫النفسية و ال سلوكات) ‪ ,‬أما المسلمة الثانية فإنها كذلك تستجيب للمنبهات الحسية فإدراكنا لألشياء‬
‫يتأثر بحسب قوتها (نستجيب لصوت السيارة أكثر من حديث الشخص ‪ ,‬و يزعجنا نباح الكلب أكثر‬
‫من قطعة موسيقية ‪ ,‬و نطمئن لنباح الكلب إذا خفنا من السرقة‪).‬‬
‫و أخيرا و كحوصلة لما سبق فإنه في عملية اإلدراك ال بد من توفر شرطين أساسيين نما الذات و‬
‫الموضوع لما يحمالنه من تطابق و أمل و بدون توفر الشرطين يصبح اإلدراك عمال ناقصا إذا‬
‫فإدراكنا المكان نتيجة لتحصيل عقلي باإلضافة إلى العوامل الموضوعية‪.‬‬
‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اإلشكال‪ :‬نل أساس االحتفاظ بالذكريات بيولوجي أ اجتماعي؟‬


‫يمتاز اإلنسان بقدرته على استخدا ماضيه و االستفادة منه للتكيف مع ما يواجهه من ظروف فهو ال‬
‫يدرك الجديد إالّ تحت نور الماضي أو الذكريات ‪,‬ونذه الذكريات ني التي تقد له مواده األولية‬
‫لتنشيط مختلف ملكاته العقلية ولكن نذه الذكريات كيف يمكن لها أن تبقى في متناولنا ؟ أين وعلى‬
‫أي شكل تكون ذكرياتنا في الحالة التي ال نضطر إلى استحضارنا ؟ وكيف تستمد حياتها عند الحاجة‬
‫؟ أو بعبارة أصح نل أساس ذكرياتنا بيولوجي أ اجتماعي ؟‪.‬‬
‫يرى أنصار النظرية المادية وبوحي من الفكرة الديكارتية القاتلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجس ‪,‬‬
‫أي االنطباعات التي تحدثها األشياء الخارجية في الدماغ وتبقي بقاءنا على لوحة التصوير‪ ,‬أي أن‬
‫الذكريات تترك لها آثاراً في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على اسطوانة اإللكتروفون وبمعنى‬
‫أصح أن المخ كالوعاء على حد تعبير تين يستقبل ويخزن مختلف أنواع الذكريات ولكل ذكرى ما‬
‫يقابلها من خاليا عصبية حتى ذنب بعضه إلى التساؤل ما إذا كانت الخاليا الموجودة في الدماغ‬
‫كافية من حيث العدد لتسجيل كافة االنطباعات ويعتبر رائد نذه النظرية ريبو الذي يرى في كتابه ـ‬
‫أمراض الذاكرة ـ [ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬أن‬
‫الذاكرة ظانر بيولوجية المانية سيكولوجية العرض)‪ ,‬وحسبه أن الذكريات تحفظ في خاليا القشرة‬
‫الدماغية وتسترجع عندما تحدث إدراكات مماثلة لها ‪ ,‬وأن عملية التثبيت تت عن طريق التكرار ‪,‬‬
‫والذكريات الراسخة فيما يرى ريبو ني تلك التي استفادت من تكرار طويل ولهذا فال عجب إذا بدأ‬
‫تالشيها من الذكريات الحديثة إلى الذكريات القديمة ‪ ,‬بل ومن الحركية إلى العقلية بحيث أننا ننسى‬
‫األلقاب ث األوصاف فاألفعال فالحركات ‪ ,‬ولقد استند ريبو إلى المشاندات الباثولوجية ـ المرضية ـ‬
‫مثل األمنيزيا وبعض حاالت األفازيا الحركية ‪ ,‬وحسبه أن زوال الذكريات يكون عندما تحدث إصابات‬
‫على مستوى الخاليا التي تحملها مثل الحبسة ‪ ,‬وبهذا تصبح الذاكرة مجرد خاصية لدى األنسجة‬
‫العصبية ‪ ,‬ويستدل ريبو أيضا بقوله أنه عندما تحدث إصابة ألحد األشخاص الذين فقدوا ذاكرته فإنه‬
‫كثيراً ما تعود إليه الذاكرة بنفس الصدمة ونذا من أكبر األدلة على حسية الذاكرة وماديتها ‪ ,‬وقد‬
‫جاءت تجارب بروكا تثبت ذلك بحيث أنه إذا حدث نزيف دموي في قاعدة التلفيف الثالث يولد مرض‬
‫الحبسة ‪ ,‬كما أن فساد التلفيف الثاني يولد العمى اللفظي وأن فساد التلفيف األول يولد الصم اللفظي‬
‫‪ ,‬ويعطي الدكتور دولي براول مثال عن بنت في ‪ 20‬من عمرنا أصابتها رصاصة في المنطقة‬
‫الجدارية اليمنى ومن جراء نذا أصبحت ال تتعرف على األشياء التي توضع في يدنا اليسرى رغ‬
‫أنها بقيت تحتفظ بالقدرة على مختلف اإلحساسات النفسية والحرارية واأللمية فإذا أي شيء في يدنا‬
‫اليسرى وصفت جميع خصائصه وعجزت عن التعرف عليه ‪ ,‬وبمجرد أن يوضع في يدنا اليمنى‬
‫تعرفت عليه بسرعة ونكذا تبدو الذكريات كما لو كانت في منطقة معينة من الدماغ ويضيف ريبو‬
‫دليالً آخر نو أنه لو أصيب أحد األشخاص الذين فقدوا ذاكرته على مستوى الدماغ إصابة قوية ربما‬
‫استعاد ذاكرته ونذا من أقوى األدلة على حسية الذاكرة وماديتها‪.‬‬
‫على الرغ من كل نذه األدلة والحجج إالّ أن نذه النظرية ل تصمد للنقد ألن التفسير المادي الذي‬
‫ظهر في القرن ‪ 19‬ال يمكنه أن يصمد أما التجربة وال أما النظر الدقيق ففي نذا الصدد نجد‬
‫الفيلسوف الفرنسي برغسون الذي يرى بأن نذه النظرية تخلط بين الظوانر النفسية و الظوانر‬
‫الفيزيولوجية فهي تعتبر الفكر مجرد وظيفة للدماغ ‪ ,‬كذا أن المادة عاجزة عن تفسير الذاكرة يقول[‬
‫فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬لو صح أن تكون الذكرى‬
‫شيء ما ستحفظ في الدماغ ‪ ,‬لما أمكنني أن أحتفظ بشيء من األشياء بذكرى واحدة بل بألوف‬
‫الذكريات) ‪ ,‬أما بالنسبة لمرض األفازيا فإن الذكرى ال تزال موجودة إالّ أن المريض يصير غير قادر‬
‫على استرجاعها حتى يحتاج إليها ويذكر الطبيب جون دوالي أن أحد المصابين باألمينزيا الحركية فقد‬
‫تماما إرادة القيا بإشارة الصليب إالّ انه توصل تلقائيا إلى القيا باإلشارة عند دخوله الكنيسة‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي األول يرى أنصار النظرية االجتماعية أن الغير نو الذي يدفعنا إلى تذكر الحوادث‬
‫أي التي اشترك معنا فيها في األسرة أو الشارع أو المدرسة وفي نذا يقول نالفاكس[ فقط المشتركين‬
‫فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إنني في أغلب األحيان عندما أتذكر فإن‬
‫ذاكرتي تعتمد على ذاكرة الغير) ‪ ,‬ولقد كان على رأس نذه النظرية بيارجاني ‪,‬نالفاكس فه يرون أن‬
‫الذاكرة تجد في الحياة االجتماعية المجال الخصب الذي تستمد منه وجودنا وحين نحاول معرفة‬
‫صلتها العضوية بالجس إنما كنا نبحث عن معرفة اآللية التي تترج الذكريات الماضية و السلوك‬
‫الرانن والواقع أن نذا السلوك نو الذي يربط بين الفرد واآلخرين غير أن الذاكرة بمعنانا االجتماعي‬
‫تأخذ بعدا أكبر من نالفاكس فهو يرى أن الذاكرة ترجع إلى المجتمع فالفرد مهما اتس شعوره‬
‫بالفردية المتميزة إلى أبعد الحدود فإن جميع أنواع السلوك التي ني مواد ذكرياته تبقى وتظل‬
‫اجتماعية واللحظات الوحيدة المستثناة ني أثناء النو أي األحال حيث ينعزل الفرد بكليته عن‬
‫اآلخرين إالّ أن األحال تبقى ذات طبيعة مختلفة عن الذكريات يقول نالفاكس[ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن الحل ال يعتمد سوى على ذاته في حين أن‬
‫الذكريات تستمد وجودنا من ذكريات اآلخرين ومن القاعدة العامة للذاكرة االجتماعية)‪ ,‬ويكون‬
‫التفان بواسطة اللغة في الوقت ذاته فهي اإلطار األول واألكثر ثباتا للذاكرة االجتماعية ‪ ,‬ونكذا‬
‫فالعقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط االجتماعي إذاً فال وجود لذاكر فردية فالذاكرة ني ذاكرة‬
‫جماعية ‪ ,‬ني ذاكرة الزمرة واألسرة والجماعة الدينية والطبقة االجتماعية واألمة التي تنتمي إليها‬
‫وفي جميع األحوال فإن ذكرياتنا ترتبط بذكريات الجماعة التي ننتمي إليها ‪ ,‬فاإلنسان ضمن الجماعة‬
‫ال يعيش ماضيه الخاص بل يعيش ماضيه الجماعي المشترك فاالحتفاالت الدينية والوطنية ني إعادة‬
‫بنا الماضي الجماعي المشترك‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد مع أنه اعتمد على الواقع ‪ ,‬فصحيح أن الذاكرة تنظ داخل أطر‬
‫اجتماعية ولكن ليس العامل االجتماعي عامالً أساسيا وكافيا لوحده ألنه بإمكان الفرد أن يتذكر شيئا‬
‫ذا قيمة بالنسبة له وحده باإلضافة إلى أنه إذا كان تذكر الفرد يكون دائما من خالل ماضيه المشترك‬
‫مع الجماعة فيكون ذلك معناه أن شعور الفرد جزء من شعور الجماعة ونذا أمر مستحيل‪.‬‬
‫أن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتين أنهما عالجتا موضوع الذاكرة المعقد كل على حدا وذلك‬
‫الختالف منهجه في حين أن الذاكرة عملية تتظافر فيها جميع العوامل الخارجية المتمثلة في‬
‫الجماعة باإلضافة إلى كل نذا فإنه ال يمكن أن نقف موقف اختيار بين النظريتين وال يمكننا أيضا‬
‫قبولهما على أنها صادقة فإذا كانت النظرية المادية قد قامت على بعض التجارب فقد تبين مدى‬
‫الصعوبة التي تواجه التجربة أما االجتماعية فإنها تبقى نسبية نظراً لإلرادة التي يتمتع بها الفرد دون‬
‫أن ننسى الجانب النفسي للفرد‪.‬‬
‫وخالصة القول أنه من غير الممكن إرجاع الذاكرة إلى عامل واحد ألنها عملية عقلية تتظافر فيها‬
‫جملة من العوامل الذننية والعضوية االجتماعية وبهذا فإن أساس الذكريات نتاج اجتماعي وبيولوجي‬
‫معا ً‪.‬‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪ :‬الجدلية‬
‫الدرس ‪ :‬الذاكرة‬
‫اإلشكال‪ :‬كيف يمكن تفسير حفظ الذكريات في حالة الكمون؟‬
‫ي متاز اإلنسان بقدرته على استخدا ماضيه و االستفادة منه للتكيف مع ما يواجهه من ظروف فهو ال‬
‫يدرك الجديد إالّ تحت نور الماضي أو الذكريات ‪,‬ونذه الذكريات ني التي تقد له مواده األولية‬
‫لتنشيط مختلف ملكاته العقلية ولكن نذه الذكريات كيف يمكن لها أن تبقى في متناولنا؟ أين وعلى أي‬
‫شكل تكون ذكرياتنا في الحالة التي ال نضطر إلى استحضارنا؟ وكيف تستمد حياتها عند الحاجة؟ أو‬
‫بعبارة أصح نل ما ذنبت إليه النظرية المادية في أن الذكريات تكمن في ثنايا الجس صحيح أ أن‬
‫نناك تفسيراً آخر؟‪.‬‬
‫يرى أنصار النظرية المادية وبوحي من الفكرة الديكارتية القاتلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجس ‪,‬‬
‫أي االنطباعات التي تحدثها األشياء الخارجية في الدماغ وتبقي بقاءنا على لوحة التصوير‪ ,‬أي أن‬
‫الذكريات تترك لها آثاراً في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على اسطوانة اإللكتروفون وبمعنى‬
‫أصح أن المخ كالوعاء على حد تعبير تين يستقبل ويخزن مختلف أنواع الذكريات ولكل ذكرى ما‬
‫يقابلها من خاليا عصبية حتى ذنب بعضه إلى التساؤل ما إذا كانت الخاليا الموجودة في الدماغ‬
‫كافية من حيث العدد لتسجيل كافة االنطباعات ويعتبر رائد نذه النظرية ريبو الذي يرى في كتابه ـ‬
‫أمراض الذاكرة ـ [ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬أن‬
‫الذاكرة ظانر بيولوجية المانية سيكولوجية العرض)‪ ,‬وحسبه أن الذكريات تحفظ في خاليا القشرة‬
‫الدماغية وتسترجع عندما تحدث إدراكات مماثلة لها ‪ ,‬وأن عملية التثبيت تت عن طريق التكرار ‪,‬‬
‫والذكريات الراسخة فيما يرى ريبو ني تلك التي استفادت من تكرار طويل ولهذا فال عجب إذا بدأ‬
‫تالشيها من الذكريات الحديثة إلى الذكريات القديمة ‪ ,‬بل ومن الحركية إلى العقلية بحيث أننا ننسى‬
‫األلقاب ث األوصاف فاألفعال فالحركات ‪ ,‬ولقد استند ريبو إلى المشاندات الباثولوجية ـ المرضية ـ‬
‫مثل األمنيزيا وبعض حاالت األفازيا الحركية ‪ ,‬وحسبه أن زوال الذكريات يكون عندما تحدث إصابات‬
‫على مستوى الخاليا التي تحملها مثل الحبسة ‪ ,‬وبهذا تصبح الذاكرة مجرد خاصية لدى األنسجة‬
‫العصبية ‪ ,‬ويستدل ريبو أيضا بقوله أنه عندما تحدث إصابة ألحد األشخاص الذين فقدوا ذاكرته فإنه‬
‫كثيراً ما تعود إليه الذاكرة بنفس الصدمة ونذا من أكبر األدلة على حسية الذاكرة وماديتها ‪ ,‬وقد‬
‫جاءت تجارب بروكا تثبت ذلك بحيث أنه إذا حدث نزيف دموي في قاعدة التلفيف الثالث يولد مرض‬
‫الحبسة ‪ ,‬كما أن فساد التلفيف الثاني يولد العمى اللفظي وأن فساد التلفيف األول يولد الصم اللفظي‬
‫‪ ,‬ويعطي الدكتور دولي براول مثال عن بنت في ‪ 20‬من عمرنا أصابتها رصاصة في المنطقة‬
‫الجدارية اليمنى ومن جراء نذا أصبحت ال تتعرف على األشياء التي توضع في يدنا اليسرى رغ‬
‫أنها بقيت تحتفظ بالقدرة على مختلف اإلحساسات النفسية والحرارية واأللمية فإذا أي شيء في يدنا‬
‫اليسرى وصفت جميع خصائصه وعجزت عن التعرف عليه ‪ ,‬وبمجرد أن يوضع في يدنا اليمنى‬
‫تعرفت عليه بسرعة ونكذا تبدو الذكريات كما لو كانت في منطقة معينة من الدماغ ويضيف ريبو‬
‫دليالً آخر نو أنه لو أصيب أحد األشخاص الذين فقدوا ذاكرته على مستوى الدماغ إصابة قوية ربما‬
‫استعاد ذاكرته ونذا من أقوى األدلة على حسية الذاكرة وماديتها‪.‬‬
‫على الرغ من كل نذه األدلة والحجج إالّ أن نذه النظرية ل تصمد للنقد ألن التفسير المادي الذي‬
‫ظهر في القرن ‪ 19‬ال يمكنه أن يصمد أما التجربة وال أما النظر الدقيق ففي نذا الصدد نجد‬
‫الفيلسوف الفرنسي برغسون الذي يرى بأن نذه النظرية تخلط بين الظوانر النفسية و الظوانر‬
‫الفيزيولوجية فهي تعتبر الفكر مجرد وظيفة للدماغ ‪ ,‬كذا أن المادة عاجزة عن تفسير الذاكرة يقول[‬
‫فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬لو صح أن تكون الذكرى‬
‫شيء ما ستحفظ في الدماغ ‪ ,‬لما أمكنني أن أحتفظ بشيء من األشياء بذكرى واحدة بل بألوف‬
‫الذكريات) ‪ ,‬أما بالنسبة لمرض األفازيا فإن الذكرى ال تزال موجودة إالّ أن المريض يصير غير قادر‬
‫على استرجاعها حتى يحتاج إليها ويذكر الطبيب جون دوالي أن تذكر الشيء يجب أو باألحرى يكون‬
‫على حدوث موقف يستدعي تذكر أو عند حدوث موقف مشابه للذكرى‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي األول ظهر االتجاه الروحي وعلى رأسه الفيلسوف الفرنسي برغسون الذي يرى‬
‫أنه ال حاجة للذكريات إلى مخزن فما ني من األشياء التي وتلمس ولكن يمكن القول مجازاً بأن‬
‫الذكريات موجودة في الفكر فالذاكرة شعور قبل كل شيء فالبد من شعور بمرور الزمن ‪ ,‬فالشعور‬
‫بالزمن نو في الحقيقة شعور بتواصل الحية النفسية ‪ ,‬إن كل لحظة فيما يرى برغسون تتضمن‬
‫عالوة على سابقتها تلك الذكرى التي خلفتها اللحظة السابقة ولكن نذا ال يعني أن الديمومة بال‬
‫ماضي‪ ,‬إن الحاضر إدراك للماضي وانعطاف نحو المستقبل وحسبه أن الذاكرة نوعان ‪ :‬ذاكرة عبارة‬
‫عن عادة مكتسبة بالتكرار لها جهاز محرك في الجهاز العصبي ووظيفتها استعادة الماضي بطريقة‬
‫آلية بحتة مثل الذاكرة التي تعي الشعر و النثر المحفوظ أما األخرى فهي عبارة عن تصور بحت وني‬
‫كما تدعى ذاكرة النفس وني حياة وديمومة تعيد لنا الماضي باعتباره شيئا خالصا ‪ ,‬فإذا كانت األولى‬
‫تعيد لنا الماضي إعادة ترديدية فالثانية تتصوره وإذا كان مركز األولى البدن وأداتها المخ فالثانية‬
‫تستغني عن البدن من حيث المبدأ ولكنها تتحقق عن طريقه أو حسبه أن الذكريات التي تظهر إنما‬
‫ني الذكريات النافعة للعمل الحاضر أما الباقي منها فيبقى في الالشعور وال يتجلى إالّ متى يضعف‬
‫انتباننا للحياة أي في األحال حيث يقول برغسون في كتابه ـ الطاقة الروحية ـ [ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬أن الذكريات التي كما نعتقد أنها ذنبت تعود‬
‫من جديد وبدقة جلية ‪ ,‬فنحيي بكل تفصيل مشاند الطفولة المنسية ونتكل لغات التي ال نذكر أننا‬
‫تعلمنانا) إذاً فإن ما يظهر من ماضينا إالّ ما يكون تمهيداً للمستقبل وما الدماغ إالّ مجرد أداة‬
‫الستحضار الذكريات ال لالحتفاظ بها أما عن انقالب الذكريات فيرجعها إلى اضطراب في األجهزة‬
‫المحركة فالذاكرة عنده ليست وظيفة من وظائف الدماغ وإنما ني عملية نفسية يشترك فيها الجس‬
‫والنفس فالنفس تتعرف والجس ـ الدماغ ـ نو الذي يستدعي أو يسني‪.‬‬
‫الرأي ل يصمد للنقد حيث يرى ميرلونتي أن‬ ‫على الرغ من كل نذه الحجج و األدلة إالّ أن نذا ّ‬
‫برغسون ل يحل المشكلة عندما استبدل اآلثار البيولوجية باآلثار النفسية فكالنما انعكاسات إلدراكات‬
‫سابقة ونذا ال يفسر لنا كيف تعود اآلثار المادية أو الصور النفسية إلى الشعور ع طريق إثارتهما‬
‫كما لو كانت حوادث ماضية فقد أخطأ برغسون في تفريقه بين أنواع الذاكرة فالحركة والتصور‬
‫مظهران لكل عادة وال وجود لعادة حركية بدون تصور ‪ ,‬وأخطأ كذلك عندما رأى أن الذكريات تظهر‬
‫بمجرد أن نغفل عن الماضي وال يظهر منها إالّ ما نو نافع‪ :‬فاألولى تعني أننا نعود إلى الماضي و‬
‫الصحيح أننا ال نعود إلى الماضي بل لركبه في الحاضر ‪ ,‬والثانية غير صحيحة ألننا كثيراً ما نجد‬
‫صعوبات في تذكر ذكريات نكون في أمس الحاجة إليها ـ يو االمتحان ـ‬
‫إن العيب الذي وقعت فيه النظريتين أنهما أرجعتا الذاكرة إلى عامل واحد دون النظر إلى العوامل‬
‫األخرى في حين أن الذكرى عمل ينبعث من الشعور وحك يصدر من العقل ونذا األخير في حكمه‬
‫يعود ببعض الحوادث إلى الماضي ‪ ,‬كذلك أن نذه العملية تتضافر فيها جملة من العوامل العضوية ‪,‬‬
‫باإلضافة إلى االجتماعية إذاً فهي كما يقول برادين [ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط‬
‫‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن بناء الماضي بفضل العقل ويمكن القول عند االقتضاء أن ذكرياتنا ني‬
‫حاضرة في فكرنا الرانن وفكرنا ال معنى له بمعزل عن العال الخارجي‪) .‬‬
‫وأخيراً إذا أردنا الخروج بحوصلة فإن الذكرى على حد رأي دوالكروا نشاط يقو به الفكر وإمضاء‬
‫من تسجيله فهي ليست صورة وإنما حك على الصورة في الزمن والبد إذا من استبعاد الفكرة التي‬
‫تعتبر الذاكرة وعاء يستقبل آليا أي الشيء فهي تبدو لنا كنشاط يمارسه الشخص ويثبت فيه ماضيه‬
‫تبعا النتماماته وأحواله‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة ‪:‬جدلية‬
‫الدرس ‪ :‬التفكير العلمي‬
‫اإلشكال‪:‬نل تطور التفكير العلمي في أساسه يعتمد على اتصال المعارف وتراكمها أ العكس؟‬
‫يمتاز اإلنسان على بقية الكائنات بالعقل والتفكير الذي يطلق عليه مختلف النشاطات العقلية التي يقو‬
‫بها اإلنسان من تصور وتذكر وحك وتأمل فل يصل إلى ما وصل إليه من تطور وتقد إال بفضل‬
‫النشاط الفكري ونذا يدل على أن تطور سلوك اإلنسان ورقيه تابع لتطور فكره غير أن التفكير الذي‬
‫يمكن اإلنسان من بلوغ أعلى درجات التقد والرقي الحضاري نو التفكير العلمي الذي بدوره يبحث‬
‫في الظوانر المختلفة من أجل اكتشاف العالقات الثابتة التي تتحك فيها أو القوانين التي تفسرنا‬
‫وني تعتبر أصدق تعبير عن المعرفة العلمية وخصائصها والسؤال المطروح الذي يتبادر إلى أذناننا‬
‫نو‪:‬نل تطور التفكير العلمي على أساس اتصال المعارف وتراكمها أ على أساس انفصالها‬
‫وتعارضها ؟‬
‫يرى أنصار النزعة االتصالية أن النشاط الفكري لإلنسان البدائي األول ال يكاد ينفصل عن معتقداته‬
‫في األسطورة والخرافة والسحر والدين ‪,‬و نذا ما يراه دوركاي (إن أقد الظوانر االجتماعية ني‬
‫الدين وفي البدء كان كل شيء دينيا) ‪,‬ونذا الرأي سبقه إليه أستاذه أوغست كونت الذي أوجد قانون‬
‫األطوار الثالثة وانطالقا من نذا القانون فإن معارفنا مرت بثالث مراحل وني ‪ :‬الالنوتية‬
‫والميتافيزيقية والوضعية ففي الطور األول كان العقل البشري في نظرن يبحث في العلل األولى‬
‫والغائية وفي كنه الموجودات ومصيرنا وكان الطابع المميز لهذه المرحلة نو االعتماد على الخيال‬
‫أكثر من سواه فالظوانر تحدث بفعل قوى مختلفة العدد تختفي وراء الظوانر وقد يقل عددنا أو يكثر‬
‫وتسمى بأسماء مختلفة كاآللهة والجن والشياطين ومعنى نذا أن التفسير يستند إلى الكائنات المفارقة‬
‫للطبيعة ‪,‬أما الطور الميتافيزيقي فالتفكير في نذه المرحلة ال يكاد يختلف عن المرحلة األولى إذ أن‬
‫اإلنسان بقي يبحث في كنه األشياء وأصلها ولكنه راح يفسر الظوانر بقوى مجردة خفية يتونمها في‬
‫باطن األشياء كتفسير ظانرة النمو في النبات بقوة اإلنبات ويفسر سقوط األجسا بقوة الثقل ولهذا‬
‫أبعد اإلنسان المشخص وأحل بدله المجرد واعتمد على االستدالل العقلي مطرحا الخيال وبقيت‬
‫المشاندة تحتل مكانة ثانوية ‪,‬أما الطور الوضعي يفسر بأنه عندما أصاب اإلنسان اليأس في الحصول‬
‫على أفكار مطلقة باالعتماد على البحث العقلي في أصل الكون وعلله الحقيقية فراح يهت بتفسير‬
‫الظوانر بربطها ببعضها البعض وذلك باالستناد إلى ما تقدمه لنا المشاندة الحسية وبهذا استعاض‬
‫عن التفكير العيني بوضع القوانين التي تربط العالقات المطردة بين الظوانر ونكذا وصلت العلو في‬
‫تطورنا نحو الكمال إلى المرحلة الوضعية بعد أن مرت بمرحلتين تمهيديتين وعد كونت نذه المرحلة‬
‫ني آخر المراحل التي مربها العقل البشري في تطوره نحو الكمال ونناك أدلة كثيرة تبين اتصال‬
‫حلقات العل وتوضح الدور الذي يلعبه تطور الوسائل المتقدمة ومن ذلك أن قوانين مندل في عل‬
‫الوراثة كانت منطلقا حاسما بالنسبة للقوانين التي توصل إليها مورغان فيما بعد حين كشف أن‬
‫الطريقة العامة التي تتوزع بها الصفات الوراثية عبر األجيال واعتمد في ذلك على المالحظة المجردة‬
‫وال شك أن نذه الواقعة وغيرنا تدل بما فيه الكفاية على أن كل معرفة علمية صدرت عن المعارف‬
‫السابقة لها واعتمدت على المعلومات التي كانت مكتسبة وفي نذا يقول زكي نجيب محمود (فالنتائج‬
‫التي يتوصل إليها في بحث سابق تكون ني نفسها التي يبدأ منها بحث الحق وحسبنا في نذا الصدد‬
‫أن نعل بأنه كلما سار العل مرحلة من شوطه الذي ال ينتهي تقدمت األجهزة التي يستعين بها) كما‬
‫نجد جيمس فريزر الذي يرى أن المعرفة العلمية نشأت في أحضان السحر والتنجي بحيث يعتقد أن‬
‫عل الفلك ظهر من التنجي ومن عل الحيل نشأت الكيمياء وترعرع عل الطب في صوامع الكهنة كما‬
‫ذنب برغسون إلى القول بأن المعرفة العلمية نشأت نتيجة إلى تحقيق الحاجات البيولوجية لإلنسان‬
‫وألجل ذلك استخد عدة أساليب تطورت عبر الزمان بفضل التفكير فالحاجات ني مصدر العمل‬
‫‪,‬وأصل التفكير يقول برغسون (اإلنسان األول كان صانعا قبل أن يكون حكيما‪) .‬‬
‫إن نذا الموقف ل يصمد للنقد وذلك ألنه إذا نظرنا إلى األطوار الثالثة ظهر لنا أنه قانون عقلي أولي‬
‫ال يبرره التاريخ بدليل األطوار الثالثة قد توجد في الفرد الواحد والجماعة الواحدة مقترنا بعضها‬
‫بالبعض ألن المشاكل التي تواجه اإلنسان ليست ذات طبيعة واحدة بحيث تراه يلجأ إلى تفسيرات‬
‫أولية في بعض المسائل وإلى تفسيرات ميتافيزيقية في مسائل أخرى مع استخدامه للتفسير العلمي‬
‫في الميدان الذي يصلح له والدور الذي اعتبره ميتافيزيقيا ل يخل بالنظرة العلمية في مجاالت الفلك‬
‫والرياضيات والطبيعة وبالنسبة إلى ما ذنب إليه جيمس فريزر فإن طبيعة العل تختلف عن طبيعة‬
‫السحر فالعل يفسر تفسير وضعي لظانرة بظانرة أخرى بينما السحر يفسر الظوانر بأمور غيبية‬
‫يرفضها العل ألنها ال تخضع ال للمالحظة وال للتجربة وفيما يخص برغسون يمكننا القول بأنه أخلط‬
‫بين العل والتقنية ألن ندف التقنية نو دائما تحقيق المنفعة الذاتية في حين يهدف العل إلى الصالح‬
‫العا ـ تحقيق إنسانية اإلنسان ـ‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق يعتقد أصحاب النزعة االنفصالية أن تطوير العل مصدر التعارض بين‬
‫القوانين والفروض العلمية السابقة وبين الحوادث المكتشفة أي أن النتائج التي يتوصل إليها العلماء‬
‫من قبل كثيرا ما يناقضها ويرفضها الواقع فيما بعد وللتاريخ أمثلة كثيرة تدل على نذا التناقض من‬
‫ننا كانت المعرفة العلمية ذات طبيعة جدلية وني الطبيعة الوحيدة التي يفسر نمونا وتطورنا‬
‫وتقدمها وفي نذا تساءل غاليلي سنة ‪ 1040‬عن عد ارتفاع الماء في المضخة إذا وصل ‪16.00‬‬
‫ونذا مناقض لنظرية أرسطو السائدة في ذلك العصر والقائلة بأن الطبيعة تخاف الفراغ وقد أجاب‬
‫غاليلي قائال بأن الحد األعلى الرتفاع الماء يتناسب عكسا مع وزنه النوعي وقد كان أبرز القائلين‬
‫بهذا الرأي غاستون باشالر فالتفكير عنده ل يكتسي بالتسمية العلمية إال أن تغلب على عقبات كثيرة‬
‫فاتجاه اإلنسان نحو العل ينطوي على قدر كبير من التضحية بالراحة والهدوء ألن العل يظهر منذ‬
‫اللحظة التي يقرر فيها اإلنسان أن يفه الواقع كما نو موجود بالفعل ال كما يتمنى أن يكون نو وال‬
‫يتأتى له ذلك إال إذا تخطى العواقب االستمولوجية أي تجاوز ما يقو في الذنن ذاته عائقا أما‬
‫التصعيد ألن ما اعتاد عليه من معارف يحجب ما يجب أن يعرفه ونذا ما عبر عنه باشالر في قوله‬
‫إن العل بالنسبة إلى حاجته إلى االكتمال كما نو الشأن بالنسبة إلى ميدانه يتعارض مع الرأي(ألن‬
‫الرأي كما يرى) يحول الحاجات إلى معارف فهو عندما يعين األشياء بمنفعتها يمنع نفسه من معرفتها‬
‫فال يمكن إقامة أي شيء على الرأي فيجب أوال ندمه( ‪,‬فالرأي إذن وثيق الصلة بإشباع الحاجيات‬
‫الطبيعية لإلنسان فهو يعرف بالنظر إلى المستقبل وكأن نذا نو الذي يتحك في الحاضر من وجهة‬
‫نظر العـل ‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ذلك أن التخلص الذاتي من العواقب المعرفية يبدوا أمرا بعيد‬
‫المنال في كثير من المجاالت المعرفية فإذا كانت الذاتية من العواقب المعرفية فإننا نتساءل نل يمكن‬
‫لإلنسان أن يكون موضوعيا موضوعية تامة أي نل يمكنه أن يرى متمة الشيء الخارجي طارحا‬
‫نفسه طرحا تامـا‪.‬‬
‫إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتان نو أنهما أرجعتا معارف العل ونشأتها إلى االتصال والبناء‬
‫الكامل واالنفصال والهد العا لكنه في حقيقة األمر يمكن إرجاع بعض المعارف الحالية ونشأتها إلى‬
‫اتصال بعضه البعض وأخرى نشأت انفصاليـا‪.‬‬
‫وإذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق يجب علينا أن ننشئ معرفة علمية بأن ننظر إلى ما سبقها‬
‫فيمكن لنا أن نبني عليها ونبدأ من حيث انتهى ‪,‬ويمكن ندمه وإنشاء أساس جديد حسب الضرورة‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة ‪:‬جدلية‬
‫الدرس ‪ :‬التفكير الرياضي‬
‫اإلشكال‪:‬نل ترى أن المفاني الرياضية في تطورنا نابعة من التجربة أ من العقل ؟‬
‫لقد انقس المفكرون في تفسير نشأة المفاني الرياضية إلى نزعتين ‪,‬نزعة عقلية أو مثالية يرى‬
‫أصحابها أن المفاني الرياضية من ابتكار العقل دون التجربة ‪,‬ونزعة تجريبية أو حسية يذنب‬
‫أنصارنا إلى أن المفاني الرياضية مهما بلغت من التجريد العقلي فإنها ليست من العقل في شي‬
‫وليست فطرية ؛بل يكتسبها اإلنسان عن طريق تجاربه الحسية فما حقيقة األمر ؟فهل المفاني‬
‫الرياضية في نمونا انبثقت من التجربة أ من العقل ؟‬
‫يرى أصحاب االتجاه المثالي أو العقلي أن المفاني الرياضية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا فهي‬
‫توجد في العقل قبل الحس أي أن العقل ل يفتقر في البداية إلى مشاندة العال الخارجي حتى يتمكن‬
‫من تصور مفانيمه وإبداعها وقد كان على رأس نذه النزعة أفالطون الذي يرى أن المعطيات األولية‬
‫الرياضية توجد في عال المثل فالخطوط واألشكال واألعداد توجد في العقل وتكون واحدة بالذات ثابتة‬
‫وأزلية يقول أفالطون(إن العل قائ في النفس بالفطرة والتعل مجرد تذكر له وال يمكن القول أنه‬
‫اكتساب من الواقع المحسوس)؛فهو يرى أن المفاني الرياضية ال ندركها إال بالذنن وحده‬
‫‪,‬فالتعريفات الرياضية مجالها ذنني وال تتحقق إال بواسطة العقل دون حاجة إلى المحسوسات‬
‫فالتعريفات للحقائق الرياضية واحد ال يتغير واضح متميز وعلى شاكلة نذا الطرح ذنب ديكارت إلى‬
‫أن األعداد واألشكال الرياضية أفكار ال يجوز فيها الخطأ وفي نذا يقول (إنها ما ألقاه هللا في اإلنسان‬
‫من مفاني )أي بمعنى المفاني الرياضية ويؤكد مالبرانش من جهته ذلك حيث يقول(إن العقل ال يفه‬
‫شيئا ما إال برؤيته في فكره الالنهائي التي لديه وأنه لخطأ خالص أن تظن ما ذنب إليه فالسفة‬
‫كثيرون من أن فكره الالنهائي قد تكونت من مجموعة األفكار التي تكونها عن األشياء الجزئية بل‬
‫العكس نو الصحيح ‪,‬فاألفكار ال جزئية تكتشف وجودنا من فكره الالنهائي كما أن المخلوقات كلها‬
‫تكتسب وجودنا من الكائن اإللهي الذي ال يمكن أن يتفرع وجوده عن وجودنا )إننا في يقول ل نخلق‬
‫فكرة هللا وال فكرة االمتداد بكل ما يتفرع عنها من حقائق رياضية وفيزيائية فقد جاءت إلى عقولنا من‬
‫هللا و يمكن أن نض كانط إلى نذه النزعة رغ أنه كان يقصد التركيب بين التفكير العقلي والتفكير‬
‫الحسي فهو يرى أن الزمان والمكان مفهومان عقليان قبليان سابقان لكل معرفة تجريبية ويؤطرانها‬
‫ون يرون أن نذه الحقائق تدع نظرته وني كالتالي ‪:‬إن المالحظة ال تكشف لنا على األعداد بل‬
‫على المعدودات كذلك أن المكان الهندسي الذي نتصوره على شكل معين يشبه المكان الحسي الذي‬
‫نالحظ باإلضافة إلى أن الخط المستقي التا االستقامة ال وجود له كذلك بعض القوانين كالعالقات بين‬
‫األشكال كما أن الكثير من المعاني الرياضية مثل ‪ 6.7‬ال ترجع إلى الواقع المحسوس‪.‬‬
‫إن القول بهذا الرأي ل يصمد للنقد ذلك أنه مهما تبدو المعاني الرياضية مجردة فإنه ال يمكن القول‬
‫بأنها مستقلة عن الواقع الحسي و إال فكيف نفسر االتجاه التطبيقي للهندسة لدى الشعوب القديمة‬
‫خاصة عند الحضارات الشرقية في استخدامها الطرق الرياضية في الزراعة والحساب ونذا ما يدل‬
‫على ارتباط الرياضيات أو التفكير الرياضي بالواقع‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد أصحاب المذنب الحسي أو التجريبي مثال جون لوك *دافيد نيو *‬
‫جون ستورات مل يرون أن المفاني الرياضية في رأيه مأخوذة‪-‬مثل جميع معارفنا‪ -‬من صمي‬
‫التجربة الحسية ومن المالحظة العينية ‪,‬فمن يولد فاقدا لحاسة فيما يقول نيو ال يمكن بالتالي أن‬
‫يعرف ما كان يترتب على انطباعات تلك الحاسة المفقودة من أفكار فالمكفوف ال يعرف ما اللون‬
‫واألص ال يعرف ما الصوت ‪,‬إن االنطباعات المباشرة التي تأتينا من العال الخارجي ني بمثابة توافد‬
‫لألفكار ومعطيات للعقل ‪,‬ونجد جون ستوارت ميل يرى (أن المعاني الرياضية فيما يقول والخطوط‬
‫والدوائر التي يحملها كل واحد في ذننه ني مجرد نسخ من النقط والخطوط والدوائر التي عرفها في‬
‫التجربة ) ‪,‬ونناك من األدلة والشواند من الواقع النفسي ومن التاريخ ما يؤيد نذا الموقف ‪,‬فعل‬
‫النفس يبين لنا أن األعداد التي يدركها الطفل في بادئ األمر كصفة لألشياء ولكنه ال يقوى في‬
‫سنواته األولى على تجريدنا من معدوداتها ث أنه ال يتصور إال بعض األعداد البسيطة فإذا ما زاد‬
‫على ذلك قال عنه (كثير ) فمثال لو أعطينا طفل ثالث حبات زيتون وأعطينا بالمقابل أخاه األكبر خمس‬
‫حبات فنالحظ أن الطفل الصغير يشعر بضيق كبير ألنه يرى أن حصته أقل من حصة أخيه لكن حكمه‬
‫ال يستند إلى أن حصة أخيه األكبر تفوقه بـ (‪ )2‬ألن نذه العملية تتطلب منه النظر إلى كمية الزيتون‬
‫باعتبارنا وحدات مجردة من منافعها ث طرح مجموع الوحدات التي لديه من مجموع الوحدات التي‬
‫كانت من نصيب أخيه ونذه العملية ليس بوسع الطفل القيا بها في مرحلته األولى ‪,‬كذلك أن الرجل‬
‫البدائي ال يفصل نو اآلخر العدد عن المعدود فقد كان يستخد لكل شيء كلمة خاصة به فمثال‬
‫العدد(‪ )2‬يعبر عن جناحي الطير والعدد (‪ )4‬يعبر عن قدمي الطير وقد كان لليد تأثير كبير في‬
‫الحساب حتى قال أسبيناس أنها أداة الحساب ‪,‬إذن فالمفاني الرياضية بالنسبة لعقلية البدائي والطفل‬
‫ال تفارق مجال اإلدراك الحسي وكأنها صفة مالمسة للشيء المدرك كالطول والصالبة ‪.‬أما من‬
‫التاريخ فتاريخ العلو يدلنا على أن الرياضيات قبل أن تصبح علما عقليا قطعت مرحلة كلها تجريبية‬
‫ودليل ذلك أن العلو الرياضية المادية ني التي تطورت قبل غيرنا فالهندسة كفن قائ بذاته سبقت‬
‫الحساب والجبر ألنها أقرب للتجربة ويظهر أيضا أن المفاني الرياضية األكثر تجريدا أخذت نشأتها‬
‫بمناسبة مشاكل محسوسة مثل تكعيب البراميل وألعاب الصدفة التي عملت على ظهور حساب‬
‫االحتماالت‪.‬‬
‫إنه لمن الواضح أن العل ال يجد أية صعوبة في تطبيق نذه المعاني ولكن نذا ال يعني أن ننكر دور‬
‫العقل في تحصيل نذه المعاني ولهذا ظهر االتجاه التوفيقي بين الطرفين‪.‬‬
‫إن الخطأ الذي وقع فيه المثاليون والتجريبيون نو أنه فصلوا العقل عن التجربة والحق أنه ال وجود‬
‫لعال مثالي أو عقلي وألعداد وأشكال نندسية تتمتع بوجود لذاتها مثل األفكار األفالطونية والقوالب‬
‫الكانطية القبلية ونجد جون بياجي الذي يرى أن للعقل دورا إيجابيا ذلك أن عملية التجريد واكتساب‬
‫المعاني عمل عقلي ويرى في المقابل أن العقل ال يحمل أي معاني فطرية قبلية بل كل ما فيه قدرة‬
‫على معرفة األشياء وتنظيمها ويرى كذلك جون سارتون أن العقل ل يدرك المفاني الرياضية إال من‬
‫جهة ارتباطها بلواحقها المادية ولكنه انتزعها بالتجربة من لواحقها حتى أصبحت مفاني عقلية بحتة‬
‫‪,‬وأيضا نجد بوانكاري يقول (لو ل يكن في الطبيعة أجسا صلبة لما وجد عل الهندسة فالطبيعة في‬
‫نظره بدون عقل مسلط عليها ال معنى لها يقول أحد العلماء الرياضيين (إن دراسة معمقة للطبيعة تعد‬
‫أكثر المنابع إثمارا لالكتشافات الرياضية)‬
‫ال شك أن التجربة كانت في البداية منطلق التفكير الرياضي ومنه له ولكن منذ ذلك العهد أصبح من‬
‫الصبياني طرح مشكلة أسبقية العقل أو التجربة في نشوء نذا التفكير ألن نذا التفكير الرياضي تطور‬
‫بصفة مستقلة نحو النطاق أو المملكة العقلية الخالصة ‪,‬رغ الفارق الذي يظهر بين التجربة من جهة‬
‫والمجرد العقلي من جهة أخرى فإن اللغة الرياضية تبقى نافعة جدا في معرفة العال المحسوس‬
‫معرفة علمية‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪ :‬الجدلية‬
‫الدرس‪ :‬اللغة و التواصل‬
‫اإلشكال‪:‬إذا كانت اللغة تشكل عائقا للفكر فهل يجب رفضها ؟‬
‫يتبادل الناس األفكار كما يتبادلون األشياء ‪,‬ووسيلة نذا التبادل وطريقة نذا التواصل ني اللغة التي‬
‫يعرفها الجرجاني (ني كل ما يعبر به قو عن أغراضه )فال ينحصر الفكر في الكال فقط‪.‬والفكر في‬
‫جونره نشاط عقلي يعتمد في أداء وظيفته على استخدا المعاني وما يقابلها في اللغة من رموز‬
‫والتفكير كما يقول كوندايك (يرتد إلى فن إتقان الكال ) ونذا يعني أن اللغة والفكر مرتبطان أشد‬
‫االرتباط غير أن بعض المفكرين والفالسفة يشكون من تقصير اللغة وعجزنا عن التعبير عن كامل‬
‫أفكارنا وبعبارة أصح ‪:‬نل نستطيع أن نفكر فيما نعجز عن قوله؟‬
‫يرى أصحاب االتجاه الثنائي أن اللغة باعتبارنا أداة عامة للتواصل بين األفكار ال تخرج عن كونها‬
‫ألفاظا عادية ساكنة تقف في وجه الفكر وتقي له عقبة فاللغة كما يالحظ جيسبيرسن(بمفرداتها‬
‫وصيغتها الثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبال مطروقة حتى أنه اضطروا إلى اقتفاء أثر‬
‫األولين وآل به األمر إلى أن يكون تفكيرن أشبه بتفكير من سبقه )‪,‬وقد ذنب على شاكلة نذا‬
‫الطرح برغسون ‪,‬حيث يرى بأن الفكر مستقل عن اللغة وأن اللغة تقيد الفكر وتستعبده ‪,‬كما يرى‬
‫أيضا أنه ال يوجد تناسب بين ما نملكه من أفكار وما نملكه من ألفاظ ‪,‬فاأللفاظ محدودة ‪,‬واألفكار غير‬
‫محدودة فكيف يمكن للمحدود أن يستوعب الالمحدود يقول برغسون(إن كلماتي من جليد فكيف تحمل‬
‫بداخلها النيران وإن المعاني تموت عند سجنها في القوالب اللغوية)؛وفي نذا يقول ( األلفاظ قبور‬
‫المعاني)‪,‬ويرجع أصحاب نذا الموقف عد التناسب إلى كون اللغة واحدة منذ القد ل تتطور بينما‬
‫األفكار تتطور كل يو ‪,‬باإلضافة إلى كل نذا فإن الفكر تتجاوز داللة األلفاظ ؛ حيث أن اللفظ ال يعبر‬
‫إال عما اصطلح وتعارف عليه المجتمع كذلك أننا في حياتنا اليومية يستعصي علينا التعبير عن بعض‬
‫المعاني (كما كان يحدث مع الصوفية الذين يرون صعوبة التعبير عن تجاربه النفسية >من ذاق‬
‫عرف<يطلبون منا أن نعاني تجربته لنذوق ما ذاقوا) وكذلك أن الفكر متصل واأللفاظ منفصلة حيث‬
‫تتدفق المعاني ككل متصل يجعل األلفاظ عاجزة على أن تسعه وقد جاء نذا في القرآن الكري في‬
‫بعض اآليات في قوله تعالى (ولو أن ما في األرض من شجرة أقال والبحر يمده من بعده سبعة أبحر‬
‫ما نفدت كلمات هللا ) ‪,‬وقوله أيضا (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات‬
‫ربي ولو جئنا بمثله مددا) باإلضافة إلى كل نذا يمكن التعبير عن األلفاظ والمعاني دون استخدا اللغة‬
‫مثل الرس والموسيقى و إشارات الص والبك ‪.‬‬
‫إن نذا القول بهذا الرأي ل يصمد للنقد ذلك أننا ال نستطيع أن نجز باستغالل الفكر عن اللغة إذ كيف‬
‫يمكن أن نتمثل في الذنن تصورات ال اس لها ‪ ,‬ومهما ألح برغسون على عجز اللغة ومخاطرنا فهو‬
‫يطالب بإخضاع اللغة نذه إلى تعديالت عميقة وشاملة حتى تؤدي دورنا يقول(إن اللغة يجب أن تكون‬
‫على درجة من السيولة والمرونة مما يجعلها قادرة على متابعة الفكر الحي في سيولته وتدفقه‬
‫المستمر) وكيف تتمايز األفكار فيما بينها لوال اندراجها في قوالب لغوية ‪.‬‬
‫إن نذا الموقف السلبي يوحي بأمرين ‪-1:‬إن الفكر قد يوجد في صورة عالية عن األلفاظ ‪-2.‬أن اللغة‬
‫يجب أال تستعبد الفكر الحر‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي األول نجد من يقول بالتالح بين الفكر واللغة وبين المعاني واأللفاظ فمعظ‬
‫الفالسفة اللغويين يؤكدون وجود وحدة بين اللغة والفكر وشبه ناملتون اللغة بورقة وجهها الفكر‬
‫وظهرنا الصوت ويشبه ماكس موليير ذلك التداخل بين اللغة والفكر بقطعة نقد الفكر وجهها واللغة‬
‫ظهرنا يقول (ليس ما ندعوه فكرا إال وجها من وجهي قطعة النقد والوجه اآلخر نو الصوت‬
‫المسموع والقطعة شيء واحد غير قابل التجزئة فليس ثمة فكر وال صوت ولكن كلمات)‪ .‬وقد شبهت‬
‫اللغة بالقل والفكر بالمداد أو الجسد والروح ‪,‬فالفكر واللغة شيء واحد ذلك أننا نفكر باللغة ونتكل‬
‫بالفكر وأن الكال غير المنظ فكريا ليس لغة بل ثرثرة ال طائل منها ونجد دو الكروا يقول (إن الفكر‬
‫يصنع اللغة وني تصنعه) ‪,‬ويقال أن ما ندركه جيدا نعبر عنه بوضوح كذلك يقول واطسن ( التفكير‬
‫ضرب من الكال الصامت ) ويؤكد ذلك كوندياك حيث يرى أن فن التفكير يرتد إلى فن إتقان الكال ‪,‬إذا‬
‫فال تمييز بين الفكر واللغة ويقول نيغل (إن الرغبة في التفكير بدون كلمات محاولة عديمة الجدوى‬
‫ألن الكلمة تعطي للفكر وجوده األسمى ) ويقول ستالين (مهما كانت األفكار التي تجئ إلى فكر‬
‫اإلنسان فإنها ال تستطيع أن تنشأ وتوجد إال على أساس مادة اللغة) ‪,‬ويقول ناملتون (إن المعاني‬
‫شبيهة بشرارة النار ما إن تومض فإنها سرعان ما تنطفئ وال يمكن إظهارنا وتثبيتها إال‬
‫باأللفاظ)؛إن نذا الرأي يقو على أنه ال وجود لمعنى إال إذا تمايز عن غيره من المعاني بإشارة‬
‫تسمح للغير بإدراكها ‪,‬فعل النفس المعاصر كشف على أن تكوين المعاني لدى األطفال يتقد مع تقد‬
‫اكتسابه للغة وزيادة رصيدن اللغوي وأن الطفل بتعلمه اللغة يتعل التفكير ويسير في ارتقائه‬
‫اللغوي وفقا الرتقاء فهمه وقد لوحظ أن فقدان اللغة يالزمه اختالل في المقومات الذننية ‪,‬كذلك أن‬
‫افتراض معان عصية عن األلفاظ وافتراض خيالي إذ ال يكون لهذه المعاني وجود واقعي ما ل تحددنا‬
‫األلفاظ كما أن األفكار التي ال تضبط بكلمات سرعان ما تزول وتندحر وفي نذا يقول ناملتون (األلفاظ‬
‫حصون المعانــــــي‪) .‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد حيث أنه مهما وافقنا على وجود تطابق بين األفكار واأللفاظ فإنه‬
‫يجب أن نعترف بوجود تفاوت بينهما إذ نجد في أنفسنا عد التناسب بين قدرتنا على الفه وقدرتنا‬
‫على األداء ونذا يعني أن اإلنسان يفه معاني اللغة أكثر مما يحسن ألفاظها >نفه اللغة األجنبية‬
‫أكثر مما نتقن التكل بها‪ ,‬ومع كل نذا فإننا نعترف بأنه كلما كانت لغتنا سليمة كنا أقدر للتعبير عن‬
‫أفكارنا وفي نذا يقول كوندياك (نحن ال نفكر بصورة حسنة أو سيئة إال ألن لغتنا مصنوعة صناعة‬
‫حسنة أو سيئة) ‪,‬فبقدر ما تكون اللغة في أمة من األم متطورة بقدر ما تتاح الفرصة له لتملك زما‬
‫الحضارة اإلنسانية والمعرفة العلميـــــــــة‪.‬‬
‫إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتان نو أنهما جزأتا اللغة عن الفكر والفكر عن اللغة إال أن نذين‬
‫األخيرين بمثابة الجسد للروح ال يمكن ألحدنما أن ينفصل عن اآلخر وال يمكن له أن يستمر في‬
‫الوجود دون وجود الثاني كذلك أنه توجد عالقة بين الفكر واللغة على مستوى التأثير المتبادل ويمكن‬
‫االستدالل على ذلك حيث أن عل النفس الفيزيولوجي أثبت أن للدماغ البشري مراكز خاصة باللغة‬
‫(مراكز ‪:‬الكال ‪ ,‬الرؤية ‪,‬السمع …) ؛ونناك مراكز خاصة بالعمليات العقلية كالتفكير والذاكرة‬
‫والذكاء ‪,‬وإذا ما تعرض مركز من نذه المراكز لخلل بسبب صدمة مثل حالة معطوبي الحرب يكون له‬
‫انعكاس على التفكــــــير‪.‬‬
‫وإذا أردنا الخروج بحوصلة فإن اللغة حقا ال تعبر إال عن قليل من مضمون الفكر ‪,‬ولكن ال ينبغي‬
‫رفضها ألن الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهي بالنسبة له أداة تنظي وتوضيح ونمو والعجز الذي‬
‫يصيب اللغة ال يجب أن يوحي برفضها كوسيلة للتواصل ‪,‬وإن التخلي عنها يعني إنكار الفكر ونذا‬
‫ضرب من الحل الكاذب‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪ :‬الجدلية‬
‫الدرس‪ :‬الشغل و التنظي االقتصادي‬
‫اإلشكال‪:‬نل النظا الرأسمالي كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدنرة أ النظا االشتراكي ؟‬
‫تخ تلف النظ االقتصادية ماضيا باختالف موقعها من الملكية وما يصل بها من حيث النوع والحقوق و‬
‫الواجبات فهناك من حيث النوع قسمان ‪,‬ملكية فردية وني التي يكون فيها المالك معنيا ‪ ,‬وملكية‬
‫جماعية وني التي يكون فيها المالك معنويا أي معين في شخص بعينه كالدولة و العشيرة و القبيلة‬
‫ومن ننا فقد اختلف جمهور الفالسفة في تحديد النظا االقتصادي الذي يحقق ازدناراً اقتصاديا ً و‬
‫بالتالي نتساءل ‪ :‬نل النظا الرأسمالي كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدنرة أ أن نناك نظاما آخر‬
‫كفيل بذلك ؟ ‪.‬‬
‫يرى أنصار النظا الليبرالي ـ الرأسمالي ـ أن نذا األخير كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدنرة و‬
‫يستندون في ذلك إلى حجج و برانين بحيث يعتمد على مبادئ تعد الركيزة األساسية التي يستند إليها‬
‫في تعامله ومن أنمها الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج و كذا المنافسة الحرة التي تضمن النوعية و‬
‫الكمية و الجودة باإلضافة إلى عد تدخل الدولة في الحياة االقتصادية و كذلك نجد قانون العرض و‬
‫الطلب ونو قانون طبيعي يحدد األسعار و األجور فإذا زاد الطلب قل العرض و العكس ‪ ,‬ومن كل نذا‬
‫نستنتج أن فلسفة النظا الرأسمالي تقو على مسلمة واحدة و أساسية ني أن سبب كل المشاكل‬
‫االقتصادية يرجع إلى تدخل الدولة في تحديد األسعار و األجور و اإلنتاج ‪ ,‬فال يزدنر االقتصاد إالّ إذا‬
‫تحرر من كل القيود و القوى التي تعيق تطوره وفي نذا يقول آد سميث أحد منظري الليبرالية دعه‬
‫يعمل أتركه يمر)‪ ,‬و إذا كان تدخل الدولة يعمل على تجميد وشل حركة االقتصاد فإن التنافس الحر‬
‫بين المنتجين يعتبر الوقود المحرك لآللة االقتصادية فالحرية االقتصادية تفتح آفاقا واسعة للمبادرات‬
‫الفردية الخالقة بحيث أن كل المتعاملين يبذلون قصارى جهدن إلنتاج ما نو أحسن وأفضل وبكمية‬
‫أكبر و بتكلفة أقل وال خوف في خض نذا النشاط على حركة األجور و األسعار ألن قانون العرض و‬
‫الطلب يقو بتنظي ناتين الحركتين و في نذا يرى آد سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة‬
‫زائد ربح معقول ‪ ,‬لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوق سعرنا‬
‫الطبيعي فإن نذه البضاعة تصبح مربحة في السوق األمر الذي يؤدي بمنتجيها إلى المزيد من‬
‫إنتاجها فيرتفع العرض و نذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرض عن الطلب بالنسبة‬
‫لسلعة ما فإن منتجيها يتوقفون عن إنتاجها أو يقللون منه ألنها غير مربحة و نذا يؤدي آليا إلى‬
‫انخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع األسعار من جديد يقول آد سميث إن كل بضاعة معروضة في‬
‫السوق تتناسب من تلقاء نفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي ) ‪ ,‬وما يميز نذا النظا أنه ال‬
‫يتسامح مع الضعفاء و المتهاونين والمتكاسلين ‪ ,‬و الملكية الخاصة و حب الناس للثروة نو الحافز‬
‫األول و األساسي لإلنتاج ‪ ,‬لذلك فإن أكثر الناس حرصا على السير الحسن للعمل ألية وحدة إنتاجية‬
‫نو مالكها ‪ ,‬باإلضافة إلى أن نذا النظا يحقق نوعا من العدالة االجتماعية على أساس أنه ليس من‬
‫المعقول ومن العدل أن يحر الفرد حيازته على شيء شقا وتعب كثيراً من أجله ‪ ,‬فبأي حق نمنع فردا‬
‫من امتالك ثمرة عمله وجهده ؟‪.‬‬
‫أن قيمة النظا الرأسمالي إذا نظرنا إليها من زاوية النجاح االقتصادي ال يمكن أن توضع موضع‬
‫الشك و التقد الصناعي و التكنولوجي و العلمي الذي حققته الدول الرأسمالية دليل على ذلك ‪ ,‬ولكن‬
‫نذا الرأي ل يصمد للنقد وذلك من خالل االنتقادات التي وجهها االشتراكيون بقيادة كارل ماكس التي‬
‫يمكن تلخيصها فيما يلي ‪ :‬أوالنا أن النظا الرأسمالي ال إنساني ألنه يعتبر اإلنسان مجرد سلعة كباقي‬
‫السلع وثانيها أن النظا الرأسمالي يكثر من التوترات والحروب من أجل بيع أسلحته التي تعتبر سلعة‬
‫مربحة و الدليل على نذا دول العال الثالث وفي نذا يقول جوريسكا إن الرأسمالي تحمل الحروب كما‬
‫يحمل السحاب المطر) ‪ ,‬كذلك يقول تشومبيتر الرأسمالية مذنب وجد ليدمر) ‪ ,‬وثالثها أن النظا‬
‫الرأسمالي أدى إلى ظهور الطبقية ـ برجوازية وكادحة ـ كما أه نظا ال يعرف فيه اإلنسان االستقرار‬
‫النفسي بسبب طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي كما أن نذا النظا أدى إلى ظهور‬
‫اإلمبريالية العالمية باإلضافة إلى أنه يوجد ظانرة البطالة وكذا التمييز العنصري في شكل ال يعرف‬
‫حداً ونذا النظا بدوره يقضي على الرأسماليين الصغار ‪ ,‬وأخيرا فإنه ال يوجد تناسب فيما يخص‬
‫األجور وساعات العمل يقول ماركس إن الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها‪) .‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار النظا االشتراكي الذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأن‬
‫رواده كارل ماكس وزميله انجلز في كتابه ـ رأس المال ـ ويرى ماركس أن المادية الجدلية ني‬
‫المحرك األساسي للتاريخ فالنظا االشتراكي يسعى من خالل توطين الشروط المادية إلى تحقيق‬
‫العدالة االجتماعية وحياة اقتصادية مزدنرة ونذا من خالل مبادئ و أسس أنمها ‪ :‬الملكية الجماعية‬
‫لوسائل اإلنتاج ـ األرض لمن يزرعها والمصانع للعمال ـ وكذلك التخطيط المركزي باإلضافة إلى‬
‫اعتماد نظا التعاونيات في اإلطار الفالحي وفتح المجال أما النشاط النقابي لحماية حقوق العمال‬
‫وحل مشكلة فائض اإلنتاج والصراع الطبقي وكذا اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص ‪ ,‬فالنظا االشتراكي‬
‫يعتمد كلية على الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج وذلك للقضاء على الظل و استغالل اإلنسان ألخيه‬
‫اإلنسان وبث الروح الجماعية والمسؤولية الجماعية في العمل وتعتبر الدولة ني الرأس المدبر و‬
‫المخطط األول و األخير ونذا للقضاء على التنافس الذي يؤدي إلى الصراع وتحك الفئة الثرية في‬
‫المؤسسات االقتصادية بحك تعارض المصالح كما فتحت الدولة المجال أما نظا النقابات وذلك‬
‫لحماية حقوق العمال ولالشتراكية صور متعددة ما نو شبيه بالرأسمالية ومنها من يقترب من النظا‬
‫الشيوعي ومنها ما نو وسط بين الطرفين‪.‬‬
‫الشك أن النظا االشتراكي استفاد من بعض عيوب الرأسمالية لكنه ل يستفد من نقاطه أو جوانبه‬
‫اإليجابية بل رفضه جملة وتفصيالً ونذا الخطأ الذي ارتكبه المنظرون االشتراكيون ضف إلى ذلك أنه‬
‫بالرغ من الغايات اإلنسانية التي يسعى إليها النظا االشتراكي فقد أوجد جملة من السلبيات أنمها‬
‫أنه فشل في إيجاد حلول لظانرة التسيب و اإلنمال و الالمباالة وروح االتكال كذلك أنه أوجد نوعا من‬
‫التسيير البيروقراطي اإلداري باإلضافة إلى ظهور المحسوبية و الرشوة وضعف اإلنتاج في ظل غياب‬
‫المنافسة وكثرة البطالة نذا باإلضافة إلى الخيال النظري الشيوعي الذي أدى إلى سوء تقدير الواقع و‬
‫النتائج االقتصادية ‪ ,‬كما أن توجه الدول االشتراكية في انتهاج سياسة اقتصاد السوق و االنفتاح على‬
‫العال ونذا ما يؤكده الواقع المعاش ـ الجزائر ـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن النظامين االقتصاديين السابقين وإن اختلفا في المبادئ و الغايات االقتصادية إال أنهما مع ذلك لهما‬
‫أساس علمي واحد يجمع بينهما فكالنما ينظر للحياة االقتصادية نظرة مادية ويقيمها على شروط‬
‫موضوعية ونذا ال يعني أنهما تجردا من القي اإلنسانية ‪ ,‬غير أن فلسفة االقتصاد في اإلسال تنظر‬
‫إلى الحياة االقتصادية نظرة أكثر شموالً و تعتني بالنواحي اإلنسانية عناية خاصة فقد تضمنت فلسفة‬
‫االقتصاد في اإلسال مبادئ وقواعد عامة لتنظي الحياة االقتصادية تنظيما أخالقيا من أجل تحقيق‬
‫حياة متوازنة بين الفرد من عمر أرضا ليست‪‬و المجتمع وعلى نذا األساس منحت اإلنسان الحرية‬
‫من الملكية لقوله ألحد فهو أحق بها )‪ ,‬وقوله أيضا ً من أحي أرضا ميتة فهي له)‪ ,‬ولكن قيدنا‬
‫بالمصلحة العامة حتى ال تكون أداة الستغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان وجعلها ملكية نسبية(حيث كل‬
‫شيء هلل)‪ ,‬نذا من جهة ومن جهة أخرى فإن اإلسال حر كل أنواع الربا و الغش و االحتكار وكل‬
‫ضروب االستغالل‪.‬‬
‫وفي األخير وكحوصلة لما سبق فإن االقتصاد الحر ال يحقق ال الحياة المزدنرة وال العدالة االجتماعية‬
‫ألنها منبع المصائب واألزمات أما االشتراكية فإنها رغ فضحها لعيوب الرأسمالية ل يتسن لها‬
‫تحقيق روح العدل ومن ننا فالنظا الذي يحقق الحياة المزدنرة إنما نو النظا الذي يجمع بين‬
‫عنصري االقتصاد و األخالق في آن واحد أال ونو النظا االقتصادي اإلسالمي الذي يجعل من المال‬
‫كوسيلة وليس كغاية يقول تعالى المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك‬
‫ثوابا وخير أمال)‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‪.‬‬
‫الدرس‪ :‬إشكالية العدل‪.‬‬
‫اإلشكال‪:‬نل يمكن تحقيق العدالة االجتماعية في ظل الفروق الفردية ؟‬
‫إن مفهو العدل ل يصبح مفهوما شائعا في عصرنا الحاضر إال بعد الثورات الكبرى التي أرقيت فيها‬
‫الدماء و أزنقت فيها األرواح البشرية و التي بها ثائرون متعطشون إلى اإلخاء ضد االستبداد و‬
‫الطبقية و االستغالل و صار مفهو العدل كثيرا ما يقرن بمفهو المساواة و يعتقد أن العدل في‬
‫المساواة و الظل في التفاوت و لكن أليس المساواة المطلقة ظلما ؟ لقد اختلف المفكرون في اإلجابة‬
‫عن نذا السؤال فمنه من قال بالمساواة ألنها عدل و منه من رفضها ألنها ظل و حتى نصل إلى‬
‫الرأي الذي يبدو لنا صحيحا و نأخذ به البد من عرض الموقفين‪:‬‬
‫يرى أصحاب التفاوت أن العدل يتأسس على احترا الفوارق الموجودة و يوردون حججا تتعلق‬
‫بالفوارق الطبيعية و الفوارق االجتماعية فه يرون أن األفراد منذ والدته يتميزون عن بعضه‬
‫البعض فلكل منه قدراته و موانبه الجسمية و العقلية الخاصة به فمنه الضعيف و منه القوي ‪,‬‬
‫منه الذكي و منه الغبي ‪ ,‬فمن الظل أن تمنح الغبي و غير الكفء منصبا إداريا ممتازا ‪ ,‬لقد كان‬
‫نذا رأي أرسطو فهو يزع أن التفاوت قانون الطبيعة فهو يعترف بأن استغراق البعض للبعض اآلخر‬
‫نو ضرورة طبيعية و مادا الناس مختلفين من حيث الخصائص العقلية و الفيزيولوجية فال بد فيما‬
‫يرون من توسيع شقة االختالف بينه يقول كاريل أليكس*عال فيزيولوجي و جراح فرنسي* فبدال‬
‫من أن ن حول تحقيق المساواة عبر الالمساواة العضوية و العقلية يجب أن نوسع دائرة نذه‬
‫االختالفات و ننشئ رجاال) و نو يوضح القول قائال إن تقسي سكان البالد الحرة إلى طبقات مختلفة‬
‫ال يرجع إلى المصادفة أو العرف االجتماعي و إنما نو مؤسس على قواعد بيولوجية صلبة و كذلك‬
‫على قدرات األفراد الفيزيولوجية و العقلية) ففي المجتمع الديمقراطي كما ترى *فرنسا ‪ ,‬بريطانيا*‬
‫استطاع كل شخص أن يجد فرصته خالل القرن (‪ ) 19‬ليرتفع إلى المركز الذي مكنته مقدرته من‬
‫بلوغه ‪ ,‬لكن اليو عامة الشعب يدينون بمراكزن إلى الضعف الوراثي ألعضائه و عقوله‬
‫باإلضافة إلى نذا الرأي فقد تبنى نذا الموقف بعض األديان القديمة (اإلبرانيمية) و التي بادرونا‬
‫بتقسي الناس إلى أربع طوائف أعالنا الكهنة و البرانمة و أدنانا السفلة و األنجاس ‪ ,‬و حديثا نجد‬
‫اليهود الذين زاعمو أنه وحدن شعب هللا المختار باإلضافة إلى الحركة النازية التي قسمت الجنس‬
‫البشري إلى طبقات أسمانا اآلري ولقد علل أنصار نذا الضرب من الفوارق االجتماعية منها و‬
‫الطبيعية بأنها كحافز يدفع األفراد إلى السعي و النشاط ذلك بأن اإلنسان بطبعه مفطور على أن يسعى‬
‫وراء آماله الواسعة و محاولة تحقيقها‪ ,‬فحياة بعض الناس في الرفانية وتمتعه بالكماليات يثير‬
‫فيمن ن دونه رغبة أقوى في العمل قصد الوصول إلى طموحاته فهو ينكر وجود تفاوت بين الناس‬
‫في مكانته وقدراته ونذا ال يعني عد مساواته أما العدالة في أن أي تفاوت يتحول إلى ظل ‪.‬‬
‫إالً أن نذه النزاعات تشبه إلى حد ما المبادئ التي انطلق منها التوسع االستثماري الحديث يدّعون أن‬
‫القوي له الحق بل ومن العدل أن يحتل الضعيف ويسير شؤونه المختلفة ويثبت العلماء أن العرق‬
‫الصافي من المستحيل وجوده أي أن كل بالد العال مزيج من العروق حتى أن الد الذي تفتخر به‬
‫ألمانيا نفسها نو د نجين إلى حد بعيد أكثر من غيره ال بل إن الواقع يؤكد أن الد الهجين باعث‬
‫على التقد و الحيوية‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي األول ظهر اتجاه ثان يرى بأن الناس خلقوا متساوين وفي نذا المعنى يقول‬
‫شيشرون الخطيب الروماني(الناس سواء وليس أشبه من اإلنسان باإلنسان لنا جميعا عقل ولنا‬
‫حواس وإن اختلفنا في العل فنحن متساوين في القدرة على التعل )‪ ,‬ونو يقصد بهذا أن الناس‬
‫سواسية ال من حيث ملكاته العقلية وكفاءاته وإنما له طبيعة بشرية واحدة أنه سيختلفون فيما‬
‫سيحصلون عليه أثناء عمله ونذا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه يقول تنويها بالمساواة العادلة‬
‫متى استعبدت الناس وقد ولدته أمهاته أحراراً)‪ ,‬أي متساوين في جميع الحقوق كحق الحرية وحق‬
‫الحياة و المعاملة ‪ ,‬و أن الناس ل يولدوا منقسمين إلى طبقة أسياد وطبقة عبيد وليس ألحد حق‬
‫السيادة على اآلخرين بسبب ما يجري في عروقه من د أرستقراطي‪ ,‬إنما خلق الناس طبقة واحدة‬
‫وكتب توماس جيفرس في إعالن االستقالل األمريكي (إن جميع الناس قد خلقوا متساوين) كما يقول‬
‫أن العدل نو احترا الكرامة اإلنسانية مهما كان األشخاص ومهما كانت الظروف الطبيعية و‬
‫االجتماعية التي تتعرض له فالبد من تجاوزنا) ‪ ,‬ويرى أيضا (العدل في أسمى معانيه نو تجاوز‬
‫الحدود و الفوارق االجتماعية‪).‬‬
‫بالرغ من أنه ال يمكن إنكار أنمية المساواة و ضرورتها للمجتمع و األفراد إالّ أنه ال يمكن من‬
‫مستوى الحقوق و الواجبات إلى مستوى يتعارض فيه الناس على حسب إمكانياته فلكل واحد‬
‫إمكانياته الخاصة به باإلضافة إلى أنه لو ساوينا كل الناس في جميع المستويات العقلية و الجسدية و‬
‫العلمية فكيف يحد من بعضه بعضا ً‪.‬‬
‫إن العدل معناه إزالة الفوارق المصطنعة و المظال والفروق الواسعة التي نشأت بطرق غير‬
‫مشروعة والبد من فتح الطرق أما الجميع و تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في جميع المجاالت وإذا كان‬
‫ال فضل لعربي عل عجمي إالّ بالتقوى فإن هللا سبحانه وتعالى يقول ورفعنا بعضك فوق بعض‬
‫درجات) ولكن نذا ال يعني أن العدل معناه المساواة المطلقة بل إعطاء كل ذي حق حقه وفق جهده و‬
‫عمله‪.‬‬
‫وإذا أردنا الخروج بحوصلة فإن العدل ليس مساواة مطلقة و ليس كل تسمى بال حدود وال قيود فهناك‬
‫فروق ال حيلة لنا فيها كالفروق الطبيعية‪.‬‬
‫إذا فالعدل نو االحترا الصار للحقوق لكل ذي كرامة ونو حرب ضد كل العمليات االحتيالية أي‬
‫العمليات التي من شأنها أن توفر المساواة‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اإلشكال‪:‬نل يمكن أن نتصور فعال أخالقيا يكون فاعله مجبر عليه؟‬


‫لقد اختلف فالسفة األخالق في تأطير ن للسلوك و كل ذلك ابتغاء تأطيره و الحك عليه ساعين من‬
‫خالل عمليهما إلى تحديد العناصر التي تجعله ذا قيمة و داللة أخالقية ‪ ,‬و نذا من خالل ما يضفون‬
‫عليه من قي إنسانية ينشدنا الفرد في فعله فإذا كان اإلنسان من خالل قيامه بالفعل األخالقي يلتز‬
‫بمعايير و قي أخالقية معينة فهل أساس نذا الفعل و قوامه أن يكون فاعله مجبرا عليه ؟‪.‬‬
‫يرى النفعيون و على رأسه أرستيب القورينظي والذي يعتبر المؤسس األول لمذنب اللذة الفردية‬
‫فهو يرى أن اللذة ني مقياس العمل الخلقي ‪ ,‬فالعمل خير بمقدار ما فيه من لذات و شر بمقدار ما فيه‬
‫من آال و اللذة عي الباعث للعمل و في نذا يقول أي عمل ال يخضع للذة و األل و أي شيء غير‬
‫اللذة ال يمكن أن يكون باعثا على العمل ‪ ,‬اللذة ني الخير األعظ و ني مقياس القي جميعا نذا نو‬
‫صوت الطبيعة فال خجل و ال حياء و ما القيود و الحدود إال من وضع العرف ) _ ث إن نذه اللذة‬
‫التي تحملنا متع الدنيا و القناعة باللحظة الحاضرة تجعلنا في مستوى واحد مع الحيوان ـ و لعل نذا‬
‫ما جعل أبيقور يطور نذا المذنب من اللذة إلى المنفعة لكنه مع ذلك يبقى مخلصا للمذنب السابق فهو‬
‫يرى أن اإلنسان يوجه أعماله للحصول على اللذة غير أنه يختلف معه في القول بأن نناك لذات‬
‫أفضل من لذات عكس أرستيب الذي ال يفرق بين لذة وأخرى‪ ,‬إذن فما دامت نناك لذات أفضل فإنه‬
‫يجب أن نمسك بزما شهواتنا فنرفض اللذة إذا كانت متبوعة بأل أكبر منها‪ ,‬ونتحمل األل إذا كان‬
‫متبوعا بلذة أكبر منه فاقتالع الضرس المسوس على الرغ مما فيه من أل أفضل من تركه ولكي‬
‫يسهل علينا اقتناء اللذات األنفع يمدنا ببعض القواعد أولها أن إلى اللذات التي ال يعقبها أي‬
‫أل ‪,‬وثانيها أن نبتعد عن األل الذي ال يولد شيئا من اللذات‪,‬وثالثها أن نجتنب اللذة التي تفقدنا لذة‬
‫أعظ منها‪,‬وأخيرا أن نقبل باألل الذي يضمن لنا لذة أرجح من ذلك األل أو يخلصنا من أل أعظ‬
‫منه‪,‬وقد ذنب وعلى شاملة نذا الطرح وبعد عشرين قرنا نوبز(‪ ) 1097-1588‬فهو يرى مثل‬
‫أبيقور أن اللذة الشخصية ني المقياس الخلقي‪,‬وأن اإلنسان الطبيعي ال يعرف إال أنانية محضة فإن‬
‫أي إنسان بطبيعته ال يبعثه على الفعل إال حبه لنفسه وليس له أي باعث آخر إنه أناني بطبعه ال يطلب‬
‫إال خيرا لنفسه‪,‬ونجد كذلك الفيلسوف اإلنجليزي بينتا (‪ )1802-1748‬أنه يجب أن يكون في‬
‫المنفعة العامة ال الشخصية فاللذة التي نسعى إليها ليست لذة العامل وحده بل لذة كل من له عالقة‬
‫بالعمل لذلك يجب علينا أن نحك على األعمال بالخيرية أو الشريرة أن ننظر فيما ينتجه العمل من‬
‫اللذات و اآلال ال ألنفسنا فحسب بل للنوع البشري كله فالقاضي مثال عندما يقبل الرشوة تعد رذيلة‬
‫حتى وإن انتفع بها نذا األخير ألنها تؤدي إلى حالة من الفوضى فتكثر المظال وتضيع حقوق الناس‬
‫يقول بينتا المنفعة خاصية الشيء الذي تجعله ينتج فائدة أو لذة أو خيرا أو سعادة وخاصية الشيء‬
‫التي تجعله يحمي السعادة من الشقاء واألل والشر والبؤس بالنسبة للشخص الذي تتعلق به‬
‫المنفعة)‪,‬ولقد وضع بينتا صفات محددة للمنفعة ني كالتالي‪ :‬الشدة‪ ,‬الخصب ‪,‬الدوا ‪,‬الصفاء‬
‫‪,‬القرب و االتساع ‪ .‬وأخيرا جون ستوارت ميل (‪ )1870-1860‬الذي يختلف مع أستاذه بينتا فهو‬
‫يرى أن تقدير اللذات يجب أن يعود إلى مشورة أناس خبراء ال إلى الفرد و قد أقا ميل قاعدة السلوك‬
‫األخالقي ني أن نعمل من أجل اآلخرين ما ينبغي أن يفعلوه من أجلنا‪.‬‬
‫الواقع أن بناء األخالق على الطبيعة البشرية يلغي كل إلزا وكل مشروعية لها ألنه ما دا من طبيعة‬
‫الفرد أن يسعى إلى ما يسره وينفعه فإنه ال يمكن أن نطلب منفعة غيره وإن كانت نذه األخالق تدعي‬
‫الواقعية فإنها فقدت وظيفتها في تقيي السلوك و السمو به نحو المثل العليا يقول غولبر إن تقدير قي‬
‫اللذات على الرغ من اختالف طبيعتها و نوعها وقربها باإلسناد إلى حساب شدتها وامتدادنا وقربها‬
‫وقد يوصلنا إلى قائمة طويلة من األرقا لكنها أرقا تعسفية ال تخضع إالّ للعبث و األنواء‪).‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق يرى أنصار االتجاه العقلي أن نذا األخير نو مصدر القيمة األخالقية فهو‬
‫تلك المانية الخالدة التي ال تتأثر ال بالزمان و ال بالمكان فبه نحك على األشياء و نقومها وبه نهتدي‬
‫في تصرفاتنا يقول ديكارت العقل نو أعدل األشياء توزيعا بين الناس) ‪,‬فالعمل األخالقي نو كل ما‬
‫يصدر عن اقتناع واختيار ومعرفة لذلك فإن أحكامه ضرورية تصلح لتقوي السلوك فالعقل نو أداة‬
‫اإلدراك و التبرير وال يت التمييز بين الخير و الشر إالّ بالعقل فإنه ينطوي على مبدأ عد التناقض‬
‫يقول الدكتور محمد بدوي في كتابه (األخالق بين الفلسفة وعل االجتماع) نناك قوة كامنة في نفس‬
‫اإلنسان ال تهيئ له النصح و تضيء له السبيل فحسب بل إنها تحدد له ما يجب عمله وما يجب‬
‫تحاشيه ‪,‬نذه السلطة الكامنة التي تسيطر على قدراتنا وعلى غرائزنا السفلى وني أسمى جزء في‬
‫نفوسنا ني العقل فخارج ما يأمرنا به العقل ال تكون نناك قاعدة أو سلوك له ما يبرره وسلطة العقل‬
‫ني السلطة ال شرعية الوحيدة)‪ .‬وعلى شاكلة نذا الطرح نجد كانط يجعل من العقل مصدرا للحياة‬
‫األخالقية ليقطع به الطريق أما العواطف المندفعة فيحتك الناس إلى صرامته ونزانته فهو يصدر‬
‫من اإلرادة خيرا فاإلرادة الخ ّيرة ني التي تعمل بدافع الواجب ال طبقا للواجب فقط ألن نناك بعض‬
‫األعمال يمكن أن تتمة طبقا للواجب لكن بدافع المنفعة ال بدافع الواجب إذا فاإلرادة الخيرة ني التي‬
‫يكون الدافع إليها نو شعور االحترا الذي يولده فينا مجرد تصور القانون ‪,‬إذاً فاإلنسان األخالقي‬
‫يؤدي فعله كممثل لإلنسانية برمتها‪.‬‬
‫بما ألن الفعل األخالقي ال يمكن أن يكون أخالقيا ونو خال من األنواء خاضعا للعقل و لإلرادة الخيرة‬
‫فإن السلوك األخالقي نو السلوك الصادر عن اإلنسان الواقعي الذي تتجاذبه األنواء و الرغبات و‬
‫الذي بإمكانه أن يؤدي أن يؤدي فعالً خلقيا يكون ناتجا ً عن حكمة في التصرف قوامها بناء سلوك ما‬
‫تكون فيه األنواء و الرغبات تعمل وفق ما يمليه العقل‪.‬‬
‫على ضوء ما سبق ذكره نصل إلى أن الجزاء أمر ضروري باعتباره عامل ضغط خارجي يحدد‬
‫السلوك و يقيمه لكنه غير كاف يحتاج إلى أمر مقابل يتمثل في الضغط الداخلي أو التأثير الذي يحدثه‬
‫العقل قبيل وأثناء القيا بالسلوك‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الدرس‪:‬المسؤولية والجزاء ‪.‬‬


‫اإلشكال‪:‬نل العقاب وحده كاف لتقوي سلوك اإلنسان والحد من الجريمة؟‬
‫تعد المسئولية قبل كل شيء إنسانية إذ ال يعقل أن يتحمل غير اإلنسان أي مسئولية لذلك ل ينحصر‬
‫النظر فيها في دائرة الفالسفة وحدن بل شاركه في ذلك ذوي االختصاص من علماء النفس و‬
‫االجتماع و رجال القانون و المنشغلين بعل اإلجرا ‪ ,‬و منشأ نذا االنتما عالقة المسئولية بالجزاء‬
‫و أثر نذا األخير في نفوس األفراد و في تحقيق التنظي االجتماعي و من ننا فقد اختلف جمهور‬
‫الفالسفة في إبراز دور العقوبة و مدى تنظيمها لسلوك األفراد و من ننا يتبادر إلى أذناننا اإلشكال‬
‫التالي[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪ ] ...‬نل العقاب أسلوب‬
‫ناجع في تنظي المجتمع ؟ أو بعبارة أصح نل العقوبة تحد من الجريمة و تقو سلوك األفراد ؟‬
‫يرى أنصار النزعة العقلية أن الجزاء ضروري لتقوي سلوك الفرد ألن نذا األخير حر و عاقل و‬
‫بإمكانه االختيار و اختياره لفعل ما تنتج عنه مسئوليته فهو مسئول باختياره و بهذا الصدد يرى‬
‫أفالطون في الكتاب العاشر من جمهوريته في صورة أسطورة فحوانا‬
‫أن (آر) الجندي الذي قتل في ساحة الشرف يعود إلى الحياة من جديد بصورة ال تخلو من المعجزات‬
‫فيروي ألصدقائه األشياء التي تمكن من رؤيتها في الجحي حيث أن األموات يطالبون بأن يختاروا‬
‫ء و ن المسئولون عن اختيارن الحر) و في نفس التيار يرى كانط بأن صاحب السوء نو الذي‬
‫يكون قد اختار بكل حرية تصرفه منذ األزل بقطع النظر عن الزمن و الطباع فشرور الفاشية في العال‬
‫إنما ني نتيجة حرية اختيار يقول كانط إن الشرير يختار فعله بإرادته بعيدا عن تأثير األسباب و‬
‫البواعث فهو بحريته مسئول ويجب أن يجاز على أفعاله) ولقد أخذ الوجوديون بموقف مماثل إذ أن‬
‫وجود اإلنسان في رأيه سابق لمانيته أي أن الفرد يولد أوال ويكون ما يريد بعد ذلك ما يريد وقد‬
‫نضرت الديانات السماوية في إشكالية العقاب و من بينها اإلسال الذي مثلته فرقة المعتزلة التي تؤكد‬
‫على قدرة خلق اإلنسان ألفعاله ألنه قادر بعقله على التمييز بين الخير و الشر و بالتالي نو مكلف و‬
‫مسئول عن أفعاله وترى نذه النظرية بدورنا أن الغرض من الجزاء و العقاب عن فعل ما ليس‬
‫تحقيق منفعة للمجتمع أو بتقليل عدد المجرمين بقدر ما نو التكفير عن الذنب الذي لوث به المجر‬
‫قيمة العدل و عكر صفونا و نو أيضا تطهير للنفس من الدنس الذي لحق بها نتيجة األفعال السيئة و‬
‫في نذا يقول اليبنتز نناك من العدالة ليس غرضه إصالح الشعور و إنما التكفير عن الفعل‬
‫السيئ)‪,‬ويقول كذلك مالبرانش إن الذي يريد من هللا أن ال يعاقب الظال ال يحب هللا) وفي نذا الصدد‬
‫نذكر المرأة التي جاءت إلى رسول هللا (ص) قائلة يا رسول هللا إني زنيت فطهرني و إني أريد أن‬
‫ألقى هللا و أنا طانرة بريئة من ذنبي) وني تقصد ننا أن يطهرنا بإقامة الحد عليها (الرج ) العقاب‬
‫ننا نو نتيجة للماضي ال إلى ما عسى أن يحدث في المستقبل ونجد أن نذه النزعة تدعو إلى وجود‬
‫قوانين وعقوبات صارمة تجزر المجر حتى ال يكرر فعلته في المجتمع باإلضافة إلى إقرار الديانات‬
‫السماوية بتنفيذ العقوبة بشكل علني وقد انتشرت نذه الفكرة في المجتمعات البدائية و المعاصرة فهي‬
‫إذا مطلب حضاري‪.‬‬
‫بالرغ من كل نذه الحجج و األدلة إال أن نذا الرأي ل يصمد للنقد ذلك أن حرية الفرد تخضع لبعض‬
‫الحتميات كذلك أنها اعتبرت المسئولية فردية بطبيعتها و نذا ليس صحيحا ألن األبحاث االجتماعية‬
‫أكدت أن المسئولية بدأت جماعية ث تحولت إلى فردية بعد تطور طويل في حياة البشر االجتماعية و‬
‫السياسية و االقتصادية فالفرد قديما كان ذائبا في قبيلته و حين يقو بفعل شيء ضد قبيلة أخرى ال‬
‫يعاقب وحده بل تعاقب القبيلة أما اآلن فالعقاب فردي يسلط على الفاعل مباشرة كذلك أنها تربط‬
‫الجزاء بالماضي و نذا ال يؤكد إال نصف الحقيقة فالجزاء ال بد أن يكون موجها أيضا للمستقبل‬
‫لحماية المجتمع كذلك أن نذه النظرية تتجانل الدوافع و األسباب التي تحد من تصرفاتنا و مسئولياتنا‬
‫و في نذا يقول الشونهي إن الفعل الذي يحدث عن حرية مطلقة يعد فعال مستقال عن أي أسلوب‬
‫فطري أو مكتسب و على نذا يعد غريبا عن كل ما يؤلف طبعنا الشخصي و ليس لنا أي مبرر لننسبه‬
‫إلينا أو لنعتبر أنفسنا مسئولين عنه) كذلك غيو يقول نل نحن نمحي السيئات التي ارتكبها المذنب‬
‫بتعذيبه؟ إنما ما حدث قد حدث) !!‬
‫و على عكس الرأي السابق نجد أنصار النزعة الوضعية الذين يرون بأنه ال يمكننا معاقبة المجر ألن‬
‫العقوبة في نظرن وسيلة تقليدية غير مناسبة فاإلجرا حسبه فعل ال يتعلق باإلرادة بل ينشأ آليا إما‬
‫بتأثير العوامل الوراثية أو االجتماعية أو النفسية و أبرز رواد نذه النزعة اإليطالي لومبروزوا و‬
‫مواطنه فيري و عال النفس النمساوي فرويد ؛ أما لومبروزوا فيرى أن اإلجرا له عالقة بصفات‬
‫المجر الوراثية و يقد إحصائيات ألسر معظ أفرادنا من مجرمي المافيا و يعدد تالمذته‬
‫(‪)56‬خمسين مطلوبا للعدالة في أسرة الرئيس األمريكي السابق ريتشارد نيكسون و لومبروزوا‬
‫يصنف المجرمين إلى أصناف ني كالتالي‪:‬مجرمين بالفطرة>بالطبع ‪<,‬مجرمين مجانين ‪,‬مجرمين‬
‫بالعادة ‪ ,‬مجرمين بالعاطفة‪,‬و نؤالء يستهويه اإلجرا ‪,‬و مجرمين بالمصادفة و يؤكد لومبروزوا أن‬
‫كل نذه األصناف قابلة لإلصالح ما عدى األول الذي يجب مساعدته على الفناء و لو كان طفال ألن‬
‫في إفنائه وقاية للمجتمع‪,‬أما فيري متأثر بأوغست كونت في العلو االجتماعية يرى أن اإلنسان ال‬
‫يولد مجرما و لكن تصنع منه ظروف بيئته االجتماعية الفاسدة مجرما و لقد أثبت أن العوامل‬
‫االجتماعية ني التي تلعب الدور األساسي في ظهور السلوك اإلجرامي و في رأيه أن اإلجرا نتيجة‬
‫حتمية لمجموعة من المؤثرات ال بد عند توفرنا من وقوع السلوك اإلجرامي ‪ ,‬و أخيرا نجد عال‬
‫التحليل النفسي فرويد الذي يرى أن بعض السلوكات اإلجرامية مردنا إلى قوى ال شعورية تتمثل في‬
‫بعض الدوافع و الميول و الذكريات المكبوتة في ال شعور اإلنسان منذ أيا الطفولة فيمكن أن نفسر‬
‫مثال السرقة كمحاولة السترجاع ما أخذ من الشخص في الماضي ‪ ,‬كما يمكن تفسير الخروج عن‬
‫القانون و مختلف أشكال التمرد و الثورة كثورة الطفل ضد األب الذي يمثل السلطة عند الطفل أي أنه‬
‫شكل من أشكال إرضاء الغريزة العدوانية التي استحال تصعيدنا و من ننا رصده سلطة األب القانرة‬
‫التي تمنعه من إشباع رغباته كلها و بهذا الصدد يقدمون كذلك إحصائيات لعدد كبير من المجرمين‬
‫المتخلفين عقليا و المرضى نفسيا و قد دعا نؤالء إلى ضرورة إصالح الفرد ال معاقبته و مساعدته‬
‫على االندماج في المجتمع‪,‬و إلى ضرورة التخلص من المجرمين غير القابلين لإلصالح و الجزاء‬
‫عندن نو وقاية للمجتمع من تكرار أفعال اإلجرا ونذا يتطلب إصالح المجر ‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ذلك أنه يرفعون المسئولية عن الفرد ذلك أنه خاضع لعوامل و‬
‫دوافع أخرى و قي ذلك تشجيع لإلجرا ‪,‬أما بالنسبة للومبروزوا الذي يرى أن للجريمة صبغ خاص‬
‫بها و نذا أمر ل يثبته العل باإلضافة إلى ذلك يجب أن يكون العمل اإلصالحي مكمال للعقوبة ال بديال‬
‫لها كذلك أن المالحظة البسيطة تؤكد أنه ليس كل المرضى النفسيين مجرمين بل أن معظمه‬
‫مسالمين و إنطوائيين‪.‬‬
‫ما من إنسان على وجه المعمورة إال و له عيوب و مساوئ و ما من مجتمع إال و يعاني ظوانر‬
‫الشذوذ و االنحراف و في كل األحوال ما دمنا نعاقب فإننا نعترف بحرية المجر و بالتالي مسئوليته‬
‫عن أفعاله و عليه يجب أن يكون األل الناتج عن العقاب أكبر من اللذة الحاصلة بالجريمة حتى ال‬
‫يعود إليها في المستقبل و ليس الغرض من العقاب نو االنتقا من المجر بل ردعه و المحافظة على‬
‫أمن و سالمة المجتمع ‪ ,‬يقول عز وجل و لك في القصاص حياة يا أولي األلباب ) و إذا رأينا في‬
‫الموقفين السابقين بعض العيوب و النقائص فالموقف اإلسالمي يبقى نو األمثل حيث يحافظ على‬
‫نقاء النفس و طهارتها و ضمان أمن المجتمع و سالمته دون أن ينسى ظروف الفاعل و أال يهمل‬
‫الفعل ذاته‪.‬‬
‫و نكذا يمكننا أن نستنتج أن العقاب ال يكون وحده دائما نو العالج األمثل ألمراض النفوس و عللها‬
‫إنما يجب النظر في وسائل الوقاية و نذا ال يكون إال بتوفير كل الشروط الصالحة لتكوين الفرد‬
‫فبالقضاء على البطالة و أسباب الظل و الجهل و التخلف نقضي على مصدر الجريمة و بالتالي يصبح‬
‫المجتمع اإلنساني فاضال ال يحتاج ال لقضاء أو قضاة و نذا ما حدث بالفعل في الدولة اإلسالمية األمر‬
‫الذي جعل عمر بن الخطاب يقد استقالته من منصب القضاء في عهد الصديق قائال يا أمير المؤمنين‬
‫‪...‬لي عامين في سدة القضاء و ل يتقد إلي متخاصمين‪).‬‬
‫يقول عباس محمود العقاد ال يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه‬
‫)‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اإلشكال‪:‬نل الحرية حالة شعورية أ ني عمل التحرر؟‬


‫يرى بعض المفكرين أن الحرية ني تجاوز أي إكراه داخلي أو خارجي‪,‬داخلي يتمثل في الرغبات‬
‫والشهوات والميول والحاجات النفسية البيولوجية وخارجي يتمثل في الحتميات الطبيعية واالجتماعية‬
‫لذا نتساءل نل يكفي المرء أن يشعر أنه حر ليكون حراً حقا ً أ أن الحرية ممارسة وفعل في الواقع‬
‫اليومي؟‪.‬‬
‫بالنسبة لبعض الفالسفة إن تجربتنا الشعورية الداخلية دليل كاف على أننا أحرار ففي رأي‬
‫المعتزلة(أن اإلنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون‬
‫سكن)‪,‬ومعناه أن األفعال التي يقو بها إنما يمارسها بإرادته الحرة حسب الظروف التي تالمسه وفي‬
‫نذا يقول ديكارتإننا واثقون من حريتنا ألننا ندركها إدراكا مباشراً بل نحدسها حدساً)‪,‬حيث يرى أن‬
‫إحساس اإلنسان الداخلي بالحرية ـ الواضحة والمتميزة ـ دليل كاف على حريته يقول لوسينكلما أبحث‬
‫في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لدي أية قوة غير إرادتي ومن ننا أشعر شعوراً‬
‫واضحا ً بحريتي)‪,‬ولكن مثل نذا القول ال يمكن أن يصمد للنقد ذلك أن اإلرادة من الناحية الفلسفية‬
‫باعتبارنا العلة األولى قوة سحرية واألخذ بها فيه كثير من المبالغة كذلك أن الشعور وحده يمكن أن‬
‫يكون ونما خداعا ألننا نجهل الحتميات التي نخضع لها خضوعا داخليا أو خارجيا سواء كانت نفسية‬
‫أو طبيعية أو اجتماعية ونذا تكفل بسيادة عدد كبير من المفكرين في العصر الحديث‪.‬‬
‫لقد حاول بعض الفالسفة من الذين أدركوا المشكلة أن يزيحوا النقاب عن سر اللغز فالرواقيون يرون‬
‫أن العال يخضع لقوانين ثابتة أي أنه يسير حتما بمقتضى العلة والمعلول‪,‬وأن الكائن اإلنساني‬
‫الموجود في نذا العال ليس حر ألنه ال يمكن أن يكون حراً باإلرادة في عال مجبر غير أن اإلنسان‬
‫ذو طبيعة عاقلة و إذا أراد التحرر والسعادة فال بد أن يعيش على وفاق الطبيعة بكل ما تنطوي عليه‬
‫نذه الكلمة من معان أي على وفاق مع قانون الطبيعة الذي يس ّير العال ويعيش حسب طبيعته العاقلة‬
‫فيسير المرء في حدود ما يرشد إليه العقل خاضعا لقوانين الكون المعقول فالقضية ني قضية حرب‬
‫بين العقل والشهوات فينتصر العقل إذن الحرية ليست معطى أولي وال فضل من الطبيعة إنها تكتسب‬
‫على ضوء ما تملي به الطبيعة اإلنسانية الحقيقية وتحررنا يقاس بضعف أو قوة أعمالنا وإنجازاتنا و‬
‫مجهوداتنا المبذولة فال بد من قبول الضرورة إذن‪,‬كما تقبل األسطوانة الدوران وفي نفس االتجاه‬
‫يرى سبينوزا أن أفعال اإلنسان مجرد ظوانر آلية إذن فهو ليس حراً ولكن ليس معنى ذلك أن‬
‫فيلسوفنا يلغي الحرية وإنما يرى الحجة في قبول النظا الرياضي للكون والقوانين العقلية المسيرة‬
‫للحوادث فكلما ازداد العقل علما كما يقول ازداد فهما لقوانين النظا الطبيعية ونو يقرر ننا أن العقل‬
‫يجب أن يضع قانونا ينظ رغبات اإلنسان المتنافرة وبهذا يمكنه التحك في مستقبله وتحرير نفسه‬
‫من أغالل العواطف العمياء وإذا أراد الفرد أن يكون كامالً ال ينبغي أن يتحرر من قيود المجتمع‬
‫سمو المرء إنما نو في التحرر من ضرورة الغرائز وعليه أن يتقبل القوانين الطبيعية‬‫ّ‬ ‫ونظامه ألن‬
‫واإللهية بسرور ألن اإلنسان الذي يرى األشياء تسير وفقا لنواميس هللا لن يستاء أو يتذمر مع أنه قد‬
‫يقاو وذلك فإنه يرتفع من لذات األنواء إلى صفاء الفكر والعقل وفي نذا يقول نتشهإن األمر‬
‫الضروري ال يضرني ألن حب القدرة نواة طبيعي)‪,‬ولكن ألغلب الناس ل يدركوا الضرورة ولذلك وجد‬
‫عبر التاريخ السيد والمسود وإذا أراد اإلنسان التحرر من نذه الجدلية فال بد أن يقد على اكتشاف‬
‫القوانين الموضوعية لتطور الطبيعة والمجتمع والفكر‪,‬وبهذا نتمكن من تحويل العال تحويالً ثوريا ً‬
‫بدالً من تأمله‪,‬فال بد أن يعمل قبل كل شيء على إسقاط الرأسمالية وعلى قيا المجتمع بدون طبقات‬
‫لذلك قال ماركسإن الفالسفة ل يعملوا لحد اآلن إالّ على تفسير العال في حين حان وقت تغيره)‪,‬‬
‫والتحرر الذي يسمح ببناء اإلنسانية يعتبر إحدى الغايات التي ينشدنا الشخصانيون وتعد فلسفته‬
‫نداء لجميع الناس من أجل بناء نهضة جديدة حيث تزدنر القي والمثل العليا وال يتسنى ذلك إالّ‬
‫بالقضاء على كل الحواجز موضوعية كانت أو ذاتية البد مثال أن يتحرر من شهواته العمياء ويتجاوز‬
‫الميول البيولوجية المغلقة ث يتحرر من ضرورة الطبيعة بوسائل العل وفي نذا يقول مونيإن كل‬
‫حتمية جديدة يكتشفها العال تعد نوطة تزداد إلى سل أنغا حريتنا)‪,‬وكذلك نجد باكونين يقول لست‬
‫حرا إال يو تكون الكائنات التي تحيط بي رجاال ونساء وأطفاال حرة أيضا فأنا ال أصير حرا إال بحرية‬
‫اآلخرين)‪,‬وقد الحظ الشخصانيون أن إنسانية البرجوازية مؤسسة بالدرجة األولى على انفصال الفكر‬
‫عن المادة أو إبعاد الفكر عن العمل‪.‬‬
‫وتقويما لهذا الموقف يمكن القول على وجه الخصوص أنه ال يجب أن ننكر األنداف السامية التي‬
‫ترمي إليها الماركسية والشخصانية وروح العدالة‪,‬فماركس يدعو لتغيير العال وتغييره وتحويله‬
‫تحويال ثوريا إال أن التاريخ يخضع لحتمية مطلقة وفي نظره أن المجتمع الشيوعي نو الذي سيغير‬
‫التاريخ و بالتالي إنكاره كل محاولة أو مبادرة حرة‪,‬أما الشخصانيون رغ أنه اعتبروا الحرية جهدا‬
‫فرديا مستمرا إال أن ندائه يبقى نداءا مثاليا ً كذلك أن ربط الحرية بالتحرر قد يجعل المرء يتجاوز‬
‫الكثير من الحدود ظنا منه أنه يتحرر فتنقلب أفعاله إلى نوع من الفوضى قد يشكل خطرا عليه وعلى‬
‫من حوله لذا البد من الوعي الدقيق‪.‬‬
‫وأخيرا فالحرية ليست مجرد شعور نفسي بل ني عمل مستمر للتحرر يتجلى كلما برزت أما المرء‬
‫العوائق والحواجز التي تجعله يبذل جهودا مالئمة لتجاوزنا فيتحرر من ضغوطها وبهذا فليست‬
‫الحرية شيئا جانزا نجده أو نقتنيه بل ني ممارسة يومية على المستوى النفسي واالجتماعي‬
‫والفيزيائي وقد صدق من قالينال المرء دائما الحرية التي نو أنل لها والتي نو قادر عليها‪).‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‪.‬‬
‫الدرس‪ :‬الحرية والتحرر‪.‬‬
‫اإلشكال‪ :‬نل اإلنســان حر؟‬
‫إن كلمة الحرية ني من أكثر الكلمات غموضا والتباسا ً فالشعوب تكافح من أجل حريتها واألفراد ال‬
‫يتحملون أي حجز على حريته الشخصية ومما الشك فيه أن الحرية ني من أقد المشكالت الفلسفية‬
‫وأعقدنا فقد واجهت الباحثين من قدي الزمان وما زالت تواجهه إلى يومنا نذا فهي من أكثر‬
‫المبادئ الفلسفية اتصاالً بنا بعد الطبيعة فضالً عن صلتها باألخالق والسياسة واالجتماع وقد تناول‬
‫العديد من الفالسفة والمفكرين نذا المبحث فمنذ وعي اإلنسان لنفسه سعى إلى تحقيق حريته بشتى‬
‫الوسائل والطرق ولكن جمهور الفالسفة اختلف في اإلشكالية التالية‪:‬نل اإلنسان حر أ أن نناك قيود‬
‫وعوائق تقييد حريته؟‪.‬‬
‫يرى بعض الفالسفة الذين يقرون بأن اإلنسان حر ون يستندون في نذا إلى عدة حجج أنمها الحجة‬
‫النفسية و الذين يرون بأن الشعور بالحرية دليل كاف على إثباتها فمثالً ويليا جيمس يرى أن الحرية‬
‫ني قوا الوجود اإلنساني الذي مراده اإلدارة الحرة الفعالة فال نشعر بحريتنا إالّ ونحن قادرون فعالً‬
‫على الفعل والتأثير أما ديكارت فيقول[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا‬
‫للتسجيل ‪] ...‬إننا ال نختبر حرية إالّ عن طريق شعورنا المباشر)‪,‬فهو يرى أننا ندرك الحرية بال‬
‫برنان ونو يقول في نذا[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪...‬‬
‫]إننا واثقون من حريقا ألننا ندركها إدراكا ً مباشراً فال نحتاج إلى برنان بل نحدسها حدساً)‪,‬بحيث‬
‫يرى أن إحساس اإلنسان الداخلي بالحرية *الواضح والمتميز* دليل كاف على ذلك ويقول لوسين[‬
‫فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬كلما في نفسي عن القوة‬
‫التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لي أية قوة عدا إرادتي ومن ننا أشعر شعورا واضحا بحريتي)‪,‬أما‬
‫من الفرق اإلسالمية التي تثبت ذلك فالمعتزلة يرون أن تجربة الشعور الداخلية كافية على أننا أحرار‬
‫يقول الشهر الستاني[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪...‬‬
‫]اإلنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)‪,‬ومعناه أن‬
‫األفعال التي يقو بها إنما يمارسها بإرادته وحسب الظروف التي تالئمه باإلضافة إلى نذا نجد‬
‫برغسون الذي يميز بين مستويين من األنا فاألنا السطحي بالنسبة له يمثل ردود الفعل و االستجابات‬
‫العفوية والعادات التي يقو بها اإلنسان تحت تأثير العوامل الخارجية‪,‬أما األنا العميق فهو مصدر‬
‫الحرية الحقيقي الذي تشعر به عندما نلتز بإرادتنا واختيار بعيد عن الحتميات لذا نجسد حريتنا بعيدا‬
‫عندما نقف من أنفسنا مواقف نقد وتقيي واعية وبهذه الصورة الواعية تسمع صدى الحرية الهافت‬
‫الذي يسري كديمومة مفصلة ال تتوقف‪,‬أما أصحاب الحجة االجتماعية فه يرون أن الحرية ممارسة‬
‫فعلية تتجسد في الحياة االجتماعية فاآلخر نو سبب وجودنا ويمكن أن يكون عائقا لها فبدون‬
‫ال مجتمع ال يمكن أن توجد قوانين عادلة تحمي الحريات الفردية فتصبح الحرية مسؤولية لذا فإن كل‬
‫المجتمعات تعاقب أفرادنا عند مخالفة قوانينها وال تعاقب األفعال التي ال قدرة له عليها ونذا يعني‬
‫قدرة اإلنسان على االختيار و بهذا يمكن التكل عن شخصية بدون مقومات اجتماعية وال الحديث عن‬
‫حرية اإلنسان المغترب يقول مونيكو[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا‬
‫للتسجيل ‪] ...‬الحرية الفعل وفق ما تجيزه القوانين االجتماعية)‪,‬فبدون المجتمع ال يمكن أن نتحدث‬
‫عن المسؤولية بدون حرية االختيار‪,‬أما أصحاب الحجة األخالقية فهي حسب كانط أساس تأسيس أو‬
‫تحديد األخالق فالواجب األخالقي يتطلب قدرة للقيا به يقول كانط[ فقط المشتركين فى المنتدى‬
‫يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)‪,‬ويقول[ فقط‬
‫المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن إرادة الكائن العاقل ال يمكن‬
‫أن تكون إرادته إال تحت فكر الحرية)‪,‬أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فروادنا المعتزلة ون يرون‬
‫أن اإلنسان حر ويوردون حججا ً من القرآن الكري تنسب إلى اإلنسان حريته في اختيار أفعاله يقول‬
‫هللا تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬فمن شاء‬
‫فليؤمن ومن شاء فليكفر)‪,‬وقوله تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا‬
‫للتسجيل ‪] ...‬فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)‪,‬فهو بذلك أو ذاك حر‬
‫مخير‪,‬واعتمدوا أيضا ً على مبدأ التكيف يقول هللا تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية‬
‫الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬ال يكلف هللا نفسا ً إالّ وسعها)‪,‬فالتكيف يكون ننا سفها إذا كان(اعمل‬
‫يا من ال قدرة له على العمل)‪,‬ولكن بصيغة(اعمل يا من تستطيع أن تعمل)‪,‬وبالتالي إمكانية صدور‬
‫الفعل أو عدمه فهو االختيار وما يبرز نذا نو الثواب والعقاب والجنة والنار فاهلل ال يحاسبنا على‬
‫األفعال التي ال نكون مسئولين عنها يقول تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪.‬‬
‫اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬وما ربك بظال للعبيد)‪,‬وال معنى للثواب وللعقاب إذا كان المرء مجبراً‬
‫مكرنا ً‪.‬‬
‫لكن رغ نذه األدلة والبرانين ل يصمد نذا الرأي للنقد ذلك أنه ما من شك غير كاف كذلك أنه يمكن‬
‫أن يكون ونما وخداعا ألننا نقو بأعمال معينة مع شعورنا بحريتنا إالّ أننا مقيدون بعدة أسباب كذلك‬
‫أن البرنان االجتماعي نائ على الشعور بالحرية أثناء عقد القوانين وقيا األنظمة االجتماعية‬
‫فالشعور يكفي للتدليل بها فهو يثبتها كما يثبت الحتمية وال معنى للقانون والنظا ما ل يعمل به‬
‫أصحابه وشروطه‪,‬أما أصحاب الحجة األخالقية فهي قائمة على التسلي بالحرية حتى ال تتهد وفكرة‬
‫التسلي ال تكفي للبرننة عليها ألننا نستطيع التسلي بعد وجودنا كما سلمنا بوجودنا أما بحث‬
‫المعتزلة فقد باء منصبا أكثر على اإلنسان المثالي المجرد المتصور عقالً لذلك وضع الحرية في زمن‬
‫الفعل في حين أن مشكلة حرية اإلنسان الواقعي ومطروحة على مستوى الفعل و مواقف الحياة التي‬
‫تواجهها واعتمادن على آيات نذا صحيح‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد من ينفي الحرية فه يعتبرون الحرية ونما ً ال يمكن تحقيقه وإن‬
‫وجدت فوجودنا ميتافيزيقي ال عالقة له بحياة األفراد وذاك لما يقيدن من حتميات داخلية‬
‫وخارجية‪,‬فأصحاب الحتمية النفسية ومن بينه المدرسة السلوكية األمريكية وعلى رأسها والن يرون‬
‫أن السلوك عبارة عن االستجابات التي تتحك فيها منبهات داخلية وخارجية كالرغبات والميوالت‬
‫والدوافع الفطرية والعوامل الخارجية التي تشكل مصدراً ناما ً ألفعالنا‪,‬أما مدرسة التحليل النفسي‬
‫فتفسر السلوك بدوافع ال شعورية أساسها الكبت يقول نتشه[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه‬
‫رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن إرادة تجاوز ميل ما ليست إال إرادة آدميون أخرى)‪,‬ويقول‬
‫أحد الفالسفة[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬كل قرار نو‬
‫مأساة تتضمن التضحية برغبة على مدرج رغبة أخرى)‪,‬أما أصحاب الحتمية البيولوجية ونقصد به‬
‫مبدأ العلمية القائل انه إذا توفرت نفس األسباب فستؤدي إلى نفس النتائج ومن ث توسيع نذا المبدأ‬
‫على اإلنسان باعتباره جزءا من الطبيعة فهو حامل منذ والدته لمعطيات وراثية وخصائص ثابتة‬
‫والطبع في رأيه تحديد فطري و البنية البيولوجية تنمو وتتكامل حسب قانون معين فهو يخضع‬
‫لجملة من القوانين حيث نجد الروانيون وكذلك بيسنوزا الذي يقول[ فقط المشتركين فى المنتدى‬
‫يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن الحرية ال تكون إال حيث نكون مقيدين ال بعامل‬
‫القوى والضغوط ولكن بعوامل الدوافع والمبررات العقلية‪...‬وعندما نجهل دوافع تصرفنا فنحن على‬
‫يقين بأننا ل نتصرف تصرفا حراً)‪,‬أما أصحاب الحتمية االجتماعية فه يؤكدون أن اإلنسان مجرد‬
‫فرد يخضع للجماعة كالعجينة يشكله المجتمع كما يريد وذلك عن طريق التربية والتعلي والتجارب‬
‫االجتماعية فال وجود للحرية الف ردية داخل الحتميات االجتماعية *ثقافية‪,‬اقتصادية* والتي ال يمكنه أن‬
‫يغير فيها مهما حاول ذلك يقول بن خلدون[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط‬
‫ننا للتسجيل ‪] ...‬الناس على دين ملوكه )‪,‬ويقول دوركاي [ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية‬
‫الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إذا تكل الضمير فما نو إال صدى المجتمع)‪,‬ويقول أيضاً[ فقط‬
‫المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬لست مجبراً على استخدا اللغة‬
‫الفرنسية لكن ال أستطيع التكل إال بها ولو حاولت التخلص من نذه الضرورة لباءت محاولتي‬
‫بالفشل)‪,‬أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فنسبه إلى جه بن صفوان[ فقط المشتركين فى المنتدى‬
‫يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬ال فعل ألحد في الحقيقة إالّ هلل وحده وإنه نو الفاعل و‬
‫أن الناس دائما ً تنسب إليه أعماله على المجاز كان يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس‬
‫وإنما يفعل ذلك بالشجرة والشمس و الفلك هللا سبحانه وتعالى)‪,‬ويقول أيضاً[ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬ال قدرة للعبد أصالً ال مؤثرة وال كابسة بل نو‬
‫بمنزلة الجماد فيما يوجد منها)‪ ,‬إن نذا الرأي عندن مبني على أصل عقائدي نو أن هللا مطلق‬
‫القدرة خلق العبد وأفعاله نو يعلمها قبل صدورنا من العبد بعلمه المطلق ‪,‬باإلضافة إلى نذا نجد‬
‫اليبنتز الذي يرى أن اإلنسان عبارة عن جونر روماني سماه المنادة يستمد كل مقوماته من ذاته التي‬
‫أعدت بكيفية آلية مسبقة مثل الساعة‪,‬ولما كان الخير والشر مقدر على اإلنسان في طبيعته تركيب‬
‫روحي فهل بقي ما نسميه اختيار يقول اليبنتز[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪.‬‬
‫اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬هللا مصدر جميع أفعال اإلنسان بخيرنا وشرنا وكل شيء مسطر في سجل‬
‫الكون األبدي)‪,‬أما أنصار الحتمية الطبيعية فقد اعتبروا أن سلوك اإلنسان متدرج فمن سلسلة‬
‫الحوادث الطبيعية كونه كائن حي كبقية الكائنات الحية وعلى أساس أن الظوانر الطبيعية تخضع‬
‫لقوانين وحتميات فيزيائية وكيميائية وتؤدي في نفس الوقت إلى نفس النتائج فسلوك اإلنسان‬
‫باعتباره جزءاً منها يخضع لهذه الحتمية حيث يرى بيسنوزا أن الشعور بالحرية ليس ونما ً راجع إلى‬
‫جهلنا بالحتميات كالحجر الساقط يتون أنه حر لو كان له شعور لكنه في الواقع خاضع لقانون‬
‫الجاذبية يقول بيسنوزا إن الناس يخدعون أنفسه بأنه أحرار لكنه في الحقيقة يحملون األسباب‬
‫الحقيقية التي تحدد سلوكه )‪,‬ويرى البعض أن فعل اإلنسان ليس تعبيراً عن الباحث األقوى يقول‬
‫اليبنتز اإلرادة إذ نختار تميل مع إحدى القوى أو البواعث أثر في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى‬
‫جهة الثقل‪).‬‬
‫إن نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد فبالنسبة للحتمية النفسية فإن اإلنسان ليس مجرد حزمة من‬
‫الغرائز والدوافع فهو قادر على التحك فيها كما نو مالحظ في الواقع وبإمكانه تنظيمها وفق نتائج‬
‫مرغوبة ومقصودة وبدون نذه الرغبات والعادات يصبح ال معنى ألفعالنا فالحرية رغبة وميل ينبثق‬
‫من كل إنسان أما الحتمية البيولوجية فاإلنسان ليس جسما وال شيئا ً من أشياء الطبيعة وال يرجع‬
‫سلوكاته إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدنا فهو قادر على التحك في سلوكه وطبعه وال يمكن التنبؤ‬
‫بمستقبل سلوكه أما بالنسبة للحتمية االجتماعية فاإلنسان ليس مجرد عجينة في يد المجتمع فهناك‬
‫مجاالت واسعة بوجودنا المجتمع الفرد كي يتمكن من االختيار الحر لحرية مضمونة في القوانين‬
‫االجتماعية وال قيمة لها خارج المجتمع ونالحظ أن بعض العلماء والزعماء من أثروا في المجتمع‬
‫ودفعوه إلى التغيير وليس العكس‪,‬أما بالنسبة للحتمية الميتافيزيقية فإن دعوان أمر مظلل فهي‬
‫أساس دعوة للكسل والخمول مع وظيفة اإلنسان في الكون فهو مخير ال مسير ونذا استناداً لقوله‬
‫تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬ال يغير هللا ما بقو‬
‫حتى يغير ما بأنفسه )‪,‬أما الحتمية الطبيعية فإن عالقة اإلنسان بالطبيعة ليست عالقة تبعية بل‬
‫بالعكس عالقة جدلية يؤثر فيها ويتأثر بها ويتخذ فيها األسباب األساسية لحياته ومن إمكانياتها‬
‫مصدر تنافس وتفاوت بينه وبين األفراد كذلك أن الفعل الحر ال ينفي السببية ألنه نو نفسه معول بعلة‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫إن نذه اآلراء وجميع الحجج واألدلة المعتمدة لنفي الحرية باس الحتمية أو إثبات الحرية عن طريق‬
‫ما نعيشه أو على أساس قوى مفارقة للطبيعة ال يمكن أن تكون كافية‪ ,‬ذلك أن الحتمية ال تنفي‬
‫الحرية إالّ ظانريا ً أما جونرنا فهو أساس الحرية وشرط من شروط الحرية الحقة وفي نذا يقول أحد‬
‫الفالسف ةال عل بال حتمية وال حرية بدون عل إذن ال حرية بدون حتمية)‪,‬فال تحرر إالّ بمعرفة‬
‫الح تميات والعراقيل وفي نذا يقول موني إن كل حتمية جديدة يكتشفها العال تعد نوطة تزداد إلى سل‬
‫أنغا حريتنا‪).‬‬
‫وخالصة القول فإننا نصل إلى نتيجة ني أنه ال يوجد تعارض بين الحرية والحتمية فلوال وجود نذه‬
‫الحتميات ما كان للحرية معنى لما ثقفه اإلنسان عبر التاريخ لنفسه وبني جنسه فالحتمية أساس‬
‫وشرط ضروري لتحقيق الحرية‪.‬‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية ‪.‬‬
‫الدرس‪:‬الشخصية‪.1‬‬
‫اإلشكال‪:‬يقال<إن الشخصية تكتسب>نل تعتبر نذا القول صحيحا؟‬
‫لما كان اإلنسان مياالً بالطبع إلى الحياة مع أمثاله فليس من الغريب أن يكون سلوكه مشبعا‬
‫بالمكتسبات االجتماعية مثقالً بخيرات السنين فهو يكتسب اللغة واألخالق والعل و ينمي ملكاته‬
‫العقلية وبالرغ من أنه وحيد في نوعه وفرد يتميز بالتميز في شخصيته و المقصود بالشخصية نو‬
‫باختصار الوحدة الكلية والحركية المميزة لسلوك فرد ما شاعر بتميزه عن الغير ولكن السؤال‬
‫المطروح‪:‬نل الشعور بهذا التميز نو من معطيات الوالدة أ أنه نتيجة تطور تدريجي؟‪,‬أو بكلمة‬
‫وجيزة نل الشخصية تكتسب؟‪.‬‬
‫ترى المدرسة االجتماعية أن اإلنسان عجينة في يد المجتمع يشكلها كيفما يشاء فالفرد مرآة عاكسة‬
‫للمجتمع وفي نذا يقول نربرت الطفل صفحة بيضاء يكتب عليها المربي ما يشاء)‪,‬كذلك نجد الغزالي‬
‫يقول الطفل كالعجين يستطيع المربي أن يكونه كما يشاء)‪,‬والشخصية ال تنشأ أو تتشكل دفعة واحدة‬
‫بل تنشأ بالتدرج يقول ألبورت(ال يولد الطفل بشخصية كاملة بل يبدأ بتكوينها منذ الوالدة)‪,‬وأيضا‬
‫يقول فالون إن الشعور بالذات ليس أمراً أوليا بل محصول تطور بعيد ال تبدأ نتائجه بالظهور قبل‬
‫السنة الثالثة) فالشخصية في تكوينها تمر بمراحل تعد األساس في تكوينها ني مرحلة الالتمايز‬
‫والشعور باألنا‪.‬واإلنسان بطبعه اجتماعي كما يقول بن خلدون الناس على دين ملكون )‪,‬ودوركاي‬
‫الذي يقول إذا تكل الضمير فينا فما نو إال صدى المجتمع)‪,‬فهو يتعل ‪,‬يكتسب ويتأثر بالعادات‬
‫والتقاليد والنظ و القوانين(القوالب االجتماعية) فاللغة ني وسيلة لالندماج والتكيف وكحتمية فإن‬
‫الحياة االجتماعية تفرض نمطا سلوكيا معينا على الفرد فهو خاضع لمعايير اجتماعية وفي نذا المعنى‬
‫يقول فالون(إن الشعور بالذات يتكون بواسطة اآلخرين وعلى الرغ من أنه أسباب للشعور‬
‫بالشخصية لكنه أيضا عقبات يجب تجاوزنا حتى يت كامل الشخصية)‪,‬وقد استدل أصحاب نذا‬
‫االتجاه بأدلة وحقائق تدع نذا الموقف ويذكرون على سبيل المثال حالة التوأ فلو فصلنا توأمين‬
‫وأخذنا أحدنما للعيش في مجتمع مختلف عن الثاني فاالختالف سوف يكون كبيراً(السلوك والمظانر‬
‫الفيزيولوجية) والتي تبحث عن طريقة كل منهما في التكيف مع مجتمعه رغ اشتراكهما في‬
‫الخصائص الوراثية‪,‬كذلك حالة إبراز الموانب فكل فرد مزود باستعدادات فطرية وموانب ذاتية تظل‬
‫راكدة إذا ل تجد الشروط االجتماعية المالئمة باإلضافة إلى بعض الخصائص التي لها ارتباط وثيق‬
‫بالمجتمع‪.‬‬
‫ال ريب أن للمجتمع فضال ودوراً كبيرا إال أن متطلبات المجتمع ال تنسج مع مقاصد الشخصية‪,‬لذا‬
‫فالشخصية التي تقبل ضغط األوضاع االجتماعية ما ني إال شخصية قاعدية كما يقول كاردينار[ فقط‬
‫المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬أي شخصية سطحية‬
‫مستعارة)‪,‬كذلك إن تأثير المجتمع في اإلنسان متوقف على مدى قابلية اإلنسان‪,‬فهو ليس عجينة أو‬
‫كتلة عضوية حركية فهو يحمل عقال يسمح له أن يختار ويتخذ من أنظمة المجتمع ما يتالء معه‬
‫ويتوافق مع تفكيره‪.‬‬
‫ونظراً لما للوراثة من أنمية ذنب العلماء إلى اعتبار الخصائص الوراثية مالمح حقيقية للشخصية‬
‫ومعنى نذا أن الشخصية تكتسب في حدود معطيات وراثية وما يثبت ذلك في اعتقادن أن ثمة أطفاالً‬
‫يولدون أذكياء في حين أن آخرين أغبياء والسبب في ذلك راجع إلى عوامل وراثية‪,‬ولقد تقرر لدى‬
‫الباحثين في مجال الوراثة خاصة مندل ذلك أن المزاج ينتقل من اآلباء إلى األبناء وأن االستعدادات‬
‫التي يرثها الطفل ليست استعدادات وسطية حيث تنصهر خصائص كل من األب واأل ‪,‬ذلك أن‬
‫خصائص كل من األبوين تبقى متمايزة عن طريق كل من األ فقط أو األب فقط‪,‬على أن ما يرثه‬
‫الطفل ليس تلك الخصائص التي تعلمها أبويه في حياته وإنما تلك القدرات الفيزيولوجية من لون‬
‫البشرة ولون الشعر‪,‬فيما يتعلق بالتركيبة الفيزيولوجية الداخلية لها تأثير كبير في الطبع بول أحد‬
‫الفيزيولوجيين[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إننا تحت‬
‫رحمة غددنا الصماء)‪,‬ونو قول يؤيد ما ثبت لدى العلماء من ضعف أو كثرة اإلفرازات الغددية‬
‫الداخلية تفقد الجس توازنه مما يجعل الشخصية في حالة غير مستقرة‪,‬فبالنسبة للغدة الدرقية التي‬
‫قال عنها نوسكيتر[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إننا‬
‫ندين لغددنا الصماء بجزء غير يسير مما نحن عليه)‪,‬إن لها تأثير على النمو والعمليات الحيوية فإذا‬
‫زاد إفرازنا نشأ عن ذلك نشاط محسوس في الجهاز العصبي وغيره من األجهزة وقد ينشأ عنه القلق‬
‫واالضطراب أما إذا نقص إفرازنا نشا عن ذلك ضعف عقلي وتباطؤ في األعمال‪,‬أما الغدة النخامية‬
‫فإلفرازاتها صلة وثيقة بالنمو الجسمي العا فإذا نقص إفرازنا عند الطفولة أدى ذلك إلى‬
‫القزامة‪,‬والعملقة وخشونة الجلد والنضج الجنسي المبكر إذا حدث العكس‪,‬أما الغدة اإلندريانية فزيادة‬
‫إفرازنا تؤدي إلى تضخ خصائص الذكورة عند الرجال وتغلبها عند المرأة مما يؤدي إلى بروز‬
‫عالمات الذكورة عندنا(الصوت الغليظ‪,‬بروز شعر اللحية‪,)...‬ولدى الطفل تؤدي إلى تكبير النضج‬
‫الجنسي وأخيراً الجملة المسؤولة عن التحك في كل نشاط الجس وأي اضطراب في نذه الجملة‬
‫يؤدي إلى الخلل في السلوك وعد االتزان في الشخصية وليس من الغريب إذا اتخذ القدماء التركيب‬
‫الجسمي أساسا ً لسلوك الناس وطباعه يقول أرسطو[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية‬
‫الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬عن األنوف أن الغليظة والدسمة واألطراف تدل على أشخاص‬
‫باردي األجسا ذوي ميول شهوانية‪,‬وإن الجادة مثل الكالب تدل على الغضوبين السريعي‬
‫االنتياج‪,‬وأن المستديرة العريضة مثل األسد تدل على أصحاب الشهامة وأن الرقيق المعقوفة مثل‬
‫النسر تدل على النبالء المختالين المترفين المتعجرفين‪).‬‬
‫على الرغ من كل نذه الحجج والبرانين التي ترجع الشخصية إلى الوراثة إال أنه ال يمكننا أن نقر‬
‫إقراراً مطلقا ً بدورنا في بناء الشخصية ونذا ما يؤكده الواقع وذلك ألن نناك اختالفات كبيرة في‬
‫سلوك األفراد رغ تشابهه من حيث النشأة البيئية مثل أفراد األسرة الواحدة كذلك أن نشاط الغدد ال‬
‫يتحدد بالوراثة وحدنا بل يتأثر بالمواقف االنفعالية الحادة‪.‬‬
‫إن كل المحاوالت التي قا بها جمهور الفالسفة والعلماء والمفكرين أخفقت في الوقوف على النظرة‬
‫الحقيقية للشخصية و قضية حصول الشخص عليها ذلك أنه قاموا بتجزيء الوراثة عن العوامل‬
‫البيئية والمجتمع في حين أن األخيرين يستطيع الفرد أن يقومهما ويهذبهما عن طريق التربية‪,‬و‬
‫يشهد على صحة ذلك تاريخ بعض الشخصيات البارزة وما سعت إليه‪,‬فلقد قيل قديما عن العال‬
‫الفيزيائي فاردي أنه كان طائشا سريع االنفعال لكنه روض نفسه‪,‬كذلك نجد الدين اإلسالمي س ّبق دور‬
‫التربية ويتجلى ذلك في قول الرسول صلى هللا عليه وسل [ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية‬
‫الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬كل مولود يولد على الفطرة فأبوه إما يمجسانه أو يهودانه أو‬
‫ينصرانه)‪,‬باإلضافة إلى عد ناسي دور الوعي بمعنى اإلرادة والعقل يقول غيو [ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬يغير اتزان الطبع ويخرج إلى الوجود قوى‬
‫جديدة)‪,‬ولهذا ال نستطيع تسخير إمكانياتنا المالئمة إالّ إذا سعينا وراء الشخص الذي نمثله‪.‬‬
‫وخالصة القول أن اكتساب الشخصية ال يحدده مجرد التقاء المعطيات الفطرية بالشروط الثقافية وإنما‬
‫يتوقف على الكيفية التي تستخدمهـا في التركيب وقد صدق من قال [ فقط المشتركين فى المنتدى‬
‫يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬ال أحد يستطيع أن يكون ما يريد ولكنه ال يصنع إال ما‬
‫يستطيع‪).‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‬
‫الدرس‪:‬العادة وأثرنا على السلوك‪.‬‬
‫اإلشكال‪:‬نل العادة مجرد ميل أعمى أ أنها سلوك إيجابي؟‬
‫إن حياة اإلنسان ال تقتصر على التأثر بل تتعدانا إلى التأثير ويت له ذلك بتعلمه مجموعة من‬
‫السلوكات بالتكرار وفي أقصر وقت ممكن والتي تصبح فيما بعد عادات أو ني كما يقول أرسطو‬
‫طبيعة ثابتة وني وليدة التكرار‪,‬إن العادة تحتل جانبا كبيرا في حياة الفرد ولهذا فقد اختلف الفالسفة‬
‫في تفسير العادة وأثرنا‪,‬ومن ننا يتبادر إلى أذناننا التساؤل التالي‪:‬نل اكتساب العادات يجعل من‬
‫اإلنسان مجرد آلة أ أنها تثري حياته؟‪,‬أو باألحرى نل العادة مجرد ميل أعمى أ أنها تمثل سلوك‬
‫إيجابي في حياة الفرد؟‪.‬‬
‫يرى أصحاب الرأي األول(جون جاك روسو‪,‬بافلوف‪,‬كوندياك)‪.‬أن للعادة آثار سلبية على حياة‬
‫األفراد‪,‬فهي تسبب الركود وتقضي على المبادرات الفردية والفاعلية وتستبد باإلرادة فيصير الفرد‬
‫عبدا لها فسائق السيارة الذي تعود على السير في اليمين يواجه صعوبة كبيرة إذا ما اضطر إلى قيادة‬
‫سيارته في اليسار ففي مثل نذه الحالة تتعارض العادات القديمة مع العادات الجديدة‪,‬كذلك أنها‬
‫تضعف الحساسية وتقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية‪,‬فالطبيب يتعود على أال ينفعل‬
‫لما يقو به من تشريحات والمعاينة المستديمة لمشهد البؤس فيما يقول روسو(إن كثرة النظر إلى‬
‫البؤس تقسي القلوب)‪,‬وقد نبه الشاعر الفرنسي سولي برودو ‪( :‬أن جميع الذين تستولي عليه قوة‬
‫العادة يصبحون بوجونه بشرا بحركاته آالت)ث إن العادة تقضي على كل تفكير نقدي إنها تقي في‬
‫وجه اإلنسان عقبة إبستيمولوجية خطيرة فالحقيقة التي أعلن عنها الطبيب نانري حول الدورة‬
‫الدموية في اإل نسان ظل األطباء يرفضونها نحو أربعين سنة ألنه اعتادوا على فكرة غير نذه ولقد‬
‫بين برغسون بأن روتينات األخالق المشتركة ما ني سوى المبادرات القديمة التي جاء بها األبطال‬
‫والقديسون‪.‬وللعادة خطر في المجال االجتماعي حيث نرى محافظة العقول التقليدية على القدي و‬
‫الخرافات مع وضوح البرانين على بطالنها إنها تمنع كل تحرر من األفكار البالية وكل مالءمة مع‬
‫الظروف الجديدة ‪,‬فالعادة إنما ني رنينة بحدودنا الزمنية والمكانية التي ترعرعت فيها ونذا ما جعل‬
‫روسو يقول(إن خير عادة للطفل ني أال يعتاد شيئا ً‪).‬‬
‫لكن رغ نذه الحجج ال ينبغي أن نجعل من نذه المساوئ حججا ً للقضاء على قيمة العادة فهناك قبل‬
‫كل شيء ما يدعو إلى التمييز بين نوعين من العادات (العادات المنفعلة والعادات الفاعلة)‪.‬ففي الحالة‬
‫األولى األمر يتعلق باكتساب حالة أو بمجرد تالؤ ينج عن ضعف تدريجي عن الفكر‪,‬وفي الحالة‬
‫األخرى يتعلق األمر بالمعنى الصحيح لقيمة للعادة في الجوانب الفكرية والجسمية ولهذا فإن للعادة‬
‫وجه آخر تصنعه اإليجابيات‪.‬‬
‫على عكس الرأي األول فإذا كانت العادة طبيعة ثابتة تقل فيها الفاعلية وتقوى فيها العفوية‬
‫والرتابة‪,‬إال أن نذه الطبيعة المكتسبة ضرورية لتحقيق التالؤ والتكيف بين اإلنسان وبيئته فال يمكن‬
‫ألي شخص أن يعيش ويتكيف مع محيطه دون أن يكتسب عادات معينة ث أن المجتمع ذاته ال يمكن‬
‫أن يكون دون أن يفرض على أفراده مجموعة من العادات التي ينبغي أن يكتسبونا كله ‪,‬ومثال ذلك‬
‫أن يتعل الضرب أو العزف على آلة موسيقية أخرى وقد بين*آالن*في قوله[ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن العادة تمنح الجس الرشاقة والسيولة)‪.‬وإن‬
‫تعل عادة معينة يعني قدرتنا على القيا بها بطريقة آلية ال شعورية ونذا ما يحرر شعورنا وفكرنا‬
‫للقيا بنشطات أخرى فحين نكتب مثالً ال ننتبه للكيفية التي نحرك بها أيدينا على الورقة بل نركز جل‬
‫انتمامنا على األفكار‪,‬إذاً فإن عاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها لمواجهة الصعوبات والظروف‬
‫األخرى‪,‬وكذلك نجد من تعل النظا والعمل المتقن والتفكير العقالني المنطقي ال يجد صعوبات كبيرة‬
‫في حياته المهنية على خالف غيره من األشخاص وكل نذا يجعلنا نقر بإيجابية العادة‪.‬‬
‫بالرغ من إيجابيات العادة إال أنها تشكل خطراً عظيما في بعض األحيان‪,‬ونذا ما نبه إليه رجال‬
‫األخالق الذين له تجارب عدة في تبيين سلبيات العادة فنبهوا مراراً على استبداد العادة‬
‫وطغيانها‪,‬فمن تعل عادة أصبح عبدا لها‪,‬وعلى الرغ من الفوائد التي تنطوي عليها فإن لها أخطار‬
‫جسيمة‪.‬‬
‫إن العادة تكون إيجابية أو سلبية وفقا لعالقتها باألنا‪,‬فإذا كانت األنا مسيطرة عليها فإن العادة في نذه‬
‫الحالة بمثابة اآللة التي نملكها ونستعملها حينما نكون بحاجة إليها وقت ما نريد‪,‬لكن العادة قد تستبد‬
‫باألنا(اإلرادة) فتكون عندئذ عائقا حقيقيا ومن ث يكون تأثيرنا سلبيا بالضرورة‪.‬‬
‫وخالصة القول أن السلوك اإلنساني مشروط بمجموعة من العوامل الفطرية والمكتسبة و تشكل‬
‫العادة أن جانب من السلوك المكتسب‪,‬ولتحقيق التوافق بين الشخص ومطالب حياته المادية و‬
‫المعنوية أو ني كما يقول شوفالي[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا‬
‫للتسجيل ‪] ...‬إن العادة ني أداة الحياة أو الموت حسب استخدا الفكر لها) أو بتعبير أحسن أن‬
‫يستخدمها الفكر لغاياته أو أن يتركها لنفسها‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‬
‫الدرس‪:‬الشعور و الالشعور‪.‬‬
‫اإلشكال‪:‬نل كل ما ال نفهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلى الالشعور؟‬
‫إن القول بأن اإلنسان كيان مادي والبحث في مانيته على نذا األساس أمر يتعارض والحقيقة حيث‬
‫أن نناك جانب آخر يجب مراعاته أال ونو الجانب النفسي فاإلنسان ينطوي على كيان داخلي يشعر‬
‫من خالله ويعي به تصرفاته‪ ,‬وإذا سلمنا أن اإلنسان يعيش حياة نفسية شعورية فإن نذا التسلي‬
‫يدفعنا إلى التقرير بأن جميع تصرفاته شعورية الغير ولكن ما نو مالحظ عند اإلنسان العادي أنه‬
‫يسلك سلوكات في بعض األحيان ويجهل أسبابها فهل نذا يعني أن اإلنسان يعيش حياة نفسية‬
‫شعورية فقط ؟ أو باألحرى نل يمكن القول بأن سلوكات الفرد شعورية فقط ؟ وإذا كان العكس فهل‬
‫نذا يعني أن نناك جانب آخر للحياة النفسية ؟‪.‬‬
‫إن تصرفات اإلنسان جميعها نردنا للحياة النفسية الشعورية فقط‪ ,‬كما يزع أنصار االتجاه الكالسيكي‬
‫الذي ظهر في عصر النهضة األوربية الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي يقول[ فقط المشتركين فى‬
‫المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬إن الروح أو الفكر تستطيع تأمل أشياء كثيرة‬
‫في آن واحد والمثابرة في تفكيرنا وبتأمل أفكارنا كلما أرادت ذلك‪ ,‬والشعور من ثمة بكل واحدة‬
‫منها) حيث يرى بأن ما نو عقلي نو باألساس شعوري‪ ,‬ورفض إمكانية قبول وجود عمليات عقلية‬
‫غير مشعور بها أي ال واعية مادامت كلمة عقلي تعني شعوري فال يمكن أن يكون نذا عقلي وال‬
‫نشعر به‪ ,‬وقد أخذ بهذا الرأي كل من نوسرل وجون بول ستارت حيث نجد نوسرل يقول في كتابه‬
‫(تأمالت ديكارتية)[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنه رؤية الرابط ‪ .‬اضعط ننا للتسجيل ‪] ...‬كل‬
‫شعور نو شعور بموضوع ما أو شيء من األشياء بحيث ال يبقى نناك فاصل بين الذات‬
‫والموضوع)‪.‬وبمعنى نذا أن التفكير عن الكالسيكيين نو ما نشعر به ونعيه من عمليات عقلية ولذلك‬
‫اعتبر ديكارت أن أساس إثبات خلود النفس قائ على الشعور‪.‬‬
‫ونجد من المسلمين من تطرق لهذا الموضوع نو بن سينا الذي اعتبر أن أساس إثبات خلود النفس‬
‫نو الشعور وأن اإلنسان كما يقول(إذا تجرد عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقوالت‬
‫حتى عند شعوره ببدنه فال يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وأنه يستطيع أن يفكر)‪,‬ومعنى‬
‫نذا أن الشعور يعتبر أساسا لتفسير وتحديد العال الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقلية‬
‫متعددة ومتكاملة‪.‬‬
‫إن اإلنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيالته و أحاسيسه بنفسه إذا ال يوجد في ساحة‬
‫النفس إال الحياة الشعورية‪.‬‬
‫إن نذا الرأي أثار اعتراضا لدى الكثير من الفالسفة وعلى رأسه ‪:‬فرويد‪,‬فرينك اليبنتز‪ ,‬ونذا األخير‬
‫يقول‪:‬إنني أوافق أن الروح تفكر دوما ولكن ال أوافق أنها تشعر دوما بأفكارنا)‪.‬كذلك كيف نفير بعض‬
‫السلوكات التي تصدر من اإلنسان وال يعي أسبابها كما أننا نتصرف أحيانا تصرفات ال نعي أسبابها‬
‫وال يمكننا إدراجها في ساحة الشعور ألننا ال نشعر بها وإذا كانت الحواس غير قادرة على استيعاب‬
‫العال الخارجي فالشعور كذلك ال يمكنه احتالل ساحة النفس وحده‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار االتجاه الذي يقر ويثبت الالشعور وقد تبنى نذا الموقف ما‬
‫يسمى بفالسفة ـ مدرسة التحليل النفسي ـ وعلى رأسه العال النفساني ذو األصل النمساوي‬
‫بسيجموند فرويد وقد استند إلى حجج وبرانين عدة في ذلك منها الحجج النفسية المتعددة األشكال‬
‫(زالت القل ‪,‬فلتات اللسان‪,‬إضاعة الشيء‪,‬النسيان المؤقت‪,‬مدلول األحال ‪,‬الحب من أول نظرة)ويرى‬
‫فرويد أنه ال يمكن فه كل منها بدون التسلي بفكرة الالشعور ومن األمثلة التي يستشهد بها‬
‫والقصص التي يرويها فرويد عن فلتات اللسان افتتاح رئيس مجلس نيابي بقوله<<‪:‬أيها السادة‬
‫أعلن رفع الجلسة>>وبذلك يكون قد عبر ال شعوريا عن عد ارتياحه لما قد تسفر عنه‬
‫الجلسة‪,‬والخط أ عند فرويد ظانرة بسيكولوجية تنشأ عن تصاد رغبتين نفسيتين إن ل تكن واضحة‬
‫ومعروفة لدى الشخص الذي يرتكب الهفوة‪,‬ومن أمثلة النسيان(أن شخصا أحب فتاة ولكن ل تبادله‬
‫حبها وحدث أن تزوجت شخصا آخر‪,‬ورغ أن الشخص الخائب كان يعرف الزوج منذ أمد بعيد وكانت‬
‫تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اس زميله محاوال عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ‬
‫يسأل عن اسمه)وتبين لفرويد أن نذا الشخص الذي ينسى اس صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد‬
‫زميله كرنا أو غيرة ويود أال يفكر فيه أما األحال فهي حل وسط ومحاولة من المريض للحد من‬
‫الصراع النفسي‪,‬ويروي المحلل النفسي فرينك‪) :‬أن إحدى المريضات تذكر أنها رأت في الحل أنها‬
‫تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنها غالي جدا)فيكشف المحلل أن للمريضة في‬
‫حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريد التخلص منه ونذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد ونذا‬
‫ما أظهر لفرويد أن لدى الزوجة رغبة متخفية في التخلص من زوجها األول‪,‬وكذا أنها تعشق رجال‬
‫غنيا وجميال وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها الغالي يعني رغبة الفتاة في‬
‫الغنى وقد استنتج فرويد من خالل عالجه لبعض الحاالت الباثولوجية أنه البد أن توجد رابطة بين‬
‫الرغبة المكبوتة في الالشعور واألغراض المرضية فهي تصيب وظائف الشخص الفيزيولوجية‬
‫والنفسية ويقد فرويد مثال ـ الهستيريا ـ فصاحبها ال يعرف أنه مصاب بالهستيريا وني تنطوي على‬
‫أعراض كثيرة منها (فقدان البصر‪,‬السمع‪,‬أوجاع المفاصل والظهر‪,‬القرحة المعدية)‪.‬ولهذا يؤكد فرويد‬
‫مع بروير نذا األمر حيث يقول بروير(كلما وجدنا أنفسنا أما أحد األعراض وجب علينا أن نستنتج‬
‫لدى المريض بعض النشاطات الالشعورية التي تحتوي على مدلول نذا العرض لكنه يجب أيضا أن‬
‫يكون نذا المدلول ال شعوريا حتى يحدث العرض‪,‬فالنشاطات الشعورية ال تولد أعراض عصبية‬
‫والنشاطات الالشعورية من ناحية أخرى بمجرد أن تصبح شعورية فإن األعراض تزول)‪.‬ويمكن‬
‫التماس الالشعور من خالل الحيل التي يستخدمها العقل من دون شعور كتغطية نقص أو فشل‪,‬ومن‬
‫أمثلة التعويض أن فتاة قصيرة القامة تخفف من عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى‬
‫اإلكثار من مستحضرات التجميل حتى تلفت إليها األنظار أو تقو ببعض األلعاب الرياضية أو بلباس‬
‫بعض الفساتين القصيرة ويرجع الفضل في إظهار عقدة الشعور بالنقص ومحاولة تغطيتها إلى تلميذ‬
‫فرويد آذالر ومنها ـ التبرير ـ فالشخص الذي ل يتمكن من أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ ل‬
‫تبرير موقفه بإحصاء عيوب المسرحية‪.‬و يضيف فرويد قوله بأنه مادامت حواسنا قاصرة على إدراك‬
‫معطيات العال الخارجي فكيف يمكننا القول بأن الشعور كاف لتفسير كل حياتنا النفسية‪.‬‬
‫رغ كل نذه الحجج والبرانين إال أن نذا الرأي ل يصمد نو اآلخر للنقد حيث ظهرت عدة اعتراضات‬
‫ضد التحليل النفسي وضد مفهو الالشعور خاصة‪,‬يقول الطبيب النمساوي ستيكال‪:‬أنا ال أومن‬
‫بالالشعور فلقد آمنت به في مرحلته األولى ولكن بعد تجربتي التي دامت ثالثين عاما وجدت أن‬
‫األفكار المكبوتة إنما ني تحت شعورية وان المرضى دوما يخافون من رؤية الحقيقة)‪.‬ومعنى نذا أن‬
‫األشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطالقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجانلها‬
‫خشية إطالعه على الحقيقة في مظهرنا الخا ‪,‬باإلضافة إلى أن فرويد ل يجر تجاربه على المرضى‬
‫الذين يخافون من اإلطالع على حقائق مشاكله وفي الحاالت العادية يصبح كل شيء شعوري كما‬
‫يقر بروير نفسه في قوله السابق وكذلك أن الالشعور ال يالحظ بالمالحظة الخارجية ألنه سيكولوجي‬
‫وال الداخلية ألنه ال شعوري‪,‬إ َذاً ال نالحظه داخليا أو خارجيا فال يمكن بالتالي إثباته‪.‬‬
‫إن اإلنسان يقو في حياته اليومية بعدة سلوكات منها ما نو مدرك ومنها ما نو غير ذلك ومن ث‬
‫ندرك أن نناك مكبوتات ال يمكن التعرف عليها إال بمعرفة أسبابها ولكن أن نرجع كل الحاالت‬
‫لالشعور فهذا ما ال ينبغي ‪.‬‬
‫ونتيجة لما سبق يمكننا أن نقول أن الحياة عند اإلنسان شعورية و ال شعورية أن ما ال يمكن فهمه‬
‫من السلوك الشعوري يمكن فهمه بالالشعور‪.‬‬
‫حين نتحدث عن اللبيد والجنس فال مناص من ذكر فرويد فقد كان يوجه انتمامه لهذه المسألة إلى‬
‫درجة المبالغة والشذوذ وكل ما كتبه يدور حول الغريزة الجنسية ألنه يجعلها مدار الحياة كلها ومنبع‬
‫المشاعر البشرية بال استثناء يصل به األمر إلى تقرير نظريته إلى حد أن يصبغ كل حركة من حركات‬
‫الطفل الرضيع بصبغة الجنس الحادة المجنونة فالطفل أثناء رضاعته ـ كما يزع نذا األخير ـ يجد لذة‬
‫جنسية ويلتصق بأمه بدافع الجنس ونو يمص إبهامه بنشوة جنسية‪,‬وقد جاء في <<بروتوكوالت‬
‫حكماء صهيون(>>يجب أن نعمل أن تنهار األخالق في كل مكان فتسهل سيطرتنا‪...‬إن فرويد منا‬
‫وسيظل يعرض العالقات الجنسية في ضوء الشمس كي ال يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح‬
‫نمه رواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخالقه)‪(.‬انظر كتاب المادية واإلسال )(عن كتاب تنظي‬
‫اإلنسان للمجتمع)‬
‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‬
‫الهيجان ‪61‬‬
‫اإلشكال‪:‬نل نحن نخاف ألننا نضطرب أ أننا نضطرب ألننا نخاف ؟‬
‫يقول ريبو الهيجان صدمة مفاجئة شديدة يغلب فيها العنف مصحوبة بازدياد الحركات وانقطاعها ‪.‬‬
‫إن الهيجان نو ذلك الحالة النفسية والجسدية التي تع الفرد في حالة حدوث اضطرابات حادة‬
‫كالخوف‪ ,‬الغضب‪ ,‬الفرح‪ ,‬اللذة‪ ,‬األل ‪ ,‬ونذه الحاالت تصاحبها اضطرابات سيكولوجية وأخرى‬
‫فيزيولولجية ونذا ما ال ينكره احد‪ ,‬لكن جمهور الفالسفة اختلف حول أيهما أسبق حدوثا االضطراب‬
‫النفسي أ التغير الفيزيولوجي؟أو باألحرى نقول‪:‬نل الهيجان تغير في الحالة الفيزيولوجية يليه‬
‫شعور بالحلة النفسية المتغيرة أ العكس؟‬
‫يرى أنصار النظرية الفيزيولوجية أن الهيجان إنما نو شعور باضطرابات األعضاء و وظائف الجسد‬
‫أي االضطرابات الموجودة في األطراف والقلب والشرايين والرئتين واألعضاء الداخلية‪.‬وأول من‬
‫دافع عن نذا المبدأ العال األمريكي‪-‬ويليا جيمس‪ -‬في كتابه(الوجيز في عل النفس)‪,‬والعال‬
‫الدنماركي‪-‬كارل النج‪-‬إال أن نذا األخير يحصر االضطرابات في النواحي الحشوية و تغيرات األوعية‬
‫الداخلية بتوسعها أو انقباضها بينما يلح –جيمس‪-‬على العضالت السطحية المحيطة في الدورة‬
‫الدموية والتنفس والهض والحركات الخارجية ونجده يقول ‪:‬إن نظريتي ني أن التغيرات الجسدية‬
‫تتبع مباشرة إدراك الحقيقة المثيرة وإن شعورنا بهذه التغيرات وني تحدث نو الهيجان ) ويوضح‬
‫نذا المعنى قائال ‪:‬إن الذوق العا يرى أننا نضيع ثروتنا ونحزن ونبكي ونقابل دبا فنخاف و نهرب‬
‫ويزعجنا خصمنا فنغضب ونضطرب‪,‬واألصح أن نقول‪:‬أننا نحزن ألننا نبكي‪,‬نغضب ألننا‬
‫نضطرب‪,‬نخاف ألننا نرتجف‪,‬وليس العكس)‪...‬ويدع جيمس نظريته نذه بحقائق أخرى‪:‬‬
‫•إذا زالت المظانر الجسدية للهيجان زال الخوف إذا لكل حالة نيجانية مظانر فيزيولوجية مناسبة‬
‫ومميزة لها‬
‫•إذا ل يتخذ اإلنسان الوضع الخاص بالهيجان فإنه ال يهتاج‪ ,‬فإذا رفع الحزين رأسه بدل أن ينكسه‬
‫ودفع بصدره إلى األما بدل أن ينكمش فإنه ال يشعر بالحزن وفي نذا يقول باسكال إن أحسن وسيلة‬
‫تخلف فينا الشعور بالهيجان الديني ني أن نقو بحركات دينية‬
‫• قد يحدث الهيجان نتيجة وضعيات جسمية ونفسية مناسبة كتمثيل دور الغضب يؤدي إلى الغضب‬
‫فعال‪.‬‬
‫إن القول بهذه النظرية ل يصمد أما النقد فقد وجهت لها عدة اعتراضات ذلك أنه إذا حقنا شخصا‬
‫بمادة اإلدريانين التي تسبب تغيرات واسعة االنتشار في األحشاء و الغدد‬
‫كما بين العال األمريكي كانون ال ينتج عنه بالضرورة انتياج كذلك أن بعض الهيجان كالحقد و الغيرة‬
‫التي ليس لها من تعديل سوى العناصر الذننية‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي األول ظهر اتجاه ثان يرى أن كل نيجان يبدأ أوال بإدراك و تصور الهيئة فإذا‬
‫أدركنا الخطر استجبنا و كانت النتيجة نرب‪ ,‬و نقد مثال على ذلك فإذا كنا على متن طائرة و ني‬
‫تحلق في الجو و أدركنا بأنه طرأ على الطائرة خلل ميكانيكي أدركنا الخوف فنرتجف أو يغمى علينا‬
‫ألننا تصورنا حالة الخطر‪,‬و إذا واجهنا أسد دون قيد فإننا نتصور الموت فنخاف و ينعكس نيجاننا‬
‫على جسدنا بشكل اضطرابات حشويــة و غددية و عضليــة ‪ .‬و لقد كان على رأس نذه النظرية‬
‫نربرت ونهالفوسكي حيـث نجد نربرت يقــول‪:‬إن االنفعاالت اللذيذة تستدعي اتفاق وانسجا‬
‫التصورات بعضها مع البعض أما االنفعاالت المؤلمة فإنها تنشأ عن عد إنتضامها و عد اتفاقها) و‬
‫مثل نذا ما ذكرناه سابقا فرؤية األسد تجعلنا نتصور الموت ث نخاف وينعكس نذا على جسمنا‪.‬وقد‬
‫اعتمدت نذه النظرية فيما ذنبت إليه على االستدالل بأن الجس آلة والنفس مصدر جميع أفعاله‪.‬‬
‫لكن نذه النظرية تحمل في مضمونها آية بطالنها ذلك أنه ثبت في عل النفس التجريبي عد فه‬
‫الظانرة النفسية إذا كانت بمعزل عن شروطها البيولوجية‪ ,‬كذلك أن شعورنا بالحالة النفسية فيبعض‬
‫األح يان يحدث الحقا لالضطرابات العضوية‪ ,‬كذلك أن التصورات وحدنا ال تكفي إلثارة الهيجان‪.‬‬
‫إن الهيجان نو استجابة الكائن الحي كوحدة ال تقبل التجزئة فال نيجان بدون جسد وال نيجان بدون‬
‫نفس أو تصورات عقلية‪,‬ولقد نفت الدراسات األخيرة التي قا بها ماسرمان في أمريكا أن يكون‬
‫للهيجان مراكز معينة وثابتة‪.‬والعيب الذي تؤاخذ عليه النظريتين أنهما حاولتا تفسير نذه الظانرة‬
‫المعقدة تفسيرا من جانب واحد لكنكان ينبغي النظر في الجانبين وترافقهما عند حدوث الحالة‬
‫الهيجانية لذلك يقول أرسطو‪:‬إن االنفعال ليس في الجس وال في النفس بل في اإلنسان )فهو استجابة‬
‫اإلنسان ككل جزء منه‪ ,‬باإلضافة إلى مسانمة العوامل االجتماعية التي تساعد الفرد في تحقيق نوع‬
‫من التكييف مع وسطه‪.‬‬
‫وخالصة القول أنه ال يمكننا أن نقول إال أن الهيجان ال ترجع طبيعته إلى عنصر بسيط وال جملة من‬
‫العناصر‪ ,‬وإنما نو حادثة نفسية معقدة تجعلنا نسل بأنها تع الجس والنفس معا فهو يحدث تبعا‬
‫للتغيرات الفيزيولوجية والتصورات العقلية في آن واحد‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الطريقة‪:‬جدلية‬
‫الدرس‪:‬العواطف واألنواء‬
‫اإلشكال‪:‬نل مصدر العاطفة الذنن أ الجس ؟‬

‫تعد العاطفة ني تلك الحالة االنفعالية المعقدة الثابتة والمستديمة وغير العنيفة على خالف الهيجان‬
‫وني أنواع كثيرة‪ ,‬وني كذلك استعداد انفعالي مكتسب ولهذا تتميز عن الميول الفطرية رغ أنها‬
‫نبتت منها فهي تتأثر بالعوامل االجتماعية وتنمو وتقوى تحت تأثير التفكير والتأمل والتجارب‬
‫االنفعالية المختلفة وألنمية نذا المبحث اختلف الفالسفة الختالف منانجه حول إعطاء مصدر‬
‫حقيقي للعواطف بشتى أنواعها والتساؤل الذي يتبادر إلى أذناننا‪.‬نل يمكن إرجاع العاطفة إلى الذنن‬
‫آو الجسد؟‬
‫يرى الذننيون ومن بينه نر برت أن مصدر العواطف نو االتفاق واالختالف بين تصوراتنا وأفكارنا‬
‫والعواطف بالنسبة إلى أفكارنا مثل االتساقات بالنسبة إلى األصوات الموسيقية التي نؤلفها مثال ذلك‬
‫أنني عندما أكون في حالة انتظار صديق فإنني أتصور مجيئه وصدق حديثه فإذا وردت علي منه‬
‫رسالة تؤكد زيارته فان الفرحة ستغمرني أما إذا أنبأتني الرسالة بعد قدومه فان نذه الفكرة‬
‫ستصطد باألفكار األخرى التي كنت أغذيها في نفسي أتوقعها فيشملني الحزن‪.‬‬
‫إال أن نذه النظرية ل تصمد للنقد ذلك أنها تفسر عاطفة بعاطفة أخرى ال غير ألن االنتظار الذي يثير‬
‫السرور نو في الحقيقة رجاء إثارته رابطة الصداقة التي تربطني بالصديق وليس الرجاء والصداقة‬
‫مجرد فكرة بل نما عاطفتان قد تولدتا أو تكفان عواطف أخرى وكل ما في األمر أن النظرية تفسر إلى‬
‫حد ما العواطف الفكرية التي تنشأ على االتفاق أو االختالف بين األفكار نذا عالوة على أن تهمل‬
‫التغيرات العضوية التي تصحب ظهور العواطف مصاحبة متراوحة في الشدة‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق يرى أنصار النظرية الفيزيولوجية وعلى رأسها وليا جيمس أن‬
‫االضطرابات العضوية التي تحدث لإلنسان في حالة العاطفة خاصة العاطفة الدينية وقد وسع ريبو‬
‫نذه النظرية وعندئذ وقع الربط بين العاطفة الدينية والقشعريرة التي يشعر بها المتدين كما استدلت‬
‫نذه النظرية باالضطرابات العضوية التي تظهر على المتصوفين وقد جاء في القرآن الكري مصداقا‬
‫لقوله تعالىمثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربه ) ‪ ,‬وقال أحد الشعراء العرب‪:‬‬
‫وإني لتعروني لذكراك نزة كما انتفض العصفور بلله القطر‬
‫كما أن العاطفة الخلقية في صورة استنكاف تصحبها تغيرات فيزيولولجية و كثيرا ما تصحب العاطفة‬
‫الجمالية حركات واضحة في الغناء و الرقص ومن العادة أن يذكر بهذا الصدد ما حدث لـ مقبرانش‬
‫من تسارع في حركة القلب بشكل عنيف عندما كان يقرا كتاب(اإلنسان لديكارت)مما جعله مرارا يترك‬
‫قراءته للتنفس‪.‬‬
‫إن نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ذلك أن العاطفة مثل الهيجان ال تنفصل عن الجس ومهما كانت‬
‫االضطرابات العضوية مختلفة في الهيجان‪ ,‬والعاطفة من حيث الدرجة فقط‪ ,‬فان نذا الجانب‬
‫الفيزيولوجي يبقى دائما عاجزا عن تفسير نوعية العواطف والمعاني الخاصة التي تكتسبها‪.‬‬
‫إن العيب الذي تؤاخذ عليه النظريتين أنهما جزأتا العواطف الوجدانية لدى الفرد بحيث طرحت‬
‫العاطفة اإلنسانية بشتى أنواعها‪ ,‬األولى على النفس والثانية على مستوى الجس في حين عواطف‬
‫الفرد مصدرنا النفس والجس معا وبدون توفر نذين الشرطين يصبح ال معنى لعواطفنا وأنوائنا‬
‫بدون أن ننسى العوامل االجتماعية ‪.‬‬
‫وفي ا ألخير وكحوصلة لما سبق فان العاطفة ليست في الجسد وال في النفس‪ ,‬وإنما في اإلنسان‬
‫كجزء ال يتجزأ‪,‬وان كل المحاوالت الرامية لفصل الجسد عن الروح أو العكس مآلها الفشل ذلك انه ال‬
‫يمكننا أن نجد فردا بدون جسد له عواطف سامية أو العكس‪,‬فاإلنسان ليس ملكا كما انه ليس‬
‫بشيطان‪.‬‬

‫***************************************************************‬

‫الطريقة‪:‬جدلية الدرس‪ :‬الطبيعة والثقافة‪.‬‬


‫اإلشكالية‪ :‬نل الثقافة ما يضيفه اإلنسان إلى الطبيعة أ ني ما يقابلها به؟‪.‬‬
‫نشأ الفرد في أحضان الطبيعة وخضع لمؤثراتها وقوانين التطور الطبيعي وتكيف مع شتى المؤثرات‬
‫الطبيعية مثل بقية الكائنات الحية وألن الوجود اإلنساني قائ في أساسه على الجدلية بين الثقافة‬
‫والطبيعة‪ ,‬واإلنسان بحك طبيعته مطالب بتحقيق وجوده من خالل تأثيره على محيطه ونكذا عندما‬
‫يقذف بالفرد في الجماعة فانه يأخذ في اكتساب ألوان من التصرفات المختلفة بحيث أنه يتصل‬
‫بالثقافة وتراثها ومن ننا يتبادر إلى أذناننا اإلشكال التالي‪:‬نل نذا االتصال نو عبارة عن أشياء‬
‫يضيفها اإلنسان إلى الطبيعة أ يقابلها به ؟‬
‫يرى أنصار االتجاه الذي ينادي باإلضافة أن الطبيعة ليست الحياة البيولوجية وال الفيزيولوجية التي‬
‫يولد عليها الفرد فحسب بل أيضا البيئة الفيزيائية التي يستقر فيها المجتمع‪ ,‬إن الثقافة متعددة‬
‫المفهو ‪ ,‬فهي في اللغة الفرنسية تعني العناية باألرض أي بفالحتها وزراعتها ويفه من نذا أن‬
‫األرض من غير ما يضاف إليها من نشاط إنساني ال تنتج شيئا يستجيب لمطالب اإلنسان‪ ,‬فالثقافة إذا‬
‫ني ما يضاف إلى الطبيعة الجغرافية من نباتات أو أنها تتمثل في منتجات األرض‪ ,‬وإذا نظرنا نظرة‬
‫االنثروبلوجيين قلنا بان الثقافة ما تنطوي عليه من لغة وتقنية ومؤسسات اجتماعية كثيرة تبقى مدة‬
‫طويلة بعد موت األفراد الذين أنتجونا وفي نذا السياق يقول جوزيف فغتر‪:‬أن األفراد يذنبون‬
‫ويجيئون ولكن الثقافة تبقى مستقرة) وكأن الثقافة كل مستقل بذاته له كيانه وقيمته باعتبار أنها‬
‫(صفة الكائنات اإلنسانية مهما كان المكان الذي يحيون فيه أو أسلوبه في الحياة ) على حد تعبير‬
‫نوسكو فيتز‪ ,‬فالفرد زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضه بالبيـــئة االصطناعية وني التي‬
‫عملت على تخليده انه خالد في الطبيعة بانتاجاته الفنية ومؤلفاته األدبية والعلمية ومعتقداته الدينية‪,‬‬
‫إال أن الثقافة تفقد معنانا بانعدا الجنس البشري ونجد مارغريت مد إحدى األنثروبيولوجيات في‬
‫أمريكا ترى أن الثقافة عبارة عن (استجابة اإلنسان إلشباع حاجاته األساسية فهي عبارة عن‬
‫الوسائل التي يلجأ إليها اإلنسان ليعيش معيشة مريحة في العال ) إذا فالثقافة تسمح للمكتسب بالتالؤ‬
‫مع الوسط الطبيعي وتبقى جزءا أساسيا من الحياة اإلنسانية ‪.‬‬
‫إن نذا الرأي رغ كل الحجج واألدلة ل يصمد للنقد ألن الواقع يشهد أن اإلنسان ل يترك زما‬
‫مصيره للطبيعة بل أراد أن تكون له اليد الطولى في تقرير مصيره واستطاع بذلك الخروج من دور‬
‫التاريخ الطبيعي إلى دور التاريخ الحضاري ‪.‬‬
‫وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار االتجاه المنادي بالتضاد بحيث يرون أن اإلنسان ما كان ليوجد‬
‫ذلك الصرح الثقافي إال من اجل التكيف مع البقعة الجغرافية ومن مظانر‬
‫التكيف الدفاع ضد العوامل الفيزيائية القاسية من برودة وحرارة وجبال وبحار‪ ,‬وكذلك خرق ستار‬
‫األلغاز الطبيعية وتجاوزنا‪.‬‬
‫إن تطور العلو وظهور األديان أعطت السيطرة لإلنسان فتطور الفرد ثقافيا واجتماعيا جعله ينفصل‬
‫شيئا فشيئا من آثار البيئة فهو يحاول دائما ابتداع الكثير من الوسائل التي تمكنه من مغالبة سيطرتها‬
‫ضمانا لبقائه واستقرارا لحياته وقد استطاعت المجتمعات أن تقهر الطبيعة وتذلل صعوباتها فشقت‬
‫األنفاق وجففت البحيرات وعمرت الصحاري وغيرت مجاري األنهار‪ ,‬وكذلك نجد أن الثقافة تغير‬
‫الكثير من ميولنا الفطرية وتعدل اتجاناتنا حتى تتمشى في وفاق مع المجتمع ذلك الن معظ الصفات‬
‫الطبيعية توجد عند الطفل في شكل قدرات كامنة والبيئة الثقافية ني التي تنميها وتغذيها وقد أمكن‬
‫لحد كبير التدخل في عامل الوراثة وإخضاعه للرقابة االجتماعية بفضل ما توفره الثقافة من شروط‬
‫ونذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الثقافة تقف في وجه الخصائص البيولوجية الفيزيولوجية‬
‫كمراقب صار كأنها تنافس الطبيعة ويجدر بنا إذا أن نقابل الثقافة بالطبيعة وذلك من خالل المنجزات‬
‫االيجابية التي حققها اإلنسان فقد كان اقل من الطبيعة فأصبح أعظ منها‪ ,‬ال يعنيه غضبها وال رضانا‬
‫لقد أنقذه الدين من الخوف والعجز العقلي كما أن الفن ساعده على االنفالت من الواقع بفضل الخيال‬
‫من اجل الترويج على النفس وتسليتها ‪.‬‬
‫نذا الرأي نو اآلخر ل يصمد للنقد ألنه ال يمكن نفي الرأي األول باإلضافة إلى ذلك نجد آن العالقة‬
‫تارة في صورة إضافة‪ ,‬وتارة أخرى في صورة مقاومة‪.‬‬
‫انه من العسير علينا الوقوف على الحد الفاصل بين الثقافة والطبيعة فالتباين الذي يخيل لنا انه‬
‫موجود بينهما ليس بالتباين المطلق ألن القوانين التي تسيطر على نمو الحياة الطبيعية ني نفسها‬
‫التي تسيطر على تكوين الحياة الثقافية‪.‬‬
‫وخالصة القول يمكننا أن نقول أن الثقافة تبدو عالقتها بالطبيعة تارة في صورة إضافة وتارة أخرى‬
‫في صورة تضاد وصراع غير انه ال يجب علينا أن نقابل الثقافة بالطبيعة مقابلة مطلقة ألنهما كل‬
‫متكامل ومتشابك يستعصي التمييز فيه بين الفطري من جهة والمكتسب من جهة أخرى‪.‬‬
‫قال البروفيسور شاربل عميد كلية الحقوق في جامعة فيينا<<‪:‬إن البشرية لتفخر بانتساب محمد‬
‫إليها ذلك األمي الذي استطاع أن يأتي بشريعة سنكون نحن األوربيون اسعد ما نكون‪ ,‬لو وصلنا إلى‬
‫قمتها بعد ألفي عا >>‬
‫يقول مالك بن نبي في كتابه (مشكلة الثقافة <<‪):‬الثقافة ني ذلك الد في جس المجتمع يغذي‬
‫حضارته و يحمل أفكاره (الصفوة)كما يحمل أفكار(العامة)و كل من نذه األفكار منسج في سائل واحد‬
‫من االستعدادات المتشابهة واالتجانات الموحدة واألذواق المتناسبة‬

‫لمزيد من المقاالت زوروا منتداك االلكتروني بالضغط على ‪ :‬منتديات عين تموشنت‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫انتهى‬
‫بالتوفيق للجميع‬

You might also like