Professional Documents
Culture Documents
الفصل الرابع
الفصل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحتل حرية التجارة وانعدام الحواجز الكمركية المرتبة الثانية من بين المعوقات
التي تقف بوجه الصناعات الدوائية العراقية وبنسبة . %82.35اذ ادى انعدام
الحواجز الكمركية ،وحرية التجارة الى استيراد االدوية على نطاق واسع ،اذ تتسم
هذه المواد المستوردة بالجودة وانخفاض اسعارها ،موازنة بالصناعات الوطنية مما
ادى الى عزوف المستهلك (المريض) عن شراء السلعة الوطنية (الدواء) واقتناء
البضاعة المستوردة (.)1
وللتقليل من تفاقم هذه المعضلة نهيب بالجهات المعنية بوضع الرسوم الضريبية
والحواجز الكمركية ،امام الدواء المستورد ،بما يتناسب مع حاجة البلد وذلك عن
طريق اعطاء الفرصة للمنتجات الدوائية الوطنية ،ان تأخذ فرصتها في االسواق ،اذا
كانت ال تقل في جودتها عن المنتوج االجنبي ،والقيام باستيراد المنتجات التي تعاني
من نقص في االسواق لسد الحاجة لتحقيق الموازنة المطلوبة وفي سياق التخطيط
االقتصادي بما يخدم البلد.
ثالثا :شحة مصادر الطاقة
جاءت مشكلة شحة مصادر الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية بالمرتبة الثالثة ،
اذ حصلت على نسبة %76.47من مجموع مشاكل الصناعات الدوائية ،اذ ظهرت
مشكلة شحة الطاقة الكهربائية على مسرح الصناعة العراقية منذ عقد التسعينات
ووصلت الى القمة بعد تاريخ 9/4/2003وما زالت تتفاقم في حدتها .وأمام هذه
المشكلة اتجهت معامل االدوية الى تعويض النقص الحاصل في الطاقة بشراء
مولدات خاصة لكل معمل تعمل بوقود زيت الغاز(الكاز) ،مما ادى ذلك الى استنفاذ
اموال كثيرة في شراء الوقود وازداد بذلك تكاليف العملية االنتاجية ومن ثم ارتفاع
اسعار المنتجات الدوائية (.)2
لكن هناك قرارات حكومية اتخذت للتقليل من تفاقم هذه المعضلة عن طريق
توفير الوقود بأسعار حكومية زهيدة ألصحاب المعامل تكفي لتشغيل هذه المولدات
بما يتناسب مع تكاليف العملية االنتاجية في المؤسسات الدوائية لكن هذه العملية حاليا
محدودة ونأمل في المستقبل القريب ان تأخذ بالتوسع للتخفيف عن كاهل هذه المعامل
وإ عطاء الفرصة للصناعات الوطنية بإثبات نفسها .
رابعاً :المعوقات االدارية الخاصة بتسجيل االدوية
يراد بتسجيل االدوية الزام الصناعي بالحصول على موافقة وزارة الصحة على
تصنيع المستحضر المطلوب انتاجه ،ولمدة خمسة سنوات ،بعدها تجدد هذه العملية
،والمشكلة التي يواجهها اصحاب صناعة الدواء هي مشكلة الروتين االداري في
سرعة تسجيل االدوية ،اذ يستغرق تسجيل الدواء لدى وزارة الصحة عدة اشهر
بانتظار الموافقة على تصنيعه ،حيث تدل معطيات الجدول ()43على ان هذه المشكلة
تحتل المرتبة الرابعة وبنسبة %70.58من مجموع عدد المؤسسات المؤيدة
لمشكالت الصناعات الدوائية (.)1
لذلك ارتأينا الى التقليل من حدة هذه المعضلة بإتباع االتي :
.1لضمان موافقة وزارة الصحة على تسجيل االدوية وإ عطاء الموافقة على
تصنيعها ،يجب االلتزام بشروط منظمة الصحة العالمية ونظام دستور االدوية
العالمي الخاص بتصنيع االدوية ،في كونها صناعة علمية وخطرة تؤثر على
حياة االنسان وان أي اهمال ال نستطيع تفاقمه بسهولة الن الدواء هو عبارة عن
مواد سمية ،لكن بنسب قليلة وان أي اخفاق في تحضيرها تؤدي الى تفاقم
المشكلة وليس حلها .
.2التقيد بنظام Gmpوالخاص بتصنيع الدواء الجيد ألنة مؤشر من مؤشرات
الصناعة الدوائية الحديثة وذات المردود العالي على الصناعة .
.3االلتزام بشروط وزارة الصحة بما يخص العملية االنتاجية وظروف التصنيع
ومتطلبات الصناعة عن طريق تولي اقسام السيطرة النوعية في المصانع
والشركات الدوائية في فحص ومراقبة عمليات االنتاج ،وكذلك المنتج النهائي
للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات الدستورية باعتمادها سلسلة من الفحوصات
المختبرية والكيمياوية والفيزياوية والبايلوجية من قبل مختبرات دائرة الرقابة
الدوائية التابعة لوزارة الصحة باعتبارها الجهة المسؤولة عن تداول االدوية لما
)2( 1الدراسة الميدانية= ،اجراء المقابالت الشخصية للصيادلة في وزارة الصحة ونقابة الصيادلة
مشكالت الصناعات الدوائية في العراق وخططها التنموية والمستقبلية 152 الفصل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع العمالة الكلي في المصنع ( )969شخصا ،في هذه الحالة يستوجب تواجد ما
بين 30-20من ذوي االختصاصات الطبية حينما يكون عدد العاملين الكلي للمصنع
()1
.وتكاد تكون جميع المؤسسات الدوائية تعاني من فقدان يقترب من 1000عامل
الكادر الفني واأليدي العاملة على حد سواء مما قاد الى التفكير مليا لتفادي هذه
المعضلة من خالل العمل على توفير مالك وخبرات علمية متخصصين بعلوم
الصيدلة والطب وعلوم الكيمياء والبايلوجيا والعلوم االخرى ذات العالقة والمساس
بها من خالل التنسيق مع المراكز العلمية والبحثية المتمثلة بالجامعات والمعاهد
بإجراء تطبيقات ميدانية وعملية لطلبة االختصاصات المذكورة في تلك المعامل
وجذبهم نحو العمل بها بعد التخرج بتوفير لهم المغريات المادية والمعنوية
الستقطابهم نحو تلك المؤسسات لسد النقص الحاصل في المالك الفني هذا على
المستوى الفني اما على المستوى االداري فالعمل على توفير خبرات ادارية وتسويقية
حديثة لدى العاملين من خالل اجراء تدريب وتطوير الكوادر معرفيا من خالل
اشراك العاملين في دورات تأهيلية وتدريبية داخلية وخارجية وبمختلف التخصصات
العاملة في الصناعة ،فضال عن ارسال بعض المالكات الى خارج القطر للتدريب
على المكائن واآلالت الحديثة والخطوط الجديدة لتمكين المختصين من فهم عمليات
االنتاج ومواصفات المواد المستعملة مع القدرة على تطويرها وتحسينها لتجاري
التطور العالمي والتكنولوجي
)1( 1الشركة العامة لصناعة االدوية والمستلزمات الطبية في نينوى ،المقابالت الشخصية لإلداريين في المعمل
،نيسان 2005 ،
مشكالت الصناعات الدوائية في العراق وخططها التنموية والمستقبلية 155 الفصل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأخر الناجم عن عمليات الشحن والتفريغ في الموانئ او قلة ما متوفر من هذه المواد
في االسواق او عدم وجود البدائل لها ،باإلضافة الى اعتماد الصناعة على استيراد
هذه المواد مما استوجب توفير لها عملية نقل تتمتع بخصوصية تامة في كونها مواد
كيمياوية شديدة الحساسية وان أي اهمال في طريقة حفظها ونقلها قد يعرضها للتلف
مما لها االثر السيئ على المنتوج الدوائي .كل هذه االمور مجتمعة اثرت بدورها
على الصناعة الدوائية ومنها مصنع بغداد إلنتاج الغازات الطبية التابع لمعمل
سامراء حاليا توقف عن انتاج غاز التخدير العتماد هذا المصنع على مادة نترات
االمونيا المستوردة ،وبسبب ارتفاع اسعارها والذي يصل الى 720000دوالر
سنويا مما يجعل من العملية االنتاجية غير اقتصادية وبالتوجه للبحث عن البدائل عن
طريق شراء اسطوانات غاز التخدير والتي تبلغ قيمتها 180000دينار تكفي
إلجراء خمس عمليات جراحية فقط وهي عملية ايضا غير اقتصادية لكنها اقل تكلفة
من اعتمادها على المواد االولية المستوردة في حين كانت سابقا تعتمد على امبوالت
2000-1000دينار عراقي تكفي التخدير المحلية الصنع قيمة الواحدة منها
إلجراء عملية جراحية كان انتاجها يعتمد على المواد االولية المحلية التي تأتي من
منشاة القعقاع في المسيب (.)1
فضال عن ان مؤسسات القطاع الخاص الدوائية تعاني من شروط ضريبية
تفرض على المواد االولية المستوردة مما ال يتناسب مع حال السوق المحلية
والظروف الراهنة وانخفاض كمية االنتاج .كل هذه االمور جعلت من الواجب
التفكير مليا لتوفير مواد اولية بكلف تناسب المستثمرين الستمرار العملية االنتاجية
مما تعمل على دفع عجلة الصناعة الدوائية وعدم تلكؤها واالعتماد على استيراد
االدوية بدل تصنيفها محليا ،من خالل خلق روابط صناعية بين المؤسسات
الصناعية الكيمياوية والمؤسسات الدوائية بتوفير لها المواد االولية الداخلة في
صناعة االدوية كون العراق يتمتع بصناعات كيمياوية متطورة إال انها تتطلب دعم
متواصل من لدى المسؤولين من خالل تشجيع هذه المشاريع وتوفير لها كل السبل
التي تجعل من المؤسسات الصناعية الدوائية العراقية تعتمد على موادها االولية محليا
وعدم التوجه الى استيرادها من الخارج بأسعار ال تناسب اقتصاديات الصناعة .
ثامنا :صعوبة التخلص من الفضالت
تعاني بعض المؤسسات الصناعية الدوائية من صعوبة التخلص من الفضالت
التي تنتج عن العملية االنتاجية ،اذ بلغت نسبتها %23.5من اجمالي عدد المعامل
المدروسة ،اذ تكون اغلب هذه الفضالت مواد سائلة مما زادت هذه المشكلة من
تكاليف العملية االنتاجية لبعض المعامل لعدم وجود صرف صحي مثل مصنع ادوية
الفرات الكائن في قضاء ابي غريب الذي تكلفة عملية نقل هذه المواد مليون دينار
شهريا اذ تنقل بواسطة سيارات كبيرة (تانكرات) الى اماكن تصريفها .والحلول
المقترحة لتفادي هذه المعضلة هو توفير اماكن تصريف للفضالت او من خالل خلق
مناطق صناعية متوفر فيها كل الخدمات التي تلبي حاجات العملية االنتاجية
تاسعاً :صعوبة الحصول على رأس المال
واجهت هذه المشكلة بعض المؤسسات الصناعية والسيما القطاع الخاص وبنسبة
، %23.5وذلك الن الصناعات الدوائية من الصناعات الكثيفة رأس المال ويتطلب
انشاؤها استثمارات رؤوس اموال كبيرة ،وهكذا نجد قلة مساهمة رأس المال الخاص
واقتصاره على انشاء معامل صغيرة ذات نطاق محدود في النشاط االنتاجي ومستوى
التطوير فيه ضعيف بسبب محدودية التجديد لذا اصبحت صناعة الدواء وتطورها
يعتمد على مساهمة الدولة واستثماراتها عبر خططها التنموية بصورة رئيسة من
خالل اشراك القطاع الخاص وتقديم الدعم المادي والمعنوي له من خالل قيامها
بتصنيع المنتجات األكثر رواجاً وتفرغها لتصنيع مستحضرات اكثر تعقيدا مما يعمل
على خلق روابط صناعية اقتصادية تعود بالفائدة على الصناعة المحلية
عاشرا :شحة المواد االحتياطية وقطع الغيار
بلغت نسبة هذه المشكلة ، %23.5كما موضح في الجدول ( ) 43مما اثر ذلك في
سير العملية االنتاجية ولمختلف القطاعات بسبب ارتفاع اسعارها ومحدودية االنتاج
المحلي والسيما ان معظم المكائن والمعدات المستخدمة في الصناعة الدوائية هي من
مشكالت الصناعات الدوائية في العراق وخططها التنموية والمستقبلية 157 الفصل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناشئ اجنبية وهذا يعني ان قطع الغيار العائدة لها جميعها اجنبية وان االنتاج المحلي
لها محدود وال يعطي حاجة المشاريع بالكمية والنوعية المناسبة وبالتوقيت المطلوب
،لذا ان السعي لتوفير هذه المواد بات امرا ملحا الستمرار العملية االنتاجية وعدم
تعرضها الى االنقطاع المفاجئ عن طريق توفير البدائل بما هو متاح محليا او السعي
لتصليح وتصنيع هذه االالت من خالل زج المالكات الفنية العاملة في هذا المضمار
والمتخصصة= في دورات تاهيلية وتدريبية داخل وخارج القطر للتعرف على تصنيع
هذه اآلالت وكيفية صيانتها وإ صالحها لمواكبة عملية التطور التي يشهدها العالم أال
وهو(التكنلوجيا) وبمختلف التخصصات العاملة في الصناعة فضال عن تدريب
المالكات المختصة على الخطوط االنتاجية وآالتها ومكائنها قبل نصبها انسجاما مع
المنطق العلمي القائل ان (اكتساب التكنولوجيا) ال يعني نقلها واستيرادها فقط بل
يعني توطينها والتوطين يعني استيعاب أي تمكن المختصين المحلين او الوطنين من
فهم عمليات االنتاج ومواصفات المواد المستعملة مع القدرة على تطويرها وتحسينها
لتجاري التطور المشهود لهذه التكنولوجيا .
3500000
3000000
2500000
الف دينار
2000000
1500000
1000000
500000
0
1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003
السنوات
هذا وقد بان تأثير تلك التطورات واإلضافات من خالل المبالغ المصروفة
في شراء االالت والمعدات والتي بلغ أدنى مبلغ مصروف هو ()10944
الف دينار في سنة 1994اما اقصى مبلغ فهو ( )1649308الف دينار في
سنة 2001والموضح في الجدول( )45والشكل (، )9لم تقف الشركة
العامة في سامراء عند هذا الحد بل قامت بزيادة انتاجها مع القطاع الخاص
إلعطائه فرصة االستثمار لتصنيع المستحضرات الخاصة بالشركة ،منها
اعطاء شركة المنصور امتيازا لتصنيع ( )30مستحضرا بقيمة ()100000
دينار للتحليل ،وقيامها بزيادة نتاجها من المستحضرات الدوائية لتصل الى
( )710منتج دوائي وزيادة اهتمامها إلنتاج ادوية االمراض المزمنة ،مثل
انتاج مستحضر االنسولين لمعالجة امراض السكر(. )2
)?( 2الشركة العامة لصناعة االدوية في سامراء قسم الكلفة والتخطيط 2005،
مشكالت الصناعات الدوائية في العراق وخططها التنموية والمستقبلية 161 الفصل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الف دينار
0000081
0000061
0000041
0000021
0000001
000008
000006
000004
000002
0
4991 5991 6991 7991 8991 9991 0002 1002
السنوات
64000000 1997
92411033 1998
384612969 1999
504762911 2000
2196373000 2001
3063023000 2002
3543302448 2003
6480676000 2004
المصدر /الشركة العامة لصناعة االدوية في نينوى ،االدارة ،جداول الحاسبة 2005
0000000007
0000000006
0000000005 النفقات
0000000004
الف دينار
0000000003
0000000002
0000000001
0
7991 8991 9991 0002 1002 2002 3002 4002
السنوات