You are on page 1of 8

‫ماستر المهن القضائية و الجنائية‬

‫وحدة ‪ :‬القانون القضائي الخاص‬

‫تمرين ‪ :‬قاضي القاصرين في المادة المدنية‬

‫‪ :‬محتوى الورقة‬

‫‪.‬بيع منقوالت القاصر ‪-‬‬

‫‪-‬اإلذن الممنوح من قاضي القاصرين ‪.‬‬

‫‪-‬البيوعات المنصبة على منقوالت القصرين و إجراءات إتمامها‪.‬‬

‫إشراف ‪ :‬ذ‪ .‬هند طاقطاق‬ ‫إنجاز الطالب ‪ :‬بادا ياسين‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬

‫‪2021/2022‬‬
‫تقديم‪:‬‬

‫ال يخلوا أي مجتمع إنساني من أشخاص يعانون من القصور في أهليتهم‪ ،‬أو بعض العوارض التي تجعل‬
‫هذه األخيرة تمنعهم من التصرف في أموالهم بكل حرية‪ ،‬سواء كانت هذه العوارض تنقص األهلية كما‬
‫الحال بالنسبة للسفه‪ ‬والعته‪ ،‬أو تعدمها كالجنون أو الصغير الغير المميز‪.‬‬

‫فلقد اهتم المشرع المغربي بهذه الفئة‪ ،‬كما عمل على توفير الحماية الكافية لهم من جميع النواحي‪،‬‬
‫وتتجلى األهمية الكبرى التي أوالها بهم في الشق المالي خصوصا‪ ،‬حيث أحدث مسطرة دقيقة يتم سلوكها‬
‫عندما تتولد الرغبة في من يمارسون أحكام النيابة على هؤالء في بيع أموالهم سواء المنقولة أو العقارية‪.‬‬

‫فالمقنن المغربي أحال بصريح المادة ‪ 274‬من مدونة األسرة على القواعد المسطرية المضمنة في قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬التي تنظم إجراءات بيع أموال القاصر سواء كانت منقولة أو عقارية‪ ،‬وذلك بالنص‪:‬‬

‫“يتم بيع العقار أو المنقول المأذون به طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة‬
‫المدنية…”‬

‫فبموجب هذه اإلحالة الواردة في المادة ‪ 274‬من مدونة األسرة على قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فيمكن لمن‬
‫يمارس أحكام النيابة الشرعية بعد اإلذن له بيع أموال القاصر‪ ،‬خصوصا المنقولة‪ ،‬أن يسلك اإلجراءات‬
‫المسطرية المحددة في القواعد العامة اإلجرائية‪.‬‬

‫من كل هذا وذلك‪ ،‬تطرح اإلشكالية التي مفادها‪ :‬إلى أي حد وفق المشرع المغربي في وضع جملة من‬
‫النصوص القانونية تعنى بتنظيم إجراءات بيع أموال القاصر المنقولة وحمايتها؟‬

‫وسيرا منا لإللمام بتفاصيل اإلشكالية المطروحة‪ ،‬ومحاولة إعطاء مقترب جواب عنها‪ ،‬سنعمد إلى تبني‬
‫التصميم المبين بعده‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجهة المختصة بمنح اإلذن ببيع منقوالت القاصر وطبيعته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع البيوعات التي تنصب على منقوالت القاصر‪ ،‬وإجراءات إتمامها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجهة المختصة بمنح اإلذن ببيع منقوالت القاصر وطبيعته‪.‬‬

‫سعيا من المشرع لحماية الذمة المالية للقاصر‪ ،‬فقد كرس رقابة متفاوتة على البيوعات الواردة على‬
‫منقوالته‪ ،‬سواء كان النائب – البائع لها – وصيا أو مقدما‪ ،‬على اعتبار أن الولي الشرعي ال تمارس‬
‫عليه رقابة عندما يود بيع أموال ابنه القاصر‪ ،‬إال إذا تجاوزت سقفا معينا كما هو محدد في المادة ‪240‬‬
‫من المدونة‪.‬‬

‫في حين أخضع المشرع باقي ممارسي النيابة الشرعية على القاصر – سواء كان هذا النائب وصي لألب‬
‫أو لألم أو مقدما –‪  ‬إلى رقابة قضائية على كل إجراء يهدف إلى بيع أموال القاصر المنقولة ‪ ،‬حيث ألزم‬
‫هؤالء الحصول على إذن من قاضي المكلف بشؤون القاصرين ( الفقرة األولى) وهو األمر الذي نتساءل‬
‫معه حول الطبيعة القانونية لألوامر التي يتخذها هذا القاضي في هذا الصدد(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلذن الصادر من قاضي شؤون القاصرين والرامي إلى بيع منقول القاصر‪.‬‬

‫أوقف المشرع تمام بيع أموال القاصر المنقولة الذي يجريها الوصي أو المقدم‪ ،‬على إذن يمنح لهما من‬
‫طرف القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬حيث يتخذ هذا األخير جميع التدبير التي تمكن الوصي أو‬
‫المقدم من القيام بإحصاء أموال القاصرين‪ ،‬وكذا ينظر في أمر تسييرها والحفاظ عليها‪ ،‬وتفويتها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى منح اإلذن للمقدم أو الوصي في جميع التصرفات التي تحتاج إلى ترخيص منه‪.‬‬

‫فأي تصرف يرمي إلى بيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬سواء من قبل وصيه أو مقدمه‪ ،‬فهو يحتاج إلى إذن‬
‫من القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬وهو ما جاء بصريح المادة ‪ 201‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫الذي نصت على أنه‪ ”:‬يأذن القاضي المكلف بشؤون القاصرين للوصي أو المقدم في بيع أموال قاصره‬
‫المنقولة بطريق المراضاة لمصلحة هذا األخير إذا لم تتجاوز قيمتها ألفي درهم…”‬

‫فانطالقا من مقتضيات الفصل المذكور أعاله‪ ،‬يتضح أن المشرع أوقف بيع منقوالت القاصر من قبل‬
‫وصيه أو مقدمه على ترخيص يسلمه القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬لكن ما يالحظ على هذا النص‬
‫أن المشرع المغربي قام باستبعاد الولي من هذا المقتضى‪ ،‬حيث لم يدرجه من ضمن األشخاص الذين‬
‫يستوجبون استصدار إذن من القاضي المكلف بشؤون القاصرين عندما يرغب في بيع أموال ابنه القاصر‬
‫المنقولة‪ ،‬حيث يبقى من حقه القيام بهذا التصرف دون رقابة كقاعدة عامة‪.‬‬

‫وهذا األمر هو الذي دهب إليه المجلس األعلى في أحد قراراته جاء فيها ‪ ”:‬القانون الذي يحكم النيابة‬
‫الشرعية للمغاربة المسلمين هي مدونة األحوال الشخصية‪ ،‬التي تعطي لألب الوالية العامة على أوالده‬
‫القاصرين له التصرف في أموالهم بما فيها‪ ‬البيع‪ ‬دون إذن سابق من القاضي‪ .‬المقدم والوصي‪ ،‬هو الذي‬
‫يحتاج إلى إذن القاضي بالنسبة لهذه التصرفات وليس األب"‪.‬‬

‫يتضح من خالل مضمون القرار الصادر عن المجلس األعلى أنه استبعد الولي – الذي هو األب أو األم‬
‫في حالة عدم وجوده أو فقده لألهلية – من رقابة القضاء المتمثلة في تلك التي يمارسها القاضي‬
‫المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬وأبقى على هذه الرقابة لكي يخضع لها كل من الوصي والمقدم‪.‬‬
‫والرأي في ما نعتقد أن ما ذهب إليه االجتهاد القضائي في هذا الصدد صائب‪ ،‬ألن عدم إخضاع الولي‬
‫للرقابة التي يمارسها القضاء أمر يجد ما يشفع له‪ ،‬على اعتبار أن الولي سيحرص كل الحرص على‬
‫أموال ابنه القاصر ولن يعطيه خاطره أن يقوم باإلضرار بفلذة كبده‪ ،‬فإن لم يسعى إلى جلب النفع له‪،‬‬
‫فلن يطمح إلى إلحاق الضرر به‪ ،‬فالرابطة الدموية التي تجمع بين الطرفين تجعل الولي يتحاشى أي‬
‫تصرف قد يلحق أي نوع من أنواع الضرر بابنه‪ ،‬على خالف أنه ليس هناك عالقة دموية مباشرة بين‬
‫الوصي أو المقدم والقاصر‪ ،‬مما يكون معه مراعاة مصالحه من طرفهما غير كاملة إلى حد ما‪ ،‬مما‬
‫يجعل رقابة قاضي شؤون القاصرين تأتي لتكمل هذا الحرص‪ ،‬وتلزم الوصي والمقدم على إعارة‬
‫االهتمام لمصالح القاصر في كل كبيرة وصغيرة‪ ،‬وخصوصا عندما يهم األمر بيع أموال هذا القاصر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬طبيعة اإلذن الممنوح من طرف قاضي شؤون القاصرين‪.‬‬

‫إن من األمور التي تثار في هذا الصدد‪ ،‬هو طبيعة اإلذن الذي يمنحه قاضي المكلف بشؤون القاصرين‪،‬‬
‫والذي بموجبه يمكن للوصي أو المقدم أن يبيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬هل يمنحها بصفته القضائية؟ أم‬
‫أنه يمنحها بصفته الوالئية؟‬

‫إن اإلذن الممنوح يعتبر مظهرا من مظاهر الرقابة القضائية الممارسة على تصرفات المقدم أو الوصي‪،‬‬
‫وذلك ألجل ضمان الحماية الكافية ألموال القاصر من استغالل واختالس الشخص الذي عهد له اإلشراف‬
‫عنها‪ ،‬حيث يسعى إلى المحافظة عنها وتنميتها إلى حين بلوغ القاصر سن الرشد القانوني المحدد في‬
‫المادة ‪ 209‬من مدونة األسرة‪ ،‬مع تخلف عوارض األهلية سواء المعدمة أو المنقصة لها‪.‬‬

‫فبالعودة إلى طبيعة األوامر التي يتخذها القاضي المكلف بشؤون القاصرين بخصوص اإلذن الممنوح‬
‫للنائب الشرعي الرامي إلى بيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬فكثيرة هي المعايير التي اعتمد عليها بعض‬
‫الفقهاء و الباحثين مستندين في ذلك إلى مقتضيات الفصلين ‪ 148‬و ‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يبقى السؤال مطروحا‪ ،‬أي المعايير األنجع لتبيان الطبيعة القانونية لإلذن الذي يمنح قاضي شؤون‬
‫القاصرين والرامي إلى بيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬ففي هذا الصدد ذهب بعض الفقه ويمثله األستاذ عبد‬
‫الرحيم بلعكيد إلى القول أن وضع حدود للسلطة القضائية من جهة والوالئية من جهة التي يجمع بينها‬
‫قاضي شؤون القاصرين‪ ،‬فالسلطة الوالئية ترجع إلى اإلشراف العام الذي يمارسه على النيابة القانونية‬
‫داخل دائرته الترابية في حماية مال القاصر من الضياع وتبذيره واستثماره‪ ،‬فهي ال تتعلق البتة بالفصل‬
‫في نزاع‪ ،‬لذا كانت األوامر التي يصدرها ذات طبيعة والئية‪ ،‬أما سلطته القضائية فإنها ترجع إلى‬
‫المنازعات التي يفصل فيها ألن طبيعة هذه السلطة هي الفصل في النزاع‪ ،‬خالفا للسلطة الوالئية‪.‬‬

‫والتوجه السالف الذكر هو ما لم يستسغه بعض الفقه‪ ،‬وسنده في ذلك‪  ‬أن بعض األوامر التي يتخذها‬
‫القاضي المكلف بشؤون القاصرين مع أنه يتخذها بصفته الوالئية إلى أنه ومع ذلك تنشئ أو تقرر مركز‬
‫قانونيا‪.‬‬

‫وأمام هذا الرأي وذاك‪ ،‬نرى أن طبيعة هذا اإلذن الذي يتخذه القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬والذي‬
‫بموجبه يأذن للنائب الشرعي ببيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬ال يعدو أن يكون متخذا بصفته الوالئية‪،‬‬
‫وسندنا في ذلك أن األوامر الوالئية يتم اتخاذها ألجل ضمان حق أو لحفظه أو ضمان مطابقة تصرف‬
‫معين للقانون‪ ،‬واإلذن الممنوح هذا ال يعدو أن يكون إلى ضمانة لحماية أموال القاصر من تالعب‬
‫وتبذير‪ ‬النائب الشرعي‪ ،‬وكذلك درءا ألي تواطأ أو اختالس‪ ،‬في حين نستبعد أن يكون هذا اإلذن دو‬
‫طبيعة قضائية‪ ،‬ألنه ال يهدف إلى الفصل في دعوى قضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع البيوعات التي تنصب على منقوالت القاصر‪ ،‬وإجراءات إتمامها‪.‬‬

‫استنادا إلى الفصل ‪ 201‬و‪ 202‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬نالحظ أن هناك نوعين من الطرق التي يتم‬
‫بها البيع المنصب على أموال القاصر المنقولة‪ ،‬حيث حسب الفصل ‪ ،201‬فالبيع يتم بطريقة المرضاة‬
‫(الفقرة األولى) في حين أن مضمون الفصل ‪ 202‬من نفس القانون يتحدث عن الطريقة الثانية التي يتم‬
‫بها البيع‪ ،‬وهي البيع بالمزاد العلني (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬البيع بالتراضي لمنقول القاصر وإجراءاته‬

‫يقصد بالبيع بالمرضاة كما هو وارد في الفصل ‪ 201‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ذلك البيع الذي يتم‬
‫بالتراضي واالتفاق بين كل من الوصي أو المقدم والمشتري‪ ،‬من غير إتباع إجراءات اإلشهار والسمسرة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫فألجل أن يأذن القاضي المكلف بشؤون القاصرين بهذا النوع من البيوع‪ ،‬فالبد من تحقق شرطين‪ ،‬نص‬
‫عليهما الفصل ‪ 201‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ويتمثل هذين األخيرين في‪:‬‬

‫الشرط‪ ‬األول‪ : ‬أن تقل قيمة المنقول المراد بيعه عن مبلغ ألفي (‪ )2000‬درهم‪ ،‬وهو ما صرحت‬ ‫‪‬‬
‫به الفقرة األولى من الفصل المذكور بتنصيصها على أنه‪ ”:‬يأذن القاضي المكلف بشؤون‬
‫القاصرين للوصي أو المقدم في بيع أموال قاصره المنقولة بطريق المراضاة لمصلحة هذا‬
‫األخير إذا لم تتجاوز قيمتها ألفي درهم…” مما يمكن معه أن نستشفه أنه في حالة تجاوز قيمة‬
‫المنقول ألفي (‪ )2000‬درهم فهناك طريقة أخرى حددها المشرع لكي يتم البيع بها‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ : ‬أن تكون هناك مصلحة ظاهرة للقاصر إذا تم البيع بهذه الطريقة‪ ،‬حيث يجب أن‬ ‫‪‬‬
‫يكون الثمن الذي اقترحه المشتري يوازي القيمة الحقيقية للمنقول المبيع تالفيا ألي غبن أو‬
‫ضرر قد يلحق بالقاصر‪ ،‬وهو األمر الذي أكده المشرع في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 201‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وذلك بتنصيص أنه‪ ”:‬يتحقق القاضي في هذه الحالة قبل منح اإلذن من‬
‫أن الثمن المقترح يوافق قيمة المنقوالت التي يقومها خبير يعينه لهذه الغاية عند االقتضاء وليثبت‬
‫أن الثمن المعروض ال غبن فيه وال ضرر على المحجور‪”.‬‬

‫فهنا أعطى المشرع للقاضي أن يستعين بخبير يجري خبرة لكي يتبين له من خاللها ما إن كان الثمن‬
‫المقترح من المشتري مناسبا للقيمة الحقيقية للمنقول‪ ،‬وما إذا لم يكن في األمر غبن وال ضرر قد يلحق‬
‫بالمحجور في األمر‪ ،‬ومن هنا تتجلى مظاهر حماية المشرع ألموال القاصر والحفاظ على مصالحه‬
‫كطرف ضعيف في العالقة‪.‬‬

‫فبمجرد ما يتحقق الشرطين المذكورين أعاله‪ ،‬يأذن القاضي المكلف بشؤون القاصرين لمن يمارس‬
‫النيابة الشرعية – سواء كان وصيا أو مقدما – بأن يوقع البيع بالتراضي‪ ،‬حيث يتم تسليم المنقول إلى‬
‫المشتري‪ ،‬وقبض الثمن من قبله‪ ،‬وال يستوجب أن يفرغ البيع في صك مكتوب‪ ،‬مادام أن قانون‬
‫االلتزامات والعقود لم يستوجب الكتاب إال إذا كانت قيمة المعاملة تتجاوز ‪ 10‬أالف درهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إنجاز البيع بالمزاد العلني لمنقول القاصر وإجراءاته‪.‬‬

‫جاء الفصل‪ 202 ‬من قانون المسطرة المدنية للتنصيص على ما يلي‪ ”:‬إذا لم تقع المراضاة أو كانت قيمة‬
‫المنقوالت تتجاوز ألفي درهم أجري البيع بالمزاد العلني بواسطة كتابة الضبط‪.‬‬

‫يقع هذا المزاد في أقرب سوق عمومي أو في أي مكان آخر يتوقع فيه الحصول على أحسن نتيجة‪.‬‬
‫ويحاط العموم علما بتاريخ ومكان المزاد بكل وسائل اإلشعار المناسبة ألهمية المبيع‪.‬‬

‫يباشر البيع بواسطة عون من كتابة ضبط القاضي المكلف بشؤون القاصرين تحت إشراف هذا األخير‪،‬‬
‫ويرسو المزاد على من قدم أعلى عرض في التاريخ والمكان المعينين‪.‬‬

‫يجرى المزاد بعد انتهاء أجل ثمانية أيام من يوم إشهار إعالن البيع إال إذا كان المنقول عرضة للتلف أو‬
‫لتقلب األسعار حيث يمكن للقاضي في هذه الحالة تقصير األجل من يوم إلى آخر ومن ساعة إلى أخرى‪.‬‬

‫يحدد الثمن األساسي للبيع خبير يعينه القاضي لهذه الغاية‪ .‬يسدد المشتري الثمن والصوائر حاال وال تسلم‬
‫له المنقوالت إال بعد أداء ثمنها نقدا‪ .‬ينذر عند تأخره عن األداء بتأديته دون أجل‪ .‬إن لم يستجب لإلنذار‬
‫الموجه إليه أعيد البيع على نفقته ومسؤوليته‪.‬‬

‫يتحمل المشتري المتخلف الفرق بين الثمن الذي رسا به المزاد عليه والثمن الذي وقفت به المزايدة‬
‫الجديدة إذا كان هذا الثمن أقل من الثمن األول أما إذا كان أكثر فال حق له في الفرق بينهما‪”.‬‬

‫إن مقتضيات الفصل المومأ إليها أعاله تعتبر اإلطار العام الذي يتم من خالله بيع منقول القاصر في‬
‫المزاد العلني من طرف كاتب الضبط‪ ،‬ويستشف من خالل مضامين هذا الفصل أنه يجب توفر شرطين‬
‫لكي يتم البيع بالمزاد العلني‪ ،‬ويتمثل هذه الشرطين في ما يلي‪:‬‬

‫الشرط األول‪ : ‬أن تتجاوز قيمة المنقول ألفي (‪ )2000‬درهم‪ ،‬خالفا للحالة األولى التي يكون‬ ‫‪‬‬
‫فيها المبلغ أقل من ألفي (‪ )2000‬درهم‪ ،‬حيث يتم البيع في هذه الحالة بالمرضاة كما سبق تبيانه‬
‫في الفقرة األولى من هذا المطلب‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ : ‬عدم وقوع المرضاة في البيع‪ ،‬أي أن البيع بالمرضاة غير ممكن النعدام رضا‬ ‫‪‬‬
‫بين البائع الذي هو كاتب الضبط والمشتري‪.‬‬

‫وقد حدد الفصل المذكور القائم على البيع وهو كاتب الضبط الذي يشتغل في كتابة ضبط المحكمة التي‬
‫يوجد في دائرة نفوذها القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬والذي منح اإلذن بالبيع‪.‬‬

‫كما حدد كذلك األماكن التي يمكن أن يتم فيها البيع بالمزاد العلني المتمثلة في أقرب سوق عمومي‪ ،‬أو في‬
‫أي مكان آخر يمكن في الحصول على ثمن يليق بالمنقول المبيع‪ ،‬ويستعمل في خضم إنجاز هذا البيع‬
‫مجموعة من وسائل اإلشهار‪ ،‬كمثال إلصاق إعالنات‪ ،‬أو اعتماد البراح في األسواق…‪ ،‬ويراعى في‬
‫ذلك قيمة المبيع وأهميته‪ ،‬حيث بمجرد فتح المزاد العلني في التاريخ والمكان المحدد له من طرف كاتب‬
‫الضبط فيستمع لعروض العامة‪ ،‬ويرسو المزاد على من قدم أعلى عرض فيه‪.‬‬

‫وقد حدد المشرع المغربي األجل الذي يتم فيه البيع بالمزاد العلني‪ ،‬حيث ال يتم إال بعد أجل ثمانية أيام‬
‫من يوم إشهار إعالن البيع‪ ،‬مع االستثناء من هذا األجل المنقول الذي يخاف عليه من التلف قبل إنجاز‬
‫المزاد أو تغير األسعار‪ ،‬حيث يحدد تاريخ أقرب إلجراء المزاد‪ ،‬أما بخصوص ثمن المزاد فيحدد‬
‫بواسطة خبير يعينه قاضي شؤون القاصرين لهذا الغرض‪ ،‬وبمجرد رسو المزاد يكون من رسا في حقه‬
‫ملزما بدفع الثمن نقدا وفي الحال‪ ،‬باإلضافة إلى الصوائر األخرى‪ ،‬وفي حالة تقاعس من رسا عليه‬
‫المزاد عن تسليم ما عليه‪ ،‬فيتم إنذار بضرورة تسليم النقود مع حرمانه من األجل الذي سبق وأن حدد له‬
‫للدفع‪ ،‬أما إذا لم يستجيب لإلنذار يعاد البيع في مزاد علني أخر على نفقة ومسؤولية المتقاعس‪.‬‬

‫أما إذا ادعى الغير أن المنقوالت المراد بيعها في المزاد ملك له‪ ،‬يؤجل البيع إلى أن يبت القاضي المكلف‬
‫بشؤون القاصرين في األمر في أقرب وقت‪ ،‬فإذا كان إدعاء الغير صحيحا ومرفوقا بحجج كافية طلب‬
‫القاضي إخراج تلك األشياء من المزايدة‪ .‬ويستثنى من ذلك المنقوالت التي يشيع الفساد فيها بسرعة حيث‬
‫تستمر إجراءات بيعها وال يسلم ثمنها إلى أن يبت في ملكيتها من طرف قاضي الموضوع‪.‬‬

‫فإذا وافق القاضي المكلف بشؤون القاصرين على تأجيل البيع قدم طلب بإخراج األشياء إلى محكمة مكان‬
‫التنفيذ خالل أجل ثمانية أيام من تاريخ األمر؛ وإال فتواصل اإلجراءات‪ ،‬وال تتابع عند االقتضاء إال بعد‬
‫الحكم في هذا الطلب‪.‬‬

‫وال يطعن في وثيقة البيع بالمزاد العلني إال بالزور‪ ،‬حسب مقتضيات الفصل ‪ 204‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫أما إذا تعلق األمر ببيع أصل تجاري‪ ،‬فقد نص المشرع في الفصل ‪ 205‬من قانون المسطرة المدنية على‬
‫ما يلي‪ ”:‬ينصب البيع إذا تعلق األمر بأصل تجاري على جميع عناصره بعد قيام الوصي أو المقدم‬
‫بإجراءات التبليغ للبائعين السابقين وفق مقتضيات الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪ 13‬من صفر ‪31( 1333‬‬
‫ديسمبر ‪.)1914‬‬

‫يعين القاضي المكلف بشؤون القاصرين الذي يوجد بدائرته المركز الرئيسي لألصل التجاري بطلب من‬
‫الوصي أو المقدم خبيرا لتحديد الثمن األساسي‪.‬‬

‫ال يمكن أن يرسو المزاد على من قدم العرض األعلى إذا كان الثمن يقل عن ثمن التقويم الذي حدده‬
‫الخبير لمجموع العناصر المادية المكونة لألصل التجاري‪ .‬تباع في هذه الحالة بالتقسيط مختلف العناصر‬
‫التي تكون‪ ‬األصل التجاري”‬

‫في حين نص الفصل ‪ 206‬من قانون المسطرة المدنية‪ ‬على طريقة بيع القيم المنقولة والسندات‪ ،‬ومن‬
‫له‪ ‬الحق‪ ‬في بيعها‪ ،‬حيث أعطى المشرع حق اإلذن في بيعها لقاضي شؤون القاصرين كذلك‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫انطالقا من كل ما تقدم ذكره‪ ،‬نخلص إلى العديد من الخالصات لعل أهمها ‪:‬‬

‫أوقف المشرع تمام بيع أموال القاصر المنقولة الذي يجريها الوصي أو المقدم كممارسين للنيابة‬ ‫‪‬‬
‫الشرعية على القاصر‪ ،‬على إذن يمنح لهما من طرف القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪،‬‬
‫بخالف أنه لم يخضع المشرع الولي الشرعي سواء كان أبا أو أما لنفس المقتضى‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫لهذين اآلخرين أن يقوما ببيع أموال ابنهما القاصر دون أية رقابة قضائية كقاعدة عامة‪.‬‬

‫إن طبيعة اإلذن الذي يتخذه القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬والذي بموجبه يأذن للنائب‬ ‫‪‬‬
‫الشرعي ببيع أموال القاصر المنقولة‪ ،‬ال يعدو أن يكون متخذا بصفته الوالئية‪ ،‬والسند في ذلك أن‬
‫األوامر الوالئية يتم اتخاذها ألجل ضمان حق أو لحفظه أو ضمان مطابقة تصرف معين‬
‫للقانون‪ ،‬واإلذن الممنوح هذا ال يعدو أن يكون إلى ضمانة لحماية أموال القاصر من تالعب‬
‫وتبذير النائب الشرعي‪ ،‬وكذلك درءا ألي تواطأ أو اختالس‪.‬‬

‫يقع بيع أموال القاصر المنقولة بطريقة المرضاة‪ ،‬وذلك بتوفر شرطين هما أن تقل قيمة المنقول‬ ‫‪‬‬
‫المراد بيعه عن مبلغ ألفي (‪ )2000‬درهم‪ ،‬وأن تكون هناك مصلحة ظاهرة للقاصر إذا تم البيع‬
‫بهذه الطريقة‪ ،‬كما يتم بيع هذه المنقوالت بطريقة المزاد العلني إذا توفر شرطين هما أن تتجاوز‬
‫قيمة المنقول ألفي (‪ )2000‬درهم‪ ،‬وكذا عدم وقوع المرضاة في البيع‪ ،‬أي أن البيع بالمرضاة‬
‫غير ممكن النعدام رضا بين البائع الذي هو كاتب الضبط والمشتري‪.‬‬

You might also like