You are on page 1of 15

‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬

‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫بالسلك الثانوي‪ :‬المدرسة المغربية‬


‫إقراء النص السردي في مادة اللغة العربية ِّ‬
‫نموذجا‬
‫‪Teaching the narrative text in Arabic language in‬‬
‫‪the secondary school: Moroccan school as a mode‬‬
‫د‪ .‬حسن الطويل‬
‫البريد االلكتروني‪Attaouil_hass@hotmail.fr :‬‬
‫أكاديمية الشرق لمهن التربية والتكوين‪ ،‬المغرب‪.‬‬

‫ثاريخ النشر ‪2021/00/11‬‬ ‫ثاريـخ القبول ‪2021/00/00‬‬ ‫ثاريخ إلارسال ‪2021/00/00‬‬

‫المخلص‪:‬‬

‫يروم ىذا ادلقال طرح أفكار إجرائية تساعد على تدريس النصوص السردية الطويلة من جهة‪،‬‬
‫وعلى تنمية الفضول القرائي يف نفوس ادلتعلمُت من جهة ثانية‪ .‬وهبدف ربقيق ىاتُت الغايتُت‪،‬‬
‫يقارب ادلقال ادلعرفة النقدية ادلقتبسة من حقول الدراسات السردية يف وضعيات تدريسية‪ ،‬ويوضح‬
‫طرق اإلفادة منها دبا يسمح بتعميق الوعي ادلنهجي والذوقي بالنصوص ادلدروسة‪ .‬ومن أجل‬
‫إعطاء بعد تطبيقي منسجم لؤلفكار ادلطروحة‪ ،‬انطلق ادلقال من ادلعطيات النصية اخلاصة برواية‬
‫"اللص والكالب" لنجيب زلفوظ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬رواية‪ ،‬سرد‪ ،‬تدريس‪ ،‬ربفيز‪.‬‬

‫]‪[56‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪This article aims at offering some procedural ideas that will,on the one‬‬
‫’‪hand, help teach long narrative texts and on the other hand learners‬‬
‫‪develop reading curiosity. In so doing, this paper approaches the critical‬‬
‫‪knowledge borrowed from the fields of narratology mobilized in different‬‬
‫‪teaching situations, and suggests ways to benefit from it within the school‬‬
‫‪context. This will eventually contribute in the reinforcement of the‬‬
‫‪methodological and attentional awareness of the texts under study. That said‬‬
‫‪and In order to offer an applied dimension to the presented ideas, the article‬‬
‫‪starts from the textual analysis of Naguib Mahfouz's novel “The Thief and‬‬
‫‪the Dogs”.‬‬

‫‪Keywords: Novel, narration, teaching, motivation .‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫نسعى يف ىذا البحث إىل إضاءة صبلة من القضايا ادلرتبطة بإقراء النص السردي يف مادة اللغة‬
‫العربية بالسلك الثانوي التأىيلي‪ .‬وألن السياق ادلدرسي يفرض علينا مراعاة ادلعطيات ادلعرفية يف‬
‫حدودىا العلمية‪ ،‬بادلوازاة مع التفكَت يف وسائل اإلقراء وطرق التعلم وواقع ادلتعلمُت وظروف‬
‫التعلم؛ فإننا سنالمس ادلوضوع من اجلانب الديداكتيكي‪ .‬والديداكتيك كما نعلم صبيعا‪ ،‬يالمس‬
‫ادلعرفة العلمية‪ ،‬ويسعى إىل تقدؽلها‪ ،‬أو نقلها‪ ،‬إىل متفاعل سلصوص ىو ادلتعلم‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬
‫ينقلنا الديداكتيك من القراءة إىل اإلقراء‪.‬‬

‫وإذا كانت مناىج الدراسة النقدية للنصوص السردية‪ ،‬الروائية منها على وجو اخلصوص‪ ،‬كثَتة‬
‫ومنتشرة ومتاحة‪ ،‬فإن السياق ادلدرسي يوجهنا إىل التعامل معها بنوع من االنتقاء اإلغلايب؛ أي إننا‬

‫]‪[57‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫سنختار ادلناسب منها والقادر على إفادة ادلتعلم من غَت تعقيد أو إخالل بالنص‪ ،‬كما ؽلكننا‬
‫التصرف يف ىذه االختيارات دبا يالئم أىدافنا الًتبوية‪.‬‬

‫وحسب قراءتنا دلا جاء يف ادلذكرات الرمسية عن تدريس ادلؤلفات‪ ،‬واعتبارا للغايات اليت نتوخاىا‬
‫ادلكون‪ ،‬فإن اذلدف الًتبوي الثابت الذي يوجو عملنا خبصوص إقراء النص‬
‫من تدريس ىذا ِّ‬
‫السردي ‪ -‬ولتكن الرواية مثاال ذلذا النص ‪ -‬ىو إكساب ادلتعلم كفاية تتمثل يف اقداره على‬
‫صياغة افًتاضات قبلية‪ ،‬يتوقع من خالذلا نوع اخلطاب وموضوعو بناء على مشَتات نصية‬
‫خارجية‪ ،‬وعلى قراءة ادلؤلف الروائي قراءة خطية ذبمع بُت الفهم والتذوق‪ ،‬وعلى تناول مستويات‬
‫بناء الرواية وعناصر تشكلها بالتحليل والتفسَت‪ ،‬وعلى تركيب النتائج‪ ،‬وتقدير قيمة ادلؤلف‪ ،‬وإبداء‬
‫الرأي الشخصي خبصوصو‪.‬‬

‫ربكم ىذه الكفاية العامة الرغبةُ يف تعميق وعي ادلتعلم بالنص الروائي تعميقا منهجيا مضبوطا‪.‬‬
‫وقد عمل عدد من الدارسُت الًتبويُت على تفصيل ىذه الكفاية العامة ووضعها ضمن أطر‬
‫منهجية متسلسلة‪ .‬ونستحضر يف ىذا الباب العمل الذي قام بو الباحثان "مشيث" و"فياال" يف‬
‫كتابيهما "كيفية القراءة"‪ 1‬و "اإلقراء"‪2‬؛ فقد اقًتحا النفاذ إىل الكفاية السابقة من خالل‬
‫منظورات قرائية ذبسد تصوراهتما النقدية وفهمهما للنص والقراءة والواقع وصبالية اخلطاب‪ ،‬وىذه‬
‫ادلنظورات عددىا ستة‪:‬‬

‫‪ -1‬تتبع احلدث‬

‫‪ -2‬تقومي القوى الفاعلة‬


‫]‪[58‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫‪-3‬الكشف عن البعد النفسي‬

‫‪-4‬الكشف عن البعد االجتماعي _ التارؼلي‬

‫‪ -5‬استخراج البنية‬

‫‪-6‬تعرف األسلوب‪.‬‬

‫ويقًتح الباحثان "إجراء متمما ذلذه ادلنظورات‪ ...‬إنو إجراء (مقابلة القراءات)‪ ،‬وأعلية ىذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬تكمن يف كونو يشكل تركيبا هنائيا للمنظورات الستة‪ ،‬صلمع فيو معطيات كل منظور على‬
‫حدة‪ ،‬من أجل مقارنتها وفحصها‪ ،‬هبدف الوص ول إىل إصدار حكم نقدي شامل بصدد النص‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫من ىنا يكتسب ىذا اإلجراء أعليتو التطبيقية ‪."...‬‬

‫وقد عملت التوجيهات الرمسية على تبٍت ىذه ادلنظورات ادلقًتحة‪ ،‬وإن مل تقدمها بصورهتا‬
‫األصلية‪ .‬فقد أدرجتها ضمن ما يسمى القراءة التحليلية‪ ،‬واقًتحت البدء بالقراءة التوجيهية‪ ،‬فمن‬
‫خالذلا ندرس العتبات ونصوغ فرضيات القراءة ونتتبع ادلنت احلكائي‪ ،‬أما ادلرحلة األخَتة فهي‬
‫‪4‬‬
‫القراءة الًتكيبية‪ ،‬وفيها نقدِّر قيمة ادلؤلف ونصدر حكمنا النقدي خبصوصو‪.‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فإن التوجيهات الرمسية تصرفت يف ادلنظورات الستة وأخضغتها دلنهجية إقرائية‬
‫ادلالحظات ادلسجلة عليها خبصوص االختزال واخللط‬ ‫م تدرجة‪ .‬وال يسع ادلقام للخوض يف‬
‫والفوضى ادلصطلحية ‪ ...‬وؽلكن للقارئ الكرمي العودة إىل مقالة زلمد بوعزة‪ " :‬ابستمولوجيا‬
‫القراءة‪ ،‬قراءة يف ادلنظورات الستة"؛ لالطالع على عدد من ادلالحظات ادلهمة يف ىذا الباب‪.‬‬

‫]‪[59‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫وألن التوجيهات الرمسية نصت على أن مقًتحاهتا لتدريس ادلؤلفات ال تلغي اجتهادات‬
‫ادلدرسُت ومقًتحاهتم‪ ،5‬فيمكن ىنا أن نقدم خطة لتدريس النص السردي الروائي‪ ،‬مع الًتكيز‬
‫على اإلشارة إىل نظريات التحليل (اجلانب ادلعريف) ووسائل التدريس (اجلانب الديداكتيكي)‬
‫ادلالئمة لك ل مرحلة على حدة‪ .‬وسيكون التمثيل دلا نقولو دبعطيات نصية تنتمي لرواية "اللص‬
‫والكالب" لنجيب زلفوظ‪.‬‬

‫‪ -1‬قراءة العتبات وصياغة فرضيات القراءة‪:‬‬

‫ندرس عتبات الرواية تركيبيا ودالليا وتداوليا‪ ،‬مث نعمل على صياغة فرضية تشتمل على جانبُت‪:‬‬
‫نوع اخلطاب وموضوعو‪ .‬وحُت نتحدث عن نوع اخلطاب يف الرواية ال نكتفي باإلشارة إىل الرواية‬
‫بوصفها جنسا عاما‪ ،‬بل ضلدد نوع الرواية ( اجتماعية‪ ،‬فلسفية‪ ،‬واقعية ‪.)...‬‬

‫ويف رواية "اللص والكالب" يقودنا العنوان وصورة الغالف‪ 6‬إىل االقًتاب من عوامل اجلرؽلة‬
‫واخليانة واالنتقام ‪ .‬وقد تساعدنا عتبة "صاحب ادلؤلف" على افًتاض النزوع الواقعي للرواية‪،‬‬
‫السيما إذا ناقشنا مراحل التأليف الروائي عند صليب زلفوظ وموقفو من الواقع السياسي اجلديد‬
‫بعد ثورة الضباط األحرار (‪ ،)1952‬ودواعي تأليفو رواية "اللص والكالب"‪.‬‬

‫ادلدرس بإمكانو االعتماد‪ ،‬إىل جانب ما ذكرنا‪ ،‬على ما تقًتحو نظريات التلقي‬
‫ويذكر ىنا‪ ،‬أن ِّ‬
‫من إجراءات ربليلية‪ ،‬مثل بناء أفق التوقع‪ ،‬واحلرص على خلق ادلسافة اجلمالية بُت ادلتعلم والنص‪،‬‬
‫من أجل التحفيز على القراءة والدخول إليها بأسئلة طموحة قادرة على خلق الفضول ادلعريف‬
‫واجلمايل عند ادلتعلم‪ .‬وال نغفل يف ىذا الصدد‪ ،‬اإلشارة إىل أن مرحلة القراءة التوجيهية‪ ،‬البد ذلا‬
‫من خلق الدىشة عند ادلتعلم؛ فذلك ما سيدفعو إىل قراءة الرواية واالستمتاع هبا‪ .‬وقد نبو إىل‬

‫]‪[60‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫ىذه الفكرة ميشيل ديكوت ‪ M . Descotes‬حُت قال إن القراءة االستكشافية (العتباتية)‬


‫للنص تتخذ بعدا عاطفيا؛ تكون لو القدرة إما على التشجيع على القراءة ( االىتمام والفضول )‪،‬‬
‫وإما على التنفَت منها (الرفض واالستثقال)‪ . 7‬ودبا أن عمل ادلدرس يتمثل يف ربفيز ادلتعلم؛ فإن‬
‫الزوايا اليت ؼلتارىا لتكون مداخل لقراءة مشَتات النص اخلارجية تكون حامسة يف مسألة التشجيع‬
‫على القراءة وخلق الرغبة ادللحة يف اكتشاف األعمال األدبية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تتبع الحدث‪:8‬‬

‫يف ىذه ادلرحلة طلطط لقراءة الرواية‪ ،‬وضلفز ادلتعلمُت على فعل ذلك بالطرق ادلمكنة‪ .‬وتساعد‬
‫أسئلة مثل‪ :‬من فعل؟ ماذا؟ دلن؟ كيف؟ دلاذا؟ أين؟ مىت؟ ‪ ...‬على حصر أحداث الرواية وضبط‬
‫سياقاهتا‪ .‬ومن الالزم أن نفرق بُت تتبع احلدث وربليلو؛ ففي مرحلة التتبع ال طلضع احلدث‬
‫للتحليل والتساؤل عن ربوالتو وحبكتو وانتظامو البنائي‪ ،‬بل نكتفي بتحديده وتعرفو‪ .‬وبإمكان‬
‫مصطلح "ادلقاطع السردية "‪ 9‬أن يساعدنا على حصر أحداث الرواية وضبطها‪ ،‬ويقينا من اخللط‬
‫بُت األحداث ذات الطابع االستطرادي واألحداث الرئيسة؛ فادلقطع السردي يشكل سلسلة من‬
‫األحداث ادلتحدة يف الرغبة والطبيعة‪.‬‬

‫يف رواية "اللص الكالب" ؽلكن الوقوف على ادلتواليات السردية التالية‪:‬‬

‫• ؼلرج سعيد مهران من السجن بعد قضائو لعقوبة أربعة أعوام ‪ -‬ال غلدا أحدا يف‬
‫انتظاره‪.‬‬

‫• يكتشف البطل غدر ادلقربُت منو وزبليهم عن قيم االشًتاكية والتحرر والعدالة‬
‫واصطفافهم إىل جانب االنتهازيُت‪.‬‬
‫]‪[61‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫• يقرر البطل االنتقام من ادلسيئُت إليو ‪...‬‬


‫• يفشل يف االنتقام نتيجة لسوء التخطيط ‪...‬‬
‫• يلقى القبض عليو من قبل الشرطة مرة أخرى‪.‬‬
‫وخبصوص تعزيز الرغبة يف القراءة عند ادلتعلم يف مستوى تتبع احلدث‪ ،‬ؽلكن أن نستعُت بآلية‬
‫التمثيل التشخيصي للمشاىد السردية البؤرية يف النص؛ أي تلك ادلشاىد اليت ذلا القدرة على‬
‫تلخيص رلموعة من الوقائع ادلبثوثة يف الرواية ‪ .‬فحُت يشارك ادلتعلم يف تشخيص ىذه ادلشاىد‬
‫تتعزز عالقتو أكثر بادلقروء‪ ،‬وتتحول عنده القراءة إىل شلارسة إمتاعية قائمة على الرغبة يف‬
‫االكتشاف واالستغراق يف سبثل صباليات النص ‪ .‬وىذا اإلجراء نقًتحو بغرض اإلسهام يف التشجيع‬
‫على القراءة يف الوسط ادلدرسي‪ ،‬ويف واقع ؽليل إىل استهالك الصورة والتمثيل احلركي للمواقف‬
‫واألحداث ‪ ،‬وال يويل كبَت اىتمام للقراءة اخلطية للنصوص ‪.‬‬

‫ويف السياق نفسو‪ ،‬ؽلكن االستعانة بفلم "اللص والكالب"‪ 10‬لتتبع أحداث الرواية‪ ،‬مع التنبيو‬
‫إىل أن احلدث يف الفيلم ؼلضع جلماليات السينما ومقتضياهتا‪ ،‬ويف الرواية يرتبط بالبعد اللغوي‬
‫بكل ما يتصل بو من تصوير ووصف وتقنيات سردية ‪ .‬فاألساس أن التشخيص ادلسرحي أو‬
‫السينمائي يعرف فئة من ادلتعلمُت على تعرف حدث الرواية يف حدوده العامة ‪ ،‬كما يفتح ذلم‬
‫آفاق القراءة وغلشعهم عليها‪.‬‬

‫‪ -3‬القراءة التحليلية‪:‬‬

‫نسعى يف ىذه ادلرحلة إىل ربليل البناء الروائي عرب مستويات متعددة‪:‬‬

‫]‪[62‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫أ ‪ -‬الحدث‪:‬‬

‫ؼلضع للتحليل انطالقا من مفاىيم احلبكة واخلطاطة السردية وسائر ما تقًتحو الدراسات‬
‫السردية من إجراءا ت تربز ربوالت احلدث وانتظامو‪ .‬فاألمر األساس يف ىذا ادلستوى ‪ ،‬أن نتمكن‬
‫من تقدمي احلدث يف صورة تقنية تعكس خطاب السرد الذي تقوم عليو الرواية على صعيد‬
‫التصرف يف الوقائع وتنظيمها داخل النص ‪.‬‬

‫وؽلكن أن نعتمد‪ ،‬باإلضافة إىل اإلجراءات ادلعهودة‪ ،‬على إجراء "ادلربع السيمائي"‪ 11‬الذي‬
‫ؼلتزل احلدث السردي إىل أفعال زلدودة تقف وراءىا رغبات ‪ .‬وتتمثل أعلية ىذا اإلجراء يف‬
‫السياق التعليمي يف قدرتو على تبصَت ادلتعلم بالتطور النسقي الذي يعرفو احلدث‪ ،‬انطالقا من‬
‫مرحلتو العميقة (األولية) ‪ .‬ويف "اللص والكالب" نكثف احلدث يف مستواه العميق يف األفعال‬
‫التالية‪ :‬العلم باخليانة ‪ -‬التخطيط لالنتقام ‪ -‬فشل التخطيط ‪ .‬وىذه األفعال ذبمعها عالقات‬
‫زبتزذلا خطاطة ادلربع السيميائي ادلعروفة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬القوى الفاعلة‪:‬‬

‫نعٍت هبا العوامل اليت ربرك األحداث‪ .‬ففي تقاليد السرديات البنيوية الشخصية تعادل الفعل‪.‬‬
‫وؽلكن معاجلة القوى الفاعلة يف الرواية عرب جردىا‪ ،‬وتصنيفها حسب درجة احلضور والتأثَت‪،‬‬
‫واإلشارة إىل أدوارىا‪ ،‬وتوضيح النموذج الذي سبثلو (سعيد مهران ؽلثل البطل اإلشكايل)؛ وتكمن‬
‫قيمة قراءة الشخصيات من خالل النماذج البشرية يف فتح النص على العامل‪ ،‬ويف اخلروج من‬
‫الكون التخييلي إىل السياق اإلنساين يف سلتلف أبعاده ومستوياتو ‪.‬‬

‫]‪[63‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫وتظل تقنية النموذج العاملي من التقنيات اجليدة اليت تقدم الشخصيات تقدؽلا شامال‪:‬‬
‫الصفات واألدوار والعالقات ‪ .‬ومن اجليد أن نكسب ادلتعلم مهارة ربليل القوى الفاعلة هبذه‬
‫التقنية ذات الفعالية الكبَتة ‪ ،‬لكي تتعزز معرفتو بالبعدين العالئقي والدرامي يف النص ‪ .‬وأشَت‬
‫ىنا إىل أن الشخصيات عرضة للتحول يف النص السردي؛ وذلك ما يفرض علينا تتبعها نصيا؛‬
‫فالشخصية قد ترغب يف إصلاز موضوع ما ‪ ،‬مث تعدل عن ذلك يف مرحلة الحقة ‪ .‬وادلستفاد من‬
‫ىذه ادلالحظة ‪ ،‬أن التحليل العاملي للقوى الفاعلة يظل عمليا نصيا ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تحديد خصائص البنية واألسلوب‪:‬‬

‫تقوم الرواية على عناصر بنائية مهمة‪ :‬الزمان ‪ -‬ادلكان ‪ -‬احلوار ‪-‬السارد ‪ -‬الرؤية السردية ‪...‬‬
‫تُدرس صبيع ىذه العناصر استنادا إىل مفاىيم السرديات البنيوية خاصة‪ .‬ونراعي جانبُت يف‬
‫دراستها ‪ :‬ربليل البناء وكشف الوظيفة‪ .‬وال يُشًتط االستقصاء وإصدار األحكام الصارمة يف ىذا‬
‫الشأن ‪ ،‬مثل القول إن الرواية اعتمدت الرؤية السردية الفالنية فقط‪ ،‬أو إن احلوار فيها يؤدي ‪-‬‬
‫وبصفة حصرية ‪ -‬الوظيفة الفالنية ؛ بل يكفي أن نشتغل مع ادلتعلم على ظلاذج نصية زلددة‬
‫ونقرر األحكام بناء عليها ‪ ،‬أو نكتفي برصد العنصر البنائي احملدد مث نبُت طبيعتو ووظيفتو ‪.‬‬
‫أقصد من ىذا الكالم أن القراءة ادلنهجية للمؤلفات‪ ،‬وحبكم سياقها البيداغوجي‪ ،‬ال تقبل‬
‫ربويلها إىل مساحة للمساجالت النقدية والوقوف على دقائق الظواىر‪.‬‬

‫وخبصوص األسلوب فإننا نعمل قدر اإلمكان على ذبنب إسقاط بالغة الشعر على بالغة‬
‫الرواية كما ػلدث عادة يف ادلمارسات الصفية ‪ .‬فالصورة الروائية رىينة بسياقها احلدثي وإطارىا‬
‫األجناسي‪ ،‬فبدال من ربليل االستعارة والتشبيو التحليل التقٍت ادلعهود وادلفصول عن سياقو‬

‫]‪[64‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫اإلبداعي‪ ،‬ضللل الصورة السردية واجملاز النوعي والسمات السردية يف ارتباط تام بنوع الرواية‬
‫وسياقها اإلبداعي ‪ .‬فالفائدة من التعرض لؤلسلوب يف الرواية ىو الكشف عن عمل اللغة داخلها‬
‫‪ ،‬ومن ادلؤكد أن الروا ية غَت الشعر يف توظيف اللغة ‪ ،‬ولذلك علينا أن نقدم لغة الرواية ( أسلوهبا)‬
‫على ضلو يعكس خصوصيتها اإلبداعية وسياقها الكلي‪ .‬يقول زلمد أنقار يف ىذا الشأن ‪ ،‬إن‬
‫الصورة الروائية ال تنكشف " ماىيتها إال يف ذلك التوجو ضلو الكلية ‪ ،‬أما وضعيتها اجلزئية فليست‬
‫سوى حالة ا ستعداد للتوجو أو حلقة من حلقات االمتداد‪ .‬والكلية ىي‪ ،‬دبعٌت من ادلعاين‪ ،‬رديف‬
‫للسياق‪ ،‬وتقتضي الطبيعة النوعية اليت تندرج ضمنها الصورة الكلية ‪ ،‬أن تدرك ىذه ضمن السياق‬
‫الذي يساىم يف الكشف عن ثرائها وسبايزىا "‪. 12‬‬

‫ومثال الصورة الروائية الكاشفة لسياقها اإلبداعي ما جاء يف رواية "اللص والكالب "‬
‫خبصوص نظرة سعيد مهران إىل العامل عقب خروجو من السجن ‪ " :‬ىا ىو باب السجن األصم‬
‫يبتعد منطويا على األسرار اليائسة ‪ .‬فهذه الطرقات ادلثقلة بالشمس ‪ ،‬وىذه السيارات اجملنونة ‪،‬‬
‫والعابرون واجلالسون‪ ،‬والبيوت والدكاكُت‪ ،‬وال شفة تفًت عن ابتسامة ‪ ..‬وىو واحد خسر الكثَت ‪،‬‬
‫حىت األعوام الغالية خسر منها أربعة غدرا ‪ ،‬وسيقف أمام اجلميع متحديا ‪ .‬آن للغضب أن‬
‫ينفجر وأن ػلرق ‪ ،‬وللخونة أن ييأسوا حىت ادلوت ‪ ،‬وللخيانة أن تكفر عن سحنتها الشائهة "‪.13‬‬

‫نقف يف ىذا النص على ملفوظات استعارية متناغمة فيما بينها ( السجن األصم ‪ -‬األسرار‬
‫اليائسة ‪ -‬السيارات اجملنونة ‪ ،)...‬ومنسجمة مع البنية الشعورية للبطل سعيد مهران وىو يغادر‬
‫السجن بنفس صبعت بُت االهنيار والتصميم على التحدي‪ .‬فمن يقرأ عبارات النص ػلس بأن‬
‫البطل ال يبصر إال السواد يف الدنيا ‪ ،‬وصبيع األشياء اليت يعاينها يرى فيها جانبها ادلظلم‪ ،‬وذلك‬
‫ما يدفعو وػلفزه على االنتقام من اخلونة الذين دمروا حياتو وغدروا بو‪ .‬وفقد هنض التصوير‬
‫]‪[65‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫االستعاري بتقدمي ىذه ادلعاين يف سياق منسجم مع موقع االفتتاح يف الرواية؛ والذي راىن فيو‬
‫صليب زلفوظ على إقحام القارئ يف األجواء النفسية اليت يعيشها البطل ‪.‬‬

‫وبصفة إصبالية؛ ينبهنا ىذا التحليل إىل أن طريقة تعاملنا مع بنية االستعارة ووظيفتها يف الرواية‬
‫أبعد ما تكون عن ذلك التحليل التقٍت ذلا يف وضعيات زلددة من دروس اللغة العربية ؛ فقد‬
‫حرصنا على ربطها بسياقها اإلبداعي داخل العمل الروائي ‪ ،‬كما حرصنا قراءهتا يف سياق السرد‬
‫ووصف الشخصية يف تفاعلها مع الوقائع ‪.‬‬

‫د ‪ -‬الكشف عن األبعاد والرهانات‪:‬‬

‫يف ىذا ادلستوى ننظر إىل الرواية تأويليا‪ ،‬ونعمل على كشف األبعاد االجتماعية والنفسية يف‬
‫النص باالستناد إىل قرائن معقولة‪ .‬واألبعاد االجتماعية أو التارؼلية نصل هبا النص بواقعو اخلارجي؛‬
‫كيف يقدم النص واقعو؟ وما موقفو منو؟‬

‫ويف رواية "اللص والكالب" نسجل توثيق صليب زلفوظ لبعض ادلساوئ االجتماعية والسياسية‬
‫يف الواقع ادلصري بعد الثورة‪ :‬انتشار اجلرؽلة _ التسلق الطبقي _ االغتناء غَت ادلشروع ‪ ...‬أما‬
‫األبعاد النفسية فتجعلنا نفتح النص على القلق النفسي عند الشخصيات؛ ونتساءل عن األسباب‬
‫اليت تذكيو وتقف وراءه‪.‬‬

‫أما الرىان فيُقصد بو‪ ،‬ما يرمي إليو اخلطاب أو الكتاب يف حضوره التداويل داخل اجملتمع‬
‫اإلنساين‪ .‬ويف تقديرنا ‪ ،‬ؽلكن تقسيم الرىان إىل شقُت‪:‬‬

‫]‪[66‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫‪ -‬رىان اخلطاب‪ :‬راىنت "اللص والكالب" على انتقاد أحوال الواقع السياسي اجلديد‬
‫يف مصر‪.‬‬

‫‪ -‬رىان الكاتب‪ :‬راىن صليب زلفوظ على انتقاد طرق التغيَت اليت يسلكها النضال‬
‫السياسي( نضال إشكايل على غرار البطل اإلشكايل‪ :‬ىدف نبيل ووسائل زلدودة)‪.‬‬

‫‪ -4‬القراءة التركيبية‪:‬‬

‫يف ىذه ادلرحلة األخَتة‪ ،‬نقوم بتسجيل ملخص ينطوي على نتائج التحليل‪ ،‬مث نفسح اجملال‬
‫للمتعلم للتعبَت عن رأيو الشخصي خبصوص الرواية ادلدروسة‪ ،‬كما ؽلكن دفعو إىل مناقشة قولة‬
‫نقدية مرتبطة هبا ‪ .‬والبد من استغالل ىذه ادلرحلة للتحفيز على القراءة وإثارة أسئلة قرائية جديدة‬
‫من شأهنا دفع ادلتعلم إىل البحث عن روايات أخرى لقراءهتا واالستمتاع هبا ‪ .‬أقصد أن مساحة‬
‫ادلدرس بتنظيمها عرب حلقات يقود بعضها‬
‫الفضول ادلعريف واجلمايل عليها أن تتسع أكثر‪ ،‬ويقوم ِّ‬
‫إىل البعض اآلخر؛ فرواية "اللص والكالب" مثال ؽلكنها أن تقودنا إىل أعمال روائية أخرى‪ ،‬إما‬
‫مرتبطة هبا صباليا أو من خالل السياقات االجتماعية والسياسية والفكرية‪ .‬وىذا ما يضمن لنا‬
‫إبقاء ادلتعلمُت ‪ -‬فئة منهم على األقل ‪ -‬داخل اإلشكال القرائي ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ينبغي التأكيد على أن اإلقراء اإلغلايب للمؤلف الروائي (أو مؤلف سردي آخر) ؼلضع دلنهجية‬
‫متناغمة مع ظروف الفصل الدراسي ومقتضياتو ادلعرفية والنفسية وادلادية؛ وما قلناه أعاله كان على‬
‫سبيل اقًتاح خطوات عامة ؽلكن االستناد إليها يف مالءمة التحليل ادلنهجي للرواية‪ -‬ادلقتبس من‬

‫]‪[67‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫ادلصادر العلمية ادلتاحة‪ ،‬مع مكتسبات ادلتعلمُت اليت افًتضناىا يف حدود عامة‪ ،‬وبالنظر إىل ما‬
‫يقدَّم ذلم من معرفة سردية يف مستويات السلك الثانوي التأىيلي ‪.‬‬

‫وعلى سبيل التذكَت باخلطوات ادلقًتحة‪ ،‬نعيد اإلشارة إليها على ضلو مرَّكز‪:‬‬

‫يف مرحلة قراءة العتبات وصياغة الفرضية‪ ،‬نركز على ربريك الفضول القرائي لدى التلميذ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لنشجعو على قراءة النص وفهمو وربليلو‪.‬‬
‫‪ -‬حُت نشتغل على حصر أحداث النص‪ ،‬نستعُت بإجراء "ادلقاطع السردية"‪ ،‬من أجل ضبط‬
‫حدود ادلتواليات السردية وعالئقها‪.‬‬
‫‪ -‬نركز يف مرحلة التحليل على كشف خصوصية البناء النصي‪ ،‬بواسطة إجراءات ربليلية‬
‫تعكس طبيعة اشتغال الوحدات البنائية داخل النسيج السردي ‪ .‬ويف ىذه ادلرحلة أيضا‪،‬‬
‫ضلرص على كشف رىانات النص وأبعاده ‪.‬‬
‫‪ -‬يف مرحلة القراءة الًتكيبية‪ ،‬نبٍت مهارة ذبميع نتائج التحليل‪ ،‬ونشجع ادلتعلم على بناء تقييم‬
‫معلَّل للنص‪ ،‬يسمح لو باالنفتاح على أعمال سردية أخرى‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Savoir-lire. Didier ,Paris, 4ed ,1982 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Faire-lire. Didier, Paris, 4ed, 1982.‬‬
‫‪ 3‬زلمد بوعزة‪ :‬ابستمولوجيا القراءة‪ ،‬قراءة يف ادلنظورات الستة‪ .‬نشر يف موقع‪www.aljabriabed.net :‬‬
‫(آخر زيارة‪.)2121-11-12 :‬‬
‫‪ 4‬ينتقد الباحث عبد الرحيم كلموين إصرار ادلنهاج على اإلقراء ادلنهجي الشامل (االستقصائي ) للمؤلف من‬
‫خالل ادلنظورات الستة ‪ .‬يقول ‪ " :‬على قراءة ادلؤلفات الكاملة أن تتخلى عن وىم القراءة الشاملة أو القراءة‬
‫االستقصائية ‪ .‬تلك علة مزمنة مستشرية يف شلارستانا البيداغوجية على ضلو غَت مفهوم "‪ .‬مدخل إىل القراءة‬

‫]‪[68‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫ادلنهجية للنصوص‪ .‬ص‪ .118 :‬ويفسر الباحث دعوتو ىذه بالعبء الذي ػلس بو ادلدرسون حيال القراءة‬
‫االستقصائية ‪.‬‬
‫ويف رأينا البد من إضاءة النصوص من زوايا سلتلفة ؛ لكي يتحقق التمثل التام ألبعاد ادلؤلف ومستوياتو ‪ ،‬ويًتسخ‬
‫يف الذىن اإلجراء ادلنهجي ادلتكامل يف تعامل ادلتعلم التحليلي مع أسئلة النص ‪ .‬واألمر الذي ؽلكن أن طلفف بو‬
‫العبء ادلذكور ( وىو معطى وارد ) ىو العمل على إخضاع القراءة بادلنظور لظروف التعلم ودلقتضيات ديداكتيكية‬
‫دقيقة ‪ .‬وعملنا يف ىذه الورقة يهدف إىل تيسَت التعامل مع النص الروائي من خالل القراءة بادلنظورات ‪.‬‬
‫‪ 5‬جاء يف التوجيهات الًتبوية وبرامج اللغة العربية (‪ )2117‬اخلاصة باجلذع ادلشًتك لآلداب واإلنسانيات أن‬
‫اخلطوات ادلقًتحة لتدريس ادلؤلفات " ال تلغي اجتهادات األساتذة ومقًتحاهتم لتطوير درس ادلؤلفات"‪.‬‬
‫‪ 6‬اخًتنا ىاتُت العتبتُت للتمثيل فقط‪ ،‬واحلال أن شبة عتبات أخرى ؽلكنها أن تكون موضوعا‬
‫للتحليل‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪M . Descotes : lire méthodiquement des textes . CRDP, Toulouse ,‬‬
‫‪1995. P : 26_ 27.‬‬
‫‪ 8‬يرتبط مفهوم احلدث يف السرديات البنيوية بأفعال الشخصيات ووظائفها داخل النص السردي‪ .‬ويف ىذا ادلقام‬
‫نعٍت بو رلمل الوقائع ‪ -‬بغض النظر عن طبيعتها ‪ -‬اليت يتضمنها النص‪.‬‬
‫‪ 9‬جاء يف" معجم السرديات" أن ادلقطع السردي " يدفع إىل تفكيك اخلطاب وترتيب عمليات التحول واحلاالت‬
‫يطريقة متجانسة ومتماسكة ‪ .‬إنو وحدة قيس سبكننا من قيس القصص‪ .‬وادلقطع السردي أيضا أداة تقدير ألنو‬
‫غلعلنا نتوقع لكل ملفوظ سردي نعثر عليو يف اخلطاب ملفوظات أخرى يفًتضها أو يقتضيها منطقيا "‪ .‬تأليف‬
‫مشًتك ‪ ،‬إشراف ‪ :‬زلمد القاضي ‪ .‬دار زلمد على للنشر (تونس) ‪ ،‬ط‪ .2111 ،1‬ص‪.412 :‬‬
‫‪ 10‬إخراج ‪ :‬كمال الشيخ ‪ .‬تاريخ اإلصدار‪ 12 :‬نونرب ‪.1962‬‬
‫‪ 11‬حدد "معجم السرديات " وظيفة ادلربع السيمائي بالقول ‪ [ " :‬إنو ] ؽلثل العالقات الرئيسية اليت زبضع ذلا ‪-‬‬
‫ضرورة – وحدات الداللة حىت يتولَّد من ذلك كون داليل ؽلكن أن يتجسد‪.‬‬
‫فإذا اعتربنا النص ذبليا لكون داليل سلصوص‪ ،‬أمكننا أن نتبُت السمات األولية اليت ىي يف الوقت نفسو وحدات‬
‫دنيا للداللة "‪ .‬ص‪.382 :‬‬
‫‪ 12‬زلمد أنقار ‪ :‬بناء الصورة يف الرواية االستعمارية ‪ .‬صورة ادلغرب يف الرواية اإلسبانية‪ .‬مكتبة اإلدريسي ‪،‬‬
‫تطوان‪ .1991 ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪ 13‬صليب زلفوظ‪ :‬اللص والكالب ‪ .‬مكتبة مصر ‪ .‬د‪ .‬ت ‪ .‬ص‪.17 :‬‬
‫]‪[69‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬
‫املجلذ ‪ /04‬العذد ‪ /01‬جوان ‪2021‬‬ ‫مـجلة مقاربات في التعليمية‬
‫‪Issn :2602-5965 / Eissn:2773-3025‬‬ ‫ص ‪.70 -56‬‬

‫‪ -‬المصادر والمراجع‪:‬‬

‫باللغة العربية‪:‬‬

‫تأليف مشًتك‪ :‬معجم السرديات ‪ .‬إشراف ‪ :‬زلمد القاضي ‪ .‬دار زلمد على للنشر (تونس) ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.2111 ،1‬‬
‫عبد الرحيم كلموين‪ :‬مدخل إىل القراءة ادلنهجية للنصوص‪ ،‬من أجل كفايات قرائية بالتعليم الثانوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منشورات صدى التضامن (ادلغرب) ‪ .‬ط ‪.2116‬‬
‫زلمد أنقار ‪ :‬بناء الصورة يف الرواي ة االستعمارية ‪ .‬صورة ادلغرب يف الرواية اإلسبانية‪ .‬مكتبة اإلدريسي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬تطوان‪.1991 ،‬‬
‫زلمد بوعزة‪ :‬ابستمولوجيا القراءة‪ ،‬قراءة يف ادلنظورات الستة ‪ .‬نشر يف موقع‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .www.aljabriabed.net‬آخر زيارة‪.2121-11-12 :‬‬
‫صليب زلفوظ‪ :‬اللص والكالب ‪ .‬مكتبة مصر ‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وزارة الًتبية الوطنية ادلغربية ‪ :‬التوجيهات الًتبوية والربامج اخلاصة بتدريس مادة اللغة العربية بسلك‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم الثانوي التأىيلي ‪( .2117 ،‬نسخة إلكًتونية غَت مرقمة)‪.‬‬

‫باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪-M . Descotes : lire méthodiquement des textes . CRDP , Toulouse ,‬‬


‫‪1995.‬‬
‫‪-M.P. Schmitt et A .Viala : Faire-lire. Didier,Paris, 4ed, 1982.‬‬
‫‪-M.P. Schmitt et A .Viala : Savoir-lire. Didier ,Paris, 4ed ,1982 .‬‬

‫]‪[70‬‬
‫سلرب تعليمية اللّغة العربية والنّص األديب يف اجلزائر ‪-‬الواقع وادلأمول‪-‬كلية اآلداب واللّغات‬
‫‪University of Oum El Bouaghie Algeria‬‬ ‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪( -‬اجلزائر)‬

You might also like