Professional Documents
Culture Documents
ــﺔ ا ﺎ ــﺔ
ا ﺎ ﺔ اﻷ ﯿﺔ ـــﺔ ا ﯿﺔ ا ﺪر ﺔ ا وا اﻻ
ﺎ ﺔ ــﺎ ﺔ1 رﺋﯿـ ــــﺎ ــــﺎ ﺮ أ أ ﺎذ د /ﺪ ا ﻮھﺎب ﺨ ﻮ ﻲ
ﺎ ﺔ ــﺎ ﺔ1 ــﺮرا ﯿ ا ﺎﻲ أ ﺎذ ا أ.د /أ ــــﺪ ﯿ ـــﻲ
ﺎ ﺔ ور ﺔ ـــﻮا ﯿ ا ﺎﻲ أ ﺎذ ا ﺪ ﺪ أ.د/
ﺎ ﺔ ــﺎ ﺔ1 ـــﻮا ــــﺎ ﺮ أ أ ﺎذ ـﯿــــﺮ ﯿــــ د/
ﺮة ﺎ ﺔ ـــﻮا ــــﺎ ﺮ أ أ ﺎذ ـﺎري د /ـــﺎدل
ﯿﺔ ﺎ ﺔ ـــﻮا ــــﺎ ﺮ أ أ ﺎذ ﺔ د /ـ ﺎ ﻲ
2016/2015م
ﺷﻜ ـ ــﺮ وﺗﻘﺪﻳـ ـ ـ ــﺮ
1
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
ﻣﻘــــــدﻣــــــﺔ
اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣوﺿوع
إن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،وأﺿﺣﻰ اﻣﺗﻼﻛﻬﺎ
وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ ﺳﻣﺔ ﻣن ﺳﻣﺎت ﺗﻘدم اﻟدول وﻋﻣﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧﺎﻓس ﺑﻬﺎ ووﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻓرض
ﺳﯾطرﺗﻬﺎ وﻧﻣط ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻣردﻩ ﻟﻠﺗطور اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺗﺳﺎرع اﻟﺟﺎري ﻋﺑر
أﺻﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟم ،وﻗد ﺑرز ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺑﺻورة ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻧظ ار
ﻟﻘﯾﻣﺗﻬﺎ ودورﻫﺎ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻼزم أن ﺗﺛﯾر ﺣوﻟﻬﺎ اﻻﻫﺗﻣﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ ،ﻓﺳﻧت اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ.
وﻫﻲ ﺑﺗﻠك اﻟﺻورة اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺣق اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺈﺑداﻋﺎﺗﻪ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
واﻟذﻫﻧﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺻﻧﻔﯾن :ﯾﺷﺗﻣل اﻟﺻﻧف اﻷول ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف واﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﺟﺎورة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺷﺗﻣل اﻟﺻﻧف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ :ﺑراءات اﻻﺧﺗراع واﻟرﺳوم واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ
وﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﻣﻧﺷﺄ واﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﺗﺷﻛل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺟﺎري ،ﺑل إن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﺣﺗل اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﯾن ﺗﻠك
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ذﻟك اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﻧﺟﺎﺣﻪ وارﺗﻘﺎﺋﻪ ،وﺗﻛﻣن ﺗﻠك اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺟﺎﻧﺑﯾن:
ﺟﺎﻧب اﻗﺗﺻﺎدي :ﺗراﻋﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﺣرص
ﻣﺳﺗﻐﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﺑراز ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﺗدﻋﯾم ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق.
وﺟﺎﻧب ﻗﺎﻧوﻧﻲ :ﯾراﻋﻰ ﻓﯾﻪ ﺗﻧظﯾم ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﻣﺗطورة ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ.
2
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
ٕواذا ﻛﺎن ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ إﺣدى ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،دور ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺣﻠول اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺗﺻدرت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻟﻪ؛ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﺟد ﺳﺑﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ أذﻫﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن
ﺧﻼل ﺟودة وطرﯾﻘﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ ،ووﺳﺎﺋل اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻟﺗروﯾﺞ اﻟﻣﺗطورة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ظﻬور
وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣرﺋﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻣرﺋﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﻧوات اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ وﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت.
وﺗﻌد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺛر أﺻول اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ،ﻟذﻟك وﺟﺑت إدارﺗﻬﺎ
ﺑوﻋﻲ وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع ،ﻓﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺷﻬرة وﺟودة اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺻﻌب
ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﻬﻣﺔ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻫﻣزة اﻟوﺻل ﺑﯾن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﺗﻛون اﻟﺳﺑﯾل اﻷﻣﺛل ﻟﺑﻧﺎء ﺟﺳر ﻣن اﻟﺛﻘﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
وﻗد ازدادت أﻫﻣﯾﺔ ﻗﯾﺎس أداء اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﻛﻠﻔﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣﻊ
اﻹﻗﺑﺎل اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿﻣن ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻗد
أظﻬرت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ أن اﻟﺷرﻛﺎت ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﺗﺗﻔوق ﻓﻲ ﻣؤﺷرات
أﺳواق اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻓﻲ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻌﺎﻧﻲ
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣن ﺗراﺟﻊ ﻓﻲ أداء اﻷﺳﻬم ،وﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق.
ﻓﻼ أﺣد ﯾﻧﻛر اﻟﯾوم ،ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن أﺛر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ أداء وﻧﺷﺎط
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺟﯾدة ﺗدر اﻟﻌﺎﺋدات وﺗﻌزز
اﻷرﺑﺎح ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣ ار ار وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺳﻌر،
وﻫو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗوﺳﯾﻌﻪ،
وﺗﺟﺎوز أوﻗﺎت اﻟﻛﺳﺎد ،وﯾﺣﻣﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
واﻋﺗﺑﺎ ار ﻟﻬذا اﻟدور اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺗﻌﺎظم اﻟذي ﺗﻛﺗﺳﯾﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﻬل ﻓﻬم اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر اﻟﻣﺳﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ،
واﻟﻧﺎﺗﺞ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻋﺟزت أﻣﺎﻣﻪ
اﻟدول ،ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،واﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋن إﯾﺟﺎد اﻟﺳﺑل ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ
3
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﺿر ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدﻫﺎ ﺳﻧوﯾﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﺿﺧﻣﺔ ﺗﻘدر ﺑﻌﺷرات
اﻟﻣﻼﯾﯾر ،اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋن ﺗزوﯾر وﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋدم اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺗﻧﺑﻬت اﻟدول وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﺑرى ﻟﺿرورة ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺳﻌت
ﻣن أﺟل ذﻟك ﻹﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻟﺳﻧﺔ ،1883واﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1891وﻛذا
اﻟﺑروﺗوﻛول اﻟﻣﻠﺣق ﺑﻪ ،واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
،1994اﻟﺗﻲ ﯾرﻣز ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎ ار " ﺑﺗرﯾﺑس" واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻓرﺿت ﺗﻠك اﻟدول ،ﻋن طرﯾق ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ دواﻟﯾﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ
دول اﻟﻣﻌﻣورة أن ﺗﺳن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ أوﺟﺑﺗﻬﺎ ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
واﻟﻣﻌﺎﻫدات.
ﻓﻲ ﺣﯾن؛ وﺑﻌد ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟذي راﻓﻘﻪ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
وﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎل اﻟﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻟرأﺳﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﺗم ﻋﻠﻰ إﺛرﻩ اﻟﺳﻣﺎح ﺑدﺧول اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺟﻠﺑت ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ﺷروﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﯾﯾن وﺗﺣدﯾث أﻧظﻣﺗﻬﺎ
وﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻟﺗواﻓق روح اﻟﻌﺻر ،وﻣﻧﻪ ﺑﺎدرت ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻷﻣر رﻗم 57-66:اﻟﺳﺎﻟف
اﻟذﻛر ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 06-03:اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2003/07/09:اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت،
4
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
اﻟذي ﺟﺎء ﻟﯾواﻛب اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟدﯾد اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ.
ﺗﻧطوي دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻋﺎﻣﺔ
وأﺧرى ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وذﻟك ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﺗﺿﻣﻧﻪ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺣﻠﯾل.
أﻣﺎ ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﯾوﻟﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي
ﯾؤطر اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣواﻛﺑﺔ ﺗطورﻩ وﺳﻌﯾﻲ اﻟﺣﺛﯾث ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺑﺳط ﻗواﻋد
ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت واﻻﻋﺗداءات اﻟﻛﺛﯾرة واﻟﻣﺳﺗﻣرة اﻟﺗﻲ ﻣﺳت ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻟدرﺟﺔ أﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻌد ﻧﻣﯾز ﺑﯾن اﻷﺻل واﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺗﻠك
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة ﺗﺷﻛل ﺗﻬدﯾدا ﺻرﯾﺣﺎ ﻟﺻﺣﺗﻧﺎ ﻛﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣواد
اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،واﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ ،وﻣواد اﻟﺗﺟﻣﯾل ،وﺣﺗﻰ اﻷﻟﺑﺳﺔ.
أﻫداف اﻟدراﺳﺔ
ﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ و
اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺞ ﺑﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﺿﻔﺎء ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﯾﻬﺎ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟزاﺋﻲ ،اﻟﻣدوﻧﺔ
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻣﻌرﻓﺔ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ أوﺟدﺗﻬﺎ
وأﺳﺳﺗﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن أﺟل
إرﺳﺎء ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ.
5
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع
ﯾﺛﯾر ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺣور ﺣول اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن :ﻣﺎ ﻣدى ﻧﺟﺎح
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ ،ﺑدورﻫﺎ ،اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،واﻟﺣد ﻣن ظﺎﻫرة اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ ؟
أوﻟﻬﺎ؛ ﺣول ﻣﺎﻫﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ؟
ﺛﺎﻧﯾﻬﺎ؛ ﺣول آﻟﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻟﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ؟
وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ؛ ﻋن ﻣدى ﻣﺳﺎﯾرة وﺗواﻓق أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻷﻧظﻣﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ؟
ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ
ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺛﺎرة ،اﺳﺗﻌﻣﺎل ٕواﺗﺑﺎع واﻋﺗﻣﺎد ﻋدة ﻣﻧﺎﻫﺞ أراﻫﺎ
ﺿرورﯾﺔ ﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿوع ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻟوﺻﻔﻲ
واﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ.
ﻓﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻣردﻩ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣﺧﺗﻠف ﻧﺻوص اﻷﻣر رﻗم06-03:
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ،وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 2002-82:اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺷﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻬﻣﺎ ﻛﺎﻷﻣر رﻗم
03-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2003/07/19 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،واﻟﻘﺎﻧون رﻗم:
02-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2004/06/23اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 03-09:اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2009/02/25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ
اﻟﻐش ،وأﯾﺿﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15:ﻟﺳﻧﺔ ،2000اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
واﻷﺳرار اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ،ﻛﻣﺎ وظﻔت ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟﺗﺣﻠﯾل ﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺗﻲ ﺑﺎرﯾس وﺗرﯾﺑس.
6
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
أﻣﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻧت ﺑﻪ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﯾن أﺣﻛﺎم وﻧﺻوص
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري وﻗﺎﻧون ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ،ﻣﻊ اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌض ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟﻠﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﯾن أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت ﺗﺳﺟﯾل وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﺗﻌرﯾف ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎﻻت واﻻﻋﺗداءات اﻟواﻗﻌﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣدﻧﯾﺔ أو ﺟزاﺋﯾﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ؛ ﻓﺈن ﺗوظﯾف اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺟﺎء ﺑﺻﻔﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ﻟﺗوﺿﯾﺢ وﺑﯾﺎن اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ
واﻟظروف اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻧﺷﺄة اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ٕواﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘـــــﺔ:
ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺈن اﻟدراﺳﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﻪ ﻛﺎﻧت ﻗﻠﯾﻠﺔ وﻧﺎدرة ،وﺗﻌرﺿت ﻓﻲ اﻷﻏﻠب إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻷﻣر رﻗم 57/66:اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺻﻧﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﻠﻐﻰ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻧﻲ ﻟم أﺻﺎدف أﺛﻧﺎء إﻋداد اﻟﺑﺣث ،دراﺳﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻷﻣر رﻗم 06-03:اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت،
وﺗﻌﺗﺑر أﺑرز دراﺳﺔ ﺗطرﻗت ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،واﻋﺗﻣدﺗﻬﺎ ﻛﻣرﺟﻊ:
أطروﺣﺔ ﺳﻼﻣﻲ ﻣﯾﻠود اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟزاﺋري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر -ﺑﺎﺗﻧﺔ،
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2012-2011وﺗﻣﺣورت اﻟدراﺳﺔ ﺣول ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌرﺿت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟزاﺋري وﺑدرﺟﺔ أﻗل ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ.
واﺧﺗﻠﻔت ﻋن دراﺳﺗﻲ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻣن ﺣﯾث أن اﻟﺑﺎﺣث رﻛز ﻋﻠﻰ دور ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ،واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،إﻻ أن أوﺟﻪ اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﯾن
7
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻧت ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺑﺣﺎث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﺑﺎﻟدراﺳﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣوﺿوع؛ ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗطرق إﻟﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺎول ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻫذا
ﻓﺿﻼ ﻋن ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷردﻧﻲ
واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ واﻟﺳوري واﻹﻣﺎراﺗﻲ ،وﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻧت ﺑﻬﺎ ،واﺳﺗﻔدت ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،وﺣﺎوﻟت
اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻣوﺿوع ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻋن ﻏﯾرﻩ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻧﻘص ﺣﺎد ﻓﻲ
اﻟﻣراﺟﻊ.
.1ﺑﺣث ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد اﻟﺻﺎدق ﻣرﺳﻲ ﺑﻌﻧوان :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻓرع ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف.2004 ،
وﻗد ﺗطرق ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﺗﺧﺻﯾص اﻟﺑﺎب اﻷول ﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ)ﻓﻲ ﻣﺻر( ودوﻟﯾﺎ)ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ( ،واﻟﺗطرق ﺿﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺣﻘوق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻧﺎول
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،وﯾﺗﻘﺎطﻊ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻣﻊ
دراﺳﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﺗﻲ
ﺗطرﻗت ﻟﻬﺎ ﺑدوري ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ،وﻛذا
ﺗطرﻗﻪ ﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دوﻟﯾﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ.
.2ﺑﺣث ﺑﺳﺎم ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن طﺑﯾﺷﺎت ﺑﻌﻧوان :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ،
ﻣﻌﻬد اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة .2007
8
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
ﺗطرق اﻟﺑﺎﺣث ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ إﺟراءات ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث طرق
اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ،وﻓﻲ ﺟزء ﺛﺎن ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن طرﯾق دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻓﻲ
اﻷردن ،وأﺧﯾ ار اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ أﺑرﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن،
وﺗﻛﻣن ﻧﻘﺎط اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﯾن ﻫذا اﻟﺑﺣث ودراﺳﺗﻲ ﻓﻲ ﺟزﺋﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
.3ﺑﺣث ﻣﺣﻣد ﺧﺎﻟد ﻛدﻓور اﻟﻣﻬﯾري ﺑﻌﻧوان :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ )ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺿوء اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وأﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺿﺎء( رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻋﻧوان اﻟﺑﺣث ﻫو اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،إﻻ أن
اﻟﺑﺎﺣث رﻛز ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬﺎ وﺑﯾﺎن أﻧواﻋﻬﺎ،
وﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﻣﺻري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ،
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘد رﻛز اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺗﻲ ﺑﺎرﯾس وﺗرﯾﺑس ،وﻫﻲ اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ.
.4دراﺳﺔ ﺣﻣدي ﻏﺎﻟب اﻟﺟﻐﺑﯾر ،اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺿﻣﺎﻧﺎت
ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﺗﺎب ﺻﺎدر ﻋن ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.2012 ،
ﺗﻣﺣورت اﻟدراﺳﺔ ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣؤﻟف ﺣول ﺗﺳﺟﯾل وﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزء
اﻷول ،ﺛم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﻗد رﻛز اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )ﺗرﯾﺑس(.
9
ﻣﻘدﻣــــــﺔ
ﺳﻌﯾﺎ ﻣﻧﻲ ﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿوع ،ﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﺑﺎﺑﯾن ﯾﺷﺗﻣل
ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،وﯾﺳﺑﻘﻬﻣﺎ ﻓﺻل ﺗﻣﻬﯾدي؛ ﻓﺗطرﻗت ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﻬﯾدي إﻟﻰ
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻼﻣﺔ وذﻛر أﻧواﻋﻬﺎ وأﺷﻛﺎﻟﻬﺎ ،ﺛم
اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻊ أي اﻋﺗداء ﻗد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺑﺎب اﻷول ﻓﻘد ﺗﺿﻣن دراﺳﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ داﺧﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر
وﻣﺻر واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ﺿم اﻷول اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻠﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﺿم اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري.
وﻗد ﺧﺻﺻت اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﺑﺣﯾث ﺗطرﻗت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ ذﻛر أﺑرز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑذﻟك ،وأدرﺟت ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻓﺄﺑرزت أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ دوﻟﯾﺎ ،واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ،واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ.
10
ر ا ا ھ و ي: ا ا
11
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻜﺎﻨت وﻤﺎ ﺘزال ﻓﻜرة اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤدار ﺒﺤث وﺘﻤﺤﻴص ﻤن ﻗﺒل ﻓﻘﻬﺎء اﻝﻘﺎﻨون،
وﺤﺘﻰ اﻝﻤﺨﺘﺼﻴن ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻝﺘﺠﺎري ،ﻓوﻀﻊ ﺘﻌرﻴف ﻝﻬﺎ وﺘﺤدﻴد أﻨواﻋﻬﺎ
وأﺸﻜﺎﻝﻬﺎ ﻴﺜﻴر ﺒﻌض اﻝﺼﻌوﺒﺎت ،ﻨظ ار ﻝﺘطورﻫﺎ اﻝﻤﺴﺘﻤر وﺒروز أﻨواع وأﺸﻜﺎل ﺠدﻴدة ﻤن
اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻴﺼﻌب اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﻬﺎ ،أو ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝﻀﻤﺎن ﺤﻘوق ﻤﺎﻝﻜﻴﻬﺎ.
وﻗد أطﻠق اﻝﻔﻘﻪ ﻤﺼطﻠﺢ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺼورة ﻋﺎﻤﺔ ،رﻏم ﺘﻌدد
أﻨواﻋﻬﺎ؛ ﻓﻤﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺼﺎﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﻝﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن
ﻏﻴرﻫﺎ ،واﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻝﺘﺠﺎر ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴز اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ
ﻴﻘوﻤون ﺒﻌرﻀﻬﺎ ﻝﻠﺠﻤﻬور ،وﻋﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻴر إﻝﻰ اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ
ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وظﻬرت ﻤﻊ ﺘطور اﻝﺼﻨﺎﻋﺔ واﻝﺘﺠﺎرة ﻋﻼﻤﺎت أﺨرى ﻤﺜل ﻋﻼﻤﺔ
اﻝراﺌﺤﺔ ،واﻝﺼوت ،واﻝﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻷﺤﻜﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ واﺤدة.
وﺘﻜﻤن أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻀﻤﺎن ﻝﻠﺠودة وأداة ﻝﻠدﻋﺎﻴﺔ واﻹﻋﻼن
ﻝﻔﺎﺌدة ﻤﺎﻝﻜﻬﺎ.
ﻝذﻝك ﺘﺴﺘدﻋﻲ دراﺴﺔ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻝﺘطرق اﻝﻤﺴﺒق ﻝﺘﻌرﻴف
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وأﻨواﻋﻬﺎ ،ﺜم ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ واﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﺴﺠﻴل ،ذﻝك أن
ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﻌﺘﺒر ﺸرطﺎ ﻀرورﻴﺎ ﻹﻀﻔﺎء اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻻﺴﻴﻤﺎ
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ.
وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒق ﻓﺴوف أﺴﺘﻌرض ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻔﺼل اﻝﺘﻤﻬﻴدي ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺒﺎﺤث،
أﺨﺼص اﻷول ﻝﻤﻔﻬوم اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ أﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻝﺜﺎﻝث اﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﺴﺠﻴل.
ﻨظ ار ﻝﻸﻫﻤﻴﺔ اﻝﻜﺒﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘﻠﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن ﺒﻴن ﻋﻨﺎﺼر اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺒﻌد اﻝﺘطور اﻝﻜﺒﻴر اﻝذي ﺸﻬدﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرة ،وظﻬور ﻤﺠﺎﻻت أﺨرى أﺼﺒﺢ
اﺴﺘﺨدام اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻀرورﻴﺎ ﻜﻤﺠﺎل ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت ،اﻫﺘﻤت ﻤﺨﺘﻠف اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ
واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ،واﻝدراﺴﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ ﺒﺈﻴﺠﺎد ﺘﻌرﻴف ﻝﻬﺎ ﻴﺴﺎﻴر اﻝﺘطور اﻝذي ﻋرﻓﺘﻪ ،ﻓﻠم
12
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺘﻌد اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﺘﺨذ اﻝﺸﻜل اﻝﺘﻘﻠﻴدي ﺒل أﺼﺒﺤت ﺘﺄﺨذ ﺼو ار وأﺸﻜﺎﻻ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻀﺎف إﻝﻰ
اﻷﺸﻜﺎل اﻝﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون ﻓﻲ ﺼورة ﻜﻠﻤﺎت أو ﺤروف أو ﺼور
ورﺴوﻤﺎت ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون ﻋﻼﻤﺎت ﺼوت أو راﺌﺤﺔ ﻓﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﻗواﻋد ﺘﺨﺘﻠف ﻋن ﺘﻠك
اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻷﺸﻜﺎل اﻝﻤﻌروﻓﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻝذﻝك ﺴﺄﻋرض ﻤن ﺨﻼل اﻝﻤطﻠب اﻷول ﻤﺨﺘﻠف
ﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺴواء اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ أو اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ وﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ إﺒراز أﻨواع اﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﺜم ﻓﻲ
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ أﺘطرق إﻝﻰ اﻝﺸروط اﻝﺘﻲ ﻴﺠب أن ﺘﻜون ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ.
اﺨﺘﻠف اﻝﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻜﺎن ﻝﻜل ﻤﻨﻬم وﺠﻬﺔ ﻨظر وﻓق اﻝزاوﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﻴدرس ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻫذا اﻝﻌﻨﺼر ﻤن ﻋﻨﺎﺼر اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ
ﻝﻠﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ واﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﺈن أﻏﻠﺒﻬﺎ اﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻝﻨص ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺎرات اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن
اﺘﺨﺎذﻫﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻋﻠﻰ أﺸﻜﺎل وأﻨواع اﻝﻌﻼﻤﺎت وﻓق ﻤﺎ ﺴﻴﺄﺘﻲ ﺒﻴﺎﻨﻪ.
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻐﺔ ﻫﻲ ﻜل أﺜر ﻓﻲ اﻝﺸﻲء ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻴﻪ وﻤﻌرﻓﺘﻪ وﺘﻤﻴﻴزﻩ ﻋن ﻏﻴرﻩ ،وﻫﻲ
ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤن اﻝﻌﻠم ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻝﻤﻌرﻓﺔ ،1وﻤﺜﺎل ذﻝك ﻋﻠم اﻝدول ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ،وﻗد ﻴﻘﺎل
ﻋن اﻝﻌﻼﻤﺔ أﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺨطﻴن ﻤﺘﻘﺎطﻌﻴن ﻴﺴﺘﻌﻤﻼن ﻝﻺﺸﺎرة ﻝﺸﻲء ﻤﻌﻴن ،أو
ﻴﺴﺘﻌﺎض ﺒﻬﻤﺎ ﻋن اﻹﻤﻀﺎء أﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻤن ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻹﻤﻀﺎء.2
وﻗد اﺨﺘﻠف اﻝﻔﻘﻬﺎء ﺤول وﻀﻊ ﺘﻌرﻴف ﻤوﺤد ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ اﺨﺘﻠﻔت
ﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝدول واﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن أﻴﻀﺎ.
ا و ،1990 ،ص .517 ا ودة ،اد ،ا ،آب تا ا ا در ا " !، -1
ا ،2000 ، %ص. 444 ! ) *+ ،ن (&ون& ،وت ،ا ا 1 -2رث . /ن ا -رو ،!,ا
13
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻨظم اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أﺤﻜﺎم اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺎﻴ ار ﻓﻲ ذﻝك اﻝﺘطور اﻝدوﻝﻲ ﻓﺄﺼدر
اﻷﻤر رﻗم 06-03 :اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.1
وﻗد ﻋرف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻤﺎدة 2اﻝﻔﻘرة اﻷوﻝﻰ ﻤن
اﻷﻤر رﻗم 06/03اﻝﺴﺎﺒق اﻝذﻜر ﺒﺄﻨﻬﺎ " اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻜل اﻝرﻤوز اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ،
ﻻﺴﻴﻤﺎ اﻝﻜﻠﻤﺎت ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ أﺴـﻤﺎء اﻷﺸﺨﺎص واﻷﺤرف واﻷرﻗﺎم ،واﻝرﺴوﻤـﺎت أو اﻝﺼور
واﻷﺸﻜﺎل اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻠﺴﻠﻊ أو ﺘوﻀﻴﺒﻬﺎ ،واﻷﻝوان ﺒﻤﻔردﻫﺎ أو ﻤرﻜﺒﺔ ،اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻜﻠﻬﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز
ﺴﻠﻊ أو ﺨدﻤﺎت ﺸﺨص طﺒﻴﻌﻲ أو ﻤﻌﻨوي ﻋن ﺴﻠﻊ و ﺨدﻤﺎت ﻏﻴرﻩ"
وﻴﻼﺤظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف أﺨذ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺒﺎﻝﻤﻔﻬوم اﻝواﺴﻊ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻷﻨﻪ أدﺨل ﻀﻤن ﻨطﺎﻗﻬﺎ ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﺴواء ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻗﺎم
اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺼﻨﻌﻬﺎ أو اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺒﻴﻌﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺸﻤل ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷول ﻤرة
ﻀﻤن اﻷﻤر .06/03
ﻜﻤﺎ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم ﻴﻔرق ﻀﻤن ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﻴن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻀﺎﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺒﻴﻌﻬﺎ ،واﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﻤﺼﻨﻊ
ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻌﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺈﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ،وذﻝك راﺠﻊ ﻷن اﻻﺨﺘﻼف ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻴﻜون ﻓﻘط ﻓﻲ اﻝﺘﻌرﻴف،
دون اﻝﻘواﻋد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ وذﻝك ﻝﺨﻀوﻋﻬﻤﺎ ﻝﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻤوﺤد.2
وﻗد اﺸﺘرط اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 02اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن
اﻝرﻤوز اﻝﺘﻲ ﺘﻘﺒل اﻝﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ ،أي ﻤﻤﺎ ﻴدرﻜﻪ اﻝﺒﺼر ،وﺒذﻝك ﻓﺈن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم
ﻴواﻜب اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝﺤدﻴﺜﺔ اﻝﺘﻲ أﻗرﺘﻬﺎ أﻏﻠب اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ،واﻝﺘﻲ ﺸﻤﻠت ﻋﻼﻤﺎت
اﻝﺼوت ﻜﺎﻝﻨﻐﻤﺎت اﻝﻤوﺴﻴﻘﻴﺔ ،وﻋﻼﻤﺎت اﻝﺸم ﻜﺎﻝﻌطور اﻝﺘﻲ أﺠﺎزت ﺒﻌض اﻝﻘواﻨﻴن
ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﺒﺸروط ﺴﻴﺘم ﻋرﻀﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ.
درة !2 د ،44ا " ت ،ا & 5ة ا &. -1ا & ر ،06-03 ,ا 4رخ ،2003/07/19 !2ا * 6
2003/07/23
د *9راه9 ، ! " ت ا * ر !2 5ا ن ا ?ا>&ي وا<; , -ت ا و ،ر. د ،ا ) 8م ا ! ". -2
ا ج ،2012-2011 ، ); &@Aص.14 ا ق وا م ا C ، . D
14
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أورد اﻷﺸﻜﺎل اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز أن
ﺘﺘﺨذ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل ﻻ اﻝﺤﺼر وﻫو ﻤﺎ ﻴﻔﻬم ﻤن ﻋﺒﺎرة " ...وﺒﺼﻔﺔ
ﻋﺎﻤﺔ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺴﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺼﻠﺢ ﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت "...وﺒذﻝك ﻓﺈن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﻤﻜن
أن ﺘﺘﺨذ أﺸﻜﺎﻻ أﺨرى ﻝم ﻴﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫذا اﻷﻤر.
ﻏﻴر أن إﻀﺎﻓﺔ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝﻌﺒﺎرة " ﻜل ﺴﻤﺔ ﻤﺎدﻴﺔ " ﺤﺼر اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻤﺎدي دون اﻻﻋﺘراف ﺒﺎﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻤﻌﻨوي اﻝذي ﻗد ﺘﺘﺨذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﻫو اﻝﺸﺄن
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﻲ ذﻜرﻨﺎﻫﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻜﻌﻼﻤﺔ اﻝﺸم أو اﻝﺼوت ،ﻫذا اﻝﻤوﻗف اﻝذي ﻝم
ﻴﺘدارﻜﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻷﻤر 06/03اﻝذي أﻝﻐﻰ اﻷﻤر ،57/66وذﻝك رﻏم
اﻻﻨﺘﻘﺎدات اﻝﻤوﺠﻬﺔ ﻝﻪ ﻨظ ار ﻝﻠﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻨطوي ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺤدﻴد وﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺜل ﻫذا اﻝﻨوع
ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت .2
ﻋرف اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 63ﻤن اﻝﻘﺎﻨون رﻗم 82
ﻝﺴﻨﺔ 2002اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،3ﺒﻘوﻝﻪ "اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻫﻲ ﻜل ﻤﺎ
ﻴﻤﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎ ﺴﻠﻌﺔ ﻜﺎن أو ﺨدﻤﺔ ﻋن ﻏﻴرﻩ ،وﺘﺸﻤل ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻝﺨﺼوص اﻷﺴﻤﺎء اﻝﻤﺘﺨذة
د ) Fوا " ت ا * ر 5&C ، 5ة ر. -1ا & ر ،57 -66 ,ا 4رخ ،1966/03/19 !2ا * " 6ت ا
23ا درة 1966 /03/ 22 !2
ا و ،2012ص . 26 " ت ا * ر G) ، 5رات ا ! ا ، ,ا 1 -2دي زو & ،ا 5ا
8 -3ا &Gع ا &ي أ +1م ا " ت ا * ر / J 5ا ب ا ول /ا *+ب ا , / ! %ن 1 5 1ق ا +
د &+ 22ر ا درة .2002/07/ 02 !2 ا 5&+-ر 2002 )D 82 ,ا ) Gر & 5ة ا &.
15
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ا ھ&ة&2 ،ع )! د *9راهC ، " ت ا * ر ، 5ر. 5ا دق & ،!.ا ا - -1
،2004 N5 .ص .13
ا 5&+-ا 5&C ،!D &-ة - 2ا دة ،711ا ن ،597-92ا 4رخ ،1992/07/01 !2ا *@ , /ن ا +
د 153ا درة .1992/07/03 !2 ر.
16
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺒﺄﻨﻬﺎ "أي إﺸﺎرة ظﺎﻫرة ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ أو ﻴرﻴد اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أي ﺸﺨص ﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻀﺎﺌﻌﻪ أو ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ
1
أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ ﻋن ﺒﻀﺎﺌﻊ أو ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺨدﻤﺎت ﻏﻴرﻩ"
وﻗد ﻋرﻓت ﺒﻌض اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻜﻤﺎ ﻫو اﻝﺸﺄن ﻓﻲ
اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺴﻤﺤت ﻗواﻨﻴﻨﻬﺎ ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺼوﺘﻴﺔ وﻋﻼﻤﺎت
اﻝﺸم وﻜذﻝك اﻷﻤر ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻘﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝذي أﺠﺎز ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ اﻝراﺌﺤﺔ
ﺒﺸرط ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﻋرﻀﻬﺎ ﻋن طرﻴق اﻝرﺴم اﻝﺒﻴﺎﻨﻲ ،وﻗد ﺘم ﻓﻌﻼ ﻗﺒول ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﻝﻜرة ﺘﻨس
ﺘﺤس ﻋن طرﻴق اﻝﺸم ، 2وﺘم وﺼﻔﻬﺎ ﺒﻌﺒﺎرة « L’odeur de L’herbe fraichement
» " coupéراﺌﺤﺔ اﻝﻌﺸب اﻝﻤﻘﺼوص ﺤدﻴﺜﺎ".
ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻤدرﺠﺔ أﻋﻼﻩ ،ﻨﻼﺤظ أن اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻝم ﺘﺘﻔق ﻋﻠﻰ
ﺘﻌرﻴف ﻤوﺤد ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت ،ﻨظ ار ﻝﻠﻔروق اﻝﻜﺒﻴرة ﺒﻴن ﻗواﻨﻴن اﻝدول ﻤن ﺠﻬﺔ وﻝﻠﺘطورات اﻝﻬﺎﺌﻠﺔ
اﻝﺘﻲ ﻋرﻓﺘﻬﺎ اﻝدول اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻝﻴن اﻝﺘﺠﺎري واﻻﻗﺘﺼﺎدي.
د ،4389ا درة !2 - 1ا دة / 02ا ن ،1999 -34ا * " 6ت ا * ر 5ا رد ! 5&C ،ة ر.
ا * 5&Gت وا< O*Cدات ا @ > ا * ﷲ ا &وا، )1 G) ،1999/10/01ر & ) N 4 / J
ا و ، 2009ص .26 !2ا +ا 5&+-وا ) ،دار ا &G) 2 %وا * ز ،F5ن ،ا
ا Dد ،2006 .ص 462 ! ،ا +ا ) ،دار ا ) @Oا & ،ا ا . -2
17
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺘﻌﺘﺒر اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،1واﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺠواﻨب اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة
ﻤن ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ 2ﻤن أﻫم اﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌرﻀت ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،إﻻ أن
اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ﻝم ﺘﻀﻊ ﺘﻌرﻴﻔﺎ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﺘرﻜت اﻝﻤﺠﺎل ﻝﻠﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝداﺨﻠﻴﺔ ﻝﻠدول،3
أﻤﺎ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس ﻓﻘد ﻨﺼت ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 15اﻝﻔﻘرة 1ﻋﻠﻰ أن " ﺘﻌﺘﺒر أي ﻋﻼﻤﺔ أو
ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻋﻼﻤﺎت ،ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﻤﻴﻴز اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺘﺠﻬﺎ ﻤﻨﺸﺄة ﻤﺎ ﻋن ﺘﻠك اﻝﺘﻲ
ﺘﻨﺘﺠﻬﺎ اﻝﻤﻨﺸﺂت اﻷﺨرى ﺼﺎﻝﺤﺔ ﻻن ﺘﻜون ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﺘﻜون ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻻﺴﻴﻤﺎ
اﻝﻜﻠﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻤل أﺴﻤﺎء ﺸﺨﺼﻴﺎت وﺤروﻓﺎ وأرﻗﺎﻤﺎ وأﺸﻜﺎﻻ وﻤﺠﻤوﻋﺎت أﻝوان ،وأي
ﻤزﻴﺞ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻤؤﻫﻠﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ﻤﺸروطﺔ ﺒﺎﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻜﺘﺴب ﻤن ﺨﻼل
اﻻﺴﺘﺨدام ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠوز ﻝﻬﺎ اﺸﺘراط أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤراد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻺدراك ﺒﺎﻝﻨظر
ﻜﺸرط ﻝﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ".
إﻻ أن ﻫذا اﻝﺘﻌداد ﻝم ﻴرد ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﺤﺼر ﺒل ﺠﺎء ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل ،ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻝم
ﻴﺸﻤل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺠﺴﻤﺔ اﻝذي ﺘرد ﻋﻠﻰ ﺸﻜل اﻝﺴﻠﻊ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،أو طرﻴﻘﺔ ﺘﻐﻠﻴﻔﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻫو
ﻤﺘﺒﻊ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝزﺠﺎﺠﺎت اﻝﻌطور أو اﻝﻤﻴﺎﻩ اﻝﻐﺎزﻴﺔ أو اﻝﻤﻌدﻨﻴﺔ أو اﻝﺼﻨﺎدﻴق اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ
ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت واﻝﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺸﻜﻼ ﺨﺎﺼﺎ أو ﻝوﻨﺎ أو ﻨﻘوش ﺨﺎﺼﺔ ، 5وﻴﻤﻜن وﻓق اﻝﻤﺎدة
اﻝﻤذﻜورة أن ﺘﺸﺘرط اﻝدول اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻺدراك ﺒﺎﻝﻨظر
ﻜﺸرط ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﺈن اﻷﻤر ﺠوازي ﻝﻠدوﻝﺔ اﻝﻌﻀو.
18
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻻ ﻤﺎﻨﻊ ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظري ،ﻤن إﻀﻔﺎء ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨوع آﺨر ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻝم ﻴرد ﻓﻲ
اﻝﻤﺎدة اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻜﻌﻼﻤﺎت اﻝراﺌﺤﺔ أو اﻝﺼوت ،طﺎﻝﻤﺎ أن ﻝﻬﺎ اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻴﻴز اﻝﺴﻠﻊ
واﻝﺨدﻤﺎت ،وﻝﻠدوﻝﺔ اﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﺴﺠﻴل ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺎت.
أورد اﻝﻔﻘﻬﺎء ﻋدة ﺘﻌرﻴﻔﺎت ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﺘﻬﺎ ﺴﻤﻴﺤﺔ اﻝﻘﻠﻴوﺒﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻜل
إﺸﺎرة أو دﻻﻝﺔ ﻤﻤﻴزة ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر أو اﻝﺼﺎﻨﻊ أو ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم
ﺒﺒﻴﻌﻬﺎ أو ﺼﻨﻌﻬﺎ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺴﻠﻊ
واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ".1
وﻗد ﻋرﻓﺘﻬﺎ ﻓرﺤﺔ زراوي ﺼﺎﻝﺢ ﺒﺄﻨﻬﺎ " اﻝﺴﻤﺔ اﻝﻤﻤﻴزة اﻝﺘﻲ ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر ﻋﻠﻰ
ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﺤﻠﻪ اﻝﺘﺠﺎري ﻓﺘﻜون ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،أو اﻝﺼﺎﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم
ﺒﺼﻨﻌﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻤﺔ ﻤﺼﻨﻊ ،وذﻝك ﻗﺼد ﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻷﺨرى اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻬﺎ
واﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻓﻲ اﻝﺴوق ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون اﻝﺴﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻤؤﺴﺴﺔ ﺘﻘدﻴم ﺨدﻤﺎت
ﻝﺘﺸﺨﻴص اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻘدﻤﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﻋﻼﻤﺔ ﺨدﻤﺔ ".2
أﻤﺎ ﺼﻼح زﻴن اﻝدﻴن ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ " اﻹﺸﺎرة اﻝﺘﻲ ﻴﺘﺨذﻫﺎ اﻝﺼﺎﻨﻊ أو اﻝﺘﺎﺠر أو
ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺒﻀﺎﺌﻌﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ ﻋن ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺒﻀﺎﺌﻊ أو ﺨدﻤﺎت
3
اﻵﺨرﻴن"
وﻋرف أﻝﺒﻴر ﺸﺎﻓﺎن وﺠون ﺠﺎك ﺒﻴرﺴت Albert Chavanne, Jean-Jacques Burst
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " إﺸﺎرة ﺘوﻀﻊ أو ﺘراﻓق ﻤﻨﺘﺞ أو ﺨدﻤﺔ ﺒﻐرض ﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت
اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴون ".4
19
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻬﺎ ﺠﻴروم ﺒﺎﺴﺎ Jérôme Passaﺒﺄﻨﻬﺎ " إﺸﺎرة ﻤﻤﻴزة ﻴﺴﻤﺢ ﻝﻠﺸﺨص
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ ﺒﻌد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ".1
وﻋرف ﻜل ﻤن ﺴﻤﻴر ﻓرﻨﺎن ﺒﺎﻝﻲ وﻨوري ﺠﻤو اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻜل إﺸﺎرة أو دﻻﻝﺔ أو
ﺘﺴﻤﻴﺔ أو رﺴﻤﺔ ﺘﻤﻴز اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أو اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﻝﺨدﻤﻴﺔ ".2
وﻋرﻓﻬﺎ ﻴوﻨس ﺒﻨوﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " اﻝﺸﺎرة اﻝﺨطﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ
أو ﺨدﻤﺎﺘﻬﺎ ﻋن ﺒﺎﻗﻲ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أو اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜن ﻤﻌﻪ
اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺴﻬوﻝﺔ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ وﻴﺘم ﺠذب اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك إﻝﻴﻬﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أﺨرى ". 3
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺠﻤﺎل اﻝدﻴن ﻋوض ﺒﺄﻨﻬﺎ " إﺸﺎرة ﻤﺎدﻴﺔ ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر أو اﻝﺼﺎﻨﻊ
ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻌﺔ ﻝﻴﺴﻬل ﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﺴﻠﻊ اﻷﺨرى ﻤن ذات اﻝﺼﻨف ،وﻗد ﻴﺼل اﻝﻤﻨﺘﺞ إﻝﻰ
ذات اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ ﺒوﻀﻊ اﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻌﺔ ،وﻝﻜن اﻝﻌﻼﻤﺔ أﻜﺜر ظﻬو ار وﻴدرﻜﻬﺎ اﻝﻨﺎس ﺤﺘﻰ
اﻷﺠﻨﺒﻲ أو اﻷﻤﻲ اﻝذي ﻻ ﻴﻘ أر،أي أن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫﻲ أﻜﺜر اﻝﺴﺒل ﻝﻤﻌرﻓﺔ أﺴم اﻝﻤﻨﺘﺞ أو
4
اﻝﺴﻠﻌﺔ دون ﻗراءة اﺴﻤﻪ"
ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝﺘﻲ أوردﻫﺎ اﻝﻔﻘﻪ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴف
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜل إﺸﺎرة ﻤﻤﻴزة ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر أو اﻝﺼﺎﻨﻊ أو ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ
ﻴﻨﺘﺠﻬﺎ أو ﻴﻌرﻀﻬﺎ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ،وﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﺨذ ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺎت
ﺸﻜل ﺤروف أو ﻜﻠﻤﺎت أو رﻤوز وأرﻗﺎم ،أو ﺼور ورﺴوﻤﺎت أو ﻤﺠﺴﻤﺎت ﻤﺘﻌددة اﻷﺒﻌﺎد،
أو أﻝوان ﺘﺘﺨذ ﺸﻜﻼ ﺨﺎﺼﺎ وﻤﻤﻴ از وأي ﺨﻠﻴط ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼر ،وﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺼوت أو راﺌﺤﺔ رﻏم ﺼﻌوﺒﺔ ﺘﺠﺴﻴدﻫﺎ.
اﺘﻔق ﻜل ﻤن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﻴد ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻋدد ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل اﻷﺸﻜﺎل اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﺨذﻫﺎ اﻝﻌﻼﻤﺎت.
1
- Jérôme Passa, Droit de la propriété industrielle, édition Alpha, 2009, p 41.
!2ا " ت ا -ر ,ا * ر 5وا &(4ات ا &ا 2وا & .م ا &2 & . -2ن ! و ري ، Cا .
ا و ،2007ص .18 ر G) ،رات ا ! ا ، ,ا درا. وا ) ذج ا )
ا ) ح ا 5ة ،ا ار ا @ ء ،ا ، ) Q 5 -3ا " ا * ر / 5ا * F5&Gوا< O*Cد ا @ >!،
ا و ،2006ص .10
C ! -4ل ا /5ض ،ا !2 ? Cا ن ا * ري ،ا ?ء ا ول ،دار ا ) @Oا & ،1975 ،ص .214
20
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﺘﺨﺘﻠف أﻨواع اﻝﻌﻼﻤﺎت ﺒﺎﺨﺘﻼف اﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻬﺎ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴز
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻌرﻀﻬﺎ اﻝﺘﺠﺎر ،وﻤﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻝﺼﻨﺎع ﻝﺘﻤﻴﻴز
ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬم ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ،وﻋﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘرﻤز ﻝﺨدﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ أﻨواع أﺨرى
ﺴﻨﺘﻌرض ﻝﻬﺎ ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻤطﻠب ،ﻜﻤﺎ ﺘﺨﺘﻠف أﺸﻜﺎل اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻤن ﺤﻴث اﻷﺸﻜﺎل
واﻷﻝوان واﻝﺼور واﻝرﺴوﻤﺎت.
وﻫﻲ ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺒﻴﻌﻬﺎ ﺒﻌد
ﺸراﺌﻬﺎ ﺴواء ﻤن ﺘﺎﺠر اﻝﺠﻤﻠﺔ أو اﻝﻤﻨﺘﺞ ﻤﺒﺎﺸرة ،ﺒﺼرف اﻝﻨظر ﻋن ﻤﺼدر اﻝﺒﻴﻊ ،ﻝذﻝك
ﻨﺠد أن ﺒﻌض اﻝﻔﻘﻪ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺘوزﻴﻊ 3ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒر ﻋن ﻤوزع اﻝﺴﻠﻌﺔ وذﻝك
ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋن ﻤﺼدر اﻝﻤﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻪ.
وﺘﺴﺘﺨدم اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻝﻤﺘﺎﺠر اﻝﻜﺒرى ذات اﻝﺸﻬرة اﻝواﺴﻌﺔ ،ﻜﻤﺘﺎﺠر
ﻫﺎرودس HARRODSأو ﺴﻠﻔردج SELFRIDJESاﻝﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻸﻝﺒﺴﺔ وﻤﺴﺘﺤﻀرات اﻝﺘﺠﻤﻴل
واﻝﻌﻨﺎﻴﺔ ،وﻤﺘﺠر ﻫﺎﻤﻠﻴز HAMLEYSاﻝﻤﺨﺼص ﻷﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل ،وﻜذا ﻤﺘﺠر إﻴﻜﻴ ــﺎ IKEA
اﻝﻤﺘﺨﺼص ﺒﺒﻴﻊ اﻷﺜﺎث اﻝﻤﻨزﻝﻲ.
وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﻴﻀﻌﻬﺎ اﻝﺼﺎﻨﻊ ﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺼﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋن ﻤﺜﻴﻼﺘﻬﺎ ﻤن
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻷﺨرى ،وﻫﻲ ﺘﺸﻴر إﻝﻰ ﻤﺼدر اﻹﻨﺘﺎج أو اﻝﺼﻨﻊ ،وﺘﺄﺨذ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
"] -1ح ز /5ا ) ،/5ا " ت ا * ر 5وط) ودو ( ،ا & FCا ،6 Dص .71
-2ا دة / 03ا & ،06-03ا Gر إ . . a
د ،ا & FCا ،6 Dص .44 ! ". -3
21
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺤﻴ از ﻜﺒﻴ ار ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻤن أﻤﺜﻠﺘﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ آﺒل ﻝﻸﺠﻬزة اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،
وﻋﻼﻤﺔ ﻜوﻜﺎﻜوﻻ ﻝﻠﻤﺸروﺒﺎت اﻝﻐﺎزﻴﺔ ،وﻋﻼﻤﺔ أودي ﻝﻠﺴﻴﺎرات ،وﻋﻼﻤﺎت دﻴور وﺸﺎﻨﻴل
ﻝﻸزﻴﺎء واﻝﻤﺠوﻫرات وﻤواد اﻝﺘﺠﻤﻴل.
ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ ﻫﻲ اﻹﺸﺎرة اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌرض اﻝﺨدﻤﺎت ،1ﻓﻬﻲ
ﻏﻴر ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺴﻠﻊ أو ﺒﻀﺎﺌﻊ ،وﻤﺜﺎﻝﻬﺎ اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ اﻝﺒﻨوك أو ﺸرﻜﺎت اﻝﺘﺄﻤﻴن
وﺸرﻜﺎت اﻝﻨﻘل ووﻜﺎﻻت اﻝﺴﻴﺎﺤﺔ واﻝﺨطوط اﻝﺠوﻴﺔ وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ،ﻓﻌﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ ﻫﻲ
اﻝرﻤز اﻝذي ﺘﻀﻌﻪ اﻝﻬﻴﺌﺔ أو اﻝﺸرﻜﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﺎﻝﺨدﻤﺔ ،ﻜوﻜﺎﻻت ﺘﺄﺠﻴر اﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺘﻲ
ﺘﻘوم ﺒوﻀﻊ ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﺘﺄﺠﻴرﻫﺎ وﻫﻲ ﺘﺸﻴر إﻝﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﺨدﻤﺔ ،أو
ﺸرﻜﺎت ﻨﻘل اﻷﺸﺨﺎص أو اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ.2
وﺘوﺠد اﻝﻌدﻴد ﻤن ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺸﻬﻴرة ﻓﻔﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻔﻨدﻗﺔ ﻫﻨﺎك ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻨﺎدق
اﻝﻤﺎرﻴوت أو اﻝﻬﻠﺘون ،وﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻲ ﺒطﺎﻗﺎت ﻓﻴ از وﻤﺎﺴﺘرﻜﺎرد ،ﻜﻤﺎ ﺘﺸﻤل ﻋﻼﻤﺎت
اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺨطوط اﻝﺠوﻴﺔ وﻤن أﺸﻬرﻫﺎ اﻝﺨطوط اﻝﺠوﻴﺔ اﻝﻘطرﻴﺔ واﻹﻤﺎراﺘﻴﺔ ،واﻝﺘرﻜﻴﺔ...إﻝﺦ.
ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺘﻀﺢ أن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺘﺸﻴر إﻝﻰ ﻤﺼدر اﻝﺒﻴﻊ واﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
ﺘﺸﻴر إﻝﻰ ﻤﺼدر اﻹﻨﺘﺎج ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﺘﺸﻴر ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺨدﻤﺔ إﻝﻰ ﻤﺼدر اﻝﺨدﻤﺔ ،وﻗد اﺴﺘﻌﻤل
ﻜل ﻤن اﻝﻤﺸرﻋﻴن اﻝﻤﺼري واﻝﺠزاﺌري ﻝﻔظ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ دون
ﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف أﻨواﻋﻬﺎ.3
ﺜﺎﻨﻴﺎ :أﺸﻜﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﺘﺠﻴز ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻝﻠﺼﺎﻨﻊ أو اﻝﺘﺎﺠر أو ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ أن ﻴﺘﺨذ ﺸﻜﻼ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ،وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﺸﻜﺎل ﻓﻲ ﺤروف أو أرﻗﺎم أو ﻜﻠﻤﺎت ،وﻜذا
ﺼور أو رﺴوﻤﺎت ،أو أﺴﻤﺎء ذات أﺸﻜﺎل ﻤﻤﻴزة.4
وﻗد اﺸﺘرط ﻜل ﻤن اﻝﻤﺸرﻋﻴن اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري وﻓق ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ ،أن ﺘﻜون
اﻝرﻤوز اﻝﻤﺘﺨذة ﻜﺸﻜل ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ ،وذﻝك ﺒﺨﻼف ﺒﻌض
22
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺘﻲ أﺠﺎزت أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ذات راﺌﺤﺔ أو ﺼوت ﻤﻤﻴزﻴن ،وﻫو ﻤﺎ
ﺴﻨراﻩ ﻻﺤﻘﺎ.
-1اﻷﺴﻤﺎء واﻹﻤﻀﺎءات:
وﻴﻘﺼد ﺒﻬﺎ أﺴﻤﺎء اﻝﺼﻨﺎع أو اﻝﺘﺠﺎر أو ﻤﻘدﻤﻲ اﻝﺨدﻤﺔ ،أو أﺴﻤﺎء اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺘﻲ
ﻴﻤﺎرﺴون ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺸﺎطﻬم ،ﻜﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﺴم ﻓورد ﻜﻌﻼﻤﺔ ﻝﻤﺼﻨﻊ ﺴﻴﺎرات )اﻻﺴم اﻝﻌﺎﺌﻠﻲ
ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ( ،أو اﺴم ﻤون ﺒﻼن " "MONT BLANوﻫو اﺴم ﻤﻨطﻘﺔ ﺠﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ
ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻨوع ﻤن اﻷﺠﺒﺎن ،أو " ﻨﻘﺎوس" ﻝﻠﻤﺸروﺒﺎت اﻝﻐﺎزﻴﺔ أو " إﻓري" ﻝﻠﻤﻴﺎﻩ اﻝﻤﻌدﻨﻴﺔ ،وﻗد
ﻴﻜون اﻻﺴم ﻤﻜﺘوﺒﺎ ﺒﺸﻜل ﻫﻨدﺴﻲ ﻤﻌﻴن أو ﺒﺨط ﻤزﺨرف ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﺘﺎﺠر أو اﻝﺼﺎﻨﻊ
أن ﻴﺴﺘﻌﻤل إﻤﻀﺎﺌﻪ ﻤﺘﻰ ﺘوﻓر ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼر اﻝﺠدة واﻝﺘﻤﻴز.1
وﻴﻤﻜن اﺴﺘﺨدام اﺴم اﻝﻐﻴر ﻜﻌﻼﻤﺔ ﻤﻤﻴزة ،ﻜﺄن ﻴﻜون اﺴم زﻋﻴم ﻤﺸﻬور ،أو رﻴﺎﻀﻲ
ﻤﻌروف ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺠب أﺨذ ﻤواﻓﻘﺔ اﻝﻤﻌﻨﻲ إن ﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻴد اﻝﺤﻴﺎة ،أو ورﺜﺘﻪ ﻓﻲ
ﺤﺎل وﻓﺎﺘﻪٕ ،واﻻ ﻤﻨﻊ ﻤﺴﺘﺨدم اﻻﺴم ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ،وﺠﺎز اﻝرﺠوع ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض.2
-2اﻝﺘﺴﻤﻴﺎت اﻝﻤﺒﺘﻜرة:
وﺘﻌﺘﺒر اﻷﻜﺜر ﺸﻴوﻋﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻗد أﺠﺎزت ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت
اﺘﺨﺎذ ﺘﺴﻤﻴﺎت ﻤﺒﺘﻜرة ﻝم ﺘﻜن ﻤﻌروﻓﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺨدﻤﺎت ،3واﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ذﻝك ﻜﺜﻴرة ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ "ﻜوﻜﺎ ﻜوﻻ" ﻝﻠﻤﺸروﺒﺎت اﻝﻐﺎزﻴﺔ ،أو "ﻤﺎك دوﻨﺎﻝدز" ﻝﻸطﻌﻤﺔ
اﻝﺴرﻴﻌﺔ.
-3اﻝﺤروف واﻷرﻗﺎم:
ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺤروف واﻷرﻗﺎم واﻝﻜﻠﻤﺎت ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻐﻴر ﻤن اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﻴن اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻨﻔس اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﺴﻠﻌﻬم أو ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬم أو
ﺨدﻤﺎﺘﻬم ،وﻗد أﺠﺎز اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﺤروف واﻷرﻗﺎم ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻗﺒل ﺘﻜرﻴﺴﻬﺎ
رﺴﻤﻴﺎ ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،4وﻗد ﺘﺘﺨذ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺸﻜل ﺤروف ﻓﻘط ،أو أرﻗﺎم ،أو ﻜﻼﻫﻤﺎ
ﻤﻌﺎ.
،2006ص .120 ) &Gوا * ز ،F5ط وا * ر ، 5دار ا 2 %"] -1ح ز /5ا &( ،/5ح ا * 5&Gت ا )
! ،ا & FCا ،6 Dص .455 ا . -2
1 -3دي زو & ،ا & FCا ،6 Dص .56
4
- Schmidt Szalewski (J) et Pierre (J L),Droit de la propriété industrielle, Litec 1996, p191.
23
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﺘﻌﺘﺒر اﻝﺤروف واﻷرﻗﺎم ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻨﺘﺸرة ﺒﻜﺜرة ﺤﺎﻝﻴﺎ ،وذﻝك ﻝﺴﻬوﻝﺔ ﻨطﻘﻬﺎ
ووﻀوﺤﻬﺎ ﻤﺜل ﻋﻼﻤﺔ " "BMWاﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻨوع ﻤن اﻝﺴﻴﺎرات اﻷﻝﻤﺎﻨﻴﺔ اﻝﺼﻨﻊ،
أو ﻋﻼﻤﺔ " "501اﻝﺘﻲ ﺘرﻤز إﻝﻰ ﻨوع ﻤن اﻷﻝﺒﺴﺔ ،وﻗد ﺘﻤﺜل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺤروف اﻷوﻝﻰ ﻻﺴم
اﻝﺸرﻜﺔ ﻤﺜل ﻋﻼﻤﺔ " "ENIEاﻝﺘﻲ ﺘﻤﺜل اﻝﺤروف اﻷول ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ﻝﻠﺸرﻜﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ
ﻝﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝﻜﻬرﺒﺎﺌﻴﺔ.
-4اﻝرﺴوم واﻝﺼور واﻷﻝوان:
أﺠﺎز ﻜل ﻤن اﻝﻤﺸرﻋﻴن اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري أن ﻴﺘم اﺴﺘﺨدام اﻝرﺴوم أو اﻝﺼور
ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝرﺴوم ﻜل ﺼورة ﻤﺒﺘﻜرة ﻗد ﻴﻜون ﻝﻬﺎ ﻤدﻝول
ووﺠود ﻓﻌﻠﻲ أم ﻻ ،ﻜﺎﺘﺨﺎذ اﻝرﺴم ﻝﺸﻜل اﻝﺸﺠرة أو اﻝﻬرم أو اﻝﺴﻴﺎرة ،أﻤﺎ اﻝﺼورة ﻓﻴﻘﺼد
ﺒﻬﺎ اﻝﺼور اﻝﻔوﺘوﻏراﻓﻴﺔ ،ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻹﻨﺴﺎن أو ﺤﻴوان ،أو ﻤﻨظر طﺒﻴﻌﻲ إﻝﻰ ﻏﻴر ذﻝك،
وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﺘﺨﺎذ ﺼورة أﺤد اﻷﺸﺨﺎص ﻜﻌﻼﻤﺔ ﻴﺠب اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ إذن ﺼﺎﺤب اﻝﺼورة
إذا ﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻴد اﻝﺤﻴﺎة ،أو ورﺜﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ وﻓﺎﺘﻪ.1
أﻤﺎ اﻷﻝوان ﻓﻤن اﻝﻤﻤﻜن أن ﺘﺘم ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﺸرط أﻻ ﺘﻜون ﻤودﻋﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﺠرد ،ﺒل
ﻻﺒد ﻤن ﺘﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ﺒﺤﻴث ﻴﺘﺨذ ﻜل ﻝون ﺤﻴ از ﻤﻜﺎﻨﻴﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻪ ،ﻜرﺴم ﺨطﻴن ﻤﻨﻔﺼﻠﻴن ﻤن
ﻝون واﺤد أو ﻝوﻨﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن ،أو أﺸﻜﺎل ﻫﻨدﺴﻴﺔ ﻤﺘداﺨﻠﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻠون ﻤﺨﺘﻠف ،وﻴﻌﺘﺒر
إﻴداع أﻝوان ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺒﻬم أو ﻏﻴر ﻤﺤدد إﻴداﻋﺎ ﻏﻴر ﻤﻘﺒول ،ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺘرط ﻻﻋﺘﻤﺎد اﻝﻠون
ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ أﻻ ﻴﻜون اﻝﻠون اﻝﻤﻌﺘﻤد ﻫو اﻝﻠون اﻝطﺒﻴﻌﻲ ﻝﻠﻤﻨﺘﺞ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜن اﻻﺴﺘﺌﺜﺎر
ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻤﺎ ﻓﻲ ذﻝك إﻀرار ﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻲ ذات اﻝﻤﻨﺘﺞ .2
-5اﻝرﻤوز اﻝﻤﺒﺘﻜرة واﻷﺨﺘﺎم واﻝﻨﻘوش:
اﻝرﻤز ﻫو اﻝرﺴم اﻝﻤرﺌﻲ اﻝﻤﺠﺴم ،3ﻜﺼورة اﻝﺸﻤس أو اﻝﻘﻤر أو اﻝطﺎﺌرة ...إﻝﺦ ،وﻗد
ﻴﺴﺘﺨدم ﺨﺘم أو ﻨﻘش ﺒﺎرز ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻗد ﻴﻜون اﻝﻨﻘش ﻋﻠﻰ اﻝﺨﺸب أو ﻋﻠﻰ
اﻝﻨﺤﺎس ،أو ﻋﻠﻰ ﻤﺎدة ﺸﻤﻌﻴﺔ ،وﺘﻜﺘﺴب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻤن طرﻴﻘﺔ ﺼﻨﻊ اﻝﻨﻤوذج ووﻀﻌﻪ
ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت واﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻝﺨدﻤﺎت.4
24
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﺘﺎﺠر أو اﻝﺼﺎﻨﻊ ﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ اﻷﺒﻌﺎد ،1ﻜﺸﻜل
اﻝﻘﻨﻴﻨﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﻌطور أو اﻝﻤﺸروﺒﺎت ،أو ﺸﻜل اﻝﻌﻠب اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﺒﻬﺎ
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت.
-6ﻋﻼﻤﺎت اﻝراﺌﺤﺔ واﻝﺼوت:
ﻴﻜون اﻝﺘﻌﺒﻴر ﻋن اﻝراﺌﺤﺔ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎت رﻗﻤﻴﺔ ،وﻫو أﺴﻠوب ﺘﻘﻨﻲ ﻋﻠﻤﻲ ،أﻤﺎ ﺘﺴﺠﻴل
ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺼوت واﻝﻤوﺴﻴﻘﻰ ،ﻓﻴﻜون ﻋن طرﻴق ﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻨوﺘﺔ اﻝﻤوﺴﻴﻘﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ
وﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ.
وﻝم ﻴﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺎت
اﻝراﺌﺤﺔ أو ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺼوتٕ ،واﻨﻤﺎ أورد ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 02ﻓﻘرة 01ﻋﻠﻰ ﻀرورة أن
ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ "..ﻋﺒﺎرة ﻋن رﻤوز ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ ،"...وﺒذﻝك ﻴﻜون ﻗد ﺤﺼر اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻀﻤن إطﺎر اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ أو اﻝرﺴم أو اﻝﺘﺠﺴﻴم.
أﻤﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻓﻠم ﻴﺠز ﻫو اﻵﺨر ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺼوت أو اﻝﺸم ،وﻴﺴﺘﻨﺘﺞ
ذﻝك ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدة 63ﻓﻘرة 02ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ رﻗم 2002-82اﻝﺘﻲ ﺠﺎء
ﻓﻴﻬﺎ أﻨﻪ " وﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺤوال ﻴﺘﻌﻴن أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴدرك ﺒﺎﻝﺒﺼر".
وﻴرﺠﻊ ﺴﺒب ﻋدم إﺠﺎزة ﻜل ﻤن اﻝﻤﺸرﻋﻴن اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري ﻝﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎت
اﻝﺼوت واﻝراﺌﺤﺔ إﻝﻰ ﻤﺎ ﻴﺘطﻠﺒﻪ ذﻝك ﻤن إﺠراءات وﻤﻌدات ووﺴﺎﺌل وﺨﺒرات ،ﻻ ﻴﻤﻜن
ﺘوﻓرﻫﺎ ﻝﻠدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ،زﻴﺎدة ﻋﻠﻰ ﻨدرة ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ وﺤﻴﺎﺘﻨﺎ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺤﻴن أﺠﺎزت أﻏﻠب اﻝدول اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺴﺠﻴل ﻜل ﻤن ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺼوت
واﻝراﺌﺤﺔ ،وﻤﺜﺎل ﻋﻼﻤﺔ اﻝﺼوت ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﺘﺼدر ﻤن ﺒﻌض اﻷواﻨﻲ اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ ﺒﻌد ﻏﺴﻠﻬﺎ،2
ﺤﻴث ﺘﺼدر ﺼوﺘﺎ ﻤﻌﻴﻨﺎ وﻴﻜون ﻫذا اﻝﺼوت ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻤﻴزة ،وﻜذﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺼوت اﻷﺴد اﻝﻤﺼﺎﺤب ﻹﻋﻼن أﻓﻼم
ﺸرﻜﺔ "ﻤﺘرو ﺠوﻝدﻴن" ﻤﺎﻴر"Metro Goldwyn Mayer" .3
1
-Albert Chavanne (Modèles et Marques de fabrique), op-cit, p 119.
-2أ Cز R*+ا * ) [ Dز ) ا ; ] " [ Dت > -ة (&YG Unilever 9ن ا وا ! ا )? G ،ر إ a
ا دق & ،!.ا & FCا ،6 Dص .22 - / Jر .د *9راه
ا ان * رة 1 /ق ا +ا (Q 5&;) 5&+- د & ZY; ،!-ا; , -ا ا Rا * D1م -3
ا & ،ا ھ&ة ،ط ،1991ص.9
25
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﺘﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت ذات اﻷﺼوات ﺒواﺴطﺔ ﺘﻤﺜﻴل ﺒﻴﺎﻨﻲ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻨوع اﻝﺼوت ،أو
ﻋن طرﻴق ﺘﺴﺠﻴل اﻝﺼوت وﺘﻘدﻴم اﻝﺸرﻴط ﻹدارة اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﺘﺴﺠﻴﻠﻪ.1
أﻤﺎ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤﺎﺴﺔ اﻝﺸم ﻓﻬو أﻜﺜر ﺘﻌﻘﻴدا وﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻨﺎت
رﻗﻤﻴﺔ ﻴﺘم ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،وﻗد ﺘم ﺘﺴﺠﻴل ﻋطر اﻷزﻫﺎر اﻝﻤﺴﺘﻤد ﻤن زﻫرة ﺒﻠوﻤﻴرﻴﺎ وﻴﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ
ﺨﻴوط اﻝﺤﻴﺎﻜﺔ واﻝﻐزل واﻝﺘطرﻴز وذﻝك ﻓﻲ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ.2
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜن ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ودوﻝﻴﺎ ،ﻻﺒد ﻤن ﺘواﻓر ﺸروط ﻤوﻀوﻋﻴﺔ
ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻬﺎ ،ﺤددﻫﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق
ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻨﺎوﻝﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري 2002-82اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺸروط
وﺠود وﺼﺤﺔٕ ،واذا ﺘﻌﺎرﻀت ﻫذﻩ اﻝﺸروط أو ﻓﻘدت اﻝﻌﻼﻤﺔ أﺤدﻫﺎ ﻓﻼ ﺘﻜﺘﺴب ﺼﻔﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻻ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون وﻫذﻩ اﻝﺸروط ﻫﻲ:
اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﻤﻴز اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أن ﺘﻜون ﻝﻬﺎ ذاﺘﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻷﺨرى اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻝﻠﺴﻠﻊ اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ،واﻝﻌﻼﻤﺔ ﻻ ﻴﻤﻜن أن ﺘؤدي وظﺎﺌﻔﻬﺎ إﻻ إذا
اﺸﺘﻤﻠت ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﺒﻌض اﻝﺨﺼﺎﺌص اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ،
ﻓﺎﻝﺘﻤﻴز ﻫو أﺴﺎس اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ و اﻝﺤﻜﻤﺔ ﻤن اﺴﺘﻠزاﻤﻪ ﻫو ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻐﺎﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت واﻝﺴﻠﻊ و اﻝﺨدﻤﺎت.3
واﻝﺼﻔﺔ اﻝﻤﻤﻴزة ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺼﻔﺔ اﻹﺒداع ﺒل ﻴﻘﺼد ﺒﻬﺎ اﻝﺘﻤﻴز ﺒﻤﻔﻬوﻤﻪ اﻝﺒﺴﻴط ،اﻝذي
ﻴﻤﻨﻊ ﻤن اﻝوﻗوع ﻓﻲ اﻝﻐﻠط واﻻﻝﺘﺒﺎس ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺴﺎس ﻓﺈن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻻ
ﺘﺘﻀﻤن ﻤﺎ ﻴﻤﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﺘﻔﻘد ﺸرط أﺴﺎﺴﻲ ،ﻓﻼ ﺘﻌد ﻤوﺠودة وﻻ ﻴﻤﻜن
اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ وﻫو ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 1/7ﻤن اﻷﻤر " 06-03ﺘﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن اﻝﺘﺴﺠﻴل
اﻝرﻤوز اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻌد ﻋﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم اﻝﻤﺎدة 2اﻝﻔﻘرة اﻷوﻝﻰ".
ا و ، ,ا !ا ر G) ،-رات ا ا * ر - 5درا. " !ن DWن &ا ،ا *) 8ا -1
،2012ص .186
! ،ا & FCا ،6 Dص .462 ا . -2
را .ت وا )Gــــ& ر ا ،!Jا D.4ا ل !2ا ن ا * ري) C&; ، -3ج .ر & 5و ر.رو ،ا
ا ،2011 ، %ص .658 وا * ز& ،F5وت ) ،ن ،ا
26
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ذﻝك اﻝﻤﺎدة 5/7ﻤن اﻷﻤر 06/03ﻋﻠﻰ أﻨﻪ "ﻴﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن اﻝﺘﺴﺠﻴل
اﻝرﻤوز اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻤن ﺒﻴن ﻋﻨﺎﺼرﻫﺎ ﻨﻘﻼ أو ﺘﻘﻠﻴدا ﻝﺸﻌﺎرات رﺴﻤﻴﺔ أو أﻋﻼم أو ﺸﻌﺎرات
أﺨرى أو اﺴم ﻤﺨﺘﺼر أو رﻤز أو إﺸﺎرة أو دﻤﻐﺔ رﺴﻤﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨدم ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ أو اﻝﻀﻤﺎن ﻤن
طرف دوﻝﺔ أو ﻤﻨظﻤﺔ ﺤﻜوﻤﻴﺔ أﻨﺸﺄت ﺒﻤوﺠب اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ دوﻝﻴﺔ إﻻ إذا رﺨﺼت ﻝﻬﺎ اﻝﺴﻠطﺔ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝدوﻝﺔ أو اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﺒذﻝك " وﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك ﻻ ﻴﻤﻜن ﻷﺤد أن ﻴﺴﺘﺨدم ﺸﻌﺎر
اﻻﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ أو ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة أو اﻝﻬﻼل اﻷﺤﻤر أو رﻤز اﻷﻝﻌﺎب اﻷوﻝﻤﺒﻴﺔ
ﻜرﻤز ﻝﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ إﻻ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺘرﺨﻴص ﻤن اﻝدوﻝﺔ أو اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ و ﺒدوﻨﻪ ﺘﻌد اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﺒﺎطﻠﺔ.
وﻗد اﺸﺘرط اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري رﻗم 2002-82اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 67
ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز ﺘﺴﺠﻴل ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﻜﻌﻨﺼر ﻤﻨﻬﺎ "اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺨﺎﻝﻴﺔ ﻤن أي ﺼﻔﺔ
ﻤﻤﻴزة أو اﻝﻤﻜوﻨﺔ ﻤن ﻋﻼﻤﺎت أو ﺒﻴﺎﻨﺎت ﻝﻴﺴت إﻻ اﻝﺘﺴﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴطﻠﻘﻬﺎ اﻝﻌرف ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝرﺴم أو اﻝﺼور اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻝﻬﺎ".
ﻜﻤﺎ أﺸﺎرت إﻝﻰ ﻀرورة ﺘوﻓر اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺼﺎﺌص ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ اﻝﻤﺎدة 63
ﻤن ذات اﻝﻘﺎﻨون ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻘوﻝﻬﺎ" :اﻷﺴﻤﺎء اﻝﻤﺘﺨذة ﺸﻜﻼ ﻤﻤﻴ از".
و ﻨﺸﻴر ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺼدد إﻝﻰ أﻨﻪ و ﺒﻤوﺠب اﻝﻤﺎدة 6ﻤن اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ﺘﻌﻬدت اﻝدول
اﻝﻤوﻗﻌﺔ ﺒﻌدم ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻤﺜﻠﺔ ﻝﻠوﺴوﻤﺎت أو اﻝرﻤوز أو اﻝﺸﻌﺎرات اﻝﻌﺎﺌدة ﻝﻠدول.
وﻗد ﻗﻀت ﻝﺠﻨﺔ اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ" ﻝدى "ﻤﻜﺘب ﺘوﺤﻴد اﻝﺴوق اﻝداﺨﻠﻴﺔ" ﻓﻲ اﻻﺘﺤﺎد
اﻷوروﺒﻲ ﺒﻤﻨﻊ اﺴﺘﺨدام ﺸﻌﺎر اﻹﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ.1
ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﻌد ﻋﻼﻤﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺤﻤﺎﻴﺔ ،ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻌﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻜون ﻤن ﺸﻜل ﺸﺎﺌﻊ
ﻜﺼورة اﻷواﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺞ ﻏﺴﻴل اﻷواﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻜون ﻤن
إﺸﺎرات أو ﺒﻴﺎﻨﺎت ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ اﻝﺘﺠﺎرة ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ أو
&Jة ة / Jوة ا 5ا ط) / )9 -1ن ا ،& 1ا * !2 !Jل ا +ا - 5&+-ا " ا * ر، 5
ﷲ ا + ! %ا ، 5&+-ن ،ا ردن، /ا ?9& ،/ا d إ -ذ 1ق ا +ا @ 5&+-ة وا
5-4أ ،2004 ،[5&2ص .06
27
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻤﺼدرﻫﺎ ،ﺤﻴث ﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺼرﻴﺔ ﺒﻌدم ﺠواز اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻜﻠﻤﺔ " ﻨﺒﺎﺘﻴن" ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻨوع ﻤن
اﻝﺴﻤن اﻝﻨﺒﺎﺘﻲ ،ﻝﻜوﻨﻪ ﻝﻔظ ﻋﺎم ﻻ ﻴﻌدو أن ﻴﻜون وﺼﻔﺎ ﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤن
اﻝﻨﺒﺎت ،1ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻋﻼﻤﺎت اﻝﺘﺴﻤﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻤﺼدر اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﻓﺤﺴب ،ﻜﻤﺎ
ﻓﻲ" اﻝﺒن اﻝﻜوﻝوﻤﺒﻲ" أو" اﻝﺠﺒن اﻝﻬوﻝﻨدي" ،أو" اﻝﺸﻜوﻻطﺔ اﻝﺴوﻴﺴرﻴﺔ ".
وﺘﻘدﻴر ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻤﻴزة وﻝﻬﺎ ذاﺘﻴﺘﻬﺎ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺘﺨﺘص ﺒﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ
اﻝﻤوﻀوع ،وﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ذﻝك أن ﺘﻨظر إﻝﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﻤوﻋﻬﺎ ﻻ إﻝﻰ اﻝﻌﻨﺎﺼر
اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻜون ﻤﻨﻬﺎ ،أي أن اﻝﻌﺒرة ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻝﺼورة اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨطﺒق ﻓﻲ ذﻫن اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺘرﻜﻴب ﻫذﻩ اﻝﺼور أو اﻝرﻤوز اﻝﺘﻲ ﺘﺒرز ﻋﻼﻤﺔ أﺨرى .2
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺒﺄن اﻝﻌﺒرة ﻓﻲ اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن
ﻋﻼﻤﺘﻴن ﻝﻴﺴت اﺤﺘواء اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤروف أو رﻤوز أو ﺼور ﻤﻤﺎ ﺘﻨطوي ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻷﺨرىٕ ،واﻨﻤﺎ اﻝﻌﺒرة ﺒﺎﻝﺼورة اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨطﺒﻊ ﻓﻲ اﻝذﻫن ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﺘرﻜﻴب ﻫذﻩ اﻝﺼور أو
اﻝرﻤوز ،أو اﻝﺸﻜل اﻝذي ﺘﺒرز ﺒﻪ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺼرف اﻝﻨظر ﻋن اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﻤرﻜﺒﺔ ﻤﻨﻬﺎ وﻋﻤﺎ
إذا ﻜﺎﻨت اﻝواﺤدة ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ ﺠزء أو أﻜﺜر ﻤﻤﺎ ﺘﺤﺘوي اﻷﺨرى.3
وﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤرﻜﺒﺔ ﻤن ﻋدة ﻋﻨﺎﺼر ﻜﺎﻨت اﻝﻌﺒرة ﻓﻲ ﺘواﻓر اﻝﺼﻔﺔ اﻝﻤﻤﻴزة
ﺒﺄن ﺘﺒرز اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻤﻨظو ار إﻝﻴﻬﺎ ﻨظرة إﺠﻤﺎﻝﻴﺔ ،ﺘﻌﺒﻴ ار ﺨﺎﺼﺎ ﻤﻤﻴزا ،ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋﻤﺎ إذا
ﻜﺎﻨت ﺒﻌض اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻜون ﻤﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺸﺎﺌﻌﺔ أو ﻤﺄﻝوﻓﺔ ،ﻓﺎﻝﻌﺒرة ﻓﻲ اﻝﺨﺎﺼﻴﺔ
اﻝﻤﻤﻴزة ﻫﻲ ﺒﺎﻝﻤظﻬر اﻹﺠﻤﺎﻝﻲ اﻝﻌﺎم وﻤﺎ ﻴوﺤﻲ ﺒﻪ ﻤن ﺘﻌﺒﻴر ﻤﺘﻤﻴز ،وﻝﻴﺴت اﻝﻌﺒرة
ﺒﺎﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﺠزﺌﻴﺔ ﻤﻨظو ار إﻝﻰ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤدا ،وﻫو ﻤﺎ ﺘﺒﻨﺎﻩ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﺠزاﺌري ﻤن
ﺨﻼل اﻝﻘ اررات اﻝﺼﺎدرة ﻋن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،وﻤﻨﻬﺎ اﻝﻘرار اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨزاع اﻝﻘﺎﺌم ﺒﻴن
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ " ﺒراﻨس" واﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ " ﺒراﻨﺴﺎس" واﻝذي ﻗﻀت ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻝﻘول أﻨﻪ:
" ﺒﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻘرار اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ﻴﺘﺒﻴن أﻨﻪ أﺠﺎب ﻋن اﻝدﻓﻊ اﻝﻤﺜﺎر ﻤن طرف اﻝطﺎﻋﻨﺔ ﻋﻨدﻤﺎ
ﺼرح ﺒﻌدم وﺠود ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺒﻴن ﻜﻠﻤﺔ "ﺒراﻨس" و "ﺒراﻨﺴﺎس" وان اﻝﻠﺒس اﻝذي ﻴﻘﺼدﻩ اﻝﻤﺸرع
28
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻫو اﻝذي ﻴﺠﻌل ﻤن اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك اﻝﻤﺘوﺴط اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻴﺨﻠط ﺒﻴن اﻝﻤﻨﺘوج اﻝذي ﻋﻼﻤﺔ " ﺒراﻨس "
وذﻝك اﻝﻤﻨﺘوج اﻝذي ﻴﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ " ﺒراﻨﺴﺎس" ﻜﻤﺎ أن اﻝﻜﻠﻤﺘﻴن ﻫﻤﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻝﻘب ﻴﻤﻨﺢ
ﻝﻜل ﻤن ﻴﺘوﻝﻰ اﻹﻤرة ،ﺴواء أﻜﺎن ذﻜ ار أم أﻨﺜﻰ ،وأﻨﻪ ﺒﺎﺨﺘﺼﺎر ﻓﺈن ﻤﺠﻤوع اﻝﺨﺼﺎﺌص
ﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﻜل ﻋﻼﻤﺔ ،وﻜذا اﻝﻨطق ﺒﻬﺎ ﻻ ﺘﺸﻜل أي ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻴﻤﻜﻨﻪ إﺤداث ﺨطر اﻝﻠﺒس واﻝﺨﻠط
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ".1
وﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻌﻴن ﻝدى ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن طرف اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،رﻓض
ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ إذا ﻜﺎن اﻝﺸﻜل ﻤطﺎﺒﻘﺎ أو ﻤﺸﺎﺒﻬﺎ ﻝﻌﻼﻤﺔ ﺴﺒق اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أو ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋن
ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أو ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎن ﺘﺴﺠﻴل واﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻴؤدي ﻝﻠﺨﻠط
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.2
ﻜﻤﺎ ﻴﺠب اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤراد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﺘﻀر ﻋﻼﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﻨﺘﺠﺎت
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،إذا ﻜﺎن ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻹﻀرار أو اﻝﺘﺤﻘﻴر ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،ﻤﺜﺎل أن ﻴﻘوم ﻤﻨﺘﺞ
ﻝﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺒﻴد ﺤﺸري ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت اﻝﺘﻲ ﺘرﻤز ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻝﻰ ﻨوع ﻤن
اﻝﻌطور أو اﻝوﺠﺒﺎت اﻝﻐذاﺌﻴﺔ.
وﻗد رﻓﻀت ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺘﺴﺠﻴل رﻤز "" "Regaliaرﻴﺠﺎﻝﻴﺎ"
ﺒﺴﺒب ﺴﺒق ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ "" "Regalaرﻴﺠﺎﻻ" ﻋن ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ،وذﻝك ﻝﺘﺸﺎﺒﻪ ﻜﺘﺎﺒﺔ
وﻨطق اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن ﻤﻤﺎ ﻗد ﻴﺜﻴر اﻝﺨﻠط ﻝدى اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك.3
وﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺎدة 2ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻨﻤوذﺠﻲ اﻝذي وﻀﻌﺘﻪ ﻏرﻓﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝدوﻝﻴﺔ ﻋﺎم
1959ﺒﺄن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،ﻫﻲ ﺘﻠك اﻝﻤﻜوﻨﺔ ﺒوﺠﻪ ﺨﺎص ﻤن رﻤز أو
إﺸﺎرة ﻴﻤﻜن أن ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻝﺘﺠﺎرة ﻝﺘوﻀﻴﺢ اﻝﻨوع ،اﻝﻌدد ،اﻝﺠودة ،اﻝﻐﺎﻴﺔ ،اﻝﻘﻴﻤﺔ ،اﻝﻤﺼدر
اﻝﺠﻐراﻓﻲ ،أو ﺘﻠك اﻝﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﻋﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻠﻐﺔ اﻝدارﺠﺔ.
أﻤﺎ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻨﻤوذﺠﻲ ﻝﻠدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺼﺎدر ﺒﺸﺄن اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1975
ﻓﺘﻘﻀﻲ م /8أ ﻤﻨﻪ ﺒﺎن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،ﻫﻲ اﻹﺸﺎرات اﻝﺨﺎﻝﻴﺔ ﻤن أﻴﺔ ﻤﻴزة،
ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻌدو أن ﺘﻜون ﻤﺠرد وﺼف ﻝﺨﺼﺎﺌص اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻌﺎدﻴﺔ
ا @> &, -1ار ا +ا ،ا 4رخ N ،2002/02/05 :!2ر ،261209 ,ا & 2ا * ر 5وا & ، 5ا
ا د ،2003 ،1ص .267-266
ن DWن &ا ،ا & FCا ،6 Dص . 52 -2
;! " ا * ر ، 5دار ا &G) 2 %وا * ز ،F5ن ،ا ردن ،ا د ا D+ا ! ،ا *?و &5ا & -3
ا و ،2010 ،ص . 34
29
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻝﻬﺎ ،وﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﻫذا اﻝﻘﺎﻨون أﻨﻪ ﻴﺴﺘﻠزم ﺼﻔﺔ اﻝﺘﻤﻴز أﻴﻀﺎ ﻝﻜﻲ ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ
ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،وﻗرر أن ﻓﻘدان ﺼﻔﺔ اﻝﺘﻤﻴز ﻴؤدي إﻝﻰ ﻋدم ﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻬﺎ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،ﻓﺎﻝﻘﺎﻨون ﺠﺎء
ﺒﺎﻝﻤﺒدأ وﺘرك ﻝﻜل دوﻝﺔ ﻋرﺒﻴﺔ ﺤرﻴﺔ ﺘﺤدﻴد ﺤﺎﻻت ﺘطﺒﻴﻘﻪ.1
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺠــدة اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﻤﻘﺼود ﺒﻬذا اﻝﺸرط ﻫو أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺠدﻴدة ﻓﻲ ﺸﻜﻠﻬﺎ اﻝﻌﺎم ،ﺒﺤﻴث ﻝم ﻴﺴﺒق
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أو ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ داﺨل إﻗﻠﻴم اﻝدوﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻊ أو ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺨدﻤﺎت واﺤدة ﻤن طرف
ﺸﺨص آﺨ ر ، 2ﻓﺎﻝﺠدة اﻝﻤﻘﺼودة ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺨﺼوص ﻝﻴﺴت اﻝﺠدة اﻝﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺨﻠق
واﺒﺘﻜﺎر اﻝﻌﻼﻤﺔ ٕواﻨﻤﺎ اﻝﻤﻘﺼود وﻫو اﻝﺠدة ﻓﻲ اﻝﺘطﺒﻴق ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻝﺴﻠﻊ ،وأﻻ ﺘﻜون
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗد ﺘم اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻤن ﺠﺎﻨب ﻤﻨﺎﻓس آﺨر ،وﻴﻨﺘﺞ ﻋن ذﻝك أن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒر ﺠدﻴدة،
وﻝو ﺴﺒق اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨوع آﺨر ﻤن اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﻔﻘد اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻋﻨﺼر اﻝﺠدة إذا ﻜﺎن ﻗد ﺴﺒق اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وﺘم اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻤن طرف ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ أو ﻝم ﻴﻘم
ﺒﺘﺠدﻴد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ.3
وﻻ ﻴﻌﻨﻲ اﻝﺘﺸﺎﺒﻪ ﻀرورة اﻝﺘطﺎﺒق ﺒﻴن اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن ﺒل ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴؤدي إﻝﻰ اﺨﺘﻼط
اﻷﻤر ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻤﻬور ،وﻗد ﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻝﻴس اﻝﻔﻴﺼل ﻓﻲ اﻝﺘﻤﻴﻴز
ﺒﻴن ﻋﻼﻤﺘﻴن ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴؤدي إﻝﻰ اﺨﺘﻼط اﻷﻤر ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻤﻬور اﺤﺘواء اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﺤروف أو رﻤوز أو ﺼورة ﻤﻤﺎ ﺘﻨطوي ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻷﺨرى.4
ﻓﻲ ﺤﻴن ﻗﻀت اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ أﺤد ﻗ ار ارﺘﻬﺎ 5ﺒﺄن "إﺒراز ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻤرﻜب أﺴﺎﺴﻲ
داﺨل ﻓﻲ ﺘﻜوﻴن ﻤﺴﺘﺤﻀرات ﺘﺠﻤﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺒﺔ اﻝﻤﻨﺘوج ،ﻻ ﻴﺸﻜل ﻋﻼﻤﺔ ﺼﻨﻊ" ،وﻗد
ﺼدر ﻫذا اﻝﻘرار ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ رﻓﻊ ﺸرﻜﺔ ذات ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻤﺤدودة ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ
ﻤﺴﺘﺤﻀرات ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺸﻌر ﻝدﻋوى ﺘطﺎﻝب ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺒﺈﻝﻐﺎء ﻜﻠﻤﺔ "ﻜوﻜوﻨوت" اﻝواردة
ﻀﻤن ﻤﺴﺘﺤﻀر ﻤﻨﺎﻓس ،وﺨﻠص ﻗﻀﺎة اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ إﻝﻰ أن ﻋﺒﺎرة "ﻜوﻜوﻨوت" ﻝﻴﺴت
30
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻋﻼﻤﺔ ﺼﻨﻊ ﺒل ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻝﻤرﻜب أﺴﺎﺴﻲ ﻴدﺨل ﻓﻲ ﺘﻜوﻴن ﻤﺴﺘﺤﻀرات ﺘﺠﻤﻴﻠﻴﺔ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ
ﻴﻤﻜن أن ﻴﻜون ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻠطﺎﻋﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌرف ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ ﺒﺎﺴم "إﻴﻼﻴس" ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻋﻼﻤﺔ اﻝﻤطﻌون
ﻀدﻩ ﻫﻲ "أطﻼﻨطﺎ" وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴوﺠد أي اﻝﺘﺒﺎس ﺒﻴن اﻝﻤﻨﺘوﺠﻴن.
ﻤﺎ ﻴﻼﺤظ ﻤن اﻝﻘرار اﻝﻤذﻜور أن اﻝﻘﻀﺎء اﻝﺠزاﺌري اﺴﺘﻨد ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد ﺠدة اﻝﻌﻼﻤﺔ
إﻝﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻬﺎ وﻤدى ﺘﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ﻤﻊ ﻋﻼﻤﺔ ﻤوﺠودة ﻤﺴﺒﻘﺎ ،وﻝﻴس إﻝﻰ
اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﻤﻜوﻨﺔ ﻝﻬﺎ ،ﻷﻨﻪ ﻗد ﻴوﺠد ﻋﻨﺼر أو ﻋدة ﻋﻨﺎﺼر ﺘﺸﺘرك ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن
اﻝﻌﻼﻤﺎت
وﺸرط اﻝﺠدة ﻜﻤﺎ ﺘﻘدم؛ ﻤﺤﺼور ﺒﻨوع ﻤﻌﻴن ﻤن اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت وﻤرﺒوط ﺒﺤﻴز زﻤﺎﻨﻲ وﻤﻘﻴد
ﺒﻘﻴد زﻤﺎﻨﻲ ،ﺤﺘﻰ ﻴﺘم ﻓﺘﺢ اﻝﻤﺠﺎل ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺤق اﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ:
31
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻻ ﻴﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎن إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﺒل ﻴﺸﻤل إﻗﻠﻴم اﻝدوﻝﺔ ﺒﺄﺴرﻩ ،1و اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤودﻋﺔ ﺒﺒﻠد ﻤﺎ ﻻ
ﺘﺤول دون اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻠد آﺨر إﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ وﺠود اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ دوﻝﻴﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك،
وﺘﻘرر اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺼدد ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝرﻋﺎﻴﺎ ﻜل دوﻝﺔ ﻤن دول
اﻹﺘﺤﺎد و ﻓﻲ ﺴﺎﺌر اﻝدول اﻝﻤﻨظﻤﺔ إﻝﻴﻪ.
وﻨﺨﻠص ﻤن ذﻝك أﻨﻪ ﻴﻜﻔﻲ ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺠدﻴدة أﻻ ﺘؤدي إﻝﻰ ﻝﺒس أو ﺘﻀﻠﻴل
ﻤﻊ ﻋﻼﻤﺔ أﺨرى ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻨﻔس اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت ،أو ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻨﻔس
اﻹﻗﻠﻴم ،وﻴرﺠﻊ اﻝﺴﺒب ﻓﻲ ذﻝك إﻝﻰ أن اﻝﻘﺎﻨون ﻻ ﻴﺸﺘرط اﻝﺠدة اﻝﻤطﻠﻘﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎٕ ،واﻨﻤﺎ اﻝﺠدة
اﻝﻨﺴﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ اﻝﻠﺒس أو اﻝﺘﻀﻠﻴل اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﻤﺼدر اﻝﻤﻨﺘﺞ.2
وﻴﻔﻬم ﻤن ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒق أن ﻝﺼﻔﺔ اﻝﺠدة ﻋﻼﻗﺔ وطﻴدة ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ و اﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ذﻝك
و ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨت إﺤدى اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن ﺘﺘﻤﻴز ﺒﺎﻝﺸﻬرة ﻓﺈن اﻝﻤﺎدة 8/7ﻨﺼت أﻨﻪ ﺘﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن اﻝﺘﺴﺠﻴل
اﻝرﻤوز اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أو اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﻻﺴم ﺘﺠﺎري ﻴﺘﻤﻴز ﺒﺎﻝﺸﻬرة ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،وﺘم اﺴﺘﺨداﻤﻪ
ﻝﺴﻠﻊ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﻝﻤؤﺴﺴﺔ أﺨرى إﻝﻰ درﺠﺔ إﺤداث ﺘﻀﻠﻴل ﻓﻴﻤﻜن ﻤﻤﺎرﺴﺔ دﻋوى إﺒطﺎﻝﻬﺎ أو
إﻝﻐﺎﺌﻬﺎ ﻤﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ذﻝك وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدﺘﻴن 20و 21ﻤن اﻷﻤر.06-03
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﻤﺸروﻋﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝﻤﺸروﻋﻴﺔ ﻋدم ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻌﺎم واﻵداب اﻝﻌﺎﻤﺔ أو ﻤﻤﻨوﻋﺔ
ﻗﺎﻨوﻨﺎ ،3ﻓﻼ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﻀﻤن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﺒﺎرات أو ﺼور ﻤﺨﻠﺔ ﺒﺎﻵداب ،وﺘﻌﺘﺒر اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨت ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻌﺎم أو اﻵداب اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻝﻤراد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ
ﺒﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ٕوان ﻝم ﺘﻜن ﻜذﻝك ﻓﻲ دوﻝﺘﻬﺎ اﻷﺼﻠﻴﺔ ،وﻗد ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 7ﻓﻘرة 04ﻤن اﻷﻤر
06-03أﻨﻪ " ﻴﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن اﻝﺘﺴﺠﻴل ...اﻝرﻤوز اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻌﺎم أو اﻵداب اﻝﻌﺎﻤﺔ و
اﻝﺘﻲ ﻴﺤظر اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﺴواء ﺒﻤوﺠب اﻝﻘﺎﻨون اﻝوطﻨﻲ أو اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝﺜﻨﺎﺌﻴﺔ أو اﻝﻤﺘﻌددة
32
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻷطراف اﻝﺘﻲ ﺘﻜون اﻝﺠزاﺌر طرﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ " ...وﻫو أﻤر ﺒدﻴﻬﻲ ﻝﻤﺎ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن ﺤرﻤﺔ وﺘﻘﺎﻝﻴد
ﻻ ﻴﺠوز اﻝﺘﻌرض ﻝﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻜﻠﻤﺎت أو ﺸﻌﺎرات ﺘﻤس ﺒﺎﻷﺨﻼق ،و ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝﺴﻴﺎق
اﻋﺘﺒرت اﻝﻤﺎدة 6ﻤن اﺘﺤﺎد ﺒﺎرﻴس أن " ..اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﻌد ﻏﻴر ﺼﺤﻴﺤﺔ إذا ﻜﺎﻨت ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ
ﻝﻸﺨﻼق اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ و اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم."..
ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒر اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ إذا اﻨطوت ﻋﻠﻰ ﻏش ،ﻜﺄن ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻨﺎت
ﻜﺎذﺒﺔ ﻋن ﻤﺼدر اﻝﺴﻠﻌﺔ أو أوﺼﺎﻓﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﻬل ﺘﺴوﻴﻘﻬﺎ ،ﻷن ذﻝك ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﻀﻠﻴل
اﻝﺠﻤﻬور ،ﻓﺠﺎء ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 07اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر ﻓﻲ اﻝﻔﻘرة 06أﻨﻪ " ﻴﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن
اﻝﺘﺴﺠﻴل ...اﻝرﻤوز اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻀﻠل اﻝﺠﻤﻬور أو اﻷوﺴﺎط اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص
طﺒﻴﻌﺔ أو ﺠودة أو ﻤﺼدر اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت واﻝﺨﺼﺎﺌص اﻷﺨرى اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻬﺎ "...وﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻷﺴﺎس ﺘﻌﺘﺒر ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻐﺸوﺸﺔ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ إذا أﻗدم ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴد ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻴداع
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻝم ﻴﺤدث ،أو إذا أﻗدم ﻋﻠﻰ ﻝﺼق ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻝﻪ ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﺘﻜون
ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻝﻠﻐﻴر.
أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﺼري ،ﻓﻠﻘد ﺠﺎء ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 67ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ رﻗم 2002-82أﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺠل ﻜﻌﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﻜﻌﻨﺼر ﻤﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺎت
اﻝﻤﺨﻠﺔ ﺒﺎﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ،أو اﻵداب اﻝﻌﺎﻤﺔ ،واﻝﺸﻌﺎرات اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻷﻋﻼم وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝرﻤوز
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝدوﻝﺔ أو اﻝدول اﻷﺨرى ،أو اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أو اﻝدوﻝﻴﺔ ،وﻤن اﻝﺸﻌﺎرات
اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت واﻝرﺴوم واﻝزﺨرﻓﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ واﻝﺨﺎرﺠﺔ اﻝﻤﺤﻴطﺔ ﺒﺎﻝدرع اﻝذي
ﺘﺘﺨذﻩ دوﻝﺔ ﻓرﻨﺴﺎ اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺜﺎﻝﺜﺔ ﺸﻌﺎ ار ﻝﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺨذ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة ﺸﻌﺎ ار ﻝﻬﺎ اﻝﻨﺴر
اﻝطﺎﺌر اﻝﻘﺎﺒض ﺒﺄﺤد رﺠﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓرع ﻤن ﻨﺒﺎت وﺒﺎﻷﺨرى ﻋﻠﻰ ﺴﻬﺎم.1
وﻴﻤﻨﻊ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري ﻜذﻝك ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤطﺎﺒﻘﺔ ،أو اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻠرﻤوز ذات
اﻝﺼﺒﻐﺔ اﻝدﻴﻨﻴﺔ ،وﻜذا رﻤز اﻝﺼﻠﻴب اﻷﺤﻤر أو اﻝﻬﻼل اﻷﺤﻤر وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝرﻤوز
اﻝﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ،وﻜذﻝك اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻜون ﺘﻘﻠﻴدا ﻝﻬﺎ ،ﻓﻴﺤﻀر اﺴﺘﺨدام ﺘﻠك اﻝرﻤوز واﻝﺸﺎرات
1
- Albert Chavanne, Jean-Jacques Burst, op, cit, p 538
33
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻨظ ار ﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ،ﻝذا ﻤن اﻝﻀروري ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن أن ﺘﻜون وﺴﻴﻠﺔ اﻋﺘداء
ﻋﻠﻰ اﻝﺸﻌور اﻝﻌﺎم واﻨﺘﻬﺎك اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝرﻤزﻴﺔ ﻝﻠﺸﻌﺎرات اﻝوطﻨﻴﺔ واﻝﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ واﻝدﻴﻨﻴﺔ.1
وﻴﻤﻨﻊ ﺘﺴﺠﻴل اﻹﺸﺎرات اﻝﻌﺎﻤﺔ ،واﻷﻋﻼم ،وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝرﻤوز اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝدوﻝﺔ.
اﻝﻔرع اﻝراﺒﻊ :ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 2ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،أن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻫﻲ ﻜل
اﻝرﻤوز اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ ،واﻝﻤﻘﺼود ﺒذﻝك أن ﺘﻜون ﻤﻜﺘوﺒﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ ،وظﺎﻫرة ﺒﺼورة
ﻤﺎدﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ.2
وﻴﺸﺘرط اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﻜوﻨﺔ ﻤن ﻜﻠﻤﺔ أو ﻜﻠﻤﺎت أن
ﺘﻜون ﻤﻜﺘوﺒﺔ ،ﺴواء أﻜﺎﻨت اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻝوﺤدﻫﺎ أو ﻤﻘﺘرﻨﺔ ﺒﻠﻐﺔ أﺠﻨﺒﻴﺔ ،وذﻝك
ﺒﺨﻼف اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري اﻝذي اﺸﺘرط ﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﻓﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 64ﻤن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺨﺎص ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ 2002/82ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺘﺨﺘص ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل
اﻝﺘﺠﺎري ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺴﺠل اﻝﺨﺎص ﺒﻬذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺎت وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم ﻫذا
اﻝﻘﺎﻨون وﻝﻼﺌﺤﺘﻪ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ وذﻝك ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة أﺤﻜﺎم اﻝﻤﺎدﺘﻴن 3و 4ﻤن اﻝﻘﺎﻨون رﻗم 115
ﻝﺴﻨﺔ ، 85اﻝﺘﻲ ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ﻀرورة أن ﺘﻜﺘب اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،وأﻀﺎﻓت
اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن ذات اﻝﻤﺎدة أﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز طﻠب ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺘﺘﺨذ أﺤد ﻫذﻩ
اﻷﺸﻜﺎل واﻝﻤﻤﻴزات إﻻ إذا ﻜﺘﺒت ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ذﻝك ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤن طﻠب ﺘﺴﺠﻴل
ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻜﺘوﺒﺔ ﺒﻠﻐﺔ أﺠﻨﺒﻴﺔ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒﺸرط أن ﺘﻜون اﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻜﺒر
ﺤﺠﻤﺎ وأﺒرز ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﻨﻬﺎ) ،اﻝﻤﺎدة ،(3/3أﻤﺎ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘم ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ طﺒﻘﺎ
ﻝﻠﻘﺎﻨون اﻝﻘدﻴم ،ﻓﻴﺠب ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻝﻜﻬﺎ أن ﻴﺘﻘدم ﺒطﻠب ﺠدﻴد ﻝﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﺒﻌد ﺘﻌدﻴﻠﻬﺎ وﻜﺘﺎﺒﺘﻬﺎ
ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،وذﻝك ﻓﻲ ﺨﻼل ﺴﻨﺔ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻘﺎﻨون )ﻝﻤﺎدة ،(4/3وﻻ ﻴﺠوز
ﺘﺠدﻴد ﺘﺴﺠﻴل أي ﻋﻼﻤﺔ اﻨﺘﻬت ﻤدة ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ إﻻ إذا ﺘﻤت ﻜﺘﺎﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ
)اﻝﻤﺎدة .3 .(5/3
اﻝﻤﻼﺤظ أن ﻫذا اﻝﺸرط اﻝذي أدرﺠﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻀﻤن
اﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ،وﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝذي ﻝم ﻴﻨص ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫذا اﻝﺸرط ،إذ
34
ر ا ا ھ و ي: ا ا
أﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﺼور وﺠود ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻠﻐﺔ ﻜل ﺒﻠد ،ﻷن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻤرﺌﻴﺔ أو ﺼوﺘﻴﺔ
ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﺎطب وﻓق ﺘﻜوﻴﻨﻬﺎ ﺤﺎﺴﺔ اﻝﻨظر أو اﻝﺴﻤﻊ أو ﺘﺨﺎطﺒﻬﻤﺎ ﻤﻌﺎ ،وطﺒﻴﻌﺔ اﻷﺸﻴﺎء
ﺘﺴﺘﻠزم أن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﻜون ﺤﺴب ﺘﺼوﻴرﻫﺎ ﺒدﻗﺔ.
أﻤﺎ ﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ظﺎﻫرة ﺒﺼورة ﻤﺎدﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ
ﻝﻬﺎ أو ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺸرط اﻹدراك ﻋن طرﻴق اﻝﺒﺼر ،ﻓﻘد اﺘﻔق ﺒﺸﺄﻨﻪ ﻜل ﻤن اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴن
اﻝﻤﺼري واﻝﺠزاﺌري ،وﻴﻘﺼد ﺒﻪ أن ﺘظﻬر اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺼورة ﻤﺎدﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴﺔ واﻀﺤﺔ
ﻝﻠﻌﻴﺎن ،ﻓﺎﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻜوﻨﺔ ﻤن رﻤوز أو إﺸﺎرات ﻏﻴر ﻤﺎدﻴﺔ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ وﻓق ﻫذﻴن
اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴن أن ﺘﻜون ﻋﻼﻤﺔ ،ﻜﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻝﺤواس ﻜﺎﻝﺴﻤﻊ واﻝﺸم ،وﻤﺜﺎل ذﻝك
اﻝﻨﻐﻤﺎت اﻝﻤوﺴﻴﻘﻴﺔ وﻋﻼﻤﺎت اﻝراﺌﺤﺔ ،وذﻝك وﻓق ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻀﻤن أﻨواع اﻝﻌﻼﻤﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
إن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺸرط ﻀروري ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤن
اﻋﺘداء اﻝﻐﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺤق ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﺘﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤدﻨﻴﺔ وﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺠزاﺌﻴﺔ ،وﻫو وﺴﻴﻠﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ ﺘؤدي ﻤﻬﻤﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ووﺴﻴﻠﺔ ﻹﻋﻼم اﻝﻐﻴر
ﺒوﺠود اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ووﺴﻴﻠﺔ أﻴﻀﺎ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺘزوﻴر وﺘﻘﻠﻴد واﻏﺘﺼﺎب
اﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻴﻌﻨﻲ ذﻝك أن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﻌﻠم اﻝﻜﺎﻓﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻗد اﺨﺘﺎر ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺤددة
ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ وﺒﻀﺎﺌﻌﻪ ،وﻤن ذﻝك ﻴﺘﻀﺢ ﻝﻨﺎ أﻴﻀﺎ أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ إﺼﺒﺎغ ﻤﺠﻤوﻋﺔ
ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻓﻬو ﻴﻬدف إﻝﻰ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤن اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴز
ﺒﻀﺎﺌﻌﻪ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ،ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺠزاﺌﻴﺔ وﻤدﻨﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻜون ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ اﻝﺤق ﻓﻲ
ﻤﻨﻊ اﻝﻐﻴر ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،أو اﺴﺘﻌﻤﺎل أي إﺸﺎرة ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻬﺎ ﻴﻜون ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ
ﺘﻀﻠﻴل اﻝﺠﻤﻬور ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺴﺠﻠت ﻋﻨﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ أو اﻝﺨدﻤﺎت
اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ .
وﺴوف ﻨﺘﻨﺎول ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤن ﻗﺎﻨون
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري.
35
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻴﺸﺘرط اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀرورة ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ
وﻫﻲ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻗﺒل اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وذﻝك ﺤﺘﻰ ﻴﻜﺘﺴب اﻝﺤق ﻓﻲ
ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ،وﻗد ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة اﻝراﺒﻌﺔ ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﻻ
ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻌﻤﺎل أي ﻋﻼﻤﺔ ﻝﺴﻠﻊ أو ﺨدﻤﺎت ﻋﺒر اﻹﻗﻠﻴم اﻝوطﻨﻲ إﻻ ﺒﻌد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ أو إﻴداع
طﻠب ﺘﺴﺠﻴل ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻋﻨد اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ"
ﺒﻤﺎ أن اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺸرط أﺴﺎﺴﻲ ﻻﻜﺘﺴﺎب اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﻝذﻝك ﺘﻘﺘﻀﻲ
دراﺴﺔ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت أوﻻ اﻝﺘطرق ﻹﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻘﺎﻨون 06-03
اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،واﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻴﺤق ﻝﻬم ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎﺘﻬم اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﺤق
اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻤدة اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ.
اﻝﻔرع اﻷول :إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
وﻴﻘﺼد ﺒﻬﺎ اﻹﺠراءات اﻝﺘﻲ ﻴﺠب إﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻝﻜﻲ ﻴﺘم ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﺒﺤﻴث ﺘﺼﺒﺢ ﺼﺎﻝﺤﺔ
ﻝﻼﺴﺘﻐﻼل اﻝﺘﺠﺎري و اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤن طرف اﻝدوﻝﺔ.
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 13ﻤن اﻷﻤر 06/03ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " :ﺘﺤدد ﺸﻜﻠﻴﺎت إﻴداع اﻝﻌﻼﻤﺔ و
ﻜﻴﻔﻴﺎت ٕواﺠراءات ﻓﺤﺼﻬﺎ و ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ و ﻨﺸرﻫﺎ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻋن طرﻴق
اﻝﺘﻨظﻴم " و ﻝﻬذا اﻝﻐرض ﺼدر اﻝﻤرﺴوم اﻝﺘﻨﻔﻴذي رﻗم 1277 -05اﻝذي ﻴﻨظم إﺠراءات
ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤر ﻋﺒر اﻝﻤراﺤل اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
-1إﻴــــداع اﻝﻌﻼﻤـــﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴــــﺔ :
ﻴﻌﺘﺒر إﻴداع اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻗرﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ،ﻝذﻝك
ﻓﻬﻲ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻝﻐﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻴﻘدم طﻠب اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻝﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ اﻝﺘﻲ ﺤددﻫﺎ اﻝﻤﺸرع ﻀﻤن ﻨص اﻝﻔﻘرة اﻝﺴﺎدﺴﺔ
-1ا & .م ا *)j -ي ر ،277-05 ,ا 4رخ ،2005/08/02 !2ا jي 5د - 9ت إ 5اع ا " ت و; 5&C ، O Dة
د ،54ا درة ،2005/08/07 !2ا ل وا * . ر.
36
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻤن اﻝﻤﺎدة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻫﻲ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ.1
اﻝذي ﺘم ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﺒﻤوﺠب اﻝﻤرﺴوم اﻝﺘﻨﻔﻴذي رﻗم .68-98
وﻴﻌد اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺠﻬﺔ اﻝوﺤﻴدة اﻝﺘﻲ ﺨوﻝﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون
ﻤﻬﺎم ﻓﺤص وﻗﺒول ٕواﻴداع وﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻜﺎﻓﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ،2
وذﻝك ﺒﻌد أن ﻜﺎﻨت اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﺨﺘراﻋﺎت ﺘﺴﻴر ﻤن طرف اﻝﻤﻌﻬد اﻝﺠزاﺌري
ﻝﻠﺘوﺤﻴد اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ واﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴن أن اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت
واﻝرﺴوﻤﺎت واﻝﻨﻤﺎذج اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺴﻤﻴﺎت ﺘﺴﻴر ﻤن طرف اﻝﻤرﻜز اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﺴﺠل
اﻝﺘﺠﺎري ،وﺒذﻝك ﻓﻘد أﺼﺒﺢ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝوﺤﻴدة اﻝﺘﻲ
ﺘﺘوﻝﻰ ﺘﺴﻴﻴر وﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،وﻝذﻝك ﻓﻬو ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜﺎﻓﺔ
ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﺒﺎﻝرﻏم ﻤن ﻜوﻨﻪ ﻤؤﺴﺴﺔ ذات طﺎﺒﻊ ﺼﻨﺎﻋﻲ
وﺘﺠﺎري.3
وﻗد اﻋﺘﻤد اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻨظﺎم اﻹﻴداع اﻝﺒﺴﻴط ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ﻀﻤن اﻝﻤرﺴوم اﻝﺘﻨﻔﻴذي
رﻗم 277/05اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﻜﻴﻔﻴﺎت إﻴداع اﻝﻌﻼﻤﺎت وﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ اﻝﻤﺸﺎر إﻝﻴﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،4ﺒﺤﻴث ﻴودع
اﻝطﻠب ﻤن طرف ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ أو وﻜﻴﻠﻪ ،ﻤﺒﺎﺸرة أو ﻋن طرﻴق اﻝﺒرﻴد اﻝﻤﻀﻤن أو ﺒﺄﻴﺔ
وﺴﻴﻠﺔ أﺨرى ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﺜﺒت اﻻﺴﺘﻼم ،وﻫو اﻷﻤر اﻝذي ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 3ﻤن ذات
اﻝﻤرﺴوم ،وﺘﺴﻠم أو ﺘرﺴل إﻝﻰ اﻝﻤودع أو وﻜﻴﻠﻪ ﻨﺴﺨﺔ ﻤن طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺘﺤﻤل ﺘﺄﺸﻴرة
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ وﺘﺘﻀﻤن ﺘﺎرﻴﺦ وﺴﺎﻋﺔ اﻹﻴداع.5
وﻴﺠب أن ﻴﺘم إﻴداع طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺎﺴم اﻝﻤﺎﻝك ،ﻝذﻝك ﻓﻘد ذﻫب اﻝﻘﻀﺎء
اﻝﺠزاﺌري إﻝﻰ ﻋدم ﻗﺒول طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻘدم ﺒﺎﺴم اﻝﻤﻤﺜل اﻝﺘﺠﺎري اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ
ﺒﺎﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻝﻜون اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻝم ﻴﺘم ﺒﺎﺴم اﻝﻤﺎﻝك ٕواﻨﻤﺎ ﺘم ﺒﺎﺴم ﻤﻤﺜﻠﻪ اﻝﺘﺠﺎري اﻝﻤﻜﻠف ﺒﺘوزﻴﻊ
+ -1ا & .م ا *)j -ي ر ،68-98 ,ا 4رخ ،1998/02/21 !2ا *@ /إ Gء ا Oا ط)! ا ?ا>&ي
د ،11ا درة .1998/03/01 !2 ا ) 5&C ،ة ر.
-2ا دة / 03ا & .م ا *)j -ي ،68-98ا Gر إ . . a
1 -3دي زو & ،ا & FCا ،6 Dص .77
-4وا jي أ a k 1ا دة / 13ا & 06/03ا * " 6ت ،ا Gر إ . . a
1&2 -5زراوي ] \ ،ا & FCا ،6 Dص .235
37
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﺴﺘﻨﺎدا إﻝﻰ اﻝﻌﻘد اﻝراﺒط ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻴﻤﻜن اﻝﺠﻤﻊ ﺒﻴن ﺼﻔﺔ اﻝﻤﻤﺜل
اﻝﺘﺠﺎري وﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت.1
وﻴﺠب أن ﻴﺘم طﻠب إﻴداع اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﺴﺘﻤﺎرة رﺴﻤﻴﺔ ﺘﺘﻀﻤن اﺴم اﻝﻤودع
وﻋﻨواﻨﻪ ،وﻗﺎﺌﻤﺔ واﻀﺤﺔ وﻜﺎﻤﻠﺔ ﻝﻠﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤراد ﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ ، 2ﻜﻤﺎ ﻴﺠب
إرﻓﺎق اﻝطﻠب ﺒﺼورة ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﺘﻜون ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻤﻠوﻨﺔ إذا ﻜﺎن اﻝﻠون ﻴﺸﻜل
ﻤﻴزة أو ﻋﻨﺼ ار ﻤﻤﻴ از ﻝﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﻴﺘﻌدى ﻤﻘﺎس ﺼورة اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻹطﺎر اﻝﻤﺤدد ﻝﻬذا
اﻝﻐرض ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻤﺎرة اﻝرﺴﻤﻴﺔ.3
وﻴﻌد ﺘﺎرﻴﺦ اﺴﺘﻼم اﻝﻤﻌﻬد ﻝﻠطﻠب ﻜﺘﺎرﻴﺦ ﻝﻺﻴداع ،وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﻘﻴﻤﻴن ﻓﻲ اﻝﺨﺎرج
ﻓﻴﺠوز أن ﻴﺜﺒت ﻝﻬم اﻹﻴداع إن ﻜﺎن ﻤﻤن ﻴوﻜﻠوﻨﻪ ﻝذﻝك ﺒﻤوﺠب وﻜﺎﻝﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘرﻓق وﺠوﺒﺎ
ﺒطﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ،4ﻜﻤﺎ ﻴﺠب ﺘﻘدﻴم اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺄوﻝوﻴﺔ إﻴداع ﺴﺎﺒق إن وﺠد ،5وﻜذا
وﺼل ﺘﺴدﻴد رﺴوم اﻹﻴداع واﻝﻨﺸر.6
وﻤﺎ ﻝم ﻴﺤﺼل ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺠوز ﺘﺼﺤﻴﺢ اﻷﺨطﺎء اﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘرد ﻓﻲ اﻝوﺜﺎﺌق
اﻝﻤودﻋﺔ ،7ﻜﻤﺎ ﻴﺠوز ﺴﺤب طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ أي وﻗت ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﻴﻜون ﻝﻪ اﻝﺤق ﻓﻲ
اﺴﺘرداد اﻝرﺴوم اﻝﻤدﻓوﻋﺔ وﻋﻠﻰ أن ﻴﺤدد ﻓﻲ طﻠﺒﻪ ﻝﻠﺴﺤب ﻤﺎ إن ﺤﺼل ﺘﻨﺎزل أو رﻫن
ﻝﺤق اﻻﺴﺘﻐﻼل ،إذ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﺤﺼول ذﻝك ﻴﺠب ﻤواﻓﻘﺔ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻤن ﻫذا اﻝﺤق
ﺒﺸﻜل ﻤﻜﺘوب.8
ﻴﺘوﻝﻰ اﻝﻤﻌﻬد ﺒﻌد ﺘﻠﻘﻴﻪ اﻝطﻠب ﻓﺤص اﻹﻴداع ﻤن ﺤﻴث اﻝﺸﻜل وﻤن ﺤﻴث
اﻝﻤﻀﻤون ،وﻴﻘﺼد ﺒﻔﺤص اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻝﺸﻜل ،اﻝﺘﺄﻜد ﻤن اﺴﺘﻴﻔﺎء طﻠب اﻹﻴداع
38
ر ا ا ھ و ي: ا ا
1
ﻓﺈذا ﻝم ﻴﺴﺘوﻓﻲ طﻠب اﻹﻴداع ﺘﻠك اﻝﺸروط ،ﻴطﻠب ﻤن اﻝﻤودع ﺘﺴوﻴﺘﻪ ﻝﻠﺸروط اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬرﻴن ﻴﻤﻜن ﺘﻤدﻴدﻫﺎ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤﻌﻠل ﻤن اﻝﻤودع ،ﻓﺈذا ﻝم ﺘﺘم اﻝﺘﺴوﻴﺔ
ﺨﻼل ﻫذا اﻷﺠل ﻴرﻓض طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل.2
أﻤﺎ اﻝﻔﺤص ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﻀﻤون ﻓﻴﻜون ﺒﻌد ﺘﺄﻜد اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤن اﺴﺘﻴﻔﺎء
اﻹﻴداع ﻝﻠﺸروط اﻝﺸﻜﻠﻴﺔ ،ﻓﺘﺒﺤث ﻓﻲ ﻓﺤص اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﻀﻤون ،وﻴﺘﻤﺜل ذﻝك ﻓﻲ
اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤودﻋﺔ ﻝﻴﺴت ﻤﻤﻨوﻋﺔ ﻤن اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻷي ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻝرﻓض
اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 7ﻤن اﻷﻤر رﻗم 06/03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.3
ﻓﺈذا ﺘوﻓر أﺤد أﺴﺒﺎب اﻝرﻓض ،ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺘﺒﻠﻴﻎ اﻝﻤودع اﻝذي ﻴﻤﻨﺢ
ﻝﻪ أﺠل ﺸﻬرﻴن اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ ﻹﺒداء ﻤﻼﺤظﺎﺘﻪ ،وﻴﻤﻜن ﺘﻤدﻴد ﻫذا اﻷﺠل ﻋﻨد
اﻝﻀرورة ﻝﻨﻔس اﻝﻤدة ،أﻤﺎ إذا ﺘﺒﻴن اﻝﻔﺤص ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﻀﻤون أﻨﻪ ﻤطﺎﺒق ﻓﻘط ﻝﺠزء ﻤن
اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت ،ﻓﺈن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﻜون ﻓﻘط ﻝﻬذا اﻝﺠزء ﻤن اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت.4
إذا اﺴﺘوﻓﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺸروط اﻝﺸﻜﻠﻴﺔ و اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ اﻝﺴﺎﺒق اﻹﺸﺎرة
إﻝﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺎﻝﻜﺎ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ وذﻝك اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺴﺠﻴل ،و ﻫو ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ
اﻝﻤﺎدة 5ﻤن اﻷﻤر 06/03ﺤﻴث ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ أﻨﻪ " ﻴﻜﺘﺴب اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ."...
/ 7ا & .م ا *)j -ي ر ،277/05 ,ا Gر إ . . a -1وھ! ا &Gوط ا *! 1د; Oا اد 4 /إ
-2ا دة ،10ا & .م ا *)j -ي ر.277-05 ,
-3ا دة ،11ا & .م ا *)j -ي ر.277-05 ,
-4ا دة ، 12ا & .م ا *)j -ي ر.277-05 ,
-5ا دة ،14ا & .م ا *)j -ي ،277-05ا Gر إ . . a
39
ر ا ا ھ و ي: ا ا
أو وﻜﻴﻠﻪ ﺸﻬﺎدة ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ، 1وﻴﻤﻜن ﻝﻜل ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎدة
ﺘﻌرﻴف ﺘﻀم ﻜل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﻘﻴدة ﻓﻲ اﻝﺴﺠل ،وذﻝك ﺒﻌد دﻓﻊ اﻝرﺴوم اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﺔ.2
ورﻏم ﻜون اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻤرﺤﻠﺔ ﻻﺤﻘﺔ ﻋن اﻹﻴداع ،إﻻ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻋﺘﺒر أﻨﻪ
ﺒﻤﺠرد ﻗﺒول اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﺈن اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻴﻜون ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ،3ﻓﻴﺘم اﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻹﻴداع ،وﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻜون ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻫو ذاﺘﻪ ﺘﺎرﻴﺦ اﻹﻴداع ،وﻴﻬدف اﻝﻤﺸرع ﻤن وراء ذﻝك ﻓﻲ
إﻝﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤودع ﻀد اﻝﻐﻴر اﻝذي ﻗد ﻴﻘوم ﺒﺈﻴداع ﻻﺤق وﻗد ﻴﺘم ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺘﻪ أوﻻ.
وﺒﻌد ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻘﻴدﻫﺎ ﻀﻤن اﻝﺴﺠل اﻝﻤﺨﺼص ﻝذﻝك ،ﻴﺘوﻝﻰ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ
اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺸﻬر اﻝﻌﻼﻤﺔ وذﻝك ﻋن طرﻴق ﻨﺸر اﻹﻴداع ﻀﻤن اﻝﻤﻨﺸور
اﻝرﺴﻤﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ.4
وﻗد اﻋﺘﺒر اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗرﻴﻨﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ اﻝﺘﻲ
ﺘﺜﺒت ﻝﻤن ﻝدﻴﻪ أﺴﺒﻘﻴﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﻝو ﻜﺎن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻤن طرف اﻝﻐﻴر ﺴﺎﺒق ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ،
وذﻝك ﺒﺨﻼف أﻏﻠب اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻗرﻴﻨﺔ ﺒﺴﻴطﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻴﺠوز إﺜﺒﺎت ﻋﻜﺴﻬﺎ ﻤﺘﻰ ﺜﺒت اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل.
وﺒذﻝك ﻓﻘد وﻀﻊ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺤدا ﻝﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘﻨﺸﺄ ﺒﺸﺄن ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﺜﺒت ﻝﻤن ﻝﻪ اﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺴﺠﻴل.
-4ﺘﺠدﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
أﻋطﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺠدﻴد طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،اﻝذي ﻴﻨﻘﻀﻲ ﺒﻤرور
10ﺴﻨوات ،ﺸرﻴطﺔ أن ﻻ ﻴﺘﻀﻤن ﻫذا اﻝﺘﺠدﻴد أي ﺘﻌدﻴل ﺠذري ﻓﻲ ﻨﻤوذج اﻝﻌﻼﻤﺔ أو
إﻀﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ،5وﻴﻘدم اﻝطﻠب إﻝﻰ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﻠﺔ ﺴﺘﺔ أﺸﻬر اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺒق اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺘﺴﺠﻴل أو ﺴﺘﺔ أﺸﻬر ﻋﻠﻰ اﻷﻜﺜر
اﻝﺘﻲ ﺘﻠﻲ اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺘﺴﺠﻴل ،ﻤﻊ إرﻓﺎﻗﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﺜﺒت اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل اﻝﺴﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺒق
اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﻝم ﻴﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ اﻝﺠزاء اﻝﻤﻘرر ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋدم ﺘﻘدﻴم
طﻠب اﻝﺘﺠدﻴد ﻓﻲ اﻵﺠﺎل اﻝﻤﻘررة ،وﻴﺨﻀﻊ طﻠب اﻝﺘﺠدﻴد ﻝﻠﻔﺤص ﻤن طرف اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
40
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺄﻜد ﻤن ﺘوﻓر اﻝﺸروط ،وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﺘوﻓرﻫﺎ ﺘﺤدد أﺠﻼ ﻝﻠﻘﻴﺎم
ﺒﺎﻝﺘﺼﺤﻴﺢ أو اﺴﺘﻜﻤﺎل اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﻓﻲ اﻷﺠل اﻝﻤﺤددٕ ،واﻻ ﺘم رﻓض اﻝطﻠب.1
أﻤﺎ إذا رﻏب ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻌدﻴل ﻓﻲ ﻨﻤوذج اﻝﻌﻼﻤﺔ أو إﺤداث إﻀﺎﻓﺔ ﻓﻲ
ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت ﻓﻴﺴﺘوﺠب ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺈﻴداع ﺠدﻴد ،2وﻫو ﻤﺎ ﻴؤﺨذ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع
اﻝﺠزاﺌري ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜن اﻋﺘﺒﺎر اﻝﺘﻌدﻴل اﻝﺒﺴﻴط ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ أو إﻝﻐﺎء ﺒﻌض ﻋﻨﺎﺼر اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﺘطﻠﺒﻬﺎ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎت ﻤﺸروﻋﺔ إﻴداﻋﺎ ﺠدﻴدا ،ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع أن ﻴﻘﺘﺼر ﻓﻲ طﻠب
اﻹﻴداع اﻝﺠدﻴد ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝﺘﻲ ﺘﻤس ﺒﺠوﻫر اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺤﻴث ﺘﻐﻴرﻫﺎ ﺒﺸﻜل ﻴﻤﻜن ﻤﻌﻪ
ﺤدوث اﻝﺘﺒﺎس ﻝدى اﻝﺠﻤﻬور.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻘوط اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
ﺘﺒﻘﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻤن ﻗﺎم ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،طﺎﻝﻤﺎ ﺤرص ﻋﻠﻰ ﺘﺠدﻴد اﻝﺘﺴﺠﻴل وﻓق ﻤﺎ
ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ اﻝﻘﺎﻨون ،وﻝﻜن ﻗد ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺈرادﺘﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ إذا اﻤﺘﻨﻊ ﻋن ﺘﺠدﻴد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ،
ﻜﻤﺎ ﻗد ﻴرﺠﻊ ﻫذا اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻷﺴﺒﺎب ﺨﺎرﺠﺔ ﻋن إرادة اﻝﻤﺎﻝك ﺴواء ﺒطب ﻤن اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ أو ﻤن اﻝﻐﻴر.
وﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ اﻷﻤر رﻗم 06/03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻت
اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻫﻲ اﻝﻌدول ،اﻹﺒطﺎل ،واﻹﻝﻐﺎء.
أوﻻ :اﻨﻘﻀﺎء اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ إرادة ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ
ﺘﻨﻘﻀﻲ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺎﻝﻨظر ﻹرادة ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ،ﺴواء ﻝﻌدم ﺘﺠدﻴد اﻹﻴداع أو اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋن
اﻝﻌﻼﻤﺔ.
-01ﻋدم اﻝﺘﺠدﻴد:
ﺘﺤدد ﻤدة ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻌﺸر ﺴﻨوات3ﺘﺴري ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ إﻴداع
اﻝطﻠب ،وﻴﺠوز ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺘﺠدﻴد اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻝﻔﺘرات ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ ﻏﻴر ﻤﺤدودة ﺘﻘدر ﻜل واﺤدة
ﺒﻌﺸر ﺴﻨوات ،ﺒﺸرط أن ﻴﻘدم طﻠب اﻝﺘﺠدﻴد اﻝذي ﻻ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ أي ﺘﻌدﻴل ﺠذري ﻓﻲ
-1ا دة ،21ا & .م ا *)j -ي ر ،277-05 ,ا Gر إ . . a
-2ا اد ،20-18ا & .م ا *)j -ي ر.277-05 ,
-3ا دة , / ،05ن ا " ت ،06-03ا Gر ا . . a
41
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﻌﻼﻤﺔ 1ﻝﻠﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺨﻼل اﻝﺴﺘﺔ أﺸﻬر اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺒق أو ﺘﻠﻲ اﻨﻘﻀﺎء
اﻝﺘﺴﺠﻴل 2وﻴرﻓق طﻠب اﻝﺘﺠدﻴد ﺒﻜﺎﻓﺔ اﻝﻘراﺌن اﻝﺘﻲ ﺘﺜﺒت اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔٕ ، 3واذا اﻤﺘﻨﻊ
ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن ﺘﺠدﻴدﻫﺎ ﻓﻘد اﻝﺤق ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ،وﺠﺎز ﻝﻠﻐﻴر طﻠب إﻴداﻋﻬﺎ ﻤن ﺠدﻴد.4
-02اﻝﺘﺨﻠﻲ:
ﻴﻌد اﻝﺘﺨﻠﻲ أو اﻝﻌدول – وﻫو اﻝﻤﺼطﻠﺢ اﻝذي اﺴﺘﻌﻤﻠﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري -ﻋن
اﻝﻌﻼﻤﺔ أﺤد اﻷﺴﺒﺎب اﻹرادﻴﺔ ﻝﻔﻘدان ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﺤﻴث ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 19ﻤن اﻷﻤر رﻗم
06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻝﻌدول اﻝﺠزﺌﻲ أو اﻝﻜﻠﻲ ﻋن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
دون اﻝﺤﺎﺠﺔ ﻹﺒداء اﻷﺴﺒﺎب ،ﺴواء ﻜﺎﻨت ﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﺸﺨﺼﻴﺔ.
واﻝﻌدول ﻋن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫو طرﻴﻘﺔ ﻻﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺈرادة ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ
وﻗد ﻴﻨﺼب اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻐطﻴﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﻋﻠﻰ
ﺠزء ﻤﻨﻬﺎ إذا ﻤﺎ ﺘﻌددت اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت واﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴزﻫﺎ.
وﻴﺘم اﻝﻌدول اﻝﺠزﺌﻲ أو اﻝﻜﻠﻲ ﻋن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝدى اﻝﻤرﻜز اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﺴﺠل
اﻝﺘﺠﺎري ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻴﻘدم ﻤن اﻝﻤﺎﻝك ،أو ﻤن ﻗﺒل وﻜﻴل ﻋﻨﻪ ﺸرط أن ﻴرﻓق ﺒوﻜﺎﻝﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﻤؤرﺨﺔ وﻤﻤﻀﺎة ﺘﺘﻀﻤن اﺴم اﻝوﻜﻴل وﻋﻨواﻨﻪ ،وﻻ ﻴﻜون اﻝﻌدول ﻨﺎﻓذا إﻻ ﺒﻌد ﻗﻴدﻩ
ﻓﻲ ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت ،5وذﻝك ﺤﺘﻰ ﻴﻌﻠم اﻝﻐﻴر ﺒﺄن ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝم ﺘﻌد ﻤﺴﺠﻠﺔ ،وأﺼﺒﺤت
ﻤﺘﺎﺤﺔ ﻝﻠﻐﻴر اﻝذي ﻴرﻏب ﻓﻲ اﺘﺨﺎذﻫﺎ ﻜﻌﻼﻤﺔ.
أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺤل ﻋﻘد ﺘرﺨﻴص ﺒﺎﻻﺴﺘﻐﻼل ﻤن طرف اﻝﻐﻴر ﻤﺴﺠل ﻝدى
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻻ ﺘﻘﺒل اﻝﻌدول إﻻ ﺒﻌد ﻗﺒول ﺼرﻴﺢ ﻤن طرف
ﺼﺎﺤب اﻝﺘرﺨﻴص اﻝﻤﺴﺠل.6
وﻴﻌﻤد ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻝﻰ اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋن ﻋﻼﻤﺘﻪ ﻋﻨدﻤﺎ ﻻ ﻴﺠد ﻓﺎﺌدة ﻤن وﺠوب
ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﻝﻜﻲ ﻴﺘﺨﻠص ﻤن دﻓﻊ اﻝرﺴوم ﻓﻴﻘوم ﺒطﻠب اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ أو اﻝﻌدول ﻋن
ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ.1
م ا *)j -ي ر ،277/05 ,ا Gر إ . a دة ،17ا &. -1ا
م ا *)j -ي ر.277/05 , دة ،18ا &. -2ا
م ا *)j -ي ر.277/05 , دة ،19ا &. -3ا
& FCا ،6 Dص .117 دي زو & ،ا 1 -4
م ا *)j -ي ر.277/05 , دة ،25ا &. -5ا
م ا *)j -ي ر.277/05 , دة ،26ا &. -6ا
42
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻗد ﻴﺘﻌرض ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻔﻘدان اﻝﺤق ﻓﻴﻬﺎ ﻷﺴﺒﺎب ﺨﺎرﺠﺔ ﻋن إرادﺘﻪ ،ﺴواء ﻜﺎن
ذﻝك ﺒﺴﺒب إﺒطﺎل اﻝﺘﺴﺠﻴل أو ﺒﺴﺒب ﻋدم اﻻﺴﺘﻐﻼل.
-01ﺒطﻼن اﻝﺘﺴﺠﻴل:
أﺠﺎز اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري إﺒطﺎل ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ 2وذﻝك ﺒطﻠب ﻤن اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو ﻤن اﻝﻐﻴر اﻝذي ﻴﻤﻠك ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹﺒطﺎل ،وذﻝك ﻋن طرﻴق اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ
اﻝﻘﻀﺎء إذا ﺘﺒﻴن ﻏﻴﺎب اﻝﺸروط اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن اﻷﻤر 06-03
اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻴﺴري ﻫذا اﻹﺒطﺎل ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻹﻴداع.
وﻴﺨﻀﻊ ﻗرار إﺒطﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ اﻝدﻓﺘر اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻴﻨﺸر ﻀﻤن
اﻝﻨﺸرة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت ﺤﺘﻰ ﻴطﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻐﻴر.3
وﺘﺨﻀﻊ دﻋوى اﻹﺒطﺎل ﻝﻠﺘﻘﺎدم ﺨﻼل أﺠل ﺨﻤس ﺴﻨوات اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﺴﺠﻴل
اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻷﻨﻪ ﺒﻌد ﻓوات ﻫذﻩ اﻝﻤدة ﻓﺈن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﻜﺘﺴب ﺼﻔﺔ اﻝﺘﻤﻴز ،4وﻴﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤن ﻫذا
اﻹﺠراء طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝذي ﺘم ﺒﺴوء ﻨﻴﺔ.
وﻗد ﻻ ﺘﻨﺼرف آﺜﺎر اﻹﺒطﺎل إﻝﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻘط اﻝذي ﻴﻔﻘد ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ
واﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ واﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ،ﺒل ﻴﻨﺼرف ﻝﻠﻐﻴر وﻤﺜﺎل ذﻝك إذا ﻗﺎم ﺼﺎﺤب ﻋﻼﻤﺔ ﺒﺎطﻠﺔ
ﺒﺘرﺨﻴص اﺴﺘﻐﻼل ﻋﻼﻤﺘﻪ ﻝﻔﺎﺌدة اﻝﻐﻴر ،ﺜم ﺘﺒﻴن ﺒطﻼﻨﻬﺎ ﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ أﺤد اﻝﺤﺎﻻت اﻝواردة
ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 7ﻤن اﻷﻤر 06/03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻓﻔﻲ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘﻠﻐﻲ ﻜل
اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝواردة ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻤن ﺘﻨﺎزل ،أو ﺒﻴﻊ ،أو ﺘرﺨﻴص ،وذﻝك ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ،ﻋﻠﻰ
أن ﻴﺴﺘرد اﻝﻐﻴر ﺤﺴن اﻝﻨﻴﺔ ﺤﻘوﻗﻪ ﻋن طرﻴق دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض.5
43
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻴﺘم إﻝﻐﺎء اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن طرف اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺨﺘص ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻐﻴر ﺼﺎﺤب
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ،أو اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،إذا ﺜﺒت ﻋدم اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﺠدﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻊ
واﻝﺨدﻤﺎت ﺨﻼل ﻓﺘرة اﻝﺜﻼث ﺴﻨوات اﻝﺘﻲ ﺘﻠﻲ اﻝﺘﺴﺠﻴل ، 1ﻤﻊ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺘﻤدﻴد اﻷﺠل إﻝﻰ
ﺴﻨﺘﻴن إﻀﺎﻓﻴﺘﻴن ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﺼﺎدر ﻋن اﻝﻤﺎﻝك ﻗﺒل اﻨﻘﻀﺎء ﻓﺘرة اﻝﺜﻼث ﺴﻨوات،
ﺸرط أن ﻴﺜﺒت ﺒﺄن ظروﻓﺎ ﻋﺴﻴرة ﺤﺎﻝت دون اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ.2
وﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻨدﻤﺎ ﻤدد اﻝﻔﺘرة اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻻﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،واﻝﺘﻲ
ﻜﺎﻨت ﺘﻘدر ﺒﺴﻨﺔ واﺤدة ﻓﻲ اﻷﻤر رﻗم 57-66اﻝﻤﻠﻐﻰ اﻝذي ﻨص ﻋﻠﻰ إﻝزاﻤﻴﺔ اﺴﺘﻐﻼل
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل ﺴﻨﺔ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺴﺠﻴلٕ ،واﻻ أﺼﺒﺢ اﻹﻴداع ﻋدﻴم اﻷﺜر ،3ﻷن ﻤدة ﺴﻨﺔ
ﻏﻴر ﻜﺎﻓﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻨﺤﻜم ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻌدم اﻻﺴﺘﻐﻼل ﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ ﻗﺼر اﻝﻤدة.
واﻝظﺎﻫر أن ﻫدف اﻝﻤﺸرع ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨص ﻋﻠﻰ إﻝﻐﺎء اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻫو
ﺘﺸﺠﻴﻊ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ إﺜﺒﺎت ﺠدﻴﺘﻪ ﻤن ﺨﻼل ﺴرﻋﺔ اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ،وﻋدم ﻓﺘﺢ اﻝﻤﺠﺎل
أﻤﺎم ﺘراﻜم ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ وﺤرﻤﺎن اﻝﻐﻴر ﻤن اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻝﻠﺘﻌرﻴف
ﺒﻤﺸروﻋﻪ.
44
ر ا ا ھ و ي: ا ا
واﻝﻨﻤﺎذج اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻬﺎ ﻤن إﺠراءات وذﻝك ﻓﻲ
اﻝﺴﺠل اﻝﻤﻌد وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون وﻫذﻩ اﻝﻼﺌﺤﺔ.1
اﻝﻔرع اﻷول :إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
-1طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻴﻘدم طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ أو اﻝﺘدوﻴن ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﺘﻌدﻴﻠﻬﺎ إﻝﻰ اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝﺘﺠﺎري ﺒواﺴطﺔ ﺼﺎﺤب اﻝﺸﺄن أو ﻤن ﻴﻨوب ﻋﻨﻪ ﺒﺘوﻜﻴل
ﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻤﺎرة اﻝﻤﻌدة ﻝذﻝك.2
وﻴﺸﻤل اﻝطﻠب ﺒوﺠﻪ ﺨﺎص اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤطﻠوب ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﺒﻴﺎن اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻝﻤﻨﺘﺠﺎت
اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ،واﺴم وﺼﻔﺔ ﻤﻘدم اﻝطﻠب ،وﺠﻨﺴﻴﺘﻪ وﻋﻨواﻨﻪ ،وﻴﺠب أن ﻴﺸﺘﻤل اﻝطﻠب
ﻋﻠﻰ ﻋدد أرﺒﻊ ﺼور ﻝﻠرﺴم اﻝﺘﺼوﻴري ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺘﻜون ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻤطﺎﺒﻘﺔ ﻝرﺴم
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝواردة ﺒﺎﺴﺘﻤﺎرة اﻝﺘﺴﺠﻴل.3
وﻴﺘﻀﻤن اﻝطﻠب أﻴﻀﺎ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤطﻠوب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،واﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ
ﻴوﺠد ﺒﻬﺎ اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري ،وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إﻴداع طﻠب ﻓﻲ إﺤدى اﻝدول أو اﻝﻜﻴﺎﻨﺎت اﻷﻋﻀﺎء
ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻤل ﻤﺼر ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻤﺜل ،ﻴﺠب ﺘﻘدﻴم اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﻤﺜﺒﺘﺔ
ﻹﻴداع اﻝطﻠب ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤﻘدم اﻝطﻠب ﻤن ﺤق اﻷوﻝوﻴﺔ.4
واﺸﺘرطت اﻝﻼﺌﺤﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 73ﻤﻨﻬﺎ أن ﻴﺘم اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﻤطﻠوﺒﺔ
ﺨﻼل ﺴﺘﺔ أﺸﻬر ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﻘدﻴم طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴلٕ ،واﻻ اﻋﺘﺒر اﻝطﻠب ﻜﺄن ﻝم ﻴﻜن.
وﺒﻌد ﺘﻘدﻴم اﻝطﻠب واﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﻤطﻠوﺒﺔ ،ﻴﺘم ﻗﻴد طﻠﺒﺎت اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺴﺠل
ﺨﺎص ﺒﺎﻹدارة ﺒﺄرﻗﺎم ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﺤﺴب ﺘوارﻴﺦ ورودﻫﺎ.5
وﻓﻲ ﺤﺎل ﻗﻴﺎم ﺸﻜوك ﺠدﻴﺔ ﺤول ﺼﺤﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝطﻠب أو اﻝﻤﺴﺘﻨدات اﻝﻤرﻓﻘﺔ ﺒﻪ
ﻴﺠوز ﻝرﺌﻴس اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ أو ﻤن ﻴﻔوض أن ﻴﺴﺘدﻋﻲ اﻝطﺎﻝب ،أو وﻜﻴﻠﻪ ﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ،وذﻝك
درة .2003/08/16 !2 ا & ، 5د &+ 33ر ،ا ن ر ،2002-82 ,ا & 5ة ا &. -1ا "> ا *)5j -
ا *) ،a 5j -ا Gر إ . O -2ا دة / 73ا ن ،2002-82وا دة / 71ا ">
! ،ا & FCا ،6 Dص . 496 ا . -3
ن ،2002-82ا Gر إ . O -4ا دة / 72ا "> ا *)5j -
ن ،2002-82ا Gر إ . O -5ا دة / 74ا "> ا *)5j -
45
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺒﻤوﺠب ﻜﺘﺎب ﻤوﺼﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺼﺤوب ﺒﻌﻠم اﻝوﺼول ﺒﺘﻘدﻴم ﻤﺎ ﻴﻠزم ﻹﺜﺒﺎت ﺼﺤﺔ ﺘﻠك
اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت أو اﻝﻤﺴﺘﻨدات وذﻝك ﺨﻼل ﻤﻬﻠﺔ ﻻ ﺘﺘﺠﺎوز ﺜﻼﺜﺔ أﺸﻬر ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﻜﻠﻴﻔﻪ.1
إذا ﺘم إﻴداع ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻓﻲ أي دوﻝﺔ ﻋﻀو ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة
اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ أو اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻤل ﻤﺼر ﺒﺎﻝﻤﺜل ،ﻴﺠوز ﻝﻤﻘدم اﻝطﻠب أو ﻤن آﻝت إﻝﻴﻪ ﺤﻘوﻗﻪ ﺨﻼل
اﻝﺴﺘﺔ أﺸﻬر اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﺘﺎرﻴﺦ ﺘﻘدﻴم اﻝطﻠب أن ﻴﺘﻘدم إﻝﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر ﺒطﻠب ﻤﻤﺎﺜل
ﻴﺘﻌﻠق ﺒذات اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻴﻨﺼب ﻋﻠﻰ ذات اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺸﻤﻠﻬﺎ ﻝطﻠب اﻝﺴﺎﺒق ،وذﻝك طﺒﻘﺎ
ﻝﻠﻤﺎدة 75ﻤن ﻗﺎﻨون ،2002/82وﻴﻨﺸر اﻝﻘرار اﻝﺼﺎدر ﺒﻘﺒول طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝﺠرﻴدة ﻤﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻨﺎﺘﻬﺎ .2
-2ﺤق اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل
ﻴﺠوز ﻝﻜل ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤق اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤطﻠوب ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،وذﻝك
ﺨﻼل ﺴﺘﻴن ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﻨﺸر ،وﻴﻘدم اﻻﻋﺘراض إﻝﻰ رﺌﻴس اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ أو ﻤن ﻴﻔوﻀﻪ،
ﻤرﻓﻘﺎ ﺒﺎﻝﻤﺴﺘﻨدات اﻝداﻝﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺒﺎب اﻝرﻓض ،3وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺘم إﻋﻼم طﺎﻝب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺒﺼورة
ﻤن اﻻﻋﺘراض ﺨﻼل ﺜﻼﺜﻴن ﻴوﻤﺎ ﻤن ورود اﻹﺨطﺎر ﺒﺎﻻﻋﺘراض وﻴﺤق ﻝطﺎﻝب اﻝﺘﺴﺠﻴل
أن ﻴﻘوم ﺒﺎﻝرد ﺒﻜﺘﺎب ﻤﺴﺒب ﺨﻼل ﺜﻼﺜﻴن ﻴوﻤﺎ ﻤن اﻹﻋﻼن ٕواﻻ اﻋﺘﺒر ﻤﺘﻨﺎزﻻ ﻋن طﻠب
اﻝﺘﺴﺠﻴل وﺘﺼدر اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗرارﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘراض ﻤﺴﺒﺒﺎ ،إﻤﺎ ﺒﻘﺒول اﻝﺘﺴﺠﻴل أو رﻓﻀﻪ،
وذﻝك ﺒﻌد ﺴﻤﺎع طرﻓﻲ اﻝﻨزاع.4
وﻗد ﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ 5ﺒﺄﻨﻪ ﻤن ﺤق طﺎﻝب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
رﻓﻊ دﻋوى أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ رﻓض اﻝﺘظﻠم اﻝﻤﻘدم ﻀد ﻗرار إدارة اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وذﻝك إﻝﻰ
اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون ﺨﻼل أﺠل ﺜﻼﺜﻴن ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ أﺨطﺎرﻩ ﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺒﺄﺴﺒﺎﺒﻪ ،أي أﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴن ﻋﻠﻰ طﺎﻝب اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝﺘظﻠم ﻓﻲ ﻗرار اﻝﻠﺠﻨﺔ ،ﻗﺒل اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ
اﻝﻘﻀﺎء.
ن .2002-82 -1ا
دة / 81ا "> ا *)5j -
ن .2002-82 -2ا
دة / 88ا "> ا *)5j -
ن .2002-82 -3ا
دة / 89ا "> ا *)5j -
ا *) ،a 5j -ا Gر إ O دة , / 81ن 1ق ا +ا 5&+-ا &ي 2002-82وا دة / 94ا "> -4ا
.
دق &،!. ا - -5ط /ر 55 )D 274 ,ق G ،1986/12/22 D C ،ر إ N 4 / J a
ا & FCا ،6 Dص .84
46
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ٕواذا ﺘم ﺘﻘدﻴم طﻠب ﻝﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ورأت ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل أن ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻗد ﺘﻠﺘﺒس ﻤﻊ ﻋﻼﻤﺔ أﺨرى ﺴﺒق ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨطر طﺎﻝب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻋﻠﻰ وﺠﻪ رﺴﻤﻲ
ﺒﺈﺠراء اﻝﺘﻌدﻴل اﻝﻼزم ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل ﺴﺘﺔ أﺸﻬر ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻹﺨطﺎر ،وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم
اﻻﻤﺘﺜﺎل ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ رﻓض طﻠب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ.1
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺤق ﻝﻠطﺎﻝب اﻝﺘظﻠم ﺨﻼل 30ﻴوﻤﺎ ﻤن اﻹﺨطﺎر ﺒرﻓض اﻝطﻠب
وﺘﺸﻜل ﻝﺠﻨﺔ اﻝﺘظﻠﻤﺎت طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 95ﻤن اﻝﻼﺌﺤﺔ وﺘﺼدر اﻝﻠﺠﻨﺔ ﻗرارﻫﺎ ﺨﻼل ﺴﻨﺔ ﻤن
ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﻘدﻴم اﻝطﻠب ،وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻗﺒول ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺘم ﻨﺸرﻫﺎ ﻓﻲ ﺠرﻴدة اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﻲ
ﺘﺼدرﻫﺎ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﻬرﻴﺎ.
ﻴﺴري أﺜر ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﺼري ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﻘدﻴم اﻝطﻠب ،وﻴﻤﻨﺢ
ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺸﻬﺎدة ﺒﺎﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺘﻲ ﺘم ﻨﺸرﻫﺎ ﻓﻲ ﺠرﻴدة اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻤن اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ،
وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻀﻔﺎء اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘدر ﻤدﺘﻬﺎ ﺒﻌﺸر ﺴﻨوات،
ﻴﻤﻜن ﺘﺠدﻴدﻫﺎ ﻝﻤدة ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺒطﻠب ﻤن ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ.2
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻴﺤق ﻝﻬم ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎﺘﻬم اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 66ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ 2002-82ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " :ﻤﻊ
ﻋدم اﻹﺨﻼل ﺒﺄﺤﻜﺎم اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﻨﺎﻓذة ﻓﻲ ﺠﻤﻬورﻴﺔ ﻤﺼر اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻴﻜون ﻝﻜل
ﺸﺨص طﺒﻴﻌﻲ أو اﻋﺘﺒﺎري ﻤن اﻝﻤﺼرﻴﻴن أو ﻤن اﻷﺠﺎﻨب ،اﻝذﻴن ﻴﻨﺘﻤون أو ﻴﺘﺨذون
ﻤرﻜز ﻨﺸﺎط ﺤﻘﻴﻘﻲ وﻓﻌﺎل ﻝﻬم ﻓﻲ إﺤدى اﻝدول أو اﻝﻜﻴﺎﻨﺎت اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة
اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ أو اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻤل ﺠﻤﻬورﻴﺔ ﻤﺼر اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻤﺜل اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﺘﻘدم إﻝﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ
اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺠﻤﻬورﻴﺔ ﻤﺼر اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،وﻤﺎ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك ﻤن ﺤﻘوق ﻷﺤﻜﺎم ﻫذا اﻝﻘﺎﻨون
ﺒطﻠب ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ".
وﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨص أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري أﻋطﻰ ﻝﻜل ﺸﺨص طﺒﻴﻌﻲ ﻤن
اﻝﻤﺼرﻴﻴن أو اﻷﺠﺎﻨب اﻝذﻴن ﻴﻨﺘﻤون أو ﻴﺘﺨذون ﻤرﻜز ﻨﺸﺎط ﺤﻘﻴﻘﻲ وﻓﻌﺎل ﻝﻬم ﻓﻲ إﺤدى
اﻝدول اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺤق ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر
وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون.3
47
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻜﻤﺎ أﻀﺎﻓت اﻝﻤﺎدة 70ﻤن ﻗﺎﻨون 2002/82ﻓﺌﺔ أﺨرى ﻤن اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻴﺤق
ﻝﻬم ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎﺘﻬم داﺨل ﻤﺼر وﻫم اﻷﺸﺨﺎص اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎرﻴﺔ اﻝذﻴن ﻴزاوﻝون
أﻋﻤﺎل ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﻓﺤﺼﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺘص ﺒﻤﺼدرﻫﺎ أو ﻋﻨﺎﺼر ﺘرﻜﻴﺒﻬﺎ أو طرﻴﻘﺔ
ﺼﻨﻌﻬﺎ أو ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ أو ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ أو أﻴﺔ ﺨﺎﺼﻴﺔ أﺨرى ﺘﻤﻴزﻫﺎ.
وﻨﺼت اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن ذات اﻝﻤﺎدة ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز اﻝﺘﺼرف ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺎت
اﻝﻤراﻗﺒﺔ إﻻ ﺒﻤوﺠب ﺘرﺨﻴص ﺨﺎص ﻤن اﻝوزﻴر اﻝﻤﺨﺘص ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﻘد اﻝﺘزم اﻝﻤﺸرع
اﻝﻤﺼري ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻷﺸﺨﺎص اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ واﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻴم ﻓﻲ إﺤدى اﻝدول اﻷﻋﻀﺎء
ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ،واﻷﺸﺨﺎص اﻝﻠذﻴن ﻝﻬم ﻤﻨﺸﺂت ﻋﺎﻤﺔ وﻓﻌﺎﻝﺔ ﻓﻲ إﺤدى ﻫذﻩ
اﻝدول.1
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺸطــــــب ﺘﺴﺠﻴــــل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
ﻴﺘم ﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت وذﻝك ﻓﻲ ﻋدة ﺤﺎﻻت ﻤﻨﻬﺎ:
-1اﻝﺸطب ﻝﻌدم ﺘﺠدﻴد اﻝﺘﺴﺠﻴل
إذا ﻝم ﻴﺘﻘدم ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒطﻠب ﻝﺘﺠدﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل اﻝﺴﻨﺔ اﻷﺨﻴرة ﻤن ﻤدة
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ،وﻤﻀت ﻤدة ﺴﺘﺔ أﺸﻬر ﺒﻌد اﻨﺘﻬﺎء ﻤدة اﻝﺘﺴﺠﻴل وﻝم ﻴﺘﻘدم ﺒطﻠب ﺘﺠدﻴدﻩ ﻗﺎﻤت
ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝﺘﺠﺎري ﺒﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ.
وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 1/90ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن "ﻤدة اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﺸر ﺴﻨوات ،وﺘﻤﺘد ﻝﻤدة أو ﻝﻤدد ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب
ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻤرة ﺨﻼل اﻝﺴﻨﺔ اﻷﺨﻴرة ﻤن ﻤدة اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺴداد اﻝرﺴم اﻝﻤﺴﺘﺤق
ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻷول ﻤرة.
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﺈن اﻝﺘﺠدﻴد ﻻﺒد أن ﻴﺘم ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤن ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺨﻼل ﻤدة
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻫﻲ اﻝﺴﻨﺔ اﻷﺨﻴرة ﻤن اﻝﻤدة اﻷوﻝﻰ وﻤﻨﺢ اﻝﻤﺸرع ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻬﻠﺔ ﻗدرﻫﺎ ﺴﺘﺔ
أﺸﻬر ﺒﻌد اﻨﺘﻬﺎء اﻝﻤدة اﻷﺼﻠﻴﺔ أو اﻝﻤوﺠودة ﻤﻘﺎﺒل رﺴم إﻀﺎﻓﻲ ﻻ ﻴﺘﺠﺎوز ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ
ﺠﻨﻴﺔ.2
48
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﺘﻠﺘزم اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻌدم اﻝﺘﺠدﻴد دون
اﻝﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﺘﻘدﻴم طﻠب ﻤن اﻝﻐﻴر ،وذﻝك ﺨﻼل اﻝﺜﻼﺜﺔ أﺸﻬر اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻬﺎء ﻤدة
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ.
-2اﻝﺸطب ﻝﻌدم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل
ﻴﺘم ﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜذﻝك إذا ﻝم ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻤن طرف ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت
اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻬﺎ ﺒدون ﻤﺒرر ،وذﻝك ﺨﻼل ﺨﻤس ﺴﻨوات ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ.1
وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻝك ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤق ﻝﻜل ذي ﻤﺼﻠﺤﺔ أن ﻴرﻓﻊ دﻋوى ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻝﻌدم اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋبء إﺜﺒﺎت ﻋدم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ،وﻗد ﺘﻜون ﻫﻨﺎك ﻗراﺌن ﺘدل ﻋﻠﻰ
ﻋدم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻨﻬﺎ :ﻏﻠق اﻝﻤﻨﺸﺄة ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ،أو اﻹﻓﻼس ،أو ﺘﺼﻔﻴﺔ اﻝﻤﻨﺸﺄة ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ أو
ﻤﻐﺎدرة ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺒﻼد وﺘﺼﻔﻴﺔ أﻋﻤﺎﻝﻪ ،ﻓﻬذﻩ اﻝﻘراﺌن ﺘﻜون دﻝﻴﻼ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋن
اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ.2
ورﺒﻤﺎ ﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺘﺨﻔﻴض ﻤدة اﻝﺨﻤس ﺴﻨوات ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤدة
طوﻴﻠﺔ ،إﻝﻰ ﺤد ﻤﻌﻘول ﻗد ﻴﻜون ﺜﻼث ﺴﻨوات ﻜﻤﺎ ﻓﻌل اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻷن ﻫذﻩ اﻝﻤدة
اﻷﺨﻴرة ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ اﻝﺘﺨﻠﻲ ﻋن اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺴﻘوط ﺤق
ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ،ﻫذا اﻝﺴﻘوط اﻝذي ﻴﻘرر ﺒﻤوﺠب ﺤﻜم ﻗﻀﺎﺌﻲ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤﺸرع ﺴواء ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠزاﺌري أو ﻓﻲ ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻤﺼري ،أن ﻴﺼرح ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝذي ﻴرﻏب ﻓﻲ اﻝﺘوﻗف اﻝﻤؤﻗت ﻋن اﺴﺘﻌﻤﺎل
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﻝﺘﻘدم ﺒطﻠب إﻝﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻴﺒﻴن ﻓﻴﻪ أﺴﺒﺎب
اﻝﺘوﻗف وﻤﺒرراﺘﻪ ،وﻴﺘرك أﻤر ﺘﻘدﻴر ذﻝك إﻝﻰ ﻝﺠﻨﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻓﺈذا ﺘﻤت اﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻝطﻠﺒﻪ
ﻴﺘﻤﻜن ﻤن اﻻﺤﺘﻔﺎظ ﺒﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ طﻴﻠﺔ ﻤدة اﻝﺘوﻗف ،ﻷﻨﻪ ﻗد ﺘﻜون ﻫﻨﺎك ﻤﺒررات ﺘﻘﻀﻲ
ﺒﻌدم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺨﻼل ﻤدة ﺘزﻴد ﻋن 3ﺴﻨوات وﻓق اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري و 5ﺴﻨوات ﻓﻲ
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري ،وذﻝك ﻨﺘﻴﺠﺔ ظروف إﻨﺘﺎﺠﻴﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ أو ﺤﺘﻰ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
49
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻗد أﺠﺎز اﻝﻘﺎﻨون 2002-82اﻝﻤﺘﻀﻤن ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري ﻓﻲ
اﻝﻤﺎدة 92ﻤﻨﻪ ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ دون ﻏﻴرﻩ إﻋﺎدة ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل ﺜﻼث ﺴﻨوات ﻤن
اﻝﺸطب ،ﻤﻘﺎﺒل ﺴداد رﺴم ﻻ ﻴﺠﺎوز أﻝف ﺠﻨﻴﻪ.
وﻝﻜن إذا اﻨﺘﻬت ﻤدة اﻝﺜﻼث ﺴﻨوات دون ﺘﻘدﻴم طﻠب إﻋﺎدة اﻝﺘﺴﺠﻴل أﺠﺎز اﻝﻘﺎﻨون
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻝﻐﻴرﻩ ﺘﺴﺠﻴل ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن ذات اﻝﻤﻨﺘﺞ وذﻝك طﺒﻘﺎ
ﻝﻸوﻀﺎع وﺒذات اﻹﺠراءات واﻝرﺴوم اﻝﻤﻘررة ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل أول ﻤرة ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﺸطب ﺘﻨﻔﻴذا
ﻝﺤﻜم ﻗﻀﺎﺌﻲ واﺠب اﻝﻨﻔﺎذ ﺒﻌدم اﻷﺤﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺠﺎز ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝﺼﺎﻝﺢ اﻝﻐﻴر
ﻓور اﻝﺸطب.1
&ي ،ا Gر إ . . a 1 5ق ا +ا 5&+-ا -1ا دة , / 2/92ن ،2002-82ا * 6
ا دق & ،!.ا & FCا ،6 Dص .82 - -2
50
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻤﺎ ﻴﻼﺤظ ﻋﻠﻰ اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨظم ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝواردة ﻓﻲ
ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري ،2002-82ﻫو ﺘﺸﺎﺒﻬﻬﺎ إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﻤﻊ
أﺤﻜﺎم اﻷﻤر 06/03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻤن ﺤﻴث إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ،
وﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝذي ﻴﺴري ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ إﻴداع طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،وﻜذا ﻤدة اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻘدرة ﺒﻌﺸر ﺴﻨوات.
ﻜﻤﺎ اﺘﻔق اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎن ﺤول إﻝزاﻤﻴﺔ ﺘﺠدﻴد إﺠراءات إﻴداع اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺨﻼل اﻝﺴﺘﺔ أﺸﻬر
اﻝﺘﻲ ﺘﻠﻲ اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق ﻓﻴﻬﺎ إذا رﻏب ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻤرار ﻓﻲ اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ،أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ
ﻝﺠزاء ﻋدم اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻓﺈن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم ﻴﻨص ﻋﻠﻴﻪ وﻝم ﻴﺤدد اﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻠك اﻝﺤق
ﻓﻲ ﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ إذا ﻝم ﻴﺘم ﺘﺠدﻴدﻫﺎ ﻓﻬل ﻴﺘﺨذ اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻗرار
ﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻪ أو ﻴﻘوم ﺒرﻓﻊ دﻋوى أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺨﺘص ﻴﻠﺘﻤس ﻤن
ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﺸطب ،وأرى ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظري أن اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫﻲ اﻝﺘﻲ
ﺘﻤﻠك ﺴﻠطﺔ ﺸطﺒﻬﺎ إذا ﻝم ﻴﺘم ﺘﺠدﻴد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،وﻫو ﻤﺎ اﻋﺘﻤدﻩ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري اﻝذي ﻨص
ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺸطب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺨﻼل اﻝﺜﻼﺜﺔ أﺸﻬر اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ
ﻝﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻬﺎء ﻤدة اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ إذا ﻝم ﻴﺒﺎدر ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ إﻝﻰ ﺘﺠدﻴدﻫﺎ.
وﻗد ﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ ﺤق اﻷوﻝوﻴﺔ اﻝذي ﻴﻤﻨﺢ ﻝطﺎﻝب اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝذي ﺴﺒق
ﻝﻪ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝدى دوﻝﺔ ﻋﻀو ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ أو دوﻝﺔ ﺘﻌﺎﻤل ﻤﺼر
ﺒﺎﻝﻤﺜل ،وﻫو اﻹﺠراء اﻝذي ﻝم ﻴﺘﺒﻨﺎﻩ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻝﺠزاﺌر ﻝﻴﺴت ﻋﻀو ﻓﻲ
ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ.
وأوﺠد ﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺼري ﻝﺠﻨﺔ ﻝﻠطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴل
اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ رﻓض ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وذﻝك ﻗﺒل اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺨﻠﻰ
ﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠزاﺌري ﻤن ﻫذا اﻝﻨص ،إﻻ أﻨﻪ اﻜﺘﻔﻰ ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 32ﻤن ﻗﺎﻨون
51
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻫذا ﻴﻌﻨﻲ أن ﻴﻜون ﻝﺼﺎﺤب ﻫذﻩ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺤﻘوق ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻝﻪ ﺤق اﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ ﺴواء ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،أو ﺒﺎﻝﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ،
أو ﺒﺎﻝﺘرﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وﺘﺠد ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ أﺴﺎﺴﺎ ﻝﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ،إﻤﺎ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻝﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ دون اﻋﺘراض ﻤن أﺤد ،أو ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﻗد أﻀﺎف اﻝﻔﻘﻪ ﻤﺼد ار
آﺨر ،وﻫو ﺸﻬرة اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﺄﺴﺎس ﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وﻨﺼت أﻏﻠب اﻝدول واﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺸﻬورة ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 68ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،2002-82واﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻝﻔﻘرة اﻷﺨﻴرة ﻤن اﻝﻤﺎدة 9ﻤن اﻷﻤر 06-03
اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث ﺴوف أﺘﻨﺎول ﺤﻘوق ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻜﺤق اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ،
واﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ ،واﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ،وﺒﻴﻌﻬﺎ ،وذﻝك ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري،
وﻋﻠﻴﻪ ﺴﻴﺘم ﺘﻘﺴﻴم ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث إﻝﻰ ﺜﻼث ﻤطﺎﻝب ﻴﺘﻀﻤن اﻷول ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،واﻝﺜﺎﻨﻲ ﺤق اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ.
اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﺘﻜﺘﺴب ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﺼري ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ،وﻫذا ﻤﺒدأ
أﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل دون اﻹﻴداع ،2وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ
ﻴﻌﺘﺒر اﻝﻤﺴﺘﻌﻤل ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ﻫو ﻤﺎﻝﻜﻬﺎ اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ وﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻝذﻝك ﻴﻌطﻲ ﻝﻪ اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﺤق ﻓﻲ ﺘﺘﺒﻊ اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،واﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وطﻠب اﻝﺘﻌوﻴض ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﻤن
ﻴﺘوﻝﻰ إﻴداع أو اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ.
واVدار، 5 -1ا دة / ،32ا ن ر ،09-08 ,ا 4رخ &- 2 25 :!2ي ،2008ا *@ , /ن ا&CVاءات ا
د ،21ا درة .2008/04/23 !2 ا & 5ة ر.
-2ﻜﻨﻌﺎن اﻷﺤﻤر ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .10
52
ر ا ا ھ و ي: ا ا
أﻤﺎ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻬو واﻗﻌﺔ ﻜﺎﺸﻔﺔ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ،إذ ﻴﻌﺘﺒر ﻤن ﻗﺎم ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻤﺎﻝﻜﺎ ﻝﻬﺎ ﻤﺘﻰ اﻗﺘرن ذﻝك ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ،ﻤﺎ ﻝم ﻴﺜﺒت أن أوﻝوﻴﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻜﺎﻨت ﻝﻐﻴرﻩ ،وﻴﺤق
ﻝﻤن ﻜﺎن اﻝﺴﺒﺎق ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن ﺴﺠﻠت ﺒﺎﺴﻤﻪ ،اﻝطﻌن ﺒﺒطﻼن اﻝﺘﺴﺠﻴل
ﺨﻼل اﻝﺨﻤس اﻝﺴﻨوات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴلٕ ،واﻻ ﺴﻘط ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ذﻝك.
ﻝﻜن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري ﻓﺈن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻪ ﺤﺠﺔ ﻤطﻠﻘﺔ اﺘﺠﺎﻩ
اﻝﻜﺎﻓﺔ وﺒواﺴطﺘﻪ ﻴﻨﺸﺄ اﻝﺤق ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻓﻬو ﻝﻴس وﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﺸﻔﺔ ﻝﻠﺤق ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻫو وﺴﻴﻠﺔ ﻤﻘررة ﻝﻪ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﻤﻜن اﻝﺘﺤﺠﺞ ﺒﺴﺒق اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻤن ﻝم
ﻴﺒﺎدر ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،ﺒل إن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻴﻌﺎﻗب ﻤن ﻗﺎم ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ دون ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ،
وﻓق ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ.
وﺘﻘﺘﻀﻲ دراﺴﺔ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أن ﻨﺘﺤدث ﻋن ﺨﺼﺎﺌص ﺤق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﺜم
ﺤق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤن اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴن اﻝﺠزاﺌري واﻝﻤﺼري.
أوﻻ -ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﺤﻘﺎ ﻤﺎﻨﻌﺎ أو اﺴﺘﺌﺜﺎرﻴﺎ :ﻷﻨﻪ ﻴﺨول ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺤق ﻤﻨﻊ ﻏﻴرﻩ
ﻤن وﻀﻊ ﻨﻔس اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﻋﻼﻤﺔ ﺸﺒﻴﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ 1أو ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻠﻤﻨﺘﺠﺎت
اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻴﺠوز ﻝﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫذا اﻝﺤق ﻤدﻨﻴﺎ وﺠزاﺌﻴﺎ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺤق ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤق ﻨﺴﺒﻲ :إذ أﻨﻪ ٕوان ﺠﺎز ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻨﻊ ﻏﻴرﻩ
ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أو ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ،ﻓﻠﻴس ﻝﻪ أن ﻴﻤﻨﻊ ﺸﺨﺼﺎ ﻤن
اﺴﺘﻌﻤﺎل ذات اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
53
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻻ ﻴﺠوز ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،اﻻﺤﺘﺠﺎج ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ،اﻻﺘﺠﺎﻩ ﻤﻨﺎﻓﺴﻴن ﻝﻪ ﻴﻤﺎرﺴون
ﺘﺠﺎرة أو ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻤن ذات اﻝﻨوع ،وذﻝك ﻷن اﻝﻬدف ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫو ﺘﻤﻴﻴز اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت
وﺘﻔﺎدي اﻝﺨﻠط ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،وأن اﻝﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ اﻝﺤق ﺘرﺘﺒط ﺒﺎﻝﻤﻜﺎن أﻴﻀﺎ ،ﻷن اﻝﺤق ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻴﻘﺘﺼر ﻤﺒدﺌﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺤدود إﻗﻠﻴم اﻝدوﻝﺔ ،دون أن ﻴﺘﻌداﻫﺎ إﻝﻰ ﺤدود دوﻝﺔ أﺨرى ﻤﺎ
ﻝم ﺘﻜن ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ وﻓق اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ.1
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﺤق ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤق داﺌم :ﻓﻤدة ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫﻲ ﻋﺸر ﺴﻨوات ﻗﺎﺒﻠﺔ
ﻝﻠﺘﺠدﻴد ﻝﻔﺘرات ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﻨﻔس اﻝﻤدة ،وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﺎدة 5ﻤن اﻷﻤر 06-03
اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،واﻝﻤﺎدة 90ﻤن ﻗﺎﻨون 2002-82اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري ،وﻝذﻝك ﻓﺈن ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻻ ﺘﻨﻘﻀﻲ إﻻ ﺒﺘرﻜﻬﺎ ﻤن ﺠﺎﻨب
ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻜﺎن ﻴﻌﺘزل ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻨﺸﺎط اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ أو اﻝﺘﺠﺎري أو اﻝﺨدﻤﺎﺘﻲ ﻓﻴﻨﻘﻀﻲ
ﻤﻊ اﻻﻋﺘزال اﻝﺤق ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﻤن ﻴرى ﺒﺄن اﻝﺤق ﻓﻲ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫو ﺤق ﻤؤﻗت وﻝﻴس ﺤق داﺌم ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن ﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻪ ﻝﻠﺘﺠدﻴد ،2ﻷن ﺘﺨﻠﻲ
ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن ﺘﺠدﻴدﻫﺎ ﺴوف ﻴؤدي ﻻ ﻤﺤﺎﻝﺔ إﻝﻰ ﺴﻘوط اﻝﺤق ﻓﻴﻬﺎ.3
ﺒﻤﺠرد ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻓﺈن ذﻝك ﻴﻜﺴب ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ اﻝﺤق ﻓﻲ
ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ اﻝذي ﻴﺨوﻝﻪ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﻓﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 1/5ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت
ﻋﻠﻰ أن اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﻜﺘﺴب ﺒﻤﺠرد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺼت
اﻝﻤﺎدة 1/9ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﻴﺨول ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت
اﻝﺘﻲ ﻴﻌﻴﻨﻬﺎ ﻝﻬﺎ"...
ﻓﺈذا اﺴﺘﻌﻤل ﺸﺨص ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻝﻔﺘرة زﻤﻨﻴﺔ طوﻴﻠﺔ دون اﻝﻤﺒﺎدرة ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﺜم ﻗﺎم آﺨر ﺒﺘﺴﺠﻴل ذات اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝدى اﻝﻤﻌﻬد اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ اﻝﻤﺎﻝك اﻝوﺤﻴد ﻝﻠﺤق ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻫو ﻤﺎ أﻗرﺘﻪ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ
54
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﻌﻠﻴﺎ 1ﺤﻴن ﻗﻀت ﺒﺎﻨﻌدام ﺼﻔﺔ اﻝطﺎﻋن ﻓﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤوﻀوع اﻝﻨزاع
طﺎﻝﻤﺎ ﻝم ﻴﺜﺒت ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻜﺎن اﻝﻤطﻌون ﻀدﻩ ﻫو اﻝﺴﺒﺎق ﻓﻲ ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ
ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ.
ﻓﻤوﻗف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺠﺎء ﺤﺎﺴﻤﺎ اﺘﺠﺎﻩ ﻤن ﻴﻘوم ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
دون اﻝﻤﺒﺎدرة ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،ﺒﺄن ﻤﻨﻌﻪ ﻤن اﻜﺘﺴﺎب أي ﻤن اﻝﺤﻘوق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒل اﺘﺨﺎذ إﺠراءات
اﻝﺘﺴﺠﻴل ،ﺒل وﻋﺎﻗﺒﻪ ﺒﻤﻨﺢ ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻤن ﻗﺎم ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ أوﻻ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻤدة
اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺴﺎﺒق ،وﻴﻬدف اﻝﻤﺸرع ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻹﺠراء إﻝﻰ ﻤﻨﻊ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺎت
دون ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ إﻝزام أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺒﺎﺘﺨﺎذ إﺠراءات اﻝﺘﺴﺠﻴل ،ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜن ﺤﺼر
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤوﺠودة ﺒﺼورة ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ وﻤﻨﻊ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ.
أﻤﺎ إذا أﺜﻴر ﻨزاع ﺒﻴن ﺸﺨﺼﻴن ﻗﺎﻤﺎ ﺒﺘﺴﺠﻴل ﻨﻔس اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻓﺈن اﻝﻌﺒرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺒﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻠﺴﺒﺎق
ﺒﺎﺴﺘﻴﻔﺎء ﺸروط ﺼﺤﺔ اﻹﻴداع ،أو ﻝﻤن أﺜﺒت أﻗدم أوﻝوﻴﺔ ﻹﻴداﻋﻪ وﻓق ﻤﺎ ﺠﺎء ﻀﻤن
اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ،وﻫو ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 1/6ﻤن اﻷﻤر .06-03
وﻝﻜن ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤن ﻋﺒﺎرة "ﻤﺎﻋدا ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻨﺘﻬﺎك اﻝﺤق" اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻝﻤﺸرع
ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 1/6اﻝﻤذﻜورة ﺴﺎﺒﻘﺎ ،أن اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺸروط ﺼﺤﺔ اﻹﻴداع ﻝﻴس ﻗرﻴﻨﺔ ﻤطﻠﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ إذا ﻜﺎن ﻤﻘﺘرﻨﺎ ﺒﻘﺼد اﻹﻀرار ﺒﺎﻝطرف اﻵﺨر أو ﺒﺴوء
اﻝﻨﻴ ﺔ ، 3وﻫو ﻤﺎ ﺘﺒﻨﺎﻩ ﻗﻀﺎة اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴ ﺎ 4ﻓﻲ اﻝﻨزاع اﻝذي ﺠﻤﻊ ﺒﻴن اﻝﺸرﻜﺔ ذات
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤﺤدودة "ﻜوﺴﻤﻴدال" واﻝﺸرﻜﺔ ذات اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤﺤدودة « INTERNATIONAL
J !2ء د Sص ،ا * ، ا + &, -2ار ا +ا ،ر4 ،599047 ,رخ ،2010/02/04 !2
ا
ا ن وا O*CVد ا @ >! D, ،ا ،2012 ،6> Zص .47-45
-2ا دة / 11ا & 06-03ا * " 6ت ،ا Gر إ . . a
3
- Albert chavanne, fraude et dépôt attributif en matière des marques, mélaniques best in,
paris, 1970, p475.
ا +ا ،د Sص ،ا * J !2ء &, -3ار ا +ا ،ر4 ،529528 ,رخ ،2009/02/04 !2
ا ن وا< O*Cد ا @ >! D, ،ا ،2012 ،6> Zص .48-47
55
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 65ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ "ﻴﻌﺘﺒر
ﻤن ﻗﺎم ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺎﻝﻜﺎ ﻝﻬﺎ ﻤﺘﻰ اﻗﺘرن ذﻝك ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﺨﻼل اﻝﺨﻤس
ﺴﻨوات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل ،ﻤﺎ ﻝم ﻴﺜﺒت أن أوﻝوﻴﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻜﺎﻨت ﻝﻐﻴرﻩ".
ﻓﺎﻝﺘﺴﺠﻴل وﻓق اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري ﻴﻌﺘﺒر ﻗرﻴﻨﺔ ﺒﺴﻴطﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﻘﺒل إﺜﺒﺎت
اﻝﻌﻜس ،ﺒﺤﻴث ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﻤن ﺴﺒق ﻝﻪ اﺴﺘﻌﻤﺎل ذات اﻝﻌﻼﻤﺔ أن ﻴﺜﺒت ﻋدم أﺤﻘﻴﺔ ﻤن
ﺴﺠﻠت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺒﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎٕ ،واذا ﺜﺒت ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ذﻝك ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺘﺤﻜم ﺒﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻝﻠﺴﺒﺎق ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ إذا ﻗﺎم ﺸﺨص ﺒﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﺈن ذﻝك ﻻ ﻴﺤول
دون ﺤق اﻝﻐﻴر ﻓﻲ ﻤﻨﺎزﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺸﺄن ﻤﻠﻜﻴﺘﻪٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻗرﻴﻨﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن
ﻤن ﻗﺎم ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل ﻜﺎن ﻴﺴﺘﻌﻤل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ إﺠراﺌﻪ ،وﻻ ﺴﺒﻴل ﻝﺨﺼﻤﻪ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ
اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺒﺎﻝﺘدﻝﻴل ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻜﺎن ﻴﺴﺘﻌﻤل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗﺒل وﻗوع اﻝﺘﺴﺠﻴل ،1ﻓﺈذا ﺘﻤﻜن
ﻤن إﻗﺎﻤﺔ اﻝدﻝﻴل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹدﻋﺎء ،ﻜﺎﻨت ﻝﻪ اﻷﺤﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ.
دق & ،!.ا & FCا ،6 Dص .191 ا - -1
56
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻝﻘد ﺼدر ﻋن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺤﻜم ﻗﻀﻰ ﺒﺄن ﺜﺒوت ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﻜون ﺒﺄﺴﺒﻘﻴﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وﻻ ﻴﻌدو اﻝﺘﺴﺠﻴل أن ﻴﻜون ﻗرﻴﻨﺔ ﺒﺴﻴطﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ
ﻴﺠوز ﻨﻔﻴﻬﺎ ﻤﻤن ﻴﺜﺒت ﺴﺒق اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ.1
إﻻ أﻨﻪ إذا ﻗﺎم ﺸﺨص ﺒﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وظل ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻝﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﺒﺼﻔﺔ
ﻤﺴﺘﻤرة وﻫﺎدﺌﺔ وظﺎﻫرة ﻝﻤدة ﺨﻤس ﺴﻨوات دون أن ﻴﻨﺎزﻋﻪ أﺤد اﺴﺘﻘرت ﻝﻪ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
وﻝو ﻗﺎم ﻨزاع ﺒﻌد ذﻝك وأﺜﺒت ﻓﻴﻪ اﻝﻤدﻋﻲ ﺴﺒق اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺴﺠﻴل ، 2وﻤﻊ ذﻝك
ﻨﺼت اﻝﻔﻘرة اﻷﺨﻴرة ﻤن اﻝﻤﺎدة 65ﻤن ﻗﺎﻨون 2002-82ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻴﺠوز اﻝطﻌن ﺒﺒطﻼن
ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ دون اﻝﺘﻘﻴد ﺒﺄي ﻤدة زﻤﻨﻴﺔ ﻤﺘﻰ اﻗﺘرن اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺒﺴوء اﻝﻨﻴﺔ.
وﻴرى ﺒﻌض اﻝﻔﻘﻬﺎء أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺠﺎء ﺒﺤل وﺴط ﻝﺘﻔﺎدي ﻋﻴوب اﻝﻨظﺎم
اﻝﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻷﺜر اﻝﻤﻨﺸﺊ ﻝﻠﺘﺴﺠﻴل اﻝذي ﻴﻬدر ﺤﻘوق ﻤن ﻗﺎم ﻓﻌﻠﻴﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻗﺒل
ﻤن ﻗﺎم ﺒﺈﺠراء اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وأﻴﻀﺎ ﻝﻴﺘﻔﺎدى ﻋﻴوب اﻝﻨظﺎم اﻵﺨر اﻝذي ﻴﺘرك ﺒﺎب اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ ﻓﻲ
ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤ ار إﻝﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤﻤﺎ ﻴﻘﻠل ﻤن اطﻤﺌﻨﺎن
اﻷﺸﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﺤﻘوﻗﻬم وﻋدم اﺴﺘﻘرار اﻷوﻀﺎع اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ.3
ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒق أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري رﺒط اﻜﺘﺴﺎب ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒواﻗﻌﺔ
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وأﻋطﻰ اﻝﺤق ﻝﺼﺎﺤب أﺴﺒﻘﻴﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻓﻲ اﻝطﻌن ﺒﺒطﻼن اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺨﻼل
اﻝﺨﻤس ﺴﻨوات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ،أﻤﺎ إذا ﺘم ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺴوء ﻨﻴﺔ ﻴﺠوز اﻝطﻌن ﺒﺎﻝﺒطﻼن دون
اﻝﺘﻘﻴد ﺒﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ ،وذﻝك ﺒﺨﻼف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝذي ﻴﻌﺘﺒر ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺎﻝﻜﺎ ﻝﻬﺎ
ﺒﻤﺠرد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﻻ ﻴﻌﺘد ﺒﺄوﻝوﻴﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺸﺄﻨﻪ ﻓﻲ ذﻝك ﺸﺄن اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝذي ﻫﺠر
ﻤﺒدأ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﺄﺴﺎس ﻻﻜﺘﺴﺎب ﺤق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وأﺨذ ﺒﻤﺒدأ اﻝﺘﺴﺠﻴل.4
ﺤﻴث اﻋﺘﺒر ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻔرﻨﺴﻲ أن اﻜﺘﺴﺎب ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﺘم ﻋن
طرﻴق اﻝﺘﺴﺠﻴل وﺘﺘﻤﺘﻊ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻤدة ﻋﺸر ﺴﻨوات اﺒﺘداء ﻤن
ﺘﺎرﻴﺦ إﻴداع طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ أن ﻴﻜﻔل اﺴﺘﻤرار اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻔﺘرات ﺠدﻴدة
Gر إ &2 & . N 4 / J aن ! 62 ). ،62ق، +ا ) eا & ،1994/04/26 ، 5ر, +1 -1
@ >!( ،ا & FCا ،6 Dص .85 ?ء ا &ا Fا O*CVد ا وا – 5&+-ا ) 5 @,ا &]) ا * ر 5وا )
Gر إ &2 & . N 4 / J aن ! 29 ). ،413ق، +ا ) eا & ،1964/04/09 ، 5ر, +1 -2
@ >!( ،ا & FCا 6 Dص .51 ?ء ا &ا Fا O*CVد ا وا – 5&+-ا ) 5 @,ا &]) ا * ر 5وا )
! ،ا & FCا ،6 Dص .525 ا . -3
4
- Jean-Luc Piotraut , Droit de la propriété intellectuelle, édition ellipses, 2004, p 189
57
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ ﻤدة ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻋﺸر ﺴﻨوات إذا ﻗﺎم ﺒﺘﺠدﻴد ﻫذا اﻝﺘﺴﺠﻴل ،ﻜﻤﺎ أن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻴﺨول ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨدم ﻝﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ.1
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤق اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤرﻴﺔ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ وﻤﻨﻊ اﻝﻐﻴر ﻤن
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ،واﺘﺨﺎذ ﻜﺎﻓﺔ اﻹﺠراءات أو اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻜل اﻝﺘﺼرﻓﺎت
اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن ﻫذا اﻝﺤق ،ﻤﻨﻬﺎ ﺤق اﻝﺒﻴﻊ أو اﻝرﻫن ...إﻝﺦ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ اﻝﺘﺼرف ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺼورة ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋن اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري أو اﻝﻤﺸروع ،ﻝﻤﺎ أﺼﺒﺤت ﺘﻤﺜﻠﻪ ﻤن ﻗﻴﻤﺔ
اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻜﺒرى ﺘﻔوق ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺤﻴﺎن ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻤﺤل ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻪ ،2وﻫو ﻤﺎ أﺠﺎزﺘﻪ
ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻤﻨﻬﺎ اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ ،14واﻝﻤﺎدة 87ﻤن
ﻗﺎﻨون اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري 2002-82وذﻝك ﺒﺸرط أﻻ ﻴؤدي ﻫذا اﻝﺘﺼرف إل ﺘظﻠﻴل
اﻝﺠﻤﻬور ،واﻝﻤﺎدة 23ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻘرر ﺤق ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ دون اﻻرﺘﺒﺎط ﺒﺎﻝﻤﺸروع ،وأﺠﺎزت اﻨﺘﻘﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋن اﻝﻤﺸروع اﻝذي
ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻝدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ،وﺒذﻝك ﻓﺈن اﻝﺘﺼرف ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻘﺎﻨون
اﻝﻔرﻨﺴﻲ ،ﺒﺄي وﺠﻪ ﻤن أوﺠﻪ اﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻴﺴﺘوﺠب اﻝﺘﻨﺎزل ﻋن اﻝﻤﺸروع أو اﻝﻤﺤل أو
ﻓرع ﻤﻨﻪ.3
وﻝﻌل أﻫم اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘرد ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺘﻲ اﻨﺘﺸرت ﺒﺼورة
ﻜﺒﻴرة ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ اﻻﻨﻔﺘﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي وظﻬور اﻝﺸرﻜﺎت ﻤﺘﻌددة اﻝﺠﻨﺴﻴﺎت واﻝﻌﺎﺒرة ﻝﻠﻘﺎرات
اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻠك ﻋﻼﻤﺔ أو ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺸﻬورة اﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺘﻘوم ﺒﺎﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ
ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ أﻨﺤﺎء اﻝﻌﺎﻝم ،ﻓﺄﻋطﻰ اﻝﻤﺸرع ﻫؤﻻء اﻷﺸﺨﺎص إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﺢ ﺘراﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر
ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل ﻋﻼﻤﺘﻬم اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻤﻘﺎﺒل ﻤﻊ اﺤﺘﻔﺎظﻬم ﺒﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ.
وﻴﻌﺘﺒر ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن اﻝﻌﻘود اﻝﻤﺒﺘﻜرة اﻝﺘﻲ اﺒﺘدﻋﺘﻬﺎ ﺤﺎﺠﺎت
اﻝﺘﺠﺎرة وأﻴدﻩ اﻝﻘﻀﺎء اﻷﻤرﻴﻜﻲ اﻝذي ﻜﺎن ﻝﻪ دور ﻜﺒﻴر ﻓﻲ إرﺴﺎء ﻫذا اﻝﻌﻘد.4
1
- Jérôme Passa, op-cit, p 158.
ر دو ر ; رت > , OأW , kا " ا * ر 9&G 5آ [ 2014 ). Apple؛ 128 2 -2
,رت ـ 81ر ا " ت ا * ر 1 5ل ا ?-, 2 ،ت " samsung m D .إ ا & ?9ا ! %
،ا ) Gر ،و 62ا * & &5ا )Dي ا jي أ ;& D.4 aا brand finance Q))5 2ا *A دو ر أ
O ,ا&*+ Vو ! ; ،wwwbrandfinance.comر g5ا * .2015/02/18 \-
3
- Jean-Luc Piotraut , op-cit, p 197
& ،ا *& *. n Sل ا " ا * ر ، 5ا ھ&ة ،1993 ،ص 6و.7 ا )! ا D1 -4م ا /5
58
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﺴوف أﺴﺘﻌرض ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻤطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻓﻲ ﻜل ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
واﻝﺠزاﺌري.
اﻝﻔرع اﻷول :اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
ﻨظم اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أﺤﻜﺎم اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻀﻤن اﻝﻤواد ﻤن 09إﻝﻰ
18ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻓﻤﻨﺢ ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘرﺨﻴص
ﻝﻠﻐﻴر ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وذﻝك ﺒوﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻌﻴﻨﺔ ﻝﻬﺎ ،أو إﻨﺘﺎج اﻝﺴﻠﻊ
اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻜﻤﻴﺎت ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤدود إﻗﻠﻴم ﻤﻌﻴن وذﻝك وﻓق اﻝﺸروط اﻝﻤﺤددة ﻤﺴﺒﻘﺎ
ﻀﻤن ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص.
ﻴﻘﺼد ﺒﻌﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ذﻝك اﻝﻌﻘد اﻝرﻀﺎﺌﻲ اﻝذي ﻴﺘﺼرف
ﺒﻤوﺠﺒﻪ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ أو اﻝﻤرﺨص ،ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻤﻠوﻜﺔ ﻝﻪ ﻋن طرﻴق
ﻤﻨﺢ ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺤق اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﺈﻨﺘﺎج اﻝﺴﻠﻊ أو ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﺤدود إﻗﻠﻴم ﻤﻌﻴن ،وﺨﻼل ﻤدة زﻤﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﺸروط ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ، 1ﻤﻊ اﺤﺘﻔﺎظ
اﻝﻤرﺨص ﺒﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻫو ﻤﺎ ﺠﻌل ﺒﻌض اﻝﻔﻘﻪ ﻴﺘﺠﻪ إﻝﻰ اﻋﺘﺒﺎر ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺼورة ﻤن ﺼور ﻋﻘد اﻹﻴﺠﺎر وﻤﺤﻠﻪ ﻫو اﺴﺘﻌﻤﺎل
اﻝﻌﻼﻤﺔ.2
59
ر ا ا ھ و ي: ا ا
اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤوﻀوع رﺨﺼﺔ اﺴﺘﻐﻼل واﺤدة إﺴﺘﺌﺜﺎرﻴﺔ أو ﻏﻴر إﺴﺘﺌﺜﺎرﻴﺔ ،ﻝﻜل أو
ﻝﺠزء ﻤن اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘم إﻴداع أو ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ".
وﻴﻘﺼد ﺒرﺨﺼﺔ اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،اﻝﻌﻘد اﻝذي ﻴﻤﻨﺢ ﺒواﺴطﺘﻪ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﻐﻴر
اﻝﺤق ﻓﻲ اﺴﺘﻐﻼل ﻋﻼﻤﺘﻪ ﻜﻠﻴﺎ أو ﺠزﺌﻴﺎ ﺒﺼورة إﺴﺘﺌﺜﺎرﻴﺔ أم ﻻ ،وذﻝك ﺒﻤﻘﺎﺒل ﻤﺎدي.1
أﻤﺎ اﻝﺘرﺨﻴص ﻏﻴر اﻹﺴﺘﺌﺜﺎري ﻓﻬو إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﺢ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺘرﺨﻴﺼﺎ
آﺨر ﻏﻴر ذﻝك اﻝﻤﻤﻨوح ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ اﻷول ،أو أن ﻴﻘوم ﺒﺎﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ أو ﺒواﺴطﺔ
ﺸﺨص آﺨر ،ﻏﻴر أﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ ﻤﻨﺢ ﺘرﺨﻴﺼﺎت ﻝﻠﻐﻴر ٕواﻻ اﻝﺘزم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض.3
60
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ورﺘب اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص وﻗﻴدﻩ ﻓﻲ اﻝﺴﺠل اﻝﺨﺎص
ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت أﺜ ار ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ ﻫﺎﻤﺎ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺒطﻼن ذﻝك اﻝﻌﻘد ﺒطﻼﻨﺎ ﻤطﻠﻘﺎ ﺸﺄﻨﻪ ﻓﻲ ذﻝك ﺸﺄن
ﺒﻘﻴﺔ اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝﺘﻲ ﺘرد ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﻠﺘزم أطراﻓﻬﺎ ﺒﻘﻴدﻫﺎ ﻜﻌﻘود اﻝﻨﻘل أو اﻝرﻫن أو
اﻝﺘﻨﺎزل ،ﻷن ﻫذا اﻹﺠراء ﻴﻜﻔل إﻋﻼم اﻝﻐﻴر ﺒﻤﺎﻝﻜﻲ اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻋﺒر اﻝﺘراب
اﻝوطﻨﻲ واﻝﻤرﺨص ﻝﻬم ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﻝم ﺘرﺘب ﺒﻌض اﻝﻘواﻨﻴن أﺜ ار ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﻴد ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص
ﻓﻲ ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت واﻜﺘﻔت ﻓﻘط ﺒﺎﻝﻨص ﻋﻠﻰ ﻗﻴدﻩ ﻀﻤن ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ،
ﻜﺎﻝﻤﺸرع اﻷردﻨﻲ 1واﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري وﻓق ﻤﺎ ﺴﻴﺄﺘﻲ ﺒﻴﺎﻨﻪ.
ﻓﻴﻠﺘزم اﻝﻤرﺨص ﺒﺘﺴﻠﻴم اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻴﺴﻤﺢ ﻝﻪ
ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺘﺠﺎري أو اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ أو اﻝﺨدﻤﺎﺘﻲ اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻪ ،وﻴﻀﻤن
ﻝﻪ اﻝﺤرﻴﺔ ﻓﻲ ﻋدم اﻝﺘﻌرض ﻝﻪ ﻓﻲ اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ طوال ﻓﺘرة ﺴرﻴﺎن رﺨﺼﺔ اﻻﺴﺘﻐﻼل ،ﻜﻤﺎ
ﻴﻀﻤن ﻝﻪ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن أﺸﻜﺎل اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻼﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺤدود
ﺸروط اﻝﻌﻘد ،2دون إﻏﻔﺎل اﻹﺸراف واﻝﻤراﻗﺒﺔ ﻝﻀﻤﺎن اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼر اﻝﺠودة.
أﻤﺎ اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﻓﻴﺴﺘوﺠب ﻋﻠﻴﻪ اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق ﺸروط اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻪ
وﺒﻴن اﻝﻤرﺨص ،ﻓﻴﻠﺘزم ﺒدﻓﻊ اﻝﻤﻘﺎﺒل اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻝﻼﺴﺘﻐﻼل اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘزم ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻌﺔ وﻗﻴﻤﺔ وﺠودة اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺘﻐﻠﺔ داﺨل ﻨطﺎق اﻹﻗﻠﻴم اﻝذي ﻴﻤﺎرس ﻓﻴﻪ
اﻻﺴﺘﻐﻼل.
وﻴﺠدر اﻝﺘﻨوﻴﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺼدد أن ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺜﻴر ﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺼورة وﺠودة اﻝﻤﻨﺘﺞ أو اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺤل ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص،
ﻓﻔﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺤﻴﺎن ﻴﻼﺤظ اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك أن ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻻ ﺘرﻗﻰ إﻝﻰ ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺒﻀﺎﻋﺔ أو
اﻝﺨدﻤﺔ اﻷﺼﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺤﺎزت ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺘﻪ ،وأﻨﻬﺎ أﻗل ﺠودة ،وأﺒرز ﻤﺜﺎل ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﻨﺘﺠﺎت
اﻝﻐذاﺌﻴﺔ ﺒﻌض أﻨواع اﻝﻤﺸروﺒﺎت اﻝﻐﺎزﻴﺔ ذات اﻝﺸﻬرة اﻝواﺴﻌﺔ ﻜﻌﻼﻤﺔ ﻜوﻜﺎ ﻜوﻻ ﻤﺜﻼ اﻝﺘﻲ
درة !2 ر 1110 ,ا -1ا دة , / 3/26ن ا " ت ا * ر 5ا رد ! ر 1952-33 ,ا ل 5&C ،ة ر.
ﷲ ا &وا ، )1ا & FCا ،6 Dص .19 ،1952/06/01ا ) Gر & ) N 4 / J
د ،ا & FCا ،6 Dص .141 ! ". -2
61
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻨﺸﻌر أن طﻌﻤﻬﺎ وﻤذاﻗﻬﺎ ﻝﻴس ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻝدرﺠﺔ ﻤن اﻝﺠودة ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ اﻝدول رﻏم أن
اﻝﺸرﻜﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺤق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻤد اﻝﻤرﺨص ﻝﻬم ﺒﺎﻝﻤواد اﻷوﻝﻴﺔ واﻝﺘرﻜﻴﺒﺔ اﻝﻔﻨﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ اﻝﻤرﻜزات وﻤﻜﺴﺒﺎت اﻝطﻌم واﻝراﺌﺤﺔ واﻝﻨﻜﻬﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨت ﻋﻘود
اﻝﺘرﺨﻴص ﺸرط إﺸراﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﻤ ارﺤل اﻹﻨﺘﺎج ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻠﺴﻤﻌﺔ واﻝﺸﻬرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ
اﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ.1
وﻻ ﻴﻘﺘﺼر اﻷﻤر ﻋﻠﻰ اﻝﻤواد اﻝﻐذاﺌﻴﺔ ﻓﻘط ﺒل ﻴﻤﺘد إﻝﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎت أﻜﺜر ﺤﻴوﻴﺔ
ﻜﺎﻷدوﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠك اﻝﻤﺘداوﻝﺔ ﻓﻲ دول اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث وﻤﻨﻬﺎ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،وﻫذا أﻤر
ﻴﻠﻤﺴﻪ اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك ،ﻓﺎﻝﻤﻨﺘﺞ اﻷﺼﻠﻲ اﻝذي ﻴﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ وﻤﺼﻨوع ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻷﺼﻠﻴﺔ
ﻴﻜون أﻜﺜر ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻤن ذﻝك اﻝذي ﻴﺤﻤل اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،إﻻ أﻨﻪ ﻤن اﻝﺼﻌوﺒﺔ
ﺒﻤﻜﺎن إﺜﺒﺎت ﻫذا اﻷﻤر ﻤن ﻗﺒل اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك اﻝﻌﺎدي ،وذﻝك ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﺠﻤﻴل
ﻤﺜﻼ ،ﻓﺈذا ﺘﺤﺼل اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﻋﺒوﺘﻴن ﻤن ﻜرﻴم ) (Crèmeﻴﺤﻤل ﻨﻔس اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻷول
ﻤﺼﻨوع ﻓﻲ ﺒﻠد اﻷﺼل واﻝﺜﺎﻨﻲ ﻤﺼﻨوع ﺒﺘرﺨﻴص ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ
اﻜﺘﺸﺎف اﻝﻔرق ﻓﻲ اﻝﺠودة إن وﺠد ،ﻜﺎﻝﻔرق ﻓﻲ ﺸﻜل وﺠودة اﻝﻌﻠﺒﺔ واﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ،وﻓﻲ ﻨوﻋﻴﺔ
اﻝﻜرﻴم وﻝوﻨﻪ وراﺌﺤﺘﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺤق ﻝﻪ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻷﺼﻠﻴﺔ واﻝﻤرﺨص ﻝﻪ
ﺒداﻋﻲ اﻝﻐش.2
ﻓﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺠب أن ﻴﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻨﻔس ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﺞ وﻓق ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﻴﺸرط ﻤراﻗﺒﺔ
اﻝﺠود ة ، 3وذﻝك ﺘﺤت أي ظرف وذﻝك ﻤن ﺨﻼل اﻝﻤراﻗﺒﺔ اﻝدورﻴﺔ واﻝﺘﺄﻜد ﻤن اﻝﺘزام
اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﻤﻘﺎﻴﻴس ﺠودة ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻨﺨﻔﺎﻀﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ
اﻝﺴﻤﻌﺔ واﻝﺸﻬرة اﻝﺘﻲ اﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻴﻜون ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ أﻤﺎم إﺤدى ﺼور ﺨداع اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك
ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل ﺜﻘﺘﻪ ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
62
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻴﻠﺘزم اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﻜذﻝك ﺒﻤﻨﻊ أي اﻋﺘداء ﻋﻠﻴﻬﺎ وذﻝك ﻋن طرﻴق اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ
اﻝﻘﻀﺎء ،ﻏﻴر أﻨﻪ ﻓﻲ ﻜل اﻷﺤوال ﻻ ﻴﻤﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن ﻤﻨﺢ ﺘ ارﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر ﻷن
ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﻻﺴﺘﻐﻼل ﻗﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺸﺨﺼﻲ.1
ﻓﺈذا أﺨل ﺤﺎﻤل رﺨﺼﺔ اﻻﺴﺘﻐﻼل ﺒﺎﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﺒﻤوﺠب ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ﺠﺎز ﻝﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﻤﺴك ﺒﺤﻘوﻗﻪ اﻝﻤﻜﺘﺴﺒﺔ اﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ،
وﻫو ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 18ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.
1
Albert CHAVANNE, et Claudine SALOMON, marques de fabriques, de commerce ou
de service, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit commercial Tome IV,
DALLOZ, paris,2003,p59.
ا دق & ،!.ا & FCا ،6 Dص .243 - -2
63
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 105ﻤن اﻝﻼﺌﺤﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻴﺤﺼل اﻝﺘﺄﺸﻴر ﻓﻲ ﺴﺠل
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻨد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق ﻨﻔس اﻹﺠراءات اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻘل
ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن إﺠراءات اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺘﺘﻀﻤن طﻠب ﻤﻨﺢ ﺘرﺨﻴص ﻤوﺠﻪ
ﻹدارة ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻴﺘم ﺘﺤرﻴرﻩ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻤوذج اﻝﻤﻌد ﻝذﻝك وﻴﺘﻀﻤن ﻫذا اﻝطﻠب اﻝرﻗم
اﻝﻤﺘﺘﺎﺒﻊ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ،وأﺴﻤﺎء وﻤﻬن أطراف ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ،وﻤﺤل إﻗﺎﻤﺔ ﻤﻘدم اﻝطﻠب
وﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ،وذﻜر اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻬﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،واﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﺒﻬﺎ اﻝﻤﺤل
اﻝﺘﺠﺎري أو ﻤﺸروع اﻻﺴﺘﻐﻼل اﻝذي ﻴﺴﺘﺨدم اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻘﺎل اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ.1
ﻜﻤﺎ ﻴرﻓق ﺒﺎﻝطﻠب اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﺘﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﺘرﺘﻴب ﺤق اﻝﺘرﺨﻴص ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔٕ ،واذا
ﻜﺎن اﻝطﺎﻝب ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻨوﻴﺎ وﺠب أن ﻴرﻓق ﺒﺎﻝطﻠب ﻤﺴﺘﺨرج رﺴﻤﻲ ﻤن ﻋﻘد إﻨﺸﺎﺌﻪ أو
ﻨظﺎﻤﻪ اﻷﺴﺎﺴﻲ ،2وﻤن ﺜم ﺘﻘوم ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝﺘﺠﺎري ﺒﺎﻝﺘﺄﺸﻴر ﻓﻲ اﻝﺴﺠل ﺒﺎﻝﺘرﺨﻴص
&ي ،ا Gر إ . . O ق ا +ا 5&+-ا ن 2002-82ا * 6 ا *)5j - -1ا دة / ،102ا ">
ن .2002-82 ا *)5j - -2ا دة / ،103ا ">
64
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﻊ ذﻜر اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ وﻤﻬﻨﺘﻪ وﻋﻨواﻨﻪ وﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘرﺨﻴص وﺘﺎرﻴﺦ ﻗﻴدﻩ ﻓﻲ
اﻝﺴﺠل.1
ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻷﺜر اﻝوﺤﻴد اﻝذي رﺘﺒﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺘﺴﺠﻴل
وﻨﺸر اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻫو ﻋدم ﻨﻔﺎذﻩ اﺘﺠﺎﻩ اﻝﻐﻴر ،ﻓﻲ ﺤﻴن أﻨﻪ ﻝم ﻴﻨص ﻋﻠﻰ
أي ﺠزاء ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋدم ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻝف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝذي رﺘب
اﻝﺒطﻼن اﻝﻤطﻠق ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﻌﻘد وﻗﻴدﻩ ﻀﻤن ﺴﺠل اﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻫو اﻹﺠراء اﻷﻨﺴب
ﻓﻲ رأﻴﻲ ﻷن ﻋدم ﺘرﺘﻴب اﻝﻤﺸرع ﻷي أﺜر ﻋﻠﻰ ﺸرط اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ واﻝﺘﺴﺠﻴل ﻴﺠﻌل أطراف ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ﻴﺘﻘﺎﻋﺴون ﻋن ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻝﺸرط.
وﻴﻠﺘزم اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤﺤددة ﻀﻤن اﻝﻌﻘد ،ﻜﻤﺎ إذا
ﻜﺎن اﻝﻤرﺨص ﻴﻘوم ﺒﺈﻨﺘﺎج ﻋدة ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴرﺨص ﻝﻠﻐﻴر ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻓﻘط ﻤن ﻤﺠﺎﻻت إﻨﺘﺎﺠﻪ.
وﻻ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺢ ﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤرﻤﺎن اﻝﻤرﺨص ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ذاﺘﻬﺎ أو ﻤﻨﺢ اﻝﻐﻴر ﺘرﺨﻴص ﻋن ذات اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﺨﻼف
ذﻝك ،3وﺒﺸرط أﻻ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك ﺤرﻤﺎن اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل
اﻝﻤﺤﻘق ﻝﻐﺎﻴﺔ اﻝﻌﻘد.4
ﻗد ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 2/95ﻤن اﻝﻘﺎﻨون 2002-82ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻨﻬﺎء ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص أو
ﺘﺠدﻴدﻩ إﻻ ﺒﺴﺒب ﻤﺸروع ﺒﻘوﻝﻬﺎ "وﻻ ﻴﺠوز ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻨﻬﺎء ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص أو ﻋدم
ﺘﺠدﻴدﻩ إﻻ ﺒﺴﺒب ﻤﺸروع" ،ﻓﻘﺼد اﻝﻤﺸرع ﻤن ذﻝك ﻫو ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ واﺴﺘﻔﺎدﺘﻪ ﻤن
اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻋدم ﻤﻔﺎﺠﺄﺘﻪ ﺒﺈﻨﻬﺎء اﻝﻌﻘد أو ﻋدم ﺘﺠدﻴدﻩ ،وﻝﻜن إذا ﺨﺎﻝف اﻝﻤرﺨص
65
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﻝﻪ ﺸروط اﻝﻌﻘد ﻜﺈﺴﺎءة اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ أو إﻫﻤﺎﻝﻪ ﻝﻬﺎ أو اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﺘﺨﺎﻝف
ﻤﺎ اﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻓﺈن ﻤن ﺤق اﻝﻤﺎﻝك إﻨﻬﺎء اﻝﻌﻘد وﻋدم ﺘﺠدﻴدﻩ.1
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص اﻝﺘزام اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺼورة ﻻﺌﻘﺔ وﻋدم
ﺘﻨﺎزﻝﻪ ﻋن ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر ،ﻓﻌﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻴﻌﺘﺒر ﻤن اﻝﻌﻘود ذات اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺸﺨﺼﻲ
وﻝذﻝك ﻴﺤﻀر ﻋﻠﻰ اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ ﻝﻐﻴرﻩ أو ﻤﻨﺢ
ﺘراﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر ﻤن اﻝﺒﺎطن ﺴواء ﻋن اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﻋن ﺠزء ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﺨﻼف
ذﻝك ﺼراﺤﺔ ﺒﻌﻘد اﻝﺘرﺨﻴص.
ﻋﻠﻰ أن اﻝﻤﺸرع أﺠﺎز ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ اﻝﺘﻨﺎزل ﻋن ﻋﻘد ﺘرﺨﻴص اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﻐﻴر إذا ﻗﺎم
اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﻝﺘﻨﺎزل ﻋن اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري أو اﻝﻤﺸروع اﻝذي ﺘﺴﺘﺨدم اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴز
ﺴﻠﻌﻪ وﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻓﻲ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ذﻝك ،وﻫو ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ
اﻝﻤﺎدة 97ﻤن ﻗﺎﻨون 2000-82اﻝﺨﺎص ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري اﻝﺘﻲ ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ "
ﻻ ﻴﺠوز ﻝﻠﻤرﺨص ﻝﻪ اﻝﺘﻨﺎزل ﻋن ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻝﻠﻐﻴر إﻻ ﻤﻊ اﻝﺘﻨﺎزل ﻋن اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري
أو ﻤﺸروع اﻻﺴﺘﻐﻼل اﻝذي ﺘﺴﺘﺨدم اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ وذﻝك ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ
ﺨﻼﻓﻪ" ،وﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﻻ ﻴﺴري اﻝﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻪ ﻝﻠﻐﻴر إﻻ ﻤﻊ اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري
وﺒﻌد اﺘﺨﺎذ إﺠراءات اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺒﺎﻝﺴﺠل اﻝﺘﺠﺎري.
وأﻝزم اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري اﻝﻤرﺨص ﺒﻌدم ﻓرض ﺸروط ﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ،ﺘﻘﻴد اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﻓﻲ
اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،وذﻝك ﺤﺘﻰ ﻴﺤﻘق اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ اﻝﻔﺎﺌدة اﻝﻤرﺠوة ﻤن ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ، 2وﻗﺼد اﻝﻤﺸرع ﺒﻬذا اﻝﻨص ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﻤن ﺘﻌﺴف اﻝﻤرﺨص اﻝذي
ﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻜون اﻝطرف اﻷﺠﻨﺒﻲ واﻷﻗوى ﻓﻲ اﻝﻤﻔﺎوﻀﺎت ﻋﻨد إﺒرام ﻋﻘود اﻝﺘرﺨﻴص ﻓﻴﻠﺠﺄ
إﻝﻰ ﻓرض ﻗﻴود ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻝﻬﺎ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ.3
& )ا *& *. n Sل ا " ا * ر ،( 5ا & FCا ،6 Dص .85-84 ا )! ا D1 -1م ا /5
1 5ق ا +ا 5&+-ا &ي ،ا Gر إ . a -2ا دة / 1/98ا ن ،2002- 82ا * 6
2 9ر ا & Oي ،ا & FCا ،6 Dص .175 S -3
66
ر ا ا ھ و ي: ا ا
وﻤﻊ ذﻝك أﺠﺎز اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻝﻠﻤرﺨص ﻓرض ﺒﻌض اﻝﺸروط ﻀﻤن ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ﻝﻴﻜﻔل ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ واﻝﺤﻘوق اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻝﻔﺎﺌدﺘﻪ ،وﺤددﻫﺎ ﺤﺼ ار ﻀﻤن ﻨص
اﻝﻤﺎدة 98ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺸروط ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨص اﻝﺴﺎﺒق أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻝم ﻴﻘرر اﻝﺒطﻼن ﻝﻠﺸروط اﻝﺘﻲ
ﻴراﻫﺎ ﻏﻴر ﻀرورﻴﺔ ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺤﻘوق اﻝﻤرﺨص اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘرد ﺒﻌﻘد اﻝﺘرﺨﻴص،
ﻜﻤﺎ ﻝم ﻴﺸر إﻝﻰ اﻝﺠزاء اﻝﻤﺘرﺘب ﻋن إدراج ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺸروط ،ﻓﻬو ﺒذﻝك ﺘرك ﻝﻘﺎﻀﻲ
اﻝﻤوﻀوع ﺘﻘدﻴر ﻤدى ﻀرورة ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﻘﻴود ﻤن ﻋدﻤﻪ ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﺤﻘوق ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ.1
ﻝذﻝك ﻜﺎن ﻤن اﻷﺠدى ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺘﺤدﻴد اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز ﻓﻴﻬﺎ
ﻷي ﻤن طرﻓﻲ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ طﻠب ﺸطب ﻗﻴدﻩ ﺒﺼﻠب اﻝﻘﺎﻨون ،ذﻝك
أن طﻠب ﺸطب اﻝﻘﻴد ﻤن طرف واﺤد ﻓﻲ ﻋﻘد ﻤﻠزم ﻝﻠﺠﺎﻨﺒﻴن ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺤﻘوق
اﻝطرف اﻵﺨر ﺤﻴث اﻝﻘﺎﻋدة أن اﻝﻌﻘد ﺸرﻴﻌﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن ﻻ ﻴﺠوز ﻨﻘﻀﻪ أو ﺘﻌدﻴﻠﻪ إﻻ
67
ر ا ا ھ و ي: ا ا
ﺒﺎﺘﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ،ﻫذا ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ أن ﺘﻘرﻴر ﺤق اﻝطرف اﻵﺨر ﻓﻲ اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ طﻠب
ﺸطب ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ووﺴﻴﻠﺔ اﻋﺘراﻀﻪ واﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨظر ﻓﻲ ﻫذا اﻻﻋﺘراض ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤن
اﻷﻤور اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨرج ﻋن ﻨطﺎق اﻝﻼﺌﺤﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ.1
68
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
69
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺘﺘﻤﺘﻊ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻨوﻋﻴن ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ؛ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤدﻨﻴﺔ ،وﺤﻤﺎﻴﺔ ﺠزاﺌﻴﺔ ،ﻫذﻩ
اﻷﺨﻴرة ﻻ ﺘﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬﺎ ﺴوى اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﺘﺸﻤل وﻓق اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺠرﻴﻤﺔ
ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻷﻤر رﻗم 06-03 :اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﺘدﺨل ﻀﻤن
ﻨطﺎﻗﻬﺎ ﻤﺠﻤل اﻝﺠراﺌم اﻝﺘﻲ ﺘﻤس اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،أﻤﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻓﻘد ﺘﻨﺎول ﻜل
ﺠرﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤدا ،وﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون 2002 -82اﻝﺨﺎص ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ،
وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ ﺘزوﻴر اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﺠرﻴﻤﺔ ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﺠرﻴﻤﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل
ﻋﻼﻤﺔ ﻤزورة ،وﺠرﻴﻤﺔ اﻏﺘﺼﺎب ﻋﻼﻤﺔ اﻝﻐﻴر ،وﺠرﻴﻤﺔ ﺒﻴﻊ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ
ﻤزورة أو ﻤﻘﻠدة ،وﺠرﻴﻤﺔ وﻀﻊ ﺒﻴﺎﻨﺎت ﻜﺎذﺒﺔ أو ﻤﻀﻠﻠﺔ ،وﺠرﻴﻤﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻼﻤﺎت
ﻤﻤﻨوﻋﺔ ﻗﺎﻨوﻨﺎ.
وزﻴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻨﺼت ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺠواز اﺘﺨﺎذ
اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺘداول ﺒﻌض اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻘﻠدة ﻓﻲ
اﻷﺴواق.
وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒق ﻓﻘد ﻗﺴم ﻫذا اﻝﺒﺎب إﻝﻰ ﻓﺼﻠﻴن ﺘﻀﻤن اﻷول اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺨﺼص اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻝﻠﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ.
70
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺘﻠك اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻝﺤﻘوق أﻴﺎ ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ،1
ﻓﻤن اﻝﻤﺴﻠم ﺒﻪ أن ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺤﻘوق ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ،وﻫذﻩ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻌطﻲ ﻝﻠﺤق
ﻤﻌﻨﺎﻩ وﺘﻀﻤن ﻤﻤﺎرﺴﺘﻪ ﺒﺸﻜل ﻫﺎدئ طﺒﻴﻌﻲ ،وﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﺘﺤدﻴدا اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺘﺤﺘﺎج ﻜﻐﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺤﻘوق إﻝﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﻜﻔﻠﻬﺎ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت.
ﻓﻘد أﺠﺎزت ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻝﻜل ﻤن ﺘم اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أن
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘظﻬر ﻤن ﺨﻼل ﺤق ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
ﺴواء ﻋن طرﻴق دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ،أو دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
وﺘظﻬر أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﺘواﻓر
ﺸروط اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ إذ أن اﻝﺠزاء اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ اﻝﻤﻘرر ﻝﺠراﺌم اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﺤق ﻓﻲ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺘطﻠب ﻗﺼدا ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻝدى اﻝﻤﻘﻠد أو اﻝﻤﺴﺘﻌﻤل أو اﻝﺒﺎﺌﻊ أي ﺴوء ﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ
ارﺘﻜﺎب ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﺈذا ﺤدث وﺤﻜم ﺒﺎﻝﺒراءة ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻨﺘﻔﺎء اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﺈن
ﺤﻜم اﻝﺒراءة ﻻ ﻴﻌﻔﻲ ﻤن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،ﺴواء ﻜﺎن ﺨطﺄ اﻝﻤﻌﺘدي ﻋﻤدي أو ﻏﻴر
ﻋﻤدي ،وذﻝك ﻷن اﻻﻝﺘزام ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﺴﺎﺴﻪ اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻀﺎرة ،ﺴواء ﺘواﻓرت
أرﻜﺎن ﺠراﺌم اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺼورﻫﺎ أم ﻻ ،وﻻ ﺘﻤﻨﻊ اﻝﺒراءة ﻤن رﻓﻊ دﻋوى ﻋﻠﻰ أﺴﺎس
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
71
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻜﺎن ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺤدوﺜﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض" وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻝك ﻓﺈذا ﻤﺎ أﺼﺎب ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻀرر
ﺒﺴﺒب ﺨطﺄ اﻝﻐﻴر ،ﻜﺎن ﻝﻪ اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻤدﻨﻴﺔ.
ٕواذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺘﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨطﻘﻴﺎ ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﺈن
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم ﻴﻔﺼل ﺒﺼورة ﻗﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﻝم ﻴوﻀﺢ ﻤوﻗﻔﻪ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري – وﻓق ﻤﺎ ﺴﻨراﻩ ﻻﺤﻘﺎ -وأﻏﻠب
اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻝﺘﻲ أﻀﻔت ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤدﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،ﻝذﻝك ﻓﺴﺄﺤﺎول
إﺒراز اﻝﻤوﻗف اﻝذي ﺘﺒﻨﺎﻩ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ.
وﺘﻬدف اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ إﻝﻰ وﻗف اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴواء ﻋن طرﻴق
اﻝﺤﺠز اﻝﺘﺤﻔظﻲ ﻝﻠﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ ارﺘﻜب اﻝﺘﻌدي ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ،أو اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ووﻀﻊ ﻜﻔﺎﻝﺔ ﻝﻀﻤﺎن ﺘﻌوﻴض ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ. 1
زﻴﺎدة ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻜﻴن ﻤﺎﻝﻜﻬﺎ أو اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻤن اﻝﺘﻌوﻴض اﻝذي ﻴﻌد أﻫم
وﺠﻪ ﻤن أوﺠﻪ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻫو ﻤﻘرر ﺴواء ﺒﻤوﺠب اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،أو ﺒﻤوﺠب اﻝﻨﺼوص اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
وأﺘﻌرض ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث ﺒداﻴﺔ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ
ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري ،ﺜم أﺘﻨﺎول اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋن طرﻴق
دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ،وﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﻤوﺠب دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وأﺨﻴ ار اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻹدارﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
رﺒط اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺒﻴن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﻓﻘد أﻜد ﻋﻠﻰ ﻋدم
إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل أي ﻋﻼﻤﺔ إﻻ ﺒﻌد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ أو إﻴداع طﻠب ﺘﺴﺠﻴل ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ،وﻝﻜن ﻫل
ﻴﻨطﺒق ﻫذا اﻝﺸرط أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ ﻫل ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﻤﺘﻊ
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ؟ ﻻﺴﻴﻤﺎ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ أن ﺘﻠك
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻜﻔوﻝﺔ ﺒﻤوﺠب اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ.
72
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﻔرع اﻷول :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻸﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت
ﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 4ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻋﻠﻰ أﻨﻪ
" ﻻ ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻌﻤﺎل أي ﻋﻼﻤﺔ ﻝﺴﻠﻊ أو ﺨدﻤﺎت ﻋﺒر اﻹﻗﻠﻴم اﻝوطﻨﻲ إﻻ ﺒﻌد ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ أو
إﻴداع طﻠب ﺘﺴﺠﻴل ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻋﻨد اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ" ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 33ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ
"ﻴﻌﺎﻗب ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺸﻬر إﻝﻰ ﺴﻨﺔ وﺒﻐراﻤﺔ ﻤن ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ أﻝف دﻴﻨﺎر إﻝﻰ ﻤﻠﻴوﻨﻲ دﻴﻨﺎر أو
ﺒﺈﺤدى ﻫﺎﺘﻴن اﻝﻌﻘوﺒﺘﻴن ﻓﻘط اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن وﻀﻌوا ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻌﻬم أو ﺨدﻤﺎﺘﻬم ﻋﻼﻤﺔ ﻝم
ﺘﺴﺠل أو ﻝم ﻴطﻠب ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 4ﻤن ﻫذا اﻷﻤر".
ﻴﻔﻬم ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻴن اﻝﻨﺼﻴن أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻤﻨﻊ اﺴﺘﻌﻤﺎل أﻴﺔ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ أو ﻝم ﻴﺘم ﺘﻘدﻴم طﻠب ﻝﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،ﺒل وذﻫب إﻝﻰ ﺤد اﻋﺘﺒﺎر أن اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻼﻤﺔ
ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ﺠرﻴﻤﺔ ﻴﻌﺎﻗب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ،ﻓﺎﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺘﺴﺠﻴل ﻤﻨﺸﺌﺎ ﻝﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻝﻴس ﻜﺎﺸﻔﺎ ﻝﻬﺎ ﻓﺤﺴب.1
ٕواذا اﺴﺘﺜﻨﻴﻨﺎ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻗﺼرﺘﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻝﺠدل ﻴﺜور ﺤول اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠزاﺌري.
وﺒﻤﺎ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم ﻴﻨص ﺼراﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺘﻤﺘﻊ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ
ﺒﺄي ﻨوع ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ،ﻓﻘد اﺨﺘﻠﻔت اﻵراء ﺤول إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ إﻀﻔﺎء اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
ﻓﻬﻨﺎك ﻤن ﻴرى ﺘﻤﺘﻊ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻨدة إﻝﻰ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ، 2إﻻ أن ﻫذا اﻝرأي ﻝﻴس ﻝﻪ ﻤﺎ ﻴﺒررﻩ ﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠ ازﺌري،
ﻻﺴﻴﻤﺎ أن اﻝﻤﺎدﺘﻴن 4و 33اﻝﺴﺎﺒق ذﻜرﻫﻤﺎ ﺘﻔﻴدان ﺒﺄن اﻝﻤوﻗف اﻝذي ﺘﺒﻨﺎﻩ ﻫو ﻋدم إﻀﻔﺎء
أي ﻨوع ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وذﻝك ﻝﻨﺼﻪ ﺼراﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤرﻤﺎن
ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻗﺒل ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،وﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ إذا أﻗدم ﻋﻠﻰ ذﻝك ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﻔﻴد
ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺤرﻤﺎﻨﻪ أﻴﻀﺎ ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ إذا ﻝم ﻴﺒﺎدر ﺒﺈﻴداﻋﻬﺎ وﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ.
73
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻤن اﻝواﻀﺢ أن اﻝﻤوﻗف اﻝذي ﺘﺒﻨﺎﻩ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻴﺨﺎﻝف اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻨد إﻝﻰ اﻝﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﻀرر وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 124ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﺠزاﺌري اﻝﺴﺎﺒق ذﻜرﻫﺎ ،ﻓدﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ﻤﻘررة ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺤﻘوق ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨت
طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ أو طﺒﻴﻌﺔ اﻷﻀرار اﻝﻼﺤﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﺠراء اﻝﺘﻌدي اﻝواﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺒﺈﻋﻤﺎل ﻫذا اﻝﻨص
ﻓﺈن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺤﺘﻰ وﻝو ﻜﺎﻨت ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻴﻤﻜﻨﻪ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻋن
اﻷﻀرار اﻝﻼﺤﻘﺔ ﺒﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ.1
وﻴﺜﺎر اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول ﻋدم ﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺼراﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻔﻪ ﻤن ﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤدﻨﻴﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ أﻨﻪ أﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ذات اﻝﻐﻤوض اﻝذي ﻜﺎن ﻴﻠف
ﻨﺼوص اﻷﻤر رﻗم 57-66اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺼﻨﻊ واﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﻠﻐﻰ ،ﻓﻘد
ﻜﺎﻨت ﻝدﻴﻪ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻻﺴﺘدراك وﺘوﻀﻴﺢ اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝذي ﺘﺒﻨﺎﻩ ﻤن ﺨﻼل اﻷﻤر رﻗم 06-03
اﻝذي ﻴﺘﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت.
ٕواذا ﻜﺎﻨت ﻨﻴﺔ اﻝﻤﺸرع ﻗد اﺘﺠﻬت إﻝﻰ ﺤرﻤﺎن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻝواﻀﺢ أن اﻝﻬدف اﻝذي اﺒﺘﻐﻲ اﻝﻤﺸرع ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻤن وراء ذﻝك ﻫو إﻝزام وﺘﺸﺠﻴﻊ
ﻤﻼك اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤﺒﺎدرة ﻝﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻔﻴدوا ﻤن
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺎت إذا ﻤﺎ وﻗﻊ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل أﻗر ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ رﻏم ﻋدم ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻓﺈن ذﻝك ﺴﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﻘﺎﻋس ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن اﻝﺘﺴﺠﻴل طﺎﻝﻤﺎ
ﺘﺄﻜد أن ﻋﻼﻤﺘﻪ ﻤﺤﻤﻴﺔ وﺤﻘﻪ ﻓﻲ طﻠب اﻝﺘﻌوﻴض ﻤﺤﻔوظ ،وﻫذا ﻤﺎ ﻗد ﻴؤدي إﻝﻰ اﻨﺘﺸﺎر
اﻝﻌﻼﻤﺎت ﺒﺼورة ﻓوﻀوﻴﺔ ،وﻋدم ﺘﻤﻜن اﻝدوﻝﺔ ﻤن إﺤﻼل رﻗﺎﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻝﻤﺘداوﻝﺔ ،وﻋدم ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤن ﺤﺼرﻫﺎ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ إﺼﺒﺎغ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻓض اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت
اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺜور ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﺘﻀﻤن اﻝﻘﺎﻨون 202 -04اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ،
اﻝﻨص ﺼراﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وذﻝك ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 26ﻤﻨﻪ اﻝﺘﻲ ﺠﺎء
74
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻓﻴﻬﺎ أﻨﻪ " ﺘﻤﻨﻊ ﻜل اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻨزﻴﻬﺔ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻸﻋراف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻨظﻴﻔﺔ
واﻝﻨزﻴﻬﺔ واﻝﺘﻲ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻴﺘﻌدى ﻋون اﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻝﺢ ﻋون أو ﻋدة أﻋوان
اﻗﺘﺼﺎدﻴﻴن آﺨرﻴن".
وأوردت اﻝﻤﺎدة 27ﻤن ذات اﻝﻘﺎﻨون أﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻤﻌﺘﺒرة ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وأطﻠﻘت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﻤﻴﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻨزﻴﻬﺔ ،وﻤن ﻀﻤن ﻫذﻩ
اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻌون اﻗﺘﺼﺎدي 1ﻤﻨﺎﻓس ،أو ﺘﻘﻠﻴد ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ
أو اﻹﺸﻬﺎر اﻝذي ﻴﻘوم ﺒﻪ ،ﻗﺼد ﻜﺴب زﺒﺎﺌن ﻫذا اﻝﻌون إﻝﻴﻪ ﺒزرع ﺸﻜوك وأوﻫﺎم ﻓﻲ أذﻫﺎن
اﻝﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴن.
وﻗد ﺤدد اﻝﻤﺸرع ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 38ﻤن اﻝﻘﺎﻨون 02-04اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﻘواﻋد
اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻘوﺒﺔ ﻜل ﻤن ﻴﻘوم ﺒﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻤﻌﺘﺒرة ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
ﻤﺸروﻋﺔ ،ﺒﻐراﻤﺔ ﻤن ﺨﻤﺴﻴن أﻝف إﻝﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻼﻴﻴن دﻴﻨﺎر ،زﻴﺎدة ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺤﺠز
اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﻤﻘﻠدة ،وﻜذا ﺤﺠز اﻝﻌﺘﺎد واﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ارﺘﻜﺎﺒﻬ ﺎ ، 2ﻤﻊ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ
ﻤﺼﺎدرة اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤﺤﺠوزة.3
وﻜﻤﺎ ﻫو اﻝﺸﺄن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺔ إﻋﻤﺎل ﻨص اﻝﻤﺎدة 124ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،ﻓﺎﻝﺴؤال اﻝﻤطروح ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ،ﻫو ﻫل ﻴﻤﻜن
إﻀﻔﺎء اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﺎدة 27اﻝﺴﺎﻝف ذﻜرﻫﺎ ،أم أن اﻷﻤر ﻴﻘﺘﺼر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ
أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻘط؟
ﻴﺠدر اﻝﺘﻨوﻴﻪ أوﻻ أن ﻤﺼطﻠﺢ اﻝﺘﻘﻠﻴد اﻝذي ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 27ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﺨﺘﻠف ﻋن ذﻝك اﻝذي ﺘﻀﻤﻨﻪ اﻷﻤر
06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻷن اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻴرﺘﺒط ﺒﺎﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻓﻬو
ﺠﻨﺤﺔ ﻤﻌﺎﻗب ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴن أن اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻀﻤن ﻤﻔﻬوم اﻝﻤﺎدة 27ﻤن اﻝﻘﺎﻨون 02-04ﻫو
6$ 0 - 1ا دة 03ف 8 01ا ) ( ن 02/04ا :ي 9,د ا ) ا 0ا / 0 #) 1ا ر ت ا -ر ،#,ا 2ن
أو $أو ) م Eت أ ;-B! 6( C ,ا ) ( ( , ،#رس (@ ط; $ا?ط ر ا=& 4-دي <(; " H-I JCأو G
ا IKا 2دي أو ) )9G 4ا #,ا 8 L <G -أ "... K
- 2ا دة 8 39ا ) ( ن .02-04
- 3ا دة 8 44ا ) ( ن .02-04
75
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻜل ﻤﺴﺎس ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻨزﻴﻬﺔ وﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻸﻋراف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ
اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﻨد ﻝدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺎﻝﻤﺼﺎﻝﺢ
1
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻠﻐﻴر .
76
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋﻤﺎ
إذا ﻜﺎﻨت ﻤﺴﺠﻠﺔ أو ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤﺘﻰ ﻜﺎن ذﻝك اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﻀﻠﻴل اﻝﺠﻤﻬور،1
وأﺠﺎز ﻜذﻝك ﻜل ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺴوري 2واﻝﻠﺒﻨﺎﻨﻲ 3ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤدﻨﻴﺎ ،ﻤﺘﻰ ﺜﺒت اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ؛ ﻓﻲ ﺤﻴن أن ﻤﺸرع اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻐرﺒﻲ ﺤذا ﺤذو
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ،إﻻ أن ﻤوﻗﻔﻪ ﻜﺎن أﻜﺜر وﻀوﺤﺎ وذﻝك ﺒﻨﺼﻪ ﻋﻠﻰ أن ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻴﻌﺘﺒر ﺸرط ﻀروري ﻻﺴﺘﻔﺎدﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ.4
أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻔﻘﻪ اﻝﺠزاﺌري ،ﻓﻬﻨﺎك ﻤن ﻴرى إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻝﺠوء ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ،ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ٕوازاﻝﺔ اﻷﻀرار ﻋن طرﻴق دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،5وذﻝك دون اﻝﺨوض ﻓﻲ ﻤوﻗف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ٕواﺒداء اﻷﺴﺎﻨﻴد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
اﻝﻤﻌﺘﻤدة ،ﻓﻲ ﺤﻴن اﺘﺠﻪ اﻝرأي اﻝﻐﺎﻝب إﻝﻰ ﺘﻔﺴﻴر ﻤوﻗف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ اﺘﺠﺎﻩ
ﻨﺤو ﻋدم إﻀﻔﺎء أي ﻨوع ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،6ﻝﻜون ﺘﻔﺴﻴر اﻝﻤﺎدة
27ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻻ ﻴﺘواﻓق ﻤﻊ ﻨص
اﻝﻤﺎدة 4ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﻤن ﺜم ﻓﺈن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻻ
ﻴﻤﻜن ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ وﻓﻘﺎ ﻝدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ طﺎﻝﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وﺒﻤﺎ
أن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻫو اﻝﻘﺎﻨون واﺠب اﻝﺘطﺒﻴق ﻓﻲ ﺤﺎل اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ،
ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻝﺘطﺒﻴق ﻨص اﻝﻤﺎدة 27ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
،ص .176 ا ! - 1ح ز 8,ا S)8,ح ا 2, @-ت ا # 0 I4وا -ر ،(#,ا
،ص 204 ا ن ا( ،ا ،ص ،33وأ ( 0 T,ن ا ،ا و( ري ( $ن -2
و .K ,
،ص .116-115 ا ،ا ا ي -3
B 9 - 4و ،ا # Wا # 0 I4وا -ر KG ) 1G #,ود 0واھ ا ( #وا #2 1 ،# U Iا Iح ا ,ة ،ا ار
ا Tء ،ا #2 1اMو ،2002 ،/ص .301-300
،ص .256-255 ا # $ - 5زراوي ! ،ا
،ص . 162 ا د ،ا ،ص ،163وY :C ا - 6دي زو ،ا
77
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ وﻓق دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف اﻹﻋﺘداء
ﺘﺴﺘﻔﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﻓق اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﺘﺘﺠﺴد ﻓﻲ ﻜل ﻤن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،وﻜذا دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز رﻓﻌﻬﺎ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻀرر اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ،
وﻝﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤدﻨﻴﺎ ،اﺸﺘرط اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤ ارد
ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻷن اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻻ ﺘﺤض ﺒﺄﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ،وﻴﺘﻤﺘﻊ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒﻤﺠرد ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺈﻴداع طﻠب اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻝدى اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ .
ﻴﻘﺼد ﺒدﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ
ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﺎرﺴﻬﺎ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﺠراء اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ
ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎرﺘﻜﺎب ﺠﻨﺤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد أو إﺤدى ﺼورﻫﺎ.
وﺘﺘم اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض إﻤﺎ أﻤﺎم اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﺠزاﺌﻲ ﻤﺒﺎﺸرة وذﻝك أﺜﻨﺎء ﻨظرﻩ ﻓﻲ
اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،أو ﺒﻤوﺠب دﻋوى ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺘرﻓﻊ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤدﻨﻲ ،ﺒﺸرط ﺼدور ﺤﻜم
ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻗﻀﻰ ﺒﺎﻹداﻨﺔ ،وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 28ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق
ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ رﻓﻊ دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ﺒﻘوﻝﻬﺎ " :ﻝﺼﺎﺤب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺤق ﻓﻲ
رﻓﻊ دﻋوى ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻀد ﻜل ﺸﺨص ارﺘﻜب أو ﻴرﺘﻜب ﺘﻘﻠﻴدا ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ وﻴﺴﺘﻌﻤل
ﻨﻔس اﻝﺤق اﺘﺠﺎﻩ ﻜل ﺸﺨص ارﺘﻜب أو ﻴرﺘﻜب أﻋﻤﺎﻻ ﺘوﺤﻲ ﺒﺄن ﺘﻘﻠﻴدا ﺴﻴرﺘﻜب"
Jean-Luc Piotraut , Droit de la propriété intellectuelle, édition ellipses, 2004, p 211 - 1
78
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻓﺎﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒوﻗف اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ
واﻝﺘﻌوﻴض ﻤﻜﻔول ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ،وﻫو ﻴﺴﺘﻨد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ إﻝﻰ اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ
)دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد( ،ﻓﺄﺴﺎس اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫو اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،وﻝذﻝك
ﻴﺸﺘرط أن ﻴﺘﻀﻤن اﻝﺤﻜم اﻝﺠزاﺌﻲ اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد إداﻨﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜن ﻤﺎﻝك
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤدﻨﻲ ﻤطﺎﻝﺒﺎ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف اﻻﻋﺘداء ،ﻜﻤﺎ
ﻴﺸﺘرط أن ﺘﻜون اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤراد ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻗد ﺨﻀﻌت ﻹﺠراءات اﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ
ﻓﺈن ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻻ ﻴﻤﻠك – وﻓق ﻤﺎ ﺴﺒق ﺸرﺤﻪ -اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ
اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘم اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻝف أﻏﻠب اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت
اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ.
وﻴﺴﺘوي أن ﻴﻜون اﻻﻋﺘداء اﻝﻤطﺎﻝب ﺒوﻗﻔﻪ ﻗد ﺘم ارﺘﻜﺎﺒﻪ ﻓﻌﻼ ،أو ﻴوﺸك ﻋﻠﻰ ارﺘﻜﺎﺒﻪ
ﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ اﻷﻋﻤﺎل واﻝﻘراﺌن اﻝﺘﻲ ﺘوﺤﻲ ﺒذﻝك ،وﻴﺨﻀﻊ ﺘﻘدﻴر وﺠود اﻹﻋﺘداء ﻤن ﻋدﻤﻪ
إﻝﻰ ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع.
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 29ﻤن ذات اﻷﻤر ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " إذا أﺜﺒت ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ أن ﺘﻘﻠﻴدا
ﻗد ارﺘﻜب أو ﻴرﺘﻜب ،ﻓﺈن اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴﻀﺎت اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،وﺘﺄﻤر
ﺒوﻗف أﻋﻤﺎل اﻝﺘﻘﻠﻴد " ...
ﻴﻨﻌﻘد اﻻﺨﺘﺼﺎص ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ طﻠب اﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻝﺠزاﺌﻲ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ
ﻴﺼدر ﺤﻜم واﺤد ﻤﺘﻀﻤﻨﺎ اﻝﺸﻘﻴن اﻝﺠزاﺌﻲ واﻝﻤدﻨﻲ.
وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻤﺘﻨﺎع ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن رﻓﻊ دﻋوى ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف أﻋﻤﺎل
اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤﺴﺘﻔﻴد ﻤن اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻌﻼﻤﺔ رﻓﻊ دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒدﻻ ﻋﻨﻪ ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻀﻤن ﻋﻘد
اﻝﺘرﺨﻴص ﻤﻨﻊ ﺼرﻴﺢ ،وذﻝك ﺒﻤوﺠب ﻨص اﻝﻤﺎدة 31ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ
" ﻋدا ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻨص ﺒﺎﻝﻌﻜس ﻓﻲ ﻋﻘد اﻝﺘرﺨﻴص ،ﻴﻤﻜن اﻝﻤﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﺤق اﺴﺘﺌﺜﺎر ﻓﻲ
اﺴﺘﻐﻼل ﻋﻼﻤﺔ أن ﻴرﻓﻊ ،ﺒﻌد اﻹﻋذار ،دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد إذا ﻝم ﻴﻤﺎرس اﻝﻤﺎﻝك ﻫذا اﻝﺤق
ﺒﻨﻔﺴﻪ".
79
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
إن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ووﻗف اﻹﻋﺘداء اﻝﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن أﺤﻜﺎم اﻷﻤر 06-03
اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﺘﻬدف إﻝﻰ وﻗف ﻜﺎﻓﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺘﻌدي ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،زﻴﺎدة ﻋﻠﻰ ﺘﻌوﻴض اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﺠراء ارﺘﻜﺎب ﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻤﺠرﻤﺔ
ﺒﻤوﺠب اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت ،واﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺒﻨﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻤﻜن
أﺼﺤﺎب اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،وأﻀﻔﻰ اﻝﻤزﻴد ﻤن اﻝﻤﺼداﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﺠﺎل اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻝذي ﺘﻤﺜل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أﺤد أﻫم دﻋﺎﺌﻤﻪ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :أﻓﻌﺎل اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘوﺠب اﻝﺘﻌوﻴض
ﻴﻌد اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ظﺎﻫرة ﺒﺎرزة ﻓﻲ اﻝوﺴط اﻝﺘﺠﺎري واﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻝﻴس ﻓﻘط
ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ٕواﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﻤل دول اﻝﻌﺎﻝم ،ﻝذﻝك ﺘﺤﺎول اﻝﻨظم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ اﻝﻤﺸرع
اﻝﺠزاﺌري ،وﻀﻊ ﻀواﺒط ﺼﺎرﻤﺔ ﺘﺤﺎول ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﺤد ﻤن أﻓﻌﺎل اﻝﺘﻌدي اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺨذ
ﺼو ار ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻴﺼﻌب ﺤﺼرﻫﺎ ،1ﻓﻤﻨﻬﺎ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻜﺎﺴﺘﻌﻤﺎل رﻤوز
أو ﺼور ﻤطﺎﺒﻘﺔ أو ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌد ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻫو
اﻋﺘداء ﻏﻴر ﻤﺒﺎﺸر ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴؤدي إﻝﻰ ﻝﺒس ﻝدى اﻝﺠﻤﻬور ﻝﻜﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒر ﺘﻌدﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ،
وﻤﺜﺎل ذﻝك وﻀﻊ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﻤﻴز ﻋطر ﺸﻬﻴر ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺞ آﺨر.2
ﻴﺤق ﻝﻜل ﻤن ﻴﻤﻠك ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ اﻝﻤﺒﺎدرة ﺒﺎﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻝوﻗف ﺠﻤﻴﻊ
أﻓﻌﺎل اﻻﻋﺘداء اﻝواﻗﻊ أو اﻝذي ﻴﻤﻜن أن ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻔﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻝدﻋوى
ﺴواء أﻜﺎﻨت دﻋوى ﺠزاﺌﻴﺔ أو دﻋوى ﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻴس ﻝﻬﺎ أن ﺘﻘرر وﻗف أﻓﻌﺎل اﻻﻋﺘداء ﻤن
ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻬﺎٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﻜون ذﻝك ﺒطﻠب ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﺼﺎﺤب ﺤق اﻻﺴﺘﺌﺜﺎر
ﺒﺎﻻﺴﺘﻐﻼل ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝدﻋوى ،وﺘﺴﺘﻨد اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
اﻝﻔﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ طﻠب وﻗف اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ إﻝﻰ وﺠود اﻝﺨطﺄ اﻝﺠزاﺌﻲ اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﻘﻠﻴد،
ﻓﻔﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻨﺘﻔﺎءﻩ ﺘﻨﺘﻔﻲ ﻤﻌﻪ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺘرﺘﺒط وﺠودا وﻋدﻤﺎ
ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ.3
Eط S ،ح & ا 0ا # Wا - #, WBا # Wا ،-# 0 I4دار وا @I JUوا -ز 0 ، ,ن ،ا #2 1 ( -1ري
اMو ،2005 /ص .334
( ،; Bص .335 Eط ،ا ( -2ري
،ص .190 ا د ،ا -3
80
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﺘﻬدف اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻨدة إﻝﻰ أﺤﻜﺎم اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت إﻝﻰ
اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒوﻗف ﻜل أﻓﻌﺎل اﻝﺘﻌدي اﻝﺘﻲ ﺘﻤس ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﻔﻌل اﻝﻤﺠرم اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ
اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺼورﻩ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻜﻔﻲ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺤق ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺘم ﻗﺒول
اﻝدﻋوى ،دون اﺸﺘراط وﻗوع ﻀرر ﻓﻌﻠﻲ.1
وﻴﺸﻤل اﻝﺘﻌوﻴض اﻝذي ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺎ ﻓﺎت ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﻜﺴب وﻤﺎ
ﻝﺤﻘﻪ ﻤن ﻀرر ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺘﻘﻀﻲ ،إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻝﺘﻌوﻴض ،ﺒﺤﻀر اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ
ﻤن طرف اﻝﻤﻌﺘدي ،إﻝﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﺼﺎدرة ٕواﺘﻼف اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻷدوات اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ
اﻝﺘﻘﻠﻴد.3
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ وﻓق دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ
ﺘﻘوم اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ ﺤرﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤﻜﻔول ﻗﺎﻨوﻨﺎ ،واﻝذي
ﻴﺴﻌﻰ ﺒﻤوﺠﺒﻪ اﻝﺼﻨﺎع واﻝﺘﺠﺎر ،وﻤﻘدﻤﻲ اﻝﺨدﻤﺔ ،إﻝﻰ اﺴﺘﻘطﺎب اﻝزﺒﺎﺌن ﺒﻜﺎﻓﺔ اﻝوﺴﺎﺌل
اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﺨرج ﻋن إطﺎر اﻷﻋراف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﻘواﻨﻴن واﻷﻨظﻤﺔ اﻝﻤطﺒﻘﺔ ،4ﻓوﺠود
81
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻔﻌﻠﻴﺔ ﻫو اﻝذي ﻴدﻓﻊ اﻝﺼﻨﺎع واﻝﺘﺠﺎر إﻝﻰ اﻝﺒﺤث ﻋن اﻝﺘطوﻴر اﻝداﺌم اﻝذي ﻴﻜﻔل
ﻝﻬم اﻹﺴﺘﻤرار ﻤن ﺨﻼل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ زﺒﺎﺌﻨﻬم ،وﻝم ﻻ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ زﺒﺎﺌن ﺠدد.
أﻤﺎ إذا ﺨرﺠت ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋن إطﺎرﻫﺎ اﻝﻤﺸروع واﺘﺒﻌت أﺴﺎﻝﻴب ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻘواﻋد
اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻨزﻴﻬﺔ ،اﻋﺘﺒرت ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،وﺠﺎز ﻝﻠطرف اﻝﻤﺘﻀرر
ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤرﺘﻜﺒﻲ ﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل ﻋن طرﻴق دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
وﺘظﻬر أﻫﻤﻴﺔ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ
ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﺘواﻓر ﺸروط اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ إذ أن اﻝﺠزاء اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ اﻝﻤﻘرر ﻝﺠراﺌم اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ
اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺘطﻠب اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴوء ﻨﻴﺔ اﻝﻤﻘﻠد ،ﻓﻔﻲ ﺤﺎل ﺘم اﻝﺤﻜم
ﺒﺎﻝﺒراءة ﻻﻨﺘﻔﺎء أرﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻨﻊ اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
اﻝﺘﻌوﻴض ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
ﺘدﺨل اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ،ﻜﺒﻘﻴﺔ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ،ﻝﻀﻤﺎن ﺤرﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ وﻤﻨﻊ
اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻤﻘﻴدة ﻝﻬﺎ ﺒﻴن اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،1وذﻝك ﻋن طرﻴق ﺘﺤدﻴد اﻷﻋﻤﺎل اﻝﺘﻲ
ﺘﻌد ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘدﻓﻊ اﻝﺘﺠﺎر واﻝﺼﻨﺎع ﻝﺘﻘدﻴم ﺴﻠﻊ
وﺨدﻤﺎت ذات ﺠودة ﻋﺎﻝﻴﺔ ،وأﺴﻌﺎر ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ،وﻫذا ﻴﻨﻌﻜس ﺒدورﻩ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك اﻝذي
ﻴﻘوم ﺒﺈﺸﺒﺎع رﻏﺒﺎﺘﻪ ﻤن ﺨﻼل إﺘﺎﺤﺔ اﻝﻔرﺼﺔ ﻝﻪ ﻝﻼﺨﺘﻴﺎر ﺒﻴن ﻤﻨﺘﺠﺎت وﺨدﻤﺎت ﻋدﻴدة
ذات ﻨوﻋﻴﺔ رﻓﻴﻌﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻜﻤﺎ ﺴﻌﻰ اﻝﻤﺸرع
اﻝﺠزاﺌري إﻝﻰ ﻤﻨﻊ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻝﺘﻌرض ﻝﻠﻤﻨﺎﻓﺴﻴن واﻝﺘﻌﺴف اﺘﺠﺎﻫﻬم،
ﻤﻤﺎ ﻗد ﻴؤدي إﻝﻰ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺤرﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ أو اﻝﺤد ﻤﻨﻬﺎ ،2ﻜﻘﻴﺎم اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺎﺤﺘﻜﺎر اﻝﺴوق
ﻋن طرﻴق ﺘﺨﻔﻴض أﺴﻌﺎر اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ ﻴﺒﻴﻌﻬﺎ أو ﻴﻨﺘﺠﻬﺎ ،أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ ،إﻝﻰ
أﻗل ﻤن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن اﻵﺨرﻴن واﻝﺘﺄﺜﻴر ﻓﻲ ﻨﺸﺎطﻬم،
وﻗد ﻴؤدي إﻝﻰ إﻓﻼﺴﻬم ،ﻓﻬﻨﺎ ﻨﻜون أﻤﺎم ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﻫذا اﻝﺘﺨﻔﻴض
ﻗﺼد ﺘﺠﻨب اﻝﺨﺴﺎرة أو ﻜﺴﺎد اﻝﺒﻀﺎﻋﺔ أو ﺤﺘﻰ اﻨﺨﻔﺎض ﻜﻠﻔﺔ اﻝﻤﻨﺘﺞ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻌد ﻤن
# ,ةا # $ Iا 2ل وا ،% -ا ،2003 # ,ا 2- -1ا دة 8 6ا ،03-03 Mا +رخ 19 : $
0د 43ا 4درة .2003 # , 20 : $
،ص .193 ا د ،ا -2
82
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻗﺒﻴل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻷن ﺘﺤدﻴد أﺴﻌﺎر اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت ﻴﻜون ﺒﺼﻔﺔ ﺤرة وذﻝك
اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ، 1ﻝذﻝك ﻨﺠد أن ﻫﻨﺎك ﻤؤﺴﺴﺎت ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻜﺒرى ﺘﻘوم ﺒﺠذب
اﻝزﺒﺎﺌن ﻋن طرﻴق اﺤﺘﻜﺎر ﻨوع ﻤن اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﺴﺘطﻴﻊ ﻤؤﺴﺴﺔ أﺨرى
ﺘﻘدﻴﻤﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻨﻜون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﻤﺎم ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ.
ﻴﺸﻜل اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ أﺤد أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘرﺘب
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻔﺎﻋل ،وذﻝك اﺴﺘﻨﺎدا إﻝﻰ ﻨص اﻝﻤﺎدة 124ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر ،أو اﻝﻘﺎﻨون 02-04اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدة 26ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ ﻜﺎﻓﺔ أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ،
واﻝﺘﻲ أطﻠﻘت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﻤﻴﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻨزﻴﻬﺔ وﻋرﻓﺘﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜل اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻸﻋراف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻨظﻴﻔﺔ واﻝﻨزﻴﻬﺔ واﻝﺘﻲ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻴﺘﻌدى ﻋون
اﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻝﺢ ﻋون أو ﻋدة أﻋوان اﻗﺘﺼﺎدﻴﻴن آﺨرﻴن.
واﻋﺘﺒرت اﻝﻤﺎدة 02/27ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻤن ﻗﺒﻴل أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻌون اﻗﺘﺼﺎدي ﻤﻨﺎﻓس ،أو ﺘﻘﻠﻴد ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ أو
اﻹﺸﻬﺎر اﻝذي ﻴﻘوم ﺒﻪ ،ﻗﺼد ﻜﺴب زﺒﺎﺌن ﻫذا اﻝﻌون إﻝﻴﻪ ﺒزرع ﺸﻜوك وأوﻫﺎم ﻓﻲ ذﻫن
اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك.
وﻗد ﻋرف اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ارﺘﻜﺎب أﻋﻤﺎل ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻠﻘﺎﻨون أو
اﻝﻌرف أو اﻝﻌﺎدات أو اﺴﺘﺨدام وﺴﺎﺌل ﻤﻨﺎﻓﻴﺔ ﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﺸرف واﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﺒﻐرض إﺤداث ﻝﺒس
ﺒﻴن ﻤﻨﺸﺄﺘﻴن ﺘﺠﺎرﻴﺘﻴن ،أو ﺨﻠق اﻀطراب ﺒﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺒﻬدف اﺠﺘذاب ﻋﻤﻼﺌﻬﺎ
وﺼرﻓﻬم ﻋﻨﻬﺎ.2
83
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻫﻲ اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘرﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﻤﺎﻝك
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﺴﻨﻰ ﻝﻪ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻐﻴر اﻝذي ارﺘﻜب أﻋﻤﺎﻻ ﻤﻨﺎﻓﻴﺔ ﻝﻸﻋراف واﻝﻌﺎدات
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺒﺒﺎ ﻝﻪ اﻝﻀرر.1
اﺨﺘﻠف اﻝﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد اﻷﺴﺎس اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝذي ﺘﻘوم ﻋﻠﻴﻪ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻷﺤﻜﺎم اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻨد إﻝﻴﻬﺎ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻝﻘﻴﺎﻤﻬﺎ؟
ﻫﻨﺎك ﻤن اﻝﻔﻘﻬﺎء ﻤن ﻴرى أن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻴﻤﻜن أن ﺘرﻓﻊ ﺒﻨﺎءا
ﻋﻠﻰ ﻨظرﻴﺔ اﻝﺘﻌﺴف ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺤق ،2ﻓﻲ ﺤﻴن ﻴرى اﻝرأي اﻷﻏﻠب ﻀرورة ﻗﻴﺎم دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ ،3ﻓﻲ ﺤﻴن؛ ﺒرز اﺘﺠﺎﻩ
ﺤدﻴث ﺤﺎول إﻋطﺎء أﺴﺎس ﺠدﻴد ﺘﻘوم ﻋﻠﻴﻪ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻓﺎﻋﺘﺒر أن
اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻫو ﺤق ذو طﺒﻴﻌﺔ ﻤرﻜﺒﺔ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴن ﺴﻤﺎت اﻝﺤق اﻝﺸﺨﺼﻲ واﻝﺤق
اﻝﻌﻴﻨﻲ ،وﻤن ﺒﻴن ﻋﻨﺎﺼرﻩ أﻴﻀﺎ ﺤﻘوق ﻤﻼزﻤﺔ ﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻨﺴﺎن ،ﻓﺤق اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ذو
طﺎﺒﻊ ﻤﺎﻝﻲ وأدﺒﻲ ﻤﻌﺎٕ ،واذا ﻜﺎﻨت طﺒﻴﻌﺔ اﻝﺤق ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﺤدد ﻨوع اﻝدﻋوى ﻤن ﺤﻴث
ﻜوﻨﻬﺎ ﺸﺨﺼﻴﺔ أو ﻋﻴﻨﻴﺔ أو ﻋﻘﺎرﻴﺔ أو ﻤﻨﻘوﻝﺔ ،إﻻ أن ذﻝك ﻻ ﻴﻨطﺒق إﻻ ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻘوق
اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،وﻨظ ار ﻝﻜون اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻫو ﺤق ﻤرﻜب ﻴﺸﻤل ﻤزﻴﺞ ﺒﻴن اﻝﻌﻨﺼر اﻝﺒﺸري
اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﻓس وﻤﻌﺎوﻨﻴﻪ وﺒﻴن اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻀﺎرب ﺒﻬﺎ اﻝﻤﻨﺎﻓس
وﻴﻘوم ﺒﻨﺸﺎطﻪ وﻤن ﺜم ﻓﺈن اﻝدﻋوى اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻻ ﺘدﺨل ﻓﻲ ﻨطﺎق اﻝﺘﻘﺴﻴم
اﻝﺘﻘﻠﻴدي ﻝﻠدﻋﺎوى ﺒل ﺘﻌﺘﺒر دﻋوى ذات طﺒﻴﻌﺔ ﺨﺎﺼﺔ.4
وﻤن ﺠﻬﺘﻲ أواﻓق اﻝرأي اﻝﻘﺎﺌل ﺒﺄن أﺴﺎس دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻫو
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ اﻹﺨﻼل ﺒﺎﻝﺘزام ﻗﺎﻨوﻨﻲ واﺤد ﻻ ﻴﺘﻐﻴر
ﻫو اﻻﻝﺘزام ﺒﻌدم اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﻐﻴر ،ﻓﺈذا ﺤدث وﻗﺎم اﻝﻤﻨﺎﻓس ﺒﺄﻓﻌﺎل ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻹﻀرار
84
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺒﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻓﺈن ﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل ﺘﺴﺘدﻋﻲ أداء اﻝﺘﻌوﻴض ﻤن اﻝطرف اﻝﻤﺨطﺊ ﻝﻔﺎﺌدة
اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -أﺼﺤﺎب اﻝﺤق ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ:
ﻝم ﻴﺤدد اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻝدﻴﻬم اﻝﺤق ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ إذا ﺘﻌﻠق اﻷﻤر ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﻝﻜن ﺒﻤﺎ أن اﻷﻤر ﻴﺘﻌﻠق
ﺒﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻓﺈن رﻓﻊ اﻝدﻋوى ﻤﺨول – ﻝﻴس ﻓﻘط ﻝﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ -ﺒل ﻝﻜل ﻤن
ﻝﺤﻘﻪ ﻀرر ﺠراء ذﻝك اﻝﺘﺼرف اﻝﻤﺨﺎﻝف ،1ﻓﻲ ﺤﻴن أن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻴﺴﺘﺄﺜر ﺒﺤق اﻝﻠﺠوء
إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺤﺘﻰ وﻝو ﻜﺎن اﻝﻀرر ﻤﺤﺘﻤﻼ ﻓﻘط.2
ﻓﻘد ﻴﻜون اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن ﺠراء اﻹﻋﺘداء واﻝذي ﻴﻤﻠك ﺤق اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ ﻋن طرﻴق
رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻫو ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﺘﺎﺠر اﻝذي
ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﻤﻴزة ﺒﻌﻼﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ وﻴﺘﻀرر إذا ﻤﺎ ﻝﺠﺄ ﺘﺎﺠر آﺨر ﻝﺘﻘﻠﻴد ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ
ووﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﻤن ذات اﻝﻨوع اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ،3وﻴﺠوز رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤﻤن ﻝﻪ ﺤق اﻨﺘﻔﺎع ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﺒﻌﻘد ﺘرﺨﻴص ﻤن ﻤﺎﻝﻜﻬﺎ ،وﻴﺠوز أﻴﻀﺎ
ﻝﻠﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴن رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻋﻨد ﺘواﻓر أرﻜﺎﻨﻬﺎ.4
ﻴﺘم اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ﻋن طرﻴق رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤﺒﺎﺸرة أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤدﻨﻲ ،وﻗد ﻨص اﻝﻘﺎﻨون رﻗم09-08 :
اﻝﻤﺘﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺸﻜﻴل أﻗطﺎب ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺘﻨﻌﻘد ﻓﻲ
ﺒﻌض اﻝﻤﺤﺎﻜم ﻝﻠﺒت ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت وﻤﻨﻬﺎ ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،5إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻷﻗطﺎب اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻝم ﺘﻔﻌل ﻝﺤد اﻝﺴﺎﻋﺔ رﻏم ﻤرور ﻋدة ﺴﻨوات ﻋﻠﻰ ﺼدور اﻝﻘﺎﻨون،
وﻝم ﺘﺤدد ﻤﻘرات ﻫذﻩ اﻷﻗطﺎب واﻝﺠﻬﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻬﺎ ﻋن طرﻴق اﻝﻨﺼوص
85
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ اﻝﻼﺤﻘﺔ ،وﺒذﻝك ﻴﺒﻘﻰ اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻤﻨﻌﻘدا ﻝﻸﻗﺴﺎم اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤوﺠودة ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى
اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻌﺎدﻴﺔ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
أوﻻ :اﻝﺨطﺄ
ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺨطﺄ أﺴﺎس اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋن اﻝﻌﻤل اﻝﺸﺨﺼﻲ ،ﻝذﻝك ﻓﺈن اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺎﻝﺨطﺄ ﻓﻲ دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻫو ﻗﻴﺎم أﺤد أﻓﻌﺎل اﻝﺘﻌدي ﻤن طرف ﺸﺨص أو
3
ﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻀد ﻤؤﺴﺴﺔ أﺨرى ﺘﻤﺎرس ﻨﻔس اﻝﻨﺸﺎط.
ا :ي ء «tout fait quelconque de ; $ _( $ا دة 8 1382ا ) ( ن ا ( ا ( B -1وK ),
L’homme qui cause a autrui un dommage oblige celui par la faute duquel il est arrivé a
» la réparé
،ص . 169 ا -2دي زو ،ا
3
- Jérôme passa, op cit, p 375
86
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻓﻘد اﻋﺘﺒر اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻀﻤن اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن أي ﺘﻘﻠﻴد ﻝﻌﻼﻤﺔ
ﺘﻤﻴز ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺨدﻤﺎت ﺸﺨص أو ﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ أو اﻹﺸﻬﺎر اﻝﺨﺎص ﺒﻪ ،ﺒﻐرض
اﺴﺘﻤﺎﻝﺔ زﺒﺎﺌﻨﻪ ﻋن طرﻴق إﺘﺒﺎع وﺴﺎﺌل ﻏﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺘؤدي إﻝﻰ زرع أوﻫﺎم ﻓﻲ أذﻫﺎن أوﻝﺌك
اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك.
اﻝﻤﻼﺤظ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻤﺎدة 27ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أن اﻝﻤﺸرع ذﻜر ﻓﻌل
اﻝﺘﻘﻠﻴد اﻝذي ﻴﻘوم ﺒﻪ اﻝﻐﻴر ﻝﻺﻀرار ﺒﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل ﻻ اﻝﺤﺼر ،وﻫو ﻤﺎ
ﻴﻔﻬم ﻤن ﻋﺒﺎرة "ﻻﺴﻴﻤﺎ" اﻝواردة ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘد ﺘرك اﻝﻤﺠﺎل ﻤﻔﺘوﺤﺎ ﻝﻼﺠﺘﻬﺎد
اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻹدراج أﻤﺜﻠﺔ أﺨرى ﻋن اﻷﻋﻤﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﻌد ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ،
وﻤﻨﻬﺎ اﻹدﻋﺎءات اﻝﻜﺎذﺒﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻬدف إﻝﻰ إﺴﺎءة ﺴﻤﻌﺔ أﺤد اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﻴ ن ، 1اﻝﺨﻠط ﺒﻴن
ﻤﻨﺸﺄﺘﻴن ،أو إﺜﺎرة اﻻﻀطراب داﺨل ﻤﻨﺸﺄة ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ....2إﻝﺦ.
وﻤن ﺜم ﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع أن ﻴﺘﺠﻨب ﻤﺼطﻠﺢ ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝذي ورد ﻀﻤن
اﻝﻘﺎﻨون ،02-04وذﻝك ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻝﺘﻲ ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ
واﻝﺘﻲ ﺘؤدي إﻝﻰ ﻗﻴﺎم دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻜﺎن ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ اﻻﻜﺘﻔﺎء ﺒﻌﺒﺎرة
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻌون اﻗﺘﺼﺎدي ﻤﻨﺎﻓس أو اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو
#ا م ا را 2S -1ا 2ي ،ا # 2ا -ر N / 0 #,ء ا ) ( ن وا? K-د ا ) ، U TاI # ) # E
ل ا N $ )-ء ا ) ( ن وا? K-د ا ) ، U Tا # W9ا 21 ، 2أ ،2011 J, $ص . 19
،ص . 169 ا -2دي زو ،ا
،ص 199 ا د ،ا -3
87
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺨدﻤﺎﺘﻪ ،وﻫو اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤﺴﺘﻘر ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻔرﻨﺴﻲ وأﻏﻠب اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻌرﺒﻲ 1اﻝذي ﻴرى أن
دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ اﻝﺨطﺄ ﺒﻴﻨﻤﺎ دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺘﻤس اﻝﺤﻘوق
اﻹﺴﺘﺌﺜﺎرﻴﺔ ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻓﻜﻼ اﻝدﻋوﻴﻴن ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﺴﺒﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن ،وﺘرﺘب أﺜرﻴن
ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن.2
وﻴﺘﻀﻤن رﻜن اﻝﺨطﺄ ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻋﻨﺼر ﻤﺎدي ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ
اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝوﺴﻴﻠﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أي ﻏﻴر اﻝﻤﺘواﻓﻘﺔ ﻤﻊ اﻷﻋراف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﻌﺎدات
واﻷﺨﻼق اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴن اﻝﺘﺠﺎر ،وﻋﻨﺼر ﻤﻌﻨوي ﻴﺴﺘﻨد إﻝﻰ اﻝﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ اﻝﺴوق
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻻﺴﺘﺌﺜﺎر ﺒﺎﻝزﺒﺎﺌن.3
وﻴرﻤﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓس ﺒﻌﻤﻠﻪ إﻝﻰ إﺤداث اﻝﻠﺒس واﻝﺨﻠط ﺒﻴن ﺘﺠﺎرﺘﻪ وﺘﺠﺎرة ﻏﻴرﻩ ،ﻝذﻝك ﻓﺈن
اﻝﻌﻤل اﻝﻀﺎر ﻴﻜون ﻤﺘﺼﻼ ﺒﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﺘﺠﺎرة وﻴرﺘﻜب اﻝﺨطﺄ ﻓﻲ إطﺎر اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،وﻻ ﻴﻬم
أن ﻴﻜون ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻋﻤدي أو ﻏﻴر ﻋﻤدي ،ﻓﻴﻌﺘﺒر اﻝﻤﻨﺎﻓس ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ ﺤﺘﻰ وﻝو ﻝم
ﻴﻘﺼد اﻹﻀرار ﺒﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻝو ﻜﺎن ﻴﻘﺼد اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻷرﺒﺎح أو
ﺘروﻴﺞ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ.4
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﻀرر:
ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻝﻘﻴﺎم دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺤدوث اﻝﺨطﺄ ﻤن طرف اﻝﻤﻨﺎﻓس
ﺴواء ﻜﺎن ﺘﺎﺠر أو ﺼﺎﻨﻊ أو ﻤﻘدم ﺨدﻤﺔ ،و إﻨﻤﺎ ﻴﺠب أن ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺨطﺄ ﻀرر
ﻴﺼﻴب اﻝﻤدﻋﻲ ،5وﻴﻌرف اﻝﻀرر ﺒﺄﻨﻪ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺤق ﻤن ﺤﻘوق اﻝﺸﺨص أو ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ
ﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻪ،6
وﻴﺴﺘوي أن ﻴﻜون اﻝﻀرر ﻤﺎدﻴﺎ ﻴﻨﺼب ﻋﻠﻰ ﺤق ﻤن اﻝﺤﻘوق اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤﺜل اﻝﺨﺴﺎرة
اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺼﻴب اﻝﺘﺎﺠر ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻘﻠﻴد ﻋﻼﻤﺘﻪ وطرﺤﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺴواق ،أو ﻤﻌﻨوﻴﺎ ﻴﺼﻴب
$ C 9ر ا Kي ،ا #, 9ا ) ( ( # W #ا ،# 0 I4ر 49 # ) #ل / 0در #د -Cراه $ E -1
ا ) ( ن # C ،ا )9ق #2 ،ا? IWر ،#,ون ،#@& I #Iص 210و . K ,
( ،; Bص .200 د ،ا -2
3
،ص .400 ا ،ا ا ي
( ،; Bص 377 ،ا ا ي -4
" Nرا _( 8 %KB,ا دة 8 124ا ) ( ن ا ( ) " Kو, -5وھ
،ص .175 ا -6دي زو ،ا
88
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺤﻘﺎ أدﺒﻴﺎ ﻻ ﻴﻌد ﻤن ﻋﻨﺎﺼر اﻝذﻤﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤﺜل اﻝﺴﻤﻌﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻠﺼﺎﻨﻊ أو اﻝﺘﺎﺠر،
واﻝﺸﻬرة اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘﻪ.1
وﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ اﻝﻀرر أن ﻴﻜون ﺠﺴﻴﻤﺎ أو ﺒﺴﻴطﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ ﻋﻨﺼر
اﻝﻀرر ﻓﻲ ﻤﺠﺎل دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أن ﻴﻜون ﻤﺤﻘﻘﺎ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴﻜون
ﻤﺤﺘﻤﻼ ، 2ﻓدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻫﻲ دﻋوى وﻗﺎﺌﻴﺔ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب ﻜوﻨﻬﺎ دﻋوى
ﻋﻼﺠﻴﺔ ،إذ ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ وﻗوع اﻝﺨطﺄ أن ﻴرﺘب اﻝﻀرر ﺨﺴﺎرة ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺒل ﻴﺠوز أن
ﻴﻜون ﻓرﺼﺔ رﺒﺢ ﻀﺎﺌﻌﺔ ،ﻏﻴر أن اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻻ ﻴﺤﻜم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض إﻻ إذا ﻜﺎن اﻝﻀرر ﺤﺎﻻ،
أﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﺤﺘﻤﺎﻝﻴﺎ ﻓﺈن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻻﺤﺘ ارزﻴﺔ اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﻤﻨﻊ وﻗوع
اﻝﻀرر.3
وﻴﻤﻜن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﺒﻌد ﺘﻨﻔﻴذ اﻷﻤر ﺒﺎﻝﺤﺠز ،أو اﻝوﺼف اﻝدﻗﻴق ﻝﻠﺴﻠﻊ ﻤن طرف
اﻝﻤﺤﻀر اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ أو اﻝﺨﺒﻴر ،أن ﻴﺄﻤر اﻝﻤدﻋﻲ ﺒدﻓﻊ ﻜﻔﺎﻝﺔ وﻓق ﻤﺎ ورد ﻀﻤن اﻝﻔﻘرة
اﻷﺨﻴرة ﻤن اﻝﻤﺎدة 34ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.
وﻴﻌد ﻤﺤﻀر اﻝوﺼف أو اﻝﺤﺠز ﺒﺎطﻼ ﺒﻘوة اﻝﻘﺎﻨون ،إذا ﻝم ﻴﺴﻌﻰ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ
إﻝﻰ رﻓﻊ دﻋوى ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺘﺘﻀﻤن ﺘﺜﺒﻴت اﻝﺤﺠز ﺨﻼل ﺸﻬر ﻤن إﻋداد اﻝﻤﺤﻀر ،5إﻻ أن
ﺒطﻼن ﻤﺤﻀر اﻝﺤﺠز ﻻ ﻴﻤس ﺒﺼﺤﺔ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع اﻝﻤرﻓوﻋﺔ ﺴواء أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء
اﻝﻤدﻨﻲ أو اﻝﻘﻀﺎء اﻝﺠزاﺌﻲ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴؤﺜر ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤدﻋﻲ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻝدﻋوى أﻤﺎم ﻗﺎﻀﻲ
اﻝﻤوﻀوع ،ﻜون اﻝﺤﺠز ﻻ ﻴﻌد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺴوى دﻝﻴل ﻤن أدﻝﺔ اﻹﺜﺒﺎت ،ﻝﻜن ﻴﺘرﺘب
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺒطﻼن ﻀرورة اﺴﺘﺒﻌﺎد ﻤﺤﻀر اﻝﺤﺠز ﻤن ﻤﻠف اﻝدﻋوى.6
89
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻴﻘﻊ ﻋبء إﺜﺒﺎت اﻝﻀرر ﻋﻠﻰ طﺎﻝب اﻝﺘﻌوﻴض ﺴواء ﻜﺎن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ أو
اﻝﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أو اﻝﺘﺎﺠر ...إﻝﺦ ،وذﻝك وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ،وﻴﺘم إﺜﺒﺎﺘﻪ ﺒﻜﺎﻓﺔ
اﻝوﺴﺎﺌل ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺒﻴﻨﺔ واﻝﻘراﺌن ﻷن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺌﻊ
ﻤﺎدﻴﺔ ،واﻝﻀرر اﻝﻤراد إﺜﺒﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫو ﺘﺤول اﻝزﺒﺎﺌن ﻋن ﻤﻨﺘﺠﺎت أو ﺨدﻤﺎت
اﻝﻤدﻋﻲ واﻨﺼراﻓﻬم ﻋﻨﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻠﺘﻌدي واﻝوﺴﺎﺌل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻝﺠﺄ ﻝﻬﺎ اﻝﻤدﻋﻰ
ﻋﻠﻴﻪٕ ،1واذا ﺘﺄﻜد اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤن وﺠود ﺘﻠك اﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻴﻬﺎ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﻜم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﺠزاﻓﻲ اﻝذي ﻴﻘدرﻩ وﻓق ﻋدة ﻋﻨﺎﺼر أﻫﻤﻬﺎ اﻝﻘﻴﻤﺔ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺴوق ،وﺤﺠم اﻝﻀرر اﻝذي ﻤس راﻓﻊ اﻝدﻋوى.2
ﺜﺎﻝﺜﺎ -ﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر:
ﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒب ﺒﺎﻝﻨﺘﻴﺠﺔ وﻴﻘﺼد ﺒﻬﺎ أن ﻴﻜون اﻝﻀرر ﻗد ﻨﺸﺄ ﻋن
اﻝﺴﻠوك اﻝﺨﺎطﺊ اﻝذي ارﺘﻜﺒﻪ اﻝﻤﻌﺘدي ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻴﻜون ﻓﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺴﺒﺒﺎ
ﻓﻲ ﺤدوث اﻝﻀرر ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﻨﺎﻓس.
أﻤﺎ إذا ﻝم ﻴﺴﺘطﻊ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ إﺜﺒﺎت ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻓﻌل اﻻﻋﺘداء
واﻝﻀرر اﻝواﻗﻊ اﻨﺘﻔت اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر ،ﻜﻤﺎ ﻝو ﻜﺎن اﻝﻀرر ﺒﺴﺒب
ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻤﺸروﻋﺔ ،أو ﻓﻌل اﻝﻐﻴر ،أو ﺨطﺄ اﻝﻤﺘﻀرر ،ﻋﻨدﺌذ ﻻ ﺘﻘوم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،وﻻ
ﻴﺴﺘﻔﻴد اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن اﻝﺤﻜم ﻝﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض.
إﻻ أﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻜون اﻝﻀرر اﺤﺘﻤﺎﻝﻲ ﻓﺈن ﺘطﺒﻴق اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻀﻤن اﺴﺘﺜﻨﺎءا واﻀﺤﺎ ﻝﻬذا اﻝﻤﺒدأ ﺒﺤﻴث ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ إﺜﺒﺎت
ﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر ،وﺴﺒب ﻫذا اﻹﺴﺘﺜﻨﺎء ﻫو ﺘﻌذر إﺜﺒﺎت ﻫذﻩ اﻝراﺒطﺔ
اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻌض ﺼور اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﺨﺼوﺼﺎ إذا ﻜﺎﻨت ﻤوﺠﻬﺔ ﻀد ﻤﺠﻤوع اﻝﺘﺠﺎر ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل ﻤﻌﻴن.3
ﺘﻘدر ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع وﺠود اﻝراﺒطﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ،وﺘﺴﺘﺨﻠﺼﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل ﻗﻴﺎم اﻝوﻗﺎﺌﻊ
اﻝﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ إﻝﺤﺎق اﻝﻀرر ﺒﺎﻝﻤدﻋﻲ ،وﻗد ﻗﻀت ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺨﺼوص ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎرﻴس
ﺒﻌدم ﺘوﻓر اﻝراﺒطﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ اﻨﺘﻔﺎء اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺒﻴن ﻨﺸﺎط ﺸرﻜﺘﻴن ،إذ
90
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻗررت اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ رﻓض طﻠب ﺸرﻜﺔ ) (Sandozاﻝﺴوﻴﺴرﻴﺔ ﻝﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷدوﻴﺔ ﺒﻤﻨﻊ إﺤدى
اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ﻝﺒﻴﻊ ﻤﻜﻴﻔﺎت اﻝﻬواء ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴدﺨل ﻀﻤن
ﺘﻜوﻴﻨﻬﺎ اﺴم ) (...Sandozواﻝذي ﻴﻤﺜل اﺴم اﻝﺸرﻜﺎء ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻨﺸﺎط ﻜل ﻤن
اﻝﺸرﻜﺘﻴن ﻝﻴس ﻤﺠﺎﻻ ﻝﻠﺘﻨﺎﻓس ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.1
وﺘﻘﺎم دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ إذا ﺘوﻓرت ﺸروط اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر وﻋﻼﻗﺔ
اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﻀد ﻤن ﺼدر ﻋﻨﻪ اﻝﺨطﺄ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن إﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤن اﺸﺘرك ﻤﻌﻪ ﺸرط أن ﻴﻜون
ﻋﺎﻝﻤﺎ ﺒﻌدم ﺸرﻋﻴﺔ اﻝﻌﻤل اﻝذي ﻴﻘوم ﺒﻪ ،ﻜﺼﺎﺤب اﻝﻤطﺒﻌﺔ اﻝذي ﻴﻘوم ﺒطﺒﻊ اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﺘﻲ
ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺎت ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﻘﻠدة ،أو ﺼﺎﺤب اﻝﺠرﻴدة اﻝﺘﻲ ﻨﺸرت ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻏﻴر ﺼﺤﻴﺤﺔ.2
وﺨﻼﺼﺔ اﻝﻘول أﻨﻪ ﻴﺤق ﻝﻜل ﻤن ﺘﻀرر ﻤن أﺤد أﻓﻌﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل اﻝﻌﻼﻤﺎت أن ﻴرﻓﻊ دﻋوى ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض و اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﻝوﻗف ﻫذﻩ
اﻷﻋﻤﺎل ،أﻤﺎ إذا ﺘﻌدد اﻝﻤﺘﻀررون ﺤق ﻝﻜل ﻤﻨﻬم أن ﻴﻘﻴم دﻋوى ﺒﺼورة ﻤﻨﻔردة ﺤﺘﻰ
ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﺘﻘدﻴر ﺤﺠم اﻝﻀرر اﻝذي أﺼﺎب ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬم.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :آﺜﺎر دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
إذا أﺜﺒت ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻗوع اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻤﻠوﻜﺔ ﻝﻪ ،ﻓﺈن اﻝﺠﻬﺔ
اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻌوﻴض وﻜذا إﻴﻘﺎف أﻋﻤﺎل
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
أوﻻ -اﻝﺘﻌوﻴض
ﺘﻘدر اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻝﻠطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن ﺠراء
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 29ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق
ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت ،ﻜﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻰ وﻀﻊ ﻜﻔﺎﻝﺔ ﻝﻀﻤﺎن ﺘﻌوﻴض ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﺼﺎﺤب ﺤق
اﻻﺴﺘﺌﺜﺎر ﺒﺎﻻﺴﺘﻐﻼل ،وﻴﻤﻜن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒذوي اﻝﺨﺒرة واﻻﺨﺘﺼﺎ ص 3ﻝﺘﻘدﻴر
اﻷﻀرار اﻝﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﻓس وﻜذا اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﺤق.
91
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺘﻰ اﻗﺘﻨﻌت ﺒﺄدﻝﺔ اﻹﺜﺒﺎت ﺒﺈﺼﻼح اﻝﻀرر اﻝﻤﺎدي اﻝذي
أﺼﺎب اﻝﻤﻀرور ﻋن طرﻴق اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي ٕوان اﺴﺘﻤر اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺄﻋﻤﺎل
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﺈن ذﻝك ﻴﻌد ﺨطﺄ ﺠدﻴدا و ﻴﺠوز رﻓﻊ دﻋوى ﺠدﻴدة ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺈﺒطﺎل أو إﻝﻐﺎء ﺘﺴﺠﻴل
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻘﻠدة ،وذﻝك وﻓﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 30ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻹﺠراءات اﻝﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻝوﻗف اﺴﺘﻤرار أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ:
إذا ﺘﺄﻜد اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤن وﺠود أﻋﻤﺎل ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻤﺴت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ،
ﻓﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ 1أن ﻴﺤﻜم إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻝﺘﻌوﻴﻀﺎت اﻝﻤﺎدﻴﺔ ﺒﺈﻴﻘﺎف ﻜﺎﻓﺔ أﻋﻤﺎل اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﻤﻊ ﺘﺤدﻴد
ﻜﻔﺎﻝﺔ ﻝﻀﻤﺎن ﺘﻌوﻴض ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﺼﺎﺤب ﺤق اﻹﺴﺘﻐﻼل ،وﺘﻜون ﻫذﻩ اﻝﻜﻔﺎﻝﺔ ﻓﻲ
ﺼورة ﻏراﻤﺔ ﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻴدﻓﻌﻬﺎ اﻝﻤﺤﻜوم ﻀدﻩ ﻋن ﻜل ﻴوم ﺘﺄﺨﻴر ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ أن ﺘﺤﻜم ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺈﺒطﺎل أو
إﻝﻐﺎء ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻘﻠدة إﻋﻤﺎﻻ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 30ﻤن ذات اﻷﻤر.
ﻜﻤﺎ ﻗﻀت اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﻤﺎدة 29ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺎت أﻨﻪ
ﺒﺈﻤﻜﺎن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺘﺄﻤر ﺒﻤﺼﺎدرة اﻷﺸﻴﺎء واﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻌﻤﻠت ﻓﻲ اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﻤﻊ
إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ إﺘﻼﻓﻬﺎ ﻋﻨد اﻻﻗﺘﻀﺎء ،وذﻝك ﻤﺘﻰ أﺜﺒت ﺼﺎﺤب ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ أن اﻝﻤﺴﺎس
ﺒﺤﻘوﻗﻪ أﺼﺒﺢ وﺸﻴﻜﺎ.
أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻹﺠراءات اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻤن وﻗف أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ
اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن اﻝﻘﺎﻨون 02-04اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة
39ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺤﺠز اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤوﻀوع اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺎت اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن ﻫذا
اﻝﻘﺎﻨون ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﺤﺠز اﻝﻌﺘﺎد واﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻌﻤﻠت ﻓﻲ ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن اﻝﺤﻜم
ﺒﻤﺼﺎدرة اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤﺤﺠوزة اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﻤﺤل ارﺘﻜﺎب ﻓﻌل اﻝﺘﻘﻠﻴد.2
92
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ
ﻨوع آﺨر ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﺘﻌزﻴز ﺜﻘﺔ اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺒﺎﻝﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ أو
ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﺘرﺨﻴص.
وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺘدﺨل ﻋدة أﺠﻬزة إدارﻴﺔ ﺨوﻝﻬﺎ اﻝﻤﺸرع ﺴﻠطﺔ اﻝﺘدﺨل ﻤﺘﻰ
اﺴﺘدﻋﻰ اﻷﻤر وﻓق ﻀواﺒط ﻤﺤددة ﺴﻠﻔﺎ وذﻝك ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ
اﻝﻤﺠﺎل اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﺤﻤﺎﻴﺔ أﺼﺤﺎب اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،وﻫذﻩ اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ
اﻝﻤﺘدﺨﻠﺔ ﻫﻲ إدارة اﻝﺠﻤﺎرك ،ﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﺘﺠﺎرة ،وأﺠﻬزة اﻷﻤن.
ﺘﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﺠزاﺌري 1إﺠراءات ﻴﺘﺨذﻫﺎ أﻋوان اﻝﺠﻤﺎرك ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 22ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ...ﺘﺤظر ﻋﻨد اﻻﺴﺘﻴراد ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن اﻝﻨظﺎم
اﻝﺠﻤرﻜﻲ اﻝﺘﻲ وﻀﻌت ﻓﻴﻪ وﺘﺨﻀﻊ إﻝﻰ اﻝﻤﺼﺎدرة اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ أو اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
اﻝﻤزﻴﻔﺔ"...
إﻝﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﻨﻊ اﺴﺘﻴراد اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻴﻤﻨﻊ ﻜذﻝك اﺴﺘﻴراد اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل
ﺒﻴﺎﻨﺎت ﻗد ﺘوﺤﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ ذات ﻤﻨﺸﺄ ﺠزاﺌري ،وﺒﺼورة ﻋﺎﻤﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻤﻨﻊ اﺴﺘﻴراد ﻜل اﻝﺴﻠﻊ أو
اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺎت ﻤﻘﻠدة أو ﻤزورة .
وﻨظ ار ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻝﺤﺠز اﻝﺠﻤرﻜﻲ ﻓﻲ ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت ﻋﺒر اﻝﺤدود وذﻝك ﺒوﻀﻊ
2
ﺤد ﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﺼدر ﻋن وزﻴر اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻘرار اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 2002/07/15
اﻝذي ﻴﺤدد ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘطﺒﻴق اﻝﻤﺎدة 22ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﺴﺘﻴراد اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤزﻴﻔﺔ.
وﻴﺤدد ﻫذا اﻝﻘرار ﺸروط ﺘدﺨل أﻋوان إدارة اﻝﺠﻤﺎرك ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻜون ﻫﻨﺎك اﺤﺘﻤﺎل ﻝﻜون
اﻝﺒﻀﺎﻋﺔ اﻝﻤﺴﺘوردة ﻤزﻴﻔﺔ ،وﻜذا اﻹﺠراءات اﻝواﺠب اﺘﺨﺎذﻫﺎ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺎﻝك اﻝﺤق ﻤن اﻝﺴﻠﻊ
0 #د ،61ا 4درة ,ةا رك ،ا -1ا ) ( ن ر& ،10-98 %ا +رخ ( & 8 T-, ،1998/08/22 $ن ا
-ر.1998/08/23 e,
-اد ا رك ا #) 2- -2ا ) ار ا +رخ 2002 /07/15 $ا :ي 9,د B Cت 1Gا دة ( & 8 22ن ا
0 #د ،56ا 4درة -ر.2002 /08/18 e, ا ،#B,fا ,ة ا
93
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﻤزﻴﻔﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘم اﺴﺘﻴرادﻫﺎ ،1وﻗد ﻋرﻓت اﻝﻤﺎدة 1/2ﻤن اﻝﻘرار اﻝﻤذﻜور اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤزﻴﻔﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ
اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ ﺘﻤس ﺒﺤق ﻤن ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﻻﺴﻴﻤﺎ اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ ﺘم ﺘوﻀﻴﺒﻬﺎ ﺒدون
وﻀﻊ ﻋﻼﻤﺔ ﻤﺼﻨﻊ أو ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ،أو ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أو
ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻔس اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻻﺴﻴﻤﺎ إذا ﻝم ﻴﻜن
ﺒﺎﻹﻤﻜﺎن ﺘﻤﻴﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻷﺼﻠﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌد ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﺤﻘوق ﻤﺎﻝك ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻤﺔ.
أﻤﺎ ﻤﺎﻝك اﻝﺤق ﻓﻘد ﻋرﻓﺘﻪ اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﻤﺎدة 2ﻤن اﻝﻘرار اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ،ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺎﻝك
ﻋﻼﻤﺔ اﻝﻤﺼﻨﻊ أو اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،أو أي ﺸﺨص ﻤرﺨص ﻝﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ أو
ﻤﻤﺜﻠﻪ.
ووﻓﻘﺎ ﻝﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺠوز ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ أن ﻴﻘدم طﻠﺒﺎ ﺨطﻴﺎ ﻝﻠﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ
ﻝﻠﺠﻤﺎرك ،ﻴﻠﺘﻤس ﻓﻴﻪ ﺘدﺨل إدارة اﻝﺠﻤﺎرك إذا اﻋﺘﺒر أن اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤﺸﻜوك ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺴﻠﻊ
ﻤزﻴﻔﺔ أي ﺴﻠﻊ ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻘﻠدة وﻝذا ﻴﺠب ﺤﺠزﻫﺎ ،إذ ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة 4ﻤن اﻝﻘرار
اﻝﺘطﺒﻴﻘﻲ ﻝﻠﻤﺎدة 22ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ:
"ﻴﻤﻜن ﻝﻤﺎﻝك اﻝﺤق إﻴداع طﻠب ﺨطﻲ ﻝدى اﻝﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺠﻤﺎرك ﻴﻠﺘﻤس ﻓﻴﻪ
ﺘدﺨل إدارة اﻝﺠﻤﺎرك ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻜون اﻝﺴﻠﻊ ﻓﻲ إﺤدى اﻝﺤﺎﻻت اﻝﻤذﻜورة أﻋﻼﻩ".
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ وﺠود ﺴﻠﻊ ﻤزﻴﻔﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻔﻘرة اﻷوﻝﻰ ﻤن اﻝﻤﺎدة 2ﻤن اﻝﻘرار
اﻝﺘطﺒﻴﻘﻲ اﻝﻤذﻜور أﻋﻼﻩ ،ﻓﺈن ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻴﻤﻜن ﻝﻪ أن ﻴﻘدم طﻠﺒﺎ ﺨطﻴﺎ ﻴﻠﺘﻤس ﻓﻴﻪ
ﺘدﺨل إدارة اﻝﺠﻤﺎرك ﻝﺤﺠز ﺘﻠك اﻝﺴﻠﻊ ،وﻴﺠب أن ﻴﺘﻀﻤن اﻝطﻠب ﻋﻠﻰ ﻜل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت
اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﻘﻴﺎم ﺒذﻝك ،إذ ﻴﺠب أن ﻴرﻓق اﻝطﻠب ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-وﺼﻔﺎ دﻗﻴﻘﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻝﻜﻔﺎﻴﺔ ﻝﻠﺘﻤﻜن ﻤن اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻤﺸﻜوك ﻓﻴﻬﺎ.
-ﺒﻴﺎن ﻴﺜﺒت أن ﺼﺎﺤب اﻝطﻠب ﻫو ﻤﺎﻝك اﻝﺤق ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺴﻠﻊ اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠب ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻝك اﻝﺤق ﺘﻘدﻴم ﻜل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻷﺨرى اﻝﻼزﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺤوزﻫﺎ ﺤﺘﻰ
ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻝﻠﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺠﻤﺎرك اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار ﻋن دراﻴﺔ ،دون أن ﺘﺸﻜل ﻫذﻩ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت
) ،%ط ق ا 2-ي ) / 0ق ا # Wا #, WBذات ا - #& 2رة ودور ا رك 0 -1ر ط Kات وأ 9
ل رأس ا ل ا WBي bI $ت ا 0Mل ا $ # 2ا=& 4-د ,ت ا fا 9 $ #, Uر /)- ، K-دو
،2011ص .14 ا #2 ،#h, 9ا @ 13 ،Qو 14د,
94
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺸرطﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺒول اﻝطﻠب ،وﺘﺘﻌﻠق ﻫذﻩ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﻜﺎن وﺠود اﻝﺴﻠﻊ أو ﻤﻜﺎن
وﺠﻬﺘﻬﺎ اﻝﻤﻘرر ،وﻜذا ﺘﺎرﻴﺦ وﺼول اﻝﺴﻠﻊ أو ﺨروﺠﻬﺎ اﻝﻤﻘرر ،ووﺴﻴﻠﺔ اﻝﻨﻘل اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ،
ﻫوﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘورد .أو اﻝﻤﻤون أو اﻝﺤﺎﺌز .1ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ذﻝك ﻴﺠب أن ﻴﺒﻴن ﻓﻲ اﻝطﻠب اﻝﻔﺘرة
اﻝزﻤﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴطﻠب ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺘدﺨل إدارة اﻝﺠﻤﺎرك .2وﺘﺘوﻝﻰ اﻝﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺠﻤﺎرك دراﺴﺔ
اﻝطﻠب وﺘﻌﻠم ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺒﻘرارﻫﺎ ،وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ رﻓض اﻝﺘدﺨل ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﻠزﻤﺔ ﺒﺘﺒرﻴرﻩ ﻗﺎﻨوﻨﺎ.3
وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻗﺒول اﻝطﻠب ﻴﻜون ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤوﻀوع ﻗرار ﺼﺎدر ﻤن طرف اﻝﻤدﻴر
اﻝﻌﺎم ﻝﻠﺠﻤﺎرك ،ﻴﺤدد ﻓﻴﻪ اﻝﻔﺘرة اﻝزﻤﻨﻴﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘدﺨل ﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﺠﻤﺎرك واﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن
ﺘﻤدﻴدﻫﺎ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﺤق ،4ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻴﻤﻜن إدارة اﻝﻤﺎرك أن ﺘﻔرض ﻋﻠﻰ
ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﺘﻘدﻴم ﻀﻤﺎن ﻤن أﺠل:
-ﺘﻐطﻴﺔ ﻤﺴؤوﻝﻴﺘﻬﺎ اﻝﻤﺤﺘﻤﻠﺔ اﺘﺠﺎﻩ اﻷﺸﺨﺎص اﻝﻤﻌﻨﻴﻴن ﺒﺎﻝﻌﻤﻠﻴﺔ إذا ﻜﺎن ﻏﻴر ﻤﺘﺒوع
ﺒﺴﺒب ﻓﻌل أو ﻨﺴﻴﺎن ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﺤق أو ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﺘﺒﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌد أن اﻝﺴﻠﻊ
ﻤوﻀوع اﻝﺨﻼف ﻝﻴﺴت ﺴﻠﻌﺎ ﻤزﻴﻔﺔ.
-ﻀﻤﺎن ﺘﺴدﻴد ﻤﺒﻠﻎ اﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﻤﻠﺘزم ﺒﻬﺎ طﺒﻘﺎ ﻝﻬذا اﻝﻘرار ﺒﺴﺒب وﻀﻊ اﻝﺴﻠﻊ ﺘﺤت رﻗﺎﺒﺔ
ﺠﻤرﻜﻴﺔ.5
وﻋﻠﻰ ﻤﺎﻝك اﻝﺤق اﻝﻤﺘﻀرر ﻤوﻀوع طﻠب اﻝﺘدﺨل إﺨطﺎر اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﻬﻠﺔ
ﻝﻠﺒت ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع وﻜذا إﻋﻼم ﻤﻜﺘب اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﻤﺨﺘص ﻓو ار ﺒﺎﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ
اﻝﻤﺘﺨذة.6
ﻓﺈذا ﻝم ﻴﻘم ﺼﺎﺤب اﻝطﻠب ﺒﺈﻋﻼم ﻤﻜﺘب اﻝﺠﻤﺎرك ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ إﺨطﺎر اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
اﻝﻤؤﻫﻠﺔ ﻝﻠﺒت ﻝﻠﻔﺼل ﻓﻲ اﻝﻤﻀﻤون أو إﺸﻌﺎرﻩ ﺒﺎﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ ﺨﻼل أﺠل 10
أﻴﺎم ﻤﻔﺘوﺤﺔ اﺒﺘداء ﻤن ﺤﺠزﻫﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤق ﻝﻠﻤﻜﺘب أن ﻴرﻓﻊ ﺤﻴﻨﺌذ إﺠراء اﻝﺤﺠز.7
95
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
إﻝﻰ ﺠﺎﻨب ذﻝك ﻴﺴﻤﺢ ﻹدارة اﻝﺠﻤﺎرك أن ﺘﺘﺨذ اﻝﺘداﺒﻴر اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
وذﻝك أﺜﻨﺎء ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤراﻗﺒﺔ اﻝدورﻴﺔ ،وﻤﺼﺎدﻓﺔ ﺴﻠﻊ ﺘﺤﻤل ﻤؤﺸرات ﺘدل ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺴﻠﻊ
ﻤزﻴﻔﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻤﻜن ﻷﻋوان اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﺘدﺨل اﻝﻤﺒﺎﺸر ﻋن طرﻴق إﺨطﺎر ﺼﺎﺤب
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻴﻘوم ﺒﺘﻘدﻴم اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﺘﻲ ﺘﺜﺒت ﻤﻠﻜﻴﺘﻪ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔٕ ،واﺜﺒﺎت اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻝو ﻋن
طرﻴق اﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺨﺒﻴر ﻤﺨﺘص ،1وﻴﺘم ﺤﺠز اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﻤﺸﻜوك ﻓﻴﻬﺎ ﻝدى اﻝﺠﻤﺎرك ﻝﻤدة
ﺜﻼﺜﺔ أﻴﺎم ﻝﺤﻴن ﺘﻤﻜن ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻤن إﺜﺒﺎت ﻤﻠﻜﻴﺘﻪ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ ٕواﻴداع طﻠب ﺘدﺨل إدارة
اﻝﺠﻤﺎرك وﻓق اﻝﺸﻜل اﻝﻤﺒﻴن ﺴﺎﺒﻘﺎ.2
ﻓﺈذا ﻋﺠز ﺼﺎﺤب اﻝﺤق ﻋن إﺜﺒﺎﺘﻪ ،ﺠﺎز ﻹدارة اﻝﺠﻤﺎرك اﺘﺨﺎذ إﺠراء رﻓﻊ اﻝﺘﺤﻔظ
اﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤﺴﺘورد ،أو ﻤﺼﺎدرة اﻝﺴﻠﻌﺔ اﻝﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ.3
ﻝﻘد ﺼدر اﻝﻘﺎﻨون 02-04اﻝﻤﺸﺎر إﻝﻴﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ واﻝﻤﺤدد ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺤدﻴد ﻗواﻋد وﻤﺒﺎدئ ﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﻨزاﻫﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﻴن اﻷﻋوان اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم وﺒﻴن ﻫؤﻻء واﻝﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴن ،وﻓﻲ إطﺎر ذﻝك
ﻤﻨﻌت اﻝﻤﺎدة 26ﻤﻨﻪ اﻝﺘﻲ ﺴﺒﻘت اﻹﺸﺎرة إﻝﻴﻬﺎ ،ﻜل اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻸﻋراف
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻨظﻴﻔﺔ ،واﻋﺘﺒر ﻫذا اﻝﻘﺎﻨون ﺼراﺤﺔ أن ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻌون اﻗﺘﺼﺎدي
ﻤﻨﺎﻓس أو ﺘﻘﻠﻴد ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو ﺨدﻤﺎﺘـﻪ ﻗﺼد ﻜﺴب زﺒﺎﺌن ﻫذا اﻝﻌـون ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
96
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝﻨزﻴﻬـﺔ ،وأﺨﻀﻊ ﻤرﺘﻜب ﻫذﻩ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ إﻝﻰ ﻋﻘوﺒﺎت ﺠزاﺌﻴـﺔ إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺤﺠز
اﻝﺴﻠﻊ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﺤﺠز اﻝﻌﺘـﺎد واﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻌﻤﻠت ﻓﻲ ارﺘﻜﺎب اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ،ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة
ﺤﻘوق اﻝﻐﻴر ﺤﺴن اﻝﻨﻴﺔ ،وﻴﺘم اﻝﺤﺠز ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻀر ﺴواء ﻜﺎن ﺤﺠ از ﻋﻴﻨﻴﺎ أو اﻋﺘﺒﺎرﻴﺎ
إذا ﻜﺎن ﻻ ﻴﻤﻜن ﻝﻤرﺘﻜب اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﺘﻘدﻴم ﺘﻠك اﻝﺴﻠﻊ ﻝﺴﺒب ﻤﺎ ،ﻝﻴﻔﺼل ﻓﻴﻪ اﻝﻘﺎﻀﻲ
اﻝﻤﺨﺘص ﺒﺎﻝﻤﺼﺎدرة أو رﻓﻊ اﻝﻴد ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠواﻝﻲ اﻝﻤﺨﺘص إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ و ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺘراح ﻤن
اﻝﻤدﻴر اﻝوﻻﺌﻲ اﻝﻤﻜﻠف ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة أن ﻴﺘﺨذ ﺒﻤوﺠب ﻗرار ،إﺠراءات اﻝﻐﻠق اﻹداري ﻝﻠﻤﺤﻼت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻤدة ﻻ ﺘﺘﺠﺎوز 30ﻴوﻤﺎ وﻴﻜون ﻫذا اﻝﻘرار ﻗﺎﺒﻼ ﻝﻠطﻌن أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء.
وﻻ ﻴﺒﺎﺸر ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ﻤﻬﺎﻤﻬم ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺼدد إﻻ ﺒﻌد أداﺌﻬم اﻝﻴﻤﻴن اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
طﺒﻘﺎ ﻝﻺﺠراءات اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ واﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ اﻝﺠﺎري اﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ،وﻴﺨول ﻝﻬم
إﺠراء اﻝﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻝﻼزﻤﺔ وﺤﺠز اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻝﺴﻠﻊ ،وطﺒﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 52ﻤن ﻗﺎﻨون
02-04ﻴﻜون ﻝﻬؤﻻء اﻷﻋوان ﺤرﻴﺔ اﻝدﺨول إﻝﻰ اﻝﻤﺤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﻤﻜﺎﺘب واﻝﻤﻠﺤﻘﺎت
وأﻤﺎﻜن اﻝﺸﺤن واﻝﺘﺨزﻴن ٕواﻝﻰ أي ﻤﻜﺎن ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء اﻝﻤﺤﻼت اﻝﺴﻜﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘم دﺨوﻝﻬﺎ طﺒﻘﺎ
ﻷﺤﻜﺎم ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،وﻴﺘﻌرض ﻜل ﺸﺨص ﻤﻨﻊ اﻝﻤوظﻔﻴن اﻝﻤذﻜورﻴن أﻋﻼﻩ
ﻤن ﺘﺄدﻴﺔ ﻤﻬﺎم اﻝﺘﺤﻘﻴق إﻝﻰ ﻋﻘوﺒﺎت ﺠزاﺌﻴﺔ.
97
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻴﺘﻤﺤور دور ﻤﺼﺎﻝﺢ اﻷﻤن ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻋن
طرﻴق ﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻴﻘوم ﺒﻬﺎ ﻀﺒﺎط اﻝﺸرطﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌﻴن ﻝﻠﻔرق اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ
ﺸﻜﺎوى ﺼﺎدرة ﻤن أﺼﺤﺎب اﻝﺤﻘوق ،واﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺎت اﻝﻼزﻤﺔ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ وﻤراﻗﺒﺔ اﻷﺴواق
ﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺔ اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻝﻠﺒﻴﻊ واﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﻤدى ﻤطﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻝﻠﻤواﺼﻔﺎت اﻝﻤﺤددة
ﻗﺎﻨوﻨﺎ واﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﺘﺤت إدارة وﻜﻴل اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘص.
ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻝﺤﻘوق أﻴﺎ
ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ وﻫذﻩ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎدة 163ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄن " ﻜل ﺨطﺄ ﺴﺒب ﻀر ار ﻝﻠﻐﻴر ﻴﻠزم ﻤن ارﺘﻜﺒﻪ
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض" ،وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻝك إذا ﻤﺎ أﺼﺎب ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻀرر ﺒﺴﺒب ﺨطﺄ اﻝﻐﻴر
! #, @( -1درة 80 #$ 94ا #9 4ا = @ # Uط #ا ) 8 M # U Tو= #,ا fا B $ ، Uي @I ،2010رة / 0
& وزارة ا -رة G ،www.mincommerce.gov.dz :ر e,ا .2012/04/13 : B4-
98
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺘﻪ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻜﺎن ﻝﻪ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺒدﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
ﻓﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق ﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺼري ﺘﺘﺠﺴد ﻓﻲ دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻘط ،وﻝﻴس ﻜﻤﺎ ﻫو اﻝﺸﺄن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝذي أﺴﺴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،ودﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻗﻴﺎم اﻝﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻓﻘط.
وﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻨد اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ ،ﺴواء ﻜﺎﻨت
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ أو ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ،وذﻝك ﺒﺨﻼف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝذي أﻀﻔﻰ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻘط وﻓق ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ ،ﻓﺈذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ﺘﻌﺘﺒر
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻫﻲ اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝوﺤﻴدة ﻝﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻀرر اﻝذي ﻴﻠﺤق ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ وﺘرﻓﻊ ﻫذﻩ
اﻝدﻋوى أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،1أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﺈن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
اﻝﺨﺎﺼﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻝﻘﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﻤﺼري رﻗم ،2002-82
أﻴﻀﺎ ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤدﻨﻲ ﺴواء أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
أو اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،وﺴواء رﻓﻌت دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻤدﻨﻴﺔ أو اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ
ﻝﻘواﻋد ﻤوﻀوﻋﻴﺔ ﻤوﺤدة.2
وﻴﺠوز رﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻗﺒل وﻗوع اﻝﻀرر ﻓﻌﻼ
ﻝﺘﻼﻓﻲ ﺤدوﺜﻪ ،ﻜﺄن ﻴرﻓﻊ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ دﻋوى ﻝﻤﻨﻊ وﻗوع ﻫذا اﻝﻀرر ﺒرﻓﻊ اﻝﺘﺸﺎﺒﻪ أو
اﻻﻝﺘﺒﺎس اﻝواﻗﻊ ﺒﻴن ﻋﻼﻤﺘﻪ وﻋﻼﻤﺔ أﺨرى ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ.
واﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﺒراءة ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻌدم ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ،أو ﻋدم ﺜﺒوت اﻝﻘﺼد
اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤن ﺘﺴﺠﻴل اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ وﻫﻲ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ
ﻴﻘﻴﻤﻬﺎ ﻤن ﻝﺤﻘﻪ ﻀرر أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،وﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻬﺎ دﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد ،وﻻ ﻴﺸﺘرط
ﻻﺴﺘﺤﻘﺎق اﻝﺘﻌوﻴض ﺘواﻓر ﺴوء اﻝﻘﺼد ﺒل ﻴﻜﻔﻲ ﻝذﻝك ﺘواﻓر ﺸروط اﻝدﻋوى وﻫﻲ اﻝﺨطﺄ
واﻝﻀرر وراﺒطﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.3
99
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘرﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺘص ﺒﺎﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺔ ،إﻻ إذا ﻜﺎﻨت ﻤﺴﺠﻠﺔ أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻼ ﺘﺤﻤﻴﻬﺎ ﺴوى دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.1
وﺴوف أﺘﻨﺎول ﺒﺎﻝﺸرح واﻝﺘوﻀﻴﺢ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
ﻓﻲ ﻤﺼر ،وذﻝك ﻤن ﺨﻼل ﻤطﻠﺒﻴن؛ أﺨﺼص اﻷول ﻝدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ
واﻝﺜﺎﻨﻲ ﻝﻶﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻫﻲ إﺤدى اﻝدﻋﺎوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻠﺠﺄ إﻝﻴﻬﺎ اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﺴﻨﺘﻨﺎول ﻀﻤن ﻫذا اﻝﻤطﻠب ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل ﺘﻌرﻴف دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،واﻷﺴﺎس اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻬﺎ ،وﺘﻘﺎدم دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ،
واﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻬﺎ ،وﻤن ﻝﻪ ﺤق رﻓﻊ اﻝدﻋوى ،واﻻرﺘﺒﺎط ﺒﻴن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ودﻋوى اﻝﺘﻘﻠﻴد.
ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن وﺠود اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻹﺠﺘﻬﺎدات اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ واﻵراء اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻝت
ﻤوﻀوع اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺒﺎﺴﺘﻔﺎﻀﺔ ،إﻻ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻝم ﻴﺴﻊ إﻝﻰ ﺘﻨظﻴم
أﺤﻜﺎم اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﺸرﻴﻌﻴﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﺼﺎدر ﺴﻨﺔ .21999
100
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻗد ﻋرف اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻤﺼري اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺠﺎوز اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻤﺸروﻋﺔ
وﺘﻌﻤد اﻻﺤﺘﻴﺎل إﻝﻰ اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻸﻤﺎﻨﺔ أو اﻝﻘﺎﻨون ﺒﻐﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴق ﻏرض ﻤﻌﻴن ،وﻫو
اﻻﺴﺘﺤواذ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻤﻼء ﻤن ﻤﻨﺸﺄة ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو ﻤﺤل ﺘﺠﺎري.1
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ اﺴﺘﺨدام اﻝﺸﺨص ﻝوﺴﺎﺌل ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻠﻘواﻨﻴن واﻝﻌﺎدات و
اﻝﺸرف ، 2ودﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻫﻲ اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝﺘﻲ ﺨوﻝﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﺼﺎﺤب
اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ﻝﺘﻘرﻴر ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ،وﻫﻲ اﺨﺘﻴﺎرﻴﺔ ﻓﻠﻠطرف اﻝﻤﺘﻀرر اﻝﺤرﻴﺔ ﻓﻲ
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻤن ﻋدﻤﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻤﻜﻔوﻝﺔ ﻝﻪ ﺴواء ﻝﺠﺄ اﻝﺸﺨص إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء أو ﻝم ﻴﻠﺠﺄ إﻝﻴﻪ ،ﻓﺈذا
ﻝﺠﺄ إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜون ﻗد ﺒﺎﺸر ﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻝدﻋوى وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
وﻗد ﻋرﻓت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ،اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺒﻘوﻝﻬﺎ :ﺘﻌد اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻌﻼ ﺘﻘﺼﻴرﻴﺎ ﻴﺴﺘوﺠب ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋن ﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر
اﻝﻤﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ وﻓﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 163ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ ،وﻴﻌد ﻤن ﻗﺒﻴل ﺘﺠﺎوز ﺤدود
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ارﺘﻜﺎب أﻓﻌﺎل ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻠﻘﺎﻨون أو اﻝﻌﺎدات أو اﺴﺘﺨدام وﺴﺎﺌل ﻤﻨﺎﻓﻴﺔ
ﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﺸرف واﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت إذا ﻗﺼد ﺒﻪ إﺤداث ﻝﺒس ﺒﻴن ﻤﺴﺄﻝﺘﻴن ﺘﺠﺎرﻴﺘﻴن،
أو إﻴﺠﺎد اﻀطراب ﺒﺈﺤداﻫﻤﺎ ﻤﺘﻰ ﻜﺎن ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﺠﺘذاب ﻋﻤﻼء إﺤدى اﻝﻤﻨﺸﺄﺘﻴن ﻝﻸﺨرى
أو ﺼرف ﻋﻤﻼﺌﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ.3
ﻝم ﻴﻀﻊ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻗواﻋد ﺨﺎﺼﺔ ﻝﺘﻨظﻴم أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ،
وﻝذﻝك ﻜﺎن واﺠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﺒﺤث ﻋن اﻷﺴﺎس اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝذي ﺘﺴﺘﻨد إﻝﻴﻪ دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻗد ردﻫﺎ إﻝﻰ اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ وﻓق
ﺘﻌرﻴف ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ اﻝﻤدرج ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻝﻌﻤل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻴﻜون
ﺨطﺄ ﻴﻠزم ﻤن ارﺘﻜﺒﻪ ﺒﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻋﻨﻪ وﻓﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 165ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري.
،ص 296 0 Q, 2G -1ا رودي @ ،ر إ ; 8 Nر #د -Cراه 0 /B14 9ا 4دق
C /B14 -2ل ط; ،ا ) ( ن ا -ري # + ،ا #$ )hا ،1981 ،# 2ص.548
/B14 4 c)( -3ي # 1959 # , 25ا 9ة ،1940 #I ،ص @ ،1249ر إ ; 8 Nر 9 #
،ص .297 0ا 4دق
101
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻗد اﻋﺘﺒر ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺼري 1ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 1/66ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ
ﻜل ﻓﻌل ﻴﺨﺎﻝف ﻋﺎدات وأﺼول اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻴدﺨل ﻓﻲ ذﻝك ﻋﻠﻰ وﺠﻪ
اﻝﺨﺼوص اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺎت اﻝﻐﻴر أو ﻋﻠﻰ اﻻﺴم اﻝﺘﺠﺎري ﻝﻪ أو ﻋﻠﻰ ﺒراءات
اﻻﺨﺘراع أو ﻋﻠﻰ أﺴرار اﻝﻌﻤل ﻋﻨدﻩ ،وﻜذﻝك ﻜل ﻓﻌل أو إدﻋﺎء ﻗد ﻴﺤدث ﻝﺒﺴﺎ ﺒﺸﺄن
اﻝﻤﺘﺠر أو ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ أو إﻀﻌﺎف اﻝﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﻝﻜﻪ أو ﻓﻲ اﻝﻘﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠﻰ إدارﺘﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 2/66ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ...ﻜل ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
ﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻠزم ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﺒﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر اﻝﻨﺎﺠم ﻋﻨﻬﺎ وﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺘﻘﻀﻲ ﻓﻀﻼ ﻋن
اﻝﺘﻌوﻴض ﺒﺈزاﻝﺔ اﻝﻀرر وﻴﻨﺸر اﻝﺤﻜم ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ إﺤدى اﻝﺼﺤف
اﻝﻴوﻤﻴﺔ"..
وﻗد ذﻫب ﺒﻌض اﻝﻔﻘﻬﺎء إﻝﻰ أن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ ﻻ ﺘﻜﻔﻲ وﺤدﻫﺎ ﻹﺴﻨﺎد دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻷن ﻫذﻩ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر ﻓﺤﺴب ،ﻓﻲ ﺤﻴن
أن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘذﻫب إﻝﻰ أﺒﻌد ﻤن ذﻝك ﻓﻼ ﺘﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ أن ﺘﻜون
وﺴﻴﻠﺔ ﻝﺠﺒر اﻝﻀرر ﻜﻤﺎ ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ ،ﺒل ﻴﻜون ﻝﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋن ذﻝك
وظﻴﻔﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﺴﺘﻘﺒل.2
وﻓرق اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺒﻴن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻠﻴد
اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺒل إﻻ ﻤن ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن ﻴﻘوم ﺒﺘﻘﻠﻴدﻫﺎ،
ودﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒرة دﻋوى ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋﺎدﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر،
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺤق ﻝﻜل ﻤن أﺼﺎﺒﻪ ﻀرر ﻤن ﻓﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أن ﻴرﻓﻊ
دﻋوى ﺒطﻠب ﺘﻌوﻴض ﻋﻤﺎ أﺼﺎﺒﻪ ﻤن ﻀرر ﺠراﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤن أﺤدث أو ﺸﺎرك ﻓﻲ
إﺤداث ﻫذا اﻝﻀرر ،ﻤﺘﻰ ﺘواﻓرت ﺸروط اﻝدﻋوى وﻫﻲ اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر وﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ.3
ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻝم ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري
ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎر دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ ﻝﻠﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
0#د ,ةا ( & -1ن ر&+ 1999 #I 17 %رخ ،1999/05/17 : $ا ( ) 8 T-ن ا -رة ا 4ي ،ا
W 19ر ،ا 4درة .1999/05/17 $
،ص 299 ا ،ا 0 /B14 9 -2ا 4دق
،ص .574 ا ،ا #9 -3ا )
102
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻤن اﻋﺘداء اﻝﻐﻴر ،واﺘﻔق اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎن ﻋﻠﻰ أن أﺴﺎس ﻓﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻫو
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر وﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،وﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ
رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤﻤن ﺘﻌرض ﻝﻠﻀرر وﻝو ﻝم ﻴﻜن ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ.
ﺴﺒق أن ﺘطرﻗت ﻝﺸروط دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن ﺨطﺄ وﻀرر وﻋﻼﻗﺔ
ﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻝذﻝك ﻓﺈن ﺘﻨﺎوﻝﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻔرع ﺴﻴﻜون وﻓق ﻤﺎ ﺘطرق ﻝﻪ ﻜل ﻤن اﻝﺘﺸرﻴﻊ
واﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼرﻴﻴن.
ﻴﺸﺘرط ﻝرﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أن ﻴﻜون اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻗد أﺘﻰ أﻓﻌﺎﻻ
ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻓﻲ ﻋﻤﻼء ﻤﺤل آﺨر أو اﺠﺘذاﺒﻬم ،واﻝﺘﺴﺎؤل اﻝﻤﺜﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫو
ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ إذا ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ أم ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴﻜون ﻗد ﻗﺎم ﺒﻌﻤل ﻤن
أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻝو ﻝم ﺘﻜن ﻝدﻴﻪ ﻨﻴﺔ اﻹﻀرار ﺒﻤﻨﺎﻓﺴﻪ؟
ﻝﻘد اﺴﺘﻘر اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﺴﺘﻨد إﻝﻰ
ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻓﻼ ﻓرق إذا ﻜﺎن اﻝﻤدﻋﻲ ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ أم ﻻ طﺎﻝﻤﺎ أن اﻝﻔﻌل
اﻝﻤرﺘﻜب ﻗد ﺴﺒب ﻀر ار ﻝﻠﻐﻴر ،ﻓﻤن اﻝﻤﻘرر أن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺘﺘرﺘب ﺒﺴﺒب وﻗوع اﻝﺨطﺄ
ﺒﺼرف اﻝﻨظر ﻋﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﻫذا اﻝﺨطﺄ ﻤﺘﻌﻤدا ﻴﻜﺸف ﻋن ﺴوء ﻨﻴﺔ ﻓﺎﻋﻠﻪ أو ﻤﺠرد
إﻫﻤﺎل ،ﻝذﻝك ﻻ ﻤﺤل ﻝﻘﺼر دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘﻌﻤد ﻓﻴﻬﺎ
اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ.1
وﻴذﻫب اﻝرأي اﻝﻐﺎﻝب ﻓﻲ اﻝﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼرﻴﻴن إﻝﻰ أن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﺠد أﺴﺎﺴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻓﻲ اﻝﺘﺼرف اﻝﻤﻌﻴب اﻝذي ﻴﻤﺎرﺴﻪ اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬو
ذﻝك اﻝﺘﺼرف اﻝذي ﻴﻨﺎﻗض ﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ اﻝﻌﺎدات واﻷﺨﻼق اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝواﺠب ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،وﻗد ﻴﻜون ﻫذا اﻝﺘﺼرف ﺒﻘﺼد اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﻐﻴر ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﺸﺎﺒﻪ ﺒﻴن
اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن اﻝﺘﺠﺎرﻴﺘﻴن ﺒواﺴطﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﻴﺤدث اﻝﻀرر ﻤن ﺨﻼل ﻤﺒﺎﺸرة اﻝﺤق
103
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
دون ﻗﺼد إﻝﺤﺎق اﻝﻀرر ،وﻓﻲ ﻜل اﻷﺤوال ﻻ ﻴﻜون اﻝﻌﻤل ﻤن أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ إﻻ إذا ﺘﻌﻠق ﺒﻨﺸﺎطﻴن ﻤﺘﻤﺎﺜﻠﻴن.1
وﻴﺘﺤدد إﺜﺒﺎت اﻝﺨطﺄ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻨوع اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ
اﻝﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓس ،وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻋﻲ أن ﻴﻘﻴم اﻝدﻝﻴل ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ أو وﻗﺎﺌﻊ ﻤﺤددة
ﺘﻌﺘﺒر اﻨﺤراﻓﺎ ﻋن اﻝﺴﻠوك اﻝﻤﺄﻝوف أو اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻪ ،وأﺴس اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼري دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎدئ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ وأﻴدﻩ ﻓﻲ ذﻝك اﻝﻔﻘﻪ ،ﻤﻊ اﻹﻗرار
ﺒﺄن ﻫذﻩ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻻ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺘﻌوﻴض
اﻝﻀرر ﻓﺤﺴب ،ﺒل ﺘذﻫب إﻝﻰ أﺒﻌد ﻤن ذﻝك ﻓﻲ اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﺘﺄﻤر ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﺘﺨﺎذ
اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﻠﻜﺸف ﻋن أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻓﻬذﻩ اﻝدﻋوى إﻝﻰ ﺠﺎﻨب
وظﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﻊ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﻝدﻴﻬﺎ وظﻴﻔﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤن
اﻻﻋﺘداء اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ.2
واﻝﺨطﺄ اﻝﻤوﺠب ﻝﻠﺘﻌوﻴض ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري ،ﻫو ﻨوﻋﺎن ﺨطﺄ اﻝﻐﺒن اﻝﻴﺴﻴر
واﻝﺨطﺄ اﻝﺠﺴﻴم ،وﻴﺠب ﺤدوث اﻨﺤراف ﻓﻲ اﻝﺴﻠوك اﻝﺘﻨﺎﻓﺴﻲ ﻝﻠﺸﺨص أو اﻝﻤؤﺴﺴﺔ
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﺴﻠوك اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻌﺎدي ،وﻹﺜﺒﺎت اﻝﺨطﺄ ﻴﻤﻜن اﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺄﻫل اﻝﺨﺒرة
واﻝﻌرف اﻝﺘﺠﺎري واﻝﺼﻨﺎﻋﻲ ﻝﺘﻘدﻴر ﻫذا اﻝﺴﻠوك.3
وﻴﺄﺨذ اﻝﺨطﺄ ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻋدة ﺼور ،ﻨص ﻋﻠﻰ ﺒﻌﻀﻬﺎ
اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 66ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺼري اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر ،وﻗد اﺴﺘﻨد
ﻓﻲ ذﻝك إﻝﻰ ﻤﺎ ورد ﻀﻤن اﻹﺠﺘﻬﺎدات اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌدﻴد ﻤن أﺤﻜﺎم ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﺘﻲ
ﻗﻀت ﺒﻬﺎ وﻓق ﻤﺎ ﻴﻼﺌم واﻗﻊ وﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺼري.4
،ص .294 ا ا , 9ي ،ا ،ص ،209وأ, T, ا $ C 9 E -1ر ا Kي ،ا
،L( , 8ا J9ا -ري ،دار ا WBا ، 2ا ) ھ ة ،1974 ،ص.135 0 -2
9 9ز ،ا ) ( ن ا -ري ،دار ا #TKIا ،1995 ،# 2ص،330 -3أ
،ص .287 ا ن ا ,ي ،ا 0 -4ﷲ
104
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺴﻴؤدي ﻻ ﻤﺤﺎﻝﺔ إﻝﻰ ﺘﺸوﻴﻪ ﺴﻤﻌﺘﻪ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ أﻴﻀﺎ ﺒﺘزﻴﻴف اﻝﻌﻼﻤﺎت ،وﺘرﻓﻊ دﻋوى
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺒﻐرض رد ﻤﺨﺎطر اﻻﺨﺘﻼط اﻝﺤﺎﺼل ﺘﺠﺎﻩ
اﻝﻌﻤﻼء ،واﻝذي ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ.1
وﺘﻘﻊ أﻋﻤﺎل اﻝﺨﻠط أو اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻫذﻩ ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ اﻝﻨﺼوص اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻗد ﻴﺘم ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻤﻨﺎﻓس ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻴﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻀﺎﺌﻌﻪ،
وﻗد ﺠﺎء ﻓﻲ ﺤﻜم ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ " أن ﻤﺎ ﻴﻨﻌﺎﻩ اﻝطﺎﻋن ﻓﻲ اﻝﺴﺒب اﻷول ﻓﻲ
ﻤﺤﻠﻪ ،ذﻝك أن اﻝطﺎﻋن أﻗﺎم اﻝدﻋوى اﺒﺘداء أﺴﺎﺴﻬﺎ ﺴﺒﺒﺎن :أوﻝﻬﻤﺎ ﺘﻘﻠﻴد ﻋﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺘﺤﻀر
اﻝذي ﺘﻨﺘﺠﻪ ﺸرﻜﺔ Cale chemicalﺒﺎﺴم ،Calscorbateواﻵﺨر اﻹدﻋﺎء ﺒﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤطﻌون
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻗواﻤﻬﺎ اﻨﻪ ﺒﻌد أن اﺴﺘورد اﻝطﺎﻋن اﻝﻤﺴﺘﺤﻀر اﻷﻤرﻴﻜﻲ
اﻝﻤذﻜور وأﻋد ﻝﻪ وﺴﺎﺌل اﻝدﻋﺎﻴﺔ ،وﺒﻌد أن ذاع اﻨﺘﺸﺎر ﻫذا اﻝﻤﺴﺘﺤﻀر ﻓﻲ اﻝﺴوق
اﻝﻤﺼرﻴﺔ ،ﻋﻤدت اﻝﻤطﻌون ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻝﻰ اﺴﺘﻴراد اﻝﻤﺴﺘﺤﻀر اﻝﻔرﻨﺴﻲ Cascorbateاﻝذي
ﻴﺸﺒﻪ ﻓﻲ اﻻﺴم اﻝﻤﺴﺘﺤﻀر اﻷﻤرﻴﻜﻲ ،وﻋرﻀﻪ ﻝﻠﺒﻴﻊ ﻓﻲ اﻝﺴوق اﻝﻤﺼرﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻜﺎن ﻤن
ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴوﻗﻊ اﻝﻠﺒس ﻋﻨد ﺠﻤﻬور اﻝﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴن ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺸﺎﺒﻪ اﺴﻤﻲ اﻝﻤﺴﺘﺤﻀرﻴن".2
وﻴﺠب اﻝﺘﺄﻜﻴد ﻋﻠﻰ أن ﺼور أﻓﻌﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ وردت ﻀﻤن
ﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري ﺠﺎءت ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل ﻻ اﻝﺤﺼر ،ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺸﺄن ﺘﻠك اﻝﺼور
اﻝﺘﻲ أوردﻫﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ،وذﻝك راﺠﻊ ﻝﻜون أﻓﻌﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤﺘﻐﻴرة
ﺒﺘﻐﻴر اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻘد اﺘﺴﻊ ﻤﺠﺎﻝﻬﺎ أﻜﺜر ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻜﺜرة اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ وﻀﺨﺎﻤﺘﻬﺎ ،وﻜذا ﺘﻨوع
اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ ﺠﻠب اﻝﻌﻤﻼء وﻓﺘﺢ اﻷﺴواق.
ﻴﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎﻝﺔ ﻴﺼﻴب ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤدﻋﻲ ﻀرر وﻝو ﻜﺎن
اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒﺴﻴطﺎ ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎن اﻝﻤﺘﺴﺒب ﻓﻲ اﻝﻌﻤل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻴﺒﺤث ﻋن اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ
اﻝزﺒﺎﺌن ﻤن اﻝﻤﻨﺎﻓس وﺘﻘﻠﻴد اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺒواﺴطﺔ ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤن أﺠل ﺠذب
اﻝﻌﻤﻼء ،وﻤﺜﺎل ذﻝك ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻔردﻴﺔ اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻠﻤﻨﺸﺄ أو ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﻤﻤﻴزة
105
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻝﻠﻤﻨﺘﺠﺎت ،وطﺒﻘﺎ ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻨﺠد أن اﻝﺘﻌوﻴض ﻴﺸﻤل ﻜﻼ ﻤن
اﻝﻀرر اﻝﻤﺎدي واﻷدﺒﻲ ،ﻜﺄن ﺘﻜون وﺴﺎﺌل اﻝﺘﺸﻨﻴﻊ اﻝﻤﺘﺒﻌﺔ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺤﺼول اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ
ﺴﻤﻌﺔ اﻝﻤدﻋﻲ.
وﻋﻠﻰ ﻤن ﻝﺤﻘﻪ اﻝﻀرر أن ﻴﺜﺒت وﻗوع اﻝﻀرر ﺠراء ﻓﻌل اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،واﺘﺠﻪ اﻝﻔﻘﻪ إﻝﻰ إﻋطﺎء اﻝﺤق ﻝﻠﺼﺎﻨﻊ أو اﻝﺘﺎﺠر أو ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻝدﻋوى
وﻝو ﻝم ﻴﻜن ﻫﻨﺎك أي ﻀرر أﺼﺎﺒﻪ ،وذﻝك إذا ﻜﺎن ﻴﺨﺸﻰ وﻗوع ﻫذا اﻝﻀرر ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل
ﻷن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻬﺎ وظﻴﻔﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب وظﻴﻔﺘﻬﺎ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر ،وﻻ ﻴﻘﺘﻀﻲ إﺜﺒﺎت اﻝﻀرر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﻜﺜر ﻤن ﺤﺼول اﻝﺘﺼرف
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع.1
وﻴﻜﻔﻲ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼري أن ﻴﻜون اﻝﻀرر ﻤﺤﺘﻤل اﻝوﻗوع ،ﻝذﻝك أﻗرت ﺒﻌض
أﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻀرر اﻻﺤﺘﻤﺎﻝﻲ ،وﻗﻀت ﺒﺎﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات
اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﻤﻨﻊ اﻝﻀرر ﻤﺤل اﻝﺘﻬدﻴد وذﻝك ﺨﻼﻓﺎ ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﺤﻜﻤت
ﻤﺤﻜﻤﺔ اﺴﺘﺌﻨﺎف اﻝﻘﺎﻫرة ﺒﺄﻨﻪ "وﺤﻴث أن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘرى ﺨﻼﻓﺎ إﻝﻰ ﻤﺎ ذﻫﺒت إﻝﻴﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ
أول درﺠﺔ أن ﺘﺸﺎﺒﻪ اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺘﻲ اﻝﺸﻜل واﻝﺠرس اﻝﺴﻤﻌﻲ ﻻ ﻴﻤﻜن أن ﻴؤدي إﻝﻰ
اﻝﺨﻠط أو اﻝﻠﺒس اﻝذﻴن ﺘدﻋﻴﻬﻤﺎ اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻀدﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺴﺤوق اﻝﻤﻨظف اﻝﻼزم
ﻝﻤﺼﺎﻨﻊ اﻝطﺒﺎﻋﺔ واﻝﺼﺒﺎﻏﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻤن اﻝﺠﻠﻲ أن اﻝذﻴن ﻴﻘﺘﻨون ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﻫم ﻤن
رﺠﺎل اﻝﺨﺒرة واﻝﻔن واﻝذﻴن ﻴﺴﺘﻌﻤﻠوﻨﻬﺎ ﻝﺤﺴﺎب ﻤؤﺴﺴﺎت ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ... ،ﻴﺘﺒﻴن ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ
أﺨرى أن اﻝﺸرﻜﺔ اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻀدﻫﺎ ﻝم ﺘﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻤواد
اﻝﻐﺴﻴل واﻝﺘﻨظﻴف ٕوازاﻝﺔ اﻝدﻫون وﻤواد اﻝﺘﺠﻠﻴﺦ اﻝﻤﻌدة ﻝﻸﻏراض اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒل ﺴﺠﻠﺘﻬﺎ
أﻴﻀﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻤواد اﺴﺘﻬﻼﻜﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺼﺎﺒون واﻝرواﺌﺢ اﻝﻌطرﻴﺔ واﻝزﻴوت ،وﺒدﻴﻬﻲ أن
اﻝﻌﻼﻤﺘﻴن ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺘﺎن ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ واﻝﻨطق ،ﻓﻴﺤﺘﻤل أن ﻴﻠﺘﺒس اﻷﻤر ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺨص اﻝﻌﺎدي
ﻤﺘوﺴط اﻹدراك ﻤن ﺠﻤﻬور اﻝﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴن ﻝﻬذﻩ اﻝﻤواد ،ﻓﻴﻘﺒل ﻋﻠﻰ اﻝﻤواد اﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﻗد ﺘﻨﺘﺠﻬﺎ اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻀدﻫﺎ ﻝﻤﺎ ظن أﻨﻬﺎ ﻤن ﺼﻨﻊ اﻝﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ،وذﻝك ﻤﺎ ﻗد ﻴﻠﺤق ﺒﻬذﻩ
106
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻷﺨﻴرة ﻀر ار ﻤن ﺤﻘﻬﺎ أن ﺘﺴﻌﻰ إﻝﻰ ﺘﻼﻓﻴﻪ ،وﻻ ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون اﻝﻀرر ﻤﺤﻘﻘﺎ ﺒل ﻴﻜﻔﻲ
ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أن ﻴﻜون اﺤﺘﻤﺎﻝﻴﺎ".1
وﺒﻤﺎ أن اﻝﻀرر ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴﻜون اﺤﺘﻤﺎﻝﻴﺎ ،ﻓﺈن
اﻝﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻝﻴس ﻋﻠﻴﻪ إﺜﺒﺎت اﻝﻀرر اﻝذي ﻝﺤق ﺒﻪ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ إﺜﺒﺎت
اﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻜل اﻋﺘداءا ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤن
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺤﺘﻰ وﻝو ﻝم ﻴﺜﺒت ﻀرر ﺤﺎل ،ﻷن اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع
ﻴﻜﻔﻲ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض دون ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ إﺘﻴﺎن اﻝﻀرر ﺴواء ﻤﺤﻘﻘﺎ أو ﻤﻤﻜﻨﺎ إﻻ أﻨﻪ ﻻ
ﻴوﺠد ﻓﺎرق ﺒﻴن اﻝﻀرر اﻝﻤﺤﻘق واﻝﻀرر اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل أو اﻝﻀرر اﻝذي ﺴﻴﻘﻊ ﺤﺘﻤﺎ ،ﻓﻜل
ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ أن اﻝﺴﻴر اﻝﻌﺎدي ﻝﻸﺤداث ﺴﻴؤدي إﻝﻰ وﻗوع اﻝﻀرر ،ﺨﺼوﺼﺎ وأن اﻝﺨﻠط
اﻝواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺎت ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﻘدﻴر آﺜﺎرﻩ دﻓﻌﺔ واﺤدة.2
وﻴﺸﺘرط ﻝﻘﻴﺎم اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أن ﻴﻜون اﻝﻔﺎﻋل واﻝﻤﺘﻀرر ﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴن ﻴزاوﻻن
ﻨﻔس اﻝﻨﺸﺎط اﻝﺘﺠﺎري أو اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ أو اﻝﺨدﻤﺎت ،ﻓﻼ ﻴﻌد اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ أي
ﺘﺼرف ﻴﻘوم ﺒﻪ ﻤﻨﺎﻓس وﻝو ﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﻀرر ﺒﻤﻨﺎﻓﺴﻪ ﻤﺎ دام اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر ﻻ ﻴﺘﺼل
#ا 9ة ،ا 2د ،41ص @ ،685ر إ ; 8 Nر # # W9 %W -1ا Ij-ف ا ) ھ ة $ 29 ،ا،1960 ,
،ص .305 د -Cراه 0 /B14 9 ،ا 4دق
،ص .573 ا ،ا #9 -2ا )
107
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺒﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻤﻬﻨﺔ ،ﻜﺄن ﻴﻜون ﻤﺘﺼﻼ ﺒﺤﻴﺎﺘﻬﻤﺎ اﻝﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﻼ ﺘﻘوم اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺒﻴن أﺸﺨﺎص ﻻ
ﻴﻤﺎرﺴون ذات اﻝﻨﺸﺎط.1
وﻴﻤﻠك اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝدﻓﺎع ﻋن ﻨﻔﺴﻪ وﻨﻔﻲ ﻤﺴؤوﻝﻴﺘﻪ ﻋن اﻝﻀرر اﻝواﻗﻊ
ﻝﻠﻤدﻋﻲ ،ﻜﺄن ﻴﻜون ﻗد ﺤﺼل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ،ﻜﺎﻝﻘوة اﻝﻘﺎﻫرة أو اﻝﺤﺎدث اﻝﻔﺠﺎﺌﻲ ،أو
أن اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر ﻨﺎﺘﺞ ﻋن ﺨطﺄ ارﺘﻜﺒﻪ اﻝﻤدﻋﻲ ،2وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺘﺨذ ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع
ﻗ ار ار ﺒرﻓض اﻝدﻋوى ﻝﻌﺠز اﻝﻤدﻋﻲ ﻋن إﺜﺒﺎت راﺒطﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر ،أو
إﺜﺒﺎت اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﻨﻌدام ﺘﻠك اﻝراﺒطﺔ.3
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺨﺘص ﺒدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وأﺼﺤﺎب اﻝﺤق ﻓﻲ رﻓﻌﻬﺎ
ﺘرﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن طرف ﻜل ﺸﺨص أﺼﺎﺒﻪ ﻀرر ﻨﺘﻴﺠﺔ
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﺘﺨﺘص ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ وﻓق ﻤﺎ ﺴﻨراﻩ.
ﺘرﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻝﻤدﻋﻲ ،وﻫو اﻝطرف اﻝذي ﻝﺤﻘﻪ
ﻀرر ﻨﺘﻴﺠﺔ أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﺴواء ﻜﺎن ﻫذا اﻝﻀرر اﺘﺠﺎﻩ ﻋﻤﻼﺌﻪ أو
ﻜﻔﺎءة ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ،أﻤﺎ اﻝطرف اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻬو اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﻤﻤﺜﻼ ﻓﻲ اﻝﺸﺨص اﻝذي ارﺘﻜب أﺤد أﻋﻤﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
وﺘﻌﺘﺒر دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن اﻝدﻋﺎوى ﻏﻴر ﻤﻘدرة اﻝﻘﻴﻤﺔ ،وﻴﻨﻌﻘد
اﻻﺨﺘﺼﺎص ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻴﻬﺎ ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺒﺘداﺌﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 41ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌﺎت اﻝﻤﺼري،
وﺘﻨظر أﻤﺎم اﻝداﺌرة اﻻﺒﺘداﺌﻴﺔ ،ﻫذا ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻝﻨوﻋﻲ.
أﻤﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﻤﺼر ﻓﺈن اﻝﻤدﻋﻲ ﺒدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻴﻘوم ﺒرﻓﻊ اﻝدﻋوى أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ داﺌرﺘﻬﺎ ﻤوطن اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈذا
ﻝم ﻴوﺠد ﻤوطن أو ﻤﺤل إﻗﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر ،ﻜﺎﻨت ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤوطن اﻝﻤدﻋﻲ أو ﻤﺤل إﻗﺎﻤﺘﻪ،
ٕواذا ﺘﻌدد اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬم وﻜﺎن ﻤوطن ﻜل ﻤﻨﻬم ﻓﻲ داﺌرة ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺠﺎز ﻝﻠﻤدﻋﻲ أن ﻴرﻓﻊ
108
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﻝدﻋوى أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ داﺌرة اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻤوطن أﺤدﻫم ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻤدﻋﻰ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺸرﻜﺔ ﻓﺈن اﻝدﻋوى ﺘرﻓﻊ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ داﺌرﺘﻬﺎ ﻤرﻜز اﻝﺸرﻜﺔ.1
ﻴﺠوز رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻜل ﻤن ﻴﻤﻠك ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻴﻘرﻫﺎ
اﻝﻘﺎﻨون ،أي أن ﻜل ﻤن أﺼﺎﺒﻪ ﻀرر ﺒﺴﺒب ﺨطﺄ اﻝﻐﻴر ﻴﻤﻜﻨﻪ رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ،ﺴواء ﻜﺎن ﻤﺎﻝﻜﺎ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﻻ ،ﻓﺎﻝﺘﺎﺠر اﻝذي ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺠﺎت
ﺘﺤﻤل ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﻀﺎر إذا ﻝﺠﺄ ﺘﺎﺠر آﺨر ﻝوﻀﻊ ذات اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ دون وﺠﻪ
ﺤق ،ﻜذﻝك اﻝﺸﺄن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻤﺎﻝك ﺤق اﻻﻨﺘﻔﺎع ﻋن طرﻴق اﻝﺘرﺨﻴص ،أو اﻝﻤﺴﺘﻬﻠك إذا ﻤﺎ
أﺼﺎﺒﻪ ﻀرر.3
وﺘرﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻋﻠﻰ ﻤرﺘﻜب اﻝﺨطﺄ
وﻝو ﺜﺒﺘت ﺒراءة ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤن ﺠﻨﺤﺔ ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻻﻨﺘﻔﺎء اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ،ﻷن
ﺤﻜم اﻝﺒراءة ﻻ ﻴﻌﻔﻲ ﻤن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر.4
109
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺘﻌد دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻤﺎ اﺴﺘﻘر ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﺼر،
دﻋوى ﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﻌﻤل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻠﺘﻘﺎدم اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﻌﻤل
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻪ ﻀﻤن اﻝﻤﺎدة 172ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري واﻝﺘﻲ ﺠﺎء
" ﺘﺴﻘط ﺒﺎﻝﺘﻘﺎدم دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﻝﻌﻤل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء ﺜﻼث ﻓﻴﻬﺎ
ﺴﻨوات ﻤن اﻝﻴوم اﻝذي ﻋﻠم ﻓﻴﻪ اﻝﻤﻀرور ﺒﺤدوث اﻝﻀرر وﺒﺎﻝﺸﺨص اﻝﻤﺴﺌول ﻋﻨﻪ،
وﺘﺴﻘط ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎل ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء ﺨﻤس ﻋﺸرة ﺴﻨﺔ ﻤن ﻴوم وﻗوع اﻝﻌﻤل ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروع ،ﻋﻠﻰ أﻨﻪ إذا ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن ﺠرﻴﻤﺔ وﻜﺎﻨت اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝم
ﺘﺴﻘط ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء اﻝﻤواﻋﻴد اﻝﻤذﻜورة ﻓﻲ اﻝﻔﻘرة اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﺈن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ﻻ ﺘﺴﻘط
اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ".
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﺘﺴﻘط ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء
ﺜﻼث ﺴﻨوات ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﻋﻠم اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﺒﻔﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻜذا
ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﺴﺌول ﻋن إﺤداﺜﻪ ،وﻓﻲ ﻜل اﻷﺤوال ﻓﺈن ﻫﺘﻪ اﻝدﻋوى ﺘﺴﻘط ﺒﻤﻀﻲ ﺨﻤس
ﻋﺸرة ﺴﻨﺔ ﻤن ﻴوم ﺤدوث اﻝﺨطﺄ أﻴﺎ ﻜﺎن ﺘﺎرﻴﺦ اﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝدﻋوى اﻝﻤدﻨﻴﺔ
ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒدﻋوى ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝم ﺘﺴﻘط ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء اﻝﻤواﻋﻴد اﻝﻤذﻜورة ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻓﺈن دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض
ﻻ ﺘﺴﻘط إﻻ ﺒﺴﻘوط اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
110
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وطﻠب اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ ﻝﻴس ﻗﺎﺼ ار ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،ﺒل ﻴﺤق ﺘﻘدﻴﻤﻪ
ﻤن طرف ﻜل ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨﻠص ﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 1/115ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝذي ﺠﺎء ﻓﻴﻪ ..." :ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻜل ذي ﺸﺄن ."...
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻫذﻩ اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ إﺜﺒﺎت واﻗﻌﺔ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﺤق ﻤﺤل
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ،أو طﻠب ﺤﺼر ووﺼف ﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻝﻸدوات واﻵﻻت اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﻤل
اﻝﻤﺨﺎﻝف ﻝﻠﻘﺎﻨون ،وﻜذﻝك اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ أو ﻋﻨﺎوﻴن اﻝﻤﺤﺎل ،أو اﻷﻏﻠﻔﺔ أو
اﻝﻔواﺘﻴر ،أو وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼن أو ﻏﻴرﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﺘﻜون ﻗد وﻀﻌت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻤﺤل اﻹﻋﺘداء،
ﻜﻤﺎ ﻴﺤق ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ طﻠب ﺘوﻗﻴﻊ اﻝﺤﺠز ﻋﻠﻰ اﻷﺸﻴﺎء اﻝﻤذﻜورة ،وﻴﺤق ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ
أن ﻴﺼدر أﻤ ار ﺒﺘﻌﻴﻴن ﺨﺒﻴر ﻝﻤﺴﺎﻋدة اﻝﻤوظﻔﻴن اﻝرﺴﻤﻴﻴن ﻓﻲ اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﺘﺴﺘدﻋﻲ ﺘدﺨل اﻝﻤﺨﺘﺼﻴن.1
وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 3/115ﻋﻠﻰ أﻨﻪ "ﻴﺠب أن ﻴرﻓﻊ اﻝطﺎﻝب أﺼل اﻝﻨزاع إﻝﻰ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺨﻼل ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸر ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺼدور اﻷﻤر ٕواﻻ زال ﻜل أﺜر ﻝﻪ " ،وﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن
اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ اﻝﻤذﻜورة أﻋﻼﻩ ﺘﻌﺘﺒر ﻜﺄن ﻝم ﺘﻜن إذا ﻝم ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أو اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن اﺘﺨذت ﻀدﻩ اﻹﺠراءات ﺨﻼل اﻝﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸر
ﻴوﻤﺎ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﺼدور اﻷﻤر.
وأﺠﺎز اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻝﻤن ﺼدر ﻀدﻩ اﻷﻤر ﺒﺎﻹﺠراء اﻝﺘﺤﻔظﻲ اﻝﺘظﻠم ﻤﻨﻪ
وذﻝك ﺨﻼل ﺜﻼﺜﻴن ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﺒﺎﻷﻤر ،وﻝرﺌﻴس اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴؤﻴد
اﻷﻤر ﺒﺎﻹﺠراء اﻝﺘﺤﻔظﻲ أو ﻴﻠﻐﻴﻪ ﻜﻠﻴﺎ أو ﺠزﺌﻴﺎ.2
ﻴﻼﺤظ ﻤن ﻨﺼوص اﻝﻤواد اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر ،أﻨﻬﺎ ﺘﻤﺎﺜل ﻤﺎ أوردﻩ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري
ﻀﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة 34ﻤن اﻷﻤر 06-03اﻝﻤﺘﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺠزاﺌري ،إﻻ أن
اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺤدد أﺠل رﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع ﺒـ 15 :ﻴوﻤﺎ ﺒﺨﻼف اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري
اﻝذي ﺠﻌﻠﻪ ﺸﻬر ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺼدور اﻹﺠراء اﻝﺘﺤﻔظﻲ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻝف اﻝﻘواﻋد اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ
111
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺒﺸﺄن اﻝﺤﺠز اﻝﺘﺤﻔظﻲ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ واﻝﺘﻲ
ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻀرورة ﺘﺜﺒﻴت اﻝﺤﺠز ﺨﻼل أﺠل 15ﻴوﻤﺎ.
وﻗد ﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أن ﻴﻘﻠص ﻫو اﻵﺨر أﺠل رﻓﻊ اﻝدﻋوى إﻝﻰ ﺨﻤﺴﺔ
ﻋﺸر ﻴوﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري وﻏﻴرﻩ ﻤن اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ، 1ﻷن اﻷﻤر ﻻ
ﻴﺴﺘدﻋﻲ ﻜل ﻫذا اﻝوﻗت ﻝرﻓﻊ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع طﺎﻝﻤﺎ ﺘم اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراء اﻝﺘﺤﻔظﻲ ،ﻷن ﻤن
ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤدﻋﻲ اﻹﺴراع ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻀﺎة اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﻌﺘدي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻗﺒول دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،إﻝزام اﻝطرف اﻝﻤﻌﺘدي ﺒدﻓﻊ
ﺘﻌوﻴض ﻝﻠﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ ،زﻴﺎدة ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻝﺤﻜم ﺒﻤﺼﺎدرة ٕواﺘﻼف اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ
ﺜﺒت أﻨﻬﺎ ﻤﻘﻠدة.
ﺘﻘﻀﻲ اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﻝزام ﻤن ﺜﺒت اﻋﺘداﺌﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻠﻐﻴر ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض
اﻝذي ﻴﺸﻤل ﻤﺎ ﻓﺎت اﻝطرف اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن ﻜﺴب وﻤﺎ ﻝﺤﻘﻪ ﻤن ﺨﺴﺎرة ﺴواء ﻜﺎﻨت أدﺒﻴﺔ أو
ﻤﺎدﻴﺔ ،وﻴراﻋﻲ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺘﻘدﻴر اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻌﺎدل واﻝﻤﻨﺼف اﻝذي ﻴﻌﺎدل اﻷﻀرار اﻝﺘﻲ
ﻝﺤﻘت ﺒذﻤﻪ اﻝﻤﻀرور.
ﻝذﻝك ﺘوﺴﻊ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺼري ﻓﻲ ﻓﻜرة اﻝﺨطﺄ ﻋن طرﻴق ﺴﻠطﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد اﻝواﺠﺒﺎت
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻌد اﻹﺨﻼل ﺒﻬﺎ ﺨطﺄ ﻤوﺠﺒﺎ ﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻼﻤﺔ أو
ﻜل ﻤن ﻝﺤﻘﻪ ﻀرر ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر ﺴواء ﻜﺎن ﺨطﺄ اﻝﻤﻌﺘدي ﻋﻤدﻴﺎ أو ﻏﻴر
ﻋﻤدي ،ذﻝك ﻷن اﻻﻝﺘزام ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﺴﺎﺴﻪ اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻀﺎرة ﺴواء ﺘواﻓرت
أرﻜﺎن ﺠراﺌم اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺼورﻫﺎ أم ﻻ.
وﻴﺘﺤدد ﻤﻘدار اﻝﺘﻌوﻴض ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻀرر اﻝﻔﻌﻠﻲ اﻝذي أﺼﺎب اﻝﻤدﻋﻰ وﻴﺸﻤل
اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺼﺎرﻴف اﻝدﻋﺎﻴﺔ واﻹﻋﻼن وﻤﻘﺎﺒل اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝدﻋﺎﺌﻴﺔ
ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻤﻴزة وﻤﺼﺎرﻴف ﻤﻘﺎﺒل اﻝﺨﺼوﻤﺔ.2
). ،ا @رإ ; (_ ; 0أ T,ا @ ع ا $ ( Bا دة ( & 8 ،8/716ن ا # Wا #, WBا ( B -2وھ
،ص .305 ا ن ا ,ي ،ا 0-2ﷲ
112
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
وﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺒﺄن اﻝﺘﻌوﻴض ﻴﻘدر ﺒﻤﻘدار اﻝﻀرر اﻝﻤﺒﺎﺸر اﻝذي
أﺤدﺜﻪ اﻝﺨطﺄ ،وأن ﺘﻘدﻴر اﻝﺘﻌوﻴض ﻤن اﺨﺘﺼﺎص ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع ﺒﺤﺴب ﻤﺎ ﺘراﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ
ﻝﺠﺒر اﻝﻀرر ﻤﺴﺘﻬدﻴﺔ ﻓﻲ ذﻝك ظروف وﻤﻼﺒﺴﺎت اﻝدﻋوى ،وأن ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻝﻀرر ﻝﻠﺘﻐﻴر ﻤن
ﻋدﻤﻪ ﻴﻨدرج ﻓﻲ إطﺎر اﻝظروف واﻝﻤﻼﺒﺴﺎت ﻓﻲ اﻝدﻋوى وﻫﻲ ﻤن أﻤور اﻝواﻗﻊ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻘل
ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع ﺒﺘﻘدﻴرﻫﺎ.1
أوﻻ-اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻌﻴﻨﻲ:
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 2/171ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي ،ﻏﻴر أﻨﻪ
ﻴﺠوز ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻠظروف وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤﺘﻀرر أن ﻴﺄﻤر ﺒﺈﻋﺎدة اﻝﺤﺎﻝﺔ إﻝﻰ ﻤﺎ
ﻜﺎﻨت ﻋﻠﻴﻪ ،أو أن ﻴﺤﻜم ﺒﺄداء أﻤر ﻤﻌﻴن ﻤﺘﺼل ﺒﺎﻝﻌﻤل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع وذﻝك ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
اﻝﺘﻌوﻴض ،وأﺠﺎز اﻝﻘﺎﻨون ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺄﻤر ﺒﺎﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒوﻗف أﻋﻤﺎل
اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وﻤﻨﻊ اﺴﺘﻤرار اﻝوﻀﻊ ﻏﻴر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻜﺤظر اﺴﺘﺨدام ﻋﻼﻤﺔ
ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﻜون ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻝﺨﻠط ﺒﻴن ﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤدﻋﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓس،
وﻴﺠب أن ﻴﺘﺤﻤل اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋن أﻋﻤﺎﻝﻪ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻨﺘﺎﺌﺞ اﻨﺤراﻓﻪ
ﻋن اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺒﺘﻌوﻴض ﻜل اﻷﻀرار اﻝﺘﻲ ﻝﺤﻘت ﺒﻤﻨﺎﻓﺴﻪ اﻝﻤﺘﻀرر ﺘﻌوﻴﻀﺎ ﻜﺎﻤﻼ
ﻨﻘدا أو ﻋﻴﻨﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠوز ﻝﻠﻘﻀﺎء أن ﻴﺤﻜم ﺒﻤﺼﺎدرة ﻋﻼﻤﺔ ﻏﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻜﻨوع ﻤن اﻝﺘﻌوﻴض
اﻝﻌﻴﻨﻲ أو أن ﻴﺤﻜم ﺒﻐراﻤﺔ ﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻋن ﻜل ﻴوم ﻻ ﻴﻨﻔذ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎء.2
ﺜﺎﻨﻴﺎ-اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي:
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺠوﻫرﻩ ﻫو اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻗﻴم اﻝﻤﻨﺎﻓس ،ﺴواء ﻜﺎﻨت
ﻗﻴﻤﺎ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻴﻜون ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻀرر ﻤﻌﻨوﻴﺎ ،أو ﻗﻴم ﻤﺎدﻴﺔ ﻴﺴﻬل ﺘﺤدﻴد اﻝﺘﻌوﻴض ﻋﻨﻬﺎ ،وﻗد
ﻴﻜون اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ أﻤوال ﻤﻌﻨوﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﻗﻴﻤﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﻬﺎن ﺒﻬﺎ ﻝﻠﻤﺸروع اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﻌﺘدى
0 /B14ا 4دق -1ط 82ر& 59 #I 641 %ا ) @ ،1994/1/19 ،# U Tر إ ; 8 Nر #د -Cراه 9
.313 ، ا ،ا
،ص.352 ا 9 9ز ،ا -2أ
113
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻋﻠﻴﻪ ،وﺒذﻝك ﻓﺈن أﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺘﻘدﻴر ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺘﻌوﻴض ﺘﺨﺘﻠف ﺤﺴب اﻝﻘﻴم اﻝﻤﻌﺘدى
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﺄﺨذ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨد ﺘﻘدﻴر اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر اﻝﻔﻌﻠﻲ اﻝذي أﺼﺎب
اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﻀرور ،وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻋﻲ ﻋبء إﺜﺒﺎت اﻝﻀرر.1
وﻴؤﺜر ﻓﻲ ﻤﻘدار اﻝﺘﻌوﻴض ﺴﻠوك اﻝﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ إذا ﻜﺎن ﻗد ﺴﻬل ﻝﻠﻤﻌﺘدي ﺴﺒل
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻤﺘﻪ اﻝﺘﻲ ﻜﺎن ﻤن واﺠﺒﻪ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ،وﻴﻜون زﻴﺎدة أو ﻨﻘﺼﺎن اﻝﺘﻌوﻴض
وﻓق ﺠﺴﺎﻤﺔ اﻝﺨطﺄ ،وﺘﻘدﻴر ﻫذﻩ اﻝﺠﺴﺎﻤﺔ ﻤن ﻤﺴﺎﺌل اﻝواﻗﻊ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﻘل ﺒﺘﻘدﻴرﻫﺎ ﻗﺎﻀﻲ
اﻝﻤوﻀوع دون رﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.2
وﺘﻘﺘﺼر ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض اﺴﺘﻨﺎدا إﻝﻰ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ أﻤﺎ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻘد ﺨﺼﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺤﻴث ﻗرر ﻋﻘوﺒﺎت
ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﻜون اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ،وﺘﻘﺎم دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض
ﻋن اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻝﻤدﻨﻴﺔ أو اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﻰ رﻓﻌت اﻝدﻋوى
اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ،أو ﻜﺎﻨت ﻤﺴﺠﻠﺔ واﻜﺘﻔﻰ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺒﺎﻝدﻋوى
اﻝﻤدﻨﻴﺔ ،ﻓﺘﻘﺎم دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ.3
اﻜﺘﻔﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺒﺎﻝﻨص ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻜوﺴﻴﻠﺔ
ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻤﺴﺠﻠﺔ أو ﻏﻴر ﻤﺴﺠﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﻜﻤﺎ أﺴﻠﻔﻨﺎ،
ﻓﺈن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري ﻨص ﻋﻠﻰ طرﻴﻘﻴن ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤدﻋﻲ ﺴﻠوﻜﻬﻤﺎ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻤدﻨﻴﺎ ،اﻝطرﻴق اﻷول ﻫو دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﺘﻲ ﺘرﻓﻊ ﺒﺎﻝﻤوازاة أو ﺒﻌد ﺴﻠوك
اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،ﺴواء أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤدﻨﻲ أو اﻝﺠزاﺌﻲ ،وﻻ ﺘﻘﺒل ﻫذﻩ اﻝدﻋوى إﻻ إذا
ﺼدر ﺤﻜم ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺎﻹداﻨﺔ ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴن أن دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻻ ﺘرﺘﺒط ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ،ﻓﻴﺠوز رﻓﻌﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻝو ﻗﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﺠﻨﺢ ﺒﺎﻝﺒراءة.
إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺒﺄن ﻴﻜون اﻝﺘﻌوﻴض ﻤﻘد ار ﺒﻘدر اﻝﻀرر ،ﻓﻬل
ﻴﻘدر ﻫذا اﻝﺘﻌوﻴض ﺒﺼرف اﻝﻨظر ﻋن اﻷرﺒﺎح اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌود ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﻌﺘدي
( $ن 32 #Iا ) @ ،# U Tر إ ; # W9 %W -1ا c)Iا ،1966/12/15 ،#, 4ط 82ر&178 %
ص .691 ا ،ا و( ري
،ص .220 ا $ C 9 E -2ر ا Kي ،ا
،ص.331 ا 0 Iس ،ا 9 -3
114
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻤن اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤﻨﺎﻓس اﻝﻤﻌﺘدي ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ؟ أم أن ﻫذﻩ اﻷرﺒﺎح ﺘﺄﺨذ ﻓﻲ
اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨد ﺘﻘدﻴر اﻝﻀرر دون أن ﺘﺄﺨذ ﺒﺘﻘدﻴر أﻫل اﻝﺨﺒرة وﻴﻘﻀﻲ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﺴواء ﻜﺎن
ﻤن ارﺘﻜب اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻗﺼد اﻝﻔﻌل اﻝﻀﺎر أم ﻝم ﻴﻘﺼدﻩ ،وﺴواء ﻗﺼد ﻤﺎ ﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﻨﺘﺎﺌﺞ
ﺒﺈﻝﺤﺎق اﻝﻀرر اﻝﻤﺎدي واﻷدﺒﻲ ﺒﻤﺎﻝك اﻝﻌﻼﻤﺔ ،أم ﻝم ﻴﻘﺼد ﺘﻠك اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ذﻝك أن اﻻﻝﺘزام
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻤﺼدرﻩ واﻗﻌﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ﺒﺼورﻫﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻫﻲ ﺘﻜﻔﻲ ﺒذاﺘﻬﺎ وﺘرﺘب ﺤق ﻤﺎﻝك
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻌوﻴض.1
وﻗد ﻴﺼدر ﻓﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻤن ﻋدة ﻤﻨﺎﻓﺴﻴن ،ﻓﻴﺴﺎﻫم ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬم
ﻓﻲ ﻀرر ﻝﻠﻤدﻋﻲ ﺒﻤﺎ ارﺘﻜﺒﻪ ﻤن ﺨطﺄ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺎدة 169ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري وﻓق اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺒﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻀﺎﻤﻨﻴﺔ.2
وﻴﺠوز ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﻨﻘص ﻤﻘدار اﻝﺘﻌوﻴض أو ﻻ ﻴﺤﻜم ﺒﺄي ﺘﻌوﻴض إذا ﻜﺎن اﻝداﺌن
ﺒﺨطﺌﻪ ﻗد اﺸﺘرك ﻓﻲ إﺤداث اﻝﻀرر ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﺒدﻻ ﻋن إﺼدار ﺤﻜم ﺒﺈﻝزام
اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺘﻘدﻴم ﺘﻌوﻴض ﻝﻠﻤدﻋﻲ ،أن ُﻴ َﻤ ِﻜن ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤن اﻷرﺒﺎح اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺼل
ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻘﺎﺌم ﺒﻔﻌل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﻓﻴﻜون ﺠزاءا ﻋﺎدﻻ ﺒﺤرﻤﺎن اﻝﻤﻌﺘدي
ﻤن ﺜﻤﺎر ﻋدواﻨﻪ وﺘﻔوﻴت ﻗﺼدﻩ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة 117ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﺒﻘوﻝﻬﺎ " ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ
ﻓﻲ أي دﻋوى ﻤدﻨﻴﺔ أو ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ أن ﺘﺤﻜم ﺒﻤﺼﺎدرة اﻷﺸﻴﺎء اﻝﻤﺤﺠوزة ،أو اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺠز ﻓﻴﻤﺎ
ﺒﻌد ﻻﺴﺘﻨزال ﺜﻤﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﺘﻌوﻴﻀﺎت أو اﻝﻐراﻤﺎت أو ﻝﻠﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺄي طرﻴﻘﺔ أﺨرى ﺘراﻫﺎ
اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ،وﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أﻴﻀﺎ أن ﺘﺄﻤر ﺒﺈﺘﻼف اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ،وﻴﺠوز ﻝﻬﺎ
ﻋﻨد اﻹﻗﺘﻀﺎء اﻷﻤر ﺒﺈﺘﻼف اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت أو اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ أو ﻋﻨﺎوﻴن اﻝﻤﺤﺎل أو اﻷﻏﻠﻔﺔ أو
اﻝﻔواﺘﻴر أو اﻝﻤﻜﺎﺘﺒﺎت أو وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼن أو ﻏﻴر ذﻝك ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻤل ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻤﺔ أو ﻴﺤﻤل
115
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﺒﻴﺎﻨﺎت أو ﻤؤﺸرات ﺠﻐراﻓﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻷﺤﻜﺎم ﻫذا اﻝﻜﺘﺎب ،وﻜذﻝك إﺘﻼف اﻵﻻت واﻷدوات
اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻌﻤﻠت ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ارﺘﻜﺎب اﻝﺠرﻴﻤﺔ".
وﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺘﺄﻤر ﺒﻨﺸر اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻝﻔﺎﺌدة اﻝﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻲ ﺠرﻴدة
واﺤدة أو أﻜﺜر ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ وﻓق ﻨص اﻝﻔﻘرة اﻝﺜﺎﻝﺜﺔ ﻤن اﻝﻤﺎدة 117اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ
اﻝذﻜر ،واﻝﻬدف ﻤن ﻫذا اﻝﻨﺸر ﻫو إﻋﻼم اﻝﺠﻤﻬور ﺒﺄﻤر اﻝﻤﻌﺘدي ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ وﺘﺤذﻴرﻫم
ﻤن اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺨﺼوص ،ﻜﻤﺎ أن اﻝﻨﺸر ﻴﻨطوي ﻋﻠﻰ ﺘﻌوﻴض ﻤﻌﻨوي ﻝﻤﺎﻝك
اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻋن اﻷﻀرار اﻷدﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻨﺎﻝت ﻤﻨﻪ وﻤن ﺸﻬرة ﻋﻼﻤﺘﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 2/66ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ ﺤق اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺘﻘﻀﻲ
ﻓﻀﻼ ﻋن اﻝﺘﻌوﻴض ،ﺒﺈزاﻝﺔ اﻝﻀرر وﺒﻨﺸر ﻤﻠﺨص اﻝﺤﻜم ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
إﺤدى اﻝﺼﺤف اﻝﻴوﻤﻴﺔ ،ﻓﺎﻝﻨﺸر إﺠراء ﻴﺘﺒﻊ اﻝﺤﻜم اﻝﻤدﻨﻲ أو اﻝﺠزاﺌﻲ ،وﻴﺨﻀﻊ ﻝﻤطﻠق
ﺘﻘدﻴر اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن اﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻋﻘوﺒﺔ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻤﺎ ﻝﻬﺎ ﻤن أﻫﻤﻴﺔ ﺤﻴث أن اﻝﻨﺸر ﻴﺘم ﻋﻠﻰ
116
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ وﻗد ﻴﻜون ﺒﺎﻫظ اﻝﺘﻜﺎﻝﻴف ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻪ ﻷن اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻔﺎﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى
ﻝﻪ اﻝﺤرﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺎن اﻝﺠراﺌد اﻝﺘﻲ ﻴﻨﺸر ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺤﻜم ،وﻴﻌﺘﺒر اﻹﺸﻬﺎر ﻓﻲ اﻝﺼﺤف ﻤن أﻨﺠﺢ
اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﺘرﻫق اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﺤﻴث ﻴﺘم إﻋﻼم اﻝﻐﻴر ﺒﺄﻓﻌﺎل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر
اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝﺘﻲ ﻗﺎم ﺒﻬﺎ.1
وﻻ ﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻹﺸﻬﺎر إذا ﺘﺒﻴن ﻝﻬﺎ أن ﻫذا اﻹﺠراء ﻝﻴس ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻌوﻴض
اﻝﻤﺘﻀرر ﻋﻤﺎ أﺼﺎﺒﻪ ،ﺒل أﻨﻪ ﻤﺠرد ذرﻴﻌﻪ ﻝﻠدﻋﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ.2
وﻨص ﻜذﻝك اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 113ﻤن ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺤوال ﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻤﺼﺎدرة اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت ﻤﺤل اﻝﺠرﻴﻤﺔ أو
اﻝﻤﺒﺎﻝﻎ أو اﻷﺸﻴﺎء اﻝﻤﺘﺤﺼﻠﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،وﻜذﻝك اﻷدوات اﻝﺘﻲ اﺴﺘﺨدﻤت ﻓﻲ ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ وﻴﺠوز
ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨد اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻹداﻨﺔ أن ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻐﻠق اﻝﻤﻨﺸﺄة اﻝﺘﻲ اﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻝﻤﺤﻜوم ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﻤدة ﻻ ﺘزﻴد ﻋﻠﻰ ﺴﺘﺔ أﺸﻬر ،أﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻌود ﻓﻴﻜون اﻝﻐﻠق وﺠوﺒﻴﺎ.
ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒق ﺒﻴﺎﻨﻪ ،ﻴﺘﻀﺢ أن ﻨطﺎق اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﻤﻘررة ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ أي ﺘﺸرﻴﻊ ﻝﻪ ارﺘﺒﺎط وﺜﻴق ﻤن ﺤﻴث اﻝزﻤﺎن واﻝﻤﻜﺎن.
ﻓﻤن ﺤﻴث اﻝزﻤﺎن ﺘرﺘﺒط اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
ارﺘﺒﺎطﺎ وﺜﻴﻘﺎ ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل ،ﺒﺤﻴث ﺘﺘﻤﺘﻊ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ
ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى اﻝﻤﻌﻬد اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،وﻓﻲ ﺤﺎل ﻗﺒول اﻝﺘﺴﺠﻴل ﺘﺴري اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻹﻴداع ،ﻓﻨطﺎق اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻴرﺘﺒط وﺠودا وﻋدﻤﺎ ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل ،وﺘﺴﺘﻤر ﻫذﻩ
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ طﻴﻠﺔ ﻤدة ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﻘدرة ﺒﻌﺸر ﺴﻨوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺠدﻴد ﻝﻔﺘرات ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ ،ﻓﺈذا
وﻗﻊ اﻻﻋﺘداء واﻝﻤﺴﺎس ﺒﺎﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻗﺒل ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ أو ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎﺌﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺘﻤﺘد اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻬﺎ.
117
ر ا ا ا ول :ا ر ...............................ا ا ا ا ا ب ا ول :ا
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وﻝم ﻴﺸﺘرط ﻀرورة ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻝدى اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ إﻻ
ﻓﻲ ﺤﺎل اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ.
أﻤﺎ ﻨطﺎق اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﻜﺎن ﻓﻴﻌﻨﻲ اﻨﺤﺼﺎر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴم اﻝدوﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﺘم اﺴﺘﻌﻤﺎل وﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وذﻝك دون اﻹﺨﻼل
ﺒﺄﺤﻜﺎم اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت واﻝﻤﻌﺎﻫدات اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻝﺘﻲ اﻨظﻤت إﻝﻴﻬﺎ
اﻝﺠزاﺌر ،ﻻﺴﻴﻤﺎ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس ﻝﺴﻨﺔ ،1883واﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد ﻝﺴﻨﺔ ،1891و ﺒروﺘوﻜول ﻤدرﻴد
ﻝﺴﻨﺔ ،1989ﺤﻴث ﻴﺘم ﺒﻤوﺠب اﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد إﻀﻔﺎء اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ
اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ إﺤدى دول اﻻﺘﺤﺎد ﻝﺘﺸﻤل ﺒﺎﻗﻲ اﻝدول اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝﻼﺘﻔﺎق.
أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻤﺼر وزﻴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﺎﻫدات اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﻤذﻜورة ،ﻓﻬﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻜذﻝك
ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺠواﻨب اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة ﻤن ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة
اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﻤﻨظﻤﺔ إﻝﻴﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﻘرار اﻝﺠﻤﻬوري رﻗم 72ﻝﺴﻨﺔ .1995
118
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺗﺗﻔق اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﺷﻣل ﺳوى اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ ،أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ أودع ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ،وﺗﻧﺻب ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ ذاﺗﻪ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ،واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ،ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن ﺗﺳري طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﺟﯾل ،أﻣﺎ
ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﯾد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻬﻲ ﻣﺣﺻورة داﺧل إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،إﻻ إذا
ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .
وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻷﻣر رﻗم 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣس اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وأدرﺟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم ﻋدم وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،أو ﺗﻌﻣد
ﻋرض ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻻ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ،أو ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟم ﯾطﻠب أو ﻟم ﯾﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻓﻘد ﺗﻌرض ﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻣﻧﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ،
وﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة ،وﺟرﯾﻣﺔ اﻏﺗﺻﺎب ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻐﯾر،
وﺟرﯾﻣﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ،وﺟرﯾﻣﺔ وﺿﻊ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎذﺑﺔ أو
ﻣﺿﻠﻠﺔ ،وﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻣواد ﻣن 113إﻟﻰ
118اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 2002-82اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﻣر رﻗم 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧص
ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺿد ﻛل ﻣن ﯾﺗﻌدى ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻪ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت رﻗم ،57-66
ﺣﯾث أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟراﻫن ﺣدد ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ
119
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻻﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻐﯾر ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﺣﻘوق اﻹﺳﺗﺋﺛﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣودﻋﺔ.1
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ داﺧﻠﯾﺎ ،ﻓﻧﺗﻌرض ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻧﺧﺻص اﻷول ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ..
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻘط دون ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وذﻟك ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة
26ﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﻘوﻟﻪ " ...ﯾﻌد ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻛل
ﻋﻣل ﯾﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻻﺳﺗﺋﺛﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻐﯾر ﺧرﻗﺎ ﻟﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ".
وﻟﻛن ﻣن اﺳﺗﻘراء ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾد ،اﻟذي
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛل اﻷﻓﻌﺎل واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻣس ﺣﻘوق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻫو ذات اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ 2اﻟذي ﺟﻣﻊ اﻻﻋﺗداءات اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿﻣن ﻣﺻطﻠﺣﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺎﻟﻧﻘل » « la contrefaçon par reproduction
واﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺎﻟﺗﺷﺑﯾﻪ » ، « la contrefaçon par imitationﻓﻛل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن
اﻟﻐﯾر ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻣﺛل وﻓق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد.3
وﻟﺗﺣدﯾد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر وﻓق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟراﺋم ﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﺟب اﻟﺑﺣث ﺿﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺗﻲ
ﻓﺻﻠت ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣن اﻻﻋﺗداء.
-1راﺷﺪي ﺳﻌﯿﺪة ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ
اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﯿﺮة ﺑﺠﺎﯾﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﻋﺪد ،2012/01ص
.221
2
- Jean-Luc PIOTRAUT, op-cit, p211.
- 3ﺳﻼﻣﻲ ﻣﯿﻠﻮد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .165
120
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أﻓﻌﺎل ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻘطٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺷﻣل
ﻛﻼ ﻣن ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ،واﻏﺗﺻﺎب ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،واﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ
ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة ،وﻛذا ﺑﯾﻊ أو ﻋرض ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺳوف أﺳﺗﻌرض ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث أﻫم اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ،وﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر )اﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ(،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة ،وﺑﯾﻊ أو ﻋرض ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ
أو ﻣﺷﺑﻬﺔ ،وﻟﻛن ﻗﺑل ذﻟك وﺟب اﻟﺗطرق ﻟﺷروط اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن.
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أن اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل إﻻ ﻣن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ، 1أو ﺻﺎﺣب اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت
اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،وذﻟك ﺿد اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻔﻌل
اﻻﻋﺗداء.
121
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون 2002-82اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ،ﻓﻧﺟد أﻧﻪ ﯾﻔﺗﻘر
ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧص ،ﻏﯾر أن اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺻري ﻗﺿﻰ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻣن ﻏﯾر ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻣن آﻟت إﻟﯾﻬم ﺣﻘوﻗﻪ ﻛﺎﻟورﺛﺔ أو اﻟﻣﺷﺗري واﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟﻪ ﺑﺷرط
اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﻬر ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬذا اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻌﺗدي.1
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﻌﺗدي ﻋﻠﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ أن ﺗﻛون
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣﺳﺟﻠﺔ ،إذ أﻧﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﺈن ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺗﺧص
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻘط ،2وﻋﻠﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓر ﺷرط
أﺳﺎﺳﻲ وﻫو ﺷرط اﻟﺗﺳﺟﯾل ،أي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗد ﻗﺎم ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻟدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ﻓﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺿﻣن
ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺷرط إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ،ﻓﻧص ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 1/113ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗزوﯾر
4
ﯾﻠﺣق ﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﺳﺑق ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟﻛن اﺗﻔق ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ 3واﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳواء
ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ أو ﺗزوﯾرﻫﺎ أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺟراﺋم ،إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ،أو اﻧﺗﻬت
ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﺟﯾل دون ﺗﺟدﯾدﻫﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات
اﻟﺗﺳﺟﯾل أو إﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ،أو ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة اﻟﺗﺳﺟﯾل دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد وﻓق
اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻓﻌل اﻻﻋﺗداء ﻻ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺟرﯾﻣﺔ.5
-1طﻌﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،ﺟﻠﺴﺔ ،1954/06/14اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ،ص ،752ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺤﺔ
اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .582
-2اﻟﻤﺎدة 26ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 06-03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-3ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .578
-4طﻌﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ رﻗﻢ ،877اﻟﺴﻨﺔ 36ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﺟﻠﺴﺔ ،1966/05/23ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺤﺔ
اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .580
-5راﺷﺪي ﺳﻌﯿﺪة ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .222
122
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻧﺷر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺳﺎﺳﺎ
ﺑﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ إذ أن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻻ ﯾﺳري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷرﻩ.1
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد أﺿﻔﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺷﻬرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻟو ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ،وذﻟك ﺑﻣﻧﻊ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺣدث ﺗﺿﻠﯾل وﻟﺑس ﻟدى ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.2
وﯾﺷﺗرط أﯾﺿﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﺗوﻓر
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﺻﺣﺗﻬﺎ ،ﻣن ﺟدة وﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺻﻔﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ،ﻓﺈذا ﺗﺧﻠﻔت
أﺣد ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن رﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻛﺄن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ﻟﺗﺿﻣﻧﻬﺎ إﺷﺎرة
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﻣﺿﻠﻠﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻣﯾزة.
-1ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 27ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06-03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،أﻧﮫ "ﻻ ﺗﻌﺪ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺗﺴﺠﯿﻞ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺨﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ "...
-2اﻟﻤﺎدة ،8/7ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06-03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-3ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ) ،اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 248
-4ﺑﺴﺎم ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ طﺒﯿﺸﺎت ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷردﻧﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻤﺼﺮي واﻹﺗﻔﺎﻗﯿﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة،
،2007ص .257
123
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺗﻧﺻرف اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وﻫذا
طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ ﻧﻔس اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣﻧﺗﺟﺎت وﺧدﻣﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ وﯾﺗم طﻠب إﺿﻔﺎء اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻌرﺿت
ﻟﻼﻋﺗداء ،ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت ﻣزورة ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺗﻔﺎﻗﻣﺔ ﻓﻲ
ﻛﺎﻓﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم ،رﻏم أﻧﻬﺎ أﺷد ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺻراﻣﺔ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،وﯾﻣﻛن ﻷي ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ
ﻣﺷﻬورة وﻣﻌروﻓﺔ أن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن طرف اﻟﻣزورﯾن ،ﺳواء ﺗﻣﺛﻠت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ
اﻟﻣﻼﺑس اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،أو اﻟﻌطور ،واﻟﺳﺎﻋﺎت ،واﻟﻧظﺎرات ....اﻟﺦ.
وﻻ ﯾﻌود ﺳﺑب اﻟﺗزوﯾر إﻟﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﻷن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣزورة داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون أﻗل
ﺟودة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﻟﻛن ﯾﻌود إﻟﻰ ﺗﻬﺎﻓت ٕواﻗﺑﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت ذات ﺷﻬرة واﺳﻌﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾوﻓر ﺣﺎﻓ از ﻗوﯾﺎ ﻟدى اﻟﻣزورﯾن
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾد ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن أﺳﻌﺎرﻫﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ورﻏم ﻋﻠم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺗزوﯾر إﻻ أن اﻟﺑﻌض ﯾﻬﺗم ﺑﺄن ﯾرﺗدي ﺳﻠﻌﺎ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ راﺋﺟﺔ وﻣﺷﻬورة أﻛﺛر
ﻣن اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺟودة ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻛون ﺑﻣﻘدورﻫم ﺷراء اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.
وﻣﺎ ﯾﺛﯾر ﻣﺷﻛﻠﺔ أﻛﺑر ﻫو ﺗﻘﻠﯾد ﺳﻠﻊ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺗﺟﻣﯾل
واﻟﻣﺷروﺑﺎت ،أو اﻟﺣﻠوﯾﺎت ،وﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻘﻠق أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻫو اﻻﺗﺟﺎر ﻓﻲ ﻗطﻊ ﻏﯾﺎر
اﻟﺳﯾﺎرات واﻷدوات اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺻﯾدﻟﯾﺔ اﻟﻣزورة واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ردﯾﺋﺔ
124
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻧوﻋﯾﺔ وﻟﻛن ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻌرض
ﺣﯾﺎﺗﻪ أو ﺻﺣﺗﻪ ﻟﻠﺧطر.1
وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﺿﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 113ﻣن
ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري -ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔت -ﻧص
ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 26ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻋﻣل ﯾﻣس ﺑﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﯾﻌد ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻬﻧﺎك ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟزاﺋري أطﻠق ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد
ﺑﺎﻟﻧﻘل.2
ﻟم ﺗﺗﻌرض ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗزوﯾر ،وﺗرﻛت اﻷﻣر ﻟﻶراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﻋرف اﻟﺗزوﯾر ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻧﻘل اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن.3
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن اﻟﺗزوﯾر ﻫو ﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﻘﻼ ﺣرﻓﯾﺎ وﺗﺎﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة ﺻورة طﺑق اﻷﺻل ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔرﻗﺗﻬﺎ ﻋﻧﻬﺎ.4
وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻟﺗزوﯾر ﻫو ﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻧﻘﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻣطﺎﺑﻘﺎ أو ﻧﻘل
اﻷﺟزاء اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﻛﺎد ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻬم
أن ﯾﻛون ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻬﺎ أو ﻧﺳﺧﺔ طﺑق اﻷﺻل ﻟﻬﺎ ،5وﻟﻛن ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟرأي ﻫو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺧﻠط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻷن اﻟﺗزوﯾر ﯾﻛون ﻧﻘﻼ
ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ دون إﺣداث أي ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﻘﻠﯾد – وﻓق ﻣﺎ ﺳﻧراﻩ ﻻﺣﻘﺎ-
ﻫو ﺻﻧﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺷﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻊ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر طﻔﯾف ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ
125
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻧﺳﺦ أو اﻟﻧﻘل اﻷﻣﯾن ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
ﺗﻧﺳﺦ اﻟﻌﻼﻣﺔ دون اﺧﺗﻼف ﻣﻊ اﻷﺻل أو أن ﯾدﺧل ﻣﺟرد اﺧﺗﻼف ﺑﺳﯾط ﺟدا ،ﺷرط أن
1
ﯾﺗﺳﻠط اﻟﻧﺳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ.
واﻷرﺟﺢ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظري ،أﻧﻪ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣزورة ﯾﺟب أن ﯾﺷﻣل اﻟﻧﻘل ﻛﺎﻓﺔ
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﺳﺗﻧﺳﺎخ ﺗﺎم ﻟﻣﺟﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ
ﺣﺗﻰ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺣرﯾص.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻔﻌل ﻣﻛوﻧﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر إذا ﺗﻣت ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻌﻼ ،ﺣﺗﻰ ﻗﺑل
اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ أو وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ،وﻗد اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن
ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﻘوم ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﺎ ،وﻻ ﯾﺛﯾر إﺛﺑﺎت اﻟﺗزوﯾر
ﺻﻌوﺑﺔ ﻋﻧد ﺿﺑط اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﺗﻠك
اﻟﻣﺻطﻧﻌﺔ ﻛﺎﻣﻼ وﺗﺎﻣﺎ ،وﻗد ﻗﺿﻰ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑﺗواﻓر ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻣﺟرد إﻋﺎدة
إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻗﺑل ﻟﺻﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت.2
ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻟﺗواﻓر أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر أن ﯾﻘﻊ اﻟﺧﻠط أو اﻟﻠﺑس ﻓﻌﻼ ﺑﯾن ﺟﻣﻬور
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑل ﯾﻛﻔﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣدوﺛﻪ ، 3ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻋﻧد ﺻﻧﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة ،وﻗد
ﻗﺿت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﯾل اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺄن ﻣﺟرد إﻋﺎدة إﻧﺗﺎج اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ
ﺷرﻛﺔ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ ،ﻣن طرف إﺣدى اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺗزوﯾر وﻟو ﻟم
ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ.4
وﻗد اﺗﻔق ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾﻧظر ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺗزوﯾر ﺑﺗﻘدﯾر ﻣدى وﺟود اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،وذﻟك
-1ﻋﻠﻲ ﻛﺤﻠﻮن ،اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ وﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ،ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻹﺟﺘﮭﺎد
اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،2011/04/21 ،اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ص .30
- 2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ،1957/01/07 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﯿﻮﻣﻲ ﺣﺠﺎزي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص
.289
3
Albert CHAVANNE, et Claudine SALOMON, op-cit, p70 .
-4ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻟﯿﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ،1963/07/12 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .586
126
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
دون رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ، 1وﻗد ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑذوي اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﺧﺑراء إذا
اﻟﺗﺑس ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن
ﯾوﺟد ﺗزوﯾر ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ،ﻛﻘﯾﺎم اﻟﻣﻌﺗدي ﺑﺎﺻطﻧﺎع ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻷﺻﻠﯾﺔ أو ﺑﻧﻘل اﻷﺟزاء اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺗزوﯾر ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻧﺣﺻر ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺑﻛل
ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﺑدون ﺣذف وﻻ إﺿﺎﻓﺔ ،إذ أﻧﻪ إذا ﻟم ﺗﻛن اﻟﻌﻼﻣﺗﺎن ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﺎن ﺗﻣﺎﻣﺎ وﻛﺎن
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ اﺧﺗﻼف ،ﻛﻧﺎ أﻣﺎم ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد.2
وﻛﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻛﺳب ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺣق ﺧﺎص
ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﯾﺧول ﻟﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ وﺣدﻩ وﻣﻧﻊ اﻟﻐﯾر ﻣن ذﻟك ،إﻻ أن اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق
ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ إذا أﻗدم ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزاﺣﻣﯾن ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺗﻪ أو ﺗﺟﺎرﺗﻪ،
وﻋﻧدﺋذ ﻓﻘط ﯾﺗوﻟد ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣزور ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض.
وﻗد اﻋﺗﺑرت إﺣدى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ أن ﻋﻼﻣﺔ "ﺣﻠوﯾﺎت اﻟﺟﻧدول" ﺗﻌﺗﺑر ﺗزوﯾ ار
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ "ﺑﺎﺗﯾﺳري اﻟﺟﻧدول" ،ﻷن ﺗرﺟﻣﺔ ﻛﻠﻣﺔ ﺑﺎﺗﯾﺳري ﻣن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ
ﺣﻠوﯾﺎت ،وﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻫو ﻛﻠﻣﺔ "اﻟﺟﻧدول"
ٕواطﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﻟﺑﯾﻊ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﻫﻲ اﻟﺣﻠوﯾﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾوﻗﻊ اﻟزﺑون ﻓﻲ
اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻓﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة دون اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﺿر ار ﺑﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻼﻣﺔ.3
وﻟﻛن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب إﺛﺑﺎت ﺣدوث ﻓﻌل
اﻟﺗزوﯾر ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌطور ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ
-1ﺑﺴﺎم ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ طﺒﯿﺸﺎت ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ،267وأﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ اﺟﺘﮭﺎد ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ،
طﻌﻦ رﻗﻢ ، ،1956/04/24 ،59ﺳﻨﺔ 26ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ ،ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ
اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻷردن ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ،
ﺑﯿﺮوت ،ﻟﺒﻨﺎن ،2003 ،ص .29
وﻓﻲ ذات اﻟﺴﯿﺎق ﻗﺮﻣﻮش ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ،ﺗﻘﻠﯿﺪ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻣﻠﻘﺎة
ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،2011/04/21 ،اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ص .07
-2راﺷﺪي ﺳﻌﯿﺪة ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 225
-3ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺑﺪاﯾﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ،ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،1944/02/14ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ ،ﻗﻀﺎﯾﺎ
اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﺔ اﻟﺠﺰء اﻷول أﺑﺤﺎث وآراء ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،ﻟﺒﻨﺎن،
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ 2012 ،ص .167
127
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺗﺳﻣﺢ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟراﺋﺣﺔ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺳﻣﺣت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ – ﺣﺗﻰ
« tableaux de ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر -ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ " :ﻟواﺋﺢ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ "
» concordanceﻟﺗﺟﻧب اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑطرح ﻋطور ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ ﺗﺣت ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣﻐﺎﯾرة
أو ﺗﺣت رﻗم ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻼﺋﺣﺔ.1
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗزوﯾر ﻫو ﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﻘﻼ ﺟزﺋﯾﺎ وﺗﺎﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣزورة ﺻورة طﺑق اﻷﺻل ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔرﻗﺗﻬﺎ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن
اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﻌﺗد ﺑﻪ ﻫو اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﺿل اﻟذي ﯾﺧدع ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز
ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻛﻠﺗﺎ اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﻟﻬذا ﯾﺟب ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن أن ﯾﻌﺗد ﺑﺄوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم 2وﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ
اﻟﻣﻣﯾزة ،وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻔروق وأوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،ﻷن ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟرﻏﺑﺔ
ﻓﻲ إﺧﻔﺎء اﻟﺗزوﯾر درءا ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.3
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑوﺿﻊ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ
ﺑﺟﺎﻧب اﻷﺧرى ﺣﺗﻰ ﯾﻔﺣﺻﻬﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ وﻗت واﺣدٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌرض اﻟواﺣدة ﺗﻠو اﻷﺧرى ،ﺛم
ﯾظﻬر ﺑﻌد ذﻟك اﻷﺛر اﻟذي ﺗرﻛﺗﻪ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻫل ﻫذا اﻷﺛر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ
اﻷﺛر ﻓﻲ اﻷﺧرى أم ﯾﺗﻐﺎﯾر ﻣﻌﻪ ،وذﻟك ﻷن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ﻻ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﻻ
ﯾﺗم اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗزوﯾر.4
ﻛذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﺿﻠل ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﯾن أن ﯾﻛون
ﻣﻌﯾﺎرﻩ اﻟذي ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻫو ﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص
واﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺿﺣﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﻘدﯾر ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﻬﻣل اﻟذي ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻌﺔ دون ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻓﺣﺻﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ،ﻛذﻟك ﻻ
-1ﺻﺎﻣﺖ آﻣﻨﺔ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ،ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻠﻒ ،اﻟﻌﺪد ،13ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2015ص .89
-2طﻌﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،ﺟﻠﺴﺔ ،2002/04/18رﻗﻢ ،6611ﻟﺴﻨﺔ 62ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،اﻟﻤﺴﺘﺤﺪث ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ
ﻗﺮرﺗﮭﺎ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺑﺴﺎم ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ طﺒﯿﺸﺎت ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،
ص 269
-3ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﯿﻮﻣﻲ ﺣﺠﺎزي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .287
-4ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﻤﺎل طﮫ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .607
128
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ ﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﺣرﯾص اﻟذي ﯾﻔﺣص اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﺣﺻﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻗﺑل اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ
ﺷراﺋﻬﺎ ،وﻫو اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻗدر أن ﻋﻼﻣﺔ
" "BANITAﺗﻌد ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﺗﺳﻣﯾﺔ " ،1"HABANITAﻓرﻏم ﻛون اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾن اﻟﺗﺳﻣﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾس ﺗﺎﻣﺎ ،إﻻ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺳس ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر وﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ
ﺻورة اﻟﻐﻼف ﻣن ﺣﯾث اﻟرﺳوم واﻷﻟوان وﻛذا طرﯾﻘﺔ اﻟﻧطق ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
اﻟﻌﺎدي إﻟﻰ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ،ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧوع ﻣن اﻟﻌطور.
- 1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،اﻟﻔﺮع اﻟﺠﺰاﺋﻲ ،69/01/30 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ Ali HAROUN, op, cit, Annexe,
p.382
-2ﺳﻼﻣﻲ ﻣﯿﻠﻮد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .168
-3ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .591
129
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ،1ﻓﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻊ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻟدى اﻟﻣﺗﻬم ﺳوء ﻧﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻛل
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻧف ﺗﺟﺎرﺗﻪ واﻟﻣﻘﯾدة ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﻌﻼﻣﺎت.
وذﻫب رأي آﺧر إﻟﻰ أن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﺟب ﺗواﻓرﻩ ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ
أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻔﺎﻋل ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﺗﺳﺟﯾل
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟرأي ﻫو ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز
ﻟﻠﻔﺎﻋل إﺛﺑﺎت ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑﺈﺛﺑﺎﺗﻪ ﻋدم ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺳﺑق ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻟﻛن
ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋن ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر.2
وﻟﺗﻼﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﯾن ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ وﻗوع ﻓﻌل اﻟﺗزوﯾر ،أﻟزم اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﺧذ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ إذا ﺗم ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 12ﻓﻘرة 4ﻣن اﻟﻣرﺳوم 277-05اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت إﯾداع اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) 7اﻟﻔﻘرﺗﺎن 8و (9ﻣن
اﻷﻣر ، 06-03ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق
اﻷﺳﺑق".
-1ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻲ ﻋﺒﺎس ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ،262وﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .592
2
- Albert CHAVANNE, et Claudine SALOMON, op-cit, p68.
-3ﺳﻼﻣﻲ ﻣﯿﻠﻮد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .169
130
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻟم ﺗﻣﺎﻧﻊ ﺷرﻛﺔ " ﻛوﻛﺎ ﻛوﻻ " ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ "ﺑﯾﺑﺳﻲ ﻛوﻻ" ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
أن ﻟﻔظ ﻛﻠﻣﺔ "ﺑﯾﺑﺳﻲ" ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﺟوﻫرﯾﺎ وﻻ ﯾﺛﯾر اﻹﻟﺗﺑﺎس ﻣﻊ ﻛﻠﻣﺔ ﻛوﻛﺎ ﻛوﻻ ،ﻛﻣﺎ أن
ﺷﻛل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻷوﻟﻰ.1
وﻣن ﺟﻬﺗﻲ أﺳﺎﻧد اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﻫو رﻛن
ﻣﻔﺗرض ،ﻷﻧﻪ ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺟل
اﻟذي ﯾﺣوي اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣزﻣﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘم ﺑﻬذﻩ اﻟﺧطوة وﺑﺎدر
إﻟﻰ ﻗﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻋﺗﺑر ذﻟك ﺳوء ﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻘم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻗﺎم ﺑﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﺳوء اﻟﻧﯾﺔ واﺿﺣﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺗﺗم ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ﺑﺟﻧﺣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ أن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ أو ﻗرﯾﺑﺔ اﻟﺷﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ
ﺑﻌﻼﻣﺔ أﺧرى ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ أو ﺗﻣﯾﯾزﻫﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن ﻟﺑس أو
ﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﺿﻠل ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
-1ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ -اﻟﺠﺰء اﻷول أﺑﺤﺎث وآراء( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص
.175
-2ﻓﺮﺣﺔ زراوي ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .257
-3ﻓﺮﺣﺔ زراوي ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .258
131
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﯾﻌرف اﻟﺗﻘﻠﯾد أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﻧﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺷﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﺣﯾث
ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي أو ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻻ
ﯾﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ إﻧﻣﺎ ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣظﻬرﻫﺎ
اﻟﻌﺎم ،ﻛﺈدﺧﺎل ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻠون ،أو ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺻور ،أو اﻟرﺳم ،أو ﻓﻲ أﺣد
اﻟﺣروف....إﻟﺦ.1
وﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظري أرى أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻷﺧﯾر ﻫو أﻛﺛر ﺷرﺣﺎ ﻟﻣﻔﻬوم ﺟرم اﻟﺗﻘﻠﯾد
ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن ﻣﻔﻬوﻣﻲ ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ
وﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﺗزوﯾر
ﯾﻛﻣن اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻛل ﻣن اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻓﻲ أن اﻷول ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﻧﻘل اﻟﻛﻠﻲ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،أي اﺻطﻧﺎع ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ دون ﺗﻌدﯾل أو إﺿﺎﻓﺔ ،أﻣﺎ
اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﻬو ﺻﻧﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﻠﺑس وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﻣﻘﻠدة،
ﻓﺎﻟﻣﻘﻠد ﯾﺗﻌﻣد إﺿﺎﻓﺔ أﺷﯾﺎء طﻔﯾﻔﺔ أو إزاﻟﺔ أﺟزاء ﻏﯾر ﻣؤﺛرة ﺣﺗﻰ ﯾوﻫم اﻟﻐﯾر ﻋﻧد ﺿﺑطﻬﺎ
ﺑﺄن ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.2
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن اﻟﺗزوﯾر ﻫو اﻟﻧﻘل اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،أي أﺣد ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ
اﻟﻣﻣﯾزة وﻻ ﯾﻬم إن ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك إﺣداث ﺧﻠط أو ﻟﺑس ،أﻣﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﻬو اﺻطﻧﺎع
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﺗﻌﻣد إﺛﺎرة اﻹﻟﺗﺑﺎس ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن
ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة.3
132
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﺗﺧﺎذ اﻟرﻣوز اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ أو اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ أو ﻣﺣل طﻠب ﺗﺳﺟﯾل وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة
9ﻣن اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت.
وﻟﻌل ﻏرض اﻟﻣﺷرع ﻣن ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺟرم اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو إﺧﺿﺎع ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ وﻛل اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻧﻔس
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل رﻣوز ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ
ﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻐﯾر ﻫو إﺛﺎرة اﻟﻠﺑس ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﺳواء ﺑﺎﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد.1
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﺗزوﯾر ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ
ﺗﺗطﻠب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر إﺛﺑﺎت ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﻌل اﻟﺗزوﯾر ﻟﻌﻼﻣﺔ
ﻣﺳﺟﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﺷﺗرط أن ﺗﺗم ﺑﻘﺻد اﻟﻐش وﺧداع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ.2
وﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻔرق اﻟﺟوﻫري ﺑﯾن اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣزورة ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو ﺻﻧﻊ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺷﺑﻪ
ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﻊ وﺟود اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﺳﯾطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻛﺗﺷﺎف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر أﻗل ﺻﻌوﺑﺔ ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ،إذ أن ﻣرﺗﻛب ﻓﻌل اﻟﺗزوﯾر ﯾﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ
أو اﻷﺟزاء اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻧﻘﻼ ﺗﺎﻣﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣرﺗﻛب اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﺈﻧﻪ ﯾدﺧل ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣظﻬرﻫﺎ اﻟﻌﺎم.
وﻗد ﺗﺛور ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إن ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة أم ﻏﯾر ﻣﻘﻠدة ،وﺗﻌﺗﺑر
واﻗﻌﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻣن ﻋدﻣﻪ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﻗﺎﺋﻊ اﻟدﻋوى وﯾﺧﺗص ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع دون رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض طﺎﻟﻣﺎ ﻋﻠل ﻗ اررﻩ ﺑﻛﻔﺎﯾﺔ ووﺿوح ،3أو ﻛﻣﺎ
133
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻋﺑر ﻋﻧﻪ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺻري ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أﻗﯾم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺑرر اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻬﺎ.1
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،57-66ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﺳوى اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ،ﻓﺈن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻲ ﻋﺑر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗواﻓر ﻋﻧﺻرﯾن :اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﺻطﻧﺎع ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺟﻣﻬور إﻟﻰ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،واﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗواﻓر ﻧﯾﺔ ﺧداع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،أي أن اﻟﻣﻌﺗدي ﻗﺎم
ﺑﺗﻘﻠﯾد أو ﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋن ﻗﺻد ﻟﺗﻐﻠﯾط اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.2
أﻣﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﯾﻼﺣظ أن
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﺗزوﯾر ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن
أﺣﻛﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن ﻛﻣﺎ وﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻟم ﯾﺷﺗرط ﻗﺻدا ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﻣﺎ ،وﻛذﻟك ﻓﻌل
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺿﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺻري رﻗم ،2002-82ﻓرﻏم أﻧﻪ
ﻓرق ﺑﯾن اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد واﻋﺗﺑرﻫﻣﺎ ﺟرﯾﻣﺗﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﺗﯾن ،إﻻ أﻧﻪ ﺧﻠﻰ ﻣن اﺷﺗراط ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ
أو اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗطرق ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻔرع ﻟرﻛﻧﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ،وﻧﺑﯾن
ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻪ ﻣن اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي.
-1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،1954/02/04 ،رﻗﻢ ،331ﺳﻨﺔ 21ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن
ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .17
-2راﺷﺪي ﺳﻌﯿﺪة ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .225
134
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻌﺎم أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎدع ،1وﻟو ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزﺋﯾﺎت وﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن أن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ أو اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﻣرﺋﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﯾﺣدث أﺛرﻩ ﻟدى اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﻓﯾﻘﺎس اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ
اﻟﺻدى اﻟﺻوﺗﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻼﻣﺗﯾن أو اﻷﺛر اﻟﻣرﺋﻲ ﻟﻬﻣﺎ وﻣدى اﺣﺗﻣﺎل ﺣﺻول ﻟﺑس ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
وﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻣن اﻟﺧطﺄ ﻣﻧﺎظرة اﻟﺻورﺗﯾن ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﻟﺑﺣث أوﺟﻪ
اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑل ﺗﺟب اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺗﺎﺑﻊ واﻟﺗﻌﺎﻗب ،ﻓﺈذا ﺗرﻛت إﺣداﻫﻣﺎ
أﺛر ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻸﺛر اﻟذي ﺗﺗرﻛﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺧرى ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد ﺗﻘﻠﯾدا ،وﯾراﻋﻲ ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن أن ﯾﻛون اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻫو اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻌﺎدي ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص واﻻﻧﺗﺑﺎﻩ ،2وذﻟك ﻷن
ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾل ﺟﻣﻬور اﻟﻌﻣﻼء ،وﯾﻌد اﻟﻔﻌل ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،وﻟو ﻛﺎن ﻣن
اﻟﺳﻬل ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺟر اﻟﺟﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺟﺎل أن ﯾﻛﺷﻔﻪ ﻷن ﻫؤﻻء ﯾﻌدون ﻣن ذوي
اﻟﺧﺑرة.
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص ،أن ﯾﻛون ﺣرﯾﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻣن
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗري اﻟذي ﻻ ﯾﻛﺗرث ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻼ أﻫﻣﯾﺔ
ﻟﻪ ،وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ﻛﻣﻘﯾﺎس ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾد.
واﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﻠزم ﻓﯾﻪ اﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ
وﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑﻊ ﻓﻲ اﻟذﻫن ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻻ إﻟﻰ ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛب ﻣﻧﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾل
ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﺗوﺳطﻲ اﻟﺣرص ٕواﺣداث اﻟﻠﺑس واﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،3ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم واﺿﺣﺔ ،ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﻧﻛون أﻣﺎم
ﻓﻌل اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻷن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻫﻲ ﺑﺄوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ ﻻ ﺑﺄوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ،4ﻣﺎداﻣت
-1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،1966/12/15 ،رﻗﻢ ،178ﺳﻨﺔ 32ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن
ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .59
-2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،1968/06/20 ،رﻗﻢ ،495ﺳﻨﺔ 34ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن
ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .64
-3ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،1960/01/28 ،رﻗﻢ ،430ﺳﻨﺔ 25ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن
ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ( ،ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص .37
-4ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،1954/05/04 ،رﻗﻢ ،1297ﺳﻨﺔ 22ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن
ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ( ،ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص .21
135
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،وﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ روﻋﻲ أن
ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻣن ﺗﻔوﺗﻬم ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻔروق اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن.
وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد أن ﯾﻘﻊ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻓﻌﻼ ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون
ﻟﻠﺧﻠط أﺛر ﻣﺣﺗﻣل ﻓﻲ اﻟﺗظﻠﯾل ،وﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد اﺳﺗﺧدام ﺗﻌﻠﯾب أو ﺗﻐﻠﯾف ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟذﻟك اﻟذي
ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،أو وﺿﻊ ﻧﻔس اﻟﺷﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ ،أو طﺑﺎﻋﺔ
اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗﻘﺗرن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد ،ﻷن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ
وﻗﺗﯾﺔ ﺗﺗم ﺑﻣﺟرد ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻬﺎ ،واﻟذي
ﻫو ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻣرة.1
ورﻏم اﻟﻔوارق اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺗﻘﻠﯾد
ﺛﺎﺑت إذا ﻛﺎن ﻟﻬﻣﺎ ﻧﻔس اﻟﻣظﻬر إﺟﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ،ﺣﺗﻰ
إذا اﺧﺗﻠﻔت أﺛﻧﺎء اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،واﻟذي ﯾوﺟد اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻟﺧﻠط ﺑﯾن
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻫو أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻧﻔس اﻷﻟوان وﻧﻔس اﻟﺣروف وﻟو وﺟد اﺧﺗﻼف طﻔﯾف
ﻓﻲ اﻟﺗرﺗﯾب وﻧﻔس ﻧوع اﻹطﺎر ،واﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑدو اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻷول وﻫﻠﺔ
ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،أو ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺧدع اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد ﺣﺗﻰ وأن ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﺗﯾﻘظ ﺑل وﻟو
ﻛﺎن أﻣﯾﺎ أو ﻗﻠﯾل اﻟﺧﺑرة.2
واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺧدع ﺑﻪ اﻟﻌﻣﯾل ﻣﺗوﺳط اﻟﺣرص واﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﻟﯾس
اﻟﻌﻣﯾل اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﻔﻧﻲ ،وﻗد اﺳﺗﻘر اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺳﻬل ﻟﻛل
ﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﺳﺎطﺗﻪ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻣن أول ﻧظرة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻼ ﻣﺟﺎل
ﻟﻠﻘول ﺑوﺟود اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﺑل ﯾﺟب ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔﻌل ﺗﻘﻠﯾدا أن ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺗوﺳط
اﻟﺣرص واﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺟرد ﺷﺑﻪ ﺑﯾن
136
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﺑﻠﻎ أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻪ درﺟﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.1
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷرط اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي أﻗرﻩ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ﻟﻘﯾﺎم ﺟﻧﺣﺔ
اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو أن ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ إﺣداث ﻟﺑس وﺗﺿﻠﯾل ﻟدى ﺟﻣﻬور
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 9/7ﻣن اﻷﻣر ،06-03وﻛذا اﻟﻣﺎدة 1/113ﻣن ﻗﺎﻧون
2002-82اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﻣﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻗد ﺗرﻛت ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻠﺑس اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻪ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺻدر ﻗرار ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﺣرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،2اﻋﺗﺑر
ﺗﻘﻠﯾدا ﻛل ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟرﻣوز اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ واﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻼﻣﺗﯾن اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﻟﻠﺑس
ﺗﺳﻣﯾﺔ وﻧطﻘﺎ وﯾﺿﻠل اﻟﻌﻣﻼء )اﻟزﺑﺎﺋن( ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص طﺑﯾﻌﺔ وﺟودﻩ وﻣﺻدر اﻟﻣﻧﺗوج.
وﺗﺗﺟﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﺣﻛم وﺟد اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ ﺑﯾن
ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻛﺳﻛس اﻷﺻﻠﯾﺔ "طﺎوس" ﻣﺿﺎف ﻟﻬﺎ رﺳم طﺎﺋر ،واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة اﻟﺗﻲ أﺳﻣﺎﻫﺎ
ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ "طﺎووس" ﻋﻠﻰ اﺳم أﻣﻪ واﺧﺗﺎر ﻟﻬﺎ رﻣز اﻟﻘدر ،واﻟﺗﻲ أﺳﻣﺎﻫﺎ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﺳم أﻣﻪ،
وﺗم ﻗﺑول إﯾداع ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
وﻗد ذﻫب ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﺗﺳﺑﯾب ﻗرارﻫم ﻟوﺻف اﻷﻟوان ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
اﻷﻏﻠﻔﺔ واﻟﺗرزﯾﻣﺎت ،ﻹﺑراز اﻻﺧﺗﻼف ودون اﻟﺗطرق ﻟﻠﻧطق ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن،
ﻓوﺟدوا أن » « taosﻛﺎﺳم طﺎﺋر ﺗﺧﺗﻠف ﻋن » « taousﻛﺎﺳم ﻟﻸم ،وﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ "طﺎوس"
ﺗﻛﺗب ﺑواو واﺣد أﻣﺎ "طﺎووس" ﻓﺑواوﯾن ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻋﺗﺑرت أن ﻣﻛﻣن
اﻟﻠﺑس ﻫو ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻧطﻘﻪ اﻟذي ﯾوﻫم اﻟزﺑون ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻧد اﻗﺗﻧﺎﺋﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻘﻠد ﻓﻬو
ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻷﺻﻠﻲ.
-1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻘﺎھﺮة ،1955/2/28 ،ﻣﺸﺎر اﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .278
-2ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،رﻗﻢ ،404570ﻣﺆرخ ﻓﻲ ،2007/04/04ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻣﺠﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ
ﻣﻔﮭﻮم اﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻗﺮارات اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﺔ ،ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ ﺿﻮء
اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،2011/04/21 ،اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ص .01
137
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘرار اﻟﻣذﻛور وﺿﻊ ﻗﺎﻋدﺗﯾن ،أوﻻﻫﻣﺎ أن اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻠك ﻷول ﻣودع ﻟﻬﺎ ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻣن ﺗﻌرض ﻟﻔﻌل اﻟﺗﻘﻠﯾد طﻠب إﺑطﺎل
إﯾداع ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠق ﻟﺑس ﻣﻊ ﻋﻼﻣﺗﻪ.
وﻓﻲ ﻣﺛﺎل ﻟﻧزاع آﺧر ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺷرﻛﺔ "ﺻوﻓﺎن" ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻗﻼم ،وﺷرﻛﺔ "ﺑﯾك"
» « BICاﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﻗﻼم اﻟﺳﯾﺎﻟﺔ ،1اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ أﻧﻪ
ﯾﻌد ﺗﻘﻠﯾدا اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻣﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺄﻟوﻓﺔ
وﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺣداث اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ﻣﺻدر وﻧوﻋﯾﺔ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺗﻐﻠﯾط
اﻟزﺑون ،وذﻟك ﺑﻌد اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺧﺑرة ﻋﻠﻣﯾﺔ أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻣﻘﻠدة ﻟﺟودة اﻟﻘﻠم ﻹﯾﻬﺎم اﻟزﺑون ﺑﺄﻧﻪ ﻧﻔﺳﻪ.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى
وﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑوﻗوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺧﻠط
ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن واﻟﻌﺑرة ﺑﺄوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻻ ﺑﺄوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ،وﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص اﻋﺗﺑرت
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾ ﺎ 2أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺣﺎد اﻟﻘﺿﺎة واﺑﺗﻌدوا ﻋن اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣذﻛور وﻓﺗﺷوا ﻋن ﻧﻘﺎط
اﻻﺧﺗﻼف ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ،ﻋرﺿوا ﻗرارﻫم ﻟﻠﻧﻘض واﻹﺑطﺎل إذ ﯾﻌد ذﻟك دﻓﺎﻋﺎ ﻋن ﻋﻼﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻋﻼﻣﺔ أﺧرى ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﯾداع.
وﻓﻲ ﻧزاع اﺳﺗﻣر ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﺑﻣوﺟب دﻋوى ﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺷرﻛﺔ
"ﺟﯾرﻓﻲ داﻧون" اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ » « Danyﺿد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ " ﻣﺟﺑﻧﺔ اﻟﺑﻘرة اﻟظرﯾﻔﺔ "
اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ » « Danisﺗطﺎﻟب ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻔﺳﺦ إﯾداع ﻋﻼﻣﺔ » « Danisواﻷﻣر
اﻟﻔوري ﺑوﻗف اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻘﻠدة ﻟﻌﻼﻣﺗﻬﺎ » « Danyﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺗﻐﻠﯾط اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.
اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺻدﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء وﻫران ﻟطﻠب اﻟﻣدﻋﯾﺔ وأﺻدرت
ﺣﻛم ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2002/06/25أﻣرت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺳﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ووﻗف
اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﻬﺎ ،ﻣﻊ إﻟزام اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ " ﻣﺟﺑﻧﺔ اﻟﺑﻘرة اﻟظرﯾﻔﺔ " ﺑدﻓﻊ ﺗﻌوﯾض ﻧﻘدي
-1ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،رﻗﻢ ،282207ﻣﺆرخ ﻓﻲ ،2002/07/23ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﻋﺪد ﺧﺎص ،اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ ﺿﻮء
اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،2012 ،ص .44
- 2ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،رﻗﻢ ،571315ﻣﺆرخ ﻓﻲ ،2010/01/07ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .26
138
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﻣدﻋﯾﺔ "ﺟﯾرﻓﻲ داﻧون" ،وﻋﻠﻰ إﺛر اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺻدر ﻋن ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء
وﻫران اﻟﺣﻛم اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2004/03/27اﻟذي ﻗﺿﻰ ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﻪ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم ورﻓض
اﻟدﻋوى ،ﻫذا اﻟﻘرار ﻛﺎن ﻣﺣل ﻧﻘض ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2006/03/07
وﺑﻌد اﻟﻧﻘض واﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﺻل ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء وﻫران ﻣن ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،وأﺻدر
اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2008/01/27ﻗﺿﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ورﻓض
اﻟدﻋوى ﻟﻌدم اﻟﺗﺄﺳﯾس ،ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ ﺗﺳﺑﯾب اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘراءة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻛﻠﻣﺗﯾن وﻻ
ﺗﺷﺎﺑﻪ أو ﺗطﺎﺑق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻋﻠﻰ إﺛر اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺗﺿررة واﻟذي أﻛدت ﻓﯾﻪ
أﻧﻬﺎ اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ » « Danyوأن ﻋﻼﻣﺔ » « Danisﺗﻌﺗﺑر ﺗﻘﻠﯾدا
ﻟﻬﺎ ﻻﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذات اﻟﺣروف ﺗﻘرﯾﺑﺎ وﻟﻧﻔس طرﯾﻘﺔ اﻟﻧطق ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻘﻠدة اﻟﺗﻲ ﻓﺿﻠت اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ
ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﻔﻌل اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻟطﻠب اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﺎﻟﻛﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،واﻋﺗﺑرت
أن ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺎدوا ﻋن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وأدﺧﻠوا ﻋﻧﺎﺻر ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﺗﺟﺎري.1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ،ﻓﻘد ﺻدرت ﻋدة أﺣﻛﺎم ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺄن وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ "ﻛﺎﯾرو ﻛوﻻ"
ﻛوﻻ" » « CAIRO-COLAﻋﻠﻰ ﻣﺷروب ﻏﺎزي ،ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﻌﻼﻣﺔ "ﻛوﻛﺎ
» « COCA-COLAﻧظ ار ﻟﻠﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟواﺿﺢ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻧطق.2
وﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ أﺧرى أﻗر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ﺑﺄن ﻣﺟرد اﻹﺷﺗراك ﻓﻲ ﻣﻘطﻊ أو ﺟزء ﻻ
ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻧﺻر ﺗﺷﺎﺑﻪ ﯾﻛﻔﻲ ﻹﻟﻐﺎء اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
- 1ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،رﻗﻢ ،588439ﻣﺆرخ ﻓﻲ ،2010/01/07ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .43-42
-2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ،1949/05/11 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ،ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ
اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ -اﻟﺠﺰء اﻷول أﺑﺤﺎث وآراء( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .50
139
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
إذ ﻻ ﯾﻘﺻد اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺳن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻘطٕ ،واﻧﻣﺎ
ﯾﻬدف أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗﻼﻓﻲ وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻧﺗﺞ ﻻ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ
ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧﺗظرﻩ وﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺿرر ﻟﻪ وﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ.2
وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ،ﻓق ﺧﻠت اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،واﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺻري
2002-82اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻌداد اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﺷﺗراط ﺳوء
اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﻟذﻟك ﻓﻘد اﺧﺗﻠﻔت اﻵراء ﺑﺧﺻوص ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋل ﺷرطﺎ ﻣن ﺷروط
وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أم ﻻ ،ﻓذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ 4إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﻌﻼ ﻣﺟرﻣﺎ ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﺛﺑت ﻣن
-1ﻗﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻘﺎھﺮة ،اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،1955/11/29 ،رﻗﻢ ،141ﺳﻨﺔ 72ق ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ
ﻣﺆﻟﻒ ،ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ )ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ -اﻟﺠﺰء اﻷول أﺑﺤﺎث وآراء( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .59
-1ﻗﺮﻣﻮش ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .04
-3ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .281
-4ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻲ ﻋﺒﺎس ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ،340وأﯾﻀﺎ ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .592
140
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻗوﻋﻪ وﻟو اﻧﺗﻔﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺄن ﻛﺎن ﻣرﺗﻛﺑﻪ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻠﺑس ﺑﯾن
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن وﻟم ﯾﻘﺻد ﺗظﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ،واﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻫذا اﻟرأي ﻫو أﻧﻪ ﻣن
اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﺎﺟر أو ﺻﺎﻧﻊ أو ﻣﻘدم ﺧدﻣﺔ أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﯾز ذات اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻗﺑل اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻊ ﻋﻼﻣﺗﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺈن وﻗﻊ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﺿﻠل ﻓﻬو ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ.
ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرأي ﻫو أﻧﻪ ﻗد ﯾﺣدث ،وﻟو ﻧﺎدرا ،أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﺷﺎﺑﻪ
ﻏﯾر ﻣﻘﺻود ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﯾن ﺗﺟﺎرﯾﺗﯾن ﻣﻌدﺗﯾن ﻟﺗﻣﯾﯾز ذات اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ،ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن
إﻏﻔﺎل ﻫذﻩ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﻋدم إﻋطﺎء اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ٕواﺛﺑﺎت
ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ ،واﻟﻘول ﺑﺄن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد ﻗد أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ،ﻷن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺣري ﻣﻧوطﺔ
ﺑﺎﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ
ﺻﻧﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﺳﺟل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟذي
ﯾﺷﻣل اﻵﻻف ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم وﺟود ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫذا اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺳﯾﻣر
ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﺻﻲ ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺑل اﻋﺗﻣﺎدﻩ.1
ﻟذﻟك ﻓﺄﻧﺎ أﺷﺎطر اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺷرط ﯾﺟب ﺗوﻓرﻩ ﻟﺗﺟرﯾم ﻓﻌل
اﻟﺗﻘﻠﯾد ،2ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﻣﺗﺻور أن ﻧﺣﺎﺳب أﻓرادا ﻋن أﻓﻌﺎل ﻟم ﺗﺻدر ﻣﻧﻬم ﻋن رﻏﺑﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻓﻲ اﻹﺟرام واﻷذى ،ﻛﺄن ﯾﺟﻬل اﻟﻔﺎﻋل ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺗﻘﻠﯾد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎ ،ﺛم إن ﺣرﻣﺎن
ﻣرﺗﻛب اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻣن إﺛﺑﺎت ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﺣﻘوﻗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك وﺟب ﺗرك
اﻟﺳﺑﯾل ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻹﺛﺑﺎت ﺳﻼﻣﺔ ﻗﺻدﻩ وﺑراءة ﻧﯾﺗﻪ ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت
وﺣدﻩ ،وﻟﯾس اﻟﻣﺎﻟك اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ.
ﻓﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظري ﻫو ﻗرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠم اﻟﻐﯾر ﺑوﺟود اﻟﻌﻼﻣﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻘوﯾﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻛﺳﻲ ،وﯾﻘﻊ ﻋبء إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﺑﻌدم ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد
141
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﺈذا أﺛﺑت وﻗوع اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺎﺑﻊ ﺑﻬذا اﻟﺟرم ،وﻫذا
ﺑﺧﻼف اﻟﺗزوﯾر اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻣﺟرد ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي دون اﺷﺗراط ﺛﺑوت ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن واﻗﻌﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر ﻛطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
واﻟﺷﻛل واﻷﻟوان ﻗرﯾﻧﺔ ﺟدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﻠد ،ﻷن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺣض اﻟﺻدﻓﺔ ،إﻻ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻣﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺗﯾن ﺑﺳﯾطﺔ ﺟدا ﺑﺣﯾث
ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ دون ﻗﺻد اﻟﺗﻘﻠﯾد.
ﻓﻔﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﺟب ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣﺗﻬم أن ﯾﻛون ﺳﻲء اﻟﻧﯾﺔ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗواﻓر ﻗﺻد
اﻟﻐش وﺗﻌﻣد إﺣداث اﻟﻠﺑس ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﻓﻼ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻘﺎب ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺣق
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﻟطﻠب اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻣﻧﻊ اﺳﺗﻣرار اﻟﻠﺑس ،واﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر إن وﺟد.
وﻗد ﺻدر ﺣﻛم ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛﺎة ﺗﺗم ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾن اﻷﺻل واﻟﺗﻘﻠﯾد وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﺧﻠو اﻟﺣﻛم ﻣن وﺻف اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ،
واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ،وﻣن ﺑﯾﺎن أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻟﺗطﺎﺑق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،واﺳﺗﻧﺎدﻩ ﻓﻲ ﺛﺑوت ﺗواﻓر اﻟﺗﻘﻠﯾد
ﻋﻠﻰ ﻣراﺳﻠﺔ إدارة اﻟﻌﻼﻣﺎت ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﺎﻟﻘﺻور ،ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ إﻧﻣﺎ
ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺛﺑوت اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟدﻟﯾل اﻟذي ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﻪ وﺣدﻩ وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾؤﺳس
ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ رأى ﻏﯾرﻩ.1
-1طﻌﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،رﻗﻢ 413ﻟﺴﻨﺔ 72ق ،ﺟﻠﺴﺔ ،1957/6/3ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ
ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .282
142
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣرﯾف ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻐﯾر ووﺿﻌﻬﺎ ﺑﺻورة ﻏﯾر
ﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺷﺄن ﻣﺻدر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ، 1وﻗد
اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت 57-66ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/28ﻣﻧﻪ ،أن اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر
ﻓﻌل ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻷﻣر .06-03
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة
113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،اﻟﻣﺻري ﺑﻘوﻟﻬﺎ " ...ﻛل ﻣن اﺳﺗﻌﻣل ﺑﺳوء
اﻟﻘﺻد ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة "...
وﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة ،وﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ أﻏﻠب
اﻟﺟراﺋم ،ﺗوﻓر اﻟرﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي.
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ،ﻟذﻟك ﯾﺟب
وﺟود ﺗزوﯾر أو ﺗﻘﻠﯾد ﺳﺎﺑق ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي ارﺗﻛب ﻫذا
اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ﻓﻘد ﯾﻛون ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺳﺗﻌﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ أو اﻟﻐﯾر.2
وﻗد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻟﻔﻘرﺗﯾن 2و 3ﻣن اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت
ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﺧول ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﻐﯾر ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺗﻪ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺎ دون ﺗرﺧﯾص ﻣﺳﺑق ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ
ﺳﺟﻠت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻪ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛل ﻣن اﺳﺗﻌﻣل ﻟﻐرض ﺗﺟﺎري ﻋﻼﻣﺔ
اﺳﻣﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﺣدث ﻟﺑﺳﺎ ﺑﯾن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ دون ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﺎﻟك.
143
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
دون اﺷﺗراط أن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻌﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة ﻫو ذات اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻗﺎم
ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ أو ﺗزوﯾرﻫﺎٕ ،1وان ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب أن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻫو ﻣن
ﯾﻘوم ﻓﻌﻼ ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ أو ﺗزوﯾرﻫﺎ ،واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻫو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي
ﯾﻬدف ﻣن وراﺋﻪ ﺗداول اﻟﺳﻠﻌﺔ ،2وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻼﺣﻘﺔ ﻛل اﻷﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة أو اﻟﻣﺷﺑﻬﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻘوﻣوا ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ .إذ ﯾﻌد ﻓﻌل اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟرﯾﻣﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن.3
وﯾﺗﺻور اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة ﻣن ﺷﺧص أﺧر ﻏﯾر ﻣرﺗﻛب ﻓﻌل
اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷراء ﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﺑﻪ ﻋﻼﻣﺎت ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة وﯾﺳﺗﻣر
اﻟﻣﺷﺗرى اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت رﻏم ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة.4
ﻓﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ – وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ -ﯾﺗوﻓر ﺣﯾن ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ
ﺷﺧص ﯾﻘوم ﺑﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻫذا
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻔﻌل اﻹﺟراﻣﻲ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﻓﻌل اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣذﻛورة.
وﻏﻧﻰ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن أن ﺳﺑب اﻟﺗﺟرﯾم ﯾﻌود إﻟﻰ أن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟوﺻول
إﻟﻰ ذات اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوء اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻟدﯾﻬم
ﺑﺗطﺎﺑق اﻟﻣﻧﺷﺄﺗﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺗﯾن أو ﺑﺄن أﺣداﻫﻣﺎ ﻓرع ﻟﻸﺧرى.5
وﻟﺗواﻓر اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻻ ﯾﻬم أن ﺗوﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻛﺄن ﺗوﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ
1
-Yann Basire, les fonctions de la marque, essai sur la cohérence du régime juridique d’un
signe distinctif, thèse pour l’obtention du grade de docteur en droit, université de
Strasbourg, 06/12/2011, p 212.
-2راﺷﺪي ﺳﻌﯿﺪة ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .226
-3ﺣﻤﺎدي زوﺑﯿﺮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .194
-4ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﯿﻮﻣﻲ ﺣﺠﺎزي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 291
-5ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﺳﻒ ﻏﻨﺎﯾﻢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .44
144
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
واﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣل أو ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﻔﺔ أو اﻟﻔواﺗﯾر ،أو ﻓﻲ اﻹﻋﻼﻧﺎت أو اﻟﻧﺷرات اﻟﺗﻲ ﺗوزع ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻣﻼء ﻟﻺﻋﻼن ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة.1
وﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾ ﺔ 2ﺑﺄن اﻟﻔﻌل ﯾﻛون ﺟرﯾﻣﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ﻣﺗﻰ وﺿﻊ اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ واﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣل إﻋﻼﻧﺎت ﻋن
ﻣﻧﺗﺟﺎت طﺑﯾﺔ ذات ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة وﺑﺳﻌر ﻣﺧﻔض ،ﻓﻼ ﯾﻬم إذا ﻟﺗﻛوﯾن ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑل ﯾﻛﻔﻲ وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ارﺗﺑﺎط ﻫذا
اﻟﻔﻌل ﺑﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻣﻧﺗﺞ آﺧر.
-1طﻌﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ،رﻗﻢ ،1279ﺳﻨﺔ 14ق )ﺟﻨﺎﺋﻲ( ،ﺟﻠﺴﺔ ،1944/12/11ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ
ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ وﻧﻮري ﺟﻤﻮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .664
-2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ،1909/02/15 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﯿﻮﻣﻲ ﺣﺠﺎزي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ،
ص .292
-3اﻟﻤﺎدة 2/1/113ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﻤﺎﯾﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻤﺼﺮي ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-4ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﺳﻒ ﻏﻨﺎﯾﻢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .46
-5ﺑﻮﺷﻌﯿﺐ اﻟﺒﻮﻋﻤﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .16
145
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻫو اﻟﻣﻔﺗرض وﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻋﻲ إﺛﺑﺎت ﺳوء ﻗﺻد ﻣﺳﺗﻌﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ.1
ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺿﻌون ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم
أو ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺗﺟﺎرﺗﻬم ﺑﺳوء ﻗﺻد ،ﻋﻼﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك ﻟﻐﯾرﻫم وذﻟك ﻗﺻد ﺧداع
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
وﺗﻌد ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻏﺗﺻﺎب ﻣن أﺧطر اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗطﻠب
ﻣﺟﻬودا ،ﻓﯾﻛﻔﻲ اﻟﻣﻐﺗﺻب ﻧﻘل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ووﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة ،أو ﻧزع
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ووﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺻﻌب ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻧﺗﺞ
اﻟﻣﻘﻠد ﻷن اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻟﻛن اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻟﯾس ﻫو ﻧﻔﺳﻪ.
وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﻟﻛوﻧﻬﺎ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت
ﻏﯾر ﺻﺎدرة ﻋن ﺻﺎﺣب ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،2ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻟﻛن ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر
ﻷﺟل ﺗﻣﯾﯾز ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺧﻼف اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.3
ﯾﺗﻣﺛل اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ واﻗﻌﺔ وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﻓﻬو اﻟﻔﻌل اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺗﻔﺗرض ﺟرﯾﻣﺔ اﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﯾﺎم ﺷﺧص ﺑوﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻐﯾرﻩ
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟم ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ ،ﻛﺄن ﯾﻧزع اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو اﻟﻣﺧﺗوم ﺑﻬﺎ وﯾﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺑﺿﺎﺋﻌﻪ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻹﯾﻬﺎم ﺟﻣﻬور اﻟﻌﻣﻼء ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.4
146
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﯾﺟب أن ﺗﺗم ﺟرﯾﻣﺔ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻟﻐرض ﺗﺟﺎري ،وﺗﻘﻊ ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣلء اﻟﻔوارغ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﻣﺛل ﻣلء اﻟزﺟﺎﺟﺎت
واﻷﻛﯾﺎس أو اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻣﯾزة ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺑﻣواد أو ﺳﻠﻊ
أﺧرى ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟذﻟك ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
1
ﻋﺎدة ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣلء أو اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ.
وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 3/1/113ﻣن ﻗﺎﻧون
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،2002-82ﻓﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻌﺎﻗب ....ﻛل ﻣن وﺿﻊ
ﺑﺳوء ﻗﺻد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻐﯾرﻩ وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟرﯾﻣﺔ
اﻏﺗﺻﺎب ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻐﯾر"
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﻧص ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺿﻌون ﻋن طرﯾق اﻟﺗدﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم أو ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺗﺟﺎرﺗﻬم ﻋﻼﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك ﻟﻠﻐﯾر ،2وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﺑوﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ أﺻﻠﯾﺔ وﻟﯾﺳت
ﻣﻘﻠدة ﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑدون وﺟﻪ ﺣق ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر ﺻﺎدرة ﻣن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻷﺻﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟراﻫن وﺑﻣﺎ أن اﻟﻧص ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻔﻌل
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻌﺎﻗﺑﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﻣس ﺑﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ.3
وﻟﻘد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ 4أن ﻣﺟرد ﺗﻌﺑﺋﺔ زﺟﺎﺟﺎت ﻛوﻛﺎ ﻛوﻻ اﻟﻔﺎرﻏﺔ
ﺑﻣﯾﺎﻩ ﻏﺎزﯾﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر أﺧرى وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ أو ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾطﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻷن
ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻣﻘﺻد اﻟﻣﺷرع اﻟذي أراد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﺣدودﻫﺎ
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،وﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﻛل ﺗﺿﻠﯾل.
وﯾﻣﻛن ﺗﺻور اﻻﻏﺗﺻﺎب أﯾﺿﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧدﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ وذﻟك
ﺑﻧزع اﻟﺷﻌﺎر اﻟذي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻟﺻﻘﻪ ﺑﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ،ﻛﺄﻧﻪ ﯾﻘوم ﺷﺧص ﺑﺻﻧﻊ دراﺟﺔ أو
147
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺣطﺎم دراﺟﺔ أو ﺳﯾﺎرة ﻗدﯾﻣﺔ ،وﯾﻠﺻق ﺑﻣﺎ ﯾﺻﻧﻌﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺗﻧﺳب اﻟﺳﻠﻌﺔ إﻟﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻷﺻﻠﯾﺔ.1
وﻟﻛﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺟرﯾﻣﺔ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻧوع أو ﻣن ﻧوﻋﯾن ﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻘﻊ اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻟدى اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺗﻘﻊ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﺧدم ﺷﺧص زﺟﺎﺟﺎت
ﻓﺎرﻏﺔ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻐﺎزﯾﺔ ﻟﻣﻸﻫﺎ ﺑزﯾت اﻟزﯾﺗون ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻور ﺣﺻول اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺷﺗري وذﻟك ﻟﻼﺧﺗﻼف اﻟواﺿﺢ ﺑﯾن
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ.2
ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺣﯾﺎزة اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﺑﻘﺻد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻛﺄن ﯾﻣﻸ
ﺷﺧص زﺟﺎﺟﺎت ﻓﺎرﻏﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎص ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎزة
ﺑﻐرض اﻟﺑﯾﻊ وﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ﺳواء ﻋن طرﯾق ﻋرﺿﻬﺎ أو وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎزن ﺗﻣﻬﯾدا
ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻊ إذا ﻣﺎ ﺛﺑت رﺿﺎ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑذﻟك اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن
اﻟﻐﯾر.3
وﻟﺗواﻓر أرﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺑﯾﻊ أو ﯾﻌرض أو
ﯾﺣوز ﺳﻠﻌﺎ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ ،وﯾﻔﺗرض داﺋﻣﺎ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أو
اﻟﻌﺎرض أو اﻟﺣﺎﺋز ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ.
148
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﯾﻘﻊ ﻋبء إﺛﺑﺎت ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ،وﻫو ﯾﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻘراﺋن
اﻷﺣوال ﻣﺛل وﺟود ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟزﺟﺎﺟﺎت اﻟﻔﺎرﻏﺔ أو اﻷﻛﯾﺎس اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺎزن اﻟﺗﺎﺟر ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ ،ووﺟود اﻟﻣﺻﻧﻊ اﻟذي ﺗﺗﻣﯾز ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﺷﻬرة اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ،وﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ﺑﺄﺛﻣﺎن ﻣﺧﻔﺿﺔ ،أو ﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو
اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ،ﻓﻛل ﻫذﻩ ﻗراﺋن ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﻬﺎ إﺛﺑﺎت ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،وﺑﻣﺎ أن ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺧﻠﻰ ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 26ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻧﺣﺔ
ﺗواﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻘﺻد ،ﻓﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻟﯾﺳت ﺗﺣت
ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻛوﺿﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ زﺟﺎﺟﺎت أو ﻓﻲ ﻋﻠب ﺗﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ،
ﻓﻼ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ إﺛﺑﺎت أن ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل ﻛﺎن ﯾﻬدف ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﺻرف
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،1ﻛﻣﺎ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻛﺷف ﺳوء
اﻟﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔﺎﻋل.2
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﻌدم اﺷﺗراط اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻏﺗﺻﺎب
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،أرى ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻣﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﯾﺟب إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻣن طرف
اﻟﻣدﻋﻲ ،أو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل ،ذﻟك أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣرﺗﻛب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ وﯾﺟﻬل أن اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﺛل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻫو ﻣن ﻗﺎم ﺑوﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ﻛﺄن ﯾﻛون
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫو ﺗﺎﺟر اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟذي ورد ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻟﺗﺎﺟر اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻟﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻌﻬﺎ دون ﻋﻠﻣﻪ
ﺑﺎﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،أو ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺧﺎزن اﻟذي ﯾﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺎزﻧﻪ ﻟﻔﺎﺋدة ﺗﺎﺟر آﺧر وﻻ
ﯾﻌﻠم ﻣﺻدر ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ.
149
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺳﺎدس :ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ
وﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ
اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻌﺎرض أو اﻟﺣﺎﺋز ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة أو
اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻐﺗﺻﺑﺔ ﻫو اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻔﻌل اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد أو اﻻﻏﺗﺻﺎب أم ﻻ ،وﻗد ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎدة 4/1/113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ﺑﻘوﻟﻬﺎ
" ...ﻛل ﻣن ﺑﺎع أو ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﻟﻠﺗداول أو ﺣﺎز ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺗداول ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣوﺿوﻋﺔ ﺑﻐﯾر ﺣق ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك"
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ ، 1ﻟم ﯾﻧص اﻷﻣر 06-03اﻟذي ﺗﺿﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﺟراﺋم ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة 26ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﻌل ﻣن ﯾﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻻﺳﺗﺋﺛﺎرﯾﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ.
وﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي
واﻟﻣﻌﻧوي.
وﯾﺗﺣﻘق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻣﺎ ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺑﯾﻊ أو ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ أو
اﻟﺗداول أو ﺣﯾﺎزة ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣوﺿوﻋﺔ
ﺑﻐﯾر ﺣق ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك ،أو أن ﯾﻘدم أو ﯾﻌرض ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﺗﺣت ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة
أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﺑﻐﯾر ﺣق ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك.2
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌرض وﺿﻊ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة أو اﻟﻣﻐﺗﺻﺑﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺗﺟر أو ﺑﺎﻟﻣﺧﺎزن ﺑﻐرض ﺑﯾﻌﻬﺎ ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻌﺎرض أو
اﻟﺣﺎﺋز ﻗﺎم ﺑﺗزوﯾر أو ﺗﻘﻠﯾد أو اﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ أم ﻻ.3
-1ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 3/82ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 57-66اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻣﺎت اﻟﻤﺼﻨﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺒﯿﻊ أو
ﯾﻌﺮض ﻟﻠﺒﯿﻊ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻣﻨﺘﺠﺎ واﺣﺪا أو ﻋﺪة ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﻠﺒﺴﺔ ﺑﻌﻼﻣﺎت ﻣﻘﻠﺪة أو ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﺪﻟﯿﺲ.
-2ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺪﻓﻮر اﻟﻤﮭﯿﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .297
-3ﯾﺎﺳﺮ ﺳﯿﺪ اﻟﺤﺪﯾﺪي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .299
150
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻗﻌﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﺣت ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة أو ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ،
ﺳواء ﺣﻘق اﻟﺑﺎﺋﻊ أرﺑﺎﺣﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ أو ﻟم ﯾﺣﻘق ،وﺳواء ﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن اﻟﺳﻌر
اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أم أﻛﺛر ،وﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻣﻧﺗﺟﺔ أو ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﺳﺗوردة ﻣن اﻟﺧﺎرج ،وﺳواء ﯾراد ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ داﺧل
اﻹﻗﻠﯾم أو ﺗﺻدﯾرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.1
وﻟم ﯾﺗطرق اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة واﻟﺗﻲ اﻧﺗﺷرت ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،إﻻ أﻧﻪ ﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﺟﻣﺎرك ،10-98وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2/22ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺣﺿر ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد ،وﺗﺧﺿﻊ إﻟﻰ
اﻟﻣﺻﺎدرة اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣزﯾﻔﺔ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗزﯾﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ
اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة.
وﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﻗوع ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﯾﺳت
ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﺑذات ﺟودة اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو
ﺣﺗﻰ أﻓﺿل ﻣﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوي أن ﯾﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﻣرة واﺣدة أو ﻋدة ﻣرات ،وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة
ﺗﻌﺗﺑر ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺗﻛررة ﺟرﯾﻣﺔ واﺣدة ﻣﺳﺗﻣرة ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺗﻛب ﺑﻘﺻد ﺟﻧﺎﺋﻲ واﺣد.
ﻛذﻟك ﻓﺈن ﻋرض ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻟﺗداول أو ﻋرض ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن
ﺗﻌرض ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺄﺧذ ﻧﻔس ﺣﻛم اﻟﺑﯾﻊ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك إرﺳﺎل ﺻور وﻋﯾﻧﺎت
ﻟﻠﻌﻣﻼء ﻹظﻬﺎر ﻣزاﯾﺎ ﻫذﻩ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻋن طرﯾق اﻟﻬﺑﺔ ﻻ ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻛذﻟك ﺣﯾﺎزة اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﻘﺻد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎزة ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ.
وﺻورﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟذي ﻋﺑر ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﻌﻠم
اﻟﻔﺎﻋل ،وﻣؤدي ذﻟك أﻧﻪ ﻻﺑد وأن ﯾﻛون اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺑﯾﻊ أو ﯾﻌرض أو ﯾﺣوز ﺳﻠﻌﺎ
ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت ﻣزورة أو ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ ،وﯾﻔﺗرض داﺋﻣﺎ ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻌﺎرض أو اﻟﺣﺎﺋز
ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ أن ﯾﺛﺑت اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻛس ذﻟك ،وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺳﺗظﻬر
151
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ -ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗواﻓر رﻛن اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد -ﺗواﻓر ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ وﻗﯾﺎم رﻛن اﻟﻌﻠم
ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ٕواﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﯾﻪ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻗﺿت إﺣدى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺻرﯾﺔ 1ﺑﺄن
ﻛل ﻣن ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣﻘﻠدة وﻛﺎن ﯾﻌﻠم ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺋوﻻ ﻋﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﻘﻠد ،ﻷن ﺣق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣق ﻋﺎم ﯾﺑﺎﺷرﻩ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻛﺎﻓﺔ.
وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﻔﻲ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗوﻟﻪ أﻧﻪ ﻟﯾس اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﺑﺿﺎﻋﺔ،
ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺧص اﻟﻐﯾر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﻌول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ
ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ،ذﻟك أن ﺣﯾﺎزة اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ ﺗﻌد ﻓﻌﻼ ﻣﻌﺎﻗﺑﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺣﺎﺋز
ﻫو اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﺑﺿﺎﻋﺔ أم وﻛﯾﻼ ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ ،ﻓﻣن ﺗوﺟد ﻟدﯾﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة وﯾﺣوزﻫﺎ ﺣﯾﺎزة ﻋﺎرﺿﺔ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻌﻘﺎب وﻟن ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ دﻓﻌﻪ
اﻟﻣذﻛور.
واﻷﺻل ﻫو اﻓﺗراض ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﺣﺎﺋز أو اﻟﻌﺎرض وﻋﻠﻰ ﻣدﻋﻲ ﺧﻼف ذﻟك
أن ﯾﺛﺑت ﻋﻛس ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻘﺎﻫرة 2ﺑﺄن ﻣن ﯾﺑﯾﻊ أو
ﯾﻌرض ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﻟﻠﺗداول ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة ﻻ ﯾؤاﺧذ إﻻ إذا ﻋﻠم ﺑﻬذا اﻟﺗﻘﻠﯾد،
وﻋﻠﻰ ﻣدﻋﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد إﺛﺑﺎﺗﻪ ،ﻓﻣﺗﻰ ﺗﻣﺳك اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺗﺎﺟر اﺷﺗرى اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة وﻫو ﯾﺟﻬل ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ ،ﯾﻌزز ذﻟك ﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن ﺑﯾﺎن ﯾؤﯾد
أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺟﻠﺔ -وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟم ﺗﺳﺟل -وﻟم ﯾﻘدم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة أي دﻟﯾل ﻋﻠﻰ
ﻋﻠم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﺑﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ إﻻ ﻣﺎ ﻧﺳﺑﻪ إﻟﯾﻪ ﻣن أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌرض ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻣن
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة ﻓﻲ واﺟﻬﺔ ﻣﺣﻠﻪ ،ﻓﻠﯾس ﻓﻲ ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﯾد ﺳوء ﻧﯾﺗﻪ وﻟم ﯾﺛﺑت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﯾن ﻫذا اﻟﺗﺎﺟر واﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﻗوع ﺧطﺄ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﺎﺟر-
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف -ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة.
3
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﯾﺳﺗﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻧﺻﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 26و 32ﻣن اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻟﻠﻘول ﺑﻌدم اﺷﺗراط اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻠم
-1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺴﯿﺪة اﻟﺠﺰﺋﯿﺔ ،1934/03/25 ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺳﻤﯿﺮ ﻓﺮﻧﺎن ﺑﺎﻟﻲ وﻧﻮري ﺟﻤﻮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .660
-2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻘﺎھﺮة ،اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،ﺟﻠﺴﺔ ،1956/06/12ﻟﺴﻨﺔ 73ق ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ
ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﺳﻒ ﻏﻨﺎﯾﻢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .52
-3ﻓﺮﺣﺔ زراوي ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .272
152
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣوز أو ﯾﻌرض أو ﯾﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺎ أو ﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو
ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ ،ﻓﯾﻛﻔﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻌرض أو ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة أو ﻣﻐﺗﺻﺑﺔ
ﺣﺗﻰ ﺗﺗم ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ﺑﺎﻟﺟرم ،وذﻟك ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻋﻠﻣﻪ اﻟﻣﺳﺑق ﺑﺗزوﯾر أو ﺗﻘﻠﯾد ﺗﻠك
اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ،وذﻟك ﺑﺧﻼف ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ 57-66اﻟذي اﺷﺗرط اﻟﻌﻠم
اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 3/28ﻣﻧﻪ ،وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ،
واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ واﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ...إﻟﺦ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط ﺿرورة اﻟﻌﻠم
ﺑﺄن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻗد ﺷﺎﺑﻬﺎ اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﻐﺻب أو اﻟﺗﻘﻠﯾد.1
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ أدرﺟﻬﺎ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن إطﺎر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟواﺳﻊ ،ﺗﺿﻣن اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت وﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري 2002-82ﺟراﺋم أﺧرى
ﺗﻣس أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻓﻧﺻت اﻟﻣﺎدة /33أوﻻ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺿﻌوا ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﻬم وﺧدﻣﺎﺗﻬم ﻋﻼﻣﺔ واﻟذﯾن ﺗﻌﻣدوا ﺑﯾﻊ
أو ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت أو ﻗدﻣوا ﺧدﻣﺎت ﻻ ﺗﺣﻣل أﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 3ﻣن
ذات اﻷﻣر.
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋرض أو ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ،
ﻓﻘد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﺗواﻓر اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻣﺻطﻠﺢ "ﺗﻌﻣدوا" ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة.
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة /33ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ،واﻟﻣﺎدة 3/114ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺣﺔ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻟم ﺗﺳﺟل أو ﻟم ﯾطﻠب ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 4ﻣن اﻷﻣر 06-03ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
إﻟﻰ ﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،2وﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗوﻓر اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﻋرض ﺳﻠﻌﺔ ﻟم ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل.
1
- Albert Chavanne, Jean-Jacques Burst, op, cit, p 738
-2ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﯿﻮﻣﻲ ﺣﺠﺎزي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .304
153
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻲ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري،
وﻛذا اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،أﻓرد ﻧﺻوﺻﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدا وﻓق ﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺗطرق
إﻟﯾﻪ ﺑﺈﺳﻬﺎب ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أدرج ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺿﻣن ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﺣد ،ووﺿﻊ ﻛل ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ واﺣد ﻫو ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﺧﻼف ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟذي ﻛﺎن ﻗد ﺗﻌرض ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى ،وﻛﺎن اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺗﻘﺳﯾم
ٕواﻓراد ﻧص ﺧﺎص ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن إﺧﺿﺎع
ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم ﻟﺻورة واﺣدة ﻫﻲ ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺑﺎس اﻷﻣر ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون
ﻛﺎﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﺑﺎﺣث اﻟذﯾن ﺣﻠوا ﻣﺣل اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺷرح وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
وﻛذا ﻣﻌرﻓﺔ ﻧﯾﺗﻪ واﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﺟراﺋم وﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﺑدل اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺻورﻩ ﻋﻘوﺑﺎت أﺻﻠﯾﺔ و أﺧرى ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ،
وﻗد اﺧﺗﻠف ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻫﺗﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻣن
اﻷﺟدر اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري.
وﻗﺑل اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻧﺗطرق إﻟﻰ إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻓق ﻛل
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
وﺗﺷﻣل ﺷروط اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟرﻓﻊ اﻟدﻋوى واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺷروط اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص
ﻟم ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺷروطﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﺟراء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺧﺻوص اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺳواء ﺿﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت أو ﺿﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻣﺻري اﻟذي ﻟم ﯾﻧص ﺿﻣن أﺣﻛﺎم
ﻗﺎﻧون 2000-82اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻓﻠم ﯾﺷﺗرط ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﺣرﯾك
154
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺗم وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﺷﻛوى ﺗﻘدم ﻣن طرف ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ أو ﻣﺳﺗﻐﻠﻬﺎ ﺑﻣوﺟب
ﺗرﺧﯾص ﻣﻧﻪ ،أو ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺑﺎﺷر ،اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور ،اﻟﺗﻠﺑس أو اﻟﺗﺣﻘﯾق.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﺗطﺑق ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ
ﯾﻧﻌﻘد ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ذات اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣﺎ
ﻋدا ﻣﺎ اﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻧص ﺧﺎص ،وﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ 1ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺗﺷﻛل ﺟﻧﺣﺔ وﻓق ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟذي ﺗﻌد ﻗواﻋدﻩ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣواد
2
ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ وﻓق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺣل ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أي ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎن ارﺗﻛﺎب ﻓﻌل اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ،أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ أﺣد اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن أو ﺷرﻛﺎﺋﻬم ،أو ﻣﺣل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬم.3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺻﺣﺎب اﻟﺣق ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﺳﺑق اﻟﻘول أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ
ﻟدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻓﺈذا ﺗوﻓر ﻫذا اﻟﺷرط أﺻﺑﺢ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺟرم ﻗﺎﻧوﻧﺎ
وﺧﺿﻌت ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل
اﻟذي ﯾﻌد واﻗﻌﺔ ﻛﺎﺷﻔﺔ ﻟﻠﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ.4
وﺗﺳري اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ
أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘﺎب إذا ﻟم ﯾﺗﺣﺻل ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ﻋﻠﻰ
-1اﻟﻤﺎدة 328ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 155-66اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
،1966/06/08ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد ،48ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .1966/06/10
-2ﺣﻤﺎدي زوﺑﯿﺮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .205
-3اﻟﻤﺎدة 329ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 155-66اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-4ﺣﻤﺎدي زوﺑﯿﺮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .208
155
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻛﺳب ،ﺑل ﯾﻌﺎﻗب ﺳواء ﺗﻌرض ﻟﻠرﺑﺢ أو ﻟﻠﺧﺳﺎرة ،وﺳواء ﺗم اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﻛل أو
ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ.
وﺗﺗم ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء ﻣن طرف ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد
ﻣن ﺣق اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل ،أو ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ دون ﺳواﻩ أن ﯾﺑﺎﺷر إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻟﺷﻛوى أو اﻻدﻋﺎء اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب
اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﺑﺎﺷرة ﻫذا اﻟﺣق إذا اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺎﻟك وذﻟك ﺑﻌد إﻋذار ﻫذا
اﻷﺧﯾر ،1وﻫذا ﺑﺧﻼف دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻛل ﻣﺗﺿرر رﻓﻌﻬﺎ وﻟو
ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﺎﻟك اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ.2
وﯾﻠﺗﻣس ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﻌﺗدي ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض
ﻣن ﺟراء ﻫذا اﻻﻋﺗداء ،ﻓﺈذا ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺢ ﺑﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم ﻟﯾس ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ أن ﯾﺗﺣﺻل
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ،إﻻ أن ﺣﻛم اﻟﺑراءة ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺳﻠوك دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض.
وﯾﺳﺗﻔﯾد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة ﺳرﯾﺎن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺣددة
وﻓق اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﻣﺻري واﻟﺟزاﺋري ﺑﻌﺷر ﺳﻧوات ،ﻓﺈذا اﻧﻘﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣدة دون ﺗﺟدﯾدﻫﺎ
ﯾﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ.
156
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﺣرﯾك وﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ
ﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺣق اﻟﻌﺎم 1واﻷﻣﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﯾﺟوز ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﺣرﯾك
اﻟدﻋوى ﻣﺗﻰ ﺗﺑﯾن ﻟﻬﺎ أن ﻫذا اﻹﺟراء ﺿروري ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﻘوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗوﻟﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة
ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور ﻋﻠﻣﻬﺎ ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ إﺟراءات ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻐش اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،وﺗﻠﺗزم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿد ﺟراﺋم اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة 3ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟوﻗﺎﺋﻊ
و إﻻ ﺗﻘﺎدﻣت ﻟﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺷﻛل ﺟﻧﺣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻣرة.
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻓﺈن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻫﻲ أو ﻗﺎم ﺑﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻘوﺑﺎت اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﻧظ ار ﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﻓﻌل اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أو ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﻼزم أن ﺗﺗﺻدى ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ
ﺗﻔﺎﻗﻣت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧرج ﻋن ﻧطﺎق اﻟﺳﯾطرة ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻣس ﺣﺗﻰ اﻟﻣواد
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻣواطن ﻛﺎﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ واﻷدوﯾﺔ
وﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺗﺟﻣﯾل اﻟﺗﻲ ﺷﻛﻠت ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ 2% 50ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺳﻧوﯾﺎ ﺗﻠﺗﻬﺎ
اﻷﻟﺑﺳﺔ واﻷﺣذﯾﺔ ،وﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر واﻷدوات اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ.
وﻗد ﺗطرق ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺻورة
ﻋﺎﻣﺔ ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻷﻣر 06/03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ " :ﻣﻊ
ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﻣر ودون اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻷﻣر رﻗم 156-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
8ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 1966واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،ﻓﺈن ﻛل ﺷﺧص ارﺗﻛب
-1اﻟﻤﺎدة 29ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 155-66اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-2ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﺟﺮﯾﺪة اﻟﻤﺴﺎء ﺑﺘﺎرﯾﺦ .2009/01/25
157
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد ،ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ﻣﻠﯾوﻧﯾن وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ
أﻟف دﯾﻧﺎر ) 2.500.000دج( إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر) 10.000.000دج( أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن
اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻓﻘط ﻣﻊ - :اﻟﻐﻠق اﻟﻣؤﻗت أو اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
ﻣن اﺳﺗﻘراء ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻗر ﻋﻘوﺑﺎت أﺻﻠﯾﺔ ﻟﺟراﺋم
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ ،وﻋﻘوﺑﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻐﻠق اﻟﻣؤﻗت أو اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ وﻣﺻﺎدرة اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻛذا إﺗﻼف اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إﻻ
أﻧﻪ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻟﻌود أو اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ،ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق
ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت.1
وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻣدة اﻟﺣﺑس ﻣن ﺛﻼث ﺳﻧوات إﻟﻰ
ﺳﻧﺗﯾن ﻓﯾﻣﺎ رﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ،ﻋﻛس ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺑﺣﻛم ﻋدم اﻧﺗﺷﺎر ﺟراﺋم
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﺑﺻورة ﻛﺑﯾرة ﻧظ ار ﻟﻠﻧﻬﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻊ ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗرة
اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷرﻋت ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت.
-1اﻟﻤﻮاد 33.32.31ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 57-66اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻣﺎت اﻟﺼﻨﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-2وﻓﻖ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة 28ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ . 57.66
158
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ورﻏم ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻔﻌﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺻﺎرﻣﺔ واﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ أدرﺟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث
ﺗﺻل ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،واﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ 300.000أورو ،و ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن طرف ﻋﺻﺎﺑﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻗرر رﻓﻊ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻟﺧﻣس ﺳﻧوات
واﻟﻐراﻣﺔ إﻟﻰ 500.000أورو.1
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻣن وراء رﻓﻌﻪ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ،ﯾﻬدف إﻟﻰ ردع أﻓﻌﺎل اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺷت ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧذ وﻟوج اﻟﺟزاﺋر ﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق واﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وزﯾﺎدة اﻟواردات ،ﻓﺄﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺗدر أﻣواﻻ طﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ وﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻛﺑد اﻟدوﻟﺔ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة وﺻﻠت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ أرﺑﻌون ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ﺳﻧﺔ
.22012
إﻻ أن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﻟم ﺗرق وﻓق ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟزاﺋري 3إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺄﻣول ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺟﺎدة واﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻣن ﺛم إﻟﻰ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﻧﺿﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ )اﻵﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ ﺿﻣن
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟدراﺳﺔ( اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ ﺷروطﺎ ﺻﺎرﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﺷﺗﻣﺎل ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟزاءات رادﻋﺔ ﻷي ﺗﻌد ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻷن اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧﺿﻣﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓﺗﺢ اﻟﺣدود ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ وﻣن ﺛم
ﺿرورة ﻣﻧﺢ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
ورﻏم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻟردع ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺻور اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﻧﻘص ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟو ازرﺗﻲ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﺎﺟزة وﻏﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﻏراق اﻷﺳواق اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻘﻠدة،4
-1اﻟﻤﻮاد 9-716ﻓﻘﺮة ،2اﻟﻤﻮاد 10-716ﻓﻘﺮة ، 2ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-2وﻓﻖ ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﻨﺎطﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻺﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺘﺠﺎر واﻟﺤﺮﻓﯿﯿﻦ ﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻋﺪدھﺎ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ
.2013/05/21
-3ﻓﺮﺣﺔ زراوي ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .258
-4ﺳﻼﻣﻲ ﻣﯿﻠﻮد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .183
159
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺑوأ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2009ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة وﻓق ﺗﻘرﯾر
أﻋدﺗﻪ ﻫﯾﺋﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﺿم إﺣدى ﻋﺷر دوﻟﺔ.1
ﻟذﻟك؛ ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﻧﺎص ﻣن
ﺧﻠق ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺣﺗرﻓﺔ وﻣدﻫﺎ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺑﺳط
رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺳواء اﻟﻣﻘﻠدة داﺧﻠﯾﺎ أو اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻛﺑر ﻣن
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة ،وﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺻﯾن ﻫﻲ
اﻟﻣﺻدر اﻷول ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻘﻠدة أو اﻟﻣزورة ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗراﺟﻌت ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2013إﻟﻰ اﻟﻣرﺗﺑﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %36,66ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ،ﺗﺎرﻛﺔ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن
ﺗرﻛﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %46,66ﻣﺗﺑوﻋﺔ ﺑﺈﻣﺎرة دﺑﻲ ﺛم ﺑﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻷوروﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار
اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ و ﻓرﻧﺳﺎ وذﻟك ﺣﺳب إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺎﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎرك.2
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﻋﻠﻰ
ﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻔﻌل اﻟﺿﺎر ،واﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ
ﻏﻠق اﻟﻣﻧﺷﺄة ،وﻣﺻﺎدرة اﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺣﺔ ،واﻹﺗﻼف .
-1اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ ورد ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﺟﺮﯾﺪة اﻟﻨﮭﺎر اﻟﺠﺪﯾﺪ ،ﻓﻲ ﻋﺪدھﺎ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ .2010/08/07
-2اﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ، www.blida-aps.dz :ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ2014/03/09 :
160
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
واﻟﻐرض ﻣن اﻟﻧﺷر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫو إﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣذﯾرﻫم ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ،ﻏﯾر أن أﺣﻛﺎم اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﺧﻠت ﻣن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧص رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻗد ﻛﺎن ﻣن
اﻷرﺟﺢ ﺗرك اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ وﻓق ﻣﻌطﯾﺎت اﻟدﻋوى ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻬذا اﻹﺟراء اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻐﻠق ،أﻟزﻣت اﻟﻣﺎدة 32ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺈداﻧﺔ
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟﻧﺣﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﺣﺑس أو اﻟﻐراﻣﺔ أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ،أن ﯾﺄﻣر ﺑﻣﺻﺎدرة ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺷﯾﺎء
واﻟوﺳﺎﺋل واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ أﻓﻌﺎل اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺧﻼف
ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟذي اﻋﺗﺑر أﻣر اﻟﻣﺻﺎدرة ﺟوازي ،وﻣﺗروك ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي
ﯾطرح أﻣﺎﻣﻪ اﻟﻧزاع.1
واﻟﻣﺻﺎدرة ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻫﻲ اﻷﯾﻠوﻟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺎل ﻣﻌﯾن أو أﻛﺛر ،وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺻﺎدرة
اﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺣﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﺿﻼ ﻋن
أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﺗﺿﻣن ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻌﺗدي ﺑﻬذا اﻟﻔﻌل ﻣرة أﺧرى ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌرﺿﻪ ﻹﻧﻬﺎك ﻣﺎﻟﻲ
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة.
-1اﻟﻤﺎدة 36ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 57-66اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻣﺎت اﻟﺼﻨﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
161
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﻠق واﻟﻣﺻﺎدرة ،وﺟب ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻧزاع إذا ﺛﺑﺗت ﺟﻧﺣﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺣﻛﻣت ﺑﻌﻘوﺑﺗﻲ اﻟﺣﺑس و/أو اﻟﻐراﻣﺔ ،أن
ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌﻘوﺑﺔ إﺗﻼف اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل ﻓﻌل اﻻﻋﺗداء.
وﺗﺷﻣل اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ،واﻟوﺳﺎﺋل
واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ أﻓﻌﺎل اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﺎﻷﺧﺗﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻌﺗدى
ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻼﻣﺎت ،واﻹﻋﻼﻧﺎت وﻣواد اﻟﺗﻐﻠﯾف واﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺣﺔ،
وﯾﻌﺗﺑر اﻹﺗﻼف ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻷﺧرى وﺟوﺑﻲ وﻟﯾس ﺟوازي ،وذﻟك ﻟﻣﺣو ﻛل
أﺛر ﻣن ﺷﺄن اﻟﻣﻌﺗدي أو اﻟﻐﯾر اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ وﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﺳﻣﻌﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛرت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻻﻋﺗداء.
ﻟذﻟك وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺑﻌض اﻵراء ﻓﺈن ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﺿﺢ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن
وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘرر اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻷﻏراض إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
أو ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺑدل إﺗﻼﻓﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﺧﻼف ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻻ
ﯾﺟﯾز إﺗﻼف اﻟﺳﻠﻊ واﻷدوات إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ
أﺟﺎزت ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻘﻠدة ﻷﻏراض ﻏﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﺗراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.2
162
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻘﯾدة ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،أو ﻓﻲ ﺻورة
ﻏراﻣﺎت ﺿﻣن اﻟﻧواد ﻣن 113إﻟﻰ 118ﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ .
ﻓرق ﻣﺷرع اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺻري ﺑﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺟراﺋم اﻟواردة ﺿﻣن ﻧص
اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،واﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 114
ﻣﻧﻪ.
ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 113ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻣﻊ ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﺄﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺔ أﺷد ﻓﻲ أي ﻗﺎﻧون
آﺧر ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺷﻬرﯾن وﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ
ﺗﺟﺎوز ﻋﺷرﯾن أﻟف ﺟﻧﯾﻪ أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن:
.1ﻛل ﻣن زور ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ طﺑﻘًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﻗﻠدﻫﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗدﻋو إﻟﻰ
ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور.
.2ﻛل ﻣن اﺳﺗﻌﻣل ﺑﺳوء ﻗﺻد ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة.
.3ﻛل ﻣن وﺿﻊ ﺑﺳوء ﻗﺻد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻐﯾرﻩ.
.4ﻛل ﻣن ﺑﺎع أو ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻟﺗداول أو ﺣﺎز ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺗداول ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣوﺿوﻋﺔ ﺑﻐﯾر ﺣق ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺷﻬرﯾن واﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘل ﻋن
ﻋﺷرة آﻻف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗﺟﺎوز ﺧﻣﺳﯾن أﻟف ﺟﻧﯾﻪ"...
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻓرض ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم ﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺔ
وﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ ،واﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ،واﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﻋرض أو ﺑﯾﻊ ﻋﻼﻣﺔ
ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة أو ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس أو اﻟﻐراﻣﺔ أو ﻛﻼﻫﻣﺎ
ﻣﻌﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﺑﺎرة "أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن".
163
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺿﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82ﻗد ﺣدد ﻣدة اﻟﺣﺑس اﻟدﻧﯾﺎ
ﺑﺷﻬرﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣدة اﻟﻘﺻوى ،وذﻟك ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﺣﺻر ﻣدة
اﻟﺣﺑس ﺑﯾن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﺳﻧﺗﯾن ،وﻛﺎن ﻣن اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻣﺻري أن ﯾﺣذو ﺣذو
ﻗﺎﻧون 1957وﯾﺣدد ﻣدة ﻗﺻوى ﻟﻠﺣﺑس ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ وﻓق ﺧطورة اﻟﺟرم وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐراﻣﺔ ﻓﺈن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﺗدﻧﯾﺔ )ﻋﺷرون أﻟف ﺟﻧﯾﻪ أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻣﺎﺋﺗﺎن
وأرﺑﻌون أﻟف دﯾﻧﺎر 240.000د ج ( 1ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرم اﻟﻣرﺗﻛب ،وﻛﺎن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻷﻣر 06-03
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑرﻓﻊ ﺣدﻫﺎ اﻷﻗﺻﻰ إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ،ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻘﯾﻣﺗﻬﺎ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﺟم ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ،ﻗد ﯾؤدي اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾرةٕ ،واﻋطﺎء اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﯾﺣدد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة .2
ﻓﻼ ﯾﺗﺻور ﻗﯾﺎم اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﻬورة ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﺛﺑوت ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﺧﺳﺎﺋر
ﻛﺑرى ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻻﻋﺗداء ،ﺛم ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣﻌﺗدي ﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﺷرون أﻟف ﺟﻧﯾﻪ ،ﻓﻬذا
اﻷﻣر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ أي ردع
ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﺗﺎج وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣزورة ﻣﺛﻼ ﯾدر ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ أرﺑﺎﺣﺎ طﺎﺋﻠﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻠﺣق
أﺿ ار ار وﺧﺳﺎﺋر ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺑرى ﺑﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻐراﻣﺔ ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﺄن
ﯾﺣﺟم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣرة
أﺧرى ﺧوﻓﺎ ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت أﺻﻠﯾﺔ.
-1وﻓﻖ ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف اﻟﻤﻌﻠﻦ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ، www.elomla.com:ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ.2015/07/12 :
-2ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .275
164
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻓﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
اﻟﻣﺻري ،وﻓق ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣطﻠﻘﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗﻘدم اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻋدم ﻓرض ﻗﯾود ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊٕ ،وادﺧﺎل أﺣدث اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗزوﯾر واﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗزاﯾد اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻣن
اﻟﺿروري ﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑزﯾﺎدة ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ.
وﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 113اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ،أي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻻرﺗﻛﺎب ذات
اﻟﺟرم ﺑﻌد اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻛل ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ ،وﻟﯾس
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺈﺣداﻫﻣﺎ.
وﻟم ﯾﺿﺎﻋف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻣدة اﻟﺣﺑس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻘد ﺗﺿﺎﻋﻔت ﻣن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف إﻟﻰ ﻋﺷرة آﻻف ﺟﻧﯾﻪ ﻛﺣد أدﻧﻰ ،وﻣن ﻋﺷرﯾن
أﻟف إﻟﻰ ﺧﻣﺳﯾن أﻟف ﺟﻧﯾﻪ ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ،وﻟﻛن رﻏم ذﻟك ﺗﺑﻘﻰ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻣﺎ
ﺳﺑق ذﻛرﻩ ﻣن أﺳﺑﺎب.1
اﻟﻣﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري أﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ،وﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
رﻏم أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرق ﻟﻠﺗطﻠﻌﺎت ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﻣدة اﻟﺣﺑس أو ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ،وﻫذا ﺑﺧﻼف
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث ردع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن
اﻟذﯾن ﯾﻌودون ﻻرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت.
وﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 114ﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻋﻘوﺑﺎت أﺧرى أﻗل ﺣدة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺣﻘوق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ " :ﻣﻊ ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﺄﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺔ أﺷد ﻓﻲ أي
ﻗﺎﻧون آﺧر ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن أﻟﻔﻲ ﺟﻧﯾﻪ وﻻ
ﺗﺟﺎوز ﻋﺷرة آﻻف ﺟﻧﯾﻪ أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن:
ﺑﯾﺎﻧﺎ ﺗﺟﺎرًﯾﺎ ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﻣﺣﺎﻟﻪ أو ﻣﺧﺎزﻧﻪ أو
.1ﻛل ﻣن وﺿﻊ ً
ﺑﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎوﯾﻧﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﻔﺔ أو اﻟﻔواﺗﯾر أو اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺎت أو وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم أو
ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور.
165
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
.2ﻛل ﻣن ذﻛر ﺑﻐﯾر ﺣق ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎﺗﻪ أو أوراﻗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎ ﯾؤدى إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد
ﺑﺣﺻول ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.
.3ﻛل ﻣن اﺳﺗﻌﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرات )،3 ،2
(8 ،7 ،5ﻣن اﻟﻣﺎدة 67ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
.4ﻛل ﻣن ذﻛر ﻣﯾداﻟﯾﺎت أو دﺑﻠوﻣﺎت أو ﺟواﺋز أو درﺟﺎت ﻓﺧرﯾﺔ ﻣن أي ﻧوع ﻛﺎن ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ أﺷﺧﺎص أو أﺳﻣﺎء ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟم ﯾﻛﺗﺳﺑوﻫﺎ.
.5ﻛل ﻣن اﺷﺗرك ﻣﻊ آﺧرﯾن ﻓﻲ ﻋرض ﻣﻧﺗﺟﺎت واﺳﺗﻌﻣل ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻣﯾزات
اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻠﻣﻌروﺿﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺑﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ واﺿﺣﺔ ﻣﺻدر اﻟﻣﻣﯾزات
وﻧوﻋﻬﺎ.
.6ﻛل ﻣن وﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺎﺟر ﺑﻬﺎ – ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ذات ﺷﻬرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج
ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ -ﻣؤﺷرات ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺿﻠل اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﺷﺄت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ.
.7ﻛل ﻣن اﺳﺗﺧدم أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺔ أو ﻋرض ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺿﻠل
اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﺷﺄت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ذات ﺷﻬرة ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﻧﺷﺄ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬﺎ.
.8ﻛل ﻣﻧﺗﺞ ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ذات ﺷﻬرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺿﻊ ﻣؤﺷ ار ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻧﺗﺟﻪ ﻣن ﺳﻠﻊ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق أﺧرى ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗوﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺷﻬر واﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘل
ﻋن أرﺑﻌﺔ آﻻف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗﺟﺎوز ﻋﺷرﯾن أﻟف ﺟﻧﯾﻪ"
ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ
أو ﺑﺎﻟﺣﺑس ،ﻓﻬﻲ أﻗل ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ،113وذﻟك راﺟﻊ ﻟﻌدم ﺟﺳﺎﻣﺔ ﻫﺗﻪ
اﻟﺟراﺋم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﺗزوﯾر واﻻﻏﺗﺻﺎب واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣزورة ،وﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﻣﺛل اﻋﺗداءا ﻣﺑﺎﺷ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ.
166
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
آﻻف ﺟﻧﯾﻪ ،وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻌود ﻟذات اﻟﺟرم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌرض ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن
ﺷﻬر – ﻣﻊ ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ -زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﺎﻋف ﻟﺗﻘدر ﺑﯾن أرﺑﻌﺔ
آﻻف وﻋﺷرون أﻟف.
ﻧص اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض
ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎدرة وﻏﻠق اﻟﻣﻧﺷﺄة واﻹﺗﻼف واﻟﺑﯾﻊ.
ﺟﺎء ﺿﻣن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري أﻧﻪ " وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ أو اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﻛذﻟك اﻷدوات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ".
ﻛﻣﺎ أﺿﺎﻓت اﻟﻣﺎدة ذاﺗﻬﺎ ﺿﻣن ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟراﺑﻌﺔ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﯾﺟوز
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻐﻠق اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣدة ﻻ
ﺗزﯾد ﻋن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ،وﯾﻛون اﻟﻐﻠق وﺟوﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود.
ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 117ﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82إﺟراء ﻋﻘﺎﺑﻲ ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
إﺗﻼف اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻷﻣر ،06-03ﻓﻧﺻت ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
167
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ...وﺗﺄﻣر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺈﺗﻼف اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﯾﺟوز ﻟﻬﺎ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻷﻣر
ﺑﺈﺗﻼف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو ﻋﻧﺎوﯾن اﻟﻣﺣﺎل أو اﻷﻏﻠﻔﺔ أو اﻟﻔواﺗﯾر أو اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺎت أو
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼن أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﯾﺣﻣل ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﻣؤﺷرات ﺟﻐراﻓﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب وﻛذﻟك إﺗﻼف اﻵﻻت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ".
ﻓﺄﻣر اﻹﺗﻼف ﯾﻣس – إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ – ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺳﻠﻊ أو ﺑﺿﺎﺋﻊ أو ﻓواﺗﯾر أو أﻏﻠﻔﺔ وﻣراﺳﻼت أو إﻋﻼﻧﺎت ،وﯾﻧﺻرف أﻣر
اﻹﺗﻼف أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻛل أداة أو آﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ.1
وﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺑﯾﻊ
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﺟوزة ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺗﻠف ،وذﻟك ﺑﻌد اﺳﺗﻧزال ﺛﻣﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت
أو اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﺿد اﻟﻣﺗﻬم ،ﻛﻣﺎ أﻋطﺎﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺄﯾﺔ
طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﺗراﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،ﻛﺄن ﺗﻘوم ﺑﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻷﻏراض إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.2
وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺑﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹﺟراء اﻟذي أﻫﻣﻠﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري،
وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻓﺎﺋدة ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣرﺗﻛب اﻟﺟرم اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ
أو اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﺛﻣن ﺑﯾﻊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﺟوزة ،أو ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ ﺣﺎل
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ.
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1/117ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ﯾﺿﺎ أن ﺗﺄﻣر ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺟرﯾدة واﺣدة أو أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم
ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أ ً
ﻋﻠﯾﻪ ،وﻫو اﻷﻣر اﻟذي أﻟﻐﺎﻩ ﻣﺷرع اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻷﻣر ،06-03رﻏم اﻟﻧص
ﻋﻠﯾﻪ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻠﻐﻰ ،ﻷن ﻣن ﺷﺄن ﻫذا اﻹﺟراء إﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور
ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن واﻟﻣﻌﺗدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬم أﺧذ
اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر.
وﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺟﻧﺣﺔ ،ﻟم ﯾﻔرض اﻟﻣﺷرع ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ،
ﻷﻧﻪ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ إﻻ ﺑﻧص ﺧﺎص ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ
168
اﻟﺒﺎب اﻷول :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...........................اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺣﺎﻟﺔ ﺿﺑط ﻣراﺳﻠﺔ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺻﺎﺣب ﻣطﺑﻌﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺗوﺻﯾﺔ ﺑﻧﻘل ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﻐﯾر أو
ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﺑط اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗزوﯾر أو اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻗﺑل ﺻﻧﻊ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣزورة أو اﻟﻣﻘﻠدة.1
169
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
170
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري اﻟﻬﺎﺋل واﻟﻣﺗﺳﺎرع اﻟذي ﯾﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم وأﺛر اﻧﺗﺷﺎر
وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن دوﻟﺔ
إﻟﻰ أﺧرى ﺑﺳرﻋﺔ وﺳﻬوﻟﺔ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ ،أﻣﺎم ذﻟك ﺷﻌر ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟﺷرﻛﺎت
أن ﻫﻧﺎﻟك ﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ آﺧر وأن ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺳواء اﻟوطﻧﯾﺔ أو
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺧﺎرج
اﻟﻧطﺎق اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،وﺑدأ اﻟﺑﺣث ﻋن وﺳﺎﺋل أﻛﺛر ﺟدﯾﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ أي ﺧﺎرج اﻟﻧطﺎق اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ داﺧﻠﻪ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﺗﻧظم ﺗﺳﺟﯾل وﻣن ﺛم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
وأﯾﺿﺎ ﻹﯾﺟﺎد إطﺎر دوﻟﻲ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
واﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد وﺳﺎﺋل ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺳوف أﺗﻌرض ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب إﻟﻰ أﻫم
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت وﻓﻘﻬﺎ ،وﻣن ﺛم أﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺑﺎب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﺣﺿﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم وﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠدان
اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،وﺗﻠﺟﺄ ﻛل دوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم إﺟراءات ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﺣﺗﻔظ ﻛل
دوﻟﺔ ﺑﻣﻛﺗب ﺗﺳﺟﯾل وطﻧﻲ أو إﻗﻠﯾﻣﻲ ﺗﺳﺟل ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟطﻠﺑﺎت واﻟﺗﺳﺟﯾﻼت واﻟﺗﺟدﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺑﺳﯾط إﺟراءات
اﻟﻔﺣص واﻟﺑﺣث واﻻﻋﺗراض إن وﺟد ،وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن آﺛﺎر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﻘﺗﺻر داﺧل اﻟﺑﻠد اﻟذي ﺳﺟﻠت ﻓﯾﻪ أو اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺑدأ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ،وﻟذﻟك ﺑﻘﯾت اﻟدول ﺣرة ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ داﺧل ﺣدودﻫﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
171
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻟم ﺗﻣﻧﻊ اﻟدول ﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﯾﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟداﺧﻠﻲ وﺣدﻩ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد إﺟراءات ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت
دوﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ وﯾﺟﻧﺑﻬم اﻹﺟراءات واﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ
ﻋن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف أﻋرض ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق أﻫم
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣت ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت ،وﻫﻲ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد وﺑروﺗوﻛول ﻣدرﯾد،
واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﻧﺎ ،وﻛل ﻣن ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﺎرﯾس ،واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
وﻟﻛن ﻗﺑل اﻟﺧوض ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت دوﻟﯾﺎ ،وﺟب ﺑداﯾﺔ اﻟﺗطرق ﻷﻫم اﻟﻣﻧظﻣﺎت
واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل؛ وﻣن ﺛم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﺎرج ﺣدودﻫﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﺑرز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻬﺎﺋل وﻣﺎ
ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن ﺗﺣرﯾر ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ٕوازاﻟﺔ اﻟﺣواﺟز أﻣﺎم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ظﻬور
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺎرﺗﻔﻌت اﻷﺻوات ﻣﻧﺎدﯾﺔ ﺑﺿرورة إﻧﺷﺎء
ﻫﯾﺋﺎت دوﻟﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺗﻛرﯾس اﻟﺗﻌﺎون واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻐش وﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم وﺗﻌدﯾل ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم واﻟﻧﻘﻠﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﻟﻬﺎ
اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ ﺑﻘﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﺳﺄﺗطرق ﺿﻣن ﻫذا
اﻟﻣطﻠب ﻷﺑرز اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑﻠدان ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﺷﺟﯾﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ
172
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻘرار واﻷﻣن ﻟﻣراﻋﺎة اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟذي ﺗﺣﺗدم ﻓﯾﻪ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،1وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣطﻠﺑﯾن.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺑرز اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻣن أﺑرز اﻟﻣﻧظﻣﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻠت ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
2
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺗﻌد ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻫم اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
وﻫﻲ اﻟﻧﺗﺎج اﻟذي أﻓرزﺗﻪ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم
ﺗطورات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة أدت إﻟﻰ ظﻬور ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﯾد ﺑدأ ﯾﺗﺑﻠور ﻣﻧذ
ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرب وﯾﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ.
وﻗد ﻗﺎﻣت اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﺻرة ﺑﻌد اﻟﺣرب ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ وﺿﻊ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺣﻣﯾﻬﺎ ﻣن
اﻟﺗﻌرض ﻟﻬزات ﻋﻧﯾﻔﺔ وﻗﺎﻣت ﺑﺈﺗﺑﺎع أﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟدول ﻋن طرﯾق
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻛﺎﻧت أﻛﺛر اﻟدول رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻫﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ﻗوة
اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ وﺧروﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﺣرب ﻣﻧﺗﺻرة.3
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر دوﻟﻲ ﻹﻋﺎدة
ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ )ﻟﻧدن (1946وﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﺛم اﻧﻌﻘد ﺳﻧﺔ 1947ﻣؤﺗﻣر دوﻟﻲ ﺣول اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،ﺗوﺻﻠت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟدول
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺗﻲ
173
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺑﻠﻎ ﻋددﻫﺎ آﻧذاك 23دوﻟ ﺔ ، 1وأودع ﻟدى اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة )اﻟﺟﺎت.2( GATT
واﻟﺟﺎت ﻋﺑﺎرة ﻋن إطﺎر ﺗﻌﺎﻗدي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﺣواﺟز اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﺳﺑل ﺗﺣرﯾرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ذات ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻛﯾﺎن ﻣﺳﺗﻘل ،3وﻗد ﺳﺎﻋدت ﻫذﻩ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗم ﺑﻠورﺗﻪ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺑﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.4
وﺗﻌود ﻧﺷﺄة ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ OMCإﻟﻰ اﻗﺗراح اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ
ﻋﺎم 1986ﺗﻌدﯾل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﺑﻐﯾﺔ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﺗﻲ ﻛﺑدﺗﻬﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﺳﻧوﯾﺔ
ﻗدرت آﻧذاك ﺑـ 24ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ،5وﻗد أﺻﻐت إﻟﯾﻬﺎ وﺳﺎﻧدﺗﻬﺎ ﻓﻲ طرﺣﻬﺎ دول
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣن ﺧﺳﺎﺋر.
وﺑﻌد ﺳﻧوات ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣراﻛش اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﻲ 15
أﻓرﯾل 1994ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﺣﻠت ﺑذﻟك ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت وﻋﻬد
إﻟﯾﻬﺎ اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺷﻬر ﺟﺎﻧﻔﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1995اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دورة اﻷورﻏواي اﻟﺗﻲ
ﺑﻠﻎ ﻋددﻫﺎ 28اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻧدرج ﺗﺣت ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺛﻼث؛ اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ
وﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت
واﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎﻫزة ) ،(GAT6 1994واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت .7GATSواﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ .8
174
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺧﺗﻔﺎء اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﻓﺎﺳﺣﺔ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺣﻠت
ﻣﺣﻠﻬﺎ واﺣﺗﻠت اﻟﺻدارة ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.1
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻧﺿم ﻟﺣد اﻟﺳﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﺿم
160دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ 11دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ و 24دوﻟﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،2وذﻟك
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺣﺎﻟت دون اﻧﺿﻣﺎم
اﻟﺟزاﺋر ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗوﺟس اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء 3ﻣن ﻋدم ﻗدرة اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ
ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ،وﻫذا رﻏم رزﻣﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻋﺟز ﻣﻧظوﻣﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎراة
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت أو ﻓﻲ
ﺗروﯾﺞ اﻟﺳﻠﻊ ،وﻛذا ﺿﻌف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ،اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ،
ﻓﺎﻟﻣﺻﺎرف اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻣﺛﻼ ﺗﻘدم أﻛﺛر ﻣن 360ﺧدﻣﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﺗﻘدم اﻟﺑﻧوك
ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ أﺣﺳن اﻷﺣوال أﻛﺛر ﻣن 40ﺧدﻣﺔ ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت
أداء ﺿﻌﯾﻔﺔ.
وﺗﺗﻣﺗﻊ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﺛل اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ،وأﻋطت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻷﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻋﻠﻰ ،وأﻟزﻣت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺗﻌدﯾل ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﻬدف اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﻟﻰ:4
-1ﺗﺣدﯾد ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ ٕوادﺧﺎل ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺛل ﺗﺟﺎرة
اﻟﺧدﻣﺎت وﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ.
-1ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻷﺣﺪب ،ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ وطﺮق ﺣﺴﻢ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ ،ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻣﻠﻘﺎة ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ ﻓﻲ
ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻹﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،2011/04/21 ،اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ص .03
-2ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ www.wtoarab.org
-3ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن اﻟﺘﻔﺎوض ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮭﺎ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ،ﻻﺳﯿﻤﺎ اﻟﺪول
اﻟﻜﺒﺮى ﻛﺎﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ودول اﻹﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
-4ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ أھﺪاف اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ،أﻧﻈﺮ ،ﺗﺴﻮﯾﺔ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،وﺛﯿﻘﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮ
اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻮل اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2003ص 08وﻣﺎ ﯾﻠﯿﮭﺎ.
175
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
176
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣل اﻷوﻣﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻورة ودﯾﺔ ،وذﻟك ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم.1
ٕواﺛر إﺑرام اﺗﻔﺎق ﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،1996أﺛﺑﺗت اﻟﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟدور اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ،ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
ﻓﻲ إدارة اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
وﯾﻧطوي اﻟﺟزء اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﻣﻬم ﻣن أﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ
إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﻘواﻋد واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ
وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺿطﻠﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛذﻟك ﺑدور ﻣﺗزاﯾد اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻌل أﻧظﻣﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻗﺎﻧون أﯾﺳر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺑﺗﻧﺳﯾق اﻹﺟراءات وﺗﺑﺳﯾطﻬﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺳن ﻣﻌﺎﻫدة
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻟﺳﻧﺔ 1994اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﯾﺳﯾر اﻹﺟراءات ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟدى
ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻛذا ﺳﻣﺎﺣﻬﺎ ﺑﺈﺟراء ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ اﻷﺳﻣﺎء وﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وأﺧﯾ ار ﺗﺣدﯾد ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﺷر ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻋن طرﯾق ﻣلء
اﻻﺳﺗﻣﺎرات اﻟﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻫدة دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻷﯾﺔ إﺟراءات ﺷﻛﻠﯾﺔ أﺧرى.2
وأﺧذت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺧﯾﺎرات ﺟدﯾدة ﻟﺗﻌﺟﯾل ﺗطور اﻟﻣﺑﺎدئ
واﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺳﻘﺔ دوﻟﯾﺎ ،وﺗﻔﺎدي اﻟﻧﻬﺞ اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟطوﯾل اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات
ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﯾﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ دوﻟﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣول ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1999وﺣول ﺗراﺧﯾص اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2000
3
وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗرﻧت ﻓﻲ ﺳﻧﺔ . 2001
1
-Xavier Vermandele L OMPI et la promotion du respect de la propriété intellectuelle,
journée d etudes sur la contrefaçon, cour supreme, Alger, 21/04/2012, p11-12
-2ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ )اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .311-310
-3اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ www.wipo.int
177
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺄﺳﺳت ﺳﻧﺔ 1994ﻋﻘب اﺧﺗﺗﺎم ﺟوﻟﺔ
اﻷورﻏواي ﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺟﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف واﻟﺗﻲ ﺗﻛﻠﻠت ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح ،وﻛﺎن ﻣن
ﺟﻣﻠﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن ذﻛرﻧﺎ اﺗﻔﺎق اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن
ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )ﺗرﯾﺑس( أو )أدﺑﯾك( واﻟذي دﺧل ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ 1995/01/01وﻓﺗﺢ
ﺑذﻟك اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﻋﻬد ﺟدﯾد ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ازد ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻣل
اﻷوﻣﺑﻲ.
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻷدﺑﯾك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣق اﻟﻣؤﻟف واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺎورة واﻟﺑراءات واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ واﻟرﺳوم واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟدواﺋر اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ.
وﺑﺗﺎرﯾﺦ 1996/01/01دﺧل اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﯾﻧص اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﻠواﺋﺢ وﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
1
-Micheal Blackney , Trade related aspects of intellectual property rights, a concise guide
to the TRIPS agreement, sweet & maxwell limited, london, 2006,p 7.
-2أﻧﻈﺮ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،www.wipo.intﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ.2015/10/14 :
178
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وأﺷﯾر أﺧﯾ ار إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ، 1اﻟذي ﯾﻌد ﺗﺟﻣﻊ ﻣﻬﻧﻲ
ﻋرﺑﻲ ﻏﯾر رﺳﻣﻲ ﺗﺄﺳس ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري 1987ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﯾوﻧﯾﺦ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣرﻛ از
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻷﺑﺣﺎث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،وذﻟك ﺑﺟﻬود ﺷﺧﺻﯾﺎت
وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻠﻎ ﻋددﻫﺎ 140ﻋﺿوا ﻣؤﺳﺳﺎ ﻣن 19دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ.2
وﯾﻬدف ﻫذا اﻟﻣﺟﻣﻊ إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺗطوﯾر اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ،ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم وأﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻗد ﺳﺎﻫم ﻫذا اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻗواﻧﯾن ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸردن واﻟﯾﻣن واﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﺳﻠطﻧﺔ
ﻋﻣﺎن وﺳورﯾﺎ.3
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺑرز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أول اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم
واﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ، ،أﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة " أدﺑﯾك" أو " ﺗرﺑس"
اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺗﺣت ﻟواء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﺗﻌد ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣن أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻟذا ﺳﺄﺗﻧﺎول وﺑﺻورة ﻣوﺟزة ﻧﺷﺄة ﻫﺎﺗﯾن اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺗﯾن وأﻫم اﻷﺣﻛﺎم
واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻔرﻋﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن.
179
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
1
اﻟﻔرع اﻷول :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻛﺎن ﻟرﻏﺑﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺗﻧظﯾم دوﻟﻲ ﯾﺣﻘق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻷول ﻓﻲ وﺟود ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وذﻟك ﺑدﻻ ﻣن
اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻛﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو ﻓرض ﺗﺳﺟﯾل ﺻﺎﺣب اﻟﺣق
ﻟﻌﻼﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﯾرﻏب ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،وﺗراﻓق ذﻟك ﻣﻊ ﺗطور ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺻﻧﺎﻋﻲ
ﻛﺑﯾر أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﺗوﺳﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
أوﻻ :اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻧﺷﺄة اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس
-1ﺗﺑﺎﯾن اﻟدول ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻼﺧﺗراﻋﺎت ﻧظ ار ﻻﺧﺗﻼف
اﻟﻘﺎﻧون ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى.
-2ﻓﻘدان اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺟدة ﻟدى ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﺧرى،
ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل اﻟﺳطو ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﺣول دون ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول.
-3اﻟﻣﺷﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ
ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن دوﻟﺔ ،إذ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﯾرﻏب ﻓﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ.
-4ﻋزوف اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرض اﻻﺧﺗراﻋﺎت اﻟذي اﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﻓﯾﻧﺎ ﺳﻧﺔ 1873
180
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد أدت اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﻧوﻩ ﻋﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ وﺿﻊ إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ دوﻟﻲ
ﯾﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑراءات أﯾن
اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر ﻓﯾﻧﺎ اﻟذي ﺗﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ.1
وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1878ﻋﻘد ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻣؤﺗﻣر ﺣول اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﺧض ﻋﻧﻪ اﻟدﻋوة
إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣؤﺗﻣر دوﻟﻲ دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﺑﻐرض ﺗﺣدﯾد ﻗواﻋد اﻹطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،2وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﻗﺎﻣت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺗﺣﺿﯾر ﻣﺳودة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻘواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1880وﺗم إرﺳﺎل ﺗﻠك اﻟﻣﺳودة ﻣﻊ ﺑطﺎﻗﺎت دﻋوة ﻟﺳﺎﺋر اﻟدول
ﻟﻠﺣﺿور إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺳودة ،ﻓﺗم ﺗﺑﻧﻲ ﻣﺎ ورد ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟﺑت
ﺣﺿرﺗﻪ 11 3
اﻟدﻋوة ،ﺛم ﻋﻘد ﺑﻌد ذﻟك ﻣؤﺗﻣر دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1883/03/20
دوﻟ ﺔ 4ﻗﺎﻣت ﺑﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأ ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ
،1884/06/07ﻓﻛﺎﻧت ﺑذﻟك اﻟﻣظﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
وﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻟﻧﻣوذج اﻷول ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺑﺳط اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ
ﻷول ﻣرة ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺳري ﻓﻲ ﻛل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ )اﻟذﯾن ﺑﻠﻎ
ﻋددﻫم 174ﻋﺿو( إﻟﻰ ﺟوار اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،ﻓﺑﻣﺟرد ﻣﺻﺎدﻗﺔ
اﻟدول ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﺻﺑﺢ ﻧﺻوﺻﻬﺎ ﺟزءا ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ وﻻ
ﺣﺎﺟﺔ ﻹﺻدار اﻟدوﻟﺔ ﻗواﻧﯾن ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟواردة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺧﺎﺻﯾﺔ
ﺗﻣﯾزت ﺑﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس أﻻ وﻫﻲ أن ﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة "أدﺑﯾك".5
181
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺗﺗﺄﻟف اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻣن ) (30ﻣﺎدة ﺟﺎءت ﺑﻘواﻋد ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺳري
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺷﻣﻠت ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣق اﻻﺧﺗراع واﻟﺗﺻﻣﯾم
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﻌﻼﻣﺎت واﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ إﯾداع وﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻛل دوﻟﺔ ﻣن دول اﺗﺣﺎد
ﺑﺎرﯾس.
-2ﺣظر اﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺷﻌﺎرات اﻟدوﻟﺔ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ
وﺷﻌﺎرات اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ:
ﺗﺿﻣﻧت ﻫذا اﻟﺣظر اﻟﻣﺎدة 3/6ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،1واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ أن اﻟدول ﯾﺟب أن
ﺗﻧص ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﻓض أو إﺑطﺎل ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرة /1أ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ.
وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟرﻏﺑﺔ اﻟدول ﻓﻲ ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﺻورة
ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳﺟﯾل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ
ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋﻼﻣﺔ دوﻟﺔ أﺧرى.2
-1ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة 5/7ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06-03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-2ﻋﺒﺪ ﷲ ﺣﻤﯿﺪ ﺳﻠﯿﻤﺎن اﻟﻐﻮﯾﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .31
182
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4/6ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ،وﺗرك أﻣر
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﺣﯾث وﺟوب اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أم ﻻ.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 6/6ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز
ﺧدﻣﺎت اﻟﺷرﻛﺎت وﻣﺛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺷرﻛﺎت اﻟطﯾران واﻟﻔﻧﺎدق واﻟﻣطﺎﻋم
وﺷرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرض اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء وذﻟك ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟداﺧﻠﻲ.1
183
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻟﺑس ﻣﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺗرى اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺳﺟﯾل أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أﻧﻬﺎ ﻣﺷﻬورة وﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ.1
وأﻋطﯾت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺳﻣﻌﺗﻬﺎ وﺷﻬرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﺗﻲ ﯾراد ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ
ﻓﯾﻪ ﺑﻐض اﻟﻧظر إن ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺟﻠﺔ أم ﻻ ، 2وﻟم ﺗﺿﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس أي ﻣﻌﺎﯾﯾر ﯾﻣﻛن
اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺗﺣدد إن ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺷﻬورة أم ﻻ وﺗرﻛت ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﻣن دول اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس ﺗﻘدﯾر ذﻟك.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﺿﻣﻧت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة ﻋﻧد
ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة وﻻ
ﺗﻣدد إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻛﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
ﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
4TRIPSﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ و 5ADPICﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ إﺣدى اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺧﺿت ﻋﻧﻬﺎ ﺟوﻟﺔ اﻷورﻏواي اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻗد ﺟﻣﻌت ﻫذﻩ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﺷﻛﻠﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
ﻓﺗﺿﻣﻧت ﻧﺻوص ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣؤﺷرات اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ
واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺑراءات اﻻﺧﺗراع وﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻟدواﺋر اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺳرﯾﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗراﺧﯾص اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﺑذﻟك ﻓﻬﻲ ﻟم ﺗﺧرج
ﻋن اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،6ﻓﺄﻛدت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء
-1وھﻮ ﻣﺎ اﻟﺘﺰم ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﻧﺺ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺎدة 8/7ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06-03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ
" ﺗﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ...اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ أو اﻟﻤﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻹﺳﻢ ﺗﺠﺎري ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺎﻟﺸﮭﺮة ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﻢ
اﺳﺘﺨﺪاﻣﮫ ﻟﺴﻠﻊ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ وﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ أﺧﺮى إﻟﻰ درﺟﺔ إﺣﺪاث ﺗﻀﻠﯿﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ "...
-2ﺣﺴﺎم اﻟﺪﯾﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺼﻐﯿﺮ)اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص.20
-3أﺑﺮﻣﺖ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 1994/04/15وﺑﺪأ ﺳﺮﯾﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ
.1995/01/01
4
-Agreement on Trade Related aspects of Intellectual Property Rigts.
5
-Accord sur les aspects des droits de propriété intellectuelle qui touchent au commerce.
-6ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ )اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص . 312
184
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑرن ،وأﺿﺎﻓت اﻟﺗزاﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ 73ﻣﺎدة،
ﺧﺻﺻت 07ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 15إﻟﻰ .21
ﯾﻌود إﺑرام ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﯾﻣﻛن ردﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻧﺗﺷﺎر ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﻘرﺻﻧﺔ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﺧﻼل ﺳﺑﻌﯾﻧﺎت وﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت اﻟﻘرن
اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )ﺧﺎﺻﺔ دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ( ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻓﯾﻬﺎ
ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺳﺦ وﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ
وﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر زﻫﯾدة ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻣس اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
اﻷﺧرى ﻛﻧﺳﺦ اﻷﻓﻼم وﺑراﻣﺞ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر.
-2ﻧﺟﺎح ﺗﻠك اﻟدول ﻓﻲ ﻓك أﺳرار ﺑراءات اﻻﺧﺗراع ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧﻊ
ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺻﻧﻊ ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وطرﺣﻬﺎ
ﻟﻠﺑﯾﻊ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﺳﺑق ﻣن ﻣﺎﻟك اﻟﺣق ،ﻣﻣﺎ أﺛر ﻋﻠﻰ
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔق أﻣواﻻ ﺑﺎﻫظﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗطوﯾر،
وﺗﺣﺎول اﺳﺗﻌﺎدة ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺞ ﺗراﺧﯾص اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑراءة اﻻﺧﺗراع.
-3ﺳﻌﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺷدة إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎر اﻟطرﯾق ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﻘرﺻﻧﺔ ،ﻓﻣﻘﻠدوا
اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ذات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﺳﺎﻫﻣون ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺑﺣث وﺑذﻟك ﻓﻬم ﯾوﻓرون
ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣﻘﻠدة ذات ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر أرﺧص.
-4ﻏﯾﺎب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﻘرﺻﻧﺔ.
-5ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣد أدﻧﻰ
ﻣﻘﺑول دوﻟﯾﺎ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ذﻟك أن ﺑﻌض ﻧﺻوص
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أﺛﺑﺗت ﻋدم
185
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
-1ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻤﯿﺰة اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻛﻞ دوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺪﯾﺮ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ إﻧﺘﺎﺟﮭﺎ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺴﺒﯿﺎ ﻋﻦ
ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ،وﺗﺴﺘﻮرد اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺠﮭﺎ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻧﺴﺒﯿﺎ.
-2ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ )اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .317-316
186
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺗﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺛﻼث وﺳﺑﻌﯾن
ﻣﺎدة ﻣﻘﺳﻣﺔ إﻟﻰ ﺳﺑﻌﺔ أﺟزاء ﺗﻧﺎول اﻟﺟزء اﻷول أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺑﺎدئ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺿم
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﻓﯾر ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻧطﺎق اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺟزء
اﻟﺛﺎﻟث ﻓﺧﺻص ﻟوﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﺟزاءات اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ،واﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ﺑﺣث ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﺳﺗﻣرارﻫﺎ وﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻬﺎ ﻣن إﺟراءات ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛﻔل ﺑﺑﯾﺎن اﻟﻣواﺿﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﺧﺻص اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس ﻟطرق ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﺗﻧﺎول اﻟﺟزء اﻟﺳﺎدس اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺟزء
اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻷﺧﯾر ﻓﺗﺿﻣن ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺧﺎﺻﺔ وأﺣﻛﺎم ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣق ﻣ ارﻗﺑﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
وﺿرورة اﻟﺗﻌﺎون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ.1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،وﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس 07
ﻣواد ،ﻫﻲ اﻟﻣواد ﻣن 15إﻟﻰ ،21ﻓﺣددت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ،
واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻌﻼﻣﺎت واﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﻣدة
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﺣددت ﺷروط اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﺗﻧﺎزل
ﻋﻧﻬﺎ ،وﺳوف أﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻟدى ﺗﻧﺎول ﺗﺳﺟﯾل وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ
وﻓق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
وﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس إﺷﺎرة ﺻرﯾﺣﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ "ﺗﻌدﯾل ﺳﺗوﻛﻬوﻟم "1967وﻣﻌﺎﻫدة ﺑرن ﻟﻠﻣﺻﻧﻔﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ
واﻷدﺑﯾﺔ "ﺗﻌدﯾل ﺑﺎرﯾس ،"1971وﻣﻌﺎﻫدة روﻣﺎ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤدﯾن وﻣﻧﺗﺟﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾﻼت
187
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
واﻟﻬدف اﻟظﺎﻫر ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻫو اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أو اﻟﺳﺎﺋرة ﻓﻲ طرﯾق اﻟﻧﻣو ،وﺿﻣﺎن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﺿﻣﺎن ﻣداﺧﯾل
ﻗوﻣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻬﺟرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎءات اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،2
وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟﺛروة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ 3ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر
أﻣواﻟﻬم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ،4وﺧﻠق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺗطورة ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.5
وﯾرى ﺑﻌض ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺟدت ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوي ، 6وﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﺣﺗﻛﺎر ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ وﻋدم ﻗدرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
188
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺗطورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑﺣث ،وﺗﺣوﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﺟرد ﺳوق
ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،1ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺻدرت ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ2ﺗﻘرﯾ ار ﻗدﻣﺗﻪ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ أﺷﺎرت ﻓﯾﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺗوﺳﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗﻣل أن
ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓواﺋد ﻣﻠﺣوظﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وطﺎﻟﺑت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،أن ﺗﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﺳﺑﺎﻧﻬﺎ ظروف اﻟدول
اﻟﻔﻘﯾرة واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻧﻣوﻫﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺗطوﯾر ﻧظم دوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.3
ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻗد ار ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،4وﻫﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻵراء اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ أﺳﻔرت ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس.5
وﻣن وﺟﻬﺔ ﻧﺿري ﻛطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﺣﺛﺔ ،ﻓﺈن اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻣن
ﺛم إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﯾﻌﺗﺑر ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ
ﻓرﺿﻬﺎ ﻣﻧطق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر واﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎراة ﺗطور اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺣﺗﻛرت
رﻛﺎﺋز اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ اﻷﻛﺛر اﻧﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻷﻛﺛر ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إﻻ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس
ﻟﻬﺎ ﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﻗل ﺗﻘدﻣﺎ اﻟﻣﻧﺿﻣﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،ﻷن ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻠﻰ وﻟوج اﻟﺳوق اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺗﻐطﻲ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﻗد ﺗﺗﺧطﺎﻫﺎ إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ إﺣداث ﻧﻬﺿﺔ
ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻘود إﻟﻰ رواج اﻗﺗﺻﺎدي.
189
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﻟزﻣت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺑﻣراﻋﺎة ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ 1وﺑذﻟك ﺗﻛون اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس ﻗد
ﺟﻣﻌت أﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ واﺣدة ﺣﻘﻘت
اﻟﺗراﺑط ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻣﺗﻔرﻗﺔ وﻣﺑﻌﺛرة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وأﻟزﻣت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻧﺿﻣﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أم ﻻ.2
ﻫذا وﻗد اﺳﺗﺣدﺛت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻧظﻣﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ ،ﺗﺻب ﻧﺣو ﺗدﻋﯾم وﺗرﺳﯾﺦ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻋﻣﻠت ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗدﻋﯾم اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺣﺻر اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ( وﺗرﺳﯾﺧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ،وﻣن أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس :TRIPS
-1ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ:
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1/3ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ "ﯾﻠﺗزم
ﻛل ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻣﻧﺢ ﻣواطﻧﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى اﻷﻋﺿﺎء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ."...
وﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻫو ﻣﺑدأ رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺑرﻣت ﻓﻲ ظل
اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﺎت وﻫو ﻣﺑدأ ﺧطﯾر ﯾرﺳﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ اﻟدول اﻷﺧرى اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ دوﻟﺔ
-1وھﻲ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ )ﺳﺘﻮﻛﮭﻮﻟﻢ (1967واﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺑﺮن ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺼﻨﻔﺎت اﻷدﺑﯿﺔ واﻟﻔﻨﯿﺔ
1971واﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ )واﺷﻨﻄﻦ ،(1989واﺗﻔﺎﻗﯿﺔ روﻣﺎ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻵداء
وﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﺘﺴﺠﯿﻼت اﻟﺼﻮﺗﯿﺔ وھﯿﺌﺎت اﻹذاﻋﺔ )روﻣﺎ ،(1961اﻧﻈﺮ ﺣﺴﺎم اﻟﺪﯾﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺼﻐﯿﺮ) ،اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .43
-2ﺣﺴﺎم اﻟﺪﯾﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺼﻐﯿﺮ)أﺳﺲ وﻣﺒﺎدئ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﺑﺲ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.130
190
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻋﺿو ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أي ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟوطﻧﯾﯾن وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬم ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺗﻠك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ.1
وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﺣﻛم اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس ﻓﻲ إرﺳﺎء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ، 2ﻓﻘد أﻋطت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة ) (1/2اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ رﻋﺎﯾﺎ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى ﻧﻔس
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣواطﻧﯾﻬﺎ وﺗﻣﻧﺣﻬم ﻧﻔس اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﺣﺎﻟﯾﺎ أو ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻗواﻧﯾن ﺗﻠك اﻟدول
ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ أﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس ﻓﻬﻲ ﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣواطﻧﻲ اﻟدول اﻷﺧرى ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ،وﯾﺟب ﺿﻣﺎن ﻫذا
اﻟﺣق دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺷرط اﻹﻗﺎﻣﺔ أو وﺟود ﻣﻧﺷﺄة ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣطﻠوب ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﯾﻣﺗد ﺣق اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس إﻟﻰ ﻣواطﻧﻲ
اﻟدول ﻏﯾر اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻣن ﯾﻘﯾﻣون ،أو ﻟدﯾﻬم ﻣﻧﺷﺄة ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق.3
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺣق اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ
ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ " ...ﻓﺈن أي ﻣﯾزة أو ﺗﻔﺿﯾل أو اﻣﺗﯾﺎز
أو ﺣﺻﺎﻧﺔ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ ﺑﻠد ﻋﺿو ﻟﻣواطﻧﻲ أي ﺑﻠد آﺧر ﯾﺟب أن ﺗﻣﻧﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ودون أﯾﺔ
ﺷروط ﻟﻣواطﻧﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى "...واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬذا اﻟﻣﺑدأ أن ﺗﻠﺗزم اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ OMCﺑﺄﻻ ﺗﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾن رﻋﺎﯾﺎﻫﺎ ورﻋﺎﯾﺎ
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق أو اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،أي أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻠﺗزم ﻓﻲ ﺣﺎل
191
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﻧﺣت أي ﻣﯾزة أو ﺗﻔﺿﯾل أو ﺣﺻﺎﻧﺔ ﻟﻣواطﻧﻲ أي ﺑﻠد ﻋﺿو ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﻣﻧﺢ
ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة أو اﻟﺗﻔﺿﯾل أو اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣواطﻧﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى.
ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﻓرض ﻗﯾود ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻋﺎﻣﺔ وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﺟردة دون أن ﺗﺣﻘق ﻣزاﯾﺎ ﻟﻠﺑﻌض دون
اﻟﺑﻌض اﻵﺧر.1
وطﺑق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إذ ﻟم ﯾﺳﺑق ﻷي اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ
أﺑرﻣت ﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺗﻘرﯾرﻩ 2وﻗد اﻗﺗﺑﺳت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣق اﻟدول اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﻟﺳﻧﺔ 1947واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ
ﻟﻬﺎ.3
راﺑﻌﺎ :أﻫم اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس
ﺗﻧﺎوﻟت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس أﻫم اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 15إﻟﻰ ،20ﻓﻌددت ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 1/15ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺣﺎوﻟت ﺗﻌدﯾل ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﺑﺎرﯾس ﺑﺷﺄن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺿﺎﻓت إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ.4
وأﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدول ﻓﻲ أن ﺗﺷﺗرط ﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل
أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺدراك ﺑﺎﻟﻧظر ،وﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ذﻟك أن اﻷﻣر ﺟوازي ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻌﺿو ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ذﻟك أﯾﺿﺎ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﺗﺟﯾز ﺿﻣﻧﯾﺎ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺷﺎرات
ﻏﯾر اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻊ إﻋطﺎء اﻟﺣق ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﺣظر ذﻟك ﺿﻣن
192
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،إذا ﻟم ﺗﻛن ﻟدﯾﻬﺎ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت،
وﻋﻠﯾﻪ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن إدراﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﺻر ﻣﺛل
اﻷﺻوات واﻟرواﺋﺢ 1وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺻوت ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻘدﯾم ﺷرﯾط إﻟﻰ ﻣﻛﺗب ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﻪ وﻣن ﺛم إﺳﺑﺎغ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻪ ،ﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺣﺎﺳﺔ اﻟﺷم ﺣﯾث ﯾﺟوز ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.
وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن إدراﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﺻر ﻛﺎﻷﺻوات
واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﺎﺳﺔ اﻟﺷم أﻣر ﺷﺎﺋك ﻧظ ار ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ﻣﻛﺎﺗب
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺑول ﺗﺳﺟﯾل ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت – ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ – ﻻ ﺗزال ﻣﺗﺧوﻓﺔ ﻣن اﺗﺧﺎذ ﻫذﻩ
اﻟﺧطوة ،وﻣﻧﻌت ﺗﺳﺟﯾل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ،وذﻟك ﺑﺎﺷﺗراطﻬﺎ أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻠﻣوﺳﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺدراك ﺑﺎﻟﺑﺻر.
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس2ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
ﻋدم ﺟواز رﻓض ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وأﺿﺎﻓت اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 315أﯾﺿﺎ إﻟﺗزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻧﺷر
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ أو ﺑﻌدﻩ ﻣﺑﺎﺷرةٕ ،واﺗﺎﺣﺔ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺻﺎﺣب
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض وﺗﻘدﯾم اﻻﻟﺗﻣﺎس ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺗﺳﺟﯾل وأﻋطت ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓرﺻﺔ
اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-1اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،وﺛﯿﻘﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻮﯾﺒﻮ ،ص -51ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺟﻼل وﻓﺎء
ﻣﺤﻤﺪﯾﻦ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.106
-2ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة 4ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 15ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﺑﺲ "ﻻ ﯾﺠﻮز ﻣﻄﻠﻘﺎ أن ﺗﻜﻮن طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠﻊ أو اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺮاد اﺳﺘﺨﺪام
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﺗﺤﻮل دون ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﻼﻣﺔ".
-3ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة 5ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 15ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﺑﺲ "ﺗﻠﺘﺰم اﻟﺒﻠﺪان اﻷﻋﻀﺎء ﺑﻨﺸﺮ ﻛﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ إﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﺠﯿﻠﮭﺎ أو
ﺑﻌﺪه ﻓﻮرا ،وﺑﺈﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ اﻻﻟﺘﻤﺎﺳﺎت ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻷﻋﻀﺎء إﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺻﺔ
اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﯿﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ".
193
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1/16ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟﺣﺻرﯾﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﻐﯾر ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل أي ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
أو ﺧدﻣﺎت ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻼﻣﺗﻪ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾؤدي اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ
ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﯾﻛون اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻣﻔﺗرﺿﺎ ،وﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﺿﻣن ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣدا أدﻧﻰ ﻣن اﻟﺣﻘوق ،وﻟم ﯾﻛن ﻟﻬذا اﻟﺣﻛم ﻣﻘﺎﺑل ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣدد ﻣﺿﻣون ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.1
وﻗد ﻋﺎﻟﺟت اﻟﻣﺎدة 2/16ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة وأوﺻت ﺑﺗطﺑﯾق
أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 6ﻣﻛرر ﻣن ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﺎرﯾس واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ،إﻻ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس
ﻟم ﺗﺣدد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة وﺟﺎءت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس وﺗوﺳﻌت ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻠم ﺗﻘﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑل أﺿﺎﻓت ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ وأﻋطت ﻣﻔﻬوﻣﺎ
ﻋﺎﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗرﺷﺎد ﺑﻪ ﻋﻧد ﺗﻘﯾﯾم
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻫل ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﻬورة أم ﻻ ،ﻓﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ "...ﻋﻧد ﺗﻘرﯾر ﻣﺎ إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﺟﯾدا ﺗراﻋﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﻣدى ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟدى ﻗطﺎع اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻌﺿو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗروﯾﺞ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ " أي أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﺧذت ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدى ﺷﻬرة اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟدى ﻣواطﻧﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﻗﯾﻣﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗراﻓﻘﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة .2
وﻗد ﺗوﺳﻌت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﺑﺣﯾث ﺣظرت
اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ أو
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ،ﺑﺷرط أن ﯾؤدي ﻫذا اﻻﺳﺗﺧدام إﻟﻰ
اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑوﺟود ﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ وﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة
-1ﺣﺴﺎم اﻟﺪﯾﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺼﻐﯿﺮ)اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.45
-2ﻋﺒﺪ ﷲ ﺣﻤﯿﺪ ﺳﻠﯿﻤﺎن اﻟﻐﻮﯾﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .23
194
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وأن ﯾؤدي اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ إﻟﻰ اﺣﺗﻣﺎل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ
ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺗﻌرﯾﺿﻪ ﻟﻠﺿرر.1
وﻗد أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 21ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
أن ﺗﺣدد ﺷروطﺎ ﻟﻠﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﺣظرت
اﻟﺗرﺧﯾص اﻹﻟزاﻣﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺟﺎزت ذات اﻟﻣﺎدة ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﯾﺗﻧﺎزل ﻟﻠﻐﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ أو ﺑدون ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري.
وﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣواد ﻣن 34وﻟﻐﺎﯾﺔ 61ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم ﻧظﻣت اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ،إﻻ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣن دوﻟﺔ
ﻷﺧرى ﺟﻌﻠت ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺑﻌﺎدا دوﻟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﺗوﻓﯾر
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﺎرج ﻧطﺎق إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﺧﺗﻼف ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ
ﻛل دوﻟﺔ ﯾﺑﻌث ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻘﻠق واﻧﻌدام اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﺗﺟﺎر واﻟﺷرﻛﺎت ﻣﻣﺎ ﺣﺗم ﻋﻠﻰ
اﻟدول إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﺗﻧظم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻧﺳﯾق وﺗوﺣﯾد
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ.
وﯾﺧﺿﻊ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﺗداﺧل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ أرﺳـﻬﺎ
اﺗﻔ ــﺎق ﻣدرﯾ ــد ﻟﻠﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣ ــﺎت واﻟﺑروﺗوﻛ ــول اﻟﻣـ ـرﺗﺑط ﺑ ــﻪ ،إﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ
ﺑــﺎرﯾس ،واﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﺟواﻧــب اﻟﻣﺗﺻــﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟــﺎرة ﻣــن ﺣﻘــوق اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔﻛرﯾــﺔ )ﺗ ـرﯾﺑس( وﺑﻌــض
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﻣﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد.
195
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﺿﻊ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﻣدرﯾد ﺳﻧﺔ ،11891اﻟذي اﻧﻌﻘد ﻣن أﺟل وﺿﻊ ﻧظـﺎم دوﻟـﻲ
ﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﺑﻐــرض ﺗﺳــﻬﯾل ﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟــدوﻟﻲ ،وﻣــن ﺛــم ،ﺗﻔــﺎدي
ﺗﻛـرار ﺗﺳــﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓــﻲ ﻛــل دوﻟــﺔ ﯾرﻏــب اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻓﯾﻬــﺎ ،ﺑﻣــﺎ ﯾﺗرﺗــب
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﺗﻌﻘﯾدات وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل.2
وﻗد أرﺳﻰ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد اﻟﻣﺑرم ﻓﻲ 14أﺑرﯾل 31891ﻧظﺎﻣـﺎ ﻟﻠﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺎت
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳـﺟﻠﺔ ﻓـﻲ ﺑﻠـدﻩ اﻷﺻـﻠﻲ أن ﯾﻛﻔـل ﺣﻣﺎﯾﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﺎﻗﻲ دول اﻻﺗﺣـﺎد
ﻋــن طرﯾــق إﯾــداع ﺗﻠــك اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺟﻧﯾــف اﻟﺗــﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾ ــﺔ اﻟﻔﻛرﯾ ــﺔ ،اﻟ ــذي ﯾﻣﺳ ــك اﻟﺳ ــﺟل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣ ــﺎت وﯾﻧﺷ ــر ﻧﺷـ ـرة اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ وذﻟك ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻛﺗب اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﺣﺻل ﻓﯾﻪ اﻹﯾداع اﻷﺻﻠﻲ.4
وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺈن ﻏــرض ﻫــذا اﻻﺗﻔــﺎق ﻟــﯾس وﺿــﻊ ﻗــﺎﻧون ﻣوﺣــد ﻟﻠﻌﻼﻣــﺔ أو ﺗوﺣﯾــد ﻗـواﻧﯾن
اﻟــدول اﻟﻣوﻗﻌــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻟﻬــﺎ أو إﻗـرار ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻬــﺎٕ ،واﻧﻣــﺎ ﻓﻘــط وﺿــﻊ طرﯾﻘــﺔ ﻟﻠﺗﺳــﺟﯾل
ذات طـﺎﺑﻊ دوﻟــﻲ ﺗﺳــﻣﺢ ،اﻧطﻼﻗـﺎ ﻣــن ﺗﺳــﺟﯾل واﺣـد ،ﺑــﺈﻗرار اﻟﺣــق ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻛــل أو
ﺑﻌض دول اﺗﺣﺎد ﻣدرﯾد وﻓق رﻏﺑﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ.
وﻗـد ﺟـرى ﻟﻬــذا اﻟﻐـرض إﻧﺷـﺎء اﺗﺣــﺎد ﻫـو "اﺗﺣـﺎد ﻣدرﯾــد" ﯾﺗﻛـون ﻣـن اﻟــدول اﻟﻣوﻗﻌـﺔ ﻋﻠــﻰ
اﻻﺗﻔــﺎق ،ﯾﺗــوﻓر ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﻌﯾــﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﺗﺗﻛــون ﻣــن ﻣﻣﺛـل ﻋــن ﻛــل دوﻟــﺔ ،وﻋﻠــﻰ ﻣﯾزاﻧﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ،
ﻛﻣــﺎ ﯾﺗــوﻓر ﻋﻠــﻰ ﻣﻛﺗــب دوﻟــﻲ ﺑﺟﻧﯾــف ﯾﺗــوﻟﻰ اﻹﺟـراءات اﻹدارﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺳــﺟﯾل ،ﻛــل ذﻟــك ﺗﺣــت
إﺷراف اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.5
-1اﻧﻀﻤﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 10-72اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1972/03/22ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد 32
اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ .1972/04/21
-2ﯾﻔﻮق ﻋﺪد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻣﻦ طﺮف اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ وﻓﻖ ﻧﻈﺎم ﻣﺪرﯾﺪ ﻟﻠﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت
اﻟﻤﻠﯿﻮن ﻋﻼﻣﺔ ،إﺣﺼﺎﺋﯿﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،www.wipo.intﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ
.2012/07/20
-3ﺗﻤﺖ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ھﺬا اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﯿﻞ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،1900/12/14وﺑﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ ،1911/06/2وﻓﻲ ﻻھﺎي ﻓﻲ
،1925 /11/6وﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻓﻲ 2ﺟﻮان ،1934وﻓﻲ ﻧﯿﺲ ﻓﻲ 15ﺟﻮان ،1957وﻓﻲ ﺳﺘﻮﻛﮭﻮﻟﻢ ﻓﻲ 1967/07/14
وﺗﻢ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﻓﻲ .1979/09/28
-4ﻓﺆاد ﻣﻌﻼل ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 631
-5ﻣﺤﻤﺪ ﺷﮭﺎب ،اﺗﻔﺎﻗﯿﺎت وﻣﻌﺎھﺪات ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ
اﻟﻮﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،طﺒﻌﺔ ،2011ص .16
196
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻔرع اﻷول :ﺷروط ٕواﺟراءات ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد
وﺿﻊ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﺷروط ٕواﺟراءات ﻟﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻣﺗ ــﺎح ﻓﻘ ــط ﻟﻠﻣﺳ ــﺗﻔﯾدﯾن ﻣ ــن ﺗﺳ ــﺟﯾل وطﻧ ــﻲ أﺟ ــري ﻓ ــﻲ إﺣ ــدى دول
اﺗﺣﺎد ﻣدرﯾد ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﯾرﺳـﯾﻪ اﺗﻔـﺎق ﻣدرﯾـد ﯾﺟـب
أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد إﻣـﺎ ﻣـن رﻋﺎﯾـﺎ إﺣـدى اﻟـدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أو ﻣﻘﯾﻣـﺎ ﻓﯾﻬـﺎ أو ﯾﻣﻠـك ﻓﯾﻬـﺎ ﻣﻧﺷـﺄة
ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻓﻌﻠﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 1/2ﻣن اﻻﺗﻔﺎق.
وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻗد ﺣﺻل ﻣﺳـﺑﻘﺎ ﻋﻠـﻰ ﺗﺳـﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺑﻠـدﻩ اﻷﺻـﻠﻲ ،أي ﻓـﻲ
اﻟﺑﻠد اﻟذي ﻫو ﻣن رﻋﺎﯾـﺎﻩ أو اﻟـذي ﯾﻘـﯾم ﻓﯾـﻪ أو ﯾﻣﻠـك ﻓﯾـﻪ ﻣﻧﺷـﺄة ﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ أو ﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ
وﻓﻌﻠﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛـون ﻗـد ﺟـرى ﺗﺳـﺟﯾل ﻓﻌﻠـﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻠـد اﻷﺻـل ،أﻣـﺎ
ﻣﺟــرد إﯾــداﻋﻬﺎ ﻓـﻼ ﯾﻌطﯾــﻪ اﻟﺣــق ﻓــﻲ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،ﻋﻠﻣــﺎ ﺑﺄﻧــﻪ إذا ﻗــﺎم ﻣﺎﻟــك اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ
اﻟﺑﻠد اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻔﻘدان ﺣﻘﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻔﻘد ﺣق طﻠب اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻬﺎ.1
ﯾﺳﺗﻧد اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﯾرﺳﯾﻪ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳـﺟﯾﻼت اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـﺗم ﻓـﻲ
اﻟــدول اﻟﻣﻧﺗﻣﯾــﺔ ﻟﻼﺗﻔــﺎق ،ﺣﯾــث ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد ،أن ﯾــذﻛر ﻓــﻲ طﻠــب اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻷول اﻟــذي
أﺟراﻩ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻷﺻل ،وﯾﺳـﻣﻰ" اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳـﻲ" أﻧـﻪ ﯾرﻏـب ﻓـﻲ اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺗﺳـﺟﯾل
اﻟــدوﻟﻲ ،2وﯾﺑــﯾن اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﯾرﻏــب ﻓــﻲ ﻣــد اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ إﻟﯾﻬــﺎ ،ﻋﻠﻣــﺎ ﺑــﺄن اﻻﺗﻔــﺎق ﯾﻌطــﻲ ﻟﻠــدول
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣق وﻗف ﻣﻧﺢ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬﺎ إذا ﻟم ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ ﺻـراﺣﺔ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺳـﺗﻔﯾد
ﻓﻲ طﻠﺑﻪ اﻷول ،3وﻫو ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟدول ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب.
ﺗــﺄﺗﻲ ﺑﻌــد ذﻟــك ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،واﻟﺗــﻲ ﺗﺑــدأ ﺑﺈﯾــداع طﻠــب اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن
ﻗﺑ ــل اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟ ــوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﻠﻘ ــﻲ ﻟﻠﺗﺳ ــﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﻣﻰ وﻓ ــق اﻟﻣ ــﺎدة " 2/2ﻣﻛﺗ ــب
اﻟﻣﻧﺷﺄ" ،ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻟدى اﻟﻣﻛﺗب اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺟﻧﯾـف ،ﺑواﺳـطﺔ اﺳـﺗﻣﺎرة
197
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺧﺎﺻــﺔ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻼﺋﺣــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ ﻟﻼﺗﻔــﺎق ﯾوﺟﻬﻬــﺎ اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ إﻟــﻰ ﻣﻛﺗــب اﻟﻣﻧﺷــﺄ،
وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺧﯾــر أن ﯾﺷــﻬد أن اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟطﻠــب اﻟــدوﻟﻲ ﺗطــﺎﺑق ﺗﻣﺎﻣــﺎ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ ،وأن ﯾﺑﯾن ﻋﻠﻰ اﻟطﻠـب ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳـﺟﯾل ورﻗﻣـﻪ واﻟﺗـﺎرﯾﺦ واﻟـرﻗم
اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟطﻠب اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ.1
وﻋﻠﻰ ﻣودع اﻟطﻠب أن ﯾﺑﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطﻠـب ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﻋﻧﻬـﺎ،
وﻛذﻟك إن أﻣﻛن اﻟﺻﻧف أو اﻷﺻﻧﺎف اﻟﺗﻲ ﺗﻧـدرج ﺗﺣﺗﻬـﺎ ﺗﺑﻌـﺎ ﻟﻠﺗﺻـﻧﯾف اﻟﻣوﺿـوع ﺑﻣوﺟـب
اﺗﻔــﺎق ﻧــﯾس اﻵﺗــﻲ ذﻛ ـرﻩ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــدٕ ،واﻻ ﻓــﺈن اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ ﻫــو اﻟــذي ﯾﻘــوم ﺑﺗﺻــﻧﯾﻔﻬﺎ وﻓــق
اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣذﻛور.2
ﻛــذﻟك ﻋﻠﯾــﻪ ،إذا طﺎﻟــب ﺑﻠــون ﻛﻌﻧﺻــر ﻣﻣﯾــز ﻟﻌﻼﻣﺗــﻪ ،أن ﯾﻌﻠــن ذﻟــك ﻓــﻲ طﻠﺑــﻪ وﯾﻘــدم
طﻠﺑﻪ اﻟدوﻟﻲ ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺈﺷﻌﺎر ﯾﺣدد ﻓﯾﻪ اﻟﻠون أو ﻣزﯾﺞ اﻷﻟـوان اﻟـذي ﯾطﺎﻟـب ﺑـﻪ ،وأن ﯾرﻓـق
ﺑذﻟك اﻟطﻠب ﻧﺳﺧﺎ ﺑﺎﻷﻟوان ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ.3
ﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣودع أن ﯾؤدي ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.
وﯾﻔﺣص اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ اﻟطﻠب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻘط ،أي ﻣن ﺣﯾـث اﻛﺗﻣـﺎل اﻟوﺛـﺎﺋق
واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وأداء اﻟرﺳوم ،ﻓﺈذا رﻓﺿـﻪ ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺿـرب ﻟﻠﻣـودع أﺟـل ﺛﻼﺛـﺔ أﺷـﻬر ﻣـن أﺟـل ﺗـدارك
اﻟـﻧﻘص ٕواﻻ اﻋﺗﺑــر ﻣﺗﺧﻠﯾــﺎ ﻋــن طﻠﺑـﻪ ،أﻣــﺎ إذا ﻗﺑﻠــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺳـﺟل اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــور ،وﯾــذﻛر
ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟـذي ﺗﺳـﻠم ﻓﯾـﻪ ﻣﻛﺗـب اﻟﻣﻧﺷـﺄ اﻟطﻠـب اﻟـدوﻟﻲ ،إذا ﻛـﺎن اﻟﻣﻛﺗـب اﻟـدوﻟﻲ
ﻗــد ﺗﺳــﻠم اﻟطﻠــب اﻟــدوﻟﻲ ﺧــﻼل ﺷــﻬرﯾن ﻣــن ذﻟــك اﻟﺗــﺎرﯾﺦ ،ﻷﻧــﻪ ﺣﯾﻧﺋــذ ﻓــﺈن ذﻟــك اﻟﺗــﺎرﯾﺦ ﻫــو
اﻟــذي ﯾﻌﺗﺑــر ﺗــﺎرﯾﺦ ﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺔ ،وﻋﻠــﻰ أﺳﺎﺳــﻪ ﺗﺣﺗﺳــب ﻣــدة اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ .أﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻗــد
ﺗﺳــﻠﻣﻪ ﺧــﺎرج ﻫــذا اﻷﺟــل ﺗﻌــﯾن ﻋﻠﯾــﻪ أن ﯾــذﻛر اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻟــذي ﺗﺳــﻠم ﻓﯾــﻪ اﻟطﻠــب وﯾﻌﺗﺑــر ﻫــو
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل.4
وﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟ ــدوﻟﻲ أن ﯾﺑﻠ ــﻎ اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻟﻣﻛﺎﺗ ــب اﻟ ــدول اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣطﻠ ــوب
اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻓﯾﻬ ــﺎ دون ﺗ ــﺄﺧﯾر ،وﯾﻘﯾ ــد اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﺟﻠﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﺟل اﻟ ــدوﻟﻲ
198
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻼﻣــﺎت ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻧﺷــرﻫﺎ ﻓــﻲ ﻧﺷـرة دورﯾـﺔ ﯾﺻــدرﻫﺎ ﻣـرة ﻓــﻲ اﻷﺳــﺑوع ﺗﺣــت ﻋﻧـوان "اﻟﻌﻼﻣــﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ".1
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ أن ﯾرﺳل ﺷـﻬﺎدة ﺑﺗﺳـﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣـﺔ إﻟـﻰ ﻣﻛﺗـب اﻟﻣﻧﺷـﺄ ،اﻟـذي
ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ.
وﯾﺣق ﻟﻠﻣﻛﺗب رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ إذا اﺷﺗﻣل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر
ﻣﻔﻬوﻣﺔ أو ﻛﺛﯾرة اﻟﻐﻣوض أو ﻣﺗداﺧﻠﺔ ،أو إذا ﻛﺎن اﻟﺧﺗم ﻻ ﯾﻌطﻲ ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﻌﻼﻣﺔٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟطﻠب ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل دوﻟﻲ ﺳﺎﺑق وﻛﺎن اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺎص اﻟﻣودع ﻏﯾر
ﻣطﺎﺑق ﻟﻼﺳم اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟدوﻟﻲ.
ﻟﯾس ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ أي أﺛر ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻧﺷﺄ اﻟﻌﻼﻣـﺔ ،ﻓﻬـﻲ ﻣﺣﻣﯾـﺔ ﻓﯾـﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿـﻰ
ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻷﺳـﺎس ﻟﻠﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ،أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﺑـﺎﻗﻲ اﻟـدول اﻷﻋﺿـﺎء
ﻓــﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻣدرﯾــد ﻓــﺈن ﻟﻠﺗﺳــﺟﯾل أﺛــر ﺻ ـرﯾﺢ ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﺗﻣﺗــﻊ اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ اﻟﺗــﻲ
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣﺑﺎﺷر ﻟﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ.2
اﻷﺻــل أﻧــﻪ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋــن اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﺗﺧوﯾــل اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد اﻟﺣــق ﻓــﻲ اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﻣطﻠــوب
ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟـدول اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳـﺟﯾل ،ﻓﯾﻛـون ﻣﻌﻔﯾـﺎ ﻣـن اﻟﻘﯾـﺎم ﺑـﺄي إﺟـراء ﻓـﻲ
ﺗﻠــك اﻟ ــدول ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧ ــﻪ اﻋﺗﺑ ــﺎ ار ﻣــن ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﺗﻛ ــون ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ
أ ارﺿــﻲ ﻛــل دوﻟــﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻫــﻲ ذاﺗﻬــﺎ ﻛﻣــﺎ ﻟــو ﻛﺎﻧــت ﺗﻠــك اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻗــد أودﻋــت ﻣﺑﺎﺷـرة ﻓﯾﻬــﺎ،3
ﻫذا ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗد ﺳﺑق ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ أﺣـد ﺗﻠـك اﻟـدول ﻗﺑـل اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ
ﻓ ــﺈن ﻫ ــذا اﻷﺧﯾ ــر ﯾﺣ ــل ﻣﺣ ــل اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــوطﻧﻲ دون اﻹﺿـ ـرار ﺑ ــﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳ ــﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ
اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻷول ،وﻓــﻲ ﻏﯾــﺎب اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻓﺈﻧــﻪ ،ﻣــﺎ ﻟــم ﯾﻛــن ﻗــد ﺟــرى ﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺔ
1
-La gazette ompi des marques internationales .
-2ﺣﻤﺪي ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺠﻐﺒﯿﺮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .199-198
-3اﻟﻤﺎدة 1/4ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
199
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣﺑﺎﺷـرة ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬــﺎ اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﻟــم ﯾﺟــر ﻓﯾﻬــﺎ
اﻟﺗﺳﺟﯾل.1
وﺗﺳــﺗﻔﯾد اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻹﺟـراءات اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن ﺣــق اﻷوﻟوﯾــﺔ ﻣــن ﺗــﺎرﯾﺦ
إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ،ﻫذا إذا ﺗم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ داﺧـل ذﻟـك اﻷﺟـل اﻟـذي ﻫـو ﺳـﺗﺔ أﺷـﻬر
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﯾداع اﻷﺳﺎﺳﻲ ،وذﻟك ﻣن دون أن ﯾﺳﺗﻠزم اﻷﻣـر اﺗﺧـﺎذ اﻹﺟـراءات اﻟﻣﻧﺻـوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس )م ،4اﻟﻔﻘرة رﻗم .(2
وﺗﻘدر ﻣدة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺔ ﺑﻌﺷـرﯾن ﺳـﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾـد
إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﺟرد أداء رﺳوم اﻟﺗﺟدﯾد إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ.
ﯾﻌطﻲ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺣق ﻓﻲ وﻗف ﻣد اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﺳـﺟﯾل
اﻟدوﻟﻲ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺷرط ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻗﺑـل اﻟﻣﺳـﺗﻔﯾد ،وﯾﻼﺣـظ
أن ﻏﺎﻟﺑﯾــﺔ اﻟــدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺗﻣــﺎرس ﻫــذا اﻟﺣــق ﻋﻧــد إﯾــداﻋﻬﺎ ﻟﻌﻘــد اﻧﺿــﻣﺎﻣﻬﺎ إﻟــﻰ اﻻﺗﻔــﺎق،
وﻫ ــذﻩ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ ﺗﺳ ــﻣﺢ ﻟﻠ ــدول اﻟﻣوﻗﻌ ــﺔ ﺑﺎﻻﺣﺗﻔ ــﺎظ ﺑﺣ ــق ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ رﻗﺎﺑﺗﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت
اﻟﻣﺳ ــﺗﻔﯾدة ﻣ ــن اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ،ﺣﯾ ــث ﯾﺧ ــول اﻻﺗﻔ ــﺎق ﻟﻬ ــذﻩ اﻟ ــدول ،ﺑﻌ ــد أن ﯾ ــﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻬ ــﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ ،أن ﺗﻘــوم ﺑد ارﺳــﺔ ذﻟــك اﻟﺗﺳــﺟﯾل وﻓــق ﻣــﺎ ﯾﻘــررﻩ
ﻗﺎﻧوﻧﻬـــﺎ اﻟـ ــداﺧﻠﻲ ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ــق ﺑد ارﺳـ ــﺔ اﻟطﻠـ ــب وﺗﺧوﯾـ ــل اﻟﺗﺳـ ــﺟﯾل أو رﻓﺿـ ــﻪ ،ﺑﻣﻌﻧـ ــﻰ أﻧﻬـ ــﺎ
ﺗﺧﺿﻌﻪ ﻟﻧﻔس اﻟﺷروط واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﯾداﻋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ.2
ﻣن ﻫﻧﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎق ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻣﻛﺎﺗب ﻫذﻩ اﻟـدول أن ﺗﻌﻠـن ﻓـﻲ إﺧطـﺎر ﺑـﺎﻟرﻓض
ﺗوﺟﻬﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻣﻧﺢ اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺔ ﻣوﺿـﻊ اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ﻣـﻊ
ﺑﯾـ ــﺎن اﻷﺳـ ــﺑﺎب اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺟـ ــب أن ﺗﺳـ ــﺗﻧد ﻟﻣـ ــﺎ ﯾﻘـ ــررﻩ ﻗﺎﻧوﻧﻬـ ــﺎ اﻟـ ــوطﻧﻲ ،وذﻟـ ــك ﺧـ ــﻼل اﻟﻣﻬﻠـ ــﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟـك اﻟﻘـﺎﻧون ،وﻋﻠـﻰ أﻛﺛـر ﺗﻘـدﯾر ﻗﺑـل اﻧﻘﺿـﺎء ﺳـﻧﺔ ﻣـن ﺗـﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻬـﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ .وﯾﺧﺿــﻊ ﻗرارﻫــﺎ ﺑﻬــذا اﻟﺷــﺄن ﻟﻣــﺎ ﺗﻘــررﻩ ﻗواﻧﯾﻧﻬــﺎ
200
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﻣــن طــرق اﻟطﻌــنٕ ،واذا ﻟــم ﺗﻣــﺎرس ﺣــق اﻟــرﻓض داﺧــل ﻫــذا اﻷﺟــل ،ﯾﻛــون وﺿــﻊ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻟدﯾﻬﺎ.1
وﯾﺗﺿﻣن اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟرﻓض اﻟذي ﺗرﺳﻠﻪ ﻣﻛﺎﺗب اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟوطﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب
اﻟدوﻟﻲ اﻹﻋﻼن ﺑﻌدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﻟرﻓض
وﻓق ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻠرﻓض ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻛﺗب
اﻟدوﻟﻲ:
-رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﺗﻲ ﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ.
-رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺟردة ﻣن أﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﻣﻣﯾزة .
-رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻶداب أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم و ﻋﻠﻰ اﻷﺧص اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور.
ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻌﻧﻲ أن إﺟراءات اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﺗﺗﺣـول إﻟـﻰ إﺟـراءات
إﯾــداع ﻓﻘــط ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠــدول اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾــﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾــﻎ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺈن اﻟﺣــدﯾث
ﻋ ــن ﻋﻼﻣ ــﺔ دوﻟﯾ ــﺔ ﻫ ــو ﻓ ــﻲ ﻏﯾ ــر ﻣﺣﻠ ــﻪ ،ﻣ ــﺎ دﻣﻧ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘ ــﺔ ﺑﺻ ــدد ﻋﻼﻣ ــﺔ وطﻧﯾ ــﺔ ﯾ ــﺗم
ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ﺛم ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗب اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﺻـﻧﺎﻋﯾﺔ وﯾﻌﻘﺑـﻪ ﺗﺳـﺟﯾل ﻓـﻲ ﻛـل أو
ﺑﻌــض اﻟــدول اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ﺑﻬــﺎ ﻛﻣــﺎ ﺟــرى ﺗﺣدﯾــدﻫﺎ ﻓــﻲ طﻠــب اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،ﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﺗﻔــﺎق
ﻣدرﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻟم ﯾﺻل إﻟﻰ وﺿﻊ ﻧظﺎم دوﻟﻲ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾلٕ ،واﻧﻣـﺎ ﻓﻘـط
ﻟﻺﯾداع ،ﺑﻐرض اﺧﺗزال إﺟراءات ﺗﻛرار اﻹﯾـداﻋﺎت ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺳـﺗﻔﯾد ﻧﻔﺳـﻪ أﻣـﺎم ﻣﻛﺗـب ﻛـل
دوﻟﺔ ﯾرﯾد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ.
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﺳﺟﯾل وﻓق اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﯾوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗب اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺎت ﻋﻧـﺎء
اﻟﺗﺣﻘــق ﻣــن اﺳــﺗﯾﻔﺎء اﻟطﻠــب ﻟﻠﺷــروط اﻟﺷــﻛﻠﯾﺔ أو ﺗﺻــﻧﯾف اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﻌﻼﻣــﺎت ،ﻛﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﻔﯾد
اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓﯾﻬــﺎ )اﻷط ـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة( ﻣــن ﺗوزﯾــﻊ ﺳــﻧوي ﻟﻠرﺳــوم اﻟﺗــﻲ
ﯾﺣﺻﻠﻬﺎ اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل وﻓق ﻋدد ﺗﻌﯾﯾﻧﺎﺗﻬﺎ.2
201
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻗ ــد أﻗ ــﺎم اﺗﻔ ــﺎق ﻣدرﯾ ــد ﻧوﻋ ــﺎ ﻣ ــن اﻻرﺗﺑ ــﺎط ﺑ ــﯾن اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ اﻟﻣﺳ ــﺟﻠﺔ ﻓ ــﻲ ﺑﻠ ــد اﻟﻣﻧﺷ ــﺄ
واﻟﻌﻼﻣــﺎت اﻟوطﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻧدة ﻟﺗﻠــك اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﻣﺗﻔرﻋــﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،ذﻟــك ﻓــﺈن ﻛــل
ﺗﻐﯾﯾــر ﯾط ـ أر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻷﺻــل ﻣــن ﺣﯾــث إﺑطﺎﻟﻬــﺎ أو ﺷــطﺑﻬﺎ أو اﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋﻧﻬــﺎ أو ﻋــدم
ﺗﺟدﯾـد ﺗﺳـﺟﯾﻠﻬﺎ ﯾـﻧﻌﻛس ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ،وﻣـن ﺛـم ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺳـﺟﯾﻼت اﻟﻔرﻋﯾـﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ،
إذا ط أر ﺧﻼل ﺧﻣس ﺳﻧوات اﻷوﻟـﻰ ﻣـن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ،أﻣـﺎ ﺑﻌـد ﻫـذا اﻟﺗـﺎرﯾﺦ ،ﻓـﺈن
ﺗﻠك اﻟﺗﺳﺟﯾﻼت ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ.1
وﯾﻧط ـوي ﻫــذا اﻻرﺗﺑــﺎط ﻋﻠــﻰ ﻓﺎﺋــدة ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻣﻬﻣــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳــﯾن اﻟــذﯾن ﯾﻛﻔــﯾﻬم اﻟﺣﺻــول
ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ،ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑطﻼن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ
وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺑطــﻼن اﻟﺗﺳــﺟﯾﻼت اﻟوطﻧﯾــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ،ﻓﯾﻐﻧــﯾﻬم ذﻟــك ﻋــن ﻣﻧﺎزﻋــﺔ ﺻــﺣﺔ اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ
ﻛل ﺑﻠد ﻋﻠﻰ ﺣدة.
وﺟ ــدﯾر ﺑﺎﻟ ــذﻛر أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ أوﺟﺑـ ـت ﺗﺑﻠﯾ ــﻎ ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾ ــرات اﻟطﺎرﺋ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺳواء ﺗﻌﻠﻘت ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓـﻲ ﺣـد ذاﺗﻬـﺎ أو ﺑﺻـﺎﺣب اﻟﺣـق ﻓﯾﻬـﺎ ﻛﺗﻐﯾﯾـر اﺳـم ﺻـﺎﺣب
اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻋﻧواﻧﻪ أو ﺗﻐﯾﯾـر ﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﻛﻠﯾـﺎ أو ﺟزﺋﯾـﺎ ،وﯾـﺗم ﻫـذا اﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ ﻣـن ﻗﺑـل ﻣﻛﺗـب
اﻟﻣﻧﺷــﺄ إﻟــﻰ اﻟﻣﻛﺗـب اﻟــدوﻟﻲ ،وﯾﻘـوم ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﺑﺗﺑﻠﯾــﻎ ذﻟــك إﻟــﻰ اﻟــدول اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ وﺑﺗﻘﯾﯾــدﻩ ﻓــﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟدوﻟﻲ ،وﻧﺷرﻩ ﻓﻲ ﻧﺷرة اﻟﻌﻼﻣﺎت.2
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻧظﺎم ﻣدرﯾد ﻗد اﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت
ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻟﻔﺗرة ﺗﺟﺎوزت اﻟﻘرن ﻓﺈن ﻋدد اﻟﺑﻠدان ﺑﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ وﺑﻘﻰ ﻣﺣدودا
أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق
ﻣﻧﻬﺎ اﺷﺗراط اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑل ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدول
اﻟﻣﻧﺗﻣﯾﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌود ﺳﺑب اﻟﻌزوف ﻋن اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣدرﯾد إﻟﻰ اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻘﺻﯾرة ﻧﺳﺑﯾﺎ
)ﺳﻧﺔ واﺣدة( اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣﻛﺗب اﻟﻣﻌﯾن أن ﯾﻔﺣص اﻟﻌﻼﻣﺔ وﯾﺻدر ﻗ اررﻩ ﺑﻘﺑول أو
رﻓض اﻹﯾداع ﻣﺑﯾﻧﺎ ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻓض.
202
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻋﺗﺑر ﻣن اﻟﺻﺎرم ﺟدا أن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣدة
ﺧﻣس ﺳﻧوات ،واﻧﻪ ﯾﺟب إﻟﻐﺎؤﻩ إذا ﻣﺎ أﻟﻐﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ذﻟك أن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ ﻣن اﺟل ﺷطب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻟﯾﺳت ﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﺿرورة ﻓﻲ ﻛل ﻣن
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.1
إن ﻟﻐــﺔ اﻟﻌﻣــل اﻟوﺣﯾــدة ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻻﺗﻔــﺎق ﻣدرﯾــد ﻫــﻲ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ ،وﻫــذﻩ ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺗــﻲ
دﻋت إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل ﻧظﺎم ﻣدرﯾد ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ.
إذا ﻛــﺎن اﻟطﻠــب اﻟــذي ﻗدﻣــﻪ اﻟﻣﺎﻟــك ﻏﯾــر ﻣﺳــﺗوف ﺧــﻼل ﺳــﺗﺔ أﺷــﻬر ﻓﯾﺟــوز ﻟﻠﻣﻛﺗــب
اﻟدوﻟﻲ أن ﯾﺣدد ﻣدة ﺳﺗﺔ أﺷﻬر أﺧرى ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟطﻠب وﯾﺧطر ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﺑﻬـذا اﻟﺗﺄﺟﯾـل
ٕواذا ﻛــﺎن طﻠــب اﻟﺗﺳــﺟﯾل ﻏﯾــر ﻛﺎﻣــل أو ﻏﯾــر ﻣﺳــﺗوف اﻹﺟـراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ وﻛــﺎن ﺟــزء ﻣــن
إﯾداع ﺟﻣـﺎﻋﻲ ﻋـن أﻛﺛـر ﻣـن ﻋﻼﻣـﺔ ،ﻓﯾوﻗـف ﺗﺳـﺟﯾل ﻛـل اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﺻـرح ﺻـﺎﺣب
اﻟﺷــﺄن ،أو ﻣﺎﻟــك اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﺧﺎرﺟــﺔ ﻋــن اﻹﯾــداع اﻟﺟﻣــﺎﻋﻲ
وﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬﺎ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓق ﺑروﺗوﻛول اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد واﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ وﻧﯾس
ﻓــﻲ ﻣﺣﺎوﻟ ـﺔ ﻟﺗــدارك اﻟﻧﻘــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ وردت ﺿــﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻣدرﯾــد ﺑﺷــﺄن ﺧﻠــق ﻧظــﺎم ﺗﺳــﺟﯾل
دوﻟﻲ ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،واﻟﺣد ﻣن ﺗﻌﺳف اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ،ظﻬرت ﻣﻌﺎﻫدات دوﻟﯾـﺔ
أﺧــرى ﺗﻣﺛﻠــت ﻓــﻲ ﺑروﺗوﻛــول اﺗﻔــﺎق ﻣدرﯾــد اﻟــذي ﯾﻌﺗﺑــر ﻣﻛﻣــﻼ ﻻﺗﻔــﺎق ﻣدرﯾــد وأﯾﺿــﺎ اﺗﻔــﺎق
ﻓﯾﯾﻧﺎ ،واﺗﻔﺎق ﻧﯾس.
3
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق ﺑروﺗوﻛول اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد
ﺗﻌدﯾﻼ ﻻﺗﻔﺎق ﻣدرﯾـد ﺗـم وﺿـﻊ ﺑروﺗوﻛـول ﻣـرﺗﺑط ﺑـﻪ ﻓـﻲ 27ﺟـوان ،41989دﺧـل ﺣﯾـز
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗﺢ ﻣن دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ .1995
-1وﺛﯿﻘﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﺗﻔﺎق
وﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل ﻣﺪرﯾﺪ ،اﻟﻘﺎھﺮة 11 ،10ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1997م ،ص ،4ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق
ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .146
-2اﻟﻤﺎدة 2ﻣﻦ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ ،ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎدق ﻣﺮﺳﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .146
-3اﻧﻀﻤﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ إﻟﻰ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ 420-13اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،2013/12/15
ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد 21اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ .2015/04/26
-4ﺗﻢ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﻓﻲ 2006/10/03و.2007/11/12
203
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻧﺟﺎح اﻟذي ﻟﻘﯾﻪ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ظل
ﻣﺣــدودا ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟــدول اﻟﻣﻧﺿــﻣﺔ إﻟﯾــﻪ ،إذ أن ﺑﻌــض اﻟــدول اﻟﻣﻬﻣــﺔ ،وﻣــن ﺛــم ﺑﻌــض
اﻷﺳـ ـواق اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ظﻠ ــت ﺧ ــﺎرج ﻫ ــذا اﻟﻧظ ــﺎم ،وﻫ ــذا ﻫ ــو ﺷ ــﺄن اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ
واﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻣﺗﺣــدة واﻟﯾﺎﺑــﺎن واﻟﻌدﯾــد اﻵﺧــر ﻣــن اﻟــدول ،ﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓﻘــد ﺟــرى اﻟﺗﻔﻛﯾــر ﻓــﻲ ﺗﻌــدﯾل
اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ،وﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﯾﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋرﻗﻠـﺔ أﻣـﺎم اﻧﺿـﻣﺎم ﻫـذﻩ اﻟـدول
إﻟﯾﻪ ،1وﻫذا ﻣﺎ ﺗم ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27ﯾوﻧﯾو 1989ﻓـﻲ ﻣدرﯾـد ﺣﯾـث ﺗـم اﻟﺗوﻗﯾـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺑروﺗوﻛـول ﺑﻬـذا
اﻟﺷﺄن أﺻﺑﺢ ﯾﻧﻌت ﺑـ "ﺑروﺗوﻛول اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت".
أوﻻ :ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد اﻟذي ﯾرﺑط اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻠـد اﻟﻣﻧﺷـﺄ
ﻓﺈن اﻟﺑروﺗوﻛول ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑطﻠب اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺑﻠـد ،2ﻓﻬـذا اﻟﺗﻌـدﯾل ﯾﻔـﺗﺢ اﻟﺑـﺎب أﻣـﺎم
طﻠ ــب اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﺑﻣﺟ ــرد ﺣﺻ ــول إﯾ ــداع طﻠ ــب اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــوطﻧﻲ ،وﻣ ــن دون
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻻﻧﺗظﺎر اﻧﺗﻬﺎء إﺟراءات اﻟﺑﺣث اﻟوطﻧﯾﺔ ،واﻟﻐرض ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌـدﯾل دﻋـم ﻣﺑـدأ
اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﻼﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ٕوان ﻛﺎن ﻗد ﻻ ﯾﺟري ﻗﺑول ﺗﺳـﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﺑﻠـد اﻟﻣﻧﺷـﺄ ﻻﻋﺗﺑـﺎرات
ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﻘــﺎﻧون ذﻟــك اﻟﺑﻠــد ،ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺟ ـب أﻻ ﯾﺣــول ذﻟــك دون ﺗﺳــﺟﯾﻠﻬﺎ )وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻣﻧﺣﻬــﺎ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ( ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺑل ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ ﺑذﻟك.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺳﺎﺳـﻲ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﺑﺎﻷﺟـل اﻟﻣﺧـول ﻟﻠـدول ﻟـرﻓض اﻟﺗﺳـﺟﯾل ،واﻟـذي ﺟـرى
ﺗﻣدﯾدﻩ ﻓـﻲ اﻟﺑروﺗوﻛـول إﻟـﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﻋﺷـر ﺷـﻬ ار 4ﻋـوض أﺟـل اﻟﺳـﻧﺔ اﻟـذي ﯾـﻧص ﻋﻠﯾـﻪ
اﺗﻔــﺎق ﻣدرﯾــد ،اﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﯾــﺎت اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﺗﺄﺧــذ ﺑﻧظــﺎم اﻟﻔﺣــص اﻟﺳــﺎﺑق واﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ
ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣدة أطول ﻹﺟراء ذﻟك اﻟﻔﺣص.5
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣن ﺑروﺗوﻛول اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ﺗﻌدﯾﻼ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑرﺳـوم اﻟﺗﺳـﺟﯾل ،ﻓﺳـﻣﺢ اﻟﺑروﺗوﻛـول
ﻟﻠﻣﻛﺎﺗ ــب اﻟوطﻧﯾ ــﺔ ﺑﺎﻻﺣﺗﻔ ــﺎظ ﺑﻬ ــﺎ ﻛﺎﻣﻠ ــﺔ ﺗﺣ ــت ﻣﺳ ــﻣﻰ اﻟرﺳ ــم اﻟﻔ ــردي ،أو اﻻﺣﺗﻔ ــﺎظ
-1اﻧﻀﻤﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮل ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،2003/11/02واﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺘﺎرﯾﺦ
،1995/12/01واﻟﯿﺎﺑﺎن ﻓﻲ ،2000/03/14واﺳﺘﺮاﻟﯿﺎ ﻓﻲ 11ﯾﻮﻟﯿﻮ ،2001وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺪول اﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﯿﮫ
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻨﺔ 97 ،2015دوﻟﺔ.
-2اﻟﻤﺎدة 1/2ﻣﻦ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-3ﻓﺆاد ﻣﻌﻼل ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .637
-4اﻟﻤﺎدة 2/5ب ﻣﻦ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﺗﻔﺎق ﻣﺪرﯾﺪ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-5ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﻘﻠﯿﻮﺑﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .618
204
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ اﻷﻛﺑــر ﻣﻧﻬــﺎ ،ﺑﻐﯾــﺔ ﺗﻣﻛــﯾن ﻫــذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺗــب ﻣــن اﻟﻣـوارد اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾــﺔ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ
ﺗﻛ ــﺎﻟﯾف ﻧظ ــﺎم اﻟﺑﺣ ــث اﻟ ــذي ﺗﻌﻣ ــل ﺑ ــﻪ ،1وﻓ ــﻲ ﻛ ــل اﻷﺣـ ـوال ﯾﺗ ــوﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟ ــدوﻟﻲ
ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔﻛرﯾــﺔ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﺣﺻــﯾﻠﺔ اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻹﯾـرادات اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت واﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن دﻓﻊ رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟرﺳـوم اﻹﺿـﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾـﺔ ،ﻋﻠـﻰ اﻟـدول
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.2
راﺑﻌـــﺎ :أﻣ ــﺎ اﻟﺗﻌــدﯾل اﻷﺧﯾــر ﻓﻣﺣــورﻩ اﻷﺛــر اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋ ــن اﻟﺗﺻ ـرﯾﺢ ﺑ ـﺑطﻼن اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠ ــد
اﻟﻣﻧﺷــﺄ ،ﻓـﺈذا ﻛــﺎن اﺗﻔــﺎق ﻣدرﯾـد ﯾﻘﺿــﻲ ﺑﺎﻧﻌﻛــﺎس ذﻟــك اﻟــﺑطﻼن ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ
وﻣن ﺛم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧدة ﻋﻠﯾﻪ إذا ﺣﺻل ﺧﻼل اﻟﺳـﻧوات اﻟﺧﻣـس ﻣـن
ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ،ﻓ ــﺈن اﻟﺑروﺗوﻛ ــول ﯾﺳ ــﻣﺢ ﺑﺗﺣوﯾ ــل اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ طﻠب وطﻧﻲ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ ،3وﻣـن ﺛـم اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن ﺣـق
اﻷوﻟوﯾــﺔ ﻣــن ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ،4وذﻟــك ﻟﺗﻔــﺎدي اﻻﻧﻌﻛﺎﺳــﺎت اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻ ـرﯾﺢ
ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون ذﻟك اﻟﺑﻠـد ،إذ ﺑـدا ﻣـن ﻏﯾـر اﻟﻣﻧطﻘـﻲ
ﻣد أﺛر اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻟﻠﺑﻠـدان اﻷﺧـرى ،اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـب أن ﯾﺗـرك ﻟﻬـﺎ ﺗﻘرﯾـر ذﻟـك
اﻟـﺑطﻼن وﻓـق ﻣـﺎ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑـﻪ ﻗواﻧﯾﻧﻬـﺎ ،وﻫــو ﻣـﺎ ﯾﺗﺣﻘـق ﻟﻬـﺎ ﻋـن طرﯾـق اﻟﺳـﻣﺎح ﺑﺗﺣوﯾــل
اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ إﻟ ــﻰ طﻠــب وطﻧ ــﻲ ،ﺣﺗ ــﻰ ﯾﺣ ــﺗﻔظ اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟ ــوطﻧﻲ
واﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن.5
إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺗﻌــدﯾﻼت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻓﻘــد ﺧﻔــض اﻟﺑروﺗوﻛــول ﻣــدة اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻋﺷــر
ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد 6ﻋوض ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺟـﺎءت ﺿـﻣن اﺗﻔـﺎق ﻣدرﯾـد ،وﯾﻠﺗـزم اﻟﻣﻛﺗـب
اﻟدوﻟﻲ ﻗﺑـل ﺳـﺗﺔ أﺷـﻬر ﻣـن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿـﺎء اﻟﺗﺳـﺟﯾل ﺑﺈﺷـﻌﺎر ﻣﺎﻟـك اﻟﻌﻼﻣـﺔ أو ﻣﻣﺛﻠـﻪ ﺑـذﻟك،
ﻟﯾﻘـوم ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾـد اﻟـﻼزم ودﻓـﻊ اﻟرﺳـوم اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ،7ﻓـﺈذا ﺗـﺄﺧر ﺻـﺎﺣب اﻟﺷـﺄن ﺑﺈﺑـداء رﻏﺑﺗـﻪ ﻓــﻲ
205
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺗﺟدﯾ ــد اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل ﺧ ــﻼل اﻟﺳ ــﺗﺔ أﺷ ــﻬر اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻠ ــﻲ اﻧﺗﻬ ــﺎء ﻓﺗـ ـرة اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻋﺗﺑ ــر ﻣﺗﻧ ــﺎزﻻ ﻋ ــن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ.1
ﻫــذا ،واﻻﻧﺿــﻣﺎم إﻟــﻰ اﻟﺑروﺗوﻛــول ﻣﻔﺗــوح ﻓــﻲ وﺟــﻪ ﺳ ـواء اﻟــدول ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻋﺿــو أو
ﻏﯾر ﻋﺿو ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻣدرﯾد ،وﻫو ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺻدور ﻻﺋﺣـﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ ﻣﺷـﺗرﻛﺔ ﺑـﯾن اﺗﻔـﺎق وﺑروﺗوﻛـول ﻣدرﯾـد ﺑﺷـﺄن
اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻧﺎﻓذة اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ،2012/01/01وﺗﺿـﻣﻧت ﻫـذﻩ
اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت.
ﺑــﺎﻟﻧظر ﻟﻣﺣدودﯾــﺔ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗــﻲ أﺳــﻔر ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﺗﻔــﺎق درﯾــد ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى إﺣــداث ﻧظــﺎم
ﺗﺳــﺟﯾل دوﻟــﻲ ﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣــﺎت )وﻗﺑــل ﺻــدور اﻟﺑروﺗوﻛــول اﻟﺧــﺎص ﺑــﻪ( ،ﻣــﺎ دام أﻧــﻪ ﯾﺳــﻣﺢ
ﺑﺎﺣﺗﻔــﺎظ اﻟــدول ﻋﻠــﻰ ﻫﯾﻣﻧﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ طﻠﺑــﺎت اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻣﺑﻠﻐــﺔ إﻟﯾﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻛﺗــب اﻟــدوﻟﻲ ،ﻓﻘــد
ﻋﻣــدت ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟــدول ﻟــم ﺗﻛــن ﻋﺿــوا ﻓــﻲ اﺗﺣــﺎد ﺑــﺎرﯾس ،ﻣــن ﺑﯾﻧﻬــﺎ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ وﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ ،إﻟــﻰ وﺿــﻊ اﺗﻔــﺎق ﻓﯾﯾﻧ ـﺎ ﻟﻠﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣــﺎت ﺑﺗــﺎرﯾﺦ 12ﺟ ـوان
،1973ودﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﻧﻔﺎذ ﺳﻧﺔ .1980
ﻫ ــذا اﻻﺗﻔ ــﺎق أرﺳ ــﻰ ﻧظﺎﻣ ــﺎ ﻟﻠﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ ﻣﺳ ــﺗﻘل ﺗﻣﺎﻣ ــﺎ ﻋ ــن اﻟﺗﺳ ــﺟﯾﻼت اﻟوطﻧﯾ ــﺔ،
ﯾﺳﻣﺢ ﺑطﻠب اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻏﯾر أن اﻻﺗﻔﺎق ﺳـﻣﺢ
ﻣــﻊ ذﻟــك ﻟﻠــدول اﻷﻋﺿــﺎء ﺑــﺄن ﺗﺷــﺗرط إﯾــداع طﻠــب ﺗﺳــﺟﯾل وطﻧــﻲ أوﻻ ﻗﺑــل طﻠــب اﻟﺗﺳــﺟﯾل
اﻟـدوﻟﻲ ،2ﻛﻣــﺎ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ ﺻـﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣــﺔ أن ﯾﻌــﯾن ﻓــﻲ طﻠـب اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻟــدول اﻟﺗــﻲ ﯾرﻏــب
ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻓﯾﻬــﺎٕ ،واذا ﺗﻌﻠــق اﻷﻣــر ﺑطﻠــب اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ
ﻛﺎﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﻣﺛﻼ ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ذﻛر ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﻣﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ.3
206
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻟﻠﺗﺳﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ وﻓـق ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق ﻧﻔـس اﻷﺛـر اﻟـذي ﯾﻛـون ﻟﻺﯾـداع اﻟـوطﻧﻲ ﻓـﻲ اﻟـدول
اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠب ،ﻏﯾر أن ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة أن ﺗرﻓض اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺗﻘـررﻩ
ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ 1وذﻟك ﺧﻼل أﺟل 15ﺷﻬ ار ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل.2
وﯾﺗﺳم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ وﻓق اﺗﻔﺎق ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑطﺎﺑﻌﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺗﺳـﺟﯾﻼت اﻟوطﻧﯾـﺔ ،ﻓﻛـل
ﺗﻐﯾﯾر ﯾط أر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث إﺑطﺎل اﻟﻌﻼﻣـﺔ أو اﻟﺗﺷـطﯾب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ،أو اﻟﺗﺧﻠـﻲ
ﻋﻧﻬﺎ ،أو ﻋدم ﺗﺟدﯾد ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،ﻻ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳـﺟﯾل اﻟـدوﻟﻲ ،ﻋﻠـﻰ ﺧـﻼف اﺗﻔـﺎق ﻣدرﯾـد
ﺣﯾث ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ إذا ط أر ﺧﻼل اﻟﺧﻣس ﺳﻧوات اﻷوﻟﻰ.
ﻫذا ورﻏم أن اﻻﺗﻔﺎق ﺳﻣﺢ ﻷﻋﺿﺎﺋﻪ ﺑﺎﻻﻧﺿﻣﺎم ﻛـذﻟك إﻟـﻰ اﺗﻔـﺎق ﻣدرﯾـد ،وﺗـرك اﻟﺧﯾـﺎر
ﻟرﻋﺎﯾـــﺎ اﻟ ــدول اﻷﻋﺿ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻻﺗﻔ ــﺎﻗﯾن ﻣﻌ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻠﺟ ــوء إﻟ ــﻰ اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟ ــدوﻟﻲ وﻓـ ـق أﺣ ــد
اﻻﺗﻔــﺎﻗﯾن ﺑﺣﺳــب اﻟﺑﻠــد اﻟــذي ﯾرﻏﺑــون ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻓﯾــﻪ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــم ﯾﻠــق اﻟﻧﺟــﺎح
اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻪ ،3وﻟم ﺗﻧﺿم إﻟﻰ ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق أﯾﺔ دول أﺧرى ﻣﺎ ﻋدا اﻟدول اﻟﺧﻣـس اﻟﺗـﻲ ﻗﺎﻣـت
ﺳﺟل ﻣﻧذ ﺑدء ﻧﻔﺎذ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺳوى ﻋﻼﻣﺗﯾن ﺗﺟﺎرﯾﺗﯾن.4
ﺑﺈﺑراﻣﻪ ،وﻟم ُﯾ ّ
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزال ﻧﺎﻓذة رﺳﻣﯾﺎ ،ﻓـﺈن ﺗطﺑﯾـق اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻗـد ُﺟ ﱢﻣـد ﺑﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ
ﻗرار أﺻدرﺗﻪ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر ،1991ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧـﻲ وﻗـف اﻟﻧظـﺎم اﻟﺧـﺎص ﺑﻬـﺎ،
وﻋدم ﻗﺑول ﺣﺎﻻت اﻧﺿﻣﺎم ﺟدﯾدة ،أو إﺟراء ﺗﺳﺟﯾﻼت ﺟدﯾدة ،وﻻ ﯾﺟـوز أن ﺗﺟﺗﻣـﻊ ﺟﻣﻌﯾـﺔ
اﺗﺣﺎد ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻓﻲ دورات ﻋﺎدﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن "رﻓﻊ اﻟﺗﺟﻣﯾد" ﺑﻘرار ﻣن ﺟﻣﻌﯾﺔ اﺗﺣـﺎد
اﻟﻣﻌﺎﻫ ــدة ﻓ ــﻲ دورة اﺳ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟ ــك ﻟ ــم ﯾﺣ ــدث ﻗ ــط وﺗوﻗ ــف ﺳـ ـرﯾﺎن ﻛﺎﻓ ــﺔ ﺗﺳ ــﺟﯾﻼت
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﺗﺟدﯾدﻫﺎ.5
207
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓق اﺗﻔﺎق ﻧﯾس ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
إن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺑﯾل
ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﺎرﯾس ،وﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟدول ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أدت إﻟﻰ ﻋواﺋق
اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك دول ﻻ ﺗﻣﻠك ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ أﺻﻼ وأﺧرى ﻛﺎﻧت
ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ وﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻟﯾس ﻣﻧطﻘﯾﺎ داﺋﻣﺎ.
ﻫذا وﻗد أﺑرﻣت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾس ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،21957/06/15ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾن ﺛﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ دوﻟﯾﺎ
ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻫﻲ إﻧﺷﺎء ﺗﺻﻧﯾف ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺻورﯾﺔ ،أو اﻟرﻣزﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑل ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﺣوي ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺻوﯾرﯾﺔ أو رﻣزﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻣﺛل اﻟﻧﺟوم أو اﻷﺷﺧﺎص أو اﻟﺣﯾواﻧﺎت
أو اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت ،وﻫﻛذا ﯾﺳﻣﺢ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟرﻣزﯾﺔ ﺗﺻﻧﯾف ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ
أﻧواع وﻓق ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺈﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺷﻌﺎرات ،أو ﺗﺻﺎﻣﯾم أو ﺷﺎرات أو ﺻور.
ﯾﺗﻣﺛل اﻻﻟﺗزام اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة وﻓق اﺗﻔﺎق ﻧﯾس ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟدوﻟﻲ
اﻟذي ﺗﺄﺳﺳت ﻣن أﺟل إﻧﺷﺎﺋﻪ ،وﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ أي ﻗرار ﺣول
إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟدوﻟﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻘرﻫﺎ ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺑراء ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول
3
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
-1ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺒﺎرة " ﺗﺼﻨﯿﻒ ﻧﯿﺲ" اﻟﺘﺼﻨﯿﻒ اﻟﻤﻨﺸﺄ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎق ﻧﯿﺲ ﺑﺸﺎن اﻟﺘﺼﻨﯿﻒ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻷﻏﺮاض
ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﻼﻣﺎت.
-2ﺑﺪأ ﺳﺮﯾﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ 1961/4/8وﻗﺪ أﻋﯿﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﻮﻛﮭﻮﻟﻢ ﺳﻨﺔ ،1967وﻓﻲ ﺟﻨﯿﻒ ﺳﻨﺔ 1977وﻋﺪﻟﺖ ﺳﻨﺔ
.1979
-3ﯾﻌﺘﺒﺮ اﺗﻔﺎق ﻧﯿﺲ ﻣﺘﺎﺣﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ﺑﺸﺮط إﯾﺪاع وﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺼﺪﯾﻖ ﻟﺪى اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ).(wipo) (ompi
208
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻟﻘد أﻧﺷﺊ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺗﺻﻧﯾف ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻬدف ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻼﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﺗب اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗﺑﯾن رﻣوز
اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﻛل ﺗﺳﺟﯾل.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻋدد اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻧﯾس ﻫو ﺧﻣﺳﯾن دوﻟﺔ ﻓﻘط إﻻ أن
ﻣﻛﺎﺗب اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن 130دوﻟﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﻟﻸوﻣﺑﻲ
واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﻣﻛﺗب اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﯾﺔ
)اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟرﺳوم واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ( ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻧﺗﻔﻊ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻﻧﯾف.2
ﻫذا وﻗد أﻧﺷﺎ اﺗﻔﺎق ﻧﯾس اﺗﺣﺎدا ،وﻟﻬذا اﻻﺗﺣﺎد ﺟﻣﻌﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻛل دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ
اﻻﺗﺣﺎد ﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺑوﺛﯾﻘﺔ اﺳﺗوﻛﻬوﻟم وﺛﯾﻘﺔ ﺟﻧﯾف ﻻﺗﻔﺎق ﻧﯾس ،ﻋﺿو ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻣن أﻫم اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻋﺗﻣﺎد
ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﺗﺣﺎد وﻣﯾزاﻧﯾﺗﻪ ﻟﻔﺗرة ﺳﻧﺗﯾن.
-1ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ )اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .302
-2ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ )اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .302
-3اﻧﻀﻤﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ،48-66اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
،1966/02/25اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد 16اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ ،1966/02/25ﺛﻢ ﺻﺎدﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺪﯾﻼت ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ
رﻗﻢ ،02-75اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1975/01/09اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد ،10اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ .1975/02/04
209
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﺎم ،1884وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻣﻌﺎﻫدات
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس
ﯾﻘوم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت وﻓق ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﺎرﯾس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﺣدد ﺷروط إﯾداع وﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗدة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻟذﻟك
ﻻ ﯾﺟوز رﻓض أي طﻠب ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ أﺣد ﻣواطﻧﻲ دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.2
وﯾﻣﻛن ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻣن دول اﻻﺗﺣﺎد أن ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص وﻛذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺣل ﻣﺧﺗﺎر أو ﺗﻌﯾﯾن وﻛﯾل واﻟﺗﻲ
ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺟﺎز ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻟﻛل ﻓرد ﻣن
رﻋﺎﯾﺎ دول اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس أن ﯾودع طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
ﻋﺿو ﻓﻲ اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس وذﻟك ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﯾم أو ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺗﺟﺎري ﻓﯾﻬﺎ،
ﺑﺷرط ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛل ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﻋدا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﺗﻔﺎق ﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧﻼف ذﻟك.3
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 6ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘﺑل إﯾداع وﺗﺳﺟﯾل ﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣودﻋﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻷﺻل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷﺧرى ،وﺗﻌﺗﺑر دوﻟﺔ أﺻل ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ
210
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﺷﺋﺔ اﻟﻣودع اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ٕواذا ﻟم ﺗﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ واﻗﻌﺔ ﻓﻲ إﺣدى دول اﻻﺗﺣﺎد
اﻋﺗﺑرت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ اﻟﻣودع إﻟﯾﻬﺎ دوﻟﺔ أﺻلٕ ،واذا ﻛﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ
إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﻟﻐﺎء اﻟﺗﺳﺟﯾل إﻻ ﺑﻌد أن ﺗﻧﻘﺿﻲ
ﻣﻬﻠﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ وﯾﻔﺷل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن ﺗﺑرﯾر ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ.
ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﺄن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻛل ﻣن ﯾودع ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻗﺎﻧوﻧﻲ
طﻠﺑﺎ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ إﺣدى اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﺑﺣق اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺧرى ﺧﻼل
اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﺷرﯾطﺔ ﻣراﻋﺎة ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ،وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻠﻐﻰ اﻹﯾداع
اﻟذي ﺗم ﻓﻲ إﺣدى دول اﻻﺗﺣﺎد ﺑﺈﯾداع آﺧر ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣذﻛورة اﻟﺗﻲ ﺣددت ﺑﺳﺗﺔ
أﺷﻬر.1
وﯾﺑدأ اﺣﺗﺳﺎب ﻣدة اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻘدرة ﺑﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع أول طﻠب ،ﻋﻠﻰ أﻻ
ﯾﺣﺳب ﯾوم اﻹﯾداع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻠﺔٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﯾوم اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻋطﻠﻪ رﺳﻣﯾﺔ أو
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﻛﺗب ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣطﻠوب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻐﻠﻘﺎ ﻹﯾداع اﻟطﻠﺑﺎت ﻓﺎن اﻟﻣﻬﻠﺔ
ﺗﻣﺗد إﻟﻰ أول ﯾوم ﻋﻣل.
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراءات واﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ دول
اﻹﺗﺣﺎد ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،وﻛﺎن ﻣن اﻷﺣﺳن ﻟو ﺗم ﺗﻣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻠﺔ إﻟﻰ
اﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﻬ ار ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ أﻣﺎم أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻟﯾﺣﻛﻣوا ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح ﻋﻼﻣﺎﺗﻬم،
وﯾﻘرروا ﻣن ﺛم ﻓﺗﺢ ﻣﻧﺎﻓذ أﺧرى ﻟﻬﺎ.
-1اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻌﺪﯾﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﻨﺪن .1934
2
-A. Chavanne et j.j.Burst, op.cit, p773.
211
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻋﻠﻰ ﻛل راﻏب ﻓﻲ اﻹﻓﺎدة ﻣن أﺳﺑﻘﯾﺔ اﻹﯾداع أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺈﻋﻼن ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ ﺗﺎرﯾﺦ ذﻟك
اﻹﯾداع واﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﻬﺎ ،وﺗﺣدد ﻛل دوﻟﺔ آﺧر ﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺳﻣﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﺗﻘدﯾم ذﻟك اﻹﻋﻼن.1
واﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﺗﻔﺗرض ﻗﯾﺎم أﺣد رﻋﺎﯾﺎ دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد ﺑﺈﯾداع ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣن دول
اﻻﺗﺣﺎد ﺛم ﺗﺎﺑﻊ ﻓﻌل اﻹﯾداع ﻓﻲ دوﻟﺔ اﺗﺣﺎد أﺧرى ،ﻓﺗﺗرﺗب ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ آﺧر
إﯾداع ﺗﻧﺳﺣب ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ إﻟﻰ أول إﯾداع ﻛﺎن ﻗد ﺗم ﻓﻲ دوﻟﺔ اﺗﺣﺎدﯾﺔ وأدى إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺎدام اﻹﯾداع اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر.2
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﯾﻛون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺎﺷﻔﺎ
ﻓﺈن اﻹﯾداع ﻻ ﯾﻘﯾم ﺣﻘﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻛﺷﻔﻪ ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻐﯾر أن ﯾﺗﺑﻧﻰ أو ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ
ﻷن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻫو اﻓﺗراض ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ودﺣض اﻻﻓﺗراض ﯾﻛون ﺑﺈﺛﺑﺎت أﺳﺑﻘﯾﺔ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻋﺑﺎرة "ﺷرﯾطﺔ ﻣراﻋﺎة ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر" اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة
3
04ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس.
وﯾﻌود اﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺣق اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ أو اﻷوﻟوﯾﺔ إﻟﻰ ﻣؤﺗﻣر ﺑﺎرﯾس اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺳﻧﺔ
،1880ﺑﻌد اﻣﺗﻧﺎع أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرض اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم
ﻣﻧﺣﻬم ﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﻌرض ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﻬم ﻟﻘرﺻﻧﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣن طرف أﺟﺎﻧب ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ وﻣن ﺛم اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد
أﻗرت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ ﺣق
اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻣن ﻗﺎم ﺑﻌرض ﺳﻠﻊ أو ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ ﻣﻌرض دوﻟﻲ ،وذﻟك ﺧﻼل أﺟل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌرض ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﺑﻧﺎﻩ ﻣﺷرع اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧص ﺿﻣن
اﻟﻣﺎدة 2/6ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ أﺣﻘﯾﺔ ﻛل ﺷﺧص ﻗﺎم ﺑﻌرض ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت أﺛﻧﺎء
ﻣﻌرض ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ رﺳﻣﯾﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وذﻟك ﻓﻲ أﺟل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌرض.
212
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أﻗرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ إﺣدى ﻗ ارراﺗﻬﺎ 1ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣق ﻷي ﺷﺧص ﻗﺎم
ﺑﻌرض ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﺗﺣت ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أﺛﻧﺎء ﻣﻌرض دوﻟﻲ ،أن ﯾطﻠب ﺗﺳﺟﯾل
ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرض وذﻟك ﻓﻲ أﺟل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻣن
اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌرض.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ذات اﻟﻘرار أن طﺎﻟب ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ أﺟل
ﺳﻧﺔ ﻹﻋﻣﺎل ﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
وﯾؤدي إﻗرار ﺣق اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺟﻧب اﻟﻐش اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺧذ ﺻﺎﻧﻊ ﻣﺎ
ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ،وﯾﻘوم ﺷﺧص آﺧر ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋن طرﯾق
اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى ﻟم ﯾﻘم ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟرﺳوم واﻹﺟراءات واﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ.2
وﻣﺗﻰ ﻣﺎرس ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻛـون ﺑﺻـدد ﻋﻼﻣـﺔ واﺣـدة ﻣﺳـﺟﻠﺔ
ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣـن دوﻟـﺔ ،ﻣـﻊ ﻣﻼﺣظـﺔ أﻧـﻪ ﻣـن ﺣـق اﻟﻣﺳـﺗﻔﯾد إدﺧـﺎل ﺗﻐﯾﯾـرات ﻏﯾـر ﺟوﻫرﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻋﻼﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺳــﺟﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﻠــد اﻟﺛــﺎﻧﻲ وﻻ ﯾﺣــول ذﻟــك دون ﻣﻣﺎرﺳــﺗﻪ ﻟﺣــق اﻷوﻟوﯾــﺔ ،3واﻟﻣﻘﺻــود
ﻫﻧــﺎ اﻟﺗﻐﯾﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﻘﺗﺿــﯾﻬﺎ ﻣﻼﺋﻣــﺔ اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻣــﻊ ﺧﺻوﺻــﯾﺎت اﻟﺑﻠــد اﻟــذي ﯾﻣــﺎرس ﻓﯾــﻪ
ﺣــق اﻷوﻟوﯾــﺔ ﻣﺛــل ﺗرﺟﻣــﺔ ﺑﻌــض ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺷــﺎرة أو ﺗﻐﯾﯾــر ﺷــﻛل اﻷﺣــرف اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓــﻲ
اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ ،وﻣﻬﻣــﺎ ﻛ ــﺎن ﯾﺟــب أﻻ ﺗ ــؤدي ﺗﻠــك اﻟﺗﻐﯾﯾ ـرات إﻟ ــﻰ اﻟﻣــس ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻ ــر اﻟﺟوﻫرﯾــﺔ ﻓ ــﻲ
اﻟﻌﻼﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﻌطﯾﻬــﺎ ﺧﺻوﺻــﯾﺗﻬﺎٕ ،واﻻ ﻛﻧــﺎ ﺑﺻــدد ﻋﻼﻣــﺔ ﺟدﯾــدة ﻻ ﻣﺣــل ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣــق
اﻷوﻟوﯾــﺔ ﺑﺷــﺄﻧﻬﺎ ،ﻫــذا ﻣــﻊ اﻟﻌﻠــم أن ﺗﻘــدﯾر ﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــت اﻟﺗﻌــدﯾﻼت ﺟوﻫرﯾــﺔ أم ﻻ ﻫــو ﻣــن
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟطﻠب اﻷوﻟوﯾﺔ.4
وﻟﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن اﻟﻐ ــرض ﻣ ــن إﻗـ ـرار ﺣ ــق اﻷوﻟوﯾ ــﺔ ﻫ ــذا إﻋط ــﺎء ﻣﻬﻠ ــﺔ ﻟﺻ ــﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ
ﻟﺗﺳ ــﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺑﻼد اﻷﺧ ــرى ﻣ ــن دون أن ﯾﻛ ــون ﺑﺎﻹﻣﻛ ــﺎن ﻣواﺟﻬﺗ ــﻪ ﺑﺎﺳ ــﺗﻌﻣﺎل أو
-1ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﻓﻲ ،2010/06/03ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ،627126اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ،اﻟﻌﺪد
،2010 ،02اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،ص .200-198
-2ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 101.
-3اﻟﻣﺎدة 2/5ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ،اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
4
-A. Chavanne et j.j.Burst, op-cit, p773.
213
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
إﯾداع ﺷﺎرة ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﯾر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧـﻲ ،ﻓﺈﻧـﻪ إذا ﻟـم ﯾﺳـﺗﻐل ﺗﻠـك
اﻟﻣﻬﻠﺔ ﯾﻔﻘـد ﺣـق اﻷوﻟوﯾـﺔ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻛـل إﯾـداع أو اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﻟﺷـﺎرة ﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻐﯾـر ﻓـﻲ
ذﻟــك اﻟﺑﻠــد ﯾﺷــﻛل ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﺗﻧــزع ﺻــﻔﺔ اﻟﺟــدة ﻋــن ﻋﻼﻣﺗــﻪ وﯾﻣﻛــن ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻻﺣﺗﺟــﺎج ﺑــﻪ ﻓــﻲ
ﻣواﺟﻬﺗ ــﻪ ،ﻟﻛ ــن إذا ﻟ ــم ﯾﺣﺻ ــل ﺷ ــﻲء ﻣ ــن ذﻟ ــك ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﺣ ــﺗﻔظ ،ﺑطﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﺣ ــﺎل ،ﺑﺣ ــق إﯾ ــداع
ﻋﻼﻣﺗﻪ ،ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﻛون ﺑﺻدد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﻣوﺿـوع اﻹﯾـداع
اﻷول ﻣﺎ دام أن اﻹﯾداع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟم ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎر ﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 13 /6ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ إﺣدى دول
اﻻﺗﺣﺎد ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ دوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ.
وﻣﻌﻧﻰ ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﻼﻣﺎت أﻧﻪ إذا ﺳﺟﻠت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻸوﺿﺎع
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ اﻷﺻﻠﻲ ،ﺛم ﺳﺟﻠت ﻓﻲ دوﻟﺔ أو أﻛﺛر ﻣن دول اﻻﺗﺣﺎد ﻋدت
ﻛل واﺣدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻣﺎم اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد
اﻷﺻﻠﻲ ﺑدءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻓرض واﻧﺗﻬت ﻣدة ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ إﺣدى دول
اﻹﺗﺣﺎد ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ﯾﻧﺳﺣب ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻠﻰ ﻣدة اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدول ،2وﻣرد ذﻟك أن
ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠد ،وﻧﻔس اﻟﻘول ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾد
اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻛﻣﺎ أن إﻟﻐﺎء أو ﺷطب ﺗﺳﺟﯾل أﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣن دول اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس ﻻ
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷﺧرى.3
وﺗﻘــف وراء اﻷﺧــذ ﺑﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ اﻋﺗﺑــﺎرات اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ أن اﺳــﺗﻐﻼل اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻗــد ﻻ
ﯾﻌــود ﻣﺟــدﯾﺎ ﻓــﻲ ﺑﻠــد اﻟﺗﺳــﺟﯾل اﻷول ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف اﻟوﺿــﻊ ﻓ ـﻲ اﻟــﺑﻼد اﻷﺧــرى ،ﻟــذﻟك ﻓﻠــﯾس
ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﻣن إﻫﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد ﺛﺎﻧﻲ.4
214
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻟم ﺗﺣدد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺷروط إﯾداع وﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،ﺑل ﺗرﻛت
ﺗﺣدﯾد ﺗﻠك اﻟﺷروط ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻋﺑر ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ وﻫو ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ،1/6وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 2/6ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز رﻓض طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺔ ﻣودﻋﺔ ﻣن طرف أﺣد
رﻋﺎﯾﺎ دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﻹﺗﺣﺎد ﺑﺣﺟﺔ ﻋدم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ أو ﺗﺟدﯾدﻫﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة 3ﻣن ذات اﻟﻣﺎدة ،اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ إﺣدى دول اﻹﺗﺣﺎد ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ دوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ طﻠب ﺗﺟدﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس وﺗﺳدﯾد اﻟرﺳم ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺗﺟدﯾد وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻌد ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﺿﻣن ذات اﻟﻣﺎدة ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﻘﺑل أي ﺷﻛل ﻣن
أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ أي ﺗوﻗﯾﻊ أو أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻌرﯾف أﺧرى ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﺧص
اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺗﺳﺟﯾل وان ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﺗﻠزم اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن
اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻷطراف ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺗﺻﻧﯾف ﻧﯾس ووﺟوب إﻟزام ﻛل طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد
ﺑﺄﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ .
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻫدة :ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻣن
اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎس ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد أن
ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ،وﻟﻛن ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻛﺗب أن ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻘدﯾم اﻹﺛﺑﺎت إذا ﻛﺎن
ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﺗﻧص
اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ واﺣدا ﯾﻛﻔﻲ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳﺟﯾل واﺣد أو
أﻛﺛر ،ﻣن طﻠب واﺣد أو أﻛﺛر ،ﺷرط أن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد ﻧﻔﺳﻬﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻛل ﺗﺳﺟﯾل أو طﻠب.
وﺗﻧص اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد إذا ﻧﺟم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋن
ﻋﻘد أن ﯾﻘﺿﻲ إرﻓﺎق اﻻﻟﺗﻣﺎس ﺑﺄﺣد اﻟﺳﻧدات اﻵﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ ﺣﺳب اﺧﺗﯾﺎر اﻟطرف
اﻟﻣﻠﺗﻣس:
215
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
-1ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻌﻘد.
-2ﻣﺳﺗﺧرج ﻣن اﻟﻌﻘد ﯾﺑﯾن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
-3اﻟﺗﺻدﯾق )اﻟﺗوﺛﯾق( ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ اﻟﻌﻘد.
-4ﺷﻬﺎدة ﻧﻘل ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد.
-5ﺳﻧد ﻧﻘل ﻣوﻗﻊ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد.
وﺗﻛون ﺷﻬﺎدة اﻟﻧﻘل وﺳﻧد اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﺻورة اﺳﺗﻣﺎرات ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﯾﺗم ﻣﻠؤﻫﺎ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻗد ﻧﺗﺞ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺿﻣﺎم ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد إرﻓﺎق
اﻻﻟﺗﻣﺎس ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺳﻧد ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻣﺛﺑت ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم ،ﻣﺛل
ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﺧرج ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،وأن ﺗﻛون اﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣﺻدﻗﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ
أﺻدرت اﻟﺳﻧد أو ﻣن اﻟﻣوﺛق اﻟذي أﺑرم اﻟﻌﻘد .
إذا ﻟم ﯾﻧﺟم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋن ﻋﻘد أو ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺿﻣﺎم ﺑل ﻋن ﺳﺑب آﺧر ﻣﺛل
ﺳرﯾﺎن ﻗﺎﻧون ﺟدﯾد أو ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾرﻓق
اﻻﻟﺗﻣﺎس ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺛﺑت اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وان ﺗﻛون ﺗﻠك اﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣﺻدﻗﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠوﺛﯾﻘﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.1
وﯾﺗم اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس إذ ﻛﺎن ﺗﺷرﯾﻊ أي دوﻟﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ
أن اﻟﺗﻧﺎزل ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ إﻻ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷروع أو اﻟﻣﺣل ،ﻓﯾﺟب ﻟﺻﺣﺔ ﻫذا
اﻟﺗﻧﺎزل أن ﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎزل إﻟﯾﻪ ،ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻪ ﺣق
ﺻﻧﻊ أو ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك إﻟزام دول اﻻﺗﺣﺎد ﺑﺄن
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺎ إذا ﻛﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎزل إﻟﯾﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور.2
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز إﺑطﺎل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺎ إﻻ ﺑﻌد ﻣدة ﻣﻌﻘوﻟﺔ )ﺗرﻛت ﺗﺣدﯾدﻫﺎ
216
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ( ،وذﻟك إذا ﻟم ﯾﺑد ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻣﺑررات اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ
ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح.
وﻗد اﺳﺗﺟﺎب اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻬذا اﻟﺷرط وأﻗر ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 11ﻓﻘرة 1و2
ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣن طرف ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﺧﻼل أﺟل ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ
ٕواﻻ ﺗرﺗب ﺑطﻼﻧﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻋدا إذا ﻗﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺟﺔ ﺑﺄن ظروﻓﺎ ﻋﺳﯾرة ﺣﺎﻟت دون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل،
ﻓﺈن اﻷﺟل ﯾﻣدد إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن إﺿﺎﻓﯾﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر.
ﻗﺿت اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﺄن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻣﻌرﻓﺔ
ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﺑﺻورة ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺷﻛل اﻟذي ﺳﺟﻠت ﺑﻪ ﻓﻲ إﺣدى دول اﻻﺗﺣﺎد ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
ﺑطﻼن ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،وﻻ ﯾﻧﻘص ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼف ﻣﻘﺻو ار
ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻣﯾزاﺗﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،ﺑﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ طﻠﺑت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﺣول دون ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﻻ
ﯾﻧﻘص ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻣن دول اﻻﺗﺣﺎد ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻻ ﯾﻬدف إﻟﻰ إدﺧﺎل اﻟﻐش ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور وﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.1
وﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 5/6ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس 2ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻫﻲ:
-1اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾـر ﻓـﻲ اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطﻠـب
ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ،أي ﻓــﻲ اﻟﺣــﺎﻻت اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻌﻼﻣــﺔ إﻣــﺎ ﺗﺗﻛــون ﻣــن ﺷــﺎرة ﻏﯾــر
ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﺛل ﻋﻼﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أو اﺳم ﺗﺟﺎري أو ﻏﯾرﻩ ،أو ﺗﻣـس ﺑﺣـق ﺷﺧﺻـﻲ ﻣﺛـل اﺳـم
ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻟﺷﺧص أو ﺻورﺗﻪ.
-2اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺟردة ﻣن أي ﺻﻔﺔ ﻣﻣﯾزة واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻓﻘط ﻣن إﺷﺎرات أو ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻗد
ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﺻﻔﺗﻬﺎ أو اﻟﺑﯾﺎن واﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ
وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻛذا ﻣﺻدرﻫﺎ أو زﻣن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ،أو اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ
طﻠﺑت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﻌرف.
217
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
-3اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب ،وﻋﻠﻰ اﻷﺧص اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ،وﻣﻊ ذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز رﻓض ﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺧرى ﻟﻣﺟرد أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻌﻧﺎﺻر ﻻ ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻬﺎ وﻻ ﺗﻣس ذات اﻟﻌﻼﻣﺎت
ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﺳﺟﻠت ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻷﺻﻠﻲ.
وﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء أن ﯾﺣﺗــﺎط ﻛﺛﯾ ـ ار ﻓــﻲ إﻋﻣﺎﻟﻬــﺎ ،ﺑ ـﺎﻟﻧظر ﻟﻌــدم اﻧﺿــﺑﺎط ﻣﻔﻬــوم اﻟﻧظــﺎم
اﻟﻌــﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣــﺔ ،إذ ﻣــن ﺷــﺄن ﻛــل ﺗﻔﺳــﯾر ﻣﺗﺷــدد ﻟﻬــذا اﻟﻣﻔﻬــوم أن ﯾــؤدي إﻟــﻰ
إﻓراغ اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻددﻩ ﻣن ﻣﺣﺗواﻩ.1
وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 08ﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ أن طﺑﯾﻌ ـ ـﺔ
اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘ ـ ـ ـ ـ ـﺎ أﻣ ـ ـ ـ ـﺎم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺗﺧص ﻣﻧﺗﺟﺎت أو ﺧدﻣ ـ ـ ــﺎت ﺣﺗ ـ ـ ـﻰ
ﻟو ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
ٕ -4واذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة أو ﻣﺗرﺟﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﺑﺳﺎ ،أو ﺗﺷﻛل ﻣﻐﺎﻟطﺔ
ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺷﺄن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ أو ﻣﺻدر اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾرﻓض اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ دول
اﻻﺗﺣﺎد طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 6ﻣﻛرر 2/ﻣن ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﺎرﯾس ،وﺗﻌطﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻣﻬﻠﺔ ﺛﻼث
ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟﻣن ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺷطب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺗم
ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ﻓﻼ ﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻣﯾﻌﺎد ﺑﺎﻟﺷطب وﯾﺟوز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺷطﺑﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت.2
-5ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﺑرﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻣن رﻣوز أو أﻋﻼم أو
ﻧﯾﺎﺷﯾن أو رﺳوم ﻗد ﺗﻌﺗﺑر ﺷﻌﺎر ﻹﺣدى دول اﻻﺗﺣﺎد ،أو أﺧﺗﺎم اﻟدﻣﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﺑﻐﯾر ﺗرﺧﯾص ،3وﺗﺳري اﻷﺣﻛﺎم ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎرات
ﺑﻌض اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ٕواﻋﻼﻣﻬﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻹﺷﺎرات واﻟﻣﺧﺗﺻرات
واﻟﻣﺳﻣﯾﺎت.
218
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن أن اﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻧظم ﻟﺣد اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ رﻏم ﻣﺳﺎﻋﯾﻬﺎ
اﻟﺣﺛﯾﺛﺔ واﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻌدﯾدة اﻟﻧﻲ ﺧﺎﺿﺗﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن.
وﻧظ ار ﻟﻠدور اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻣؤﺛر ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣن
اﻟﺿروري دراﺳﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدول
– ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ -ﻣن اﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،اﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺗﻌرﺿﻬﺎ
ﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻣﻣﺎ أدى ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ وﺿﻊ ﻗواﻋد ﻟﺿﺑط اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺣد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣزﯾﻔﺔ واﻟﻣﻘﻠدة اﻟﺗﻲ ظﻠت ﻣﺻد ار ﻛﺑﯾ ار ﻟﻠﺗوﺗرات ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.2
وﺗظل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻫﻲ اﻟﻣﺻدر اﻷﻫم ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟذا ﯾﺑدو ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﺗطوﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ دوﻟﯾﺎ ﻋن طرﯾق إدﺧﺎل
ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﻣوﺟب إﺑرام ﻣﻌﺎﻫدات ﺟدﯾدة ﺿﻣن إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس
ﺗﻬدف إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣواءﻣﺔ واﻟﺗوﻓﯾق وﺗطوﯾر أﻧظﻣﺔ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ. 3
ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻧﺻت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 1/2ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ –
وﻓق ﺗﻌدﯾل ﺳﺗوﻛﻬوﻟم ﻋﺎم - 1967ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ،
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧوا أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس أم ﻻ.
219
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣن ﺣﯾث ﺷروط إﯾداﻋﻬﺎ وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻣراد إﯾداع وﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻛل
ﺷﺧص ﻣﻘﯾم ﻓﻲ ﺑﻠد ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أو ﻟﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺣل ﺗﺟﺎري أن ﯾودع
طﻠب ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ أي ﺑﻠد آﺧر ﯾﻛون ﻋﺿوا ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻣوﺟب
ﻧﻔس اﻟﺷروط اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﯾن ،وﻻ ﯾﺟوز رﻓض أي طﻠب ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﺑﺣﺟﺔ ﻋدم ﻗﯾﺎم
ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ.1
ﺗﺿﻣﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﺗﻌرﯾف ﻣوﺣد ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﻓﺗﺷﻣل ﺑذﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ ﻓﺿﻼ
ﻋن ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻠون واﻟﺻوت واﻟراﺋﺣﺔ ،ﻣﻊ ﻋدم اﺷﺗراط اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت.2
وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1/15ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻛل
ﻋﻼﻣﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻣﻧﺷﺄة ﻣﺎ ﻋن ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻷﺧرى ،وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل أﺳﻣﺎء
ﺷﺧﺻﯾﺔ وﺣروﻓﺎ وأرﻗﺎﻣﺎ وأﺷﻛﺎﻻ وﻣﺟﻣوﻋﺎت أﻟوان وأي ﻣزﯾﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣؤﻫﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻛﻌﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺣﯾن ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ،ﯾﺟوز ﻟﻠﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء أن ﺗﺟﻌل ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣﺷروطﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻛﺗﺳب ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺧدام ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﺷﺗراط أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣودﻋﺔ
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺدراك ﺑﺎﻟﻧظر ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑل ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.3
220
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻫﻲ ﻋدم ﺟواز رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب أﺧرى ﻏﯾر ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ،1ﻓطﺎﻟﻣﺎ ﺗوﻓرت ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز
ﻷي دوﻟﺔ ﻋﺿو أن ﺗرﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺷﺎرة ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ.2
وﻣﻊ ذﻟك ﯾظل ﻣن اﻟﺿروري ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس واﻟﺗﻲ
ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌدم ﺟواز رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت أو إﺑطﺎﻟﻬﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،أو اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧﺢ اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﺣﻘوﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﺳﺗﺧدام ،وﻣن ﺛم ﻓﻘد
أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑول ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟوﺻﻔﯾﺔ
وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺎت
وﻟﻛن ﺑﺷرط ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻐﯾر ،وأن ﯾﺛﺑت
طﺎﻟب اﻟﺗﺳﺟﯾل وﺟود ﻣﻌﻧﻰ ﻣﻣﯾز آﺧر ﻟﻬﺎ.3
وﯾﺟوز ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻌل ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﺎ ،4ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺷرطﺎ ﻟﻠﺗﻘدم
ﺑطﻠب ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4/15ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن رﻓض اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد
إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾراد اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺣق ﻷي
-1ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 2 /15ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم ﻓﮭﻢ اﻟﻔﻘﺮة 1ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﻋﻀﺎء رﻓﺾ
ﺗﺴﺠﯿﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻷﺳﺒﺎب أﺧﺮى ،ﺷﺮﯾﻄﺔ ﻋﺪم اﻻﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ أﺣﻜﺎم ﻣﻌﺎھﺪة ﺑﺎرﯾﺲ.
-2ﺟﻼل وﻓﺎء ﻣﺤﻤﺪﯾﻦ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .320
3
- Pierre Arhel, op-cit, p 214.
-4اﻟﻤﺎدة 3/15ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
221
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
دوﻟﺔ أن ﺗرﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺣﺟﺔ أن ذﻟك ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،1ﻛﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌد ﻗﺑول
اﻟﺗﺳﺟﯾل أن ﺗﺗرك ﻣﺟﺎﻻ ﻣﻌﻘوﻻ ﻟﺗﻘدﯾم اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣن طرف اﻟﻐﯾر ،وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻋطﺎء ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓرﺻﺔ ﺗﻘدﯾم اﻻﻟﺗﻣﺎس ﻟﻼﻋﺗ ارض ﻋﻠﻰ
رﻓض ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ.2
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 19ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺷرطﺎ ﻻﺳﺗﻣرار اﻟﻘﯾد ،ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻧص ﺿﻣن
ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺷطب ﻫذا اﻟﺗﺳﺟﯾل إﻻ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺛﻼث ﺳﻧوات
ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻣن ﻋدم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ وﺟود أﺳﺑﺎب وﺟﯾﻬﺔ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ
وﺟود ﻋﻘﺑﺎت ﺗﺣول دون ﻫذا اﻻﺳﺗﺧدام.
وﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻐﯾر إرادة ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون
اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ؛ ﻗﯾود اﻻﺳﺗﯾراد اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،أو اﻟﺷروط اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺎدة 19
ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻋﺗﺑﺎر ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻣور أﺳﺑﺎب وﺟﯾﻬﺔ ﻟﻠدﻓﻊ ﺑﻌدم
اﻻﺳﺗﺧدام ،ﻏﯾر أن اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺧص اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ
ﻣن طرف ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل ،وﻟﻛن ﺑﺷرط ﺧﺿوع ﻫذا
اﻻﺳﺗﺧدام ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﯾﺣظر ﺗﻘﯾﯾد اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﺑدون ﻣﺑرر ،ﻛﺎﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺧرى ،أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص أو ﺑﺄﺳﻠوب ﯾﻧﻘص ﻣن ﻗدرﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻣﻧﺷﺄة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻣﻧﺷﺂت
أﺧرى ،وﻻ ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻫذا اﺷﺗراط اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻠﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻣﺣددة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺷﺂت دون ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﻬﺎ.3
222
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
وﯾﻼﺣظ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا واﻧﺿﺑﺎطﺎ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ،ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺄﻟﺔ
اﺷﺗراط اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﺷرط ﻟﺑﻘﺎء اﻟﺗﺳﺟﯾل ذﻟك أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﻘرر أﻧﻪ ﻻ
ﯾﺟوز إﻟﻐﺎء اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟﻌدم اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻟﻌدم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،إﻻ ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻣﻌﻘوﻟﺔ وذﻟك
إذا ﻟم ﯾﻘدم ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺑررة اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗراﺧﯾﻪ ﻓﻲ ﻋدم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل.
ﻓﺎﻟﺣﻛم اﻟوارد ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﯾﺗرك أﻣر ﺗﺣدﯾد ﺟدﯾﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻋت إﻟﻰ ﻋدم
اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﯾد ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد ﻣدة ﻋدم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ
اﻟﺷطب وﺗرك ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ.1
– 1ﺗﺑﻧت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻌرﯾف ﻟﻺﺷﺎرات اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻋﻼﻣﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﯾداع
واﻟﺗﺳﺟﯾل.
– 2اﺷﺗراط ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ،ﻣﻊ ﻣﻧﺢ ﺣق أﺳﺑﻘﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻟﯾس
اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻘط ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس.
– 3ﻋدم ﺟواز ﺷطب اﻟﻌﻼﻣﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗرﻛت
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة ﻟﻛل ﺗﺷرﯾﻊ وطﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣدة.
– 4إﺟﺎزة ﻧﺷر اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﺟﯾل أو ﻟﻣﺟرد ﺗﻣﺎﻣﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﺗطﻠب
ﻧﺷر ﻧﺳﺦ ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ.
– 5ﻣﻧﺢ اﻟﺣق ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺿو ﻟﺗﺿﻣﯾن ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت
ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻫو ﻣﺎ ﻟم ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس.
– 6ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑذﻟك اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﺑﺎرﯾس اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة إﻻ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻘط دون اﻟﺧدﻣﺎت.
223
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
1
– 7ﻋدم اﺷﺗراط اﻟﺗﻣﺎﺛل أو اﻟﺗطﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷﻬورة
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺷﺗرط اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺗوﻓﯾر ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣﺎﺛل أو اﻟﺗطﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ. 2
– 8إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗرﺗﯾب اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ،3
أﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟم ﺗﻔرض اﻟﺣﻘوق وﻟم ﺗﺗﻌرض ﻟﻼﺳﺗﺛﻧﺎءات.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ وﻓق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣﻧﺷﺊ ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﯾﻛﺳب ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ ،ودﻟﯾل ذﻟك أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟم ﺗﺟﻌل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺷرطﺎ ﻟﻠﺗﻘدم ﺑطﻠب ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ أو ﺳﺑﺑﺎ ﻟرﻓض ﻫذا اﻟﺗﺳﺟﯾل.
وﺑرﻏم أن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﯾﻌد اﻟﻣﺻدر اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،إﻻ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد راﻋﻰ
ﻣﺻﻠﺣﺔ أﺳﺑﻘﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ دون أن ﯾﺳﺟﻠﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻓرض وﺳﺟﻠت ﻋﻼﻣﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو
ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻋن ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﺎﺳم ﺷﺧص آﺧر ،وﻛﺎن ﺗﺳﺟﯾل ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷول ،ﻓﺗﺢ أﻣﺎم ﻣن ﻟﻪ أﺳﺑﻘﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺎب اﻟطﻌن
ﺑﺑطﻼن ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺑدأ ﻫو أن ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻧﺷﺊ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺗﻰ اﻗﺗرن ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻌﻼﻣﺔ دون ﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻣن أﺣد ﺧﻼل ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺗﺑدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل.
وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ؛ إذ ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﺣق اﻟﻣطﻠق ﻓﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﻐﯾر ﻣن اﺳﺗﺧدام ذات اﻟﻌﻼﻣﺔ أو
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﻔس ﻧوع اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،وطﺎﻟﻣﺎ أن اﺳﺗﺧدام اﻟﻐﯾر ﻗد وﻗﻊ ﺑدون ﺗرﺧﯾص أو ﻣواﻓﻘﺔ
224
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ واﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ...............اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻣن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻧدﻫﺎ ﻗد ﯾﺳﻔر ﻫذا اﻻﺳﺗﺧدام ﻋن اﺣﺗﻣﺎل وﻗوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
ﻓﻲ اﻟﻠﺑس ﺣول ﻣﺻدر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ.1
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ أن ﻣدة ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻫﻲ 07ﺳﻧوات
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻟﻧﻔس اﻟﻣدة وﻟﻔﺗرة ﻏﯾر ﻣﺣددةٕ ،واذا ﻟم ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات
ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺗﺷطب – وﻓق ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ -إذا ﻟم ﯾﺑد اﻟﻣﺎﻟك أﺳﺑﺎب ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻌدم اﻻﺳﺗﺧدام،
وﺗﺷﻣل اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻟواردات واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺧدام ﻣن
ﺟﺎﻧب آﺧر ﻣن ﻣﻌﺗرف ﺑﻬم إن ﻛﺎن ذﻟك ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ.
وﯾﺟوز طﻠب ﺷطب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﻼل ﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾلٕ ،واﻻ ﺳﻘط
اﻟﺣق ﻓﻲ ﻫذا اﻟطﻠب ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻗد ﺗم ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾم
اﻟطﻠب ﻓﻲ أي وﻗت.2
225
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
إن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻘف ﻓﻲ اﻷﺻل ﻋﻧد اﻟﺣدود اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺟل
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،1ﻟذا ﻓﺈن أﺛر ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻻ ﯾﺳري إﻻ
ﻓﻲ ﺣدود إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ.
إﻻ أن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻏﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺳﻬوﻟﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋﺑر اﻟدول ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﺳﻌت اﻟدول ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،إﻟﻰ إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺿﻣن
ﻟرﻋﺎﯾﺎﻫﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻌﻼﻣﺎﺗﻬم ،وأﺻﺑﺣت ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻌد إﺑراﻣﻬﺎ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻧﺷرﻫﺎ ،ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ.
وﻣن أﺑرز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻌت إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣن ﺛم
ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )ﺗرﯾﺑس(.
وزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ ﻫﺎﺗﯾن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺗﯾن ﻟﻔض ﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻘد وﺟدت ﻛذﻟك أﺳﺎﻟﯾب دوﻟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻘﺿﺎء،
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗﻛون دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻔﺻل وﻓق ﻣﺑﺣﺛﯾن ﯾﻌﻧﻰ اﻷول ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ أﺧﺻص اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟدراﺳﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﺎرج دوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ وﻓق اﻟﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﺋم ﺣﺎﻟﯾـﺎ ،ﯾﺟـب إﻣـﺎ ﺗﺳـﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﻛـل
دوﻟﺔ ﯾرﯾد ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ وذﻟـك وﻓـق ﻣـﺎ ﯾﻘـررﻩ ﻗﺎﻧوﻧﻬـﺎٕ ،واﻣـﺎ ﺳـﻠوك طرﯾﻘـﺔ
اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل اﻟـ ــدوﻟﻲ ﻟ ــدى اﻟﻣﻛﺗ ــب اﻟ ــدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺟﻧﯾ ــف اﻟﺗ ــﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣ ــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ــﺔ
ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑـﺎرﯾس
-1ﻋﻠﻲ ﺻﺎدق أﺑﻮ ھﯿﻒ ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻤﻌﺎرف اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ،1994 ،12ص .116
226
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﺳـ ـﻧﺔ 1883ﻣ ــﻊ اﻟﺗﻌ ــدﯾﻼت اﻟﺗ ــﻲ أدﺧﻠ ــت ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ،ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ اﻟﺟواﻧ ــب اﻟﻣﺗﺻ ــﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺟ ــﺎرة ﻣ ــن ﺣﻘ ــوق اﻟﻣﻠﻛﯾ ــﺔ اﻟﻔﻛرﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻟﻬ ــﺎ اﻟ ــدول اﻷﻋﺿ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻣﻧظﻣ ــﺔ اﻟﺗﺟ ــﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣـﺔ ،ﻫـو ﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻫـذﻩ اﻷﺧﯾـرة ﺧـﺎرج اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺣﺻـل
ﻓﯾﻬــﺎ اﻹﯾــداع واﻟﺗﺳــﺟﯾل ،إذ ﻓــﻲ ظــل ﻧظــﺎم اﻗﺗﺻــﺎدي ﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺣرﯾــﺔ ﺗــداول اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت
واﻟﺧــدﻣﺎت واﻷﻣـوال ﺑــﯾن اﻟــدول ،ﻣــن اﻟطﺑﯾﻌــﻲ أن ﺗطــرح ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻣﺷــﺎﻛل ﻋﻧــد اﺟﺗﯾﺎزﻫــﺎ
ﻟﺣدود اﻟدول ،ﻓﺎﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻣـل اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﺗﻛـون ﻣـدﻋوة ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﺣﯾـﺎن إﻟـﻰ ﺗﺟـﺎوز
اﻟﺣــدود ،1ﻛﻣــﺎ أﻧــﻪ ﻗــد ﺗﻛــون اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻣﻣﻠوﻛــﺔ ﻷﺣــد رﻋﺎﯾــﺎ دوﻟــﺔ أﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻏﯾــر ﺗﻠــك اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﻓﯾﻬــﺎ
اﻹﯾــداع واﻟﺗﺳــﺟﯾل ،وﻗــد ﯾﺟــري إﯾــداع وﺗﺳــﺟﯾل ﻧﻔــس اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ دول ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺗﺄﺧــذ ﺑﺄﻧظﻣــﺔ
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ،ﻓﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷوﺿﺎع
إن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي أدى إﻟﻰ إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻛل ﺷﺧص ﯾﻘﯾم ﻓﻲ إﺣدى اﻟدول اﻟﺗﻲ
ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،أو ﯾﻣﻠك ﻣﻧﺷﺄة ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﺗﻌﯾن ﺑﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل
دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس أن ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
ﺳواء ﻛﺎن أﺻﺣﺎب اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ ﻣواطﻧﯾن أو ﻣﻘﯾﻣﯾن ،وﻟم ﺗﻘﯾد ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺈﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﺣددت اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ و ﺗرﻛت
ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾل ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ.
أﻗــرت اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﺑــﺎرﯾس ﻣﺑــﺎدئ ﻋﺎﻣــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣــﺎت ،ﺳ ـواء ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن
اﻟﻣواطﻧﯾن واﻷﺟﺎﻧب ،أو ﻣن ﺣﯾث اﻷوﻟوﯾﺔ ،أو ﻣن ﺣﯾث اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﻼﻣﺎت ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺑـدأ
راﺑﻊ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻘط ﻫو ﻣﺑـدأ ﻗﺑـول ﺗﺳـﺟﯾل ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ اﻟﻣﺳـﺟﻠﺔ ﻓـﻲ
ﺑﻠدﻫﺎ اﻷﺻﻠﻲ.
227
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻗــد ﺳــﻌت اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﺑــﺎرﯾس ﻣــن ﺧــﻼل إرﺳــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣﺑــﺎدئ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣــﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ،
إﻟــﻰ ﺗــوﻓﯾر ﺣــد أدﻧــﻰ ﻣــن اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻟﻬــﺎ ﻋــن طرﯾــق إﻟ ـزام اﻟــدول اﻷﻋﺿــﺎء ﺑﺗﻠــك اﻟﻣﺑــﺎدئ ﻛﺂﻟﯾــﺔ
ﻟﺗدارك اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗوﺟد ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول.
ﺗﺧﺿــﻊ اﻟﻌﻼﻣــﺎت ﻟﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣ ـواطﻧﯾن واﻷﺟﺎﻧــب ﻣــن ﺣﯾــث أن ﻧﻔــس اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻘررﻫﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﻣواطﻧﯾﻬـﺎ؛ ﯾﺳـﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬـﺎ رﻋﺎﯾـﺎ
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى ﺷرﯾطﺔ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻬم ﻟﻠﺷروط واﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ.
ﻓﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،إذ ﯾﻛﻔـﻲ إﯾـداﻋﻬﺎ
ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﯾرﻏـب ﻓـﻲ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ وﻓـق اﻟﺷـروط واﻹﺟـراءات اﻟﺗـﻲ ﯾﻘﺗﺿـﯾﻬﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ ﻟﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻧﻔس اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ.
وﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣطﺑق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﻬﻲ ﺗﺳـﺗﻔﯾد ﻣـن ﻧﻔـس اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ
اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺷروط واﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋـري،
وأن ﯾﻛــون أﺻــﺣﺎﺑﻬﺎ ﻣــن رﻋﺎﯾــﺎ أﺣــدى اﻟــدول اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﺗﺣــت ﻟـواء اﺗﺣــﺎد ﺑــﺎرﯾس ﻟﻛــون اﻟﺟ ازﺋــر
ﻋﺿ ـوا ﻓــﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ،ﻓﻬــﻲ ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻣﻠزﻣــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾــذ ﺑﻧودﻫــﺎ ﻟﻛــون اﻟﻣﻌﺎﻫــدات اﻟدوﻟﯾــﺔ ﺗﺳــﻣو ﻋﻠ ـﻰ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
ﻫذا ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣودﻋﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺟﻧﺑﻲ أن ﯾﺳﺑﻘﻬﺎ إﯾداع ﻓﻲ ﺑﻠـدﻩ اﻷﺻـﻠﻲ
ﺣﺗـﻰ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ،ﻓﻣــن ﺣـق اﻷﺟﻧﺑــﻲ ﺗﺳـﺟﯾل وﺗﻣﻠــك ﻋﻼﻣـﺔ ﺟدﯾــدة ﻓـﻲ أي ﺑﻠــد ﯾﻧﺗﻣـﻲ إﻟــﻰ
اﺗﺣﺎد ﺑﺎرﯾس وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻗواﻧﯾن ذﻟك اﻟﺑﻠد.1
وﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣــﺎت اﻟﻣﺷ ـﻬورة ﻓﺈﻧــﻪ ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن ﻋــدم إﯾــداﻋﻬﺎ وﺗﺳــﺟﯾﻠﻬﺎ داﺧــل دوﻟــﺔ ﻣــﺎ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ داﺧﻠﻬﺎ ،وﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫـﺎ
ﻗــﺎﻧون ﺗﻠــك اﻟدوﻟــﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻋﻼﻣﺗــﻪ ،ﺑﻣــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك طﻠــب ﺑطــﻼن ﺗﺳــﺟﯾل ﻛــل ﻋﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻠــك
اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺣـ ــدث ﺧﻠطـــﺎ ﺑﻌﻼﻣﺗـ ــﻪ ،2ﻋﻠـ ــﻰ أن ﯾﻣـ ــﺎرس ﻫـ ــذا اﻟﺣـ ــق وﻓـ ــق اﻟﺷـ ــروط
228
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
واﻹﺟ ـراءات اﻟﺳــﺎﺑق ذﻛرﻫــﺎ ،وﻣــن ﺣﻘــﻪ ﻛــذﻟك اﺳــﺗﻌﻣﺎل آﻟﯾــﺔ اﻟﺗــداﺑﯾر ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــدود ،وﻣﻣﺎرﺳــﺔ
دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺿد ﻛل ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺗﻪ.
ﯾﻌد ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺑـﺎرﯾس ،1وﻫـو ﯾﺗﻌﻠـق
ﺑﺎﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻓﻘــط دون ﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن ﺣﻘــوق اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧــرى ،وﯾﺷــﻛل اﺳــﺗﺛﻧﺎء ﻣــن ﻣﺑــدأ
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾـﺔ ﺑﺷـﺄن ﺗﺣدﯾـد ﺷـروط ﺗﺳـﺟﯾل وﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ ،وﻣـؤداﻩ أن
اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﻣﺳــﺟﻠﺔ ﺑﺻــﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠــد ﻋﺿــو ﻓــﻲ اﻻﺗﺣــﺎد اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﺟــب
ﻗﺑول ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻛﻣـﺎ ﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺑـﺎﻗﻲ ﺑﻠـدان اﻻﺗﺣـﺎد ،وﻣﻧطـق ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻫـو أﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾرﯾـد ﻣﺎﻟـك
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟذي ﺳﺟﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﺻدر 2ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧـﺎرج ،ﻓﻬـو ﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﻣـد إﺷـﻌﺎﻋﻬﺎ ﻫـﻲ
ﺑــذاﺗﻬﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻧطــﺎق ،ﻓﻣــن اﻟﺿــروري أن ﯾﺗــﺎح ﻟــﻪ ﺗﺳــﺟﯾﻠﻬﺎ ﺑــﻧﻔس ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻛــل ﺑﻠــد ﻣــن
ﺑﻠــدان اﻻﺗﺣــﺎد وﺣﻣﺎﯾﺗﻬــﺎ ﻣــن أي اﻋﺗــداء ،ﻣــﻊ اﻷﺧــذ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﺣﻘــﻪ ﻓــﻲ إدﺧــﺎل ﺗﻐﯾﯾ ـرات
ﻏﯾر ﺟوﻫرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺗﻪ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ 3ﻛﻣـﺎ ﺳـﺑق وأن وﺿـﺣﻧﺎ ﻓـﻲ إطـﺎر ﺗﺳـﺟﯾل
اﻟﻌﻼﻣﺎت.
ﻓﯾﺳــﻌﻰ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ إﻟــﻰ ﺗﺟﻧــب اﻻﺧﺗﻼﻓــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ ﺑــﯾن ﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت اﻟــدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺑﺷــﺄن
اﻟﺷ ــﺎرات اﻟﻘﺎﺑﻠ ــﺔ ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫ ــﺎ ﻛﻌﻼﻣ ــﺔ ،إذ أن ﻣ ــن ﺷ ــﺄن إﻋﻣ ــﺎل ﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﺑ ــﯾن اﻟﻣـ ـواطﻧﯾن
واﻷﺟﺎﻧــب ،اﻟــذي ﺗــﻧص ﻋﻠﯾــﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻛــذﻟك ،أن ﯾﺟﻌــل ﺑﻌــض اﻟــدول ﺗــرﻓض ﺗﺳــﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣــﺔ
ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﻣـن ﺷـﺎرة ﻻ ﺗﻘﺑﻠﻬـﺎ ﻗـواﻧﯾن ﺗﻠـك اﻟـدول ﺣﺗـﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻣواطﻧﯾﻬـﺎ ،ﻣﺛـل اﺳـم ﻣﻌـﯾن،
أو ﺷﻛل ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد ،أو رﻗم أو ﻟون ﻣﻌﯾﻧﯾنٕ ،واﻋﻣﺎل ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﺷـروط ﺑـﺄن ﺗﻛـون اﻟﻌﻼﻣـﺔ
ﻗد ﺟرى ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد اﻟﻣﺻدر ،وأن ﺗﻛون ﻻ زاﻟت ﺳﺎرﯾﺔ.4
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻹﺧـﻼل ﺑﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠـﺔ
ﺑــﯾن اﻟﻣ ـواطﻧﯾن واﻷﺟﺎﻧــب اﻟــذي ﺗﻘﺿــﻲ ﺑــﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ،ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﺧوﻟــت ﻟﻠــدول اﻟﻣﺗﻠﻘﯾــﺔ
229
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟطﻠﺑــﺎت ﺗﺳــﺟﯾل ﻋﻼﻣــﺔ أﺟﻧﺑﯾــﺔ ،اﺳــﺗﺛﻧﺎء ﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ،رﻓــض اﻟﺗﺳــﺟﯾل ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت ﺣــددﺗﻬﺎ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺳﺑق ذﻛرﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﺗطرق ﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس.
ﺳﺑق أن أﺷرت إﻟﻰ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس وﺿﻌت اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺎرﻛﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ
ﻋﺿو ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗﻘﯾد ﺑﻬذا اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟوارد ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﺷﻛل اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ اﻟﺿروري ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻹﺟراءات ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :
ﺗﺿﻣﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻣﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺿد
ﻋﻼﻣﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﺟزاءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻠم ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺎرﻛﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺳﯾﺎدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟوطﻧﯾﺔ ،واﻛﺗﻔت ﺑﺗﻘرﯾر ﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ،أو رﺳﻣﺎ ،أو اﺳﻣﺎ ﻣزو ار أو ﻣﻘﻠدا
وﻓق ﻣﺎ ﺳﻧراﻩ ﻻﺣﻘﺎ.
وﯾؤدي اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ إﻟﻰ ﺣدوث أﺿرار ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻓﻘﺎدﻩ اﻟﺣق
ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ ،أو إﻓﻘﺎدﻩ ﺟﺎﻧب ﻣن
ﻋﻣﻼﺋﻪ ،أو ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺗﻪ واﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﺑﺎك اﻟﺟﻣﻬور
ﺣول ﻣﺻدر اﻟﺳﻠﻌﺔ ،1وأﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوع اﻟﺿرر ﺳواء ﻣﺣﻘﻘﺎ أو ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ،
ﻓﺈن اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻘدر وﻓق ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺿرر اﻟواﻗﻊ.
ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ﻟطﻠب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن أي ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟدﻋوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻗد ﺣﺻرت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻫذا اﻟﺗﻌدي ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة 10ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌداد ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،وﺗﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ :
230
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
* ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أن ﺗوﺟد ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻟﺑﺳﺎ ﻣﻊ ﻣﻧﺷﺄة أﺣد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن
أو ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﺟﺎري.
* اﻹدﻋﺎءات اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻲ ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻧزع اﻟﺛﻘﺔ ﻋن ﻣﻧﺷﺄة
أﺣد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن أو ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﺟﺎري .
* اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻹدﻋﺎءات اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ أو طرﯾﻘﺔ ﺗﺻﻧﯾﻌﻬﺎ أو ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ أو ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ .
وﺗﻠﺗزم دول اﻹﺗﺣﺎد ﺑﺄن ﺗﻛﻔل ﻟرﻋﺎﯾﺎ دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷﺧرى ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺿد أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻌﺎدات
اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻟﻠﺷؤون اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺣدث ﻟﺑس ﺑﺄي
وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺧﺎص ﺑﺈﺣدى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ،أو
ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﺟﺎري واﻻدﻋﺎءات ﻏﯾر اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺑﻌﺎد اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺧﺎص ﺑﺈﺣدى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن أو إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻋن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو
ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﺟﺎري.1
ﺗﺿﻣﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻹﺟراءات اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﻣن دول اﻻﺗﺣﺎد ﺗﺿﺑط
ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠﻊ وﺑﺿﺎﺋﻊ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻋﻠﻰ أن
" ﻛل ﻣﻧﺗﺞ ﯾﺣﻣل ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو اﺳﻣﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﯾﺻﺎدر
ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻟﻬذا اﻻﺳم ﺣق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ."...
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺗﻠزم اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺻﺎدرة ﻛل ﺳﻠﻌﺔ أو
ﺑﺿﺎﻋﺔ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺷﻛل اﻋﺗداءا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة.2
231
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺻدرة و ﻫﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣر ﻋﺑرﻫﺎ ﻓﻘط ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ.1
ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺻﺎدرة ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأي ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ أﺧرى ،أو ﻣن
ﺻﺎﺣب ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻛل دوﻟﺔ.
ٕواذا ﻛﺎن ﺗﺷرﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﺟﯾز اﻟﻣﺻﺎدرة ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد ﻓﯾﺳﺗﻌﺎض ﻋن ذﻟك ﺑﺣﺿر
اﻻﺳﺗﯾراد أو ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة داﺧل اﻟدوﻟﺔ.2
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺗﺷرﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﺟﯾز اﻟﻣﺻﺎدرة ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد وﻻ ﺣظر اﻻﺳﺗﯾراد وﻻ
اﻟﻣﺻﺎدرة داﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﺳﺗﻌﺎض ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻛﻔﻠﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ
ﻟرﻋﺎﯾﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻼزم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ.3
ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗزم ﺑﺗطﺑﯾق ﻧص اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﺣﯾث أوﺟب
ﻣﺻﺎدرة اﻷﺷﯾﺎء واﻟوﺳﺎﺋل واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ وذﻟك ﺿﻣن
ﻧص اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،وﻛذﻟك ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون 2002-82اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﻣﺻﺎدرة
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺣل ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻛذﻟك
اﻷدوات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
وﺗﻬدف اﻟﻣﺻﺎدرة إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻐش أو ﺗﻛرار اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻵﻻت واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺗوﺻف اﻟﻣﺻﺎدرة ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣزدوﺟﺔ
ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ وﺟوﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ.4
232
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
إن ﻏﯾﺎب ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،واﻧﺗﺷﺎر ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد وﻗرﺻﻧﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﺳﺑب ﺗدﻫور
اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗطورة ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ ﻟوﺿﻊ اﻟدول اﻷﺧرى داﺧل ﺑوﺗﻘﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ وذﻟك ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﺑﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ )ﺗرﯾﺑس( واﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ ﻹﺿﻔﺎء ﺣﻣﺎﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.1
ﻓﺎﻟﻬدف ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻟم ﯾﻛن ﺧﻠق ﻧظﺎم ﻣوﺣد ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﻟﻛن اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻫو أن ﺗﻠﺗزم اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء
ﺑﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ،ﻛﻣﺎ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء دون إﻟزام ،أن ﺗﻧﻔذ ﺿﻣن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ
ﺣﻣﺎﯾﺔ أوﺳﻊ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻷﺣﻛﺎم
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣﻊ ﺣق اﻟدول ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
إطﺎر أﻧظﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ذﻟك ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة.2
واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻻ ﺗﻠﻐﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑل
ﺗﻛﻣﻠﻬﺎ و ﺗﻌزز وﺟودﻫـﺎ ،وﺗﻛون ﻧﺻوص اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس وﺣدﻫﺎ واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
ﻫﻧﺎﻟك ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﺧرى ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻋﺿوا ﻓﯾﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 72ﻣﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﺣﻔظ ﻋﻠﻰ أي ﺣﻛم ﻣن أﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟدول اﻷﺧرى.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ذﻛرﻫﺎ واﻟﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،أﻗرت
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻛﺑر ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ
إطﺎرﻫﺎ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻫﻲ:
-1ﺧﺎﻟﺪ ﺳﻌﺪ زﻏﻠﻮل ﺣﻠﻤﻲ ،اﻟﺠﺎت واﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وأﺛﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻨﻮﻓﯿﺔ ،دون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ،ص .139
-2ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﺎم ﻣﺤﻤﻮد ﻟﻄﻔﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .37
233
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﺷر ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾـﺔ و ﻛذا اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﺗزم ﺑﺗزوﯾد أي دوﻟﺔ
ﻋﺿو ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻘواﻧﯾن أو اﻟﻘ اررات ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻬﺎ ،ﻣﻊ إﺧطﺎر ﻣﺟﻠس
ﺗرﯾﺑس ﺑﻬذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾـﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﻣراﻗﺑـﺔ واﻹﺷراف و اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى اﺣﺗراﻣﻬﺎ
ﻷﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.1
وﺗم ﻓرض ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺗﺳﻬﯾﻼ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ﻟﺣﻠﻬﺎ ﻧظ ار
ﻟﺗﺑﺎﯾن ﻣواﻗف اﻟدول ﺣول ﺗﻛوﯾن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ﺣل اﻟﻧزاع وﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻟذﻟك أرﺳت
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﺎﻟطرق اﻟودﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ورﻏم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ
ﺑﻪ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن
ﻣﻘﺻو ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوب ﺣروب ﺗﻬدد اﻟﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن.2
ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ
ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾﻧﻬم واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل إﺧﻼﻻ ﺑﻘواﻋد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،دون اﺷﺗراط
أن ﺗﻛون ﻣؤدﯾﺔ ﻟﺣروب دوﻟﯾ ﺔ ، 3ﻓﺈذا ﻓﺷﻠت اﻟﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺣل اﻟﻧزاع.4
ﺗم ﻷول ﻣرة وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻣﺗﻛﺎﻣل ذو طﺑﯾﻌﺔ ﺷﺑﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،وﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻫو أن ﺗدرج اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﺿﻣن ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻟوطﻧﻲ اﻟﻘواﻋد واﻟﺿواﺑط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻘوق
أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛ ﻛﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ واﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة ﺿد أي ﺗﻌدي
-1ﺻﻼح زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ)اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وطﻨﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ( ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .322-321
-2ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮد ،اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،1988 ،ص .80
-3ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ اﻟﺤﺪاد ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .162
-4ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺨﺘﺎﻣﯿﺔ ﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷورﺟﻮاي ﻣﻠﺤﻖ ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﺬﻛﺮة ﺗﻔﺎھﻢ ﺣﻮل اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺗﺴﻮﯾﺔ
اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت.
234
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،دون أن ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ،
وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة.1
وﺗﻘﺿﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،أن ﺗوﻓر اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻌﺿو ﻓﯾﻬﺎ ﻣدة ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﻣدة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس
واﻟﻣﻘدرة ﺑﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ، 2ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺿو ﺣرة ﻓﻲ إﺳﺑﺎغ ﻣدة ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
ﻧﺻت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدول ﻓﻲ إرﺟﺎء ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺛﻼﺛﺔ أﺻﻧﺎف
ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
أﺟﺎزت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﺗﺄﺧﯾر ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول وذﻟك ﻟﻔﺗرة أرﺑﻊ
ﺳﻧوات زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘدرة ﺑﺳﻧﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟدول ،4ﯾﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ﻓﺗرة
إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﺧﻣس ﺳﻧوات إذا ﻛﺎن اﻟﺑﻠد اﻟﻧﺎﻣﻲ ﺳﯾوﺳﻊ ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﯾﺷﻣل ﺑراءات
اﻻﺧﺗراع وﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ داﺧل إﻗﻠﯾم ﻫذﻩ اﻟدوﻟ ﺔ ، 5ﻟﯾﻛون
اﻟﻣﺟﻣوع ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾراﺟﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ 6ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻋﻘب اﻧﻘﺿﺎء ﻫﺗﻪ اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ.7
235
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ واﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻷﻗل ﻧﻣوا ،ﻓﻘد أﺟﺎزت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﺗرﯾﺑس ﻟﻬﺎ أﻻ ﺗﻠﺗزم ﺑﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ -ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﻣواد – 5 ، 4 ، 3ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣدﺗﻬﺎ 10
ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.2
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق اﻟدوﻟﻲ أﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎل اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا وﻣﺎ
ﺗوﺟﻬﻪ ﻣن ﻋﻘﺑﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ٕوادارﯾﺔ ،وﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻟﺧﻠق ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻼﺳﺗﻣرار.
وﯾﻣﻛن ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﺗﻣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب وﺟﯾﻪ ﻣن اﻟﺑﻠد اﻟﻌﺿو ،وﻫو ﻣﺎ ﺗم ﻓﻌﻼ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2002/06/27 :ﺣﯾث واﻓق
اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﻣد اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﺎم .32016
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء اﻷﺧرى اﻟﺳﺎﺋرة ﻓﻲ طرﯾق اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳوق اﻟﺣر ،واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑﺻدد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل إﻋداد و ﺗﻧﻔﯾذ ﻗواﻧﯾن
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ﻟواﺋﺣﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد أﺟﺎزت ﻟﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣﻬﻠﺔ ﺗﺄﺧﯾر
ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.4
وﺿﻌت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺗﻔوق ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺳﺗوى
ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ،وأﻟزﻣت اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺗﺿﻣن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻹﺟراءات واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻠك
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺿد أي ﺗﻌد ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ
-1اﻟﺪول اﻟﻤﺼﻨﻔﺔ ﺿﻤﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ اﻷﻗﻞ ﻧﻤﻮا ھﻲ :ﺟﯿﺒﻮﺗﻲ ،ﻣﻮرﯾﺘﺎﻧﯿﺎ ،اﻟﺴﻮدان ،اﻟﯿﻤﻦ ،اﻟﺼﻮﻣﺎل.
-2اﻟﻤﺎدة 66ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-3اﻟﻤﺎدة 1/71ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
-4اﻟﻤﺎدة 3/65ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺮﯾﺒﺲ ،اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
236
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،1ﻋﻠﻰ أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة .41
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻬﺎ وﺿﻌت ﻧظﺎم ﺷﺑﻪ ﻣﺗﻛﺎﻣل ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﺗﺿﻣن إﺟراءات ﻧﻔﺎذ ﺳرﯾﻌﺔ وﻣﻧﺻﻔﺔ
وﻏﯾر ﻣﻌﻘدة أو ﺑﺎﻫظﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﺟزاءات ﻋﺎدﻟﺔ ورادﻋﺔ ،وأﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻣﺳﺑﺑﺔ
وﻣﺗﺎح ﻟﻸطراف اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﻧﺷﺎء درﺟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ ،دون إﻟزام اﻟدول
ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺧﺎص ﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﻧظم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.2
وﻣن أﺑرز اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ أدرﺟﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،إﻟزام اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺗﻔﻌﯾل اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣدودﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻘﻠﯾد و
اﻟﻘرﺻﻧﺔ وﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾ ﺔ ، 3إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻧظﯾم ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗدﺧل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺳواء ﻓﻲ إطﺎر اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ أو اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗدﺧﻠت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ و
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘرﯾر إﺟراءات ﺳﯾر اﻟدﻋوى و ﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت و اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺧص إﺟراءات ﺳﯾر اﻟدﻋوى و ﻛﻣﺎ ﻫو
ﺟﺎري اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ أﻟزﻣت ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ
ﻛﻣﺑدأ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﻋدم إﻟزام اﻷطراف ﺷﺧﺻﯾﺎ.4
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷدﻟﺔ ﻓﻠﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻠزم أﯾﺎ ﻣن أطراف اﻟدﻋوى ﺑﺗﻘدﯾم اﻟدﻟﯾل اﻟﻣوﺟود
ﺗﺣت ﺳﯾطرﺗﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺳرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إذا ﻟزم اﻷﻣر ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻷﻣر
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﺎز ﻟﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﺿدﻩ وﻓق ﻣﺎ ﻋرض ﻟﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت.5
237
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
أﻣﺎ ﻋن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﺄﻋطت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ أن ﺗﺄﻣر اﻟﻣﺗﻌدي ﺑﺄن
ﯾدﻓﻊ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﺗﻌوﯾض ﻣﻧﺎﺳب ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻣن ﺟﺎﻧب ﻣﺗﻌدي ﯾﻌﻠم ،أو ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻌﻠم ﺑﻘﯾﺎﻣﻪ
ﺑﻔﻌل اﻟﺗﻌدي.1
وﯾﺟوز ﻟﻠﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء ﺗﺧوﯾل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ أن ﺗﺄﻣر ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺗﻌدﯾﺎ ،واﺳﺗرداد اﻷرﺑﺎح ،ودﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣﻘررة ﺳﻠﻔﺎ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻌدي
ﯾﻌﻠم أو ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺗﻌدي.2
ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺻرف أو اﻷﻣر ﺑﺈﺗﻼف اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻘﻠدة ،أو
اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ وﻛذا إﺗﻼف اﻵﻻت واﻟﻣﻌدات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﺗدﯾﺔ ،وﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺻق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻘﻠدة ،ﺗﻠﺗزم اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺎﻟﺳﻣﺎح ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﻬﺎ
ﺑﻌد ﻧزع اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ،إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.3
وﻗد ﺗﺄﻣر اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﻓق ﻧص اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،ﺑﺎﺗﺧﺎذ
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ﻗﺑل ﺣﺳم اﻟدﻋوى أﻣﺎم ﻗﺿﺎء
اﻟﻣوﺿوع ،وذﻟك ﺑﻐرض ﻣﻧﻊ ﺣدوث أي ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ﺻون
اﻷدﻟﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌدي ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﻧﻊ دﺧول ﺳﻠﻊ ﻣﺳﺗوردة أو اﻟﺗﺣﻔظ
ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﯾﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة ،وأﺣﯾطت ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ:
238
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-إﻟزام ﻣن ﯾطﻠب اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑﺗدﺑﯾر ﻣؤﻗت ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾؤﻛد أﻧﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ طﻠب ﻣﻧﻪ دﻓﻊ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺿرر اﻟﻣﺗوﻗﻊ إﻟﺣﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﺧﺻم اﻵﺧر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أن
ﺛﺑت إﺳﺎءة اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻺﺟراءات.1
-إﺧطﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺻدور اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻣؤﻗت ﺿدﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ اﻟﺗظﻠم ﻣﻧﻪ أﻣﺎم اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﺗﺛﺑﯾﺗﻪ أو إﻟﻐﺎءﻩ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﻘوﻟﺔ.2
-أﻟزﻣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣوﺿوع ﺧﻼل ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 20
ﯾوم ﻋﻣل أو 31ﯾوم ﻣن أﯾﺎم اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﯾﻼدﯾﺔ )أﯾﻬﻣﺎ أطول( ﻛﺣد أﻗﺻﻰٕ ،واﻻ ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
رﻓﻊ اﻟدﻋوى وﺗم إﻟﻐﺎء ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر.3
-وﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺄﻣر اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ 4ﺑدﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت
ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻋن أي ﺿرر ﻟﺣق ﺑﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
إذا ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ،أو اﻧﻘﺿت ﻣدة ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺟراء أو إﻫﻣﺎل ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻋﻰ ،أو إذا ﺗﺑﯾن ﻻﺣﻘﺎ ﻋدم ﺣدوث ،أو اﺣﺗﻣﺎل ﺣدوث ،أي ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣق
ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ .
ﺗﻠﻌب إدارة اﻟﺟﻣﺎرك دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ وﻗف ﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻘﻠدة ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ،
ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل وأﻓردت ﻟﻬﺎ اﻟﻣواد ﻣن 51إﻟﻰ ،60
وأﻋطت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻹدارة اﻟﺟﻣﺎرك ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ ووﻗف اﻹﻓراج
ﻋﻧﻬﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺗﺗدﺧل إدارة اﻟﺟﻣﺎرك ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣﻛﺗوب ﯾﻘدﻣﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ )وﻓق ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة( ،وﯾﻠﺗﻣس ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗوﻗﯾف
239
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻹﻓراج ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة وﻋدم ﺗداوﻟﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ،ﻷن ﻟدﯾﻪ أﺳﺑﺎب
ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻼرﺗﯾﺎب ﻓﻲ أن ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة أو ﻣزورة.1
وﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘدم اﻟﺗﻣﺎس ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات أن ﯾﺑﯾن أدﻟﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻔﯾد
ﺑﺣﺻول اﻟﺗﻌدي ،وأن ﯾﻘدم وﺻﻔﺎ ﻣﻔﺻﻼ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ ،ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﺑول اﻟطﻠب ﺗﻌﻠم إدارة اﻟﺟﻣﺎرك اﻟﻣﺳﺗورد وﺻﺎﺣب اﻟطﻠب ﺑﻘرار
وﻗف اﻷﻓراج ﻋن اﻟﺳﻠﻊ ،2ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻓﯾﻬﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة.3
وﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت ،أو ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ
ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻘوق ،وﻻ
ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺷﻛل ذرﯾﻌﺔ ﻟرﻓض اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات.4
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 55ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺻدور ﻗرار إدارة اﻟﺟﻣﺎرك
ﺑوﻗف اﻹﻓراج ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ،ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟطﻠب ،أن ﯾﻘدم ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑرﻓﻊ
دﻋوى ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻓﺗرة 10أﯾﺎم ،وﯾﺟوز ﺗﻣدﯾدﻫﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﻣدة وﻓق ﻣﺎ ﯾﺑدﯾﻪ اﻟطﺎﻟب ﻣن
أﺳﺑﺎب ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺑﺎدر ﺻﺎﺣب اﻟﺣق إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أو ﺻدر
ﺣﻛم ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺻﺎدرة ﻻ ﺗﺷﻛل اﻋﺗداءا ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،5ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم طﻠب وﻗف اﻹﻓراج ﻋن اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗورد واﻟﻣرﺳﻠﺔ إﻟﯾﻪ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ وﺻﺎﺣﺑﻬﺎ
ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻬم ﺟراء اﻻﺣﺗﺟﺎز اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻠﺳﻠﻊ.6
أﺟﺎزت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 58ﻣﻧﻬﺎ ،أن ﺗﻣﻧﺢ
ﻟﻠﺟﻣﺎرك ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ووﻗف اﻹﻓراج ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أدﻟﺔ
ﺗﻔﯾد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك:
240
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-أن ﺗطﻠب ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﺗﻘدﯾم أﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ.
-إﺧطﺎر اﻟﻣﺳﺗورد وﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﺑﻘرار وﻗف اﻹﻓراج ﻋن اﻟﺳﻠﻊ ،وﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗورد ﻗد
ﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺗﻣﺎس ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻗرار اﻟوﻗف ،ﯾﺧﺿﻊ ﻫذا اﻟوﻗف ﻟذات
اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 55اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻓﺈذا ﺛﺑت أن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣزورة أو ﻣﻘﻠدة ﯾﺣق ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺟﻣﺎرك
اﺳﺗﺻدار أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ﻋن طرﯾق إﺗﻼﻓﻬﺎ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ
ﺗﻠﺻق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻘﻠدة ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻠﺗزم ﺑﻌدم اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺻدﯾرﻫﺎ دون ﺗﻐﯾﯾر
ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ أو إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻹﺟراءات ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.1
أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻌﺗدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ،أو
ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻏﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ – ﻛﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗرد ﺿﻣن أﻣﺗﻌﺔ اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﺗرﺳل ﻓﻲ
طرود ﺻﻐﯾرة ،-ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻬﺎ ﻣن ﺗطﺑﯾق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺷﻛل ﺿر ار ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.2
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻫﻧﺎك ﺟزاءات ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ورد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،واﻗﺗﺻرت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ﻋﻠﻰ
ﻋﻧﺻرﯾن ﻓﻘط ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف،
وﺣﺻرت ﺗطﺑﯾق اﻹﺟراءات و اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻣﺗﻌﻣد وأﺟﺎزت ﺑذﻟك ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ أو إﺣداﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺻﺎدرة
أو إﺗﻼف اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو أﯾﺔ ﻣﻌدات أو ﻣواد ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ.3
241
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻻ ﺗوﻗﻊ اﻟﺟزاءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ٕواﻧﻣﺎ ﺗوﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻣﺛل
اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﺗﻌﻣد ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ.1
-1اﻟﺣﺑس
-2اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗوﻓﯾر ردع ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟراﺋم ذات اﻟﺧطورة اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ.
-3ﺣﺟز اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو أﯾﺔ ﻣﻌدات ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرم.
-4ﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو أﯾﺔ ﻣﻌدات ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرم.
-5إﺗﻼف اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﻣﻌدات.
ﻧظ ار ﻟوﺟود ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎوئ واﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺷوب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻘد ﺷﺎع ﻣؤﺧ ار اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب أﺧرى ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻫذﻩ
اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻓﻌﻼ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣل ﻧزاﻋﺎت ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أﻧﺷﺋت ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ وﻓق ﻣﺎ ﺳﻧراﻩ ﻻﺣﻘﺎ.
وﻗد ﻻ ﺗﻧﺟﺢ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ ،وذﻟك
ﻟﻌزوف اﻷﻓراد ﻋﻧﻬﺎ ﻧظ ار ﻟوﺟود ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣوﺣد وﻣﺧﺗص ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﯾﺿﻊ ﻓﯾﻪ اﻷطراف ﺛﻘﺗﻬم ،2ﻟذﻟك ﻧﺟد أن ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﻧص ﻋن
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻫذا ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺗﻌدد أطراﻓﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾطرح إﺷﻛﺎﻻ ﺣول اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻻﺳﯾﻣﺎ
أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﻋﻘود أو اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﺳﺑﻘﺔ.
242
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن أن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻻ ﯾﻛون
إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ،
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺎس ﺧطﯾر ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ أو ﺗزوﯾرﻫﺎ أو اﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ،
إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟراﺋم ،ﺣﯾث ﯾؤﻣن ﺣل ﻫذﻩ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣزاﯾﺎ ﻣﺗﻌددة ﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب
ﻣن ﺧﻼل ﻣطﻠﺑﯾن اﺛﻧﯾن ،ﻧﺑﺣث ﻓﻲ اﻷول ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﻌﺎﻟﺞ
ﻓﻲ اﻵﺧر اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ.
ﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ وﻗت ﻏﯾر ﺑﻌﯾد ،ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،إﻟﻰ
ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1977ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،1أﯾن اﺳﺗﻣرت إﺣدى اﻟدﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
ﻟﻔﺗرة ﻓﺎﻗت اﻟﺛﻼث ﺳﻧوات ،وأدت إﻟﻰ إرﻫﺎق اﻷطراف ﻣن ﺣﯾث اﻟوﻗت واﻟﻣﺻﺎرﯾف دون
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻓﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ وﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻫذا اﻟﻧزاع ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺻﻐرة ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن طرﻓﻲ اﻟﻧزاع ﯾﻣﻠﻛﺎن ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ
ﻣن اﻟدراﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟدﻋوى ،وﯾﺗرأﺳﻬﺎ ﻋﺿو ﻣﺣﺎﯾد ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟطرﻓﺎن.
وﺗم إﯾﻘﺎف اﻟدﻋوى ﻟﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻟﯾﻌﻠن اﻷطراف ﺧﻼل وﻗت
وﺟﯾز اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﯾرﺿﻲ ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ،وﺑﺣﺳب ذﻟك إﯾﺟﺎد ﺣل ﻟﻠﻧزاع اﻟذي اﺳﺗﻣر ﻟﺳﻧوات،
وﻣﻧذ ذﻟك اﻟوﻗت ﻧﺷﺄ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع" " Alternative Dispute
2
"Resolution
وﻧظ ار ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺟﺎرة ،و ﻣن ﺛم
ﺗﺣﻘﯾق اﻻزدﻫﺎر واﻟﻧﻣو واﻟرﺧﺎء ،ﻓﺈن ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻣن ﻣطﻠوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد
اﻟدوﻟﻲ ،وأﻧﺟﻊ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔٕ ،واﻻ ﻛﺎن ﻣﺻﯾر ﺣﻘوق
ﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻫو اﻟﺿﯾﺎع ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌﻘد اﻟذي ﯾﺷوﺑﻬﺎ إذا ﺣﺻرت ﻓﻲ ﻗﺿﺎء دوﻟﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ،3
243
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﺗﻛون اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋن طرﯾق إﺗﺑﺎع اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﻋرض
أﻫﻣﻬﺎ ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣطﻠب ،ﻣﺑرزة أﻫم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﻠﻬﺎ ﺑﻬﺗﻪ اﻷﺳﺎﻟﯾب ،وأﺗوﻟﻰ
أﺧﯾ ار ﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣﺑرزة ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺗﻬﺎ.
ﻟﻸﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت أﻧواع ﻣﺗﻌددة ،أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم و اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ.
أوﻻ:اﻟﺗﺣﻛﯾم
وﯾﻠﻌب اﻟﺗﺣﻛﯾم دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻐﯾر ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﯾﻘﻠل ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ داﺧﻠﯾﺎ إن ﻫﻲ ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﻋﻬدة اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن
ﯾﻣﻠك اﻟﺧﺑرة اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻛﺄن ﺗذﻫب ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﻓروع ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
ﺳواء أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم أو أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻹﺷﻛﺎل اﻷﻛﺑر
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﯾﺛﺎر ﺣول اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟدﻋوى ،واﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،ﻓﺈذا أﻗﻔل
ﺑﺎب اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺗﻛون ﺣﻘوق ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ أو اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣﻬددة ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع.2
وﻗد أﺧذت اﻟﻌﻘﺑﺎت واﻟﺣواﺟز اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗرض طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎﻗط ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﺣﯾد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻹﺟراء.
واﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺄداة ﻣن أدوات اﻟﻔن اﻹﺟراﺋﻲ اﻹداري واﻟﻣﻧظم ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﺑواﺳطﺔ ﺷﺧص
أو أﺷﺧﺎص ﻋﺎدﯾﯾن ﯾﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﯾﻬم ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم ﻣﺧﺗﻠط ﯾﺑدأ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺛم
ﯾﺻﯾر إﺟراء ﺛم ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻘﺿﺎء ﻫو ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﯾﺗﺳم ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣراﺣﻠﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ
-1ﻋﺼﺎم اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺼﺒﻲ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ – دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن،
دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،1993 ،ص .118
-2ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﯿﻮﻣﻲ ،اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
،2007ص .162
244
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺳرﯾﺔ وأﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،ﻟذﻟك أﺿﺣﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ
ﻟﻔض ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.1
وﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن ﺣﯾث ﺷﻛل اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﻛﯾم ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺿﻣن اﻟﻌﻘد،
وآﺧر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﺷﺎرطﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم.2
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷول اﻟﺷرط اﻟذي ﯾرد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺣول ذﻟك اﻟﻌﻘد
إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻫذا ﻫو اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن ﯾرد ﺷرط
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺗﻘل ﯾﺑرم ﻣﻊ أو ﺑﻌد إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ،وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻣﺷﺎرطﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻫو ﯾﺑرم ﻋﺎدة ﺑﻌد ﻧﺷوء اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻷطراف ،ﻓﺎﻟﻔرق ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾن ﻫو أن اﻷول
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧزاع ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﺣدد ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻧزاع وﻗﻊ ﻓﻌﻼ وأﺻﺑﺢ ﻣﺣددا
وواﺿﺣﺎ.3
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗﺣﻛﯾم أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻛﯾم ﺣر ،وﺗﺣﻛﯾم ﻣؤﺳﺳﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﻲ
ﯾﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗوﻟﻰ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷراف واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺧﻼل ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺑﻬدف اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺳﻼﻣﺔ اﻹﺟراءات
دون اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣل وﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺣﻛم ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺣر ﻓﻼ ﯾﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ
ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾمٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺷرﻓون ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋﻠﻰ إدارة وﺳﯾر اﻟﺗﺣﻛﯾم و
ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻣن أﻫم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻣﻔﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺣر 4ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻓﺈن اﻷطراف ﯾﻛﺗﻔون ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻣرﻛز أو ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﺑدﻻ ﻣن ﺿرورة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﺗﻔﺎق ﺗﺣﻛﯾم ﻛﺎﻣل ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ إﺟراءات
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﺄﻧظﻣﺔ ﻣراﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺗﺗﺿﻣن ﻋﺎدة ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل ٕواﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑدءا ﻣن
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻧﺗﻬﺎءا ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻷطراف.
245
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-2ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻟﻸطراف ﺧﺑرة ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧون اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺛور اﻟﺧﻼف ﺣوﻟﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ،ﻓﯾﻛوﻧون ﻣﻠزﻣﯾن ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء
وطﻠب اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﺧﻼف ﻷﺟل اﻻﺳﺗﻣرار ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻣﻊ أن اﻷطراف ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ
رﻏﺑوا ﺑﺗﺟﻧب اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن أي ﻧﻘص ﻓﻲ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟذي ﯾﺣﯾل إﻟﻰ ﻗواﻋد
ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﯾﺗرك أﻣر ﺗﻛﻣﻠﺗﻪ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
-3اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﯾﺿﻣن ﺣﯾﺎد اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ،ﻧظ ار ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻛم
وﺑﯾن اﻟطرف اﻟذي ﻋﯾﻧﻪ ،ﻓﺈدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻲ ﻣن ﺗﻘﺑض ﻣن اﻷطراف ﻣﺻﺎرﯾف وأﺗﻌﺎب
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻻ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺣﻛم ﻟﻠﺧوض ﻣﻊ اﻟطرف اﻟذي ﻋﯾﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
-4ﯾﺗﯾﺢ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﻸطراف واﻟﻣﺣﻛﻣﯾن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرة وﺣﺳن ﺗﺻرف ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﯾﺿﻣن ﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗزﯾد ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺣﺗﻣﺎﻻت إﻧﻔﺎذ اﻷﺣﻛﺎم.
وﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ،ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺑدأ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻷطراف اﻟﻣﺣﻛم )أو ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدد ﻓردي ،وﻫو ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن( اﻟذي ﺳﯾﻔﺻل
ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،ﻓﺈذا اﺗﻔق اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺣﻛم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻫمٕ ،واﻻ
ﻓﯾﻘوم اﻟﻣﺣﻛم أو ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﻘوم أطراف اﻟﻧزاع ﺑﺗﺑﺎدل اﻹدﻋﺎءات
واﻟدﻓوع ،وﻣن ﺛم ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﻛم أو ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ أدﻟﺔ اﻷطراف واﻷﻗوال اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ،
وﺗﺣﺟز اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣداوﻟﺔ ٕواﺻدار اﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ.1
اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ﻫﻣﺎ ﻋﻣﻠﯾﺗﺎن ﺗﺗﺿﻣﻧﺎن إدﺧﺎل ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﺣﯾﺎدي ،ﻣﺳﺗﻘل وﻏﯾر
ﻣﻧﺣﺎز ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاع ،ﻓﻬﻣﺎ وﺳﯾﻠﺗﺎن ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻷطراف دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
وﺳﺎﺋل ﺣل اﻟﻧزاع اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣن ﻗﺿﺎء أو ﺗﺣﻛﯾم.
1
-John H Willes & John A Willes, international Business Law, Evironments and transactions,
McGraw-Hill, International Edition, 2005, p 565.
246
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﯾﻌرف اﻟﺗوﻓﯾق ﻓﻘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ إﻧﻬﺎء اﻟﻧزاع ﻋن طرﯾق ﺗدﺧل طرف ﺛﺎﻟث ﺗﺧﺗﺎرﻩ اﻷطراف
اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ ،ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم اﻟﻣوﻓق ،وﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺿور اﻟطرﻓﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻔﻘﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾﻘﺗﺻر دورﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺗوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع.1
وﻫذان اﻟطرﯾﻘﺎن اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎن ،ﻓﺎﻟطرﻓﺎن ﯾﺟب أن ﯾﺗﻔﻘﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻟﻣوﻓق أو
اﻟوﺳﯾط ،ﻛﻣﺎ وﯾﺟب أن ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب أو اﻟدور اﻟذي ﺳﯾﻠﻌﺑﻪ.
واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ﺷدﯾد اﻟﺻﻌوﺑﺔ ،وﯾرى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء أﻧﻬﻣﺎ ﺗﺳﻣﯾﺗﯾن
ﻟﻣﺳﻣﻰ واﺣد ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻧﻣوذج ﻟﻠﺗوﻓﯾق اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ واﻟذي وﺿﻌﺗﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،ﻋرف اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﺄﻧﻪ " :أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ،ﺳواء أﺷﯾر إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺗﻌﺑﯾر اﻟﺗوﻓﯾق أو
اﻟوﺳﺎطﺔ أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ذي ﻣدﻟول ﻣﻣﺎﺛل ،ﯾطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن إﻟﻰ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث أو
أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن )اﻟﻣوﻓق( ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻬﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﻬﻣﺎ
اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘدﯾﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺧرى أو اﻟﻧزاع اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ ،وﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣوﻓق
ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓرض ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟطرﻓﯾن".2
وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺗم ﻋﺎدة ﻣن ﺧﻼل ﺗﻣﯾﯾز
اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺣﯾﺎدي ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاع ،ﻓﺈذا ﻛﺎن دور اﻟﺷﺧص
اﻟﺛﺎﻟث ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﻬﺎراﺗﻪ ﻟﻼﺟﺗﻣﺎع ﻣﻊ ﻛل طرف ﻋﻠﻰ ﺣدة ،وﻣن ﺛم ﯾﻘوم ﺑﻧﻘل
وﺗوﺿﯾﺢ وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻛل طرف إﻟﻰ اﻵﺧر وﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﺣﯾن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣل ﻟﻠﻧزاع،
ﻓﺈن اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺗﻌرف ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗوﻗﻊ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻘط اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ
ّ
اﻟﻣﻬﻣﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺟب ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺗﻘرﯾر رﺳﻣﻲ ﻣﻛﺗوب ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ ﻧﻘﺎط
اﻟﺧﻼف واﻟﻧزاع ،وﻓﻣﺎ إذا ﻧﺟﺢ أو ﻓﺷل ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺗﻪ ،ﻓﯾﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
ﺗوﻓﯾق.3
وﯾرى آﺧرون أن اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ أن اﻟﺗوﻓﯾق ﻫو ﻧوع ﻣن أﻧواع
اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺧﺗﺎر اﻷطراف طرﻓﺎ ﺛﺎﻟﺛﺎ ﺣﯾﺎدﯾﺎ ﯾﺗﺻرف ﻛوﺳﯾط ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﯾﻣﺎ
247
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﺗوﻓﯾق ﻓﻬو ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺧﺗﺎر ﻓﯾﻪ اﻷطراف طرﻓﺎ ﺛﺎﻟﺛﺎ ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎّ ،
اﻟﻧزاع ﯾﺗﺻرف ﻛوﺳﯾط ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.1
واﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ﻫو اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﯾﻛون ﻣﺣل ﺛﻘﺔ اﻟطرﻓﯾن،
وﯾﻛون ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ ﻛﻣراﻗب ﺧﺎرﺟﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧﻘﺎط اﻟﻧزاع وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﺑﺣﺳب أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺛم اﻗﺗراح
طرق ووﺳﺎﺋل ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﺎت وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر اﻟﺗﻲ ﺗﻘف ﻓﻲ طرﯾق ﺣل
اﻟﻧزاع.2
وﯾﻠﺟﺄ أطراف اﻟﻧزاع ﻋﺎدة ﻟﻬذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد،
وﺗﺗواﻓر ﻟدى ﻛﻼﻫﻣﺎ اﻟرﻏﺑﺔ واﻟداﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﯾﻬﺎ.3
ﻟﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﻣﺎ ،ﻟﻛن ﯾﺗﻣﯾز أﺣدﻫﻣﺎ ﻋن اﻵﺧر ﺑﻔروق ﺟوﻫرﯾﺔ،
أﻫﻣﻬﺎ:
-1اﻟﺗوﻓﯾق أو اﻟوﺳﺎطﺔ ﻫو ﻗﺑول ﻣن اﻷطراف ﺑﺗﻛﻠﯾف وﺳﯾط ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع دون اﻟﺗﻘﯾد
ﺑﺗوﺻﯾﺗﻪ ،وﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠﻔﺎن ﻋن اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻣن ﺣﯾث أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﻠزم ﻻ ﯾﻣﻠك ﻣن
اﺧﺗﺎرﻩ وأﻗدم ﻋﻠﯾﻪ إﻻ اﻟﻣﺿﻲ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻟﻪ أن ﯾﺗراﺟﻊ ﻋﻧﻪ ،وﯾﻛون
اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻸطراف ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻓﻼ
إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﻣﺎ ﻟﻠﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣوﻓق او اﻟوﺳﯾط ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد ﺗوﺻﯾﺔ أو
اﻗﺗراح ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﻟﻠطرﻓﯾن أو أﺣدﻫﻣﺎ ﻓﻲ أي وﻗت اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار
1
-Henry R. Cheeseman, Business Law, Pearson Education, Fifth Edition, 2004, p 43.
-2ﻋﺼﺎم اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺼﺒﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .122
3
-John H Willes & John A Willes, op-cit, p 568.
248
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
249
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻓﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﺑدﻻ ﻋن اﻟﻘرار اﻟﻣﻠزم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،واﻟذي
ﻗد ﯾرﺿﻲ أﺣد اﻷطراف ﻓﻘط دون اﻵﺧر.1
-6اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ أﺳرع وأﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻟﻸطراف ﺳﯾطرة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ
اﻹﺟراءات وﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧزاع.
ﻟذﻟك؛ وﻟﻛون ﻛل ﻣن اﻷﺳﻠوﺑﯾن ﯾﻣﻠك ﻋددا ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ،ﻓﺈن ﻋددا ﻣن
ﻗدﻣت آﻟﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﺗﺗﺿﻣن ﺗوﻓﯾﻘﺎ أو وﺳﺎطﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﻗد ّ
ﻣﺗﺑوﻋﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺑﺣﯾث أن اﻷطراف ﯾﻛوﻧون ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺣﺎل ﻓﺷل
اﻟﺗوﻓﯾق أو اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻻ ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﻣﺎ اﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺗﺟﺎوز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘﺿﺎء ،وﺑذﻟك ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻷطراف ﻣن ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗوﻓﯾق واﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺣل ﻧزاﻋﻬم.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﻠﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ
ﺗﺗﺳم أﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﺑطﺎﺑﻊ واﺣد ﻣﻣﯾز ،أﻻ وﻫو أﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﺗطﻠب اﺗﻔﺎق
أطراف اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ رﻏﺑﺔ ﺑﺣل اﻟﻧزاع اﻟﻧﺎﺟم أو اﻟذي ﻗد ﯾﻧﺷﺄ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.
أﻣﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺑﻬﺎ ﻧزاﻋﺎت ﺗﻧﺷب ﺑﯾن أﺷﺧﺎص
وﺟﻬﺎت ﻻ ﯾﻌرف ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﻌﺿﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺑق ﻟﻠﻧزاع ،وﻻ ﯾوﺟد ﺑﯾﻧﻬﺎ أي ﻋﻼﻗﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻧﺷوب اﻟﻧزاع ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣل ذﻟك اﻟﻧزاع ﻣن ﺧﻼل إﺣدى
وﺳﺎﺋل ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،3ﻛﻣﺎ ﻟو اﻋﺗدى ﺷﺧص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﺷﺧص
آﺧر ،ﻓﻘﺎم ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ ووﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺿﺎﺋﻌﻪ أو ﺑﺎع أو ﻋرض ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺿﺎﺋﻊ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺎت
ﻣﻘﻠدة ،أو ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎم ﻧزاع ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن اﺛﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺣول أﯾﻬﻣﺎ ﻫو
اﻷﺳﺑق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ إذا ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺳﺑق اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ أﺳﺎﻟﯾب ﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ وﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ.
250
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﻘف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻘﺑﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﯾﺗم
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻ :ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗوﻓرﻩ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻷطراف اﻟﻧزاع ﺗﻔوق ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﻓﺈﻧﻬم ﻗد ﯾﺗﻔﻘون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺣل
ﻧزاﻋﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل واﺣد أو أﻛﺛر ﻣن ﺗﻠك اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت ،وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﺳﺎﺑق ﻣﻌرﻓﺔ أو اﺗﻔﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺣل اﻟﻧزاع
ﻗﺑل ﻧﺷوﺑﻪ.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻗد ﺗط أر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻘود واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﺑرﻣﺔ
ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﯾن اﻷطراف ،ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻬﺎ أو أﺣد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻌﻘود اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻋﻘود ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻧﻘل
اﻟﺣق ﺑﻬﺎ ،أو ﻋﻘود اﻧدﻣﺎج اﻟﺷرﻛﺎت واﻻﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أو ﻋﻘود اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗﻣﺛﯾل
ﺿ ﱢﻣن اﻷطراف اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﻬم ﺑﻧدا ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣل ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﻔﻲ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻗد ُﯾ َ
ﻧزاﻋﺎﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن اﻟﻌﻘد أو اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ذات ﺻﻠﺔ ﺑﻪ ﻋن طرﯾق أﺣد اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت.2
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﯾﻠزم ﻧظﺎم أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎ ل 3اﻷﺷﺧﺎص اﻟراﻏﺑﯾن ﺑﺣﺟز إﺳم ﻣوﻗ ﻊ 4ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗرﻧﯾت
ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟوء ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ"
اﻟﻣﺟﺎل واﻟذي وﺿﻌﺗﻪ ﻣﻧظﻣﺔ " ﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻟﻸرﻗﺎم واﻷﺳﻣﺎء ُ
) (ICANNاﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋﻠﻰ إدارة ﻧظﺎم أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ،وذﻟك ﻓﻲ
أي ﺷﺧص آﺧر ﯾﻣﻠك ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﺣﺎل ﺣﺻول ﻧزاع ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن ّ
ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻻﺳم اﻟﻣوﻗﻊ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺣﺟزﻩ ،وﺗﺿﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ إﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻧزاع إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﻣﯾن ﻋﻘد اﻻﺷﺗراك ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن
251
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺧدﻣﺔ ﺣﺟز أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل ﺑﻧدا إﻟزاﻣﯾﺎ ﯾواﻓق ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ
إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع اﻟذي ﻗد ﯾﻧﺷﺄ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن أي ﺷﺧص آﺧر ﺣول ﻫذا اﻻﺳم إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
وﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺣل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى
ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﻣﻠﻲ ،ذﻟك أن ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻧزاع ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧﺎظر ﻓﻲ دﻋوى إﺿﻔﺎء
اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن أن ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع اﻟﻣﻌروض
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ﻟﯾس ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﺑﻪ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻛﺎﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،1أو ﻛوﻧﻪ ﻣن اﻟﺣﻘوق
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘرار ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋﻣل إداري ﺻﺎدر ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺻور ﻋرض ﻫذا اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﻣدى ﺷرﻋﯾﺗﻪ ،ﺑل ﯾﺟب ﻋرﺿﻪ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ
ﻟﻠﺑت ﻓﯾﻪ .2ﻓﺈذا وﺟد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄن ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺣﻛﯾم رﻓض إﻛﺳﺎء ﻫذا
اﻟﺣﻛم ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وأﺿﺣﻰ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻏﯾر ذي ﻗﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
وﻗد ذﻫﺑت اﻟﻧظرة اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ 3ﺑداﯾﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻺرادة اﻟﺣرة ﻟﻸطراف وﻟﺳﻠطﺗﻬم ،ﻓﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻫﻲ اﻣﺗﯾﺎزات
ﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ ﻟدﻋم اﻟﺗطور اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ
أي
ﻓﺈﻧﻪ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوﺟود أو ﻧطﺎق أو اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ّ
ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق.
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرة ﻗد ﺗﻐﯾرت ﻣؤﺧرا ،ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧظرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻛﻛل ،واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،ﻣﺳﺎﺋل ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ،
ﻓﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺑﺗﻛرة ﻣن ﻗﺑل اﻷﻓراد واﻟﺷرﻛﺎت ،ﺿرورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري،
ﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻷطراف ﻻ ﯾﻣﻠﻛون زﯾﺎدة ﻣدى اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوح ﻣن ﻗﺑل
252
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣﻧﻊ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬم ،وﺣل
ﻧزاﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم.1
ﻓﻔﻲ واﺣد ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣق اﻟﻣؤﻟف اﻟذي ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻛﻧدا،2
ﻗررت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ اﻟذي ﻗﺿﻰ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ﻣﻌﺗﺑرة ﺑﺄن
اﻟﻣﺣ ّﻛم ﻻ اﺧﺗﺻﺎص ﻟﻪ ﺑﻧظر اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻧظ ار ﻟـطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق
اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،إﻻ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻛﻧدا ،ﻗررت
ﻧﻘض ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺄﯾﯾد ﻗرار اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم
ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وأن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﺟب ﺗﺣدﯾدﻩ ﺑﺷﻛل ﺿﯾقٕ ،واﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﯾﻘﺿﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة.
وﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛﯾم
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ، 3ﺳواء ﻣن طرف اﻟﻐﯾر ،أو ﻣن طرف
اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ إذا أﺧل ﺑﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻛﺄن ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧطﺎق اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻛون
ﺑذﻟك ﻗد أﺧل ﺑﻌﻘد اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻣﺎﻟﻛﻬﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض أﻣﺎم
ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،إذا ﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﺗرﺧﯾص ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم.4
وﯾﺗﻔق اﻟﻔﻘﻪ ﻛذﻟك ﻓﻲ إﺧﺿﺎع اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘود ﺷراء اﻟﺷرﻛﺎت أو اﻧدﻣﺎﺟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻗد ﺗﺛﺎر ﻣﺳﺎﺋل ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣدى ﺷﻣول
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿﻣن إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ،وﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﺑﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ أم ﺗﻧﺗﻘل
ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺷرﻛﺔ.5
وﻟﻛن ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب أن ﯾﻠﺗزم أطراف اﻟﻧزاع ﺑﻣﺿﻣون اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﺳواء
ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧزاع أو ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻪ ،ﻷن اﻟﻌﺑرة ﻟﯾﺳت ﺑﻣدى ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻧزاع ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ،وﻟﻛن ﺑﺷرط
1
-Henry R. Cheeseman, op-cit, p 50.
-2ﻧﻘﺾ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﺪا ﻟﺴﻨﺔ ،2003ﻣﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻋﺪﻧﺎن ﻏﺴﺎن ﺑﺮاﻧﺒﻮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .1010
3
-John H Willes & John A Willes, op-cit, p 577.
253
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟذي ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻌﻘد ،ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺣول اﻟﻌﻼﻣﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺣﻛﯾم ،إﻻ أن اﻷطراف ﻟم ﯾﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﯾﻛون اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠزﻣﺎ
ﺑﻌدم اﻟﺗطرق ﻟﻬﺎ ﻷن ﻧطﺎق اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻷطراف ﻟم ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ.1
إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺗﺗﺻف ﺑﺈﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻋدﯾدة ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن
اﻟﻘﺿﺎء ﻛﻬﯾﺋﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋن ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن ﺗﻘﯾﯾم ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب
ﺑﻌرض ﻣزاﯾﺎﻫﺎ وﻣﺎ ﯾﻌﺗرض اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت.
ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣزاﯾﺎ ﻋدﯾدة ،ﺳﻧﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﻛم :ﺗﺳﻣﺢ أﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻸطراف ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﺧص أو
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾرون ﻓﯾﻬم اﻟﺣﯾﺎد واﻟﺧﺑرة واﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻧزاع اﻟﻧﺎﺷب ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾﻧﻬم ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘﺿﺎء ،ﺣﯾث ﯾﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﺷﺧص ﻗد ﻻ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ اﻟﺧﺑرة اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ
واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﺑﻌداﻟﺔ وﻛﻔﺎءة.2
-2ﺿﻣﺎن اﻟﺳرﯾﺔ :ﺗﺗم أﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣن اﻟﺳرﯾﺔ اﻟذي ﯾﺣﺎﻓظ
ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ طرﻓﻲ اﻟﻧزاع وﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﺔ أﻋﻣﺎﻟﻬم ،ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻣﻌﺔ ،ﻷن
ﻣﻘﺎﺿﺎة ﺷرﻛﺔ ﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء وﺧﺳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻠدﻋوى اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺿدﻫﺎ ،ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻫﺗزاز
ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ
اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ،ﻓﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻬم ﻟﻸطراف أن ﯾﺳﻌوا إﻟﻰ ﺣل اﻟﻧزاع ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳرﯾﺔ ﻻ ﺗﺿر
ﺑﻬم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع أﺳﻠوﺑﺎ ﻣﻔﺿﻼ ﻟﺣل وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻋن
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء.3
1
-Pierre Veron, op-cit, p 139.
-2ﻋﺼﺎم اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻘﺼﺒﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .136
-3ﻏﺴﺎن ﻋﺪﻧﺎن ﺑﺮاﻧﺒﻮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .1000
254
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أن ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ إﺟراءات وأﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ
ﻣﻔﺿﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺗرﺧﯾﺻﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑراءات اﻻﺧﺗراع واﻷﺳرار
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻌﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺗﺟﺎري ،ﺣﯾث أن ﻋﻠﻧﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﻛﺷف ﺗﻠك اﻷﺳرار
واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﺑﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺄطراف اﻟﻧزاع.1
-3اﻟﺳرﻋﺔ :إن اﻟﺑطء ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻛﺑر اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻘﺿﺎء ،ذﻟك أن ﺗﻌﻘﯾد إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻋدد اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻗطﺎع اﻟﻌداﻟﺔ ﯾزﯾد ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﻧظورة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء،
ﻫذا زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن واﻟذي ﯾؤدي ﻓﻲ أﻏﻠب
اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﺳﺗﺋﻧﺎف أﺣﻛﺎم أول درﺟﺔ ﻣن طرف ﺧﺎﺳر اﻟدﻋوى ،ﻣﻣﺎ ﯾطﯾل ﻓﻲ أﻣد
اﻟﻧزاع.
ﻟﻛن اﻟﻣؤﻛد أن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﺗﺣﺗرم اﻟﺳﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﻣروﻧﺔ وﺗﺳرع اﻹﺟراءات ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ أو ﻗرار
اﻟوﺳﺎطﺔ ﻗﺑل ﺗﺿرر أي ﻣن اﻷطراف ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟذي ﻗد ﯾرﺟﺊ
اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ أو ﺳﻧﺗﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻹﺿرار
ﺑﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺗﻣرار وﺟود ﺳﻠﻊ ﻣﻘﻠدة ذات ﺟودة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻓﻲ
اﻷﺳواق طوال ﻓﺗرة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﺔ وﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ،
وﯾﺧﻔض ﻣن أرﺑﺎﺣﻪ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻘﻠد.2
-4اﻻﻋﺗراف اﻟدوﻟﻲ :ﺗﻌﺗﺑر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك 3ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺳﻧﺔ ،1958ﻣن أﻛﺛر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ وﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد
اﻟﻌﻣﻠﻲ ، 4ﻓﺻدور ﺣﻛم ﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك
ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻋﺗراف ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﺧرى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻌﺎﻣل ﻛﺄي ﺣﻛم ﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﺻﺎدر داﺧل إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻷﺣﻛﺎم
1
-Henry R. Cheeseman, op-cit, p 56.
-2ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﯿﻮﻣﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .171
-3اﻧﻀﻤﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﻧﯿﻮﯾﻮرك ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ،18-88اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1988/07/12ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد ،28
اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ . 1988/07/13
-4ﺗﻀﻢ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﻧﯿﻮﯾﻮرك 154دوﻟﺔ وذﻟﻚ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ .2015/01/01
255
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﯾزة ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻔﺿﻠﺔ ﻋن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾوﺟد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ
ﻣوازﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك ،ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ،
ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرات وﺷروط ﻋدﯾدة ﻗد ﺗﻣﻧﻊ وﺗﻌﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ
أي ﻧزاع ﺧﺎص
ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻛﺷرط اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﺣل ّ
ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻋﺗراﻓﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ.
-5اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟودﯾﺔ :ﺑﺧﻼف اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﺈن ﺣل اﻟﻧزاع ﺑﺎﺳﺗﺧدام
أﺣد أﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أطراف اﻟﻧزاع ،إذ
أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر أﺳﻠوﺑﺎ ودﯾﺎ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ،وﻣن اﻟﺷﺎﺋﻊ اﺳﺗﻣرار ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن
اﻟطرﻓﯾن ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻧزاع ،إذ أن اﻟﻧزاع رﺑﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻷطراف أﺳﺎﺳﺎ إﻻ ﻟوﺟود
اﺧﺗﻼف ﻓﻲ وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ،وﺟﺎءت اﻟوﺳﺎطﺔ أو اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟﺗﺣل ﻫذا اﻟﺧﻼف ،ﻓﻼ
ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻔس اﻷﺳس واﻟﺑﻧود اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
أﺳس ﺟدﯾدة ،أﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﻧﻬﻲ ﻋﺎدة ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل أو اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن
اﻷطراف ،ﻧظ ار ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن وﯾوﺣﻲ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﻬﺟوﻣﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾراﻓﻘﻪ ﻣن ﻋﻠﻧﯾﺔ
وﺻدور اﻟﺣﻛم ﻟﻔﺎﺋدة طرف ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟطرف اﻵﺧر.1
.1ﺻﻌوﺑﺔ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ :ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض وﺳﺎﺋل ﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ ،ذﻟك أن
اﻟوﺳﯾط ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺈﺻدار ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻬو ٕوان ﻛﺎن
ﯾﻣﻠك اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﺻدر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻗﺑل إﺻدار اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،إﻻ أن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ ﻗد ﺗﺟﻌل أﻣر اﺗﺧﺎذ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات
256
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺻﻌﺑﺎ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ،ﻓﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺟراءات ﯾﺗطﻠب اﻟﻌﺟﻠﺔ
واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ٕواﻻ ﺿﺎﻋت اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻧﺷودة ﻣن اﻹﺟراء.1
ﻓﺎﻹﺷﻛﺎل ﯾﻛﻣن ﻓﻲ أن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻻ ﺗﻧﻌﻘد إﻻ ﺑﻌد اﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﻣﺣﻛم ،وﻻ ﺗﺑدأ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ ،ﻛدﻓﻊ ﻣﻘدم أﺗﻌﺎب
اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ،وﻛل ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﺳﺗﻧﻔﺎذ اﻟوﻗت ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ زوال اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء
اﻟﺗﺣﻔظﻲ ،ﻛﺄن ﯾﺗﻣﻛن أﺣد طرﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻣن إﺧﻔﺎء ﺑﻌض اﻷدﻟﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧزاع
ﻛﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻘﻠدة ،ﻓﻼ ﺗﻌود ﻫﻧﺎﻟك ﻓﺎﺋدة ﻣن اﻹﺟراء ،وﯾﻛون
ﻗد ﻓﺎت أواﻧﻪ.2
257
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
.2اﻗﺗﺻﺎر أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷطراف :ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻧﯾﺔ وﺗﺻدر ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻊ ﺑﯾن أطراف اﻟﻧزاع ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟوﺳﺎطﺔ ،وﻛذا أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﻘﺗﺻر أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أطراف اﻟﻧزاع ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻫذﻩ
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون أﺣد أطراف اﻟﻧزاع،
ﻛﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﺷﻛل ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻬﺎ
اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟو أراد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﺛﺑت أن ﻋﻼﻣﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻣﺷﻬورة.
.3ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ :ﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺳب أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب ﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أن ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻓﺷل ﻫذﻩ
اﻷﺳﺎﻟﯾب ،ﻓﺈن اﻷطراف ﺳﯾﺿطرون ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﺑذﻟك ﺳﯾدﻓﻌون ﻗﯾﻣﺔ ﺣل
اﻟﻧزاع ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ،وﺗﻛون ﻛﻠﻔﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاع أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﻟو أﻧﻬم ﺳﻠﻛوا طرﯾق
اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎل ﻋدم اﻣﺗﺛﺎل اﻟطرف اﻟﺧﺎﺳر ﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم أو ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗوﻓﯾق أو اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﺈن اﻟطرف
اﻵﺧر ﺳﯾﺿطر إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻛم
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،أو ﻹﻟزام اﻟطرف اﻟﺧﺎﺳر ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود اﻟﺗﺳوﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎرﯾف
وﺗﻛﺎﻟﯾف ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺣل اﻟﻧزاع.1
ﻧظ ار ﻟﻠﺗوﺟﻪ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻣن طرف اﻟدول ﻧﺣو اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺄﺳﺎﻟﯾب ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل
ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺳﻌت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻫﯾﺋﺎت
ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻔض ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﺄﻧﺷﺄت ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﻧﻰ ﺑﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺑﯾن رﻋﺎﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول ﻣن
ﺟﻬﺔ ،وﻛذا ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت وأﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وذﻟك
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ،وﺳﺗﺗم دراﺳﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺗﯾن
ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﻟﻸرﻗﺎم واﻷﺳﻣﺎء ُ
واﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ.
258
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أﻫم ﻣرﻛز ﻋﺎﻟﻣﻲ
ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻣرﻛز ﻫﻲ
اﻷﺷﻬر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أﯾﺿﺎ ،وﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن اﻹطﻼع ﺑﺷﻛل ﻣوﺟز ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣرﻛز واﻟﻘواﻋد
اﻟﺗﻲ ﯾطﺑﻘﻬﺎ.1
ﯾﻘﻊ ﻣﻘر ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ
ﺟﻧﯾف ،ﻓﻲ ﺳوﯾﺳ ار ،وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗب اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،وﻗد ﺑدأ
اﻟﻣرﻛز ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر ،1994ﻷﺟل دﻋم وﺗروﯾﺞ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﺳﺎﻟﯾب ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ.2
ٕواذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣرﻛز ﻫو اﻟﻣرﻛز اﻟدوﻟﻲ اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﻣدارة ﻣن ﻗﺑﻠﻪ ﻟﯾﺳت ﻣﺣدودة ﻓﻘط ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧزاﻋﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺧرى ،وﯾﺳﺎﻋد
اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺟراءات اﻟﻣرﻛز ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺣل ﻋدد ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت
ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ واﺣدة وﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺟراءات واﺣدة ﺗﺗم ﺑﯾن ﻧﻔس اﻷطراف.3
ﯾﻘدم اﻟﻣرﻛز ﺧدﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ:4
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﻌﻘدﯾﺔ :ﻓﺎﻟﻣرﻛز ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ووﺿﻊ اﻟﺑﻧود اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﯾل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻷطراف إﻟﻰ إﺟراءات ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗدار ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﻛز ،ﻛﻣﺎ وﯾﺳﺎﻋد أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘود واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻹﺟراءات.
259
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﺧﺻﯾص ﻗﺎﻋﺎت ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت :ﯾؤﻣن اﻟﻣرﻛز ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻷطراف ،اﻟﻣﻛﺎﺗب
واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺄﻣﯾن اﺟﺗﻣﺎع أطراف اﻟﻧزاع ﻷﺟل إﻗﻧﺎﻋﻬم ﺑﺣل اﻟﻧزاع ﻣن ﺧﻼل ﻗواﻋد
اﻟﻣرﻛز ،وﻷﺟل ﻋﻘد ﺟﻠﺳﺎت ٕواﺟراءات ﺟل اﻟﻧزاﻋﺎت ،وذﻟك إذا ﻛﺎﻧت اﻹﺟراءات ﺗﺗم ﻓﻲ
ﺟﻧﯾف ،ﺣﯾث ﯾﺗواﺟد ﻓﯾﻪ ﻗﺎﻋﺎت وﻣﻛﺎﺗب ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض.
إدارة اﻟﻧزاﻋﺎت :ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺳﻬﯾل ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﯾﻘدم اﻟﻣرﻛز ﺧدﻣﺎت إدارة
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ،ﻣﺳﺎﻋدة أطراف اﻟﻧزاع ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن واﻟوﺳطﺎء ،ﺗﻘدﯾم
اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ واﻟﻣﺷورة ﺣول ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻛز ،ﺗﺣدﯾد أﺟور
اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن واﻟوﺳطﺎء ،إدارة اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻺﺟراءات ،اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺗﺻﺎﻻت ﺑﯾن
اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن واﻟوﺳطﺎء وأطراف اﻟﻧزاع ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن ﻣﻛﺎن ﻟﻼﺟﺗﻣﺎع وﻋﻘد
اﻟﺟﻠﺳﺎت إذا ﻛﺎﻧت اﻹﺟراءات ﺳﺗﺗم ﺧﺎرج ﻣﻘر اﻟﻣرﻛز ﺑﺟﻧﯾف.
إﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن واﻟوﺳطﺎء :ﯾﺗواﺟد ﻟدى اﻟﻣرﻛز ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺣﯾﺎدﯾﯾن ،ﺗﺿم
ﻣﺣﻛﻣﯾن ووﺳطﺎء ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ أوﻟﺋك اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ أدق ﻓروع ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﺗﺿم ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن واﻟوﺳطﺎء ﺗﻠك أﻛﺛر ﻣن أﻟف
ﺷﺧص ﻣﻧﺗﻘﯾن ﻣن أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑﻌﯾن دوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻧﺎﺳب اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻻﻧﺗﻣﺎءاﺗﻬم ﻣﻊ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣرﻛز.
ﺗﻧظﯾم ﻣؤﺗﻣرات ودورات :ﯾﻧظم اﻟﻣرﻛز ﻣؤﺗﻣرات ودورات ﺗدرﯾﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
ﯾﻘدم اﻟﻣرﻛز إﺟراءات وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﺗﻌددة ﻟﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
اﻟوﺳﺎطﺔ :وﻫﻲ ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔت ﻋﻣﻠﯾﺔ رﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﺧص ﺣﯾﺎدي ﺑﺗﺳﻬﯾل اﻟﻧﻘﺎﺷﺎت
واﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﯾن أطراف اﻟﻧزاع ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛن اﻷطراف ﻣن ﺣﻠﻪ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ،ﻓﺎﻷطراف ﯾﻘوﻣون
260
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﺗﺣدﯾد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاع وآﻟﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﯾﺿﻌون ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﺷروط وﺑﻧود اﻟﺣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ
ﻟﻠﻧزاع.1
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي :ﺗﺑﺎﺷر إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻧﺎﻓذة ﻟدى اﻟﻣرﻛز ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﺗرﻛز ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻟدى اﻟﻣرﻛز ﺗرﻛﯾ از ﺧﺎﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر اﻟزﻣﻧﻲ
ﻟﻺﺟراءات اﻟذي ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺟﺎوز ﺗﺳﻌﺔ أﺷﻬر ،ﻓﺗﺿﻊ ﺣدودا زﻣﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺣرﯾﺔ اﻷطراف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك،
وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺑﺎدل اﻟﻣذﻛرات اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،وﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺎت،
ٕواﺻدار ﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾم.2
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻌﺟل :وﺗﺗﺑﻊ ﻓﯾﻪ ذات اﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي ﻣﻊ ﺗﻘﺻﯾر
اﻟﻣﻬل ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن إﻋﻼن اﺧﺗﺗﺎم إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻏﺿون
ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ،ﺑدﻻ ﻣن اﻷﺷﻬر اﻟﺗﺳﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ
وﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻌﺟل ﻣﺣﻛم واﺣد دوﻣﺎ ،وﺗﻛون اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻘدﻫﺎ ﻣﻛﺛﻔﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز
أن ﺗﺳﺗﻐرق أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم إﻻ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.3
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺳﺑوق ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ :ووﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻹﺟراء ﯾﻠﺟﺄ اﻷطراف إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﻬم أوﻻ ﻋن
طرﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎق اﺑﺗداء ﻋﻠﻰ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓو ار ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾودﻋﻪ اﻷطراف ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﺗﺳوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﻛذﻟك
اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣد اﻷطراف ﻋن اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ أو ﻋن ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﺣددة وﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز ،وﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي.4
1
-Pierre Veron, op-cit, p 142.
-2ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﯿﻮﻣﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.190
-3ﻋﺪﻧﺎن ﻏﺴﺎن ﺑﺮاﻧﺒﻮ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .1020
-4ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﯿﻮﻣﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .191
261
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ اﻟﻣرﻛز رﺳوﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻣن وﺳﺎطﺔ أو ﺗﺣﻛﯾم ،وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد
ﻫذﻩ اﻟرﺳوم ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧزاع ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ اﻟﻣرﻛز أﺗﻌﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل إﺟراء ﯾﺗم اﺗﺧﺎذﻩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗواﻩ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣل اﻟﻧزاع.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺗﻌﺎب أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺗوﻟون ﻣﻬﻣﺔ ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻓﺈن أﺗﻌﺎب اﻟوﺳطﺎء ﯾﺗم
ﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻌدد اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاع ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣون ﻓﺗﺑﻧﻰ أﺗﻌﺎﺑﻬم ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺗﻌددة ﺗﺷﻣل اﻟوﻗت اﻟﻣﺑذول ﻣن ﻗﺑﻠﻬم ﻓﺿﻼ ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧزاع ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن
ﻟﻸطراف أن ﯾﺗﻔﻘوا ﻣﻊ اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟوﺳﯾط ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺔ أﺧرى ﻻﺣﺗﺳﺎب أﺗﻌﺎﺑﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺗﻠك
اﻟﻣﺣددة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﻛز.1
وﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم وﺟود اﺗﻔﺎق ﻣﺧﺎﻟف ﺑﯾن أطراف اﻟﻧزاع أو ﻗرار ﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ﻓﺈن اﻷﺗﻌﺎب واﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﻛل طرف أﺛﻧﺎء ﺣل اﻟﻧزاع أﻣﺎم
اﻟﻣرﻛز ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻟوﺣدﻩ ،وﯾﺗﺣﻣل ﻛل واﺣد ﻣن اﻷطراف ﺣﺻﺗﻪ ﻣن رﺳوم اﻟﻣرﻛز وأﺗﻌﺎب
اﻟﻣﺣﻛم اﻟﻣرﺟﺢ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،أو ﺗﻘﺿﻲ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﺧﻼﻓﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓﯾﺗم ﺗﻘﺎﺳم اﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻷﺗﻌﺎب ﻋﺎدة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻷطراف.2
وﺿﻊ ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم ،3ﺗم ﺗﺟدﯾدﻫﺎ وأﺻﺑﺣت ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﻣﻧذ اﻷول ﻣن أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ ،2002
ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ :ﺗﺳﺗﻬل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف ﻋﻠﻰ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم
ﺑﯾﻧﻬم إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ،إﻣﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻣﺳﺑق أو ﺑﻌﻘد ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد أن ﯾﻧﺷﺄ اﻟﻧزاع
ﺑﯾﻧﻬم.
1
-Pierre Veron, op-cit, p 143.
-2ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﯿﻮﻣﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .192
-3ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻹﺟﺮاءات راﺟﻊ ﻣﻮﻗﻊ ،www.arbiter.wipo.int :اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮه.
262
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻗد وﺿﻊ ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ﻧﻣﺎذج ﻋن ﺑﻧود واﺗﻔﺎﻗﺎت ﻋﻘدﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﻣن ﻗﺑل اﻟراﻏﺑﯾن ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣرﻛز ،ﻓﺈذا ﻧﺷﺄ اﻟﻧزاع واﺗﻔق اﻷطراف
ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ،ﺗﺑدأ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﻣﺟرد ﻗﯾﺎم أﺣد اﻷطراف ﺑﺈرﺳﺎل طﻠب
وﺳﺎطﺔ إﻟﻰ اﻟﻣرﻛز ،وﻣن اﻟواﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟطﻠب ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻣوﺟزة ﺗﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧزاع،
وﻫوﯾﺔ أطراﻓﻪ ،وﯾرﻓق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ.
وﺑﻌد اﺳﺗﻼم طﻠب اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﯾﻘوم اﻟﻣرﻛز ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻷطراف أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻬم ﻟﺑدء
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﺣول ﺗﻌﯾﯾن اﻟوﺳﯾط ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻷطراف ﻗد اﺗﻔﻘوا ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻫذا
اﻟوﺳﯾط ،وﻣن اﻟواﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻫذا اﻟوﺳﯾط ﺑﺛﻘﺔ اﻷطراف ،وأن ﯾﻛون ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻣواﻓﻘﯾن ﺑﺷﻛل
ﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﻪ.
ﺑﻌد اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻫوﯾﺔ اﻟوﺳﯾط ﯾﺑدأ اﻟﻧﻘﺎش ﺣول اﻟﺟواﻧب واﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ،
أي اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺳﺗﺗم ﻓﯾﻪ ،واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺗواﻓرة ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﻛﺎن ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺣدﯾد أﺗﻌﺎب اﻟوﺳﯾط اﻟذي ﺳﯾﺗوﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاع.
ﯾﺑﺎﺷر اﻟوﺳﯾط ﻣﻬﻣﺗﻪ ﺑﺣل اﻟﻧزاع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻊ
اﻷطراف ﻟوﺿﻊ ﺟدول زﻣﻧﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺧطوات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗم ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟوﺳﯾط
ﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻧﻌﻘﺎد اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷول ،وﯾﺣدد اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺣﺻل ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣوﻋد اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷول.
وﻋﻧد اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷول ﯾﻘوم اﻟوﺳﯾط ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ أﺛﻧﺎء
اﻟوﺳﺎطﺔ ،وﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺣول ﺳﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت واﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻟدى اﻟﻣرﻛز،
وﻣدى ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺧﺑراء ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع.1
وﺗﻛﻣن ﻣﻬﻣﺔ اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻷطراف ،وذﻟك
ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول اﻟﻧزاع وﺗﺣدﯾد ﻧﻘﺎط اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻷطراف ،وﻣن ﺛم ﻋرض
ﺧﯾﺎرات ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛل طرف إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ
ﺗرﺿﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن وﯾﺗم ﺗﺿﻣﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﯾﺗم ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻣن أطراف اﻟﻧزاع ،أﻣﺎ إذا ﻓﺷل
263
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﻌدم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﯾرﺿﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷطراف ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ أﻣﺎﻣﻬم
ﺳوى اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم أو اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣطروح.1
.2إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم :ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻟوﺳﺎطﺔ ،وﺿﻊ ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ
اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻗواﻋد إﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﻛﺛر أﺳﺎﻟﯾب
ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
وﺗﺳﺗﻬل إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم إﻟﻰ ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم
واﻟوﺳﺎطﺔ ،ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻠﺧﺻﺎ ﻣﻔﺻﻼ ﻋن اﻟﻧزاع وﻫوﯾﺔ اﻷطراف وﻋﻧﺎوﯾﻧﻬم وأﺳﻣﺎء ﻣﻣﺛﻠﯾﻬم،
ﻓﺿﻼ ﻋن ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ،ووﺻف ﻣوﺟز ﻟﻠﻧزاع ،وطﻠﺑﺎت اﻟﻣدﻋﻲ ،وأﯾﺔ ﺗﺣﻔظﺎت
ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم.2
ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺟواﺑﻪ ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺧﻼل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن
اﺳﺗﻼم اﻟﻣرﻛز ﻟﻬذا اﻟطﻠب ،وﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺟواب ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ
ﺗﺗﻛون ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣن ﻣﺣﻛم اﻟﻧﻘﺎط اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
واﺣد أو ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﻛﻣﯾن وﻓق ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑرﻩ اﻷطراف واﻟﻣرﻛز أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ،وﺗﺗﻛون
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﻣن ﻣﺣﻛﻣﯾن اﺛﻧﯾن ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف ،وﻣن ﻣﺣﻛم ﻣرﺟﺢ ﯾﺗم
ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﻛﻣﻲ اﻟطرﻓﯾن.
وﯾﻣﻛن ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻘدﯾرﻫﺎٕ ،واذا طﻠب أﺣد اﻷطراف ذﻟك ،ﺑﺄن ﺗﺣدد ﺟﻠﺳﺔ
ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻷطراف ﻣن أﺟل اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﻔﻬﯾﺔ ،وﺗﻘدﯾم اﻷدﻟﺔ ﻛﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود أو اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺧﺑراء ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗم ﺗﻘرﯾر ﺟﻠﺳﺔ ﺑﯾن اﻷطراف ﺑﺗت ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﺑﻌد إﻏﻼق ﺑﺎب
اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷدﻟﺔ واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف ،وذﻟك ﺧﻼل ﺗﺳﻌﺔ أﺷﻬر
ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم.3
264
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﺗﺻدر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﻧﻬﺎء اﻹﺟراءات،
وﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻸطراف ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻟﻠﻣرﻛز.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي ،وﺿﻊ ﻣرﻛز اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم ﻗواﻋد ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻌﺟل،
ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺗﻘﺻﯾر اﻟﻣواﻋﯾد وﺗﯾﺳﯾر اﻹﺟراءات ،دون اﻹﺧﻼل ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرص اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻛل
طرف ﻟﺗﻘدﯾم أدﻟﺗﻪ واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣوﻗﻔﻪ.1
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻌﺟل ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻷطراف ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﺳﺗﻌﺟل
ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﻧﻘﺎط ﻣﺣددة ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻻ ﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗﻘدﯾم أدﻟﺔ ﻣﻔﺻﻠﺔ وﻋﻘد ﺟﻠﺳﺎت ﻣطوﻟﺔ ،واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ.2
ﻛرد ﻓﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت
ّ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﺟﯾل أﺳﻣﺎء ﻣﺟﺎل )أﺳﻣﺎء ﻣواﻗﻊ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ( ،اﻗﺗرﺣت اﻹدارة اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎﻻت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1998إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻻ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﯾﻌﻬد إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،3وﻗد
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ"
ُ واﻷرﻗﺎم ﻟﻸﺳﻣﺎء اﻻﻧﺗرﻧت "ﻣؤﺳﺳﺔ ﺑـ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫذﻩ ﺳﻣﯾت
". 4"The Internet Corporation for Assigned Names and Numbers
ﻓﻣﻧظﻣﺔ اﻷﯾﻛﺎن ﺗﺧﺗص ﺑﻔض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺳﻣﺎء
اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ،
وذﻟك ﻗﺑل اﻻﺿطرار ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء .
أوﻻ :ﻧﺷﺄة اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوﺣد ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧﺷﺄة ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﯾﻛﺎن؛ طﻠﺑت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺷؤون اﻟﺗﺟﺎرة ،اﻟﻣﺷورة ﻣن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻟوﺿﻊ ﻧظﺎم ﻣوﺣد ﯾﻣﻛن ﻗﺑوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﺗوﻟﻰ
265
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﻧظﯾم أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗداﺧل ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻋداد دراﺳﺔ ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع واﻗﺗراح اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزع ﺑﯾن أﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.1
وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ،ﻗﺎﻣت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺈﻋداد ﺗﻘرﯾر ﻣﻔﺻل ﺣول ﻫذا
اﻟﻣوﺿوع 2ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30أﻓرﯾل ،1999وذﻟك ﺑﻌد اﺳﺗطﻼع آراء اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن
ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول وأﺳﻔرت اﻟدراﺳﺔ ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت واﻗﺗرﺣت إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺔ
ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣن أﻫم اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ
وردت ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر:
-1ﺿرورة إﻧﺷﺎء أﺳﻣﺎء ﻣواﻗﻊ ﺟدﯾدة ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻣﺛﯾل أﻛﺑر ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ
اﻻﻧﺗرﻧﯾت ،ﺑﺣﯾث ﯾﺳﻬل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺛﯾرﻩ ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎت.
-2اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﻘدﯾم طﺎﻟب ﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻬوﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ.
-3ﺗﺑﻧﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺛور ﺑﯾن ﻣﺳﺟﻠﻲ اﻷﺳﻣﺎء
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﯾﻛﺎن وﺗﺣت إﺷراف
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم إﺟراءات إدارﯾﺔ
ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﻛﻣﯾن ﯾﺗوﻟون ﺣل اﻟﻧزاع.
-4اﻟﺟزاءات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﺿد اﻟﻣﻌﺗدي ﺗﻧﺣﺻر ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺗﺳﺟﯾل أو ﻧﻘل اﺳم
اﻟﻣﺟﺎل ،دون أي ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ.
266
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-5ﺗﻠﺗزم ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺧذة وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراء واﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل أو إﻟﻐﺎء
ﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل ،وذﻟك دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻘ اررات أو ﺗﺄﯾﯾدﻫﺎ.
إن اﻹﺟراءات ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺳرﯾﻌﺔ ،وﻓﻌﺎﻟﺔ وﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ وﺗﺗم ﺑﺷﻛل ﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰّ -6
ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت.
-7وﻗد أوﺻﻰ اﻟﺗﻘرﯾر ﺑوﺿﻊ ﻧظﺎم اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ،ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﻊ ﺗﺳﺟﯾل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ ﺻورة اﺳم ﻣوﻗﻊ إﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻻ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺎﻟك
اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺑﻌد ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ذﻟك.1
أﺣﯾل ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ إﯾﻛﺎن ICANNﻟﻣراﺟﻌﺗﻪ ،وﻓﻲ
ﺷﻬر أوت ﻣن ﻋﺎم 1999ﻗررت ﻫﯾﺋﺔ إﯾﻛﺎن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﺗوﺻﯾﺎت ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ
إﺛر ذﻟك ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻋدد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻷﺟل إدارة اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت ،وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣرﻛز اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم
واﻟوﺳﺎطﺔ.2
وﺗﺗﻧﺎول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺻﺎﺣب ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻗوع
اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺗﻪ وﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻛﺎﺳم ﻣﺟﺎل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﯾر ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ،أو ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺗﻪ
3
ﺑﺷﻛل ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻪ ﻛﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .
ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت
ﺧﺻﺎﺋص وﻣﯾزات ﻋدﯾدة ﻫﻲ:
-1اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ :ﻻ ﯾﺗﻛﺑد اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋون اﻟذي ﯾﺧﺗﺎرون ﻫذا اﻹﺟراء ﻟﺣل اﻟﻧزاع
ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﺎﻫﺿﺔ ﺗرﻫق ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬم ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧزاع ،ﺑﻌﻛس اﻟﺣﺎل
ﻋﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي أو اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎدي اﻟذي ﯾﻛون ﻣﻐﺎﻟﻰ ﻓﯾﻪ.
267
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-2اﻟﺳرﻋﺔ :ﺗﺗﻣﯾز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاع وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﺑﺳرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ
ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ،ﻓﻬﯾﺋﺔ إﯾﻛﺎن ﺗﻌﻣدت ﺗﻘﺻﯾر اﻟﻣدد ﻓﻲ اﻹﺟراءات ﻟﺿﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻣﻼءﻣﺗﻬﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ،وﺧطورة اﻟﻘرﺻﻧﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻣن ﺧﺳﺎﺋر وأﺿرار ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺗﺗراوح اﻟﻣدة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻدور ﻗرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ﺑﯾن 45و 60ﯾوﻣﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻣدة أﻗﺻر
ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧزاع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.1
-3اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻧطﺎق دوﻟﻲ ﯾؤﻣن آﻟﯾﺔ ﻣوﺣدة ﻟﺣل
اﻟﻣﺳﺟل ،ﻣﻛﺎن ﻣﺎﻟك اﺳم
ّ ﻧزاﻋﺎت أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻛﺎن ﺗواﺟد
ﻓﺄي ﺷﺧص أو ﺷرﻛﺔ ﻓﻲﻣﻘدم اﻹدﻋﺎءّ ،
اﻟﻣﺟﺎل ،أو ﻣﻛﺎن ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ّ
اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺈدﻋﺎء وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ،وﺗﺷﯾر إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم
واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إﻟﻰ أن أﺷﺧﺎﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺷرﻛﺎت
وﺟﻬﺎت اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ أﺧرى ﯾﻧﺗﻣون ﺑﺟﻧﺳﯾﺗﻬم إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺎﺋﺔ دوﻟﺔ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﻛﺎﻧوا
أطراﻓﺎ ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻣﺟﺎل ﺗم ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة
ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،وﺗﺣت إدارة اﻟﻣرﻛز.2
-4اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ :ﺗﺗﻣﯾز ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت
ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﻣرﻛز اﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﻧﺷر ﺟﻣﯾﻊ أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل ،وﯾﻌﻠم ﻋن وﺿﻊ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻧظورة أﻣﺎم اﻟﻣرﻛز ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻧص
اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻘ اررات ،وذﻟك ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ اﻟﻣرﻛز ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت ،وﺗﺳﻣﺢ ﻫذﻩ
اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻣن اﻟﻘرارات اﻟﻌدﯾدة اﻟﺻﺎدرة
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت.3
-5ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻘ اررات ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ :ﻣن اﻟﻣﯾزات اﻷﺧرى ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت أﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻣﺳﺟل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺗﻧﻔﯾذ
ّ ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻣن ﺧﻼل إﻛﺳﺎﺋﻬﺎ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺣﯾث ﯾﻠﺗزم
268
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻘرار وﻧﻘل ﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل أو إﻟﻐﺎﺋﻪ ﺑﻣﺟرد ﺻدور اﻟﻘرار ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻹدارﯾﺔ،
ودن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أي إﺟراء آﺧر.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة
ﺗﺿﻣﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﯾﻠﺟﺄ ﻻﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻧظﺎم
اﻟذي ﺗﺑﻧﺗﻪ ﻛل ﻣن ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﯾﻛﺎن واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﺧﺑراء اﻟﻣﻧظﻣﺗﯾن ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ
2
ودﯾﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟذي ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻹطﺎﻟﺔ واﻟﺗﻌﻘﯾد .
أطﻠق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ "اﻟﻘرﺻﻧﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ" 3وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
أﻛﺛر اﻻﻋﺗداءات ﺷﯾوﻋﺎً ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺑداﯾﺔ اﻧﺗﺷﺎر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻷﺷﺧﺎص
)طﺑﯾﻌﯾﯾن وﻣﻌﻧوﯾﯾن( ﻣدرﻛﯾن ﻷﻫﻣﯾﺔ أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ وﺟود ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﻛﺔ ،ﻓﺳﺎرع ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓراد
إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻷوﻟﺋك اﻷﺷﺧﺎص ،وأطﻠﻘت ﻋﻠﯾﻬم ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن أو
اﻟﻣﺣﺗﻠﯾن؛ ﻷﻧﻬم ﯾﻘوﻣون ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻠﻛون أي ﺣق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺄﺳﻣﺎء ﻣواﻗﻊ،
وﻟﻛﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،ﻓﻬم ﯾﺗوﻗﻌون أن ﯾﺑﯾﻌوﻫﺎ أو ﯾؤﺟروﻫﺎ ﻟﻣﺎﻟﻛﻲ
ﺟرء اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن أﺳﻣﺎء
ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون أﺣق ﻣﻧﻬم ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،وﯾطﺎﻟﺑوﻧﻬم ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﻛﺑﯾرة ا
اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﻛﺎن ﻣﻼك اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﯾرﺿﺧون ﻟﻬذﻩ اﻟطﻠﺑﺎت ،وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻷﻣور
واﺿﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻋﺗداءات ،إﻻ أن ظﻬور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت
أﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ،
269
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻛﺛﯾر ﻣن ﻫذﻩ اﻻﻋﺗداءات ،وﺑﻔﺿل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﻌﺎدت ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت أﺳﻣﺎء ﻣواﻗﻌﻬﺎ
ﻗﻠل ًا
1
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
وﻛﻣﺛﺎل ﻋن اﻻﻋﺗداء اﻟذي ﯾﺗم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻛﺎﺳم ﻣوﻗﻊ ،ﻗﯾﺎم أﺣد
اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻣوﻗﻊ إﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﺳم ﻣﺣﻼت ﻫﺎرودز ) (HARRODSاﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﯾﺔ ،Harrods Limitedوﺑﻌد ﺛﺑوت ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ
وﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﺳم اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺟل ﺑﻌﻧوان www.harrods.comﺗم اﻟﺣﻛم
2
ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﺗدي ﺑﻌض اﻟﺣﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﺳم ﻣوﻗﻊ ﺷﺑﯾﻪ أو ﻣﺗﻣﺎﺛل
إﻟﻲ ﺣد ﻛﺑﯾر وﻟﯾس ﻣطﺎﺑﻘﺎً ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
وﻫو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﻟﻠﺑس ﻟدى ﻣﺗﺻﻔﺢ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق
إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾل طﻔﯾف ﻋﻠﻰ إﺣدى ﺣروف اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺟﻠﻬﺎ ﻛﺎﺳم ﻣوﻗﻊ ،أو
إﺿﺎﻓﺔ ﻛﻠﻣﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ
أو اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ ،www.misrosoft.comاﻟذي اﺳﺗﺑدل ﻓﯾﻪ ﺣرف " "cﺑـ "،"s
،www.yafoo.comاﻟﻣﺧﺗﻠف ﻋن اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺣرف " "fﺑدﻻ ﻣن "."h
وﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ ﻣرﻛز ﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ ،اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ رﻓﻌﺗﻬﺎ ﺷرﻛﺔ
” “Microsoft corporationﺿد ﺷﺧص ﻗﺎم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ ، wwwhotmail.com
واﻟذي ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠﺷرﻛﺔ واﻟذي ﯾﻛﺗب ،www.hotmail.com
ﻓﺎﻻﺧﺗﻼف اﻟوﺣﯾد ﺑﯾن اﻻﺳﻣﯾن ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﺣذف اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن wwwو ، hotmail
3
وﻗد ﻗﺿﻰ اﻟﻣرﻛز ﺑﺣذف اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺷﺎﺑﻪ ﻻﺳم ﻣوﻗﻊ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﯾﺔ .
-1أﻓﻀﻞ اﻹﺟﺮاءات ﻟﺘﻔﺎدي ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ،وﺛﯿﻘﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ،
،2001/06/20ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ
،http://ecommerce.wipo.int/domains/cctlds/bestpractices/bestpracticesar.docﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ:
.2013/01/27
-2اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ،http://arbiter.wipo.int/domains/decisions/html2003/d2003-0004html :
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ.2013/02/06 :
-3اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊhttp://arbiter.wipo.int/domains/decisions/html/2002/d2002-0567.html :
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺼﻔﺢ.2013/02/07 :
270
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﯾرى اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﯾﺎس اﻟﺗﻣﺎﺛل أو اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻗواﻣﻬﺎ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﻓﺈذا اﺧﺗﻠط اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم ﻻﺳم اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺎﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظر ﻫذا
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد ﺑﺣﯾث اﻋﺗﻘد ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أن اﻻﺛﻧﯾن ﯾدﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع ﺗﺟﺎري واﺣد
ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺷرط ﻣﺗوﻓ ار.1
-03ﺗﺳﺟﯾل اﺳم ﻣوﻗﻊ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﻋﺑﺎرات ﺗﺣﻘﯾرﯾﺔ:
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن اﻻﻋﺗداء ،ﯾﻘوم أﺣد ﻣﻧﺎﻓﺳﻲ أو ﻋﻣﻼء أو ﻣوظﻔﻲ أو زﺑﺎﺋن
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻣﺗﻌﺎﺿﻪ وﻏﺿﺑﻪ ﻣﻧﻪ أو ﻣن إﺣدى اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ
أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻌﻣﻼﺋﻪ ،ﻓﯾﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻪ ﻛﺎﺳم ﻣوﻗﻊ ﻣﻊ
إﺿﺎﻓﺔ ﻛﻠﻣﻪ أو ﻋﺑﺎرة ﺗﺳﻲء ﻟﻪ ،ﻗﺑل اﻻﺳم أو ﺑﻌدﻩ ﻣﺛل (Ihate toyota.com) :أو
) ،(boycott.cocola.comﻓﻧﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ إظﺎﻓﺔ ﻛﻠﻣﺔ ) (boycottاﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ "ﻗﺎطﻊ"،
أو ) (I hateاﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ "أﻧﺎ اﻛرﻩ" ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺗﺿررة دﻋوى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺣﺟب اﻟﻣوﻗﻊ ،وﻛذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻬﺎ.
-04ﺗﺳﺟﯾل اﺳم ﻣوﻗﻊ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﺎﺋدﻩ ﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ:
ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﺗﻘوم ﺷرﻛﺔ ﻣن ﺑﯾن ﺷرﻛﺗﯾن ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺗﯾن ﺗﻌﻣﻼن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل واﺣد أو
ﺗﻘدم ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﺿﺎﺋﻊ وﻣﻧﺗوﺟﺎت واﺣدة ،ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻷﺧرى
ﻛﺎﺳم ﻣوﻗﻊ ،ﺣﺎرﻣﺔ إﯾﺎﻫﺎ ﻣن ﺗﺳﺟﯾل اﺳم ﻣوﻗﻊ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك أن
ﺗﻘوم ﺷرﻛﺔ ) (MacDonald’sﻣﺛﻼ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ ، www.burgerking.comأو
ﺗﺳﺟﯾل اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ www.channel.comﻣن ﺷرﻛﺔ ) (Yves Saint Laurentﻣﺛﻼ.
وﯾﻘﻊ ﻋبء إﺛﺑﺎت وﻗوع اﻋﺗداء ﻣن طرف ﺣﺎﻣل اﺳم اﻟﻣوﻗﻊ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟذي ﻋﺎدة
ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻛﺎﺳم ﻣﺟﺎل ،أﻣﺎ إذا ﻗدم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ دﻓوع ﺗﺛﺑت ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ
ﻟدى ﺗﺳﺟﯾل اﻹﺳم ،ﻓﺈن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺗﻘﺿﻲ ﺑرﻓض اﻟدﻋوى ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟدﻓوع اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى:
271
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ...................اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺣﺿر ﻻﺳﺗﺧدام اﺳم اﻟﻣﺟﺎل ﺑﻧﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔّ -01أن ﯾﺛﺑت ﺣﺎﻣل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل أﻧﻪ اﺳﺗﺧدم أو
ﻟﻌرض ﺑﺿﺎﺋﻌﻪ وﺧدﻣﺎﺗﻪ وذﻟك ﻗﺑل إﻧذارﻩ ﺑوﺟود اﻟﻧزاع ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﻛن ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ
ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻘوة واﻟﺗﻣﯾز ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋدة
ﻣﺟﺎﻻت.
-02أن ﯾﺛﺑت ﺣﺎﻣل اﺳم اﻟﻣﺟﺎل أﻧﻪ ﻣﻌروف ﺑﻬذا اﻻﺳم ﻣﺳﺑﻘﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺣﻘوﻗﺎ ﺑﻪ
ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ.1
وﯾﺛﺎر اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻼزم أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺳﺟﻠّﺔ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺧول
ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻋﺗداء أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل؟
اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،أن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،اﻛﺗﻔت ﺑﺎﺷﺗراط اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﺗﻛﺳﺑﻪ
ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ،وﻟو ﻟم ﺗﻛن ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺳﺟﻠﺔ.2
272
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
273
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
ﺧﺎﺗﻣـــــﺔ
ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟدورﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﺷرﻛﺎت
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺻدر ﯾؤﻣن ﻟﻬذﻩ اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣداﺧﯾل واﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﻣرار
ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﺗوﺳﻌﻬﺎ وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﺻدر اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﺑﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬﺎ
ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺗﻔوﻗﺔ ﻓﻲ ظل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺷدﯾدة ﺗﺗﻌدى أﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،ﻓﺄﺿﺣت
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻔﻌل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻏﻠب "اﻟرأﺳﻣﺎل اﻟﻣﺗﻣﯾز ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺷرﻛﺎت" وأن
ﻛل اﻟﺻﻔﻘﺎت واﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺗﺗوﺧﻰ ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻬﺎ
اﻛﺗﺳﺎب وﺗﻣﻠك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺻدى اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ اﻷﺳواق وﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ
ﻗﺎﻋدة ﺿﺧﻣﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﻬور اﻟوﻓﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧطﻰ اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ وﺗﺗﻣﺎزج ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ،وﻫﻲ ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل وﺑﺗﻠك اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻌد ﻣن أﺑرز ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و
ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﺻﺎﻧﻊ واﻟﺗﺎﺟر وﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل زﻣﺎن وﻣﻛﺎن ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ
اﻟﺣدﯾث ،اﻟذي ﺗﺗﺑﻊ ﻓﯾﻪ أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
و ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻣﺗﻼك وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ،وﻓﺗﺢ اﻷﺳواق وأﺻﺑﺢ ﺑﺈﻣﻛﺎن
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
ﻏﯾر أن ازدﯾﺎد ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻫﻠﻊ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن اﻻﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدﻫﺎ ﺧﺳﺎﺋر
ﻛﺑﯾرة ،أدى ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﺣﺗﻛﺎر اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗروﯾﺟﻬﺎ
وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وأدى ﺑﺎﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت وﻫﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ
اﻟدول اﻟﻛﺑرى اﻟﻐﻧﯾﺔ اﻟﻣﻬﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻛل ﻣرة وﻓﻲ ﻛل
ﻣﻛﺎن وﺑﻛل اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺷرﻛﺎﺗﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﺣدود ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ؛ ﻟم ﺗﺟد اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،أﻣﺎﻣﻬﺎ ،ﺧﯾﺎ ار اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺳﯾﺎدﯾﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬﺎ اﻟدﻓﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﺗﺳﺎرع
ﻣذﻫل ﻟﻠﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﻣﻌرﻓﻲ ،إﻻ ﻓك ﻋزﻟﺗﻬﺎ واﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺣر وﻗﺑول
ﺷروطﻪ واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،ﻓﻲ ظل ﻫﺷﺎﺷﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣن ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ،إﻻ
ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطور اﻟﺣﺎﺻل واﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﯾدان وﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ آﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل وﺗﺳرﯾﻊ وﺗﯾرة ﺻﯾرورة ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ٕواﻋطﺎء ﺣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﯾدان اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟواﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ،وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺗﻠك اﻟدول إﻟﻰ ﺳن ﻗواﻧﯾن داﺧﻠﯾﺔ
274
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
ﺗﻧﺿم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻘوق وﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻣن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌدي
واﻟﺗﻘﻠﯾد ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺧﻠﻠﻬﺎ ﻣن ﺗﺑﯾﺎن وﺗﺣﻠﯾل وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺑرز اﻟﻌﻧﺎﺻر واﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ
واﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﺳطرة واﻟﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري ،ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﻘﻧﯾﻧﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ،وذﻟك زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺻدت ﻟﻪ اﻟﻣﻌﺎﻫدات
واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت ﺑﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﻓﺑﻌد ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﺻدر اﻷﻣر رﻗم06-03:
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2003/07/09اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي اﺗﺳم
ﺑﺎﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﻧﺳﺑﻲ واﻟﻣﺗدرج وﺗﺧﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻋن دور اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك أوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣدﻧﯾﺎ وﺟزاﺋﯾﺎ ،ﻓﺎﺗﺳم ﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻟﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﻏم ﺑﻌض
اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ اﻋﺗرﺗﻪ ،إﻻ أن ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ رﻣﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻧد وﺿﻊ ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻣﺎ ﻟم ﯾطﺑق ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ وﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ،
وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓر ﺑﯾﺋﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن
وﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣورد اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺧول ﺑﺗطﺑﯾﻘﻪ ٕواﻧﻔﺎذ أﺣﻛﺎﻣﻪ.
إن ﺣداﺛﺔ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻧظﺎم اﻟﺳوق اﻟﺣر ،وﻣﺎ أﻓرزﻩ ﻣن ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻧﺗﯾﺟﺔ دﺧول اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﻘوة ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﺟﻌل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﯾﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ اﻟﺟدﯾد وﯾﺣﺎول إرﺳﺎء ﻣﺑﺎدئ واﺟﺗﻬﺎد
ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺗوظﯾﻔﻪ ﻟﺗﺣﯾﯾن وﺗﻌدﯾل
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ﺧﺎض
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻣﻧذ ﺻدور أول ﻗﺎﻧون ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ﺳﻧﺔ ،1954وﻫو ﻣﺎ ﻣﻛﻧﻪ ﻣن إرﺳﺎء
اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
ورﻏم إرادة اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓرض ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط واﻟﻘﯾود ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إﻻ أن ذﻟك
ﻟم ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻫذا اﻻﻧﺿﻣﺎم اﻟذي أﺿﺣﻰ
275
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ؛ ﺗوﺻﻠت ﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺣول اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﺗواﻛﺑت ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟوطﻧﻲ واﻟدوﻟﻲ ،واﻟﺣد ﻣن ظﺎﻫرة اﻟﻘرﺻﻧﺔ اﻟﺗﻲ
طﺎﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻓﻲ:
-1أﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﺻري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،ﻓﺄدﺧل ﺿﻣن إطﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﻋﻼﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻷﻣر رﻗم 06-03 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت.
-3اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣراد ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل
اﻟﺧطﻲ ،ﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣﻌﻪ أﻧﻪ اﺳﺗﺑﻌد ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺدراك
ﺑﺎﻟﺑﺻر أو اﻟﺷم أو اﻟﺳﻣﻊ واﻟﺗﻲ ﻓرض اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺟودﻫﺎ ،ﻣﺛل ﻋﻼﻣﺎت
اﻟراﺋﺣﺔ واﻟﺻوت ﻛﺎﻟﻧﻐﻣﺎت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس وﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﺗﻲ أﺟﺎزت ﺗﺳﺟﯾل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت.
-4اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،وﺟوب اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﺻري واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ أﺿﻔت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ
276
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
ﻣدﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﺷﺗرطت اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟﺗﺳﺗﻔﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
-6ﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ،إﻻ
أﻧﻪ وأﺳوة ﺑﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن ﺣدود وطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺷﻬرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻬﺎ ،واﻻﺳﺗﺋﻧﺎس ﺑﻬﺎ.
-8ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺎت ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣﻘﻠد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك
ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 32ﻣﻧﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻌود.
-9أوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺻﺎدرة اﻟوﺳﺎﺋل واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻐش ،أو ﺗﻛرار اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﻠك اﻵﻻت
واﻷﺷﯾﺎء ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ أﯾﺿﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ،ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ
إﺗﻼف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة دون اﻟﺗطرق ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻷﻏراض اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ٕواﻧﺳﺎﻧﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري.
-10ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري رﻗم 06-03:اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻛﯾم ،رﻏم ﺗﺑﻧﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وذﻟك رﻏم اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك
ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟدوﻟﻲ.
277
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
-11ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري أي إﺷﺎرة ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن
اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت ،رﻏم ﺗﻔﺎﻗم ﻫذﻩ
اﻟظﺎﻫرة ،وﻫو ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم أﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻼﻣﺔ وأﺳﻣﺎء اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ
اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻫﯾﺋﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﻟﻸﺳﻣﺎء واﻷرﻗﺎم اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ "اﻷﯾﻛﺎن"
) (ICANNاﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ أﺳﻣﺎء اﻟﻣﺟﺎل.
-12اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗطﺎل
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺧﺻﻬﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻣوﺣدة.
-13ﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ،ﻋﻠﻰ ﻏرار اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ
واﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﻣﻧﻊ اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﻣﻘﻠدة ،وﻗرر ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺣق طﻠب ﻣﺻﺎدرة ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض وﺟﺑر اﻟﺿرر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت واﻗﻌﺔ اﻟﺗﻌدي ،ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣن
ﻗواﻋد ﻟﺿﺑط اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺣدودﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﺗﺗﺧذ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻹﺟراءات
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟوﻗف اﻹﻓراج اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو اﻟﻣﻘﻠدة.
اﻻﻗﺗراﺣﺎت:
إن اﻟﺣس اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﺗوﻟد ﻋن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺟﻌﻠﻧﻲ أﺗوﺻل إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﻗﺗراﺣﺎت
اﻟﻣﻌددة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺿرورة ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض ﻧﺻوص اﻷﻣر رﻗم 06-03:اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺳﻣﺎح ﺑﺗﺳﺟﯾل وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﺧطﻲ،
ﻣﺛل اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ واﻟﺻوﺗﯾﺔ وﻋﻼﻣﺎت اﻟراﺋﺣﺔ ،أﺳوة ﺑﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ذﻟك اﻟﺗﺳﺟﯾل.
-2اﻷﺧذ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﻘرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ أو إﯾداع
طﻠب ﺗﺳﺟﯾل ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗﻌدﯾل ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ) (04ﻣن اﻷﻣر06-03:
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،اﻟﺗﻲ اﺷﺗرطت ﻟزوﻣﯾﺔ إﺟراء اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺳﺑق ،وﺑﺳط اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋن طرﯾق دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر
278
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ،واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟﺗﺳﺟﯾل
ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
-3ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﺟم وظروف اﻟﺗﻌدي وﻣﻘدار وﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﻣﻘﻠدة ﻟﺿﻣﺎن اﻟردع اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﻋدم ﺗﺳﻘﯾف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ واﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻔروﺿﯾن،
وﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻓق ﻣﻌطﯾﺎت ﻛل
ﻗﺿﯾﺔ.
-4ﺗﻌدﯾل ﻧص اﻟﻣﺎدة 32:ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺟزاﺋري ،وذﻟك ﺑذﻛر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻛل اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﺗزوﯾر اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ واﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ ،واﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻋﻼﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ...إﻟﺦ ،وﻋدم دﻣﺟﻬﺎ ﺿﻣن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،وﺗﺧﺻﯾص ﻧص
ﺟزاﺋﻲ ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺟزاءات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻓﺿل وﺳﯾﻠﺔ ردع
وﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟراﺋم اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود.
-5ﺗﻌدﯾل ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ) (32ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻧص
ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺷر ٕواﻟﺻﺎق اﻟﺣﻛم اﻟذي ﺗﺿﻣن إداﻧﺔ اﻟﻣﻌﺗدي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ
ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﻣﻬور ،ﻣﻊ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة
ﻷﻏراض اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ٕواﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺑدل إﺗﻼﻓﻬﺎ.
-6ﺗﻌدﯾل ﻧص اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻷﻣر رﻗم 06-03 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت وذﻟك ﺑﺣذف اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺟرم وﺿﻊ واﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت أو
ﺧدﻣﺎت ٕواﻓﺎدة ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﻔﺗرة إﻣﻬﺎل ﻟﺗﺳوﯾﺔ وﺿﻌﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
-7اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹﻧﺗﺎج
واﻟﺗﺳوﯾق ،ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺻﻐرة وﺷرﻛﺎت ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس
اﻟﻣﺗدرج ﻷﻧﺷطﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ ﺗرﻗﻰ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت وطﻣوﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
-8ﺿرورة اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﻣﻧﺿﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻣن ﺛم إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﯾﺑس ،ﺣﺗﻰ
ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن ﻣﺳﺎر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﺣﻔﯾزات
279
ﺧـﺎﺗﻤــــــﺔ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣن أﺣﻛﺎم ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-9اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ واﻋﺗﻣﺎدﻫﻣﺎ وﺗطوﯾرﻫﻣﺎ ﻛوﺳﺎﺋل ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺳم
ﺑﻪ ﻣن ﺳرﻋﺔ وﺳرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات ،واﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﻣﺎل واﻟﺟﻬد ،وﺿرورة ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻣن
طرف أﺷﺧﺎص ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﻟﺧﺑرة واﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﺗم إﺧﺿﺎﻋﻬم ﻟدورات ﺗدرﯾﺑﯾﺔ.
-10ﺗﻔﻌﯾل دور اﻷﻗطﺎب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 32ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺔ ﺗﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺿطﻠﻊ ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ
ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،واﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟرﺟﺎل
اﻟﻘﺿﺎء وﻣﻌﺎوﻧﯾﻬم واﻟﻣوظﻔﯾن اﻹدارﯾﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ،
واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗدرﯾس ﻣﻘﯾﺎس ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺣﻘوق.
-11ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻧظﺎم ﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻓﺿل
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول ،ﻧظ ار ﻟﺳرﻋﺔ إﺟراءاﺗﻪ واﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻪ.
-12اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺗﻌﺎون وﺛﯾق ﺑﯾن ﻣﺟﻣل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﺛل
و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة واﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ واﻟدرك اﻟوطﻧﻲ واﻟﺟﻣﺎرك ﻣن أﺟل ﺗﻌزﯾز ﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ
ﻋﺑر اﻟﺣدود ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ،واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﺎﻟﺳوق ،وﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل
طرف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺗﻠك
ﺗدﺧل ﻛل اﻷ ا
اﻟﺟراﺋم.
-13ﺿرورة ﺗﺣﺳﯾس اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻗﺗﻧﺎء ﻣﻧﺗﺟﺎت
وﺳﻠﻊ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﻘﻠدة ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻋﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﻲ وﻣﺳﺗوردي ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻘﻠدة ﻣن آﺛﺎر ﺧطورﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻟﻠﺗﺎﺟر ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺎت ﻣدﻧﯾﺔ
وﺟزاﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﺑس زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت.
280
ا در وا ا
281
ا در وا ا
أوﻻ :اﻝﻤﺼﺎدر
-7ﺒروﺘوﻜول اﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد ﺒﺸﺄن اﻝﺘﺴﺠﻴل اﻝدوﻝﻲ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﻤﺒرم ﺒﺘﺎرﻴﺦ/06/27 :
.1989
282
ا در وا ا
283
ا در وا ا
284
ا در وا ا
ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﻤراﺠﻊ
أ -اﻝﻜﺘب
.1أﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح اﻝﺴﻨﻬوري ،اﻝﺠواﻨب اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ
اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،ﻤرﻜز ﺼﺎﻝﺢ ﻜﺎﻤل1996 ،
.3أﻜﺜم أﻤﻴن اﻝﺨوﻝﻲ ،ﻗﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻠﺒﻨﺎﻨﻲ اﻝﻤﻘﺎرن ،اﻝﺠزء اﻷول ،ﺒدون دار ﻨﺸر،
طﺒﻌﺔ . 1985
.4ﺒﺴﺎم ﻤﺼطﻔﻰ ﻋﺒد اﻝرﺤﻤن طﺒﻴﺸﺎت ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ظل
اﻝﻘﺎﻨون اﻷردﻨﻲ واﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري واﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ،ﻤﻌﻬد اﻝﺒﺤوث
واﻝدراﺴﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة2007 ،
285
ا در وا ا
.5ﺒوﺸﻌﻴب اﻝﺒوﻋﻤري ،اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻤﺤﺎﻀرة
ﻤﻠﻘﺎة ﻓﻲ ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،2011/04/21 ،
اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺠزاﺌر
.6ﺠﻼل وﻓﺎء ﻤﺤﻤدﻴن ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺘرﻴﺒس ،دار
اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻝﻠﻨﺸر ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،ﺴﻨﺔ 2000م.
.7ﺤﺎرث ﺒن ﺴﻠﻴﻤﺎن اﻝﻔﺎروﻗﻲ ،اﻝﻤﻌﺠم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻝﺒﻨﺎن ﻨﺎﺸرون ،ﺒﻴروت ،اﻝطﺒﻌﺔ
اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ.2000 ،
.8ﺤﺴﺎم اﻝدﻴن ﻋﺒد اﻝﻐﻨﻲ اﻝﺼﻐﻴر ،أﺴس وﻤﺒﺎدئ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺠواﻨب اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة ﻤن
ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ )اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﺒس( ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ.2005 ،
.9ﺤﺴﺎم اﻝدﻴن ﻋﺒد اﻝﻐﻨﻲ اﻝﺼﻐﻴر ،اﻝﺘرﺨﻴص ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة،
.1993
.10ﺤﺴﺎم اﻝدﻴن ﻋﺒد اﻝﻐﻨﻲ اﻝﺼﻐﻴر ،اﻝﺠدﻴد ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،دار اﻝﻔﻜر اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ
اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2008 ،
.11ﺤﺴن ﺤﻨﻔﻲ ﻋﻤر ،اﻝﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ اﻝدوﻝﻲ ﺤﺠﻴﺘﻪ وﻀﻤﺎﻨﺎت ﺘﻨﻔﻴذﻩ ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ
اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.1997 ،
.13ﺤﺴﻴن ﻴوﺴف ﻏﻨﺎﻴم ،ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻤطﺒوﻋﺎت ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻹﻤﺎرات ،ﺒدون
ﺴﻨﺔ ﻨﺸر.
.15ﺤﻤدي ﻏﺎﻝب اﻝﺠﻐﺒﻴر ،اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻀﻤﺎﻨﺎت ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ،
ﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2012 ،
286
ا در وا ا
.16ﺨﺎﻝد ﺴﻌد زﻏﻠول ﺤﻠﻤﻲ ،اﻝﺠﺎت واﻝطرﻴق إﻝﻰ ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ وأﺜرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻤﻨوﻓﻴﺔ ،دون ﺴﻨﺔ ﻨﺸر.
.18زﻴﻨﺔ ﻏﺎﻨم ﻋﺒد اﻝﺠﺒﺎر اﻝﺼﻔﺎر ،اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ دراﺴﺔ
ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،دار اﻝﺤﺎﻤد ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،ﻋﻤﺎن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2002 ،
.21ﺴﻤﻴﺤﺔ اﻝﻘﻠﻴوﺒﻲ ،اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺴﺎدﺴﺔ.2007 ،
.22ﺴﻤﻴر ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ،اﻝﺘﺠﺎرة اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ واﻝﺠﺎت ،ﻤرﻜز اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب،
.1996
.23ﺴﻤﻴر ﻓرﻨﺎن ﺒﺎﻝﻲ ،ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﻘرﺼﻨﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﻔﻜرﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻷول،
أﺒﺤﺎث وآراء ،ﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،ﺒﻴروت ،ﻝﺒﻨﺎن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ.2012 ،
.24ﺴﻤﻴر ﻓرﻨﺎن ﺒﺎﻝﻲ ،ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﻘرﺼﻨﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﻔﻜرﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ،
اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺴورﻴﺔ واﻹﻤﺎرات اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﻤﺘﺤدة،
ﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،ﺒﻴروت ،ﻝﺒﻨﺎن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2003 ،
.25ﺴﻤﻴر ﻓرﻨﺎن ﺒﺎﻝﻲ ،ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﻘرﺼﻨﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﻔﻜرﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻝراﺒﻊ،
اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺠﻤﻬورﻴﺔ ﻤﺼر اﻝﻌرﺒﻴﺔ واﻝﻤﻤﻠﻜﺔ اﻷردﻨﻴﺔ اﻝﻬﺎﺸﻤﻴﺔ ،ﻤﻨﺸورات
اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،ﺒﻴروت ،ﻝﺒﻨﺎن.2003 ،
287
ا در وا ا
.26ﺴﻤﻴر ﻓرﻨﺎن ﺒﺎﻝﻲ وﻨوري ﺠﻤو ،اﻝﻤوﺴوﻋﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﻔﺎرﻗﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
واﻝﻤؤﺸرات اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ واﻝرﺴوم واﻝﻨﻤﺎذج اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،ﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ
اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ .2007
.27ﺸرﻴف ﻤﺤﻤد ﻏﻨﺎم ،ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﺒر اﻻﻨﺘرﻨﻴت ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻌﻨوان
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ2007 ،
.28ﺼﻼح زﻴن اﻝدﻴن ،ﺸرح اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
طﺒﻌﺔ 2006
.29ﺼﻼح زﻴن اﻝدﻴن ،اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وطﻨﻴﺎ ودوﻝﻴﺎ ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
طﺒﻌﺔ .2009
.30ﻋﺎﻤر ﻤﺤﻤود اﻝﻜﺴواﻨﻲ ،اﻝﺘزوﻴر اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﻝﻠﻨﺸر
واﻝﺘوزﻴﻊ ،ﻋﻤﺎن ،اﻷردن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2010 ،
.31ﻋﺒد اﻝرﺤﻤن اﻝﺴﻴد ﻗرﻤﺎن ،اﻹﺘﺠﺎﻫﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻤﺸﻬورة،
دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ.2008 ،
.32ﻋﺒد اﻝﻐﻨﻲ ﻤﺤﻤود ،اﻝﺘدﺨل ﻓﻲ اﻝدﻋوى أﻤﺎم ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌدل اﻝدوﻝﻴﺔ ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ
اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.1988 ،
.33ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﺒﻴوﻤﻲ ﺤﺠﺎزي ،اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﻘﺎرن ،دار اﻝﻔﻜر
اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ ،طﺒﻌﺔ .2007
.34ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر اﻝﻼﻤﻲ ،ﻤﻌﺠم اﻝﻤﺼطﻠﺤﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،آب ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ اﻝﻤﺤدودة ،ﺒﻐداد،
اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.1990 ،
.35ﻋدﻨﺎن ﻏﺴﺎن ﺒراﻨﺒو ،اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ -دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،-ﻤﻨﺸورات
اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ ،ﺒﻴروت ،ﻝﺒﻨﺎن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ .2012
.36ﻋﺼﺎم اﻝدﻴن اﻝﻘﺼﺒﻲ ،اﻝﻨظﺎم اﻝدوﻝﻲ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﺘﺤﻜﻴم – دراﺴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻝﻘواﻋد اﻝﻘﺎﻨون
اﻝدوﻝﻲ اﻹﺘﻔﺎﻗﻲ واﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﻘﺎرن ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة.1993 ،
288
ا در وا ا
.37ﻋﻼء ﻜﺎﻤل " اﻝﺠﺎت وﻨﻬب اﻝﺠﻨوب" ،ﻤرﻜز اﻝﻤﺤروﺴﺔ ﻝﻠﺒﺤوث واﻝﺘدرﻴب واﻝﻨﺸر،
ﻤﺼر.1996 ،
.38ﻋﻠﻲ ﺠﻤﺎل اﻝدﻴن ﻋوض ،اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري ،اﻝﺠزء اﻷول ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ
اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة.1975 ،
.39ﻋﻠﻲ ﺤﺴن ﻴوﻨس ،اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري ،دار اﻝﻔﻜر اﻝﻌرﺒﻲ ،اﻝﻘﺎﻫرة.1974 ،
.40ﻋﻠﻲ ﺼﺎدق أﺒو ﻫﻴف ،اﻝﻘﺎﻨون اﻝدوﻝﻲ اﻝﻌﺎم ،دار اﻝﻤﻌﺎرف اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ ،12
.1994
.41ﻓرﺤﺔ زراوي ﺼﺎﻝﺢ ،اﻝﻜﺎﻤل ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري اﻝﺠزاﺌري اﻝﺤﻘوق اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،إﺒن
ﺨﻠدون ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،دون ﺴﻨﺔ ﻨﺸر.
.43ﻜوﺜر ﻋﺒد اﷲ ﻤﺤﻤد أﺤﻤد ﺒﻴوﻤﻲ ،اﻝﺘﺤﻜﻴم ﻓﻲ ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،دار
اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2007 ،
.44ﻤﺎﺠد ﻋﻤﺎر ،ﻋﻘد ﻨﻘل اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ وﺸرط اﻝﺘﺤﻜﻴم ﻓﻲ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ،
دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة.1987 ،
.45ﻤﺤﻤد ﺤﺴﺎم ﻤﺤﻤود ﻝطﻔﻲ ،ﺘﺄﺜﻴر اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺠواﻨب اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة ﻤن ﺤﻘوق
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ )ﺘرﻴﺒس( ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻠدان اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،طﺒﻌﺔ .1991
.46ﻤﺤﻤد ﺤﺴﻨﻲ ﻋﺒﺎس ،اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ،
اﻝﻘﺎﻫرة.1971 ،
.47ﻤﺤﻤد ﺤﺴن ﻋﺒد اﻝﻤﺠﻴد اﻝﺤداد ،اﻵﻝﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
وأﺜرﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي –دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﺎﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،-دار اﻝﻜﺘب اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ودار
ﺸﺘﺎت ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺒرﻤﺠﻴﺎت ،ﻤﺼر.2011 ،
289
ا در وا ا
.52ﻨﺎدﻴﺔ ﻤﺤﻤد ﻤﻌوض ،اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ،
.2000
.53ﻨﺎرﻴﻤﺎن ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ،اﻝﺘﺤﻜﻴم وﻓﻘﺎ ﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺤﻜﻴم ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ رﻗم 27
ﻝﺴﻨﺔ ،1994دون دار ﻨﺸر ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.1996 ،
.54ﻨﺒﻴل ﺤﺸﺎد ،اﻝﺠﺎت وﻤﺴﺘﻘﺒل اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ واﻝﻌرﺒﻲ ،دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ،
.1995
.55ﻨوري ﺤﻤد ﺨﺎطر ،ﺸرح ﻗواﻋد اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ -اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،-دار واﺌل
ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،ﻋﻤﺎن ،اﻷردن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ .2005
.56ﻨوري ﺤﻤد ﺨﺎطر ،ﺸرح ﻗواﻋد اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،دار واﺌل ﻝﻠﻨﺸر ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ،
.2005
.57ﻴوﻨس ﺒﻨوﻨﺔ ،اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﺸرﻴﻊ واﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻤطﺒﻌﺔ اﻝﻨﺠﺎح
اﻝﺠدﻴدة ،اﻝدار اﻝﺒﻴﻀﺎء ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ .2006
290
ا در وا ا
.1ﺒﺴﺎم ﻤﺼطﻔﻰ ﻋﺒد اﻝرﺤﻤن طﺒﻴﺸﺎت ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ظل
اﻝﻘﺎﻨون اﻷردﻨﻲ واﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري واﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ،ﻤﻌﻬد اﻝﺒﺤوث
واﻝدراﺴﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،اﻝﻘﺎﻫرة.2007 ،
.2ﺨﺎﻝد ﻤﺤﻤد ﻜدﻓور اﻝﻤﻬﻴري ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻤﻘدﻤﺔ
ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ درﺠﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،ﺒدون ﺴﻨﺔ
ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ.
.3ﺴﻼﻤﻲ ﻤﻴﻠود ،اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠ ازﺌري واﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت
اﻝدوﻝﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺤﺎج ﻝﺨﻀر ﺒﺎﺘﻨﺔ،
.2012-2011
.4ﻋﺒد اﷲ ﺤﻤﻴد ﺴﻠﻴﻤﺎن اﻝﻐوﻴري ،اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﻤﺸﻬورة وﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻀﻤن اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻝﺠواﻨب
اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة ﻤن ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ )ﺘرﻴﺒس( وﻗﺎﻨون اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
اﻷردﻨﻲ ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻘﺎﻫرة.2006-2005 ،
.5ﻤﺤﻤد ﺤﺴﻴن إﺴﻤﺎﻋﻴل ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ،ﻜﻠﻴﺔ
اﻝﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻘﺎﻫرة1978 ،
.6ﻤﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﻋﺒد اﻝﺼﺎدق ﻤرﺴﻲ ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ
دﻜﺘوراﻩ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻘﺎﻫرة ،ﻓرع ﺒﻨﻲ ﺴوﻴف .2004
.1راﺸدي ﺴﻌﻴدة ،ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري ،اﻝﻤﺠﻠﺔ
اﻷﻜﺎدﻴﻤﻴﺔ ﻝﻠﺒﺤث اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﺒد اﻝرﺤﻤن ﻤﻴرة ،ﺒﺠﺎﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم
اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،اﻝﻌدد ،2012 ،01ﻤن اﻝﺼﻔﺤﺔ 220إﻝﻰ اﻝﺼﻔﺤﺔ .237
.2رﻤزي ﺤوﺤو وﻜﺎﻫﻨﺔ زواوي ،اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﻌﻼﻤﺎت ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري ،ﻤﺠﻠﺔ
اﻝﻤﻨﺘدى اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،ﻗﺴم اﻝﻜﻔﺎءة اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻤﺎة ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
291
ا در وا ا
ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر ،ﺒﺴﻜرة ،اﻝﻌدد اﻝﺨﺎﻤس ،ﻤﺎرس ،2008ﻤن اﻝﺼﻔﺤﺔ 29إﻝﻰ اﻝﺼﻔﺤﺔ
.47
.3ﺼﺎﻤت آﻤﻨﺔ ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ،اﻝﻤﺠﻠﺔ اﻷﻜﺎدﻴﻤﻴﺔ
ﻝﻠدراﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻗﺴم اﻝﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺸﻠف،
اﻝﻌدد ،13ﺠﺎﻨﻔﻲ ،2015ﻤن اﻝﺼﻔﺤﺔ 87إﻝﻰ اﻝﺼﻔﺤﺔ .95
.4ﻴﺎﺴر ﺴﻴد اﻝﺤدﻴدي ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻜﻠﻴﺔ اﻝدراﺴﺎت اﻝﻌﻠﻴﺎ،
أﻜﺎدﻴﻤﻴﺔ ﻤﺒﺎرك ﻝﻸﻤن ،اﻝﻘﺎﻫرة ،ﻤﺼر ،اﻝﻌدد ،17ﺠوان ،2007ﻤن اﻝﺼﻔﺤﺔ 285
إﻝﻰ اﻝﺼﻔﺤﺔ.307
.5ﺸرﻴف ﻤﺤﻤد ﻏﻨﺎم ،ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﺒر اﻻﻨﺘرﻨﻴت ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻌﻨوان
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻝﺤﻘوق ،ﻤﺠﻠس اﻝﻨﺸر اﻝﻌﻠﻤﻲ ،اﻝﻜوﻴت ،اﻝﻌدد اﻝﺜﺎﻝث ،اﻝﺴﻨﺔ اﻝﺜﺎﻤﻨﺔ
واﻝﻌﺸرون ،ﺴﺒﺘﻤﺒر ،2004ﻤن اﻝﺼﻔﺤﺔ 315إﻝﻰ اﻝﺼﻔﺤﺔ .447
.1ﺒوﺸﻌﻴب اﻝﻌﻤري ،اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻤداﺨﻠﺔ
ﻤﻘدﻤﺔ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ اﻝﻴوم اﻝدراﺴﻲ ﺤول اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،
اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ 21 ،أﻓرﻴل 2011
.2ﻨﺒﻴل ﻨﻌﻴم اﻷﻨطﺎﻜﻲ ،اﻝﺘﺤﻜﻴم اﻝﺤر واﻝﺘﺤﻜﻴم اﻝﻤؤﺴﺴﻲ واﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝﺘﻌﺎون ﺒﻴن ﻤراﻜز
اﻝﺘﺤﻜﻴم :اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدان اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﻨدوة اﻻﺘﺠﺎﻫﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ
ﻝﻠﺘﺤﻜﻴم ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،دﻤﺸق 30-28أوت .2001
.3ﻤﺤﻤد ﺤﺴﺎم ﻤﺤﻤود ﻝطﻔﻲ ،اﻝﻨزاع ﺒﻴن أﺴﻤﺎء اﻝﻤواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻨﺘرﻨﻴت واﻝﻌﻼﻤﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻤﺤﺎﻀرة أﻝﻘﻴت ﻀﻤن ﻨدوة اﻝوﻴﺒو اﻝوطﻨﻴﺔ ﺤول آﺨر اﻝﺘطورات ﻓﻲ ﻤﺠﺎل
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،ﻤﺴﻘط .2002/10/21
.4ﻗرﻤوش ﻋﺒد اﻝﻠطﻴف ،ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،
ﻤﺤﺎﻀرة ﻤﻠﻘﺎة ﻓﻲ ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،
،2011/04/21اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺠزاﺌر.
292
ا در وا ا
.5ﻋﺒد اﻝﺤﻤﻴد اﻷﺤدب ،ﺘﻌرﻴف اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ وطرق ﺤﺴم اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ،ﻤﺤﺎﻀرة
ﻤﻠﻘﺎة ﻓﻲ ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،2011/04/21 ،
اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺠزاﺌر
.6ﻋﻠﻲ ﻜﺤﻠون ،اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺘوﻨﺴﻲ ،ﻤﺤﺎﻀرة ﻤﻠﻘﺎة
ﻓﻲ ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،2011/04/21 ،اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ
اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺠزاﺌر.
.7ﻤﺠﺒر ﻤﺤﻤد ،اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻀوء ﻗ اررات اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ
اﻝﻐرﻓﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﺒﺤرﻴﺔ ،ﻤﺤﺎﻀرة ﻤﻠﻘﺎة ﻓﻲ ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻻﺠﺘﻬﺎد
اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،2011/04/21 ،اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺠزاﺌر.
.8ﻋﻤﺎر طﻬرات وأﻤﺤﻤد ﺒﻠﻘﺎﺴم ،طرق اﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ ﺤﻘوق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ذات اﻝﻌﻼﻗﺔ
ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة ودور اﻝﺠﻤﺎرك اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎرﺒﺘﻬﺎ ،ﻤﻠﺘﻘﻰ دوﻝﻲ ﺤول رأس اﻝﻤﺎل اﻝﻔﻜري
ﻓﻲ ﻤﻨظﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ 13 ،و 14دﻴﺴﻤﺒر ،2011
ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺸﻠف.
.9ﺤﺴن ﻋﺒد اﻝﺒﺎﺴط ﺠﻤﻴﻌﻲ وﺴﻤﻴر ﺤﻤزة ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻤواﻗﻊ اﻻﻨﺘرﻨﻴت وأﺴﻤﺎء
اﻝدوﻤﻴن ،ﻤﺤﺎﻀرة أﻝﻘﻴت ﻀﻤن ﻤؤﺘﻤر اﻝﺘﺠﺎرة اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ واﻹﻋﺴﺎر ﻋﺒر اﻝﺤدود،
ﻤرﻜز اﻝﻘﺎﻫرة اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﺘﺤﻜﻴم اﻝدوﻝﻲ. 2000/11/22 ،
.11ﺘﺴوﻴﺔ اﻝﻨزاﻋﺎت ﻀﻤن ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ،وﺜﻴﻘﺔ ﺼﺎدرة ﻋن ﻤؤﺘﻤر اﻷﻤم
اﻝﻤﺘﺤدة ﺤول اﻝﺘﺠﺎرة واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻨﻴوﻴورك .2003
.12وﺜﻴﻘﺔ ﺼﺎدرة ﻋن اﻝﻤﻜﺘب اﻝدوﻝﻲ ﻝﻠﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻝﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ ،ﺘﺤت رﻗم
،MM/LD/WG/13/7ﺒﺘﺎرﻴﺦ .2015/10/02
293
ا در وا ا
.4ﻤﺠﻠﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،اﻝﺘﻘﻠﻴد ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻘﺎﻨون واﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻗﺴم اﻝوﺜﺎﺌق ،ﻋدد
ﺨﺎص.2012 ،
294
ا در وا ا
ﺘﺎرﻴﺦ http://arbiter.wipo.int/domains/decisions/html2003/d20030004html
2013/02/06 :اﻝﺘﺼﻔﺢ
295
ا در وا ا
B. Articles et Conférence
1. Albert Chavanne, fraude et dépôt attributif en matière des marques,
mélaniques best in, paris, 1970
2. Xavier Vermandele L OMPI et la promotion du respect de la propriété intellectuelle,
journée d etudes sur la contrefaçon, cour supreme, Alger, 21/04/2011.
3. Pierre Veron, Arbitration of Intellectual property Disputes in France,
International Business Lawyer, March 1995,
296
ـــ ت سا
297
ـــ ت سا
اﻝﺼﻔﺤﺔ اﻝﻌﻨــــــــــــــــــــــوان
ﻤﻘدﻤﺔ
12 اﻝﻔﺼل اﻝﺘﻤﻬﻴدي :ﻤﺎﻫﻴﺔ وﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
12 اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :ﻤﻔﻬوم اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
13 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وأﻨواﻋﻬﺎ وأﺸﻜﺎﻝﻬﺎ
13 اﻝﻔــــرع اﻷول :ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
20 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :أﻨــواع وأﺸﻜــــﺎل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
26 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
26 اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﻤﻴز اﻝﻌﻼﻤﺔ
30 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺠــدة اﻝﻌﻼﻤﺔ
32 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﻤﺸروﻋﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ
34 اﻝﻔرع اﻝراﺒﻊ :ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻝﻠﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨطﻲ
35 اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
36 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
36 اﻝﻔرع اﻷول :إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
41 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻘوط اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
44 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
45 اﻝﻔرع اﻷول :إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
47 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻴﺤق ﻝﻬم ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻼﻤﺎﺘﻬم اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر
48 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺸطــــــب ﺘﺴﺠﻴــــل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
52 اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :اﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
52 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
53 اﻝﻔرع اﻷول :ﺨﺼﺎﺌص ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
54 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌري
56 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺤق ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
298
ـــ ت سا
299
ـــ ت سا
100 اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﻌرﻴف وأﺴﺎس اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
103 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
108 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺨﺘص ﺒدﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ وأﺼﺤﺎب اﻝﺤق ﻓﻴﻬﺎ
112 اﻝﻤـطﻠب اﻝﺜــﺎﻨﻲ :آﺜﺎر دﻋوى اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري
112 اﻝﻔرع اﻷول :اﻝﺘﻌـــوﻴض
115 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﻤﺼﺎدرة واﻹ ﺘﻼف واﻝﻨﺸر
119 اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
120 اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :اﻝﺠراﺌم اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
121 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺸروط وﻨطﺎق اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
121 اﻝﻔرع اﻷول :ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ اﻝدﻋوى اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
123 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻨطﺎق ﺘطﺒﻴق اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
124 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺠرﻴﻤﺔ ﺘزوﻴر اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
125 اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﻌرﻴف اﻝﺘزوﻴر
126 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :أرﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘزوﻴر
131 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :ﺠرﻴﻤﺔ ﺘﻘﻠﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
131 اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﻌرﻴف اﻝﺘﻘﻠﻴد واﻝﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﺘزوﻴر
134 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :أرﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴد
143 اﻝﻤطﻠب اﻝراﺒﻊ :ﺠرﻴﻤﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﻼﻤﺔ ﻤزورة أو ﻤﻘﻠدة
143 اﻝﻔرع اﻷول :اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي
145 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي
146 اﻝﻤطﻠب اﻝﺨﺎﻤس :ﺠرﻴﻤﺔ وﻀﻊ ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻤﻠوﻜﺔ ﻝﻠﻐﻴر )اﻏﺘﺼﺎب اﻝﻌﻼﻤﺔ(
146 اﻝﻔرع اﻷول :اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي
148 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي
150 اﻝﻤطﻠب اﻝﺴﺎدس :ﺠرﻴﻤﺔ ﺒﻴﻊ ﻤﻨﺘﺠﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﻤزورة أو ﻤﻘﻠدة أو ﻤﻐﺘﺼﺒﺔ
وﻋرﻀﻬﺎ ﻝﻠﺒﻴﻊ
300
ـــ ت سا
301
ـــ ت سا
199 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :آﺜﺎر ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد
203 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق ﺒروﺘوﻜول اﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد واﺘﻔﺎﻗﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ وﻨﻴس
203 اﻝﻔرع اﻷول :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق ﺒروﺘوﻜول اﺘﻔﺎق ﻤدرﻴد
206 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ "ﻓﻴﻴﻨﺎ"
208 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق اﺘﻔﺎق ﻨﻴس ﺒﺸﺄن اﻝﺘﺼﻨﻴف اﻝدوﻝﻲ ﻝﻠﺴﻠﻊ
واﻝﺨدﻤﺎت
209 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
210 اﻝﻔرع اﻷول :اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
215 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺠراءات ﺘﺴﺠﻴل وﺘﺠدﻴد اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
216 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :إﺒطﺎل ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
219 اﻝﻤطﻠب اﻝراﺒﻊ :ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس
220 اﻝﻔرع اﻷول :إﻴداع وﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﺒس
224 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :آﺜﺎر ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻌﻼﻤﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس
226 اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
226 اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ
227 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
227 اﻝﻔرع اﻷول :ﻤﺒﺎدئ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
230 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺠراءات ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎرﻴس
233 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس
233 اﻝﻔرع اﻷول :ﻤﺒﺎدئ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس
236 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺠراءات ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘرﻴﺒس
242 اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺒدﻴﻠﺔ
243 اﻝﻤطﻠب اﻷول :اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺒدﻴﻠﺔ ﻝﺤل ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
244 اﻝﻔرع اﻷول :أﻨواع اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺒدﻴﻠﺔ ﻝﺤل اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت
250 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن ﺤﻠﻬﺎ ﻋن طرﻴق اﻷﺴﺎﻝﻴب
302
ـــ ت سا
اﻝﺒدﻴﻠﺔ
254 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺘﻘﻴﻴم ﺤل ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻓق اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺒدﻴﻠﺔ
258 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﺤل ﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﻌﻼﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺒدﻴﻠﺔ
259 اﻝﻔرع اﻷول :ﻤرﻜز اﻝﺘﺤﻜﻴم واﻝوﺴﺎطﺔ
265 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻤؤﺴﺴﺔ اﻻﻨﺘرﻨﻴت ﻝﻸﺴﻤﺎء واﻷرﻗﺎم اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ
274 ﺨﺎﺘﻤﺔ
282 ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠﻊ
298 ﻓﻬرس اﻝﻤﺤﺘوﻴﺎت
303
ﻣﻠﺧـــص:
ﯾﻛﺗﺳﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك دواﻟﯾب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻧﺷﯾط ﺳﯾرورة اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذا ؛ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟدور اﻟﻣﺗﻌﺎظم ﻋﺑر
اﻟزﻣن ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﻼزم اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺳن أﻧظﻣﺔ واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ وﺗﻘﻧﯾن ﺗﺷرﯾﻌﺎت داﺧﻠﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟدوﻟﻲ واﻟوطﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﻣن.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس؛ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻷطروﺣﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﻛل
ﺟواﻧﺑﻬﺎ ،ﻓﺗﻣﺣورت اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺟزﺋﻬﺎ اﻷول ﺣول اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﯾﻬﺎ
اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟزاﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﻧﺻوص وأﺣﻛﺎم اﻷﻣر رﻗم 06-03:اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟوطﻧﻲ اﻟداﺧﻠﻲ ،وﻛذا ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺻري رﻗم:
،2002- 82ﻟﻛوﻧﻪ ﺣﺎز ﻓﺿل اﻟﺳﺑق ﻋرﺑﯾﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ وﺗﺄﺳﯾس أﺣﻛﺎم ﺗﻌﻧﻰ ﺑدراﺳﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻣن ﺛم إﻟﻰ إﺟراء دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻫذﯾن
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن ،ﻣﺑرزة أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ واﻻﻟﺗﻘﺎء وﺣﺎﻻت اﻟﺧﻼف واﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ورﺻد اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ
اﻋﺗرت ﻛﻼ ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟوطﻧﻲ.
ﻓﻲ ﺣﯾن؛ ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺞ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﺳﺗﻌراض أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎرﯾس ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1883واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1994
ﺛم ﺗطرﻗت ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻷﺧرى ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟوﺳﺎطﺔ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد وﻓق إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ
ﺗﺄﺳﯾس وﺗوظﯾف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ وﻣﺗﻧﺎﻏﻣﺔ
ﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ واﻟﺗﻲ اﻧﺿﻣت
وﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑدو ﻣن اﻟﺣﺗﻣﻲ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم
ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن ﻣﺳﺎر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
وﺗﺳﺗﻔﯾد ﺑدورﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم وﻣن اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل وﺗﺣﯾﯾن أﻧظﻣﺗﻬﺎ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
Résumé :
La marque commerciale est un sujet très important ; du fait de son rôle efficace dans
le mouvement du développement économique et sa stimulation du cours des transactions
et des marchés commerciaux, pour cela, et à cause de son rôle qui ne cesse de s’accroitre à
travers le temps, il est devenu nécessaire de promulguer des règlements et des conventions
internationales et règlementer des législations internes afin de la protéger sur les deux
plans ; national et international en même temps.