Professional Documents
Culture Documents
شرح قصيدة قطري ابن فجاءة
شرح قصيدة قطري ابن فجاءة
بن ال ُف َجاءة
ي ُقَطَ ِر ُّ
من شعراء العصر األموي (ت 78 :ه)
قطري بن الفجاءة بن مازن بن يزيد املازين التميمي ،من أهل قطر ،من شعراء اخلوارج يف القرن األول للهجرة.
خرج يف مطلع والية مصعب بن الزبري على العراق (66هـ) أيام خالفة سيدنا عبد اهلل بن الزبري ،واتَّبع نافع بن
األزرق صاحب مذهب األزارقة من اخلوارج وبعد موت نافع بايعه األزارقة سنة 69ه ومسّوه أمري املؤمنني ،وبقي
ثالث عشرة سنة يقاتل ويسلَّم عليه باخلالفة وإمارة املؤمنني ،وكان احلجاج بن يوسف يسرّي إليه جيشا بعد جيش،
ر عليهم. ردهم وينتص وي وه
وجل
شاعرا ،فصيحاً مفوها وسيدا عزيزا ،وأكثر شعره يف احلماسة واالستهانة باملوتّ ،
شجاعا ،خطيبًا ً
ً فارسا
كان ً
خطبه يف احلث على التقوى .اختلف املؤرخون يف مقتله ،فقيلَ :ع ثر به فرسه ،فاندقت فخذه ،فمات ،وقيل :قتل
الري ( طهران ) اليوم .
يف حربه مع وايل احلجاج على مدينة َّ
تدل هذه األبيات على حماولة سيطرة الشاعر على نفسه عندما اضطربت وتبددت من خوف املوت
أمام الكم اهلائل من األعداء ،حياول الشاعر وهو يف غمرة القتال اقناع النفس واطمئناهنا ،بإقناع ديين،
ال ذي يق ول فيه :إن األج ل ال يزي د وال ينقص .واقن اع دني وي ،وه و أن بق اء اإلنس ان ال ي دل دائم ا
على عزته ،بل من الناس من يبقى حيّا وهو ذليل ،ومن الناس من ميوت ويبقى ذكره خالدا عزيزا بني
قومه.
الشرحَ :أقُول للنَّفس َوقد اهتزت مطربة من خوف اَأْلبْطَال الذين يقاتلوهناَ :
"وحيك اَل ختايف َواَل تفزعي بل حتملي
واصربي"
اَألج 6ِ 6 6 6 6ل الَّذي لَِ 6 6 6 6 6 َألت بق66 6 6 6 6 6 6 6اء ي ٍ 6 6 6 6 6 6 6
ِ ِ
6ك لَم تُط66 6 6 6 6اعي 6وم *** َعلى َ6 ََ فَِإ نَّك لَ66 6 6 6 6 6 6 6و َسَ 6 6 6 6 6 6 6 6
املفرداتَ :ب َقاء َي ْوم َأي ِزيَ َادة َي ْوم ،مل تطاعي :أي تستجايب على طلبك،
الشرح :إن النَّفس ِإذا طلبت متديد األجل ال يستجاب ذلك ،كما أنه إذا حاول أحد أن ّ
يقصر ويقطع
من عمرنا لن يستطيع أن يفعل ذلك ،ويبقى العمر كما قدره اهلل لن يزيد ولن ينقص ،فال فائدة من
خوف املوت.
6وت ص6 6 6 6 6براً *** فَم66 6 6 6 6 6 6ا نَي66 6 6 6 6 6 6ل ال ُخلِ 6 6 6 6 6 6 6
6ود بِ ُمس66 6 6 6 6 6 6تَ ِ
طاع 6ال المِ 6 6 6 6
ِ
ُ َ ص6 6 6 6 6براً في َمج َ 6 6 6 6
فَ َ
المفردات 6:صربا :أي اصرب صربا
الشرح :فاصرب على املوت الذي ال حمالة يلحقنا ،فإنه ال أحد من الناس ميكن له أن حيصل على اخللد
يف هذه الدنيا.
6وب ِع6ٍّ 6 6 6 6 6 6 6ز *** َفيُط66 6 6 6 6 6وى َعن َأخي ال َخنَ ِ 6 6 6 6 6 6ع اليَِ 6 6 6 6 6 6
6راع وال ثَ66 6 6 6 6 6 6وب البقِ 6 6 6 6 6 6 6
6اء بِثَِ 6 6 6 6 6 6 6 ُ َ َ
املفردات )1( :تشبيه البقاء بالثوب ،أي إن البقاء الذي تصف به االنسان وحييط بكل حياته كالثوب الذي يلبسه
وحييط بكل جسده ،وكذلك تشبيه العزة بالثوب ،أي أن العزة اليت اتصف هبا اإلنسان وأحاطت حبياته كالثوب
َأخ و اخلن ع :ال َّذلِيل ،أي
ال ذي لبس ه وأح اط بك ل جس ده ( )2يط وى ،أي ال يلبس ،وال يتلبس ب ه ص احبه (ُ )3
ِ
مص احب ال ذل ألن األخ وة تقتض ي املص احبة ( )3وال رياع ُهنَ ا الرج ل اجلب ان الَّذي اَل قلب لَ هُ َكَأنَّهُ اَل َج وف لَ هُ
مِب
فَوضع الرياع َم َكان اجلبان َأِلنَّهُ َْعنَاهُ
الشرحِ :إن البقاء ليس دائما دليل شرف لإلنسان بل إذا حصل اإلنسان البقاء يف الدنيا باجلنب واخلضوع لغريه ال
س بَِث ْوب عز َوشرف فينزع َعنهُ ويطوى ِإ ِإ
يكون إال مذلة له ،وإن اجلبان َو ن لبس ثوب الَْب َقاء واحلياة فَ نَّهُ لَْي َ
ِ
اَألرض داعي 6ل حي *** فَ ِ
داعي66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6هُ َأِله6ِ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6ل س6 6 6 6 6 6 6بيل المِ 6 6 6 6 6 6
6وت غايَ6 6 6 6 6 6 6ةُ ُكٍّ َ ِّ 6 6 6 6 6 6 ُ َ َ
املفردات )1( :غاية :هناية ( )2فداعيه ألهل األرض :سببه الذي يؤدي إىل املوت .داع ألهل األرض :طالب هلم
مجيعا
الش رح :املوت عاقب ة ك ل حي ،وطري ق املوت طري ق يس لكه ك ل واح د يعيش يف ه ذا األرض ،وكم ا ي أيت علين ا
أسباب موتنا سيأيت على غرينا أسباب موهتم
َي ْعيِن َأن من مل ميت َشابًّا مل وسئم من طول الْعُمر وتكاليف احْلَيَاة َواَل بُد يِف َي ْوم من اَأْليَّام َأن يُسلمهُ
اَأْلجل
ت إىل القرب ،ويوصله إىل هناية َالْ َم ْو ُ
ِ ِ ٍ وم66 6 6 6 6 6 6 6ا لِ ِ 6
تاع 6ير في َحي66 6 6 6 6 6 6 6اة *** ِإذا م66 6 6 6 6 6ا عُ6َّ 6 6 6 6 6 6د من َسَ 6 6 6 6 6 6 6قط َ
المـ ِ لم66 6 6 6 6 6 6رء َ6خٌ 6 6 6 6 6 6 6
َ َ
َّيء الَّ ِذي اَل فرق بَني وجوده َو َع َدمه َواَل توقف الْ َمْن َف َعة َعلَْي ِه
املفردات :سقط الْ َمتَاع ُه َو الش ْ
َي ُق ول ِإن الْ َم ْرء اَل فَاِئ َدة لَ هُ يِف َه ِذه احْلَيَ اة ِإذا مل يس تفد ألداء املهم ات ،واملوت حينئ ذ خ ري من تل ك
احلياة الذليلة ،فعيشي أيها النفس شاخمة ،وال ختايف أي أحد تعاديك.