Professional Documents
Culture Documents
من أهم ما كرم هللا به اإلنسان ،أن أعطاه القدرة على التفكير واالختراع والتعلم والتواصل وتطوير
وسائل االتصال ،إضافة إلى قدرته على أن يستفيد من خبرات غيره ،وأن يسعى في األرض
ويتأمل في مظاهر خلق هللا وآياته.
عرفَة هي اإلدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو بطريقة اكتساب ال َم ِ
المعلومات بإجراء تجربة وتفسير نتائج التجربة أو تفسير خبر ،أو من خالل التأمل في طبيعة
األشياء وتأمل النفس أو من خالل االطالع على تجارب اآلخرين وقراءة استنتاجاتهم .إن المعرفة
مرتبطة بالبديهة والبحث الكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات.
ايدك و الشمعة (اقتراب اليد – احتراق – تصل الى المخ – رد فعل – أصبحت معلومة – كل ما
هو نار يحرق و سبب األلم )منهج استقرائي
ركز علماء النفس على التفكير كمجهود فكري (عقلي) يهدف إلى إيجاد إجابة لسؤال أو حل
لمشكلة ما ،حيث يهتم علم النفس بعمليات التفكير ويربطها بأنشطة مماثلة لتلك التي تُنسب عادة ً
إلى المخترع أو الرياضي أو العب الشطرنج ،لكن علماء النفس لم يستقروا على أي تعريف أو
وصف واحد للتفكير ،إذ يتعلق األمر بالنسبة للبعض بتعديل الهياكل المعرفية ككيفية إدراك العالم،
بينما يعتبرها البعض اآلخر سلو ًكا داخليًا لحل المشكالت.
فالتفكير هو أكثر ثالثة عناصر تتضمنها العملية الفكرية شمولية .ويتصف باتساعه أكثر من
اتصافه بالضيق واالستبعاد ،فعندما تقرأ كتابة ما ،فمن المفترض أن المعلومات تمر عبر سلسلة
من المعالجات تبدأ من المخزن الحسي وتنتهي في مخزن الذاكرة .ولكن هذه المعلومات الجديدة
يتم تحويلها وتصنيفها بعد ذلك بحيث ينشأ عن عمليات التحويل والتصنيف إنتاج جديد وأصيل.
إن المتغيرات والمؤثرات البيئية تتفاعل مع االستعداد الفطري للتعرف والتعلم لدى الفرد فتثير
العمليات العقلية أو المعرفية لرؤية الفرد لهذه المتغيرات حيث ال يقتصر التفكير على المواقف
التعليمية الرسمية ،بل على كل مواقف الحياة فالهدف األسمى من التعليم هو جعل الفرد مفكرا ً
ومكتسبا ً لمهارات التفكير االساسية.
إذن ،بإمكاننا القول إن التفكير هو سلسلة متتابعة من العمليات المعرفية القائمة على المعلومات
والمخزنة في الذاكرة حيث تؤول إلى تحقيق أهداف وينتج عنها مخرجات وأفكار ،فكما يرى
عادل عبد هللا محمد ( )1994يقع التفكير في قمة النشاط العقلي ويمثل إحدى العمليات العقلية
المعرفية التي تشكل جانبا ً راقيا في شخصية اإلنسان تميزه عن غيره من الكائنات إذ يستطيع
اإلنسان عن طريق التفكير توظيف غالبية العمليات العقلية االخرى إن لم يكن كلها تقريبا ً.
ويعرف طلعت منصور ( )1978التفكير بأنه عملية عقلية معرفية تمثل انعكاس العالقات
والروابط بين الظواهر أو األشياء أو األحداث في وعي اإلنسان ،ومن هذا التعريف يتضح أن
عملية التفكير عملية راقية تتضمن اإلدراك والوعي بالمثيرات أو محتويات البيئة أو بحواس
اإلنسان في عالقته مع بقية محتويات البيئة والظواهر حولنا وقوانين وجودها والمظهر الذي تبدو
عليه.
أما بالنسبة لـ( ماير ـ ) Mayerفقد قدم تعريفا للتفكري يقوم على مفاهيم ثالثة •
وهي:
• التفكير معرفي بمعنى أنه نشاط داخلي في النسق المعرفي للفرد ويستدل عليه بطريقة غير
مباشرة.
• التفكير عملية ويقصد بها عمليات تجهيز أو تشغيل المعلومات داخل النسق المعرفي للفرد
• التفكير يؤدي إلى سلوك موجه أي الوصول إلى حل أو هدف أو قرار للموضوع أو
المعلومات التي تمت معالجتها ،وبالتالي يقوم التفكير بمثابة عملية التمثيل المعرفي الناتج
عن التفاعل بين االستراتيجيات أو العمليات المعرفية مثل التخيل أو االستدالل والتجريد
والتصنيف وغيرها.
• ويساعد التفكير على تطوير أي نشاط نظري أو رمزي أو عملي كما يساعد على التبصير
بنتائج هذا النشاط وضبطه وتوجهه إلى مستويات أعلى ،كما يرتبط بنشاط الفرد بمعنى أن
التفكير ال يتأتى دائما ً من التخيل والتصور بعيدأ ً عن التعامل مع المكونات في العالم المادي
واالجتماعي الخارجي.
• فالتفكير يكون داالً أو معبرا ً عن ذكاء الفرد وقدرته على التعامل مع اآلخرين والبيئة ويمكن
النظر إليه كسلسلة متتابعة من العمليات المعرفية القائمة على المعلومات والمخزنة في
الذاكرة ،هذه العمليات تؤدي إلى تحقيق أهداف ،أي أنه ينتج عن التفكير مخرجات أو إنتاج
أفكار.
يعتمد هذا النمط على تحليل المشكالت وردها إلى مكوناتها االساسية وتحديد السبب
والنتيجة ،وهذا النمط من التفكير يهتم بدراسة المكونات هذه في عالقتها بالمشكلة ومن هنا
ظهرت عدم كفاءة هذا النمط في مواجهة المشكالت حيث يكون التفاعل بين األسباب
والنتائج فقط.
يتضمن التفكير التقاربي البحث عن حل واحد للمشكلة عن طريق التجريب في زمن محدد
ويعتمد على تطبيق القواعد والنظريات ومن المهارات األساسية التي يشيع استخدامها مع
هذا النمط التصنيف ،والتمييز ،والتقييم ،والتحليل.
يعتمد في أساسه على التفكير الخطي ثم يطبق أنماط تفكير أخرى بإيجاد عالقة بين
المتغيرات بعالقة منحنية وليست خطية أو طردية أو عكسية وينظر الفرد إلى المشكلة من
زوايا مختلفة.
ويتضمن التفكير االستنباطي واالستقرائي ،أما االستنباطي فيختص باستنباط األجزاء من
الكليات أو العموميات ،في حين أن التفكير االستقرائي يقوم على استنتاج الكليات أو
العموميات أو القاعدة من األجزاء بإقامة وإدراك الترابط بين األجزاء والنمطان كالهما
يكمالن بعضهما بعضا ً.
يعتمد هذا التفكير على البحث عن حلول المشكالت في صورة بدائل عديدة بمعنى توليد
أكبر عدد من الحلول.
استخدام الخيال في تأمل عالقات غريبة وصورا ً غير متاحة وأفكارا ً عكسية أو بعيدة عن
الواقع الملموس بهدف تجريبها داخليا ً وتحسس أثرها والعالقة بينها والتعرف بطرق
التفكير الهادئة البسيطة التي تمكن الفرد من الوعي بما يدركه اآلخرون عقليا ً للوصول إلى
أنماط التفكير والطريقة التي يؤثروا بها في األحداث.
يقوم التفكير الخرافي على الربط بين النتائج واألسباب بطريقة غير طبيعية لعدم إدراك
العالقة العلمية بين السبب والنتيجة.
يتضمن هذا النمط من التفكير مجموعة من األفكار الخاطئة وغير المنطقية تتميز بعدم
كفاءتها مع األمور الفعلية والواقعية.
يأخذ بنظام المهارات وفي إطار التفاعل اإليجابي بين عناصر المنظومة بأسلوب متغير
يصل بها إلى مستوى الوعي بمعنى أنه يحدث تغذية راجعة بين مكونات المنظومة ويتم
ذلك بمالحظة التغيرات بين المكونات.