Professional Documents
Culture Documents
المنهج التداولي في تحليل الخطاب - بين التنظير والتطبيق خطبة أكثم بن صيفي عند كسرى أنموذجا
المنهج التداولي في تحليل الخطاب - بين التنظير والتطبيق خطبة أكثم بن صيفي عند كسرى أنموذجا
ّ األول
اجمللد :التّاسع ،الع ــددّ : جملـة املوروث
ملخص:
الّت تشتغل على اخلطاب واستنطاق مقاصده ومعانيه؛ إنه - تسعى هذه الدراسة إىل تقدمي أحد أهم وأبرز املناهج اللسانية املعاصرة ي
حتديدا -املنهج التداويل مبا يوفره من نظرايت وإجراءات واسرتاتيجيات منهجية سامهت يف إثراء آليات الدرس اللساين املعاصر يف حتليل اخلطاب،
الّت عرفتها الدراسات اللسانية ابنتقاهلا من لسانيات الوضع إىل لسانيات االستعمال وربط النص بظروفه املقامية.
وخاصة بعد النقلة النوعية ي
كلمات مفتاحية :اللسانيات املعاصرة ،حتليل اخلطاب ،املنهج التداويل ،املقصدية.
Abstract:
This study seeks to present one of the most important and prominent contemporary Linguistique
approaches that work on speech and spread its purposes and its meaning; It is precisely the pragmatic
approach, with its systematic theories, procedures and strategies that contributed to enriching the
mechanisms of the contemporary Linguistique lesson in the analysis of the discourse, In particular, after
the qualitative shift that the Linguistic studies have defined as its transition from the status tongue to the
language-use and linking the text to its Denominator circumstances.
Key words: Contemporary Linguistique, speech analysis, The pragmatic approach, intentionat.
__________________________________________
*املؤلف املرسل :حسني بوفناز ،اإلمييلh.boufenaz@univ-boumerdes.dz :
.1مقدمة:
إ ين الليسانيات التداولية اجتاه لغوي ظهر وازدهر على ساحة الدرس اللساين احلديث واملعاصر؛ يهتم بدراسة اللغة أثناء
لعل هذا ما جعله أكثر دقة وضبطا ،حيث يدرس اللغة أثناء استعماهلا يف املقامات املختلفة ،وحبسب أغراض االستعمال ،و ي
املتكلمني وأحوال املخاطبني من منطلق كون اللغة فضاء يتفاعل فيه املتخاطبون ونشاط ميارس ضمن جمموعة من املعطيات
السياقية املختلفة واملتنوعة .
ألجل ذلك وظفت التداولية عدة مفاهيم و إجراءات بغية حتليل اخلطاابت والنصوص قصد استكشاف مقاصدها،
مستعينتا يف توسيع رؤاها وحتاليلها ابلعديد من احلقول املعرفية واملناهج اإلنسانية املختلفة.
على هذا األساس ميكننا إبراز معامل اإلشكاليية املطروحة هلذه الدراسة يف التيساؤل اجلوهري اآليت :ما مدى فاعلية املنهج
التداويل يف حتليل اخلطاب واستنطاق معانيه ومقاصده ؟
238
املنهج التداويل يف خطبة "أكثم بن صيفي" عند "كسرى".
وحىت يتضح أثر "املنهج التداويل" يف تفتيت اخلطاب واستنطاق مقاصده وغاايته (الصريح منها والضمين) ،آثران إجناز
دراسة تطبيقية حتليلية لـ (خطبة أكثم بن صيفي عند كسرى) ،1قصد قياس مدى فعالية إجراءات املنهج التداويل ،وذلك
الّت قامت عليها اللسانيات التداولية يف منظومة البحث اللغوي
انطالقا من نظرية "الفعل الكالمي" ابعتبارها أحد أهم األسس ي
املعاصر.
.2التداولية :النشأة واملفهوم
بعدما كانت التداولية تنعت قبل عقود بسلة املهمالت ،أصبحت حقال معرفيا خصبا ومتجددا ،ال حدود حتده ،وال
حواجز متنعه من اقتحام حقول أخرى .و ميكن احلديث عن حمطتني رئيسيتني كان هلما الدور البارز يف ميالد ما يعرف ابملنهج
التداويل.2
فبداايت التداولية تعود إىل 1938حني حتدث (شارلز موريس )Charles Morris -عن "السيميائية" يف أبعادها
الثالثة؛ البعد الرتكييب ،والبعد السيميائي الداليل ،وأخريا البعد التداويل .يقول (موريس« :)Morris -إن التداولية جزء من
السيميائية الّت تعاجل العالقة بني العالمات ومستعملي هذه العالمات».3
حيث مييز (موريس )Morris -بني ثالثة اختصاصات تعاجل اللغة وهي" :علم الرتاكيب"؛ ويعىن بدراسة العالقات
الشكلية بعضها ببعض ،و"علم الداللة"؛ ويدرس عالقة العالمات ابألشياء الّت تدل عليها أو حتيل إليها ،و"التداولية"؛ ا يلّت هتتم
بدراسة عالقة العالمات مبفسريها وتدرس كل ما له عالقة ابللغة سواء أكان يعىن بشكل اخلطاب من لغة أو إمياء أم بدالئلها أم
ابلداللة وعالقتها ابألشياء واحلسيات اخلارجية أم ابلعالمات واإلشارات ،واستنتاجات الكالم أم ابلفهم الضمين دون احلديث
لتتم عملية التبليغ على أحسن وجه.4
يأما مرحلة اخلمسينات فكانت حامسة يف صياغة معامل التداولية خاصة مع إلقاء (ج.أوسنت )J. Austin-حملاضراته
جبامعة "هارفارد" حول فلسفة (وليام جيمس ،)William James-حيث بلور يف هذه املرحلة مبحثا حموراي تناقلته الدراسات
التداولية الالحقة ،خاصة (ج.سورل ،)J. Searle-مداره حول أفعال الكالم؛ وكيف أ ين كل منطوق لغوي هو إجناز حلدث
معني .عالوة على حماضرات (أوسنت )Austin-كانت جهود (بول غرايس )Paul Grice-هي األخرى مؤثرة اجتماعي ي
وحامسة ،حيث بلور مقاله " "Logic and conversationأو ما يعرف بـ "نظرية احملادثة" ،أوضح من خالهلا أ ين أتويل
ملفوظ ما يعتمد على عاملني :معىن اجلملة املتلفظ هبا من جهة ،وسياق التلفظ بنوعيه الداخلي واخلارجي ممثال يف املقامات الّت
ينجز فيها اخلطاب من جهة اثنية ،وإىل هذين العاملني أضاف (غرايس )Grice-ما مسياه "مبدأ التعاون".
ولقد عرف مصطلح "التداولية" مدلوالت عديدة لسعة جماهلا يف املنظومة الفكرية احلديثة ،فعدت «ملتقى ملصادر وأفكار
وأتمالت خمتلفة يصعب حصرها».5
يقول (دومينيك مانقونو )Dominique Maingueneau-يف هذا الصدد« :إنه من الصعب احلديث عن التداولية،
أل ين هذا التعبري يغطيه العديد من التيارات من علوم خمتلفة تتقاسم عددا من األفكار( ،)...واللسانيون ليسوا وحدهم املعنيني
ابلتداولية بل تعين الكثري من علماء االجتماع إىل املناطقة وتتجاوز اهتماماهتا مبجموع األحباث املتعلقة ابملعىن والتواصل وتطغى
على موضوع اخلطاب لتصبح نظرية عامة للنشاط اإلنساين» .6وهذا ما أكده (فان ديك )Van Dijk-يف قوله« :هذا العلم
239
حسني بوفناز ،د .سامية عليوات
الذي بدأ تطوره على حنو صحيح منذ السنوات العشرين األخرية ،له خاصية التداخل مع عدة ختصصات أخرى وقـد حفزته
علوم الفلسفة واللغة واألنثروبولوجيا ،بل علم النفس
واالجتماع أيضا».7
عرفها (إيليوار-
ختصصه فقد ي هكذا اكتسبت التيداولية عددا من التيعريفات ،حسب اهتمام الباحث نفسه وجمال ي
)Eluerdأبهنا :إطار معريف جيمع جمموعة من املقارابت تشرتك عند معاجلتها للقضااي اللغوية يف االهتمام بثالثة معطيات ملا هلا
من دور فعال يف توجيه التبادل الكالمي وهي:
املتكلمني ) ِ
املخاطب واملخاطب)
السياق ) املقام(
االستعماالت العادية للكالم ؛ أي االستعمال اليومي والعادي للغة يف الواقع.8
فاملقاربة التداولية هي تلك املنهجية الّت تدرس اجلانب الوظيفي والتداويل والسياقي للخطاب ،كما تدرس جممل العالقات
املوجودة بني املتكلم واملخاطب ،ضمن سياق حمدد ،قصد إجناز فعل اجتماعي حم يدد.
تصور رائد التداولية (أوسنت )Austin-هي« :جزء من علم أعم هو دراسة التعامل اللغوي من حيث هو جزء من ويف ي
التعامل االجتماعي» ،9ويف هذا السياق ينتقل ابللغة من مستواها اللغوي إىل املستوى االجتماعي ،يف نطاق التأثري والتأثر؛ أي
أ ين جمال التداولية هو التفاعـل والتواصل بـني املتخاطبني وكل قول يتلفظ به هدفه إجرائي وأتثريي.
صلب أحاديثهم وخطاابهتم ،كما يعىن من ختصص لسايني يدرس كيفية استخدام الناس لألدلية الليغوية يف ُ
وهي هبذا « ي
جهة أخرى بكيفية أتويلهم لتلك اخلطاابت واألحاديث».10
إ ين أهم ما ركزت عليه األحباث التداولية يف جمال فهم النص/اخلطاب هو النظر إيل األداء الكالمي ضمن السياق -
الداخلي واخلارجي-؛ إذ مل يعد ذلك األداء متعلقا بفهم اللغة بوصفها موضوعا مستقال عن املمارسة ،بل بتميزها وتفسريها وفقا
الّت
لتحديد االستعمال اللساين؛ أي اعتبار اخلطاب «إنتاج لغوي منظور إليه يف عالقته بظروفه املقامية وابلوظيفة التواصلية ي
يؤذيها يف هذه الظروف».11
معني إلقناع
متلق قصد الفهم والتفاهم على حنو ي فالتواصل مبين على التبادل الكالمي بني متكلم يوجه كالمه حنو ٍ
املخاطب والتأثري يف موقفه من خالل توجيهه وجهة ما يبتغيها املتكلم ويسعى إليها .وعُ يدت كذلك «أل يهنا تبحث يف معرفة
مقاصد املتكلم ،وأغراض كالمه؛ فاملعىن ال يستقى من البنية وحدها وهي اجلانب اللغوي منه ،بل من اجلانب السياقي أيضا».12
يهتم هبا املنظرون للتيداولية يف« املرسل ،وقصده ،ونواايه ،واملتل يقي ،والرسالة،
وعليه ميكن حتديد أهم العناصر الّت ُ
والسياق ،مث أفعال اللغة» ،13كما يتضح أ ين التداولية أصبحت تعىن بتحليل العالقة بني النص ومستعملي اللغة فهي تدرس
ظل مستبعدا من قبل اللسانيني الذين ريكـزوا فـي دراسـاهتم اللغوية على
اجلانب احلي للغة أي اجلانب التواصلي أل ين هذا اجلانب ي
علم الرتاكيب" "Syntaxeوعلم الداللة " ،"Semantiqueفالليغة ال ميكن أن تنعزل عن استخدامها وتنحصر يف علمي
النحو واملعاين بل إ ين االتصال يلعب دورا فاعال إذا أردان أن نفهم حقيقة اللغة.14
240
املنهج التداويل يف خطبة "أكثم بن صيفي" عند "كسرى".
ذلك أ ين «حتليل اخلطاب ابلضرورة حتليل للغة يف االستعمال ،لذلك ال ميكن أن حنصره يف الوصف اجملرد لألشكال
اللغوية بعيدا عن األغراض والوظائف الّت وضعت هذه األشكال لتحقيقها بني الناس ،وإذا كان بعض اللسانيني مهتمني
بتحديد اخلصائص الشكلية للغة ،فإن ُحملل اخلطاب ملزم ابلبحث يف ما تستعمل تلك اللغة من أجله».15
وهذا ما أشار إليه (ميخائيل ابختني )Mikhail Bakhtineحني قال« :إن دراسة اخلطاب يف حد ذاته ،بدون معرفة
حنو أي شيء يتطلع خارجه ،هي يف مثل عبثية دراسة عذاب أخالقي بعيدا عن الواقع الذي يوجد مثبتا عليه والذي حيدده».16
وهذا يعىن أ ين التداوليات هي ذلك العلم الذي يدرس املعىن ،مع الرتكيز على العالقة بني العالمات ومستعمليها والسياق
الذي ينجز ضمنه اخلطاب ومراعاة كل ما حييط به من أحوال وما خيضع له من مقاصد املتكلمني ،أكثر من اهتمامها ابحلقيقة،
أو ابلرتكيب.
فمعتقدات املتكليم ومقاصده ،وشخصيته وتكوينه الثيقايف ومن يشارك يف احلدث اخلطايب ،واملعرفة املشرتكة بني املتخاطبني
والوقائع اخلارجية ومن بينها الظيروف املكانية والزمانية ،والعالقات االجتماعية بني األطراف هي أهم ما تركز عليه التيداولية،17
وذلك قصد حتقيق الفهم والتفاهم ،ومن مثي اإلقناع والتأثري.
وقد عُ يدت التداولية علما له مبادئه ،واجتاهاته ،ويعتمد على آليات يقوم عليها ،منها النظرية احلجاجية ،واالستلزام
احلواري ،ونظرية أفعال الكالم...اخل ،هذه األخرية أثران أن تكون -مثلما سبق وأشران -هي اجلانب التطبيقي يف دراستنا؛ حيث
كان الباعث للرتكيز عليها حتديدا هو :أ ين كل اتصال لغوي يقتضي فعال كالميا ،ومن مث فاللغة ليست أداة أو وسيلة للتخاطب
والتفاهم والتواصل فحسب ،وإيّنا اللغة وسيلتنا للتأثري يف العامل وتغيري السلوك اإلنساين من خالل مواقف كلية على رأي
(أوسنت.)Austin-
.3نظرية الفعل الكالمي
ابلرجوع إىل ما كتبه كل من الفيلسوف (أوسنت )Austinمؤسس هذه النظرية وتلميذه (سورل )Searleالذي
طورها من بعده جند أن "الفعل الكالمي" عندمها يعين :التصرف أو العمل االجتماعي أو املؤسسايت الذي ينجزه اإلنسان
ابلكالم ومن هنا فالفعل الكالمي يراد به اإلجناز الذي يؤديه املتكلم مبجرد تلفظه مبلفوظات معيينة ،وهو مفهوم نظري حديث
النشأة ،وهو ذو طباع اجتماعي يتحقق مبجرد التلفظ به من أجل إجناح عملية التواصل.18
وهذا يعين أ ين « االستعمال اللغوي ليس إبراز منطوق لغوي فقط ،بل إجناز حدث اجتماعي مع يني أيضا يف الوقت
نفسه».19
وقد بدأ (أوسنت) أحباثه انطالقا من إنكاره من أن تكون الوظيفة الوحيدة للعبارات اإلخبارية هي وصف حال الواقع
وصفا يكون إما صادقا أو كاذاب وأطلق عليه املغالطة الوصفية أو اإلهبام الوصفي ،حيث مييز (أوسنت) تبعا لذلك بني نوعني من
األفعال :األوىل إخبارية؛ أي خترب عن واقع العامل اخلارجي ،وتكون صادقة أو كاذبة ،يأما الثانية فهي إجنازية؛ ميزهتا أ ين تل يفظها
ينتج عنه إجناز احلدث أو الواقع الذي تصفه ،حيث تستخدم إلجناز فعل ما كالنهي واالعتذار والتهنئة والرتحيب والنصح...اخل
وال تتحقق -حسب أوسنت -إجنازية هذه العبارات إالي عرب جمموعة من الشروط مسيا النوع األول منها بشروط املالئمة ،يف
20
فأمـا شروط املالئمة فيمكن حصرها يف:
حني مسيا النـوع الثاين ابلشروط القياسية ،ي
أن يتوفر هلا إجراء عريف مقبول ،وأن يكون له أتثريه العريف أيضا مثل الزواج والطالق.
241
حسني بوفناز ،د .سامية عليوات
أن يشتمل اإلجراء العريف على التلفظ بكلمات حمددة من قبل أشخاص حمددين يف ظروف حمددة.
أن يكون األشخاص احملددون مؤهلني لتنفيذ اإلجراء.
أن يتم تنفيذ اإلجراء العريف على حنو صحيح من قبل مجيع املشاركني فيه ،على أن يكون هذا التنفيذ صحيحا وكامال.
هذا فيما خيص شروط املالئمة ،يأما فيما يتعلق ابلنوع الثاين من شروط حتقق الفعل اإلجنازي للعبارات اللغوية -الشروط
القياسية -فقد خلصها (أوسنت) يف ثالث نقاط أساسية هي:
صدق املشارك يف اإلجراء يف أفكاره.
صدق املشارك يف اإلجراء يف مشاعره ،ونواايه.
التزام املشارك يف اإلجراء مبا يلزم نفسه به
مثي الحظ (أوسنت) بعد ذلك أنيه ميكن تقدير فعل وفق الشروط املذكورة يف العبارات اإلخبارية (الوصفية) ،لتصري إجنازية
هي األخرى؛ وعليه فكل العبارات امللفوظة إجنازية على نوعني :األوىل "إجنازية مباشرة" ،فعلها ظاهر كاألمر ،النهي،
الدعاء...اخل ،يأما الثانية فهي "إجنازية غري مباشرة.
21
وانطالقا من مفهوم (أوسنت) للقوة اإلجنازبة ،فقد مييز بني مخسة أنواع لألفعال الكالمية كاآليت:
األفعال احلكمية :ومن أمثلتها :حكم ،وعد ،وصف...اخل
األفعال التنفيذية :وتقوم على إصدار قرار لصاحل أو ضد ،مثل :ي
عني ،أعلن ،أمر ،الطرد...اخل
األفعال الوعدية :وهي أفعال تلزم املتكلم :وعد ،متىن ،التزم بعقد ،متىن...اخل
األفعال العرضية :عرض مفاهيم حنو :أكد ،أنكر ،أجاب ،وهب...اخل
رحب...اخل أفعال السلوكات :وهي ردود أفعال؛ تعبريات جتاه سلوك مثل :اعتذر ،هنيأ ،ي
حّي ،ي
وبعد (أوسنت) جاء تلميذه (سورل) الذي طيور نظرية "األفعال الكالمية" الّت جاء هبا (أوسنت) ،حيث قـام (سورل)
22
الّت إذا حتققت يف الفعل الكالمي يتحقق إجنازه يف الواقع ،وهذه الشروط هي:
بتطوير شروط املالئمة عند (أوسنت) ،و ي
شرط احملتوى القضوي :وهي الّت حتدد أوصاف املضمون ي
املعرب عنه بقول خمصوص ،من خالل قضية تقوم على متحدث
عنه أو مرجع ،ومتحدث به أو خرب.
الشرط التّمهيدي :وهي ذات صلة مبقام التٌواصل ،ومبا يعرفه املتكلم عن قدرات واعتقادات املستمع ،وعن طبيعة العالقات
القائمة بينهما (موقع قوة ،السلطة املناسبة...اخل).
شرط الصدق (اإلخالص) :وهي الّت حتدد احلال االعتقادي الذي ينبغي أن يقوم ابملتكلم املؤدي هلذا الفعل التكليمي ،فال
يقول املتكلم غري ما يعتقد وأالي يزعم القدرة على فعل ما ال يستطيع.
الشرط اجلوهري (األساسي) :ي
ويعني هذا الشرط الغرض التواصلي من الفعل التكليمي ،هذا الغرض الذي يلزم املتكلم
بواجبات معيينة.
242
املنهج التداويل يف خطبة "أكثم بن صيفي" عند "كسرى".
ابإلضافة إىل ذلك فإ ين (سورل) سرعان ما أعاد اقرتاح مخسة أصناف لألفعال الكالمية ،حيث جاءت تقسيماته على
23
النحو اآليت:
اإلخبارايت :و ي
الّت يكون اهلدف منها تطويع املتكلم ،وجيب أن تتطابق الكلمات مع العامل ،واحلالة النفسية هي اليقني
ابحملتوى (الصدق) ،مهما كانت درجة القوة ،ومثال ذلك :سيأيت غدا ..اخل.
الطلبيات :ويكون اهلدف منها جعل املخاطب يقوم أبمر ما ،وجيب أن يطابق العامل الكلمات وتكون احلالة النفسية ترتاوح
بني اللني واإللزام.
الوعدايت :ويكون اهلدف منها جعل املتكلم ملتزما إبجناز عمل ،وجيب أن يطابق العامل الكلمات ،واحلالة النفسية الواجبة
هي صدق النية.
االفصاحيات :يكون اهلدف منها هو التعبري عن احلالة النفسية ،بشرط أن يكون مثة نية صادقة ،وليس هلذا الصنف اجتاه
مطابقة ،ومن أمثلتها أفعال الشكر والتهنئة واالعتذار ،والتعزية...اخل
اإلجنازايت :يكون اهلدف منها إحداث واقعة؛ وحيث يكون التوافق بني الكلمات والعامل مباشرا ،حبيث يطابق احملتوى
القضوي العامل مبجرد اإلنشاء الناجح للفعل الكالمي ،مثل أعلن ،أصرح...اخل.
كما مل ِحيد (سورل) عن أستاذه (أوسنت) يف تفرقته بني نوعني من األفعال الكالمية :مباشرة وغري مباشرة؛ فاألوىل أن
الّت ختالف فيها قوهتا اإلجنازية مراد املتكلم؛ إذ
يكون القول مطابقا لقصد املتكلم بصورة حرفية واتمة ،يف حني أ ين الثانية هي ي
تتعلق ابملعىن املفهوم من وراء اللفظ.
.4اإلطار التطبيقي
جال ملوُكها ،وأفضل ِ ِ
أع ُّمها نف ًعا».24
امللوك َ َ أفضل األشياء أعاليها ،وأعلى ال ِّر ِ ُ
َ منوذج« :1إِ َّن
يفتتح "أكثم" خطبته إبخبار ملك الفرس "كسرى" أ ين أفضل األشياء وأمسى األماكن ذراها وقممها العالية ملا تتمتع به
من مشوخ ورحابة وحرية ،وأ ين أشرف الرجال وأعالهم منزلة وشرفا هم امللوك ،غري أ ين هؤالء امللوك صنفان :صنف ظامل ُمتجرب،
وصنف عادل انفع لرعيته .وقد اشتملت العبارة بناء على ذلك على فعلني لغويني إجنازيني مها:
فعل لغوي مباشر :ويتمثل يف فعل اإلخبار.
فعل لغوي غري مباشر :وهو نصح وتوجيه غري مباشر من (أكثم بن صيفي) لـ ـ(كسرى) بوجوب االتصاف بصفة امللوك
الشرفاء وما يتبع هذا الشرف من عدل ونفع للرعية وعدم التجرب والتسليط واستعباد للرعية.
ِ
وخري األزمنة أَ ْخ َ
صبُها».25 منوذجَ « :2
يف هذه العبارة فعل كالمي مباشر هو اإلخبار عن شخص (أكثم) دائما ،خمربا (كسرى)
أب ين أفضل األزمنة والعصور أكثرها خصوبة خبريات أرضها وعدل ملوكها وأنفعهم ألهلهم وحرصهم على ازدهار أرضهم.
وإذا كانت القوة اإلجنازية املباشرة هلذه العبارة هي اإلخبار ،فإهنا انطوت كذلك على قوة إجنازية مستلزمة ،وهذه القوة هي
التوجيه الضمين لـ(كسرى) أبن جيعل عصره وزمنه خصبا يذكره به الناس ويتفاخرون بفرتة ملكه وحكمه ،ليُظهر مللك الفرس أ ين
243
حسني بوفناز ،د .سامية عليوات
يف العرب من يفهم يف أمور احلكم ،واحلياة ،وأهنم ميلكون عقوال كبرية ،وبصائر انفذة ،وميكنه أن يستفيد منهم ومن بصريهتم يف
احلياة .وابلتايل فإ ين بنية الفعل الكالمي يف هذه العبارة:
اإلخبار (هو القوة اإلجنازية احلرفية)
التوجيه (وهو القوة اإلجنازية املستلزمة).
ِ ِ
ب َم ْه َواةٌ ».26 َص َدقُها (ِّ )...
الصد ُق َم ْن َجاةٌ ،وال َكذ ُ وأفضل اخلُطَباء أ ْ
َ منوذج« :3
إ ين (أكثم بن صيفي) ُخيرب ههنا املخاطب ابلرتفع واالستعالء عن الكذب واخلداع والنفاق فما على هذا ينبغي أن يكون
سيد القوم ،بل أفضل اخلطباء وامللوك من يصدق يف قوله وفعله.
ففي هذه العبارة أمر وهني ،أمر ابإلقبال على الصدق يف الكالم ،وفيها هني عن الوقوع يف خمالب الكذب والنفاق ،وعليه
فقد احتوت هذه العبارة على فعل مباشر يقابله يف الطرف اآلخر فعلني اجنازيني مستلزمني عن الفعل املباشر ،لتأيت بناء على
ذلك بنية الفعل الكالمي هلذه العبارة على النحو اآليت:
الفعل املباشر :اإلخبار
القوة اإلجنازية األوىل لفعل اإلخبار :هي الرتغيب ابلصدق يف الكالم.
القوة اإلجنازية الثانية لفعل اإلخبار :هي الرتفع واالستعالء عن الكذب والنفاق يف الكالم.
تاح ال َف ْق ِر ،وخريُ األموِر َّ
الصبُ».27 ِ
والع ْج ُز م ْف ُ
الرأي اهلوىَ ،
منوذج« :4آفَةُ َّ
يف هذه العبارة فعلني ضمنيني أو لِنقل معنيني مستلزمني عن الفعل املباشر (فعل اإلخبار) ،يأما الفعل الكالمي األول
املستلزم عن فعل اإلخبار يف هذا احلديث فهو التنبيه والتحذير من آفة إتباع هوى النفس بدل العقل واحلزم يف اختاذ القرارات،
بينما جاء الفعل الكالمي الثاين املستلزم عن الفعل املباشر يف صورة الرتغيب ابلصرب والدعوة إليه ابعتباره مفتاح الفرج وقت
الشدائد واحملن.
إذا الغرض اإلجنازي الذي يريد (أكثم) حتقيقه من هذا احلديث هو التنبيه من مزالق اهلوى
الّت ع يد الصرب أمهها وأنفعها ،وهي وال شك أهم ممييزات الفرد العريب املسلم ،وا يلّت جيب من جهة والتحلي ابلصفات احلميدة ي
على ابقي األمم واحلضارات التحليي والعمل هبا.
غاص ِ اد َّ ِ
صالح فَس ِ الر ِعيَّ ِة ٌ ِ ِ منوذج« :5إِصالح فَس ِ
ابملاء».28 ت بِطَانَـتُه كان كال ِّ
س َد ْ
الراعيَ ،من فَ َ خري من إ ِ َ اد َّ ُ َ
خيرب (أكثم) ملك الفرس (كسرى) يف هذه العبارة أ ين إصالح فساد الرعية ورعايتهم ومناقشة أحواهلم أهم بكثري من حماولة
إصالح حال الراعي ،ويريد (أكثم) هاهنا ابلصالح مستوى املعيشة واإلنفاق ونشر حماسن األخالق؛ وذلك من منطلق كون
صالح الرعية هو يف األصل صالح وفالح للراعي .وقد اشتملت العبارة على فعلني لغويني اجنازيني مها:
فعل لغوي مباشر :اإلخبار.
فعل لغوي غري مباشر :وهو النصح واإلرشاد.
عوان من مل يـر ِاء ابلن ِ
البيء ،خري األ ِ ِ ِ ِِ
َّصيحة».29 َ َُ أمري هبا َ ،ش ُّر امللوك َمن َخافَهُ َِ ُ ُ
منوذجَ « :6ش ُّر البالد بال ٌد ال َ
244
املنهج التداويل يف خطبة "أكثم بن صيفي" عند "كسرى".
الّت
يف هذا النص فعل كالمي مباشر هو اإلخبار عن نتيجة وحال البالد دون أمري ،فأسوأ البلدان -حسب أكثم -هي ي
ال يوجد فيها ملك حيكمها وابلتايل غياب القانون وانتشار الفوضى يف البالد ،وأ ين أسوأ هؤالء امللوك الظاملون من ال أيمن يف
الشدة هم من يصدقوك النصيحة دون نفاق أو خداع. حكمهم األبرايء والبسطاء ،ويضيف (أكثم) أ ين أفضل األصحاب وقت ي
وميكن إجياز أهم األخبار الواردة يف هذه العبارة يف:
أمري هبا. ِ ِِ
َ ش ُّر البالد بال ٌد ال َ
َ ش ُّر ِ
امللوك َمن َخافَهُ َِ
البيءُ.
األعوان من مل يـر ِاء ابلن ِ
َّصيحة. ِ
َ َُ خريُ
فإذا كانت القوة اإلجنازية املباشرة هلذا احلديث هي اإلخبار ،فإهنا تنطوي يف الوقت نفسه على قوة إجنازية مستلزمة هي
النصح والتنبيه .وبذلك اشتمل النص على فعلني لغويني إجنازيني مها:
فعل لغوي مباشر :اإلخبار.
فعل لغوي غري مباشر :وهو النصح والتنبيه.
اد ما بَـلَّغَك املَ َح َّل».30يكفيك ِمن َّ
الز َ َ منوذج« :7
إ ين هذا الكالم يندرج ضمن صنف اإلخبارايت ملا احتوى عليه من معلومات أفادت املخاطب ،غري يأهنا تنطوي يف
الوقت نفسه على قوة إجنازية مستلزمة حتمل فعلني لغويني غري مباشرين؛ أوالمها :متثل يف فعل التوجيه وما تضمنه من نصح
ابالكتفاء من املؤونة والزاد مبا ي ُسد احلاجة ويكف السؤال الذي يورث الذل واملهانة والضعف .يأما اثنيهما فيتضمن فعل النهي
والتحذير؛ النهي أوال عن الطمع واجلشع الذي يُشوه من صورة الراعي يف عيون رعيته ،فال ينال منهم االحرتام والطاعة .والتحذير
اثنيا لِما ميكن أن يرتتب على ذلك من فنت قد تعصف ابستقرار الدولة وأمنها وهيبتها .هكذا ،نالحظ كيف اشتمل هذا املقطع
إىل جانب فعل اإلخبار على فعلني لغويني إجنازيني مستلزمني عن فعل اإلخبار ،مها على التوايل:
فعل لغوي غري مباشر أول :النصح.
فعل لغوي غري مباشر اثين :وهو النهي والتحذير.
اخى ََتَلَّف».31 منوذجَ « :8من َش َّد َد نَـ َّف ًرَ ،
ومن تَـ َر َ
إذا كانت القوة اإلجنازية املباشرة هلذه العبارة هي التوصية من ابب النصح ،فإهنا تنطوي على قوة إجنازية مستلزمة تُفهم
وتُدرك عن طريق مفهوم املوافقة ،وهذه القوة هي الرتغيب يف املعاملة ابحلسىن والتيسري على املعسر ،ذلك أ ين الغرض اإلجنازي
من هذه الوصية من طرف (أكثم) ليس من ابب التوصية والنصح فقط ،وإّنا من ابب احلث على معاملة املسلم ألخيه املسلم
حىت كأ ين
معاملة يسر وحسن وعفو ،ذلك أ ين القسوة تولد النفور والكراهية ،يف حني حيقق التودد والتآخي احلب واأللفة واملودة ي
الذي بينك وبينه كراهية وعداوة كأنيه ويل محيم ،وابلتـايل تكون بنية الفعل الكالمي هلذا املقطع على النحو اآليت:
القوة اإلجنازية احلرفية :هي اإلخبار.
القوة اإلجنازية املستلزمة :وهي الرتغيب واحلث على املودة والرفق يف املعاملة.
.5خامتة:
245
حسني بوفناز ،د .سامية عليوات
لقد أفضت الدراسة يف هذا البحث إىل مجلة من النتائج ،تتعلق يف جمملها إبجراءات وآليات املنهج التداويل يف حتليل
اخلطاب ،والذي ميكن من خالهلا أن نتجاوز املعىن السطحي املباشر إىل املعىن الضمين املستلزم عن الفعل املباشر العتبارات
الّت خلصت إليها الدراسة يف النقاط اآلتية:
عديدة يفرضها مقام اخلطاب واملشاركني فيه...اخل ،وميكن إجياز أبرز النتائج ي
إن املنهج التداويل يعد من أجنع املناهج يف حتليل النصوص واخلطاابت وتشرحيها بغية استنطاق الضمين من معانيها؛ ذلك أ ين
املنهج التداويل ال يقتصر على النظر يف تراكيب اخلطاب ونظامه اللغوي نظرة وصفية بنيوية ،بل يتعدى ذلك إىل كل الظروف
واملالبسات احمليطة واملصاحبة لعملية التواصل ،بغية الوقوف على أقرب املعاين له ،فاملنهج الوصفي الذي اندى به (فرديناند دي
سوسري )Ferdinand de Saussure-يهتم بدراسة اللغة ،أما املنهج التداويل فهو يهتم بدراسة الكالم.
تسعى التداولية إىل اإلجابة عن أسئلة من قبيل :من املتكلم وإىل من نتكلم؟ ماذا نقول حتديدا عندما نتكلم؟ كيف نقول
كالما ونقصد كالما آخر؟
إن املنهج التداويل من املناهج اللسانية اجلديدة ،وهو مذهب لساين يدرس عالقة النشاط اللغوي مبستعمليه ،وطرق وكيفيات
استخدام العالمات اللغوية بنجاح ،والسياقات املقامية املختلفة الّت ينجز ضمنها "اخلطاب" ،والبحث عن العوامل الّت جتعل من
"اخلطاب" رسالة تواصلية واضحة وانجحة.
ِ
املخاطب كفاءة تواصلية ولغوية وحجاجية تتحدد أساسا يف مهارة التحليل ،ومهارة جناح اخلطاب التداويل مرهون ابمتالك
التعبري والعرض املنظم لألفكار ،ومهارة فهم اآلخر وحسن توجيهه ومن مثي إقناعه ،وهذا ما بدا جليا يف خطبة (أكثم بن صيفي).
إ ين اللسانيات التداولية مبا هي دراسة للغة يف استخدامها وإجنازها الفعلي أي يف سياق استعماهلا
وتوظيفها تسعى بشكل خاص إىل فهم الضمين من الكالم وأتويله ،من خالل الرتكيز على مجلة من العناصر األساسية يف
العملية التواصلية أمهيها املخا ِطب ،واملخاطب ،والسياق ،واملقصدية الّت يسعى املخاطب الوصول إليها إبدراك سياق الكالم،
واالفرتاضات واملعارف املشرتكة بينه وبني منجز اخلطاب.
إ ين (أكثم) يف هذه اخلطبة يعرض من واقع جتاربه وفطنته البالغة جمموعة من األخبار والنصائح الّت من شأهنا بناء اجملتمع بناء
سليما حمكما على أساس سليم جمت معا يتسم ابإلجيابية يف التصرف والسلوك بعيدا عن السلبيات ،وقد تضمنت تلك األخبار
والنصائج جمموعة من األفعال اإلجنازية الضمنية املستلزمة عن املعىن احلريف املباشر تراوحت بني النهي والتحذير والنصح واإلرشاد
والرتغيب والتوجيه...اخل.
إ ين (أكثم) مبا يُقدم من أخبار ومعلومات يهدف إىل إيصال مجلة من املقاصد واألهداف الّت ال يسمح سياق الكالم
واخللفية املسبقة عن املخاطب ومكانته ابلتعبري عنها صراحة وبشكل مباشر حفظا ملاء وجه املتخاطبني -كما يرى
ليفنسون -Levinson.وابلتايل ضمان جناح العملية التواصلية واستمرارها وحتقيق أهدافها اإلقناعية الّت على أساسها انبىن
اخلطاب.
.6قائمة اإلحاالت:
246
املنهج التداويل يف خطبة "أكثم بن صيفي" عند "كسرى".
1أمحد اهلامشي ،جواهر األدب يف أدبيات وإنشاء لغة العرب ،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ،ط( ،1بريوت ،لبنان ،)2008 ،ص .132
2جواد ختام ،التداولية أصوهلا واجتاهاهتا ،دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع ،ط( ،1عمان2016 ،م) ،ص ،20بتصرف.
3فرانسواز أرمينكو ،املقاربة التداولية ،ترمجة سعيد علوش ،مركز االنتماء القومي( ،الرابط ،املغرب1986 ،م) ،ص.43
4خولة طالب اإلبراهيمي ،مبادئ يف اللسانيات ،دار القصبة للنشر ،ط( ،1اجلزائر 2000 ،م) ،ص.185
5خليفة بوجادي ،يف اللسانيات التداولية ،مع حماولة أتصيلية يف الدرس لعريب القدمي ،بيت احلكمة للنشر والتوزيع ،ط( ،1سطيف ،اجلزائر2009 ،م) ،ص.63
6املرجع نفسه ،ص.64-63
7فان ديك ،علم النص ،مدخل متداخل االختصاصات ،ترمجة سعيد حسن حبريي ،دار القاهرة للكتاب ،ط( 1القاهرة2001 ،م) ،ص.114
8خولة طالب اإلبراهيمي ،مبادئ يف اللسانيات ،مرجع سابق ،ص .177-176
9راضية خفيف بوبكري ،التداولية وحتليل اخلطاب األديب مقاربة نظرية ،جملة املوقف األديب ،احتاد الكتاب ،دمشق ،سوراي ،العدد2004 ،399 ،م ،ص.56
10اجلياليل دالش ،مدخل إىل اللسانيات التداولية لطلبة معاهد اللغة العربية وآداهبا ،ترمجة حممد حيياتن( ،اجلزائر1992 ،م) ،ص.01
11أمحد املتوكل ،قضااي اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية ،بنية اخلطاب من اجلملة إىل النص ،دار األمان للنشر والتوزيع ،ط( ،1الرابط ،املغرب2001 ،م) ،ص.17
12خليفة بوجادي ،يف اللسانيات التداولية ،مرجع سابق ،ص.71
13بوقره نعمان ،التصور التداويل للخطاب اللساين عند ابن خلدون ،جملة الرافد( ،يناير 2006،م) ،ص .83
14ميجان الرويلي وسعد البازعي ،دليل الناقد األديب ،املركز الثقايف العريب ،ط( ،3الدار البيضاء 2002 ،م) ،ص .169
15جيالن براون ،جورج يول ،حتليل اخلطاب ،ترمجة محد لطفي الزليطين ،ومنري الرتيكي( ،جامعة امللك سعود ،الرايض1997،م) ،ص.01
- 16ميخائيل ابختني ،اخلطاب الروائي ،ترمجة حممد برادة ،دار الفكر للدراسات والنشر ،ط( ،1القاهرة1998 ،م) ،ص.63
17عبد احلميد مصطفى ،دراسات يف اللسانيات العربية ،دار احلامد ،ط( ،1عمان ،األردن 2004 ،م) ،ص.120
18مسعود صحراوي ،التداولية عند العلماء العرب ،دراسة تداولية لظاهرة األفعال الكالمية يف الرتاث الليساين العريب ،دار الطليعة للطباعة و النشر ،ط( ،1بريوت ،لبنان،
2005م) ،ص .11-10
19فان ديك ،علم النيص ،مدخل متداخل االختصاصات ،مرجع سابق ،ص.18
20املرجع نفسه ،ص.45
21خليفة بوجادي ،يف اللسانيات التداولية ،مرجع سابق ،ص.97
22طه عبد الرمحن ،اللسان وامليزان أو التكوثر العقلي ،املركز الثقايف العريب ،ط( ،1املغرب1998 ،م) ص ،261بتصرف.
23فيليب بالنشيه ،التٌداولية من أوسنت إىل غوفمان ،ترمجة صابر احلباشة ،دار احلوار للنشر والتٌوزيع ،ط( ،1سوراي2007 ،م) ،ص ،66بتصرف.
24أمحد اهلامشي ،جواهر األدب يف أدبيات وإنشاء لغة العرب ،مرجع سابق ،ص.132
25املرجع نفسه ،ص.132
26املرجع نفسه ،ص.132
27املرجع نفسه ،ص.132
28املرجع نفسه ،ص.132
29املرجع نفسه ،ص.133-132
30املرجع نفسه ،ص.133
31املرجع نفسه ،ص.133
247