You are on page 1of 4

‫النسب والعائلة[عدل]‬

‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫من وجهة النظر‪ ‬اإلسالمية‪ ،‬وكما هو الحال في معظم أنساب‪ ‬األنبياء‪ ،‬فهناك اختالف في‪ ‬نسب‪ ‬لوط‪ .‬والسبب في ذلك ‪-‬كما ذكر‪ -‬يرجع إلى َّأن‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬والسنة النبوية‪ ‬لم يتطرقا إلى‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فاست َّ‬
‫مصادر متعددة‪ .‬وعموما‪ ،‬فإن نسبه يدل على‪ ‬صلة القرابة‪ ‬بينه وبين‪ ‬إبراهيم‪ ،‬وذلك على الرغم من االختالف في جهة‬ ‫املعلومات املتعلقة في نسب‪ ‬لوط‪ ‬وعائلته من‬ ‫مدت‬ ‫هذا األمر؛‬
‫نسبه؛ فقد ُذكر أنه لوط بن‪ ‬هاران‪ ‬بن‪ ‬تارح‪ ‬ابن أخي‪ ‬إبراهيم‪ ]35[.‬كما ُذكر ً‬
‫أيضا أنه ابن عم‪ ‬إبراهيم‪.‬‬
‫[‪]36‬‬

‫ُ‬ ‫اشتهر بين رواة معظم‪ ‬أهل التاريخ‪ ‬والسير املسلمين هو‪ :‬لوط‪ ‬بن هارون بن‪ ‬تارح‪ ،‬وتارح هو آزر‪ ،‬ولوط‪ ‬هو ابن أخي‪ ‬إبراهيم‪ ‬الخليل ‪ُّ  ]38[]37[.‬‬
‫فنسب‪ ‬لوط‪ ‬حسب ما ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫النسب حتى‬ ‫ويمتد‬ ‫ِ‬ ‫عموما‪،‬‬
‫يصل إلى‪ ‬سام‪ ‬بن‪ ‬نوح‪.‬‬

‫وهو حسب رواية‪ ‬ابن كثير‪ :u‬لوط‪ ‬بن‪ ‬هاران‪ ‬بن‪ ‬تارح‪( ‬آزر) بن نهور بن صاروخ بن رؤو بن فلك بن عبير (عابر‪ ،‬هود) بن‪ ‬شالخ‪ ‬بن‪ ‬أرفاخشند‪ ‬بن‪ ‬سام‪ ‬بن‪ ‬نوح‪ ‬بن مليك بن‪ ‬متشلخ‪ ‬بن خنوخ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫بن‪ ‬إدريس‪ ‬بن‪ ‬يارد‪ ‬بن‪ ‬محليل‪ ‬بن‪ ‬قنان‪ ‬بن‪ ‬عنوش‪ ‬بن‪ ‬شيث‪ ‬بن‪ ‬آدم‪ ]39[.‬وهذه الرواية موافقة ملا في‪ ‬العهد القديم‪ ]40[.‬في حين أن‪ ‬ابن إسحاق‪ ‬يروي أن‪ ‬لوطا‪ ‬يمتد نسبه إلى‪ ‬هود‪ ،‬وأن‪ ‬هودا‪ ‬من‬
‫[‪]41‬‬
‫ولد‪ ‬عاد‪ ‬بن‪ ‬إرم‪ ‬بن عوص بن‪ ‬سام‪ ‬بن‪ ‬نوح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رأيا َ‬
‫آخر بأن أبا‪ ‬إبراهيم‪ ‬تارح‪ ‬لم‬ ‫نصا بأنه أبو‪ ‬إبراهيم‪َّ  ]42[.‬‬
‫ولكن هناك‬ ‫لوطا‪ ‬إلى‪ ‬تارح‪ ‬وأن‪ ‬تارح‪ ‬هو أبو‪ ‬إبراهيم‪ ‬وهو هو‪ ‬آزر‪ ‬املذكور في القرآن ًّ‬ ‫ُيالحظ من تلك الروايات أيضا َّأنهم ينسبون‪ ‬‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫[‪]43‬‬
‫صنم‪ ‬كان أبوه يخدمه‪ ،‬حسب قول‪ ‬ابن عباس‪ ‬وتفسير‪ ‬مجاهد‪ ‬والسدي‪ .‬يقول‪ ‬ابن كثير‪ :‬فكأنه غل َب عليه آزر لخدمته ذلك‪ ‬الصنم‪.‬‬ ‫يكن هو هو‪ ‬آزر‪ ،‬وأن‪ ‬آزر‪ ‬هو اسم‪ٍ  ‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫روايات من‪ ‬العهد القديم‪ ‬بأن‪ ‬تارح‪ ‬عاش سبعين‪ u‬سنة‪ ،‬وولد‪ ‬أبرام‪ ‬وناحور‪ ‬وهاران‪ ،‬وولد‪ ‬هاران‪ ‬لوطا‪ ،‬ومات‪ ‬هاران‪ ‬قبل‪ ‬تارح‪ ‬أبيه في أرض ميالده‬
‫ٍ‬ ‫العلماء املسلمون أحيانا‬ ‫وأيضا‪ ،‬فقد يسوق‬
‫في‪ ‬أور‪ ‬الكلدانيين‪.‬‬
‫[‪]44‬‬

‫الزمن التقريبي لحياة لوط[عدل]‬

‫ً‬
‫يحقق‪ ‬املؤرخون‪ ‬املسلمون أن حياة‪ ‬لوط‪ ‬كانت معاصرة بالتأكيد لحياة‪ ‬إبراهيم ‪ .‬على أنهم يذكرون كذلك أنه من خالل النظر املباشر في ما ورد في‪ ‬القرآن‪ ‬واألحاديث الصحيحة‪ ،‬يتبين أنهما‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫البعض أنه بين والدة‪ ‬إبراهيم‪ ‬ونوح‪ 890 ‬سنة كما تشير‪ ‬التوراة‪ ،‬وأنه إذا أضفنا‬ ‫لم يوضحا تحديدا الفترة الزمنية التي عاش خاللها‪ ‬لوط‪ ‬أو التي قامت فيها‪ ‬دعوته‪ .‬على أية حال‪ ،‬يذكر‬
‫[‪]46‬‬ ‫تقريبا‪ ]45[ ،‬فيمكن َ‬
‫حينها أن نحدد الفترة التي عاش فيها‪ ‬لوط‪ ‬من تاريخ اإلنسانية بعد‪ ‬الطوفان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُع ْمر‪ ‬نوح‪ ‬وهو ‪ 950‬سنة‬
‫ً‬
‫أيضا أن هالك قوم‪ ‬لوط‪ ‬كانت في‪ ‬القرن الثامن عشر قبل امليالد‪ُ ،‬ويقال أن حياة ِّ‬
‫[‪]48[]47‬‬
‫نبيهم كانت ما بين ‪ 1686-1861‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫ُويذكر‬

‫موطن لوط وقومه واملواقع الجغرافية لها[عدل]‬

‫من املعهود عند‪ ‬أهل الكتاب‪ ‬أن ديار قوم‪ ‬لوط‪ ‬وموقعها الجغرافي هو‪ ‬سدوم‪ ‬الواقعة بالقرب من قرية صوغر‪ ]49[.‬ولكن الرؤية اإلسالمية ال تتفق مع الرؤية‪ ‬التوراتية‪ ‬بالضرورة‪ .‬وكذلك‬
‫ً‬
‫ثالثة منها‪.‬‬
‫فهي ال تعتد‪ ‬باإلسرائيليات‪ ‬كمصدر يقيني‪ .‬وتختلف الرؤية‪ ‬اإلسالمية‪ ‬عن موطن‪ ‬لوط‪ ‬تبعا لعدة آراء تتمحور في ٍ‬
‫تعذر التحقق[عدل]‬

‫بعض من علماء أهل السنة أنه ال يمكن التعرف أو التحقق على أصل قوم‪ ‬لوط‪ ،‬وال أسماء‪ ‬القرى‪ ‬التي سكنوها‪ ،‬وال اسم‪ ‬املنطقة‪ ‬التي كانوا فيها‪ .‬وذلك باتباع منهج التوقف عند‬ ‫ٌ‬ ‫يرى‬
‫ً‬ ‫حدود ما ورد ًّ‬
‫[‪]50‬‬
‫نصا في‪ ‬القرآن‪ ‬واألحاديث الصحيحة‪ .‬وأنه ال يصح بتاتا الذهاب إلى‪ ‬االسرائيليات‪ ‬أو كتب األخبار‪ ‬والتاريخ‪ ‬واألساطير؛ وذلك لعدم‪ ‬اليقين‪ ‬فيما ورد في تلك الروايات‪.‬‬

‫إمكانية االستنباط من املصادر اإلسالمية[عدل]‬

‫حيث يرى ٌ‬
‫فريق آخر أنه يمكن التوصل إلى بعض املعلومات عن موطن‪ ‬لوط‪ ‬من خالل املقارنة‪ ‬واالستنباط‪ u‬من‪ ‬املصادر اإلسالمية املعتمدة‪.‬‬
‫ً‬
‫ولوطا‪ً  ‬‬ ‫ً‬
‫أوال‪ُ ،‬‬
‫وبناء على بعض‪ ‬اآليات‪ ‬في‪ ‬القرآن‪ ‬هي‪ ‬بالد الشام‪ ]52[]51[.‬وأجمع على ذلك‬ ‫كون قرى قوم لوط كانت في‪ ‬بالد الشام؛ ألن األرض املباركة والتي نجى‪ ‬هللا‪ ‬إليها‪ ‬إبراهيم‪ ‬‬ ‫فيصح‬
‫ً‬
‫‪ ‬وقال بذلك‪ ‬اإلجماع‪ ‬أيضا‪ ‬ابن الجوزي‪  .‬يذكر‪ ‬البغوي‪ ‬في‪ ‬تفسيره‪:‬‬
‫[‪]57‬‬ ‫[‪]56[]55[]54[]53‬‬
‫جمهور‪ ‬املفسرين‪.‬‬
‫ْ مَل‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ض ال ِتي َب َارك َنا ِف َيها ِلل َعا ِ َين﴾ يعني‪ ،‬الشام‪  ‬بارك هللا فيها بالخصب وكثرة األشجار والثمار واألنهار ومنها بعث أكثر‪ u‬األنبياء‪.‬‬ ‫َ َأْل ْ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ُ َ ُ ً‬
‫﴿ونجيناه ولوطا﴾ من‪ ‬نمرود‪ ‬وقومه من أرض‪ ‬العراق‪ِ﴿ ،‬إ لى ا ر ِ‬
‫[‪]54‬‬

‫ً‬
‫ويص ُّح ثانيا‪ ،‬كون قرية سدوم هي موضعهم من بالد الشام‪ ،‬وذلك أن‬ ‫والحاصل أن قصة‪ ‬لوط‪ ‬مع قومه إنما هي في‪ ‬بالد الشام‪ ‬وليست في‪ ‬الهند‪ ‬أو‪ ‬السند‪ ‬أو‪ ‬اليمن‪ ‬أو غيرهم من األماكن‪ِ .‬‬
‫ٌ‬
‫موجه إليهم في‪ ‬اآليات‪ ‬من‪ ‬سورة‬ ‫بسبيل مقيم‪  ]58[ ،‬يستدعي كونها على طريق ثابتة يسلكها الناس ويرون آثارها‪ ]59[.‬ويمكن إنزال الناس هنا على أنهم‪ ‬قريش‪ ،‬أهل‪ ‬مكة؛ ألن الخطاب‬ ‫كونها‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الحجر‪ ‬املكية‪ ]60[.‬فقد كان أهل‪ ‬قريش‪ ‬يمرون على ديار قوم‪ ‬لوط‪  ‬مرة في الصباح ومرة في الليل‪ ،‬وذلك وفق ترتيب سيرهم في السفر‪ ]61[.‬وهذا أيضا مما ن َّ‬
‫[‬
‫ص عليه في القرآن‪.‬‬
‫‪ ]62‬ويقول‪ ‬الفخر الرازي‪:‬‬
‫َ‬
‫س ولم ُيخف‪ ،‬والذين يمرون من الحجاز إلى‪ ‬الشام‪ ‬يشاهدونها‪.‬‬
‫هذه القرى وما ظهر فيها من‪ ‬آثار‪ ‬قهر هللا وغضبه لبسبيل مقيم ثابت لم يندر ْ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫وفيما سبق مع الوضع في االعتبار سلوك القادم على ناقته ‪-‬من‪ ‬جزيرة العرب‪ ‬إلى‪ ‬بالد الشام‪ -‬وادي عربة مرورا‪ ‬بالبحر امليت‪ ،‬وكون هذا الطريق أسهل عليه من صعود مرتفع مدينة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫العقبة؛ ٌ‬
‫وترسيه‪ u،‬حيث تثبت وجود‬
‫ِّ‬ ‫دليل كافي لالعتقاد بكون‪ ‬وادي األردن‪ ‬طريقا مسلوكة في كافة االتجاهات فيما مضى‪ .‬وكذلك فإنه توجد نتائج‪ ‬ألبحاث حديثة‪ ‬تدعم هذا االعتقاد أكثر‬
‫[‪]65[]64‬‬
‫طرق وممرات على طول امتداد الشاطيء الشرقي‪ ‬للبحر امليت‪  ]63[.‬فقد كان أهل الجزيرة العربية يسلكون إلى بالد الشام طريق الشاطئ الشرقي للبحر امليت عبر وادي األردن‪.‬‬

‫موضع آخر‪،‬‬ ‫ُ‬


‫والحاصل أن‪ ‬العرب‪ ‬كانت تعرف موقع قرى قوم‪ ‬لوط‪ ‬بل أتوها ورأوها‪ ،‬وزيادة‪ :‬لم يعتبروا! ولذا أنكر‪ ‬القرآن‪ ‬عليهم الرؤية مع عدم االعتبار‪ ]67[]66[.‬ولهذا‪ ،‬وفي‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫فإن‪ ‬القرآن‪ ‬يسألهم صراحة عن مدى عقالنيتهم وقدرتهم على استنباط العبر منهم‪  ]68[.‬فهو يسألهم أليس لكم فيكم عقول تعتبرون بها؟ ولو لم يكونوا يعرفون تلك‪ ‬القرى‪ ‬ومواقعها ملا أنكر‬
‫عليهم عدم تفكرهم في‪ ‬عقاب هللا‪ ‬للظاملين‪u.‬‬
‫[‪]69‬‬

‫[‪َ ُ ]70‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫وزغر‪ ،‬قرية بينها‬ ‫وملخص ما يقوله‪ ‬علماء املسلمون‪ ‬في ذلك‪ ،‬واملشهور عندهم؛ َّأن قرى قوم‪ ‬لوط‪ ‬في منطقة‪ ‬غور األردن‪ ]64[.‬حيث مدائنهم‪ ‬سدوم‪ ‬هي ِبغور ُزغر من‪ ‬البالد الشامية‪  .‬‬
‫وبين‪ ‬بيت املقدس‪ ‬ثالثة أيام في طرف‪ ‬البحيرة املنتنة‪ ]71[ .‬وهي موجودة جنوب حوض‪ ‬البحر امليت‪ ‬الجنوبي‪ ]72[.‬نزل‪ ‬لوط‪ ‬إذن بـاألردن‪ ‬ثم أرسله هللا إلى أهل‪ ‬سدوم‪ ،‬وهي عدة‪ ‬قرى‪ .‬وبالدهم‬
‫َ‬
‫تلك ما بين‪ ‬الشام‪ ‬والحجاز‪ ‬بناحية ُزغر‪.‬‬

‫لوط في اإلسالم‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬


‫القرآن‪ ‬أنه آمن‪ ‬بإبراهيم‪ ]2[ ،‬وذلك ملا كان‪ ‬إبراهيم‪ ‬يدعو قومه إلى هللا‬ ‫نسب ِه‪ .‬بل‪ ،‬أخبر‪ ‬‬
‫لوط‪ ،‬هو حسب وجهة النظر‪ ‬اإلسالمية‪ ‬نبي‪ ‬من أنبياء هللا‪ ،‬ورسول‪ ‬من رسله‪  .‬ولم يخبر‪ ‬القرآن‪ ‬عن ِ‬
‫[‪]1‬‬

‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫في بالد‪ ‬العراق‪ .‬تتحدث‪ ‬الرواية القرآنية‪ ‬كذلك حول استجابته لدعوة‪ ‬إبراهيم‪ ،‬وإيمانه له وسيره معه‪ ]2[.‬وكذلك أنه ملا هاجر‪ ‬إبراهيم‪ ‬من‪ ‬العراق‪ ‬إلى‪ ‬فلسطين‪ ‬كان‪ ‬لوط‪ ‬معه‪ ]3[]2[.‬وملا‬
‫ً‬
‫لوطا‪ً  ‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫نبيا إلى مدينتي‪ ‬سدوم وعمورة‪ ‬ليذكر أهلها بعبادة‪ ‬هللا‪ ‬وينهاهم عن فعل املنكرات وأعمالهم الشهوانية‪ u،‬كـإتيان الرجال‪ ‬شهوة من دون‪u‬‬ ‫إبراهيم‪ ‬ولوط‪ ‬إلى‪ ‬فلسطين‪ ،‬أرسل هلل‪ ‬‬ ‫وصل‪ ‬‬
‫النساء‪ ]5[]4[.‬وكانت تلك َ‬
‫[‪]6‬‬
‫الف علة غير مسبوقة من األمم التي مضت حسب ما تدل عليه‪ ‬النصوص القرآنية‪.‬‬

‫على الرغم من أن‪ ‬النبي لوط‪ ‬لم يولد في القرية التي ُأ رسل إليها مثل باقي الرسل إال أن‪ ‬القرآن‪ ‬ذكرهم باسم إخوانه‪ُ  ]7[.‬‬
‫تتفق القصة املذكورة في‪ ‬التوراة‪ ‬مع ما سرده‪ ‬القرآن‪ ‬بأن‬
‫[‪]9[]8[]5‬‬
‫لوط‪ ‬لقومه تم تجاهلها مما تسبب لهم في‪ ‬العذاب‪ ‬وخسف قريتهم‪.‬‬
‫دعوات‪ٍ  ‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كذلك‪ ،‬يذكر‪ ‬العلماء املسلمون‪ ‬أن‪ ‬لوطا‪ ‬رافق عمه في رحالته‪ ،‬فكان معه في‪ ‬حران‪ ،‬ثم في‪ ‬مصر‪ .‬وأغدق عليه ِملك مصر‪ ،‬كما أغدق على‪ ‬إبراهيم‪ ‬فكثر ماله‪ ‬ومواشيه‪.‬‬
‫[‪]10‬‬

‫[‪]5‬‬
‫لم يتناول‪ ‬القرآن‪ ‬حياة‪ ‬لوط‪ ‬بعد ذلك‪ ،‬إال أن‪ ‬اإلسالم‪ ‬يرى أن جميع‪ ‬األنبياء‪  ‬كانوا أمثلة على البر األخالقي والروحي على عكس ما تم ذكره في‪ ‬التوراة‪ ‬من سكر‪ ‬وسفاح‪ ‬بعد تدمير‪ ‬سدوم‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫صحيح‪ ‬له‪ .‬بينما ذكرت ذلك‪ ‬اإلسرائيليات‪ ‬والروايات التوراتية‪ ‬من‬
‫ٍ‬ ‫حديث‬
‫ٍ‬ ‫أي‪ ‬‬
‫ال يذكر‪ ‬القرآن‪ ‬الصلة بين‪ ‬إبراهيم‪ ‬وبين‪ ‬لوط‪ ،‬وال درجة‪ ‬القرابة‪ ‬بينهما‪ .‬ولم يحدد ذلك أيضا‪ ‬رسول هللا‪ ‬في ِّ‬
‫[‪]11‬‬
‫خالل أخبار وكالم وروايات عن هذه الصلة والقرابة بينهما‪ ،‬وكذلك عن نسب‪ ‬لوط‪.‬‬

‫عما سكتا عنه‪ .‬ذلك‪،‬‬ ‫ُ‬


‫السكت َّ‬ ‫مصدر آخر غيرهما‪ .‬بل‪،‬‬ ‫بشيء من‬ ‫ُ‬
‫وعدم األخذ‬ ‫ُ‬
‫البقاء مع‪ ‬اآليات القرآنية‪ ‬واألحاديث الصحيحة‪،‬‬ ‫علماء‪ ‬أهل السنة‪َّ  ‬أن منهجهم في هذا األمر هو‬
‫ُ‬ ‫يذكر‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وتجوز‪ ‬حكايته بطريق‪ ‬املقارنة‪ ‬والتحليل‪ ‬واالستنباط‪  ]12[.‬مع عدم التسليم القطعي بصحة ما ورد إال ما وافق‪ ‬الكتاب‪ ‬أو‪ ‬السنة؛ حيث أنه‪:‬‬
‫َ‬
‫خوف أن ُ‬
‫يصد قوا بباطل‪ ،‬أو يكذبوا بحق‪ .‬ومن املعلوم أن ما يروى عن‬ ‫قد صح عن‪ ‬النبي‪ ‬صلى هللا عليه وسلم أنه أذن ألمته أن تحدث عن‪ ‬بني إسرائيل‪ ،‬ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم‪،‬‬
‫بني إسرائيل من األخبار املعروفة‪ ‬باإلسرائيليات‪  ‬له ثالث حاالت؛ في واحدة منها يجب تصديقه‪ ،‬وهي ما إذا دل‪ ‬الكتاب‪ ‬أو‪ ‬السنة‪  ‬الثابتة على صدقه‪ .‬وفي واحدة يجب تكذيبه‪ ،‬وهي ما إذا دل‬
‫[‪]14‬‬ ‫القرآن أو السنة أيضا على كذبه‪ .‬وفي الثالثة‪ ،‬ال يجوز التكذيب وال التصديق‪ ،‬كما في الحديث املشار إليه ً‬
‫آنفا‪ ]13[ ،‬وهي ما إذا لم يثبت في كتاب وال سنة صدقه وال كذبه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معينة‬
‫ٍ‬ ‫أحداث‬
‫ٍ‬ ‫بصلة معينة بينه وبين‪ ‬إبراهيم‪ ،‬أو عن‬
‫ٍ‬ ‫فال تجزم الرؤية اإلسالمية يقينا ‪-‬اعتمادا على‪ ‬الرواية القرآنية‪ ‬أو‪ ‬األحاديث النبوية الصحيحة‪  -‬إال باسمه هو‪ .‬وكذا‪ ،‬فال ُيجزم يقينا‬
‫[‪]11‬‬
‫في نشأته وطفولته‪.‬‬

‫عالقة االسم لوط بلفظة اللواط‬

‫َأ ُ‬ ‫َّ ُ ُ َأ ُ‬
‫ُ‬
‫وأصل ذلك اللفظ ‪-‬لوط‪ ،-‬وعالقته بلفظة‪ ‬اللواط‪ ‬هو على آراء‪:‬‬ ‫صنوف الفاحشة‪ ]16[.‬‬
‫ِ‬ ‫وه‪ ،‬و ْح َدثوا ما ْح َدثوا من‬ ‫علم ألحد‪ ‬أنبياء‪ ‬هللا‪ ،‬بعثه هللا إلى قومه فكذب‬ ‫ُ‬
‫لوط اسم ٍ‬
‫ٌ‬
‫أسماء‪ ‬أعجمية‪ ‬رغم ورودها في‪ ‬القرآن‪ .‬وال تتعارض‪ ‬عربية‪ ‬لغة‪ ‬القرآن‪ ‬مع وجود‬ ‫ُ‬
‫وقومه كذلك‪ ‬غير عرب‪ .‬مثل‪ :‬نوح‪ ‬وإبراهيم‪ ‬عليهما السالم‪ ،‬وكلها‬ ‫غير عربي‪،‬‬ ‫أن (لوط) ٌ‬
‫اسم‪ُ  ‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اسما ً‬ ‫ً‬
‫أعجميا؛ لكونه ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالثيا ساكن الوسط كـنوح‪ ]17[.‬واشتق‪ ‬الناس من لفظ اسمه‬ ‫أسماء أعالم‪ ‬أعجمية‪ ‬فيه مترجمة إلى‪ ‬العربية‪ ،‬ومكتوبة بحروفها‪ .‬وأنه مصروف وإن كان‪ ‬‬
‫ً‬
‫[‪]18‬‬
‫فعال من فعل ِف ْع َل الفاحشة ‪-‬أي فاحشة قوم لوط‪ ،-‬ولكنه اشتق من لفظ لوط الناهي عن ذلك ال من لفظ املتعاطي له‪.‬‬

‫اسم‪ ‬أعجمي‪ .‬ولكن لفظة (اللواط) ليست مشتقة من االسم األعجمي (لوط)‪ .‬بل‪ ،‬هي كلمة‪ ‬عربية‪ ‬مشتقة‪ ‬لها صور متعددة‪ .‬فهي‬ ‫الرأي الثاني يتفق مع الرأي األول‪ ،‬أن لوط ٌ‬ ‫‪.2‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫[‪]19‬‬
‫أي‪:‬طينته بالطين‪.‬‬ ‫من الط الشيء بقلبي يلوط لوطا وليطا‪ ]18[ .‬وكذلك فإن تلك اللفظة (اللواط) تأتي بمعنى التصق أيضا؛ فنقول‪ :‬لطت الحوض لوطا‪ ،‬إن أمددته بالطين‪،‬‬
‫ً‬ ‫على النقيض‪ ،‬يعتقد البعض أن اسم (لوط) بذاته هو ٌ‬
‫[‪]20‬‬
‫اسم‪ ‬عربي‪ .‬وأنه سمي لوطا ألن حبه‪ ‬الط‪ ‬بقلب‪ ‬إبراهيم‪ ،‬أي تعلق به ولصق‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫واضح ضعفه ْ‬
‫ٌ‬
‫ولبسه‪ ،‬فالظن بكون اللفظة (لواط) مشتقة من االسم (لوط) والربط بينهما لكون الفاحشة ظهرت في قوم‪ ‬لوط‪ ‬هو ربط غير سليم‪.‬‬ ‫ويري البعض أن الرأي األخير‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫موجود في‪ ‬العبرية‪ ‬بمعنى السكير العربيد‪- ]21[ ‬وهذا ُينافي الرؤية اإلسالمية‪ ‬لألنبياء‪ ‬قطعا‪ .-‬فهو إذا‬ ‫أصل واحد؛ ألن (لوط) اسم علم أجنبي‪ ‬غير عربي‪ ‬أصال‪ ،‬وهو‬
‫فالكلمتين ليستا من ٍ‬
‫اسم‪ ‬غير مشتق‪ ،‬ال ُيبحث عن مادة اشتقاقه في‪ ‬العربية‪ ،‬وال عن‪ ‬جذره الثالثي‪ .‬أما (اللواط)‪ ،‬فهو كلمة عربية‪ ‬مشتقة‪ ،‬لها صورة‪ ‬فعلية‪ ‬ومصدرية‪ ،‬فاللوط‪ :‬كلمة تدل على اللصوق‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫الط الشيء بقلبي‪ .‬إذا لصق‪ .‬وفي‪ ‬الحديث‪" :‬الولد ألوط بالقلب"‪ ]23[]22[.‬فاألرجح أن‪ ‬العرب‪ ‬عندما سموا الفاحشة القبيحة لواطا‪ ،‬ما أرادوا أخذ‪ ‬االسم‪ ‬من‪ ‬لوط‪ ،‬وإنما أخذوه من معنى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫[‪]24‬‬
‫الكلمة في‪ ‬اللغة ؛ فإذا كان اللوط يدل على اللصوق‪ ،‬فقد سموا إتيان الرجل للرجل لواطا؛ ألنهما يلتصقان معا عند ارتكابهما تلك الفاحشة‪.‬‬

‫يسمع هذه الكلمة ُ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬


‫يعلم أن املراد بها‬ ‫منك ًرا على قومه فعلهم القبيح‪ u.‬وكل من‬
‫فكما يذكر العلماء املسلمون‪ ،‬فإن هذه النسبة واردة في النصوص‪ ،‬وال معرة فيها على النبي الكريم‪ ،‬فإنه كان ِ‬
‫وط‪ ]31[]27[.‬بل وورد َّأن النبي صلى هللا عليه وسلم قال في الرجل يأتي امرأته في دبرها‪" :‬هي‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َأ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫[‪ ]30‬اَل َ‬
‫قوم ل ٍ‬
‫فعل الشذوذ الذي كان عليه قوم‪ ‬لوط‪  .‬ف ط الرجل‪ِ ،‬لواطا‪ ،‬والوط‪ :‬ي ع ِمل عمل ِ‬
‫[‪]32‬‬
‫اللوطية الصغرى"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫وصفاء نفسه‪ ،‬وسمو روحه وصحة عقله‪ ،‬تقتضي أن يكون أنموذجا رفيعا بين قومه في‬ ‫ُ‬ ‫الرسول‬
‫ِ‬ ‫فطرة‬
‫ِ‬ ‫فعل ُّو‬ ‫وفي النهاية البد من ِذكر أن ِعصمة األنبياء ثابتة في عقيدة أهل السنة‪،‬‬
‫أخالقه ومعامالته وأمانته‪ ،‬وفي ُب عده عن ارتكاب القبائح التي تنفر منها العقول السليمة والطباع املستقيمة‪ ]33[u.‬ونبي هللا‪ ‬لوط‪ ‬حسب الرواية القرآنية ممن َّ‬
‫فضلهم هللا على العاملين‪.‬‬

‫معنى كلمة لوط[عدل]‬

‫تخطيط‪ ‬السم النبي لوط‬

‫[‪]1‬‬
‫كلمة لوط لها معان كثيرة منها‪:‬‬
‫ً‬
‫لوطا‪ ،‬أى‪ّ :‬‬
‫طينه وقال اللحيانى‪ :‬الط فالن بالحوض ـ أي طاله بالطين وملسه به‪.‬‬ ‫لوط‪ :‬بمعنى الط‪ ،‬أي الط الحوض بالطين‬

‫فالتاط به‪ ،‬أى التصق به‪ ،‬وفي الحديث‪« :‬من أحب الدنيا التاط منها بثالث ـ أي التصق بها ـ شغل ال ينقضي ‪ ،‬وأمل ال يدرك‪ ،‬وحرص ال ينقطع»‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأيضا إذا لزق الحب بالقلب يقال‪ :‬الط حبه بقلبي‪ ،‬أي لصق حبه بقلبي ـ ويقال‪ :‬الولد ألوط بالقلب ـ أى ألصق بالقلب‪ ،‬وكذلك كل شيء َل َ‬
‫صق بشيء‪ ،‬فقد الط به يلوط لوطا‪ ،‬ويليط‬
‫ً‬
‫ليطا‪.‬‬

‫[‪]2‬‬ ‫نبي ا بعثه هللا إلى قومه فكذبوه وأحدثوا ما أحدثوا‪ ،‬فاشتق الناس من اسمه فعاًل ملن َ‬
‫فع َل ِف ْع َل قومه‪.‬‬ ‫قال الليث‪ :‬لوط كان ً‬

‫ً‬
‫شديدا‪.‬‬ ‫‪ ‬يحبه ً‬
‫حبا‬ ‫»‪ ‬أى تعلق به ولصق‪ ،‬وكان النبي إبراهيم‪ ‬‬ ‫‪« ،‬وإنما سمي لوط ألن حبه الط بقلب إبراهيم‪ ‬‬ ‫ولوط هو ابن هاران بن تارخ ابن أخى إبراهيم‪ ‬‬

‫[‪]3‬‬
‫تابعا له في دينه وهاجر معه إلى الشام ‪.‬‬ ‫ولوط خرج من أرض بابل مع عمه إبراهيم‪ ،‬وكان ً‬
‫مؤمنا بعمه ً‬

‫لوط في اإلسالم[عدل]‬
‫مقالة مفصلة‪ :‬لوط في اإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫تخطيط‪ ‬السم لوط‬

‫تذكر قصة قوم لوط صلة القرابة بين النبي‪ ‬إبراهيم‪ ‬ولوط واملالئكة‪  ‬التي أتت إلبراهيم إلخباره بدمار قرية لوط أو القرية التي كانت تعمل الخبائث فرد‪ ‬إبراهيم‪ ‬أن فيها لوط وكان الرد‬
‫نحن أعلم بمن فيها فذهبت‪ ‬املالئكة‪  ‬في هيئة بشر إلى بيت لوط وما أن علم أهل القرية بوجود شابين وسيمين حتى أتوا بيت لوط وأرادوا الفاحشة في ضيوفه ولم يكن يعلم أنهم مالئكة‬
‫فعرض لوط عليهم‪ ‬الزواج‪  ‬ببناته (قيل املقصود بنات القرية وقيل بنات لوط) ولكنهم رفضوا فجاء‪ ‬الوحى‪ ‬بخروج لوط وأهله إال‪ ‬زوجته‪ ‬من القرية وتم عذاب هللا للقرية وسبب العذاب‬
‫‪ ‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫‪ُ  ‬م َس َّو َمة ِع ْن َد َر ِّب َك ِلل ُم ْس ِر ِف َين‪ ‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ِ  ‬لن ْر ِس َل َعل ْي ِه ْم ِح َج َارة ِم ْن ِط ٍين‪ ‬‬
‫ُأ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪ ‬قالوا ِإ َّنا ْر ِسل َنا ِإ لى ق ْو ٍم ُم ْج ِر ِم َين‪ ‬‬ ‫ال َف َما َخ ْط ُب ُك ْم َأ ُّي َها امْل ُ ْر َس ُل َ‬
‫ون‪ ‬‬ ‫في‪ ‬القرآن‪ ‬الفاحشة وإتيان الذكران‪َ    .‬ق َ‬

‫[‪]4‬‬
‫‪(   ‬سورة الذاريات‪ ،‬اآليات‪.)37-31 ‬‬ ‫اب اَأْل ل َ‬
‫يم‪ ‬‬ ‫ون ْال َع َذ َ‬ ‫‪َ  ‬و َت َر ْك َنا ف َيها َآ َي ًة ل َّلذ َ‬
‫ين َي َخ ُاف َ‬ ‫مْل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬ف َما َو َج ْدنا ِف َيها غ ْي َر َب ْي ٍت ِم َن ا ْس ِل ِم َين‪ ‬‬
‫مْل‬ ‫َفَأ ْخ َر ْج َنا َم ْن َك َ‬
‫ان ِف َيها ِم َن ا ُْؤ ِم ِن َين‪ ‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حياة لوط مع قومه في فقرات[عدل]‬

‫لقد أثبت القرآن قصة لوط مع قومه‪ً ،‬‬


‫ذاكر ا فيها أهم املشاهد من حياته‪ ،‬وذلك في نحو ست سور‪ ،‬وأبرز ما فيها النقاط التالية‪:‬‬

‫إيمانه بعمه‪ ‬إبراهيم‪ ،‬وهجرته معه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نبوته ورسالته إلى قوم "أهل‪ ‬سدوم وعمورة"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دعوته لقومه بمثل دعوة الرسل‪ ،‬ونصيحته لهم أن يهجروا ما هم عليه من سوء‪ ،‬وإنذارهم بعاقبة ما هم عليه من شر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إثبات أن قومه كانوا أهل شذوذ جنسي‪ ،‬يأتون الرجال شهوة من دون النساء‪ ،‬ويجاهرون بشذوذهم فيأتوا املنكر في نواديهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اَّل‬ ‫مسافرا أو ً‬
‫تاجرا يمر في طريقهم إ آذوه‪ ،‬واعتدوا عليه وسلبوه ماله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إثبات أن قومه كانوا يقطعون السبيل‪ ،‬فال َي َدعون‬ ‫‪‬‬

‫بيان أنه ملا وعظ قومه ونصحهم لم يكن جوابهم إال أن قالوا‪" :‬أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"‪ ،‬يعنونه وأهله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اًل‬
‫إرسال هللا رس من‪ ‬املالئكة‪ِ ‬إل هالك قوم لوط‪ ،‬وزيارة هؤالء الرسل من املالئكة النبي‪ ‬إبراهيم‪  ‬قبل ذلك‪ ،‬وإخباره بمهمتهم التي جاءوا من أجلهاو بشروه ببشرتين فبشروه بغالم من‬ ‫‪‬‬
‫زوجته‪ ‬سارة‪ ‬اسمه‪ ‬إسحاق‪ ‬ومن وراء‪ ‬إسحاق‪ ‬يعقوب‪.‬‬
‫ً‬
‫انصرافهم إلى لوط‪ ،‬ودخولهم عليه بصورة شباب ُم ْر ٍد ِح َس ان دون أن يخبروه بحقيقتهم‪ ،‬ثم إقبال قوم لوط على داره يريدون بهؤالء الشباب فاحشة‪ .‬ثم إخبار املالئكة لوطا‬ ‫‪‬‬
‫اًل‬
‫مرهم إياه أن يخرج من أرض قومه مع أهله لي قبل طلوع الصبح‪ ،‬وأن ال ينظروا للخلف لكي ال يصيبهم‬ ‫بحقيقتهم وبمهمتهم التي جاءوا من أجلها‪ ،‬وبأن القوم لن يصلوا إليهم‪ .‬وَأ ُ‬

‫ما أصابهم اال‪ ‬زوجته‪  ‬وإخبارهم إياه بأن الصبح موعد تدمير قومه‪ ،‬ووعدهم له بالنجاة هو وأهله‪ ،‬إال‪ ‬امرأته‪ ‬التي خانت رسالة زوجها‪.‬‬
‫ً‬
‫بيان أن هللا أتم قضاءه في قوم لوط‪ ،‬فأمر هللا‪ ‬جبريل‪  ‬أن يقتلع بلدتهم فخسف بهم األرض‪ ،‬وجعل عاليها سافلها‪ ،‬وأمطر عليهم حجارة من سجيل‪ ،‬وأنجى هللا لوطا وأهله‬ ‫‪‬‬
‫اَّل‬
‫إ ‪ ‬امرأته‪ ‬كانت من الغابرين الهالكين‪u.‬‬

‫و يعتقد أن مكانها اآلن هو‪ ‬البحر امليت‪ ‬ورد ذكره وقومه في القرآن في‪ ‬سورة النمل‪ ‬وسورة العنكبوت‪ ‬وسورة هود‪ ‬وسورة القمر‪ ‬وغيرها‪u.‬‬

‫لوط في اليهودية واملسيحية[عدل]‬

‫اسمه لوط بن هاران بن‪ ‬تارح‪ ‬وهو ابن أخ‪ ‬إبراهيم‪  ‬خليل هللا‪ ،‬وقد هاجر مع إبراهيم الخليل إلى حاران ثم إلى كنعان‪ u‬ثم ارتحل معه إلى مصر ثم عاد إلى‪ ‬كنعان‪ ‬وقد حدث نزاع بين رعاة‬
‫ً‬
‫إبراهيم وبين رعاة لوط اقترح بعده خليل هللا إبراهيم على لوط أن يتوسعا في األرض لكي التحدث نزاع بين رعاتهما أو بينهما فارتحل لوط شرقا‪ ،‬عبر‪ ‬نهر األردن‪ ‬إلى مدينة‪ ‬سدوم‪.‬‬

‫كانت خطية‪ ‬سدوم وعمورة‪  ‬هي الفاحشة التي كانت بين الرجال كما يذكر الكتاب املقدس‪ ،‬فزار لوط مالكان لكي يخلصوه وأهله من العذاب الذي سيوقعه الرب على سدوم وعمورة‪،‬‬
‫ً‬
‫وبالفعل نجا لوط البار وابنتيه فقط وهالك سدوم وعمورة بقلبها وأمطارها بالنار والكبريت وهالك‪ ‬زوجة لوط‪ .‬وحدث بعد ذلك أن لوطا إلتجأ إلى مدينة اسمها‪ ‬صوغر‪ ‬بأمر املالك ثم‬
‫ارتحل ثانية إلى الجبال‪.‬‬

‫ولوط ليس بنبى بالنسبة للديانتين اليهودية واملسيحية بل رجل بار‪.‬‬

You might also like