You are on page 1of 273

‫اجلمهوريّة العربيّة السوريّة‬

‫ وزارة الرتبية‬

‫ال ُّلغة العربيَّة وآدابُها‬


‫الصف ال ّثاني الثانوي األدبي‬

‫‪ 2108 -2017‬م‬

‫‪ 1438‬هـ‬
‫ّ‬
‫مقدمة‬
‫املبني وفق وثيقة املعايير املط َّورة‪ ،‬ويهدف إلى تنمية‬
‫ّ‬ ‫نق ِّدم َّ‬
‫لطلبنا األعزَّاء كتاب اللغة العرب َّية وآدابها‬
‫املهارات اللغو َّية األربع (االستماع والتح ّدث والقراءة والكتابة)‪ ،‬وما حتمله يف ط َّياتها من مهارات ميكن‬
‫تفعيلها يف ما َّدة اللغة العرب َّية ويف غيرها من املوا ّد‪ ،‬هادفني يف ذلك إلى التكامل بني مهارات اللغة من‬
‫جهة‪ ،‬واالستفادة من تكاملها مع املوا ِّد األخرى من جهة ثانية‪.‬‬
‫وقد ح َرصنا على تفعيل دور املتعلّم من خالل وضع أنشطة حتضير ّية حت ّثه على القراءة قبل الولوج‬
‫ٍ‬
‫مكتف مبا‬ ‫إلى املا ّدة القرائ ّية يف الكتاب ليكون مشاركاً يف بناء نوع من املعرفة عن املوضوع املطروح غير‬
‫يعرضه الكتاب‪ .‬كما وضعنا جملة من املشروعات التعليم ّية املتن ّوعة تناسب ميول املتعلّمني‪ ،‬مبا يسهم‬
‫يف زيادة دافع ّيتهم ويكشف لهم اجلوانب اإلبداع ّية يف اللّغة العرب ّية‪ ،‬ويسعى إلى تنمية جوانب مه ّمة يف‬
‫فعلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نحو‬
‫شخص ّيتهم على ٍ‬
‫أ ّما منهج َّية الكتاب فقائمة على تفعيل مهارات اللّغة جميعها‪ ،‬بدءاً مبهارة االستماع التي يقصد‬
‫النص املستمع إليه فعرضنا فيه أنشطة تقيس مستويات مختلفة من الفهم‪ .‬ث ّم‬ ‫ّ‬ ‫من ورائها قياس فهم‬
‫انتقلنا إلى عرض مهارات القراءة التي افتتحناها بالقراءة اجلهر ّية التي تهدف إلى قياس مهارات األداء‬
‫متقصني يف ذلك ما يتوافر‬‫ِّ‬ ‫النحوي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القرائي‪ ،‬فعرضنا مناذج متن ّوعة نحو‪ :‬متثُّل االنفعال‪ ،‬أو األسلوب‬
‫ّ‬
‫القرائي مبستوياته املختلفة‪ ،‬فوضعنا يف‬
‫ّ‬ ‫النص من ظواهر قرائ َّية‪ ،‬وانتقلنا إلى قياس مهارات الفهم‬
‫ّ‬ ‫يف‬
‫النص يستطيع‬ ‫ّ‬ ‫االستنتاجي املتعلّق بجزئ ّية واضحة من جزئ ّيات‬
‫ّ‬ ‫القراءة الصامتة أسئلة تقيس الفهم‬
‫النص‪ .‬وحرصاً على تدريب املتعلّم‬‫ّ‬ ‫مقطع من مقاطع‬
‫ٍ‬ ‫الطالب الوصول إليها من خالل فهمه ما يحمله ك ّل‬
‫النص مستويني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قسمنا‬
‫على مهارات التحليل والنقد وفق خطوات مدروسة ّ‬

‫النص‪ ،‬ث ّم‬


‫ّ‬ ‫فكري‪ :‬بدأناه باملهارات املتعلّقة باملعجم فن َّوعنا األنشطة التي ميكن تفعيلها خلدمة‬
‫ّ‬ ‫‪١.١‬مستوى‬
‫للنص من فكرة عامة ورئيسة وأخرى فرع ّية‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫عرضنا أنشطة تفصيل ّية ترسم املالمح الرئيسة‬
‫عرضت هذه األنشطة بأساليب مختلفة‪ ،‬ومن تلك األساليب خرائط املفاهيم وملء الفراغ وتصنيف‬
‫نص سؤاالً ضمنياً‬‫النص‪ ،‬مؤ ّكدين تضمني ك ّل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفكر وغير ذلك‪ .‬وعملنا على تغطية النقاط األبرز يف‬
‫يقيس قدرة الطالب على قراءة ما وراء السطور وسؤاالً قيم ّياً يع ِّزز القيم األصيلة للمواطن العربي‬
‫السوري بأنواعها املتع ِّددة (قيم املواطنة واالنتماء‪ ،‬والتسامح‪ ،)...‬ث ّم ختمنا املستوى الفكري بسؤال‬
‫يقيس الفهم الناقد‪.‬‬

‫‪٢.٢‬مستوى فن ّّي‪ :‬افتتحناه باألساليب املتنوعة املتعلقة بجانب التراكيب‪ ،‬فعرضنا أنشطة من مثل‪ :‬املذهب‬
‫ّ‬
‫ومؤشراته‪ ،‬ثم انتقلنا‬ ‫األدبي والسمات التي متثل هذا املذهب يف النصوص املعروضة والنمط الكتابي‬
‫إلى البالغة بعلومها الثالثة (البيان‪ ،‬البديع‪ ،‬املعاني)‪ ،‬محاولني اخلروج من األسئلة املباشرة لهذه‬
‫الفكري مبا يخدم جانب املعنى واجلانب االنفعالي وعملنا على توظيف‬
‫ّ‬ ‫العلوم لتكون رافداً للمستوى‬

‫‪3‬‬
‫العاطفة واملشاعر املتن ّوعة بشكل يسهم يف كشف الترابط بني هذا اجلانب وما ميكن االستفادة منه‬
‫والداللي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املعنوي‬
‫ّ‬ ‫يف اجلانبني‬

‫اإلبداعي الذي أخذ أشكاالً متنوعة نحو‪ :‬ح ِّل مشكلة أو عرض‬
‫ّ‬ ‫وانتقلنا بعد ذلك إلى عرض املستوى‬
‫لنص مفتوح النهاية أو استبدال نهاية جديدة بالنهاية التي اختارها الكاتب‪ ،‬أو‬
‫موقف أو اقتراح نهاية ّ‬
‫إبداعي مستوحياً فكره‬
‫ّ‬ ‫النص بأسلوب الطالب‪ ،‬أو حتويل السرد إلى حوار‪ ،‬أو كتابة مقال‬
‫ّ‬ ‫إعادة صوغ‬
‫النص وما إلى ذلك من مهارات تقيس مستويات الفهم اإلبداعي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مما ورد يف‬
‫ّ‬
‫فضمنّا ك ّل درس نشاطاً كتابياً من مثل كتابة مقالة أو كتابة‬
‫َّ‬ ‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫الكتابي أه ّم ّية‬
‫َّ‬ ‫وأولينا التعبير‬
‫أدبي يستعمل الطالب فيه الشواهد املناسبة استعماالً صحيحاً‪.‬‬ ‫موضوع ّ‬
‫وعرضنا يف نهاية بعض الدروس نشاطاً حتضيرياً يتض ّمن عودة الطالب إلى مصادر التعلّم املتن ّوعة‬
‫من أجل التحضير للدرس التالي‪ ،‬وتفعيله يف مراحل الدرس جميعها‪ ،‬ومتكينه من ما ّدة أكثر موسوع ّية‬
‫املدرسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مما يعرضه الكتاب‬
‫ّ‬
‫ورفدنا الدروس التي ال تتض ّمن قاعدة بنائ ّية أنشطة لغو ّية تشمل النحو والصرف واإلمالء محاولني‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫استثمار الظواهر األبرز يف‬
‫خصصنا لها دروساً بنائ ّي ًة يف النحو والصرف والبالغة‬‫أ ّما النصوص التي أردفت بقواعد بنائ ّية فقد َّ‬
‫بعلومها الثالثة متّبعني الطريقة االستقرائ ّية يف بنائها‪.‬‬
‫نص من نصوص الكتاب‬ ‫وض َّم الكتاب درسني يف االستماع‪ ،‬باإلضافة إلى إيراد هذه املهارة يف ك ّل ّ‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االستماعي لدى املتعلّم‪ .‬كما ض ّم الكتاب َ‬
‫درسني يف التعبير‬ ‫ّ‬ ‫حرصاً منّا على تنمية الفهم‬
‫الشفوي‪ ،‬وذلك يف أثناء معاجلة موضوع التعبير‬
‫ّ‬ ‫وز َّودنا الطالب بفوائد مت ِّكنه من ممارسة مهارة التعبير‬
‫الكتابي أ ّوالً‪ ،‬ث ّم يف أثناء مناقشة املشروعات التي وضعت يف الكتاب ثانياً‪.‬‬
‫ّ‬
‫ست وحدات درس ّية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫وتض ّم َن الكتاب َّ‬

‫الثانوي فتناولنا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصف األ ّول‬ ‫‪١.١‬العصور األدب ّية‪ :‬استُكمِ ْ‬
‫لت فيها سلسلة العصور األدب ّية التي بدأناها يف‬
‫واألندلسي‪ ،‬والدول املتتابعة‪ ،‬بهدف إعطاء حملة عن أبرز‬
‫ّ‬ ‫اسي‪،‬‬
‫الصف ثالثة عصور هي‪ :‬الع ّب ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف هذا‬
‫الصف الثالث الثانوي بدراسة األدب‬‫ّ‬ ‫مالمح األدب يف تلك العصور _ مع مراعاة استكمالها يف‬
‫فن‬
‫املوشح‪ ،‬واختتمنا الوحدة بدراسة ّ‬ ‫ّ‬ ‫فن رثاء األشخاص واملدن‪ ،‬كما تناولنا‬ ‫احلديث _ وتناولنا ّ‬
‫احلكمة‪.‬‬

‫‪٢.٢‬أغراض شعر ّية‪ :‬جاءت هذه الوحدة تع ِّزز الوحدة األولى‪ ،‬وتدرس بعض األغراض املختلفة املطروحة‬
‫فيها بهدف كشف أبرز ما جاء من ظواهر أدب ّية يف العصور املختلفة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪٣.٣‬العرب ّية وحت ّديات العصر‪ :‬هدفنا يف هذه الوحدة إلى وضع الطالب يف صورة أبرز التح ّديات التي‬
‫ونصاً للمطالعة‪ّ ،‬‬
‫لنبي‬ ‫نصني شعر ّيني ّ‬
‫تواجهها اللغة‪ ،‬وأبرزنا أدوات هذه اللغة يف املواجهة‪ ،‬واخترنا ّ‬
‫أصالة اللغة وقدرتها على مواكبة تطورات العصر‪.‬‬

‫الفن وأبرز أعالمه‪ ،‬كما عملنا‬


‫القصة‪ :‬حاولنا يف بناء هذه الوحدة أن نطلع الطالب على نشأة هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫فن‬
‫‪ّ ٤.٤‬‬
‫القصة السور ّية‪ ،‬ناقشت‬
‫ّ‬ ‫قصتني الثنني من أعالم‬
‫القصصي‪ ،‬وعرضنا ّ‬
‫ّ‬ ‫على تعريفه عناصر العمل‬
‫الفلسطيني‪ ،‬يف حني ناقشت الثانية قض ّية اجتماع ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األولى قض ّية عودة الشعب‬

‫يطلع على‬‫العربي كان من الواجب أن ّ‬


‫ّ‬ ‫اطالع الطالب على مالمح األدب‬ ‫‪٥.٥‬قضايا وطن ّية وقوم ّية‪ :‬بعد ّ‬
‫أبرز القضايا الوطن ّية والقوم ّية‪ ،‬وإمياناً منّا بتعزيز القيم املرتبطة باملواطنة واالنتماء والتسامح ونشر‬
‫ّ‬
‫الصف الثالث الثانوي‪،‬‬ ‫التنويري جعلنا املوضوعات املرتبطة بهذه الوحدة سلسلة ممت ّدة حتّى‬ ‫ّ‬ ‫الفكر‬
‫وقومي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(وطني‬
‫ّ‬ ‫الصف الشهادة والشهداء من منظو َرين‬ ‫ّ‬ ‫فتناولنا يف هذا‬

‫الثانوي الذي عرضنا فيه االتّباع ّية‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصف األ ّول‬ ‫‪٦.٦‬اإلبداع ّية‪ :‬استكماالً للسلسلة التي بدأناها يف‬
‫والواقعي‪ ،‬ولعلّه من املفيد أن يتع ّرف الطالب‬
‫ّ‬ ‫اإلبداعي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصف املذهبني‬ ‫سيدرس الطالب يف هذا‬
‫األدبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أدبي واملوضوعات املرتبطة به ونظرة أصحابه إلى العمل‬‫مالمح ك ّل مذهب ّ‬
‫اجلامعي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املذهب األخير الذي يدرسه الطالب يف مرحلة التعليم ما قبل‬ ‫َ‬ ‫املذهب‬
‫ُ‬ ‫‪٧.٧‬الواقع ّية‪ :‬يع ّد هذا‬
‫وقد تض ّمنت هذه الوحدة نصوصاً من الواقع ّية القدمية والواقع ّية اجلديدة‪ ،‬مبا فيها ّ‬
‫نص املطالعة‬
‫ٍ‬
‫تطبيقات على املذاهب‬ ‫الثانوي فقد تض ّمن‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الصف الثالث‬ ‫التي حت ّدث عن مسؤول ّية األدب‪ .‬أ ّما‬
‫األدب ّيةِ جميعِ ها‪.‬‬

‫النثري الثالث الذي يتناوله الطالب بالدراسة‪ ،‬لتكتمل‬


‫ّ‬ ‫األدبي‬
‫ّ‬ ‫فن املسرح ّية‪ :‬تع ّد املسرح ّية اجلنس‬
‫‪ّ ٨.٨‬‬
‫الثانوي بالرواية‪ ،‬وهكذا يكون الطالب قد تع ّرف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصف الثالث‬ ‫سلسلة األجناس األدب ّية النثر ّية يف‬
‫أبرز األجناس األدب ّية من شعر ونثر‪.‬‬
‫كل من املد ّرس والطالب بتحليله فكرياً‬‫وانتهت كل وحدة من وحدات الكتاب بدرس مطالعة يقوم ٌّ‬
‫وفنياً فيستقصيان ما فيه من فكر رئيسة وفرعية‪ ،‬وما فيه من ظواهر لغو ّية متن ّوعة‪ ،‬وقد يستفاد من‬
‫هذه الدروس اختبارياً‪.‬‬
‫وأخيراً نرجو من الزمالء املد ّرسني واألبناء األعزّاء واألهل الكرام تزويدنا مبالحظاتهم حول عملنا‬
‫هذا ليكونوا خير عون لنا يف إعداد منهاج تسهم سورية كلّها يف إجنازه و تطويره‪.‬‬
‫وهللا نسأل التوفيق‬
‫ّ‬
‫املؤلفون‬

‫‪5‬‬
‫ف‬
‫احملتو�ت‬
‫ي‬ ‫�رس‬
‫أ‬
‫ال ّ‬ ‫أ‬
‫دبية‬ ‫الوحدة الوىل‪ :‬العصور‬
‫الصفحة‬ ‫الكاتب‬ ‫املعارف واملهارات‬ ‫العنوان‬ ‫الدرس‬
‫‪١٠‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫العصور األدب ّية‬ ‫األ ّول‬
‫‪١٤‬‬ ‫املتن ّبي‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫عربات شاعر‬
‫الثّاين‬
‫‪١٨‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫مراجعة ملا سبق‬
‫‪٢٠‬‬ ‫ابن زهر الحفيد‬ ‫موشّ ح‬ ‫الظبي النفور‬
‫الثّالث‬
‫‪٢٦‬‬ ‫علم العروض‬ ‫البحر املتقارب‬
‫‪٢٨‬‬ ‫ابن شهيد‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫مأساة قرطبة‬
‫ال ّرابع‬
‫‪٣٣‬‬ ‫علم البالغة‬ ‫الكناية‬
‫‪٣٦‬‬ ‫الحل‬
‫صفي ال ّدين ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫حكم خالدة‬
‫الخامس‬
‫‪٤٠‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫(ال) النافية للجنس‬
‫‪٤٤‬‬ ‫ابن جبري‬ ‫مطالعة‬ ‫ذكر مدينة حلب‬ ‫السادس‬
‫‪٤٦‬‬ ‫مرشوعات مقرتحة‬
‫ّ‬
‫شعرية‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬أغراض‬
‫‪٥٠‬‬ ‫املؤلفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫أغراض شعريّة‬ ‫األ ّول‬
‫‪٥٤‬‬ ‫أبو العالء املع ّري‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الشف ال ّرفيع‬
‫ّ‬
‫الثّاين‬
‫‪٥٨‬‬ ‫علم العروض‬ ‫بحر ال ّرمل‬
‫‪٦٠‬‬ ‫البغدادي‬
‫ّ‬ ‫ابن زريق‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫ال تعذليه‬
‫الثّالث‬
‫‪٦٤‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫املقصور واملنقوص واملمدود‬
‫‪٦٨‬‬ ‫ابن األبّار‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الطبيعة الفاتنة‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪٧٤‬‬ ‫اب الظّريف‬
‫الشّ ّ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬‫ّ‬ ‫أرض األح ّبة‬
‫الخامس‬
‫‪٧٨‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫عمل املصدر واملشتقّات‬
‫‪٨٥‬‬ ‫محمود مصطفى‬ ‫مطالعة‬ ‫التّوقيعات‬ ‫السادس‬
‫ّ‬

‫‪6‬‬
‫ّ ت‬
‫العربية و� ّد ي�ت العرص‬ ‫الوحدة الثالثة‪:‬‬
‫‪٨٨‬‬ ‫محمود الس ّيد‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫اللّغة العرب ّية وتح ّديات العرص‬ ‫األ ّول‬
‫‪٩٢‬‬ ‫استامع‬ ‫مواقف لغويّة‬ ‫الثاين‬
‫‪٩٤‬‬ ‫افعي‬
‫مصطفى صادق ال ّر ّ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫اللّغة األم‬
‫‪٩٨‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫أسلوب اإلغراء والتحذير‬ ‫الثّالث‬
‫‪١٠١‬‬ ‫علم البالغة‬ ‫بعض األغراض البالغ ّية لإلنشاء‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫الحميص‬
‫ّ‬ ‫قُسطايك‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫دفا ٌع عن العرب ّية‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪١١٢‬‬ ‫مازن املبارك‬ ‫مطالعة‬ ‫اللّغة العربيّة حصن األ ّمة‬
‫الخامس‬
‫‪١١٥‬‬ ‫وظيفي‬
‫ّ‬ ‫تعبري‬ ‫كتابة محرض اجتامع‬
‫الوحدة الرابعة‪ّ :‬فن ّ‬
‫القصة‬
‫‪١١٨‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫القصة القصرية‬
‫ف ّن ّ‬ ‫األ ّول‬
‫‪١٢٦‬‬ ‫صباح محيي ال ّدين‬ ‫قصيص‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫العائد‬
‫الثّاين‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫أسامء األفعال‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫عبد الله عبد‬ ‫قصيص‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫ال َع َربة وال َّر ُجل‬
‫الثّالث‬
‫‪١٤٨‬‬ ‫علم البالغة‬ ‫االقتباس والتضمني‬
‫‪١٥٢‬‬ ‫فاروق خورشيد‬ ‫مطالعة‬ ‫القصة عند العرب‬
‫فن ّ‬
‫ال ّرابع‬
‫‪١٥٧‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫تدريبات عىل ما سبق‬
‫وطنية ّ‬
‫وقومية‬ ‫قضا� ّ‬ ‫الوحدة خ‬
‫الامسة‪ :‬ي‬
‫‪١٦٠‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫الشهادة والشهداء‬ ‫األ ّول‬
‫الجواهري ‪١٦٤‬‬
‫ّ‬ ‫مح ّمد مهدي‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫جمرة الشهداء‬
‫الثّاين‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫أسلوب االختصاص‬
‫‪١٧٢‬‬ ‫عمر يحيى‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬‫ّ‬ ‫سعيد العاص‬ ‫الثّالث‬
‫‪١٧٨‬‬ ‫سميح القاسم‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫مع الشهداء‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪١٨٢‬‬ ‫فارس زرزور‬ ‫مطالعة‬ ‫غدا ً سنلتقي‬ ‫الخامس‬
‫‪١٨٦‬‬ ‫مرشوعات مقرتحة‬
‫‪7‬‬
‫الوحدة ّ‬
‫السادسة‪ :‬إال ّ‬
‫بداعية‬
‫‪١٨٨‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫املذهب اإلبداعي (الرومانيس)‬ ‫األ ّول‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫جربان خليل جربان‬ ‫استامع‬ ‫مي‬
‫من رسائل جربان إىل ّ‬ ‫الثاين‬
‫‪١٩٦‬‬ ‫األخطل الصغري‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬‫ّ‬ ‫سلمى الكورانيّة‬ ‫الثّالث‬
‫‪٢٠٠‬‬ ‫الشاب‬
‫أبو القاسم ّ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الحب‬
‫صلوات يف هيكل ّ‬
‫‪٢٠٤‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫النسبة‬ ‫الرابع‬
‫‪٢٠٦‬‬ ‫علم العروض‬ ‫البحر الخفيف‬
‫‪٢٠٨‬‬ ‫أحمد زيك أبو شادي‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫يف حمى املوج‬ ‫الخامس‬
‫‪٢١٤‬‬ ‫مي زيادة‬
‫ّ‬ ‫مطالعة‬ ‫هذه الحياة اإلنسان ّية‬
‫السادس‬
‫‪٢١٦‬‬ ‫التعبري الوظيفي‬ ‫إعداد بيان مطالعة‬
‫ّ‬
‫الواقعية‬ ‫الوحدة السابعة‪:‬‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫الواقع ّية‬ ‫األ ّول‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫بدوي‬
‫مصطفى ّ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الطريد‬ ‫الثّاين‬
‫‪٢٣٤‬‬ ‫وصفي القرنفيل‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬‫ّ‬ ‫مع السلم‬ ‫الثّالث‬
‫‪٢٤٠‬‬ ‫معني بسيسو‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫املدينة املحارصة‬ ‫ال ّرابع‬
‫‪٢٤٤‬‬ ‫جالل فاروق الرشيف‬ ‫مطالعة‬ ‫إ ّن األدب كان مسؤوال‬ ‫الخامس‬
‫ّ‬
‫املرسحية‬ ‫الوحدة الثامنة‪ّ :‬فن‬
‫‪٢٤٨‬‬ ‫املؤلّفون‬ ‫قراءة متهيديّة‬ ‫ف ّن املرسح َّية‬ ‫األ ّول‬
‫‪٢٥٢‬‬ ‫سعد الله ونّوس‬ ‫مرسحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫حفلة سمر من أجل (‪ )5‬حزيران‬ ‫الثاين‬
‫‪٢٥٨‬‬ ‫مصطفى صمودي‬ ‫مرسحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬‫ّ‬ ‫والصمت‬
‫الصوت ّ‬
‫بني ّ‬ ‫الثالث‬
‫‪٢٦٤‬‬ ‫غسان غنيم‬ ‫مطالعة‬ ‫املرسح الغنا ّيئ عند العرب‬ ‫الرابع‬
‫‪٢٦٩‬‬ ‫قواعد اللغة‬ ‫تدريبات عىل ما سبقت دراسته‬
‫خطّة توزيع الحصص عىل وحدات الكتاب‬

‫‪8‬‬
‫الوحدة األولى‬ ‫األدبية‬
‫ّ‬ ‫العصور‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫العصور األدب ّي ‬


‫ة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫عبرات شاعر‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫موشّ ح‬ ‫الظبي ال ّنفور‬


‫ّ‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫مأساة قرطبة‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫حكم خالدة‬
‫ٌ‬ ‫الدرس الخامس ‬

‫مطالعة‬ ‫ذكر مدينة حلب‬ ‫الدرس السادس ‬


‫*‬
‫العصور األدبية‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫األندلسي ‪ -‬الدول المتتابعة‬


‫ّ‬ ‫اسي ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫العب‬
‫ّ‬
‫العباس‪:‬‬
‫يّ‬ ‫العرص‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬‬
‫وقسم هذا العصر‬ ‫يمت ّد هذا العصر من سنة (‪132‬هـ) حتّى سقوط بغداد بأيدي التتار سنة (‪656‬هـ)‪ّ ،‬‬
‫ظ الشعراء ُ العبّاسيّون وال‬ ‫ثالث حقب‪ ،‬هي‪( :‬حقبة بغداد‪ ،‬وحقبة الدويالت‪ ،‬والحقبة السلجوقيّة)‪ ،‬وقد حاف َ‬
‫ومضوا يدعمونَها دعماً الءَموا فيه بينها وبين‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الموروثة للشع ِر‪،‬‬ ‫الحقبة األولى على الشخصي ّ ِة‬ ‫ِ‬ ‫سيّما شعراء ُ‬
‫ِ‬
‫المرهفة؛ فإذا هي تتج ّددُ تج ُّددا ً يقوم على التواص ِل الوثي ِق‪.‬‬ ‫المتحضر ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫وأذواقهم‬ ‫ِ‬
‫الخصبة‬ ‫حياتهم العقلي ّ ِة‬‫ِ‬
‫الكتب الكثيرةُ التي‬
‫ُ‬ ‫َّأت له‬
‫قي هي ْ‬ ‫بب في ذلك ما بلغَت ْ ُه الحياةُ العقليّة ُ في هذا العص ِر من ُر ٍّ‬ ‫الس َ‬ ‫ولع َّل ّ‬
‫غيرهم إلى‬ ‫ت َ‬ ‫والمناظرات التي دف َع ْ‬
‫ُ‬ ‫المحاورات‬
‫ُ‬ ‫س واليونا ِن‪ ،‬كما هي ْ‬
‫َّأت له‬ ‫ت عن الهنو ِد والفر ِ‬ ‫ت ِ‬
‫ُرج َم ْ‬
‫شيء حتّى يص ُق َل عقلَه ويبل ُ َغ أقصى ما يري ُد‬ ‫يحاور ويناظر متناوال ً ك َّل ٍ‬‫ُ‬ ‫التفكي ِر المتّص ِل الذي ما يني صاحب ُ ُه‬
‫ُ‬

‫الدرس ّ‬
‫ليصوروهُ له ويزيلوا ال ُشب َهةَ فيه عن نفسه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وما لم يعرف ْ ُه ولم ْ‬
‫يعلم ُه يسأ ُل عنه العلماء َ‬ ‫ِ‬ ‫من العلم‬

‫ّ‬
‫بن بُرد‪:‬‬
‫ش ُار ُ‬‫وفي ذلك يقو ُل ب َّ‬

‫األول‬
‫الس ِ‬
‫كوت عىل الجهلِ‬ ‫دوا ُم العمى ُ‬
‫طول ُّ‬ ‫ـس ــؤال وإنّ ــا‬ ‫ُ‬
‫طـــول ال ـ ُّ‬ ‫ِشــفــا ُء الــعــمــى‬
‫تبحث بالعقلِ‬ ‫ُد ِعــ ْي ـ َ‬
‫ـت أخــا ع ـ ْقــلٍ لِ َ‬ ‫ــــاك فــإنّ ــا‬ ‫فـــكُـــ ْن ســـائِـــاً َّ‬
‫عــــا َعــــ َن َ‬
‫ق الحضريِّ‬ ‫وقد استطاع ال ّشعراء ُ العباسيّون أ ْن يبتكروا أسلوباً قامَ على عتا ٍد من القديم ِ وعُ َّد ٍة من الذّو ِ‬ ‫‪١‬‬
‫ويالئم بينها وبين حيا ِة‬
‫ُ‬ ‫ماتها التصريفي ّ ِة والنحوي ّ ِة‬ ‫ومقو ِ‬
‫ِّ‬ ‫ظ على مادّة الل ّ ِغة‬ ‫أسلوب يحاف ُ‬
‫ٌ‬ ‫الجدي ِد‪ ،‬وهو‬
‫عنه ألفا ُظ البداو ِة الحوشيّةُ‪ ،‬إضافةً إلى‬ ‫المتحضر ِة بحيث تُنْفَى عنه ألفا ُظ العامّ ِة ُ‬
‫المبت َذلة ُ كما تُنْفَى ُ‬ ‫ّ‬ ‫العباسيّين‬
‫آخر‪،‬‬ ‫والر ِ‬
‫صانة حيناً َ‬ ‫ِ‬
‫والجزالة َّ‬ ‫ِ‬
‫والرشاقة حيناً‬ ‫ِ‬
‫العذوبة‬ ‫ب األلفا َظ المنتخبةَ مع‬ ‫أنّهم أشاعوا في هذا األسلو ِ‬
‫البناء مثل مسلم ِ ب ِن الولي ِد‪ ،‬ومن يؤثرون الليونةَ‬ ‫وقد تو َّزع الشعراء بين مَ ْن يؤثرون الجزالةَ والفخامةَ وقو َة ِ‬
‫ُ‬
‫خصي (شعر ال ّزهد والوعظ)‪.‬‬ ‫سمي (شعر المديح)‪ ،‬أو شعر ِه ال ّش‬ ‫الر ِّ‬ ‫ِ‬
‫العتاهية في شعر ِه ّ‬ ‫والسهولةَ مثل أبي‬
‫ّ‬
‫المديح‪ ،‬إذ ر ّك َز ال ّشعراء ُ في تصوي ِر القيم ِ‬ ‫ُ‬ ‫نقف عندَه‬
‫ُ‬ ‫وأو ُل ما‬‫األغراض في هذا العص ِر‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫تنوع ِ‬
‫وقد ّ‬
‫لم والحزم ُ والمروءةُ والع ّفة ُ‬ ‫السماحة ُ والكرم ُ ِ‬
‫والح ُ‬ ‫ومن هذه القيمِ‪ّ :‬‬ ‫خلقي ّ ِة فجعلوها صورا ً حيّةً ناطقةً‪ِ ،‬‬ ‫ال ُ‬
‫والبأس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫س وعل ُّو الهمَّ ِة وال ّشجاعة ُ‬ ‫وشرف النّف ِ‬
‫ُ‬

‫* لالستزادة ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬جودت الركابي‪ ،‬األدب العربي من االنحدار إلى االزدهار‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جودت الركابي‪ ،‬في األدب األندلسي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شوقي ضيف‪ ،‬العصر العباسي األول‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬ ‫يبدألا روصعلا‬

‫الح ْكم ِ وما ينبغي أن يقومَ‬‫الخلفاء والوال ِة يُضيفون إلى هذه المثالي ّ ِة مثاليّةَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مديح‬
‫ِ‬ ‫وقد مضى ال ّشعراء ُ في‬
‫ضاف إلى ذلك‬
‫ُ‬ ‫تصلح حياةُ األمّ ِة من ِ‬
‫دونها‪ .‬ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والعدالة التي ال‬ ‫ريعة وتقوى اهللِ‬ ‫عليه من األخذ بدستو ِر ال ّش ِ‬
‫المديح في هذا العصر مقامَ‬ ‫ِ‬ ‫لفاء‪ ،‬وبذلك قامَت قصيدةُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت في عصو ِر ال ُ‬ ‫األحداث التي وق َع ْ‬ ‫َ‬ ‫أنّهم صوَّروا‬
‫ينهض بها الخلفاء‬ ‫اعر واألعما َل الكبرى التي‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ُ‬ ‫عاصرها ال ّش ُ‬
‫َ‬ ‫األحداث التي‬
‫َ‬ ‫ج ُل‬
‫الحديثة‪ ،‬فهي تس ّ‬ ‫حافة‬ ‫ِّ‬
‫وثائق تاريخيّةً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تصبح‬
‫ُ‬ ‫مما يُعطيها قيمةً بعيد ًة إذ‬ ‫ّ‬
‫يصورو َن‬ ‫ثاء نشاطاً واسعاً‪ ،‬والسيّما رثاء ُ الخلفاء والوزراء والقادة‪ ،‬فراحوا‬ ‫ط ال ّشعراء في الر ِ‬ ‫ونش َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تمام في‬‫وفاتهم‪ ،‬ومن خي ِر ما يمث ّ ُل ذلك مراثي أبي ّ‬ ‫ش في ِ‬ ‫في القاد ِة بطولتَهم ومحنةَ األمّ ِة والجيو ِ‬
‫ح َمي ِد الطوسي في ِ‬
‫قوله‪:‬‬ ‫محم ِد ب ِن ُ‬
‫ّ‬ ‫القائ ِد‬
‫ّ‬
‫ـح َمغ َنى الــجــو ِد بــعــدَ َك بَلْقَعا‬
‫وأصــبـ َ‬ ‫بــك ال ـ َّنــاعــي وإنْ كـــانَ أسمعا‬
‫أصـــم َ‬
‫َّ‬
‫مــفــ ّراً غَــــدا َة املــــأزقِ ارتــــا َد َمـ ْ َ‬
‫ـرعــا‬ ‫فتى كلّام ارتـــا َد الشُّ جا ُع ِمــ َن الــ َّردى‬
‫ً‬
‫ثــــم انــثــ َنــى فــت ـ َق ـطّــعــا‬
‫فــق ـطّ ـ َعــهــا ّ‬ ‫ـف القــى رضيب ًة‬ ‫ـت ّإل الـ َّ‬
‫ـســيـ َ‬ ‫فــا ك ـ ْنـ َ‬
‫كما َكث ُ َر في هذا العص ِر موضوعا العتا ِ‬
‫ب واالعتذا ِر‪ ،‬وقد ات ّخذ لهما ال ّشعراء ُ مَسا ِلكَ دقيقةً تد ّل أوض َ‬
‫ح‬
‫ب الذّه ِن من مثل قول أبي دُلف مُعاتباً‪:‬‬‫وخص ِ‬
‫س ِ‬ ‫ّاللة على َر ِ‬
‫هافة ِ‬
‫الح ّ‬ ‫الد ِ‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫ِ‬
‫ســالــف الـــدّ هـــ ِر تــنـظُـ ُر‬ ‫إ َّيل بــهــا يف‬ ‫ــت مـــ ّر ًة‬
‫و َمــــ ْن يل بــالــع ـ ِن الــتــي كــ ْن ُ‬
‫األول‬

‫ِ‬
‫العفيف قو ُل‬ ‫ومن ِ‬
‫أمثلة الغز ِل‬ ‫الحب اإلنساني ّ ِة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫عاطفة‬ ‫العباسي بالغز ِل وتصوي ِر‬ ‫اعر‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ني ال ّش ُ‬
‫وكثيرا ً ما عُ َ‬
‫ِ‬
‫األحنف‪:‬‬ ‫س ب ِن‬
‫العبّا ِ‬

‫‪١‬‬ ‫حــال مــن رضـــا ٍء ومــن َع ْت ِب‬


‫ٍ‬ ‫عــى كـ ِّـل‬ ‫ُفــــؤادي َو َعــيــنــي حــا ِفــظــانِ لِغَيبِها‬
‫التعليمي‬ ‫عر‬
‫استحدث العباسيّون ال ّش َ‬
‫َ‬ ‫شعر ال ُّزه ِد الت ِ‬
‫ّصاله بحيا ِة الْجماهي ِر كما‬ ‫انتشر في هذا العص ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫كما‬
‫ّ‬
‫قي الحيا ِة العقلي ّ ِة في ذلك العص ِر‪.‬‬ ‫الذي دف َع ِ‬
‫إليه ُر ُّ‬
‫ندلس‪:‬‬ ‫أ‬
‫العرص ال ي ّ‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬‬
‫تطورا ٍ‬
‫ت‬ ‫ت فيه الحضارةُ األندلسيّة ُ ّ‬ ‫األندلسي من عام (‪92‬هـ) إلى عام (‪898‬هـ)‪ ،‬وقد عرف َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫العصر‬
‫ُ‬ ‫يمت ُّد‬
‫الخالفة األموي ّ ِة أيّامَ عب ِد الرحم ِن النّاصر‬
‫ِ‬ ‫القو ِة في عه ِد‬
‫ت هذه الحضارةُ إلى ذروة ّ‬ ‫مختلفةً‪ ،‬فقد وصل َ ْ‬
‫شمس األدب‬ ‫ُ‬ ‫الفكري‪ .‬وفي عهد ملوك الطّوائف سط َع ْ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫وول ِده الحكم ولكنّها لم تص ْل إلى ذُرو ِة ن ُ ِ‬
‫ضجها‬
‫تاريخها طائفةً من أعظم المف ّكرين واألدباء‬ ‫ِ‬ ‫األندلس في هذه الحقبة المضطربة من‬ ‫ُ‬ ‫والفكر‪ ،‬وعرف َ ِ‬
‫ت‬
‫والمؤرخ ابن حيّان وال ّشاعر ابن زيدون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وال ّشعراء أمثال‪ :‬ابن حزم‬
‫بعض األسماء مث ُل‪ :‬الفيلسوف ابن بَاجةْ والفتح بن خاقان وابن بسَّ ام وابن‬ ‫قت في عهد المرابطين ُ‬ ‫وتأل ّ ْ‬
‫ق ُ ْزمَان صاحب األزجال ال ّشهيرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يبدألا روصعلا‬

‫ب مث ُل‪:‬‬‫ت طائفة ٌ من أعالم ِ العلم ِ واألد ِ‬ ‫وظهر ْ‬


‫َ‬ ‫نضجها‪،‬‬‫ت النّهضة ُ الفكريّة ذرو َة ِ‬ ‫حدين بلغَ ِ‬ ‫وفي عهد المو ّ‬
‫تنحصر في النّواحي األدبيّة‪ ،‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫َيل واب ِن ُرش ٍد‪ ...‬أمّا الحركة ُ الفكريّة ُ في عهد بني األحمر فتكاد‬ ‫اب ِن طُف ٍ‬
‫األدباء وال ّش ِ‬
‫عراء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت غرناطة بجمهر ٍة ِمن أكاب ِر‬ ‫عر وح َفل َ ْ‬
‫األدب وال ّش ُ‬
‫ُ‬ ‫ازدهر‬
‫َ‬
‫ب التي‬ ‫بوجه عامٍّ ع ِن القواع ِد واألسالي ِ‬‫ٍ‬ ‫ض ولم يشذّوا‬ ‫ف األغرا ِ‬ ‫عر في مُختل َ ِ‬ ‫س ال ّش َ‬ ‫نظم شعراء ُ األندل ِ‬
‫وقد َ‬
‫ات ّبعها المشارقة ُ في أشعا ِرهم‪.‬‬
‫إثر بل ٍد‪ ،‬فبَ َكوها‬ ‫ديارهم تس ُق ُ‬
‫ائلة‪ ،‬فقد أشجاهُم أ ْن َيروا َ‬ ‫ك ال ّز ِ‬ ‫رثاء الممال ِ‬ ‫ع األندلسيّون في ِ‬
‫ط بلدا ً َ‬ ‫وقد بر َ‬
‫انة دولةَ بني عبّا ٍد‪ ،‬وبكى أبو البقاء‬ ‫ابن اللب ّ ِ‬
‫طبيعته‪ ،‬فبكى ُ‬ ‫ِ‬ ‫بُكاء َ مَ ْن يبكي فرا َق وط ٍن أحب ّ ُه وف ُِت َن بجما ِل‬
‫قصيدته التي قال فيها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫األندلس بأس ِرها في‬
‫َ‬ ‫ندي‬
‫الر ّ‬ ‫ُّ‬
‫ات وأَ ْحـــــــزانُ‬
‫ــــــــر ٌ‬
‫َّ‬ ‫ولـــلـــ ّزمـــانِ َم‬ ‫َفـــجـــائِ ُ‬
‫ـــع الـــدّ هـــ ِر أنـــــوا ٌع ُمــنــ ّوعــ ٌة‬
‫هــــوى لَــــهُ أُ ُحــــــدٌ وانـــهـــدَّ ثَـــ ْهـــانُ‬ ‫د َهــــى الــجــزيــر َة أمــــ ٌر ال مــــ َر َّد لَــهُ‬
‫فوس‬
‫ت بها الن ّ ُ‬
‫القلوب وهامَ ْ‬
‫ُ‬ ‫بيعة األندلسي ّ ِة التي ُشغف ْ‬
‫َت بها‬ ‫الطبيعة بسبب جما ِل الط ّ ِ‬
‫ِ‬ ‫اهتموا بشع ِر‬
‫كما ّ‬
‫خل ِد كما قال ُ‬
‫ابن‬ ‫جنّةَ ال ُ‬‫ورأَوا فيها َ‬ ‫ومباهج ِج ِ‬
‫نانها َ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِر ِ‬
‫ياضها‬ ‫فأخذ ال ّشعراء ُ ينْظُمون ك َِل َمهم دُررا ً في ْ‬
‫وص ِ‬
‫خفاجة‪:‬‬
‫َ‬
‫ــــــل وأنــــهــــا ٌر وأشـــجـــا ُر‬
‫وظ ٌّ‬ ‫مـــــا ٌء ِ‬ ‫أنــــدلــــس لـــلـــ ِه د ُّرك ُ‬
‫ُــــــم‬ ‫ٍ‬ ‫أهـــــل‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ـــت أخــتــا ُر‬
‫تـــخـــر ُت هـــذا كـــ ْن ُ‬
‫ّْ‬ ‫ولـــو‬ ‫مــا جــ ّنــ ُة الــخُــلْــ ِد ّإل يف ديـــا ِرك ُ‬
‫ُـــم‬
‫ِ‬
‫للمشارقة؛ ألنّهم كانوا يَ َرون‬ ‫ين كانوا في آدابهم مُقل ّ َ‬
‫دين‬ ‫شير في الن ّ ِ‬
‫هاية إلى أ ّن األندلسي ّ َ‬ ‫حس ُن أ ْن ن ُ َ‬ ‫ويَ ُ‬
‫بعض شعرائهم‬ ‫وفنونهم‪ ،‬وقد َس ّموا َ‬ ‫ِ‬ ‫فيهم المث َل األعلى ِلشع ِر ِهم وأدبِ هم‪ ،‬ويجدون َ ُهم مَنبَ َع ِ‬
‫علوم ِهم وآدابِ هم‬
‫ِ‬
‫اهتمامهم‬ ‫أكثر من‬ ‫راجم ِ المشرقي ّ ِة‬
‫واهتموا بالت ّ ِ‬
‫ّ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ب ببُحتريِّ المغر ِ‬ ‫فابن زيدون لُقِّ َ‬
‫ُ‬ ‫بأسماء مشرقي ّ ٍة‪،‬‬‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المغاربة‪ ،‬بينما ح َف َل‬ ‫ت إلى‬ ‫األندلسي ال نج ُد فيه إال إشارا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫فكتاب العق ِد الفري ِد الب ِن عبد ربه‬
‫ُ‬ ‫بالمغربي ّ ِة‪،‬‬
‫بال ّشعر المشرقي وترجمة شعرائه و ِ‬
‫أدبائه ون ّقاده‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المتتابعة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الدول‬
‫عرص ّ‬
‫‪ُ 3.3‬‬
‫باستيالء المغو ِل على بغداد عام (‪656‬هـ) وينتهي بدخو ِل نابليون مصر عام (‪1798‬م)‬ ‫ِ‬ ‫العصر‬ ‫يبدأ ُ هذا‬
‫ُ‬
‫العصر عهدَين‪ :‬عه َد المماليك وعه َد العثمانيين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قس ُم هذا‬‫وي ُ َ‬
‫ت لنا خُالصةَ كتبُِ نا‬ ‫حفظ َ ْ‬ ‫ت العلمي ّ ِة واألدبي ّ ِة التي ِ‬ ‫عصر الموسوعا ِ‬ ‫َ‬ ‫العصر كان‬‫َ‬ ‫ونستطيع القو َل إ ّن هذا‬
‫ُ‬
‫ت على األمّ ِة العربيّة‪ِ.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أكثرها إتالفاً وإحراقاً بتأثي ِر غارات التتا ِر والمصائب التي تتال َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ذهب ُ‬ ‫َ‬ ‫القديمة التي‬
‫ب الدّواوين‬ ‫ب من ُكتّا ِ‬ ‫منزلة كات ٍ‬ ‫ب بصور ٍة عامّ ٍة عن ِ‬ ‫ب فلم ترتف ْع منزلة ُ ال ّشاع ِر واألدي ِ‬ ‫يتعلق باألد ِ‬
‫ُ‬ ‫وفيما‬
‫عظم ُهم في‬ ‫فعاش ال ّشعراء ُ مُ ُ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مرموقة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مكانة‬ ‫يبق لل ّشاع ِر أيّة ُ‬
‫العثماني فلم َ‬
‫ِّ‬ ‫المملوكي‪ .‬أمّا في الدّو ِر‬
‫ِّ‬ ‫في العص ِر‬
‫الفقر وسوء َ الحالِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كثير منهم‬
‫س تستدعي ال ّشفقةَ وقد شكا ٌ‬ ‫من البُؤ ِ‬ ‫ٍ‬
‫حالة َ‬

‫‪12‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫ت‬ ‫ض التي عُ ِرف َ ْ‬‫نظم فيه ال ّشعراء ُ في جميع األغرا ِ‬ ‫عر في هذا العص ِر تقليدا ً ال تجدي َد فيه‪َ ،‬‬ ‫وقد كان ال ّش ُ‬
‫ض على بعضها اآلخ ِر وإكثا ِر النّظم ِ فيها ومن‬ ‫ض األغرا ِ‬ ‫ِ‬
‫الخالية‪ ،‬وهذا لم يمن ْع من طُغيا ِن بع ِ‬ ‫في العصو ِر‬
‫البوصيري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اعر‬
‫وأو ُل من تنب ّ َه له ال ّش ُ‬
‫الرسو ِل (ﷺ)‪ّ ،‬‬ ‫مدائح ّ‬
‫ِ‬ ‫ظهر جليّاً في‬‫الديني الذي َ‬
‫ُّ‬ ‫عر‬
‫ض ال ّش ُ‬ ‫هذه األغرا ِ‬
‫ت القيِّ ِ‬ ‫(‪)1‬‬
‫مة وبجالئ ِل‬ ‫الوصف ولكنّهم لم يهتمُّوا بالموضوعا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت في شع ِر ِهم‬‫ض التي كث ُ َر ْ‬ ‫ومن األغرا ِ‬‫َ‬
‫يصف ِم َّ‬
‫خدة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫القاهري‬
‫ّ‬ ‫بوصف ٍ‬
‫آلة أو أدا ٍة كقول النّواجي‬ ‫ِ‬ ‫الجزئيات‪ ،‬واكتَفَوا‬‫األشياء وإنما اقتصروا على ُ‬
‫لــلــجــلــيــس‬
‫ِ‬ ‫وحـــــيـــــا ٌة وراحــــــــــ ٌة‬ ‫لــلــنــفــوس‬
‫ِ‬ ‫نــــفــــع ولـــــــــ ّذ ٌة‬
‫ٌ‬ ‫هــــي‬
‫ؤوس‬ ‫وتـــواضـــ ْع ِ‬
‫ـــت عــنــد رفــــ ِع الـــــ ُّر ِ‬ ‫نــــديــــم أر ْحـــــ ِتـــــه بِـــاتِّـــكـــا ٍء‬
‫ٍ‬ ‫كـــــم‬
‫ْ‬
‫التعليمي‪ ،‬فأخذوا ينظمون أنواع العلوم شعراً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األلغاز‪ ،‬ومالوا أيضاً إلى ال ّشع ِر‬
‫َ‬ ‫كذلك نظموا في شعرهم‬
‫مما‬ ‫عر‪ ،‬وكب َّلت ْ ُه بقيو ِد الصَّ ِ‬
‫نعة اللّفظيّة؛ ّ‬ ‫ت البديعي ّ ِة كَثر ًة أفس َد ِ‬
‫ت ال ّش َ‬ ‫المحسنا ِ‬
‫ّ‬ ‫أكثر شعراء ُ هذا العصر من‬
‫وقد َ‬
‫جعل َ ُه أدباً حبيساً مُقيَّدا ً مُتكلَّفاً عموماً‪ ،‬وإ ْن كان هذا ال يعني خل َّو العص ِر من بعض ال ّشعراء النّابهين‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫أثرهم فيها؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪1.1‬ما دور ال ّش ِ‬


‫الحفاظ على ال ّشخصيّة الموروثة لل ّشع ِر؟ وما ُ‬ ‫عراء العباسيّين في‬ ‫ُ‬
‫خلفاء؟‬ ‫ِ‬
‫يم ر ّك َز ال ّشعراء ُ عند مديحهم األمراء َ وال ُ‬ ‫‪ِ 2.2‬ف َ‬
‫‪3.3‬عل ّ ْل ما يأتي‪:‬‬
‫العباسي مكانةً مرموقةً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪.‬أبلوغُ الحيا ِة العقلي ّ ِة في العص ِر‬
‫العباسي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ع األغراض في العص ِر‬ ‫ ‪.‬ب ّ‬
‫تنو ُ‬
‫ِ‬
‫المتتابعة‪.‬‬ ‫ ‪.‬جفسادُ ال ّشع ِر في عص ِر الدّو ِل‬
‫أليف والت ّ ِ‬
‫رجمة لهم‪.‬‬ ‫عراء‪ ،‬واالهتمام ُ بالت ّ ِ‬ ‫أسماء ال ّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المغاربة لمشارقةَ في‬ ‫ ‪.‬دتقلي ُد‬
‫اسي؟‬
‫ّور الذي قامت به قصيدة المديح في العصر العب ّ ّ‬ ‫ح الد َ‬ ‫ض ِ‬ ‫‪4.4‬و ّ‬
‫ب العبّاسيين في ال ّشع ِر‪.‬‬ ‫ف بأسلو ِ‬ ‫عر ْ‬ ‫‪ّ 5.5‬‬
‫األندلسي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َت جليَّةً في ال ّشع ِر‬ ‫ّئلة التي بد ْ‬ ‫ك الزا ِ‬ ‫ثاء الممال ِ‬‫ث عن ِر ِ‬ ‫‪6.6‬تح ّد ْ‬
‫ِ‬
‫المتتابعة؟‬ ‫ضعف ال ّشع ِر في عص ِر الدّو ِل‬ ‫ِ‬ ‫مظاهر‬ ‫‪7.7‬ما‬
‫ُ‬

‫‪ .1‬يذهب بعض الباحثين والدّارسين إلى أ ّن الوصف ليس غرضاً‪ ،‬وإنّما وسيلة ٌ فنّيّة ٌ موجودة في األغراض األخرى كالمديح والرثاء وغيرهما‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫*‬
‫عبرات شاعر‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫المتن ّبي‬
‫(‪354 - 303‬هـ)‬
‫ف‬
‫احلســ�‪ُ ،‬وِل َــد ي�‬
‫ين‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫أمحــد ب نُ�‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الكوفــة‪ ،‬ث ّ� رحــل إىل الشــام‬
‫مد�ــا تّ‬ ‫بــ� ن‬ ‫وتنقــل ي ن‬ ‫ّ‬
‫حــى‬
‫اســتقر ف� حلــب ف� َ‬
‫ــدح‬ ‫ّ ي‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫يَ‬
‫الــدول‪،‬‬ ‫أم�هــا ســيف‬
‫وملــا أوقــع الواشــون ن‬ ‫ّ‬

‫الدرس ّ‬
‫بي�مــا‬

‫ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫مــر ف� َ‬
‫ــدح‬ ‫َ‬ ‫انتقــل إىل‬
‫ً ً ف‬

‫الثاني‬
‫ما يزال شعر العاطفة نبعاً فيّاضاً ال تتوقف معانيه عن إثارة أنبل‬ ‫يَ‬
‫أم�هــا اكفــورا أمــا ي� أحــد‬
‫المشاعر في المتلقي عن الرغم من بعد العهد وها هو ذا ما ِلئُ الدنيا‬ ‫ّ‬
‫ح من معي ِن شعره عبيرا ً من الغزل والحكمة في‬ ‫ـ� مل يتحقـ ْـق‬ ‫املناصــب‪ ،‬وحـ ي ن‬
‫ينض ُ‬
‫وشاغ ُل الناس َ‬
‫والنص الذي بين أيدينا يش ّكل‬‫ّ‬ ‫صنِّف في المديح‪،‬‬‫نص ُ‬ ‫تضاعيف ٍّ‬ ‫هل ذلــك جهــاه‪ ،‬واكنــت آخــر‬ ‫‪2‬‬
‫ٍ‬
‫مشرقة رسمها المتنبّي في ديوان العرب‪.‬‬ ‫صور ًة من صو ٍر‬ ‫شــراز حيــث‬ ‫رحالتــه إىل ي‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫قتــل ي� طريــق عودتــه إىل‬
‫العــراق‪.‬‬

‫* ديوان المتنبّي‪ :‬دار بيروت للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.176 -174‬‬
‫‪14‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫رعاش تاربع‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫َـــر ُ‬
‫قـــرق‬ ‫ـــــــر ٌة ت َ‬
‫وجـــــ ًوى يـــزيـــدُ و َع ْ‬ ‫ي يـــــأ َر ُق‬
‫ومـــثـــ َ‬ ‫أ َر ٌق عـــى أ َرقٍ‬ ‫‪1‬‬
‫وقـــلـــب يــخ ـ ِفـ ُـق‬
‫ٌ‬ ‫َعـــــ ٌن ُمـــســـ َّهـــدَ ٌة‬ ‫أنْ تــكــونَ كــا أُرى‬ ‫ـصــبــاب ـ ِة‬
‫جــهــدُ الـ ّ‬ ‫‪2‬‬
‫ــق‬
‫ـــت ويل فــــــؤا ٌد شــ ِّي ُ‬ ‫إال انـــثـــنـــ ْي ُ‬ ‫َّــــم طــائــ ٌر‬ ‫ٌ‬
‫بـــــرق أو تــــرن َ‬ ‫الح‬
‫مـــا َ‬ ‫‪3‬‬
‫عــــا تُـــحـــر ُِق‬
‫ـــل ّ‬ ‫نــــا ُر الــغــى وتـــ ِك ُّ‬ ‫ــت ِمـــ ْن نـــا ِر الــهــوى مــا تنطَفي‬
‫جــ ّربْ ُ‬ ‫‪4‬‬
‫ميـــوت َمـــ ْن ال يعشَ ُق‬‫ُ‬ ‫ـف‬
‫فعج ْب ُت كــيـ َ‬ ‫أهـــل ال ـ ِعــشـ ِ‬
‫ـق ح ـ ّتــى ذ ْق ـ ُتــهُ‬ ‫َ‬ ‫ْــت‬
‫وعــذل ُ‬ ‫‪5‬‬
‫ـت فــيــ ِه مـــا ل ـ ُقــوا‬‫ـــم فــلــق ـ ْيـ ُ‬
‫عـــرتُـــ ُه ْ‬
‫ّْ‬ ‫ـــت ذنْــبــي أنَّــنــي‬ ‫ـــم وعـــر ْف ُ‬‫وعـــذرتُـــ ُه ْ‬ ‫‪6‬‬

‫الـــبـــن فــيــهــا يَــن ـ ِعـ ُـق‬


‫ِْ‬ ‫ُـــــراب‬
‫ُ‬ ‫أبـــــداً غ‬ ‫ٍ‬
‫مــنــازل‬ ‫أهــــل‬
‫ُ‬ ‫أبَـــ ِنـــي أبــيــنــا نــحــ ُن‬ ‫‪7‬‬
‫فــلــم يــتــفـ َّرقــوا‬
‫ْ‬ ‫ــم الــدُّ نــيــا‬
‫جــ َمــ َعــ ْتــ ُه ُ‬ ‫ر‬‫نــبــي عــى الــدُّ نــيــا ومـــا ِمــــ ْن َمــع ـ ٍ‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس ّ‬

‫ــيــب أ ْو َقـــــ ُر والــشَّ ــبــيــب ـ ُة أنْــــ َز ُق‬


‫والــشَّ ُ‬ ‫ـــل والـــحـــيـــا ُة شــهِــ َّيــ ٌة‬
‫واملــــــر ُء يـــأ ُم ُ‬ ‫‪9‬‬
‫ّ‬

‫َـــــق‬
‫وجـــهـــي َرون ُ‬
‫َ‬ ‫ُمــــســــو ّد ٌة ولِــــــا ِء‬ ‫ـاب ولِ َّمتي‬ ‫ـت عــى الــشَّ ــبـ ِ‬ ‫ولــقــدْ ب ـكَ ـ ْيـ ُ‬ ‫‪10‬‬
‫الثاني‬

‫ـي أَ َ‬
‫رش ُق‬ ‫ح ـ ّتــى لَـــ ِكـــدْ ُت مبـــا ِء جــفــنـ َ‬ ‫يــــوم ِفـــرا ِقـــ ِه‬
‫ِ‬ ‫حــــــ َذراً عــلــي ـ ِه قـــ ْب َ‬
‫ـــل‬ ‫‪11‬‬

‫‪2‬‬
‫مفردات للشرح‬
‫الشبيبة‪ :‬بمعنى الشباب‬ ‫األر ُق‪ :‬فق ُد النوم ِ‬
‫أخف وأطيش‬
‫ُّ‬ ‫أنز ُق‪:‬‬ ‫الحرقة ُ من حز ٍن أو ِعش ٍق‬ ‫الجوى‪ُ :‬‬
‫الحسن والنضارة‬
‫ُ‬ ‫الرونق‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الع َ ْبرةُ‪ :‬الدمعة ُ‬
‫جاوز شحمة األذن‬
‫َ‬ ‫اللّمة ُ من الشعر‪ :‬ما‬ ‫الصبابةُ‪ :‬رقّة ُ الشو ِ‬
‫ق‬
‫غص بالطعام‪ ،‬وهي هنا‬‫شرقَ بالماء‪ :‬مث ُل ّ‬ ‫ق‬‫الشيّ ُق‪ :‬المشتا ُ‬
‫بمعنى ضاق جفن الشاعر عنها‬ ‫خشبه وجمره يبقى‬
‫ُ‬ ‫شجر من األث ْ ِل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الغضى‪:‬‬
‫لكدت‪ :‬الالم للتوكيد وحذف قد والتقدير‬ ‫زماناً طويال ً ال ينطفئ‬
‫لقد كدت‬ ‫أوقر‪ :‬من الوقار‬‫ُ‬

‫‪15‬‬
‫رعاش تاربع‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫‪1.1‬اخت ِر اإلجابةَ الصحيحةَ من ك ٍّل مما يأتي‪:‬‬
‫النص (ذاتية ‪ -‬موضوعية – ذاتية موضوعية)‪.‬‬‫ –نظرةُ الشاع ِر في ّ‬
‫الشاعر في أبياته السابقة بين (الغزل والوعظ ‪ -‬الغزل والرثاء – الغزل والمديح)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يجمع‬
‫ُ‬ ‫ –‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراء ًة جهري ًة معبّر ًة مراعي ًا التلوين الصوتي المناسب النفعال الشاعر‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص‪.‬‬
‫مما ورد في ّ‬‫المحب ّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ْ 1.1‬‬
‫اذكر أثرين من آثا ِر العش ِق في‬
‫ب وآالمَه‪.‬‬
‫النص السابق مثالين لمعاناة الشاعر همومَ الح ّ‬
‫ت من ّ‬ ‫‪2.2‬ها ِ‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ج ْهد)‪.‬‬
‫(ج ْهد – َ‬‫ق بين ُ‬ ‫تعر ِ‬
‫ف الفر ِ‬ ‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪2.2‬أكمل المخطّط التالي بما يناسبه من الفكر اآلتية ‪:‬‬
‫التحسر على الشباب وأيّامه ‪ -‬لوم‬
‫ّ‬ ‫الصبا الذاهب –‬
‫وقوع الشاعر في العشق – تصوير روعة العشق في ّ‬
‫األحبّة على صدودهم‪.‬‬
‫الفكرة املستبعدة (‪)٣‬‬ ‫الفكرة الرئيسة (‪)٢‬‬ ‫الفكرة الرئيسة (‪)١‬‬ ‫الفكرة العا ّمة‬

‫ح ّ‬
‫كل ً منهما‪.‬‬ ‫ض ْ‬‫الشاعر من أهل العش ِق موقفين متعارضين و ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 3.3‬‬
‫وقف‬
‫الشاعر في المقطع الثاني متعقِّال ً حيناً ومُستسلماً حيناً آخر‪ ،‬و ّ‬
‫ضح ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪4.4‬بدا‬
‫ح تعلُّ َق اإلنسا ِن بالدّنيا ومتاعها‪.‬‬ ‫‪5.5‬من فهمكَ المقط َع الثاني و ّ‬
‫ض ْ‬
‫‪6.6‬بِ َم تعل ّ ُل لجوء َ الشاع ِر إلى الحكمة في المقطع الثاني؟‬

‫‪16‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫ِ‬
‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫ث عن آثا ٍر أُخر للعشق في النف ِ‬
‫س‬ ‫عما قاسى من العشق تح ّد ْ‬
‫الشاعر في أبياته السابقة ّ‬ ‫‪7.7‬تحد َ‬
‫ّث‬
‫ُ‬
‫‪8.8‬قال ُّ‬
‫علي بن الجهم ِ ‪:‬‬
‫ـت باكياً‬
‫وهـــا أنـــا بــالــعــشّ ــاق أصــبــحـ ُ‬ ‫كــنــت بــالــعــشّ ــاق أهـــــزأُ مـــ ّر ًة‬
‫ُ‬ ‫قـــد‬
‫ث المضمونُ‪.‬‬
‫النص من حي ُ‬ ‫واز ْن بين هذا البي ِ‬
‫ت والبيت الخامس من ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫أثره في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫المقطع الثاني مثاال ً للتقديم والتأخير وبي ّ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ت من‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫أثر‬ ‫الشاعر من استعمال الفعلَين الماضي والمضارع في المقطع الثاني‪ .‬مثِّ ْل لك ٍّل منهما‪ّ ،‬‬
‫ثم بي ّ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 2.2‬‬
‫أكثر‬
‫ذلك في خدمة المعنى‪.‬‬
‫ثم اذكر وظيفتين من وظائفها‪.‬‬ ‫‪3.3‬في قول الشاعر‪( :‬نار الهوى) صورةٌ بيانية ٌ‪ .‬حلّلها ّ‬
‫سمه‪.‬‬
‫ثم ّ‬ ‫حسناً بديعيّاً‪ّ ،‬‬
‫األو ِل مُ ّ‬ ‫ت ّ‬ ‫استخرج من البي ِ‬‫ْ‬ ‫‪4.4‬‬
‫لتكو َن منها بيتاً شعرياً‪:‬‬
‫التراكيب اآلتية ِّ‬‫َ‬ ‫ب‬‫‪5.5‬رت ِّ ِ‬
‫ت‬‫والموت آ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والمستغ ُّر بما لديه –‬ ‫األحمق –‬
‫ُ‬ ‫نفائس –‬
‫ٌ‬ ‫والنفوس‬
‫األبرز‪ ،‬ومثِّ ْل ألدا ٍة استعملها الشاعر في تجليته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫العاطفي‬
‫َّ‬ ‫الشعور‬
‫َ‬ ‫األو ِل‬
‫المقطع ّ‬‫ِ‬ ‫ت من‬ ‫‪6.6‬ها ِ‬
‫السابع مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة ومث ّ ْل لك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫استخرج من البي ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪7.7‬‬
‫بحره‪.‬‬
‫ثم س ِّم َ‬ ‫النص تقطيعاً عروضياً‪ّ ،‬‬ ‫البيت الثّاني من ّ‬ ‫َ‬ ‫‪8.8‬قط ّ ِع‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫الصبا‪ ،‬اقتر ْح نهاي ًة أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالبكاء على أيّام ِّ‬ ‫قصتَهُ‬
‫اختتم الشاعر ّ‬
‫ * َ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫نص‪:‬‬‫ *تحرير ّ‬
‫فت في‬‫ت قصائ َد صن ّ ْ‬ ‫مقدما ِ‬‫ظهرت في ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ت خاطفةً‪،‬‬ ‫أط َّل المتنبِ ّي على دنيا العش ِق والهوى في شعره إطالال ٍ‬
‫ب‪،‬‬‫قيقة حين وقع في الح ّ‬ ‫الد ِ‬ ‫أحاسيسه َّ‬
‫ِ‬ ‫أتقن تجسي َد‬ ‫اخلي براعةَ فنّا ٍن َ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫المديح‪ ،‬ولكنَّه بر َ‬
‫ع في تصوي ِر عالمه الد ّ‬ ‫ِ‬
‫آثار ذلك العش ِق في‬ ‫األول؛ إذ تناو َل َ‬ ‫ِ‬
‫الصبا الذّاهب في المقطع ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد بنى نصَّ ه على تصوي ِر روعة العش ِق في ِّ‬
‫ين لوماً ما ِفتئَ أن تراج َع عنه‬ ‫شغاف القلب‪ ،‬عش ٍق دف َع َه إلى لوم المحب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫وصبابة ونار تكوي‬ ‫ٍ‬ ‫المحب من أر ٍ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬
‫خبِ َر دنياه‪.‬‬
‫بعد أن ذا َق الحبَّ و َ‬
‫فاستسلم للمشاع ِر الفيّاضة حيناً‪ ،‬ولجأ إلى‬
‫َ‬ ‫ب وأي ِ‬
‫َّامه‪،‬‬ ‫شبا ِ‬‫ته على ال َّ‬ ‫حسر ُ‬
‫َ‬ ‫اعر فيه‬
‫ش ُ‬ ‫المقطع الثّاني فقد أبدى ال َّ‬
‫ُ‬ ‫أمّا‬
‫ٍ‬
‫مرهفة أشقاها الحز ُن وأتعبَها‪.‬‬ ‫س‬
‫خفيف من وطأة األلم ِ على نف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫طلب للت ّ‬‫ٌ‬ ‫الحكمة حيناً آخر‪ ،‬وما لجوءُه إليها إال‬‫ِ‬

‫‪17‬‬
‫رعاش تاربع‬

‫أهميّةَ المتق ّدمِ‪،‬‬


‫ليبرز ّ‬ ‫والتأخير َ‬ ‫َ‬ ‫معانيه بوسائ َل فنّيَّة كان في ِّ‬
‫مقدمَتها اعتماده التقديم‬ ‫ِ‬ ‫شاعر إليصال‬ ‫وقد استعان ال َّ‬
‫عما يعهده المتل ّقي‬ ‫خرجت ّ‬‫ْ‬ ‫التشويق في المتل ّقي تجاه ما يتول ّ ُد من معا ٍن وإيحاءات في ّ‬
‫النص‪ ،‬ربّما‬ ‫َ‬ ‫ويبعث‬
‫َ‬
‫مألوفة أو متوقّعة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫من معا ٍن‬
‫احتوت حر َكتَه‬
‫ْ‬ ‫ع فقد‬ ‫ث الحركة بالتّنويع في استعمال الفعلَين الماضي والمضارع‪ .‬أمّا الفع ُل المضار ُ‬ ‫كما ب ّ‬
‫شبا ِ‬
‫ب‬ ‫وبكاء وآما ٍل ال تنقطع‪ ،‬وأمّا الفع ُل الماضي فقد استعمله ليؤ ّك َد بكاءَه على ال َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬‫يستقر أبدا ً من فرا ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ما‬
‫الذاكرة‪.‬‬ ‫بوصفه حقيقةً راسخةً ال ت ُمحى من َّ‬ ‫ِ‬ ‫الراحل‬ ‫ّ‬
‫نفسهِ‬
‫عناصرها من الواقع المحسوس من جهة‪ ،‬مضفياً عليها ظالال ً من ِ‬ ‫َ‬ ‫ور البيانيَّةَ مستم ّدا ً‬
‫الص َ‬‫اعر ّ‬‫واستعمل ال ّش ُ‬
‫ق المعاني‬ ‫ع بصد ِ‬ ‫ص اإلقنا َ‬ ‫لتضمن للنَّ ِّ‬
‫َ‬ ‫الصور دورا ً في توضيح المعنى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الحزينة من جهة أخرى‪ ،‬لذلك أدّ ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫مترعة بالهوى واألسى‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫الحالة الشعوري َّة لنف ٍ‬ ‫التي استحالت يقيناً ال وهم فيها‪ ،‬وصد ِ‬
‫ق‬
‫اندرجت‬
‫ْ‬ ‫ق استعماال ً تزيينيّاً‪ ،‬وإنَّما‬ ‫نص ينطوي على ذلك الصد ِ‬ ‫ت البديعيَّةَ في ٍّ‬ ‫المحسنا ِ‬
‫ِّ‬ ‫اعر‬
‫ش ُ‬ ‫ولم يستعم ِل ال َّ‬
‫لتثير نشاطاً ذهنيّاً في المتل ّقي يؤدّي إلى إيضاح المعنى والتفصيل فيه‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫نسيج النَّ ّ‬‫ِ‬ ‫ضمن‬
‫َ‬
‫النص لوحةً متكاملةً‬ ‫النص‪ ،‬وتآزرا في تقديم ِ ّ‬ ‫ِ‬
‫مقولة ّ‬ ‫الفكري والفن ّ ُّي في إبراز‬
‫ُّ‬ ‫ومجم ُل القول‪ :‬تكام َل المستويان‬
‫تنفصم عراها‪.‬‬‫ُ‬ ‫ال‬
‫قواعد اللغة ‪ -‬مراجعة لما سبق‬

‫أجب ع ِن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم ْ‬
‫ –قال المتنبّي‪:‬‬
‫فــا بــطــشُ ــهــا جــ ْهــاً وال ك ـ ّفــهــا ِحلام‬ ‫َ‬
‫األحــــداث مــدح ـاً وال ذ َّمــا‬ ‫أال ال أُري‬ ‫‪1‬‬
‫الـــــراب ومـــا ضـ َّـا‬
‫َ‬ ‫وأهــــوى ملــثــواهــا‬ ‫(رشبـــت بها)‬
‫ْ‬ ‫ـأس) التي‬
‫(أحـــ ُّن إىل الــكـ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫فــلـ َّـا (دهــ ْتــنــي) مل تــــز ْدين بــهــا ِعلام‬ ‫ـت بنا‬ ‫عــر ْف ُ‬
‫ــت الــلــيــايل قــبـ َـل مــا صــنــعـ ْ‬ ‫‪3‬‬
‫َــت بــه بعدها ُسـ َّـا‬
‫(أعــــدُّ ) الـــذي مــات ْ‬ ‫حـــــرا ٌم عـــى قــلــبــي الـــــرو ُر فــإنّــنــي‬ ‫‪4‬‬
‫الص َّم‬
‫وقد ك ْن ُت أستسقي الوغى والقنا ُ‬ ‫فأصب ْح ُت (أستسقي) الــغــا َم لِقربها‬ ‫‪5‬‬

‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫‪1.1‬النحو‪:‬‬
‫أعرب أدا َة ال ّشرط‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أسلوب شرط‪ ،‬وحلّله إلى أركانَه‪ ،‬ث َّم‬‫َ‬ ‫الس ِ‬
‫ابقة‬ ‫ت ّ‬ ‫ت من األبيا ِ‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫اآلتية بمؤكِّ ٍد أو أكثر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫كل ً من الجم ِل‬ ‫‪2.2‬أكِّد ّ‬
‫ذكي المسك كان له جسما)‪.‬‬ ‫كأن َّ‬ ‫ت اللّيالي‪َّ ،‬‬ ‫(أستسقي الغمام‪ ،‬عرف ْ ُ‬
‫ت‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫إعراب مفردا ٍ‬
‫َ‬ ‫النص‬
‫ط في ّ‬ ‫أعرب ما تحت َ ُه خ ّ‬
‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫‪18‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫الصف‪:‬‬
‫‪ّ 2.2‬‬
‫ت اآلتية‪( :‬لمثواها‪ ،‬تزدني‪ ،‬اللّيالي)؟‬ ‫‪1.1‬ما وز ُن ك ٍّل من الكلما ِ‬
‫اآلتية‪( :‬مدحاً‪ ،‬الكأس‪ ،‬التراب‪ ،‬حرام)‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء الجامد ِة‬ ‫‪2.2‬بيِّن نوع ك ِّل اسم ٍ من‬
‫َت‪ ،‬أستسقي)‪ ،‬ث َّم صنّفها إلى سماعيّة وقياسيّة‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬مات ْ‬‫مصادر األفعالِ‪( :‬شربَ ْ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫‪3.3‬ها ِ‬
‫النص مشتقاً‪ ،‬واذكر نوعه‪ ،‬واشرح قاعدة صوغه‪.‬‬ ‫ت من ّ‬ ‫‪4.4‬ها ِ‬
‫واسم المفعول‪.‬‬
‫َ‬ ‫اسم الفاعل‪،‬‬
‫ص ْغ من الفعل (أستسقي) َ‬ ‫‪ُ 5.5‬‬
‫اشرح العلّةَ الصرفيّةَ في ك ّل من الكلمات اآلتية‪ ،‬وس ِّم نوعها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪6.6‬‬
‫(دهتني‪ ،‬أهوى‪ ،‬أستسقي‪ ،‬اتساع‪ ،‬ظباء)‪.‬‬
‫المالء‪:‬‬
‫‪ 3.3‬إ‬
‫‪1.1‬علِّ ْل ما يأتي‪:‬‬
‫ ‪.‬أكتابةَ الهمزة على صورتها في الكلمات اآلتية‪( :‬أال‪ّ ،‬‬
‫أحن‪ ،‬الكأس)‪.‬‬
‫األلف على صورتها في (الوغى‪ ،‬القنا)‪.‬‬‫ِ‬ ‫ ‪.‬بكتابةَ‬
‫ت اآلتية َوف ْ َق ورو ِدها في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪:‬‬
‫ب الكلما ِ‬ ‫‪2.2‬رت ِّ ِ‬
‫(أري‪ ،‬كفُّها‪ ،‬الغمام‪ ،‬كنت)‪.‬‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫تعرف نشأة هذا الفن وأبرز أعالمه‪.‬‬


‫ *تع ّد الموشحات فناً أندلسياً بامتياز‪ ،‬استعن بمصادر التعلم في ّ‬

‫‪19‬‬
‫*‬ ‫ّ‬
‫الظبي النفور‬
‫موشح‬

‫ابن زهر الحفيد‬


‫(‪595 - 507‬هـ)‬

‫حممــد ب ن� عبــد امللــك ب ن�‬


‫ُ‬
‫ز ْهــر إال ي�دي أبــو بكــر‪،‬‬
‫ف‬
‫ولــد ي� إشــبيلية‪ ،‬ويعـ ّـد مــن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫نوابــغ الطــب والدب ي�‬
‫أ‬
‫الندلــس‪ ،‬وعــرف ب�حلفيــد‬
‫ت‬ ‫بن‬

‫الدرس ّ‬
‫(الــر ي�ق‬ ‫ا� زهــر‪ ،‬هل‬

‫ّ‬
‫ة ف‬ ‫خ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ورســال ي�‬ ‫المســي�ن ي )‪،‬‬

‫الثالث‬
‫فن‬
‫كتب في ّ‬ ‫َ‬ ‫موشحات اب ِن ُزهْر الحفي ِد من ِّ‬
‫أرق ما‬ ‫ُ‬ ‫ت ُع ّد‬ ‫(طــب العيــون)‪ ،‬وشــعر‬
‫استأثر‬ ‫ت موضوعات ُها عنده‪ ،‬بيد أ ّن الغز َل‬
‫تنو َع ْ‬ ‫المو ّشحا ِ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ت‪ ،‬وقد ّ‬ ‫رقيــق‪ ،‬ومو�ــات انفــرد‬
‫ف‬ ‫المرهَ ِ‬
‫لطبعه وتعبيرا ً عن إحساسه ُ‬ ‫بمعظمها‪ ،‬وكان استجابةً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ي� عــره ب إ�جــادة نظمهــا‪،‬‬ ‫‪٣‬‬
‫مو�تــه ّالـ ت‬
‫الص ِ‬
‫ادقة‪.‬‬ ‫ومشاع ِره ّ‬ ‫ش‬
‫ـى‬
‫ي‬ ‫مــن شأ�رهــا‬
‫مطلهعــا ‪:‬‬
‫َ‬
‫إليك الــ ُـم َ‬ ‫ُّ َّ ق‬
‫شتىك‬ ‫ا�‬
‫"أ�ا الس ي‬ ‫ي‬
‫ْ‬
‫دعو�ك وإن ْمل َ‬ ‫َ‬ ‫قد ن‬
‫تسم ِع"‪.‬‬

‫* المطــرب مــن أشــعار أهــل المغــرب‪ :‬ابــن دحيــة عمــر بــن حســن‪ ،‬تحقيــق‪ :‬إبراهيــم األبيــاري وآخريــن‪ ،‬دار العلــم للجميــع للطباعــة والنشــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬بيــروت‪1955 ،‬م‪ ،‬ص ‪.205 -204‬‬
‫‪20‬‬
‫حشوم‬ ‫روفنلا يبّظلا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫…‪…١‬‬
‫َسدَ لْ َن ظال َم الشّ عو ْر‪ ...‬عىل أوج ٍه كالبدو ْر‬
‫باح‬
‫الص ْ‬ ‫فالح ّ‬
‫سف ْرنَ َ‬
‫ماح‬
‫هززْنَ قدو َد ال ِّر ْ‬
‫األقاح‬
‫ْ‬ ‫ض ِحكْ َن ابتسا َم‬
‫تخينَ منهُ الثغو ْر‬ ‫كأنَّ الذي يف النحو ْر‪ْ َّ ...‬‬
‫َسلُوا ُمقل َتي ساحرِي‬
‫والساح ِر‬ ‫السح ِر ّ‬ ‫عن ّ‬
‫وعن نظ ٍر حائ ِر‬
‫الصدو ْر‬ ‫ِيش سها َم الفتو ْر‪ ...‬ويرمي خبايا ُّ‬ ‫ير ُ‬
‫…‪…٢‬‬
‫الدرس ّ‬

‫لقدْ ِه ْم ُت َوي ِحي بها‬


‫ّ‬

‫و ُذ�ل ِّ َل قلبِي لها‬


‫الثالث‬

‫أَما والهوى إنَّها‬


‫ناس نَفو ْر‪ ...‬تَغا ُر علي ِه الخدو ْر‬
‫َظبي ِك ٍ‬
‫ل ُ‬
‫ُح ِر ْم ُت لذي َذ الكرى‬
‫‪٣‬‬
‫سه ْر ُت ونا َم الورى‬
‫ليت ِش ْعري ترى‬ ‫تُرى َ‬
‫أساعات لييل شهو ْر‪ ...‬أم الل َُّيل حويل يدو ْر؟‬‫ُ‬

‫مفردات للشرح‬
‫الخدر‪ :‬ستر يُم ّد للمرأة في ناحية البيت‪.‬‬ ‫لي مفردها أقحوانة‪.‬‬
‫ح ْو ّ‬
‫األقاح‪ :‬نبات عشبي َ‬
‫خلق‪.‬‬‫الورى‪ :‬ال َ‬
‫َ‬ ‫كناس‪ :‬مكان في ال ّشجر ونحوه يأوي إليه‬
‫ ‬
‫الظّبي ليستتر‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪21‬‬
‫روفنلا يبّظلا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ت عنوانا آخر للنّص؟‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫القوسين‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪2.2‬استبع ِد اإلجابةَ المغلوط فيها ّ‬
‫مما بين‬
‫ –بدا الشاعر في النص (هائماً بمحبوبته ‪ -‬مسحورا ً بجمال محبوبته ‪ -‬واصفاً وصال محبوبته)‪.‬‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫والحزن‪.‬‬
‫شعوري اإلعجاب ُ‬
‫ّ‬ ‫الصوتي المناسب إلبراز ك ّل من‬
‫النص قراءة جهريّة مراعياً التّلوين ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ِ‬
‫المحبوبة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وصف‬ ‫توظيف ال ّشاع ِر الطّبيعةَ في‬
‫ِ‬ ‫األول دليلَين على‬
‫ت من المقطع ّ‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫مالمح معانا ِة ال ّشاع ِر برزا في المقطع الثاني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ملمحين من‬
‫َ‬ ‫‪ْ 2.2‬‬
‫اذكر‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف الفر ِ‬
‫ق بين معنى كلمة (ثغور) فيما يأتي‪:‬‬ ‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫ –قال ابن زهر‪:‬‬
‫تخينَ منهُ الثغو ْر‬
‫كأنَّ الذي يف النحو ْر‪ْ َّ ...‬‬

‫ –وقال جرير‪:‬‬
‫زلـــت رأســـاً قــائــداً وابـــ َن قــائِ ـ ِد‬
‫َ‬ ‫ومــا‬ ‫ـت ثُــغــو َر املُسلم َني َف ـلَــم ت ُِض ْع‬
‫َحـ َمــيـ َ‬
‫‪2.2‬ما الفكرةُ العامّة ُ الّتي يقوم عليها ّ‬
‫النص؟‬

‫‪22‬‬
‫حشوم‬

‫‪ِ 3.3‬ص ْل ك َّل فكر ٍة فرعي ّ ٍة من القائمة (ب) بالفكرة ّ‬


‫الرئيسة المناسبة من القائمة (أ)‪.‬‬

‫ب‬ ‫أ‬
‫قوا ُم املحبوبة‬
‫جامل املحبوب ِة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ليل الشّ اعر الطّويل‬‫ُ‬
‫ابتسا ُم املحبوبة‬
‫معانا ُة الشّ اع ِر من الوجد‪.‬‬
‫هيا ُم الشّ اعر باملحبوبة‬

‫المحبوبة‪َّ ،‬‬
‫ودل على موط ِن ك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اذكر صفتَين من صفات‬‫‪ْ 4.4‬‬
‫بب في ذلك؟‬
‫الس ُ‬
‫من ال ّزمن؟ وما ّ‬ ‫الشاعر َ‬
‫موقف َ‬
‫ُ‬ ‫‪5.5‬ما‬
‫أضف صفا ٍ‬
‫ت معنويةً تراها مناسبة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المحبوبة‪،‬‬ ‫النص على تصوير محاس ِن‬‫اقتصر ُّ‬
‫َ‬ ‫‪6.6‬‬
‫القيرواني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الحصري‬
‫ّ‬ ‫‪7.7‬قال ال ّشاعر‬
‫الــــســــاعــــ ِة مــــوعــــدُ ُه؟‬
‫ّ‬ ‫أَ ِقـــــيـــــا ُم‬ ‫الــــصــــب مـــتـــى غــــــدُ ُه؟‬
‫ُّ‬ ‫يـــالـــيـــل‬
‫ُ‬
‫لـــلـــبـــيـــــــن يـــــــر ّدده‬
‫ِ‬ ‫أســــــــــــــف‬
‫ٌ‬ ‫ـــــــــــــــــــا ُر وأ ّر َقـــــــهُ‬
‫ّ‬ ‫الـــس‬
‫رقـــــــــــدَ ُّ‬
‫القيرواني وما يماثلهما في المقطع الثّاني من حيث المعنى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –وازن بين بيتَي‬

‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫النص النمط الوصفي مثل لمؤشرين له برزا في ّ‬ ‫غلب على ّ‬‫‪َ 1.1‬‬
‫وآخر إنشائياً‪ ،‬وبيِّن نوع ك ٍّل منهما‪.‬‬
‫َ‬ ‫األو ِل أسلوباً خبرياً‪،‬‬
‫المقطع ّ‬
‫ِ‬ ‫استخرج من‬
‫ْ‬ ‫‪2.2‬‬
‫سمها اشرح وظيفتين من وظائفها‪.‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫‪3.3‬حل ّ ِل ّ‬
‫الصور َة اآلتية (ابتسام األقاح)‪ّ ،‬‬
‫محسناً معنوياً‪ ،‬وبيِّن قيمته الفنية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ت من المقطع الثّاني‬‫‪4.4‬ها ِ‬
‫مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة في المقطع الثاني‪ ،‬ومثِّل لك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫‪5.5‬ها ِ‬
‫السمط‪ ،‬وبيّن أثرها في موسيقاه مستعيناً‬ ‫كل ً من‪ :‬القُفل‪ ،‬البيت‪ ،‬الغصن‪ّ ،‬‬ ‫‪6.6‬ح ّددْ من جزء المو ّشح اآلتي ّ‬
‫بما تاله من معلومات‪ ،‬ومثا ٍل لها‪:‬‬
‫سلوا مقلتي ساحري‬
‫والساح ِر‬
‫السحر ّ‬‫عن ّ‬
‫وعن نظر حائ ِر‬
‫ير ُ‬
‫ِيش سهام الفتور‪ ...‬ويرمي خبايا الصدور‬

‫‪23‬‬
‫روفنلا يبّظلا‬

‫ •تع ّلم‪:‬‬

‫المو ّشح‬

‫البيت‪:‬‬ ‫القُفْ ُل‪:‬‬ ‫الدور‪:‬‬ ‫المطلع‪:‬‬


‫يتألّف من الدور‬ ‫يتألف من جزأين‪،‬‬ ‫هو مجموعة أجزاء‬ ‫يتألف من جزأين‬
‫والقفل الذي يليه‪.‬‬ ‫يسمى ك ٌّل منهما‬ ‫ّ‬ ‫تلي المطلع مباشرة‪،‬‬ ‫على األقل‪.‬‬
‫(سمطاً) وتطابِ ُق‬ ‫و تخالفه في‬
‫األقفا ُل المطلع في‬ ‫ويسمى ك ّل‬
‫ّ‬ ‫القافية‪،‬‬
‫قافيته‪.‬‬ ‫منهما "غصناً"‪.‬‬

‫ –مثال‪:‬‬
‫(املطلع)‬ ‫سدلْ َن ظال َم الشعو ْر‪ ...‬عىل أوج ٍه كالبدو ْر‬
‫الصباح (غصن)‬
‫ْ‬ ‫فالح‬
‫سف ْر َن َ‬
‫الدور‬ ‫ماح (غصن)‬
‫هز ْز َن قدو َد ال ِّر ْ‬
‫البيت‬ ‫األقاح (غصن)‬
‫ْ‬ ‫ضح ْك َن ابتسا َم‬
‫تخين منه الثغور‬
‫ّْ‬ ‫كأن الذي يف النحو ْر‬
‫(القُفل)‬
‫سمط‬ ‫سمط‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫السابق بما ال يتجاوز ستة أسطر‪.‬‬
‫النص ّ‬
‫ *انثر ّ‬

‫‪24‬‬
‫حشوم‬

‫تطبيقات لغوية‬
‫ *اقرأ األبيات اآلتية‪ ،‬ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ –قال ابن زهر‪:‬‬
‫لقدْ ِه ْم ُت ويحي بها‬
‫و ُذلِّل قلبي لها‬
‫أما والهوى (إنَّها‬
‫َظبي ِك ٍ‬
‫ناس) نفور‪ ...‬تغار عليه الخدور‬ ‫ل ُ‬
‫ِمت لذيذ الكرى‬
‫ُحر ُ‬
‫سه ْر ُت ونام الورى‬
‫ترى ليت شعري ترى‬
‫أساعات لييل شهور‪ ...‬أم الليل حويل (يدور)؟‬
‫ُ‬
‫السابق أداة استفهام‪ ،‬وبيِّن نوعها‪.‬‬
‫ت من المقطع ّ‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫‪2.2‬كيف يكون الجواب عن األسئلة التي تحتوي (أم)؟‬
‫السابق إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫‪3.3‬‬
‫أعرب ما تحته خط من المقطع ّ‬ ‫ْ‬
‫الصرفيّة في (همت‪ ،‬الهوى)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪4.4‬‬
‫اشرح العلة ّ‬
‫ِ‬
‫ت‪ ،‬ساعات)‪.‬‬ ‫(سهر ُ‬
‫ْ‬ ‫‪5.5‬علِّ ْل كتابة التاء على صورتها في‬

‫‪25‬‬
‫روفنلا يبّظلا‬

‫علم العروض ‪ -‬البحر المتقارب‬


‫‪1.1‬اقرأ والحظ‪:‬‬
‫‪1.1‬تفعيالت البحر المتقارب‪:‬‬
‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن فعولن فعولن‬
‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫‪2.2‬ضابطه‪:‬‬
‫فعولن فعولن فعولن فعولن‬ ‫عـــن املــتــقــارب قـــال الــخــلــيـ ُـل‬
‫‪3.3‬من أبرز جوازاته‪:‬‬
‫ ‪.‬أ َ‬
‫الحشو‪:‬‬
‫ُ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬
‫‪/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫والضرب‪:‬‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬بال َعروض‬
‫فَ َع ْل‬ ‫فعولن‬ ‫ْ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬
‫‪5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪55//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫‪2.2‬نماذج مح َللة‪:‬‬
‫ –قال خليل مردم‪:‬‬
‫ــفــوس الــكــرا ْم‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تــــذل الــ ُّن‬ ‫أبــــت أن‬
‫ْ‬ ‫حـــــا َة الـــــدّ يـــــا ِر عــلــيــكــم ســـا ْم‬
‫كرام‬ ‫نفو سل‬ ‫تذل لن‬ ‫أبت أن‬
‫ْ‬ ‫سالم‬ ‫عيل كم‬ ‫ديا ِر‬ ‫حام ت َ ْد‬
‫‪55//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪55//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫ْ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫ْ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬ ‫ُ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬
‫الحمداني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال أبو فراس‬
‫ْ‬
‫الـــوصـــال‬ ‫كـــــأس‬
‫ِ‬ ‫فـــأيـــ َن حــــــاو ُة‬ ‫الـــصـــدو ْد‬
‫كــــأس ُّ‬
‫ِ‬ ‫و ُذ ْقـــنـــا مـــــرار َة‬
‫وصال‬ ‫ة كأسل‬ ‫حالو‬ ‫فأين‬ ‫ُصدود‬ ‫كأسص‬
‫ْ‬ ‫ة‬ ‫مرار‬ ‫وذقنا‬
‫‪55//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪/5//‬‬ ‫‪/5//‬‬ ‫‪55//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫ْ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬ ‫ُ‬
‫فعول‬ ‫ُ‬
‫فعول‬ ‫فعول‬ ‫فعولن‬ ‫ُ‬
‫فعول‬ ‫فعولن‬

‫‪26‬‬
‫حشوم‬

‫طبق‪:‬‬
‫‪ّ 3.3‬‬
‫ *اكتب البيتَين اآلتيَين كتابة عروضية‪ ،‬ثم اذكر الجوازات الواردة في ك ّل منهما‪.‬‬
‫ –قال إيليا أبو ماضي‪:‬‬
‫ســــــام عــــى الـــوافـــيـــات‬
‫ٍ‬ ‫وألـــــــف‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رجـــــــال الـــوفـــاء‬ ‫ســــــا ٌم عــلــيــكــم‬
‫ –قالت نازك المالئكة‪:‬‬
‫صـــبـــاح مــســا ْء‬
‫َ‬ ‫يــــجــــاذب روحـــــي‬
‫ُ‬ ‫كـــــــراب بــعــيــدْ‬
‫ٍ‬ ‫ضــــائــــع‬
‫ٌ‬ ‫صــــــدً ى‬

‫‪27‬‬
‫*‬
‫مأساة ُقرطبة‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫ابن ُ‬
‫شهيد‬
‫(‪426 - 382‬هـ)‬

‫أبــو عامــر أمحــد ب ن� عبــد‬


‫ُ‬
‫امل�ــور ب� ب ن� ش�يــد‪،‬‬
‫امللــك ش‬
‫ـ�‪ ،‬ولــد‬‫وز� وشــاعر أندلـ ي ّ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� قرطبــة لرسة مرموقــة‪.‬‬
‫هل عــدد مــن التصانيــف‬
‫واملؤلفــات‪ ،‬شأ�رهــا‪ :‬رسـ ة‬

‫الدرس الرابع‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ـال‬

‫ّ‬
‫اشتعلت في قرطبةَ سنةَ (‪ 403‬هـ) إلى سقوطها‬ ‫ْ‬ ‫ت الفتنة ُ التي‬‫أدّ ِ‬ ‫التوابــع والزوابــع‪ ،‬وديــوان‬
‫طويل‪ ،‬فقضى ِمن أهلها مَ ْن قضى‪ّ ،‬‬
‫وتفر َق‬ ‫ٍ‬ ‫بي ِد القشتاليّين بعد حصا ٍر‬ ‫شــعر أخــذ منــه هــذا‬
‫والقصور‬
‫َ‬ ‫بقي منهم‪ ،‬وتشتّت شملُهم‪ ،‬تاركين خلفَهم ال ُّد َ‬
‫ور‬ ‫مَ ْن َ‬ ‫ّ‬
‫النــص ‪.‬‬
‫خاء واالستقرا ِر‪ ،‬فراح‬ ‫الر ِ‬
‫أسباب َّ‬
‫ُ‬ ‫لبت منهم‬ ‫والحدائق الغنّاءَ‪ ،‬وقد ُس ْ‬
‫َ‬
‫كانت‬ ‫تأسفاً على ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪٤‬‬
‫ْ‬ ‫المنكوبة‪ ،‬مُ ّ‬ ‫المدينة‬ ‫يصف أحوال‬
‫ُ‬ ‫ابن ُشهيد‬ ‫ُ‬
‫مترفة ٍ‬
‫آمنة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ش رغيد وحيا ٍة‬ ‫تتمت ّ ُع به من عي ٍ‬

‫* ديوان ابن شهيد األندلسي‪ :‬جمعه وح ّققه‪ :‬يعقوب زكي‪ ،‬راجعه‪ :‬محمود علي م ّكي‪ ،‬دار الكاتب العربي للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص ‪.111 -109‬‬
‫‪28‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ةبطرُق ةاسأم‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫َفـ َمن الَّــ ِذي عـن حا ِلها ن َْســــــ َتخ ِ ُ‬


‫ْب‬ ‫ُول ِمـن األَ ِح ـ َّب ـ ِة ُم ْخبِـــ ُر‬
‫مـا يف الطُّل ِ‬ ‫‪1‬‬
‫ِيك عنهم أَنْ ـ َجـــــدُ وا أَم أَ ْغــــــ ـ َو ُروا‬
‫ُي ْنب َ‬ ‫ال تَـســـأَلــ َّن ِســــوى الفــراقِ فإِنَّهُ‬ ‫‪2‬‬
‫فـي ك ُِّـل نـا ِحيـــــ ٍة وبــا َد األَكْثـــ ُر‬ ‫جــــا َر الـــ َّزمانُ علَ ْيه ُِم َف َتفَــ َّر ُقــوا‬ ‫‪3‬‬
‫وتَـ َغ ّيــــ ُروا‬ ‫َفـ َت َغ َّيــ َر ْت‬ ‫وعـلَ ْيه ُ‬
‫ِــم‬ ‫محل ِديـا ِر ِهم‬ ‫ـوب عىل ِّ‬ ‫َجـــ َر ِت الـ ُخـطُـ ُ‬ ‫‪4‬‬

‫َيـ ْب ِك بـ َع ْي ٍ‬
‫ــن َد ْمـ ُعهـــا م َت َف ِّجــــ ُر‬ ‫يقــل ُبكا ُء َمن‬
‫ُّ‬ ‫فـ ِلـمثْـــلِ ُقـ ْر ُطبـــ ٍة‬ ‫‪٥‬‬

‫ـــــش فيها أَخ َ ُ‬


‫ْــر‬ ‫ِمـن أَ ْهلِها وال َع ْي ُ‬ ‫ــــمل فيها جـا ِم ٌع‬
‫ُ‬ ‫َعـ ْهــدي بها والشَّ‬ ‫‪6‬‬
‫بـ َروائِــــ ٍح يَـف َتــ ُّر مـنها الـ َع ْنبــــ ُر‬ ‫تلوح علَ ْي ُ‬
‫هم‬ ‫ُ‬ ‫ِيـــــــاح َز ْهـ َرتِهـــا‬
‫ُ‬ ‫ور‬ ‫‪7‬‬
‫َفـ َتـ َع َّم ُمــوا بـ َجاملِهــا وتـــــأَ َّز ُروا‬ ‫والـقَـــ ْو ُم قــــد أَ ِم ـ ُنــوا ُّ َ‬
‫تغي ُح ْس ِنها‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الرابع‬

‫تَ َتخَــدَّ ُر‬ ‫بـق ُُصورِها‬ ‫وبُــــدُ ورها‬ ‫يـا ِطي َب ُه ْم بق ُُصــورِها وخُدُ ورِهـــا‬ ‫‪9‬‬
‫ّ‬

‫وظـبـاؤُها بـفنا ِئهــــــا تَـ َت َبخْتـــــ ُر‬ ‫أَ َســ ِفــي عــى دا ٍر َعــهــدْ ُت ربو َعهـــا‬ ‫‪10‬‬
‫ِمـــن كُـل نـا ِح َيــــ ٍة إِل َي ْها تَنظُـــ ُر‬ ‫أَيَّـــــا َم كـان َْت َع ْيـــ ُن كُـ ِّـل كَرامـــ ٍة‬ ‫‪11‬‬
‫‪٤‬‬
‫وسـنائِها تَـ َت َح َّســـــــ ُر‬ ‫َ‬ ‫و َبـهائِهـــا‬ ‫نَـف ِْســــي عـىل آالئِــهــا وصفائِهـــــا‬ ‫‪12‬‬
‫ُأ َدبـائِـهـــــا ظُـ َرفائِهــــا تَـ َت َفطَّـــ ُر‬ ‫ُحلَامئِهــــا‬ ‫ُعلَامئِها‬ ‫عــى‬ ‫‪ 13‬كَـبِـــ ِدي‬

‫مفردات للشرح‬

‫الخدور‪ :‬ك ّل ما واراك وسترك من بيت‬ ‫الطلول‪ :‬آثار الديار‪.‬‬


‫ونحوه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ةبطرُق ةاسأم‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫نصه؟‬ ‫الشاعر ّ‬
‫ُ‬ ‫ح‬ ‫‪َ 1.1‬‬
‫بم افتت َ‬
‫النص‪.‬‬
‫الشاعر في ّ‬
‫ُ‬ ‫مما رثاهُ‬‫ت ثالثةً ّ‬‫‪2.2‬ها ِ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراءة جهريّة‪ ،‬مراعياً التلوين الصوتي المناسب إلبراز شعور الحزن‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ِ‬
‫المصيبة في أهل قرطبة‪ ،‬كما بدا في المقطع األول؟‬ ‫‪1.1‬ما ُ‬
‫أثر‬
‫والتحسر في ك ّل من المقطعين الثاني والثالث؟‬
‫ُّ‬ ‫الشاعر إلى البكاء‬
‫َ‬ ‫‪2.2‬ما الذي دف َع‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ف معنى ك ٍّل من الكلمتين اآلتيتين‪( :‬آالء ‪ -‬سناء)‪.‬‬ ‫تعر ِ‬
‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫اسي مسلم‬
‫السابع ومعناها في قول ال ّشاعر العب ّ ّ‬
‫ــر) كما وردت في البيت ّ‬ ‫‪2.2‬بيّن الفر َق بين معنى كلمة (يَـفت َ ُّ‬
‫بن الوليد مادحاً‪:‬‬
‫الـــفـــارس الــبــطــلِ‬
‫ِ‬ ‫تــغــر وجــــهُ‬
‫ّ‬ ‫إذا‬ ‫الــحــرب مب َت ِسامً‬
‫ِ‬ ‫يــف ـ ُّر عــنــد افــــرا ِر‬
‫مما يأتي الفكرة العامّة للنّص‪:‬‬ ‫‪ْ 3.3‬‬
‫اختر ّ‬
‫ –روعة ُ قصور قرطبة‪.‬‬
‫ –إحاطة ُ قرطبة بالتّرف من ك ّل جانب‪.‬‬
‫إثر المصيبة‪.‬‬
‫وأهلها َ‬ ‫ –حا ُل قرطبة ِ‬
‫وحاضرها األليم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ –ماضي قرطبةَ التّلي ُد‬

‫‪30‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫مما يأتي‪:‬‬ ‫‪4.4‬امأل حقول الجدول التالي بالمطلوب ّ‬


‫ت‬
‫(أسف ال ّشاع ِر على ضياع مجد قرطبة ‪ -‬بكاء ُ ال ّشاعر على عهد قرطبة الجمي ِل ‪ -‬ع ّزة قرطبة ‪ -‬تشت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫وتفرقهم)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أه ِل قرطبة‬

‫الفكرة املستبعدة‬ ‫الفكرة الرئيسة (‪)3‬‬ ‫الفكرة الرئيسة (‪)2‬‬ ‫الفكرة الرئيسة (‪)1‬‬

‫األسلوب الذي ات ّبعه للتعبير عن هذه‬


‫ُ‬ ‫س ال ّشاعر؟ وما‬
‫الخامس‪ ،‬ما مكانة ُ قرطبةَ في نف ِ‬
‫َ‬ ‫البيت‬
‫َ‬ ‫‪5.5‬من فهمكَ‬
‫المكانة؟‬
‫‪6.6‬ما حا ُل أه ِل قرطبة قبل الكارثة؟‬
‫وحضارتها كما بدت في المقطع الثالث؟‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طبيعة األندلس‬ ‫مظاهر جما ِل‬ ‫‪7.7‬ما‬
‫ُ‬
‫اقترح وسيلة أجدى في المواجهة؟‬ ‫ْ‬ ‫‪8.8‬كان البكاء ُ على ما ح ّل بقرطبة وسيلةَ اب ِن ُشهيد في مواجهة الخطب‪.‬‬
‫ِ‬
‫سقوط قرطبة‪.‬‬ ‫سبب‬
‫َ‬ ‫استوح من البي ِ‬
‫ت الثام ِن‬ ‫ِ‬ ‫‪9.9‬‬
‫ابن خفاجة بما ح َّل ببلنسية فقال‪:‬‬ ‫‪1010‬تأث ّ َر ُ‬
‫ـــت بــخــرابــهــا األقــــــدا ُر‬
‫ومتـــخّـــضَ ْ‬ ‫ـوب بأهلِها‬ ‫أرض تــقــاذ َف ِ‬
‫ــت الــخــطـ ُ‬ ‫ٌ‬
‫نص اب ِن ُشهيد من حيث المعنى‪.‬‬
‫الرابع من ّ‬ ‫ –واز ْن بين البيت ّ‬
‫السابق والبيت ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫النص‪ ،‬بي ّ ْن أثر ذلك في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫اعر من استعما ِل الجم ِل الحالي ّ ِة في ّ‬ ‫أكثر ال ّش ُ‬ ‫‪َ 1.1‬‬
‫أثر ذلك في إبراز الحالة االنفعاليّة لل ّشاعر‪.‬‬ ‫الشاعر في استعما ِل الفعلين الماضي والمضارع‪ ،‬بي ّ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫‪ّ 2.2‬‬
‫نو َ‬
‫والغرض الّذي خرج إليه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ثم ح ّددْ صيغته‬ ‫طلبي‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫النص أسلوب إنشاء‬
‫استخرج من ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫اعر أن يعبّر عن قيمة الجما ِل المكنو ِن من خالل صوره‪ .‬هل ُوفِّق فيما أراد؟ علّل إجابتك‪.‬‬ ‫‪4.4‬أراد ال ّش ُ‬
‫وسمه‪ ،‬وبيّن قيمتَه الفنّيّة‪.‬‬‫ّ‬ ‫محسناً معنويّاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األول‬
‫استخرج من المقطع ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪5.5‬‬
‫تتنوع فيها المشاعر وفق الفكر الّتي يطرحها‪ .‬ما ال ّشعوران‬ ‫يعيش ال ّشاعر في قصيدته حالةً انفعاليّة ّ‬ ‫‪ُ 6.6‬‬
‫النص؟ مثّل لك ّل منهما بأداة اعتمدها ال ّشاعر إلبرازه‪.‬‬ ‫اللّذان غلبا على ّ‬
‫‪7.7‬مث ّ ْل لك ّل من عناصر الموسيقا الدّاخليّة اآلتية‪:‬‬
‫تكرار الصيغ االشتقاقية‪.‬‬‫ُ‬ ‫ –‬
‫تكرار حروف الهمس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ –‬
‫وسم بحره‪ ،‬وحددْ قافيته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األو َل من ّ‬
‫النص‪،‬‬ ‫البيت ّ‬ ‫َ‬ ‫‪8.8‬قط ّ ِع‬

‫‪31‬‬
‫ةبطرُق ةاسأم‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫النص‪:‬‬
‫لتكون منها بيتاً شعريّاً يالئم ّ‬
‫ب التّراكيب اآلتية ّ‬ ‫ *رتّ ِ‬
‫يـح النَّوى – وت َ َدم َّ ُروا‪.‬‬
‫رت ‪ِ -‬ر ُ‬ ‫وبأَهْ ِلها ‪ -‬يـا َ‬
‫جـنَّةً ‪َ -‬عصف ْ‬
‫َت بها ‪ -‬فت َ َدم َّ ْ‬

‫تطبيقات لغوية‬

‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬


‫ –قال الشاعر ابن ُشهيد‪:‬‬
‫ـــن الــــذي عـــن حــالِــهــا نَــســتــخ ـرُ‬ ‫فـــ َم ِ‬ ‫ِ‬
‫الــطــلــول مـــن األحـــ ّبـــة ُمــخ ـرُ‬ ‫مـــا يف‬ ‫‪1‬‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫والـــعـــيـــش فــيــهــا أخـــ ُ‬ ‫مـــن أهــلِــهــا‬ ‫ــل فيها جــامـ ٌـع)‬ ‫عــهــدي بــهــا و(الــشــ ْم ُ‬ ‫‪2‬‬
‫تــتــبــخــر‬
‫َُ‬ ‫وظــــبــــاؤُهــــا بـــفـــنـــائِـــهـــا‬ ‫أســـفـــي عـــى دا ٍر َعـــهـــدْ ُت ربــو َعــهــا‬
‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫استخرج من األبيات السابقة (المبتدأ والخبر)‪ ،‬وبيّن نوع الخبر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪9.9‬‬
‫‪1010‬عل ّ ْل تقدّم الخبر على المبتدأ في البيت ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ط من األبيات‬‫تحته خ ّ‬
‫ُ‬ ‫أعرب ما‬
‫ْ‬ ‫‪1111‬‬
‫النص المشت ّقات واذكر أفعالها‪.‬‬
‫استخرج من ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1212‬‬
‫‪1313‬عل ّ ْل كتابة الهمزة على صورتها في الكلمتين (ظباؤها بفنائها)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫علم البالغة ‪ -‬الكناية‬

‫…‪…١‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ت الخنساء في أخيها صخر‪:‬‬ ‫ –قال ِ‬
‫كـــثـــ ُر الــــــ َّرمــــــا ِد‪ ،‬إذا مــــا شــتــا‬ ‫رفـــيـــع الــعــا ِد‬
‫ُ‬ ‫طـــويـــل الـــ ّنـــجـــا ِد‪،‬‬
‫ُ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫السيف ‪ -‬ارتفاع الخيمة ‪ -‬كثرة الرماد أمام بيته)‬ ‫ت الخنساء ُ أخاها صخرا ً بـ (طول حمائل ّ‬‫‪1.1‬وصف ِ‬
‫الصفات؟‬‫صفة من هذي ّ‬‫فما المعنى الذي أرادته من ك ّل ٍ‬
‫األصلي؟‬
‫ّ‬ ‫المراد جواز إرادة المعنى‬ ‫‪2.2‬أ َ ُ‬
‫يمنع المعنى ُ‬
‫‪3.3‬ماذا ّ‬
‫نسمي الصورة التي يراد منها معنى بعيد مع جواز إرادة المعنى القريب؟‬

‫الكناية‬
‫الحقيقي الذي ُوضع له‪ ،‬مع جواز إرادة ذلك المعنى األصلي‬
‫ّ‬ ‫معنى غير معناه‬
‫ً‬ ‫كالم ٌ أُريد به‬
‫إذ ال قرينة تمنع هذه اإلرادة‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ج الكناية من ك ّل من البيتين اآلتيين‪:‬‬
‫ *استخر ِ‬
‫ –قال المتنبّي‪:‬‬
‫ُــــراب‬
‫ُ‬ ‫ـــم َو ُبـــســـطُـــ ُه ُ‬
‫ـــم ت‬ ‫َو َصـــ َّبـــ َحـــ ُه ْ‬ ‫ـــســـطُـــ ُه ُ‬
‫ـــم َحــريــ ٌر‬ ‫ـــم َو ُب ْ‬ ‫َفـــ َم ّ‬
‫ـــســـا ُه ْ‬
‫ –قال جرير‪:‬‬
‫وأنــــــدى الـــعـــاملـــ َن بُــــطــــونَ راحِ‬ ‫ــم خـــرَ َمــــ ْن ر ِك َ‬
‫ـــــب املــطــايــا‬ ‫ألــســ ُت ْ‬

‫‪33‬‬
‫ةبطرُق ةاسأم‬

‫…‪…٢‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ –قال أبو فراس الحمداني‪:‬‬
‫ــــوف مـــا نــبــدِّ لُــهــا‬
‫ُ‬ ‫الــــص‬
‫ُّ‬ ‫ثــيــا ُبــنــا‬ ‫كــيــف تُــ ْبــدلُــهُ‬
‫َ‬ ‫ّـــوب‬
‫نـــاعـــم الـــث ِ‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫الكف‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ندي‬
‫ –وصفوا الرجل فقالوا‪ُّ :‬‬
‫ –وصفوا المرأة فقالوا‪ :‬بعيدةُ مهوى ِالقرط‪.‬‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫وف)؟ أجنّبه ذلك التّصريح بما ال يحسن ذكره‬ ‫الص ُ‬ ‫(ناعم الثّو ِ‬
‫ب) و(ثيابُنا ّ‬ ‫َ‬ ‫‪1.1‬ماذا أرادَ أبو فراس بك ّل من‬
‫صراحةً؟‬
‫الحرفي الّذي يد ّل على رطوبتها؟ أم أريد ما يرافق مظهر النّدى من معنى‬
‫ّ‬ ‫الكف) المعنى‬
‫ّ‬ ‫(ندي‬
‫ّ‬ ‫‪2.2‬أَأُري َد من‬
‫(ندي)؟‬
‫ّ‬ ‫العطاء؟ هل أمكن تأكيد المعنى المراد من خالل كلمة‬
‫الصفة ُ الّتي أريد التّعبير عنها في المثال الخامس؟ هل خدم التّعبير جماليّة التّصوير؟‬
‫‪3.3‬ما ّ‬

‫من وظائف الكناية‪:‬‬


‫ت ُستعمل الكناية في لغة العرب لما فيها من التصوير الجميل‪ ،‬وتأكيد المعنى‪ ،‬وتجنّب الصراحة‬
‫يحسن التصريح به‪.‬‬‫فيما ال ُ‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *استخرج الكناية في ك ّل ممّا يأتي‪ ،‬واذكر وظيفتها‪:‬‬
‫دراج القسطلِّ ّي‪:‬‬‫ –قال ابن ّ‬
‫ِ‬
‫ـــــوال‬ ‫ـــر ِة إِ ْع‬
‫َع ـلَ ـ ْيــهــا وعــ ْيــ َنــ ْيــ ِه بـــ َع ْ‬ ‫ٍِ‬
‫حــــاس‬ ‫ــــر ِة‬
‫ِّــب كـــفَّـــ ْيـــ ِه بــــ َح ْ َ‬
‫يــقــل ُ‬
‫ –وقال عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬
‫اب‬
‫الـــــر ِ‬
‫ُّ‬ ‫ــجــم َوالـــ َحـــى َو‬
‫َعـــــدَ َد الــ َّن ِ‬ ‫ـــلـــت بَـــ ْهـــراً‬
‫ُ‬ ‫ــــم قـــالـــوا تُــ ِحــ ُّبــهــا ُق‬
‫ثُ َّ‬

‫‪34‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫التقويم النهائي‬

‫‪1.1‬حدّد المعنى الحرفي‪ ،‬والمعنى ُ‬


‫المراد في ك ّل من البيتين اآلتيين‪:‬‬

‫حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ –قال ّ‬
‫ِ‬
‫األنـــــوف مــن الـــطّـــرا ِز األ َّول‬ ‫شـــم‬
‫ُّ‬ ‫بــيــض الـــوجـــو ِه كــرميــ ٌة أحــســابُ ـ ُهـ ْ‬
‫ـم‬ ‫ُ‬

‫ –قال زياد األعجم‪:‬‬


‫ابـــن الــحــرجِ‬ ‫يف قــ ّبــ ٍة ُضبَ ْ‬
‫ــــت عــى ِ‬ ‫الــســاحــة واملــــــروءة والــ ّنــدى‬
‫ّ‬ ‫إنَّ‬

‫‪2.2‬حدّد الكناية‪ ،‬وبيّن وظيفتها في ك ّل من البيتين اآلتيين‪:‬‬

‫ –قال زكي قنصل‪:‬‬


‫ِ‬
‫ــضــال خــيــولُــهُ‬ ‫ِ‬
‫بــأشــبــال الــ ّن‬ ‫ـــت‬
‫وكـــ َب ْ‬ ‫لهفي عــى الــقــدْ ِس انــطــ َو ْت أعــا ُمــهُ‬

‫ –وقال أحمد شوقي‪:‬‬


‫وأدا َر مـــن أَ ْعـــرا ِفـــهـــا الــ َهــ ْيــجــا َء‬ ‫لــكــ ْن أخـــو خــيــلٍ حــمــى َص ـ َهــواتِــهــا‬

‫‪35‬‬
‫*‬
‫حكم خالدة‬
‫ٌ‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫صفي الدين الح ّلي‬


‫ّ‬
‫(‪750 - 677‬هـ)‬

‫عل ب ن�‬ ‫ن‬ ‫عبد ي ز ن‬


‫العز� ب� رس يا� ب� ي‬
‫الطا�‪،‬‬‫أ� القامس السنبس ئ‬
‫ّي‬ ‫ي‬ ‫بي‬
‫ف‬
‫شاعر عرصه‪ ،‬ولد � ة‬
‫احلل‬ ‫ي‬
‫(العراق) ونشأ يف�ا اشتغل‬
‫ب�لتجارة فاكن ي�حل إىل‬

‫الدرس الخامس‬
‫وغ�مها‪ّ .‬‬

‫ّ‬
‫تقرب‬ ‫الشام ومرص ي‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ف ف‬ ‫ف‬
‫وتو� ي�‬ ‫من امللوك �دهحم ي‬
‫صفي الدين الحلّي لوحةً من ألوا ِن الحكمة التي‬
‫ّ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫رسم‬
‫ِ‬ ‫بغداد‪ .‬هل ديوان شعر مطبوع‬
‫تجربته في الحياة‪ ،‬فنثرها شذرات تزيّن مالمح الحياة‬ ‫تمثّل خالصةَ‬
‫كث�ة‪ ،‬نم�ا‪ :‬العاطل‬ ‫ٌ‬
‫وكتب ي‬
‫التي ينبغي أن يحياها اإلنسان لتكون ذات معنى‪ ،‬وما الحكمة إال‬
‫ة ف‬
‫صنيعة مف ّكر اكتسبها من الحياة فكانت دروساً قيّمة أرادها أن‬ ‫ورسال ي� الزجل‬ ‫احلال‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪5‬‬
‫تكون رسائل لألجيال‪.‬‬ ‫وهل ديوان شعر مطبوع أخذ‬
‫منه هذا ّ‬
‫النص‪.‬‬

‫صفي الدين الحلّي‪ :‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪.71 - 69‬‬
‫ّ‬ ‫* ديوان‬

‫‪36‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ةدلخ ٌمكح‬
‫ا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ــنــال الــ ُعــا َمـــن َقــــدَّ َم الــ َحــ َذرا‬


‫َوال يَ ُ‬ ‫ال َي َتطي املَجدَ َمن لَم يَرك َِب ال َخطَرا‬ ‫‪1‬‬
‫ـض ِمــن إِدرا ِكــهــا َوطَــرا‬
‫َقــى َولَـــم َيــقـ ِ‬ ‫َو َمــــن أَرا َد الــ ُعــا َعــفــواً بِـــا تَ ـ َعـ ٍ‬
‫ـب‬ ‫‪2‬‬

‫فع َمـ ْن لَم َيحملِ الـ َ َ‬


‫ـررا‬ ‫ال َيج َتني ال َن َ‬ ‫ال ُبـــدَّ لِــلــشَّ ــه ـ ِد ِمـــ ْن نَــحــلٍ ُيَــ ِّنــ ُعــهُ‬ ‫‪3‬‬
‫تــتــم املُـــنـــى إِ ّل لِـــ َمـــن َص َ‬
‫ـــرا‬ ‫َّ‬ ‫َوال‬ ‫ـؤل إِ ّل َبــعــدَ ُمــؤلِ ـ َم ـ ٍة‬ ‫ـس ـ ُ‬‫ال ُيــب ـلَ ـ ُغ ال ـ ُّ‬ ‫‪4‬‬

‫الصدَ را‬ ‫ِف َ‬ ‫ال َيــقـ َر ُب الـــوِر َد َح ّتى َيــعـر َ‬ ‫ـأٍ‬


‫مــات ِمــن ظَـ َ‬
‫ـاس َمــن لَــو َ‬ ‫َوأَحــــ َز ُم الــنـ ِ‬ ‫‪٥‬‬
‫َعــيــنــا ُه أَمــــراً غَـــدا بِــالــغَــرِ ُمــع ـ َتـ ِـرا‬ ‫َوأَغــــ َز ُر الــنـ ِ‬
‫ـاس َعــقـاً َمــ ْن إِذا نَ ـظَ ـ َر ْت‬ ‫‪6‬‬
‫أي إِنْ َع َ‬
‫ـــرا‬ ‫ـال ِع ــث ــا ُر الـــــ َّر ِ‬
‫َوال يُ ــق ـ ُ‬ ‫ـال ِعــثــا ُر الــ ِّرجــلِ إِنْ َع َ َ‬
‫ـــر ْت‬ ‫َف ـ َقــد يُــقـ ُ‬ ‫‪7‬‬
‫ـب ُمــعـ َتـ ِذرا‬
‫َصــفــواً َوجـــا َء إِلَــيــ ِه الـ َخــطـ ُ‬ ‫ـش بِـــــاآلرا ِء دا َم لَــهُ‬
‫َمـــ ْن َدبَّــــ َر ال ـ َعــيـ َ‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ّ‬

‫أي ال يَس َتذنِ ِب الـ َقــدَ را‬ ‫َمــن أَخ ـطَ ـأَ الـــ َر َ‬ ‫أي مــا يَــجــري الـ َقــضــا ُء ِبـ ِه‬
‫يَــهــونُ بِــالــ َر ِ‬ ‫‪9‬‬

‫الـــررا‬
‫ََ‬ ‫بالبيض يَــقــدَ ُح ِمــن أَعطا ِفها‬ ‫ِ‬ ‫قـــام أَد َركَـــــهُ‬
‫َمـــن فــاتَــهُ الــ ِعــ ُّز بِـــاألَ ِ‬ ‫‪10‬‬
‫َوال يَــلــيـ ُـق الـــ َوفـــا إِ ّل لِــ َمــن شَ ـكَــرا‬ ‫ــواطــ ِنــ ِه‬
‫ـم إِ ّل يف َم ِ‬‫ـس ـ ُن ال ـ ِحــلـ ُ‬ ‫ال يَــحـ ُ‬ ‫‪11‬‬
‫‪٥‬‬
‫ِخـــالُـــهُ َفـــأَطـــا َع الـــدَ هـــ ُر مــا أَ َمــــرا‬ ‫ش َف ْ‬
‫ــــت‬ ‫ــنــال الــ ُعــا إِ ّل َف ً‬
‫ــتــى َ ُ‬ ‫َوال َي ُ‬ ‫‪12‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫أعطاف‪ِ :‬العطف من كل شيء‪ :‬جانبه‪.‬‬ ‫الصعاب‪.‬‬ ‫يتحمل ّ‬
‫ّ‬ ‫ضرر‪:‬‬‫يعمل ال ّ‬
‫خالله‪ :‬خصاله‪.‬‬ ‫الص َدرا‪ :‬العودةُ ِم َن ِ‬
‫الماء بع َد ال ّشرب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ال ِبيض‪ :‬السيوف‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ةدلخ ٌمكح‬
‫ا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫النص‪.‬‬
‫ت إيجابية وردت في ّ‬ ‫ثالث صفا ٍ‬
‫َ‬ ‫‪ْ 1.1‬‬
‫اذكر‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬‫‪2.2‬اخت ِر اإلجابةَ الصحيحة ّ‬
‫الشاعر في قصيدته‪( :‬معاتباً – ناصحاً – يائساً)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بدا‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراءة جهريّة معبّرة‪ ،‬مراعياً أسلوبَي النفي والشرط في األبيات‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫الشاعر اإلنسانَ؟ وما األدلّة التي قدّمها إلثبات دعوته؟‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬في ضوء فهمك المقطع الثاني‪ .‬إالم يدعو‬
‫‪2.2‬اذكر صفتين من الصفات التي يجب أن يتحلّى بهما طالب المجد من فهمك للمقطع الثالث‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫استعن بالمعجم في ّ‬‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫ –الفرق بين‪(ِ :‬عثار ال ِرجل) ِ‬
‫و(عثار الرأي)‪.‬‬
‫السياقي لكلمة (مُؤ ِل َم ٍة) في البيت الرابع؟‬ ‫ –المعنى ّ‬
‫الصحيحة‪:‬‬ ‫‪2.2‬اخت ِر اإلجابة ّ‬
‫للنص‪:‬‬
‫ –الفكرة العامّة ّ‬
‫س من صفات اإلنسان العاقل)‪.‬‬ ‫(التعام ُل مع الدهر بحكمة‪ ،‬عوام ُل بلوغ المج ِد‪ ،‬ضب ُ‬
‫ط النف ِ‬
‫يتضمنها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفكر اآلتية إلى البيت الذي‬ ‫انسب ك ّل فكرة من ِ‬
‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫بالتحمل والتجلّد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُدر ُك‬
‫الحاجات ت َ‬
‫ُ‬ ‫ –‬
‫ –االستفادةُ من تجارب اآلخرين داللة ُ وعي‪.‬‬
‫أعظم األشياء تتح ّقق بإعمال العقل‪.‬‬ ‫ – ُ‬

‫‪38‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫لقوة اإلنسان؟‬
‫العاشر‪ ،‬ما المقياس الذي حدّده الشاعر ّ‬
‫َ‬ ‫البيت‬
‫َ‬ ‫‪4.4‬من خالل فهمكَ‬
‫‪5.5‬ما الفكرةُ التي أراد الشاعر أن يعبّر عنها ولم ّ‬
‫يصرح بها في البيت الخامس؟‬
‫النص على مجموعة من القيم التي يجب أن يعمل بها اإلنسان‪ ،‬استخرج خمس قيم ورت ّبها‬ ‫‪6.6‬ينطوي ّ‬
‫تنازلياً وفق أهميّتها في رأيك‪.‬‬
‫‪7.7‬قال الشاعر أبو ّ‬
‫تمام‪:‬‬
‫ـب‬
‫يف حـــدِّ ه الــحــدُّ بـــ َن الــجــدِّ والــلــعـ ِ‬ ‫الكتب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أصــــدق إنــبــا ًء مــن‬ ‫ـف‬
‫الــســيـ ُ‬
‫ –واز ْن بين هذا البيت‪ ،‬والبيت العاشر من القصيدة من حيث المعنى‪.‬‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫الشاعر على أسلوب الشرط‪ ،‬فما الغاية من ذلك؟‬ ‫ُ‬ ‫‪1.1‬اعتم َد‬
‫النص من األسلوب اإلنشائي‪ ،‬علّل ذلك‪.‬‬ ‫‪2.2‬خال ّ‬
‫األول صورة بيانيّة‪ ،‬حلّلها‪ ،‬واذكر وظيفتين لها‪ ،‬مع التّوضيح‪.‬‬ ‫‪3.3‬هات من البيت ّ‬
‫محسناً بديعيّاً‪ ،‬واذكر نوعه‪ّ ،‬‬
‫ثم بيّن قيمته الفنّيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫استخرج من البيت الثالث‬
‫ْ‬ ‫‪4.4‬‬
‫الراجحة؟‬ ‫‪5.5‬ما ال ّشعور العاطفي الذي تجلّى في القصيدة نحو أصحاب العقول ّ‬
‫حروف الهمس والجهر في األبيات‪ ،‬مثّل لذلك بمثالين من القصيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تآلفت‬
‫ْ‬ ‫‪6.6‬‬
‫وسم بحره وحدّد قافيته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪7.7‬قط ّ ِع البيت الرابع عروضيّاً‪،‬‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫النص في إطار وصيّة توجّهها لزمالئك‪.‬‬ ‫ *وظ ّْف أربعاً من ِ‬
‫الحك َم الواردة في ّ‬
‫لتكون منها بيتاً شعريّاً‪:‬‬ ‫ *رتّ ِ‬
‫ب التراكيب اآلتية ّ‬
‫ش مُؤت َِـمرا ‪ -‬واس َع ْد بِ عي ِد َك‪.‬‬ ‫وص ِّل – ذا األضحى َوض ِّح ِبه ‪ -‬لر ِّ‬
‫ب العر ِ‬ ‫وص ْل َ‬ ‫ِ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫ *التعبير األدبي‪:‬‬
‫محاسن المحبوبَ ِة‪ ،‬مبيّنين تعلّقهم‬
‫َ‬ ‫فصوروا معاناتهم من العش ِق‪ ،‬وأبرزوا‬
‫اهت َّم األدباء ُ بشع ِر الغز ِل عبر العصور‪ّ ،‬‬
‫مما قاسوه‪.‬‬
‫بالحب على الرغم ّ‬
‫ِّ‬ ‫استمرارهم‬
‫َ‬ ‫الشدي َد بها‪ ،‬مؤ ّكدين‬
‫تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظّفاً الشاه َد اآلتي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ع السابق‪ ،‬وأي ِّ ْد ما‬‫ش الموضو َ‬ ‫ناق ِ‬
‫قال ابن زيدون‪:‬‬
‫ِ‬
‫عــاشــقــاً تابا‬ ‫ال َعـــــ َّذ َب الـــلَـــهُ ِإ ّل‬ ‫مــا تَــو َبــتــي ِب ـ َنــصــوحٍ ِمــن َم َح َّب ِتكُم‬
‫‪39‬‬
‫ةدلخ ٌمكح‬
‫ا‬

‫قواعد اللغة ‪( -‬ال) النافية للجنس‬

‫…‪…١‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ –قال الحلّي‪:‬‬
‫النفع َم ـ ْن مل َيحملِ الــررا‬
‫َ‬ ‫ال يجتني‬ ‫ال بـــدَّ لــلــشَّ ــه ـ ِد مـــ ْن نــحــلٍ مي ِّنعه‬
‫ –قال النابغة الذبياني‪:‬‬
‫ـب‬ ‫ٌ‬
‫ـــلـــول مــن قــــراعِ الــكــتــائـ ِ‬ ‫بــهــ َّن ُف‬ ‫ـب فيهم غـــرَ أنَّ سيو َف ُهم‬
‫وال عــيـ َ‬
‫ –وقال ابن أبي حصينة‪:‬‬
‫َو ُر ُجــــو ِعــــ ِه َعـــن َعــ ْتــبِــ ِه َو َمـــا ِمـــ ِه‬ ‫ــف َقــلـ ِبـ ِه‬ ‫ال َش َء أَنـــف ُ‬
‫َـــع ِمـــن تَــ َعــطُّ ِ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫أفادت (ال) في األمثلة السابقة نفي جميع أفراد الجنس؟‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬هل‬
‫‪2.2‬هل هناك احتما ُل استثناء ٍ‬
‫شيء من النفي السابق؟‬
‫حددْ اسمها وخبرها‪ ،‬وبيِّن حالتهما من حيث التنكير والتعريف‪.‬‬‫‪ِّ 3.3‬‬
‫‪4.4‬هل فص َل بينها وبين اسمها بفاصل؟‬
‫جر؟‬
‫بقت (ال) بحرف ٍّ‬ ‫‪5.5‬هل ُس ْ‬
‫‪6.6‬ما الذي عملته (ال) في األمثلة السابقة؟‬

‫(ال) النافية للجنس‪ :‬تد ُّل على نفي الجنس على سبيل ّ‬
‫النص ال على سبيل االحتمال‪.‬‬
‫تعمل (ال) النافية للجنس عمل (إن) فتنصب االسم وترفع الخبر بشروط هي‪:‬‬
‫‪1.1‬أن تفيد نفي الجنس على سبيل ّ‬
‫النص ال على سبيل االحتمال‪.‬‬
‫‪2.2‬أن يكون اسمها وخبرها نكرتين‪.‬‬
‫‪َّ 3.3‬أل يفصل بينها وبين اسمها فاصل‪.‬‬
‫‪َّ 4.4‬أل تسبق بحرف ِّ‬
‫جر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *بيّن سبب إعمال (ال) أو إهمالها في المثالين اآلتيين‪:‬‬
‫ –قال الحل ّ ّي‪:‬‬
‫قــى ومل يــقـ ِ‬
‫ـض مــن إدراكـــهـــا وطــرا‬ ‫ـب‬
‫ومـــن أرا َد الــ ُعــا عــفــواً بــا ت ـ َعـ ٍ‬
‫ –وقال ابن دريد األزدي‪:‬‬
‫إذا مل تـــزن حــس ـ َن الــجــســوم عقول‬ ‫ـن الــجــســوم ونبلِها‬
‫ال خَـــرَ يف حــسـ ِ‬

‫…‪…٢‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ –قال ابن دريد األزدي‪:‬‬
‫ــلــطــف‬
‫ُ‬ ‫َوالــــدَ هــــ ُر يَــجــفــو َمـــــ َّر ًة َويَ‬ ‫ـف‬ ‫ال خَـــرَ يف ُصــحــ َبــ ِة َمـــن ال يُــنـ ِ‬
‫ـصـ ُ‬
‫ –ال رج َل خي ٍر مذمومٌ‪.‬‬
‫ممدوح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫شرا ً‬
‫ –ال فاعال ً َّ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫اسم (ال) في ك ٍّل من األمثلة السابقة‪.‬‬ ‫‪ِّ 1.1‬‬
‫حدد َ‬
‫‪2.2‬هل جاء َ بعد كلمة (خير) في المثال األول مضاف إليه أو معمول لمشتق؟‬
‫‪3.3‬ما نوع اسم (ال) في ك ٍّل من المثالين الثاني والثالث؟‬
‫‪4.4‬جاء اسم (ال) في المثال ّ‬
‫األول مبنياً وفي المثالين الثاني والثالث معرباً‪ .‬تبيّن السبب‪.‬‬

‫أنواع اسم (ال) وأحكامه‪:‬‬


‫ف وال ٍ‬
‫شبيه بالمضاف)‪،‬‬ ‫‪1.1‬يأتي اسم (ال) مبنياً على ما يُنصب به إذا كان مفردا ً (غير مضا ٍ‬
‫وال يجوز تنوينه‪.‬‬
‫‪2.2‬ويأتي منصوباً إذا كان مضافاً أو شبيهاً بالمضاف‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ةدلخ ٌمكح‬
‫ا‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ * ِّ‬
‫حدد نوع اسم (ال) النافية للجنس فيما يأتي‪ ،‬ثم أعربه‪ ،‬وح ّدد الخبر‪:‬‬
‫محبوب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫خاسر‪ ،‬وال بخي َل‬
‫ٌ‬ ‫ف‬‫مغرور‪ ،‬وال آمرا ً بمعرو ٍ‬
‫ٌ‬ ‫طالب علم ٍ‬
‫َ‬ ‫ –ال‬

‫ *(ال) النافية للجنس‪ :‬تدلُّ على نفي الجنس على سبيل ّ‬


‫النص ال على سبيل االحتمال‪.‬‬
‫تعمل (ال) النافية للجنس عمل (إن) فتنصب االسم وترفع الخبر بشروط هي‪:‬‬
‫النص ال على سبيل االحتمال‪.‬‬
‫نفي الجنس على سبيل ّ‬ ‫‪1.1‬أن تفيد َ‬
‫‪2.2‬أن يكون اسمها وخبرها نكرتين‪.‬‬
‫‪َّ 3.3‬أل يفصل بينها وبين اسمها فاص ٌل‪.‬‬
‫‪َّ 4.4‬أل ت ُسبق بحرف ِّ‬
‫جر‪.‬‬
‫ *أنواع اسم (ال) وأحكامه‪ :‬يكون اسم (ال)‪:‬‬
‫ف وال ٍ‬
‫شبيه بالمضاف‪،‬‬ ‫‪1.1‬يأتي اسم (ال) مبنياً على ما يُنصب به إذا كان مفردا ً غير مضا ٍ‬
‫وال يجوز تنوينه‪.‬‬
‫‪2.2‬ويأتي منصوباً إذا كان مضافاً أو شبيهاً بالمضاف‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫التقويم النهائي‬

‫‪1.1‬اقرأ ما يلي وامأل حقول الجدول بالمطلوب‪:‬‬


‫ –قال سالمة بن جندل‪:‬‬
‫ـب‬ ‫فــيــه نَـــلَـــ ُّذ وال لــــــ َّذ ِ‬
‫ات لــلــشِّ ــيـ ِ‬ ‫ــبــاب الـــذي مــجــدٌ عــوا ِق ـ ُبــهُ‬
‫َ‬ ‫إنَّ الــشَّ‬
‫ –قال قيس بن الملوَّح‪:‬‬
‫ولـــكـــ ْن لِـــــــــ ُو َّرا ِد املـــنـــونِ تــتــابـ ُـع‬ ‫ـش ُم ـ ِّتــعــا‬
‫تــعــ َّز فـــا إلـــفَـــ ِن بــالــعــيـ ِ‬
‫قلم على الطاولة بل قلمان‪.‬‬ ‫ –ال ٌ‬
‫سوء بيننا‪.‬‬‫ –ال رج َل ٍ‬
‫سافرت بال زا ٍد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ –‬
‫ –ال مذموماً فعل ُ ُه عندنا‪.‬‬

‫خربها‬ ‫نوعه‬ ‫اسمها‬ ‫ال النافية للجنس‬ ‫سبب اإلهامل‬ ‫ال املهملة‬

‫‪ِّ 2.2‬‬
‫كو ْن ثالث جمل مفيدة تستوفي فيها حاالت اسم (ال) النافية للجنس‪.‬‬

‫اشرح البيت اآلتي‪ ،‬ث َّم أعربْه إعراب مفردات‪.‬‬


‫ِ‬ ‫‪3.3‬‬
‫ –قال المتنبّي‪:‬‬
‫ُ‬
‫الحال‬ ‫النطق إنْ مل تس ِع ِد‬
‫ُ‬ ‫فليسع ِد‬ ‫عــنــدك تُــهــديــهــا وال ُ‬
‫مــال‬ ‫َ‬ ‫خــيــل‬
‫َ‬ ‫ال‬

‫‪43‬‬
‫ذكر مدينة حلب‪ ،‬حرسها اهلل تعالى *‬
‫ُ‬
‫مطالعة‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ابن جبير‬
‫ابن جبي ٍر في ذكر مدينة حلب‪:‬‬ ‫قال ُ‬ ‫(‪614 - 539‬هـ)‬
‫ُّ‬
‫أثير‪ ،‬لها قلعة ٌ‬
‫كثير‪ ،‬ومحلها من التقديس ٌ‬ ‫خطّابُها من الملوك ٌ‬ ‫‪ُ ...‬‬
‫احلســ� ّ‬ ‫ين‬
‫حممــد ب ن�‬ ‫أبــو‬
‫االرتفاع‪ ،‬معدومة ُ الشبَ ِه والنظي ِر في ِالق ِ‬
‫الع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫االمتناع‪ ،‬بائنة ُ‬
‫ِ‬ ‫شهيرةُ‬ ‫أ‬
‫ـ�‪،‬‬ ‫ن‬
‫ع‪ ،‬قاعدةٌ كبيرةٌ‪ ،‬ومائدةٌ من األرض‬ ‫ت حصانةً أ ْن ت ُرامَ أو ت ُستطا َ‬ ‫تن ّزهَ ْ‬ ‫أمحــد ب� جبـ يـر الندلـ ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫واستواء‪،‬‬ ‫نسبة اعتدا ِل‬ ‫األرجاء‪ ،‬موضوعة ٌ على‬ ‫مستديرةٌ‪ ،‬منحوتة ُ‬ ‫ولــد ي� بلنســية‪ ،‬ومســع‬
‫تصويرها‬
‫َ‬ ‫ع كيف شاء َ‬ ‫وتدبيرها‪ ،‬وأبد َ‬
‫َ‬ ‫تقديرها‬
‫َ‬ ‫فسبحا َن من أحكم‬ ‫ُ‬ ‫العلــوم مــن أبيــه‪ ،‬واكن مــن‬
‫اسمها فتحل ّ ْ‬
‫ت‬ ‫ث ُ‬ ‫وتدويرها‪ ،‬عتيقة ٌ في األزل‪ ،‬حديثة ٌ وإ ْن لم تزلْ‪ ،‬أُن ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫عملــاء الندلــس ي� الفقــه‬

‫الدرس السادس‬
‫ِ‬
‫سيف دولتها اب ِن حمدان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫بزينة الغوان‪ ،‬وتجلت عروساً بعد‬ ‫ِ‬ ‫ً‬

‫ّ‬
‫واحلديــث‪ ،‬امك اكن أديبــا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت قديماً في ال ّزما ِن‬
‫ذكر أنّها كان َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ف هذه القلعة أنّه ي ُ ُ‬‫وإ ّن من شر ِ‬ ‫ب�رعــا وشــاعرا مج يدا‪ .‬اشـ تـهر‬
‫إبراهيم الخلي ُل‪ ،‬عليه وعلى نبيّنا الصالةُ‬ ‫األو ِل ربو ًة يأوي إليها‬
‫ّ‬ ‫ا�‬ ‫بكتابــه املعروف (رحـ�ة ب ن‬
‫ُ‬
‫يت‬ ‫بلبنها فلذلك ُس ّم ْ‬‫ق ِ‬ ‫ت له فيحلبُها هنالك ويتص ّد ُ‬ ‫والتسليم‪ ،‬بغنيما ٍ‬ ‫جبــر) الــذي وضعــه بعــد‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ويتبركو َن‬ ‫الناس‬ ‫كريم له يقصدهُ‬ ‫حلب‪ ،‬واهللُ أعلم‪ .‬وبها مشه ٌد‬‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أن قــام ب�حــات ثــاث‪،‬‬ ‫‪٦‬‬
‫بالصال ِة فيه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫النــص‪.‬‬ ‫ومنــه أخــذ هــذا‬
‫القالع أ ّن الماء َ بها ناب ٌع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حصانة‬ ‫المشتر ِ‬
‫طة في‬ ‫َ‬ ‫وم ْن كما ِل ِخال ِلها‬ ‫ِ‬
‫تخاف الظمأ َ أب َد الدّه ِر‪،‬‬‫ُ‬ ‫جبّا ِن‪ ،‬فهما ينبُعان ماء ً فال‬ ‫صن َع عليه ُ‬ ‫وقد ُ‬
‫ويطيف بهذين الجبّين المذكوري ِن‬ ‫ُ‬ ‫الدهر كلَّه‪،‬‬
‫َ‬ ‫يصبر فيها‬‫ُ‬ ‫والطعام ُ‬
‫ويعترض دونَهما‬ ‫ُ‬ ‫ينظر للبل ِد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ب الذي‬ ‫سورا ِن حصينا ِن من الجان ِ‬
‫ينبع فيه‪ .‬وشأ ُن هذه‬ ‫عمق ِه والماء ُ ُ‬ ‫البصر يبل ُغ مدى ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق ال يكادُ‬ ‫خند ٌ‬
‫وسورها‬
‫ُ‬ ‫وصفه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أعظم من أ ْن ننتهي إلى‬ ‫ِ‬
‫الحصانة والحس ِن‬ ‫القلعة في‬‫ِ‬
‫ُ‬
‫صاب المشرفةُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أبراج منتظمة ٌ‪ ،‬فيها العاللي المنيفةُ‪ِ ،‬‬
‫والق‬ ‫ٌ‬ ‫األعلى كلُّ ُه‬
‫المساكن‬
‫ُ‬ ‫برج منها مسكونٌ‪ ،‬وداخلُها‬ ‫حت كلُّها طيقاناً‪ .‬وك ُّل ٍ‬ ‫قد تفت ّ ْ‬
‫السلطانيّةُ‪ ،‬والمناز ُل الرفيعة ُ الملوكيّةُ‪.‬‬
‫* كتاب رحلة ابن جبير‪ ،‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪44‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫اعت هللا اهسرح ‪،‬بلح ةنيدم ُركذ‬

‫كبيرها‪ ،‬متّصلة ُ االنتظام ِ‬


‫ق ُ‬ ‫واسع األسوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫بديع الحس ِن‪،‬‬
‫ب‪ُ ،‬‬ ‫ضخم ج ّداً‪ ،‬حفي ُل التركي ِ‬
‫ٌ‬ ‫وأمّا البل ُد فموضوعُه‬
‫ت المدني ّ ِة‪،‬‬
‫غ من جميع الصناعا ِ‬ ‫ٍ‬
‫صنعة أخرى إلى أ ْن تفر َ‬ ‫نعة إلى ِسماط‬ ‫ص ٍ‬ ‫تخرج من ِس ِ‬
‫ماط َ‬ ‫ُ‬ ‫مستطيلة ٌ‪،‬‬
‫األبصار حسناً وتستوقف‬ ‫َ‬ ‫ق منها تقي ّ ُد‬ ‫وكلّها مس ّقف بالخشب‪ ،‬فس ّكانُها في ظالل وارفة‪ .‬فك ُّل سو ٍ‬
‫جباً‪.‬‬
‫المستوفز تع ّ‬

‫الجالس فيها مرأى‬


‫ُ‬ ‫ق‬
‫يتشو ُ‬
‫ّ‬ ‫المكرمِ‪ ،‬ال‬
‫ّ‬ ‫وأمّا قيساريّتُها فحديقة ُ بستا ٍن نظافةً وجماال ً‪ ،‬مطيفة ٌ بالجامع‬
‫سواها ولو كان من المرائي الرياضيّة‪.‬‬

‫الواسع بالط متّسع مفتّح كلّه أبواباً قصريّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫بصحنه‬ ‫أطاف‬
‫َ‬ ‫الجوامع وأجملها‪ ،‬قد‬
‫ِ‬ ‫الجامع من أحسن‬‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫حسن منظ ِرها‪ ،‬وفي صحنه بئران‬ ‫ُ‬ ‫األبصار‬
‫َ‬ ‫فيستوقف‬
‫ُ‬ ‫ينيف على الخمسين باباً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الحسن إلى الصح ِن‪ ،‬عددُها‬
‫استفرغت الصنعة ُ القرنصيّة ُ‬
‫ْ‬ ‫االنشراح‪ .‬وقد‬
‫ِ‬ ‫رائق‬
‫ّساع َ‬ ‫ظاهر االت ِ‬‫َ‬ ‫القبلي ال مقصورة فيه فجاء َ‬
‫ّ‬ ‫مَعينان‪ .‬والبالط‬
‫ت الصنعة ُ الخشبيّة ُ منه‬ ‫صنعته‪ ،‬وات ّصل ِ‬
‫وغرابة ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شكله‬ ‫جهدَها في منب ِره‪ ،‬فما أرى في بل ٍد من البالد منبرا ً على‬ ‫َ‬
‫كالتاج العظيم على المحرا ِ‬ ‫لت صفحات ُه كلُّها حسناً على تلك الصفة الغريبة‪ .‬وارتف َع‬
‫الدرس السادس‬

‫ب‬ ‫ِ‬ ‫إلى المحراب فتجل ّ ْ‬


‫ّ‬

‫مرص ٌع كلّه‬‫ّ‬ ‫ف بال ُش َرف الخشبيّة القرنصيّة‪ ،‬وهو‬ ‫وشر َ‬


‫قوس أعالهُ ّ‬ ‫السقف‪ ،‬وقد ّ‬‫ِ‬ ‫بس ْمك‬‫وعال حتّى ات ّص َل َ‬
‫ب مع ما يليهما من جدار القبلة دو َن أن يُتبي ّ َن‬ ‫الترصيع من المنبر إلى المحرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالعاج واآلبنوس‪ ،‬وات ّصا ُل‬
‫ِ‬
‫أكثر من أ ْن‬ ‫المكرم ُ‬
‫ّ‬ ‫وح ْس ُن هذا الجامع‬ ‫بينهما انفصالٌ‪ ،‬فتجتلي العيون منه أبدع منظر يكون في الدنيا‪ُ ،‬‬
‫ف‪.‬‬
‫وص َ‬
‫يُ َ‬

‫‪٦‬‬ ‫حسناً وإتقان صنعة‪ ،‬فهما في الحس ِن روضة‬‫تناسب الجام َع ُ‬


‫ُ‬ ‫الغربي مدرسة ٌ‬ ‫ويتّص ُل به من الجانب‬
‫ّ‬
‫س بناء وغرابة صنعة‪ ،‬ومن أظرف ما يُلحظ‬
‫تجاور أخرى‪ .‬وهذه المدرسة ُ من أحف ِل ما شاهدناه من المدار ِ‬ ‫ُ‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ح كله بيوتاً وغرفاً ولها طيقا ٌن يتّص ُل ُ‬
‫القبلي مفت ّ ٌ‬
‫َّ‬ ‫جدارها‬ ‫فيها أ ّن‬
‫َ‬

‫ق من تلك الطيقان قسط ُها من ذلك‬ ‫مثمر ِعنَباً‪ ،‬فحص َل لك ّل طا ٍ‬


‫ٌ‬ ‫عريش كرم ٍ‬
‫ُ‬ ‫وقد امت ّد بطول الجدار‬
‫الساكن فيها يدَه ويجتنيه متّكئاً دو َن ُكلْفَة وال مش ّقة‪ .‬وللبلدة سوى هذه المدرسة‬
‫ُ‬ ‫العنَ ِ‬
‫ب مُتدلّياً أمامَها‪ ،‬فيم ُّد‬
‫أربع مدارس أو خمس‪ .‬ولها مارستان‪.‬‬ ‫نحو ِ‬

‫خارج لها ّإل ن ُ َهير يجري‬


‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫بالخالفة‪ ،‬وحسنُها كلّه داخ ٌل ال‬ ‫عظيم‪ ،‬فهي بلدةٌ ُ‬
‫تليق‬ ‫ٌ‬ ‫وأمرها في االحتفال‬‫ُ‬
‫المستدير بها‪ ،‬فإ ّن لها ربَضاً كبيرا ً فيه من الخانات ما ال يُحصى عدده‪.‬‬
‫َ‬ ‫ضها‬ ‫ويشق ربَ َ‬
‫ّ‬ ‫من جوفيها إلى قبليّها‬
‫بعض بساتين تتّص ُل بطوله‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ط ربَ ِضه‪ .‬وبهذا الربَ ِ‬
‫ض‬ ‫وبهذا النهر األرحاء‪ ،‬وهي متّصلة ٌ بالبلد وقائمة ٌ وس َ‬
‫والوصف فيه يطول‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األمر فيه داخال ً وخارجاً فهو من بالد الدنيا التي ال َ‬
‫نظير لها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكيفما كان‬

‫‪45‬‬
‫اعت هللا اهسرح ‪،‬بلح ةنيدم ُركذ‬

‫مفردات للشرح‬
‫القرنصية‪ :‬الناتئة (البارزة)‪.‬‬ ‫المكرم‪.‬‬
‫َ‬ ‫المفضل‬
‫ّ‬ ‫األثير‪:‬‬
‫القيسارية‪ :‬سوق كبيرة ت ُباع فيها األثواب‬ ‫القصاب‪ :‬الغرف‪.‬‬
‫والزرابي‪.‬‬ ‫السماط‪ :‬الصف وشيء يبسط ليوضع عليه‬
‫ض‪ :‬كل ما تؤوي إليه وتستريح لديه‪.‬‬ ‫الرب َ ُ‬ ‫الطعام وجانب الطريق‪.‬‬
‫الرحى‪ :‬األداة التي يطحن بها (الطاحون)‪.‬‬ ‫المستوفز‪ :‬المتهيئ‪.‬‬
‫السمك‪ :‬االرتفاع‪.‬‬
‫ْ‬

‫مشروعات مقترحة‬

‫ *اعمل على تنفيذ أحد المشروعات التعليميّة اآلتية‪ ،‬متّبعاً الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫العربي وشعراء األندلس‪ ،‬من حيث الموضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ *أج ِر دراسةً حول التأثّر والتأثير بين شعراء المشرق‬
‫ثم أع ّد عرضاً تقديميّاً تشرح فيه أوجه المقارنة‪.‬‬
‫أندلسي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫واألوزان‪ ،‬مقارناً بين شاعر مشرقي وآخر‬
‫ثم أج ِر مقارنة بين أديبين اشتهرا‬
‫العربي عبر العصور‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ *أج ِر بحثاً حول شعر الحكمة في األدب‬
‫بالحكمة من حيث المعاني واألساليب‪ ،‬وبيّن أيّهما أكثر إجادة في هذا الغرض وفق معيار تقترحه‪.‬‬
‫ *تعاون مع عدد من زمالئك على عقد ندوة حول اللغة العربيّة (أهميّتها‪ ،‬حيويّتها وقدرتها على‬
‫تطورات العصر‪ ،‬قدرتها على استيعاب العلوم‪ ،‬سبل حمايتها والنهوض بمهاراتها)‪.‬‬ ‫مسايرة ّ‬
‫قصتي (العائد – العربة والرجل) إلى مشهد‬ ‫ *تعاون مع زمالئك على تحويل مقطع من إحدى ّ‬
‫تمثيلي‪ ،‬واعرضوه على مسرح المدرسة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثم قارن بين شاعرين من بيئتين وعصرين‬ ‫ّ‬ ‫والعصر‪،‬‬ ‫بالبيئة‬ ‫وعالقته‬ ‫الوصف‬ ‫غرض‬ ‫حول‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫بحث‬ ‫ *أج ِر‬
‫مختلفين‪ ،‬مبيّناً االختالف بين المعاني والصور واألساليب التي عرض لها ك ّل منهما مع تفضيل‬
‫أحدهما على اآلخر وفق معيار محدّد‪.‬‬
‫ *استعن بمصادر التعلّم إلعداد بحث حول األغراض البالغيّة لإلنشاء‪ ،‬مطبّقاً بعض هذه األغراض‬
‫على قصيدة في الحكمة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ةعلاطم‬

‫خطوات إعداد المشروع‪:‬‬


‫‪1.1‬اختيار ش‬
‫الم�وع‪:‬‬
‫ذات أث ٍر كبي ٍر في نجاح‬
‫ُ‬ ‫األهم؛ ألنّها‬
‫ّ‬ ‫ف ّكر جيّدا ً بالمشروع الذي ستختاره‪ ،‬إذ تع ّد هذه الخطوة هي‬
‫مشروعك أو إخفاقه‪ ،‬واح ِرص على اختيار المشروع الذي يناسب مُيولك‪ ،‬وقدّر جيّدا ً الزمن الالزم‬
‫إلنجازه في ضوء المصادر المتوفّرة‪.‬‬

‫‪2.2‬التخطيط ش‬
‫للم�وع‪:‬‬
‫تتضمن خطّة عملك النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدرسك‪ ،‬على أن‬ ‫ضع خطّة لمشروعك مسترشدا ً بآراء ّ‬
‫الهدف من المشروع بدقّة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬أح ّد ِد‬
‫دو ْن ما تحتاج إليه من مصادر التعلّم‪.‬‬ ‫ ‪.‬ب ّ‬
‫ ‪.‬جح ّددْ األدوات التي ستستعملها في إعداد مشروعك (بطاقات‪ ،‬تقنيات إلكترونيّة‪ ،‬أدوات‬
‫موسيقيّة‪)...‬‬
‫مدرسك وزمالءك فيما يمكن أن تحتاج إليه‪ ،‬وإمكانيّة توفيره‪.‬‬‫ ‪.‬دإذا كان مشروعك فردياً فاستشر ّ‬
‫أمّا إذا كان جماعيّاً فاختر دورا ً مناسباً تقوم به مع مجموعتك‪ ،‬وتعاونوا معاً على إتمام المشروع‬
‫على أحسن وجه‪.‬‬
‫مدر َسك وأعضاء مجموعتك في تحديد المكان والزمان المناسبين لعرض المشروع‪.‬‬ ‫ناقش ّ‬ ‫ ‪.‬ه ْ‬

‫‪3.3‬تنفيذ ش‬
‫الم�وع‪:‬‬
‫وتعر ِ‬
‫ف دو ِرك في المجموعة (إذا كان المشروع جماعيّاً) ابدأ بوضع الخطوط‬ ‫ّ‬ ‫بعد توفّر ما تحتاج إليه‪،‬‬
‫الرئيسة لموضوعك‪ ،‬واجمع المادّة المطلوبة‪ ،‬واعقد عددا ً من اللقاءات مع أفراد مجموعتك للوصول‬
‫المدرس في كل خطوة من خطوات التنفيذ لالستئناس برأيه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ثم ناقشوا‬
‫إلى الصورة المبدئيّة للمشروع‪ّ ،‬‬
‫واإلفادة من مالحظاته‪.‬‬

‫‪4.4‬متابعة ش‬
‫الم�وع‪:‬‬
‫ثم راجع المشروع‬
‫تابع العمل مع مجموعتك‪ ،‬وناقشهم في ك ّل خطوة للوصول إلى الصورة النهائيّة‪ّ ،‬‬
‫توصل ك ّل منكم إليه من مالحظات حول‬‫مرة‪ ،‬ثم تبادل الرأي مع رفقائك فيما ّ‬
‫كامال ً بعد انتهائه أكثر من ّ‬
‫مدرسك ألخذ الرأي بالصورة النهائيّة للمشروع قبل عرضه‪.‬‬
‫ثم اعرضه أنت ومجموعتك على ّ‬ ‫المشروع‪ّ ،‬‬

‫‪47‬‬
‫اعت هللا اهسرح ‪،‬بلح ةنيدم ُركذ‬

‫‪5.5‬تقويم ش‬
‫الم�وع‪:‬‬
‫قوم مشروعك في ضوء النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ ‪.‬أمدى تحقيق الهدف من المشروع الذي قمت به‪.‬‬
‫عدت إليها‪.‬‬
‫َ‬ ‫لنمو خبراتك من مصادر التعلّم التي‬
‫ ‪.‬بمدى إتاحة المشروع الفرصة ّ‬
‫المهمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪.‬جمدى إتاحة المشروع الفرصة للتدريب على التفكير الجماعي والفردي في النقاط‬
‫ ‪.‬ددرجة االستفادة من المشروع في توجيه ميولك واكتساب ميول وات ّجاهات جديدة‪.‬‬
‫ ‪.‬همدى االسـتفادة من المشـروع في تنمية المهارات المتعلّقة به (حوار‪ ،‬نقد‪ ،‬إبداء رأي‪ ،‬ات ّخاذ‬
‫قرار ‪.)...‬‬
‫ ‪.‬ومدى إتاحة المشروع الفرصة لتكوين بنية عميقة عن الموضوع المطروح فيه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الوحدة الثانية‬ ‫شعرية‬
‫ّ‬ ‫أغراض‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫أغراض شعر ّي ‬


‫ة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الرفيع‬ ‫ّ‬
‫الشرف ّ‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫تعذليه‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الطبيعة الفاتنة‬
‫ّ‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫أرض األح ّبة‬ ‫الدرس الخامس ‬

‫مطالعة‬ ‫ال ّتوقيعات‬ ‫الدرس السادس ‬


‫ٌ‬
‫أغراض شعر ّية‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫تمازج بين الثقافات واألمم‪ ،‬حتّى عُ ّد‬ ‫ٍ‬


‫عالية ِلما شهدَهُ من‬ ‫ٍ‬
‫درجة‬ ‫اسي إلى‬
‫ٍ‬ ‫الفكر في العصر العب ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ارتقى‬
‫العربي‪ ،‬والسيّما الشعر‪ ،‬فقد تمثّل‬
‫ّ‬ ‫الذهبي لألمّة العربيّة‪ ،‬وقد ظهر ذلك جليّاً في األدب‬
‫َّ‬ ‫العصر‬
‫َ‬ ‫العصر‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫موضوعات تناسب طبيعةَ الحياة آنذاك‪.‬‬
‫ت عند شعراء‬ ‫استمر ْ‬
‫ّ‬ ‫ووصف الطبيعة والحكمة من أبر ِز األغراض ال ّشعريّة الّتي‬
‫ُ‬ ‫المديح والرثاء ُ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫العصر العبّاسي ومعاصريهم من شعراء األندلس‪ ،‬ثّم شعراء الدّول المتتابعة‪ ،‬إضافةً إلى الشعر‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫الذي تناول قضايا اجتماعيّة ّ‬
‫‪1.1‬الحكمـــــة‪:‬‬
‫كانت منثور ًة في ثنايا قصائ ِد المديح أو الهجاء‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫شعراء ما قبل اإلسالم‪ ،‬لكنّها‬ ‫ت الحكمة ُ في قصائ ِد‬ ‫عُ ِرف َ ْ‬
‫مما يجري حوله‪ ،‬أو يعكس فلسفته‬ ‫أو الرثاء أو الغزل‪ ،‬فكان ال ّشاعر من خالل هذه الحكمة يعبّر عن موقفه ّ‬
‫رت فيها حركة الترجمة الواسعة وما‬ ‫توسعت كثيرا ً في العصر العباسي‪ ،‬إذ أث ّ ْ‬‫في الحياة‪ ،‬ونظرته إليها‪ ،‬وقد ّ‬

‫الدرس ّ‬
‫بعض ال ّشعراء قصائ َد‬
‫العربي من منطق اليونان وحكمة الهند وفارس‪ ،‬فأفرد ُ‬ ‫تسرب عن طريقها إلى الفكر‬

‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ت كاملةً للحكمة‪ ،‬جمعوا فيها ك ّل ما هو قيّم وثمين‪ .‬ومن أشهر شعراء العصر في الحكمة أبو‬ ‫أو مقطوعا ٍ‬

‫األول‬
‫ي الذي قال‪:‬‬ ‫المعر ّ‬
‫ّ‬ ‫تمام والمتنبّي وأبو العالء‬
‫ْـــر املُــ َتــطــاو ُِل‬
‫فــعــنــدَ ال ـ ّتــنــاهــي يَـــق ُ ُ‬ ‫فــإن ك ْن َت تَ ْبغي ال ـ ِع ـ َّز فــابْ ـغِ تَ َو ُّسطاً‬
‫وما هذه الحكمة ّإل وليدة خبرات وتجارب عاشها أولئك الشعراء فنقلوها إلينا بعد تأمّل وتفكير‪ ،‬ومن‬ ‫‪1‬‬
‫تمام‪:‬‬
‫هذا القبيل قول أبي ّ‬
‫ـب‬ ‫ـــال ّإل عــى جـــ ٍ‬
‫ر مــن ال ـ ّتــعـ ِ‬ ‫تُـــ َن ُ‬ ‫بـــر َت بــالــراح ـ ِة الــكُــرى فــلـ ْ‬
‫ـم ت َرها‬ ‫ُ‬
‫‪2.2‬المديح‪:‬‬
‫المثلى في شخصية الممدوح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرفيعة والقيم ُ‬ ‫الخصال‬ ‫العباسي حريصاً على رسم ِ‬
‫ِّ‬ ‫الشاعر في العصر‬ ‫ظ ّل‬
‫ُ‬
‫جهاً للطبقات العليا من الخلفاء والوزراء والوالة والقادة‪ ،‬ولم يكن ّ‬
‫يهتم بالطبقات العامّة‬ ‫وكان المديح مو ّ‬
‫إال نادراً‪.‬‬
‫َلت قصائ ُد المديح‬
‫كبير في شعر المديح؛ فقد حف ْ‬
‫أثر ٌ‬ ‫ت اإلسالمي ّ ِة في العصر العباسي ٌ‬
‫وكان للفتوحا ِ‬
‫ُلهب‬
‫تت ُ‬ ‫بصو ِر األبطال الذين كانوا يقودون جيوش األمة المظ ّفرة‪ ،‬وكان ال ّشعراء ُ يمدحونهم بصفا ٍ‬
‫ِ‬
‫ومضائهم على نحو ما نجد في‬ ‫الهمم‪ ،‬فأشادوا باستبسالهم‬
‫َ‬ ‫وتثير فيها الحماسةَ والحميّةَ‪ ،‬وتشح ُذ‬
‫ُ‬ ‫النفوس‬
‫َ‬

‫‪50‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬ ‫ش‬
‫ةّيرع ٌضارغأ‬

‫سيف الدّولة إذ يقول‪:‬‬


‫َ‬ ‫مديح المتنبي‬
‫ِ‬
‫الـــــعـــــادات واألوطـــــــانِ‬ ‫ّإل إىل‬ ‫قــا َد الجيا َد إىل الـطِّــعــانِ ومل يقــــدْ‬
‫بـــــــاآلذانِ‬ ‫ِ‬
‫يبصــــــــ ْرنَ‬ ‫فكأنّـام‬ ‫يف ج ْحفلٍ ســــ َرت العيونَ غبــــا ُره‬
‫قريـــب دانِ‬
‫ٌ‬ ‫كــل البعيـــــــ ِد لــه‬
‫ُّ‬ ‫يرمي بها البلــــــدَ البعيــــــدَ ُمظفَّــــ ٌر‬
‫الغرض عند األندلسيّين في المو َّشحات‪ ،‬ولع َّل أشهر مو َّشحة في هذا اإلطار تلك التي‬
‫وقد كثُر هذا َ‬
‫نظمها لسان الدين بن الخطيب في مدح األمير الغني باهلل صاحب غرناطة‪ ،،‬يقول فيها‪:‬‬
‫َـــنـــي بـــالـــلّـــ ِه عــــ ْن ك ِّ‬
‫ُـــــل أ َحــــدْ‬ ‫الـــغ ْ‬ ‫ـص ـطَ ـ َفــى‬ ‫ـص ـطَ ـ َفــى الــلّــ ِه َس ُّ‬
‫ــمــي املُـ ْ‬ ‫ُمـ ْ‬
‫ـــح الـــخـــطْ َ‬
‫ـــب عــ َقــدْ‬ ‫وإذا مـــا فـــ َت َ‬ ‫َمــــ ْن إذا مـــا عـــ َقـــدَ الـــعـــ ْهـــدَ َو َف‬
‫وفي عصر الدّول المتتابعة انتشرت القصائد الكثيرة في مدح الرسول والتش ّفع به‪ ،‬وكذلك القصائد‬
‫سمي بالبديعيات‪ ،‬ويع ّد صفي الدين‬‫الطوال في االبتهال واالستغفار‪ ،‬ومن قصائد مدح الرسول(ﷺ) ما ّ‬ ‫ِ‬
‫أضاف إلى ك ِّل بي ٍ‬
‫ت لوناً من ألوان البديع‪ ،‬وذلك في بديعيّته‬ ‫َ‬ ‫وأو َل مَ ْن‬ ‫الحلي (ت‪750‬هـ) ّأو َل مَ ْن َ‬
‫نظمها ّ‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫التي استوحاها من قصيدة البوصيري (ت‪696‬هـ) المشهورة بالبُرأة ومطلعها‪:‬‬


‫مـز ْج َت دمعـاً جـــرى مـِن مقل ٍة ِ‬
‫بـدم‬ ‫أمــِ ْن تذكُّــ ِر جــرانٍ بــــذي س َـ ٍ‬
‫ــــلم‬
‫األول‬

‫فاسته ّل الحلّي قصيدته بقوله‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫واقـــ َر الــســا َم عــى ُعـــ ْر ٍب بــذي سـل َِم‬ ‫فسل عن جــر ِة العل َِم‬
‫إنْ ج ْئ َت سلْعاً ْ‬
‫الرثاء‪:‬‬
‫‪ّ 3.3‬‬
‫خليفة أوعظيم من الوالة والقادة‪ ،‬وإمّا ألح ِد‬
‫ٍ‬ ‫الرثاء ُ فيه إمّا رثاء َ‬
‫الرثاء في العصر العباسي‪ ،‬وكان ّ‬
‫شعر ّ‬
‫ات ّس َع ُ‬
‫ضي أمّ ُه‪:‬‬
‫الر ّ‬
‫أقارب الشاعر ومن ذلك رثاء ُ ال ّشريف ّ‬
‫ُ‬
‫املـــقـــال بـــدايئ‬ ‫ذهــــب‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأقــــــول لـــو‬ ‫الــغــلــيــل بــكــايئ‬
‫َ‬ ‫نــقــع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫أبــكــيــك لـــو‬
‫بــالــصــ ِر الــجــمــيــلِ عـــزايئ‬
‫ّ‬ ‫لـــو كـــان‬ ‫بــالــصــر الــجــمــيــلِ تــع ـ ّزي ـاً‬
‫ّ‬ ‫وأعـــــو ُذ‬

‫‪51‬‬
‫ش‬
‫ةّيرع ٌضارغأ‬

‫ثاء‪ ،‬لكنّهم كانوا أكثر روعةً في رثاء الممالك َّ‬


‫الذ ِاهبة من‬ ‫َ ْ‬ ‫أمّا األندلسيّون فقد قلَّدوا المشرقيّين في الر ِ‬
‫ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المشارقة‪ ،‬فقد هالَهم أن يَ َروا َ‬
‫ديارهم تسقط واحد ًة بعد أ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫خرى في أيدي اإلسبان‪ ،‬فبك ْوها بكاء َ‬ ‫عراء‬
‫الرندي التي ْير ِثي فيها األندلس‬
‫الضرب من الرثاء قصيدةُ أبي البقاء ُّ‬‫الثَّكلى‪ ،‬ومن أشهر ما قيل في هذا َّ‬
‫كلّها‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬
‫ـش إِنْ ـ َ‬
‫ـس ــانُ‬ ‫ـب ال ـ َع ـ ْيـ ِ‬ ‫َف ــا يُــغَــ َّر ِبـ ِ‬
‫ـطــيـ ِ‬ ‫ْــصــانُ‬ ‫ش ٍء إِ َذا َمـــا ت َّ‬
‫َـــم نُــق َ‬ ‫لِــكُ ـ ِّـل َ ْ‬
‫س ُه َز َمــــ ٌن َســـا َءتْـــهُ أَ ْز َمـــــانُ‬
‫َمـــ ْن َ َّ‬ ‫ـــي األُ ُمـــــو ُر ك َ‬
‫َـــا شَ ــا َهــدْ تُ ـ َهــا ُد َو ٌل‬ ‫ِه َ‬
‫‪4.4‬وصف الطبيعة‪:‬‬
‫َلت بها القصيدةُ العربيّةُ‪ ،‬وهو مرآةٌ لما تعكسه الطّبيعة‬
‫الوصف من أقدم ِ األغراض ال ّشعرية التي حف ْ‬
‫ُ‬ ‫يع ّد‬
‫س ال ّشاعر‪ ،‬ولما ت ُو ِدعُه فيها من قوى الخلق واإلبداع‪ ،‬يتّجه فيه ال ّش ُ‬
‫اعر إلى العالم من حو ِله بما فيه‬ ‫في نف ِ‬
‫الحلل‪ .‬وقد عُني ال ّشعراء ُ العباسيون بوصف‬ ‫ع الصو ِر في أبهى ُ‬ ‫يستشف منه أرو َ‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫وصامتة‬ ‫عناصر حي ّ ٍة‬
‫َ‬ ‫من‬
‫ِ‬
‫األبنية الجديد ِة التي أبدعتها أيدي‬ ‫الطّبيعة المصنوعة‪ ،‬فوصفوا البر َك والجسور والقصور وغير ذلك من‬
‫البحتري بركةَ المتوكل التي استهلّها بقوله‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وصف‬
‫ُ‬ ‫حضارتهم‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ِ‬
‫الحــــت مغانيها‬
‫ْ‬ ‫واآلنــــســــات إذا‬
‫ُ‬ ‫يــا َم ـ ْن رأى الــرك ـ َة الحسنا َء رؤي ُتها‬
‫كالخيل خــارجــ ًة مــن حــبــلِ مجريها‬ ‫ـب فــيــهــا وفــــو ُد املــــا ِء معجل ًة‬
‫تــنــصـ ُّ‬
‫عجب ال ّشعراء ُ العباسيون بالطّبيعة الحيّـة‪ ،‬وعبّروا عن هذا اإلعجاب من خالل قصائدهم الكثيرة‬
‫َ‬ ‫كما أ ُ‬
‫ومي‬
‫الر ّ‬
‫ازقي عند ابن ّ‬
‫الر ّ‬
‫طيرها وحيوانَها ونبات َها‪ ،‬كما في وصف العنب ّ‬
‫التي تناولتْها بالوصف‪ ،‬فوصفوا َ‬
‫إذ يقولُ‪:‬‬
‫كــــــأنّــــــهُ مــــــخــــــازنُ الــــبــــلّــــو ِر‬ ‫ورازقـــــــــي مـــخـــطّ ِ‬
‫ـــف الـــخُـــصـــو ِر‬ ‫ٍّ‬
‫بفن الوصف‪ ،‬وال سيّما وصف الطّبيعة وتفوقوا فيه على شعراء المشرق‪،‬‬
‫ت عناية األندلسيّين ّ‬ ‫وقد َّ‬
‫اشتد ْ‬
‫ح الشعراء‪ ،‬وأفردوا للوصف‬ ‫ألهبت قرائ َ‬
‫ْ‬ ‫خلبة‬ ‫ٍ‬
‫طبيعة ساحر ٍة ّ‬ ‫فأتوا بالروائع الخالدة لما وهبهم اهلل من‬
‫القصائد‪ ،‬وربطوا بين وصف الطبيعة وسائر الفنون الشعرية‪ .‬يقول ابن خفاجة‪:‬‬
‫وظـــل وأشـــجـــا ٌر وأنهــــــا ُر‬
‫ٌّ‬ ‫مـــا ٌء‬ ‫كم‬
‫أندلــــــــس لله د ُّر ُ‬
‫ٍ‬ ‫أهــــــــل‬
‫َ‬ ‫يــــــــا‬
‫كــنــت أخــتــا ُر‬
‫ُ‬ ‫تـــخـــر ُت هــــذا‬
‫ّ‬ ‫ولــــو‬ ‫مــا جــ ّنــ ُة الــخـــــلـ ِد ّإل يف ديـاركــم‬

‫‪52‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫االجتماعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الشعر‬
‫‪ّ 5.5‬‬
‫الناس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الوضع السيّىء ُ الذي كان يعيش فيه‬
‫ُ‬ ‫عر الّذي يُعنى بالظّواهر االجتماعيّة‪ ،‬والسيّما ما فرضه‬ ‫هو ال ّش ُ‬
‫ِ‬
‫واستيالء األعاجم ِ على‬ ‫ص‪،‬‬
‫ق وانتشا ِر لصو ٍ‬ ‫وقطع طر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ت واستبدا ٍد‬‫س ومصادرا ٍ‬‫والشعراء ُ منهم‪ ،‬من فق ٍر وبؤ ٍ‬
‫الرشوة‪ ،‬وكان األدباء ُ يتعاملون مع هذا اللو ِن في الغالب‬ ‫ض العربي ّ ِة‪ ،‬وفسا ٍد في الدوائر‪ ،‬وانتشا ِر ّ‬
‫حكم ِ األر ِ‬
‫الساخر كان يخ ّفف من حدّة الحالة النفسيّة واالجتماعيّة‬ ‫َ‬ ‫ُكاهي‬ ‫األسلوب الف‬
‫َ‬ ‫ب هزلي ساخ ٍر؛ أل ّن‬ ‫بأسلو ٍ‬
‫ّ‬
‫المأساوي الّذي يعيشونه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تصوير الواقع‬
‫ُ‬ ‫تكن الغاية ُ التسليةَ وإنّما‬
‫ْ‬ ‫الشاعر‪ ،‬ولم‬
‫ُ‬ ‫يمر بها‬
‫المزرية التي كان ّ‬ ‫ُ‬
‫ك أو الساخ ِر‪ ،‬وربّما ات ّخذ صور َة ال ّشع ِر ُ‬
‫الم ّر‪ ،‬ومن‬ ‫وقد ات ّخ َذ هذا اللو ُن في الغالب صور َة الشع ِر الضاح ِ‬
‫ِ‬
‫الفقراء احتجاجاً على‬ ‫اسي‪ ،‬باسم ِ‬ ‫ّ‬
‫قبيل ذلك ال ّشكوى التي رفعها أبو العتاهية إلى الخليفة في العصر العب ّ ّ‬
‫الغالء‪:‬‬
‫َم نــــصــــائــــحــــاً مـــتـــتـــالـــيـــ ْة‬ ‫مــن ُمــبــل ـ ٌغ عــ ّنــي اإلمــــــــــــا‬
‫ـــــــــــــــعــا َر الــــ ّرعــــ ّيــــة غــالــيــ ْة‬ ‫أســـــــــ‬ ‫األســــعــــا َر‬ ‫أرى‬ ‫ّإن‬
‫شهدته‬
‫ُ‬ ‫اسي وما تالهُ من الدّول المتتابعة خير مثا ٍل على ما‬ ‫وكانت األغراض ال ّشعريّة في العصر العب ّ ّ‬
‫ْ‬
‫تطو ٍر في فكرها‪ ،‬فتعدّدت الموضوعات‬ ‫عالقاتها‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ِ‬ ‫التّركيبة المجتمعيّة آنذاك من تعقي ٍد وتشاب ٍ‬
‫ك في‬
‫طور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لطبيعة ذلك الت ّ ّ‬ ‫المالئ ِ‬
‫مة‬ ‫ِ‬ ‫ت الجديد ِة‬ ‫ِ‬
‫باإلضافة إلى الموضوعا ِ‬ ‫بتع ّد ِد جوانب الحياة‪،‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫الميزات التي ميّزت شعر الحكمة في العصر العباسي؟‬ ‫ُ‬ ‫‪1.1‬ما‬
‫ث عن خصائص المديح في العصر العباسي‪.‬‬ ‫‪َّ 2.2‬‬
‫تحد ْ‬
‫‪3.3‬ما المقصودُ بالقصائد البديعيات؟ ومَ ْن أشهر أعالمها؟‬
‫‪4.4‬فيمن تجلّى شعر ّ‬
‫الرثاء عند العبّاسيّين؟‬
‫‪5.5‬عل ّ ْل ما يأتي‪:‬‬
‫الذهبي لألمّة العربيّة من الناحية الفكريّة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عصر الدولة العبّاسيّة العصر‬
‫ُ‬ ‫ ‪.‬أيع ّد‬
‫ع منه عند المشارقة‪.‬‬ ‫ ‪.‬ب ُ‬
‫شعر الممالك الزائلة عند األندلسيّين أرو ُ‬
‫الساخر في عرض بعض القضايا االجتماعيّة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫األسلوب‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬جات ّخاذُ بعض الشعراء‬

‫‪53‬‬
‫*‬
‫الشرف الرفيع‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫أبو العالء المع ّري‬


‫(‪ 449 - 363‬هـ)‬

‫أمحــد ب ن� عبــدهللا ب ن� سـ يـل�ن‬


‫ف‬ ‫خ‬
‫التنــو�‪ ،‬نشــأ ب�ملعــرة ي�‬ ‫ي‬
‫الشــام‪ ،‬فيلســوف وشــاعر‬
‫غــز�‬ ‫وأديــب و ّ‬
‫لغــوي‪،‬‬
‫ي‬
‫الفضــل شــائع الذكــر‪،‬‬

‫الدرس الثاني‬
‫حــاذق ب�لنحــو‪ ،‬قال الشــعر‬

‫ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ا� إحــدى ش‬
‫عــرة‬ ‫وهــو ب ن‬
‫ماهر تقدّم لإلنسان زادا ً معرفياً يُكتسب بالمدارسة‬
‫ٌ‬ ‫الحياةُ معل ّ ٌم‬
‫والتجارب وخير ما يُنتفع به من أد ٍ‬ ‫ســنة‪ ،‬واكن مفــرط الــذاكء‬
‫ب ذلك الذي اختزنت أبياته‬
‫وذا مقــدرة فائقــة عــى‬
‫نص‬
‫عقل وخالصةَ خبرة وهذا ما تبدّى في ّ‬ ‫حكمةً كانت عصار َة ٍ‬
‫ثرة‬ ‫ٍ‬
‫بمعرفة ّ‬ ‫المعري مستعيناً‬
‫ّ‬ ‫يمثّل فلسفة حصيفة في الحياة صاغها‬ ‫احلفــظ‪ ،‬عــرف عنــه تقشــفه‬ ‫‪٢‬‬
‫ٍ‬
‫وتجربة غنيّة‪.‬‬ ‫وأدبــه وابتعــاده عــن أبــواب‬
‫الــوالة ‪.‬‬
‫ـ�ل‬ ‫ـدم ف� احليــاة‪ ،‬ث� اعـ ت ز‬
‫انـ ج ي‬
‫ـ�هل‬ ‫النــاس واعتكــف ف� مـ ن ز‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للتأمــل والتأليــف ولقــب‬
‫ين‬
‫احملبســ�‬ ‫نفســه بـــ ي ن‬
‫رهــ�‬
‫حــى مــات ف� ن ز‬
‫مــ�هل‪.‬‬ ‫تّ‬
‫ي‬

‫* شرح ديوان سقط ال ّزند‪ ،‬دار بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ ١٩٥٧‬م‪ ،‬ص ‪.٢٠٢ - ١٩٧‬‬

‫‪54‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫عيفرلا فرشلا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫فــعــانِــدْ َمـــ ْن تُــطــيـ ُـق لــه عنـــــادا‬ ‫ْـــر أن تُــصــادا‬


‫أرى الــعــنــقــا َء تـــك ُ ُ‬ ‫‪1‬‬
‫هـــي األيـــــــا ُم ال تُــعــطــي قيــــادا‬ ‫طــلــب ولكن‬
‫ٍ‬ ‫ــت عــــــــن‬
‫ومـــا نَــ ْهــ َنــ ْه ُ‬ ‫‪2‬‬
‫ِ‬
‫األغـــــــراض حـــادا‬ ‫غـــــرض مـــن‬
‫ٌ‬ ‫إذا‬ ‫ِــــق واملــطــايــا‬
‫ُــــم الــــســــواب َ‬
‫فـــا تَــــل ِ‬ ‫‪3‬‬
‫ـح أو تُ َجشّ ـــــ َمها ِطـــرادا‬ ‫ف ـ ُت ـ ْنــجِ ـ َ‬ ‫ـك أنْ تَــشُ ــــــــــ ّن بهــــا ُمــغــاراً‬ ‫ل ـ َع ـلّـ َ‬ ‫‪4‬‬
‫فــأ ْو ِشـــــــــــــ ْ‬
‫ـك أنْ تَ ُــــ َّر بــهــا َرمــــادا‬ ‫ـــم ِضامــــاً‬
‫إذا مـــا الـــ ّنـــا ُر مل تُـــ ْطـــ َع ْ‬ ‫‪٥‬‬

‫ّـــاي أكْـ َرهــــــــــــــا انْ ـ ِتــقــادا‬


‫َــت كَـــف َ‬
‫نَــف ْ‬ ‫ٌ‬
‫مـــال‬ ‫لـــدي‬
‫ّ‬ ‫ولــــو أنّ الــ ّنــجــو َم‬ ‫‪6‬‬
‫ــت بــالــخــلــــ ِد انـ ِفــــــــــــــرادا‬
‫ملــا أحــبــ ْب ُ‬ ‫ـت ال ـ ُخــلــدَ فـــــردا‬ ‫ولـــو ّأن ُح ـ ْبــيـ ُ‬ ‫‪7‬‬
‫ــم الــبــادا‬ ‫ـب لــيـــــس تَــ ْنــ َت ِ‬
‫ــظ ُ‬ ‫ســــــــحــائـ ُ‬ ‫ي وال بـــأريض‬ ‫فـــا َهـــطَـــل ْ‬
‫َـــت عــــ َّ‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬

‫مـــع الــفــضــل الــــذي بَـــهـــ َر الــعــبــادا‬ ‫الـــــرف الــــذي يــطــأُ الــريّـــــــــــا‬


‫ُ‬ ‫َيل‬ ‫‪9‬‬
‫ـت كــتــائــبــهــا احــتــشـــــــــــا َدا‬
‫إذا جــمــعـ ْ‬ ‫ـام وحــدي‬ ‫نــوائــب األيـــــّـــــــــــــ ِ‬
‫َ‬ ‫أ ُف ُّ‬
‫ــــل‬ ‫‪10‬‬
‫‪٢‬‬ ‫ُـــحـــل يب الـــــــــــوِهــادا‬
‫َّ‬ ‫وتـــــأىب أن ت‬ ‫ُـــحـــل َيب الـــــروايب‬
‫ُّ‬ ‫ـس ت‬
‫ويل نــفــــــــــ ٌ‬ ‫‪11‬‬
‫َوتــ ْحــ ِم ُ‬
‫ــل كـــي تَــ ُبــ َّذ ال ـ َّنــجـ َ‬
‫ـم زادا‬ ‫ـض القمريــــن كفَّــــا‬ ‫تَ ـــدُّ لــتــقـ ِبـ َ‬ ‫‪12‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫الوهاد‪ :‬المنخفض من األرض‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫نهنهت‪ :‬كفف ُ‬
‫أف ُّل‪ :‬أهزم‪.‬‬ ‫المُغار‪ :‬بمعنى اإلغارة‪.‬‬
‫القمران‪ :‬الشمس والقمر‪.‬‬ ‫تجشمها‪ :‬تكلّفها‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال تعطي القيادَ‪ :‬ال تنقاد ألحد‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫عيفرلا فرشلا‬

‫مهارات استماع‬
‫‪1.1‬اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬
‫ –نظر الشاعر إلى موضوعه نظرة‪( :‬ذاتيّة ‪ -‬إنسانيّة‪ -‬ذاتيّة إنسانيّة)‪.‬‬
‫النص‪( :‬الفلسفة وإعالء شأن العقل – الفلسفة والجنوح إلى العاطفة – الفلسفة والجنوح‬ ‫‪2.2‬غلب على ّ‬
‫إلى الخيال)‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫وتي المناسب لمواضع الوصل والفصل‪.‬‬
‫الص ّ‬
‫ *اقرأ النّص قراءة جهريّة مراعياً التّلوين ّ‬

‫الوصل والفصل‪:‬‬
‫هو العلم بمواضع العطف واالستئناف‪ ،‬فـ(الوصل) يعني عطف جملة على أخرى بالواو فقط‬
‫من دون سائر أحرف العطف األخرى‪ ،‬و(الفصل) ترك هذا العطف واالستئناف بين الجملتين‪.‬‬

‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬ ‫‪1.1‬اختر اإلجابة ّ‬
‫الصحيحة ّ‬
‫ –العالقة التي رآها الشاعر بين اإلنسان ومصاعب الحياة‪( :‬مواجهة– مهادنة‪ -‬استسالم)‬
‫مثالي‪ -‬نفعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(واقعي‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ –المنظور الّذي انطلق منه ال ّشاعر في المقطع الثّاني‪:‬‬
‫‪2.2‬من فهمك المقطع الثالث‪ ،‬اذكر عامال ً من عوامل نجاح ال ّشاعر في الحياة‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫‪1.1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫تعرف‪:‬‬
‫ ‪.‬أالمعاني المختلفة لكلمة (تَنْت َ ِظ ُم)‪ ،‬واختر منها ما يناسب ّ‬
‫السياق‪.‬‬
‫ ‪.‬بمفرد (سحائب‪ -‬نوائب)‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫‪2.2‬امأل حقول الجدول اآلتي بالمطلوب ّ‬


‫مما يأتي‪:‬‬
‫ –الدعوة إلى اإليثار وحب الخير ‪ -‬الدعوة إلى التعامل الواقعي مع الحياة‪ -‬االفتخار بالنفس ‪-‬‬
‫فلسفة أبي العالء في الكون والحياة‪ -‬معاندة األيّام‪.‬‬
‫الفكرة املستبعدة‬ ‫الفكرة ال ّرئيسة (‪ )1‬الفكرة ال ّرئيسة (‪ )2‬الفكرة ال ّرئيسة (‪)3‬‬ ‫الفكرة العا ّمة‬

‫ضح أسلوب ال ّشاعر في تعامله مع مصاعب الحياة؟‬ ‫‪3.3‬من فهمك البيتين ّ‬


‫األول والثّاني‪ .‬و ّ‬
‫‪4.4‬وضع الشاعر عددا ً من األسس لتحقيق األهداف‪ .‬تتبّع هذه األسس في األبيات الثالث والرابع والخامس‪.‬‬
‫‪5.5‬ما الذي رفضه الشاعر في البيت السادس؟ ولماذا؟‬
‫المعري في البيتين السابع والثامن إلى قيمة أخالقية تع ّزز العالقات الطّيّبة بين النّاس‪ ،‬اذكرها‪،‬‬‫ّ‬ ‫‪6.6‬أشار‬
‫وهات قيماً أخرى من عندك‪.‬‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطع الثّالث‪.‬‬ ‫‪7.7‬حكمة ال ّشاعر وليدة تجربته في الحياة‪ .‬و ّ‬
‫السابق‪:‬‬
‫ص ّ‬‫المعري في بيت آخر من أبيات القصيدة الّتي ينتمي إليها الن ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪8.8‬قال‬
‫تَـــضَ ـــ ّمـــ َن مــنــه أغْــــراضــــاً بِـــعـــادا‬ ‫كــــأين يف لِــــســــانِ الــــد ْهــــ ِر لَـــف ٌ‬
‫ْـــظ‬
‫قال جبران خليل جبران‪ « :‬والّذي أقوله اآلن بلسان واحد يقوله اآلتي بألسنة عديدة»‬
‫السابقين من حيث المعنى‪.‬‬ ‫‪9.9‬وازن بين القولين ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫‪1.1‬استعمل ال ّشاعر النّمط البرهاني‪ ،‬فربط األسباب بالنّتائج‪ .‬مثل لذلك‪.‬‬
‫‪2.2‬لجأ ال ّشاعر إلى ظاهرة التقديم والتأخير في المقطع الثالث مثّل لها‪ ،‬وبيّن دورها في إثبات نظرة الشاعر‬
‫لموضوعه‪.‬‬
‫ضح أثر هذا التنويع في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫األول بين الخبر واإلنشاء‪ .‬و ّ‬ ‫نوع الشاعر في المقطع ّ‬ ‫‪ّ 3.3‬‬
‫ص صورتين بيانيّتين‪ ،‬واشرحهما‪ ،‬واذكر وظيفةً لك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪4.4‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫‪5.5‬استخدم ال ّشاعر الطّباق في البيت الحادي عشر‪ .‬حدّده‪ ،‬وبيّن قيمته الفنّيّة‪.‬‬
‫ضح هذه‬ ‫تتنوع فيها المشاعر وفق الفكر الّتي يطرحها‪ .‬و ّ‬ ‫‪6.6‬يعيش ال ّشاعر في قصيدته حالةً انفعاليّة ّ‬
‫المشاعر وأدوات التّعبير عنها‪.‬‬
‫الموسيقي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضحاً أثره‬ ‫ص‪ ،‬ومثّل له مو ّ‬ ‫‪7.7‬اذكر منبعاً من منابع الموسيقا الداخليّة برز في الن ّ ّ‬
‫ص تقطيعاً صوتيّاً‪.‬‬‫األول من الن ّ ّ‬ ‫ص من البحر الوافر‪ ،‬وهو من األبحر الطّيّعة للغناء‪ ،‬قطّع البيت ّ‬ ‫‪8.8‬الن ّ ّ‬
‫‪57‬‬
‫عيفرلا فرشلا‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫جهها إلى شخص تنصحه؛ محافظاً على تسلسل الفكر‪.‬‬ ‫األول والثّاني إلى رسالة شخصيّة تو ّ‬
‫حول المقطعين ّ‬‫‪ّ 1.1‬‬
‫‪2.2‬رت ّب التّراكيب اآلتية ّ‬
‫لتكون منها بيتاً شعريّاً يالئم القصيدة‪:‬‬
‫معنـى مســتعادَا‬
‫ً‬ ‫يكررني‪-‬‬‫رت‪ّ -‬‬ ‫كر َ‬
‫ليفهمني رجـــالٌ‪ -‬كما ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *تُكتسب الحكمة من تجارب الحياة‪.‬‬


‫اكتب مقاال ً تبيّن فيه أثر التّجارب في صقل شخصيّة اإلنسان وقدرته على التعامل مع مصاعب الحياة‪.‬‬

‫تطبيقات لغوية‬
‫ثم نفّذ األنشطة التي تليها‪:‬‬
‫ *اقرأ األبيات اآلتية‪ّ ،‬‬
‫مـــع الــفــضــل الــــذي بَـــهـــ َر الــعــبــادا‬ ‫الـــــرف الــــذي يــطــأُ الــريّـــــــــــا‬
‫ُ‬ ‫َيل‬ ‫‪1‬‬
‫ُـــحـــل يب الـــــــــــوِهــادا‬
‫َّ‬ ‫وتـــــأىب أن ت‬ ‫ُـــحـــل َيب الـــــروايب‬
‫ُّ‬ ‫ـس ت‬ ‫ويل نــفــــــــــ ٌ‬ ‫‪2‬‬
‫ـم زادا‬ ‫َوتــ ْحــ ِم ُ‬
‫ــل كـــي تَــ ُبــ َّذ ال ـ َّنــجـ َ‬ ‫ـض القمريــــن كفَّــــا‬
‫تَ ـــدُّ لــتــقـ ِبـ َ‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 1.1‬استخرج من األبيات‪:‬‬
‫اسماً معرباً بعالمة إعراب فرعيّة ‪ -‬فعال ً منصوباً بأن المضمرة ‪ -‬جملة ال مح ّل لها من اإلعراب –‬
‫مؤول‪.‬‬
‫مصدر ّ‬
‫‪2.2‬ثالث حاالت من اإلعالل‪ ،‬واشرح كال ً منها‪.‬‬
‫األول إعراب مفردات وجمل‪.‬‬ ‫‪3.3‬أعرب البيت ّ‬
‫‪4.4‬رت ّب األفعال واألسماء الواردة في البيت الثاني وفق ورودها في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪.‬‬
‫علم العروض ‪ -‬بحر الرمل‬

‫‪1.1‬اقرأ والحظ‪:‬‬
‫‪1.1‬تفعيالت بحر الرمل‪:‬‬
‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬

‫‪58‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫‪2.2‬ضابطه‪:‬‬
‫فــاعــاتــن فــاعــاتــن فــاعــاتــن‬ ‫ـات‬
‫رمـــل األبــحــر تــرويــه الــثــقـ ُ‬
‫‪3.3‬جوازاته‪:‬‬
‫ ‪.‬أ َ‬
‫الحشو‪:‬‬
‫ف ِعالتن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/5///‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫ ‪.‬بال َعروض‪:‬‬
‫فاعالن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعلن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪55//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫ف ِعلن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5///‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫ ‪.‬جالضرب‪:‬‬
‫فاعالن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫ف ِعلن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪55//5/‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫‪2.2‬نماذج مح َللة‪:‬‬
‫ –قال البحتري‪:‬‬
‫ــب الــ َّنــكْــ َبــاْ ِء بــالــ ّرمــحِ ال ـ َخـ ِ‬
‫ـطـ ْـل‬ ‫لــ ِع َ‬ ‫ـــب ِ ْب أَ ْحـــــدَ اثُـــــهُ‬
‫َز َمـــــــ ٌن تَـــلْـــ َع ُ‬
‫حل خطل‬ ‫باءبررمـ‬ ‫لعنب نكـ‬ ‫دا ثهو‬ ‫عببي أح‬ ‫زمنن تل‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5/5///‬‬
‫فاعلن‬ ‫فاعالتن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫فاعلن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫ف ِعالتن‬
‫ –وقال أيضاً‪:‬‬
‫ْـــى وكَـــلْـــاً يَـــ ْنـــدَ ِم ْ‬
‫ـــل‬ ‫ُعـــقْـــ َبـــ ًة تُـــف َ‬ ‫وأرى الــــ ُعــــدْ َم َفــــا تـــ ْحـــف ْ‬
‫َـــل به‬
‫يندمل‬ ‫ىض وكل من‬ ‫عقبنت تف‬ ‫فل بهي‬ ‫مفال تح‬ ‫وأرل عد‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5/5///‬‬
‫فاعلن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعلن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫ف ِعالتن‬
‫طبق‪:‬‬
‫‪ّ 3.3‬‬
‫اكتب البيتين اآلتيين كتابة عروضية‪ ،‬ثم اذكر الجوازات الواردة فيهما‪:‬‬
‫ * ْ‬
‫ــــل‬ ‫ِ‬
‫ألــــف َر ُج ْ‬ ‫ـــــل تَــــ ْرضــــا ُه ِمــــ ْن‬
‫َر ُج ٌ‬ ‫ْــــر ِمـــــ ْن إِ ْعـــــــــوا ِز ِه‬
‫ولَــــ َقــــدْ ُيــــك ِ ُ‬
‫ــل‬
‫َــس ْ‬ ‫ســـــا َد َة األ ْقـــــــ َو ِام والـــ ُبـــخ َ‬
‫ْـــل ك َ‬ ‫وأرى الــــ ُجــــ ْو َد نــشــاطــاً يَـــ ْع َ‬
‫ـــر ْي‬

‫‪59‬‬
‫*‬
‫التعذليه‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫ابن زريق البغدادي‬


‫(ت ‪420‬هـ)‬

‫عل ب ن� زريق‬ ‫هو أبو احلســن َ ي‬


‫ً‬
‫من ســاك�ن ي الكـ ْـرخ اكن اكتبا‬
‫ف‬
‫ي� ديــوان الرســائل‪ ،‬ويبــدو‬
‫ـت‪ ،‬فذهــب إىل‬ ‫أن حــاهل َّرقـ ْ‬
‫ّ ً‬ ‫أ‬
‫متكســبا بشــعره‪.‬‬ ‫الندلــس ِ‬
‫ويقــال‪َّ :‬إن ب ن‬

‫الدرس الثالث‬
‫ا� زريــق‬

‫ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫أ‬
‫أمــر الندلــس‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مــدح‬
‫ب الذين كانوا‬ ‫العربي منذ القديم بقصص الشبا ِ‬ ‫األدب‬ ‫ح َف َل‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ـا�ة ضئيـ�ة ‪ ،‬فعــاد‬ ‫فأجــازه ب ج�ـ ئز‬
‫الديار وأهلها‬
‫َ‬ ‫لكن‬
‫ّ‬ ‫الوطن طلباً للرزق أو العيش الكريم؛‬
‫َ‬ ‫يهجرون‬ ‫ً‬
‫الــان الــذي اكن‬ ‫ـفا إىل خ‬ ‫آسـ‬
‫ينقطع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ق الذي ال‬ ‫ب والشو ِ‬ ‫ومسكن الح ّ‬
‫َ‬ ‫الروح‬
‫ِ‬ ‫موطن‬
‫َ‬ ‫يبقيان‬
‫ومات في‬
‫َ‬ ‫ابن زريق أح ُد الَّذين ارتحلوا في طلب الرزق‪،‬‬ ‫والشاعر ُ‬
‫ُ‬ ‫يــنز ل فيــه‪ ،‬ونظــم قصيدتــه‬ ‫‪٣‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إثر خيبة أمله في تحقيق ما يبتغيه‪.‬‬ ‫بالد الغربة َ‬ ‫امل�ــورة‪ .‬وقيــل‪:‬‬ ‫العينيــة ش‬
‫أ‬ ‫َّ‬
‫إن أمـ يـر الندلــس اكن قــد‬
‫ا� زريــق‪،‬‬ ‫أراد امتحــان ب ن‬
‫فطلبــه بعــد بضعــة يأ�م‪،‬‬
‫ً‬ ‫فوجــده ف� خ‬
‫الــان ميتــا‬ ‫ي‬
‫والقصيــدة عنــد رأســه‪.‬‬

‫* الموسوعة العربية‪ ،‬رئاسة الجمهورية العربية السورية‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬ص‪.356‬‬

‫‪60‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫هيلذعتال‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫قــد ُقــلـ ِ‬
‫ـت ح ـ ّق ـاً ولــك ـ ْن لــيـ َ‬
‫ـس يسم ُعهُ‬ ‫التــعــ ُذلــيــ ِه فــــإنَّ الـــعـــ ْذ َل يــولِــ ُعــهُ‬ ‫‪1‬‬
‫يــــوم مــا يُـــر ّوعـــهُ‬
‫ٍ‬ ‫كـــل‬
‫مـــ َن الـــ َّنـــ َوى َّ‬ ‫التشتيت أنَّ له‬ ‫ِ‬ ‫يكفي ِه مــن لــوعــ ِة‬ ‫‪2‬‬
‫كــــل بـــفـــضـــا ِء الـــلـــ ِه يـــذر ُعـــهُ‬
‫ُمــــ ّو ٌ‬ ‫ـــــل و ُمـــرتَـــ َحـــلٍ‬
‫كـــأنّ ـــا هـــو يف َح ٍّ‬ ‫‪3‬‬
‫لـــلـــرزقِ كــــدّ اً وكـــم ِمـــ ّمـــ ْن ُيـــو ِّد ُعـــهُ‬ ‫تـــأىب املـــطـــا ِم ُ‬
‫ـــع ّإل أنْ تُــ َجــشِّ ــ َمــهُ‬ ‫‪4‬‬

‫ـك األزرا ِر َمطلَعهُ‬ ‫بــالــكــر ِخ مــن فــلـ ِ‬ ‫أســـتـــود ُع الــلــهَ يف بـــغـــدا َد يل قــمــراً‬ ‫‪٥‬‬
‫صـــفـــ ُو الـــحـــيـــا ِة ِّ‬
‫وأن ال أو ِّد ُعــــــهُ‬ ‫و ّدعــــتُــــهُ وبـــــــو ّدي لـــو يـــو ِّد ُعـــنـــي‬ ‫‪6‬‬
‫ِـــا ٌت وأدمـــ ُعـــهُ‬ ‫وأد ُمــــعــــي ُمـــســـتـــه َّ‬ ‫وكــم تش ّب َث يب يـــو َم الــرحــيــلِ ضُ ً‬
‫حى‬ ‫‪7‬‬
‫ال أَكْــــ ِذ ُب ال ـلَــهَ‬
‫الدرس الثالث‬

‫َعـــ ّنـــي بِـــفُـــر َقـــ ِتـــ ِه لَـــ ِكـــ ْن أ َر ِّقــــ ُعــــهُ‬ ‫ـص ـ ِر ُمن َخر ٌِق‬ ‫ثــوب الـ َ‬
‫ُ‬ ‫‪8‬‬
‫ّ‬

‫ـوس املُــلـ َ‬
‫ـك يُ ْخلَ ُعهُ‬ ‫ُــل َمــن ال يَــسـ ُ‬
‫َو ك ُّ‬ ‫ياستَهُ‬ ‫ِقــــت ُملكاً َف ـلَــم أُحـ ِ‬
‫ـســن ِس َ‬ ‫ُرز ُ‬ ‫‪9‬‬

‫ــت أَربُـــ ُعـــهُ‬


‫َـــت ُمـــذ بِــ ْن ُ‬
‫آثـــــا ُر ُه َو َعـــف ْ‬ ‫ـــت‬ ‫بِاللَ ِه يا َمــن ـز َِل ال َع ِ‬
‫يش الَّــذي َد َر َس ْ‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪٣‬‬ ‫َــيــال الَّــتــي أَمــضَ ــتــهُ تُــرجِ ـ ُعــهُ‬
‫أَم الــل ِ‬ ‫َهــــلِ الـــ َزمـــانُ ُمــعــيــدٌ ِف َ‬
‫ــيــك ل ـ ّذتَــنــا‬ ‫‪١١‬‬
‫أوســ ُعــهُ‬
‫ّــرت َ‬ ‫َفــأَضْ ــ َي ُ‬
‫ــق األمـــ ِر إنْ فــك َ‬ ‫ـب فرجاً‬ ‫ِعــلْــاً بـــأنّ اصــطــبــاري ُمــع ـ ِقـ ٌ‬ ‫‪١٢‬‬
‫جسمي س َت ْج َم ُعني يــوم ـاً وتجم ُعهُ‬ ‫‪ ١٣‬عــى ال ـلَّــيــايل الــتــي أضــ َن ْ‬
‫ــت بفر َق ِتنا‬

‫مفردات للشرح‬

‫ْت‪.‬‬
‫ت‪ :‬ابتَعد ُ‬ ‫بِ نْ ُ‬ ‫العذل‪ :‬اللّوم‪.‬‬
‫األ َ ْربُ ْع‪ :‬المنازل والديار‪.‬‬ ‫يذرعه‪ :‬يقيسه بالذراع‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫هيلذعتال‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫مما بين القوسين في ك ّل ّ‬ ‫‪1.1‬استبع ِد اإلجابةَ المغلوط فيها ّ‬
‫النص‪( :‬مشتَّتاً – يائساً – حاقداً)‪.‬‬
‫الشاعر في ّ‬ ‫ُ‬ ‫ –بدا‬
‫النص‪( :‬نادماً على الرحيل – مدفوعاً إلى الرحيل ‪ -‬مندفعاً إلى الرحيل)‪.‬‬ ‫الشاعر في ّ‬ ‫ُ‬ ‫ –كان‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراءة جهريّة معبّرة‪ ،‬مراعياً التلوين الصوتي المناسب إلبراز شعور الحزن‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫األول والثاني‪.‬‬ ‫‪1.1‬هات أثرين من آثار الغربة ّ‬
‫مما ورد في المقطعين ّ‬
‫‪2.2‬تحدّث الشاعر عن لحظات وداع زوجه‪ ،‬اذكر موقفين ّ‬
‫يدلن على ذلك من المقطع الثاني‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫الفكري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ •المستوى‬
‫تعرف‪:‬‬‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫ ‪.‬أنقيض (النّوى)‪.‬‬
‫ ‪.‬بمرادف (منخرق)‪.‬‬
‫النص معجماً لغويّاً لـك ٍّل من‪ِ :‬‬
‫(الفراق‪ ،‬المعاناة)‪.‬‬ ‫كو ْن من ّ‬ ‫‪ّ 2.2‬‬
‫المعجمين السَّ ابقَين‪.‬‬
‫َ‬ ‫للنص مستفيدا ً من‬
‫استنتج الفكرة العامّة ّ‬
‫ِ‬ ‫‪3.3‬‬
‫ف الفكر اآلتية‪ ،‬وفق الجدول التالي‪:‬‬ ‫‪4.4‬صن ّ ِ‬
‫(تصوير مشهد الوداع – حنين الشاعر للعودة – الرزق يتح ّقق في الغربة – معاناة الشاعر من كثرة الترحال)‪.‬‬
‫الفكرة املستبعدة‬ ‫فكرة املقطع الثالث‬ ‫فكرة املقطع الثاين‬ ‫فكرة املقطع األول‬

‫‪62‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫الرابع؟ وما تعليقك على ذلك؟‬


‫ِ‬ ‫الشاعر من مطامعه في الدّنيا كما ورد في البيت‬
‫ُ‬ ‫‪5.5‬ما الذي ُ‬
‫ناله‬
‫ح العالقة المتبادَلةَ بين الشاع وزوجته كما تبدّت في البيتين السادس والسابع‪.‬‬ ‫‪6.6‬و ّ‬
‫ض ِ‬
‫النص حكمة‪ ،‬وبيّن أثرها في حياة الناس‪.‬‬
‫استخرج من ّ‬‫ْ‬ ‫‪7.7‬‬
‫‪١‬‬
‫‪8.8‬قال الطغرائي ‪:‬‬
‫العيش لــوال ُفسح ُة األمــلِ‬
‫َ‬ ‫مــا أضــيـ َـق‬ ‫بـــاآلمـــال أر ُقــ ُبــهــا‬
‫ِ‬ ‫الــنــفــس‬
‫َ‬ ‫أعـــلِّـــلِ‬
‫ –واز ْن بين هذا البيت والبيت الثاني عشر من ّ‬
‫النص من حيث المعنى‪.‬‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫ضح ذلك‪.‬‬‫‪1.1‬أدّى استعمال ضمير المفرد (المتكلّم والغائب) دورا ً في إظهار معاناة متبادلة بين طرفين‪ ،‬و ّ‬
‫أثر ذلك في خدمة موضوعه؟‬ ‫الشاعر من استعمال المؤ ّكدات في ّ‬
‫نصه‪ .‬ما ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 2.2‬‬
‫أكثر‬
‫ثم حلّلها‪ ،‬واذكر وظيفة من وظائفها‪.‬‬ ‫استخرج من البيت الثامن صورة بالغيّة‪ّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫ثم اذكر وظيفته في خدمة المعنى وفق الجدول‪:‬‬ ‫النص‪ّ ،‬‬
‫الشاعر الطباق‪ .‬مثّل لذلك من ّ‬
‫ُ‬ ‫‪4.4‬استعم َل‬
‫وظيفته‬ ‫الطباق‬
‫يوضّ ح الطباق معاناة الشاعر من خالل إبراز التناقض‬
‫حل – مرتحل‬
‫ّ‬
‫الحاد بني إقامة الشاعر مع من يحب وافرتاقه عنه‪.‬‬

‫النص شعوران عاطفيّان (الحزن‪ ،‬الحسرة)‪ ،‬مثّل لك ٍّل منهما‪.‬‬


‫‪5.5‬برز في ّ‬
‫ت من المقطع الثاني مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة‪ ،‬ومثّل لك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪6.6‬ها ِ‬
‫وسم بحره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النص تقطيعاً عروضيّاً‪،‬‬
‫العاشر من ّ‬
‫َ‬ ‫البيت‬
‫َ‬ ‫‪7.7‬قط ّ ِع‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫القصة‪.‬‬
‫قصة مراعياً عناصر ّ‬ ‫حو ِل المقطع الثاني من ّ‬
‫النص إلى ّ‬ ‫ * ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫اكتب موضوعاً تبيّن فيه أهميّة العلم والعمل في تحسين اإلنسا ِن أوضاعَهُ على ال ُّ‬
‫صعُد كلّها‪ ،‬مستنداً إلى أدل ّة من واقعك‬ ‫ * ْ‬
‫الحياتي‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ .١‬الطغرائي‪ :‬شاعر من العصر العبّاسي الثاني‪ ،‬و هو صاحب الميّة العجم‪.‬‬


‫‪63‬‬
‫هيلذعتال‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬المقصور والمنقوص والممدود‬


‫…‪…١‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ –قال ابن زريق‪:‬‬
‫َّــــل بــفــضــا ِء الـــلّـــ ِه يـــذر ُعـــهُ‬
‫ُمــــوك ٌ‬ ‫ـــــل و ُمـــرتَـــ َحـــلٍ‬
‫كـــأنّ ـــا ُهـــــ َو يف َح ٍّ‬
‫وأد ُمـــعـــي ُم ــس ــتــ ِه ـ ّـا ٌت وأد ُمـــ ُعـــهُ‬ ‫ضحى‬
‫ً‬ ‫وكــم تَش َّب َث يب يــو َم الـ ّرحــيــلِ‬
‫ْ‬
‫جسمي ستج َم ُعني يــوم ـاً وتجم ُعهُ‬ ‫ــت بفر َق ِتنا‬
‫ـال الّــتــي أضْ ــ َن ْ‬
‫عــى ال ـلّــيـ ِ‬
‫المقرب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –وقال ابن‬
‫ٍ‬
‫َـــيـــال عــــا َد ماضيها‬ ‫َـــت َوأَ ُّي ل‬
‫كـــان ْ‬ ‫َواهــــاً لَــهــا ِمــن ل ٍ‬
‫َــيــال لَــو تَــ ُعــو ُد كَام‬
‫السئلة‪:‬‬ ‫ • أ‬
‫ت قبلها ألف‪ .‬زائدة هذه األلف أم أصليّة؟‬‫االسم (فضاء) انتهى بهمزة‪ ،‬وجاء َ ْ‬
‫َ‬ ‫ظ أ ّن‬ ‫‪1.1‬الح ْ‬
‫نسمي (فضاء) اسماً ممدوداً‪ .‬اذك ِر السبب‪.‬‬ ‫‪ّ 2.2‬‬
‫استخرج من البيت الثّاني اسماً معرباً مختوماً بألف ليّنة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫االسم المنتهي بألفٍ ليّنة أم مقصوراً؟‬
‫َ‬ ‫‪4.4‬ممدودا ً‬
‫االسم (اللّيا ِلي)؟ وما حركة ُ ما قبل آخره؟‬
‫ُ‬ ‫بم انتهى‬ ‫‪َ 5.5‬‬
‫‪6.6‬ما الّذي طرأ على كلمة (اللّيا ِلي) في البيت الرابع؟‬
‫والجر عندما يكون نكر ًة ّ‬
‫منونة؟‬ ‫ّ‬ ‫أسمي االسم الّذي ت ُحذف ياؤه في حالتي ّ‬
‫الرفع‬ ‫‪7.7‬ماذا ّ‬

‫‪1.1‬االسم الممدود‪ :‬ك ّل اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة؛ كـ‪ :‬ق ُ ّراء‪ ،‬وسماء‪ ،‬وبناء‪،‬‬
‫وصحراء‪.‬‬
‫‪2.2‬االسم المقصور‪ :‬ك ّل اسم معرب آخره ألف الزمة أو مزيدة؛ نحو‪ :‬الهدى‪ ،‬عطشى‪.‬‬
‫ِ‬
‫المحامي‪.‬‬ ‫‪3.3‬االسم المنقوص‪ :‬ك ّل اسم معرب آخره ياء الزمة مكسور ما قبلها؛ مثل‪ِ :‬‬
‫القاضي‪،‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *بيّ ْن نوع َ ٍّ‬
‫كل من األسماء اآلتية معلّالً‪( :‬النادي ‪ -‬فتى ‪ -‬كساء)‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫…‪…٢‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ –قال عروة بن حزام‪:‬‬
‫الــــر مــن َعـــفْـــراء يــا َفــ َتــيــانِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫ِ َب‬ ‫ـص تَ َب َّينا‬ ‫مــتــى ِ‬
‫تكشفا ع ـ ّنــي الــقــمــيـ َ‬
‫ –قال ب ّشار بن برد‪:‬‬
‫ـــعـــت َعـــى تَــســبــي ـحِ ُقــــ ّرا ِء‬
‫َ‬ ‫َفــ َهــل َربَ‬ ‫ـاس ِمــن َوسمي أَبــا ُع َم ٍر‬ ‫َقــد َسـ َّبـ َ‬
‫ـح الــنـ ُ‬
‫ –قال خليل مطران‪:‬‬
‫ُوب ال َّر ِح ِ‬
‫يق املُشَ ْعشَ ِع‬ ‫ِضـ َيــا ٌء كَ َم ْسك ِ‬ ‫َو َعــ ْيــ َنــانِ َســــــ ْو َدا َوانِ َي ـ ْن ـ َهـ ُّـل ِمـ ْنـ ُهـ َـا‬
‫شموخ وإبداع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وتألق نطاولهما ببناءَين من‬
‫ّ‬ ‫ –سماوان من ع ّز ٍة‬
‫ –قال الحطيئة‪:‬‬
‫ــــوت أَنْ يُــــنــــا ِد َي دا ِعـــيـــانِ‬
‫ــــص ٍ‬‫لِ َ‬ ‫ُــلــت اِدعــــي َوأَدعـــــو إِنَّ أَنـــدى‬
‫َفــق ُ‬
‫السئلة‪:‬‬‫ • أ‬
‫األول؟‬
‫األلف الثّالثة في كلمة (فتى) عند تثنيتها في المثال ّ‬‫ُ‬ ‫‪1.1‬إالم ُردَّ ِ‬
‫ت‬
‫‪2.2‬أأصليّة ٌ الهمزة في كلمة (ق ُ ّراء) في المثال الثاني أم زائدة؟ هل يطرأ على همزتها تغيير عند التّثنية؟‬
‫‪3.3‬أأصليّة ٌ الهمزة في كلمة (سوداء) أم زائدة؟ إالم ق ُِلبَ ْ‬
‫ت عند التّثنية في المثال الثالث؟‬
‫‪4.4‬ع َّم انقلبَت الهمزة في ك ّل من (سماء) و(بناء) في المثال الرابع؟‬
‫‪5.5‬ما الّذي جاز في هذه الهمزة عند تحويل ك ّل من االسمين إلى المثنّى في المثال الرابع؟‬
‫(داع) عند تثنيتها في المثال الخامس؟‬ ‫ٍ‬ ‫‪6.6‬ما الّذي ُردّ إلى كلمة‬

‫تثنية ك ّل من المقصور والمنقوص والممدود‪:‬‬


‫عص َوان)‪،‬‬‫ –المقصور‪ :‬تردّ ألفه إلى أصلها عند التّثنية إذا كانت ثالثة (فتى‪ :‬فتيَان‪ ،‬عصا‪َ :‬‬
‫ُقلب ألفه ياء ً إذا كانت فوق الثّالثة (مصطفى‪ :‬مصطفيَان)‪.‬‬
‫وت ُ‬
‫ –الممدود‪ :‬تبقى همزته على حالها إذا كانت أصليّة (ق ُ ّراء ‪ّ -‬‬
‫قراءان)‪ ،‬وت ُقلب واوا ً إذا‬
‫كانت زائدة للتّأنيث (صحراء ‪ -‬صحراوان)‪ ،‬ويجوز فيها األمران إذا كانت منقلبة عن‬
‫واو أو ياء(كساء‪ :‬كساءان ‪ -‬كساوان)‪.‬‬
‫جر (ها ٍد‪ :‬هاديان)‪.‬‬
‫لرفع أو ّ‬
‫ياؤه إذا كانت محذوفة ٍ‬ ‫ –المنقوص‪ :‬ت َُردُّ ُ‬

‫‪65‬‬
‫هيلذعتال‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *أكمل الجدول بما يناسبه‪:‬‬
‫التّغيري الحاصل عند التّثنية‬ ‫املث ّنى منه‬ ‫نوعه‬ ‫االسم‬
‫ُهدى‬
‫العصا‬
‫كربى‬
‫ِخباء‬
‫حسناء‬
‫وا ٍد‬

‫…‪…٣‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫نحن بُنات ُُه األَعْل َ ْو َن َ‬
‫الزي ٌد و َعمرو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ –قال الشاعر نديم محمد‪ :‬والمج ُد‬
‫التوابون"‬ ‫ال ّط ي ن‬
‫ائ� ّ‬ ‫"خ� خ‬‫ –قال رسول هللا (ﷺ)‪ :‬ي ُ‬
‫ –قال إبراهيم طوقان‪:‬‬
‫ـــاوات ســـا ِه ِ‬
‫ـــرات ال ـ ُجــفــونِ‬ ‫ِ‬ ‫الـــس‬
‫َ‬ ‫يف‬ ‫َر َقـــــدَ الـــكَـــونُ غَــــرَ تِ َ‬
‫ــلــك ال ـ ُعــيــونِ‬
‫ –قال كثّير ع ّزة‪:‬‬
‫ـضـلُــوا إفــضــالَــهُ يف األَقــــار ِِب‬
‫َولَـــم يُــفـ ِ‬ ‫الساعونَ يف املَــجـ ِد َسع َيهُ‬
‫َولَــم يَبلُغِ َ‬
‫السئلة‪:‬‬‫ • أ‬
‫‪1.1‬ما الّذي طرأ َ على كلمة (األعلى) عند جمعها في المثال ّ‬
‫األول؟‬
‫‪2.2‬الهمزة أصليّة في كلمة (خطّاء)‪ .‬هل طرأ عليها تغيير عند الجمع في المثال الثاني؟‬
‫الوجه اآلخر الّذي‬
‫ُ‬ ‫تحولت الهمزة المنقلبة في كلمة (سماء) عند جمعها في المثال الثالث؟ ما‬ ‫‪3.3‬إالمَ ّ‬
‫يجوز فيها؟‬
‫ص (الساعي) عند جمعه في المثال الرابع‪.‬‬‫حدث لالسم ِ المنقو ِ‬
‫َ‬ ‫‪4.4‬ماذا‬

‫‪66‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫ –جمع ك ّل من المقصور والمنقوص والممدود‬


‫ف ألفه‪ ،‬وتبقى الفتحة ُ دليال ً عليها‪ ،‬مثل (مصطفى‪ :‬مصطفَون – مصطفَين)‪.‬‬ ‫ –المقصور‪ :‬ت ُح َذ ُ‬
‫ –الممدود‪ :‬تبقى الهمزة على حالها إذا كانت أصليّة (ق ُ ّراء ‪ّ -‬‬
‫قراؤون)‪ ،‬وت ُقلب واوا ً إذا‬
‫كانت زائدة للتّأنيث (كحالء ‪ -‬كحالوات)‪ ،‬ويجوز فيها األمران إذا كانت منقلبة عن‬
‫واو أو ياء (سماء‪ :‬سماءات ‪ -‬سموات)‪.‬‬
‫ُحذف ياؤه (الدّاعي‪ :‬الدّاعُون ‪ -‬الد ِّاعين)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ –المنقوص‪ :‬ت‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫كل ً من األسماء اآلتية‪ُ :‬مستدعَى ‪ِ -‬ضياء ‪ -‬شوهاء ‪ -‬كساء ‪ -‬را ٍ‬
‫ج‪.‬‬ ‫اجمع ّ‬
‫ * ْ‬
‫التقويم النهائي‬

‫‪1.1‬أكمل الجدول بما يناسبه‪:‬‬

‫التّغيري الحاصل عند التّثنية والجمع‬ ‫الجمع‬ ‫املث ّنى منه‬ ‫نوعه‬ ‫االسم‬
‫مها‬
‫فُضىل‬
‫هناء‬
‫بيداء‬
‫نداء‬
‫والء‬
‫بانٍ‬

‫‪2.2‬اقرأ البيت اآلتي ّ‬


‫ثم أجب‪:‬‬
‫ –قال سليمان العيسى‪:‬‬
‫ذعــــــ ٌر مــــن اآليت مـــــ َن الــــركــــانِ‬ ‫ٍ‬
‫آت جـــــا ُء الـــغـــاصـــبـــ َن يــش ـلُّــهــم‬
‫ ‪.‬أاستخرج اسمين منقوصين‪ّ ،‬‬
‫ثم ثنّهما‪ ،‬واشرح التغيير الذي أصابهما‪.‬‬
‫االسم (جالء)‪ ،‬مع التّعليل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬بث ِّن‬

‫‪67‬‬
‫*‬
‫الطبيعة الفاتنة‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫ابن األ ّبار‬


‫(‪658‬هـ)‬
‫ن أ‬
‫ال ّ‬ ‫ّ‬
‫القضــاع‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫�‬‫ب‬ ‫حممــد ب�‬
‫ـ�‪ ،‬مــن أعالم الشــعراء‬ ‫البلنـ ني‬
‫الــذ� اكن أهلــم‬ ‫ين‬ ‫النا�ــ�‬
‫ب ي ف‬
‫شــأن كبـ يـر ي� حمافــل الدب‬
‫ـعري‬ ‫يعد إنتاجه الشـ ّ‬ ‫العر�‪ّ .‬‬ ‫بّ‬
‫ت� ث ًا� مليئــا ب�ملشــاعر النبيــ�ة‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫اطــف الصادقــة‪ .‬اكن‬ ‫ّ‬ ‫والعو‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫كثـ يـر التنقــل‪ ،‬وتبـ ّـوأ مناصب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الدرس الرابع‬
‫عديــدة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ــة‬
‫ّ‬ ‫وإداري‬ ‫ة‬ ‫سياســي‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫ت على‬ ‫منازع‪ ،‬فَتَنَ ْ‬ ‫ِ‬
‫الشعراء األولى من غي ِر‬ ‫تظ ُّل الطبيعة ُ مُلهمةَ‬
‫ٍ‬ ‫إال أن ذلــك مل أيشــل حاجزا‬
‫ت‬
‫ت أجنحتَها الخضراء َ على مخيِّلتهم فوف ّ َر ْ‬ ‫مر األيام الشعراء َ وبسط َ ْ‬ ‫أمــام اه�مـ ّـه ب�لدب العـ ب ّ ي‬
‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫ـر�‬
‫بذلك مادة ثريَّةً إلبداعهم‪ ،‬وابن األبَّار واح ٌد من المبدعين الذين‬ ‫وإفشــاء‬ ‫ّ‬ ‫املنوعــة‪،‬‬ ‫وفنونــه ّ‬
‫نفوسهم‬ ‫َ‬ ‫ت ذائقتَهم وهذّ ْ‬
‫بت‬ ‫سحرها‪ ،‬وشح َذ ْ‬ ‫َ‬ ‫أنهلتهم طبيعة ُ األندلس‬ ‫علومــه وبــث أمعارفــه‪ .‬ودلت‬ ‫ّ‬
‫ف‬
‫فراح‬
‫َ‬ ‫حل َِلها‪،‬‬
‫مظاهر الطبيعة في أبهى ُ‬ ‫ِ‬
‫صفحتها‬ ‫ت على‬ ‫انعكس ْ‬
‫َ‬ ‫التي‬ ‫العــر�‬
‫يب‬ ‫مؤلفاتــه ي� الدب‬ ‫‪٤‬‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ط بستا ٍن‬ ‫ِ‬
‫األمراء المغاربة المبني وس َ‬ ‫يرسم صور ًة بديعةً لقص ِر أح ِد‬ ‫غــره عــى ًغــزارة عملــه‬ ‫و� ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أ� رائــدا مــن ّرواده‬ ‫حـ تّـى ض‬
‫رائع في جماله وبهائه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ـذ� شـ ّـيدوا أراكنــه وأعل ـوا‬ ‫الـ ي ن‬
‫بنيانــه ومنــاره‪ ،‬هل العديــد ّمن‬
‫املؤّلفــات‪ ،‬يذكــر نم�ــا‪ :‬ة‬
‫"احلل‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الســراء ي� شــعراء المــراء‪،‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫رض‬
‫و"خــ أ اء الســندس ي�‬
‫شــعر الندلــس" و"كتــاب‬
‫التــار�"‪ ،‬وهل ديــوان شــعر‬ ‫يخ‬
‫مطبــوع أخــذ منــه هــذا‬
‫النــص‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الهراس‪ ،‬المملكة المغربيّة‪1999 ،‬م‪.‬‬


‫* ديوان ابن األبّار‪ :‬قراءة وتعليق‪ :‬عبد السالم ّ‬

‫‪68‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ةنتافلا ةعيبطلا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫وأثَـــــــــا َر مــــن أزهـــــــــار ِه ألْــــوانــــا‬ ‫زا َر الــحــيــا مبـــــــزار ِه الــ ُبــســتــانــا‬ ‫‪1‬‬
‫ُحـــلـــلِ الـــ ّنـــضـــا ِر ُمـــونّـــقـــاً ريّـــانـــا‬ ‫ُ‬
‫يــخــتــال يف‬ ‫َفـــغَـــدا بــــ ِه وبـــصـــ ْنـــ ِو ِه‬ ‫‪2‬‬
‫تــثْــنــي الــــقــــدُ و َد لـــطـــافـــ ًة ولــيــانــا‬ ‫وميـــيـــس أفـــنـــانـــاً فــتــبــ ُ‬
‫ر خـــــ ّرداً‬ ‫ُ‬ ‫‪3‬‬
‫بــلــبـ ِ‬
‫ـاســهــا َقـــطْـــ َر الــــ َّنــــدَ ى تــيــجــانــا‬ ‫واح فــيــه َمـــفـــار ٌِق‬ ‫وكـــأنّ ـــا األ ْد ُ‬ ‫‪4‬‬
‫َفـــــشَ ـــــدَ ْت بــــ ِه أطــــيــــا ُره ألــحــانــا‬ ‫ــق‬
‫ــط ْ‬ ‫فــلــم ُي ِ‬
‫ْ‬ ‫وكـــأنَّ ـــا را َم ال ــث ــن ــا َء‬ ‫‪٥‬‬

‫ـــت بــهــا شُ ــ ْهــبــانــا‬


‫ألزاهـــــــ ٍر طـــلـــ َع ْ‬ ‫و ْد ٌق تـــو ّلـــدَ عــ ْنــهُ و ْقــــدٌ يف الــ ّربــا‬ ‫‪6‬‬
‫الــهــضــاب الـــ َّنـــو ُر والـ ِغــيــطــانــا‬
‫َ‬ ‫فكسا‬ ‫َّــت دميـــ ًة‬
‫األهـــاضـــيـــب اســتــهــل ْ‬
‫ُ‬ ‫تــلــك‬
‫َ‬ ‫‪7‬‬
‫ــــري والـــ َّريـــحـــانـــا‬
‫َّ‬ ‫بـــأريـــجِ ـــ ِه الــــ ِخ‬ ‫ـــل الــ َبــهــا ِر ُمــنــا ِفــح ـاً‬ ‫يــا حــ َّبــذا خ ِ‬
‫َـــض ُ‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫الدرس الرابع‬

‫ِـــل األردانـــــا‬ ‫طَــــــ َر ٍب هــنــاك ويُ ْ‬


‫ـــســـب ُ‬ ‫األذيـــــال ِمــ ْن‬
‫َ‬ ‫ـم يُـــجـــ ِّر ُر‬
‫يــغــدو الــحــلــيـ ُ‬
‫ّ‬

‫ـــــــب إ ْذ رســــا أركـــانـــا‬ ‫َ‬ ‫فــســا ذوا ِئ‬ ‫يــا مصنعاً بَـــ َهـــ َر ْت َمــحـ ِ‬
‫ـاس ـ ُنــهُ ال ُّنهى‬ ‫‪١٠‬‬
‫ديـــــــم ِقـــبـــابِـــ ِه ِع ـ ْقــيــانــا‬
‫َ‬ ‫جــعــلــوا أَ‬ ‫ملّــــا بـــ َنـــوا ُشفـــــاتِـــــ ِه مـــن فــضّ ــ ٍة‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٤‬‬
‫ــــنــــي اإليــــوانــــا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأن لــــه أنْ يُ‬ ‫والــســديــ ُر ل ُحس ِن ِه‬
‫َّ‬ ‫ســــ ِد َر الــخــورنـ ُـق‬ ‫‪١٢‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫ِعقيان‪ :‬ذهب خالص‪.‬‬ ‫المنثور األصفر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّهر‬
‫الخيري‪ :‬الز ُ‬
‫ُّ‬
‫أنى‪ :‬حان‪.‬‬ ‫الر ِائحة‪.‬‬
‫ب َّ‬‫هر طيِّ ُ‬‫البَهار‪َ :‬ز ٌ‬
‫الخورنق والسدير واإليوان‪ :‬أسماء قصور‪.‬‬ ‫شيء‪ :‬أعاله‪.‬‬‫الذوائب من ك ِّل ٍ‬
‫نو‪ :‬النظير ِ‬
‫والمث ْ ُل‪.‬‬ ‫الص ُ‬
‫صنوه‪ِّ :‬‬ ‫والمطر والنبات ألنه يتسبب‬
‫ُ‬ ‫الخصب‬
‫ُ‬ ‫الحيا‪:‬‬
‫المطر شديده وضعيف ُُه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َو ْد ٍق‪:‬‬ ‫عن المطر‪.‬‬
‫مصنعاً‪ :‬قصرا ً مبنيّاً‪.‬‬ ‫النضار‪ :‬الذهب والخالص من كل شيء‪.‬‬
‫أديم‪ :‬أديم األرض‪ :‬ظاهرها‪.‬‬ ‫مطر يدوم في سكون ال برق فيه وال‬ ‫ديمة‪ٌ :‬‬
‫الحر‪ ،‬وهنا لجمال‬
‫ّ‬ ‫س ِدرَ‪ :‬تحيّر بصرهُ َّ‬
‫لشدة‬ ‫رعد‪.‬‬
‫ُ‬
‫القصر‪.‬‬ ‫يميس‪ :‬يتمايل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ةنتافلا ةعيبطلا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الشاعر في وصف الطبيعة اذكر اثنين من أوصافها في الن ّ ّ‬‫ُ‬ ‫‪1.1‬أبد َ‬
‫ع‬
‫‪2.2‬اخت ِر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬
‫الحس ّي‬
‫ّ‬ ‫المعنوي‪ ،‬مزج الوصفين‬
‫ّ‬ ‫الحسي‪ ،‬اكتفى بالوصف‬‫ّ‬ ‫وصف الشاع ِر الطبيعةَ (اكتفى بالوصف‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫والمعنوي)‪.‬‬
‫ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراءة جهريّة معبّرة‪ ،‬مراعياً التلوين الصوتي المناسب إلبراز شعور اإلعجاب‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونفّذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫نصه‪.‬‬
‫الشاعر في ّ‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬ما الذي وصف َُه‬
‫‪َ 2.2‬‬
‫بم استعا َن البستا ُن على تقديم الثناء للمطر‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف ما يأتي‪:‬‬ ‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫ ‪.‬أالفرق في المعنى بين (النَّور‪ ،‬الن ُّور)‪.‬‬
‫ ‪.‬بالمعاني المختلفة لكلمة (سدر) واختيار ما يناسب ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫النص معجماً لغويّاً لك ّل من (الطبيعة الحيّة)‪( ،‬القصر)‪.‬‬‫‪2.2‬ش ّك ْل من ّ‬
‫‪3.3‬اذك ِر الفكرة العامّة التي بُني عليها ّ‬
‫النص مستفيدا ً من الحقلين اللغويين السابقين‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫‪4.4‬امأل حقول الجدول اآلتي بالمطلوب‪:‬‬

‫فكرة فرعيّة‬ ‫فكرة فرعيّة‬ ‫الفكرة الرئيسة‬

‫أث ُر املطر يف عنارص الطبيعة‬

‫أث ُر املطر يف الطبيعة والناظر‬

‫تصوي ُر جامل القرص‬

‫‪5.5‬ما ُ‬
‫أثر المط ِر في أشجار البستان؟‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطع الثاني‪.‬‬ ‫الشاعر عن تأثير الطبيعة في اإلنسان‪ ،‬و ّ‬
‫ُ‬ ‫‪6.6‬تحد َ‬
‫ّث‬
‫ت في المقطع الثالث‪.‬‬
‫ظهر ْ‬
‫ف القص ِر كما َ‬ ‫اذكر مظهرين من مظاهر تر ِ‬ ‫‪ْ 7.7‬‬
‫النص‪.‬‬
‫ضح ذلك من فهمك ّ‬ ‫برقي الحيا ِة في الحقبة األندلسية‪ .‬و ّ‬
‫الشاعر ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪8.8‬أوحى‬
‫الصقلي في وصف قص ٍر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪9.9‬قال ابن حمديس‬

‫مـــا كـــــانَ شــيــئــاً عـــنـــدَ ُه َمـــذكـــورا‬ ‫ولـــو انَّ بـــاإليـــوانِ ُقـــوب َ‬


‫ِـــل ُحــس ـ ُنــهُ‬

‫النص من حيث المضمون‪.‬‬ ‫ –واز ْن بين هذا البي ِ‬


‫ت والبيت الثاني عشر من أبيات ّ‬

‫‪71‬‬
‫ةنتافلا ةعيبطلا‬

‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫الوصفي‪ ،‬اذكر مؤ ّشرين من مؤ ّشراته برزا فيه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النص استعمال النمط‬ ‫غلب على ّ‬ ‫‪َ 1.1‬‬
‫الشاعر من استعمال الفعل الماضي‪ ،‬حدّد مواطنه واذكر خدمته المعنى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 2.2‬‬
‫أكثر‬
‫ثم اذكر فائدته‪.‬‬
‫استخرج من المقطع الثاني خبرا ً ابتدائياً‪ّ ،‬‬‫ْ‬ ‫‪3.3‬‬
‫ثم اذكر وظيفتين لها مع التوضيح‪.‬‬ ‫ت من البيت الثالث صورة بيانيّة‪ّ ،‬‬ ‫‪4.4‬ها ِ‬
‫المحسنات البديعيّة‪ ،‬مثّل لها بمثال مناسب من البيت السادس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر إلى‬
‫ُ‬ ‫‪5.5‬لجأ‬
‫النص‪ ،‬واذكر أداتين ِم ْن أدوات التعبير عنه مع األمثلة‪.‬‬ ‫الغالب على ّ‬
‫َ‬ ‫الشعور‬
‫َ‬ ‫‪6.6‬ح ّددْ‬
‫سم بحره‪.‬‬ ‫ثم ّ‬‫األول تقطيعاً عروضيّاً‪ّ ،‬‬‫‪7.7‬قط ّ ِع البيت ّ‬
‫والروي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪8.8‬ح ّددْ من البيت الثاني القافية‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫النص السابق‪.‬‬
‫تأملك ّ‬ ‫ * ِص ْ‬
‫ف بلدتك في الربيع مستفيداً من ّ‬

‫تطبيقات لغوية‬

‫ثم أجب عن األسئلة التي تليها‪:‬‬


‫ *اقرأ األبيات اآلتية‪ّ ،‬‬
‫ –قال ابن األبّار‪:‬‬

‫ـــــري والـــ َّريـــحـــانـــا‬


‫َّ‬ ‫بــــأريــــجِ ــــ ِه الـــــ ِخ‬ ‫خــضــل الـــبـــهـــا ِر ُمــنــا ِفــحــاً‬
‫ُ‬ ‫يـــا حـــ َّبـــذا‬ ‫‪1‬‬

‫ِـــل األردانـــــا‬ ‫طَــــــ َر ٍب هـــنـــاك ويُ ْ‬


‫ـــســـب ُ‬ ‫األذيــــــال ِمــ ْن‬
‫َ‬ ‫ـم يــجــ ّرر‬
‫يــغــدو الــحــلــيـ ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ــــــــب إ ْذ رســــا أركـــانـــا‬


‫َ‬ ‫فــســا ذوائِ‬ ‫يــا مصنعاً ( َبـــ َهـــ َر ْت َمــحـ ِ‬
‫ـاس ـ ُنــهُ ال ُّنهى)‬ ‫‪3‬‬

‫‪72‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫(نعم) بدال ً من فعل حبّذا في البيت ّ‬
‫األول وغيّر ما يلزم‪.‬‬ ‫‪1.1‬استعم ْل َ‬
‫النص إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫ط في ّ‬ ‫أعرب ما تحته خ ّ‬
‫ْ‬ ‫‪2.2‬‬
‫‪ِ 3.3‬ز ْن الكلمات اآلتية‪( :‬يغدو‪ ،‬األذيال‪ ،‬أريج)‪.‬‬
‫‪4.4‬عل ّ ْل كتابة األلف اللينة على صورتها في ك ّل من (النهى‪ ،‬رسا)‪.‬‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫استعن بمصادر التعلّم في التح ّدث عن أبرز سمات الحياة السياسية واالجتماعيّة في العصر المملوكي‪ .‬تمهيداً لل ّدرس‬
‫ْ‬ ‫ *‬
‫القادم‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫*‬ ‫ُ‬
‫األحبة‬
‫ّ‬ ‫أرض‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫اب ّ‬
‫الظريف‬ ‫ّ‬
‫الش ّ‬
‫(‪688 - 661‬هـ)‬

‫حممــد ب ن�‬ ‫ُ‬ ‫ين‬


‫الــد�‬ ‫�ش ُ‬
‫ــس‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫ســل�ن‬ ‫ي‬ ‫الــد�‬ ‫عفيــف‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ـا�‪ ،‬ولــد ي� القاهــرة‬ ‫التملسـ ي‬
‫عــم وأدب ي ن‬ ‫ف‬
‫ود�‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بيــت‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫فأبــوه العفيــف التملســا�ن‬
‫ي‬

‫الدرس الخامس‬
‫متصــوف ش‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫م�ــور‪.‬‬ ‫شــاعر‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫ـ� معارصيــه ب�مس‬ ‫اشـ تُـهر بـ ي ن‬
‫ّ‬
‫المدائح‬
‫ُ‬ ‫المملوكي‪ ،‬فشغلت‬
‫ّ‬ ‫النبوي في العصر‬
‫ّ‬ ‫ات ّس َع ف ُّن المديح‬ ‫(الشــاب الظريــف) خلفــة‬
‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫ت بدواوين‬ ‫ثم استقل ّ ْ‬
‫النّبويّة قدْرا ً كبيرا ً من دواوين ال ّشعراء ّ‬ ‫ّ‬
‫ظــه ولطفــه وطرافــة شــعره‬
‫الرسو َل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلّم ‪ -‬بإظهار‬ ‫بها‪ ،‬ومدح ال ّشعراء ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الطيبة ومكانته السامية وأفعاله الميمونة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وشمائله‬ ‫صفاته الكريمة‬ ‫وهسولتــه وعذوبتــه‪ ،‬تنقــل‬ ‫‪٥‬‬
‫ـ� بلــدان كثـ يـرة مــع والــده‬ ‫بـ ي ن‬
‫اســتقر بدمشــق‬ ‫ّ‬ ‫الــذي‬
‫ً ف‬
‫وا�ــذ هل مســكنا ي� جبــل‬ ‫تّ خ‬
‫قاســيون‪.‬‬
‫ف‬ ‫فّ ف‬
‫ـو� ي� دمشــق ي� ريعــان‬ ‫تـ ي‬
‫شــعر‬
‫ٍ‬ ‫شــبابه‪ .‬وهل ديــوان‬
‫مطبــوع‪.‬‬

‫* ديوان الشاب الظريف‪ :‬المطبعة األدبيّة‪ ،‬بيروت‪1885 ،‬م‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ّبحألا ُضرأ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـب‬‫ــقــاك ُم ـ ْن ـ َه ـ ِم ـ ُر األَنْـــــوا ِء ِمـــ ْن كَ ـ َثـ ِ‬


‫ِ‬ ‫َس‬ ‫أَ ْر َض األَحــ ّبــ ِة ِمــ ْن َس ـ ْف ـحٍ َو ِمـــ ْن كُث ُِب‬ ‫‪1‬‬
‫ـب‬
‫ـب ُم ـكْ ـ َتــئـ ِ‬ ‫وال َعــدَ ْت أَ ْهل َِك النائ َني ِم ْن نَفَس ْ‬
‫الـص ــــــ َصــبــا تــح ـ ّي ـ ُة عـــاين الــقــلـ ِ‬ ‫‪2‬‬
‫َفـــا َرعـــى الــلَّــهُ ّإل أَ ْو ُجـــــهَ الــ َع ِ‬
‫ــرب‬ ‫ـم‬
‫ـي جــا ُر ُهـ ُ‬ ‫ـم الــعــ َر ُب امل َـ ْح ـ ِمـ ُّ‬
‫َقـــ ْو ٌم ُه ـ ُ‬ ‫‪3‬‬
‫َــر ذي كَــ ِذ ِب‬ ‫فيهم غ ْ ُ‬‫ْ‬ ‫َف ُح ْس ُن ِش ـ ْعـ َ‬
‫ـري‬ ‫ـس ـ ُن ما يف الشّ ْع ِر أَكْــذ َبــهُ‬ ‫إِنْ كــان أَ ْحـ َ‬ ‫‪4‬‬

‫ــب لِـ َنـ ْيــل الــســؤ ِْل واألَ َر ِب‬


‫ُيـــدْ ين املُــ ِح َّ‬ ‫يــا سا ِكني طَـ ْيـ َبـ َة الـ َفـ ْيـ َحــا ِء َه ْ‬
‫ــل زَم ـ ٌن‬ ‫‪٥‬‬
‫ـم يَ ِخ ِب‬‫ـسـ َعــى إليه أخــو ِصـــدْ قٍ َف ـلَـ ْ‬ ‫يَـ ْ‬ ‫ـم م ْن يُدْ َعى بأعظَ ِم م ْن‬ ‫ضَ َم ْم ِت أَ ْعـظُـ َ‬ ‫‪6‬‬
‫ــــح َمــ ْن يُــعــزى إىل ن ََس ِب‬ ‫يُ ـ ْب ـ ِدي وأَ ْر َج َ‬ ‫َو ُحــ ْز ِت أَ ْف َص َح َمـ ْن يَ ْه ِدي َوأَ ْوضَ َ‬
‫ـــح َم ْن‬ ‫‪7‬‬
‫ـب َو ِمـــ ْن نُ ُج ٍب‬ ‫َفتمألُ األ ْر َض ِمــ ْن نُـ ْجـ ٍ‬ ‫ـاق ِكــــرا ٌم نَــ ْحــ َو تُ ـ ْربَــت ـ ِه‬
‫تَــ ْحــدُ و ال ـ ِّنــيـ َ‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ّ‬

‫كــأنَّ ــا الـــ َعـــ ْذ ُب ُمــشْ ـ َتـ ٌّـق ِمـــ َن الــ َعــ َذ ِب‬ ‫ـاب َم ـ ْو ِر ُدهــا‬ ‫ـسـ َعـ ْونَ نَ ْح َو ِهــضَ ـ ٍ‬
‫ـاب طـ َ‬ ‫يَـ ْ‬ ‫‪9‬‬

‫ـب‬
‫ـسـ ِ‬ ‫أَ َج َّ‬
‫ــــل َداعٍ ُمــطــاعٍ طَــاهــ ِر ال ـ َحـ َ‬ ‫َـــــر َســـــاعٍ بـــبـــاعٍ ال يُـــــر ُّد ويــا‬
‫يَـــا خ ْ َ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ـب‬
‫أرشف ال ـ ُّرتَـ ِ‬
‫َ‬ ‫الخلق ّإل‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ش َ‬‫يَــا أَ ْ َ‬ ‫َمــا كَـــانَ يــرىض لَــك ال ـ َّرح ـ َم ـ ُن منزل ًة‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٥‬‬
‫ـب‬‫شَ ـ َفــاع ـ ٌة ِمــنــك تُ ْنجيني ِمـــ َن الـلَّـ َهـ ِ‬ ‫نـــب َوا ِفــــ ٌر َف َعىس‬ ‫ُـــــوب َذ ٌ‬ ‫‪ِ ١٢‬ل ِمـــ ْن ُذن ِ َ‬
‫ـاب ُجــو ِد َك ِإنَّ املَــ ْو َت ِف ال ُح ُج ِب‬
‫َعـ ْن َبـ ِ‬ ‫ـت‬‫ـــا ُحــجِ ـ َبـ ْ‬‫ـــت آمـــايل َف َ‬ ‫ـــك َو ّجـــ ْه ُ‬‫‪ ١٣‬إِلَـــ ْي َ‬
‫ـاك أنْ تُــدْ َعــى َفل َْم تُجِ ِب‬
‫َحاشاك َحــاشَ ـ َ‬ ‫ُـــك َأ ْر ُجــــو ِم ـ ْنـ َ‬
‫ـك َم ـكْ ـ ُر َم ـ ًة‬ ‫‪َ ١٤‬و َقـــدْ َد َعـــ ْوت َ‬

‫مفردات للشرح‬
‫ن ُ ُجب‪ :‬كرام أصحاب حسب‪.‬‬ ‫األنواء‪ :‬المطر الشديد‪.‬‬
‫والكف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العَذَب‪ :‬المنع‬ ‫ت‪ :‬جاوزت وتركت‪.‬‬ ‫عد َ‬
‫الباع‪ :‬المسافة ما بين الك ّفين عند م ّد الذراعين‬ ‫األَرَب‪ :‬الحاجة‪.‬‬
‫السعة في الكرم‪.‬‬
‫وشماال ً‪ ،‬والمقصود بها‪ّ :‬‬ ‫يميناً ِ‬ ‫ت َ ْح ُدو النِّياقَ‪ :‬تسوق اإلبل‪.‬‬
‫ن ُ ْجب‪ :‬النياق الكريمة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ّبحألا ُضرأ‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫النص؟‬
‫دوافع الشاع ِر إلى كتابة ّ‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬ما‬
‫‪2.2‬استبع ِد اإلجابة المغلوط فيها ّ‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬
‫نظرةُ الشاع ِر إلى موضوعه‪( :‬ذاتيّة – موضوعيّة – مبالغ فيها ‪ -‬حياديّة)‪.‬‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫مطوعاً نبرة صوتك ِلما يناسب مشاعر ّ‬
‫الشوق والمحبّة واإلعجاب‪.‬‬ ‫النص قراءة جهريّة معبّرة ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬

‫تسمى مديحاً ال رثاء ً وأطلق عليها (المدائح النبوية)‪.‬‬


‫الرسول بعد وفاته ّ‬
‫القصائد التي كتبت في ّ‬

‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص السابق قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫األول والثاني‪.‬‬
‫مما ورد في المقطعين ّ‬
‫ضح ذلك ّ‬ ‫األرض تكتسب مكانتها من ساكنيها‪ .‬و ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪1.1‬‬
‫الشاعر سعيَ ُه إلى أرض الحجاز في المقطع الثالث؟‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬بم عل ّ َل‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫استعن بالمعجم في ّ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫ ‪.‬أالفرق في المعنى بين‪ُ ( :‬كثُب‪َ ،‬كثَب)‪.‬‬
‫ ‪.‬بالمعاني المختلفة لكلمة (عزا) واختر ما يناسب منها في ّ‬
‫النص‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫‪2.2‬أتمم الفراغ فيما يأتي‪:‬‬


‫للنص‪ :‬مدح الرسول الكريم (ﷺ)‪.‬‬ ‫ –الفكرة العامّة ّ‬
‫األول‪........................................................:‬‬
‫ –فكرة المقطع ّ‬
‫ –فكرة المقطع الثاني‪........................................................:‬‬
‫ –فكرة المقطع الثالث‪ :‬طلب شفاعة الرسول الكريم (ﷺ)‪.‬‬
‫النص مؤشرين على حب الشاعر العرب‪ ،‬واعتزازه بهم‪.‬‬ ‫ت من ّ‬ ‫‪3.3‬ها ِ‬
‫ت التي ذكرها الشاعر في المقطع الثاني‪ ،‬وصنّفها إلى (دينيّة‪ ،‬دنيويّة)‪.‬‬ ‫استخرج الصفا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪4.4‬‬
‫النص؟ وما تعليقك عليه؟‬ ‫الغايات إال بعد تج ّشم الصعاب لبلوغها‪ .‬أين تجد هذا المعنى في ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪5.5‬ال ت َ‬
‫ُدر ُك‬
‫تفرد به الرسول الكريم (ﷺ) من مكرمات؟‬ ‫أبرز ما ّ‬‫‪6.6‬ما ُ‬
‫تقص مالمحها‪ ،‬واستنبط أسبابها مستفيدا ً من‬ ‫ّ‬ ‫ت بمعانا ٍة نفسية للشاعر‪،‬‬ ‫النص على إيحاءا ٍ‬ ‫‪7.7‬ينطوي ُّ‬
‫النص‪.‬‬
‫سمات العصر الذي قيل فيه ّ‬
‫‪8.8‬قال البوصيري في الرسول الكريم (ﷺ)‪:‬‬
‫ِ‬
‫األهـــــوال مــقـ َتـ َحـ ِـم‬ ‫ٍ‬
‫هـــول مــن‬ ‫لــكـ ِّـل‬ ‫الحبيب الـــذي تُــرجــى شفاع ُته‬
‫ُ‬ ‫هــو‬
‫ –واز ْن بين هذا البيت والبيت الحادي عشر من ّ‬
‫النص من حيث المعنى‪.‬‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫مر ٍة‪ ،‬ح ّددْ مواطنه‪ ،‬وأبرز دوره في المعنى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسلوب ال ُّدعاء َ‬
‫غير ّ‬ ‫َ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬استعم َل‬
‫الشعري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2.2‬في البيتين األخيرين حالتا تقديم وتأخير‪ .‬استخرجهما‪ ،‬وبيّن أثر ك ّل منهما في خدمة الغرض‬

‫من أغراض التقديم والتأخير‪ :‬القصر‪ ،‬والتشويق إلى المتأخّر‪ ،‬والتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬بيان أهمية‬
‫التقدم‪ ،‬التخصيص‪.‬‬

‫ثم اشرح وظيفة من وظائفها‪.‬‬ ‫‪3.3‬استخرج من البيت الثاني صور ًة بيانيةً‪ ،‬وحلّلها‪ّ ،‬‬
‫النص‪ ،‬واذكر نوع ك ّل منها‪.‬‬ ‫الشاعر من المحسنات اللفظيّة‪ ،‬مثّل لها بثالثة أمثلة من ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 4.4‬‬
‫أكثر‬
‫شعورين عاطفيَّين مختلفَين‪ ،‬وح ّددْ موطن ك ٍّل منهما‪.‬‬
‫َ‬ ‫استخرج من المقطع األول‬ ‫ْ‬ ‫‪5.5‬‬
‫ت من البيت األول مصدرين من مصادر الموسيقا ومثّل لكل منهما‪.‬‬ ‫‪6.6‬ها ِ‬
‫واستخرج جوازاته‪.‬‬
‫ْ‬ ‫البيت األولَ‪ ،‬ث ِّم س ِّم بحرهُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪7.7‬قط ّ ِع‬

‫‪77‬‬
‫ّبحألا ُضرأ‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫النص‪.‬‬
‫النص بأسلوبك‪ ،‬مع تعديلِ تسلسلِ فكره من دون اإلخالل ببنية ّ‬
‫ *انث ِر ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫األدبي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ *التعبير‬
‫ِ‬
‫معاناتهم في ديار‬ ‫مر العصور‪ ،‬فعكسوا‬ ‫عاشه الشعراء ُ في ِ‬
‫حياتهم االجتماعية على ّ‬ ‫ُ‬ ‫األدب صورةٌ صادقة ٌ لما‬‫ُ‬
‫شطر‬
‫َ‬ ‫يمموا وجوههم‬ ‫قس ِ‬
‫ت األيّام ّ‬ ‫الغربة طلباً للرزق‪ ،‬معبّرين عن تصميمهم على تحقيق مطالبهم‪ ،‬وحين َ‬
‫مما ح ّل بهم‪.‬‬
‫بالنبي األعظم (ﷺ)إلنقاذهم ّ‬ ‫ّسة‪ ،‬مستنجدين‬ ‫األماك ِن المقد ِ‬
‫ّ‬
‫السابق وأيّد ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة موظّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ش الموضو َ‬ ‫ناق ِ‬
‫ –قال المتنبّي‪:‬‬
‫نـــحـــوس وهـــ َّمـــتـــي يف ُســـعـــو ِد‬
‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫أقـــطـــع الــــبــــا َد ونَــ ْجــمــي‬
‫ُ‬ ‫أبــــــداً‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬عمل المصدر والمشتقات‬

‫…‪…1‬‬
‫عمل المصدر‬

‫السؤال التّالي‪:‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن ّ‬
‫الدي ِن الحلِّي‪:‬‬
‫صفي ِّ‬
‫ُّ‬ ‫ –قال‬

‫ــف‬ ‫ِ‬
‫العواص ُ‬ ‫ولوالكــم مــا ح َّرك ْتنــي‬
‫ُ‬ ‫ـيم إذا رسى‬
‫ـق ال َّنسـ ِ‬
‫واهت ـ َّز مــن خَفـ ِ‬

‫الرمي‪:‬‬
‫ –وقال ابن ُّ‬
‫عليـــك باإلغضـــا ِء‬
‫َ‬ ‫َك ل ُبخـــلٍ‬ ‫ـك الحدي ـ َ‬
‫ـث وم ــا ذا‬ ‫ب ــل أرى صد َق ـ َ‬

‫تعدياً ولزوماً‪ ،‬فإن كان فعله الزماً اكتفى بفاعله المجرور باإلضافة‪ .‬وإن كان ِّ‬
‫متعدياً احتاج إلى فاعل ومفعول به‪.‬‬ ‫* يعمل المصدر عمل فعله ِّ‬

‫‪78‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫أن (خفق ـ صدق) مصدران ‪ .‬ما فع ُل ك ٍّل منهما؟‬ ‫‪1.1‬الحظ َّ‬
‫‪2.2‬ما نوع أفعا ِل ك ِّل منهما وفق اللُّزوم ِ والتَّعدية؟‬
‫‪3.3‬اذكر فاعل ك ِّل منهما‪.‬‬
‫‪4.4‬أكتفى المصدر (صدق) بفاعله المجرور‪ ،‬أم احتاج إلى مفعو ٍل ِبه؟ َّ‬
‫دل على المفعول به؟‬

‫يعمل المصدر عمل فعله ِّ‬


‫تعدياً ولزوماً‪ ،‬فإن كان فعله الزماً اكتفى بفاعله المجرور باإلضافة‪ ،‬وإن‬
‫كان ِّ‬
‫متعدياً احتاج إلى مفعول به‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ثم اذكر عمل ك ِّل منها‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ *د َّل على المصادر‪ ،‬وبيِّن نوع فعل ك ِّل منها وفق اللزوم والت َّعدية‪ّ ،‬‬
‫ب الظَّريف‪:‬‬ ‫ –قال الشا ُّ‬
‫السـ ِ‬
‫ـؤل واأل َر ِب‬ ‫ـب ل َنيــلِ ُّ‬
‫يُــدين املحـ َّ‬ ‫يــا ســاكني طي َبـ َة الفيحــا َء هــل زم ٌن‬
‫فيهم غـرُ ذي كَ ِذ ِب‬ ‫َف ُحسـ ِ‬
‫ـن شــعري ْ‬ ‫إن كان أحسـ ُن مــا يف الشِّ ــع ِر أكذبــهُ‬
‫ –وقال الشاعر‪:‬‬
‫ــم أَلوفــا‬
‫فــا تُ َر َيــ ْن لغريِ ُه ُ‬ ‫بعرشتــك ال ِكــرا َم تُ َعــدُّ منهــم‬
‫َ‬

‫معرفاً بـــ (أل)‪ ،‬ويشترط لعمله أن يص َّح حلول الفعل مسبوقاً بــــ‬ ‫‪ .١‬من حاالت عمل المصدر‪ :‬يعمل المصدر عمل فعله إذا كان مضافاً‪ ،‬أو َّ‬
‫(أَنْ) أو (ما) محلَّه‪.١‬‬
‫ـي أو االســتقبال‬
‫ب األب أبنــاءه‪ .‬أمــا إذا أريــد المضـ ُّ‬
‫ب األب أبنــاءَه؛ أي كمــا يحـ ّ‬
‫ب طالبــي كحـ ّ‬
‫‪ .٢‬تســتعمل (مــا) إذا أريــد الحــال مثــل‪ :‬أحـ ّ‬
‫اســتعملت (أَنْ)‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ّبحألا ُضرأ‬

‫…‪…2‬‬
‫عمل المشتقات‬

‫(أ)‬

‫السؤال التّالي‪:‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن ّ‬
‫ب الظّريف‪:‬‬
‫ –قال ال ّشا ُّ‬
‫ــقــاك ُم ـ ْن ـ َه ـ ِم ـ ُر األَنْـــــوا ِء ِمـــ ْن كَـ َثـ ِ‬
‫ـب‬ ‫َس ِ‬ ‫أَ ْر َض األَح ـ ّب ـ ِة ِمــ ْن َسـ ْفـحٍ َو ِمـــ ْن كُث ُِب‬
‫ـب‬ ‫َصــبــا تــح ـ َّي ـ ُة عـــاين الــقــلـ ِ‬
‫ـب ُمـكْـ َتــئـ ِ‬ ‫وال َعدَ ْت َأ ْهل َِك النائ َني ِم ْن نَف َِس ْ‬
‫الـص‬
‫كــأنَّ ــا الــ َعــ ْذ ُب ُمــشْ ـ َتـ ٌّـق ِمـــ َن ال ـ َع ـ َذ ِب‬ ‫ـاب َم ـ ْو ِر ُدهــا‬ ‫َي ْس َع ْونَ نَ ْح َو ِهــضَ ـ ٍ‬
‫ـاب طـ َ‬
‫ـب‬
‫ـسـ ِ‬ ‫أَ َج َّ‬
‫ــــل َدا ٍع ُمــطــا ٍع طَــاهــ ِر الـ َحـ َ‬ ‫َــــر َســــا ٍع بــبــا ٍع ال ُيــــر ُّد ويــا‬
‫َيـــا خ ْ َ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫استخرج المشتقات الواردة في األبيات السابقة‪ ،‬ث َّم بيِّن نوعها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪1.1‬‬

‫تذكر‬
‫المشت ُّق اسم أُخذ من غيره‪ ،‬والمشت ّقات‪ :‬اسم الفاعل ومبالغته ّ‬
‫والصفة ُ المشبّهة ُ به‪ ،‬واسم المفعول‪،‬‬
‫واسم التّفضيل‪ ،‬واسما ال ّزمان والمكان‪ ،‬واسم اآللة‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ج المشتقَّات الواردة في البيتين اآلتيين‪:‬‬
‫ *استخر ِ‬
‫اب الظّريف‪:‬‬
‫ –قال ال ّش ّ‬
‫ـم يَ ِخ ِب‬
‫يَ ْس َعى إليه أخــو ِصـــدْ قٍ َف ـلَـ ْ‬ ‫ضَ َم ْم ِت أَ ْعظُ َم م ْن يُدْ َعى بأعظَ ِم م ْن‬
‫ــــح َمــ ْن يُعزى إىل ن ََس ِب‬‫يُ ـ ْب ـ ِدي وأَ ْر َج َ‬ ‫َو ُحــ ْز ِت أَ ْف َص َح َم ْن يَ ْه ِدي َوأَ ْوضَ َ‬
‫ــح َم ْن‬

‫‪80‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫( ب)‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫الشاب الظريف‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪1.1‬قال‬
‫ـؤل واألَ َر ِب‬ ‫ُيـــدْ ين امل ُ ـ ِحـ ّ‬
‫ـب لِ َن ْيل الــسـ ِ‬ ‫يا سا ِكني طَ ْي َب َة ال َف ْي َحا ِء َه ْ‬
‫ــل زَم ـ ٌن‬
‫ب الظّريف‪:‬‬
‫‪2.2‬قال ال ّشا ُّ‬
‫فــا َرعـــى الــلَّــهُ ّإل أَ ْو ُجـــــهَ ال ـ َعـ ِ‬
‫ـرب‬ ‫ـم‬ ‫ــم الــ َعــ َر ُب امل َـ ْح ـ ِمـ ُّ‬
‫ـي جــا ُر ُهـ ُ‬ ‫قـــ ْو ٌم ُه ُ‬
‫‪3.3‬قال ب ّشار بن برد‪:‬‬
‫ـــم لَــم يَــقـ ُعــد بِ ــا كـــانَ أَو َعـــدا‬
‫إِذا َه َّ‬ ‫ــمــول َعــى امل َ ــك ــرو ِه نَــفــسـاً كَــرميَ ـ ًة‬
‫ٌ‬ ‫َح‬
‫ي‪:‬‬
‫المعر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪4.4‬قال‬
‫األوائــــــل‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫آلت مبـــا مل تــســتــطــعــه‬ ‫كــنــت األخـــــ َر زمـــانُـــهُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وإن وإن‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫األول؟ أالزم ٌ هو أم متع ٍّد؟‬
‫‪1.1‬ما الفع ُل الذي ِصي َغ منه اسم الفاعل (ساكن) في البيت ّ‬
‫‪2.2‬استخرج من البيت الثاني اسم مفعول‪ ،‬واذكر فعله‪.‬‬
‫جارهم)؟‬
‫(حمي ُ‬
‫إعراب كلمة (جارهم) في قولنا‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪3.3‬ما‬
‫إعراب كلمة (نفساً)؟‬
‫ُ‬ ‫‪4.4‬ما نوع المشتق ( َ‬
‫حمولٌ) الوارد في البيت الثالث؟ وما‬
‫‪5.5‬في البيت الرابع صفة مشبّهة باسم الفاعل‪ ،‬استخرجها وأعرب معمولها‪.‬‬

‫والصفة ُ المشبّهة ُ به‪ ،‬واسم المفعول‪ ،‬وعملها كاآلتي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المشت ّقات العاملة‪ :‬اسم الفاعل ومبالغته‬
‫المبني للمعلوم؛ فإذا كان الزماً رفع فاعال ً‪ ،‬وإذا كان متعدّياً‬ ‫ّ‬ ‫ –يعمل اسم الفاعل عمل فعله‬
‫ونصب مفعوال ً‪.‬‬
‫َ‬ ‫رفع فاعال ً‬
‫فاعل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نائب‬
‫َ‬ ‫فيرفع‬
‫ُ‬ ‫المبني للمجهول؛‬
‫ّ‬ ‫اسم المفعول عمل فعله‬ ‫ –يعم ُل ُ‬
‫وتنصب مفعوال ً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فترفع فاعال ً‬
‫ُ‬ ‫ –تعم ُل مبالغة اسم الفاع ِل عم َل فعلها المتعدّي؛‬
‫فترفع فاعال ً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الصفة ُ المشبّهة باسم الفاعل عم َل فعلها الالزم‬‫ –تعم ُل ّ‬

‫‪81‬‬
‫ّبحألا ُضرأ‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ثم امأل الجدولَ بالمطلوب‪:‬‬ ‫ *اقرأ األمثلة اآلتية ّ‬
‫خيْ ُل مَ ْعقُودٌ ِفي ن َ َو ِاصي َها ال َ‬
‫خيْ ُر إِ لَى يَ ْوم ِ ِالقيَامَ ِة) البخاري (‪.)2852‬‬ ‫ –قال (ﷺ)‪( :‬ال َ‬
‫حسان بن ثاب­ت‪:‬‬ ‫ –قال ّ‬
‫ِ‬
‫األنــوف مــن الطِّـــراز األ َّو ِل‬ ‫شُ ُّ‬
‫ـم‬ ‫بيـض الوجـوه كرميـ ٌة أحـسابُ ُهـــــــــم‬
‫ُ‬
‫ –قال سليمان العيسى‪:‬‬
‫الـــدرب يا سح ُر‬
‫َ‬ ‫تحت الــغــرورِ‪ ،‬فشُ َّق‬
‫َ‬ ‫الشمس مرص ُعهم‬
‫ِ‬ ‫الــ ّراكــبــونَ غـــرو َر‬
‫إعراب معموله‬ ‫معموله‬ ‫نوعه‬ ‫املشتق‬
‫ّ‬ ‫االسم‬

‫عرب‪:‬‬ ‫ • ٌ‬
‫مثال ُم َ‬
‫ –قال أحمد شوقي‪:‬‬
‫حديث َُك الشَّ هدُ عندَ الــ َّذ ِ‬
‫ائــق ال َفه ِِم‬ ‫أفــصــح الــنــاطــقـ َن الـــضّ ـــا َد قاطب ًة‬
‫َ‬ ‫يــا‬
‫يا‪ :‬حرف نداء‪.‬‬
‫أفصح‪ :‬منادى مضاف منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره‪.‬‬
‫عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جره الياء ألنّه جمع مذ ّكر سالم‪ ،‬والنّون‬
‫الناطقينَ‪ :‬مضاف إليه مجرور‪ ،‬وعالمة ّ‬
‫منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ضادَ‪ :‬مفعول به السم الفاعل‬
‫ال ّ‬
‫قاطبةً‪ :‬حال منصوبة‪ ،‬وعالمة نصبها الفتحة الظّاهرة على آخرها‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫* *يعمل المصدر عمل فعله ِّ‬


‫تعدياً ولزوماً‪ ،‬فإن كان فعله الزماً اكتفى بفاعله المجرور باإلضافة‪،‬‬
‫وإن كان ِّ‬
‫متعدياً احتاج إلى مفعول به‪.‬‬
‫والصفة ُ المشبّهة ُ به‪ ،‬واسم‬
‫ّ‬ ‫* *االسم المشت ُّق ما أُخذ من غيره‪ ،‬والمشت ّقات‪ :‬اسم الفاعل ومبالغته‬
‫المفعول‪ ،‬واسم التّفضيل‪ ،‬واسما ال ّزمان والمكان‪ ،‬واسم اآللة‪.‬‬
‫والصفة ُ المشبّهة ُ به‪ ،‬واسم المفعول‪ ،‬وعملها كاآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫* *المشت ّقات العاملة‪ :‬اسم الفاعل ومبالغته‬
‫المبني للمعلوم؛ فإذا كان الزماً رفع فاعال ً‪ ،‬وإذا كان متعدّياً رفع‬
‫ّ‬ ‫‪1.1‬اسم الفاعل يعمل عمل فعله‬
‫ونصب مفعوال ً‪.‬‬
‫َ‬ ‫فاعال ً‬
‫وتنصب مفعوال ً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فترفع فاعال ً‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬مبالغة اسم الفاع ِل تعم ُل عم َل فعلها المتعدّي؛‬
‫فترفع فاعال ً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ّ 3.3‬‬
‫الصفة ُ المشبّهة باسم الفاعل تعم ُل عم َل فعلها الالزم‬
‫فاعل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نائب‬
‫َ‬ ‫فيرفع‬
‫ُ‬ ‫المبني للمجهول؛‬
‫ّ‬ ‫‪ُ 4.4‬‬
‫اسم المفعول يعم ُل عمل فعله‬

‫‪83‬‬
‫ّبحألا ُضرأ‬

‫التقويم النهائي‬
‫‪1.1‬اقرأ األمثلة اآلتية ّ‬
‫ثم امأل الجدو َل بالمطلوب‪:‬‬
‫حسان بن ثابت‪:‬‬‫ –قال ّ‬
‫عيف املُــر ِمــلِ‬
‫َواملُــن ـ ِعــمــونَ َعــى الضَ ِ‬ ‫َوالــخــالِــطــونَ َفــقــرَ ُهــم ِب ـ َغ ـ ِن ـ ِّي ـ ِهــم‬
‫ح ْزن‪:‬‬
‫ –قال ابن َ‬
‫ـــف أَ ْعــقَــا‬
‫ِـــــولجِ الـــخَـــوالِ ِ‬
‫َـــيـــس ب ّ‬
‫ول َ‬ ‫ــاســا إلــيــهــا جِ ــالَ ـ َهــا‬
‫أخـــا الــحــرب لــ ّب ً‬
‫ي‪:‬‬
‫المعر ّ‬
‫ّ‬ ‫ –وقال‬
‫ـــت األ ْر ُض عـــــى خَـــــدّ ِه‬ ‫ُســـــــلّـــطَ ِ‬ ‫صـــــائــن عـــن ُقـــ ْبـــلَـــ ٍة خــــدَّ ُه‬
‫ٍ‬ ‫كـــــم‬
‫ـف مــن ِعــقــ ِد ِه‬ ‫وكـــان يَــشــكــو الــضَّ ــعـ َ‬ ‫َّ‬
‫الــــــرى جِ ـــيـــدُ ُه‬ ‫وحـــــــا ِمـــلٍ ثِـــــق َ‬
‫ْــل‬
‫الـــصـــ ِر فــا تُـــ ْجـــ ِد ِه‬
‫أ ْجـــــــ َر َك فـــــي ّ‬ ‫جـــــــا َء َك هـــذا الـــ ُحـــ ْزنُ ُمــسـ َتــجــديـاً‬

‫إعراب معموله‬ ‫معموله‬ ‫نوعه‬ ‫املشتق‬


‫ّ‬ ‫االسم‬

‫‪2.2‬حدّد موضع ال ّشاهد مع التّوضيح في األبيات اآلتية‪:‬‬


‫ –قال ابن زريق البغدادي‪:‬‬
‫ّــرت أَ َ‬
‫وســ ُعــهُ‬ ‫فــأضــيـ ُـق األمـــ ِر إن فــك َ‬ ‫ـب فرجاً‬
‫عــل ـاً بـــأنّ اصــطــبــاري ُمــعــقـ ٌ‬
‫ –وقال أبو العتاهية‪:‬‬
‫فــكــن أنـــت مــحــتــاالً لـــزلّـــ ِتـــ ِه عـــذرا‬ ‫صــاحــب لــك زلَّـــ ٌة‬
‫ٍ‬ ‫إذا مــا بــــدَ ْت مــن‬
‫ –وقال النابغة الذبياني‪:‬‬
‫الـــرجـــال املُــهــ َّذ ُب‬
‫ِ‬ ‫أي‬ ‫عــى شَ ــ َع ٍ‬
‫ــث ُّ‬ ‫ــســتــبــق أخــــاً ال تُــلِــ ُّمــهُ‬
‫ٍ‬ ‫ولـــســـت ُبُ‬
‫َ‬
‫ت ُِلمُّه‪ :‬تصلح من أمره ‪ -‬الشعث‪ :‬الفساد ‪ -‬المهذب‪ :‬الخالص من العيوب‪.‬‬
‫‪3.3‬قال المتنبّي‪:‬‬
‫كل يش ٍء بعدَ كُــم َعــدَ ُم‬
‫وجدانُنــا َّ‬ ‫يا َمــ ْن ي ُعــ ُّز علينــا أن نفا ِر َق ُهــم‬
‫استخرج من البيت السابق المصدر العامل‪ ،‬وأعرب معمول يه‪.‬‬
‫البيت اآلتي‪ ،‬ث َّم أعربه‪:‬‬
‫َ‬ ‫اشرح‬
‫ِ‬ ‫‪4.4‬‬
‫محمد البزم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال‬
‫َّيث ال يف ُمه َج ِة الحملِ‬
‫يف َجبه ِة الل ِ‬ ‫املـــمـــدوح صــاح ـ ُبــهُ‬
‫ُ‬ ‫وإنّ ـــــا الــظّــفــ ُر‬
‫‪84‬‬
‫*‬
‫التوقيعات‬
‫مطالعة‬

‫الكلمات الموجز ُة‬


‫ُ‬ ‫االصطالحي‪ ،‬وهو تلك‬
‫ِّ‬ ‫ب إلى المعنى‬ ‫للتوقيع في اللغة معا ٍن كثيرةٌ كلُّها يمتُّ بسب ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ُكتب في أسف ِل الكت ِ‬
‫رئيس ديوا ٍن في غرض من األغراض‪( ،‬وكانت ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫وزير أو‬‫ٌ‬ ‫التي يكتبُها خليفة ٌ أو‬
‫ت التي يقدّمها أصحابُها‬ ‫حكمٍ‪ ،‬أو في تلك الظالما ِ‬ ‫الوارد ِة من الواليات بإبداء الرأي فيما يجري عليها من ُ‬
‫يطلبون فيها النَّ َص َفةَ من حيفٍ وق َع عليهم)‪.‬‬
‫ِ‬
‫للخلفاء الراشدين وبني مروانَ‪ ،‬وبل َغ هذا الف ُّن شأوا ً بعيدا ً على‬ ‫ت‬‫خ كثيرا ً من التوقيعا ِ‬ ‫روى التاري ُ‬ ‫لقد َ‬
‫جها‪ ،‬وبلوغ ِ‬
‫غاية اإليجا ِز فيها‪.‬‬ ‫وتعمدوا إدما َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫إجادتها‬ ‫تباروا في‬‫دولتهم‪ .‬وقد َ‬ ‫ِ‬
‫ووزراء ِ‬ ‫ِ‬
‫خلفاء بني العبّاس‬ ‫ي ِد‬
‫ممن عُ ِرفوا بإجادتها‪ ،‬ويبذلون فيها من الدراهم‬ ‫صدورها ّ‬‫َ‬ ‫عناية أه ِل العص ِر‪ ،‬فكانوا يترقّبون‬ ‫موض َع ِ‬ ‫وكانت ِ‬‫ْ‬
‫إلى عشرين درهماً للتوقيع الواحد‪.‬‬
‫الدرس السادس‬

‫ِ‬
‫استطاعة أه ِل العصور‬ ‫األولِ؛ لعدم‬‫اإليجاز المعبِّ ُر ق َّل شأنُها بعد العص ِر ّ‬
‫ُ‬ ‫التوقيع هو‬‫ِ‬ ‫ولما كان مال ُك‬ ‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّت مع توقيعات السابقين‪ ،‬كما هو الشأ ُن‬ ‫توقيعات عُد ْ‬


‫ٌ‬ ‫سل َم لبعضهم‬ ‫اإليجاز‪ ،‬وإن كان قد ِ‬ ‫َ‬ ‫المتأخّر ِة ذلك‬
‫وقليل من أمثاله‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫في الصاحب بن عبّاد‬

‫أمثلة التوقيعات‬
‫‪٦‬‬
‫احتباس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اشتكوا إليه‬ ‫ٍ‬
‫جماعة‬ ‫وي ألبي العب َّاس السفَّاح‪ ،‬أنّه وقّع في كتا ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫البليغة ما ُر َ‬ ‫ومن التوقيعا ِ‬
‫ت‬
‫ت متّخذ‬ ‫الناس‪( :‬وما كن ُ‬‫َ‬ ‫ظلم‬
‫عامل َ‬
‫ٍ‬ ‫النعمة)‪ ،‬ووقّع في ّ‬
‫قصة‬ ‫ِ‬ ‫صبر في الشدّة شو ِر َك في‬ ‫َ‬ ‫أرزاقهم‪( :‬مَ ْن‬ ‫ِ‬
‫المضلّين عضداً)‪.‬‬
‫في ِوفيكَ نصيباً من‬ ‫علي‪( :‬ال تجعل لأليّام َّ‬ ‫ِ‬
‫عمه عبد اهلل بن ّ‬ ‫توقيعات بليغة ٌ منها أنَّه وق ّ َع إلى ّ‬
‫ٌ‬ ‫وللمنصو ِر‬
‫كتب بنقصا ِن‬
‫َ‬ ‫بمصر وقد‬
‫َ‬ ‫الناس‪( :‬ال ينا ُل عهدي الظالمين)‪ ،‬ووقّع إلى عامله‬ ‫َ‬ ‫ظلم‬
‫لعامل َ‬
‫ٍ‬ ‫حوادثها)‪ ،‬ووقّع‬
‫من الفَساد‪ ،‬يعطكَ الني ُل القيادَ)‪.‬‬ ‫عسكر َك َ‬
‫َ‬ ‫الني ِل‪( :‬ط ّه ْر‬
‫عم ْر‬‫قصة متظلّم ٍ من عمرو بن مسعدة‪( :‬يا عمرو ّ‬ ‫هر بتوقيعاته‪ ،‬ومن ذلك أنّه وقّع في ّ‬ ‫أمَّا المأمو ُن فقد اشت ُ َ‬
‫أمر هذا الرجل‬ ‫ب مُتظلّم ٍ من أحم َد بن هشام‪( :‬اكفني َ‬ ‫نعمتَكَ بالعد ِل فإ ّن الجور يهدمُها)‪ ،‬ووق ّ َع في كتا ِ‬
‫يدي وكتب‪:‬‬ ‫عامل كتاباً أطلْتُه‪ ،‬فأخذه المأمون من بين ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ت إلى‬‫أمرك)‪ ،‬قال عمرو بن مسعدَة‪ :‬كتب ُ‬ ‫وإل كفيتُه َ‬ ‫ّ‬
‫ت‪ ،‬وإمّا اعت َ َزلْت)‪.‬‬ ‫(قد كثر شاكوك‪ ،‬وق ّل شاكروك‪ ،‬فإمّا اعت َدل ْ َ‬

‫* األدب العربي وتاريخه في العصر العباسي‪ :‬محمود مصطفى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪،1937،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ص‪.97-93‬‬
‫‪85‬‬
‫تاعيقوتلا‬

‫الخراساني إلى عامل بلخ‪( :‬ال تؤخّ ْر عم َل اليوم إلى غد)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكتب أبو مسلم‬
‫َ‬
‫قصة مُ ْست َ ْم ِن ٍ‬
‫ح‬ ‫ُطلقُه)‪ ،‬وفي ّ‬ ‫قصة محبوس‪( :‬العد ُل أوثَق َُه‪ ،‬والتَّوبَة ُ ت ِ‬ ‫البرمكي في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووقَّع يحيى بن خالد‬
‫(طب نفساً فكفى باهلل للمظلوم ِ‬ ‫ْ‬ ‫در لك)‪ ،‬ووقّع لمظلوم‪:‬‬ ‫ع ي ِد ُّر لغي ِر َك كما َّ‬ ‫(دع َّ‬
‫الضر َ‬ ‫كان قد وصله مراراً‪ِ :‬‬
‫ناصراً)‪.‬‬
‫سهل إلى صاحب الشرطة‪( :‬ت ََرف َّ ْق ت َُوف َّ ْق)‪.‬‬ ‫بن‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫ووقع الفض ُل ُ‬
‫كنت من الكاذبين)‪ ،‬ووقّع في بعض‬ ‫َ‬ ‫ت أم‬ ‫(سننظر أصدق ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫قصة مُست َ ْم ِن ٍ‬
‫ح‪:‬‬ ‫بن الحسي ِن في ّ‬ ‫طاهر ُ‬
‫ُ‬ ‫ووق َّ َع‬
‫ط)‪.‬‬‫السابق وذُمَّ الساق ُ‬ ‫ُ‬ ‫فح ِم َد‬
‫الغاية ما جرى الجيادُ ُ‬ ‫باستدامتها‪ ،‬وإلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪( :‬األعما ُل بخواتيمها‪ ،‬والصنيعة ُ‬ ‫الكت ِ‬
‫ت إلينا)‪،‬‬ ‫بعضهم رقعةً وض َع فيها كثيرا ً من تعابير الصاحب بن عب َّاد‪ ،‬فوقّع فيها‪( :‬هذه بضاعتُنا ُردَّ ْ‬ ‫وكتب ُ‬
‫َ‬
‫بعضهم أ ّن رجال ً من أعدائه يدخ ُل‬ ‫وكتب إليه ُ‬ ‫َ‬ ‫(أفسحر هذا أم أنتم ال ت ُِبصرون)‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫قصة استحسنَها‪:‬‬ ‫ووقّع في ّ‬
‫(دارنا هذه خان‪ ،‬يدخلُها مَ ْن وفى ومَ ْن خان)‪.‬‬ ‫س‪ ،‬فوقّع إليه‪ُ :‬‬ ‫دارهُ في جملة النا ِ‬ ‫َ‬

‫مفردات للشرح‬
‫العضد‪ :‬المعين والناصر‪.‬‬‫ُ‬ ‫الحق بقدر‬
‫ّ‬ ‫صفَة‪ :‬اإلنصاف‪ ،‬إعطاء‬ ‫الن ّ َ‬
‫الخان‪ :‬ن ُ ُزل المسافرين‪.‬‬ ‫االستحقاق‪.‬‬
‫الشأو‪ :‬ال ّشأن والغاية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫العربية وحتديات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغة‬
‫العصر‬

‫ال ّلغة العرب ّية وتحديات العص ر قراءة متهيديّة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫استامع‬ ‫مواقف لغو ّية‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫ال ّلغة األم‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫دفاع عن العرب ّية‬
‫ٌ‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫مطالعة‬ ‫األم ‬
‫ة‬ ‫ال ّلغة العرب ّية حصن ّ‬ ‫الدرس الخامس ‬
‫العربية وتحد ّيات العصر‬
‫ّ‬ ‫اللغة‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫الدكتور‬
‫الس ّيد‬
‫محمود أحمد ّ‬
‫…‪…١‬‬ ‫(‪ ١٩٣٩‬م)‬
‫اللّغة ُ العربيّة ُ األمُّ هي هُويّة ُ المرء وهُويّة ُ األمّ ِة التي ينتسب إليها‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫نفسه‪ ،‬إنَّها رم ٌز لكيانه وثقافته‪ ،‬ودالَّة ٌ على المستوى‬ ‫ت ِ‬ ‫في الوق ِ‬ ‫وز�ا‬ ‫ي‬ ‫ـل‬ ‫ـ�‪ ،‬معـ‬ ‫أســتاذ جامـ يٌّ‬
‫الحضاريِّ الذي بلغته أمّتُه‪ ،‬وإنَّها القلعة ُ الحصينة ُ للذّو ِد عن الهوي ّ ِة‬ ‫بيــة والثقافــة‪ ،‬وهــو‬ ‫تلل� ِ‬
‫محور عملي ّ ِة التّنمية في مجتمع‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ ّ‬
‫َ‬ ‫والوحدة القوميّة‪ ،‬ولمَّا كانت الثّقافة ُ‬ ‫العربية‬ ‫ـ� اللغــة‬ ‫عضــو مج مـ ي‬
‫محور منظومة الثّقافة المتجذّرة واألصيلة‬ ‫فإن اللّغةَ األم ّ هي‬‫المعرفة‪َّ ،‬‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ي� دمشــق والقاهــرة‪ ،‬وعضو‬
‫لغتها على‬ ‫تركيز القطبي َِّة الواحدة على فرض ِ‬ ‫ُ‬ ‫بال مُنازع‪ ،‬ومن هنا كان‬
‫غويــة‪ .‬هل‬ ‫تّا�ــاد املج امــع ّالل ّ‬
‫غوي؛ ألنّه إذا ما فَق َد ُّ‬
‫أي‬ ‫ع الل ّ َّ‬
‫والتنو َ‬ ‫قافي‬
‫ع الث ّ َّ‬ ‫التنو َ‬
‫العالم مُعا ِرضةً ّ‬ ‫مؤّلفـ ٌ‬

‫الدرس ّ‬
‫ّ‬
‫ـ�‬ ‫المسـ ي ن‬ ‫ـات ت ج�اوزت خ‬

‫ّ‬
‫لغته األم ّ فإ ّن ذلك سيؤدّي إلى طمس ذاتي ِّته الثّقافي ّ ِة‬ ‫شعب استخدامَ ِ‬
‫ّ ً‬
‫وال� بيــة‬ ‫فــا ف� ّاللغــة ت‬
‫وفقدانه هويّتَه المميَّزة‪.‬‬ ‫مؤل ي‬

‫األول‬
‫ث أم َِّتنا‪ ،‬وهي‬ ‫ع لترا ِ‬
‫ولغتُنا األمُّ – العربيّة الفصيحة – مستود ٌ‬ ‫والثقافــة‪ ،‬بو�ــوث متعـ ّـددة‬
‫جسرها للعبور من الماضي إلى الحاضر‪ ،‬ومن الحاضر إلى المستقبل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫املتخصصــة‪،‬‬ ‫ي� املج ــات‬
‫ط الذي ينق ُل تراث اآلباء واألجداد إلى األبناء واألحفاد‪.‬‬ ‫فهي الخي ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫وتلفزيــة‪.‬‬ ‫إذاعيــة‬ ‫بو� جام‬
‫ب بطريق القرآن‬ ‫َّدت بين العرب في مواضي الحق ِ‬ ‫وهي اللّغة ُ التي وح ْ‬
‫متفرقين‪ ،‬وما تزال هذه اللّغة ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العرب بددا ً ّ‬‫ُ‬ ‫الكريم‪ ،‬فلوال القرآ ُن لبقي‬ ‫مــد�ا هليئــة‬ ‫ي‬ ‫حاليــا‬ ‫يعمــل‬
‫أبناء األم َّ ِة فكرا ً ونزوعاً‪ ،‬آالماً وآماال ً‪،‬‬ ‫تجمع بين ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرابطةَ التي‬
‫هي ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫العربيــة‪ ،‬ورئيســا‬ ‫املوســوعة‬
‫تاريخاً وحاضرا ً ومستقبال ً‪.‬‬ ‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫…‪…2‬‬ ‫ـ� للغــة‬ ‫للجنــة العليــا للتمكـ ي‬
‫ت‬ ‫ال ّلغة العربية أ‬ ‫ّ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫ال� تواجهها‪:‬‬
‫التحديات ي‬
‫ّ‬ ‫ال ّم وبعض‬ ‫ّ‬
‫تواجه اللُّغة األمُّ جملةً من التحدّيات‪ ،‬وهذه التحدّيات يمكن تصنيفُها‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلى نو َعين‪ :‬تحدّيات داخليّة تتعلق بتعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬وتحدّيات‬
‫خارجيّة تتعلّق بالمخاطر التي تؤثّر سلباً في ح ّ‬
‫ب العربيَّة والميل إلى‬
‫ممارستها‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬ ‫رصعلا تاّيدحتو ةّيبرعلا ةغللا‬

‫ولع ّل من أخطر ما تواجهه اللّغة األم داخلياً‪:‬‬


‫‪1 .1‬ضبابيّة األهداف في أذهان القائمين على تعليم اللّغة وتعلّمها‪.‬‬
‫المناهج ال صلة بينها وبين الحياة النّابضة‬
‫ُ‬ ‫تتضمنُها‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬قصور محتوى المناهج فكثير من النّصوص التي‬
‫ال ّزاخرة من جهة‪ ،‬وال صلة بينها وبين عقل المتعلّم وشعوره وعاطفته من جهة أخرى‪.‬‬
‫ويمكن أن نضيف إلى ذلك جوانب تعود إلى طرائق تعليم اللّغة العربيّة‪ ،‬ويظهر ذلك في‪:‬‬
‫ويتم‬
‫التدرج في تقديم المهارات اللغويّة؛ إذ المحادثة ينبغي لها أن تسبق القراءة والكتابة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪1 .1‬االبتعاد عن‬
‫تم التدريب عليه في المحادثة‪.‬‬ ‫اللغوي الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫تعليم القراءة والكتابة من الرصيد‬
‫‪2 .2‬غياب التّركيز على األنماط اللّغوية والبنى اللّغوية في المراحل المبكرة‪.‬‬
‫الصعب‪.‬‬ ‫‪3 .3‬عدم االنطالق من لغة المتعلّمين‪ ،‬وهذا يتنافى مع المبدأ التربوي في االنتقال من ّ‬
‫السهل إلى ّ‬
‫‪4 .4‬اإلخفاق في غرس ال ّشغف بالقراءة ومحبّتها في نفوس المتعلّمين‪.‬‬
‫‪5 .5‬اإلخفاق في اكتساب المتعلّمين مهارات التعلّم الذّاتي‪ ،‬واالعتماد على أنفسهم في مواصلة التعلّم‪،‬‬
‫واإلحساس بالمتعة في الحصول على المعلومة‪.‬‬
‫‪6 .6‬قلَّة المناشط اللّغوية التي يمارسها المتعلّمون‪.‬‬
‫‪7 .7‬اإلخفاق في تكوين وحدة اللّغة في أثناء تعليم المهارات اللّغوية‪.‬‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫‪8 .8‬غلبة العاميّة على اللّغة المستخدمة في تعليم اللّغة وتعلّمها‪.‬‬


‫…‪…3‬‬
‫األول‬

‫من التح ّديات الخارجية‪:‬‬


‫السالمة والنّقاء‪ ،‬فها‬ ‫الملوثة لغوياً‪ :‬إ ّن لغة البيئة التي يتفاعل معها ناشئتنا حالياً أبعد ما تكون عن ّ‬ ‫‪1 .1‬البيئة ّ‬
‫‪١‬‬ ‫أن العامّيّةَ تنتشر في المسلسالت‬ ‫هي ذي العامّيّة ُ والكلمات األجنبيَّة ُ تسود في البيت والشارع‪ ،‬كما َّ‬
‫التلفازيّة‪ ،‬وفي العروض المسرحيّة‪ ،‬وفي الالفتات واإلعالنات‪ ،‬وفي الساحات العامّة وعلى المحال‬
‫التجاريّة‪ ،‬إضافة إلى الكلمات األجنبيّة‪ ،‬ونادرا ً ما يستمع الناشئ إلى اللّغة السليمة التي ت ُع ُّد تعزيزا ً للّغة‬
‫التي يكتسبها في أجواء المدرسة‪.‬‬
‫السلبية التي تفتّت بنية المجتمع‪ ،‬ووأد ك ّل‬ ‫‪2 .2‬الجانب المظلم للعولمة‪ :‬تحاول العولمة ابتعاث ك ّل القيم ّ‬
‫حد بين‬ ‫ولما كانت اللّغة العربيّة الفصيحة تو ّ‬ ‫القيم اإليجابيّة التي تعمل على تقدّم المجتمع وارتقائه‪ّ ،‬‬
‫الرابط‪ ،‬وذلك‬ ‫قوة لهم‪ ،‬كان ال ب ّد من أن تعمل على تفتيت هذا ّ‬ ‫أبناء األمّة الواحدة‪ ،‬وفي وحدة العرب ّ‬
‫باعتماد العامّيّة ألنّها عامل تمزيق من جهة‪ ،‬ووصم العربيّة بالتخلّف وعدم مواكبة روح العصر‪ ،‬عصر‬
‫العلم والتّقانة من جهة أخرى‪ ،‬واعتماد اللّغة اإلنكليزيّة لغة تعليم في المعاهد والجامعات وحتّى في‬
‫األساسي وفي مواد العلوم اإلنسانيّة في بعض الدّول من جهة ثالثة‪ ،‬وخلخلة االنتماء‬ ‫ّ‬ ‫مدارس التعليم‬
‫للّغة واالعتزاز بها في المنتديات والمحافل الدوليّة وحتّى على أرض األمّة العربيّة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫مخصصة لألطفال على أن تكون بديال ً للبرامج واألفالم األجنبيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القصور في إنتاج برامج بالعربيّة‬

‫‪89‬‬
‫رصعلا تاّيدحتو ةّيبرعلا ةغللا‬

‫والشابكة (اإلنترنت)‪ :‬من التحدّيات التي تواجهها اللّغة العربيّة في ميدان المعلوماتيّة‬ ‫‪3 .3‬المعلوماتيّة ّ‬
‫واستخدامها على ال ّشابكة تعدّد مواصفات محارفها‪ ،‬إذ إ ّن اللّغة العربيّة تأتي في المرتبة الخامسة في‬
‫َت مواصفات محارف‬ ‫العالم من حيث عدد المتكلّمين أو األصليّين والثّانويّين‪ ،‬ومع ذلك فقد اعت ُ ِمد ْ‬
‫ت رسميّاً‪ ،‬ولم يتح ّقق ذلك عربيّاً‪ ،‬وهذه الحا ُل هي ُ‬
‫نفسها في ك ّل المواصفات‬ ‫ض ْ‬‫هذه اللغات‪ ،‬وف ُ ِر َ‬
‫األخرى الستعمال اللّغة العربيّة في جميع التطبيقات المكتوبة والمحكيّة‪.‬‬

‫…‪…4‬‬
‫التحديات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫من سبل مواجهة‬
‫واجب مقدّس في عصر العولمة‪ ،‬ولغتُنا هي‬ ‫ٌ‬ ‫‪1 .1‬تعزيز االنتماء‪ :‬إ ّن الحفا َظ على الهويّة والذاتيّة الثقافيّة لألمّة‬
‫أهميّةَ االنفتاح على الثقافات‬ ‫رمز كياننا وعنوان شخصيّتنا العربيّة وهويّتنا الثقافيّة‪ّ ،‬إل أ ّن ذلك ال ينفي ّ‬
‫جو من العقلنة؛ أل ّن الحفاظ على الهويّة ال يعني الجمودَ‪ ،‬بل هو عمليّة ٌ تتيح للمجتمع أن‬ ‫األخرى في ّ‬
‫يتطور ويتغيّر دون أن يفقد هويّتَه األصليّةَ‪ ،‬وأن يقبل التّغيير دون أن يغترب فيه‪ ،‬إنّه التّفاع ُل بين األصالة‬ ‫ّ‬
‫خنا‬
‫اإليجابي من الثقافات األخرى بما يتّفق ومنا َ‬
‫ّ‬ ‫اإليجابي البنَّاء في تراثنا والبناء‬
‫ّ‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬وبين‬
‫جو من الن ّديّة وفي منأى عن الدّونيّة واالنبهار واالستالب‪ ،‬مقتدين بأجدادنا إبّان األلق‬ ‫وأرضنا في ّ‬
‫الحضاري ألمّتنا‪ .‬إ ّن غرس االعتزاز بلغتنا العربيّة في نفوس الجيل تخليصاً له من عقدة التصاغر تجاه‬
‫اللغات األجنبيّة وثقافتها وقيمها ال ب ّد من أخذه بالحسبان في نهضتنا‪ ،‬وهذا ال يعني أن نقتصر على‬
‫اكتساب مهارات لغتنا فقط‪ ،‬وإنّما ال ب ّد من اكتساب اللغات األجنبيّة وإتقانها إلى جانب اللّغة األم‪،‬‬
‫حض على تعلّم اللغات األجنبيّة‪:‬‬ ‫وهذا ما ورد في تراثنا من ّ‬
‫وتلك له عند الــشَّ ــدائـ ِد أعــوانُ‬ ‫ـات املَـــر ِء ُ ُ‬
‫يكث نف ُعهُ‬ ‫بقد ِر لُــغـ ِ‬
‫فــكـ ُّـل لــســانٍ بالحقيق ِة إنــســانُ‬ ‫حفظ الل ِ‬
‫ُّغات ُمسارِعاً‬ ‫ِ‬ ‫فباد ْر إىل‬
‫‪2 .2‬تنشيط اللغة العربية في المعلوماتية‪ :‬يتطلّب ذلك تطوير أدوات البحث عن المعلومات باللّغة العربيّة‬
‫العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومحركات البحث‪ ،‬ووضع ذخيرة المعرفة العربيّة إلكترونيّاً على ال ّشابكة‪ ،‬ودعم المصطلح‬ ‫ّ‬
‫ّاللي‪ ،‬وتعريب البرمجيات العالميّة‪ ،‬وتأكيد استخدام‬ ‫واإلعرابي والد ّ‬
‫ّ‬ ‫رفي‬
‫الص ّ‬ ‫ودعم مشروعات التّحليل ّ‬
‫اللّغة العربيّة في البرمجيّات الحكوميّة واإلداريّة‪ ،‬وإيجاد األدوات المناسبة لتطوير المحتوى وتشجيع‬
‫المتخصصة باللّغة العربيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البحوث‬
‫العربي‬ ‫علم دون ِ‬
‫لغة تعبي ٍر ذاتيّة له‪ ،‬ويبقى الفكر‬ ‫فكر من غير لغة ذاتيّة له‪ ،‬وال ٌ‬ ‫يتم ٌ‬‫‪3 .3‬دعم مسيرة التّعريب‪ :‬ال ّ‬
‫ّ‬
‫ناقصاً وغريباً إذا لم يقرأ ويف ّكر فيه بالعربيّة‪ ،‬ومن هنا كانت قضية التّعريب تنبع من مستويات متعدّدة‪،‬‬
‫فالتعريب‪:‬‬
‫مقومات الوحدة‪.‬‬ ‫أساسي من ّ‬
‫ّ‬ ‫القومي‪ :‬ضرورة قوميّة؛ أل ّن اللّغة ّ‬
‫مقوم‬ ‫ّ‬ ‫ ‪ .‬أمن الجانب‬
‫‪ .1‬ينظر في‪ :‬محمود السيّد‪ ،‬اللغة العربيّة وتحدّيات العصر‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫بأي لغة‬
‫مما يفهم ّ‬ ‫ربوي‪ :‬ضرورة حياتيّة وعلميّة؛ أل ّن المرء يفهم بلغته األم ّ أكثر ّ‬ ‫ ‪.‬بمن الجانب الت ّ ّ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ ‪.‬جمن زاوية األمن الثّقافي‪ :‬ضرورة إليقاظ الوعي بالغزو الفكري والتبعيّة األجنبيّة المتزايدة‪.‬‬
‫ثم منحها االسم‬ ‫ ‪.‬دمن ناحية اإلبداع واالبتكار‪ :‬ضرورة لالنتقال من استهالك األشياء إلى صنعها ومن ّ‬
‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪4 .4‬الحفاظ على صفاء اللّغة والعمل على سيرورتها وانتشارها‪ :‬إ ّن سيرورة اللغة العربيّة في جميع مناحي الحياة‬
‫وقومي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وطني‬
‫ّ‬ ‫وقومي‪ ،‬والحؤول دون استخدام العامّيّات في البرامج الثقافيّة كافّة مطلب‬ ‫ّ‬ ‫ديني‬
‫واجب ّ‬
‫اللغوي أمرا ً على درجة كبيرة من األهمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتيسير استخدام اللغة العربية في عمليّات التواصل‬
‫لما كان العصر الذي نحيا تحت ظالله هو عصر االجتياح‬ ‫‪5 .5‬نشر روائع الثّقافة العربيّة وقيمها اإلنسانيّة‪ّ :‬‬
‫الغني الذي يمثّل ماضياً‬‫ّ‬ ‫يعرفوا بتراثنا‬‫المادي وانحسار القيم المعنويّة‪ ،‬كان على المعنيّين في أمّتنا أن ِّ‬ ‫ّ‬
‫تعتيم على قيم‬
‫ٌ‬ ‫ثمة‬
‫ولما كان ّ‬‫جه إلى اإلنسانيّة جمعاء‪ّ .‬‬ ‫إنساني في أغلب مواقفه وقيمه وهو مو ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيّاً ألنّه‬
‫حضارتنا فإنّنا مطالبون في عصر التقانة والمعلوماتيّة بنشر ثقافتنا بمختلف الوسائل والسبل‪ ،‬وتعريف‬
‫اآلخرين بها‪ ،‬وإزالة الضباب والتعتيم عن قيمنا األصيلة‪.‬‬
‫العربي بناء‬
‫ّ‬ ‫مهمة في بناء الوطن‬ ‫العلمي عمليّة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪6 .6‬سيرورة التفكير العلمي والعناية بالبحث العلمي‪ :‬إ ّن التثقيف‬
‫الركيزة األساسيّة للتثقيف‬ ‫تنمية مجتمعه‪ ،‬وتقدّمه وارتقائه‪ .‬أمّا ّ‬ ‫ِ‬ ‫سليماً كي يكون إيجابيّاً وف ّعاال ً في‬
‫العلمي‪ ،‬وتزويده بمهارات التفكير النّاقد وبالمنهج‬ ‫َّ‬ ‫التفكير‬
‫َ‬ ‫الصاعد وتعويده‬ ‫العلمي فهي تربية الجيل ّ‬ ‫ّ‬
‫العقالني الذي يسمح له بمعالجة شؤون حياته معالجة سليمة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫‪1.1‬اشرح أهمية اللغة العربية ودورها في بناء شخصية الفرد‪.‬‬


‫‪2.2‬ما الذي يدعو إلى دعممسيرة التعريب من الناحية القومية والتربوية والثقافية‪.‬‬
‫‪3.3‬ما الطرائق التي تقترحها لمواجهة التلوث اللغوي‪:‬‬
‫‪4.4‬تعد العولمة من أبرز التحديات‪ .‬ما الذي يمكن القيام به لالستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها‪:‬‬
‫‪5.5‬اقترح الكاتب بعض السبل لمواجهة التحديات‪ .‬اقترح سبال ً أخرى تالئم التدفق المعرفي الذي يعيشه‬
‫العصر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مواقف لغوية‬
‫استماع‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬
‫ *استعن بمصادر التعلّم في إلقاء الضوء على مناظرات أدبية أخرى‪ ,‬تظهر من خاللها اهتمام األدباء في تقديم األدب في‬
‫أزهى صورة‪.‬‬

‫مهارات اللغة‬
‫ *استعن بالمعجم في تنفيذ ما يأتي‪:‬‬

‫الدرس الثاني‬
‫تعرف جذر ك ّل من الكلمات اآلتية‪( :‬حنوط _ أشجاه_ ساجمه)‬ ‫‪ّ 1.1‬‬

‫ّ‬
‫‪2.2‬تحديد الفرق في المعنى بين ما وضع تحته خ ّ‬
‫ط فيما يأتي‪:‬‬
‫كأنّه مستقيم في محال ‪ -‬كأنه مستقيم في اعوجاج‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬ ‫‪٢‬‬

‫‪ 1.1‬اذكر قضيّتين خالف فيهما ابن خالويه الشاعر المتنبّي‪.‬‬


‫‪ 2.2‬ما القضية النحويّة التي عارض فيها ابن خالويه المتنبّي في ّ‬
‫القصة الثانية؟‬
‫‪ 3.3‬كان أبو الطيّب المتنبي يستجيب العتراضات ابن خالويه‪ ,‬بم تعلل ذلك؟‬
‫‪ 4.4‬ما الهدف الذي نح ّققه من عرض هذه االختالفات األدبيّة؟‬
‫النص‪.‬‬
‫مما ورد في ّ‬ ‫أهمية الشعر عند العرب ّ‬‫‪ 5.5‬دلّل بمثالين يدالّن على ّ‬
‫أهميةَ المعنى والمبنى عند الشاعر‪ .‬تحدّث عن ذلك‪.‬‬‫ص ّ‬ ‫ح النَّ ُّ‬ ‫‪6.6‬و َّ‬
‫ض َ‬

‫مهارات التذكّر‬

‫‪ 1.1‬أين كان مسرح االعتراضات األدبية الواردة في ّ‬


‫النصين‪ ,‬وما تفسير ذلك؟‬

‫‪92‬‬
‫عامتسا‬ ‫ةيوغل فقاوم‬

‫‪ 2.2‬ما موقف ك ّل من الخليفة والحضور عندما هزم المتنبّي ابن خالويه في ّ‬


‫القصة األولى؟‬
‫‪ 3.3‬هات صفة من صفات ك ٍّل من المتنبّي وابن خالويه‪.‬‬
‫‪ 4.4‬إلى ّ‬
‫أي ح ّد وصل الخالف بين المتنبّي وابن خالويه‪ ,‬وإالم يُردُّ ذلك؟‬

‫التذوق والنقد‬
‫ّ‬ ‫مهارات‬

‫ِ‬
‫سماته‪.‬‬ ‫الكتابي الذي اعت ُ ِمد في عرض القضايا الخالفيَّة‪ ,‬واذكر سمتَين من‬
‫َّ‬ ‫سم النم َ‬
‫ط‬ ‫‪ّ 1.1‬‬
‫‪2.2‬علّق على تم ّكن ّ‬
‫النص من‪:‬‬
‫ –تقديم ِ صور ِة المناظرا ِ‬
‫ت السَّ ائدة في بالط الخلفاء واألمراء‪.‬‬
‫النصين‪.‬‬
‫ –أسباب المواقف العدائيّة التي ظهرت في ك ّل من ّ‬
‫النص (فإ ّن المسك بعض دم الغزال)‪ ,‬هات تعبيرا ً آخر يظهر قيمة الممدوح‪.‬‬ ‫‪ 3.3‬جاء في ّ‬
‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬

‫‪٢‬‬

‫‪93‬‬
‫*‬ ‫ال ُّل ُ‬
‫األم‬
‫ّ‬ ‫غة‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫مصطفى صادق‬
‫الرافعي‬
‫(‪1937 - 1881‬م)‬
‫ف‬ ‫إمام من ئ ّ‬
‫أ�ة اللغة والبيان ي�‬
‫عرصه‪ ،‬وأديب وشاعر‪ ،‬وأحد‬
‫أ‬
‫ال ّ‬
‫دبيةاحلديثة‬ ‫أحصاباملدارس‬
‫مرصي املولد‬ ‫ّ‬ ‫ف ي� الوطن ب يّ‬
‫العر�‪،‬‬
‫والوفاة‪ ،‬وأصهل من طرابلس‬
‫ّ‬
‫الشام‪ ،‬واكن والده ّأول أساتذته‪،‬‬
‫فأخذعنهمبادئالعلوم ّ‬

‫الدرس الثالث‬
‫الدينية‪،‬‬

‫ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫وشغف ب�لتحصيل والبحث‪،‬‬
‫ال�‬ ‫ت‬
‫وبحر مملوء ٌ بالآللئ‬
‫ٌ‬ ‫عريق عبر العصور‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫خ‬
‫لغة ٌ أصيلة ٌ لها تاري ٌ‬ ‫واكنت مكتبته يه دنياه ي‬
‫غواصٍ حاذق ورجا ٍل يذودون عن حماها بعد ما‬ ‫ٍ‬ ‫يعيش يف�ا‪ ،‬واكن هل أسلوبه‬
‫بحاجة إلى ّ‬ ‫ولكنّه‬ ‫اص ف� النقد ت� ّ ز� � ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫خ‬
‫لشدة‬ ‫ي ب‬ ‫ي‬
‫تذوقاً وبياناً يقدّم لنا ما‬
‫افعي من أبرز أعالمها ّ‬ ‫تل ّقته من خطوب‪ّ .‬‬
‫والر ّ‬ ‫ثّ ف‬ ‫‪٣‬‬
‫يتأ� ي� أسلوبه‬ ‫والعنفوان‪ ،‬ومل‬
‫تلقاهُ من عقوق وإهمال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ّ أ‬
‫د� ب�حد من شيوخ الدب‬ ‫ال ب ي‬
‫الذ� عارصمه‪ ،‬بل اكن‬ ‫والشعر ي ن‬
‫يد�‪.‬‬ ‫أحد شعراء عرصه املج ي ن‬
‫كث�ة‪ ،‬نم�ا‪ :‬ت(� ي خ‬
‫ر�‬ ‫هل كتب ي‬
‫و(إعاز القرآن‬ ‫آداب العرب) ج‬
‫بوية) و(رسائل‬ ‫والبالغة ّالن ّ‬
‫الحزان) و(عىل ّ‬ ‫أ‬
‫السفود)‬
‫و(السحاب‬ ‫ّ‬ ‫و(وح القمل)‬ ‫أ ي‬
‫المحر)‪ ،‬وهل ديوان مطبوع أخذ‬
‫النص‪.‬‬ ‫منههذا ّ‬
‫* ديوان الرافعي‪ ،‬نظم مصطفى صادق الرافعي‪ ،‬شرحه محمد كامل الرافعي‪ ،‬مطبعة الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪1322،‬هـ‪ ،‬ج‪ /2‬ص ‪.14‬‬

‫‪94‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ألاُةغُّللا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫وال نــقــيــصـ َة إال مــا جــنــى الـ َّنــســــ ُ‬


‫ـب‬ ‫ـب‬ ‫أ ٌّم يــكــيــدُ لــهــا مـــ ْن نس ِلها ال ـ َع ـ ِقـ ُ‬ ‫‪1‬‬
‫سبـب‬
‫ُ‬ ‫ــــم لِنكب ِتها مــن دهــرِهــا‬‫و ُه ْ‬ ‫كـــل مــك ـ ُرم ـ ٍة‬
‫َـــت لــ ُهــم ســبــب ـاً يف ِّ‬
‫كـــان ْ‬ ‫‪2‬‬
‫ـب‬ ‫تعلق بها الـ ِّريـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫مس مل‬ ‫كطلع ِة الشَ ِ‬ ‫طــــوال الـــدّ هـــ ِر نــاصــعـ ًة‬
‫َ‬ ‫أىت عليها‬ ‫‪3‬‬
‫حب‬‫الس ُ‬ ‫ست من نــور ِه ُّ‬ ‫كالبد ِر قد ط َم ْ‬ ‫ــت ديــــا ٍج يف جوانبها‬ ‫ثـــم اســتــفــاضَ ْ‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬
‫ــح فــكــانَ ولــك ـ ْن فــجـ ُرهــا ك ـ َـ ـ ِذ ُب‬
‫ُصــ ْب ٌ‬ ‫ـم اســتــضــا َء ْت فــقــالُــوا الفج ُر يعق ُبهُ‬ ‫ثـ َّ‬ ‫‪٥‬‬

‫ات هــــذ ِه الــشُّ ــــــــهـ ُ‬


‫ـب‬ ‫نـــــر ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫تــــزل‬ ‫ومل‬ ‫الــكــواكــب كــم جــيــلٍ تــداولَــهــا‬
‫َ‬ ‫ســلُــوا‬ ‫‪6‬‬
‫الحقــب‬
‫ُ‬ ‫دت مــن َز ْهــوِهــا‬ ‫قــدميـ ٍة َجـــدَّ ْ‬ ‫األرض من لغ ٍة‬
‫ِ‬ ‫وسائِلُوا النـَّ َ‬
‫ـاس كم يف‬ ‫‪7‬‬
‫الدرس الثالث‬

‫فــقــد غ ــد ْون ــا َلـــهُ واألمـــــ ُر ينقلِ ُ‬


‫ــب‬ ‫كــان الــــ ّزمانُ لها والـلُّــسـ ُن جامع ٌة‬ ‫‪8‬‬
‫ّ‬

‫ـس َيبكينا وينت ِح ُب‬ ‫ُ‬


‫ــــرق الــشّ ــمـ ِ‬ ‫و َم‬ ‫الـــغـــرب يُــلــهــيــنــا بـــ ُزخـــ ُر ِفــ ِه‬
‫َ‬ ‫أنـــــرك‬
‫ُ‬ ‫‪9‬‬
‫ـب‬‫فــإنّــهــا لــعــنــ ٌة ِمــــ ْن فــيــه تــنــسـ ِكـ ُ‬ ‫ُـــنـــس امــــــرأً لــغ ـ ًة‬
‫ِ‬ ‫وأيــــــا لـــغـــ ٍة ت‬
‫ُّ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ــب‬
‫ـف ال مجدٌ وال َح َس ُ‬
‫ـض الــكـ َّ‬
‫ونَــنــفـ ُ‬ ‫فــهــل نــض ـ ِّيـ ُـع مــا أبــقــى الـــزمـــانُ لنا‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٣‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫داج‪ ،‬الظلمة‪.‬‬
‫ج‪ :‬مفردها ٍ‬
‫ديا ٍ‬ ‫خلَف‪.‬‬
‫العقب‪ :‬ال َ‬

‫‪95‬‬
‫ألاُةغُّللا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ص السابق‪.‬‬‫ت أخر للن ّ ّ‬ ‫اقترح عنوانا ٍ‬
‫ْ‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪2.2‬اخت ِر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫الشاعر موضو َعه معالجةً (موضوعيّة – مثاليّة – حياديّة)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عال َج‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص السابق قراءة جهرية سليمة‪ ،‬مراعياً إظهار مشاعر اللوم على تقصير األبناء في خدمة لغتهم‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص السابق قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫األول والثاني‪.‬‬
‫ضح ذلك من المقطعين ّ‬ ‫الشاعر حيويّة اللغة وتجدّدها‪ .‬و ّ‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬أ ّكد‬
‫اعر في المقطع الثالث؟‬
‫الخطر الذي نبّه ُله ال ّش ُ‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬ما‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ح ْقب – َ‬
‫حقَب)‪.‬‬ ‫(حقَب – ُ‬ ‫تعرف معنى ك ّل من‪ِ :‬‬ ‫‪1.1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫‪2.2‬ما الموضوع الذي يتناوله ّ‬
‫النص؟‬
‫ِ‬
‫الرئيسة اآلتية‪:‬‬ ‫‪3.3‬استبع ِد الفكرة التي ال تنتمي إلى الفك ِر‬
‫ –التحذير من تسلّط العامّية على اللغة الفصيحة‪.‬‬
‫ –جمال اللغة العربيّة عبر العصور‪.‬‬
‫ –التحذير من ضياع اللغة العربيّة‪.‬‬
‫ –تجدّد اللغة العربيّة‪.‬‬
‫مرت بها اللغة العربيّة ارتبطت بمراح َل تاريخي ّ ٍة معي ّ ٍنة‪.‬‬ ‫‪4.4‬تحدّث الشاعر عن ثالث حاالت ّ‬
‫ضح هذه الحاالت مستحضرا ً المراحل التاريخيّة التي ارتبطت بها‪ ،‬مستعيناً بالجدول‪:‬‬ ‫و ّ‬

‫‪96‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫املرحلة التاريخ ّية‬ ‫الحالة‬


‫نصاعة اللغة العرب ّية‬
‫من بداية العرص العبّايس الثاين حتّى بداية العرص الحديث‬

‫النص‪.‬‬
‫مما ورد في ّ‬ ‫أثبت ذلك ّ‬
‫ْ‬ ‫‪5.5‬اللغة تقوى بأبنائها وتضعف بضعفهم‪.‬‬
‫ضح الدور الذي تؤدّيه اللغة العربيّة في وحدة األمّة من جهة ومواجهة‬
‫الثالث و ّ‬
‫َ‬ ‫‪6.6‬من فهمك المقط َع‬
‫الغزو الثقافي من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪7.7‬لم يرفض الشاعر تعلّم اللّغات األخرى‪ ،‬ولكنّه وضع شرطاً يرتبط بهذا الجانب‪ .‬اكتشف ذلك ّ‬
‫مما‬
‫يوحي به البيت العاشر‪.‬‬
‫‪8.8‬قال حافظ إبراهيم‪:‬‬
‫ِ‬
‫ُــغــات‬ ‫َوكَـــــم َعــــ َّز أَقــــــوا ٌم بِـــ ِعـــ ِّز ل‬ ‫َــرب ِعــــ ّزاً َو َمــن ـ َع ـ ًة‬ ‫أَرى لِــر ِ‬
‫ِجــال الــغ ِ‬
‫النص من حيث المعنى‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت الثاني من ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫‪1.1‬ينتمي ّ‬
‫النص إلى المذهب االت ّباعي‪ ،‬اذكر سمتين من سماته‪ ،‬مع مثال لك ّل منهما‪.‬‬
‫األول‪.‬‬
‫السردي‪ .‬مثّل لمؤ ّشرين له من المقطع ّ‬
‫ّ‬ ‫الشاعر النم َ‬
‫ط‬ ‫ُ‬ ‫‪2.2‬استعم َل‬

‫تذكر‬
‫ردي‪:‬‬
‫الس ّ‬‫من مؤ ّشرات النّمط ّ‬
‫الربط الدّالّة على ال ّزمان‬
‫استعما ُل األفعال الماضية‪ ،‬والجمل الخبريّة المثبتة والمنفيّة‪ ،‬واإلكثار من أدوات ّ‬
‫الربط الّتي تساعد على تسلسل األحداث (العطف‪ ،‬واالستدراك‪ ،‬واالستفهام‪.)...‬‬ ‫والمكان‪ ،‬وأدوات ّ‬

‫مرة أُخرى‪.‬‬
‫وإنكاري ّ‬
‫ّ‬ ‫مرة‪،‬‬
‫طلبي ّ‬
‫ّ‬ ‫وحوله إلى خبر‬
‫ّ‬ ‫‪3.3‬استخرج من ّ‬
‫النص خبرا ً ابتدائيّاً‪،‬‬
‫ثم اشرح اثنتين من وظائفها‪.‬‬ ‫‪4.4‬في البيت السادس صورة بيانيّة‪ ،‬استخرجها‪ ،‬وحلّلها‪ّ ،‬‬
‫محسناً معنويّاً‪ ،‬وبيّن قيمته الفنيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪5.5‬هات من البيت الرابع‬
‫‪6.6‬أدّى ك ّل من تكرار الكلمات والتقفية الداخليّة دورا ً في الموسيقا الداخليّة ّ‬
‫للنص‪ .‬مثّل لك ّل منهما‪.‬‬
‫‪7.7‬القصيدة من البحر البسيط‪ ،‬اختر أحد أبياتها وقطّعه عروضيّاً‪ ،‬واذكر قافيته ورويّه‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ألاُةغُّللا‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ *جعل الشاعر النهوض باللغة العربية أساساً لنهضة األمم ورقيها وتق ّدمها‪ِ ،‬‬
‫هات وظائف أخر تؤدّيها اللغة في خدمة‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫نص (اللغة األمّ) مستفيداً ممّا ورد في قصيدة (رثاء ج ّدة) للمتنبّي‪.‬‬
‫حرر ّ‬
‫ * ِّ‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬أسلوب اإلغراء والتحذير‬


‫…‪…١‬‬
‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫وحدتكم‪.‬‬ ‫ –العربيّةَ؛ فإنّها عنوا ُن‬
‫حن في الل ّ ِغة؛ فإنّه مقت ُل الفر ِد واألمّة‪.‬‬
‫ –الل ّ َ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫نفعله؟‬
‫ُ‬ ‫أمر محمودٌ يغرينا المتكل ّ ُم بأن‬
‫‪1.1‬عالمَ ينبّهنا المتكل ّ ُم في المثال األول؟ أهو ٌ‬
‫بفعل محذوف‪ .‬ما تقدير الفعل الّذي يناسب معنى اإلغراء؟ وما إعراب‬ ‫ٍ‬ ‫ت كلمة ُ (العربيّةَ) منصوبةً‬‫‪2.2‬جاء َ ْ‬
‫كلمة (العربيّةَ) في هذه الحال؟‬
‫األمر المذموم ُ الّذي ينبّهنا عليه المتكل ّ ُم في المثال الثّاني لتجنّبه؟ ما تقدير الفعل الّذي يناسب معنى‬
‫ُ‬ ‫‪3.3‬ما‬
‫التّحذير؟‬

‫اإلغراء‪ :‬تنبيه المخاطب على أَمْ ٍر محمود ليفعله‪ ،‬وهو اصطالحاً‪ :‬نصب االسم بفعل محذوف‬
‫يفيد التّرغيب والتّشـويق واإلغراء‪ ،‬و يقدّر بما يناسب المقام كـ (الزم‪ ،‬اطلب‪ ،‬افعل)‪.‬‬

‫التحذير‪ :‬تنبيه المخاطب على أَمْ ٍر مذموم ليتجنبه‪ ،‬وهو اصطالحاً‪ :‬نصب االسـم بفعل محـذوف‬
‫يفيد التنبيه و التحذيـر و يقدر بما يناسب المقام كـ (احذر‪ ،‬باعد‪ ،‬تجنّب)‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ِ‬
‫باألمانة وحذّر من الخيانة في جملتين مفيدتين‪.‬‬ ‫ *أغ ِر‬
‫‪98‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫…‪…٢‬‬
‫ثم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫‪ .‬الكذب فإنّه يذهب باملروءة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ أَ‬ ‫ أ‪ .‬الصدق إذا ح ّدثت؛ فإنّه من متام ال ّرجول ِة‪.‬‬
‫َ‬

‫َب‪ .‬الغد َر الغد َر؛ فإنّه ليس من شيم ال ّنبال ِء‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الوفا َء الوفا َء إذا وعدت؛ فللوعد حرمتُه‪.‬‬

‫قاعس؛ فهام يجلبانِ ال ّندام َة‪.‬‬


‫‪ ..‬الكسل والتّ َ‬
‫َ‬ ‫جـَ‬ ‫سبيل ال ّنجا ِح‪.‬‬
‫واإلخالص؛ فهام ُ‬
‫َ‬ ‫جـ‪ ..‬العمل‬
‫َ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫الصورة‬ ‫المغرى به والمحذّر منه في المثالين الواردين في السطر ّ‬
‫األول من الجدول السابق‪ .‬ما ّ‬ ‫‪1.1‬حدّد ُ‬
‫الّتي جاءا عليها؟ (اإلفراد أم الت ّ ُ‬
‫كرار)‬
‫المغرى به والمحذّر منه في المثالين الواردين في السطر الثاني من الجدول‬
‫الصورةُ الّتي جاء عليها ُ‬
‫‪2.2‬ما ّ‬
‫المكرر في ك ّل منهما؟‬
‫ّ‬ ‫السابق؟ ما إعراب االسم‬
‫المغرى به والمحذّر منه في المثالين الواردين في السطر الثالث من الجدول‬‫الصورة الّتي جاء عليها ُ‬‫‪3.3‬ما ّ‬
‫السابق؟‬
‫‪4.4‬هل يجوز إظهار الفعل المحذوف في حالتي التّكرار والعطف؟‬

‫صور اإلغراء و التحذير‪ :‬هناك ثالث صور(‪:)١‬‬


‫‪1.1‬أن يذكر المغرى به أو المحذر منه مفرداً‪.‬‬
‫‪2.2‬أن ّ‬
‫يكرر‪.‬‬
‫‪3.3‬أن يعطف عليه‪.‬‬
‫ويحذف الفعل في حالتي التّكرار والعطف‪ ،‬ويجوز إظهاره في حالة اإلفراد‪.‬‬

‫‪ .١‬يأتي أسلوب التحذير بالضمير (إي َّا) مقترناً بكاف الخطاب كما في‪( :‬إياك والكس َل)‪ :‬إياك‪ :‬إيا ضمير منفصل مبني على السكون في‬
‫مقدم لفعل محذوف وجوباً تقديره (أحذّ ُر) والكاف للخطاب‪ .‬والكس َل‪ :‬الواو‪ :‬حرف عطف ‪ -‬الكس َل مفعول‬ ‫محل نصب مفعول به َّ‬
‫(احذر)‪...‬‬
‫ْ‬ ‫به لفعل محذوف وجوباً تقديره‪:‬‬
‫‪99‬‬
‫ألاُةغُّللا‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫التقرب من أهل العلم‪.‬‬
‫أسلوب اإلغراء بصورتين مختلفتين في ّ‬ ‫َ‬ ‫‪1.1‬استعم ْل‬
‫ط من المفردات‪:‬‬ ‫أعرب ما تحته خ ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪2.2‬‬
‫الصديق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نعم‬
‫الكتاب؛ فإنّه َ‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬أ‬
‫الكذب؛ فإنه من فسا ِد األخالق‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكذب‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬ب‬
‫ ‪.‬جالتع ّق َل والتدب ّ َر؛ فإنهما من موازين الحكماء‪.‬‬

‫التقويم النهائي‬

‫صور اإلغراء والتّحذير‪.‬‬ ‫وحذ ْر من الجهل؛ مستوفياً في أمثلتك‬ ‫ِّ‬ ‫‪1.1‬أغ ِر بالعلم‪،‬‬
‫َ‬
‫ط من المفردات‪:‬‬ ‫أعرب ما تحته خ ّ‬‫ْ‬ ‫‪2.2‬‬
‫الثبات في المعركة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ –‬
‫الكفاح‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكفاح‬
‫َ‬ ‫ –‬
‫الكذب وقو َل ال ّزور؛ فإنّهما من عالمات المنافق‪.‬‬
‫َ‬ ‫ –‬
‫ –إيا َك من الكس ِل‪.‬‬

‫ *اكتب ِفق َْر ًة تحذ ُّر فيها من إهما ِل الجيلِ لغتَه‪ ،‬وتغريه باالستزادة من علومها مستعمال ً أسلوبي اإلغراء والتحذير‬
‫المتنوعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بصورهما‬

‫‪100‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫البالغية لإلنشاء‬
‫ّ‬ ‫بعض األغراض‬
‫(األمر‪ ،‬االستفهام‪ ،‬النداء)‬

‫…‪…١‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ثم ْ‬‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫بدوي الجبل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال‬
‫السلم رشقــاً و َم ـ ْغ ـ ِربَــا‬
‫ِ‬ ‫ـات‬ ‫أ ِف ْ‬
‫ـــض بــركـ ِ‬ ‫رب مــن أجــلِ الطفول ِة وحدَ ها‬
‫ويــا ِّ‬
‫ –قال عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬
‫واســـــرا ذاكُـــــا غـــــداً عـــن صــحــايب‬ ‫ي قـــــ ِّربـــــا يل ركـــــايب‬
‫يـــــا خـــلـــيـــ َّ‬
‫نى ب َج ْن ِب ال ِح َص ِ‬
‫اب‬ ‫ـــم الــذي من ِم ً‬
‫ِ‬ ‫ــي الــســام عــى الرســـ‬
‫واقــــرأا مــ ِّن َ‬
‫ –قال عنترة‪:‬‬
‫و ِعــمــي صــبــاحـاً دا َر عبل َة واسلَمي‬ ‫يـــا دا َر عــبــل ـ َة بـــالـــ َجـــوا ِء تكلَّمي‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫ينطبق ذلك على أفعا ِل األم ِر الواردة في المثالين‬
‫ُ‬ ‫طلب الفعل على وجه االستعالء واإللزام فهل‬ ‫ُ‬ ‫‪ُ 1.1‬‬
‫األمر هو‬
‫األول والثاني؟‬
‫‪2.2‬ما رتبة ُ ك ٍّل من اآلمر والمأمور في المثالين األول والثاني؟‬
‫واألمر من المتساويين في الرتبة؟‬
‫َ‬ ‫األمر من األدنى إلى األعلى‪،‬‬‫َ‬ ‫‪3.3‬ماذا نسمِّي‬
‫جى حصوله‪ ،‬الستحالته أو لبعد تحقُّقه‪ ،‬دُ َّل على فعل األمر الذي‬ ‫ب ال يُر َ‬ ‫طلب أم ٍر محبو ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪4.4‬التمنّي هو‬
‫دل على التمنِّي في بيت عنتر َة‪.‬‬ ‫َّ‬

‫طلب الفع ِل على وجه االستعالء واإللزام ويخرج إلى أغراض أخر أشهرها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األمر‪ :١‬هو‬
‫طلب األدنى من األعلى رتبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪1.1‬الدّعاء‪ :‬وهو‬
‫الصديق‪.‬‬
‫والصديق من ّ‬
‫ّ‬ ‫طلب الن ّد من الن ّد‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬االلتماس‪ :‬وهو‬
‫ب ال يُرجى حصوله الستحالته أو لبعد تح ّققه‪.‬‬ ‫طلب أم ٍر محبو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪3.3‬التمنّي‪ :‬وهو‬

‫‪ .١‬يأتي األمر في أربع صيغ هي‪ :‬فعل األمر‪ ،‬والمضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬واسم فعل األمر‪ ،‬والمصدر النائب عن فعل األمر‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫ألاُةغُّللا‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫األغراض البالغيّة التي خرج إليها األمر في األمثلة اآلتية‪:‬‬
‫َ‬ ‫ *بيّن‬
‫سيف الدولة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ –قال المتنبّي مخاطباً‬
‫الـــنـــاس مـــا أنـــا قــائـ ُـل‬
‫َ‬ ‫تــعــطــن‬
‫َ َّ‬ ‫وال‬ ‫مالك‬
‫ـت ٌ‬ ‫ـاس ما أنـ َ‬ ‫أخــا الجو ِد أعـ ِ‬
‫ـط الـ ّنـ َ‬
‫ –قال محمود سامي البارودي‪:‬‬
‫عــــن مــــامــــي وخــــلِّــــيــــاين ملــــا يب‬ ‫رسنــــديــــب كُــفَّــا‬
‫َ‬ ‫نـــدميـــي مـــن‬
‫َّ‬ ‫يـــا‬
‫الــشــبــاب‬
‫ِ‬ ‫أو أعـــيـــدا إ َّيل عـــهـــدَ‬ ‫ي خــــلِّــــيــــاين ومــــــا يب‬
‫يــــا خـــلـــيـــ َّ‬

‫…‪…2‬‬

‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫متمم بن نويرة‪:‬‬
‫ –قال ّ‬
‫واقــــع؟‬
‫ُ‬ ‫أمـــــو َيت نــــا ٍء أم هـــو اآلن‬ ‫فــقــدي مــالــكـاً‬
‫َ‬ ‫ولــســت أُبــــايل بــعــدَ‬
‫ُ‬
‫ –قال الجواهري‪:‬‬
‫رأى كــتــمــهــا حــيــف ـاً بــهــا فـــأذاعـــا؟‬ ‫وهــــل أنــــا إال كــــاملــــؤ ّدي رســـالـــ ًة‬
‫ –قال أبو بكر التونسي‪:‬‬
‫ذاك الــدمـ َـع َهــذا املــؤ َّمـ ُـل؟!‬
‫تسكب َ‬
‫ُ‬ ‫َو‬ ‫كنت ضا ِحكاً‬
‫َ‬ ‫َعجيبا أَتَــبــي بعد أن‬
‫السئلة‪:‬‬‫ • أ‬
‫يكن معلوماً من قب ُل‪ ،‬فهل َّ‬
‫دل االستفهام ُ الوارد في األمثلة السابقة‬ ‫طلب العلم بشيء لم ْ‬‫ُ‬ ‫‪1.1‬االستفهام هو‬
‫على ذلك؟‬
‫بين بُع ِد موت الشاعر واقترابه في المثال ّ‬
‫األول؟‬ ‫ق َ‬ ‫‪2.2‬أهناك فر ٌ‬
‫حرف نف ٍي بد َل حرف االستفهام في المثال الثاني؟‬
‫َ‬ ‫يمكن أن نض َع‬
‫ُ‬ ‫‪3.3‬هل‬
‫الشاعر في المثال الثالث؟‬
‫ُ‬ ‫‪4.4‬ما الذي ينكره‬

‫‪102‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫يكن معلوماً من قبل وقد يخرج إلى أغراض أخر أشهرها‪:‬‬


‫طلب العلم بشيء لم ْ‬
‫ُ‬ ‫االستفهام‪ :‬هو‬
‫التسوية‪ ،‬واإلنكار‪ ،‬والنفي‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫األغراض البالغية التي خرج إليها االستفهامُ في ٍّ‬
‫كل من البيتين اآلتيين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ *بيِّ ِن‬
‫ –قال الرافعي‪:‬‬
‫وينتحب‬
‫ُ‬ ‫ـس يَبكينا‬ ‫ُ‬
‫ــــرق الــشّ ــمـ ِ‬‫و َم‬ ‫الـــغـــرب يُــلــهــيــنــا بــ ُزخــ ُرفــ ِه‬
‫َ‬ ‫أنــــرك‬
‫ُ‬
‫ –قال البحتري‪:‬‬
‫وإل ِضــيــق ـ ٌة وانــفــرا ُجــهــا؟‬
‫وشــيــك ـاً َّ‬ ‫هــل الــدهــ ُر َّإل غــمــر ٌة وانــجــاؤهــا‬

‫…‪…3‬‬

‫ثم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫ –قال طرفة بن العبد‪:‬‬
‫خـــا ِ‬
‫لــــك الـــجـــ ُّو فــبــيــي واصــفــري‬ ‫ـــــــــر ٍة مبــ ْع ــمــ ِر‬
‫َّ‬ ‫لـــــك ِمـــــن ُق‬
‫ِ‬ ‫يــــا‬
‫ –قال قيس بن ذريح‪:‬‬
‫ُ‬
‫بــــارق‬ ‫َّـــق‬
‫إلــــف أو تـــأل َ‬
‫ٌ‬ ‫إذا حــــ َّن‬ ‫مـــا أُالقــــي ِمـــن الــهــوى‬
‫فـــوا كــبــدي َّ‬
‫ –قالت الشاعرة‪:‬‬
‫فـــــــــ ُر َّد ْت دعــــــويت يــــأســــاً عــل ـ َّيــا‬ ‫ـــنـــي فــلــم تُــج ـ ْبــنــي‬
‫َّ‬ ‫ُــــك يـــا بُ‬
‫دعــــوت َ‬

‫‪103‬‬
‫ألاُةغُّللا‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫طلب المتكلِّم إقبا َل المخاطَب عليه بحرف من حروف النداء‪ ،‬فهل كان الشاعر ينادي في‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬النداء ُ هو‬
‫يتعجب؟‬ ‫البيت األول أم َّ‬
‫الشاعر كبدَه في المثال الثاني أم يندبه؟‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬أينادي‬
‫الشعور الذي حملَه النداء ُ في المثال الثالث؟‬
‫ُ‬ ‫‪3.3‬ما‬

‫النداء‪ :‬هو طلب المتكلِّم إقبال المخاطَب عليه بحرف من حروف النداء‪ ،‬وقد يخرج النداء إلى‬
‫التحسر‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫جب‪ ،‬الندبة‪،‬‬
‫أغراض أخر‪ ،‬من أشهرها‪ :‬التع ُّ‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *بيِّن األغراض البالغيّة التي خرج إليها النّداء فيما يأتي‪:‬‬
‫المعري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال‬
‫فاضل‬
‫ُ‬ ‫ووا أســف ـاً كــم يظه ُر الــنــقـ َ‬
‫ـص‬ ‫فــواعــجــبـاً كــم يــدَّ عــي الــفــضـ َـل ٌ‬
‫ناقص‬

‫‪104‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫التقويم النهائي‬
‫ *اقرأ ما يأتي وامأل حقول الجدول اآلتي بالمطلوب‪:‬‬
‫ –قال المهلهل‪:‬‬
‫وكــيــف ُيــجــيــبـ ُنــي الــبــلــدُ الــقــفــا ُر؟!‬ ‫َــيــب فــلــم تُــجِ ـ ْبــنــي‬
‫دعـــوتُـــك يــا كُــل ُ‬
‫ –وقال امرؤ القيس‪:‬‬
‫ـك بأمثلِ‬
‫اإلصـــبـــاح مــنـ َ‬
‫ُ‬ ‫بــصــبـحٍ ومـــا‬ ‫أال أيُّــهــا الــلــيـ ُـل الــطــويـ ُـل أال انجيل‬
‫ –وقال المتنبّي‪:‬‬
‫ُ‬
‫أيــحــيــط مـــا ي ـ ْفــنــى مبـــا ال يَــنــ َفــدُ ؟‬ ‫يحيط ِبفَضلِكُم‬
‫ُ‬ ‫يفنى الــكــا ُم وال‬
‫تــنــاولــت أم كسبا‬
‫ُ‬ ‫أكـــان تـــراثـــاً مــا‬ ‫يك العال‬
‫ولــســت أبــــايل بــ ْعــدَ إدرا َ‬
‫ُ‬
‫ –وقال ابن الرومي‪:‬‬
‫آ َذنَــــ ْتــــ ِنــــي حـــبـــالُـــهُ بــانــقــضــاب‬ ‫يــــا شـــبـــايب وأيـــــــ َن مـــ ِّنـــي شــبــايب‬
‫ضـــاب‬
‫ِ‬ ‫تــحــت أفــنــانِــ ِه الـــلِـــدانِ الـــ ِّر‬
‫َ‬ ‫لــهــف نــفــي عــى نعيمي ولَــ ْهــوي‬
‫َ‬

‫غرضه‬ ‫النداء‬ ‫غرضه‬ ‫االستفهام‬ ‫غرضه‬ ‫األمر‬

‫‪105‬‬
‫*‬ ‫ٌ‬
‫العربية‬
‫ّ‬ ‫دفاع عن‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫ُقسطاكي الحمصي‬
‫(‪1941 - 1858‬م)‬

‫ـاعر نو�قـ ٌـد‪ ،‬وِلــد‬ ‫ـب وشـ ٌ‬ ‫أديـ ٌ‬


‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ف� حلـ َ‬
‫ـب‪ ،‬وتعــم يف�ــا‪ ،‬معل‬ ‫ي‬
‫ب�لتجــارة ودرس علــوم اللغــة‬ ‫ّ‬
‫اكلنحــو والعــروض ومبــادئ‬ ‫ّ‬
‫ومعــق‬ ‫واليطاليــة‪ّ .‬‬ ‫الفرنسـ ّـية إ‬
‫عــدة‬ ‫ثقافتــه �حالتــه إىل ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ب‬
‫ّ‬
‫عــوامص عربيــة وأوروبيــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وائب‪ ،‬وجمع ِ‬
‫ت‬ ‫العصور والن ّ َ‬ ‫لغتُنا العربيّة ُ لغة ٌ فريدةٌ‪ ،‬تح ّد ِ‬
‫ت‬ ‫أقــام ف ي� فرنســا عامـ ي ن‬

‫الدرس الرابع‬
‫َ‬ ‫ـ� أتقــن‬

‫ّ‬
‫حدت ْهم زماناً ومكاناً؛ لذلك تغنّى بها الشعراء‬ ‫الناطقين بها وو ّ‬ ‫يف�مــا الفرنسـ ّـية وكتــب ب�ــا‬
‫شاعرنا قُسطاكي الحمصي الّذي عشقها فدعاها‬ ‫ُ‬ ‫واألدباء‪ ،‬ومنهم‬ ‫تو� ج�‪.‬‬
‫ليلى مُ ِلهمةَ الشعراء‪ ،‬وبي ّ َن فضلَها على الحضارة العربيّة والعالميّة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫انتخــب عضــوا عامــا‬
‫وهو يدعونا إلى التّصدّي للكائدين لها والعود ِة بها إلى صفائها‬ ‫ف‬
‫العــر�‬
‫بي‬ ‫العلم�‬
‫ي‬ ‫مــع‬ ‫املج‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫العجمة ودعوات العامّيّة‪.‬‬‫والمحافظة عليها نقيّةً خالصة من شوائب ُ‬ ‫بدمشــق واكن هل مراســات‬ ‫‪٤‬‬
‫بعض‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫ظهر ْ‬
‫َ‬ ‫كتب قصيدت َه هذه عام (‪1920‬م) بعد أن‬ ‫َ‬ ‫وقد‬ ‫حممــد‬ ‫أدبيــة مــع مؤسســه ّ‬ ‫ّ‬
‫طالبت بجعل اللغة الفرنسيّة لغةً رسميّةً في المحاكم‬ ‫ت التي‬‫الدّعوا ِ‬
‫ْ‬ ‫عــ�‪.‬‬
‫كــرد ي‬
‫والدّوائر اللبنانيّة‪.‬‬
‫«أد�ء حلــب‬ ‫ب‬ ‫مــن أ ثآ�ره‪:‬‬
‫ث ف‬
‫ال� ي� القــرن التاســع‬ ‫ذوو‬
‫عــرش »‪،‬‬
‫ف‬
‫و«الســحر احلالل ي� شــعر‬
‫ّّ‬
‫الــو ّراد‬ ‫ل»‪،‬و«م�ــل ُ‬ ‫ن‬ ‫الدل‬
‫ف‬
‫ي� عــم االنتقــاد» وديــوان‬
‫شــعر مخ طــوط‪.‬‬

‫* مختارات من نظم قسطاكي الحمصي‪ ،‬المطبعة المارونيّة ‪ -‬حلب ‪1939‬م‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬ ‫ةّيبرعلا نع ٌعافد‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـســانِ !؟‬ ‫ِ‬


‫روض غـ ّ‬ ‫من نج ِد جئ َّنت أم من‬ ‫نــســات الـــ َّرنـــ ِد والــبــانِ‬
‫ِ‬ ‫بــالــلَّــه يــا‬ ‫‪1‬‬
‫بـــأنـــفـــاس وأردانِ‬
‫ٍ‬ ‫فــطــيــب لــيــى‬
‫ُ‬ ‫فـــــإنّ فــيــكــ َّن ريـــحـــاً مـــن مــابــســهــا‬ ‫‪2‬‬
‫أي غـــــرانِ‬‫ّإن عــلــيــهــا غــــيــــو ٌر ُّ‬ ‫ــن مـــن لــيــى مباس َمها‬
‫وهـــل لــثــ ْم ُ ّ‬ ‫‪3‬‬

‫ــــت فـــا فـــخـــ ٌر كــعــدنــانِ‬ ‫وإن نَ ــــ ْي َ‬ ‫مــنــســوب مــنــابـ ُتــهــا‬


‫ٌ‬ ‫إىل الــــبــــداو ِة‬ ‫‪4‬‬
‫ول ــي ــس ُيــ ْخــلِــ ُق ــه تَــــكــــرا ُر أزمـــــانِ‬ ‫َت‬‫يقبل األزيــــا َء مــا اختلف ْ‬ ‫ُ‬ ‫وثــو ُبــهــا‬ ‫‪٥‬‬
‫جــــهــــول بـــإيـــجـــا ٍز وتِـــبـــيـــانِ‬
‫ٌ‬ ‫إالّ‬ ‫غــزيــر ُة الــفــضــلِ مل َي ـ ْج ـ َحــدْ محاس َنها‬ ‫‪6‬‬
‫ـس ـ ْحــبــانِ‬ ‫شــهــو ُدهــا مــثـ ُـل ُق ٍّ‬
‫ـــس أو كـ َ‬ ‫لها الــفــصــاحـ ُة تُــعــ َزى أيــنــا ُوجِ ــــدَ ْت‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫الدرس الرابع‬

‫مـــــروي إلنــســانِ‬
‫ٍّ‬ ‫جــــــا َء ْت بِــــأبــــدَ عِ‬ ‫لــلــشّ ــعـ ِر لــلـ ِعــلـ ِـم لــيــى لــلــفــصــا َحـ ِة قد‬
‫ّ‬

‫ل ـ ُحــس ـ ِنــهــا رايــــ ٌة مــن فـــوق تــيــجــانِ‬ ‫ويف الــســيــاسـ ِة والــتــدب ـرِ كــم َخف ْ‬
‫َقت‬ ‫‪9‬‬
‫كـــل مــيــدانِ‬
‫ـت َّ‬‫الـــحـــروب تــخ ـطَّـ ْ‬
‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫ُ‬
‫تــعــرْ لــهــا قــد ٌم‬ ‫ِ‬
‫ــنــاعــات مل‬ ‫الــص‬
‫ويف ِّ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ُــــل بُ ـ ْهــتــانِ‬ ‫ون ـ ْح ـ ُتــهــا ُمـــ ْعـــجِ ٌ‬
‫ـــزات ك َّ‬ ‫ٌ‬
‫واشـــتـــقـــاق ال مــثــيـ َـل لــهُ‬ ‫مــجــازُهــا‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٤‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫اإليادي‪ ،‬حكيم وخطيب‬ ‫ّ‬ ‫بن ساعد َة‬ ‫ق ُّس‪ :‬ق ُ ُّ‬
‫س ُ‬ ‫ب الرائحة‪.‬‬
‫شجر طي ّ ُ‬
‫ٌ‬ ‫الرنْد‪:‬‬
‫َّ‬
‫جاهلي يُضرب به المثل في البالغة‪.‬‬ ‫أردان‪ :‬مفردها ُردْن وهو ُ‬
‫الك ّم‪.‬‬
‫ّ‬
‫خطيب‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬ ‫وائل‬ ‫حبان‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫به‬ ‫المقصود‬ ‫‪:‬‬ ‫سحبانُ‬ ‫مباسمها‪ :‬جمع مبسم وهو الثغر‪.‬‬
‫ضرب به المث ُل في الفصاحة والبالغة‪.‬‬‫ُ‬ ‫أموي ي ُ‬
‫ّ‬ ‫ت‪.‬‬
‫ت‪ :‬نسب ْ َ‬‫نَمَي َ‬

‫‪107‬‬
‫ةّيبرعلا نع ٌعافد‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫مما بين القوسين في ك ّل ّ‬ ‫اخت ِر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫ابق قضيّةً‪:‬‬
‫الس ُ‬
‫النص ّ‬ ‫ ‪.‬أيعالج ُّ‬
‫(ذاتيّة ‪ -‬وطنيّة – قوميّة – ك ّل ما سبق)‪.‬‬
‫النص أن‪:‬‬
‫اعر في ّ‬ ‫ ‪.‬بأراد ال ّش ُ‬
‫يذكر محاسن اللغة ‪ -‬ك ّل ما سبق)‪.‬‬
‫َ‬ ‫(يعب ّ َر عن حبّه اللغة – يداف َع عن اللغة ‪-‬‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫مطوعاً نبرة صوتك ِلما يناسب شعور اإلعجاب وأسلوبَي النّفي والتّوكيد‪.‬‬
‫النص قراءة جهريّة معبّرة ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص السابق قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫أبرز صفات اللّغة العربيّة كما تجلّت في المقطعين ّ‬
‫األول والثاني؟‬ ‫‪1.1‬ما ُ‬
‫مجاالت الحياة الّتي شاركت فيها اللغة العربيّة؟‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬ما‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫لغوي لكل من (البداوة‪ ،‬والحداثة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪1.1‬تعاون أنت ورفقاؤك في تكوين معجم ٍ‬
‫‪2.2‬صن ّ ِ‬
‫ف الفكر اآلتية إلى عامّة ورئيسة‪:‬‬
‫حب ال ّشاع ِر اللغة العربيّةَ ‪ -‬أصالة ُ اللغة العربيّة ومعاصرتها – قدرةُ‬
‫أص ُل اللغة العربيّة وصفاتها – ُّ‬
‫اللغة العربيّة على مواكبة العصر‪.‬‬
‫‪3.3‬ما الذي حملتْه النّسمات؟ وما المقصودُ من ذلك؟‬
‫ّصفت بها اللغة العربيّة؟‬
‫ْ‬ ‫‪4.4‬ما المحاسن التي ات‬

‫‪108‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫‪5.5‬في ّ‬
‫النص إشارةٌ إلى‪:‬‬
‫ ‪.‬أ ِ‬
‫أصالة اللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪.‬ب ِ‬
‫مرونة اللغة العربيّة‪.‬‬
‫التطور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قدرتها على مواكبة‬ ‫ ‪.‬ج ِ‬
‫مما سبق‪.‬‬ ‫ –هات مؤ ّشرا ً لك ّل ّ‬
‫ت اللغة العربيّة؟ وما األدلّة التي فن ّ َد بها الشاعر رأي مَ ْن ات ّهمها؟‬ ‫‪6.6‬بِ َم ات ُّ َ‬
‫هم ِ‬
‫لغة على الرغم من إتقانه غيرها‪ ،‬عالمَ يد ّل ذلك؟‬ ‫‪7.7‬يرفض الشاعر أن يستبدل بالعربيّة أي َّة ٍ‬
‫‪8.8‬قال ال ّشاعر أحمد شوقي مشيدا ً بالعربيّة‪:‬‬
‫رس ُه يف الـــضّ ـــا ِد‬ ‫َ‬
‫الـــجـــال و َّ‬ ‫جــعــل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الــلــغــات مــحــاســنـاً‬ ‫إنّ الّـــــذي مـــأَ‬
‫ث المضمونُ‪.‬‬
‫النص من حي ُ‬
‫السادس من ّ‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫‪1.1‬من سمات االت ّباعيّة‪ :‬محاكاة القدماء في جزالة ألفاظهم‪ ،‬واالهتمام بحسن صوغ العبارة والتركيب‪.‬‬
‫النص‪.‬‬
‫السابقتين من ّ‬‫السمتين ّ‬ ‫مثّل لك ٍّل من ّ‬
‫ط البرهاني‪ ،‬ها ِ‬
‫ت مؤ ّشرين لذلك‪.‬‬ ‫النص النّم ُ‬ ‫‪َ 2.2‬‬
‫غلب على ّ‬
‫ّ‬
‫تذكر‬
‫من مؤ ّشرات النمط البرهاني‪:‬‬
‫اعتماد الحجج والبراهين المنطقيّة الموضوعيّة‪ ،‬والبعد عن الخيال والصور اإليحائيّة‪ ،‬واالستناد‬
‫إلى بعض األمثلة الواقعيّة والشواهد الملموسة لتأييد فكرة أو دحض أخرى‪ ،‬واستعمال أدوات‬
‫الربط المنطقيّة المتعلّقة بالسبب والنتيجة‪.‬‬

‫أثر ذلك في خدمة المعنى‪.‬‬


‫موضع‪ ،‬بي ّ ْن َ‬
‫ٍ‬ ‫مائر العائد َة إلى اللّغة في غير‬
‫الض َ‬‫اعر ّ‬‫‪3.3‬قدّم ال ّش ُ‬
‫ثم اشرحها‪ ،‬وبيّن إحدى وظائفها‪.‬‬‫‪4.4‬استخرج من البيت العاشر صورة بيانيّة‪ّ ،‬‬
‫‪ِ 5.5‬ص ْل بين العبارة وال ّشعور العاطفي المناس ِ‬
‫ب لها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫إعجاب‬ ‫إن من ْي َت فال فخ ٌر كعدنان‬
‫استياء‬ ‫غسان‬ ‫من نجد جئ ّنت أم من روض ّ‬
‫شوق‬ ‫غزيرة الفضل‬
‫حب‬‫ّ‬ ‫مل يَ ْج َحد محاس َنها إالّ ٌ‬
‫جهول‬
‫افتخار‬

‫‪109‬‬
‫ةّيبرعلا نع ٌعافد‬

‫‪6.6‬تسري في ّ‬
‫النص موسيقا داخليّة تلتقطها األذن بسهولة‪ ،‬هات ثالثةً من مصادرها‪.‬‬
‫سم بحره‪.‬‬
‫ثم ّ‬‫النص‪ّ ،‬‬
‫األول من ّ‬ ‫‪7.7‬قطّع عروضيّاً البيت ّ‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫النص بعض عوامل ّقوة اللّغة العربيّة‪ ،‬هات عواملَ أُخَر ورتّبها وفْق أهمّيتها من وجهة نظرك‪.‬‬
‫الشاعر في ّ‬
‫ *ع ّدد َ ّ‬

‫تطبيقات لغوية‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ –قال الشاعر قسطاكي الحمصي‪:‬‬
‫غسانِ‬ ‫ِمــ ْن نج ِد جــئـ ُ َّ‬
‫ـن أ ْم مــن ِ‬
‫روض َّ‬ ‫نــســات الـــرنـــ ِد والــبــانِ‬
‫ِ‬ ‫بــالــلَّــ ِه يــا‬
‫ــت (فـــا فــخــ ٌر كــعــدنــانِ )‬
‫وإنْ منــ ْي َ‬ ‫مــنــســوب مــنــابـ ُتــهــا‬
‫ٌ‬ ‫إىل الــــبــــداو ِة‬
‫كــــل بــهــتــانِ‬
‫مـــعـــجـــزات َّ‬
‫ٌ‬ ‫ونــحــ ُتــهــا‬ ‫ٌ‬
‫واشـــتـــقـــاق ال مــثــيـ َـل لــهُ‬ ‫مــجــازُهــا‬

‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫وحددْ حرف القسم الذي ورد فيه‪ ،‬ث َّم اذكر حروف ق َ َسم أخرى‪.‬‬‫ِّ‬ ‫أسلوب ق َ َسم‪،‬‬
‫َ‬ ‫النص‬
‫ت من ّ‬ ‫‪1.1‬ها ِ‬
‫النص إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬
‫خط في ّ‬ ‫أعرب ما تحته ٌّ‬
‫ْ‬ ‫‪2.2‬‬
‫‪3.3‬صنِّف الكلمات اآلتية وفق الجدول (فخر‪ ،‬البان‪ ،‬منسوب‪ ،‬الرند‪ ،‬اشتقاق‪ ،‬منابتها)‪.‬‬

‫نوعه‬ ‫االسم املشتق‬ ‫نوعه‬ ‫االسم الجامد‬

‫مر ًة أخرى معلِّال ً كتابة الهمزة في ك ٍّل‬ ‫‪4.4‬أسند الفعل (جئتُنَّ) إلى واو الجماعة َّ‬
‫مر ًة‪ ،‬وإلى ألف االثنين َّ‬
‫منهما‪.‬‬
‫النص اسماً ممنوعاً من الصرف‪ ،‬وبيّن سبب منعه‪.‬‬ ‫‪5.5‬هات من ّ‬
‫‪110‬‬
‫ٌّص‬
‫ن‬ ‫يرش‬
‫ع‬

‫ٍ‬
‫كلمة من كلمتين أو‬ ‫تركيب‬
‫ُ‬ ‫امتازت بها اللغة ُ العربيّة ُ من غيرها من الّلغات‪ ،‬وهو‬
‫ْ‬ ‫‪6.6‬النح ُ‬
‫ت ظاهرةٌ لغويَّة ٌ‬
‫أكثر نحو‪( :‬بسملة) من بسم اهلل الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫ –ما نحت ك ٍّل من (ال حول وال ّ‬
‫قوة إال باهلل) و (الحمد هلل)؟‬
‫ب الكلمات اآلتية َوفْق ورودها في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪:‬‬ ‫‪7.7‬رت ِّ ِ‬
‫(عدنان‪ ،‬البداوة‪ ،‬مجازها‪ ،‬بهتان)‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *التعبير األدبي‪:‬‬
‫جمة من هجوم وات ّهام‪ ،‬فاستنكر الشعراء ُ إهما َل أبنائها إيّاها‪ ،‬واعت ّزوا‬
‫ت اللغة العربيّة تحدّيات ّ‬‫واجه ِ‬
‫ثم أبرزوا قدرت َها على مواكبة العصر‪ ،‬داعين إلى غرسها في عقول الناشئة وقلوبهم‪.‬‬ ‫بأصالتها وعراقتها‪ّ ،‬‬
‫ع السابق‪ ،‬وأيّد ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬ ‫ش الموضو َ‬ ‫ –ناق ِ‬
‫قال علي الجارم‪:‬‬
‫لـــلـــرقِ ِخـــــ ْذالنُ‬
‫َّ‬ ‫فــــإنَّ ِخـــ ْذالنَـــهـــا‬ ‫وحـ ّبــبــوا لــغـ َة الــ ُعــ ْر ِب ال ـ ِفــصــاحِ ل ُهم‬

‫‪111‬‬
‫حصن األمة*‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العربية‬ ‫ُ‬
‫اللغة‬
‫ّ‬
‫مطالعة‬

‫الدكتور مازن‬
‫المبارك‬
‫(‪1930‬م)‬
‫و�حــث‬ ‫أســتاذ جامــ�‬
‫ي بأ‬ ‫ّ‬
‫لغــوي مــن العــام‬
‫النص‪:‬‬ ‫ف‬ ‫املعـ ي ن‬
‫ّ‬ ‫ـارص�‪ ،‬ولــد ي� دمشــق‬
‫ت‬ ‫تخ ف‬
‫جامع�ــا‪ ،‬ي�مــل‬ ‫و�ـ ّـرج ي�‬
‫ف‬
‫…‪…١‬‬ ‫الدكتــوراه ي� علــوم اللغــة‬
‫العربيــة مــن جامعــة‬ ‫ّ‬

‫الدرس الخامس‬
‫ف‬

‫ّ‬
‫الكثير من الهجوم والطّع ِن‬ ‫تواجه‬
‫ُ‬ ‫‪-‬ومازالت‪-‬‬
‫ْ‬ ‫كان ِ‬
‫ت العربية ُ‬ ‫القاهــرة‪ ،‬عضــو ي� مج مــع‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‪ ،‬وليس ذلك‬ ‫ت وأجنبيا ٍ‬ ‫ِ‬
‫ومزاحمة الضرائ ِر من عامّيا ٍ‬ ‫واإلهمال‬ ‫العربيــة‪ ،‬مــن الكتب‬ ‫اللغــة‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت ّ‬
‫اللغة ومدى‬‫ب من أعدائنا؛ ألنّهم أعداء ٌ وألنّهم يدركون حقيقةَ ِ‬ ‫بغري ٍ‬ ‫وع‬‫الــى أل�ــا‪�( :‬ــو ن ي‬ ‫ي‬
‫ـذا�ّ‬ ‫ّ‬
‫وشد أس ِرها‪ ،‬وليس ذلك من عج ٍز في الّلغة‬ ‫أث ِرها في تحصين ِ‬
‫األمة ِّ‬ ‫لغــوي) و(مج تمــع اهلمـ ي‬
‫ت لعلوم‬ ‫كتاب اهلل واتس َع ْ‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫أثبتت قدرت َها منذ ِ‬
‫وس َع ْ‬ ‫ْ‬ ‫نفسها؛ فقد‬ ‫مــن خــال مقاماتــه)‬
‫ّ ف‬ ‫ّ ن‬ ‫‪٥‬‬
‫الحضارة يومَ كان أهلُها يصنعون الحضار َة‪ ،‬وأمّا اإلهما ُل من أهلها‬ ‫ـوي ي� ضــوء‬ ‫ـا� النحـ‬‫و(الرمـ ّ ي‬
‫‪ -‬فيما أرى ‪ -‬فمن عدم إدراكهم منزلتَها في حياة األمّ ِة ومن‬ ‫�ش حــه لكتــاب ســيبويه)‬
‫ت ّ‬
‫المختصين في نشر الوعي اللغويِّ السليم ِ وإن كنّا اعتدنا‬ ‫ّ‬ ‫تقصي ِر‬ ‫ـى حق ق�ــا‪:‬‬ ‫ومــن الكتـ فـب الـ ي‬
‫ِ‬
‫مشكالتنا على أعدائنا وعلى االستعمار تار ًة‬ ‫نلقي اللوم في أكث ِر‬ ‫(اليضــاح ي� علــل النحــو‬ ‫إ‬
‫أن َ‬ ‫ّ‬
‫أنفسنا من ك ّل وز ٍر أو تقصير‪.‬‬‫مبرئين َ‬‫نفسها تار ًة أخرى ِّ‬ ‫وعلى اللغة ِ‬ ‫ــا�) و(املقتضــب‬ ‫للزج ج ي‬
‫ال� ج ـنّ ي )‪ ،‬وهل عــدد كبـ يـر‬ ‫بن‬
‫ف‬
‫مــن املقــاالت املنشــورة ي�‬
‫العربيــة‬‫ّ‬ ‫ـل مج مــع اللغــة‬ ‫مج ـ ّ ة‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫النــص‬ ‫ي� دمشــق‪ ،‬وهــذا‬
‫مــن إحداهــا‪.‬‬

‫* مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬المجلد (‪ ،)83‬الجزء (‪ ،)1‬كانون الثاني‪ 2008 ،‬م‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫ّمألا ُنصح ُةيبرعلا ُةغللا‬

‫عوبة في قواعدها وإمالئها‪ ،‬وبالفقر في المصطلح‪،‬‬ ‫بالص ِ‬ ‫هوجم ِ‬


‫ت العربيّة ُ نظريّاً بالطّع ِن فيها وات ّهامها ّ‬ ‫َ‬ ‫لقد‬
‫وهوجمت عمليّاً بمحاولة تغليب العامّية في كثي ٍر من األقطار العربيّة وم ْل ِء‬ ‫ْ‬ ‫وبالعجز عن مجاراة العصر‪،‬‬
‫ومزاحمتها بها في التعليم العالي وفي مجال االقتصاد والسياحة‪،‬‬‫ِ‬ ‫ب األجنبي ّ ِة‬
‫الصحف وال ّشوارع بها‪ ،‬وبتغلي ِ‬
‫ّ‬
‫تظرفاً على ألس ِن فتياننا وفتياتنا من دون إدراك منهم لبلوى ستع ُّم ولعواقب ستتلو‬ ‫وبخلط األجنبية بالعربيّة ّ‬
‫حين يصبح ذلك كلُّه عاد ًة اجتماعيّةً مألوفةً‪...‬‬

‫…‪…٢‬‬

‫أصوات‪ ،‬وهي حادثة ٌ نفسيّة فكريّة ألنّها‬


‫ٌ‬ ‫جوانب متعدّد ٍة‪ :‬فهي حادثة ٌ طبيعيّة فيزيائيّة ألنّها‬
‫َ‬ ‫ذات‬
‫واللغة ُ ُ‬
‫الفكر‪ ،‬وهي حادثة ٌ اجتماعيّة ٌ ألنّها وسيلة ُ الفهم واإلفهام بين النّاس‪...‬‬
‫ُ‬ ‫يظهر فيه‬
‫ُ‬ ‫وب الذي يلبسه أو‬
‫الث ّ ُ‬
‫نظراتهم إليها وباختالف الجانب الذي وقفوا عنده منها؛ فمن‬ ‫ِ‬ ‫مواقف النّاس من اللغة باختالف‬
‫ُ‬ ‫وتختلف‬
‫ُ‬
‫األصوات أيّاً كانت – أي ّ‬
‫بأي لغة كانت ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫االجتماعي رأى‬ ‫مجردَ أصوا ٍ‬
‫ت للتعبير أو أداة للتواص ِل‬ ‫ّ‬ ‫رآها‬
‫ّ‬
‫الدرس الخامس‬

‫مواقف النّاس‬ ‫صالحةً للقيام بعملها وأداء وظيفتها فال عليه أ ْن يستبد َل بلغته لغةً تقوم ُ مقامَها‪ .‬وهكذا كانت‬
‫ّ‬

‫ُ‬
‫ف مدى مَبْل َ ِغهم من العلم فيها وإدرا ِك حقيقتها‪ ،‬ولم تك ِن المواقف‬ ‫مختلفة باختالف نظراتهم‪ ،‬واختال ِ‬
‫المنحرفة كلّها عن سوء نيّة وقصد‪ ،‬لذلك كان على اللغويين والمختصين أن ينشروا الوعي اللغوي السليم‪،‬‬
‫حفظ ِ‬
‫ثقافتهم وبناء أمّتهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وآثارها في‬
‫َ‬ ‫أهميتَها‬
‫ليستبين الناطقون بالعربية ّ‬

‫‪٥‬‬ ‫…‪…٣‬‬

‫العلمي‪ ،‬وإنّه شتّا َن ما بين من يعل ّ ُم اللغةَ فيمأل ُ‬


‫ِّ‬ ‫المنهجي‬
‫ِّ‬ ‫بطابع التفكي ِر‬
‫ِ‬ ‫الفكر‬
‫َ‬ ‫تطبع‬
‫ُ‬ ‫إ ّن اللغةَ العلميّةَ‬
‫العلمي فيجع ُل من المدارس‬‫َّ‬ ‫التفكير‬
‫َ‬ ‫وينمي في عقولهم‬ ‫ث األمّة من قيمٍ‪ّ ،‬‬ ‫ب بما في ترا ِ‬ ‫نفوس الطلبة وال ّشبا ِ‬ ‫َ‬
‫يهمه بعد ذلك‬ ‫مطلوب في االمتحان! ال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ت مصان َع للرجا ِل والنّساء‪ ،‬ومن يعل ّ ُم اللغةَ ألنّها ّ‬
‫مقر ٌر‬ ‫والجامعا ِ‬
‫يسير به على در ِ‬
‫ب أمّته‪.‬‬ ‫وقلمه في الحياة‪ ،‬أو سلوكاً فكريّاً ُ‬ ‫كيف تكو ُن اللغة ُ عاجز ًة على لسانه ِ‬
‫ِ‬
‫وتراثها‬ ‫ِ‬
‫االنتماء إلى األمّ ِة‬ ‫القومي وتمكي ِن‬ ‫تصبح اللغة ُ أدا ًة لوحد ِة الشعور‬
‫ُ‬ ‫وحين يكو ُن تعليم ِ‬
‫اللغة رسالةً‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وتاريِ خها‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ّمألا ُنصح ُةيبرعلا ُةغللا‬

‫…‪…٤‬‬

‫ت‬‫ع الصفا ِ‬ ‫الثقافية‪ ،‬وهوي ّ ِة اإلنسا ِن هي مجمو ُ‬


‫ِ‬ ‫ليست أمّةً بما ِلها ولكنّها أمّة ٌ ّ‬
‫بهويتها‬ ‫ْ‬ ‫ومن المعلوم ِ أ ّن األمّةَ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باب الثقافة وعمادُها وأداةُ وحدتها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫عريقة هويّة ٌ ثقافية ٌ‪ ،‬واللغة ُ هي ُ‬ ‫ِ‬
‫الثابتة التي تميّزه م ْن غيره‪ .‬ولك ّل أمّ ٍة‬ ‫ِ‬
‫تصهر الفردَ‬
‫ُ‬ ‫أرضنا وطناً وحدوداً‪ .‬وحين أقولُ‪ :‬إ ّن اللغةَ المشتركةَ‬ ‫وهي نسبُنا إلى قومنا بشرا ً وتاريخاً‪ ،‬وإلى ِ‬
‫ألفتها واعتيا ِدها ولطول‬ ‫القومي‪ ،‬فإنّي أعني أنّها لطو ِل استعما ِلها ولش ّد ِة ِ‬‫َّ‬ ‫تقوي انتماءَه‬ ‫في المجموع أي ّ‬
‫ب أمّته ِ‬
‫وتراثها‬ ‫المرء للتعبي ِر بها عن وجدانه ومواجده‪ ،‬وعن شعوره وعواطفه وعن عقيدته‪ ،‬وعن أد ِ‬ ‫ممارسة ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬‫ث أ ْن تنأى عن الزمان وعن المكان لتصب َ‬ ‫أهله وأه ِل وطنه ال تلب ُ‬ ‫وعن حاجته في حواره مع نفسه ومع ِ‬
‫شعورا ً روحيّاً يمأل ُاإلنسا َن اعتزازا ً بك ّل ما تعبّر عنه لغته في حاضره وماضيه ومستقبله‪ ،‬وكأ ّن الفرد إذ ذاك‬
‫وروح أمّته في آ ٍن واح ٍد‪ ،‬وذلك هو المعنى الّذي نعبّر عنه بال ّشعو ِر أو‬ ‫ُ‬ ‫روحه‬
‫ُ‬ ‫بروح هي‬ ‫ٍ‬ ‫من اللغة‬
‫يعيش َ‬
‫تغرسه اللغة ُ في نفوس الناطقين بها‪ ،‬لذلك كانت المحافظة ُ على اللغة محافظةً على‬ ‫ُ‬ ‫القومي الّذي‬ ‫ِ‬
‫االنتماء‬
‫ّ‬
‫الجنسي ّ ِة القومي ّ ِة والثقافي ّ ِة لألمّ ِة‪.‬‬
‫ع عن حدود الوط ِن‪.‬‬ ‫ع عن حصو ِن األمّ ِة ودفا ٌ‬ ‫ع عنها دفا ٌ‬ ‫حصن األمّ ِة‪ ،‬والدّفا ُ‬‫ُ‬ ‫ولذلك كلِّه نقول‪ :‬إ ّن اللغةَ‬

‫‪114‬‬
‫كتابة محضر اجتماع‬
‫التعبير الوظيفي‬

‫التهيئة الحافزة‪:‬‬
‫سر فيها‪ ،‬وقد ُكل ّ َ‬
‫فت كتابةَ محض ٍر إلحدى جلساتها‪.‬‬ ‫في مدرستك لجنة للتمكين للّغة العربيّة وأنت أمين ٍّ‬
‫اإلجراءات التي ستقوم ُ بها لكتابة ذلك المحضر برأيك؟‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪ّ 1.1‬‬
‫ثم نفّذ األنشطة التي تليه‪:‬‬
‫ *اقرأ المحضر اآلتي‪ّ ،‬‬

‫محضر اجتماع لجنة التمكين للّغة العربيّة في مدرسة‪...............:‬‬


‫رقم المحضر(‪ – )2‬اسم اللجنة‪ :‬لجنة التَّمكين للُّغة العربيّة‬
‫الدرس الخامس‬

‫في الساعة الثامنة صباحاً من يوم األحد في‪2016/....../.....‬م‬


‫ّ‬

‫الموجَّهة من رئيسها بتاريخ‪2016/...../.....:‬‬ ‫الدوري بناء ً على الدعوة ُ‬


‫ّ‬ ‫اجتمعت اللجنة اجتماعها‬
‫وذلك بحضور األساتذة والطالب‪ .........‬وغياب ك ّل من‪ /..........:‬بعذر أو من دون عذر‪/‬‬
‫السر جدول األعمال‬‫ّ‬ ‫وبعد تالوة محضر الجلسة السابقة وتوقيع األعضاء على صفحاته تال أمين‬
‫يتضمن النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الذي‬
‫‪1.1‬استخدام اللّغة العربيّة الفصيحة في مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪٥‬‬ ‫‪2.2‬استخدام اللّغة العربيّة الفصيحة في دروس المواد األُخر‪.‬‬
‫للقصة والشعر والمسرح في المدرسة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪3.3‬إقامة مسابقات أدبيّة‬
‫ليتضمن تمثيل المسرحيّة‬
‫ّ‬ ‫حين األول والثاني‪ ،‬وتعديل المقترح الثالث‬ ‫وقد أوصت اللجنة بإقرار المقتَر َ‬
‫الفائزة على مسرح المدرسة‪.‬‬
‫اختتمت الجلسة في تمام الساعة العاشرة صباحاً‪.‬‬

‫الحاضرون‪:‬‬

‫الرئيس‬ ‫ ‬
‫أمين السر‬

‫‪115‬‬
‫عامتجا رضحم ةباتك‬
‫السئلة آ‬
‫التية‪:‬‬ ‫ •أجب عن أ‬
‫ح المحضر؟‬ ‫‪1.1‬بماذا افت ُِت َ‬
‫‪2.2‬مَ ِن المشاركو َن في االجتماع؟‬
‫‪3.3‬ح ّد ِد الهدف من اجتماع اللجنة‪.‬‬
‫‪4.4‬ما التوصيات التي نوقشت فيه؟‬
‫‪5.5‬اختر مما يأتي سمات اللغة واألسلوب للمحضر‪.‬‬
‫ –لغة المحضر إبالغيّة تقريريّة مباشرة‪.‬‬
‫ –لغة المحضر بعيدة عن الذاتيّة واالنفعاليّة‪.‬‬
‫ –استخدام التعابير المجازيّة‪.‬‬
‫ –االبتعاد عن المحسنات البديعيّة والصور البيانيّة‪.‬‬

‫تع ّلم‬
‫يتضمن ما جرى في جلسة معي ّ ٍنة‬
‫ّ‬ ‫المحضر‪ :‬شك ٌل من أشكال الكتابة الديوانية ذات الطابع الرسمي‬
‫ت وآراء وخالصة القرارات والتوصيات‪.‬‬ ‫مؤر ٍ‬
‫خة في زما ٍن ومكا ٍن محدّدين وكل ما دار فيها من مناقشا ٍ‬ ‫ّ‬
‫عناصر المحضر‪:‬‬
‫‪1.1‬اسم الهيئة المنظمة لالجتماع‪.‬‬
‫‪2.2‬رقم المحضر وفق تسلسله العددي في سج ِّل الهيئة‪.‬‬
‫‪3.3‬مكان االجتماع وزمانه‪.‬‬
‫‪4.4‬الحاضرون‪.‬‬
‫‪5.5‬المواضيع التي نوقشت وفق ورودها في جدول األعمال‪.‬‬
‫‪6.6‬المالحظات التي أبداها الحاضرون‪.‬‬
‫‪7.7‬المقررات والتوصيات‪.‬‬
‫‪8.8‬التوقيعات‪.‬‬

‫طب ْق‪:‬‬
‫‪ّ 2.2‬‬
‫اكتب في واح ٍد من الموضوعين اآلتيين‪:‬‬
‫ * ْ‬
‫اجتماع عن إحدى‬
‫ٍ‬ ‫سرها‪ .‬اكتب محضر‬
‫الحي وأنت أمين ّ‬
‫ّ‬ ‫ –في حيّك جمعيّة ٌ للمحافظة على نظافة‬
‫جلساتها مراعياً خطوات كتابة المحضر‪.‬‬
‫سرها‪ .‬اكتب محضرا ً عن إحدى جلساتها‬
‫ –في مدرستك جمعيّة ٌ لرعاية المواهب وأنت أمين ّ‬
‫ت كتابة المحضر‪.‬‬ ‫مراعياً خطوا ِ‬

‫‪116‬‬
‫الوحدة الرابعة‬ ‫القصة‬
‫ّ‬ ‫فن‬
‫ّ‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫القصة القصير ‬


‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فن‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫قصة‬
‫ّ‬ ‫العائ ‬
‫د‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫قصة‬
‫ّ‬ ‫والر ُج ‬
‫ل‬ ‫الع َربة َّ‬
‫َ‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫مطالعة‬ ‫القصة عند العر ‬


‫ب‬ ‫ّ‬ ‫فن‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬
‫القصيرة‬
‫َ‬ ‫القص ِة‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫فن‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫ث من‬ ‫ث أو أحدا ٍ‬
‫وقديم منذ وعى اإلنسا ُن ذات َه‪ ،‬وهو يعني سردَ حد ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫القص حاجة ٌ فطرية ٌ في اإلنسان‪،‬‬
‫ُّ‬
‫بدأت بالظهو ِر في‬
‫ْ‬ ‫القصة ُ بوصفها أدباً فقد‬
‫ّ‬ ‫ويهدف إلى التأثي ِر في وعي المتل ّقي‪ .‬أمّا‬
‫ُ‬ ‫الواقع أو الخيالِ‪،‬‬
‫ِ‬
‫‪١‬‬ ‫نهاية العصو ِر الوسطى‪ ،‬ومنها آنذاك "حكايات الديكاميرون" للكات ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليطالي "جيوفاني بوكاتشيو" ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬
‫و"حكايات كانتربري" للشاع ِر اإلنكليزيِّ "تشوسر جفري"‪ .٢‬وعلى الرغم من التط ُّو ِر الذي أحرزهُ ف ُّن‬
‫حسب قاموس "أوكسفورد" لم يتحدّد‬ ‫َ‬ ‫"القصة القصيرة"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ح‬ ‫القص ِة طوا َل القرو ِن التي ْ‬
‫تلت‪ ،‬فإ ّن مصطل َ‬ ‫ّ‬

‫الدرس ّ‬
‫‪٣‬‬ ‫ِ‬
‫األمريكي "إدغار آالن بو" ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫رواده مطل َع القر ِن العشري ِن‪:‬‬ ‫بوصفه مفهوماً أدبيّاً إال عام (‪1933‬م)‪ ،‬ومن ّ‬

‫ّ‬
‫‪٥‬‬
‫والروسي "تشيخوف" ‪.‬‬‫ُّ‬ ‫والفرنسي "جي دي موباسان"‪،٤‬‬
‫ُّ‬

‫األول‬
‫‪١‬‬

‫‪ .1‬بوكاتشيو جيوفاني (‪ :)1375 - 1313‬أديب إيطالي‪ ،‬يع ُّد ّأول كاتب نثري يستعمل اللغة المعاصرة‪ ،‬واشتهر برائعته (الديكاميرون)‬
‫تصور كلّي وشامل للمجتمع‪.‬‬
‫المؤلفة من مئة رواية‪ .‬نظمت ببراعة فائقة لتعطي انطباعاً عن ّ‬
‫‪ .2‬تشوسر جيفري (‪ :)1400 - 1343‬شاعر إنجليزي عاش في القرن (‪ ،)14‬وعرف بعمله المشهور "حكايات كانتربري" لقب بأبي‬
‫الشعر اإلنجليزي‪ ،‬ويعد من أقدم الشعراء اإلنجليزيين المعروفين‪.‬‬
‫‪ .3‬إدغار آالن بو‪ ،‬شاعر و كاتب أمريكي مشهور (‪ )1849 - 1809‬اشتهر بكتابة القصص القصيرة ويمتزج في قصصه الغموض والشر‬
‫والظالم‪ .‬حياته بحد ذاتها كانت عبارة عن‏بؤس متواصل ومات‏مبكرا ً في سن األربعين‪ ،‬وتعد قصة (القط األسود) من أشهر ما كتب‬
‫في مجال الرعب‪.‬‬
‫‪ .4‬جي دي موباسان (‪ :)1893 - 1850‬كاتب وروائي فرنسي وأحد آباء القصة القصيرة الحديثة‪ .‬من ساللة أرستقراطية تدهورت إلى‬
‫مباءة اإلفالس‪ ،‬من أشهر قصصه‪" :‬كرة الشحم"‪" ،‬بيير وجان"‪ ،‬ومن أهم قصصه القصيرة‪ " :‬العقد"‪" ،‬اآلنسة فيفي"‪.‬‬
‫‪ .5‬أنطون بافلوفيتش تشيخوف (‪ :)1904 - 1860‬طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من أفضل‬
‫كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ‪ ،‬ومن كبار األدباء الروس‪ .‬كتب المئات من القصص القصيرة التي عُ ّد كثير منها إبداعات‬
‫فنية كالسيكية‪ ،‬وكان لمسرحياته تأثير عظيم في دراما القرن العشرين‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬ ‫ُّف‬
‫ن‬ ‫ِةصقلا‬ ‫ي‬
‫َرصقلا ّ‬

‫القصة‪:‬‬
‫‪1.1‬تعريف ّ‬
‫جامع مانع‪ .‬وإذا‬
‫ٍ‬ ‫للقص ِة القصير ِة‪ ،‬أو على تعريفٍ‬
‫ّ‬ ‫ب ون ّقادُهُ على تعريفٍ واح ٍد‬ ‫مؤرخو األد ِ‬ ‫لم يُجم ْع ّ‬
‫ِ‬
‫ضبط‬ ‫الكثير منهم أيضاً لم يتَّف ْقوا على‬ ‫حكائي‪ ،‬واقعاً أو خياال ً‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ٌّ‬ ‫الكثير منهم رأى أنَّها ف ٌّن نثريٌّ‬ ‫كا َن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يتجاوز ع ْشر َة آال ِ‬
‫ف‬ ‫ُ‬ ‫القصصي بما ال‬
‫َّ‬ ‫تتحر ُك في مجا ِلها‪ ،‬فعلى حين ح ّددَ عددٌ منهم َّ‬
‫النص‬ ‫ّ‬ ‫الحدو ِد التي‬
‫ٍ‬
‫جلسة واحد ٍة‪.‬‬ ‫النص الذي ِ‬
‫يمك ُن قراءت ُه في‬ ‫كلمة‪ ،‬رأى آخرون أنَّه ُّ‬‫ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫الحقيقة والخيالِ‪،‬‬ ‫تجمع بين‬
‫ُ‬ ‫القصةَ القصير َة بأنّها حكاية ٌ‬‫ّ‬ ‫اإلنجليزي "هـ‪ .‬ج‪ .‬ويلز"‬
‫ُّ‬ ‫الكاتب‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫وعر َ‬ ‫ّ‬
‫من‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫أرباع الساعة‪ ،‬واشترط أن تكو َن على جانب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ربع ساعة وثالثة‬ ‫تتراوح بين ِ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ويمكن قراءت ُها في مدة‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬
‫مه "فرانك أوكونور" بقوله‪ :‬إن القصَّ ةَ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫للقصة القصيرة هو ما قد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أبرز تعريفٍ‬ ‫َّ‬
‫واإلمتاع‪ .‬ولعل َ‬
‫ِ‬ ‫التشوي ِق‬
‫ِ‬
‫الضآلة‬ ‫المتناهين في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالجماعة المغمور ِة من البش ِر‪ ،‬أو البش ِر‬ ‫اللحظة المهمَّ ِة‪ ،‬الذي يُعنى‬
‫ِ‬ ‫القصير َة هي ف ُّن‬
‫الطبقي ّ ِة‪.‬‬
‫القصة‪:‬‬
‫عنارص ّ‬
‫ُ‬ ‫‪2.2‬‬
‫ت عناص ِره‬ ‫ثمةَ اختالفاً بينَها فيما يعني محدّدا ِ‬ ‫القص ِة؛ َّ‬
‫فإن ّ‬ ‫ت بف ِّن ّ‬ ‫على الرغم ِ من وفر ِة الدراسا ِ‬
‫ت التي عُنيَ ْ‬
‫أهم تلكَ العناص ِر‪:‬‬
‫ت‪ .‬ومن ّ‬‫من الدراسا ِ‬ ‫مكو ِ‬
‫ناته لدى كثي ٍر من الن ّقاد‪ ،‬وفي كثي ٍر َ‬ ‫التي غالباً ما تتداخ ُل مع ّ‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫قصص‬
‫ٌ‬ ‫وثمةَ‬
‫غ القارِئ بها‪ ،‬أو المغزى الذي يقص ُد إليه‪ّ .‬‬ ‫القص ِة إبال َ‬
‫كاتب ّ‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬الفكرةُ‪ :‬أو الرسالة ُ التي يودُّ‬
‫َّ‬
‫األول‬

‫ٍ‬
‫رسالة‪،‬‬ ‫ت‪ ،‬وما ِمن فكر ٍة‪ ،‬أو‬ ‫وعي الفكر ِة أو المغزى فيها من القراء ِة األولى‪ ،‬بل تتطل ُ‬
‫ب قراءا ٍ‬
‫يمكن ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ب ِ‬
‫نفسه‪ ،‬أو من ِ‬
‫ثقافته‪،‬‬ ‫ب الكات ِ‬
‫يمكن أن يكو َن من تجار ِ‬
‫ُ‬ ‫ع‬‫موضوع‪ ،‬وهذا الموضو ُ‬
‫ٍ‬ ‫أو مغزى من دون‬
‫من الخيال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصحافة‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬ويمكن أن يكو َن َ‬ ‫التاريخ‪ ،‬أو من‬
‫ِ‬ ‫اآلخرين‪ ،‬أو من‬
‫َ‬ ‫أو من تجار ِ‬
‫ب‬
‫‪١‬‬
‫يمكن أن يكو َن‬
‫ُ‬ ‫ع الذي‬‫ف له هو الصرا ُ‬ ‫ط ارتباطاً وثيقاً بعنص ٍر مراد ٍ‬
‫ث يُروى‪ ،‬ويرتب ُ‬
‫القصة ُ حد ٌ‬
‫‪2 .2‬الحدث‪ّ :‬‬
‫وتمكن‬
‫ُ‬ ‫ت‪ ،‬أو كليهما معاً‪.‬‬ ‫ث بين الشخصيَّا ِ‬ ‫ق الشخصي َِّة‪ ،‬أو خارجيّاً يحد ُ‬ ‫ث في أعما ِ‬
‫داخليّاً؛ يحد ُ‬
‫ِ‬
‫المنتصف‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬
‫البداية‪ ،‬أو من‬ ‫ِ‬
‫النهاية إلى‬ ‫ِ‬
‫النهاية‪ ،‬أو من‬ ‫ِ‬
‫البداية إلى‬ ‫ث‪ ،‬من‬‫ث‪ ،‬أو األحدا ِ‬‫رواية ُ الحد ِ‬
‫ِ‬
‫خارجها‪.‬‬ ‫نفسها‪ ،‬أو من‬‫القص ِة ِ‬ ‫ِ‬
‫الرواية شخصيَّة ٌ من داخ ِل ّ‬ ‫ينهض بمهمَّ ِة هذه‬
‫ُ‬

‫‪ .1‬هربرت جورج ويلز (‪ :)1946 - 1866‬أديب‪ ،‬مفكر‪ ،‬صحفي‪ ،‬عالم اجتماع ومؤرخ إنجليزي‪ .‬يع ُّد من مؤسسي أدب الخيال‬
‫العلمي‪ ،‬وقد اكتسب شهرته بفضل رواياته التي تنتمي لذاك الصنف األدبي‪ .‬حوت رواياته انتقادات اجتماعية هادفة‪.‬‬
‫‪ .2‬فرانك أوكونور (‪1966 -1903‬م)‪ :‬كاتب أيرلندي اكتسب شهرة بقصصه القصيرة عن الحياة في أيرلندا‪ .‬اعتمدت معظمها على‬
‫فترة طفولته‪ .‬وأنتج أيضاً أعماال ً في النقد‪ .‬نشر ترجمة لمقاطع من الشعر األيرلندي‪ ،‬وكتب العديد من المسرحيات‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫ُّف‬
‫ن‬ ‫ِةصقلا‬ ‫ي‬
‫َرصقلا ّ‬

‫تخضع‬
‫ُ‬ ‫ث‪ ،‬وسر ِدها‪ ،‬وتطوي ِرها‪ .‬وغالباً ما‬ ‫ُسمى العقدة أيضاً‪ ،‬ويُقص ُد بها ف ُّن ترتي ِ‬
‫ب الحواد ِ‬ ‫‪3 .3‬الحبكة‪ :‬وت ّ‬
‫النفسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الزمني‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫الحبكة ُ إلى واح ٍد من النظامَين‪:‬‬

‫قص ٍة بين نو َعين من‬


‫التمييز في أيِّ ّ‬
‫ُ‬ ‫ويمكن‬
‫ُ‬ ‫قص ٍة من دون شخصي ٍَّة أو شخصيَّا ٍ‬
‫ت‪.‬‬ ‫‪4 .4‬الشخصيّة‪ :‬ما ِمن ّ‬
‫التمييز بين مظ َهرين لها‪ :‬شخصيّا ٍ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬ ‫ت ثانوي ّ ٍة‪ ،‬كما‬ ‫ٍ‬
‫رئيسة أو أكثر‪ ،‬وشخصيَّا ٍ‬ ‫ت‪ :‬شخصي ٍَّة‬
‫الشخصيَّا ِ‬
‫ث إلى‬ ‫صفاتها النفسي ّ ِة من ِ‬
‫بداية األحدا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثابتة تبقى على‬‫ث‪ ،‬وشخصيّات ٍ‬ ‫نامية تتطو َُّر مع تط ُّو ِر األحدا ِ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫نهايتها‪.‬‬

‫قص ٍة‪ ،‬مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالعنص ِر الساب ِق؛ أي الشخصيَّة التي‬
‫‪5 .5‬الزمانُ والمكانُ‪ :‬عنصران الزما ِن في أيِّ ّ‬
‫الزمن‬
‫ُ‬ ‫يفترض مكاناً تنتمي إليه‪ .‬وليس بالضرور ِة أن يكو َن‬
‫ُ‬ ‫يفترض وجودها زمناً يعي ّ ُن حركتَها‪ ،‬كما‬
‫ُ‬
‫يمكن أن يكون نفسيّاً‪.‬‬‫ُ‬ ‫واقعيّاً‪ ،‬بل‬

‫حوار‬
‫ُ‬ ‫حوار الشخصيَّة مع ِ‬
‫نفسها‪ ،‬وإمّا أن يكو َن خارجيّاً؛ وهو‬ ‫ُ‬ ‫‪6 .6‬الحوار‪ :‬إمّا أن يكو َن داخليّاً‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬
‫بالرشاقة‪ ،‬وأن يؤدّي دوراً‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬المساعدةُ‬ ‫ض‪ .‬وعلى الحوا ِر أن يت َّ َ‬
‫سم‬ ‫ت بعضها مع بع ٍ‬ ‫الشخصيَّا ِ‬
‫خصائصها النفسي ّ ِة‪ ،‬وإضاءةُ عناص ِر ِّ‬
‫القص األخر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والتعبير عن‬
‫ُ‬ ‫على رسم الشخصيّا ِ‬
‫ت‪،‬‬

‫نص ِه‪ ،‬وليس ثمَّة طريقة ٌ‬ ‫ِ‬


‫صياغة ِّ‬ ‫الكاتب في‬
‫ُ‬ ‫األسلوب بأنّه الطريقة ُ التي يستخدمُها‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫عر ُ‬
‫‪7 .7‬األسلوب واللغة‪ :‬ي ُ ّ‬
‫الخاص ِبه‪ ،‬بل َّ‬
‫إن لك ِّل‬ ‫ُّ‬ ‫قاص أسلوبُه‬ ‫األكثر مالءمةً من غي ِرها في هذا المجالِ‪ ،‬فلك ِّل ٍّ‬ ‫يمكن ع ُّدها‬ ‫ِ‬
‫بعينها‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫آخر‪.‬‬ ‫قص ٍة من َ‬ ‫كاتب ّ‬‫َ‬ ‫يميز‬
‫واألسلوب هو ما ُ‬‫ُ‬ ‫يختلف من قصَّ ٍة إلى أخرى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قاص أسلوباً‬
‫ٍّ‬
‫ب زادا ً‬ ‫الكاتب في سر ِد القصَّ ِة‪ ،‬وتتطل ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب التي يستخ ِدمُها‬ ‫ت والتراكي ِ‬‫ع المفردا ِ‬ ‫أمّا اللغة ُ فهي مجمو ُ‬
‫ع هو الذي يستخدم ُ اللغةَ‬ ‫والقاص المبد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الداللي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المعجمي لك ِّل مفرد ٍة‪ ،‬وبتط ُّو ِرها‬
‫ِّ‬ ‫معرفيّاً بالمعنى‬
‫الكنايات أو‬
‫ُ‬ ‫التشبيهات أو‬
‫ُ‬ ‫االستعارات أو‬
‫ُ‬ ‫تشغله‬
‫ُ‬ ‫استخداماً معبِّراً‪ ،‬فال تشغل ُ ُه الزخرفة ُ اللفظيَّةُ‪ ،‬كما ال‬
‫ِ‬
‫البالغة‪.‬‬ ‫مما ينطوي تحت عباء ِة‬ ‫التوريات‪ ،‬أو سوى ذلك ّ‬

‫القصة ف ي� سورية‪:‬‬
‫فن ّ‬ ‫‪ّ 3.3‬‬
‫ث والخب ِر والسم ِر‬‫ب كالحدي ِ‬ ‫ِ‬
‫عالقة نس ٍ‬ ‫القص ِة بغي ِر‬
‫ّ‬ ‫مما يتص ُل بف ِّن‬ ‫كثير ّ‬
‫ٌ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫األدبي‬
‫ِّ‬ ‫في الترا ِ‬
‫ث‬
‫ص‬‫ح أولى لهذا الف ِّن‪ ،‬كقص ِ‬
‫ظواهر قصصيَّةً‪ ،‬أو مالم َ‬‫َ‬ ‫يمكن ع ُّدها‬
‫ُ‬ ‫نصوص حكائيَّة ٌ‬‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫والمقامة‪ ،‬وثمَّة‬ ‫ِ‬
‫والخرافة‬
‫القص ِة القصير ِة‪ ،‬كما أرسته‬
‫ّ‬ ‫العرب ف َّن‬
‫ُ‬ ‫عرف‬
‫َ‬ ‫ث فقد‬ ‫ليلة وليلة‪ ،‬وكليلة ودمنة‪ .‬أمّا في العص ِر الحدي ِ‬ ‫ألف ٍ‬
‫ِ‬
‫مطلع القر ِن العشرين‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للصحافة في‬ ‫فالتأليف ثانياً‪ ،‬وكان‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الترجمة ّأوال ً‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬بطري ِق‬ ‫التقالي ُد الوافدةُ من الغر ِ‬
‫نصوصهم فيها من جهة‪ ،‬والتمكي ِن‬ ‫ِ‬ ‫الروا ِد من نش ِر‬
‫التعريف بهذا الف ِّن‪ ،‬وفي التمكي ِن لجي ِل ّ‬ ‫ِ‬ ‫دور مه ٌّم في‬‫ٌ‬
‫الذيوع واالنتشا ِر من جهة ثانيَة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نفسه من‬ ‫ِ‬
‫القصة ِ‬ ‫لف ِّن ّ‬

‫‪120‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫انتشار التعليمِ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫موقع من العالمِ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وشيوع ِه في غي ِر‬ ‫تطو ِر هذا الف ِّن‬‫وكان ثمَّةَ عوام ُل مختلفة ٌ وراء ّ‬
‫حافة ُ ِبه في هذا‬
‫نهضت الصَّ َ‬
‫ْ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬فضال ً عن الدو ِر الذي‬
‫ِّ‬ ‫وانهيار القوى الطبقي َِّة التقليدي َِّة‪ ،‬والتط ُّو ِر‬
‫المجال‪.‬‬
‫مجموعة قصصي ٍَّة سوري ّ ٍة فهي‬
‫ٍ‬ ‫نهاية القر ِن التاس َع َ‬
‫عش َر‪ .‬أمّا ّأو ُل‬ ‫القص ِة القصيرة في سوريةَ إلى ِ‬ ‫ترت ُّد نشأةُ ّ‬
‫القصصي‬
‫ُّ‬ ‫النتاج‬
‫ُ‬ ‫لبث‬
‫مجموعة ُ علي خلقي التي صدرت عام (‪1931‬م) بعنوان‪" :‬ربيع وخريف"‪ ،‬ث َّم ما َ‬
‫متصاعدا ً بل َغ ذروت َه في العق ِد األخي ِر من القر ِن العشرين‪ .‬ومهما‬ ‫ِ‬ ‫السوري أن تتاب َع بعدَها ِ‬
‫راسماً خطّاً بيانيّاً‬ ‫ُّ‬
‫س مراح َل أساسي ٍَّة‬ ‫التمييز بين خم ِ‬
‫ُ‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬ ‫القص ِة وتجييل ُكتّابِ ها‪ ،‬فإنَّه‬
‫ب تلك ّ‬ ‫ت تحقي ِ‬
‫يكن من أم ِر تع ُّد ِد فعاليا ِ‬
‫ْ‬
‫مرحلة وأخرى‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫يعني ذلك حدودا ً قطعيَّةً بين‬ ‫ِ‬
‫في تاريخها من دون أن َ‬

‫نتاج الثالثينيَّات صلة ُ‬ ‫َ‬ ‫وس َمت‬‫ت التي َ‬ ‫بداية الثالثيني َّ ِ‬


‫ات إلى نهاية األربعينيَّات)‪ :‬من أبر ِز السما ِ‬ ‫النشأة (من ِ‬
‫الواقع وعللَه االجتماعيَّةَ وقيمه وتقاليدَه‬ ‫ِ‬ ‫أمراض‬
‫َ‬ ‫وصدوره عنه‪ ،‬وتعريتُه‬
‫ُ‬ ‫بالواقع المحلِّي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫معظم ِه الوثيقة ُ‬
‫ِ‬
‫لكتابة قصصي ّ ٍة قيد التك ُّو ِن على المستوى الفن ّ ِّي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والتأسيس‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الوعظ‪،‬‬ ‫ت‬‫خفوت صو ِ‬‫ُ‬ ‫المعوقةَ للتق ُّدمِ‪ّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ّ‬
‫جار‪.‬‬ ‫ومحمد الن ّ‬
‫ّ‬ ‫ومن أبر ِز ُكتّابِ ه‪ :‬علي خلقي‪ ،‬وعبّاس الحامض‪ ،‬وعبد اهلل يوركي حالق‪ ،‬وخليل هنداوي‪،‬‬
‫ت‪ :‬فؤاد الشايب‪ ،‬ووداد سكاكيني‪ ،‬وسامي الكيالي‪ ،‬وأديب نحوي‪ ،‬ومراد‬ ‫ب األربعينيَّا ِ‬ ‫ومن أبر ِز كتَّا ِ‬
‫الت ِه‪ .‬ومن ِ‬
‫أمثلة‬ ‫ت ِ‬
‫الواق ِع وتح ُّو ِ‬ ‫األغلب األع ُّم من ِ‬
‫نتاج ِهم بمثيرا ِ‬ ‫ُ‬ ‫السباعي‪ ،‬وعبد السالم العجيلي الذين عُني‬
‫خ جرح"‪ ،‬ومجموعتا وداد سكاكيني‪" :‬مرايا الناس"‪ ،‬و"بين‬ ‫ذلكَ مجموعة ُ فؤاد الشايب الوحيدةُ‪" :‬تاري ُ‬
‫"كأس ومصباح"‪ ،‬و"من دم القلب"‪ ،‬ث َّم مجموعة ُ عبد السالم‬ ‫ٌ‬ ‫الني ِل والنخيل"‪ ،‬فمجموعتا أديب نحوي‪:‬‬
‫ت السَّ احرة"‪.‬‬ ‫العجيلي‪" :‬بن ُ‬

‫الكبرى على غي ِر‬ ‫ت ُ‬ ‫ت في سوريةَ مرحلةَ التح ُّوال ِ‬ ‫سنوات الخمسينيّا ِ‬ ‫ُ‬ ‫التأسيس (الخمسينيّات)‪ :‬تمث ّ ُل‬
‫ت‬‫عبر ثالث عالما ٍ‬ ‫القص ِة تقدّماً الفتاً للنظ ِر َ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي تقدّم ُ ف ِّن‬
‫ِّ‬ ‫مستوى‪ ،‬كا َن من أهمِّها على المستوى‬
‫اب ذلك‬ ‫قه ُكت ّ ُ‬‫ت القصصي َِّة الصادر ِة في هذه المرحلة‪ ،‬والتط ُّو ُر الفن ّ ُّي الذي حقَّ ُ‬ ‫معاً‪ ،‬هي‪ :‬عددُ المجموعا ِ‬
‫المختلفة‪ :‬كالوجودي َِّة‪ ،‬والماركسي َِّة‪ ،‬والقومي َِّة‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأطيافها‬ ‫ت الفكري َِّة والفنّي ّ ِة الوافد ِة‬ ‫العق ِد‪ ،‬واالستجابة ُ للتيَّارا ِ‬
‫ت‬ ‫مهماً من األصوا ِ‬ ‫ت عددا ً ّ‬ ‫سنوات الخمسينيَّا ِ‬
‫ُ‬ ‫والواقعي َِّة‪ ،‬والواقعي َِّة النقدي َِّة‪ ،‬والواقعي َِّة االشتراكي َِّة‪ .‬وقد قد ْ‬
‫ّمت‬
‫القص السوري َِّة‪ ،‬أمثال‪ :‬عادل أبو شنب‪،‬‬ ‫تجربة ِّ‬‫ِ‬ ‫ت فارقةً في‬ ‫كثير منها ‪-‬وما يزال‪ -‬عالما ٍ‬ ‫الجديد ِة التي مث ّ َل ٌ‬
‫ونسيب االختيار‪ ،‬وألفة اإلدلبي‪ ،‬وجان ألكسان‪ ،‬ونصر الدين البحرة‪ ،‬وحليم بركات‪ ،‬وشوقي بغدادي‪،‬‬
‫وسعيد حورانيّة‪ ،‬وليان ديراني‪ ،‬وعدنان الداعوق‪ ،‬وصميم الشريف‪ ،‬وسلمى الحفار الكزبري‪ ،‬ومطاع‬
‫صفدي‪ ،‬وحسيب كيالي‪ ،‬واسكندر لوقا‪ ،‬ويوسف أحمد المحمود‪ ،‬وصباح محيي الدين‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ُّف‬
‫ن‬ ‫ِةصقلا‬ ‫ي‬
‫َرصقلا ّ‬

‫ت ٍ‬
‫قليلة‪،‬‬ ‫ت الحكائي َِّة والوسائ ِل الفنّي َِّة بين تجارب أولئك‪ ،‬وباستثناءا ٍ‬‫ت المرجعيَّا ِ‬ ‫وعلى الرغم ِ من تفاو ِ‬
‫ووظائف ِه ودو ِر ِه في‬
‫ِ‬ ‫اإلبداع‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫متفاوتة عن وع ٍي عمي ٍق بمعنى‬ ‫ت عب ّ َر بدرجا ٍ‬
‫ت‬ ‫نتاج الخمسينيَّا ِ‬
‫ِ‬ ‫معظم‬ ‫َّ‬
‫فإن‬
‫َ‬
‫المجتمع وتط ُّو ِر ِه‪ .‬وليس أد ُّل على‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫كابحة لتق ّدم ِ‬ ‫الواقع من مفارقا ٍ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫القناع عمَّا يختفي تحت قشر ِة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إماطة‬
‫مجموعت ِه‪" :‬مع الناس"‪ ،‬ونسيب االختيار في‪" :‬طيف الماضي"‪ ،‬وسلمى‬ ‫ِ‬ ‫مه حسيب كيالي في‬ ‫قد ُ‬‫ذلك ممَّا َّ‬
‫الح ّفار الكزبري في مجموعتيها‪" :‬حرمان"‪ ،‬و"زوايا"‪ ،‬وصميم الشريف في‪" :‬أنين األرض"‪ ،‬وشوقي‬
‫ِ‬
‫والمجموعة‬ ‫المسرة"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مجموعت ِه األولى‪" :‬وفي الناس‬
‫ِ‬ ‫بغدادي في‪" :‬حيّنا يبصق دماً"‪ ،‬وسعيد حورانيّة في‬
‫ب السوريّين‪" :‬درب إلى القمة"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المشتركة التي أصدرت ْها رابطة ُ الكتّا ِ‬

‫للتجربة القصصي ّ ِة السوري َِّة‪ ،‬فإ ّن‬


‫ِ‬ ‫ت يمثِّ ُل مرحلةَ التأسي ِ‬
‫س‬ ‫التأصيل (الستينيَّات)‪ :‬إذا كان عق ُد الخمسينيّا ِ‬
‫فحسب من ٍ‬
‫جهة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لكتابة قصصي ّ ٍة دال ّ ٍة على ِ‬
‫نفسها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫التجربة‪ ،‬أي‬ ‫عق َد الستينيَّا ِ‬
‫ت يمث ّ ُل مرحلةَ التأصي ِل لتلكَ‬
‫ت الجديد ِة في ذلكَ العق ِد‪ :‬صدقي إسماعيل‪،‬‬ ‫ثانية‪ .‬ومن أبر ِز األصوا ِ‬
‫جهة ٍ‬ ‫إنتاج ما سبقها من ٍ‬ ‫َ‬ ‫وال تعي ُد‬
‫السمان‪ ،‬وبديع ح ّقي‪ ،‬وحيدر حيدر‪ ،‬وكوليت خوري‪ ،‬وصالح دهني‪ ،‬وياسين‬ ‫ّ‬ ‫وزكريا تامر‪ ،‬وغادة‬
‫رفاعية‪ ،‬وفارس زرزور‪ ،‬ووليد إخالصي‪ ،‬وجورج سالم‪ ،‬ومظ ّفر سلطان‪ ،‬وعبد اهلل عبد‪.‬‬
‫غير إشار ٍة‬ ‫ٍ‬
‫متباينة‪ ،‬وق ّدمَ َ‬ ‫ورؤى فكري ّ ٍة‬
‫ً‬ ‫ت فنّي ّ ٍة متعدّد ٍة‬
‫ت بين اتجاها ٍ‬ ‫نج ُز تلك األصوا ِ‬ ‫وقد تو ّزع مُ َ‬
‫القص وعن تمث ّ ٍل ممي ّ ٍز‬
‫ِّ‬ ‫واضح في أشكا ِل‬ ‫ٍ‬ ‫القص السوريِّ ‪ ،‬وعب ّ َر عن تجدي ٍد‬ ‫ِّ‬ ‫ب في‬‫ت التجري ِ‬ ‫إلى بدايا ِ‬
‫ويمكن التمثي ُل لذلك بمجموعتَي زكريا تامر‪" :‬صهيل الجواد‬ ‫ُ‬ ‫والفن اإلنسانيَّين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت الفك ِر‬ ‫تحوال ِ‬ ‫ِ‬
‫لمختلف ّ‬
‫السمان‪" :‬عيناك‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ومجموعة غادة‬ ‫ومجموعة وليد إخالصي‪" :‬قصص"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األبيض"‪ ،‬و"ربيع في الرماد"‪،‬‬
‫ومجموعة جورج سالم‪" :‬فقراء الناس"‪ ،‬ومجموعة عبد اهلل عبد‪" :‬مات البنفسج"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قدري"‪،‬‬

‫ت الجديد ِة التي َّ‬


‫قدمها عق ُد السبعينيَّات‪ :‬إبراهيم الخليل‪ ،‬ووليد‬ ‫التجريب (السبعينيّات)‪ :‬من أبرز األصوا ِ‬
‫معماري‪ ،‬وحسن م يوسف‪ ،‬وعبد اهلل أبو هيف‪ ،‬وسميرة بريك‪ ،‬وزهير جبور‪ ،‬وخليل جاسم الحميدي‪،‬‬
‫وناديا خوست‪ ،‬وعبد اإلله الرحيل‪ ،‬وزكريا شريقي‪ ،‬وحسن صقر‪ ،‬ومحمود عبد الواحد‪ ،‬ورياض عصمت‪،‬‬
‫وقمر كيالني‪.‬‬
‫الكم ِّي‪َّ ،‬‬
‫فإن من أبر ِز‬ ‫ّ‬ ‫القصصي على المستوى‬
‫ِّ‬ ‫النتاج‬
‫ِ‬ ‫وإذا كان من أبر ِز ما اتَّسم ِبه ذلك العق ُد وفر ُة‬
‫االصطالح ِ‬
‫عليه بتعبي ِر "الحساسية األدبيَّة الجديدة" التي‬ ‫ظهور ما ت َّم‬ ‫سم ِبه على المستوى الفن ّ ِّي‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ما ات َ‬
‫ب‪ ،‬ومن أمثلة ذلك مجموعة ُ إبراهيم الخليل‪:‬‬ ‫القصة ُ القصيرةُ في سوريةَ معها مرحلةً عاليةً من التجري ِ‬‫بلغت ّ‬
‫"البحث عن سعدون الطيِّب"‪ ،‬ومجموعة خليل جاسم الحميدي‪" :‬السخط وشتاء الخوف"‪ ،‬ومجموعة‬
‫حسن‪ .‬م‪ .‬يوسف‪" :‬العريف غضبان"‪ ،‬ومجموعة عبد اهلل أبو هيف‪" :‬موتى األحياء"‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫القص ِة‬
‫ب ّ‬ ‫أن عددا ً من كتّا ِ‬ ‫التمثّل وإعادة اإلنتاج‪( :‬من بداية الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات)‪ .‬على الرغم ِ من َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نتاج ذلك‬
‫معظم ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫القص السوريّة‪ ،‬فإ ّن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫القصير ِة الذين ظهروا في الثمانينيّات شك َل إضافةً جديد ًة إلى تجربة ِّ‬
‫تمارس نفوذا ً واضحاً فيه على غي ِر مستوى‪ .‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫ت التي ظل ّ ْ‬
‫ت‬ ‫التحر َر من قيو ِد السبعينيَّا ِ‬
‫ُّ‬ ‫يستطع‬
‫ِ‬ ‫العق ِد لم‬
‫وقاص ٍة‪ ،‬كان من أبر ِزهم‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫قاص‬
‫مئة ٍّ‬‫مجموعة قصصيَّة سوري ٍَّة‪ ،‬لنحو ِ‬
‫ٍ‬ ‫ت ما يزي ُد على مئتَي‬‫صدر في الثمانينيَّا ِ‬
‫مروان المصري‪ ،‬وإبراهيم صموئيل‪ ،‬وجميل حتمل‪ ،‬وأنيس إبراهيم‪ ،‬وعلي المزعل‪ ،‬وسمير عامودي‪،‬‬
‫ت‪ :‬محمد أبو‬ ‫قدمَها عق ُد التسعينيَّا ِ‬ ‫ت الجديد ِة التي َّ‬ ‫وجمال عبّود‪ ،‬ومالك ص ّقور‪ .‬ومن أبر ِز األصوا ِ‬
‫السمان‪ ،‬وتاج الدين‬
‫ّ‬ ‫وغسان كامل ونوس‪ ،‬ونجم الدين‬ ‫ّ‬ ‫معتوق‪ ،‬ونبيل صالح‪ ،‬وأنيسة عبّود‪ ،‬وهزوان الوز‪،‬‬
‫المحمد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموسى‪ ،‬ونجاح إبراهيم‪ ،‬ورباب هالل‪ ،‬وحسان‬
‫َّ‬
‫ب‪ ،‬وباستلهام ِ‬‫ت‪ :‬بالتَّجري ِ‬ ‫ت والتسعينيَّا ِ‬ ‫نجز الثمانينيَّا ِ‬
‫سم بها مُ ُ‬ ‫ص الفنّي َِّة التي ات َ‬‫ويمكن إجما ُل الخصائ ِ‬
‫ُ‬
‫والعجائبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الواقعي والفن ّ ِّي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫القص‪ ،‬وزحزحة التطاب ِق بين‬ ‫ِ‬
‫بالواقعي‪ ،‬وشعرنة ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكنائي‬
‫ِّ‬ ‫ث‪ ،‬وبتداخ ِل‬ ‫المورو ِ‬
‫معظمهم على استبصا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مبدعيه‬ ‫إلحاح‬
‫ُ‬ ‫نج َز‬‫الم َ‬
‫وسم ذلك ُ‬‫َ‬ ‫ت‪ ،‬فلع َّل َ‬
‫أبرز ما‬ ‫أمّا على مستوى الموضوعا ِ‬
‫بمجموعة إبراهيم صموئيل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ويمكن التمثي ُل لذلك‬‫ُ‬ ‫وتنذر بدمار ِه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بالواقع‬
‫ِ‬ ‫ب التي تفتكُ‬ ‫ت الخرا ِ‬ ‫مرجعيَّا ِ‬
‫ومجموعة أنيسة عبّود‪" :‬حين تنزع‬ ‫ِ‬ ‫ومجموعة مروان المصري‪" :‬ما حدث لعبد اهلل"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫"النحنحات"‪،‬‬
‫غسان ونّوس‪" :‬هامش الحياة هامش الموت"‪ ،‬ومجموعة هزوان الو ّز‪" :‬عيون في‬ ‫ِ‬
‫ومجموعة ّ‬ ‫األقنعة"‪،‬‬
‫الخريف"‪ ،‬ومجموعة تاج الدين الموسى‪" :‬حارة شرقيّة حارة غربيّة"‪ ،‬وسوى ذلك‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ُّف‬
‫ن‬ ‫ِةصقلا‬ ‫ي‬
‫َرصقلا ّ‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫‪1 .1‬عالم ير ّكز تعريف ّ‬


‫القصة عند ك ّل من (ويلز – فرانك أوكونور)؟‬
‫القصة‪ .‬امأل حقول الجدول بالمطلوب‪:‬‬
‫‪ 2 .2‬من تتبعك عناصر ّ‬
‫املقصود بالعنرص‬ ‫العنرص‬

‫‪...............‬‬ ‫الفكرة‬

‫‪...............‬‬ ‫الحدث‬

‫ف ّن ترتيب الحوادث ورسدها وتطويرها‬ ‫‪...............‬‬

‫الطريقة التي يستخدمها الكاتب يف صياغة نصه‬ ‫‪...............‬‬

‫القصة؟ وما مظهراها؟‬


‫‪3 .3‬ما نوعا ال ّشخصيّة في ّ‬
‫ثم بيّن الوظيفة التي يؤدّيها‪.‬‬
‫القصة‪ّ ،‬‬
‫ضح نوعي الحوار في ّ‬ ‫‪4 .4‬و ّ‬
‫فن القصة وشيوعه؟‬‫‪5 .5‬ما أبرز عوامل تطور ّ‬

‫‪124‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫مر النتاج القصصي السوري بمراحل عدّة بلغ ذروته في العقد األخير من القرن العشرين‪ ،‬بيّن ذلك‬
‫‪ّ 6 .6‬‬
‫وفق الجدول اآلتي‪:‬‬

‫أبرز املجموعات القصصيّة فيها‬ ‫القصاصني‬


‫أبرز ّ‬ ‫سامت النتاج القصيص‬ ‫زمنها‬ ‫املرحلة‬

‫من بداية الثالثينيات‬


‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫إىل نهاية األربعينيات‬

‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫التأسيس‬

‫مجموعتا زكريا تامر (صهيل‬


‫الجواد األبيض وربيع يف الرماد)‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬
‫ومجموعة‪...............‬‬

‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫السبعينيات‬ ‫‪...............‬‬

‫فنيّاً ات ّسم بـ‪...............:‬‬


‫التمثّل وإعادة‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫موضوعاته امتازت‬ ‫‪...............‬‬
‫اإلنتاج‬
‫بـ‪...............:‬‬

‫‪125‬‬
‫العائد‬
‫قصصي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫صباح محيي الدين‬


‫(‪1962 -1925‬م)‬

‫ُولـ َـد ف ي� حلــب‪ ،‬ودرس ف ي� مهعــد "الالييــك" ب�لــب‪ ،‬ث ّ� انتقــل‬


‫الباكلــور�‪ ،‬أتقــن‬
‫ي‬ ‫إىل مدرســة ت"�ســانطة" نو�ل نم�ــا ش�ــادة‬
‫ً‬ ‫وال ّ‬ ‫ل� ّيــة ت‬ ‫وال نج� ي ز‬ ‫ّ‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ســبانية‪ ،‬ومعــل حمــررا‬ ‫وال� ّكيــة إ‬ ‫الفرنســية إ‬
‫ـ�‪ ،‬ث ّ� ســافر إىل‬ ‫احللبيتـ ي ن‬‫ّ‬ ‫وال�بــاء"‬‫ف ي� حصيفـ تـى "احلــوادث‪ ،‬ش‬
‫الفلسطيني بعد‬
‫ُّ‬ ‫عب‬
‫ُش ِّردَ ال ّش ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي ف‬
‫ت‬ ‫نكبة عام (‪ ،)1948‬وبدأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لبنــان ومعــل ي� غـ يـر حصيفــة لبنانيــة‪ ،‬مــن مثــل‪" :‬بـ يـروت"‬
‫ف أ‬
‫النفوس تتشظّى بين األلم ِ حيناً‪،‬‬ ‫ـ� مــن‬ ‫الدب الفرنـ ي ّ‬ ‫و"بـ يـروت واملســاء"‪ ،‬ث ّ� ن�ل إالجــازة ي�‬

‫الدرس ّ‬
‫ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ّ‬
‫اليســوعية‪ ،‬تو�بــع دراســة احلقــوق ي� اللك ّيــة نفهســا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللك ّيــة‬

‫ّ‬
‫ِ‬
‫الطفولة‬ ‫والحني ِن إلى مه ِد‬
‫ث األجدا ِد حيناً آخر‪،‬‬ ‫وإر ِ‬ ‫ث ّ� ســافر إىل الســوربون وحصــل عــى ش�ــادة الدكتــوراه‬

‫الثاني‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ف أ‬
‫ذكريات الماضي‬ ‫ُ‬ ‫كت‬
‫فحر ْ‬ ‫ّ‬ ‫الفرنــ�‪ ،‬ومعــل تم� ج�ــا لليونســكو ي� ب�ريــس‬ ‫يّ‬ ‫ي� الدب‬
‫ً ف‬ ‫ّ‬
‫غير قليل‬ ‫ودفعت َ‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ثور َة الغضب‪،‬‬ ‫عامــ�‪ ،‬ث ّ� ســافر إىل لنــدن ومعــل مذيعــا ي� القــم‬ ‫ين‬ ‫مــدة‬
‫حلم العود ِة‬‫َ‬ ‫منهم كي ينش َد‬ ‫لم�‪ ،‬فسـ ّـجل أطروحــة للدكتــوراه‬ ‫ي‬ ‫ـر�‪ ،‬تو�بــع ت�صيــه الع ّ‬ ‫ي‬ ‫العـ ب ّ‬ ‫‪2‬‬
‫ِ‬ ‫متسلِّحاً باإلصرا ِر‬ ‫أ‬ ‫ف ي� جامعــة لنــدن عــن ب ن‬
‫واإلباء‬
‫ندلــ�‪ ،‬ث ّ� انتقــل إىل‬ ‫يّ‬ ‫ا� زمــرك ال‬
‫يمكن‬
‫ُ‬ ‫ب ال‬ ‫لتحدّي غاص ٍ‬ ‫ت‬ ‫فّ ش‬ ‫ف‬
‫ــر�‬‫الثقــا�‪ ،‬وأ�ف عــى � ي‬ ‫ي‬ ‫الكويــت للعمــل ي� احلقــل‬
‫طردُه من الديا ِر إال بالمواج َه ِة‬ ‫ـال النفــط" وإخر جا�ــا وأهســم ف� التحضــر ت‬ ‫ـه "رسـ ة‬ ‫مج ـ ّ ة‬
‫الح‪ ،‬فراح ِ‬ ‫ملؤ�ــر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت األقالم ُ‬ ‫والس ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ً ّ ً‬ ‫أ ف‬ ‫أ‬
‫الحلم فنّاً قصصيّاً‬ ‫تنس ُج ذلك‬ ‫ال بد�ء العــرب ال ّول ي� الكويــت‪ ،‬واكن عضــوا مؤسســا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـو� ف ي� الكويــت ثإ� حــادث مفـ جئ‬ ‫فّ‬
‫للجراح واآلما ِل‬
‫ِ‬ ‫البلسم‬ ‫كان‬ ‫ـا�‪ ،‬اكنــت أمعــاهل‬ ‫أفيــه‪ً ،‬وتـ ي‬
‫َ‬
‫المتكسرة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عيــة معيقــة وحســر مــن‬ ‫اج� ّ‬ ‫واقعيــة ورؤيــة ت‬ ‫ـاز� ّ‬ ‫ت�سيســا لفانتـ ي‬
‫ـ� ّرواد فـ ّـن الكتابــة‬ ‫متقدمــة مــن بـ ي ن‬ ‫ـص يضعــه ف� مرتبــة ّ‬ ‫القـ ّ‬
‫ي‬
‫"مح الشــباب"‪ ،‬ومج موعــات‬ ‫احلاكئيــة‪ ،‬مــن أمعــاهل‪ :‬روايــة ّ‬ ‫ّ‬
‫ـيمفونية الناقصــة) و(بنــت الج ـ يـران)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قصصيــة‪ ،‬نم�ــا‪( :‬السـ‬ ‫ّ‬
‫ـص‪.‬‬ ‫ومج موعــة (العائــد) الـ تـى أخــذ نم�ــا النـ ّ‬
‫ي‬

‫‪126‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬ ‫دئاعلا‬

‫…‪…١‬‬
‫وصلْنا يا أفندي‪.‬‬
‫النظر إلى‬
‫َ‬ ‫ونظر سامي إلى األف ِق فلم َير شيئاً‪ ،‬ولو أرادَ‬‫َ‬ ‫بإصبعه إلى األف ِق‪ ،‬وقال (هناك)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وأشار المه ِّر ُ‬
‫َ‬
‫ب يدهُ مفتوحةً تغني ع ِن الكالم‪ ،‬فناولَه‬ ‫المهر ُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫قليلة لما تبي ّ َن شيئاً في هذا اللي ِل البهيمِ‪ .‬ومد‬ ‫أبع َد من أمتا ٍر ٍ‬
‫رب‪:‬‬
‫ثم قال الم ّه ُ‬‫تغيب في جيبِ ِه‪ ،‬ومضت ثوا ٍن‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫سامي مئةَ لير ٍة لبناني ّ ٍة‪ ،‬وسم َع حفيفَها وهي‬
‫تحاش أن يراك اإلسرائيليّون‪.‬‬ ‫َ‬ ‫السالمة‪.‬‬ ‫‪ -‬مع ّ‬
‫وذاب في الظالم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثم ابتع َد عن سامي‬ ‫ّ‬
‫دمشق؟‬
‫َ‬ ‫ح البا ِل في‬
‫عميق‪ .‬وقال له شيطانُه‪" :‬ألم تكن مستري َ‬ ‫ٌ‬ ‫وغمره سكو ٌن‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولفَّ اللي ُّل سامي بوشاحه‪،‬‬
‫أتيت‬
‫َ‬ ‫ث‬
‫رأي العق ِل – فارج ْع من حي ُ‬ ‫أردت رأيي – وهو ُ‬ ‫َ‬ ‫ما الذي كلّفكَ هذا الذي أنت مقدم ٌ عليه؟ إذا‬
‫لما ي ُف ِ‬
‫ت‬ ‫افرض أنّها قتلتكَ ‪ ،‬فماذا ُ‬
‫ينفع عنادُك آنذاك؟ ّ‬ ‫ْ‬ ‫طلعت عليكَ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫افرض أ ّن دوريّةً إسرائيليّةً‬‫ْ‬ ‫قبل أن تندمَ‪.‬‬
‫دمشق"‪.‬‬
‫َ‬ ‫األوانُ‪ ..‬ع ْد إلى‬
‫…‪…٢‬‬
‫الدرس ّ‬

‫يحس بين حا ِله حينذاك وحا ِله‬ ‫جلست ِه مع مني ٍر كأنَّهما قرنا ِن كامال ِن‪ ،‬يا لَبُع ِد ما‬ ‫ِ‬
‫ّ‬

‫ُّ‬ ‫مرا على‬ ‫دمشق!! يومان ّ‬ ‫ُ‬


‫الغوطة‪ ،‬تعق ُد في سماءِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دمشق جميلة ٌ‪ ،‬مضمَّخة ٌ بعط ِر الزهو ِر المتفتّحة بالماليي ِن في‬ ‫َ‬ ‫اآلنَ! ليالي أي ّ َار في‬
‫الثاني‬

‫مر حينذاك!‬ ‫اح‪ .‬وما أجم َل ليالي أي ّ َار حين يلتقي رمضا ُن بها! وما أحلى السَّ َ‬ ‫الفو ِ‬
‫المدينة سراد َق من العط ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫الضاحكين وحدي ِ‬
‫ث‬ ‫ك ّ‬ ‫الماء في النراجي ِل بضح ِ‬ ‫ضحكات ِ‬
‫ُ‬ ‫س تنعق ُد في المقاهي‪ ،‬وتختل ُ‬
‫ط‬ ‫آالف المجال ِ‬ ‫ُ‬
‫‪2‬‬ ‫بالمرح والسرو ِر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ض‬‫جلبة حي ّ ٍة تنبِ ُ‬
‫المتحدثين‪ ،‬في ٍ‬ ‫ِّ‬
‫الرصيف‪ ،‬يتحدّثو َن باهتمام ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تندلق على‬‫ُ‬ ‫جلس أربعة ُ شبّا ٍن على مائد ٍة تكادُ‬ ‫َ‬ ‫وفي أحد هذه المقاهي‪،‬‬
‫قصير‪ ،‬سرعا َن ما قط َع ُه أح ُد الجالسين‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬‫س صم ٌ‬ ‫س‪ ...‬وران على المجل ِ‬ ‫وحما ٍ‬
‫‪ -‬هل قرأ أحدكم مقا َل "كمال" في جريد ِة "فلسطين"؟‬
‫استقر في إنجلترا وأخذ الجنسيَّةَ البريطانيّةَ‪ ،‬وعن‬ ‫َّ‬ ‫ث سريعاً‪ ،‬فانتق َل من كما ٍل إلى أسع َد الذي‬ ‫ودار الحدي ُ‬
‫ِ‬
‫أنحاء‬ ‫فرقت ُهم الفاجعة ُ بددا ً في‬‫فؤا ٍد الذي يعم ُل مهندساً زراعيّاً في دير الزور‪ ،‬وعن كثي ٍر من أه ِل فلسطين ّ‬
‫ساهماً كأنَّه يرى بعينَيه رؤية خفيَت‬ ‫ث ك ُّل الحاضرين‪ّ ،‬إل واحدا ً ظ َّل صامتاً‪ِ ..‬‬ ‫العالمِ‪ .‬واشتر َك في الحدي ِ‬
‫اآلخرين‪ .‬وصاح ِبه أح ُدهم ما ِزحاً‪:‬‬ ‫َ‬ ‫على‬
‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫ذهب‬
‫َ‬ ‫خمسمئة! أتراه رمضا َن أثق َل عليك؟ عُ َّد يومين ويأتي العي ُد‪ .‬لقد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫األلف‬ ‫نصف‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬سامي!‬
‫وبقي القلي ُل‪.‬‬
‫علي‪ .‬إن ّ ُه على ح ٍّق فيما فع َل‪.‬‬ ‫صعوبة رمضانَ‪ .‬كن ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫الصعا ِ‬
‫‪ -‬ال واهلل يا منير‪ .‬ليت ك َّل ّ‬
‫ت أفك ُر في ّ‬ ‫ب مث ُل‬
‫التربة التي أخرجنا منها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جذورنا في‬
‫ُ‬ ‫ض التي خلَّفناها وراءَنا‪ .‬إنّهم‬ ‫ت علينا حقاً‪ ،‬فهم صلتُنا باألر ِ‬ ‫إ ّن لألموا ِ‬
‫فاستضحكَ ٌ‬
‫منير وقال‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫دئاعلا‬

‫ –ولك َّن والدت َك ‪ -‬رحمها اهلل ‪ -‬توفّيت من ُذ زم ٍن طويل‪.‬‬


‫ت دخ ٌل فيما أقول؟‬ ‫ –وهل للوق ِ‬
‫ي‪:‬‬
‫جد ّ‬‫ت ِّ‬ ‫منير بصو ٍ‬ ‫فأجابه ٌ‬ ‫ُ‬
‫ق‪.‬‬‫أبواب الرز ِ‬
‫َ‬ ‫ح اهلل عليك‬ ‫حس ٍن‪ ،‬وقد فت َ‬ ‫ولكن‪ .‬أنت هنا في مركَز َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ما ِ‬
‫تعنيه‪،‬‬ ‫ت واهلل‪ .‬فهم ُ‬ ‫ –فهم ُ‬
‫وعما ُن‬
‫أعلم ما تكون! وال ّشام ُ ّ‬ ‫دمشق من أن تكونَ؟ اهللُ ُ‬ ‫َ‬ ‫مدرساً في‬ ‫من األفضل أن تكون ِّ‬ ‫أليس َ‬
‫سواءٌ‪.‬‬
‫فقا َل سامي‪:‬‬
‫ت أف ّكر بالعودة إلى صفد‪ ،‬إلى قبر‬ ‫عمانَ‪ ،‬فليس لي فيها أح ٌد‪ ،‬وإنّما كن ُ‬ ‫أكن أف ّك ُر في العود ِة إلى ّ‬ ‫‪ -‬لم ْ‬
‫ت أبدأ ُ العي َد بزيار ِة قب ِرها‪،‬‬‫ت في صفد‪ ،‬أنّي كن ُ‬ ‫أذكر‪ ،‬حين كن ُ‬ ‫ُ‬ ‫أزوره في هذا العي ِد اآلتي‪.‬‬ ‫والدتي‪ ،‬لعلّني ُ‬
‫تركه المستوطنون على حا ِله؟ وبيتَنا؟ والبستانَ؟‬ ‫ُ‬ ‫أترى هل‬
‫ساهماً يحلُم‪..‬‬ ‫ولم يت َّم سامي جملتَه وعاد ِ‬ ‫ْ‬
‫منير‪:‬‬
‫وقال ٌ‬
‫ولنفرض‬
‫ْ‬ ‫جاً؟‬
‫جون فيها ع ّ‬ ‫األفكار الصبيانيّة‪ ،‬فأين أنت من صفد والمستوطنون يع ّ‬ ‫َ‬ ‫ع عنكَ هذه‬ ‫ –د ْ‬
‫وصلت صفد‪ ،‬فما بعد ذلك؟‪ ..‬خ ْذ ُك ْل من هذا اللو ِز األخض ِر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنّكَ‬
‫صغار!‬
‫ٌ‬ ‫ونحن‬
‫ُ‬ ‫ –إنّه يذكِّرني بلو ِز صفَد‪ .‬كم جنينا ُ‬
‫منه‬
‫ –وهذه الجبنة ُ بزعت ٍر‪ .‬ذ ْق منها ما أطيبَها!‬
‫ –أال تذ ّكر َك بزعتر صفد؟ بزعت ِر وادي الحمراء؟ أحسن زعت ٍر في العالم كما كان يقول والدي‪.‬‬
‫يهدئُ طفال ً عنيداً‪:‬‬ ‫بلهجة من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫قال منير‬
‫وزعتر صفد‪ ..‬ال يعاد ِل ُهما شيءٌ‪ ،‬ولكن أين نحن منهما؟‬ ‫ُ‬ ‫لوز صفد‪..‬‬ ‫ –الح ُّق معكَ ‪ُ ..‬‬
‫فأجاب سامي بحن ٍق‪:‬‬ ‫َ‬
‫ونتغدى في صفد إذا شئنا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫نفطر هنا‬ ‫ –نحن على سف ِر ساعتَين بالسيّار ِة‪..‬‬
‫ُ‬
‫منير وقال‪:‬‬ ‫وهنا ضحكَ ُ‬
‫أحسن زعت ٍر في العالمِ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قلت‬
‫ض الزعت ِر فهو كما َ‬ ‫تنس أن تأتيني ببع ِ‬ ‫ذهبت إلى صفد فال َ‬ ‫َ‬ ‫ –إذا‬
‫فضحكَ الجميع وشاركهم سامي ضحكتَهم‪ ،‬وعاد االنسجام إلى المجلس‪ ،‬ث َّم حا َن موع ُد السحو ِر‪،‬‬
‫ب العيد‪.‬‬ ‫انتهاء رمضان واقترا ِ‬ ‫ِ‬ ‫فافترق األصحاب وهم يهنّئون بعضهم بعضاً بقر ِ‬
‫ب‬

‫‪128‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫…‪…٣‬‬

‫ولمعت في‬‫ْ‬ ‫أصدقائه تر ُّن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضحكات‬


‫ُ‬ ‫ذكريات ِه وما زالت‬ ‫ِ‬ ‫ب غي ِر بعي ٍد عنه‪ ،‬فأفا َق من‬ ‫أحس سامي بدبي ٍ‬ ‫َّ‬
‫ومد يدهُ‬ ‫ح بِ ه‪َّ .‬‬ ‫تتمس ُ‬ ‫ّ‬ ‫وأخذت‬
‫ْ‬ ‫منه‪،‬‬
‫اقتربت ُ‬ ‫ْ‬ ‫هر ٍة‬
‫لبث سامي أ ْن رأى أن ّ ُهما عينا ّ‬ ‫الظالم ِ نقطتا ِن من النّور‪ ،‬ما َ‬
‫الخش ِن‪ ،‬وتذ ّك َر أنّه استبد َل بمالب ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ب الطوي ِل‬ ‫ملمس الثو ِ‬ ‫َ‬ ‫فصادفت‬
‫ْ‬ ‫ليخرج لفافةً‬‫َ‬ ‫بحركة آلي ّ ٍة إلى جيبه‬ ‫ٍ‬
‫وندت من فمه‬ ‫ْ‬ ‫ح ِل‪.‬‬ ‫األفنديِّ العباء َة والكوفيّة والعقال حتّى يظ ُّن اإلسرائيليّون‪ ،‬إذا ما رأوه‪ ،‬أنَّه من الب ْد ِو الر َّ‬
‫ب حين قالَ‪ :‬هناك‪.‬‬ ‫المهر ُ‬
‫ّ‬ ‫أشار إليه‬
‫ثم بدأ يمشي نحو األفق الذي َ‬ ‫لعنة ٌ خافتة‪ّ ،‬‬
‫يمر بين‬ ‫ت من السي ِر الحذ ِر آتياً من الشمالِ‪ ،‬من الطري ِق الذي ُّ‬ ‫وهناك كانت صفد‪ ،‬وصلَها بعد ساعا ٍ‬
‫مكانها‪ ،‬وقد‬ ‫العافيَ ِة‪ ،‬ووجد سامي المقبر َة في ِ‬ ‫مارا ً بعين ِ‬ ‫وانحدر نحو المقبر ِة ّ‬ ‫َ‬ ‫جب ِل األكرا ِد وجب ِل كنعانَ‪،‬‬
‫ذكرياته إلى حيث ترق ُ ُد والدت ُه رقدت َها‬ ‫ِ‬ ‫العشب عليها‪ .‬وسار على ِ‬
‫ضوء‬ ‫ُ‬ ‫ض القبو ِر‪ ،‬وطغى‬ ‫جوانب بع ِ‬
‫ُ‬ ‫ّمت‬
‫تهد ْ‬
‫ض‪ ،‬وبصورة‬ ‫فجلس على األر ِ‬ ‫َ‬ ‫ض ُه‪،‬‬
‫واألزهار البريّةَ تمأل حو َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪،‬‬‫األخير َة‪ ،‬فوج َد شاهد َة القب ِر مائلةً نحو األر ِ‬
‫ت القرآن‪.‬‬ ‫وبعض آيا ِ‬ ‫ُ‬ ‫كلمات سورة الفاتحة‬ ‫ُ‬ ‫كلمات كان خُيّل إليه أنّه نسيَها‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ال شعوري ّ ٍة ارتف َعت إلى شفتَيه‬
‫أكثر من عش ِر سنين‬ ‫ب كيف َّ‬ ‫ق سحيقة‪ِ ،‬‬ ‫ت إلى شفتَيه من أعما ٍ‬
‫موت َ‬ ‫َ‬ ‫بعث‬
‫القديم قد َ‬ ‫َ‬ ‫أن كيانَه‬ ‫وعج َ‬ ‫ارتف َع ْ‬
‫ث إلى ساكنَِته‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ويتحد َ‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫لينظر ِ‬
‫َ‬ ‫ت‪،‬‬‫نفس ُه للمو ِ‬ ‫معرضاً َ‬ ‫إليه من بعي ٍد‪ّ ،‬‬ ‫أمام هذا القب ِر الذي أتى ِ‬
‫آلي‪:‬‬
‫بهدوء ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫رأس ُه إلى ال ّشاهد ِة‪ ،‬وأخذ يردّدُ‬ ‫هائل من االنفعا ِل يطغى عليه‪ ،‬فأسن َد َ‬ ‫ٍ‬ ‫ض‬
‫وأحس بفي ٍ‬ ‫َّ‬
‫أمّي‪ ،‬أمّي‪ ،‬أمّي‪.‬‬
‫الهثاً يومَ العي ِد بعد أن َ‬
‫لعب‬ ‫ح على خدّه حين كان يعودُ ِ‬ ‫تمس ُ‬
‫كأن والدت َُه َ‬ ‫الحج ِر وج َهه‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وداخ َل بردُ‬
‫يركض‬
‫ُ‬ ‫لبس بدلةً جديد ًة‪ ،‬ونز َل‬ ‫صغير‪ ،‬وقد َ‬ ‫ٌ‬ ‫نفس ُه من جدي ٍد وهو‬ ‫ت الطوا َل مع األوال ِد أمثا ِل ِه‪ .‬ورأى َ‬ ‫الساعا ِ‬
‫ت ركضاً‪ ،‬فتتل ّقاهُ‬ ‫عليه وعلى أوال ِد خا ِله‪ ،‬فيعودون إلى البي ِ‬ ‫ط اللي ُل ِ‬ ‫ثم يهب ُ‬ ‫شارع الغزاوي ّ ِة مع أوال ِد خا ِله‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫والقلق با ٍد في عينَيها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫والدت ُه‬
‫ت أن يكو َن أصابكَ مكروهٌ‪.‬‬ ‫بني؟ لقد خف ُ‬ ‫كنت يا ّ‬ ‫َ‬ ‫أين‬
‫ت معها ومع وا ِل ِده!‬ ‫وجه ِه! وما أجم َل الحيا َة في البي ِ‬ ‫لمس يدَيها على ِ‬ ‫ألطف َ‬ ‫َ‬ ‫تمسح عرق َ ُه بيدَيها‪ ،‬وما‬ ‫ُ‬ ‫ث َّم‬
‫البيت‪ ،‬ترى ماذا جرى ُله؟‬
‫ونظر في سا َع ِته‪ ،‬فوج َد‬ ‫َ‬ ‫لنفس ِه‪،‬‬ ‫عصافير في أشجا ِر المقبر ِة‪ ،‬فاستفا َق ِ‬ ‫َ‬ ‫وقط َع حب َل أحالم ِ سامي زقزقة ُ‬
‫ذهن ِه‪ ،‬وبدا له أنّه من‬ ‫والدته‪ .‬وعاد إلى الحاض ِر وصورةُ البيت في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب قب ِر‬ ‫ساعة إلى جان ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أنَّه قضى َ‬
‫أكثر من‬
‫مر ًة واحد ًة‪.‬‬ ‫البيت ليراهُ ولو ّ‬ ‫َ‬ ‫يزور‬
‫ولوالدته – أن َ‬ ‫ِ‬ ‫لنفس ِه‬
‫عليه ‪ِ -‬‬ ‫ب ِ‬ ‫الواج ِ‬
‫العبرات‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ت خفيفٍ تخنقُه‬ ‫ونهض وقا َل بصو ٍ‬ ‫َ‬
‫الملتقى‪ ..‬سأعودُ‪ ..‬سأعود‪.‬‬ ‫‪ -‬وداعاً يا أمّي‪ ..‬بل إلى ُ‬

‫‪129‬‬
‫دئاعلا‬

‫…‪…٤‬‬

‫ويسير‬
‫ُ‬ ‫يملؤها الظّالمُ‪،‬‬ ‫ويسير في األزق ّ ِة التي ُ‬
‫ُ‬ ‫المنار َة‪،‬‬
‫ع ُ‬ ‫جه نحو حار ِة األكرا ِد‪ ،‬وهو يتحاشى الشوار َ‬ ‫وتو ّ‬
‫وصوت‬ ‫ُ‬ ‫صغير يأخ ُذ الرمّا َن من بستا ِن أبي أحمدَ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫واألشباح‪ :‬ها هو‬
‫ِ‬ ‫موكب حاف ٌل من الذكريا ِ‬
‫ت‬ ‫ٌ‬ ‫حوله‬
‫ُ‬
‫يقف وي ُد أبي أحم َد ثقيلة ٌ وعصاه أثق ُل؟ وها هو في ّأول‬ ‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫ف لقلك"‪ .‬ولكن‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫يصيح به‪" :‬وق ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫النّاطو ِر‬
‫"عجيب‪ ،‬لم يخطر له‬ ‫ٌ‬ ‫عين العافية طو َل نها ِره بسبب دعد التي كانت تأتي إلى العين‪.‬‬ ‫شبابه ال يكاد يفارق َ‬
‫ب فيه قد نضب"‪.‬‬ ‫خرج من فلسطين كأ ّن نبع الح ّ‬ ‫َ‬ ‫يعشق منذ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫السير نحو بيته القديم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ص‬‫يتلص ُ‬
‫خطواته‪ ،‬وهو ّ‬ ‫ِ‬ ‫األشباح تواكب‬ ‫ُ‬ ‫وتزاحم ِ‬
‫ت‬
‫البيت والبستان لم يتغيّرا‪ ،‬بمقدا ِر ما أمكن لسامي أن يرى على ضوء النجوم‪ ،‬إال أ ّن المستوطنين ضربوا‬
‫مسكبة‬ ‫ٍ‬ ‫السياج‪ ،‬ودخل إلى البستان‪ ،‬وجلس في‬ ‫ائكة‪ .‬وتسلّل من خالل ّ‬ ‫حولهما سياجاً من األسال ِك ال ّش ِ‬
‫خ‬ ‫مضم ٍ‬ ‫ّ‬ ‫خساً ‪ -‬كأ ّن البستان مازال في عهد وال ِده ‪ -‬وأخذ ينظر إلى البيت‪ ،‬واللي ُل يلّفُه بوشاح‬ ‫مزروعة ّ‬
‫العالم ما زال قبل سنة (‪.)1948‬‬ ‫َ‬ ‫صرير الجنادب‪ ،‬كأ ّن‬ ‫ُ‬ ‫بعبير الربيع‪ ،‬وسكو ٍن ال يقطعه ّإل‬
‫آماله تمأل‬ ‫ت الطوا َل التي كان يقضيها في البستان أيّام كان مراهقاً‪ ،‬وكانت ُ‬ ‫وتذ ّكر سامي تلك الساعا ِ‬
‫ح في عوالم الرؤية‪.‬‬ ‫تقض عليه مضج َعه فيخرج ليسب َ‬ ‫الدنيا وأحالمُه ُّ‬
‫أعداؤه اآلن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجهه كأنَّها يد والدته الحنون‪ ،‬ونسي أنّه في أرض يسكنها‬ ‫وهبّت نسمة ٌ باردة على ِ‬
‫وغص حلقُه باالنفعال المكبوت‪ ،‬وكاد يصيح من األلم ِ والغضب واألسف والشوق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األرض التي نهبوها‪،‬‬
‫كتم صوته؟ أترى غضبُه‬ ‫غلبه فلم يستطع َ‬ ‫ُ‬ ‫ف البيت‪ .‬أت ُرى انفعا ٌل‬ ‫نور في إحدى غر ِ‬ ‫وفجأة أُضيء ٌ‬
‫الباب‪ ،‬وخرج رجل بيده بندقيّة "ستين"‪ ،‬وات ّجه إلى البستان‪ .‬ولب َد‬ ‫ُ‬ ‫ثم انفتح‬ ‫ط بالعبريّة‪ّ ،‬‬ ‫وشى به؟ وعال لغ ٌ‬
‫ومس خدّه وشفتاه التراب المبت َّل بندى الليل‪ ،‬فمألت أنفه ورئتيه رائحة ُ التراب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بسرعة باألرض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫سامي‬
‫وأحس بنبضه يد ُّق في عروقه‪ ،‬ويتردّدُ في األرض‪...‬وأخذ‬ ‫ّ‬ ‫األرض بشغف‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وسرت في عروقه‪ ،‬وراح يقبّل‬
‫ت ثاقبةً‪ ،‬ويده على زناد بندقي ِّته‪،‬‬ ‫يتجول في البستان بخطوات حذر ٍة‪ ،‬ويلقي في الظالم نظرا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫المستوطن‬
‫ُ‬
‫والنور اآلتي من البيت يلمع على الفوالذ لمعاناً رهيباً‪ .‬وبدا لسامي الناظ ِر إليه من أسف َل ضخماً هائال ً والنور‬
‫الموت السريع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ق ال وجه له‪ ،‬وظالم ٌ يحيط به ظالم‪ ،‬وفي يده البندقيّة يبرق فيها‬ ‫يأتيه من خلفه كأنّه عمال ٌ‬
‫والتصق سامي باألرض حتّى كاد يدخ ُل في أحشائها‪ ..‬وكاد يضحك‪ .‬ما أحلى أن يُقت َل في بستان بيته بعد‬
‫يموت ميتةَ األبطال‬ ‫َ‬ ‫اللص المتسلّل‪ ،‬بعد أن كان في مقدوره أن‬ ‫فيموت ميتةَ ّ‬ ‫َ‬ ‫عشر سنوات من خروجه منه‬
‫هداء وهو يدافع عن داره‪ ..‬وعن وطنه!‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫دقائق طويلة ٌ طو َل األزل‪ ،‬عاد المستوطن بعدها إلى البيت وأطفأ النور‪ .‬وعاد البستان إلى‬ ‫ُ‬ ‫وانقضت‬
‫الخالية‪ .‬وخشي سامي أن يستيقظ المستوطنون من جديد وأن‬ ‫ِ‬ ‫السنين‬
‫َ‬ ‫وأشباح‬
‫ِ‬ ‫الظالم الوادع وعط ِر الربيع‬
‫يتابعوا التّفتيش في البستان‪ ،‬فيعثروا عليه‪ ،‬فنهض من موضعه بحذر‪ ،‬واجتاز السياج من جديد آمال ً مغادر َة‬
‫فحول خطواته نحو وادي الحمراء‪ ،‬وسار مسرعاً كأنّه على‬ ‫صفد قبل أن يأتي الفجر‪ّ ،‬إل أنّه ذكر أمراً‪ّ ،‬‬
‫موعد مستعجل‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫…‪…٥‬‬

‫عما حدث له‪.‬‬‫القلق وتساءلوا ّ‬


‫ُ‬ ‫َّ‬
‫واستبد بهم‬ ‫وظ ّل أصحاب سامي في ال ّشام من دون خبر منه‪،‬‬
‫الرسالة فإذا بها‪:‬‬
‫وصرة صغيرة من األردن‪ ،‬وفتح ّ‬
‫ّ‬ ‫صباح وردت إلى منير رسالة ٌ‬
‫ٍ‬ ‫وذات‬

‫أخي منير‪:‬‬
‫أصبح معلّماً هنا على مرمى النظر من‬ ‫َ‬ ‫قبلت أن‬
‫ُ‬ ‫الل ِجئينَ الفلسطينيّين على الحدود‪ .‬لقد‬ ‫إليك من معسك ِر َّ‬‫أكتب َ‬ ‫ُ‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫مررت بتجربة ال أريد أن أعيدها في حياتي‪ .‬لقد وجدت نفسي وجهاً لوجه مع مستوطن في بستان بيتي الذي ُو ِل ُ‬
‫دت‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫كدت أدخل األرض في بستان بيتي أمام هذا األف ّاق الذي‬ ‫ُ‬ ‫والرعب يركض في أوصالي‪ .‬لقد‬ ‫فيه‪ ،‬فانبطحت على األرض ُّ‬
‫ألف ّمرة على أن نتخلّى عن أرضنا‪ .‬وأنا‬ ‫ضلنا الموت َ‬ ‫يحتل مسقط رأسي‪ .‬لو أدركنا أنّنا سنقف ذات يوم هذا الموقف لف ّ‬
‫ِ‬
‫اللحظة‪...‬‬ ‫اآلن أريد أن أنسى شعورَ الذل ِّة واالحتقا ِر الذي مألني في تلك‬
‫قد تقول‪ :‬ولكن ما فائدةُ بقا ِئك حيث أنت؟ هل ستستعيد فلسطين وح َدك؟ قد يكون سؤالك منطقيّ ًا‪ .‬ورأيي أنّنا‬
‫نتمسك باألرض‪ ،‬ولو فعلنا‪ ،‬لكنّا ما نزال في فلسطينَ إلى اآلن‪،‬‬ ‫خسرنا فلسطينَ بالمنطق‪ ،‬منط ِق االنتظار‪ .‬كان علينا أن ّ‬
‫المستوطن الذي يسكن بيتي في زاوية من زوايا رومانيا أو بولونيا أو روسيا أو‪ ..‬ال تقل لي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ولو تحت ترابها‪ ،‬ولظ َّل ذلك‬
‫آالف السنين‬
‫األمر سهال ً إلى هذا الح ّد‪ ،‬وأنّك عائ ٌد إلى فلسطين قريباً؟ إنّي أنتظر‪ .‬لقد انتظر اإلسرائيليّون َ َ‬‫تظن َ‬ ‫ولكن هل ّ‬
‫حق ننتظر‪.‬‬‫حق‪ّ .‬أما نحن فعن ّ‬ ‫على غير ّ‬
‫خالص فلسطين ال يت ُّم ّإل بأيدينا‪ ..‬قد ال أرى عودتَنا إلى الوطن‬
‫َ‬ ‫مطوال ً وبهدوء‪ .‬سأعلّم األوالد هنا أنّ‬
‫بحثت األمر ّ‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫قرير العين والقلب‪ ،‬مؤمناً بأنّي وفيت بوعدي الذي قطعتُه أمام قبر والدتي‪ ..‬سأموت في‬ ‫بعيني‪ّ ،‬إل أنّني سأموت راضياً َ‬
‫أقرب نقطة من وطني السليب‪ .....‬سامي‬
‫صر ًة صغيرة فيها ما كنت طلبته منّي في آخ ِر ليلة لنا في المقهى‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬تج ُد مع هذه الرسالة ّ‬

‫ب في صفد‪ ،‬ودمعت عيناه إذ رأى أ ّن‬


‫عبق ال يخطئُه من عاش وش ّ‬
‫خياشيمه ٌ‬
‫َ‬ ‫الصر َة‪ ،‬فمأل‬
‫ّ‬ ‫وفتح منير‬
‫الصرة تحتوي غصناً من الزعتر‪ ،‬لم يذبُل‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪131‬‬
‫دئاعلا‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ملوناً صوتك بما يتناسب وأسلوب الخبر واإلنشاء‪.‬‬
‫ *اقرأ الرسالة الموجّهة من سامي إلى منير قراءة جهريّة‪ّ ،‬‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم أجب عمّا يأتي‪:‬‬
‫األول والثّاني قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫النص المقطعين ّ‬
‫ *اقرأ من ّ‬
‫‪1 .1‬هات مظهرين من مظاهر معاناة الفلسطينيين خارج وطنهم‪.‬‬
‫‪2 .2‬ما الرغبة العارمة التي تتملّك الفلسطينيين كما بدت في المقطعين السابقين‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في تنفيذ النشاط اآلتي‪:‬‬
‫(لف)‪.‬‬
‫ ‪ .‬أاذكر المعاني المختلفة للفعل ّ‬
‫ ‪ .‬بما مفرد (األزقّة‪ ،‬العبرات)؟ وما جمع (سياج‪ ،‬عمالق)؟‬
‫ضح ذلك‪.‬‬‫داخلي على حدود فلسطين‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2 .2‬انتاب سامي صراع‬
‫مسوغات قراره بالعودة إلى صفد؟‬ ‫‪3 .3‬ما الذكريات التي خلّفتها دمشق في نفس سامي؟ وما ّ‬
‫فسر ذلك‪.‬‬ ‫‪4 .4‬قرار العودة إلى صفد جعل سامياً ومنيرا ً على طرفي نقيض‪ّ .‬‬
‫‪5 .5‬ما ّأول مكان زاره سامي؟ وما الذكريات التي أثارها هذا المكان في نفسه؟‬
‫حق مستقوياً‬‫‪6 .6‬في المقطع الرابع بدا صاحب البيت غريباً مطاردا ً كما بدا المستوطن مدّعيّاً صاحب ّ‬
‫ضح ذلك ّ‬
‫معلل ً خوف ك ّل منهما‪.‬‬ ‫بسالحه‪ .‬و ّ‬
‫الموجّهة إلى منير؟ وما الموقف الذي دفعه‬ ‫‪7 .7‬ما القرار المصيري الذي ات ّخذه سامي كما بدا في الرسالة ُ‬
‫إلى ذلك؟‬
‫حق ننتظر)‪ ،‬ما داللة هذا‬
‫حق‪ّ .‬أما نحن فعن ّ‬
‫‪8 .8‬ورد في رسالة سامي (لقد انتظر اإلسرائيليّون آالف السنين على غير ّ‬
‫القول باالستناد إلى حقائق التاريخ؟‬
‫ضح ذلك وبيّن إالم‬‫‪9 .9‬أدرك سامي حجم االعتداءات الصهيونيّة على فلسطين وأبنائها عندما زار القبر‪ .‬و ّ‬
‫رمز الكاتب باألمّ‪.‬‬
‫تفسر هيمنة ذكريات الماضي على سامي في أثناء وجوده في صفد؟‬ ‫بم ّ‬‫‪َ 1010‬‬
‫تفسر معرفة الكاتب بها؟‬‫ت السردَ تفاصي ُل األمكنة في فلسطين‪ ،‬بِ َم ّ‬ ‫‪1111‬تخلّل ِ‬

‫‪132‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫مفسرا ً ابتعاد الكاتب عن‬ ‫‪1 .1‬ش ّكل العنوان (العائد) العتبة األولى ّ‬
‫للسرد‪ ،‬بيّن داللته على مضمون القصة ّ‬
‫عنونة قصته بـ (عائد)؟‬
‫ثم امأل حقول‬
‫األول والثاني‪ّ ،‬‬
‫جهه‪ .‬تتبّع أحداث المقطعين ّ‬
‫القصة يقود إلى الحدث ويو ّ‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬الصراع في‬
‫الجدول اآلتي بالمطلوب‪:‬‬
‫الحدث الذي قاد إليه الرصاع‬ ‫نوعه‬ ‫الرصاع‬
‫‪.....................‬‬ ‫يل‬
‫داخ ّ‬ ‫بني‪......‬‬
‫‪...................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫بني سامي ومنري‬

‫قصته مستعيناً بالفائدة اآلتية‪:‬‬


‫الزمني الذي استخدمه الكاتب في سرد أحداث ّ‬
‫ّ‬ ‫‪3 .3‬بيّن النسق‬

‫أنواع النسق الزمني‪:‬‬


‫الزمني الصاعد‪ :‬ترتيب الحوادث وفق‪( :‬بداية – وسط – نهاية)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ –النسق‬
‫الزمني الهابط (نهاية ‪ -‬وسط – بداية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –النسق‬
‫الزمني المتقطّع (توالي األحداث متقطّعة بتقطُّع أزمنتها عبر سيرها من الوسط‬
‫ّ‬ ‫ –النسق‬
‫(الحاضر) إلى البداية (الماضي) أو إلى النهاية (المستقبل)‪.‬‬

‫وتنوع الطباع ووجهات النّظر‪.‬امأل حقول الجدول‬


‫السرد أبعاده الدراميّة من تباين الشخصيّات ّ‬
‫‪4 .4‬يستم ّد ّ‬
‫مستفيدا ً من الفائدة المذيلة له‪:‬‬

‫طريقة تقدميها‬ ‫صفاتها الداخل ّية‬ ‫نوعها‬ ‫الشخص ّية‬


‫سامي‬
‫منري‬
‫امله ّرب‬
‫أبو أحمد الناطور‬

‫‪133‬‬
‫دئاعلا‬

‫طرائق تقديم الشخصيّة‪:‬‬


‫ –تقدّم نفسها بنفسها بصيغة ضمير المتكلّم أو المخاطب‪.‬‬
‫ –يقدّمها الراوي‪.‬‬
‫ –تقدّمها إحدى الشخصيّات ذات الصلة القريبة أو البعيدة منها‪.‬‬
‫القصصي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –تقدّمها أفعالها وحركاتها ومواقفها في سياق الحدث‬
‫ –تقدّم عبر تناوب الطرائق السابقة كلّها‪.‬‬

‫مجسدا ً خصوصيّة الشخصيّة المحاورة‪ .‬حدّد الحوار‬ ‫ّ‬ ‫‪5 .5‬أولى الكاتب الحوار مساحة واسعة في سرده‬
‫ثم بيّن الوظيفة الفنيّة التي أدّاها‪.‬‬
‫والداخلي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الخارجي‬
‫ّ‬ ‫القصة بنوعيه‬
‫الوارد في ّ‬

‫وظائف الحوار‪:‬‬ ‫نوعا الحوار‪:‬‬


‫السرد وكسر الرتابة (من خالل‬ ‫ –مسرحة ّ‬ ‫خارجي‪ :‬بين شخصيتين أو أكثر‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫داخلي (النجوى)‪ :‬حوار الشخصيّة مع نفسها‪ .‬إضفاء الحيوية على المواقف واالستجابة‬
‫ٌّ‬
‫الطبيعية للضرورة المناقشة)‪.‬‬
‫ –الكشف عن أعماق الشخصيّة ودوافعها‬
‫وتشخيص طباعها وبيئتها وسلوكها وإظهار‬
‫مستواها الفكري والنفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫ –التنبؤ بما سيحدث ودفع األحداث إلى األمام‪.‬‬
‫ –استحضار الحلقات المفقودة لإلعالم عن‬
‫حوادث لم تقع أمامنا‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫ضح ذلك من خالل تتبّعك لوصف‬ ‫‪6 .6‬أسهم الوصف في تقديم الشخصيّات ومنحها دالالت رمزيّة‪ .‬و ّ‬
‫شخصيّة المستوطن‪.‬‬
‫لم اغتنت لغة الوصف بالصور البالغيّة كما ظهر في المقطع الثاني؟‬
‫‪َ 7 .7‬‬
‫يتلون السرد بمشاعر الراوي أو المروي عنه كاشفاً عن موقفه ورؤيته للشخصيّة الموصوفة‪ .‬ما شعور‬
‫‪ّ 8 .8‬‬
‫الراوي تجاه ك ّل من (سامي – األم ّ – المستوطن)؟‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ *افترض أنّ المستوطن عثر على سامي في البستان‪ ،‬تخيّل أحداثاً دارت بينهما وار ِوها لرفقائك‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫‪1 .1‬بدا منير مُحبِ طاً لسامي في الحوار الذي دار بينهما‪ .‬بدّل في الحوار على أن يصبح منير داعماً لسامي‬
‫في تحقيق غايته‪.‬‬
‫القصة السابقة بما ال يزيد على عشرة أسطر‪.‬‬
‫لخص ّ‬ ‫‪ّ 2 .2‬‬

‫‪135‬‬
‫دئاعلا‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬أسماء األفعال‬

‫…‪…١‬‬
‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫ *اقرأ ما يأيت‪َّ ،‬‬
‫فكير ِ‬
‫فيه!‬ ‫مخيف الت َّ ُ‬
‫ٌ‬ ‫الموت‪ ..! ...‬ما أفظ َ َع ُه‪ ...‬وكَم هو‬
‫ُ‬ ‫ –قالت ألفة اإلدلبي‪ :‬آ ٍه‬
‫الملوح‪:‬‬‫ّ‬ ‫ –قال قيس بن‬
‫َ‬
‫قــــال‪ :‬آمينا‬ ‫ـــم الــلَ ــهُ َع ــب ــداً‬
‫َويَـــر َح ُ‬ ‫يــا َر ُّب ال تَــس ـلُ ـ َب ـ ّنــي ُح ـ َّبــهــا أَبَــــداً‬
‫ –قال ال ّشاعر محمود سامي البارودي‪:‬‬
‫أســـفـــاً لـــ ُبـــعـــ ِد َك أو يــلــ َن مــهــادي‬ ‫ـات بــعــدَ َك أنْ تــق ـ َّر جوانحي‬
‫هــيــهـ َ‬
‫السئلة‪:‬‬‫ • أ‬
‫(أتحسر)؟‬
‫ّ‬ ‫األول‪( :‬أتألّم) أم‬
‫‪1 .1‬ما معنى كلمة (آه) في المثال ّ‬
‫‪2 .2‬ما نوع الفعل الّذي حمل االسم (آه) معناه وفق داللته الزمنيّة؟‬
‫اسم هي أم فع ٌل؟‬‫‪3 .3‬ما معنى كلمة (آمين) في المثال الثاني‪ٌ ،‬‬
‫‪4 .4‬ما نوع الفعل الّذي حمل معناه وفق داللته الزمنيّة؟‬
‫تسميه؟‬
‫(بعد) في المثال الثالث؟ ماذا ّ‬ ‫االسم الّذي حمل معنى الفعل ُ‬
‫ُ‬ ‫‪5 .5‬ما‬

‫أسماء األفعال‪ :‬أسماء ٌ لها معاني األفعال‪ ،‬غير أنّها ال تقبل عالمات األفعال‪ ،‬وهي تكون بمعنى‬
‫الفعل الماضي‪ ،‬أو بمعنى الفعل المضارع‪ ،‬أو بمعنى فعل األمر‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *في ك ّل من البيتين اآلتيين اسم فعل‪ .‬استخرجه وبيّن معناه‪ ،‬وصنّفه وفق داللته الزمنيّة‪.‬‬
‫الزهاوي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال‬
‫أف‬ ‫قـــــل أَو ٍه َوملّـــــا أَ ْ‬
‫قـــــل ِّ‬ ‫َوملّـــــا أَ ْ‬ ‫ـوم َعــى ضعفي‬ ‫ِ‬
‫ثقيالت الـ ُهــمـ ِ‬ ‫حملت‬
‫ُ‬
‫ –وقال الشريف المرتضى‪:‬‬
‫رش قـــبِـــلُـــوا‬
‫مل يـــقـــ َبـــلُـــوا ومــــعــــا ٍ‬ ‫رش ن ِ‬
‫ُـــصـــحـــوا‬ ‫شَ ـــــ ّتـــــانَ بــــن مــــعــــا ٍ‬

‫‪136‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ –قال خليل مردم بك‪:‬‬
‫ِ‬
‫مبغناك‬ ‫وح ُمــخــتــاراً‬ ‫قــد خ ـلَّـ َ‬
‫ـف الـــــ ّر َ‬ ‫واهــــاً لَـــهُ مل يـــذ ْر مــنــهُ ســـوى شب ٍح‬
‫ –قال عمرو بن اإلطنابة‪:‬‬
‫مـــكـــان ِ‬
‫َـــك تُـــحـــ َمـــدي أو تسرتيحي‬ ‫وجـــاشـــت‬
‫ْ‬ ‫وقـــــويل كـــلَّـــا جــــشــــأَ ْت‬
‫ –قال ابن المعت ّز‪:‬‬
‫ِم ـ َن األَمــ ِر َك تَحظى ِب ُح ِ‬
‫سن املَــصــا ِد ِر‬ ‫ُـــل َمـــو ِر ٍد‬
‫ـص ـ ِر يف ك ِّ‬
‫ـن الـ َّ‬ ‫َعـلَــيـ َ‬
‫ـك ِبـ ُحــسـ ِ‬
‫المازني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال إبراهيم عبد القادر‬
‫لــــــي ٍء تُـــر ِّجـــيـــه كــــأن َ‬
‫َّــــك ت ــاجـــ ُر‬ ‫هــــواي ذريــعــ ًة‬
‫َ‬ ‫رويـــــدَ َك ال تــجــعـ ْـل‬
‫الضبّي‪:‬‬
‫ –قال ال ّشاعر ربيع بن مقروم ّ‬
‫ِ‬
‫أنـــــزل‬ ‫وعـــــــا َم أركـــــ ُبـــــهُ إذا مل‬ ‫ـت أ ّو َل ن ـ ٍ‬
‫ـازل‬ ‫ف ــد َع ــوا‪ :‬نـــــ َز ِال‪ ،‬فــك ـ ْنـ ُ‬

‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫أستُعملَت غير هذا االستعمال أم‬
‫جب)‪ْ .‬‬ ‫ض بمعنى (أتع ّ‬ ‫‪1 .1‬كلمة (واهاً) في المثال األول اسم فعل ما ٍ‬
‫ارت ُجلت في أصل وضعها لهذا االستعمال فقط؟‬
‫عم ن ُ ِقل هذا االسم‪ ،‬أَعن جا ٍر ومجرور أم عن ظرف؟‬ ‫‪2 .2‬ما معنى اسم الفعل (مكان َ ِ‬
‫ك) في المثال الثّاني؟ ّ‬
‫وعم ن ُ ِقل؟‬
‫‪3 .3‬ما المعنى الّذي أفاده اسم الفعل (عليك) في المثال الثالث؟ ّ‬
‫وعم نُقل؟‬
‫الرابع؟ ّ‬‫‪4 .4‬اسم الفعل (رويدك) أصله (إرواد)‪ .‬ما المعنى الّذي أفاده في المثال ّ‬
‫فعل أتى اسم الفعل (نزالِ) في المثال الخامس؟ ما وزنه؟ أيمكن أن نقيس على هذا الوزن من‬ ‫أي ٍ‬ ‫‪5 .5‬من ّ‬
‫ك ّل األفعال الثّالثيّة؟‬
‫السابقة أم مبنيّة؟‬
‫‪6 .6‬أمُعربةً جاءت أسماء األفعال في األمثلة ّ‬

‫‪137‬‬
‫دئاعلا‬

‫أسماء األفعال إمّا مرتجلة‪ُ ،‬و ِضعت من ّأول أمرها أسماء أفعال‪ ،‬مثل‪ ":‬هيهات وأفٍّ وآمين"‪.‬‬
‫ثم ن ُ ِقلت إليه‪ ،‬فن ُ ِقلت عن جار ومجرور أو ظرف أو‬ ‫وإمّا منقولة‪ ،‬استُعملت في غير اسم الفعل‪ّ ،‬‬
‫مصدر‪ ،‬أو حرف‪ ،‬مثل "مكانك ‪ -‬عليك ‪ -‬رويدا ً ‪ -‬هاء َ أو ها َك"‪ ،‬وإمّا قياسيّة معدولة على‬
‫الثي مثل (نزالِ)‪ .‬وأسماء األفعال مبنيّة ٌ‪ ،‬ال معربة ٌ‪.‬‬
‫وزن "ف َعالِ" من الفعل الث ّ ّ‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *بيّن معنى اسم الفعل ونوعه في ٍّ‬
‫كل ممّا يأتي‪:‬‬
‫ –قال ابن خاتمة األندلسي‪:‬‬
‫بــــأرديَــــ ٍة ِمـــــ َن األوراقِ خ ْ ِ‬
‫ُــــر‬ ‫يـــاض َفـــ َقـــدْ تَــــر َّد ْت‬
‫ُـــم إىل الـــ ِّر ِ‬
‫َهـــل َّ‬
‫ –وقال ابن زيدون‪:‬‬
‫َــســفــاً أَىب َفــام ـ َت ـ َعــض‬ ‫إِذا ِس َ‬
‫ــيــم خ ْ‬ ‫َـــريـــم‬
‫َ‬ ‫َحـــــــذا ِر َحـــــــذا ِر َفـــــــإِنَّ الـــك‬

‫ –أسماء األفعال‪ :‬أسماء ٌ لها معاني األفعال‪ ،‬غير أنّها ال تقبل عالمات األفعال‪ ،‬وتكون‬
‫بمعنى الفعل الماضي‪ ،‬أو بمعنى الفعل المضارع‪ ،‬أو بمعنى فعل األمر‪.‬‬
‫ –أسماء األفعال إمّا مرتجلة‪ُ ،‬و ِضعت من ّأول أمرها أسماء أفعال‪ ،‬مثل‪" :‬هيهات وأفٍّ‬
‫ثم ن ُ ِقلت إليه‪ ،‬فن ُ ِقلت عن جار‬
‫وآمين"‪ .‬وإمّا منقولة‪ ،‬استُعملت في غير اسم الفعل‪ّ ،‬‬
‫ومجرور أو ظرف أو مصدر أو حرف‪ .‬وإمّا قياسيّة معدولة على وزن "ف َعالِ" من الفعل‬
‫الثي‪ .‬وأسماء األفعال مبنيّة ٌ‪ ،‬ال معربة ٌ‪.‬‬
‫الث ّ ّ‬

‫‪138‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫التقويم النهائي‬
‫‪1 .1‬ضع ك ّل اسم من أسماء األفعال الواردة في األبيات اآلتية في مكانه من الجدول مستكمال ً بياناته‪.‬‬
‫القروي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال ال ّشاعر‬
‫وآخـــــ ُر يُـــغـــري بــالــ ُعــا والــعــظــائـ ِـم‬ ‫ـك بالطِّال‬
‫ـب يُــغــريـ َ‬
‫وشــ ّتــانَ بــ َن الــحـ ِّ‬
‫ –قال الفرزدق يخاطب الذّئب‪:‬‬
‫وإيّـــــــاك يف زادي لَـــــمــشــركــانِ‬ ‫َــــك إنّــنــي‬
‫ـت ادنُ دون َ‬
‫فــلـ ّـا دنـــا قــلـ ُ‬
‫ –قال إبراهيم ناجي‪:‬‬
‫بـــغـــريـــب ُمـــســـتـــجـــرٍ بــحــاهــا‬
‫ٍ‬ ‫آ ِه مـــن عـــيـــ ِنـــك! مـــــاذا صــن ـ َعـ ْ‬
‫ـت‬

‫معناه نوعه اسم الفعل املايض معناه نوعه اسم الفعل املضارع معناه نوعه‬ ‫اسم فعل األمر‬

‫‪2 .2‬أعرب ما تحته خ ّ‬


‫ط‪.‬‬
‫ –قال ال ّشاعر شفيق جبري‪:‬‬
‫هيهات مــا نو ُمها يف الــثَّــأْ ِر معهو ُد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫نــامــت الـــشّ ـــا ُم عــن ثـــأ ٍر تــبـ ّيـ ُتــهُ‬ ‫مــا‬
‫ –قال ال ّشاعر إبراهيم طوقان‪:‬‬
‫ِ‬
‫أصــبــحــت يل نــاســيــهْ‬ ‫رسعـــــانَ مـــا‬ ‫يـــا حـــلـــو َة الــعــيــنــن يـــا قــاســيــهْ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ –دونكَ‬
‫ثم أعربه إعراب مفردا ٍ‬
‫ت وجمل‪:‬‬ ‫‪3 .3‬اشرح البيت اآلتي‪ّ ،‬‬
‫ –قال ال ّشاعر‪:‬‬
‫إنَّ الــتــخ ـلُّـ َـق يـــأيت دونــــهُ الــخُــل ُ‬
‫ُــق‬ ‫أنـــت فــا ِع ـلُــهُ‬
‫َ‬ ‫ـص ـ ِد فــيــا‬
‫ـك بــال ـ َقـ ْ‬
‫عــلــيـ َ‬

‫‪139‬‬
‫العربة والرجل‬
‫قصصي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫عبد اهلل عبد‬


‫(‪1976 -1928‬م)‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫فقــرا‬‫ســوري‪ ،‬نشــأ ي‬ ‫أديــب‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� مــنز ل متواضــع ي�‬
‫ّ‬
‫الالذقيــة‪ ،‬وثقــف نفســه‪ ،‬ث ّ�‬
‫ّ‬
‫حــى‬ ‫احلــرة تّ‬
‫ت�بــع دراســته ّ‬
‫امعيــة‪،‬‬ ‫ال�ــادة الج ّ‬ ‫ن�ل ش‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬

‫الدرس الثالث‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫واتــم بوقوفــه ي� صــف‬

‫ّ‬
‫أت معاناةُ الطبقات البائسة في العصر الحديث مكانةً بارزة‬ ‫شــ�‪ ،‬مــا‬ ‫ّ‬
‫واملهم ي ن‬ ‫الفقــراء‬
‫تبو ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مظاهرها‪ ،‬ويصفونها‬
‫َ‬ ‫في إبداعات الكتّاب‪ ،‬فراحوا يستقصون‬ ‫جعــل أمعــاهل اكمــ�ة تتــم‬
‫محتفين بجزئيّاتها‪ ،‬ليس بكاء ً على حال المسحوقين‪ ،‬بل احتجاجاً‬ ‫نســانية طاغيــة‪ ،‬ومــن‬ ‫ب إ� ّ‬
‫على واقع االستغالل وإظهارا ً لتحدّي الكادحين ظروفَهم‪ ،‬وتأكيدا ً‬ ‫أمعــاهل‪( :‬مــات البنفســج)‬
‫إصرارهم على االستمرار في كد ِْحهم وكسب رزقهم بعيدا ً عن‬
‫‪٣‬‬
‫و(النجــوم)‪ ،‬و(العصفــور‬ ‫ّ‬
‫والتضرع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التذلّل‬
‫املســافر)‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬ ‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫…‪…١‬‬

‫األسرة ذات‬
‫ُ‬ ‫نفسه ليح َّل مكانَه‪ .‬لقد استيقظ ِ‬
‫ت‬ ‫فهيم منذ شهرين لم يكن محمودُ قد هيّأ َ‬ ‫ُ‬ ‫حينما مات‬
‫بصره على‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫صباح فوجدت فهيماً ممدّدا ً بال حرا ٍك"‪ .‬لم يشكُ مرضاً يوماً‪" .‬قال محمودُ‬
‫لنفسه‪ ،‬وقد انحط ُ‬ ‫ٍ‬
‫ت‪ ،‬وكانت مثقلةً‬ ‫مرتفع الطابيّا ِ‬
‫ِ‬ ‫يزحف عليها ظله المنكمش"‪ .‬لقد كان محمودُ يقودُ عربتَه في‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البقعة التي‬
‫بأثاث منزل‪.‬‬
‫ِ‬
‫مختلف‬ ‫آخر؛ كان يعرف ما ينبغي له أن يفع َل في‬ ‫ولكن فهيماً شيء ٌ ُ‬‫ّ‬ ‫أكثر من حمار‪،‬‬ ‫لقد مات لمحمود ُ‬
‫ع حين تدعو‬ ‫طل َق عليه عبثاً‪ ،‬فهو يبطئُ عندما يتعي ّ ُن عليه أن يبطئَ‪ ،‬ويسر ُ‬ ‫اسم فهيم ٍ قد أ ُ ِ‬ ‫ُّ‬
‫الظروف‪ ،‬ولم يك ِن ُ‬
‫أطلق ِ‬
‫عليه كلمةَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫مناداته‪ .‬لقد‬ ‫مر ًة وحدَهُ‪ .‬وكان محمودُ يتفن ّ ُن في‬ ‫الحاجة ُ إلى ذلك‪ ،‬حتّى إنّه عادَ إلى البي ِ‬
‫ت ّ‬
‫غير عاديٍّ ‪.‬‬
‫حمار ُ‬
‫ٌ‬ ‫ظ أنّه‬‫أطلق عندما الح َ‬ ‫َ‬ ‫" فهيم " ّأو َل ما‬

‫سالم وقال له‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫الباب عليه في الصباح‬ ‫َ‬ ‫لقد طرق‬
‫أثاث البيت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ *أري ُد أن أنق َل‬
‫الدرس الثالث‬
‫ّ‬

‫ث المبدأ‪.‬‬ ‫فوافق محمودٌ من حي ُ‬ ‫َ‬


‫خير إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ *وإلى أين؟ ٌ‬
‫ *إلى داري في المشروع‪.‬‬
‫ *مبار ٌك يا سالم‪.‬‬
‫وهمةَ فهيم‪ .‬كيف حالُه؟‬ ‫ّ‬ ‫ *اتفقنا؟ أريد همَّتكَ‬
‫‪٣‬‬
‫مرة أخرى فهيم‪ .‬لماذا يذ ّكرونه به؟‬ ‫ّ‬
‫ *بسالمة رأسكَ ‪ ..‬لقد مات منذ شهرين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النظر في عملي ّ ِة نق ِل األثاث‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سالم أن يعي َد‬
‫ٌ‬ ‫وف ّكر‬
‫ب عليك نقلُها‪.‬‬ ‫ *ولكنَّه سيكو ُن من الصع ِ‬
‫الحمالُ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فردّ‬
‫يصعب على محمود‪.‬‬ ‫ *ال شيء َ ُ‬
‫وض بحياتك‪ ..‬اتَّفقنا إذاً‪.‬‬ ‫ * ِالع ُ‬

‫‪141‬‬
‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫…‪…2‬‬
‫ِ‬
‫العربة عندما‬ ‫نفس ُه إلى‬ ‫مسموع مستأنساً‪ ،‬وتذ ّكر كيف َّ‬
‫شد َ‬ ‫ٍ‬ ‫لنفسه بصو ٍ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫"ات ّفقنا"‪ .‬استرجعها محمودٌ‬
‫نفسه‪:‬‬
‫ثم طمأ َن َ‬ ‫الست‪ّ ،‬‬‫َّ‬ ‫ث المنزل‪ ،‬كما تذكَّر أيضاً ِ‬
‫نقالته‬ ‫الصباح ليبدأ نق َل أثا ِ‬
‫ِ‬ ‫صوب بيت سالم ٍ في‬
‫َ‬ ‫يمَّم‬
‫دفعة على ك ّل حال‪ ..‬وبعدها؟ وبعدها ماذا؟ إنّك ستمضي إلى البيت من دون شكّ ‪ ..‬يكفيكَ ما‬ ‫آخر ٍ‬‫"هذه ُ‬
‫قمت به اليوم‪ .‬أنت متعب"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مرتفع‬
‫ِ‬ ‫لكن التعب شيء ينبغي ّأل يف ّكر فيه اآلنَ‪ .‬إنّه ال يزال في بداية‬ ‫ّ‬ ‫ريب فيه‪،‬‬
‫َ‬ ‫هو متعب‪ ،‬هذا ال‬
‫آخر‪.‬‬
‫بأي شيء َ‬ ‫ت‪ .‬فليتشاغل إذا ً ّ‬ ‫الطابيا ِ‬
‫أملس‪ .‬كان في تلك اللحظة أشبه‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫محد ٍد‪ .‬كان ذهنه فارغاً تقريباً‪ ،‬لكنه لم يكن‬ ‫وظ َّل لحظةً بال تفكير‬
‫ق ذات مساء صائفٍ في مدينة ليس فيها سلوى‪.‬‬ ‫برجل يقف على مفترق طر ٍ‬
‫ِ‬
‫منسحباً إلى الوراء‪ .‬فانزلق فكره بعينيه من بين ساقيه بال‬ ‫رسمه وقد أخذ ينزلق‬
‫وتابع قدميه وهما تدوسان َ‬
‫يجتاز الطريق إلى الرصيف‬
‫ُ‬ ‫الشارع عبر أسف ِل العربة‪ ،‬والحظ رجال ً‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫إراد ٍة منه إلى الوراء أيضاً‪ ،‬حتّى طر ِ‬
‫الثاني وامرأ ًة مائلةً تحمل دلوا ً ّ‬
‫خمن أنّه مآلن‪.‬‬
‫يجرؤ على رفع بصره الستطالع‬‫ُ‬ ‫علي من الطريق؟" كان ال‬
‫وأمسك بطرف الشارع فتساءل "كم بقي َّ‬
‫العشرات من الشواهد عليه أن يجتازها قبل أن يصل إلى غايته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫دربه‪.‬إ ّن شيئاً ما قد بدأ يخ ُّز في ظه ِره‪ .‬وأمامه‬
‫وطار بخياله إلى الدار الجديدة‪.‬‬
‫…‪…3‬‬
‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫ّخر بعض المال‪ .‬فجمع مئةً وسبعاً وتسعين ليرة‪.‬‬ ‫مرة أن يد َ‬ ‫هو أيضاً كانت له أحالمه‪ .‬لقد ف ّكر َ‬
‫غير ّ‬
‫يتحر َك إلى األمام‪ ،‬حتّى جاء‬
‫ّ‬ ‫الرقم ِبعنا ٍد أن‬
‫ُ‬ ‫شيئاً ما كان يحول دوماً دون ازدياد هذا المبلغ‪ .‬لقد رفض هذا‬
‫معظمه عمليّة ٌ جراحيّة‪ ،‬ولم تب ِق ّإل على خمسين منه‪ .‬بالرغم من شفاعة شهادة فقر الحال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َت‬
‫يوم ٌ استنفد ْ‬
‫فضل منه‪.‬‬
‫األول مع ك ّد ثالثة أشهر على ما َ‬
‫الحمار ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم قضى‬ ‫ّ‬
‫مجردُ مبلغ صغير لإليجار‪ ،‬ومثلُه للعمل‪ ،‬وبعد ذلك‪" :‬من‬ ‫لقد خطر له في ذلك الحين أن يفتح حانوتاً‪ّ .‬‬
‫دهنه أُقلّيه"‬
‫ت للخضار‪ ،‬وكان‬ ‫يقف عنده طويال ً‪ .‬ولقد ف ّكر بحانو ٍ‬
‫أمر لم ْ‬ ‫ولكن ماذا كان يمكن أن يعم َل فيه؟! هذا ٌ‬
‫ت الخضار التي يحملُها إلى‬‫مسوغاته بالنسبة إليه‪ ..‬إنّه كثيرا ً ما يعاني من نفقا ِ‬
‫التفكير بمثل هذا العمل له ّ‬
‫ُ‬
‫البائت إلى البيت"‪ .‬وال غرابةَ في‬
‫َ‬ ‫الطازج منها‪ ،‬وأحمل‬
‫َ‬ ‫مر ٍة‪" :‬إنّني أبيع‬
‫ذات ّ‬
‫البيت‪ .‬ولقد قال في نفسه َ‬
‫ذلك؛ إذ كان محمود في الواقع أباً لسبعة أوالد‪ ،‬أربع إناث وثالثة ذكور‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫بقالة‪ .‬ولكن ُسرعان ما استبعدها‪ ،‬إذ تتطل ّ ُ‬


‫ب معرفةً بمسك الدفاتر‬ ‫كما بحث يوماً قابليَّة افتتاح مح ّل ٍ‬
‫للزبو ِن وهذا ما ال ِقب َل له به‪.‬‬
‫ولكن ما‬
‫ْ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫س‪ ،‬لقد ظل ّ ْ‬
‫ت في إضبار ِة المحفوظا ِ‬ ‫لم ير على ك ّل حال أيٌّ من هذه المشاريع وج َه الشم ِ‬
‫وينفض الغبار عن تلك المشاريع؟‬
‫ُ‬ ‫النظر في الماضي‪،‬‬
‫َ‬ ‫بالُه اآلن يعيد‬
‫الخمس عشر َة ورقةً أجرة نقل أثاث المنزل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حوزته مئتا لير ٍة‪ .‬بما فيها‬ ‫اليومَ ستكو ُن في‬
‫يشتري حماراً‪،‬‬
‫َ‬ ‫األخير أن يدّخر‪ ،‬كعادته مبلغاً جيّدا ً من المال كي‬
‫ُ‬ ‫حماره‬
‫ُ‬ ‫لقد َّقرر محمود عندما مات‬
‫غير أ ّن بوادر مشكلة الحت في أف ِق األسرة باألمس بسبب المبلغ لم تلبث أن انفجرت هذا الصباح‪ ،‬عندما‬
‫ِ‬
‫صفقة نقل األثاث‪.‬‬ ‫َّ‬
‫زف للعائلة نبأ‬
‫خطوبة‪ ،‬ف ّكرت أن امتالك أبيها للحمار‬
‫ٍ‬ ‫صف األب‪ .‬فقد كانت على أبواب‬ ‫ّ‬ ‫كانت أكبر البنات في‬
‫جدير بأن يوقع أثرا ً أطيب‬
‫ٌ‬ ‫سيدعم مركزها في ذلك المجال‪ ،‬حتّى إنّها تخيّلت أ ّن حمارا ً مشدودا ً إلى عربة‬
‫مشروع رآه األب هوائيّاً‪ ،‬في حين‬
‫ٍ‬ ‫االبن فقد أراد الحصو َل على المبلغ لتنفيذ‬
‫ُ‬ ‫في نفوس الخاطبين‪ .‬أمّا‬
‫ستائر‪.‬‬
‫َ‬ ‫كانت األم ّ تريد اقتطاع جزء منه لشراء‬
‫اضطره أن يبذل جهدا ً‬ ‫َّ‬ ‫انحناؤه إلى األمام بفعل تصاع ِد الطريق‪ّ ،‬‬
‫مما‬ ‫ُ‬ ‫"مجنونة ٌ"‪ .‬قال محمود وقد زاد‬
‫ألف شيء ألزم ُ‬‫ت باإليجار مخلخ ِل النوافذ‪ ،‬وهناك ُ‬ ‫ستائر لبي ٍ‬
‫َ‬ ‫أكبر كي يحافظ على سرعته‪" .‬من يشتري‬
‫كتفي وأدماه؟!‪ ..‬آ ٍه لو كان‬
‫عقر ِ‬
‫وأي شيء ألزم ُ من حمار أش ُّده إلى هذه العربة إلى هذا الحبل الذي َ‬
‫منه؟ ُّ‬
‫فهيم معي اليوم"‪.‬‬

‫…‪…4‬‬
‫أكثر من حما ٍر يساع ُد محمودا ً على العمل‪ .‬كان رفيقاً‪ ،‬وكم‬‫واشتدت حاجتُه إلى حماره‪ .‬كان فهيم َ‬ ‫َّ‬
‫ولكن فهيماً‬
‫ّ‬ ‫صحيح أ ّن محمودا ً قد اقتنى كثيرا ً من الحمير‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫باح له بمتاعبه العائليّة‪ .‬كانا يفهمان بعض َهما‪.‬‬
‫ت لم تتوفّر في اآلخرين‪ .‬وكان هذا اإلحساس بالحاجة يتفاقم كلّما تصاعد ِ‬
‫ت الطريق‪.‬‬ ‫انفرد بميزا ٍ‬

‫الوخز قد أخذ ينتقل من أسف ِل الظهر زاحفاً إلى المناط ِق العليا منه بعد أن ت َ‬
‫ُرجم إلى ألمٍ‪ .‬وازداد‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫إحساسه باأللم بعد أن وصل إلى كتفيه‪ .‬ما قيمة ُ الحما ِر اآلنَ؟ إنّه يعادل وزنَه ذهباً‪ .‬لقد تساءل عن ذلك‬ ‫ُ‬
‫نفس ُه‪ .‬لقد تل ّفت يمنةً ويسرة‪ .‬كانت الساعة ُ الثانيةَ عشر َة ظهرا ً‬
‫في الوقت الذي أدرك فيه أ ّن عليه أن يدبّر َ‬
‫ته من بين‬‫الصف المعاكس له‪ ،‬وإنّها قد اختصَّ ُ‬
‫ّ‬ ‫الشمس فقد وقفت بدورها في‬‫ُ‬ ‫الطريق خالية‪ ،‬أمّا‬
‫ُ‬ ‫وكانت‬
‫البشر جميعاً بك ِّل ذلك الغض ِ‬
‫ب الذي تنفثُه في حزيرانَ‪ ،‬في الثانيةَ عشر َة من منتصف النهار‪ .‬لعلّه بدأ يتذمّر‪.‬‬
‫ِ‬
‫العربة‪.‬‬ ‫كل‪ .‬ولكن ما الذي سقط من الحم ِل في المؤخّرة فتحط ّ َم؟ وألقى نظر ًة من بين ساقَيه عبر أسف ِل‬ ‫ّ‬
‫األو ِل في القاعدة‪ُ .‬سرعان ما أدر َك استحالةَ‬
‫طرفها ّ‬ ‫انحدار الطريق الحادِّ حتّى ِ‬
‫ُ‬ ‫ئ ذي ٍ‬
‫بدء‬ ‫فلفت انتباهَه باد َ‬
‫التوقّف‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫مة هنيهةً‪ ،‬وتاب َع بعد ذلك‬ ‫عكسي مستطلعاً‪ ،‬فتم ّه َل عند األدا ِة المحط ّ ِ‬ ‫نظره على نحو‬
‫ٍّ‬ ‫ثم انسحب ُ‬ ‫ّ‬
‫ع من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫استقر في ذات نفسه فقال‪" :‬ت ُرى كم ثمنُها؟ إنها من البلو ِر الجيّد"‪ .‬وظلل جبينَه نو ٌ‬ ‫َّ‬ ‫انسحابَه حتّى‬
‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫نحسب لك ّل أمر حسابَه‪،‬‬‫ُ‬ ‫"ليحسم قيمتَها إذا شاء‪ ،‬فقد وقع ما وق َع‪ .‬وف ّكر بعج ٍ‬
‫ب‪" :‬إنّنا‬ ‫ْ‬ ‫الكد ِر فقال‪:‬‬
‫وجه المكتوب"‪ .‬وقال أيضاً‬ ‫نقف في ِ‬ ‫وآخر‪ .‬إنّنا ال نستطيع أن َ‬ ‫َ‬ ‫شيئاً أقوى منّا ال يني يم ّد لنا لسانَه بين حي ٍن‬
‫وهو يز ّ ِرر عينيه ليمن َع عنهما ملوحةَ العرق‪" :‬ربّما لو كان الحب ُل أطولَ‪ ..‬من يدري؟"‪ .‬وف ّكر أ ّن أتفه األشياء‬
‫أحسن استعدادا ً في المستقبل‪.‬‬‫َ‬ ‫أذى بالغاً ّ‬
‫فقرر أن يكون‬ ‫ب للمرء ً‬ ‫قد يسب ّ ُ‬
‫لحسن بال ريب أن تف ّكر على نح ٍو أفض َل في المستقبل‪ .‬ولكن ماذا بشأن اآلنَ‪ ،‬وأنت على هذه‬ ‫ٌ‬ ‫إنّه‬
‫المرة‪.‬‬
‫آخر يسقط‪ ..‬إنّه المنب ّ ُه هذه ّ‬
‫الحالِ؟‪ ..‬هو ذا شيء ٌ ُ‬
‫…‪…5‬‬
‫والشمس‬
‫ُ‬ ‫ف‪ ،‬وأ ّن العالم قد خال ّإل منه مشدودا ً إلى العربة المثق َِلة‪،‬‬ ‫وخُي ّ َل إليه لفتر ٍة أ ّن الزمن قد توق ّ َ‬
‫حماال ً بدأ العمل منذ الخامسةَ عشر َة‪ ،‬ماضيه‪ ،‬حاضره‬ ‫خه بوصفه ّ‬ ‫تصب عليه جامَ غضبِ ها‪ .‬وأ ّن تاري َ‬ ‫ُّ‬ ‫فوقه‬
‫آخر شيء‬ ‫ثور‪ ..‬اعمل حسابكَ يا محمود"‪ .‬ذلك ُ‬ ‫ومستقبله‪ ،‬مه ّددٌ في تلك اللحظة‪" .‬هذه الدفعة ُ ال ينقلها ٌ‬
‫قوتي وهذا ليس ذنبي على أيّة حال‪ ..‬إ ّن المرء يجهل نفسه ح ّقاً‪..‬‬ ‫أخطأت في تقدير ّ‬
‫ُ‬ ‫قاله سالم‪ .‬وف ّك َر‪" :‬ربّما‬
‫أردت أن أنتهي‬
‫ُ‬ ‫ثم قال بصوت مسموع‪" :‬إنّما‬ ‫هيّا يا محمود واخلص من هذه الورطة إذا كنت رجال ً‪ّ .‬‬
‫الطحا ِن‪ .‬يا إلهي إ ّن ورائي ثمانيةَ‬ ‫َّ‬ ‫باكراً‪ .‬كان ما يزال هناك متَّس ٌع من الوقت للمرور على مخزن مصطفى‬
‫رأس الحيّة"‪.‬‬
‫أفواه يأكلون َ‬
‫ٍ‬
‫ضغط‬ ‫وأفرغ محمود مزيدا ً من القوَّة؛ غير أنّه في الواقع لم ي ُ ِضف شيئاً جديدا ً إلى قدرته السابقة سوى‬
‫جزئي على ذرا َعي العربة‪ ،‬لم يستطع المحافظةَ عليه طويال ً؛ إذ ما لبث أن تراخت قبضتاه‪ ،‬فأدرك أنَّها‬ ‫ٍّ‬
‫خراً‪ ،‬وقد انضاف إليها‬ ‫ح جل ُده عرقاً أكثر من ذي قبل نتيجةً لشحنة الجهد التي بذلها مؤ َّ‬ ‫النهايةُ‪ ،‬ورش َ‬
‫ك على الغرق‪.‬‬ ‫ف محدّد شأ َن إنسان موش ٍ‬ ‫إحساس بالفشل لم يكن متوقّعاً‪ ،‬ونظر حواليه بال هد ٍ‬ ‫ٌ‬
‫مس‬ ‫كانت عيناه مليئتين بالدموع والضياء الباهر‪ .‬وكان العالم عن يساره ظالال ً تنقصها الحياة‪ .‬لقد ّ‬
‫اللحظة منطقةً ليس فيها بناء‪ .‬وكم‬‫ِ‬ ‫الرملي والبساتين‪ .‬كان يجوز في تلك‬
‫َّ‬ ‫البحر والشريط‬
‫َ‬ ‫مس‬
‫بصره فيما ّ‬ ‫ُ‬
‫وأحس أ ّن األشياء بدأت تفقد بريقَها شيئاً فشيئاً‬
‫ّ‬ ‫خاصاً !‬
‫ّ‬ ‫حملت له هذه الفجوةُ في الماضي انشراحاً‬
‫رملي باهت‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫فالبحر صفحة زجاجيَّة ٌ غائرةُ اللون يفصلها عن الشاطئ ح ٌّد‬
‫ُ‬ ‫بالنسبة إليه‪:‬‬
‫ت‬ ‫كانت البساتين ملفوفةً بغاللة رملي ّ ٍة‪ ،‬واستحال اإلحساس القديم بالخوف شعورا ً بالعجز‪ ،‬واحتلَّ ِ‬
‫ُ‬
‫والسن والتفاهة والعقوق‪ ،‬وك ّل‬
‫ّ‬ ‫حد والقهر‬‫إحساس بالتظلّم والتو ّ‬
‫ٌ‬ ‫المرك َز فكرةُ التوقّف‪ ،‬غذّاها على التوالي‬
‫غير ما هي اآلن‪.‬‬‫ما يمكن أن يكون في صفِّه لو كانت الحا ُل َ‬

‫‪144‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫التوقف أضحى مسألةً ينبغي له أن يعي َد فيها النظر‪ .‬كان قد قطع مسافةً طويلة من الطريق الصاعد ِة‬
‫َ‬ ‫ولكن‬
‫ّ‬
‫يدعم عجلتَي‬
‫ُ‬ ‫رجل‬
‫ٍ‬ ‫أكثر ح ّد ًة‪ .‬كان يحتاج في حال توقُّفه إلى‬
‫االنحدار َ‬
‫ُ‬ ‫أشرف على نهايتها‪ ،‬وأمسى‬
‫َ‬ ‫حتّى‬
‫بحجرين‪" .‬لو توفّر هذا الرج ُل فمن ذا يضمن تواز َن العربة وعدم انقالبِ ها على مؤخّ ِرتها‬
‫َ‬ ‫العربة من الخلف‬
‫ِ‬
‫وصدمة التوقّف؟"‬ ‫ِ‬
‫الفاصلة بين تثبيت الحجر‬ ‫في اللحظة‬

‫…‪…6‬‬
‫هكذا ف ّكر محمود وهو يرمش بعينيه الملتهبتَين المخضلّتين بالدموع‪ ،‬ولم يلبث أن واجه نفسه بهذه‬
‫عابر يدعم عجلتك‬ ‫الحقيقة‪" .‬ولكنّك وحدك يا محمود‪ ،‬وحدك في الطريق؛ ال أوالدٌ‪ ،‬وال امرأةٌ‪ ،‬وال ٌ‬
‫ّ‬
‫تبكي؟‪..‬كل‪..‬‬ ‫ت الدنيا من البشر؟‪ ..‬ماذا بك؟ هل أصبحت عاجزا ً تماماً؟‪ ..‬أنت‬ ‫بحجر‪ ..‬يا هوه‪ ..‬هل خل َ ِ‬
‫كل‪ ،‬لكنّي سأبكي حتماً عندما ال يكون هناك ما أعمله‪ ..‬إ ّن‬ ‫كل‪..‬أنت تبكي وتضحكُ معاً؟ ّ‬ ‫أنت تضحك؟ ّ‬
‫فثمةَ دوماً ما يمكن عملُه‪ .....‬يبدو لي أنّه ال يزا ُل في مقدوري أن أفع َل شيئاً ما‪..‬‬ ‫ِ‬
‫الحيلة‪ّ ،‬‬ ‫المرء َ ال يفتقر إلى‬
‫أنفاسه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الطريق تطولُ‪ .‬لكنّه يسه ُل عليك صعودُها"‪ .‬وتالحقت‬ ‫َ‬ ‫ش في خ ّ‬
‫ط منح ٍن‪ ،‬ولك َّن‬ ‫هيّا يا محمود وام ِ‬
‫الفحيح‪ ،‬ولكنّه رغم ذلك تابع طريقَه‪ ،‬ألنّه كان يدر ُك‬
‫ِ‬ ‫وبات لهاثُه َ‬
‫أكثر تقطّعاً‪ .‬كان يقترب شيئاً فشيئاً من‬
‫ومستمرا ً في سير ِه إلى األمام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قدميه‬ ‫أكثر قدر ًة على احتما ِل األلم ِ مادام هو قائماً على‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫أن الرج َل ُ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫األول قراءة جهريّة متمثّال ً الحوار بنبرات صوتك وقسمات وجهك‪.‬‬
‫ *اقرأ المقطع ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫األول والثاني قراءة صامتة‪ً ،‬ثم أجب عمّا يأتي‪:‬‬
‫النص المقطع ّ‬
‫ *اقرأ من ّ‬
‫‪1 .1‬من أين استم ّد الكاتب موضوعه (مرجعيّات سرده)؟‬
‫‪2 .2‬اذكر سببين من أسباب معاناة محمود وعذابه‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ط) فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪1 .1‬بيّن مستعيناً بالمعجم معنى الفعل(انح ّ‬
‫ط بصره على البقعة التي يزحف عليها‪.‬‬ ‫ –انح ّ‬
‫ط قد ُْر الرجل‪.‬‬‫ –انح ّ‬
‫‪2 .2‬ش ّكل من المقطعين الثالث والرابع معجماً لغويّاً لك ّل من‪:‬‬
‫ثم بين العالقة بينهما‪.‬‬‫الحمال‪ ،‬أحالم البسطاء)‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫(معاناة‬
‫القصة انطالقاً من المعجمين السابقين؟‬ ‫‪3 .3‬ما الفكرة العامّة التي بنيت عليها ّ‬
‫المهمة التي كلّف محمود نفسه القيام بها؟ وما الذي حمله على ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫‪4 .4‬ما‬
‫‪5 .5‬ما الذي ميّز فهيماً من سواه برأي محمود كما ورد في المقطع الرابع؟‬
‫يجر العربة في بداية مرتفع الطابيات كما ورد في المقطع الثاني؟ و ِل َم ف ّكر في‬ ‫بم ف ّكر محمود وهو ّ‬ ‫‪َ 6 .6‬‬
‫ذلك؟‬
‫مسوغات ك ّل حلم من تلك األحالم‪.‬‬ ‫‪7 .7‬تحدّث عن أحالم محمود وأفراد أسرته‪ ،‬وعن ّ‬
‫‪8 .8‬ما مظاهر معاناة محمود كما تجلّت في المقطع الرابع؟‬
‫ألف من مشاهد كانت تبعث البهجة‬ ‫‪9 .9‬ما الذي خُيّل إلى محمود في المقطع الخامس؟ وما أثر ذلك فيما َ‬
‫في نفسه؟‬
‫صمم محمود بعد اشتداد معاناته كما ورد في المقطع السادس؟‬ ‫‪1010‬عالمَ ّ‬
‫القصة‪" :‬كان محمود يقود عربته في مرتفع الطابيات"‪ .‬إالمَ يرمز ك ّل من العربة والصعود إلى‬ ‫‪1111‬ورد في ّ‬
‫المرتفع برأيك؟‬
‫قصة‪ .‬ما المغزى العام ّ الذي‬‫ألي ّ‬
‫القصة (المغزى العام) هي األساس الذي يقوم عليه البناء الفن ّ ّي ّ‬ ‫‪1212‬فكرة ّ‬
‫يودّ الكاتب إبالغه القارئ؟‬

‫‪146‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫القصة مستفيدا ً من صيغة العطف‬ ‫ّ‬ ‫ضح مدى ارتباط العنوان بموضوع‬ ‫‪1 .1‬من تقنيات السرد (ال َعنْونة)‪ .‬و ّ‬
‫بين (الرجل‪ ،‬العربة)‪.‬‬
‫ثم اذكر موطنه والحدث الذي قاد إليه‪.‬‬ ‫‪2 .2‬حدّد المقطع الذي بلغ فيه الصراع ذروته‪ّ ،‬‬
‫قصته وفق اآلتي‪:‬‬
‫الزمني الذي استخدمه الكاتب في سرد أحداث ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪3 .3‬ادرس النسق‬
‫القصة على مراحل سيره)‪.‬‬ ‫(نوع النسق ‪ -‬خطّة سيره ‪ -‬أمثلة من ّ‬
‫أي نوع من أنواع الشخصيّات تنتمي شخصيّة محمود؟ وإالم رمز بها الكاتب؟‬ ‫‪4 .4‬إلى ّ‬
‫مرة‬
‫الخارجي ّ‬
‫ّ‬ ‫مرة‪ ،‬والحوار‬ ‫الداخلي ّ‬
‫ّ‬ ‫تعمد الكاتب استبطان أعماق شخصيّة محمود عبر الحوار‬ ‫‪ّ 5 .5‬‬
‫ضح تح ّقق ذلك وادعم إجابتك باألمثلة المناسبة‪.‬‬ ‫أخرى‪ .‬و ّ‬
‫‪6 .6‬ورد (سرد المخاطب) في المقطع السادس‪ .‬استعن بالفائدة اآلتية في تحديد الوظيفة الفنيّة التي أدّاها‬
‫مع أمثلة مناسبة لذلك‪.‬‬

‫صيغ السرد‪:‬‬
‫ –سرد الغائب‪.‬‬
‫ –سرد المتكلّم‪.‬‬
‫ –سرد المخاطب‪.‬‬
‫من وظائف سرد المخاطب‪:‬‬
‫ –إشاعة التساؤل والتشكك أو االعتراف أو اللوم‪.‬‬
‫ث نغمة ذات كثافة عاطفيّة توحي بمرارة كامنة وراءها‪.‬‬ ‫ –ب ّ‬

‫مما ورد‬ ‫ضح ذلك ّ‬ ‫‪7 .7‬أسهم وصف الطبيعة في اإليهام بواقعيّة األحداث تارة‪ ،‬وفي التفسير تارة أخرى‪ .‬و ّ‬
‫في المقطع الخامس‪.‬‬
‫والثقافي واالتجاهات الفكريّة للشخصيّات‪ .‬أصدر حكماً مُعلَّال‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫تتنوع اللغة وفق التكوينين‬
‫‪ّ 8 .8‬‬
‫القصة‪.‬‬
‫على مدى مناسبة اللغة للشخصيّات في ّ‬
‫القصة؟‬
‫ّ‬ ‫‪9 .9‬تتشابك عالقات الزمان والمكان فتلقي بظاللها على الشخصيّات‪ .‬ما مالمح ك ّل منهما في‬
‫وما تأثيرهما في محمود؟‬

‫‪147‬‬
‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫‪1 .1‬اعتاد محمود البوح لفهيم بمتاعبه األسريّة‪ .‬تخيّل أ ّن فهيماً لم يمت وما زال يساعد محمودا ً في عمله‪.‬‬
‫اكتب ما يمكن أن يبوح به محمود لفهيم حول همومه وعذابه‪.‬‬
‫للقصة وغيّر ما يناسب النهاية المقترحة‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪2 .2‬اقترح نهاية أخرى‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *اكتب مقالة تبيّن فيها المعاناة التي يكابدها الفقراء‪ ،‬مبرزاً ما يحلمون به لتغيير واقعهم مقترحاً ما تراه مناسباً من حلول‬
‫لمشكالتهم‪ ،‬متّبعاً مدخل عمليّات الكتابة‪.‬‬

‫علم البالغة ‪ -‬االقتباس والتضمين‬

‫…‪…1‬‬
‫االقتباس‬

‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫ –قال ابن النّبيه في مدح الفاضل‪:‬‬
‫ّـــــلـــــت ذكـــــ َركـــــم تــرتــيــا‬
‫ُ‬ ‫ثـــــم رت‬
‫َّ‬ ‫الــــصــــدو ِد َّإل قليال‬
‫ُّ‬ ‫لــيــل‬
‫َ‬ ‫قــمــت‬
‫ُ‬
‫ –قال ابن الرومي‪:‬‬
‫بـــــــــــــوا ٍد غـــــــــرِ ذي زرعِ‬ ‫ْــــــــت حــــاجــــايت‬
‫ُ‬ ‫لــــقــــد أنــــــــزل‬
‫الرواس‪:‬‬
‫ –قال بهاء الدين ّ‬
‫َ‬
‫فــــوق املــظ ـ َه ـ ِر‬ ‫واســــبِــــلِ األَســــتــــا َر‬
‫ْ‬ ‫ـــن‬
‫ـــس ٍ‬
‫ُـــلـــق َح َ‬
‫الــــنــــاس بـــخ ٍ‬
‫َ‬ ‫خــــالِ ِ‬
‫ــــق‬

‫‪148‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫األول والثاني؟ اذكر اآليات التي استفاد‬
‫مم اقتبس ك ّل من الشاعرين بيته الشعري الوارد في المثالين ّ‬
‫‪ّ 1 .1‬‬
‫منها ك ّل منهما‪.‬‬
‫مما ورد في المثال الثّالث‪.‬‬
‫‪2 .2‬أيكون االقتباس من القرآن الكريم فحسب؟ ادعم إجابتك ّ‬

‫بعض القرآن الكريم أو الحديث الشريف ال على أنّه منه‪.‬‬


‫االقتباس هو تضمين النثر أو الشعر َ‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *د ّل على موضع االقتباس في البيتين اآلتيين‪:‬‬
‫ –قال الشاعر األحوص‪:‬‬
‫ــب‪ :‬مــيــعــا ُد الــســلـ ِّو املَــقــاب ـ ُر‬
‫مــن الــ ُح ِّ‬ ‫شافع‬
‫ٌ‬ ‫ــــت عنها َســـلْـــ َو ًة قــال‬
‫إذا ُر ْم ُ‬
‫الـــرائـــ ُر‬ ‫َسيـــــر ُة و ٍّد يــــو َم تُـــ ْب َ‬
‫ـــى َّ‬ ‫َلب وال َحشا‬
‫س َت ْبقى لها يف ُمض َم ِر الق ِ‬

‫‪149‬‬
‫لجرلاو ةبرعلا‬

‫…‪…2‬‬
‫التضمين‬

‫ثم أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫الحمداني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال أبو فراس‬
‫ويف الليلة الــظــلــا ِء ُيــفــتـ َقــدُ الــبــد ُر‬ ‫ســيــذكــ ُرين قــومــي إذا جـــدَّ جــدُّ هــم‬
‫الوراق‪:‬‬
‫ –قال السراج ّ‬
‫لـــه مـــن جــبــ ٍن واضـــــ ٍح تــحــتــه فــجـ ُر‬ ‫ذوائـــب‬
‫ٍ‬ ‫تـــــوا َر ْت مــن الــــوايش بــلــيــلِ‬
‫((ويف الليل ِة الظَّلام ِء يُفتقدُ الــبــد ُر))‬ ‫ّ‬
‫فـــــدل عــلــيــهــا شـــعـــ ُرهـــا بــظــامــه‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫‪1 .1‬أين تجد تشابهاً في قول الشاعرين؟‬
‫الوراق بين قوسين‪.‬‬
‫‪2 .2‬بيّن سبب وضع الشطر الثاني في البيت الثاني من بيتي ّ‬

‫يضمن الشاعر كالم غيره في أبياته‪ ،‬مع التنبيه واإلشارة‬


‫البالغي أن ّ‬
‫ّ‬ ‫التضمين‪ :‬في االصطالح‬
‫إلى ذلك‪.1‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ *د ّل على موضع التضمين في ك ّل من البيتين اآلتيين‪:‬‬
‫ –قال حازم القرطاجنّي‪:‬‬
‫حبيب ومنزل‬
‫ٍ‬ ‫قفا نبك مــن ذكـــرى‬ ‫ـرســلِ‬ ‫لعينيك ُق ْ‬
‫ــل إن ز ْر َت أفــضـ َـل ُمـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫خــول فحوملِ‬ ‫بسق ِْط ال ـلِّــوى ب ـ َن الــدَّ‬ ‫ْ‬
‫فــانــزل وال ت ـ ْغـ َ‬
‫ـش منزالً‬ ‫ويف طيب ٍة‬

‫ولم أزجر عن التضمين طيري‬ ‫أطـــالـع كــ ّل ديــوا ٍن أراه‬


‫ ‬ ‫فن التضمين‪ :‬‬
‫‪ .1‬يقول مجير الدين بن تميم مشيرا ً إلى ّ‬
‫ ‬
‫فشعري نصفه من شعر غيري‬ ‫ ‬
‫ت فيه معنى‬ ‫أضمن ك ّل بي ٍ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫‪150‬‬
‫صصق ّصن‬
‫ّي‬

‫التقويم النهائي‬

‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة التّالية‪:‬‬

‫ –قال الصاحب بن عبّاد‪:‬‬


‫مـــن الـــهـــجـــران ُمـــقـــبِـــلـــ ًة علينا‬ ‫رأيــــــت لـــه ســحــاب ـاً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أقــــــول وقــــد‬
‫الـــــصـــــدو ُد وال علينا‬
‫ُّ‬ ‫حــوالــيــنــا‬ ‫وقـــــد ســـ َّحـــت غـــواديـــهـــا بــهــطــلٍ‬

‫ –قال الشاعر ضياء بن موسى الكاتب‪:‬‬


‫عـــن الــشَّ ــيــخِ الـــ َّرشـــيـــ ِد وأنـــكـــ ُرو ُه‬
‫ِ‬ ‫ر غَـــلِـــطـــوا وعـــضُّ ـــوا‬ ‫ُ‬
‫أقــــــول ملـــعـــ ٍ‬
‫مــتــى يـــضـــعِ الـــعـــامـــ َة تـــعـــر ُفـــو ُه‬ ‫ّ‬
‫وطـــــــا ُع الــثــنــايــا‬ ‫هـــو ابـــــ ُن جـــا‬

‫ –قال الحريري في إحدى مقاماته‪:‬‬


‫كلمح بالبصر أو هو أقرب‪ ،‬حتّى أنشد فأغرب‪ ،‬ونحو‪ :‬أنا أنبئكم بتأويله‪ ،‬وأميز‬
‫ٍ‬ ‫«فلم يكن إال‬
‫صحيح القول من عليله»‪.‬‬

‫ –قال محمود قوبادو‪:‬‬


‫الــوكــيــل‬
‫ُ‬ ‫ونـــعـــم‬
‫َ‬ ‫َحــســ ُبــنــا الــــلّــــهُ‬ ‫ُمـــحـــســـ ُن الـــــظَّـــــ ِّن بِــــــ ِه قـــائِـــاً‬

‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫‪1 .1‬د ّل على موطن االقتباس أو التضمين في ك ّل ّ‬
‫مما سبق‪.‬‬
‫الشفوي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬حدّد مصدر االقتباس (القرآن أو الحديث‬

‫‪151‬‬
‫*‬ ‫ُّ‬
‫القص ِة عند العرب‬
‫ّ‬ ‫فن‬
‫مطالعة‬

‫…‪…١‬‬

‫ِّ‬
‫متعددةٌ‪ ،‬فقد‬ ‫قصص كثير ٌة‬
‫ٌ‬ ‫أن العرب في عصر ما قبل اإلسالم كانت لهم‬ ‫العلماء مجمعو َن على َّ‬
‫ُ‬
‫كانوا مشغوفين بالتاريخ والحكايات التي تدور حول أجدادهم وملوكهم وفرسانهم وشعرائهم‪ ،‬و"كتاب‬
‫األغاني" ألبي الفرج األصفهاني يكاد يكون ذخير ًة كاملة من القصص التي تناقلها الناس عن شعرائهم‬
‫ومجالسهم وملوكهم‪.‬‬

‫وليس "كتاب األغاني" هو المرج َع الوحي َد في هذا المجال‪ ،‬بل َّ‬


‫إن المكتبة العربيَّة غنيَّة ٌ بأمثال "األمالي"‪،‬‬
‫و"الع ْقد الفريد"‪ ،‬و"الشعر والشعراء"‪ ،‬وكتب التراجم والطبقات بما ال يدع مجاال ً‬ ‫ِ‬ ‫و"صبح األعشى"‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫العربي تناول حياة اإلنسان في عصر ما قبل اإلسالم في مظاهرها كلها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫للشك في أن التأليف‬

‫الدرس الرابع‬
‫حدَثين رفضوا أن يعدّوا ما في هذه الكتب من القصص فنّاً نثريّاً مميّزا ً له أصوله‪،‬‬ ‫الم ْ‬ ‫َّ‬
‫غير أن الدارسين ُ‬

‫ّ‬
‫نت في العصر العباسي الذي يبعد بعدا ً زمنياً كبيرا ً إلى ح ٍّد‬ ‫واعتمدوا في هذا على َّ‬
‫أن تلك الكتب إنَّما دُ ِّو ْ‬
‫ما عن عصر ما قبل اإلسالم‪.‬‬

‫أي حال بُع ُد‬‫أن هناك أسباباً أخر صرفت أولئك عن دراسة قصص ما قبل اإلسالم‪ ،‬ليس منها على ّ‬ ‫وال ب ّد َّ‬
‫‪٤‬‬
‫جوا به‪ ،‬فهم كما نعلم قد قبلوا شعر ما قبل اإلسالم من دون كبي ِر عناء‪ ،‬بل هم قبلوا‬ ‫عصر التدوين وإن احت ُّ‬
‫ج َع ُ‬
‫الك َّها ِن واألمثالَ‪ ،‬وعُنوا بدراسة هذه األلوان من اإلنتاج النثريِّ ‪،‬‬ ‫وس ْ‬
‫ب َ‬ ‫خط َ َ‬‫من نَث ِر ما قبل اإلسالم ال ُ‬
‫أن المسألة‬ ‫صحتها‪ ،‬وأحسب َّ‬ ‫ِّ‬
‫الشك في َّ‬ ‫وراحوا يخرجون منها بأحكام من دون أن يضطربوا إال قليال ً أمام‬
‫غير هذا‪ ،‬أحسب أنَّهم تخيَّلوا نقال ً عن الدارسين القدماء صور ًة بعينها لعصر ما قبل اإلسالم وأدبه‪ ،‬تخيَّلوا‬ ‫ُ‬
‫تلك الحياة بداو ًة وفقرا ً ورحلة ال تنتهي في قلب الجزيرة وإلى أطرافها‪ ،‬وعناء ً وخشونةً‪ ،‬وجهال ً بك ِّل شيء‬
‫ممَّا يعرفه العالم في قديمه وحديثه معاً‪ ،‬وتخيَّلوا أدب ذلك العصر طنطنة ألفاظ‪ ،‬وعبثاً فارغين‪ ،‬وراحوا‬
‫يبدون مهاراتهم من صنوف الرياضة الذهنيَّة التي تجعل ج َّل اهتمامهم منصبّاً على وضع اللفظ إلى جوار‬
‫نغمي معيَّن‪ ،‬وراحوا بعد هذا الذي تصوَّروه لحياة الناس في عصر ما قبل اإلسالم وأدبه‬ ‫ٍّ‬ ‫أخيه في اتِّسا ٍ‬
‫ق‬
‫يبحثون عمَّا يرضي هذا التص ُّو َر‪.‬‬

‫‪.1983‬بتصرف‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫* الرواية العربية‪ ،‬عصر التجميع ‪ -‬فاروق خورشيد‪ ..‬دار الشروق ط‪ ،3‬بيروت‬

‫‪152‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫رعلا دنع ِةّصقلا ُّنف‬

‫وقصص‬
‫ُ‬ ‫حب إنسانيَّة ٌ‪،‬‬
‫وحكايات ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بطولة رائعة ٌ‪،‬‬ ‫قصص‬
‫ُ‬ ‫ولك َّن القصص التي عُرفت في ذلك العصر فيها‬
‫عالقات ال تنتهي بك ِّل أجناس األرض‬
‫ٌ‬ ‫ع في سبيل الخير وفي سبيل الشر جميعاً‪ ،‬وفيها‬
‫وفاء وغدر‪ ،‬وصرا ٌ‬ ‫ٍ‬
‫الذين عاشوا حول الجزيرة بطباعهم وعاداتهم‪ ،‬وبثقافتهم ومعرفتهم‪ ،‬فالقصص التي جاءتنا من عصر ما‬
‫قبل اإلسالم ترسم صورة تكاد تكون مخالفة تماماً لتلك التي أراد الدارسون أن يرسموها‪ ،‬وتعطي خصباً‬
‫ونماء ً في حياة أبنائه‪.‬‬
‫…‪…٢‬‬

‫ولم يجد الدارسون القدماء والمحدثون في قصص ما قبل اإلسالم صورة ما تخيَّلوا من حياة الناس‬
‫َّ‬
‫الحجة‬ ‫آنذاك فأسقطوه‪ ،‬ولم يجدوا فيه ما يفيدهم في بحثهم عن الصنعة وغريب األلفاظ فاكتفوا بذكر‬
‫ح ّرف في لفظه بل في معناه أيضاً‪ ،‬ثم أسقطوه‪.‬‬
‫التي تقول إنّه ُ‬

‫أن العرب في عصر ما قبل اإلسالم كانوا مشغوفين بالبيان وبالبالغة‪،‬‬ ‫لقد وضعوا في قلوبهم وأذهانهم َّ‬
‫بد أنَّه كان يخاطب أناساً‬‫ودليلهم على هذا هو القرآن الكريم نفسه‪ ،‬فالقرآن – بوصفه معجزة بيانيَّة ‪ -‬ال َّ‬
‫الدرس الرابع‬

‫صناعتهم وهوايتهم البيان والبالغة‪ ،‬ولتثبيت هذا المعنى لم يقبلوا من صور أدب ما قبل اإلسالم إال ما‬
‫ّ‬

‫حف َل بالصنعة البالغيَّة‪ ،‬وما وقف شاهدا ً على براعة العرب البيانيّة آنذاك‪ ...‬والواقع أنّنا ال نستطيع أن نسلّم‬
‫ِ‬
‫أن هذا كان‬‫أ ّن شعباً بأسره قد وقف حياته على اللهو باأللفاظ والتجويد في صور صياغتها‪ ،‬وإنَّما نحسب َّ‬
‫عمل طبقة معيَّنة من الناس‪ ،‬كانوا المتصدّين للحياة الفكريّة والقوليّة عند العرب‪ ،‬ونحسب َّ‬
‫أن بالغة القرآن‬ ‫ُ‬
‫ثم تنتصر عليهم بما ال‬ ‫ِ‬
‫كانت تقصد إلى إفحام هؤالء وإلزامهم الحجة‪ ،‬فهي تقارعهم بسالحهم نفسه‪ّ ،‬‬
‫‪٤‬‬ ‫للشك في صحة الوحي‪ ،‬وتعذّر صدور القرآن عن بشر مثلهم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يدع أمامهم مجاال ً‬

‫ٍ‬
‫وصناعة‪ ،‬ولهذا‬ ‫ٍ‬
‫بالغة‬ ‫ومرجع ٍ‬
‫لغة‪ ،‬ودلي ُل‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫صنعة‪،‬‬ ‫بهذه الروح ف َ ِه َم دارسو أدب ما قبل اإلسالم أنَّه أ َ ُ‬
‫دب‬
‫أن العرب في عصر ما قبل‬ ‫أن هذا كلَّه ال ينفي َّ‬ ‫فقد أغفلوا ما ال ينفعهم في هذا كلِّه‪ ،‬وأعني القصص‪ ،‬إال َّ‬
‫وأن القصص كانت باباً كبيرا ً من أبواب أدبهم‪ ،‬وأ ّن فيها داللةً كبير ًة على‬ ‫اإلسالم كانوا يعرفون القصص‪َّ ،‬‬
‫الفن‪ ،‬عرفوا قصص األنبياء وقصص الشعوب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عقليّتهم وحياتهم‪ ،‬وهم قد عرفوا ألواناً متعدّدة من هذا‬
‫وقصص األمكنة وقصص الملوك واألبطال‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫رعلا دنع ِةّصقلا ُّنف‬

‫…‪…٣‬‬

‫داحس‬
‫َ‬ ‫ومن أشهر قصصهم أيّام ُ العرب التي تدور حول الوقائع الحربيّة التي وقعت بين القبائل‪ ،‬مثل‪ :‬يوم‬
‫الك َلب‪ .‬أو تلك التي دارت رحاها بينهم وبين من حولهم من شعوب كيوم‬ ‫والغبراء‪ ،‬ويوم النِّجار‪ ،‬ويوم ُ‬
‫ذي قار‪.‬‬

‫والخلق‪ ،‬فحكوا عن نشأة‬


‫َ‬ ‫وعرف العرب قصصاً تتناول بالتفسير المطعَّم بالبقايا األسطوري َّة الحيا َة‬
‫مما‬
‫العربي كما تخيّلوه حتّى اإلسالم ّ‬
‫ّ‬ ‫العالم‪ ،‬وعن آدم ونسله‪ ،‬وعن نشأة اللغات وتعدّدها‪ ،‬وعن التاريخ‬
‫تجده في كثير من الكتب‪.‬‬

‫واألسطورةُ عند العرب مث ُل األسطورة عند سائر شعوب األرض تنشأ مع نشأة التفكير عند اإلنسان‪،‬‬
‫يعجز عن فهمه من ظواهر الكون‬ ‫ُ‬ ‫يفسر ما‬
‫ومع نشأة قدرته على اإلبانة والتعبير‪ ،‬فيحاول عن طريقها أن ِّ‬
‫سره ليصبح قادرا ً على التالؤم مع‬ ‫حوله‪ ،‬كما يحاول بطريقها أن يعلّل تعليال ً خياليّاً ما يعجز عن إدراك ِّ‬
‫ومكونات ُها‪ ..‬ومنطقي أن يعرف العرب األساطير بك ّل‬ ‫ّ‬ ‫در ُك ُّ‬
‫سرها وال ت ُف َه ُم أسبابُها‬ ‫الظواهر الكونيّة التي ال ي ُ َ‬
‫العربي الذي يصاحب عبادتهم الدينيّة المألى بالرمز‬ ‫ّ‬ ‫أنواعها‪ ،‬وأن يتداولوها ويتناقلوها جزءا ً من تراثهم‬
‫البدائي‪ .‬ومن هنا فإ ّن الكثير من قصصهم أو ما نقلته كتب األخبار ممَّا تبقَّى من‬ ‫ّ‬ ‫المثقل بالخيال الجامح‬
‫مزدحم بآثار هذه األساطير‪ ،‬مليء بإشارات إليها وإلى رموزها وإلى ما كانت تقوم به في‬ ‫ٌ‬ ‫هذه القصص‬
‫العربي؛ ليساعده‬
‫ّ‬ ‫مهم تعبيرا ً فنّيّاً وتفسيرا ً وجدانيّاً تقدّم به اإلنسان‬
‫األول من دور ّ‬ ‫العربي ّ‬
‫ّ‬ ‫مراحل التفكير‬
‫على إعادة التوازن بينه وبين الكون وظواهره وأسراره‪.‬‬

‫وأخذ العرب القصص أيضاً ّ‬


‫عمن جاورهم من أمم إمّا نقال ً كامال ً يذكرون فيه أصل القصة‪ ،‬وإمّا فيما‬
‫نسميه اليوم باالقتباس؛ إذ يغيّرون في القصة لتالئم ذوقهم وبيئتهم وحياتهم‪..‬‬
‫يشبه ما ّ‬
‫ثقافاتها‪ ،‬وامتزجت هذه األساطير بأساطيرهم‬ ‫ِ‬ ‫كذلك أخذوا من أساطير الشعوب التي خالطوها وعرفوا‬
‫تفاعل حيويٍّ وتالحم ٍ عضويٍّ ‪ ،‬أتاح لها أن تذوب في المفاهيم العربية وأن تلتحم مع األساطير العربيّة؛‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫ليكون الناتج قصصاً ال يمثّل المفاهيم العربية وحدها‪ ،‬بل مفاهيم اإلنسانيّة وتراثها في مرحلة من مراحل‬
‫تطورها في هذه المنطقة التي أتاحت لها ظروف التجارة والرحلة أن تتعايش وتتعارف وتثري وجودها‬ ‫ّ‬
‫باألخذ والعطاء‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫ةعلاطم‬

‫…‪…٤‬‬

‫غير قليل من هذا القصص إلى أيدي الدارسين المحدثين‪ ،‬ولكنّهم انصرفوا عنه معرضين؛‬ ‫وقد وصل ُ‬
‫قرره األستاذ أحمد أمين في كتابه "فجر اإلسالم" في حديثه عن أيّام‬ ‫عن عمد‪ ،‬ويكفي أن أسوق هنا ما ّ‬
‫ُصاص‬ ‫داني‪ ،‬وقد زاد الق ّ‬ ‫العرب إذ يقول‪" :‬ترى هذه األيّام وأخبارها مجموعة في ِالع ْقد الفريد‪ ،‬وأمثال َ‬
‫الميْ ّ‬
‫ح َكوها في موت الزبّاء‪ ،‬إذا قارنت بين‬
‫وشوهوا بعض حقائقها‪ ،‬كالذي تراه في أخبارهم التي َ‬ ‫في بعضها ّ‬
‫محمد‬
‫ّ‬ ‫المروي في الكتب العربية من هشام بن‬
‫ُّ‬ ‫المؤرخين عن زنوبيا؛ فخبر الزبَّاء‬
‫ِّ‬ ‫بعض‬
‫قصوه وما ذكره ُ‬ ‫ما ّ‬
‫الكلبي‪ ،‬رواية خياليَّة موضوعة ال تتَّفق والتاريخ‪ ،‬ولسنا ندري هل أفسدها العرب في عصر ما قبل اإلسالم‪،‬‬‫ّ‬
‫أو أفسدها رواة األدب في اإلسالم"‪.‬‬

‫حدَثون إلى‬
‫الم ْ‬
‫ضح الروح التي نظر بها الدارسون ُ‬ ‫هذا الذي أسوقه هنا من كالم األستاذ أحمد أمين يو ِّ‬
‫هذه اآلثار‪ ،‬ويتشابه ذلك ونظرةُ الدكتور شوقي ضيف الذي يقول عنها‪" :‬إنَّها ال تتَّفق في شيء وحقائق‬
‫التاريخ الروماني الصحيحة التي كتبت عن زنوبيا"‪.‬‬

‫التاريخي‪ ،‬علماً أنّها أعطت داللة واضحة على‬


‫ّ‬ ‫يهتم األستاذان بهذه القصَّ ة إال من ناحية صدقها‬ ‫ولم ّ‬
‫القصصي الذي يستم ُّد مادَّته من التاريخ‪ ،‬والواقع أنَّه ليس مطلوباً من كاتبي القصَّ ة مراعاة‬
‫ّ‬ ‫وجود التأليف‬
‫وعد أعمالهم‬‫نص ابن محمد الكلبي وغيره‪ِّ .‬‬ ‫الحرفي‪ ،‬وربما لو قامت دراسة على احترام ِ ّ‬ ‫التاريخ والنقل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قصوه وبين ما تحكيه الوثائق التاريخيّة الستنباط‬ ‫ِ‬
‫ومحاولة المقارنة بين ما ّ‬ ‫القصصي‪،‬‬ ‫لوناً من اإلنتاج الفن ّ ّي‬
‫ّ‬
‫القصصي والزوايا التي وقفوا عندها؛ ألمكن أن تكون هذه الدراسة أساساً لتكوين‬ ‫ّ‬ ‫عملهم الفن ّ ّي وأسلوبهم‬
‫القصصي في عصر ما قبل اإلسالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فكرة عامّ ٍة عن ّ‬
‫الفن‬

‫أمّا النظرة إلى هذه األعمال وغيرها‪ ،‬بل أيضاً إلى غالبيّة ما جاءنا من قصص عصر ما قبل اإلسالم على‬
‫إخراج ك ِّل هذه األعمال من األدب‪ ،‬وإسقاط اإلنتاج‬
‫ُ‬ ‫اعتبار أنّه أفاد من أصحابه لحقائق التاريخ فهذا معناه‬
‫العربي بك ّل ما فيه من ِقيَم ٍ ودالالت‪ .‬ودارس األدب ليس من مهمَّته في شيء بحث صدق ّ‬
‫القصة‬ ‫ّ‬ ‫القصصي‬
‫ّ‬
‫التعبيري وقالبها الروائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وشكلها‬ ‫ة‬‫ي‬
‫ّّ‬ ‫ن‬ ‫الف‬ ‫أداتها‬ ‫بحث‬ ‫ته‬‫مهم‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫يدخل‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫‪،‬‬‫التاريخي‬
‫ّ‬

‫‪155‬‬
‫رعلا دنع ِةّصقلا ُّنف‬

‫…‪…٥‬‬

‫ت كاذبة ٌ‪ ،‬ولم ت ُنق ْل عن الروا ِة في عص ِر ما قبل اإلسالم؛‬ ‫لقد ذهب كثير من الدارسين إلى َّ‬
‫أن هذه الروايا ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ألنّهم لم يكونوا يعرفو َن الكتابةَ‪ ،‬وأنهم كانوا أيضاً يستعملونها في تدوين اآلثار األدبيَّة‪ .‬وليس معنى عدم ِ‬
‫ضاعت‬
‫ْ‬ ‫ص المكتوبة إلينا أنَّهم يجهلون الكتابةَ وال يعرفونَها‪ ،‬وإنَّما قد يكون معناه َّ‬
‫أن كتبَهم‬ ‫وصو ِل الن ُّصو ِ‬
‫خرة‪ ،‬أو أُهملت‪.‬‬‫في عصور متأ ِّ‬

‫عشر‪ ..‬ويقول الجاحظ في كتابه الحيوان‪:‬‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫المدينة أح َد‬ ‫عشر كاتباً وفي‬
‫َ‬ ‫إذ جاء اإلسالم وفي م ّكةَ سبعةَ‬
‫بعض عهو ِدهم السياسيَّة‪ ،‬وكانوا يسمُّون تلك العهودَ المكتوبةَ "المهارق"‪ .‬وقد‬‫العرب كانوا يكتبون َ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫ج َمع األمثال" أنَّه رجع في تأليفه إلى ما يربو على خمسين كتاباً‪.‬‬
‫داني في مقدّمة كتابه "مَ ْ‬
‫الميْ ُّ‬
‫ذكر َ‬

‫َّ َّ‬
‫فالكتابة والتدوين إذن لم يكونا مجهولين عند العرب في عصر ما قبل اإلسالم‪ ،‬وليس صحيحاً أن ال َ‬
‫ذين‬
‫أصحاب‬
‫َ‬ ‫الرواةُ وما تناقَلُوه‪ ،‬وإنَّما المعقو ُل َّ‬
‫أن‬ ‫أخبارهم في العصر العب َّاسي اعتمدوا على ما ِ‬
‫حفظ َ ُه ُّ‬ ‫دوَّ نوا‬
‫َ‬
‫(الميداني)‪ ،‬وإمّا‬ ‫ب التي دُ ِّونَت في العصر العباسي استعانوا بهذه الكتب إمّا مباشر ًة‪ ،‬مث َل‪:‬‬ ‫تاريخ األد ِ‬
‫ِ‬ ‫كت ِ‬
‫ب‬
‫ّ‬
‫بالمراجع ألد ِ‬ ‫َّ‬
‫ب ما قبل اإلسالم يرجعو َن إليها ويروون منها‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الروا ِة ال َ‬
‫ذين احتفظُوا عن َدهُم‬ ‫بطري ِق ُّ‬
‫الكلبي)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫(هشام ب ِن محمَّ ٍد‬

‫تراث ما قبل اإلسالم من الذاكرة فقط‪ ،‬ولكنّه ال‬


‫َ‬ ‫يدو ِن‬
‫العباسي لم ِّ‬
‫َّ‬ ‫واألقرب إلى طبائع األشياء أ ّن العصر‬
‫ُ‬
‫بد أنّه اعتمد على أصول مكتوبة‪ ،‬وما دام الدلي ُل تحت أيدينا على معرفة العرب في عصر ما قبل اإلسالم‬ ‫َّ‬
‫حفٍ وصلت بطريق التوارث‬ ‫ص ُ‬‫دونوا معلّقاتهم في ُ‬‫بالكتابة‪ ،‬فليس ما يمنع أن يكونوا دوَّ نوا قصصهم كما ّ‬
‫إلى الرواة الذين نقلوها إلى العباسيّين فأخذوا منها‪ ،‬وهذا ال يمنع بحال أنّهم أضافوا أو زادوا‪ ،‬ولكنّه يؤ ّكد‬
‫دون في مصنّفات متأخّرة زمنيّاً وخطيّاً يحتاج إلى مراجعة‪،‬‬ ‫لمجرد أنّه ّ‬
‫ّ‬ ‫أ ّن رفض تراث ما قبل اإلسالم كلّه‬
‫الك ّهان والصور المألى باألشكال البيانيّة وحدها‬ ‫جع ُ‬ ‫وس ِ‬ ‫خط َ ِ‬ ‫ويؤكد أيضاً َّ‬
‫ب َ‬ ‫أن االعتماد فقط على ال ُ‬
‫تعسف يفسد صورة أدب ما قبل اإلسالم كلّه‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫‪156‬‬
‫ةعلاطم‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬تدريبات على ما سبقت دراسته‬

‫ثم أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫الفزاري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال الربيع بن ضبع‬
‫ِـــــــت عــــى أمــــــ ٍر بـــغـــرِ جـــنـــاحِ‬
‫ُّ‬ ‫وب‬ ‫ـم‬
‫ـس أضــحــى أخــوكـ ُ‬ ‫عــى حـــ َرجٍ يــا عــبـ ُ‬ ‫‪1‬‬
‫(ل ــيـــأيت افــتــاتــاً وجــــهُ ِّ‬
‫كـــل صــبــاحِ)‬ ‫حــــــروب األقــــربــــ َن وإنَّـــــهُ‬
‫َ‬ ‫حــــــذا ِر‬ ‫‪2‬‬
‫كـــســـاعٍ إىل الــهــيــجــا بـــغـــرِ ســـاحِ‬ ‫أخـــــاك إنَّ مـــ ْن ال أخـــا له‬
‫َ‬ ‫أخـــــاك‬
‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫ـض الـــبـــازي بــغــرِ جــنــاحِ‬
‫وهــــل يــنــهـ ُ‬
‫ْ‬ ‫عــم املـــر ِء فــاعــلـ ْ‬
‫ـم جنا ُحهُ‬ ‫وإنَّ ابـــ َن ِّ‬ ‫‪4‬‬
‫األلـــبـــاب أمـــ َر صــاحِ‬
‫ِ‬ ‫(تــفــيــدُ ) ذوي‬ ‫لــنــا ِعـــظَـــ ٌة يف الـــذاهـــبـــ َن و ِعـــــر ٌة‬ ‫‪٥‬‬
‫ـــح الــســاعــي وآل رزا ِح‬ ‫ومــــا صـــ َّب َ‬ ‫ـب مــدَّ ُه‬ ‫َ‬
‫حـــاول الــصــعـ ُ‬ ‫أملْ تعل ُموا مــا‬ ‫‪6‬‬
‫وهـــل بــعــدَ ذي المَــلْــكــ ِن يـــو ُم فــا ِح‬
‫ْ‬ ‫ْــك مخلَّدٌ‬
‫فــهـ ْـل بــعــدَ ذي الــقــرن ـ ِن َمــل ٌ‬ ‫‪7‬‬
‫وتــجــنــح إنْ أومـــــى لــهــا بـــــروا ِح‬
‫ُ‬ ‫تـــريـــش لـــه األطـــيـــا ُر عــنــدَ ُغـــــدُ ِّو ِه‬
‫ُ‬ ‫‪8‬‬

‫السئلة‪:‬‬ ‫ • أ‬
‫ • َّأوالً‪:‬‬
‫ص أسلوب إغراء‪ ،‬وأعربه‪.‬‬ ‫‪1 .1‬هات من الن ّ ّ‬
‫ِّ‬
‫وحددْ نوعه‪.‬‬ ‫ص اسم فعل‪ ،‬واذكر معناه‪،‬‬ ‫‪2 .2‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫حددْه‪ ،‬واذكر نوعه‪.‬‬ ‫األول منادى ِّ‬ ‫‪3 .3‬في البيت ّ‬
‫حددْه‪ ،‬وبيِّن سبب حذف الياء‪.‬‬ ‫‪4 .4‬في البيت الثالث اسم منقوص ِّ‬
‫‪5 .5‬استخرج من البيت الثّالث (ال) النافية للجنس‪ ،‬وبيِّ ْن نوع اسمها‪.‬‬
‫وحددْ المؤكِّدات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ص أسلوب توكيد‪،‬‬ ‫‪6 .6‬هات من الن ّ ّ‬
‫‪7 .7‬علِّ ْل تق ُّدم الخبر على المبتدأ في البيت الخامس‪.‬‬
‫‪8 .8‬بيِّن الفرق بين (ذوي) في البيت الخامس‪ ،‬و(ذي) في البيت السابع‪ ،‬وأعربهما‪.‬‬
‫وحددْ نوعها‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ص أداة استفهام‪،‬‬ ‫‪9 .9‬هات من الن ّ ّ‬
‫ص إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫‪1010‬أعرب ما تحته ٌّ‬
‫خط من الن ّ ّ‬

‫‪157‬‬
‫رعلا دنع ِةّصقلا ُّنف‬

‫ •ثانياً‪:‬‬
‫‪ِ 1 .1‬زن الكلمات اآلتية (الهيجا‪ِ ،‬عظَة‪ ،‬أومى)‪.‬‬
‫ِّف األفعال اآلتية َوف ْ َق الجدول (بِ تُّ ‪ ،‬يأتي‪ ،‬ينهض‪ ،‬تريش)‪.‬‬
‫‪2 .2‬صن ِ‬

‫نوعه‬ ‫املعتل‬
‫الفعل ّ‬ ‫نوعه‬ ‫الفعل الصحيح‬

‫ِّف األسماء اآلتية وفق الجدول (جناح‪ ،‬الذاهبين‪ ،‬الصعب‪ ،‬مُخلَّ ٌد)‪.‬‬
‫‪3 .3‬صن ِ‬

‫نوعه‬ ‫االسم املشتق‬ ‫نوعه‬ ‫االسم الجامد‬

‫ض ْعها في جملة مفيدة‪.‬‬


‫‪4 .4‬انسب إلى كلمة (عبس)‪ ،‬و َ‬
‫اشرح العلَّة الصرفية في ك ّل من الكلمات اآلتية‪ ،‬وسمِّها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪5 .5‬‬
‫(ساع‪ ،‬البازي‪ ،‬عظة)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ •ثالثاً‪:‬‬
‫‪1 .1‬علِّ ْل ما يلي‪:‬‬
‫ –كتابةَ الهمزة على صورتها في (افتالتاً‪ ،‬ابن‪ ،‬أومى‪ ،‬يأتي)‪.‬‬
‫ –كتابةَ التاء على صورتها في (عبرة‪ ،‬بتُّ )‪.‬‬
‫ –كتابةَ األلف على صورتها في (أومى‪ ،‬على)‪.‬‬
‫ –زياد َة األلف في كلمة (تعلموا)‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الوحدة اخلامسة‬ ‫وطنية‬
‫ّ‬ ‫قضايا‬
‫وقومية‬
‫ّ‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫والشهدا ء‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشهادة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫جمرة الشهداء‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫سعيد العاص‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫مع الشهداء‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫مطالعة‬ ‫غدًا سنلتقي‬ ‫الدرس الخامس ‬


‫وقومية (الشهادة والشهداء)‬
‫ّ‬ ‫وطنية‬
‫ّ‬ ‫قضايا‬

‫قراءة تمهيد ّية‬

‫…‪…1‬‬
‫القيم جميعها‪ ،‬وهي بمعناها العام ّ الوفاء ُ بالمعروف‪ ،‬والشهي ُد هو مَ ْن تمثّل‬ ‫َ‬ ‫الشهادةُ قيمة ٌ مُثلى تفو ُ‬
‫ق‬
‫وآثر كرامة الوطن وحريته‬ ‫أسمى قيم التضحية والفداء والعطاء‪ ،‬وهو مَ ْن بذل دمَ ُه رخيصاً افتداء لوطنه‪َ ،‬‬
‫على حياته‪.‬‬
‫يتبوؤها في اآلخرة فقد تمثّلت في قوله‬ ‫مكانة ٌ عظيمة ٌ في الدنيا واآلخرة‪ً .‬أمّا المكانة ُ التي ّ‬ ‫للشهيد‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫۝ فر ِح ي نَ� ب َ�ا تآ� ُه ُ‬ ‫ف‬
‫الذ� قتلوا � سبيل هللا ت‬ ‫س� ي ن‬ ‫ت‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬وال � نّ‬
‫هللا ِمن فض ِ ِل‬ ‫ِ‬ ‫عند بر� ُم ي َ�زقون ‪ِ ١٦٩‬‬ ‫أموا� بل أحياء‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ّ ْ َ ْ ف ْ ّ َ ْ ٌ َ َ ْ ْ َ ُ ْ يَ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ش ُ َ َّ نَ َ ْ َ ْ َ ُ ْ‬
‫۝ ﴾ (آل عمران)‪ ،‬وأمّا جزاؤه في‬ ‫�م أل خوف عل ي ِ�م وال ه �زنون ‪١٧٠‬‬ ‫ويستب ِ�ون ِب�ل ِذ ي� ل يلحقوا ِب ِ�م ِمن خل ِ ِ‬
‫الدنيا فيتمثّل بالقداسة التي نالها الشهيد‪ ،‬فاكتسب المنزلة الرفيعة والمكانة السامية ببذله الروح رخيصة‪،‬‬
‫وقد رسم الشاعر رشيد سليم الخوري تلك المكانةَ الساميةَ؛ إذ يقول‪:‬‬

‫الدرس األول‬
‫ّ‬
‫أزىك الـــصـــا ِة عــى أروا ِحـــهـــم أبـــدَ ا‬ ‫تسليم عــى الــشُّ ــهــدا‬
‫ٌ‬ ‫خـــرُ املــطــال ـعِ‬
‫مـــات فــدى‬
‫َ‬ ‫عـــن األوطـــــانِ‬
‫لــكـ ِّـل حـــ ٍّر ِ‬ ‫ـن الـــهـــا ُم إجــــاالً وتَــكْــرمــ ًة‬
‫فــلــتــنــحـ ِ‬

‫…‪…٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫الشهادة من منظور وطني‪:‬‬
‫كان يوم ُ السادس من أيّار من عام (‪1916‬م) بدايةَ نهج أخذ طريقَه الواس َع إلى أعماق ك ّل سوري َعب ْ َر‬
‫حملةَ بيرق الشهادة في سبيل ع ّزة الوطن وكرامته‪،‬‬ ‫الثوار الذين رفضوا الذ ّل وأبَوا ّإل أن يكونوا َ‬ ‫ٍ‬
‫كوكبة من ّ‬
‫ت الشهادةُ شعارا ً ينتصب أمام العيون سواء أكان في مقاومة‬ ‫خ عيدا ً وطنيّاً وأضح ِ‬‫فأمسى ذاك التاري ُ‬
‫رص األدباء ُ على التعبير عن موقفهم‬‫ح َ‬ ‫المستعمرين أو في خوض حروب الدفاع عن األرض والكرامة‪ .‬وقد َ‬
‫بدوي الجبل‬‫ّ‬ ‫األغر‪ ،‬فوصفوا عطاءهم المنقط َع النظير‪ ،‬وفي ذلك قال الشاعر السوري‬ ‫ّ‬ ‫من شهداء ذلك اليوم‬
‫جدا ً شهداء السادس من أيّار‪:‬‬‫مم ّ‬
‫الــقــوم إحسانا‬
‫ِ‬ ‫عيني كــإحــســانِ ـ ِه يف‬ ‫يُعطي الشهيدُ فال والــلـ ِه ما شَ ـ ِهــدَ ْت‬
‫عــنــدَ الــكــفــاحِ‪ ،‬ويــلــقــى الــلّــهَ ظآمنا‬ ‫وغــاي ـ ُة ال ـ ُجــو ِد أن يسقي الــرى د ُمــهُ‬

‫‪160‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬ ‫)ءادهشلاو ةداهشلا( ةّيموقو ةّينطو اياضق‬

‫سارت بعدها قواف ُل كثيرة تكمل مسيرة‬


‫ْ‬ ‫ولم يكن شهداء ُ السادس من أيّار إال ّ بدايةً لقوافل الحريّة التي‬
‫الع ّزة وتنال اللقب المقدّس‪.‬‬
‫بطلها يوسف العظمة ‪ -‬صفحا ٍ‬
‫ت‬ ‫فما إن بدأت الحملة ُ الفرنسيّة ُ على سوريّة حتّى سطّر أبناؤها – بقيادة ِ‬
‫ب الشعراء يعبّرون عن فرحتهم بهذا العرس‪ ،‬وفي ذلك يقول بدر‬ ‫من نور إلى أن تح ّقق االستقالل‪ ،‬فه ّ‬
‫الدين الحامد‪:‬‬
‫يفَّ املــيــامــ ُن آســـــا ُد الــحــمــى نــامــوا‬ ‫ـت‪ :‬إنَّني جــدَ ٌث‬
‫األرض قــالَـ ْ‬
‫ُ‬ ‫تنطق‬
‫ُ‬ ‫لو‬
‫ابـــتـــهـــاج ولــلــبــاغــ َن إرغـــــا ُم‬
‫ٌ‬ ‫لــنــا‬ ‫يـــو ُم الــجــا ِء هــو الــدّ نــيــا وزهــوتُــهــا‬
‫ج ـلَـ ْ‬
‫ـت فرنسا ومــا يف الــــدَّ ا ِر هــضّ ــا ُم‬ ‫يــا راقــــداً يف روايب مــيــســلــونَ أ ِف ْ‬
‫ـــق‬
‫الصهيوني على األرض السوريّة‪ ،‬فما‬
‫ّ‬ ‫أمّا االعتداء األش ّد وطأة في العصر الحديث فقد تمثّل بالعدوان‬
‫الموت أغنيَّةً يردّد صداها‬
‫ُ‬ ‫فتئ أبناؤها يضربون أروع أمثلة الفداء والتضحية؛ لتصبح الشهادة ثقافة‪ ،‬ويصبح‬
‫شهداء ُ حرب تشرين التحريرية عام (‪1973‬م)‪ ،‬وقد عبّر عن ذلك الشاعر سليمان العيسى بقوله‪:‬‬
‫عــنــدَ الــشّ ــهــي ـ ِد تــاقــى الــلــهُ والــب ـ ُ‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫الـــرق فــاجــتــازو ُه وانهمروا‬ ‫نــاداهــم‬
‫ُ‬
‫الدرس األول‬
‫ّ‬

‫ـســهــا عــــو ٌد وال وتـــ ُر‬


‫خـــــرا َء مـــا مـ َّ‬ ‫املــــوت فــاخــتــا ُرو ُه أغني ًة‬
‫ُ‬ ‫نـــاداهـــم‬
‫ُ‬
‫رئيس في إبراز قيم ِ الشهادة‪ ،‬فقد راح‬
‫ٌ‬ ‫دور‬
‫فحسب؛ بل كان للنثر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أدب الشهادة على الشعر‬
‫ولم يقتصر ُ‬
‫القيم من خالل القصص والمقاالت المتعلّقة بموضوع الشهادة‪ ،‬ومن هؤالء األدباء فارس‬ ‫األدباء ُ يبثّون هذه َ‬
‫‪١‬‬ ‫وغيرهم‪ .‬وما تزا ُل سوري َّة إلى يومنا الحاضر تقدّم العديد من أبنائها‬
‫ُ‬ ‫زرزور وبديع حقي ووليد إخالصي‬
‫فداء ألرضها وكرامتها‪.‬‬
‫قومي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الشهادة من منظور‬
‫جدون شهداءها‪،‬‬ ‫انطلق األدباء السوريون كغيرهم من األدباء العرب‪ ،‬يدافعون عن قضاياهم الكبرى ويم ّ‬
‫جل‬‫العربي‪ ،‬فلم تكن أيّة قضية عربية إال ّ قضيّة العرب كلّهم‪ ،‬فكم من مناضل س ّ‬
‫ّ‬ ‫أي بقعة من بقاع الوطن‬
‫في ّ‬
‫عربي‪ ،‬فها هو ذا بط ُل الجزائر الشيخ عبد القادر الجزائري‬ ‫ت من نضاله في أكثر من قطر‬ ‫خ صفحا ٍ‬ ‫التاري ُ‬
‫ّ‬
‫جمال الذي نال‬
‫السوري جول ّ‬‫ّ‬ ‫يناضل في فلسطين وسوريّة ويلبّي نداء ربّه على األرض السوريّة‪ ،‬والبط ُل‬
‫والشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود يسطّر صفحات من النضال على األرض‬ ‫ُ‬ ‫شرف الشهادة في مصر‪،‬‬
‫العراقيّة‪ ،‬ويعود ليستشهد على أرض وطنه فلسطين‪ ،‬فيمثّل قيم الشهادة قوال ً وفعال ً‪ ،‬وهو القائل‪:‬‬
‫وأُلـــقـــي بــهــا يف َمـــهـــاوي الـــــ َّردى‬ ‫ســـأحـــمـــل روحــــــي عــــى را َحـــتـــي‬
‫ُ‬
‫ـــغـــيـــظ الـــ ِعـــدى‬
‫ُ‬ ‫مــــــات َي‬
‫ٌ‬ ‫وإ ّمـــــــا‬ ‫الـــصـــديـــق‬
‫َ‬ ‫فــــإ ّمــــا حــــيــــا ٌة تـــــ ُّ‬
‫ر‬

‫‪161‬‬
‫)ءادهشلاو ةداهشلا( ةّيموقو ةّينطو اياضق‬

‫العربي‪ ،‬فأسهموا في تخليد رموزها األبطال‪ ،‬ومن هؤالء‬


‫ّ‬ ‫التحرر‬
‫ّ‬ ‫وقد تفاعل األدباء العرب مع قضايا‬
‫عمر المختار الذي سطّر ملحمةً بطوليةً في وجه المستعمر‬
‫الليبي َ‬
‫ّ‬ ‫الشاعر أحمد شوقي في رثائه البط َل‬
‫درب األجيال الحالمة بالخالص من نير المستعمر‪ ،‬يقول أحمد شوقي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫اإليطالي‪ ،‬فكان شعلةً تنير‬
‫صـــبـــاح مــســا َء‬
‫َ‬ ‫ـض الـــــوادي‬
‫يــســتــنــهـ ُ‬ ‫ِ‬
‫الـــرمـــال لـــوا َء‬ ‫َـــك يف‬
‫ركـــــ ُزوا رفـــات َ‬
‫يُ ــوح ــي إىل جــيــلِ ال ــغــ ِد الــبــغــضــا َء‬ ‫دم‬
‫يــا ويْــ َحــ ُهــم نــص ـ ُبــوا مــنــاراً مــن ٍ‬

‫القومي جليّاً فكان من أه ِّم مَ ْن كتب في القضية‬


‫ُّ‬ ‫شعوره‬
‫ُ‬ ‫اللبناني بشارة الخوري فقد برز‬
‫ّ‬ ‫أمّا الشاعر‬
‫جد ثورة الفلسطينيّين ويعاهد أرضها الطاهرة على الكفاح حتّى إدراك النصر‪ ،‬إذ‬
‫الفلسطينية وها هو ذا يم ّ‬
‫يقول‪:‬‬
‫لـــبـــس الـــغـــا ُر عــلــيــ ِه األُرجــــوانَــــا‬
‫َ‬ ‫َّـــق املـــجـــدُ لَـــهُ‬
‫يـــا جــــهــــاداً صـــف َ‬
‫وبـــــنـــــا ٌء لـــلـــمـــعـــايل ال يُــــــداىن‬ ‫ـــــت فـــلـــســـطـــ ُن بـــ ِه‬
‫رشف بـــــا َه ْ‬
‫ٌ‬
‫قـــد َر ِضـــ ْعـــنـــا ُه مــــ َن املـــهـــ ِد كــانــا‬ ‫أخــــت عــى الــعــه ـ ِد الــذي‬
‫ُ‬ ‫نــحــ ُن يــا‬

‫العربي بقصائ َد خلّدت الشهداء‪ ،‬وأذكت نار‬


‫ّ‬ ‫مهماً في رفد الشعر‬
‫وقد أدّى الشعراء الفلسطينيّون دورا ً ّ‬
‫وحرضت على المقاومة السترداد األرض‪ .‬وفي مقدّمة أولئك سميح القاسم وكمال‬ ‫ّ‬ ‫الحماسة في النفوس‪،‬‬
‫ناصر ومحمود درويش الذي قال‪:‬‬
‫شمسنا أقوى من اللَّيل‬
‫ُ‬
‫وكل الشهداء‬
‫ُّ‬
‫ينبتونَ اليوم تفّاحاً‪ ،‬وأعالماً‪ ،‬وماء‬
‫ويجيئون‪..‬‬
‫يجيئون‪..‬‬
‫يجيئون‪..‬‬
‫وآه‪..‬‬

‫‪162‬‬
‫ةّيديهمت ةء راق‬

‫ت األبطال وخلّد بطوالتهم وم ّ‬


‫جد دماءهم الزكيّة فأنتج‬ ‫وهكذا نجد أ ّن األدب العربي واكب تضحيا ِ‬
‫ّ‬
‫لنا أدباً ثورياً متميّزا ً بمضمونه وشكله الفنّي‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫عرف المعنى العام للشهادة‪.‬‬ ‫‪ّ 1 .1‬‬
‫أهمية الشهادة وما جزاؤها في الدنيا واآلخرة؟‬‫‪2 .2‬ما ّ‬
‫‪ِ 3 .3‬ل َم اتخ َذ السوريون يومَ السادس من أيّار عيدا ً للشهداء؟‬
‫أهمية مواكبة الشعراء ألعراس الشهادة في سورية‪.‬‬ ‫‪4 .4‬تحدّث عن ّ‬
‫‪5 .5‬ما موقف الشعراء السوريين تجاه القضايا الكبرى؟‬
‫‪6 .6‬هات مثالين لمناضلين عربيين تخطّيا حدود قطريهما للدفاع عن قضايا الوطن‪.‬‬
‫‪7 .7‬تحدّث عن دور األديب الفلسطيني في معالجة قضايا وطنه‪.‬‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫الشهداء‪ .‬تمهيداً لل ّدرس القادم‪.‬‬ ‫ *استعن بمصاد ِر التّعلّم في ّ‬


‫تعرف مدارس أبناء الشهداء‪ ،‬وبيّن االهتمام ال ّذي يلقاه أبناء ّ‬

‫‪163‬‬
‫*‬
‫جمرة الشهداء‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫محمد مهدي‬
‫ّ‬
‫الجواهري‬
‫(‪1997 -1899‬م)‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫وِل َــد ي� النجــف و� ّــدر‬
‫ف أ‬
‫مــن أرسة عريقــة ي� الدب‬
‫والعــم والشــعر‪ ،‬درس عــى‬
‫عــدد مــن الشــيوخ‪ ،‬وأخــذ‬
‫ع�ــم النحــو والــرف‬ ‫ن‬
‫ف‬

‫الدرس الثاني‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫والبالغــة‪ ،‬نظــم الشــعر ي�‬

‫ّ‬
‫ثً‬ ‫ّ‬
‫ف بغداد مع ك ّل من تركيا وباكستان برعاية‬ ‫ق ِحل ْ َ‬
‫دخل العرا ُ‬ ‫متــأ�ا ببيئتــه‬ ‫ســن مبكــرة‬
‫أمريكيّة‪ ،‬على الرغم من اعتراض سورية وبعض الدول العربيّة على‬ ‫وموهبتــه‪ ،‬نـرش َّأول مج موعــة‬
‫أ‬
‫دمشق حض ِن الكرامة‬
‫َ‬ ‫مما أحزن الشاعر وجعله يلجأ إلى‬ ‫ذلك‪ّ ،‬‬ ‫هل ب�مس (حلبة الدب) عاش‬
‫حر متغنّياً بشهدائها األحرار‪ ،‬وفي حفل مَهيب‬ ‫العربيّة ومالذ ك ّل ّ‬ ‫حياتــه يناضــل االســتبداد‬ ‫‪٢‬‬
‫أقيم في دمشق عام (‪1956‬م) بمناسبة ذكرى استشهاد البطل‬
‫ــى بســبب‬ ‫واالســتعمار‪ُ ،‬ون ف‬
‫المالكي أنشد قصيد ًة طويلةً اخترنا منها هذه األبيات‪.‬‬ ‫الشهيد عدنان‬ ‫ِي‬
‫ّ‬ ‫مواقفــه احملتدمــة ضــد‬
‫ً‬ ‫الظــم‪ُ ،‬‬
‫انت ِخ َ‬
‫ــب رئيســا‬
‫ال بد�ء العر ي ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫اقيــ�‪،‬‬ ‫ال�ــاد‬
‫ـ�‪ ،‬أصــدر‬ ‫ونقيبـ ًـا للصحفيـ ي ن‬
‫جريــدة الفــرات وجريــدة‬
‫ال ـرأي العــام وعــدة جرائــد‬
‫أخــر‪ ،‬وهل ديــوان مطبــوع‬
‫ــص‪.‬‬ ‫ومنــه أخــذ هــذا ّ‬
‫الن ّ‬

‫* ديوان محمد مهدي الجواهري‪ ،‬أشرف على طبعه عدنان درويش‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪1979 ،‬م‪ ،‬ج‪/1‬ص‪.134-117‬‬

‫‪164‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫ءادهشلا ةرمج‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫وأتـــيـــت أَ ْقـــب ُ‬
‫ِـــس جــمــر َة الــشــهــدا ِء‬ ‫ُ‬ ‫َّــفــت غــاشــيــ َة الـــخـــنـــو ِع ورايئ‬
‫ُ‬ ‫خــل‬ ‫‪1‬‬

‫ـــم وضَّ ـــــا ِء‬


‫ـــــــق بـــنـــو ِر خـــطـــا ُه ُ‬
‫ٍ‬ ‫أَلِ‬ ‫الــرى‬
‫ـت ُّ‬‫درب عــى َع ـ َنـ ِ‬
‫ــــت يف ٍ‬
‫ودر ْج ُ‬ ‫‪2‬‬

‫الـــكـــفـــاح إزايئ‬
‫ُ‬ ‫ويــنــتــصــب‬
‫ُ‬ ‫قــلــبــي‬ ‫ر األىس‬
‫وأتـــيـــت يــعــتــ ُ‬
‫ُ‬ ‫خــلَّــفْــ ُتــهــا‬ ‫‪3‬‬

‫َّأن تــــكــــونُ مــــعــــاملُ الـــفـــيـــحـــا ِء؟‬ ‫الــخــديــن يــدلُّــنــي‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لــإلــف‬ ‫قــلــت‬
‫ُ‬ ‫قــد‬ ‫‪4‬‬

‫قــــــــوادم حـــمـــرا ِء‬


‫ٍ‬ ‫نـــســـيـــل‬
‫َ‬ ‫مــــ ْنــــهُ‬ ‫ُـــم يل‬
‫الخضيب ول َّ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِق ْ‬
‫ــف يب عــى ال ـ َّن ـ ِ‬ ‫‪٥‬‬

‫ولــــفــــح دمـــائِـــهـــا أضـــــوايئ‬


‫ُ‬ ‫أبـــــــداً‬ ‫ـم الــضَّ ــح ـ ّي ـ ِة ريشتي‬
‫هـــذا أنــــا‪ ..‬عــظـ ُ‬ ‫‪6‬‬

‫ُجـــــرحِ الــشَّ ــهــيــ ِد بـــثـــور ٍة خــرســا ِء‬ ‫ميــــوج يف‬


‫ُ‬ ‫الــخــفــي‬
‫َّ‬ ‫الــنــغــم‬
‫َ‬ ‫ـم‬
‫أســتــلــهـ ُ‬ ‫‪7‬‬

‫لِـــ َتـــلُـــفَّـــنـــي وضـــــمـــــرَ ُه بـــــــرِدا ِء‬ ‫وأحـــــس أنّ يــــدَ الــشــهــيــ ِد تــجــ ُّرين‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الثاني‬

‫ُّ‬
‫ّ‬

‫أنـــا مـــن صــمــيـ ِـم دعــاتِــهــا األمـــنـــا ِء‬ ‫وهـــبـــت رســالــ ٌة‬
‫َ‬ ‫عـــدنـــانُ إنَّ دمــــاً‬ ‫‪9‬‬

‫أريـــــج الـــواحـــ ِة الـــخـــرا ِء‬


‫َ‬ ‫ـــســـاً‪،‬‬
‫يَـــ ْب َ‬ ‫آمــنــت بــالــحــم ـ ِر الــنــوافــحِ يف َّ‬
‫الـــرى‬ ‫ُ‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪٢‬‬
‫أي دعـــاء‬ ‫الـــصـــم َّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫واملـــســـمـــعـــات‬ ‫ـــمـــي أيَّــــــ َة رؤيــــ ٍة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املـــهـــديـــات الـــ ُع‬ ‫‪١١‬‬

‫ورســــــالــــــ َة اآلبــــــــــا ِء لـــأبـــنـــا ِء‬ ‫ِ‬


‫واملـــنـــزالت عــى املـــدى ُســــ َو َر الهدى‬ ‫‪١٢‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫قوادم‪ :‬الريَش العشر الكبار في جناح الطائر أو‬ ‫العَنَت‪ :‬المكابرة عناداً‪.‬‬
‫إحدى أربع في مقدّم الجناح‪.‬‬ ‫السير بالليل‪.‬‬
‫السرى‪ّ :‬‬‫ّ‬
‫الحر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللّفح‪:‬‬ ‫الخدين‪ :‬الصديق‪.‬‬
‫الحمر‪ :‬الدماء‪.‬‬ ‫الخضيب‪ :‬الملطّخ بالدماء‪.‬‬
‫النوافح‪ :‬منتشرة الرائحة‪.‬‬
‫األريج‪ :‬الريح الطيّبة‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ءادهشلا ةرمج‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫‪1 .1‬اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫الوطني)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(القومي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ص تحت الشعر‪:‬‬ ‫ –يندرج الن ّ ّ‬
‫ص على ِ‬
‫إباء الشاعر الذلّ‪.‬‬ ‫ت دليلين من الن ّ ّ‬ ‫‪2 .2‬ها ِ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهريّة‪ ،‬متمثِّال ً شعور االعتزاز بالشهيد عدنان المالكي‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونفّذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ص؟‬ ‫‪1 .1‬ما الذي مثّلته دمشق للشاعر في الن ّ ّ‬
‫‪2 .2‬اذكر أثرا ً للشهيد في ك ّل من اإلنسان واألرض‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ثم استنتج المعنى المناسب لها في السياق‪.‬‬
‫تعرف المعاني المختلفة لكلمة (نسيل) ّ‬ ‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ص معجماً لغوياً لكلمة (الشهادة)‪.‬‬ ‫كون من الن ّ ّ‬ ‫‪ّ 2 .2‬‬
‫اللغوي السابق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ص مستعيناً بالمعجم‬ ‫‪3 .3‬استخرج الفكرة العامة للن ّ ّ‬
‫ص‪:‬‬‫‪4 .4‬دُ َّل على موطن ك ٍّل من الفكر اآلتية في الن ّ ّ‬
‫ –مجيء الشاعر إلى دمشق احتفاء بالشهيد‪.‬‬
‫ –الشهادة سبي ٌل إلى كرامة اإلنسان والوطن‪.‬‬
‫رفض الشاعر الذ ّل وقصده الع ّزة‪.‬‬ ‫ – ُ‬
‫ض المقاومة‪.‬‬ ‫الشاعر إلى القدوم إلى أر ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫األسباب التي د َع ِ‬
‫َ‬ ‫‪5 .5‬ع ّد ِد‬
‫الشاعر من الشهيد؟‬‫ُ‬ ‫‪6 .6‬ما الذي استمدّه‬
‫‪7 .7‬برز إيمان الشاعر برسالة الشهيد‪ ،‬ما األدوار التي تؤدّيها هذه الرسالة في نظره؟‬

‫‪166‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫ح الرسالةَ التي تركها اآلباء لألبناء‪.‬‬


‫ض ِ‬
‫صو ّ‬
‫‪8 .8‬من فهمك الن ّ َّ‬
‫‪9 .9‬قال سليمان العيسى في الشهيد‪:‬‬
‫نــســج الــخــلــو َد قصيدا‬
‫َ‬ ‫أنــــت الــــذي‬
‫َ‬ ‫ـــك ال ـطَّــريـ ُـق فــا تــقـ ُ‬
‫ـول قصيد ٌة؟‬ ‫د ُم َ‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬ ‫ –واز ْن بين هذا البي ِ‬
‫ت والبيت السادس من الن ّ ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫ص‪.‬‬‫الشاعر القدماء َ في معانيهم وصورهم‪ .‬مثِّل لك ٍّل منها من الن ّ ّ‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬حاكى‬
‫النص‪.‬‬
‫السردي اذكر مؤ ّشرين من مؤ ّشراته وردا في ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2 .2‬استند الشاعر إلى النمط‬
‫ثم اذكر دور‬
‫األول والثاني ّ‬
‫كل ً منهما في المقطعين ّ‬ ‫الشاعر الفعلين الماضي والمضارع حدّد ّ‬‫ُ‬ ‫‪3 .3‬استعمل‬
‫ك ّل منهما في خدمة المعنى‪.‬‬
‫الشاعر من استعمال أسماء الفاعلين في المقطع الثالث‪ ،‬بيّن أثر ذلك في خدمة المعنى؟‬ ‫ُ‬ ‫أكثر‬
‫‪َ 4 .4‬‬
‫‪5 .5‬استخرج من البيت السابع صورة بيانيّة‪ ،‬وحلّلها‪ ،‬موضحاً اثنتين من وظائفها‪.‬‬
‫ثم بيّن وظيفته الفنيّة‪.‬‬
‫ص طباقاً‪ ،‬واذكر نوعه‪ّ ،‬‬‫‪6 .6‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫‪7 .7‬مثِّل الثنين من مصادر الموسيقا الداخلية وردا في البيت األوَّ ل‪.‬‬
‫األول شعورا ً عاطفياً‪ ،‬ومثّل ألداة استعملها الشاعر إلبرازه‪.‬‬ ‫‪8 .8‬هات من المقطع ّ‬
‫وسم بحره وقافيته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األول تقطيعاً عروضياً‪،‬‬ ‫‪9 .9‬قطّع البيت ّ‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫للنص‪.‬‬
‫ص برسالة الشهيد‪ ،‬اقترح خاتمة أخرى ّ‬
‫ *ختم الشاعر الن ّ ّ‬

‫‪167‬‬
‫ءادهشلا ةرمج‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫نص جمرة الشهداء الجواهري‪:‬‬ ‫ *تحرير ّ‬


‫الشاعر تخلّيه عن دوره العربي‪ ،‬ولجأ إلى دمشق يتغنّى بتضحيات‬ ‫َ‬ ‫لف بغداد‪ ،‬فأغضب‬ ‫ق ِح َ‬
‫دخ َل العرا ُ‬
‫العرب مشاريع االستعمار الرامية إلى‬
‫ُ‬ ‫نص يُع ُّد شاهدا ً على عص ٍر قاوم فيه‬
‫جد أحد أبطالها في ّ‬ ‫أبنائها‪ ،‬ويم ّ‬
‫نصه على موضوع رئيس يدور‬ ‫العربي إلى دائرة االستعباد واالستغالل؛ لذلك بنى الشاعر ّ‬ ‫ّ‬ ‫إعادة الوطن‬
‫رفض الشاعر الذ ّل وقص ُده الع ّزة في المقطع‬
‫ُ‬ ‫حول الشهادة والشهداء ويقوم على الفكر الرئيسة اآلتية‪:‬‬
‫األول حيث غادر الشاعر وطنه المكبّل بحلف بغداد قاصدا ً بلد الكفاح‪ .‬أمّا في المقطع الثاني فقد جاء‬ ‫ّ‬
‫ويستلهم من بطوالته الثورة على الظلم والطغيان في بلده‪ .‬وقد‬ ‫َ‬ ‫ليحتفي بشهيدها البطل‬
‫َ‬ ‫دمشق‬
‫َ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬
‫نصه بإيضاح رسالة الشهادة واستقصاء معانيها السامية ودورها في تحقيق كرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫اختتم الشاعر ّ‬

‫وقد استند الشاعر في إيصال معانيه على محاكاة القدماء في معانيهم وصورهم ومتانة تراكيبهم وجزالة‬
‫الخبري من توفير مناخ مناسب‬ ‫ّ‬ ‫واإلنشائي بما يح ّققه األسلوب‬
‫ّ‬ ‫الخبري‬
‫ّ‬ ‫منوعاً بين األسلوبين‬
‫ألفاظهم ّ‬
‫كثر من استعمال الفعل الماضي لتمكينه من سرد الحوادث وإقناع المتل ّقي بأنّها قد‬ ‫للسرد؛ لذلك تراه ي ُ ُ‬
‫ّ‬
‫أصبحت واقعاً الريب فيه‪ ،‬ويستفيد من طاقة الفعل المضارع ليمنح معانيه حيويّةً واستمراراً‪ ،‬وأكثر من‬
‫اسم الفاعل في مقطعه األخير موظّفاً داللته على الفاعليّة في إبراز أثر الشهادة في حياتنا‪.‬‬

‫مهماً في الشرح والتوضيح بهدف اإلقناع‪ ،‬وفي تحسين صورة الشهادة‬ ‫وقد أدّت الصور البيانية دورا ً ّ‬
‫المالكي‬
‫ّ‬ ‫في ذهن المتل ّقي واستمالته ودفعه إلى استلهام معاني البطولة والمواجهة من الشهيد البطل عدنان‬
‫من خالل إثارة مشاعر اإلجالل والتقدير في نفسه‪.‬‬

‫ومن المالحظ أ ّن الشاعر حشد لمعانيه غير وسيلة فنية‪ ،‬ففضال ً ّ‬


‫عما ورد سابقاً استعمل الطباق ليثير في‬
‫ذهن المتل ّقي التناقض بين واقعين واقع االستسالم للمخطّطات االستعماريّة وواقع المقاومة التي تمثّلها‬
‫والزهو بواقع الرفض‬
‫ّ‬ ‫دمشق خير تمثيل ويجلّي مشاعر السخط والغضب على الذ ّل والخنوع واإلعجاب‬
‫والع ّزة‪.‬‬

‫النص في أفضل حلّة‪.‬‬


‫والفني واتصالهما في تقديم مقولة ّ‬
‫ّ‬ ‫الفكري‬
‫ّ‬ ‫هكذا نرى وحدة المستويين‬

‫‪168‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬أسلوب االختصاص‬

‫ثم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫ –قال الرسول الكريم (صلّى اهلل عليه وسلّم)‪ :‬نحن – األنبياء َ – ال ن ُ ْو َر ُ‬
‫ث‪.‬‬
‫البحتري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ –قال الشاعر‬
‫س لــســان ـاً وأنــــر الـــ ّنـــاس عــــوداً‪.‬‬ ‫ـرب ‪ -‬أ ْعــــ َر ُب ال ّنا‬
‫نحن ‪ -‬أبــنــا َء يــعـ ٍ‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫السابقة؟‬
‫بالضمائر‪( :‬نحن‪ ،‬نا) في األمثلة ّ‬‫‪1 .1‬مَ ِن المقصودُ ّ‬
‫‪2 .2‬لماذا نصبت الكلمتين‪( :‬األنبياء‪ ،‬أبناء يعرب) في المثالين السابقين؟‬
‫والتنكير؟‬
‫ُ‬ ‫ث التّعريف‬‫‪3 .3‬ما نوع الكلمتين‪( :‬األنبياء‪ ،‬أبناء يعرب) من حي ُ‬
‫‪ِ 4 .4‬من ّ‬
‫أي المعارف االسمان‪( :‬األنبياء‪ ،‬أبناء يعرب)؟‬
‫(أخص األنبياءَ)؟‬
‫ُّ‬ ‫‪5 .5‬ما إعراب جملة‪:‬‬

‫أخص أو أعني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ف وجوباً تقديره‪:‬‬ ‫بفعل محذو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫االختصاص‪ :‬نصب االسم‬
‫ويذكر بعد ضمي ِر متكلّم ٍ أو مخاطَب ليبي ّ َن‬
‫ُ‬ ‫مختصاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ويسمى هذا االسم المنصوب‪ :‬اسماً‬ ‫ّ‬
‫‪١‬‬
‫المختص ال يأتي نكر ًة ومن أنواعه ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المقصود منه‪ .‬واالسم‬
‫معرف بأل‪.‬‬
‫ – ّ‬
‫مضاف إلى معرفة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ –‬
‫المختص) اعتراضيّة ال مح ّل‬
‫ّ‬ ‫جملة االختصاص (الفعل المحذوف مع الفاعل المستتر واالسم‬
‫لها من اإلعراب‪.‬‬

‫الضباب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كشف‬
‫ُ‬ ‫‪ .١‬وقلّما يأتي اسم علم‪ .‬مثال‪ :‬بنا ‪ -‬تميماً ‪ -‬ي ُ‬

‫‪169‬‬
‫ءادهشلا ةرمج‬

‫معرب‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ •مثال‬
‫ث‬
‫نحن – األنبياء َ ‪ -‬ال نور ُ‬
‫رفع ٍ‬
‫مبتدأ‪.‬‬ ‫الض ّم في مح ِّل ِ‬
‫مبني على ّ‬ ‫نحن‪ :‬ضمير منفصل ٌّ‬ ‫ُ‬
‫أخص وعالمة نصبه الفتحة ُ الظّاهرة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ٍ‬
‫لفعل محذوف وجوباً تقديرهُ‬ ‫ٍ‬ ‫منصوب‬
‫ٌ‬ ‫األنبياء‪ :‬مفعو ٌل به‬
‫الض ّمة ُ الظّاهرة‪ ،‬ونائب‬
‫مبني للمجهول مرفوع وعالمة رفعه ّ‬‫ع ّ‬ ‫ال‪ :‬نافية ال عمل لها‪ ،‬نورث‪ :‬فعل مضار ٌ‬
‫ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الفاعل‬
‫(أخص األنبياء)‪ :‬اعتراضيّة ال مح ّل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جملة‬
‫رفع خب ٍر‪.‬‬
‫جملة(ال نورث)‪ :‬في مح ّل ِ‬

‫التقويم النهائي‬

‫ثم امأل الجدول بالمطلوب‪:‬‬ ‫‪1 .1‬اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬


‫محم ٍد ‪ -‬ال تح ُّل لنا ّ‬
‫الصدقةُ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ –قال الرسول الكريم‪ :‬إنّنا ‪ -‬آ َل‬
‫ –قال حازم القرطاجنّي‪:‬‬
‫ـــيـــل إىل الـــــ ُعـــــ َّذ ِال آذانــــا‬
‫ُ‬ ‫وال نُ‬ ‫ـب ال نصغي إىل َعـــ َذ ٍل‬
‫إنّـــا بني الــحـ ِّ‬

‫نوعه‬ ‫املختص‬
‫ّ‬ ‫االسم‬ ‫أسلوب االختصاص‬

‫‪170‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫جمل مفيدة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫‪2 .2‬اجعل الكلمات اآلتية منصوبةً على االختصاص في‬
‫(المعلّمين ‪ -‬طال ّب العلم ِ ‪ -‬أبناء سوريةَ)‬
‫ب‪ ،‬واضبطه بال ّشكل‪:‬‬ ‫مختص مناس ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫‪3 .3‬امأل الفراغ باسم ٍ‬
‫ –إنّنا‪ .............‬نعم ُل بجدّ‪.‬‬
‫نحن‪ ............‬حماةُ الوطن‪.‬‬
‫ – ُ‬
‫تنار العقولُ‪.‬‬
‫ –بنا‪ُ ............‬‬
‫ت وجمال ً‪:‬‬ ‫‪4 .4‬أعرب البيت اآلتي مفردا ٍ‬
‫ –قال القَّ ّ‬
‫روي‪:‬‬
‫أبــــنــــا َء ُعــــــــ ْذر َة ُحـــ ُّبـــنـــا مــعــلــو ُم‬ ‫أنـــا شـــاعـــ ٌر طــبــعــي الـــ ُهـــيـــا ُم وإنّــنــا‬

‫‪171‬‬
‫*‬
‫سعيد العاص‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫ُعمر يحيى‬
‫(‪1979 -1902‬م)‬
‫ف‬
‫شــاعر ســوري‪ ،‬ولــد ي� محاة‬
‫ّ ً‬ ‫ّ‬
‫مدرســا‪،‬‬ ‫وتعــم يف�ــا ومعــل‬
‫أبعــده إال ي ز‬
‫نلكــ� إىل اهلنــد‪.‬‬
‫ـد�‪،‬‬‫ُيعـ ُّـد راويــة للشــعر القـ ي‬
‫يتــم شــعره ب�لج ـز ة‬
‫ال ومتانــة‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫و�ــارة الج ــرس‪،‬‬ ‫الســبك ج‬

‫الدرس لثالث‬
‫ّ‬
‫لم واالحتال َل أليِّ ٍ‬ ‫ُّ‬
‫بقعة من‬ ‫بط ٌل سوريٌّ من مدينة حما َة‪ ،‬أبى الظ َ‬ ‫كثــر املطالعــة والقــراءة‪ ،‬هل‬
‫ي‬
‫مناطق سوري ّ ٍة عديدة‪ ،‬كالسَّ اح ِل وحما َة‬
‫َ‬ ‫العربي‪ ،‬فداف َع عن‬
‫ِّ‬ ‫الوط ِن‬
‫ديــوان شــعر مطبــوع أخــذ‬
‫الحسنَيَين‬ ‫وجبل العرب والغوطة والقلمون وغيرها‪ ...‬طالباً إحدى ُ‬ ‫منــه هــذا ّ‬
‫النـ ّ‬
‫شرف‬ ‫َ‬ ‫فلسطين‪ ،‬فنا َل‬ ‫(الشهادة أو النصر)‪ ،‬وتابع نضال َ ُه على أر ِ‬
‫ض‬ ‫ـص‪.‬‬
‫َ‬
‫الشاعر عمر‬ ‫فكتب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫معركة (الخضر)‪،‬‬ ‫ض في‬ ‫شهاد ِة على تلك األر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫مصورا ً حيا َة البط ِل سعيد العاص الذي آمَن َّ‬
‫بأن‬ ‫ِّ‬ ‫يحيى هذه القصيد َة‬
‫َ‬
‫قيمة الحيا ِة تنبع من اإليثا ِر‪.‬‬

‫* ديوان عمر يحيى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أشرف على طبعه بجزأيه‪ :‬الدكتور عدنان درويش‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،1988 ،‬ص ‪.43 - 39‬‬

‫‪172‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫صاعلا ديعس‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫والــســأَ َمــا‬
‫َّ‬ ‫واألرواح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املــــال‬ ‫فــلــيــبـ ِ‬
‫ـذل‬ ‫ـب مــطــالـ َبــهُ‬
‫هـــذا ســعــيــدٌ و َمــــ ْن يــطــلـ ْ‬ ‫‪1‬‬
‫ـســا‬ ‫ـم األوطـــــانَ وال ـ َّنـ َ‬
‫والـــ َّنـــا ُر تــلــتـ ِهـ ُ‬ ‫واآلفـــــاق واجــف ـ ٌة‬
‫ُ‬ ‫يـــرض بــالــضَّ ــيـ ِـم‬
‫َ‬ ‫مل‬ ‫‪2‬‬
‫األهـــل وال ِّنعام‬
‫َ‬ ‫ـب املــج ـ ِد ينىس‬
‫وطــالـ ُ‬ ‫قــــوم أشــاوســ ٍة‬
‫ٍ‬ ‫نــحــا ذرا املــجــ ِد يف‬ ‫‪3‬‬

‫كم‬
‫ـم وال َح َ‬ ‫ـصـ َ‬ ‫ـب القط ُني يـــذو ُد الـ َخـ ْ‬ ‫هـ َّ‬ ‫ـب وقد‬
‫سـ ْـل يــو َم تــريـ َن عنه يــو َم هـ َّ‬ ‫‪4‬‬
‫ـــم واملــنــايــا تــغــ ُمــ ُر ال ـ ِقــمـ َـا‬
‫ُمـــنـــا ُه ُ‬ ‫يف ُعــصــ َبــ ٍة مــن ُأبـــــا ٍة يــدلِــفــون إىل‬ ‫‪٥‬‬
‫ُهـــ ْزءاً بــه‪ ،‬واســتــاتــوا يف الــوغــى ُقــدُ َمــا‬ ‫املـــوت عــن أنــيــاب ـ ِه ض ِحكوا‬
‫ُ‬ ‫كـــر‬
‫َّ‬ ‫إنْ‬ ‫‪6‬‬
‫ويف ُذرا الـ َّنــبـ ِ‬
‫ـك س ـ َّقــوا َغ ـ ْر َس ـ ُهــم ف َن َم‬ ‫عبق‬
‫ـم لــهــا ٌ‬ ‫يف الــغــوط ـ َتــن َمــســاعــيــهـ ْ‬ ‫‪7‬‬
‫ــــت إبــــا ًء للشهي ِد سـ َـا‬ ‫والــــــدَّ ا ُر ر ّف ْ‬ ‫وح يف َجـــ َذ ٍل‬
‫ويف فلسط َني بــا ُعــوا الــــ ُّر َ‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس لثالث‬
‫ّ‬

‫األمــا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ــوقــظ‬ ‫صـــراً فــوقـ ُـع الــعــوادي يُ‬ ‫ـم‬ ‫يـــا شـــــاد َة املـــجـــ ِد حــ َّيـــاك ْ‬
‫ُـــم إل ـ ُهــكـ ُ‬ ‫‪9‬‬
‫إذا أض ـ ْعــنــا بـــ ِه اإليـــثـــا َر والــشّ ــمـ َـا‬ ‫ـســلــيـ ٍة‬
‫أمـــن وتَـ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ـش يف‬‫مــا قــيــمـ ُة الــعــيـ ِ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ِ‬
‫الـــحـــوادث ال تـــرىض مبــا َقــسـ َـا‬ ‫عـــونُ‬ ‫أســـــــرات تَــك ـ َّن ـ ُفــهــا‬
‫ٌ‬ ‫نـــفـــوس‬
‫ٌ‬ ‫عـــى‬ ‫‪١١‬‬
‫‪3‬‬
‫ِعـــ َّز الــحــيــا ِة تــج ـ ُّر الــفــخ ـ َر وال ـ ِعــظـ َـا‬ ‫الــلــيــث حــا ِمــل ـ ًة‬
‫ِ‬ ‫تــســ ُر ِســـــ َر َة ذاك‬ ‫‪12‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫يوم تشرين‪ :‬المراد منه يوم السادس من تشرين‬ ‫السأم‪ :‬الموت‪.‬‬
‫األول عام (‪1936‬م) أيّام الثورة الفلسطينيّة‪.‬‬ ‫واجفة‪ :‬وجف القلب خفق واضطرب من‬
‫القطين‪ :‬س ّكان الدار‪.‬‬ ‫الفزع‪.‬‬
‫جذل‪ :‬فرح‪.‬‬ ‫نحا‪ :‬مال وقصد‪.‬‬
‫تكنّفُها‪ :‬تحيط بها‪.‬‬ ‫بم ْؤ ِخ ِر عينه‬
‫س الرجل‪ :‬نظر ُ‬‫أشاوسة‪َ :‬ش ِو َ‬
‫ ‬
‫العوادي‪ :‬عوادي الدهر‪ :‬نوائبه ومصائبه وعوائقه‪.‬‬ ‫تكبّرا ً أو تغيّظاً‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫صاعلا ديعس‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫ص تحت غرض‪( :‬الوصف‪ ،‬الحكمة‪ ،‬الغزل‪ ،‬الرثاء)‪.‬‬ ‫ –يندرج الن ّ ّ‬
‫ص بطال ً‪( :‬وطنيّاً – قوميّاً – عالميّاً)‪.‬‬
‫ –بدا الشهيد سعيد العاص في الن ّ ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫الصوتي المناسب شعور االعتزاز بالشهيد البطل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ص قراء ًة جهريّ ًة معبِّرةً‪ ،‬مراعياً التلوين‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص السابق قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ص؟‬
‫األول من الن ّ ّ‬
‫‪1 .1‬ما السبيل إلى بلوغ المجد كما ورد في المقطع ّ‬
‫‪2 .2‬ما مآثر األبطال الواردة في المقطع الثاني؟‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫ ‪ .‬أالمعاني المختلفة لكلمة (دلف) واختر ما يناسبها في الن ّ ّ‬
‫ ‪ .‬بنقيض ك ّل من (جذل – إيثار)‪.‬‬
‫‪2 .2‬صنّف الفكر اآلتية إلى فكرة عامّة وفكر رئيسة‪:‬‬
‫ –السبيل إلى بلوغ المجد‪.‬‬
‫ –رثاء الشهيد سعيد العاص‪.‬‬
‫ –بطوالت الشهيد على المستويين الوطني والقومي‪.‬‬
‫ –الدعوة إلى التضحية والثبات‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫الفكر الرئيسية‬ ‫الفكرة العا ّمة‬

‫الشاعر إلى قاصدي المج ِد؟ وما الغاية ُ من ذلك؟‬


‫ُ‬ ‫طلبه‬
‫‪3 .3‬ما الذي ُ‬
‫ليجسدوا موقفهم أفعاال ً ال أقواال ً؟‬
‫ّ‬ ‫‪4 .4‬ما موقف سعيد ورفاقه من الموت؟ وما السبيل التي سلكوها‬
‫‪5 .5‬ما الغاية من ذكر األماكن التي حارب فيها سعيد ورفاقه؟‬
‫ص؟ وما الدافع إليها؟‬‫‪6 .6‬ما األمنيّة التي تمنّاها ال ّشاعر في البيتين األخيرين من الن ّ ّ‬
‫قيم إنسانيّة خالدة‪ ،‬استخرجها‪.‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫‪7 .7‬في الن ّ ّ‬
‫‪8 .8‬قال الشاعر سميح القاسم في الشهيد‪:‬‬
‫لـــســـت بــآبــ ِه‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بــــاملــــوت‬ ‫يـــا آبـــهـــاً‬ ‫رجـــع نــدائِ ـ ِه‬
‫ُ‬ ‫ـصــفـ ِر‬
‫ـصــخــو ِر الـ ُّ‬
‫وعــى الـ ُّ‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت السادس من الن ّ ّ‬
‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫نوع الشاعر بين الخبر واإلنشاء‪ ،‬مثّل لك ّل منهما‪ ،‬وبيّن نوعه‪.‬‬
‫‪ّ 1 .1‬‬
‫‪2 .2‬استند الشاعر إلى التقديم والتأخير في البيتين السابع والثامن‪ ،‬د ّل على ذلك‪ ،‬وبيّن دوره في خدمة‬
‫المعنى‪.‬‬
‫ضحاً واحدة من وظائفها‪.‬‬ ‫‪3 .3‬استخرج من البيت الثّاني عشر استعارة تصريحيّة‪ ،‬حلّلها مو ّ‬
‫‪4 .4‬مثّل من البيت الحادي عشر لمصدرين من مصادر الموسيقا الدّاخليّة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫صاعلا ديعس‬

‫قد يكون التكرار مصدرا ً من مصادر الموسيقا الداخليّة إذا كان ذا أثر جميل‪ ،‬منطلقه سهولة‬
‫النطق على المرسل‪ ،‬و قبول وقع جرسه في أذن المتل ّقي‪.‬‬

‫وسم بحره‪ ،‬وجوازاته‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ص‪،‬‬ ‫‪5 .5‬قطّع البيت ّ‬
‫األول من الن ّ ّ‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ *ال ّدفاع عن الوطن عامل من عوامل رفعته‪ِ .‬‬
‫هات عواملَ أُخَ ْر تسهم في بنائه ومنعته‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫الوطني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ *اكتب رسالة على لسان شهيد يوجّهها إلى المتقاعسين عن أداء الواجب‬

‫تطبيقات لغوية‬

‫ *اقرأ ما يأتي‪ ،‬ث َّم أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫ –قال الشاعر عمر يحيى‪:‬‬
‫واألرواح والــســأ َمــا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املــــال‬ ‫فـلْــيــبـ ِ‬
‫ـذل‬ ‫ـب مطال َبهُ‬
‫هـــذا ســعــيــدٌ و َمــــ ْن يــطــلـ ْ‬
‫ــــت إبــــا ًء للشهي ِد سام‬
‫والـــــدا ُر ر َّف ْ‬ ‫الـــروح يف َجــ َذ ٍل‬
‫َ‬ ‫ويف فلسط َني بــا ُعــوا‬
‫ِعـــ َّز الــحــيــا ِة (تــج ـ ُّر) الفخ َر وال ِعظام‬ ‫الــلــيــث حــا ِمــل ـ ًة‬
‫ِ‬ ‫تــســرُ ســــرَة ذاك‬

‫‪176‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫وحددْ نوعه‪ ،‬وأركانه‪ ،‬ث َّم علِّ ْل اقتران جوابه بالفاء‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫أسلوب ٍ‬
‫شرط‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫‪1 .1‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫ِّ‬
‫وحددْ معموله‪.‬‬ ‫عم َل فعله‪،‬‬ ‫ص مشتقَّاً ِ‬
‫عم َل َ‬ ‫ت من الن ّ ّ‬ ‫‪2 .2‬ها ِ‬
‫ت صي َغ األمر الممكنة من الفعل‪( :‬يبذلُ)‪.‬‬ ‫‪3 .3‬ها ِ‬
‫خط إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫أعرب ما تحته ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫‪4 .4‬‬
‫اشرح العلَّة الصرفية في كلمة (إباء)‪ ،‬وسمِّها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪5 .5‬‬
‫‪6 .6‬علِّ ْل كتابة التنوين على صورته في كلمتي (إباءً‪ ،‬حاملةً)‪.‬‬
‫‪7 .7‬أين تجد كلمتي (المال‪ ،‬الدار) في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫*‬
‫مع الشهداء‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫سميح القاسم‬
‫(‪2014 -1939‬م)‬
‫ف‬
‫ولــد ي� مدينــة الزرقــاء‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫الردنيــة‪ ،‬ودرس ي� الرامــة‬
‫والنــارصة‪ ،‬وسج ــن غـ ي َ‬
‫ـر مـ ّـر ٍة امك‬
‫رهــن إالقامــة الج ب� يــة‪،‬‬ ‫ُوضــع َ‬
‫وتعـ ّـرض للكثـ يـر مــن التضييــق‬
‫بســبب قصائــده الشــعرية‪،‬‬
‫الــى ُع ّــدت‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫توم�ــا ً(تقدمــوا) ي‬
‫ن‬
‫�ريضــا ضــد الكيــان‬

‫الدرس الرابع‬
‫ّ ف‬

‫ّ‬
‫وتســببت ي� أزمــة‬ ‫نّ‬
‫الهصيــو�‪،‬‬
‫ي‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ت‬
‫داخــل الكيــان بعــد � ّوهلــا‬
‫ش ِ‬
‫هداء عيدَها عيدا ً فلسطينياً من‬ ‫أعلنت دماء ُ ال ُّ‬
‫ْ‬ ‫ض‬
‫في يوم األر ِ‬ ‫إىل مــا يشــبه البيــان الشــعري‬
‫أعياد الصمود والفداء‪ ،‬وأعلن الفلسطينيّون مشاركتهم العيد‪ ،‬فوقفوا‬ ‫ب�‬‫وتنوعــت أمعــاهل ي ن‬ ‫ـياس‪ّ ،‬‬ ‫السـ يّ‬
‫دين ال ّشهي َد وقفةً أطلق صداها سميح القاسم في هذه األسطر‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫مم ّ‬ ‫والنــر واملرسحيــات‪،‬‬ ‫ث‬ ‫الشــعر‬ ‫‪٤‬‬
‫ين‬ ‫ث‬ ‫أ‬
‫ســبع�‬ ‫ووصلــت ل كــر مــن‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫معــا‪ ،‬وصــدرت ي� ســبعة‬
‫مج لــدات عــن دور نـرش ٍ عديــدة‬
‫ف‬
‫ي� القــدس وبـ يـروت والقاهــرة‪.‬‬
‫كبــر مــن قصائــده‬ ‫عــدد ي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تُ� ِج َ‬
‫�‬
‫الكثــر مــن اللغــات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إىل‬

‫* سميح القاسم‪ :‬األعمال الكاملة (‪ ،)2‬دار سعاد الصباح‪ ،‬الكويت‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪.355 - 344‬‬

‫‪178‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫ءادهشلا عم‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫وأنتم بخري"‬ ‫ُ‬ ‫عام‬
‫"كل ٍ‬
‫َّ‬
‫صا َحها د ُمكُم وانْكفأْ‬
‫ساخناً نابضاً يف وحام الجذو ْر‬
‫صاح‪ :‬انهضوا!‬ ‫الحب والحق ِد َ‬ ‫نيزك ِّ‬ ‫ُ‬
‫أج يف اللَّيلِ ناراً ونو ْر‬ ‫َّ‬
‫الحب والحقدَ يف د ِمنا‬ ‫أشعل َّ‬ ‫َ‬
‫زلزل الطَّ ْم َي يف غورِنا وانكفأ‬ ‫َ‬
‫دمكُم – د ُمنا‬
‫سال لك َّنهُ ما انطفأْ‬

‫ال ُ‬
‫نسأل!‬
‫أي َن؟‬
‫نجهل!‬
‫ال ُ‬
‫الدرس الرابع‬

‫نجهل َ‬
‫الفرق يا إخويت‬ ‫نح ُن ال ُ‬
‫ّ‬

‫بني معرف ِة الدَّ م ِواملعرفة‬


‫نسأل الخارط ْة‬
‫نح ُن ال ُ‬
‫دمكم وحده الخارط ْة‬
‫‪٤‬‬ ‫ليس لل َّنق َِب أو للجليل‬
‫َ‬
‫د ُمكم شار ٌة يف الطريق الطويل‬

‫الباطل‬
‫ُ‬ ‫آنَ أن ُيز َه َق‬
‫والقاتل‬
‫ُ‬ ‫اللص‬
‫علم ُّ‬ ‫آنَ أن يَ َ‬
‫يطول الحوار‬ ‫أنّه لن َ‬
‫عوب و ِم ْخ َر ِز أعدائِها‬ ‫كف الشُّ ِ‬ ‫ب َني ِّ‬
‫يطول الحوار‬ ‫لن َ‬
‫بعدَ ليلٍ قصريٍ ُي ِط ُّل ال َّنهار‬
‫أشتات سيامئِها‬ ‫َ‬ ‫األرض‬
‫تجمع ُ‬‫ُ‬
‫األخرس‬
‫ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫نط ُق‬
‫نهض املُق َعدُ‬ ‫يَ ُ‬
‫كل أوبائِها‬ ‫مس من ِّ‬ ‫تَربأُ الشَّ ُ‬
‫‪179‬‬
‫ءادهشلا عم‬

‫مفردات للشرح‬
‫يزهق‪ :‬يزول ويضمح ُّل‪.‬‬ ‫ويستقر على‬
‫ّ‬ ‫الطمي‪ :‬الطين يحمله السيل‬‫ْ‬
‫سيماء‪ :‬عالمة‪.‬‬ ‫األرض رطباً أو يابساً‪.‬‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬‫استبعد اإلجابةَ المغلوط فيها ّ‬
‫جدا ً الشهادة – مستثيرا ً الهمم – باكياً الضحايا – متوعّدا ً أعداءه)‪.‬‬
‫نصه‪( :‬مم ّ‬
‫اعر في ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ –كان ال َّ‬
‫النص‪( :‬المقاومة – الحوار – النصر – الثقة بالشعب)‪.‬‬ ‫ –يؤ ّكد ّ‬

‫مهارات القراءة‬

‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫النص قراءة جهري َّة معبّرة‪ ،‬مراعياً تمثّل االنفعاالت المناسبة بنبرة صوتك وإيماءات وجهك‪.‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫األول والثاني دليلَين على بقاء دماء الشهداء حيَّة‪.‬‬
‫‪1 .1‬هات من المقطعين ّ‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطعين الثاني والثالث‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ربط الشاعر المقدّمات بالنتائج‪ .‬و ّ‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫النص منها‪.‬‬
‫ ‪ .‬أالمعاني المختلفة لكلمة (أجَّ) واختر ما يناسب ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫ ‪ .‬بنقيض (انكفأ) وفق ورودها في ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫‪2 .2‬استنتج الفكرة العامّة التي بُني عليها ّ‬
‫‪3 .3‬انسب الفكر اآلتية إلى مقاطعها‪:‬‬
‫ –التفاؤل باالنتصار على المعتدين‪.‬‬
‫ –آثار دماء الشهداء‪.‬‬
‫ –السبيل الستعادة الحقوق‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫‪4 .4‬ما آثار دماء الشهداء في األرض والشعب؟‬


‫ُوص ُل معرفة ُ الدم في رأي الشاعر؟ و ِل َم؟‬
‫‪5 .5‬إالم ت ِ‬
‫‪6 .6‬ما الذي أ ّكده الشاعر في المقطع الثالث؟ وما الذي نفاه؟‬
‫ضح تلك النظرة وأثرها في مستقبل الشعوب‪.‬‬ ‫النص على نظرة إيجابيّة لإلنسان‪ .‬و ّ‬‫‪7 .7‬ينطوي ّ‬
‫النص القيم اإليجابيّة التي يزخر بها‪ .‬وبيّن‪ ،‬معلّال ً‪ ،‬أكثرها أهميّة في رأيك‪.‬‬
‫‪8 .8‬اذكر من ّ‬
‫‪9 .9‬قال أحمد شوقي‪:‬‬
‫وحـــــق‬
‫ُّ‬ ‫وتــــعــــلــــم أنَّـــــــــهُ نـــــــو ٌر‬
‫ُ‬ ‫د ُم الـــــثـــــ َّوار تـــعـــر ُفـــهُ فــرنــســا‬
‫ –وازن بين هذا البيت والمقطع الثاني من حيث المضمون‪.‬‬
‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫ثم بيّن داللة استعمالها‪.‬‬
‫‪1 .1‬استعمل الشاعر أساليب النفي في المقطعين الثاني والثالث‪ .‬استخرجها‪ّ ،‬‬
‫ثم بيّن دورها في خدمة‬ ‫األول‪ .‬استخرجها‪ّ ،‬‬ ‫‪2 .2‬أكثر الشاعر من استعمال األفعال الماضية في المقطع ّ‬
‫المعنى‪.‬‬
‫ثم اشرح وظيفتين من وظائفها‪.‬‬ ‫‪3 .3‬استخرج من المقطع الثاني صورة بيانيّة‪ّ ،‬‬
‫وسمه‪ ،‬وبيّن قيمته الفنيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محسناً بديعيّاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪4 .4‬هات من المقطع الثالث‬
‫األول‪ ،‬واذكر أداة استعملها الشاعر إلبراز ك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪5 .5‬مثّل الثنين من المشاعر العاطفيّة في المقطع ّ‬
‫النص‪.‬‬
‫ثم بيّن أثر ذلك في موسيقا ّ‬ ‫النص‪ّ ،‬‬
‫لتنوعه في ّ‬ ‫ثم ّ‬
‫الروي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪6 .6‬مثّل لوحدة‬
‫‪7 .7‬أصدر حكماً معلّال ً على نجاح الشاعر أو إخفاقه في التأثير في المتل ّقي بما استعمل من صور بيانيّة‬
‫وألوا ٍن بديعيّة‪.‬‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ *أضف إلى المقطع الثالث صوراً مشرقة تُكمل ما رآه الشاعر‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫ *اكتب موضوعاً تتح ّدث فيه عن ثقافة المقاومة‪ ،‬ودورها في استعادة الشعوب حقوقها المغتصبة‪ ،‬مستفيداً من معاني‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪181‬‬
‫*‬
‫غدًا سنلتقي‬
‫مطالعة‬

‫ص‪:‬‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬ ‫فارس زرزور‬
‫تنتظر َك‬ ‫جوادُ‪ ..‬أين أنت يا جواد؟ ماذا أقو ُل ألمِّكَ ؟ ال َّ‬
‫شك أنّها‬ ‫(‪2004 - 1930‬م)‬
‫ُ‬
‫ولكن ليس غريباً أبدا ً أن تعودَ أمُّكَ بعد انتظا ِرها الطوي ِل‬
‫ْ‬ ‫أمام الباب‪،‬‬
‫قّ‬ ‫ف‬
‫ساحر أي ُّها الصَّ ديق‪ ،‬وال ُّ‬
‫أشك أبدا ً‬ ‫ٌ‬ ‫فتج َد َك نائماً في فراشك‪ ،‬إنّكَ‬ ‫وتلــى‬ ‫ولــد ي� دمشــق‬
‫في أنّك ال تزال حيّاً إن في األر ِ‬
‫ض أو في السَّ ماء‪.‬‬ ‫ف‬
‫و� ّــرج ي�‬ ‫تعليمــه يف�ــا ت خ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اللك ّيــة العســكرية ضابطــا‪،‬‬
‫مر ٍة‬‫ب طويل‪ ،‬فكم ّ‬ ‫دت مرارا ً بعد غيا ٍ‬ ‫ستعود يوماً كما عُ َ‬
‫املدنيــة‬‫ث� ت�ـ ّـول إىل احليــاة ّ‬
‫فأهتف بكَ ‪ :‬إلى‬
‫ُ‬ ‫الخيمة الصغير ِة كما تنس ُّل األفعى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت من‬ ‫انسلل ْ َ‬
‫عــام (‪1958‬م)‪.‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫عيناي‬
‫َ‬ ‫وتكافح‬
‫ُ‬ ‫وتغيب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تغيب‬
‫ُ‬ ‫أنت‪" :‬هُس" ث َّم‬ ‫فتجيب َ‬
‫ُ‬ ‫أين يا جواد؟‬

‫ّ‬
‫ظ صباحاً‬ ‫أفك ُر فيك‪ ،‬وأستيق ُ‬ ‫الن ُّور وأنا أنتظر إيابَك‪ ،‬ثم أغفو وأنام ِّ‬ ‫عضــو ج�عيــة القصــة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫قرع البوق فأج ُدك إلى جانبي مستغ ِرقاً في النَّومِ‪ ،‬وعلى فم ِ‬ ‫على ِ‬ ‫ف ت‬
‫والروايــة ي� ا�ــاد الكتــاب‬
‫ت أتمنَّى أن تض َعني في جيبكَ الكبير ِة أو‬ ‫ابتسامة ٌ ساخرة‪ ،‬كم كن ُ‬ ‫العــرب‪ ،‬مــن مؤلفاتــه ت‬
‫ِ‬ ‫(ح�‬
‫ُنت تذهب‪ .‬كنت ال أشتهي شيئاً كما‬ ‫الفارغة عندما ك َ‬ ‫في ِم ْز َودَ ِتكَ‬ ‫أ‬
‫رحلة من‬‫ٍ‬ ‫اكتشاف‬
‫َ‬ ‫كنت‪ ،‬وال أزا ُل أعتق ُد َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫أعرف أين‬
‫َ‬ ‫أشتهي أن‬ ‫خــرة‪ ،‬معــارك‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫القطــرة‬
‫ف‬ ‫‪٥‬‬
‫وفوز عظيم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫رحالتكَ هي بالنِّسبة لي مناورةٌ ناجحة ٌ‬ ‫ِ‬ ‫احلريــة ي� ســورية)‪.‬‬

‫الباب المجاور‪ ،‬ث َّم‬


‫َ‬ ‫باب بيتي حتَّى تفت َ‬
‫ح أمُّكَ‬ ‫ع َ‬ ‫واآلن ما إ ْن أقر ُ‬
‫من األسنان‪ :‬جواد‪ ..‬جواد‪ ..‬أين‬ ‫تصيح عالياً من خالل ِفمها الخاوي َ‬ ‫ُ‬
‫تنظر في وجهي‪،‬‬ ‫بن جارتنا؟ سوف تسألُني عنكَ قبل أن َ‬ ‫ِ‬ ‫ولدي يا َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫غير‬‫وقبل أن تتأكد أنّني ال أزال حيّاً‪ ،‬وسوف أقو ُل لها واثقاً متأكدا ً َ‬
‫كاذ ٍ‬
‫ب‪:‬‬

‫القومي‪ ،‬دمشق‪ ،1983 ،‬ص ‪.128 - 119‬‬


‫ّ‬ ‫* فارس زرزور‪ :‬أبانا الذي في األرض‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد‬

‫‪182‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫قتلنس ًادغ‬

‫ –ألم يَ ُعدْ؟‬
‫ –ال‪..‬‬
‫ –لقد سبقني‪...‬‬
‫ –متى‪ ...‬متى سبقك؟‬
‫ –منذ يومين‪...‬‬
‫ –يا إلهي‪ ،‬هل مات؟‬

‫وسوف أقول لها‪ :‬فتّشي عنه في الداخل فلعلّه واقف أمام المرآة ّ‬
‫يتفرس في شاربيه المائلين‪ ،‬وسأكون‬
‫جادّا ً غير هازل‪ ...‬وتجذبني أمّك إلى الداخل متشبّثة بتالبيبي راجية أن أحدّثها عنك‪ ،‬وبينما أكون منهمكاً‬
‫قصتك أجدني منتظرا ً ك ّل لحظة أن تقرع الباب أو أسمع من الخلف ضحكة رشيقة فأجد َك َ‬
‫أنت‬ ‫في ذكر ّ‬
‫قص ٍة مل ّفقة‪.‬‬
‫تستمع إلى ّ‬
‫ُ‬ ‫نفسكَ‬

‫مهمة‪ ،‬ولكنّه سيعود حتماً‪ ،‬ولعلّه اآلن في الخارج أو كان يتبعني من‬
‫الدرس الخامس‬

‫لقد ذهب ابنك يا أمّاه‪ ...‬ذهب في ّ‬


‫ّ‬

‫تم ذلك‪..‬‬
‫الخلف دون أن أراه‪ ،‬سأحدّثك كيف ّ‬

‫األمامي‪ ،‬وكان الصمت يجثم على صدورنا كالظالم الذي يل ّفنا كأ ّن‬
‫ّ‬ ‫الصف‬
‫ّ‬ ‫كنّا نتربّص في خندقنا في‬
‫على رؤوسنا الطير‪ ،‬وإذا بولدك جواد يهتف فجأة ويهمس‪:‬‬
‫العظيم الذي استطاع أن يقتطع ألسنتكم؟‬
‫ُ‬ ‫ –من هذا‬
‫‪٥‬‬
‫فنظرنا إليه بعيون خابية‪ ،‬وابتلعنا ريقنا بصعوبة خيفة أن يكون ح ّقاً قد فعل ذلك‪ ،‬ونطق ك ّل منّا بحرف‬
‫قوة ساعديه وعن بعض مغامراته وجوالته‪ ،‬ولم‬ ‫واحد متأ ّكدا ً أ ّن لسانه ما زال في فمه‪ّ ،‬‬
‫ثم أخذ يحدّثنا عن ّ‬
‫يكن ليخطر لنا ببا ٍل أ ّن المالزم يقف فوق رؤوسنا بهامته القصير ووجهه النحيل‪ ..‬قائال ً‪:‬‬

‫ –إ ّن قنبلة يدويّة تودي بحياة خمسة جنود‪ ،‬وأنت أيّها الثرثار‪ ..‬أال تريد أن تريح لسانك؟ تعال معي‪..‬‬
‫إ ّن لك ّ‬
‫مهمة كبيرة‪.‬‬

‫ولكن شبح جواد ظ ّل ظاهرا ً أمام أعيننا حتّى بعد أن‬


‫ّ‬ ‫ –وابتلعهما الظالم وهما يغوصان في طيّاته‪،‬‬
‫غاب المالزم بعشرين خطوة‪ .‬ال تضحكي يا أمّاه إ ّن لك ابناً معجزة من المعجزات‪ ..‬ولست أدري‬
‫كيف كان جواد ينجح في إغاراته الليليّة‪ ..‬كنّا نضطر من أجله أن نزيد في عمق الخندق كي ال‬
‫يظهر رأسه وهو يجلب لنا الذخيرة‪ ،‬فهو يحمل ذخيرة فصيل كامل دونما عناء‪،‬‬

‫‪183‬‬
‫قتلنس ًادغ‬

‫الصف فيحجب وراءه‬


‫ّ‬ ‫وكان المالزم "أسعد" يحبّه كثيراً‪ ،‬ولكنّه كان يثيره ج ّدا ً عندما يقف على رأس‬
‫رتال ً طويال ً من الجنود‪ ،‬وكان المالزم قصيرا ً فال يستطيع أن يرادف الرتل إال إذا ابتعد خمسين خطوة‬
‫يضطر أن يرفع صوته عالياً‪ ،‬وهكذا كان يسبّب له بعض المتاعب‪ ،‬وبعد لحظة طرق‬ ‫ّ‬ ‫إلى الخلف‪ ،‬وبذلك‬
‫أسماعنا صوت المالزم يقول له‪:‬‬

‫ –ألست أنت القائل‪ :‬إ ّن رفشاً ومعوال ً يساويان ساعدا ً من حديد؟‬


‫ولست أعرف عنك يا جواد أكثر من ذلك‪ ،‬ولكن على ضوء تدمير "بلوكوس" العدو الذي كان‬
‫يقف عقبة في طريق هجومنا أستطيع أن أل ّفق ألمّك بقيّة ّ‬
‫القصة‪.‬‬

‫مدرعاتنا‬
‫خمسمئة من األمتار (بلوكوس من الحديد الخالص) ولم تستطع ّ‬ ‫كان أمامنا يا أمّاه‪ ...‬وعلى بُعد ِ‬
‫وال مدفعيّتنا أن تخرق هذا الحصن‪ ،‬فقد كانت القنابل ترت ّد عنه كاألحجار‪ ،‬فوج َد ِ‬
‫ت القيادة أ ّن خير وسيلة‬
‫للقضاء عليه هي القيام بغارة بسيطة ين ّفذها جنود أشدّاء‪ ،‬واختير ابنك جواد ليرأس عنصر التنفيذ‪ ،‬فبدأ ابنك‬
‫ممر ضيّق‪ ..‬آ ٍه لقد نسيت أن أقول لك‪ :‬إ ّن ابنك نسي معي حجاباً صغيرا ً‬ ‫مع رجاله يزحفون سراعاً خالل ّ‬
‫كان يحمله خالل رحالته‪ ..‬إليك هو‪ ..‬وستتناوله أمّك يا جواد بيدها اليابسة وستودعه صدرها األعجف‪.‬‬
‫عدو خفير‪ ،‬وسمع الخفير‬ ‫جندي ٌّ‬
‫ّ‬ ‫وظ ّل ابنك يزحف مع زمرته حتّى وصل إلى باب الحصن حيث يقف‬
‫صوتاً يحدّثه بالعبرانيّة‪ ،‬وظنّه رفيقاً له قريباً منه فاطمأ ّن بعض الشيء وتقدّم نحو مصدر الصوت‪:‬‬

‫ –مَن هناك؟‬
‫ –(كلمة عبرانيّة ليس لها معنى)‬
‫السر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –كلمة‬
‫ –كلمة غير مفهومة‪.‬‬
‫ –إنّني ال افهم عليك‪..‬‬
‫قلت؟‬
‫ –اقترب‪ .‬يكفي‪ .‬قف‪ ..‬قف‪ ..‬ماذا َ‬

‫ويفتح الخفير عينيه فال يرى شيئاً ويتراجع إلى الخلف إلطالق النار‪ ،‬ولكن فجأة يتوقّف قلبه عن الحركة‬
‫ويتهدّل لسانه ويده معاً‪ ،‬وأي ٍد قويّة جبارة تسنده إلى الجدار‪ ،‬وتصدر أصوات من داخل الحصن‪ ،‬ويجيبها‬
‫ثم يعود فيجد الباب‬
‫جندي ليستطلع ّ‬
‫ّ‬ ‫صوت غير مألوف بكالم غير مفهوم‪ ،‬ويخرج‬ ‫ٌ‬ ‫صوت من الخارج‪،‬‬
‫موصدا ً فيقرعه بشدّة ويخرج رفاقه ليفتحوا له الباب‪ ،‬ويفتّشون عن الخفير فيجدونه بال حراك ويعودون‬
‫ناري وت ُفتح بعدها أبواب جهنّم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ويومض من نافذة الحصن الصغير طلق‬
‫ُ‬ ‫إلى الباب فيجدونه موصداً‪،‬‬
‫يتعرف‬
‫ك خالل ذلك في الداخل يستمتع بنزهة جميلة‪ ،‬ويدخل بعض زمالئه في الحصن ليجدوه ّ‬ ‫وابن ِ‬
‫ولكن جوادا ً‬
‫ّ‬ ‫بطريقة ساخرة السالح الجديد‪ ،‬ورجع المغيرون إلى وحداتهم بعد أن م ّهدوا طريقاً للهجوم‪،‬‬
‫‪184‬‬
‫ةعلاطم‬

‫تعرف أسلحة جديدة‪ ،‬وسأرجع يا‬ ‫قوته؛ فقد ّ‬ ‫أبى إال أن يستقبلهم في حصنه العتيد‪ ،‬لقد ازداد ثقافة فوق ّ‬
‫مرة ثانية‪ ،‬سألتقي به حتماً‪ ،‬إمّا في مكان ما على هذه األرض‬ ‫أمّاه قريباً‪ ،‬سأرجع إلى الميدان أللتقي بابنك ّ‬
‫المقدّسة‪ ،‬وإمّا في مكان ما في السماء‪ ،‬وسنعود معاً متأبّطاً ك ّل منّا ساع َد اآلخ ِر‪ ،‬ونحن ننشد نشيد الظفر‪.‬‬

‫مفردات للشرح‬
‫الخفير‪ :‬الحارس‪.‬‬ ‫ليسكت‪.‬‬
‫َ‬ ‫هس فالنٌ الطفلَ‪ :‬زجره‬
‫َّ‬

‫‪185‬‬
‫قتلنس ًادغ‬

‫مشروعات مقترحة‬

‫ *تعاون أنت ورفقاؤك على تلحين قصيدة (جمرة الشهداء) وغنائها على مسرح المدرسة‪.‬‬

‫اإلبداعي في الغرب ونشأته لدى‬


‫ّ‬ ‫ *استعن بمصادر التعلّم في إجراء دراسة حول نشأة المذهب‬
‫عربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غربي واآلخر‬
‫ّ‬ ‫ثم أجر موازنة بين شاعرين أحدهما‬
‫العرب‪ّ ،‬‬

‫الواقعي في الغرب ونشأته لدى‬


‫ّ‬ ‫ *استعن بمصادر التعلّم في إجراء دراسة حول نشأة المذهب‬
‫عربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غربي واآلخر‬
‫ّ‬ ‫ثم أجر موازنة بين شاعرين أحدهما‬
‫العرب‪ّ ،‬‬

‫ *تعاون أنت ورفقاؤك على إعداد معرض للرسوم حول موضوعات وحدة الواقعيّة في كتابك‬
‫المدرسي‪.‬‬
‫ّ‬

‫تتضمن أعماال ً أدبيّة (قصائد – مقاالت –‬


‫ّ‬ ‫ *تعاون أنت ورفقاؤك على إعداد مجلّة إلكترونيّة‬
‫قصص) حول الشهادة والشهداء‪.‬‬

‫ *استعن بمصادر التعلّم في إعداد بحث حول مسؤوليّة األدب في الدفاع عن الوطن مستعيناً‬
‫قصة‪ ،‬رواية‪ ،‬مقالة‪ ،‬مسرحيّة)‪.‬‬
‫بنماذج أدبيّة تدعم فكرك (شعر‪ّ ،‬‬

‫مسرحي حول إحدى مسرحيّتَي الكتاب‪ ،‬واعرضوه على‬


‫ّ‬ ‫ض‬
‫ *تعاون أنت ورفقاؤك على إعداد عر ٍ‬
‫مسرح المدرسة‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الوحدة السادسة‬ ‫اإلبداعية‬
‫ّ‬

‫المذهب اإلبداعي (الرومانسي ) قراءة متهيديّة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫استامع‬ ‫من رسائل جبران إلى ّ ‬


‫مي‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫سلمى الكوران ّية‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الحب‬
‫ّ‬ ‫صلوات في هيكل‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫في حمى الموج‬ ‫الدرس الخامس ‬

‫مطالعة‬ ‫هذه الحياة اإلنسان ّي ‬


‫ة‬ ‫الدرس السادس ‬
‫(الرومانسي)*‬
‫ّ‬ ‫اإلبداعي‬
‫ّ‬ ‫المذهب‬
‫قراءة تمهيد َّية‬

‫الرومانسية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪1.1‬تعريف‬
‫تعود كلمة الرومانسية (‪ )romantisme‬في األصل إلى كلمة رومان (‪ )roman‬التي كانت تعني في‬
‫العصور الوسطى حكاية المغامرات شعرا ً ونثراً‪ ،‬وتشير إلى المشاهد الريفية بما فيها من الروعة والوحشة‪،‬‬
‫ثم اتسع معناها فصارت تطلق على المناظر الشعريّة والحوادث الخرافيّة والقصص األسطوريّة‪ ،‬ثم دلَّت‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫على اإلنسان الحالم المنطوي على نفسه‪ ،‬ثم امتد معناها إلى توقد العاطفة واالستسالم للمشاعر‪.‬‬
‫الحس والعاطفة على العقل‬
‫ّ‬ ‫مذهب يقوم على العودة إلى الطبيعة وإيثار‬‫ٌ‬ ‫والرومانسيّة اصطالحاً‪ :‬هي‬
‫والمنطق‪ ،‬ويمتاز بالخروج على أساليب القدماء باستحداث أساليب جديدة‪ .‬وقد دخل هذا المصطلح‬
‫ثقافتنا العربيّة وعُ ِّرب بكلمة اإلبداعيّة أو االبتداعيّة‪.‬‬

‫‪2.2‬نشأة المذهب‪:‬‬

‫الدرس ّ‬
‫ّ‬
‫مجموعة من الظُّرو ِ‬
‫ف السياسيَّة‬ ‫ٍ‬ ‫عشر نتيجةَ تفاع ِل‬
‫َ‬ ‫الثامن‬
‫َ‬ ‫منتصف القر ِن‬
‫ِ‬ ‫ُولدَت اإلبداعيَّة ُ في أوروبَّا في‬

‫األول‬
‫واالجتماعيَّة والفكري َّة التي بلورتها وجعلتها مذهباً أدبياً له حضوره ومؤيّدوه‪ ،‬فقد قامت الثورة الفرنسية‬
‫بالم ِلكية الفرنسية‪ ،‬وتقيم حكماً جمهورياً‪ ،‬ثم تبعتها الدول‬ ‫بالحرية والعدالة والمساواة‪ ،‬وتطيح َ‬ ‫ّ‬ ‫تطالب‬
‫أثر كبير في نفوس األدباء‬‫المدوية في أوروبَّا ٌ‬
‫ّ‬ ‫األوروبّيّة األخرى وكان لظهور نابليون بونابرت وانتصاراته‬
‫الذين رأَوا فيه رمزا ً لإلرادة الفرديّة القادرة على صنع المستحيل وقد أدّت هذه التغيرات السياسية إلى‬ ‫‪1‬‬
‫سقوط الطبقة األرستقراطية والنظام اإلقطاعي وظهور الطبقة الوسطى مما أفقد األدب االتباعي جمهوره‬
‫وم َّهد لظهور اإلبداعيّة‪.‬‬

‫* لالستزادة ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬أهم مظاهر الرومنطيقية في األدب العربي الحديث‪ ،‬فؤاد الفرفوري‪ ،‬الدار العربية‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬في النقد واألدب‪ ،‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1972 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مدخل إلى دراسة المدارس األدبية في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬نسيب نشاوي‪.‬‬
‫‪ -‬المذاهب األدبية لدى الغرب‪ ،‬عبد الرزاق األصفر‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫َّيديهمت ةء راق‬ ‫ّيسنامورلا( ّيعادبإلا بهذملا‬

‫وقد كان هذا العصر عصر التقدم العلمي والثورة الصناعية فبدأت اآللة تدخل مجاالت العمل وتطغى‬
‫على وجود اإلنسان وتثقل المجتمع بالمظاهر المادية التي قضت على الروابط اإلنسانية فراح األدباء‬
‫يتطلَّعون إلى أدب يعبِّرون فيه عن ذواتهم وعواطفهم بحريّة ليواجهوا ذلك الطغيان المادي‪ ،‬ولم يكن‬
‫هذا موجودا ً في االت ّباعيّة التي تقوم على محاكاة القدماء وتتحدّث عن أنماط إنسانيَّة وتكون موجَّهة إلى‬
‫الطبقات العليا ونستطيع القول‪ :‬إ ّن اإلبداعيّة جاءت ردَّة فعل على مغاالة االت ّباعيّة في تقليد القدماء ولذلك‬
‫خالفتها في جملة منطلقاتها النظريّة‪.‬‬
‫أمّا في الوطن العربي فقد ظهرت اإلبداعيّة ُ في الربع األوَّ ل من القرن العشرين‪ ،‬ومن العوامل التي م َّهدت‬
‫لظهورها وتبنّيها من قبل المبدعين محاولة ُ إجهاض النهضة العربيَّة ووقوع الدول العربيَّة ضحيَّةَ االحتالل‬
‫النفوس باليأس والتشاؤم‪ ،‬وكان للترجمة‬‫َ‬ ‫األوروبّي وإخفاق ثورت َي عُرابي والشريف حسين ما صبغ‬
‫تعرف اإلبداعيّة األوروبيّة وأبرز أعالمها والتأثّر بهم‪ ،‬وقد أدّى ذلك‬ ‫دور كبير في ّ‬
‫ومعرفة اللغات األجنبيّة ٌ‬
‫إلى تغيّر مفهوم األدب ومحاولة صبغه بصبغة إبداعية‪.‬‬

‫بداعية‪:‬‬
‫ال ّ‬ ‫‪3.3‬أعالم إ‬
‫الدرس ّ‬

‫من أبرز الشخصيّات التي م َّهدت لظهور اإلبداعيّة واستقرارها في الغرب جان جاك روسو من خالل‬
‫ّ‬

‫كتبه (إميل‪ ،‬وأحالم المتجول الوحيد‪ ،‬واالعترافات)‪ .‬أمّا كتابات مدام دو ستايل وشاتوبريان فتع ُّد والدة‬
‫األول‬

‫لإلبداعيّة األوروبيّة‪ .‬وتعاقب بعد ذلك مجموعة من األدباء الكبار الذين أغنوا اإلبداعيّة تنظيرا ً وتطبيقاً‬
‫ومن هؤالء في فرنسا‪ :‬ألفرد دي موسيه وله ديوان (الليالي) والمارتين الذي أصدر (التأمّالت‪ ،‬والتأمّالت‬
‫‪١‬‬ ‫الجديدة وموت سقراط‪ ،‬وجوسلين) وفيكتور هوغو الذي كتب مسرحية (كرومويل) بدأها بمقدمة طويلة‬
‫يشرح فيها أصول المذهب اإلبداعي‪ .‬وفي إنكلترا برز شيلي ووردزورث وكولريدج‪.‬‬
‫اإلبداعي‪ ،‬وإن كان ديوانه يحتوي على كثير من‬
‫ّ‬ ‫أمّا في األدب العربي فيع ّد خليل مطران رائ َد الشعر‬
‫تقديم مثال يُحتذى في الشعر اإلبداعي ولع ّل قصيدته‬
‫َ‬ ‫أهميته تكمن في أنه استطاع‬ ‫القصائد االت ّباعيّة فإ ّن ّ‬
‫شر مطران في مقدمة ديوانه بسيادة هذا اللون من األدب‪.‬‬ ‫(المساء) خير مثال على ذلك‪ ،‬وقد ب َّ‬

‫‪189‬‬
‫ّيسنامورلا( ّيعادبإلا بهذملا‬

‫تضمهم مثل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثم كان للشعراء اإلبداعيين العرب تجمُّعات أدبيّة‬
‫الشمالي‪ ،‬وكان من أبرز أعضائها جبران‬
‫ّ‬ ‫هج ِر‬
‫الم َ‬
‫وضمت شعراء َ‬ ‫ّ‬ ‫الرابطة القلميّة‪ :‬أ ِّس َست عام (‪1920‬م)‬
‫خليل جبران‪ ،‬وميخائيل نعيمة الذي َع ِم َل على تقويض دعائم االت ّباعيّة في ِ‬
‫كتابه (الغربال)‪ ،‬ونشر أشعاره‬
‫التي تعبِّر عن مذهبه في األدب‪.‬‬
‫جماعة الديوان‪ :‬وتعود هذه التسمية إلى كتاب الديوان الذي ألَّف َُه عباس محمود الع ّقاد وإبراهيم عبد القادر‬
‫المازني‪ ،‬وعمال فيه على هدم االت ّباعيّة وانتقاد أبرز أعالمها ومنهم أحمد شوقي والمنفلوطي‪ .‬وكان لك ٍّل‬
‫ّ‬
‫تجسد المذهب الذي دافعا عنه‪ ،‬ويمكن أن نع ّد عبد الرحمن شكري‬ ‫إسهامات شعرية ِّ‬
‫ٌ‬ ‫من العقاد والمازني‬
‫واحدا ً من هذه الجماعة‪.‬‬
‫جماعة أبولو‪ :‬أ ُ ّسست عام (‪1932‬م) وكانت تسعى إلى االرتقاء بالشعر‪ ،‬من أبرز أعضائها أحمد زكي أبو‬
‫شادي وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي ومحمد عبد المعطي الهمشري‪.‬‬
‫المذهب عددٌ من الشعراء‬
‫َ‬ ‫ويع ُّد أبو القاسم الشابي ممث َل اإلبداعي َِّة في تونس‪ .‬أمَّا في سوريةَ فقد تبنّى هذا‬
‫محمد وعبد الباسط الصوفي وعبد السالم عيون السود‪ ،‬وفي لبنان‪ :‬بشارة‬ ‫ّ‬ ‫منهم‪ :‬عمر أبو ريشة ونديم‬
‫الخوري (األخطل الصغير) وإلياس أبو شبكة‪.‬‬

‫بداعية العربية‪:‬‬
‫ال ّ‬ ‫‪4.4‬خصائص إ‬
‫‪1 .1‬الخروج على قواعد القدماء‪ :‬رأى اإلبداعيون أن القواعد التي وضعها النقَّاد القدامى واقتفى أثرها‬
‫االتباعيون لم تعد صالحةً لهذا العصر وهي تؤدّي في كثير من األحيان إلى أدب جافٍّ ال يعبِّر‬
‫عن ذات األديب وعواطفه ولذلك رفض اإلبداعيون عمودَ الشعر وتخلَّوا عن المقدمة الطلليّة‬
‫أو الغزليّة ورأوا فيها شيئاً مصطنعاً ال عالقة له بذات األديب وعصره ورفضوا تع ُّدد األغراض‬
‫الشعريّة في القصيدة واكتفوا في معظم قصائدهم بغرض واحد‪ .‬كما هاجموا وحدة البيت التي‬
‫تقوم عليها القصيدة االت ّباعيّة ورأوا أننا نستطيع في كثي ٍر من األحيان تغيير ترتيب أبيات القصيدة‬
‫من دون أن يؤثّر ذلك في المعنى لذلك نادوا بالوحدة العضوية للقصيدة بحيث تتالحم أجزاؤها‬
‫وقد يحتفظ الشاعر بالتشويق إلى البيت األخير فال يتك ّشف المعنى إال في نهاية القصيدة‪ ،‬ويع ّد‬
‫عمر أبو ريشة أستاذا ً في هذا المجال ومن أمثلة ذلك قصائده (قالت مللتك‪ ،‬النسر‪ ،‬في طائرة)‪.‬‬
‫ولكن بعضهم نوَّع في حرف الروي فاعتمد لك ّل مقطع‬‫ّ‬ ‫أما أوزان الشعر فلم يخرج اإلبداعيون عليها‬
‫رويّاً مختلفاً‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫َّيديهمت ةء راق‬

‫يجب أن يعبِّر عن ذات األديب وعواطفه ومكنوناته؛ لذلك رفضوا‬


‫ُ‬ ‫األدب‬
‫َ‬ ‫‪2 .2‬الذاتيّة‪ :‬رأى اإلبداعيون أ ّن‬
‫األغراض الشعرية التقليدية كالمديح والرثاء والهجاء‪ ،‬وهاجموا شعر المناسبات ونستطيع القول‪َّ :‬‬
‫إن‬
‫أشعار اإلبداعيين صورة صادقة عن نفوسهم‪ ،‬ومن ذلك قول عبد السالم عيون السود‪:‬‬
‫أنا يا صديق ُة مر َه ٌق ح َّتى العيا ِء‪ ،‬فكيف ِ‬
‫أنت؟‬
‫وحدي أمام ِ‬
‫املوت ال أحد سوى قلقي وصمتي‬
‫‪3 .3‬االعتماد على العاطفة ال على العقل‪ :‬يرى اإلبداعيون أ ّن العقل عاجز في كثير من األحيان عن تقديم حلول‬
‫للمشكالت الفلسفيّة الكبرى وأ ّن العاطفة أوسع مدى وأقدر على فهم كنْ ِه الحياة لذلك نرى العاطفة‬
‫اإلبداعي يتّخذ العاطفة منهج‬
‫ّ‬ ‫ظاهرة في أشعارهم؛ ألنهم يعبِّرون عن خلجات نفوسهم بل إ ّن الشاعر‬
‫حياة‪ ،‬يظهر ذلك في قول أبي القاسم الشابي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫عـــواطـــف وشُ ـــعـــو ِر‬ ‫دنـــيـــاك كــــونُ‬ ‫ِع ْ‬
‫ــــش بــالــشُّ ــعــو ِر ولــلــشُّ ــعــو ِر فــإنَّ ــا‬
‫ــف لــو ِشـــيـــدَ ْت عــى ال ـ ّت ـ ْف ـ ِك ـرِ‬
‫لَــ َتــجِ ُّ‬ ‫العميق وإنَّها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العطف‬ ‫شــيــدَ ْت عــى‬
‫بجو من الحزن‬
‫مصدر مه ٌّم من مصادر اإلبداع لذا أحاطوا أنفسهم ّ‬
‫ٌ‬ ‫‪4 .4‬التشاؤميَة‪ :‬رأى اإلبداعيون أ ّن َ‬
‫األلم‬
‫والتشاؤم واصطبغت أشعارهم بطابع من السوداويّة فاهتمُّوا بالموضوعات التي تتصل بذلك مثل الليل‬
‫والفراق‪ ،‬ونلمح ذلك واضحاً في عنوانات قصائدهم‪ ،‬ومن ذلك قول إلياس أبي‬ ‫وغروب الشمس ِ‬
‫شبكة في قصيدته (ما بعد منتصف الليل)‪:‬‬
‫ــــــزل يــســتــمــ ُّر يف َخــ َف ــق ــانِ ــهْ‬
‫ْ‬ ‫مل َي‬ ‫ـــنـــح مـــن الــــظَّ ِ‬
‫ــــام وقــلــبــي‬ ‫ٌ‬ ‫َمـــــ َّر ُج‬
‫يت تــســيـ ُـل الـــدُّ مـــو ُع مــن ُجـــدرانِـــهْ‬ ‫أنـــــا يف مــــخــــد ٍع تــــكــــا ُد ِلهــــا‬
‫بــــســــام يــــنــــا ُم عــــن أشـــجـــانِـــهْ‬
‫ٍ‬ ‫ســــاهــــ ٌر يف كـــآبـــتـــي وحــبــيــبــي‬

‫‪191‬‬
‫ّيسنامورلا( ّيعادبإلا بهذملا‬

‫‪5 .5‬اللجوء إلى الطبيعة‪ :‬آثر اإلبداعيون االنطواء على أنفسهم واالبتعاد عن البشر وعالمهم؛ ألنه عالم الشرور‬
‫رت في أشعارهم مظاهر الطبيعة‬‫واآلثام وعادوا إلى الطبيعة التي رأوا فيها مصدرا ً للطُّهر والنقاء‪ ،‬فكث ُ ْ‬
‫ووصف الريف والنفور من المدينة كقول إلياس قنصل في قصيدته (شاعر في مدينة)‪:‬‬
‫ـت فيها زهـــر َة العم ِر ُمــر َغــا‬
‫وأنــفــقـ ُ‬ ‫َجب ْه ُت بعزمي واصــطــبــاري ِش َ‬
‫امسها‬
‫ساقــــاً وال كــنـ ُ‬
‫ـت ُمـ ْجـرِمــا‬ ‫ـت َ َّ‬
‫ومــا كــنـ ُ‬ ‫حـــبـــس أكــــابــــدُ غُـــلَّـــهُ‬
‫ٍ‬ ‫كـــــأين يف‬
‫وأشــتــاق َعــهــداً كــان للطُّه ِر َمـ ِ‬
‫ـوســا‬ ‫ُ‬ ‫أحـــ ُّن إىل الــحــقــلِ الـــذي كـــانَ مل َعبي‬
‫وت ُ َع ُّد قصيدة الغاب لجبران خليل جبران أنموذجاً فريدا ً في هذا المجال‪.‬‬
‫‪6 .6‬الجنوح إلى الخيال‪ :‬يع ُّد الخيال ركيزة أساسيّة في الشعر اإلبداعي؛ لذلك تزخر قصائد اإلبداعيين‬
‫باألخيلة الغريبة المبتكرة‪ ،‬ومن ذلك قول إبراهيم ناجي‪:‬‬
‫فـــكـــأنَّ الــــ َّرعــــدَ ِعـــربـــيـــدٌ َســـ ِكـــ ْر‬ ‫قــهــقــهَ الــــرعــــدُ ود َّوى ســـاخـــراً‬
‫‪7 .7‬استعمال اللغة المأنوسة‪ :‬تخلّى األدباء اإلبداعيون عن اللغة الفخمة واأللفاظ الجزلة واستعملوا لغة واضحة‬
‫قادرة على التعبير عن المشاعر والوصول إلى الناس كلِّهم كقول عبد الباسط الصوفي‪:‬‬
‫الـــــ َّزمـــــانِ مـــع الــــعــــا ِمل املُــــر َه ِ‬
‫ــــق‬ ‫مــوكــب‬
‫ِ‬ ‫مــــع الـــريـــ ِح يف‬
‫َ‬ ‫ســـأجـــري‬
‫قــــصــــ ُة األبــــــــ ِد املُـــغـــل ِ‬
‫َـــق‬ ‫هـــنـــا َّ‬ ‫ـف السن َني‬
‫األرض خــلـ َ‬
‫ُ‬ ‫هــنــا تــهــجـ ُـع‬
‫كـــــــأنْ مل تــــكــــوين ومل أُخــــل ِ‬
‫َــــق‬ ‫ِ‬
‫الـــذكـــريـــات‬ ‫وأوغــــلــــت يف ظــلــمــ ِة‬
‫ُ‬
‫األهم في اإلنسان عندما عب َّر عن انفعاالته‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني هو الجانب‬
‫ّ‬ ‫لقد أ ّك َد المذهب اإلبداعي أ ّن الجانب‬
‫االتباعي؛ فلك ٍّل سماته وميزاته وظروفه‬
‫ّ‬ ‫وعواطفه‪ ،‬ولكن هذا ال يعني بحال من األحوال انتقاص المذهب‬
‫األدب األصي َل هو‬
‫َ‬ ‫األدب الجمي ُل بمذهب أو عصر أو مدرسة فكريّة؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫التاريخيَّة التي أفرزته‪ ،‬وال يرتبط‬
‫المذاهب ويض ْع القواعدَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫يصنع‬
‫ُ‬ ‫الذي‬

‫‪192‬‬
‫َّيديهمت ةء راق‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫عرف اإلبداعيّة لغة واصطالحاً‪.‬‬ ‫‪ِّ 1 .1‬‬


‫االتباعي؟‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬ما األمور التي انتقدها اإلبداعيّون في المذهب‬
‫اإلبداعي في ك ٍّل من أوروبّا والوطن العربي؟‬
‫ّ‬ ‫‪3 .3‬ما األسباب التي أسهمت في انتشار المذهب‬
‫ث عن أثر الترجمة في ظهور المذهب اإلبداعي العربي‪.‬‬ ‫‪4 .4‬تح ّد ْ‬
‫‪5 .5‬عدّد أبرز أعالم اإلبداعيّة العربيّة‪.‬‬
‫اإلبداعي‪.‬‬ ‫تحدث عن دور جماعة الديوان في التمهيد للمذهب‬ ‫‪َّ 6 .6‬‬
‫ّ‬
‫عدد خصائص اإلبداعيّة العربيّة واشرح واحدة منها‪.‬‬ ‫‪ِّ 7 .7‬‬

‫‪193‬‬
‫مي‬
‫من رسائل جبران إلى ّ‬
‫استماع‬

‫مهارات اللغة‬

‫فسر الدالالت الضمنّية لأللفاظ والتراكيب اآلتية وفق سياقها‪:‬‬ ‫‪ّ 1 .1‬‬
‫ –الروح المجنّحة ‪ -‬حبتهم الحيا َة وأوقفتهم أمام العرش األبيض‪.‬‬
‫‪2 .2‬ميّز المعاني المتوافقة من المعاني المتعارضة فيما يأتي‪:‬‬
‫مرات عديدة بوجود ذاتك األثيريّة‪.‬‬ ‫شعرت ّ‬
‫ُ‬ ‫ –والعجيب أنّني‬
‫الخفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السر‬
‫ّ‬ ‫ –حبّذا لو كان بإمكاني معرفة ذلك‬
‫العقلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت أعرفُها بالقياس‬‫ –إ ّن في هذه الفقرة الجميلة حقيقة ّأوليّة كن ُ‬

‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬
‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫المستَمع إليه‪.‬‬ ‫‪1 .1‬ضع عنواناً مناسباً ّ‬


‫للنص ُ‬
‫‪2 .2‬ما الذي شغل الكاتب في ساعاته الطوال؟ وما الشعور العجيب الذي تملّكه؟‬
‫‪٢‬‬
‫تضمنت الرابطة التي تربط الكاتب بـ (مي)؟‬‫ّ‬ ‫‪3 .3‬ماذا‬
‫‪4 .4‬اذكر النتائج التي ارتآها الكاتب في نجاحه بإبالغ (مي) رسالته أو إخفاقه فيها‪.‬‬
‫‪5 .5‬ما الذي طلبه الكاتب إلى (مي) في نهاية رسالته؟‬
‫تضمنته الرسالة من نقد لعالقات الناس فيما بينهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪6 .6‬استنتج ما‬

‫مهارات التذكّر‬
‫بم خاطب الكاتب (مي)؟‬ ‫‪َ 1 .1‬‬
‫‪2 .2‬اذكر مضمون ما قالته (مي) للكاتب ذات يوم‪.‬‬
‫‪3 .3‬ما الحقيقة التي أدركها الكاتب عقليّاً ونفسيّاً؟‬

‫‪194‬‬
‫عامتسا‬ ‫ّيم ىلإ ناربج لئاسر نم‬

‫التذوق والنقد‬
‫ّ‬ ‫مهارات‬

‫ثم اذكر ثالثاً من سماته‪.‬‬


‫نصه‪ّ ،‬‬ ‫االسلوب الذي ات ّبعه الكاتب في ّ‬
‫َ‬ ‫سم‬
‫‪ّ 1 .1‬‬
‫تفسر استعما َل الكاتب صيغةَ التفضيل بكثرة؟‬ ‫بم ّ‬‫‪َ 2 .2‬‬
‫ثم اذكر وظيفة نفعيّة وأخرى شكليّة لها‪:‬‬ ‫‪3 .3‬حلّل الصورة اآلتية‪ّ ،‬‬
‫في هذا التفاهم أغنية عميقة هادئة‪.‬‬
‫‪4 .4‬استخرج من خاتمة الرسالة شعورا ً عاطفيّاً ّ‬
‫ثم اذكر أداة من أدوات التعبير عنه مع مثال‪.‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬

‫‪٢‬‬

‫‪195‬‬
‫*‬
‫سلمى الكورانية‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫األخطل الصغير‬
‫(‪1968 - 1885‬م)‬

‫ولــد بشــارة ب ن� عبــد هللا‬


‫و�ــرج‬ ‫الخ ــوري ف� بـ يـروت‪ ،‬ت خ‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ي� مدرســة احلمكــة‪ ،‬وأنشــأ‬
‫جريــدة الـ بـرق عــام ‪1908‬م‪،‬‬
‫ف‬
‫و� أواســط احلــرب‬ ‫ي‬
‫الوىل بــدأ ّ‬ ‫أ‬

‫الدرس الثالث‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫يذيــل‬ ‫العامليــة‬

‫ّ‬
‫أ‬
‫ح ْسن‬ ‫ذات ُ‬
‫َ‬ ‫يحلّق ال ّشاعر في سماء الجمال‪ ،‬ويصف لنا امرأ ًة‬ ‫شــعره بتوقيــع (الخطــل‬
‫القصة التي تنتهي بسفر‬
‫أسطوري‪ ،‬ويروي لنا قصَّ تها مع حبيبها‪ ،‬تلك ّ‬
‫ّ‬ ‫الصغــر) ولزمــه اللقــب‪،‬‬ ‫ي‬
‫الحبيب بحثاً عن الرزق‪ .‬والشاعر هنا يجعل من سلمى الكورانيّة‬ ‫ويعــد مــن شأ�ــر شــعراء‬ ‫ّ‬
‫للتمسك بالوطن الجميل الذي يهجره أهله قسراً‪ .‬وقد ألقيت‬ ‫ّ‬ ‫رمزا ً‬ ‫ف‬
‫لبنــان ي� العــر احلديــث‪،‬‬ ‫‪٣‬‬
‫هذه القصيدة في الحفلة التي أقامتها جمعيّة من كرائم السيدات في‬
‫قضاء الكورة عام (‪1933‬م)‪.‬‬
‫وقــد ب�يعــه الشــعراء ب إ�مــارة‬
‫الشــعر عــام ‪1961‬م‪ .‬هل‬
‫ـوا�ن‪ :‬اهلــوى والشــباب‬ ‫ديـ ن‬
‫أ‬
‫ـ وشــعر الخطــل الصغـ يـر‪،‬‬
‫ــص‪.‬‬ ‫الن ّ‬ ‫ومنــه أخــذ هــذا ّ‬

‫* شعر األخطل الصغير بشارة الخوري‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.47-42‬‬

‫‪196‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫ةيناروكلا ىملس‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـسـ ُـل الــ ُّنــو َر يف َعــيـ َنــيـ ِه َعينا َها‬ ‫تُــس ـلْـ ِ‬ ‫ـب الــلــيـ ُـل ِمـ ْنــهــا ِعــنــدَ مــا بـــرز َْت‬
‫تَ ـ َع ـ َّجـ َ‬ ‫‪1‬‬
‫َمـــنـــا َر ًة ضَ ـ َّمــهــا الــشَّ ِ‬
‫ــاطــي و َفـــدَّ ا َهـــا‬ ‫َف ـظَ ـ َّنــهــا َوهــــي ِعـــ ْنـــدَ املــــا ِء ِ‬
‫قــائَــ ٌة‬ ‫‪2‬‬
‫َـــا َرأَتْـــهـــا و ُجـــ َّن ْ‬
‫ـــت ِعــ ْنــدَ َمــ ْرآ َهــا‬ ‫ل َّ‬ ‫ــت نَ ـ ْجــم ـ ٌة يف أُ ْذنِ جــا َرتِــهــا‬ ‫وتَ ْــ َتــ َم ْ‬ ‫‪3‬‬
‫َـــرا ِء َألْــقــا َهــا؟‬
‫فــ َمــ ْن تُــــرا ُه عــى الـــغ ْ‬ ‫اُنْـــظُـــ ْرنَ يــا إِخْـــ َوتـــا هــذي شَ قي َق ُتنا‬ ‫‪4‬‬
‫ـك الـــجِ ـــ ِّن َيــ ْهــوا َهــا‬ ‫و ُقـــلْـــ َن إنَّ َمــلــيـ َ‬ ‫ـــت عنها َعــجــائِـ ُزنــا‬‫ْـــك َمـــ ْن َحـــدَّ ثَ ْ‬ ‫أَتِـــل َ‬ ‫‪٥‬‬
‫فـــ ُمـــ ْذ َأرا َدتْــــــــهُ نــــا َدتْــــهُ َفــلَــ َّبــا َهــا‬ ‫كــأَنَّ ــا الـــ َبـــدْ ُر ِقـــدْ مـــاً كـــانَ خــا ِد َمــهــا‬ ‫‪6‬‬
‫َــت بــــأُ ْذنِ الــبــدْ ِر شَ ـكْــوا َهــا‬ ‫َّإل وألــق ْ‬ ‫صــــاب الــهــوى نفساً وأَشْ ــقــاهــا‬
‫َ‬ ‫ومــا َأ‬ ‫‪7‬‬

‫ـب والــطُّــ ْهــ ُر ُيْــنــاهــا ويُ ْ‬


‫ــرا َهــا‬ ‫فــال ـ ُحـ ُّ‬ ‫أَ َّمـــا ُسـلَـ ْيـ َمــى َفــا زاغ ْ‬
‫َــــت وال عــرَ ْت‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الثالث‬

‫ِ‬
‫مــاض ال ـ َع ـ ْز ِم تَ َّيا َها‬ ‫ـن ِمــ َن الــبــانِ‬ ‫ـصـ ٍ‬ ‫ُغـ ْ‬ ‫ِـــال عىل‬‫تَــ َعــلَّــقَــتْــهُ طَـــريـــراً كـــالـــه ِ‬ ‫‪9‬‬
‫ّ‬

‫ْـــم وأَ ْم ــض ــا َه ــا‬ ‫بـــ َعـــ ْز َمـــ ٍة َســ َّنــهــا ِعـــل ٌ‬ ‫بـــاب الــــ ِّرزقِ ُمشْ ت ِمالً‬
‫َ‬ ‫وراح يَــقْــر ُع‬‫َ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ُـــس َر ِض ْ‬
‫ــيــت ِف الــــ ُّذ ِّل َم ـ ْثــوا َهــا‬ ‫وأَنْـــف ٍ‬ ‫ـس ـلْــمــى والـــبـــا ِد َم ـ َع ـاً‬
‫بــى ُفـــــؤا ٌد لِـ َ‬ ‫‪١١‬‬
‫ْــــم َهــج ـ ْرنــا َهــا‬
‫ديــــا ُر سلمى عــى َرغ ٍ‬ ‫واليأس مييش يف جوار ِح ِه ـــ‬
‫ُ‬ ‫وقـ َ‬
‫ـال ـــــ‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪٣‬‬

‫ـس ِمــن سلمى لِـلَـ ْيــا َهــا‬ ‫َّــل ال ـ َّنــفـ َ‬


‫ونَــق َ‬ ‫طـــاب ال ـ ِبــعــا ُد لَــهُ‬‫َ‬ ‫لحبيب إِذا‬
‫ِ‬ ‫‪ُ ١٣‬ق ْ‬
‫ـــل لِ‬
‫ـســواهــا مــا َأضَ ـ ْعــنــاهــا‬
‫واســ َتــوثَــقُــوا ِبـ ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ ١٤‬إِنَّــــا إذا ضــ َّي َ‬
‫ــع األوطــــــانَ ِف ـ ْت ـ َي ـ ُتــهــا‬
‫أنَّ الــتــي أَ ْرضَ ــ َعــ ْتــ َهــا املَــ ْجــدَ أُنْــثــا َهــا‬ ‫ضــاق ال ـ ِّرجـ ُ‬
‫ـال بِها‬ ‫َ‬ ‫ـب ال ـ ُب ـ ُن ـ َّو ِة ِإنْ‬ ‫‪َ ١٥‬حـ ْ‬
‫ـسـ ُ‬

‫مفردات للشرح‬
‫طرير‪ :‬الغالم الذي نبت شاربه‪.‬‬ ‫وانساب‪.‬‬
‫َ‬ ‫انسكب‬
‫َ‬ ‫تسلسلَ النور‪:‬‬
‫تيّاها‪ :‬متكبّراً‪.‬‬ ‫الغبراء‪ :‬األرض القاحلة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫ةيناروكلا ىملس‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫‪1 .1‬اقترح عنواناً آخر ّ‬
‫للنص‪.‬‬
‫ص؟‬‫‪2 .2‬ما المغزى المراد من الن ّ ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهرية معبّرة مبرزاً شعوري اإلعجاب والحزن‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونفّذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫تقص مواقف الطبيعة من سلمى كما بدت في المقطع األوَّ ل‪.‬‬ ‫‪َّ 1 .1‬‬
‫‪2 .2‬ما سبب هجرة فؤاد‪ ،‬وما موقف سلمى من رحيله؟‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ ‪ .‬أمعاني كلمة (استوثقوا) وبيِّن المعنى المراد منها في البيت الرابع عشر‪.‬‬
‫ ‪ .‬بمرادف (زاغت)‪ ،‬ونقيض (تيَّاه)؟‬
‫ص (فراق الحبيبين‪ ،‬تشبُّث األبناء بوطنهم‪ ،‬وصف جمال‬‫‪2 .2‬رتِّب الفكر الرئيسة اآلتية وفق ورودها في الن ّ ّ‬
‫سلمى وعفتها)‪.‬‬
‫‪3 .3‬ات ّصفت سلمى بجمال أخّاذ‪ ،‬هات صفتين بارزتين له‪.‬‬
‫‪4 .4‬ما الحالة التي كان عليها فؤاد قبل سفره؟‬
‫‪5 .5‬ما مضمون الرسالة التي وجهتها سلمى لفؤاد؟‬
‫‪6 .6‬ما القيمة الوجدانيّة التي ينطوي عليها موقف سلمى؟‬
‫البغدادي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪7 .7‬قال الشاعر ابن ُزريق‬
‫بــالــعــزم يــز ِم ـ ُعــه‬
‫ِ‬ ‫رأي إىل ســفــ ٍر‬
‫ٌ‬ ‫آب مـــن ســفــ ٍر َّإل وأزعـــ َجـــهُ‬
‫مـــا َ‬
‫ص‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت العاشر من الن ّ ّ‬

‫‪198‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫ص (الجنوح إلى الخيال‪ ،‬واللجوء إلى الطبيعة) مثّل‬ ‫‪1 .1‬من سمات المذهب اإلبداعي التي برزت في الن ّ ّ‬
‫ص‪.‬‬ ‫لك ّل منهما من الن ّ ّ‬
‫‪2 .2‬غلب األسلوب اإلنشائي على حديث النجمة‪ .‬ما صلة ذلك بالموقف االنفعالي؟‬
‫‪3 .3‬في البيت الثالث صورة بيانيّة‪ ،‬حلّلها وس ِّم نوعها ثم اشرح اثنتين من وظائفها‪.‬‬
‫محسناً بديعيَّاً‪ ،‬وسمِّه‪ ،‬وبيِّن أثره الفني في خدمة المعنى‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ص‬ ‫‪4 .4‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫ص‪ ،‬ومثّل لك ِّل منهما بمثال مناسب‪.‬‬
‫‪5 .5‬هات مصدرين من مصادر الموسيقا الداخلية برزا في الن ّ ّ‬
‫الروي القصيدة إيقاعاً جميال ً بيِّن مدى مالءمته لحالة الشاعر النفسية في المقطع الثاني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫أكسب‬
‫َ‬ ‫‪6 .6‬‬
‫ص‪ ،‬وس ِّم بحره‪.‬‬‫‪7 .7‬قطِّع عجز البيت الثاني من الن ّ ّ‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ص ظاهرة هجران الشباب أوطانَهم‪ ،‬اقترح حلوال ً لهذه الظاهرة‪.‬‬
‫ *طرح الن ّ ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *اكتب مقالة أدبية تعبِّر فيها عن الدوافع التي تدفع الشباب إلى هجرة الوطن مبرزاً ضرورة التمسك به‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫صلوات في هيكل الحب*‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫أبو القاسم الشا ّبي‬


‫(‪1906‬م‪1934 -‬م)‬
‫ّ ف‬ ‫ف‬
‫الشــاب ّية ي�‬ ‫ولــد ي� قريــة‬
‫تونــس‪ ،‬وقــرأ العربيــة‬
‫ن تخ ف‬
‫و�ـ َّـرج ي�‬ ‫الزيتو�‪،‬‬
‫ي‬ ‫ب�ملهعــد‬
‫مدرســة احلقــوق التونسـ ّـية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫يعــد واحــدا مــن أعــام‬
‫ّ‬ ‫إال ّ‬

‫الدرس الرابع‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫العربيــة‪ ،‬وقــد‬ ‫بداعيــة‬

‫ّ‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫العجائبي يقف مذهوال ً من‬
‫َّ‬ ‫عندما يرى الشاعر ذلك الجما َل‬ ‫شــا�‪ .‬مــن مؤلفاتــه‬ ‫تــو� ب‬ ‫ي‬
‫ع الجمال كلَّها‪ ،‬ويقف حائرا ً في أمرها‬ ‫تلك المرأة التي حازت أنوا َ‬ ‫(الخ يــال الشــعري عنــد‬
‫فهو ال يعرف إن كانت مخلوقاً أرضيّاً أو سماوياً‪ ،‬إنَّها تمتلك قدرة‬ ‫الشــا�)‬ ‫العــرب)‪ ،‬ث‬
‫و(آ�ر‬
‫بي‬
‫يقف‬
‫ُ‬ ‫وبث الفرح في الطبيعة؛ لذلك‬ ‫ِّ‬ ‫سحري َّة على إحياء النفوس‬
‫و(مذكــرات)‪ ،‬و(ديــوان‬ ‫‪٤‬‬
‫الشاعر في محراب هذه المرأة‪ ،‬ويجعل من شعره صلوات تمجِّ د‬
‫جمالها‪.‬‬
‫شــعر) أخــذ منــه هــذا‬
‫ــص ‪.‬‬‫الن ّ‬ ‫ّ‬

‫الشابي‪ ،‬شرحه أحمد حسن بسج‪ ،‬دار الكتب العلميّة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2005 ،4‬م‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫ّ‬ ‫* ديوان‬

‫‪200‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫بحلا لكيه يف تاولص‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـصــبــاحِ ال ـ َجــدي ـ ِد‬ ‫ــــــام كــال ـلَّ ـ ْحـ ِ‬


‫ـن كــالـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َعـــ ْذبَـــ ٌة أَن ِ‬
‫ْــــت كَــال ـطُّ ـ ُفــولَ ـ ِة كَــاألَ ْحـــــــــ‬ ‫‪1‬‬
‫ــســام الــولــي ـ ِد‬
‫ِ‬ ‫راء ِكــــالــــ َو ْر ِد كــابْــ ِت‬ ‫حوك كاللَّيل ِة ال َق ْمـــــ‬ ‫كالسام ِء الضَّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪2‬‬
‫ــــم أُ ْمــــــلُــــــو ِد‬
‫وشـــــبـــــاب ُمــــ َنــــ َّع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـــــال‬ ‫يـــا لَـــهـــا ِمـــــ ْن َودا َعـــــــــ ٍة و َج‬ ‫‪3‬‬
‫ـي ال َع ِني ِد‬‫يس ِف ُمـ ْهـ َجـ ِة الــشَّ ـ ِقـ ِّ‬ ‫ــــ ِد َ‬ ‫ـث ال َّتقْـــــ‬ ‫يــا لَها ِمــ ْن طَــهــا َر ٍة تَـ ْبـ َعـ ُ‬ ‫‪4‬‬
‫ُس تَـــهـــا َد ْت بــ َن الـــورى ِمـــ ْن َج ـ ِدي ـ ِد‬ ‫أنـــت فينيـــــ‬ ‫ِ‬ ‫أي يش ٍء تـــراك؟ هــل‬ ‫ُّ‬ ‫‪٥‬‬
‫ــعــيــس ال ـ َعــمــي ـ ِد‬
‫ِ‬ ‫ســــول لِــلــعــا ِمل الــ َّت‬
‫َ‬ ‫ــبــاب والــــفَــــ َر َح املَــ ْعـــ‬
‫َ‬ ‫لِــ ُتــ ِعــيــدَ الــشَّ‬ ‫‪6‬‬
‫ـــام الـ َعـ ِهــيـ ِد‬
‫الـــس ِ‬
‫َّ‬ ‫ِض لِ ـ ُي ـ ْحــيــي َ‬
‫روح‬ ‫وس جـــا َء إىل األر‬ ‫ــــاك الــــ ِفــــ ْر َد ِ‬
‫أ ْم َم ُ‬ ‫‪7‬‬

‫َعـــ ْبـــقَـــر ٌِي ِمــــ ْن َفــــ ِّن هـــذا الــوجــو ِد‬ ‫جميل‬
‫ٌ‬ ‫رســـم‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫أنـــت‬ ‫ِ‬
‫أنـــت؟‬ ‫ِ‬
‫أنــــت‪ ..‬مــا‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس الرابع‬

‫ـــــــــال ُمــــــ َقــــــدَّ ٍس َمـــ ْعـــبـــو ِد‬


‫ٍ‬ ‫و َج‬ ‫ــق‬ ‫ٍ‬
‫ُــمــوض و ُعــ ْم ٍ‬‫ـك مــا فــي ـ ِه ِمـــ ْن غ‬
‫فــيـ ِ‬ ‫‪9‬‬
‫ّ‬

‫رائـــعـــات الـــــورو ِد‬


‫ُ‬ ‫ــــيا َفــ َتــ ْهــ َتــ ُّز‬ ‫روح ال َّربيعِ تَخ ُ‬
‫ْتال ِف الدُّ نـــــ‬ ‫ُ‬ ‫أنـ ِ‬
‫ـت‬ ‫‪١٠‬‬
‫ـــــ ِر َويَـــــدْ وِي الــوجــو ُد بال َّتغْري ِد‬ ‫ــب الــحــيــا ُة َســكْــ َرى ِمـــ َن ال ِعطْـ‬ ‫وتَــ ُه ُّ‬ ‫‪١١‬‬
‫ـــــــــــ َن بِــخَــطْــ ٍو ُمـــ َو َّقـــعٍ كــالـ َّنــشــيـ ِد‬ ‫ـــنـــاي تَ ْـ ِ‬
‫ـشــيـــ‬ ‫َ‬ ‫رت ِ‬
‫ْــــك َعـــ ْي‬ ‫كُـــلَّـــا أَبْــــ َ‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪٤‬‬
‫ال َّزهـــــ ُر ِف حقلِ ُع ـ ْم ـر َِي امل َـ ْجــرو ِد‬ ‫الـــقـــلـــب لِ ــل ــح ــي ــا ِة و َّ‬
‫رف‬ ‫ُ‬ ‫خـــفـــق‬
‫َ‬ ‫‪١٣‬‬
‫ــــت كـــالـــ ُبـــلْـــ ُبـــلِ الـــ ِغـــ ِّر ْيـــ ِد‬
‫وغــــ َّن ْ‬ ‫ـب‬‫ــشــت روحـــي الكئيب ُة بــالـ ُحـ ِّ‬
‫ْ‬ ‫‪َ ١٤‬وانْــ َت‬

‫مفردات للشرح‬
‫خلْق‪.‬‬
‫الورى‪ :‬ال َ‬ ‫األملود‪ :‬اللين الناعم‪.‬‬
‫العهيد‪ :‬القديم العهد‪.‬‬ ‫فينيس‪ :‬ربَّة الجمال عند اليونان‪.‬‬
‫المجرود‪ :‬العاري‪.‬‬ ‫تهادى‪ :‬تمايل‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫بحلا لكيه يف تاولص‬

‫مهارات استماع‬
‫النص‪ ،‬نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ص؟‬‫‪1 .1‬ما الكلمة المفتاحية في الن ّ ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫‪2 .2‬اذكر بعض صفات المرأة كما وردت في الن ّ ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهرية معبِّرة مراعياً مواضع الفصل والوصل‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬

‫الفصل والوصل‪ :‬معرفة مواضع وصل الكالم بعضه ببعض أو قطعه‪ .‬والمعيار األساسي في‬
‫ذلك تمام المعنى فال فصل حتى يتم المعنى‪.‬‬

‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬‫النص ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫ص مؤشرين على قدرة المرأة على بعث التجددّ في الشاعر والحياة‪.‬‬ ‫‪1 .1‬هات من الن ّ ّ‬
‫‪2 .2‬استعان الشاعر بالطبيعة لرسم مالمح المرأة‪ ،‬اذكر بعض الصفات التي تشترك بها المرأة والطبيعة‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في توضيح الفرق بين معنى كلمة (العميد) في البيت اآلتي ومعناها في البيت السادس‬
‫ص‪.‬‬‫في الن ّ ّ‬
‫ –قال ابن األبّار‪:‬‬
‫ــــلــــك مــــن عــــــــا َد ِة الــ َعــمــيــ ِد‬
‫َ‬ ‫وتِ‬ ‫ـــت َعــــ ْمــــداً َعــــن ال ـ َخــطــايــا‬
‫َصـــفَـــ ْح َ‬
‫ص معجماً لغويَّاً لـك ٍّل من (جمال المرأة) و(أثر الجمال)‪.‬‬
‫كون من الن ّ ّ‬
‫‪ِّ 2 .2‬‬
‫‪3 .3‬استنتج الفكرة العامة للنص مستفيدا ً من المعجمين اللغويين السابقين‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫صمم خريطة مفاهيمية تصنِّف فيها الفكر الرئيسة والفرعية اآلتية‪( :‬تمجيد جمال المرأة‪ ،‬تصوير نقاء‬ ‫‪ّ 4 .4‬‬
‫المرأة‪ ،‬إعادة المرأة السالم للعالم‪ ،‬فرح الشاعر برؤية الحبيبة‪ ،‬أثر المرأة في الطبيعة واإلنسان)‪.‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تقص مالمحها في الن ّ ّ‬
‫ص‪َّ ،‬‬ ‫‪5 .5‬تجلت صورة المرأة المثال في الن ّ ّ‬
‫‪6 .6‬ما الذي استمدته المرأة من الوجود؟‬
‫ص‪.‬‬‫ضح العالقة بينهما كما جاء في الن ّ ّ‬‫‪7 .7‬ربط الشاعر بين الجمال والفرح‪ ،‬و ِّ‬
‫أهم في رأيك‪ ،‬ولماذا؟‬ ‫الحس ّي والمعنوي‪ ،‬أيهما ّ‬
‫ّ‬ ‫‪8 .8‬وصف الشاعر الجمال‬
‫‪9 .9‬قال الشاعر محمود حسن إسماعيل‪:‬‬
‫حــــدائــــق الـــلـــ ِه بُـــلْـــ ُب ْ‬
‫ـــل‬ ‫ِ‬ ‫وأنـــــا يف‬ ‫ـري‬ ‫ِ‬
‫أنـــــت لـــحـــ ٌن عـــى فــمــي عــبــقـ ٌّ‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت الثامن من الن ّ ّ‬
‫الف�‪:‬‬ ‫ن‬
‫ •المستوى ّ ي ّ‬
‫ص‪ ،‬اذكر اثنتين منها‪ ،‬ومثِّل لهما‪.‬‬ ‫اإلبداعي في الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪1 .1‬تجلَّت خصائص المذهب‬
‫األول؟‬
‫البالغي من تقديم الخبر على المبتدأ في البيت ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2 .2‬ما الغرض‬
‫ص بالجمل االسميّة‪ ،‬بيّن وظيفتها في خدمة المعنى‪.‬‬ ‫‪3 .3‬حفل الن ّ ّ‬
‫وحوله إلى استعارة مكنية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪4 .4‬هات من البيت الثالث عشر تشبيهاً‪،‬‬
‫محسناً بديعيّاً‪ ،‬واذكر نوعه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪5 .5‬استخرج من البيت السادس‬
‫‪6 .6‬استخرج من البيت العاشر شعورين عاطفيّين‪ ،‬ومثّل ألداة لك ّل منهما‪.‬‬
‫ص مصدرين من مصادر الموسيقا الداخليّة‪ ،‬ومثّل لك ٍّل منهما‪.‬‬ ‫‪7 .7‬هات من الن ّ ّ‬
‫وسم بحره‪ ،‬وحدّد قافيته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪8 .8‬قطّع البيت الثالث‪،‬‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫ص‪.‬‬
‫للحب أثر فعّال في تغيير النفوس‪ ،‬هات ما يؤيّد ذلك من الن ّ ّ‬
‫ * ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *اكتب قصة تتحدث فيها عن رجل دفعه حبّه إلى النجاح في حياته مراعياً شروط كتابة القصة‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫بحلا لكيه يف تاولص‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬النسبة‬


‫…‪…1‬‬
‫ثم أجب‪:‬‬
‫ *اقرأ األمثلة اآلتية‪ّ ،‬‬
‫تونسي تغنّى بالمرأة فقال‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫شاعر‬
‫ٌ‬ ‫ –أبو القاسم‬
‫َعـــ ْبـــقَـــر ٌِّي ِمــــ ْن َفــــ ِّن هـــذا الــوجــو ِد‬ ‫جميل‬
‫ٌ‬ ‫رســـم‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫أنـــت‬ ‫ِ‬
‫أنــــت؟‬ ‫ِ‬
‫أنـــت مــا‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫نسمي هذه الياء؟‬
‫‪1 .1‬الحظ إضافة ياء مشدّدة إلى اسم البلد الذي ينتمي إليه ال ّشاعر‪ .‬ماذا ّ‬
‫المجرد منها؟‬
‫ّ‬ ‫ثم س ِّم االسم‬
‫وعبقري) من الياء المشدّدة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫(تونسي‬
‫ّ‬ ‫جرد ّ‬
‫كل ً من‬ ‫‪ّ 2 .2‬‬

‫ويسمى ما تلحقه الياء اسماً‬


‫ّ‬ ‫ق ياء مشدّدة في آخر االسم‪ ١‬وكسر ما قبلها‪،‬‬ ‫النّسبة‪ :‬إلحا ُ‬
‫المجرد من الياء منسوباً إليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويسمى االسم‬
‫ّ‬ ‫منسوباً‪،‬‬
‫ •تطبيق‪:‬‬
‫ثم امأل الجدولَ بالمطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ما يأتي‪ّ ،‬‬
‫ –قال أبو القاسم الشابّي‪:‬‬
‫بـــأَنـــاشـــيـــدَ حــــلــــو ِة الـــ َّتـــغـــريـــد‬ ‫وطــــيــــو ٌر ِســـــ ْحـــــ ِريَّـــــ ٌة تــتــنــاغَــى‬
‫ُصـــــور ٌة مــن َحـــيـــا ِة أَ ْهــــل الــخــلــو ِد‬ ‫وحــــيــــا ٌة ِشــــ ْعــــ ِريَّــــ ٌة هـــي عــنــدي‬
‫املنسوب‬
‫ُ‬ ‫االس ُم‬ ‫املنسوب إليه‬
‫ُ‬ ‫االس ُم‬

‫…‪…٢‬‬
‫ *اقرأ األمثلة اآلتية‪ ،‬ث َّم أجب‪:‬‬
‫ –تنقسم آيات القرآن إلى م ّكيّة ومدنيّة‪.‬‬
‫ –نتعلّم القراءة في مراحل التعليم اإلبتدائيّة‪.‬‬
‫دمشق؟‬
‫َ‬ ‫ –صادفت رجال ً ديريّاً في‬
‫وعراقي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كتابي‬
‫ّ‬ ‫‪ .١‬تكون النسبة لالسم المفرد‪ ،‬لذلك نعيد المثنّى والجمع إلى مفرده وننسب إليه‪ ،‬فالنّسبة إلى ُكتُب والعراقين‪:‬‬

‫‪204‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫‪1 .1‬ما طريقة النسبة إلى كلمتي‪( :‬م ّكة) و(مدينة)؟‬
‫بم انتهى؟‬
‫‪2 .2‬ما المنسوب إليه في كلمة ابتدائيّة؟ َ‬
‫(ديري) إلى (دير ال ّزور)‪ ،‬فما طريقة النسبة إليها؟‬
‫ّ‬ ‫‪3 .3‬نسبت كلمة‬

‫للنسبة طرائق تبعاً لنوع االسم‪ ،‬ي ُ ُ‬


‫ذكر منها‪:‬‬
‫‪1 .1‬االسم المختوم بتاء مربوطة‪ :‬نحذف تاءَه عند النسبة‪.‬‬
‫‪2 .2‬االسم على وزن فَعيلة (غير معت ّل العين أو مض ّعفها)‪ :١‬نحذف منه الياء عند النسبة‪ ،‬ونفتح ما‬
‫لي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قبلها كما نحذف التاء المربوطة‪ ،‬فيصبح الوزن على (ف َع‬
‫‪3 .3‬االسم الممدود‪ :‬نبقي الهمزة على حالها عند النّسبة إذا كانت أصلية‪.٢‬‬
‫‪4 .4‬االسم المر ّكب‪ :‬ننسب إلى صدره (جزئه ّ‬
‫األول)‪.‬‬

‫ •تطبيق‪:‬‬
‫‪1 .1‬استخرج من البيت اآلتي اسماً منسوباً‪ ،‬وأعربه‪.‬‬
‫ –قال أبو الفضل الوليد‪:‬‬
‫وقـــد تــتــص ـ ّبــا ُه الـــ ّرصـــافـــ ُة والــكــرخ‬ ‫أنـــا عــــر ٌّيب يــعــشـ ُـق الـــشـــا َم مــوطــنـاً‬
‫الحق ‪ -‬قبيلة ‪ -‬إنشاء ‪ -‬مدرسة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬انسب إلى الكلمات اآلتية‪( :‬جاد‬

‫ويسمى ما تلحقه الياء اسماً‬


‫ّ‬ ‫ق ياء مشدّدة في آخر االسم وكسر ما قبلها‪،‬‬ ‫‪ -‬النّسبة‪ :‬إلحا ُ‬
‫المجرد من الياء منسوباً إليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويسمى االسم‬
‫ّ‬ ‫منسوباً‪،‬‬
‫‪ -‬للنسبة طرائق تبعاً لنوع االسم‪ ،‬ي ُ ُ‬
‫ذكر منها‪:‬‬
‫‪1 .1‬االسم المختوم بتاء مربوطة‪ :‬نحذف تاءَه عند النسبة‪.‬‬
‫‪2 .2‬االسم على وزن فَعيلة (غير معت ّل العين أو مض ّعفها)‪ :‬نحذف منه الياء عند النسبة‪ ،‬ونفتح ما‬
‫لي)‪.‬‬
‫قبلها كما نحذف التاء المربوطة‪ ،‬فيصبح الوزن على (ف َع ّ‬
‫‪3 .3‬االسم الممدود‪ :‬نبقي الهمزة على حالها عند النّسبة إذا كانت أصلية‪.‬‬
‫‪4 .4‬االسم المر ّكب‪ :‬ننسب إلى صدره (جزئه) ّ‬
‫األول‪.‬‬

‫وجليلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طويلي‬
‫ّ‬ ‫‪ .١‬فإذا كان معت ّل العين أو مض ّعفها ال تحذف الياء‪ ،‬فنقول في طويلة وجليلة‪:‬‬
‫وكساوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كسائي‬
‫ّ‬ ‫حمراوي‪ ،‬وإذا كانت منقلبة عن واو أو ياء جاز قلبها أو تركها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ . ٢‬فإذا لم تكن أصليّة وكانت للتأنيث وجب قلبها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪205‬‬
‫بحلا لكيه يف تاولص‬

‫التقويم النهائي‬
‫ثم امأل الجدو َل بالمطلوب‪:‬‬
‫‪1 .1‬اقرأ المثالين اآلتيين‪ّ ،‬‬
‫ –قال المتنبّي‪:‬‬
‫رأيُــــــــــهُ ‪ ،‬فــــارســــ َّيــــ ٌة أعـــــيـــــا ُد ُه‬ ‫فــلــســفــي‬
‫ٌّ‬ ‫عــــــــر ٌّيب لـــــســـــانُـــــهُ ‪،‬‬
‫ –قال نزار قبّاني‪:‬‬
‫َّـــاح‬ ‫َ‬
‫َــــســــال مـــ ْنـــهُ عــنــاقــيــدٌ وتـــف ُ‬ ‫ل‬ ‫ـســدي‬
‫ــتــم َجـ َ‬
‫رش ْح ُ‬‫ـي لــو َّ‬
‫أنــا الــدّ مــشــقـ ُّ‬

‫طريقة ال ّنسب‬ ‫االسم املنسوب‬ ‫االسم املنسوب إليه‬

‫اآلتية‪:‬‬ ‫الكلمات‬ ‫إلى‬ ‫‪2 .2‬انسب‬


‫شجرة – سعد الدّين ‪ -‬إرجاء – بديهة‪.‬‬

‫علم العروض ‪ -‬البحر الخفيف‬


‫‪1.1‬اقرأ والحظ‪:‬‬
‫‪1 .1‬تفعيالت البحر الخفيف‪:‬‬
‫فاعالتن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫‪2 .2‬ضابطه‪:‬‬
‫فاعالتن‬ ‫ُم ْس َت ْف ِعلُ ْن‬ ‫فا ِعالتُن‬ ‫ـت بِــ ِه الـ َحـ َركـ ُ‬
‫ـات‬ ‫يــا خفيفاً خـ ّفـ ْ‬
‫‪3 .3‬من أبرز جوازاته‪:‬‬
‫متفعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5//5//‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬

‫‪206‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫الضرب‪:‬‬
‫وفي َ‬
‫ف ْعالتن‬ ‫فعالتن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/٥/5/‬‬ ‫‪5/٥///‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫‪2.2‬نماذج مح َللة‪:‬‬
‫ –قال الشاعر أبو القاسم الشابي‪:‬‬
‫َعــ ْبــقَــر ٌِّي ِمـــ ْن َفـــ ِّن َهــــ َذاْ الـــ ُو ُجـــ ْو ِد‬ ‫ـــم َج ِم ْي ٌل‬ ‫ْـــت أَن ِ‬
‫ْـــت َر ْس ٌ‬ ‫ْـــت َمــاْ أَن ِ‬
‫أَن ِ‬
‫ذل وجو دي‬ ‫من فن نها‬ ‫عب قري ين‬ ‫من جمي لن‬ ‫تأن ترس‬ ‫أن متا أن‬
‫‪5/ 5// 5/‬‬ ‫‪5// 5/5 /‬‬ ‫‪5/ 5// 5 /‬‬ ‫‪5/ 5//5 /‬‬ ‫‪5// 5//‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫فاعالتن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫متفعلن‬ ‫فاعالتن‬
‫ –وقال أيضاً‪:‬‬
‫ـــم أُ ْمـــــلُـــــ ْو ِد‬
‫ـــــاب ُمـــ َنـــ َّع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫َوشَ ـــــ َب‬ ‫يَــــاْ لَــ َهــا ِمــــ ْن َو َدا َعـــــــ ٍة َو َج َ‬
‫ــــا ٍل‬
‫أم لو دي‬ ‫منع عمن‬ ‫وشبا بن‬ ‫وجام لن‬ ‫ودا عنت‬ ‫يا لهامن‬
‫‪5/5/5/‬‬ ‫‪5//5//‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5/5///‬‬ ‫‪5//5//‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬
‫ف ْعالتن‬ ‫متفْعلن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫ف ِعالتن‬ ‫متفْعلن‬ ‫فاعالتن‬

‫طبق‪:‬‬
‫‪ّ 3.3‬‬
‫ *اكتب البيتين اآلتيين كتابة عروضية‪ ،‬ثم اذكر الجوازات الواردة في كل منهما‪:‬‬
‫كــالــصــبــاحِ الــجــدي ـ ِد‬
‫ّ‬ ‫الم كــال ـلّــحـ ِ‬
‫ـن‬ ‫ِ‬ ‫أنــــت كــالــطّــفــولــ ِة كــاألحـــ‬
‫ِ‬ ‫عـــذبـــ ٌة‬
‫ـــــــــــ َن بِــخَــطْــ ٍو ُمـــ َو َّقـــعٍ كال َّنشي ِد‬ ‫ـــنـــاي تَ ْـ ِ‬
‫ـشــيـــ‬ ‫َ‬ ‫رت ِ‬
‫ْــــك َعـــ ْي‬ ‫كُـــلَّـــا أَبْــــ َ‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫(مؤسسها ‪ -‬أعضاؤها ‪ -‬أهدافها ‪ -‬الموازنة بين عملين‬


‫ّ‬ ‫ *عُد إلى مصادر التّعلّم واجمع مادّة تُ ّعرف فيها بجماعة أبولو‪:‬‬
‫الثنين من أعضائها)‪ ،‬تمهيداً لل ّدرس القادم‪ .‬‬

‫‪207‬‬
‫*‬
‫في حمى الموج‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫أحمد زكي أبو شادي‬


‫(‪1955 - 1892‬م)‬
‫قّ‬ ‫ف‬
‫وتلــى‬ ‫ولــد ي� القاهــرة‪،‬‬
‫أ‬
‫تعليمــه ال ّول يف�ــا‪ ،‬ث� درس‬
‫ّ ف‬
‫ـب ي� جامعــة لنــدن‪ ،‬ث�‬ ‫الطـ‬
‫هاجــر إىل نيويــورك فعمــل‬
‫ف‬
‫والذاعــة‪،‬‬ ‫ي� الصحافــة إ‬

‫الدرس الخامخس‬
‫ّ‬
‫وهــو صاحــب فكــرة‬
‫إنشــاء ج�عيــة (أبولــو)‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫ت‬
‫الــى ســعت إىل االرتقــاء‬ ‫ي‬
‫يقف الشاعر أمام أحد شواطئ (اإلسكندرية) الجئاً إلى الطبيعة‬ ‫ـر�‪ ،‬هل مؤلفــات‬ ‫ب�لشــعر العـ ب ي‬
‫النقيّة‪ ،‬معبّرا ً عن غربة روحيّة تجاه الواقع الذي يعيشه‪ ،‬واجدا ً رما َل‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫الطــب تو� بيــة‬ ‫عديــدة ي�‬
‫الشاطئ طبيباً يداوي نفسه ويمسح أحزانه‪.‬‬ ‫‪٥‬‬
‫احليــوان وأمعــال أدبيــة‬
‫متنوعــة‪ ،‬نم�ــا‪ :‬الشــفق‬
‫البــاك‪ ،‬أطيــاف الربيــع‪،‬‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ـ� ورنـ يـ�‪ ،‬أنــداء الفجــر‪،‬‬ ‫أنـ ي ن‬
‫ْ‬
‫اع‪َ ،‬الين ُبــوع‪،‬‬ ‫عــودة الــر ي‬
‫وهل قصــص ت�ثيليــة‪ ،‬نم�ــا‪:‬‬
‫أزدشــر‪ ،‬إحســان‪ َّ ،‬ب‬
‫الــز�ء‪.‬‬ ‫ي‬
‫ومــن ديوانــه الينبــوع أخــذ‬
‫الن ّ‬
‫ــص‪.‬‬ ‫هــذا ّ‬

‫* ديوان الينبوع‪ :‬الطبعة الثانية‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪ ،‬مصر‪1934 ،‬م‪ ،‬ص ‪.٤٤‬‬

‫‪208‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫جوملا ىمح يف‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ــــى أَلَـــ ِمـــي َيـــــ ُذ ُ‬


‫وب‬ ‫ــــي َقـــل ٌ‬
‫ْـــب َع َ‬ ‫َف ِ‬ ‫ــــق أَ ُّيـــ َهـــا املَــــــ ْو ُج الـــطَّـــ ُر ُ‬
‫وب‬ ‫تَــــدَ َّف ْ‬ ‫‪1‬‬

‫ُــوب‬ ‫كَـــــأَنَّ أَ َســـــا ُه َمـــا شَ ـــك ِ‬


‫َـــت الــقُــل ُ‬ ‫وب ِمـــ َن األَ َس الـــدَّ َّفـــاقِ َحـ َّتــى‬ ‫َيـــــ ُذ ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ـــاس الـطَّـ ِبــيـ ُ‬


‫ـب‬ ‫ِإ َذا َمـــا خ َ‬
‫َــــاب ِف الـــ َّن ِ‬ ‫ــب‬‫أَ ِعـــ ِّنـــي ِمــــ ْن خَــــرِيــــر َِك َفـــ ْهـــ َو ِط ٌّ‬ ‫‪3‬‬

‫ـب؟‬‫َفـــأَيْـــ َن لِــلَــو َعــ ِتــي أَيــــ َن ال ـ َح ـ ِبــيـ ُ‬ ‫ُــــل َمــــ ْن أَ ْر ُجــــــو رِضَ ـــــا ُه‬
‫تَـــ َحـــ َّجـــ َر ك ُّ‬ ‫‪4‬‬

‫ـب‬ ‫الـــعـــال نَـ ِ‬


‫ـصــيـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ــــي ِمــــ ْن ُرو ِح َ‬
‫ـــــك‬ ‫َف ِ‬ ‫ــــق أَيُّــــ َهــــا املَـــــــ ْو ُج املُــغَــ ِّنــي‬
‫تَــــدَ َّف ْ‬ ‫‪٥‬‬

‫الــصــخْــ ِر تَــ ْحــ َنــانٌ َعــجِ ــيـ ُ‬


‫ـب‬ ‫َــــم ِف َّ‬
‫وك ْ‬ ‫ـــيـــش بِــبِــيــ َئــ ٍة ك َّ‬
‫َــالــصــخْــ ِر َمـــ ْوتَـــاً‬ ‫ُ‬ ‫أَ ِع‬ ‫‪6‬‬

‫ِيــب‬ ‫ـــصـــا ِح ُ‬
‫ـــب والــقَــر ُ‬ ‫و َمـــ َّز َقـــ ِنـــي امل ُ َ‬ ‫ـــا ِد َف ـ ِفــي ـ ِه َع ـطْـ ٌ‬
‫ـف‬ ‫ـــت إِ َل الـــ َج َ‬
‫ـــس ُ‬‫أَنِ ْ‬ ‫‪7‬‬
‫الدرس الخامخس‬
‫ّ‬

‫يُـــدَ ا ِعـــ ُبـــ ِنـــي وصـــا َد َقـــ ِنـــي الــغَــر ُ‬


‫ِيــب‬ ‫ِيــب َقــر َ‬
‫ِيــب َمـــ ْوجٍ‬ ‫ـــح ِل الــقَــر ُ‬ ‫وأَ ْصـــ َب َ‬ ‫‪8‬‬

‫َفـــ َنـــف ِ‬
‫ْـــي شُ ـــ ْعـــلَـــ ٌة َولَــــ َهــــا لَــه ُ‬
‫ِــيــب‬ ‫ـــت نَ ـ ْفـ ِ‬
‫ـي‬ ‫َويَـــا َهـــ ِذي الـــ ِّر َم ُ‬
‫ـــال َو َعـــ ْي ُ‬ ‫‪9‬‬

‫وتُــطْــ ِفــ ُئــ َهــا املِــــ َيــــا ُه َو َل تَ ـ ِغــيـ ُ‬


‫ـب‬ ‫َــظ ِمــ ْن ِ‬
‫ــك لَ ـ ْف ـظَ ـاً‬ ‫تَـــكَـــا ُد الـــ َّنـــا ُر تُــلْــف ُ‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪٥‬‬
‫ِــيــب‬
‫اب َمــه ُ‬ ‫ِ‬
‫ـــيـــك َجـــــــ َّذ ٌ‬ ‫وأَ ْص ِ‬
‫ـــــــي ِف‬ ‫ـــان ِلَ ْص ِ‬
‫ـــــي‬ ‫ِ‬
‫َــــيــــك تَـــ ْحـــ َن ِ‬ ‫أَ ِحــــــ ُّن إِل‬ ‫‪١١‬‬

‫وح ال ـكَ ـ ِئــيـ ُ‬


‫ـب‬ ‫َفــ ِف ِ‬
‫ــيــك يُــــ َبــــدَّ ُد الــــــ ُّر ُ‬ ‫َفــخَــلِّــيــ ِنــي إِذاً أَ ْفــــ َنــــى َو َهـــ ِّمـــي‬ ‫‪١٢‬‬

‫يـــــــب‬
‫ُ‬ ‫ـــئ املُــــ َعــــ َّذ ُب واألَ ِد‬
‫ويَـــلْـــ َتـــجِ ُ‬ ‫‪ ١٣‬و ِعــــ ْنــــدَ ِك يُــ ْنــشُ ــدُ املَــــــ ْو ُج األَ َم ِ‬
‫ـــــان‬

‫مفردات للشرح‬
‫مَهيب‪ :‬رجل مهيب‪ :‬يخافه النّاس‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫جوملا ىمح يف‬

‫مهارات استماع‬
‫النص‪ ،‬نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما بين القوسين‪:‬‬
‫استبعد اإلجابة المغلوط فيها ّ‬
‫ ‪ .‬أنظرة الشاعر في قصيدته‪( :‬ذاتية‪ ،‬موضوعية‪ ،‬إنسانيّة)‪.‬‬
‫(الرمال‪ ،‬النّاس‪ ،‬الموج)‪.‬‬
‫ ‪ .‬بلجأ الشاعر في محنته إلى‪ّ :‬‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهرية معبرة مبرزاً شعورَي الحزن والحنين‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫‪1 .1‬ما األمور التي اشتكى منها الشاعر في المقطع األول؟‬
‫‪2 .2‬ماذا تمثل رمال الوطن للشاعر كما تجلى ذلك في المقطع الثاني؟‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ب)‪.‬‬‫تعرف المعاني المختلفة لكلمة (ط ّ‬ ‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ص‪.‬‬ ‫كون معجماً لغويّاً لك ٍّل من (الحزن) و(الحنين) من الن ّ ّ‬
‫‪ِّ 2 .2‬‬
‫‪3 .3‬استنتج الفكرة العامة للنص مستفيدا ً من المعجمين اللغويين السابقين‪.‬‬
‫مما بين القوسين حقول الجدول اآلتي‪:‬‬ ‫‪4 .4‬امأل ّ‬
‫(انفطار قلب الشاعر من األلم‪ ،‬الشكوى من الغربة والكآبة‪ ،‬مناجاة الشاعر رمال الشاطئ‪ ،‬إزالة الرمال‬
‫آلالم الشاعر)‬

‫الفكرة الفرعيّة‬ ‫الفكرة الرئيسة‬

‫‪210‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫ث شكواه‪.‬‬ ‫‪5 .5‬اذكر سببين دفعا الشاعر للّجوء إلى الطبيعة ِلب ّ‬
‫‪6 .6‬من فهمك البيت الخامس‪ ،‬ما الصفة المشتركة بين الشاعر والموج؟‬
‫‪7 .7‬قال الشاعر بدر شاكر السياب‪:‬‬
‫والــثــل ـجِ والــقــا ِر والـــفـــوال ِذ والــضّ ــجـ ِر‬ ‫يــا غــرب ـ َة الــــ ّروحِ يف دنيا مــن ال َحج ِر‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت السادس من الن ّ ّ‬

‫‪211‬‬
‫جوملا ىمح يف‬

‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ّ ي‬
‫ص‪.‬‬‫‪1 .1‬مثِّل لخصيصتين للمذهب اإلبداعي وردتا في الن ّ ّ‬
‫‪2 .2‬إالمَ خرج األمر في بعض األبيات؟ وما أثر ذلك في خدمة المعنى؟‬
‫ضح ذلك مما ورد في البيت الثالث عشر‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أدَّى تقديم شبه الجملة دورا ً بارزا ً في المعنى‪ ،‬و ِّ‬
‫ضح ذلك بصورة بالغيّة من البيت الخامس‪.‬‬ ‫الصورة في إضفاء نفسيّة ال ّشاعر على الطبيعة‪ .‬و ّ‬ ‫‪4 .4‬أسهمت ّ‬
‫حدد موطنه‪ ،‬واذكر أداة من أدوات التعبير‬ ‫ص (الشوق) ِّ‬ ‫‪5 .5‬من أبرز المشاعر العاطفية التي ظهرت في الن ّ ّ‬
‫عنه‪.‬‬
‫ص‪.‬‬‫‪6 .6‬استعمل طريقة (التّن ّقل في جميع األنحاء) واذكر أربعة مصادر للموسيقا الدّاخليّة في الن ّ ّ‬
‫الثالث سماعيّاً‪ ،‬وس ِّم بحره‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪7 .7‬قطِّ ِع البيت‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬

‫ *علّق على فكرة البيت السادس مد ّعم ًا ما تذهب إليه بالحجج المناسبة‪.‬‬
‫ *عبّر عن تعليقك على البيت السابق رسماً تشكيليّاً‪.‬‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫ *يُع ّد اإلخفاق في تالؤم اإلنسان والبيئة االجتماعية من أصعب ما يواجهه‪.‬‬


‫اكتب موضوعاً تتحدّث فيه عن الصعوبات التي يالقيها الشباب في التالؤم مع المحيط في بالد الغربة‬
‫مقترحاً الحلول المناسبة لذلك‪.‬‬
‫ *التعبير األدبي‪:‬‬
‫"عبّر الشعراء الرومانسيّون عن أصدق المعاني وأنبل المشاعر‪ ،‬فبينوا وفاء المرأة وتغنّوا بجمالها وع ّفتها‪،‬‬
‫تبرمهم‬‫مسهم الفرح‪ ،‬كما عبّروا عن الكآبة واأللم‪ ،‬ولكنهم أبدوا ّ‬ ‫وأبرزوا أثرها في الطبيعة واإلنسان حين ّ‬
‫من الحياة عندما أغرقهم الحزن بأمواجه"‪.‬‬
‫ –ناقش الموضوع السابق مؤيّدا ً ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫قال إلياس أبو شبكة‪:‬‬
‫ــــت إِىل أَكـــفـــانِـــهْ‬
‫َفـــلِـــهـــذا تــــا َق ْ‬ ‫ـــذاب َحــيــايت‬
‫فـــعـــم الـــكَـــونُ بِـــالـــ َع ِ‬
‫َ‬ ‫أَ‬

‫‪212‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫تطبيقات لغوية‬
‫قال الشاعر أحمد زكي أبو شادي‪:‬‬
‫(يــــــذوب)‬
‫ُ‬ ‫قـــلـــب عـــى أملــــي‬
‫ٌ‬ ‫فـــي‬ ‫الـــطـــروب‬
‫ُ‬ ‫املــــــوج‬
‫ُ‬ ‫تــــد َّف ْ‬
‫ــــق أيُّـــهـــا‬
‫والــقــريــب‬
‫ُ‬ ‫املـــصـــاحـــب‬
‫ُ‬ ‫ومـــ َّز َقـــنـــي‬ ‫عطف‬
‫ٌ‬ ‫ـــت إىل الـــجـــا ِد فــفــي ـ ِه‬ ‫أَ ْ‬
‫نـــس ُ‬
‫واألديــــــب‬
‫ُ‬ ‫ـــئ املُـــــعـــــ َّذ ُب‬
‫ويـــلـــتـــجِ ُ‬ ‫املــــــوج األمــــاين‬
‫ُ‬ ‫وعــــنــــدَ َك يــنــشــدُ‬

‫ِّ‬
‫وحدد نوعه‪ ،‬ث َّم أعربه‪.‬‬ ‫ص منادى‪،‬‬
‫‪1 .1‬هات من الن ّ ّ‬
‫ص إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫‪2 .2‬أعرب ما تحته ٌّ‬
‫خط من الن ّ ّ‬
‫ص‪ ،‬واذكر أفعالها‪.‬‬ ‫‪3 .3‬استخرج المشتقات من الن ّ ّ‬
‫‪4 .4‬علِّ ْل كتابة الهمزة على صورتها في (أنست‪ ،‬يلتجئ)‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫*‬
‫اإلنسانية‬
‫ّ‬ ‫هذه الحياة‬
‫مطالعة‬

‫ص‪:‬‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬ ‫مي زيادة‬
‫…‪…1‬‬ ‫(‪1941 - 1886‬م)‬

‫مــاري بنــت إليــاس يز�دة‪،‬‬


‫محض‬
‫َ‬ ‫مستمر رغم كونها‬‫ٌّ‬ ‫إنَّما حياة اإلنسان على األرض جهاد‬ ‫(م)‪ :‬أديبــة‪،‬‬ ‫املعروفــة بـــ يّ‬
‫عبور‪ ،‬ورغم أنَّنا نموت في ذاتنا ك َّل يوم‪.‬‬ ‫اكتبــة‪ ،‬ن�بغــة‪ ،‬والدهــا مــن‬
‫النمو ُسنّةً نافذة فينا فإ ّن حياتنا منظّمة ٌ من جهة أخرى‬
‫ّ‬ ‫وإذا كان‬ ‫أهــل كــروان بلبنــان أقــام‬
‫ت من مرورنا خطو ًة بعد خطوة‪.‬‬ ‫ع أدغا َل الطريق نثرا ٍ‬ ‫بحيث نُو ِد ُ‬ ‫ـط�‪،‬‬ ‫مــدة ف ي� النــارصة بفلسـ ي ن‬
‫ّ‬
‫وشر من‬
‫صر‪ّ ،‬‬ ‫يخيّل لنا أننا نتخبّط في سبيلنا على غير رشد وال تبَ ُّ‬ ‫فولــدت يف�ــا‪ ،‬وتعلــت‬
‫ف‬

‫الدرس السادس‬
‫ذلك أننا عوضاً عن تبادل التعاون مع األنداد واألقران نكون لهم‬ ‫ي� إحــدى مدارهســا‬

‫ّ‬
‫الخصوم قسرا ً والمنافسين‪.‬‬ ‫بتدائيــة‪ ،‬ث� عــادت إىل‬ ‫اال ّ‬
‫لبنــان‪ ،‬وبعدهــا انتقلت إىل‬
‫…‪…٢‬‬ ‫أبو�ــا‪ ،‬وكتبــت‬ ‫مــر مــع ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أتبغي يا هذا فص َل وردة مبلّلة بندى الليل عن غصنها الريّان؟‬ ‫و�‬
‫ي‬ ‫ـة"‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫"احملروس‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جري‬ ‫�‬
‫ي‬
‫مج ـ "الزهــور"‪ ،‬وأحســنت‬ ‫�ة‬
‫ق منك اليد واألنامل‪ .‬أتريد قطف‬ ‫حذا ِر‪ ..‬فاألشواك تعترضك فتم ّز ُ‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫الفرنســية‬ ‫اللـــغـــــــــــات‬ ‫‪٦‬‬
‫المخملي! حذار فهناك األفعى‬ ‫بنفسجة تدلّلت بالتخ ّفي وراء العشب‬
‫ل� ّيــة‬
‫وال نج� ي ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َّ‬
‫لتنقض وتلدغ‪.‬‬ ‫ثم تنح ّل مراوغة وتتهيّأ‬ ‫واليطاليــة‪،‬‬ ‫إ‬ ‫إأ‬
‫وتلتف على نفسها ّ‬
‫ّ‬ ‫ح‬
‫تف ّ‬ ‫ّ‬
‫أتروم الظفر بزهرة تفتّحت على أريكة الغصن! حذار ثم حذار!‬ ‫والملانيــة‪.‬‬
‫المترصدة وانتبهت لما في األمر من كمين؟‬ ‫ّ‬ ‫أفما لمحت تلك العين‬ ‫كت�ــا‪ :‬ب"�حثــة‬ ‫مــن شأ�ــر ب‬
‫ّ‬
‫املــد‬ ‫ن‬
‫و"بــ�‬ ‫الباديــة"‬
‫لثم تلك الزنبقةَ البيضاء؟ هاهي ذي الي ُد الكثيفة تهوي على‬ ‫أتودُّ َ‬ ‫ين‬
‫يترصدك‪.‬‬‫ّ‬ ‫كتفك فتش ُّل منك الحركة وتلقي بك في ف ٍّخ‬ ‫والج ــزر" و"ســوا� فتــاة"‪،‬‬
‫ــص‬ ‫والن ّ‬ ‫ّ‬ ‫و"الصحائــف"‪،‬‬
‫الحي ال يحيا لنفسه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بين الناس كفاح وعراك ورغم ذلك فإن‬
‫يتيسر النصر للفرد الواحد في‬ ‫نتاج جها ِده ومسعاه‪ ،‬وهل ّ‬
‫كتا�ــا "أزاهـ يـر‬ ‫مأخــوذ مــن ب‬
‫بل لغيره ُ‬
‫حــم" الــذي كتــب‬
‫حين تتّحد عليه جميع القوى وتتألّب لقهره والفتك به؟ بَ ٌّ‬
‫دهي أنّه‬
‫بين هذه الموانع والحواجز ال يظفر بأكثر من وريقة عطرة تنثرها‬ ‫ب�لفرنســية ث� ت� ج� إىل‬
‫ا لعر ّبيــة ‪.‬‬
‫* مي زيادة‪ :‬أزاهير حلم‪ ،‬ترجمة جميل جبر‪ ،‬دار بيروت‪ ،‬بيروت‪1952 ،‬م‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫ّيناسنإلا ةايحلا هذه‬

‫الريح عن زهرتها‪ ،‬وأنه من الثمرة التي يغرسها ويغذيها بالجهود واالحتمال والتضحية ال يجني غير التمنّي‬
‫والتشوق واالنتظار‪.‬‬
‫جل التفلّت واالنصراف؟ وإنّك لتستنف ُد‬‫عندما تمُّر بك‪ ،‬يا هذا‪ ،‬لحظة ُ سعادة وهناء‪ ،‬أال تراها تتع ّ‬
‫مجهودك عبثاً في التشبّث بها والوقوف بها في رحبة الزمان؛ ألن أيّامك شبيهة بالليل الجارف‪ ،‬والموج‬
‫ث الموج السابق‪.‬‬ ‫منه يستح ّ‬

‫…‪…٣‬‬
‫ب في شالالت مضطربة‬ ‫ماء السيل يتدفق على الجالميد القاسية ويتشعب بين النواتئ الوعرة‪ ،‬وينص ّ‬
‫وانحدارات مرتعشة‪ .‬يحشر في غيطان كدرة ومستنقعات راكدة‪ ،‬فينزع إلى مزايلتها إال أنه ي ُ ِ‬
‫خف ُق‪ ،‬ويلبث‬
‫ثم يمضي في جريه قرب الشواطئ الباسمة‪ ،‬ويتغلغل في الحدائق‬ ‫فيها وقتاً يحدّده القدر وطبيعة األشياء‪ّ .‬‬
‫الغنّاء فيرتاح إلى ظاللها‪ ،‬ويهيم في صمتها الشامل الذي ال تقطعه غير أنشودة الناعورة الساذجة‪ .‬فيطلب‬
‫وحكم‪.‬‬
‫َ‬ ‫التريث هناك فال يفلح؛ أل ّن القدر قضى بغير ذلك‬
‫الدرس السادس‬
‫ّ‬

‫…‪…٤‬‬
‫يتعرف تلكَ‬
‫ب‪ ،‬فال ّ‬ ‫ثم يسترسل السي ُل في مجراه‪ .‬وقد تلقي إليه ي ٌد متأنّية بزهر ٍة زرقاء َ هي شارةُ الح ّ‬
‫حد وإيّاها‪.‬‬ ‫اليدَ‪ .‬أمّا هذه الزهرةُ النحيفة ُ التي يحملها عبابُه‪ ،‬فعبثاً يسعى لالت ّحاد بها والتو ّ‬
‫ف بها إلى الشاطئ‪ ،‬فليس ذلك من‬ ‫فيعجز عن طرحها والقذ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الذابلة‬ ‫ت من األزهار‬ ‫ولربّما أمطر طاقا ٍ‬
‫قدرته وال هو في وسع وقته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪٦‬‬ ‫ح فيها حيناً‪ ،‬فإنّه ال يتباطأ هناك إال‬ ‫حفلت سواحلُها بظليل الشج ِر ورجا أن يستري َ‬ ‫ْ‬ ‫وإذا اجتاز بحير ًة‬
‫قوت َُه وليس لتشديد عزيمته من غرض سوى االندفاع الجديد؛ فيطفر في مضيق بين الجبال‪،‬‬ ‫ريثما يجدّد ّ‬
‫ث فيه‬‫ب وثبته في الوادي فيب ّ‬ ‫ويتش ّعب بين صلْد الهضاب واألحجار جارفاً معه األعشاب اللطيفة‪ّ .‬‬
‫ثم ِيث ُ‬
‫يتسع المرج الذي يستقبله‪ ،‬وتظ ّل تتصافى كدرته‬ ‫ُ‬ ‫اضطرابه‬
‫ُ‬ ‫التهاليل ويملؤه باألصداء واألنغام‪ .‬وبعد أن يهدأ‬
‫بابتعاده عن الشواهق والروابي‪ ،‬وال يقبل على التالشي في زرقة األوقيانوس العظيم إال وقد راق ماؤه‬
‫البلوري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتكامل شفوفه‬

‫…‪…٥‬‬
‫تشوق قلب اإلنسان في غمومه‬‫تتشوق مياه السيل في عكرها وكدرتها إلى زرقة البحار الفيحاء ّ‬
‫واضطرابه إلى سناء المثل األعلى‪.‬‬
‫التوحد والمسافة العميقة تو َق اإلنسان بكلّيّته إلى هناء السعادة‪.‬‬
‫ويتوق مجرى السيل إلى ّ‬

‫‪215‬‬
‫إعداد بيان مطالعة‬
‫التعبير الوظيفي‬

‫النشاط‪:‬‬
‫ت ِبه وأرد َ‬
‫ت أن تجني ثمارَ قراءتك‪ ،‬فما اإلجراءات التي ستقوم بها إلعداد بيان مطالعة؟‬ ‫ت كتاباً وأُعجب َ‬
‫ *قرأ َ‬

‫تعرف‪:‬‬
‫ّ‬
‫ثم نفّذ األنشطة التي تليه‪:‬‬
‫ *اقرأ بيان المطالعة اآلتي‪ّ ،‬‬
‫‪ 1.1‬ف ي� التوثيق‪:‬‬
‫عنوان الكتاب‪ :‬الموسيقا تاريخ وأثر‪.‬‬
‫اسم المؤلّف‪ :‬علي القيّم‪.‬‬

‫الدرس السادس‬
‫تاريخ النشر‪1988 :‬م‬ ‫ ‬
‫دار النشر‪ :‬دار الشيخ‪.‬‬ ‫ ‬
‫المصمم‪ :‬د‪ .‬محمود شاهين‪.‬‬

‫ّ‬
‫ّ‬

‫مدى مطابقتها للمضمون‪ :‬تطابق المضمون‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬


‫صورة الغالف‪:‬‬

‫‪ 2.2‬ف ي� الفهم والتحليل‪:‬‬


‫‪٦‬‬
‫أكثر من خمسة آالف سنة مضت‪،‬‬ ‫خ طوي ٌل يمت ّد إلى َ‬
‫‪1 .1‬موضوع الكتاب‪ :‬للموسيقا في حضارتنا القديمة تاري ٌ‬
‫تطورت منه موسيقا شعوب العالم‪ ،‬وأصبحت تش ّك ُل تراثاً إنسانيّاً أكثر‬ ‫وهذه الموسيقا كانت األصل الذي ّ‬
‫ع‬
‫وطورته من عصر إلى آخر ومن جيل إلى جيل وكانت في ك ّل جيل تبد ُ‬ ‫منه تراثاً محلّيّاً صنعته عبقريّة األمّة ّ‬
‫آلةً جديدة أو تدخل تحسينات على آلة قديمة فيشيع ذلك وتتل ّقفه األيدي واألنامل‪ ،‬وتشدو به الحناجر‪.‬‬
‫في هذا الكتاب عن تاريخ الموسيقا وآالتها شواهد على نتائج التنقيبات األثريّة الحديثة التي حدثت‬
‫في كثير من مواقع بالد الشام وبالد ما بين النهرين‪.‬‬
‫‪2 .2‬اقتراح عنوان آخر للكتاب‪ :‬نشأة الموسيقا وأثرها في الشعوب‪.‬‬
‫‪3 .3‬الفصول‪ :‬خمسة فصول‪.‬‬
‫علمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪4 .4‬نوع الكتاب‪:‬‬
‫‪5 .5‬نمط الكتابة‪ :‬متداخل األنماط‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫يفيظولا ريبعتلا‬ ‫ةعلاطم نايب دادعإ‬

‫‪6 .6‬استعراض محتوى الكتاب‪:‬‬


‫ ‪ .‬أالمق ّدمة‪:‬‬
‫ –أثر الموسيقا العربيّة في موسيقا الشعوب‪.‬‬
‫مدونة موسيقيّة في أوغاريت (رأس الشمرة)‪.‬‬ ‫ –ظهور أقدم ّ‬
‫ –إبداع حضارتنا القديمة آالت إيقاعيّة وهوائيّة ووتريّة‪.‬‬

‫ ‪ .‬بالمدخل‪:‬‬
‫ –نشأة الموسيقا وانتشارها في العالم‪.‬‬
‫ –صعوبة تفسير نشأة الموسيقا عائدة إلى انتشارها منذ عصور التاريخ السحيقة ألنّها من مستلزمات‬
‫الحياة الفرديّة واالجتماعيّة‪.‬‬
‫المؤرخين والمنقِّبين في منازل السحرة ومن موسيقا السحر‬ ‫ّ‬ ‫ –نشأت الموسيقا وفق آخر أبحاث‬
‫و ِلد الغناء‪.‬‬
‫ –ذهب بعض العلماء إلى أ ّن نشأة الغناء عائدة إلى القول‪ :‬إ ّن الغناء بدأ في األصل لمصاحبة العمل‬
‫الدرس السادس‬
‫ّ‬

‫الجماعي كوسيلة للتشجيع‪.‬‬


‫ّ‬
‫ –بدأ صنع اآلالت الموسيقيّة مع ظهور المجتمعات الرعويّة‪.‬‬
‫ –بدء معرفة اإلنسان بالموسيقا كان من اإليقاع وهو ضرب من النغم وأصله من أصوات الطبيعة‬
‫كصوت المطر والرعد وهدير البحر‪ ،‬وخرير الماء‪....‬إلخ‪.‬‬
‫الشعائر الدينيّة في المعابد منذ القدم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ –رافقت الموسيقا‬
‫‪٦‬‬ ‫والتقصي أ ّن الموسيقا في حضارتنا القديمة كانت تش ّكل جزءا ً من الحياة وعنصرا ً‬ ‫ّ‬ ‫ –ثبت بالبحث‬
‫أساسيّاً في العبادة كما تذكر الوثائق األثريّة من ُرقم مسماريّة‪.‬‬

‫الموسيقي وأنشودة العبادة األوغاريتيّة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ ‪ .‬تتاريخ التدوين‬
‫ –إ ّن الكشوفات الحديثة أثبتت المستوى الرفيع لموسيقا حضارتنا القديمة وهي أقدم من الموسيقا‬
‫اليونانيّة بأكثر من ألف سنة‪.‬‬
‫ –في عام ‪ /1948/‬اكتشفت البعثة الفرنسيّة التي تعمل منذ عام ‪ /1929/‬في موقع أوغاريت‬
‫تطرق إلى‬
‫مسماري وكان منها رقيم ّ‬
‫ّ‬ ‫(رأس الشمرة) مجموعة من الرقم الطينيّة المكتوبة بخ ّ‬
‫ط‬
‫أنشودة قديمة‪.‬‬
‫ –في الستّينيّات من القرن الماضي اكتشفت لوحة مسماريّة في مدينة (أور) في بالد ما بين النهرين‬
‫تتحدّث عن أوتار آلة (الكنّار) وقد أثبتت هذه اللوحة أ ّن األبحاث الموسيقيّة كانت موجودة في‬
‫حضارتنا القديمة‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫ةعلاطم نايب دادعإ‬

‫ ‪ .‬ثاآلالت اإليقاعيّة‪:‬‬
‫ق‪.‬‬
‫ –اآلالت ذات الر ّ‬
‫ –الدفوف‪.‬‬
‫ –الصنوج‪.‬‬
‫تمسك ك ٌّل منها بيد وتص ّكان أو تضرب إحداهما باألخرى فترسالن‬
‫العصي اإليقاعيّة التي كانت َ‬
‫ّ‬ ‫ –‬
‫تصفيقاً إيقاعياً‪.‬‬

‫ ‪ .‬جاآلالت النفخيّة (الهوائيّة)‪:‬‬


‫ –آالت النفخ الخشبيّة (الناي‪ ،‬القصبة‪ ،‬الشبّابة) وهي آالت قديمة ج ّداً‪.‬‬
‫ –آالت النفخ النحاسيّة (البوق ‪ -‬القرن) وقد عثر على بوق عاجي في أوغاريت (رأس الشمرة)‪.‬‬

‫ ‪ .‬حاآلالت الوتريّة‪:‬‬
‫ –العود‪ :‬أقدم ظهور للعود كان في بالد ما بين النهرين في العصر األ ّكادي‪ ،‬ويمتاز بصغر صندوقه‬
‫ثم باثنين وثالثة وأربعة حتّى أضاف إليه زرياب الوتر الخامس‪.‬‬
‫وطول رقبته وقد بدأ بوت ٍر ّ‬
‫صوتي ورقبة تخرج منه وأوتار ظهر في بالد ما بين النهرين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –الهارب (الجنك)‪ :‬تتألّف من صندوق‬
‫سومري وت ُعرف في مصر والسودان اليوم بِ اسم (السمسميّة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ –الكنّارة‪ :‬ترجع إلى أصل‬
‫ –القانون‪ :‬تع ّد من أكمل اآلالت الموسيقيّة الشرقيّة من حيث ات ّساع منطقتها الصوتيّة وهي من‬
‫أغنى اآلالت الشرقيّة أنغاماً‪.‬‬
‫ –السنطور‪ :‬آلة تشبه القانون‪.‬‬

‫ ‪ .‬خاآلالت الوتريّة ذات القوس‪:‬‬


‫ –الكمان (الرباب) أساس آلة الكمان هي آلة الرباب العربيّة التي انتقلت مع العرب إلى بالد‬
‫األندلس وقد أوجد العرب آلة الرباب في القرون األولى بعد الميالد‪.‬‬

‫ ‪ .‬دالخاتمة‪:‬‬
‫الموسيقي في‬
‫ّ‬ ‫لتطور اآلالت الموسيقيّة وطريقة التدوين‬
‫ّ‬ ‫ –من خالل دراستنا التاريخيّة واألثريّة‬
‫حضارتنا القديمة‪ ،‬نرى أ ّن الموسيقا في حياتنا القديمة كانت مرآة تعكس خصائص هذه األمّة‪،‬‬
‫ولغة من لغات التعبير المتقدّمة التي عبّرت عن تقدّمها الحضاري‪.‬‬

‫الميسر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واألدبي‬
‫ّ‬ ‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫‪7 .7‬األسلوب‪ :‬يجمع بين األسلوب‬

‫‪218‬‬
‫يفيظولا ريبعتلا‬

‫‪3.3‬التقييم‪:‬‬
‫‪1 .1‬االنطباع‪:‬‬
‫دمها وتأثير العبقريّة‬‫مهمة عن نشأة الموسيقا ِوق ِ‬‫ّ‬ ‫للكتاب قيمة علميّة رفيعة‪ ،‬فهو ينقل معلومات‬
‫الموسيقيّة لحضارتنا القديمة في شعوب العالم جمعاء‪ ،‬بما أبدعته من موسيقا وما أحدثته من آالت‬
‫البشري من ترجمة لغة القلب الفيّاضة عذوبة ورقّة فضال ً عن قيمته اللغويّة‬‫ّ‬ ‫موسيقيّة م ّكنت الصوت‬
‫الميسرة أحياناً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتمثّلة في لغته العلميّة الدقيقة وأدبيّتها‬

‫الشخصي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪2 .2‬الرأي‬
‫إ ّن هذه البحوث القيّمة في األصول الحضاريّة للموسيقا ينبغي أن تظ ّل مفتوحة على ك ّل جديد تقدّمه‬
‫يتوصل إليها العلم للمكتشفات األثريّة من ُرقم ولوحات وغيرها حتّى‬
‫ّ‬ ‫التنقيبات األثريّة وك ّل تفسيرات‬
‫يتسنّى للقارئ معرفة الحقائق الراسخة‪.‬‬

‫ • أ‬
‫النشطة‪:‬‬
‫تضمن التوثيق في بيان المطالعة السابقة؟‬
‫ّ‬ ‫‪1 .1‬ماذا‬
‫‪2 .2‬ما المراحل التي ن ّفذت في الفهم والتحليل؟‬
‫‪3 .3‬عُد إلى مرحلة التقييم واكتب رأياً شخصيّاً آخر تراه مناسباً‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫ةعلاطم نايب دادعإ‬

‫تع ّلم‬
‫علمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أدبي أو‬
‫بيان المطالعة‪ :‬استمارة موجّهة يملؤها الطالب بعد مطالعة كتاب ّ‬
‫أقسام بيان المطالعة‪:‬‬
‫المصمم ـ دار النشر ـ تاريخ النشر ـ المطبعة ـ عدد‬
‫ّ‬ ‫‪1 .1‬التوثيق (عنوان الكتاب ـ اسم المؤلّف ـ‬
‫الصفحات ـ مكان النشر ـ صورة الغالف ـ مدى مطابقتها للمضمون)‪.‬‬
‫‪2 .2‬الفهم والتحليل‪:‬‬
‫العلمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪ .‬أفي الدراسات ذات الطابع‬
‫ –استعراض محتوى الكتاب (مقدّمة‪،‬‬ ‫ –موضوع الكتاب‬
‫أبواب الكتاب أو فصوله‪ ،‬الخاتمة‬ ‫ –اقتراح عنوان آخر‬
‫خص الكتاب)‬ ‫(مل ّ‬ ‫ –األبواب‬
‫ –نمط الكتابة‪.‬‬ ‫ –الفصول‬
‫ –نوع الكتاب‬
‫ ‪ .‬بفي الرواية أو القصة‪:‬‬
‫أهم األحداث‬ ‫ – ّ‬ ‫ –موضوع الكتاب‬
‫ –المكان والزمان‬ ‫ –اقتراح عنوان آخر‬
‫ –الفكر الرئيسة‬ ‫ –األبواب‬
‫ –األسلوب‬ ‫ –الفصول‬
‫والتاريخي‬
‫ّ‬ ‫البيئي‬
‫ّ‬ ‫ –اإلطار‬ ‫األدبي‬
‫ّ‬ ‫ –النوع‬
‫ –المغزى‬ ‫ –نمط الكتابة‬
‫ –تلخيص موجز لمضمون الكتاب‪.‬‬ ‫ –األشخاص ودور ك ّل منهم‬
‫الشخصي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪3 .3‬التقييم‪( :‬االنطباع ـ الرأي‬

‫طبق‪:‬‬
‫ • ّ‬
‫ثم نظّم بيان مطالعة وفق خطوات هذه التقنية‪.‬‬ ‫ –اختر كتاباً علميّاً واقرأه‪ّ ،‬‬
‫ثم ن ّفذ بيان مطالعة وفق خطوات هذه التقنيّة‪.‬‬
‫قصة واقرأها‪ّ ،‬‬ ‫ –اختر ّ‬
‫ –هل تعرف شيئاً عن كتاب األغاني ألبي الفرج األصبهاني؟ عد إلى الجزء األول منه؛ لتتعرف‬
‫كيفية جمع وتدوين الشعر وتنسيقه وفقاً للحن الذي غني فيه‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫الوحدة السابعة‬ ‫الواقعية‬
‫ّ‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫الواقع ّي ‬


‫ة‬ ‫الدرس األ ّول ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫الطريد‬ ‫الدرس الثّاين ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫مع السلم‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫المدينة المحاصرة‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬

‫مطالعة‬ ‫ّإن األدب كان مسؤو ً‬


‫ال‬ ‫الدرس الخامس ‬
‫*‬
‫الواقعية‬
‫ّ‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫…‪…1‬‬
‫الواقع ّية ونشأتها‪:‬‬
‫مذهب يعتمد على‬
‫ٌ‬ ‫الواقعيّة نسبة إلى (الواقع) الموجود حقيقةً في الطبيعة واإلنسان‪ ،‬والواقعيّة اصطالحاً‬
‫الوقائع‪ ،‬ويُعنى بالتصوير األمي ِن لمظاهر الطبيعة والحياة كما هي وعرض اآلراء واألحداث والظروف من‬
‫مثالي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دون نظر‬

‫عشر ردّا ً على المدرسة اإلبداعيّة التي‬


‫َ‬ ‫نشأت الواقعيّة األوروبيّة في النصف الثاني من القرن التاس َع‬
‫االجتماعي واالنصراف عن معالجة شؤون اإلنسان‬ ‫أوغلت في الخيال واألحالم والذاتيّة ِ‬
‫والفرار من الواقع‬
‫ّ‬
‫اليومي ضمن مجتمعه المصطخب وظروفه الموضوعيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وصراعه‬

‫الدرس ّ‬
‫ّ‬
‫دور مه ٌّم في دعم الواقعيّة التي كانت تعبّر عن الطبقة الفقيرة‪،‬‬
‫وكان لبروز الطبقتين الوسطى والفقيرة ٌ‬
‫وانتشار التعليم بين‬ ‫وتطرح همومها وآالمها وآمالها‪ ،‬وزاد من أهمية هذه الطبقة ازديادُ وعيها بحقوقها‬

‫األول‬
‫ُ‬
‫صفوفها بعد أن كان حكرا ً على الطبقة الغنية‪.‬‬

‫تصور مظاهر الشقاء تصويرا ً أميناً بمنأى عن الذاتية مع إغراق في‬


‫ظهرت الواقعيّة في أوروبّا‪ ،‬وراحت ّ‬ ‫‪١‬‬
‫التفاصيل الجزئية وإهمال المثاليات واختفاء شخصية الكاتب‪ ،‬وقد ظهر ذلك في أعمال كل من الفرنسيّين‬
‫بلزاك وستندال وفلوبير‪ ،‬وأطلق على هذه المرحلة اسم (الواقعيّة القديمة)‪.‬‬

‫وقد جاءت الواقعيّة الجديدة ردّا ً على ما سبقها من مذاهب أدبيّة؛ والسيّما الواقعيّة القديمة التي رأت‬
‫فيها سلبيّة ودوراناً في الفراغ ووقوفاً عند حدود الوصف من دون تحليل؛ أل ّن وصف الواقع المؤلم‪ ،‬من‬
‫منظور الواقعيّة الجديدة ال ب ّد أن يكون وسيلة لتشخيص األسباب واقتراح الحلول‪.‬‬

‫* لالستزادة ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬فنون األدب المعاصر في سورية‪ ،‬د‪ .‬عمر الدقاق‪ ،‬دار الشرق‪ ،‬ط ‪1971 ،1‬م‪.‬‬
‫األدبي‪ ،‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬النقد‬
‫‪ -‬المذاهب األدبية لدى الغرب‪ ،‬عبد الرزاق األصفر‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬منهج الواقعية في اإلبداع األدبي‪ ،‬صالح فضل‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪1980 ،2‬م‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫ةّيديهمت ةءارق‬ ‫ةّيعقاولا‬

‫وقد ظهرت الواقعيّة الجديدة في روسيا‪ ،‬وازدادت قوة وانتشارا ً بعد انتصار ثورة (‪1917‬م)‪ ،‬وانتقلت‬
‫إلى البلدان االشتراكية األخر في القرن العشرين‪ .‬أما في الوطن العربي فقد عرف األدباء العرب الواقعيَّة‬
‫بعد أن اكتملت فصولها‪ ،‬فاختاروا الواقعيّة الجديدة؛ ألنَّها تناسب ظروف المجتمع العربي ولذلك ال نرى‬
‫وجودا ً واضحاً للواقعية القديمة في أدبنا وإن لم يخ ُل نتاج األديب الواحد من تنويع بين الواقعيتين‪ .‬وقد‬
‫ظهرت الواقعيّة بعد الحرب العالمية الثانية عندما بدأت الشعوب العربية تنال استقاللها‪ ،‬وتشعر بضرورة‬
‫ضد أعوان االستعمار من إقطاع وساسة تابعين‪ ،‬وزاد من انتشار الواقعيّة وازدهارها تنامي‬ ‫متابعة المعركة َّ‬
‫ِ‬
‫وعي الطبقات الفقيرة بمعاناتها وحقوقها نتيجة انتشار التعليم بين صفوفها‪ ،‬وكان لوصول القوى التقدّميّة‬
‫ِ‬
‫بوصفها مذهباً‬ ‫ور كبير في ترسيخ الواقعيّة‬
‫إلى الحكم في سورية والعراق ومصر وليبيا والجزائر وتونس دَ ٌ‬
‫قويّاً على الساحة األدبيّة‪.‬‬
‫…‪…2‬‬
‫من أعالم الواقع ّية‪:‬‬
‫الحقيقي للمذهب الواقعي‪ ،‬ومن أبرز رواياته (األب غوريو‪ ،‬زنابق الوادي‪ ،‬البحث‬
‫ّ‬ ‫يُع ّد بلزاك الرائ َد‬
‫عن المطلق)‪ ،‬ويأتي بعده ستندال‪ ،‬ومن أعماله (األحمر واألسود)‪ ،‬وغوستاف فلوبير صاحب رواية (مدام‬
‫بوفاري)‪ ،‬ويع ّد هؤالء أركان الواقعيّة القديمة‪.‬‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫ومن أشهر أعالم الواقعيّة الجديدة مكسيم غوركي الذي تع ّد روايته (األم) رائدة في هذا المجال‪،‬‬
‫األول‬

‫ونذكر أيضاً (ماياكوفسكي)‪ ،‬و(بيلنسكي)‪ ،‬و(تورغنييف)‪ ،‬و(جنكيز إيتماتوف) صاحب الرواية المشهورة‬
‫(المعلم األول)‪.‬‬
‫‪١‬‬
‫وفي الوطن العربي كان من أبرز أعالمها في سورية وصفي الق ََرنْف ُِل ّي وسليمان العيسى وشوقي بغدادي‬
‫ومحمد الماغوط وممدوح عدوان‪ ،‬وفي مصر عبد الرحمن الشرقاوي وأحمد عبد المعطي حجازي وأمل‬
‫دنقل‪ ،‬وفي العراق بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي‪ ،‬وبلند الحيدري‪ ،‬وال يمكن أن نغفل أسماء ً‬
‫عربيّةً أخر مثل عبد اهلل البردّوني وخليل حاوي وشعراء األرض المحتلة أمثال توفيق زيّاد ومحمود درويش‬
‫وسميح القاسم‪.‬‬

‫بارز في فنون النثر المختلفة خصوصاً في أعمال صدقي إسماعيل وليان ديراني‬‫ظهور ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وكان للواقعية‬
‫وحسيب الكيالي وحنّا مينة وعادل أبو شنب وفارس زرزور ومطاع الصفدي وسعد اهلل ونوس‪.‬‬
‫وأسهم النقد في ترسيخ جذور الواقعيّة ومحاربة المذاهب األخر وهو ما تجلّى في أعمال نبيل سليمان‬
‫ومحمود أمين العالم وجالل فاروق الشريف ومحمد مندور في آخر أعماله‪.‬‬
‫ ‬

‫‪223‬‬
‫ةّيعقاولا‬

‫…‪…٣‬‬

‫خصائص الواقع ّية القديمة‪:‬‬


‫تتّسم الواقعيّة القديمة بجملة من السمات‪ ،‬لعل من أبرزها‪:‬‬

‫وتصورها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪1 .1‬وصف مظاهر الشقاء من دون اقتراح الحلول‪ :‬فكانت الواقعيّة القديمة تلتقط مظاهر الشقاء‬
‫من دون تحليل لألسباب أو اقتراح للحلول‪ ،‬ومن ذلك قول أنور العطار في اليتيم‪:‬‬
‫وقـــــد أُلْــــــه َ‬
‫ِــــــم األىس إلـــهـــا َمـــا‬ ‫الـــيـــتـــيـــم بـــــــاأل ِمل املــــ ّر‬
‫ُ‬ ‫يـــــــر ّدى‬
‫مـــن زمـــــانٍ طـــــاغٍ َّ‬
‫أذل الــكــرا َمــا‬ ‫الــــنــــاس رأفــــــ ًة وحــنــانــاً‬
‫َ‬ ‫يـــســـأل‬

‫‪2 .2‬التصوير الحرفي و اإلكثار من التفصيالت‪ :‬إمعاناً في تصوير الواقع وكأنّه حاضر‪ ،‬ومن ذلك قول عبد‬
‫الوهاب البياتي يصف سوق القرية‪:‬‬
‫والذباب‬
‫ْ‬ ‫الشمس وال ُح ُمر الهزيل ُة‬
‫قديم‬
‫جندي ْ‬
‫ٍّ‬ ‫وحذا ُء‬
‫وفل ٌح يحدِّ ُق يف الفراغ‬
‫يتداول األيدي ّ‬
‫ُ‬

‫‪3 .3‬التشاؤميّة‪ :‬وقد تجلّت في نتاج الشعراء واألدباء يأساً من إيجاد الحلول وتغيير في الواقع كما في قصيدة‬
‫السيّاب (غريب على الخليج) التي تنتهي باليأس من العودة إلى الوطن والغرق في الحزن العميق‪ ،‬إذ‬
‫يقول‪:‬‬
‫فام لديك سوى الدموع‬
‫وسوى انتظارك دون جدوى للرياحِ وللقلوع‬

‫‪224‬‬
‫ةّيديهمت ةءارق‬

‫خصائص الواقع ّية الجديدة‪:‬‬


‫اإلنساني وتصوير الواقع‬
‫ّ‬ ‫إ ّن الواقعيّة الجديدة تتّفق والواقعيّة القديمة في وصف مظاهر الشقاء والبؤس‬
‫ولكنّها تختلف عنها‪ ،‬وتزيد عليها في جملة أمور هي‪:‬‬

‫‪1 .1‬التحليل العميق لمظاهر التخلّف‪ :‬فالواقعيّة الجديدة ترى أ ّن بداية الح ّل تكمن في تحليل أسباب المشكلة‪،‬‬
‫ب صابــر فلحــوط جامَ غضبِ ِه على تلك العــادات التي‬
‫ولع ّل الجهل أبــرز تلك األســباب؛ لذلك يص ّ‬
‫ما زالت تش ّد الشعب إلى قاع التخلّف‪:‬‬
‫العطاش الجائِعني‬
‫ِ‬ ‫يف الريف مقرب ُة املاليني‬
‫السل عشَّ ش يف العظام‬
‫ُّ‬
‫رشاب و ال طعام‬
‫َ‬ ‫إذ ال كسا َء و ال‬
‫بعض أترب ِة املَزار‬
‫بعض ال ّرقى أو ُ‬
‫و دواؤُنا ُ‬
‫ويرى سليمان العيسى أ ّن سبب الشقاء هم أولئك المستغلّون الذين يبنون سعادتهم على شقاء الشعب‪:‬‬
‫ـري الــكــوخِ َق ـ َ‬
‫ر ُهــم‬ ‫وال ـ ّنــاحــتــون بــعـ ِ‬ ‫ــم‬
‫ـب بُــر َد ُه ُ‬
‫الــنــاســجــون بــدم ـعِ الــشَّ ــعـ ِ‬
‫يــأس‪ :‬أمــا تُ ِخموا؟‬
‫ٍ‬ ‫ويهمس الفق ُر يف‬
‫ُ‬ ‫والــنــاصــبــون حــــدو َد الــلــه مــصــيــدَ ًة‬

‫‪2 .2‬التفاؤل الثوري‪ :‬الواقعيّة الجديدة تفاؤليّة تؤمن بأ ّن الثورة هي الطريق الوحيد للخالص وتغيير الواقع‬
‫الراهن‪ ،‬يقول شوقي بغدادي‪:‬‬
‫طــول مــا اصـطَــروا‬
‫َ‬ ‫مــن الجياعِ أال يــا‬ ‫ســتــم ـأُ الـــشـــار َع املـــكـــدو َد قــافــلـ ٌة‬
‫ـس يُــدّ خــ ُر‬
‫نــــاراً وجـــمـــراً وثـــــأراً لــيـ َ‬ ‫ـح األغــــــوا ُر الفــظ ـ ًة‬
‫وســـــوف تــتــف ـ َّتـ ُ‬
‫َ‬

‫‪225‬‬
‫ةّيعقاولا‬

‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫التحرر‬
‫ّ‬ ‫تؤمن بوحد ِة قضايا الشعوب ووحدة نضالها في سبيل‬ ‫ُ‬ ‫‪3 .3‬الواقعيّة الجديدة إنسانيّة وعالميّة‪:‬‬
‫العنصري‬
‫ّ‬ ‫والسياسي ووحدة الخط التاريخي وتدين أشكال االستعمار واالستغالل والفرديّة والتمييز‬ ‫ّ‬
‫والديني‪ ،‬ولذلك تفاعل الشعراء مع القضايا النضاليّة العالميّة‪ ،‬وانطلقوا بنظرة تجاوزت الحدود‬ ‫ّ‬
‫اإلنساني نداء ً يدعو إلى التخلّص من واقع االستعمار واالستعباد‪ ،‬وفي ذلك‬
‫ّ‬ ‫نداؤهم‬ ‫ليكون‬ ‫ة؛‬ ‫ّ‬ ‫الجغرافي‬
‫محمد الفيتوري‪:‬‬‫ّ‬ ‫يقول‬
‫كل سك ْن‬
‫يا أخي يف الرشقِ يف ّ‬
‫كل وط ْن‬
‫يا أخي يف األرض يف ّ‬
‫أدعوك فهل تعرفني؟‬
‫َ‬ ‫أنا‬
‫يا أخاً أعرفه رغم املحن‬
‫كل ٍ‬
‫أرض وجمت‬ ‫يا أخي يف ِّ‬
‫شفتاها واكفه ّرت مقلتاها‬
‫ُقم تح َّر ْر من توابيت األىس‬
‫لست أعجوبتها أو مومياها‬

‫‪4 .4‬وحدة الشكل والمضمون‪ :‬رأى شعراء الواقعيّة الجديدة أن المضمون الجديد يجب أن يُعب َّر عنه بشكل‬
‫والتعبير عنه؛ لذلك آثروا شعر التفعيلة أو قصيدة النثر غالباً‪ ،‬ومن ذلك قول‬
‫َ‬ ‫فن ّ ٍّي جدي ٍد يستطيع احتواءه‬
‫سميح القاسم في قصيدته (سقوط األقنعة)‪:‬‬
‫جميع األق ِن َعهْ‬
‫ُ‬ ‫سقطت‬
‫سقطت فإما رايتي تبقى‬
‫وكأيس املرتَ َعهْ‬
‫أو جثَّتي وال َّزوبعهْ‬

‫‪226‬‬
‫ةّيديهمت ةءارق‬

‫ح دوماً على أن يكون‬‫إن الواقعيّة مدرسة إيديولوجية ملتزمة سواء على الصعيد اإلبداعي أو النقدي وهي تل ّ‬
‫االلتزام نابعاً من صميم القناعة يتدفق من تلقاء نفسه وليس مجلوباً أو مفروضاً أو مجامال ً‪ .‬إن األدب‬
‫الواقعي أدب التالحم مع الجماهير والنضال معها وفي مقدمتها من أجل حياة أفضل‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫عرف الواقعيّة واذكر أنواعها‪.‬‬
‫‪ّ 1 .1‬‬
‫‪2 .2‬ما عوامل نشأة المذهب الواقعي؟‬
‫‪3 .3‬بي ّ ْن سبب اختيار األدباء العرب الواقعيّة الجديدة واذكر أسباب انتشارها وازدهارها‪.‬‬
‫‪4 .4‬وازن بين خصائص الواقعيّة القديمة والجديدة‪.‬‬
‫‪5 .5‬ما العوامل التي تدل على أ ّن نظرة الواقعيّة نظرة إنسانية وعالمية؟‬
‫‪6 .6‬اشرح المقولة اآلتية‪َّ :‬‬
‫"إن الواقعيّة مدرسة ٌ إيديولوجية ملتزمة"‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫*‬
‫الطريد‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫مصطفى بدوي‬
‫(‪1991 - 1912‬م)‬

‫أديــب وشــاعر جم ّــدد ولــد‬‫ٌ‬


‫ف‬
‫ي� مدينــة حلــب‪ ،‬ودرس‬
‫ف ي� مدارهســا‪ ،‬ث ّ� درس علــوم‬
‫القــرآن وأحاكمــه‪ ،‬امك درس‬
‫أ‬
‫اللغــة والدب والشــعر‬
‫ّ‬

‫الدرس الثاني‬
‫الشــعبية‪ ،‬معــل‬ ‫والســر‬
‫ي‬

‫ّ‬
‫ّ ً ف‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫معلــا ي� حلــب‪ ،‬ث ّ� انتقــل‬
‫ذهب الطريد وقد أثقلت مخيّلته صور العذاب والحرمان‬ ‫حــى أحيــل‬ ‫إىل دمشــق ت‬
‫األكف بما ينقذ‬
‫ّ‬ ‫والشقاء‪ ،‬حاول أن يطرق أبواب الغربة علّها تمأل‬ ‫إىل التقاعــد‪.‬‬
‫الحياة من أشباح الفقر والجوع‪ ،‬ولكنّه حمل آالمه وعذابه إلى‬
‫ين‬
‫الــدواو�‬ ‫هل عــدد مــن‬ ‫‪٢‬‬
‫سر مأساته‪.‬‬
‫حيث ارتحل‪ ،‬وهنا يكمن ّ‬
‫الشــعرية املطبوعــة‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫ـ�‪ ،‬متعــب وجــه‬ ‫أوراق هممـ ة‬
‫ـى‪،‬‬ ‫ت‬
‫امل ـر يا�‪ ،‬عائــد مــن طفولـ ي‬
‫الامــس الــذي‬ ‫البعــد خ‬
‫ــص‪.‬‬ ‫أخــذ منــه هــذا ّ‬
‫الن ّ‬

‫* مصطفى بدوي‪ ،‬البعد الخامس‪ ،‬دار األجيال‪ ،‬ص ‪.79 - 77‬‬

‫‪228‬‬
‫ّيرعش ّصن‬ ‫ديرطلا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬
‫…‪…1‬‬
‫وصغا ُر ُه‬ ‫الصباح وزَو ُجهُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وجم‬
‫َ‬
‫ِم َثل التامثيلِ الكَ ِئي َب ِة‪ ،‬والعيونْ‬
‫َج َمدَ ْت عىل الوج ِه الحزي ْن‬
‫واألب وال َخ ِدي ْن‬ ‫ُ‬ ‫املحبوب‬
‫ُ‬ ‫الراحل‬
‫ُ‬
‫ما بالُهُ هج َر الديا ْر؟‬
‫عاف الصغا ْر؟‬ ‫ما بالُهُ َ‬
‫الطويل‬
‫ْ‬ ‫لِليأْ ِس لِلحرمانِ لِلجوعِ‬
‫الجميل‬
‫ْ‬ ‫البيت‬
‫وتج َّه َم ُ‬
‫متسح دم َعها بثيا ِب ِه‬ ‫الف ُ‬ ‫ال ِه َّر ُة املِ ْئ ُ‬
‫رس ذها ِب ِه‬ ‫أَتُراها قد عل َم ْت ب ِّ‬
‫بالذكريات‬
‫ْ‬ ‫الكف ِص ْف ٌر‪ ..‬باملُنى‪..‬‬‫ُّ‬
‫يَ ْج َ ُّت أوها َم الحيا ْة‬
‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬

‫…‪…2‬‬
‫الرتاب‬
‫ْ‬ ‫َّف دمع ًة َ‬
‫فوق‬ ‫ومىش وخل َ‬
‫بالشباب‬
‫ْ‬ ‫هذا الذي غ َّذا ُه بالدّ ِم‬
‫الحبيب‬
‫ْ‬ ‫آهات عىل ِ‬
‫البيت‬ ‫ورما ُد ٍ‬
‫‪٢‬‬ ‫الغريب‬
‫ْ‬ ‫كل ما ميلكُهُ هذا‬ ‫هي ُّ‬
‫…‪…٣‬‬
‫كالطريِ يحتد ُم األىس بفؤا ِد ِه‬
‫قد ف َّر من ص َّيا ِد ِه‬
‫قراصن ُة الحدو ْد‬ ‫أَتُرا ُه ينجو‪ ،‬أم ِ‬
‫لسجن البليدْ‬ ‫ِ‬ ‫تصطا ُد ُه ويعو ُد لِ‬
‫يا لَلرشيد!‪ ..‬يا لَلطريدْ !‬
‫أَتُرا ُه يوماً قد يعو ْد‬
‫أم ال يعو ْد؟‬

‫مفردات للشرح‬
‫الخ ِدين‪ :‬الصديق الذي يكون معك ظاهرا ً وباطناً في ك ّل أمر‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫ديرطلا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ص؟‬ ‫‪1 .1‬ما الشخصيّات التي ذكرها الشاعر في الن ّ ّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫‪2 .2‬استبعد اإلجابة المغلوط فيها ّ‬
‫ص (متشائماً ‪ -‬ثائرا ً ‪ -‬حزيناً)‪.‬‬ ‫ –بدا المهاجر في الن ّ ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهرية معبِّرة مبرزاً شعور الحزن ومراعي ًا مواضع الفصل والوصل‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫النص قراءة صامتة ونفّذ المطلوب‪:‬‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫‪1 .1‬ما اآلثار التي خلّفتها هجرة الرجل في المقطع ّ‬
‫األول؟‬
‫‪2 .2‬اكتشف مصادر الخوف في نفس المهاجر كما وردت في المقطع الثالث‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف معنى كلمتي (وجم‪ِ ،‬صفر) وبيّن المعنى السياقي لك ّل منهما في الن ّ ّ‬
‫ص‪.‬‬ ‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫‪2 .2‬صنّف الفكر اآلتية وفق الجدول‪:‬‬
‫ –حزن المهاجر على فراق األهل والوطن‪.‬‬
‫ –خوف المهاجر من المستقبل المجهول‪.‬‬
‫ –آالم الهجرة‪.‬‬
‫رب األسرة‪.‬‬
‫ –الحزن لفراق ّ‬

‫‪.......................................................................................‬‬ ‫الفكرة العا ّمة‪:‬‬


‫الفكرة الرئيسية (‪)٣‬‬ ‫الفكرة الرئيسية (‪)٢‬‬ ‫الفكرة الرئيسية (‪)١‬‬

‫‪230‬‬
‫ّيرعش ّصن‬

‫‪3 .3‬ما مصير أسرة المهاجر بعد سفره؟‬


‫‪4 .4‬ما الذي خلَّفه المهاجر في وطنه‪ ،‬وما الذي يملكه؟‬
‫ضح ذلك‪.‬‬‫‪5 .5‬تضاعفت معاناة المهاجر قبل أن يعبر حدود بالده‪ .‬و ِّ‬
‫المهاجر على ح ِّل مشكلته باالبتعاد عن أهله ووطنه‪ .‬ناقش رفقاءك في وضع حلول لهذه المشكلة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪6 .6‬أُجبِ َر‬
‫دارساً إمكانيّة تنفيذ الحلول المقترحة‪.‬‬
‫‪7 .7‬قال جورج صيدح‪:‬‬
‫أَ َو َمـــا لــلــحـ ِّ‬
‫ـظ بــعــدَ الـــجـــزر مـــدّ ؟‬ ‫وطـــنـــي أيـــــ َن أنــــا مـــ َّمـــ ْن أو ّد؟‬
‫ص من حيث المعنى‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت وما يقابله في المقطع األخير من الن ّ ّ‬
‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫ص‪ ،‬ومثّل لسمتين من سماته فيه‪.‬‬ ‫األدبي الذي ينتمي إليه الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪1 .1‬س ِّم المذهب‬
‫كثرت الصفات المشبّهة في المقطع األول‪ .‬بيّن أثرها في إبراز الحالة االنفعاليّة للشاعر‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪2 .2‬‬
‫ص؟‬
‫نوع الشاعر بين الخبر واإلنشاء في المقطع الثالث‪ ،‬ما أثر ذلك في خدمة موضوع الن ّ ّ‬ ‫‪ّ 3 .3‬‬
‫‪4 .4‬هات من المقطع األول كنايةً‪ ،‬ث َّم بيِّن وظيفتها‪.‬‬
‫محسناً لفظياً وآخر معنويّاً‪ ،‬وبيِّن أثر ك ّل منهما‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪5 .5‬استخرج من المقطع الثالث‬
‫ص‪.‬‬ ‫‪6 .6‬ادرس نظام التفعيلة التي بُني عليها الن ّ ّ‬

‫ويكررها وفق‬
‫ّ‬ ‫في شعر التفعيلة‪ :‬يبني الشاعر قصيدته على تفعيلة من تفعيالت البحور وجوازاتها‪،‬‬
‫انفعاالته‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫ديرطلا‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬

‫تمام‪:‬‬
‫ –قال أبو ّ‬
‫وحــنــيــ ُنــهُ أبــــــداً ِل ّو ِل َمـــنـــز ِِل‬ ‫األرض يــأل ـ ُفــهُ الفتى‬
‫ِ‬ ‫كــم مــنـ ٍ‬
‫ـزل يف‬
‫ـب األ ّو ِل‬
‫الـــحـــب ّإل لــلــحــبــيـ ِ‬
‫ُّ‬ ‫مـــا‬ ‫شئت مــن الهوى‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫نـ ِّقـ ْـل فـــؤا َد َك‬
‫ص السابق‪ ،‬متّبعاً طريقة التّنق ّل في جميع األنحاء‪.‬‬ ‫ *علّق على مضمون البيتين السابقين مستفيداً من ّ‬
‫تأملك معاني الن ّ ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫ *اكتب مقالة تشرح فيها أسباب الفقر ؤآثاره في الفرد والمجتمع‪ ،‬مقترحاً حلوال ً يمكن تطبيقها‪.‬‬

‫تطبيقات لغوية‬

‫ *اقرأ األبيات اآلتية ونفّذ المطلوب‪:‬‬


‫ –قال الشاعر مصطفى بدوي‪:‬‬
‫كالطريِ يحتد ُم األىس بفؤا ِد ِه‬
‫قد ف َّر من ص َّيا ِد ِه‬
‫أَتُرا ُه ينجو‪ ،‬أم ِ‬
‫قراصن ُة الحدود‬
‫لسجن البليد‬
‫ِ‬ ‫(تصطا ُد ُه) ويعو ُد لِ‬
‫يا لَلرشيد‪ ..‬يا لَلطريد‬
‫أَتُرا ُه يوماً قد يعود‬
‫أم ال يعود‬

‫‪232‬‬
‫ّيرعش ّصن‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫وحدد أوجه التطابق بينهما‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ص صفة وموصوفاً‪،‬‬ ‫‪1 .1‬هات من الن ّ ّ‬
‫ص إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫‪2 .2‬أعرب ما تحته ٌّ‬
‫خط في الن ّ ّ‬
‫حدد ِالعلَل الصرفية في كلمة (تصطاده)‪ ،‬ث َّم اشرحها وسمِّها‪.‬‬ ‫‪ِّ 3 .3‬‬
‫‪4 .4‬علِّ ْل كتابة األلف على صورتها في كلمة (األسى) والهمزة في كلمة (بفؤاده)‪.‬‬
‫‪5 .5‬أين تجد معنى كلمتَي (يحتدم‪ ،‬تراه) في معجم يأخذ بأواخر الكلمات؟‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫ *عد إلى مصادر التعلّم‪ ،‬واجمع مادّ ًة حولَ الحرب العالميّة الثانية (أسبابها‪ ،‬أطرافها‪ ،‬وآثارها في العالم)‪ ،‬وطرائق تالفي‬
‫الحروب مستقبالً‪ ،‬تمهيداً لل ّدرس القادم‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫*‬
‫مع السلم‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ٌّ‬

‫وصفي َ‬
‫الق َر ْن ُفلِ ي‬
‫(‪1972 -1911‬م)‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫ســوري ولــد ي�‬ ‫شــاعر‬
‫محــص‪ ،‬ومل يتــح هل أن‬ ‫َ‬
‫لكنــه أقبــل‬ ‫يتابــع دراســته؛ ّ‬
‫حــى ت ّ� هل‬‫عــى املطالعــة ت‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬ ‫الثقــا� وتغذيــة‬ ‫ف يّ‬ ‫تكوينــه‬
‫أ‬
‫والدمار والقتل‪ ،‬فكان‬ ‫لم يج ِن اإلنسان من الحروب َّإل الويال ِ‬
‫ت‬ ‫د� املبكــر‪ ،‬رحــل‬ ‫ميــه ال ب ي‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫إىل مــر واتصــل ب� بد� ئ�ــا‬

‫الدرس لثالث‬
‫الحلم الذي يداعب خيال الشعوب والهدف الذي تسعى‬ ‫السالم هو‬
‫ً أ‬

‫ّ‬
‫َ‬
‫إلى تحقيقه‪ .‬ولكن تجار األسلحة وسماسرة القيم وأعداء اإلنسانية‬ ‫اكن معروفــا ب�شــعاره‬
‫يحاولون دائماً إشعال الحروب ألنهم يقتاتون على دماء األبرياء‬ ‫ـى تعكــس آالم‬ ‫الريئــة الـ ت‬ ‫ج‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫البراقة‪ ،‬كما يسعون إلى‬‫ويس َعون إلى خداع الشعوب بالشعارات َّ‬ ‫املج تمــع وآمــاهل‪ ،‬واكن ي�‬
‫شراء الذمم الرخيصة باألموال‪ ،‬وال يعرف المخدوعون أ ّن تلك‬ ‫طليعــة (رابطــة الكتــاب‬
‫ت أف ًعى خبيثة ٌ ملمسها ناعم ونابها مسموم‪.‬‬‫الشعارا ِ‬ ‫‪3‬‬
‫العــرب) ومــن بأ�ز الشــعراء‬
‫الوطن الغالي يقف الشاعر الملتزم قضايا‬ ‫َ‬ ‫الحرب‬
‫ُ‬ ‫وعندما تهدّد‬ ‫ن ف‬
‫الواقعيــ� ي� الوطــن‬ ‫ي‬
‫جد السالم‪ ،‬ويفضح ادّعاءات المستعمرين‬ ‫أمّته في وجه الحرب فيم ّ‬ ‫ّ‬
‫العــر�‪ .‬قلدتــه احلكومــة‬ ‫بي‬
‫وشعاراتهم جاعال ً من شعره منارة تهدي شعبه عند الملمَّات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الســورية وســاما رفيعــا‬
‫ـاعريته‪ ،‬وطبعــت‬ ‫تقــد� ًا لشـ ّ‬
‫ي‬
‫وزارة الثقافــة ديوانــه الوحيد‬
‫(وراء الـراب) الــذي أخذ‬
‫ّ‬
‫النــص‪.‬‬ ‫منــه هــذا‬

‫السراب‪ ،‬وصفي القرنفلي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪1969 ،‬م‪.‬‬


‫* ديوان وراء ّ‬

‫‪234‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬ ‫ملسلا عم‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫ـت ُخطَانَا‬ ‫ــى الــــدَّ ْر ُب َيـــ ْو َم َه ـ َّمـ ْ‬


‫َوانْــ َت َ‬ ‫ِــاســ ِمــ َنــا إِ ْذ َرآنَـــا‬
‫ــح ب ْ‬
‫الــصــ ْب ُ‬
‫ـــح ُّ‬
‫َســـ َّب َ‬ ‫‪1‬‬

‫ـب َه ـ َّزنــا أَ ْو نَخَانَا‬ ‫ـــــب إِذا الــشَّ ـ ْعـ ُ‬


‫ِ‬ ‫نى ِم ـ َن الطَّلِي َع ِة يف الشَّ ْعــــ‬ ‫نح ُن َم ْع ً‬ ‫‪2‬‬

‫َــســ ُمــو ِبــشَ ـ ْع ـ ِبــنــا بُ ـ ْن ـ َيــانَــا‬


‫ـم ون ْ‬
‫ـــــــــــ َ‬ ‫ـب واملَــ َحــ َّبــ َة ِّ‬
‫والسلْـــ‬ ‫نَــــ ْز َر ُع ال ـ ِخـ ْ‬
‫ـصـ َ‬ ‫‪3‬‬

‫سنــــا وطَــــأْطَــــأَ ْت ُعــ ْنــفُــ َوانَــا‬


‫يــــو َم ِ ْ‬ ‫وب و َذل ْ‬
‫َّــــت‬ ‫َذبُـــل ْ‬
‫َـــت َجـــ ْمـــ َر ُة الـــ ُحـــ ُر ِ‬ ‫‪4‬‬

‫ـــســـ ِّمـــ ُر األُ ْفــــ ُعــــ َوانَــــا‬ ‫ِد ِس َ‬


‫ــــا َحــــاً يُ َ‬ ‫ــل ِمــــ ْن إِبَـــــ ِر الــــ َو ْر‬
‫َــســ َت ُّ‬
‫و َمــضَ ــ ْيــنــا ن ْ‬ ‫‪٥‬‬

‫ـــم ُحــــــ ّراً أَ ُحــــــ ٌّر َي ْ‬


‫ــســ َتــ ْعــبِــدُ ا ِإلن َ‬
‫ْـــســـانَـــا؟‬ ‫ــــل لِـــ َمـــ ْن َيـــ ْز ُعـــ ُمـــونَ َعـــالَـــ َمـــ ُه ْ‬ ‫ُق ْ‬ ‫‪6‬‬

‫ـــى ْاســـ ِمـــ ِه أَ ْوطَـــانَـــا‬


‫ــم َع َ‬
‫َوالْــ َتــ َهــ ْمــ ُت ْ‬ ‫ـم ( ِبــالـ َعــالَـ ِـم ال ـ ُح ـ ِّر) شَ ْع َباً‬
‫َــم َخــدَ ْع ـ ُتـ ْ‬
‫ك ْ‬ ‫‪7‬‬

‫ُــــــــــــم) َوخَــــ َبــــ ْزنَــــا ُه َفـــكَـــانَ الـــ َّتـــ ْزوِيـــ َر َوالــ ُبــ ْهــ َتــانَــا‬ ‫َقــــدْ َعــ َجــ َّنــا ( ُد ْو َل َرك‬ ‫‪8‬‬
‫الدرس لثالث‬

‫ْ‬
‫ّ‬

‫الــــريَــــانَــــا‬
‫ـــب بِـــالـــ َيـــســـا ِر َو ُيْـــــ َنـــــا ُه تـــ ُجـــ ُّز الـــــ َورِيـــــدَ َو ِّ ْ‬
‫ــــب الـــشَّ ـــ ْع َ‬
‫يَــــ َه ُ‬ ‫‪٩‬‬

‫ـــــا َذا؟ َو َز ِّو ُروا ُب ـ ْر َهــانَــا‬


‫ــــبِي‪َ ،‬ف َ‬ ‫ـم شَ ْعـــ‬‫ـس ـأَلُ ـكُـ ْ‬ ‫يــا ُد َعــــا َة الــ ُحــ ُر ِ‬
‫وب َيـ ْ‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪3‬‬
‫أَنْ يَـــكُـــونَ الــتَّــدْ ِمــ َر َوالـــخ ْ َ‬
‫ُـــرانَـــا؟‬ ‫أَ ُّي َر ْجـــعٍ لِــل ـ َح ـ ْر ِب – يــا َحــــ ْر ُب‪ -‬إِلَّ‬ ‫‪١١‬‬

‫ــــب ‪ -‬وكُـــ َّنـــا َو ُقــــو َد َهــــا أَ ْز َمــــانَــــا؟‬


‫ُ‬ ‫‪ ١٢‬أَ ُّي ك َْس ٍب ِف ال َح ْر ِب لِلشَّ ْع ِب ‪ -‬يَا شَ ْعــ‬
‫ُـــم وأَ ْم َ‬
‫ـــــى َج ـ َنــانَــا‬ ‫ِمــــ ْن أَ َس ِ‬
‫ـــاطـــرِك ْ‬ ‫ـوب أَ ْســ َمــى وأَنْ ـ َقــى‬ ‫‪ ١٣‬إِنَّ َو ْع َ‬
‫ـــي الــشُّ ـ ُعـ ِ‬

‫مفردات للشرح‬
‫العنفوان‪ِ :‬ح َّدة الشباب ونشاطه‪ .‬وعنفوان‬ ‫همَّت‪ :‬ه َّم باألمر‪ :‬قصده وعزم على القيام به‪.‬‬
‫الشيء‪ :‬أوله‪.‬‬ ‫معنى‪ :‬الصفة الحسنة‪.‬‬
‫األفعوان‪ :‬ذكر األفعى‪.‬‬ ‫الطليعة‪ :‬مقدمة الجيش‪.‬‬
‫نخانا‪ :‬افتخر وتعظَّم‪ ،‬ونخا فالناً‪ :‬مدحه‪.‬‬
‫والمقصود أثار نخوتنا وحميّتنا‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫ملسلا عم‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫ص؟‬ ‫المكررة في الن ّ ّ‬
‫َّ‬ ‫‪1 .1‬ما الكلمة‬
‫ص؟‬‫‪2 .2‬ما القضية التي يطرحها الن ّ ّ‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫الشاعر‪.‬‬
‫وتي المناسب النفعاالت ّ‬
‫الص ّ‬
‫ص قراءة جهرية معبِّرة مراعياً التّلوين ّ‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫ص قراءة صامتة‪ّ ،‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫‪1 .1‬تحدّث الشاعر عن طرفين متصارعين‪ ،‬اذكرهما‪ ،‬وبيّن هدف ك ٍّل منهما‪.‬‬
‫ضح ذلك من فهمك المقطعين الثّاني والثّالث‪.‬‬ ‫متنوعة لخداع ال ّشعوب‪ ،‬و ّ‬
‫أساليب ّ‬
‫َ‬ ‫‪2 .2‬يلجأ المعتدون إلى‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫تعرف‪:‬‬
‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ّ‬
‫ ‪ .‬أالفرق في المعنى بين كلمتي (التزوير والبهتان)‪.‬‬
‫ثم اشرح معناها في سياق البيت الثامن‪.‬‬ ‫المعجمي لكلمة (عجنّا) ّ‬
‫ّ‬ ‫ ‪ .‬بالمعنى‬
‫ص معجماً لغويّاً لك ٍّل من (السلم) و(الحرب)‪.‬‬ ‫كون من الن ّ ّ‬
‫‪ِّ 2 .2‬‬
‫‪3 .3‬استنتج الفكرة العامة للنص مستفيدا ً من المعجمين السابقين‪.‬‬
‫ص‪:‬‬‫‪4 .4‬رتِّب الفكر الرئيسة اآلتية وفق ورودها في الن ّ ّ‬
‫ –فضح أساليب دعاة الحروب‪.‬‬
‫ –دور الطّليعة الواعية‪.‬‬
‫ –تصوير ويالت الحروب‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬

‫‪5 .5‬في ك ٍّل من شطري البيت ّ‬


‫األول سبب ونتيجة‪ ،‬بيّن ّ‬
‫كل ً منهما‪.‬‬
‫‪6 .6‬ما الدور المنوط بك ّل من الشعب والطليعة في مواجهة العدوان؟‬
‫ضح ذلك وفق الجدول‪:‬‬
‫‪7 .7‬كشف الشاعر بالحجة والبرهان أساليب المعتدين في خداع الشعوب و ّ‬

‫الر ّد عليها‬ ‫الخدعة‬

‫العامل الح ّر‬

‫‪8 .8‬ما اآلثار المترت ّبة على الحروب؟ وما الوسيلة األجدى لتجنّبها برأي الشاعر؟‬
‫ص ما يثبت ذلك‪.‬‬
‫‪9 .9‬من الوسائل التي اعتمدها الشاعر االتكاء ُ على الموروث الشعبي‪ ،‬هات من الن ّ ّ‬
‫‪ِ 1010‬ل َم يسعى أعداء السالم إلى إشعال نيران الحروب؟‬
‫الز َرك ِْلي بعد معركة ميسلون واحتالل سورية‪:‬‬
‫‪1111‬قال خير الدين ِّ‬
‫فـــيـــالـــق وجـــنـــو ُد‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫عــلــيــك‬ ‫تــجــنــي‬ ‫خــدعــوك يــا أ َّم الــ َحــضــار ِة فــا ْرتَ ْ‬
‫َــت‬ ‫ِ‬
‫ص من حيث المضمون‪.‬‬
‫ –وازن بين هذا البيت والبيت السابع من الن ّ ّ‬

‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫ص‪.‬‬ ‫ص إلى مذهب الواقعيّة الجديدة‪ ،‬هات سمتين من سماتها برزتا في الن ّ ّ‬ ‫‪1 .1‬ينتمي الن ّ ّ‬
‫ص‪ ،‬واختفت ضمائر المفرد‪ ،‬ما هدف الشاعر من ذلك؟‬ ‫‪2 .2‬غلبت ضمائر الجماعة على الن ّ ّ‬
‫‪3 .3‬بين دور األسلوبين الخبري واإلنشائي في خدمة الموقف االنفعالي للشاعر‪.‬‬
‫مرة‪ ،‬وتشبيه تام األركان مرة أخرى‪.‬‬ ‫حول االستعارة في‪( :‬نزرع المحبّة) إلى تشبيه بليغ ّ‬ ‫‪ّ 4 .4‬‬
‫‪5 .5‬أدّى الطباق دورا ً في توضيح المعنى‪ .‬أثبت ذلك بمثالين من المقطع الثاني‪.‬‬
‫النص و ِذ ْك ِر موط ِن ك ّل منها‪.‬‬‫‪6 .6‬استعمل طريقة (تبادل التفكير المزدوج) في استنباط المشاعر العاطفية في ّ‬
‫‪7 .7‬من مصادر الموسيقا الداخلية تكرار الكلمات والحروف الهامسة‪ ،‬مثِّل لهما من الن ّ ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫‪8 .8‬قطِّع البيت الرابع‪ ،‬وس ِّم بحره وقافيته ورويّه‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫ملسلا عم‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬

‫‪1 .1‬قال زهير بن أبي سلمى‪:‬‬


‫ــم‬ ‫ومـــا ُهـــ َو عنها بــال ـ َحــديـ ِ‬
‫ـث املــ َر َّج ِ‬ ‫الــحــرب إلَّ مــا علم ُت ْم وذق ـ ُتـ ُ‬
‫ـم‬ ‫ُ‬ ‫ومــا‬
‫ـــر ِم‬
‫رضيــ ُتــمــوهــا فـــ َت ْ َ‬
‫َـــــر إذا َّ‬
‫وت ْ َ‬ ‫مــتــى تــبــعــثــوهــا تــبــعــثــوهــا ذمــيــم ـ ًة‬
‫ص ما يؤيِّد البيتين السابقين‪.‬‬‫ *هات من الن ّ ّ‬
‫جاً أخر من عندك‪.‬‬
‫ج َ‬
‫ح َ‬
‫ج ُج الشاعر في التنفير من الحروب مقنعة؟ هات ُ‬ ‫ح َ‬
‫‪2 .2‬هل كانت ُ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬
‫ *اكتب مقالة علمية تبيِّن فيها أضرار الحروب‪ ،‬وآثارها في الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫تطبيقات لغوية‬

‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬


‫ *اقرأ األبيات اآلتية‪ّ ،‬‬
‫ –قال الشاعر وصفي القرنفلي‪:‬‬
‫ُق ْ‬
‫ــــــل ملـــــ ْن يـــزعـــمـــون عـــاملـــهـــم ُحــــــــ َّراً (أحـــــــ ٌّر يــســتــعــبــدُ اإلنــــســــانَــــا)؟‬ ‫‪1‬‬
‫يب‪ ،‬فــــــاذا؟ وز ِّو ُروا بــرهــانَــا‬ ‫الـــحـــروب يــســألُــكــم شعـــ‬
‫ِ‬ ‫يــا دعــــا َة‬ ‫‪2‬‬
‫أنْ يـــكـــونَ الــتــدمــ َر والــخــرانــا؟‬ ‫حـــرب) – إلَّ‬
‫ُ‬ ‫للحرب – (يــا‬
‫ِ‬ ‫أي رجــعٍ‬
‫ُّ‬ ‫‪3‬‬

‫‪238‬‬
‫يرش ٌّصن‬
‫ع‬
‫ • أ‬
‫السئلة‪:‬‬
‫حددْ مفعوليه‪.‬‬ ‫ص فعال ً َّ‬
‫يتعدى إلى مفعولين‪ ،‬ث َّم ِّ‬ ‫‪1 .1‬هات من الن ّ ّ‬
‫ص اسمي استفهام‪ ،‬واذكر داللة ك ّل منهما‪.‬‬ ‫‪2 .2‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫ص إعراب مفردات‪ ،‬وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أعرب ما تحته ٌّ‬
‫خط من الن ّ ّ‬
‫زوروا)‪.‬‬
‫‪4 .4‬هات مصادر األفعال اآلتية (يزعمون‪ ،‬يستعبد‪ِّ ،‬‬
‫‪5 .5‬ما الحرف المحذوف من كلمة (للحرب)‪ ،‬ولماذا؟‬
‫‪6 .6‬رتِّب الكلمات اآلتية وفق ورودها في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪.‬‬
‫(دعاة‪ ،‬برهان‪ ،‬التدمير‪ ،‬الخسران)‪.‬‬

‫التحضي‬
‫‬ ‫النشاط‬

‫الفلسطيني‪ ،‬استعن بمصادر التعلّم في ذكر عدد منها مبرزاً حجم‬


‫ّ‬ ‫بحق الشعب‬
‫ *كثرت الجرائم التي ارتكبها الصهاينة ّ‬
‫ضحايا هذه الجرائم من األبرياء‪ ،‬تمهيداً لل ّدرس القادم‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫*‬
‫المدينة المحاصرة‬
‫شعري‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫يسو‬
‫س ُ‬‫ُم ِعين ِب ِ‬
‫(‪1984-1930‬م)‬
‫ف‬
‫و� َّــرج ي�‬ ‫ولــد ف� غــزة‪ ،‬ت خ‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫الامعــة المريكيــة ي�‬ ‫ج‬
‫ف‬
‫القاهــرة‪ ،‬ومعــل ي� ســلك‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫فلســط�‬ ‫التعلــم ي�‬ ‫ي‬
‫والعــراق‪ ،‬ومــارس العمــل‬
‫الصحــى‪ ،‬وقــد اكن‬ ‫ف‬

‫الدرس الرابع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬

‫ّ‬
‫مستشــارا ثقافيــا لرئيــس‬
‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مدخل إلى‬
‫التحر� الفلســطينية‬ ‫ي‬ ‫منظمــة‬
‫بد لليل االحتالل من زوا ٍل‬ ‫لن تغلق القضبان أفواه األحرار‪ ،‬وال َّ‬ ‫ً ف ت‬
‫وعضــوا ي� ا�ــاد الكتــاب‬
‫خ شاه ٌد على‬
‫مهما طالت معاناة الواقعين تحت وطأته‪ ،‬ولع ّل التاري َ‬ ‫ـ� الفلسـ ي ن‬ ‫والصحفيـ ي ن‬
‫ـطيني�‪،‬‬
‫انتصار إرادة الشعوب على مستعمريها‪.‬‬
‫نو�ل جـ ئز‬ ‫‪٤‬‬
‫ـا�ة اللوتــس الدولية‬
‫عــى إبداعاتــه‪ .‬مــن أمعــاهل‬
‫ن ف‬
‫(فلســط� ي� القلــب‪،‬‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫أش‬
‫�ــار �ــوت واقفــة)‪.‬‬ ‫ال ج‬
‫ة‬
‫الاكمــ�‪،‬‬ ‫ونــرت أمعــاهل‬ ‫ش‬
‫بع�ــا إىل الروســية‬ ‫تو� ج� ض‬
‫نلك� يــة‪،‬‬ ‫وال ي ز‬ ‫إ‬ ‫واليطاليــة‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫ومــن هــذه المعــال أخــذ‬
‫النــص‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هــذا‬

‫* معين بسيسو‪ :‬األعمال الكاملة‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.43-42‬‬

‫‪240‬‬
‫ّيرعش ّصن‬ ‫ةرصاحملا ةنيدملا‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬

‫السج ْني‬ ‫الوطن َّ‬


‫ِ‬ ‫جوم حكاي َة‬‫البح ُر يحيك لل ُّن ِ‬
‫واللّيل كالش ّحا ِذ يط ُر ُق بالدموعِ وباألن ْني‬
‫الشعب الحزي ْن‬
‫ِ‬ ‫أبواب غ َّز َة وهي مغلق ٌة عىل‬
‫َ‬

‫العذاب‬
‫ْ‬ ‫ُطل من ِ‬
‫فرط‬ ‫وتكا ُد أنوا ُر الصبا ِح ت ُّ‬
‫الشباب‬
‫ْ‬ ‫وتطار ُد الل َّيل الذي ما َ‬
‫زال موفو َر‬
‫الذهاب‬
‫ْ‬ ‫لك َّنهُ ما حانَ موعدُ ها وما حانَ‬

‫تجيب‬
‫ْ‬ ‫ويخاطب الفج ُر املدين َة وهي َح ْ َيى ال‬
‫ُ‬
‫الدرس الرابع‬

‫الدروب‬
‫ْ‬ ‫الوطن‬
‫ِ‬ ‫يقول الفج ُر هل ُف ِت َحت إىل‬
‫ماذا ُ‬
‫ّ‬

‫الخصيب؟‬
‫ْ‬ ‫فنو ِّد ُع الصحرا َء حني نسريُ للوادي‬

‫هي الحسنا ُء غ َّز ُة يف مآمتها تدو ْر‬


‫هذي َ‬
‫‪٤‬‬
‫الخيام وب َني َعطْىش يف القبو ْر‬
‫ِ‬ ‫ما ب َني َج ْو َعى يف‬
‫ْتات من د ِم ِه ويعت ُ‬
‫رص الجذو ْر‬ ‫و ُمع َّذ ٍب َيق ُ‬

‫الوطن املُضا ْع؟‬


‫ِ‬ ‫مازلت بكّا ًء عىل‬
‫َ‬ ‫أقرأت أَ ْم‬
‫َ‬
‫تجتنب الرصا ْع‬
‫ُ‬ ‫حت‬
‫يك ف ُر َ‬‫الخوف ك َّب َل ساعدَ َ‬
‫ُ‬
‫الريح الرشا ْع‬ ‫غرقت وشق ِ‬
‫َّت ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتقول ّإن قد‬ ‫ُ‬
‫أرض يَ ِض ُّج بها الشعا ْع‬
‫يا أيُّها املدحو ُر يف ٍ‬
‫أنشدْ أناشيدَ الكفاحِ ِ ْ‬
‫وس بقافل ِة الجيا ْع‬ ‫ِ‬

‫‪241‬‬
‫ةرصاحملا ةنيدملا‬

‫مهارات استماع‬
‫النص نف ّ ِذ المطلوب‪:‬‬
‫ *بعد استماعك َّ‬
‫مما يأتي‪:‬‬
‫‪1 .1‬اختر اإلجابة الصحيحة ّ‬
‫َف الشاعر من عرض موضوعه إلى‪:‬‬ ‫ –هد َ‬
‫(وصف المعاناة – استثارة الهمم – إبراز تفاؤله بالخالص – كل ما سبق)‪.‬‬
‫‪2 .2‬اذكر بعض عناصر الطبيعة التي تعاطفت مع غزَّة في محنتها‪.‬‬

‫مهارات القراءة‬
‫ •القراءة الجهريّة‪:‬‬
‫ص قراءة جهريةً‪ ،‬مراعياً التلوين الصوتي المناسب إلحساس الشاعر بالمعاناة‪.‬‬
‫ *اقرأ الن ّ ّ‬
‫ •القراءة الصامتة‪:‬‬
‫ثم نفّذ المطلوب‪:‬‬
‫النص قراء ًة صامت ًة ّ‬
‫ *اقرأ ّ‬
‫النص‪ ،‬متبعاً طريقة (القراءة المزدوجة)‪.‬‬
‫تقص مالمح هذه المعاناة في ّ‬‫‪1 .1‬تعدّدت مظاهر معاناة غزة‪ّ ،‬‬
‫سم هذين الطرفين واكتشف بداية النهاية‬ ‫صور الشاعر في المقطعين الثاني والثالث صراعاً بين طرفين‪ّ .‬‬ ‫‪ّ 2 .2‬‬
‫لهذا الصراع‪.‬‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫ •المستوى الفكري‪:‬‬
‫ضح داللة ك ٍّل منهما في ّ‬
‫النص‪.‬‬ ‫تعرف معنى كلمتي (ف َ ْرط‪ ،‬موفور)‪ّ ،‬‬
‫ثم و ّ‬ ‫‪1 .1‬استعن بالمعجم في ُّ‬
‫خريطة مفاهيمية من تصميمك‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثم رت ّبها في‬ ‫ّ‬ ‫‪2 .2‬صنّف الفكر اآلتية‪،‬‬
‫(معاناة غ ّزة من الحصار ‪ -‬موقف الطبيعة من غ ّزة – الدعوة إلى االنتفاضة ‪ -‬وصف معاناة غزة من‬
‫الحصار – قرب اشتعال االنتفاضة ‪ -‬حلم العودة إلى الوطن)‪.‬‬
‫‪3 .3‬ما الدور الذي أَدَّاه ك ٌّل من البحر والليل ت ُجاه غ ّزة؟‬
‫‪4 .4‬ما داللة السؤال الذي طرحه الفجر في المقطع الثالث؟‬
‫‪5 .5‬آمن الشاعر بقدرة الشعب على االنتصار على المستعمر‪ .‬ما الدليل الذي قدّمه إلثبات هذه القدرة؟ وما‬
‫السبب الذي دفعه لتقديمه؟‬
‫ثم رت ّبها وفق أهميتها في رأيك‪.‬‬
‫‪6 .6‬هات جملةً من العوامل تسهم في تحرير فلسطين ّ‬
‫‪7 .7‬ما الظروف التي ينبغي توفّرها لعودة فلسطين إلى األهل كما بدت لك في النص؟‬
‫‪242‬‬
‫ّيرعش ّصن‬

‫‪8 .8‬قال نزار قباني‪:‬‬


‫َت البدَّ أن تدو ْر‬ ‫عقارب الساع ِة إنْ تو َّقف ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األرض ال يخيفُنا‬ ‫اغتصاب‬
‫َ‬ ‫إنّ‬
‫يسقط من أَجنح ِة النسو ْر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فالريش قد‬
‫الطويل ال يخيفُنا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والعطش‬
‫فاملا ُء يبقى دامئاً يف ِ‬
‫باطن الصخو ْر‬
‫ –وازن بين قول نزار قباني والمقطع الثاني من النص‪.‬‬
‫ن‬
‫الف�‪:‬‬
‫ •المستوى ي ّ‬
‫تقص سمات هذا المذهب ممثّال ً‪.‬‬ ‫ص إلى الواقعيّة الجديدة‪ّ ،‬‬ ‫‪1 .1‬ينتمي الن ّ ّ‬
‫ت المشتقات دورا ً في توضيح الحالة االنفعالية‪ .‬أثبت ذلك بأمثلة من النص‪.‬‬ ‫‪2 .2‬أدّ ِ‬
‫‪3 .3‬غلب على المقاطع األربعة األولى األسلوب الخبري بينما غلب األسلوب اإلنشائي على المقطع‬
‫األخير‪ ،‬بيّن أثر ذلك في خدمة المعنى‪.‬‬
‫‪4 .4‬حلّل الصور البيانية الواردة في المقطع الثالث‪ ،‬واذكر وظيفةً لك ٍّل منها‪.‬‬
‫‪5 .5‬استخرج من المقطع الثاني شعورين عاطفيين‪ ،‬واذكر أدا ًة استعملها الشاعر إلبراز ك ٍّل منها‪.‬‬
‫تنوع حرف الروي بين مقاطع النص‪ .‬ما أثر ذلك في المتلقي‪.‬‬ ‫‪ّ 6 .6‬‬

‫ابداعي‬
‫المستوى ‬
‫األول إلى أسلوب إنشائي ُم ِ‬
‫ستعمال ً صيغاً متنوعة‪.‬‬ ‫حول األساليب الخبريّة في المقطع ّ‬
‫ * ّ‬
‫ّ‬

‫الكتا‬
‫التعب  ‬
‫‬

‫تتحدث فيها عن وحشية العدو الصهيوني وجرائمه بحق أهلنا في فلسطين مبرزاً اإلجراءات الواجب‬ ‫ *اكتب مقالة َّ‬
‫اتخاذها تجاه القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫ *التعبير األدبي‪:‬‬
‫اإلنساني ومظاهر الشقاء‪ ،‬ففضحوا أساليب المستعمرين في إغواء أبناء‬
‫ّ‬ ‫اهتم أدباء الواقعيّة بتصوير البؤس‬
‫ّ‬
‫فروا طلباً‬ ‫َّ‬
‫قلق الذين ّ‬
‫وصوروا َ‬‫ّ‬ ‫الشعوب ببريق عالمهم المخادع‪ ،‬وندّدوا بإشعال الحروب في األوطان‪،‬‬
‫للطمأنينة والرزق من مستقبل مجهول‪ ،‬مبرزين شوق المغتربين إلى العودة إلى ديارهم‪.‬‬
‫ *ناقش الموضوع السابق‪ ،‬وأيّد ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة‪ ،‬موظّفاً الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫ –قال نسيب عريضة‪:‬‬
‫فــات الظَّ َع ْن؟‬
‫َ‬ ‫هل عــود ٌة تُرجى وقــد‬ ‫يــا دهــ ُر قــد َ‬
‫طــال الـ ُبــعــا ُد عــن الوط ْن‬
‫‪243‬‬
‫*‬ ‫ّ‬
‫إن األدب كان مسؤوال‬
‫مطالعة‬

‫التحوالت والتحدّيات‬
‫ّ‬ ‫ح التعبير‪ ،‬تبدوان في المرحلة الراهنة من‬‫إ ّن تعزيز الواقعيّة وتجديدها‪ ،‬إذا ص ّ‬
‫وتتطور بقرار‬
‫ّ‬ ‫ملحة‪ ،‬على الرغم من أ ّن المذاهب األدبيّة ال تنشأ‬
‫مهمةً ّ‬‫التي يواجهها الواقع الثقافي العربي‪ّ ،‬‬
‫االجتماعي بجميع‬
‫ّ‬ ‫الثقافي من خالل ارتباطه بحركة الواقع‬
‫ّ‬ ‫لتطور مجمل الواقع‬
‫فوقي‪ ،‬بل تجيء حصيلة ّ‬ ‫ّ‬
‫جوانبه ومعطياته التاريخيّة‪.‬‬
‫إ ّن العمل الفن ّ ّي إذا كان في مجمله حصيلة تجاوب الفنّان مع الحياة ورؤيته للمجتمع والكون‪ ،‬فإ ّن‬
‫الوعي‪ ،‬وعي الفنّان لهذه الرؤية‪ ،‬يش ّكل جزءا ً ال يتج ّزأ منها‪ ،‬إن لم نقل إنّه يجب أن يحكمها كلّها‪ .‬إذ إنّه‬
‫يتطور الفنّان من خالل إنتاجه‪ ،‬كي تكون له رؤيته الواعية والشاملة للحياة والكون‪ ،‬يستطيع أن‬ ‫بمقدار ما ّ‬
‫يقدّم إنتاجاً متماسكاً معبّرا ً عن حصيلة تجربته‪ ،‬وبذلك يكون فنّاناً حقيقيّاً‪ .‬إ ّن هذه الرؤية تش ّكل أساس‬

‫الدرس الخامس‬
‫ّ‬
‫ثم تحدّد بالتالي انتماءه الفكري‪.‬‬‫ح التعبيرـ ومن ّ‬‫موقفه اإليديولوجي إذا ص ّ‬
‫أمّا عن التساؤل لم الواقعيّة بالذات؟ فأل ّن الواقعيّة كونها رؤية للمجتمع والكون‪ ،‬وكونها منهجاً في‬
‫التاريخي الملموس‪ ،‬واألقدر على‬
‫ّ‬ ‫األدبي والفن ّ ّي‪ ،‬تظ ّل المذهب األكثر التزاماً باإلنسان في واقعه‬
‫ّ‬ ‫العمل‬
‫واالجتماعي‬
‫ّ‬ ‫ثم الحكم على انتمائه الفكري‬ ‫التاريخي‪ .‬ومن ّ‬
‫ّ‬ ‫الكشف عن رؤيته للحياة من خالل هذا الواقع‬
‫كأي مذهب لها إشكاالتها في ح ّد ذاتها كما‬ ‫ّ‬ ‫أي موقع يقف‪ .‬ك ّل ذلك مع االعتراف بأ ّن الواقعيّة‬ ‫أي في ّ‬
‫أ ّن لها ات ّجاهاتها ون ّقادها وخصومها وأنّها تقوم إلى جانبها مذاهب (ال واقعيّة) ال تق ّل عنها رسوخاً في‬ ‫‪5‬‬
‫والفن وقدرة على التأثير‪ .‬بل إ ّن هذه المذاهب واالت ّجاهات (الالواقعيّة) تزدهر في المرحلة الراهنة‬ ‫ّ‬ ‫األدب‬
‫يسوغ تاريخيّاً هذا االزدهار‪ ،‬فإ ّن الواقعيّة‬
‫ثمة ما ّ‬
‫األدبي والفن ّ ّي في حياتنا الثقافيّة‪ .‬وإذا كان ّ‬
‫ّ‬ ‫من اإلنتاج‬
‫المسوغات اإليديولوجيّة‪ ،‬في المرحلة الراهنة ما يفرض جدارتها‪ ،‬ألنّها كانت وال‬ ‫ّ‬ ‫نفسها تملك أيضاً من‬
‫والفن األكثر التزاماً باإلنسان وبقضاياه واألقدر على مواكبة نضاله من أجل‬ ‫ّ‬ ‫تزال المذهب في األدب‬
‫تحرره وتقدّمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫تطورها‬
‫وترتبط المذاهب األدبيّة والفنّيّة بالبنية الثقافيّة العامّة السائدة في المجتمع وتتبعها في حركة ّ‬
‫ثم ال تنشأ من العدم و ال تنمو في الفراغ وليست نوعاً من (العبث)‪.‬‬ ‫ومن ّ‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* جالل فاروق الشريف‪ :‬إ ّن األدب كان مسؤوال ً‪ ،‬منشورات اتحاد الكتّاب العرب ‪ -‬دمشق ‪ 1978‬ص ‪26 -11‬‬

‫‪244‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫وؤسم ناك بدألا ّنإ‬

‫تاريخي صحيح‪ .‬إ ّن هذا‬


‫ّ‬ ‫وعلى هذا فإ ّن الدعوة إلى مذهب ّ‬
‫أدبي أو فن ّ ّي معيّن يجب أن تأتي في أفق‬
‫التاريخي هو الذي يحدّد هذه المذاهب األدبيّة أو الفنّيّة السائدة ويحدّد معها إشكاالتها وات ّجاهاتها‬
‫ّ‬ ‫األفق‬
‫ولما كانت الحياة العربيّة الراهنة تتّسم بصراع قاس من أجل الحاضر والمستقبل أي حول‬ ‫وقضاياها‪ّ .‬‬
‫تاريخي صحيح‪ .‬إنّها المذهب األقدر على‬ ‫ّ‬ ‫المصير‪ ،‬فإ ّن الواقعيّة كونها مذهباً أدبيّاً وفنّيّاً تجيء في أفق‬
‫االلتزام بهذا الصراع‪ ،‬والتعبير عنه في جميع مستوياته السياسيّة واالجتماعيّة واالقتصاديّة ودفعه إلى األمام‬
‫ثمة مذهب أقدر من الواقعيّة على التعبير عن النشاط‬ ‫في طريق االنتصار على أعدائه التاريخيّين؛ أي أنّه ليس ّ‬
‫العربي إلى االلتزام بمصيره وبالشروط التاريخيّة لهذا‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني في الحياة العربيّة الراهنة وعلى دفع اإلنسان‬
‫ّ‬
‫المصير‪.‬‬
‫اإلنساني‬
‫ّ‬ ‫يظلن مرتبطين بالشرط‬ ‫والفن جزءا ً من الفعالية الثقافيّة العامّة لإلنسان فإنّهما ّ‬
‫ّ‬ ‫لما كان األدب‬
‫ّ‬
‫فن ّإل باإلنسان‪ .‬وال‬
‫وتنوعت أشكال هذا االرتباط‪ .‬فال ّ‬
‫تطوره التاريخيّة مهما تعدّدت ّ‬ ‫في مختلف مراحل ّ‬
‫ف َّن ّإل من خالل اإلنسان‪ .‬إ ّن هذه الحقيقة ترقى إلى مستوى البدهيّات‪.‬‬
‫الفن هي تلك التي تكون أصدق تعبير‬ ‫فن ّإل باإلنسان أو من خالله‪ ،‬فإ ّن أعلى أشكال هذا ّ‬
‫وإذا كان ال ّ‬
‫الدرس الخامس‬
‫ّ‬

‫الفن بقدر‬
‫ّ‬ ‫فن حقيقيّاً من دون صدق التعبير‪ .‬والفنّانون إنّما يرتقون في درجات‬
‫عن هذا اإلنسان‪ .‬فال ّ‬
‫صدقهم في التعبير عن اإلنسان‪ .‬وهم يهبطون إلى حضيض الزيف واالصطناع بقدر ما يتخلّون عن صدق‬
‫الفن الصادق وحده هو الذي يبقى ألنّه يصبح جزءا ً من اإلنسان ومن‬
‫التعبير أو يعجزون عن بلوغه‪ .‬إن ّهذا ّ‬
‫تاريخه‪.‬‬
‫اإلنساني؛ ألنّه ببلوغها يح ّقق اإلنسان أسمى‬
‫ّ‬ ‫الحريّة هو أعلى درجات تح ّقق الشرط‬ ‫ّ‬ ‫ولما كان بلوغ‬‫ّ‬
‫‪5‬‬ ‫التاريخي لتحرير اإلنسان من جميع‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي هي اإلسهام في النضال‬
‫ّ‬ ‫الفن‬
‫مهمة ّ‬‫أشكال إنسانيّته‪ ،‬لذلك فإ ّن ّ‬
‫الحريّة ليس مسألة فرديّة‪ .‬كما أنّه‬
‫ّ‬ ‫أشكال القسر واالستالب الداخليّة والخارجيّة‪ .‬غير أ ّن بلوغ ملكوت‬
‫تاريخي طويل هو‬
‫ّ‬ ‫ليس حالة فكريّة أو سيكولوجيّة‪ .‬إنّه باألساس مسألة اجتماعيّة‪ ،‬مسألة تتح ّقق عبر ّ‬
‫تطور‬
‫اإلنساني‬
‫ّ‬ ‫والفن كرؤية إنّما هي التزام بالشرط‬
‫ّ‬ ‫تطور الحضارة اإلنسانيّة نفسها‪ .‬والواقعيّة في األدب‬‫تاريخ ّ‬
‫والفن كمنهج إنّما هي االلتزام بهذا الشرط من خالل واقع‬ ‫ّ‬ ‫في صيرورته التاريخيّة‪ .‬والواقعيّة في األدب‬
‫اإلنساني‪ ،‬الذي يصنع اإلنسان نفسه من خالله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خص يحدّد هذا الشرط‬ ‫تاريخي ملموس ومش ّ‬
‫ّ‬
‫إ ّن أسمى أشكال الرؤية الواقعيّة عندما تكون التزاماً ال باإلنسانيّة في صيرورتها التاريخيّة وحسب‪،‬‬
‫الحريّة‪ .‬وإ ّن أسمى أشكال الواقعيّة كونها منهجاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وإنّما بالقوى التاريخيّة التي تصنع هذه الصيرورة بات ّجاه‬
‫للتحرر بك ّل‬
‫ّ‬ ‫التاريخي الذي يناضل اإلنسان من خالله‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫عندما تكون قادرة على أن تبرز الشرط‬
‫تحرره وتقدّمه‪.‬‬ ‫ما فيه من عالقات وصراعات السيما القوى التي تصنع ّ‬

‫‪245‬‬
‫وؤسم ناك بدألا ّنإ‬

‫الواقعي أن يعيد إنتاجها وأن‬


‫ّ‬ ‫العربي الراهن؟ والتي يفترض في الفنّان‬
‫ّ‬ ‫ما المواد التي يقدّمها للفنّان الواقع‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الداخلي في عالقته الجدليّة في العالم‬
‫ّ‬ ‫ضح من خاللها عالم اإلنسان‬ ‫يو ّ‬
‫ليس من اليسير اإلجابة عن السؤال‪ .‬ولكن من الممكن مع ذلك تحديد بعض السمات األساسيّة‪ ،‬فإذا‬
‫كانت السمة األساسيّة لعصرنا هي االنتقال إلى االشتراكيّة وأ ّن التناقض الرئيس الذي يحكم هذا العصر‬
‫العربي محكوم بهذا‬
‫ّ‬ ‫هو التناقض بين االشتراكيّة والرأسماليّة االحتكاريّة اإلمبرياليّة‪ ،‬فإ ّن موقع المجتمع‬
‫التناقض والسيما أ ّن هذا المجتمع مج ّزأ متخلّف تؤلّف اإلمبرياليّة العالميّة عقدة تجزئته وتخلّفه‪ ،‬وتتح ّكم‬
‫تطوره االجتماعيّة واالقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة مباشرة أو بصورة غير‬ ‫مفاعيل اإلمبرياليّة في حركة ّ‬
‫العربي هي مسائل تصفية التجزئة والتخلّف‬
‫ّ‬ ‫المهمة التاريخيّة المطروحة على المجتمع‬
‫ّ‬ ‫ثم فإ ّن‬
‫مباشرة‪ .‬ومن ّ‬
‫المهمة‪ .‬ومن هنا تتحدّد المهام‬
‫ّ‬ ‫العربي باالنتقال إلى االشتراكيّة كطريق وحيد إلنجاز هذه‬ ‫ّ‬ ‫في إطار الوطن‬
‫ضح هذا الواقع بك ّل معطياته من‬‫والفن‪ .‬إنّها مطالبة بأن تو ّ‬
‫ّ‬ ‫الملقاة على عاتق الواقعيّة كمنهج في األدب‬
‫اإلنساني القائم فيه وأن تدفعه بات ّجاه أن يأخذ دوره في‬
‫ّ‬ ‫تطوره‪ ،‬وأن تكشف عن الشرط‬ ‫خالل حركة ّ‬
‫أي مذهب آخر غير الواقعيّة عاجز عن أداء‬ ‫مواجهة سلبيّات هذا الواقع‪ .‬ويمكن القول بال أدنى تردّد إ ّن ّ‬
‫هذا الدور بك ّل عمقه وات ّساعه‪.‬‬
‫العربي مش ّقة وحسماً إذا‬
‫ّ‬ ‫المهمة الملقاة على عاتق الواقعيّة في الظروف الراهنة للمجتمع‬‫ّ‬ ‫وتزداد هذه‬
‫العربي وتش ّكل محاوره‬
‫ّ‬ ‫والملحة التي تفرض نفسها على الواقع‬‫ّ‬ ‫ما نظر إليها من خالل القضايا الرئيسة‬
‫النضالي كالقضيّة الفلسطينيّة وما يستج ّد باستمرار على هذا الصعيد من‬ ‫ّ‬ ‫الرئيسة والسيما على الصعيد‬
‫العربي اإليجابيّة منها والسلبيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قضايا تبرز بوضوح ظروف الواقع‬
‫العربي يواجه تحدّيات حضاريّة كبرى داخليّة وخارجيّة على‬
‫ّ‬ ‫وبعبارة واحدة يمكن القول إ ّن الواقع‬
‫وتحملها في الوقت نفسه مسؤوليّاتها في تأجيج وعي اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫جميع المستويات تقدّم للواقعيّة مادّتها‬
‫العربي لهذه التحدّيات بك ّل أبعادها وفي أن تفتح أمامه آفاق العمل من أجل التغيير‪.‬‬
‫ّ‬
‫العربي في ظروفه الملموسة ثقافيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً‬
‫ّ‬ ‫ليس المطلوب من الواقعيّة أن تعكس الواقع‬
‫فحسب‪ ،‬وإنّما أن تطرح أيضاً هذا الواقع بك ّل آفاقه المصيريّة الشاملة‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫الوحدة الثامنة‬ ‫املسرحية‬
‫ِّ‬ ‫فن‬
‫ّ‬

‫قراءة متهيديّة‬ ‫فن المسرح ِّي ‬


‫ة‬ ‫ّ‬ ‫الدرس األ ّول ‬
‫مرسحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫حفلة سمر من أجل (‪ )٥‬حزيران ّ‬ ‫الدرس الثّاين ‬
‫مرسحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫والصمت‬
‫ّ‬ ‫الصوت‬
‫بين ّ‬ ‫الدرس الثّالث ‬

‫مطالعة‬ ‫المسرح الغنائ ‬


‫ي‬ ‫الدرس ال ّرابع ‬
‫*‬ ‫ّ‬
‫المسرحية‬
‫ّ‬ ‫فن‬
‫قراءة تمهيد ّية‬

‫المسرحيَّة أحد الفنون األدبيّة‪ ،‬تروي قصَّ ة معيَّنة جادّة أو هازلة من خالل أشخاص‪ ،‬وتقسم على مشاهد‪،‬‬
‫وتقوم على حوار يلقيه ممثّلون أمامَ جمهور ضمن إطار فن ّ ّي معيّن‪ ،‬ويقوم ك ُّل ممثّل فيها بأداء دور يمثّل‬
‫من خالله شخصاً‪ ،‬ويعتمد نجاح المسرحي َِّة على قدرة الممثّلين على تصوير الحدث وتمثيله للمشاهدين‪.‬‬

‫المرسحية وأبرز أعالمها‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪1.1‬نشأة‬
‫الغربي هي المسرحيّات اإلغريقيّة؛ إذ يع ّد اليونانيّون ّأو َل‬
‫ّ‬ ‫لع ّل أقدم المسرحيّات التي عرفها األدب‬
‫خاصاً‪ ،‬ويع ّد (أسخيلوس) واض َع ّأو ِل مسرحي ّ ٍة شعريّة‪ ،‬واشت ُ ِه َر من‬
‫ّ‬ ‫من اهت َّم بالمسرح‪ ،‬ووضع له نظاماً‬
‫جانب التَّمثي ِل إلى جانب الغناء‪ ،‬فزاد عددَ‬ ‫َ‬ ‫قوى‬
‫بين الشعراء المسرحيّين عند اليونان (سوفوكليس) الذي ّ‬
‫مرجعاً للكتّاب‬ ‫(فن الشعر) ألرسطو الذي يحدّد قواع َد الف ِّن المسرحي‪ ،‬وقد بقي ِ‬ ‫كتاب ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم ظهر‬
‫الممثّلين‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫الدرس ّ‬
‫ثم كانت المسرحيّة ُ الرومانيّة تقليدا ً لليونانيّة‪ ،‬ومن أشهر الكتّاب الرومان في‬‫والن ّقاد من بعده قروناً طويلة‪ّ .‬‬

‫ّ‬
‫المسرحي (بلوتس) و (ترانس)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األدب‬

‫األول‬
‫ت‬‫الروائع اليونانيّة والرومانيّة يتّخذون منها أنموذجا ٍ‬
‫ِ‬ ‫وفي عهد النهضة األوروب ّ ِية تو ّ‬
‫جه األدباء ُ إلى‬
‫اإلنكليزي فقد قام على أعمال (وليم شكسبير)‪ ،‬مثل‪( :‬روميو وجولييت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يحتذونَها في أعمالهم‪ .‬أمّا المسرح‬
‫أهم‬
‫أهم كتّابه‪( :‬كورني وراسين وموليير)‪ ،‬ومن ّ‬ ‫الفرنسي فمن ّ‬
‫ُّ‬ ‫المسرح‬
‫ُ‬ ‫يوليوس قيصر‪ ،‬عُطَيل)‪ ،‬وأمّا‬ ‫‪١‬‬
‫خصائص هذا المسرح‪ :‬التقي ّ ُد بالشعر المنظوم ِ المق ّفى‪ ،‬واشتما ُل ك ّل مسرحيّة على خمسة فصول‪ّ :‬‬
‫األول‬
‫للعرض والثاني والثالث والرابع للحوادث‪ ،‬والخامس للح ّل‪.‬‬
‫العربي أ ّن للمسرح بذورا ً قديمة في تراثنا كالشعائر الديني ّ ِة التي كان‬
‫ِّ‬ ‫الدارسين في األدب‬
‫َ‬ ‫بعض‬
‫ويرى ُ‬
‫مسرحي مستكم ٌل للعناص ِر الفنّيّة‪.‬‬ ‫يقوم بها كهنة ُ مصر أيّام الفراعنة‪ .‬ويرى آخرون َّ‬
‫أن خيال الظ ّل ف ٌّن‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫تزور‬ ‫ِ‬
‫ق األوروبّية التي كانت ُ‬ ‫ويمكن القولُ‪ :‬إ ّن البدايةَ الحقيقيّة للمسرح في الوطن العربي كانت في الفر ِ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫مصر‪.‬‬
‫َ‬

‫* ينظر لالستزادة‪:‬‬
‫‪ -‬الظواهر المسرحية عند العرب‪ ،‬علي عقلة عرسان‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬ط‪1985 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المسرح‪ ،‬محمد مندور‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1959 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المسرحية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬محمد عبد الرحيم عنبر‪ ،‬الدار القومية‪ ،‬مصر‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المسرحية في األدب العربي الحديث‪ ،‬محمد يوسف نجم‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت ط‪1967 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المسرحية نشأتها وتاريخها وأصولها‪ ،‬عمر الدسوقي‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬مصر ط‪.2‬‬
‫‪248‬‬
‫ةّيديهمت ةءارق‬ ‫ةّيحرسملا ّنف‬

‫الفن في نهضتنا الحديثة محاولة ج ّديّة هو (مارون‬ ‫وتكادُ آراء الباحثين تجمع على أ ّن ّأو َل من حاو َل هذا ّ‬
‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫قدمها لجمهوره‬ ‫ت التي َّ‬‫الن ّقاش) الذي ابتدأ تمثيله باللُّ ِغة العربيّة الدارجة‪ ،‬وكانت أولى المسرحيَّا ِ‬
‫القطع‬
‫ِ‬ ‫اش في مسرحي َِّاته من‬ ‫في بيروت هي (البخيل) لـ (موليير) في أواخر سنة (‪1847‬م)‪ ،‬وقد أكثر الن ّق ُ‬
‫مصر تصحب ُ ُه‬
‫َ‬ ‫سليم الن ّقاش من لبنان إلى‬
‫ُ‬ ‫جمهوره‪ ،‬وفي عام (‪1876‬م) وفد‬ ‫َ‬ ‫ليرضي‬
‫َ‬ ‫الغنائي َِّة والفُكاهات‬
‫عمه (مارون الن ّقاش)‪( :‬البخيل‪ ،‬وأبو الحسن المغ ّفل‪ ،‬والسليط الحسود)‪ ،‬وترجم‬ ‫ات ّ‬‫فرقة ٌ تمثيليّة ومسرحي ّ ُ‬
‫الغنائي‪ ،‬كما اقتبس من الفرنسيّة مسرحيّةَ (هوراس)‬ ‫ّ‬
‫محافظاً على ِ‬
‫طابعها‬ ‫ِ‬ ‫أوبرا (عايدة) إلى اللُّغة العربيَّة‬
‫لمؤلّفها (كورني) وغير ذلك من المسرحيّات الغربيّة‪.‬‬
‫العربي إلى طو ٍر جديد بقدوم (أحمد أبو خليل القبّاني) وفرقته المسرحيّة إلى مصر‬ ‫ّ‬ ‫المسرح‬
‫ُ‬ ‫ثم انتقل‬
‫ّ‬
‫ولما جاء‬ ‫المعربة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اني معتمدا ً على المسرحيّات األجنبيّة‬
‫المسرح ظ ّل إلى أن جاء القب ّ ّ‬
‫َ‬ ‫عام (‪1884‬م)؛ أل ّن‬
‫واإلسالمي‪ ،‬فوضع مسرحيّات (عنترة وهارون الرشيد وأنس الجليس‪)..‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫التاريخ‬
‫ِ‬ ‫اني ات ّجه نحو‬
‫القب ّ ّ‬
‫وأقرب إلى العربي ّ ِة الفصحى‪ ،‬وقد استعمل النثر‬
‫َ‬ ‫وقد امتاز أسلوبه في تلك المسرحيّات بأنّه كان أرقى لغةً‬
‫المعربة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والشعر معاً‪ ،‬على أ ّن مسرحيّاته كانت أوهى حبكةً وأضعف سياقاً من المسرحيّات‬ ‫َ‬ ‫المسجوع‬
‫العربي من المسرحي ّ ِة الغنائي ّ ِة إلى المسرحي ّ ِة االجتماعي ّ ِة‪ ،‬بظهور الممثّل جورج أبيض‬
‫ّ‬ ‫المسرح‬
‫ُ‬ ‫ثم انتقل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫والمؤلف فرح أنطون الذي ألف مسرحيّة (مصر الجديدة ومصر القديمة)‪.‬‬
‫الدرس ّ‬
‫ّ‬

‫ومحمد تيمور‬
‫ّ‬ ‫العربي‪ ،‬فمن مصر يمكن أن يُذك ََر‪ :‬إبراهيم رمزي‬ ‫ّ‬ ‫وقد برزت أسماء ٌ كثيرة في الوطن‬
‫وتوفيق الحكيم ونعمان عاشور‪ ،‬ومن سورية‪ :‬أديب إسحق وداود قسطنطين الخوري وأمين طاهر خير‬
‫األول‬

‫السعود ومعـروف األرنـاؤوط ومـراد السـباعي وخليل هنـداوي ومصطفى الحـالج‬ ‫اهلل وعبد الوهاب أبـو ّ‬
‫ومحمد الماغوط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وسعد اهلل ونّوس وممدوح عدوان‬
‫‪١‬‬
‫المرسحية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪2.2‬أنواع‬
‫للمسرحيّة عند القدماء نوعان هما‪ :‬المأساةُ والملهاة‪ .‬أمّا المأساةُ فهي مسرحيّة عنيفة ُ التأثير‪ ،‬رفيعة ُ‬
‫ٍ‬
‫بخاتمة محزنَة‪ ،‬وأمّا الملهاةُ فهي‬ ‫التاريخ أو األساطير وتنتهي‬
‫ِ‬ ‫بس غالباً من‬
‫األسلوب‪ ،‬سامية ُ المغزى‪ ،‬ت ُقت َ ُ‬
‫ضح َكة‪.‬‬
‫معايب الناس في صو ٍر مُ ِ‬
‫َ‬ ‫مسرحيّة ٌ تصف‬
‫الموضوع‬
‫ِ‬ ‫ت أخر للمسرحيّة‪ ،‬فمنهم من صنّفها انطالقاً من‬ ‫وفي العصر الحديث ات ّبع الدارسون تصنيفا ٍ‬
‫ث عنه‪ ،‬فصنّفوها إلى مسرحي ّ ٍة اجتماعي ّ ٍة أو تاريخي ّ ٍة أو سياسي ّ ٍة أو غير ذلك‪ ،‬ومنهم من صنّفها‬ ‫الذي تتح ّد ُ‬
‫يدور‬
‫ُ‬ ‫الكاتب للتعبير عن ِف َك ِرها‪ .‬ولدينا في هذا المجال المسرحيّة ُ الشعريّة ُ إذ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫للوسيلة التي يتّخ ُذها‬ ‫تبعاً‬
‫الحوار بين الممثّلين شعراً‪ ،‬ومن ذلك مسرحيّات (أحمد شوقي) ومسرحيّات (عزيز أباظة) ومسرحيّات‬ ‫ُ‬
‫(عدنان مردم)‪ ،‬والمسرحيّة النثريّة كمسرحيّات (توفيق الحكيم) ومسرحيّات (سعد اهلل ونّوس)‪ ،‬والمسرحيّة‬
‫الغناء كمسرحيّات أبي الخليل القبّاني وسالمة حجازي‬ ‫ت على ِ‬ ‫الغنائيّة التي يقوم ُ الحوار فيها بين الشخصيّا ِ‬
‫وعاصي وإلياس الرحباني‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ةّيحرسملا ّنف‬

‫المرسحية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪3.3‬هيكل‬
‫مناظر ما دامت الوحدة‬ ‫َ‬ ‫قسم ك ّل فصل َّ‬
‫عدة‬ ‫تتكو ُن المسرحيّة ُ في الغالب من ِ‬
‫ثالثة فصول أو خمسة‪ ،‬وي ُ َ‬ ‫ّ‬
‫الكاتب إلى توزيع األحداث بما يناسب عدد الفصول‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫التنسيق واالنسجام‪ .‬ويعم ُد‬
‫ُ‬ ‫مستمرة‪ ،‬والمه ُّم هو‬
‫ّ‬
‫أهم هذه الفصول وأقواها‪ ،‬وفيه تبل ُغ العقدةُ‬
‫ففي المسرحيّة ذات الفصول الثالثة يكون الفصل الثاني ّ‬
‫ب من الحوادث‬ ‫األول عرضاً مثيرا ً لالهتمام‪ ،‬والفصل الثالث يحتوي على جان ٍ‬
‫جها‪ ،‬بينما يكون الفص ُل ّ‬ ‫أو َ‬
‫القصة‪.‬‬
‫الخفي وتنتهي ّ‬
‫ُّ‬ ‫وينكشف‬
‫ُ‬ ‫في نهايتها‪ ،‬وفيه يأتي الح ّل‬
‫وتتك َّو ُن المسرحيَّة من ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫التعريف بموضوع‬
‫ُ‬ ‫‪1 .1‬العرض‪ :‬يأتي عاد ًة في الفصل األوَّ ِل من المسرحية ذات الفصول الثالثة‪ ،‬ومهمَّتُه‬
‫المسرحيَّة وبالشخصيات المهمَّة فيها‪ ،‬وإيجاد حالة من التشويق والتطلُّع واالنتظار للحوادث المقبلة؛‬
‫َّات‬
‫وأل تبرز الشخصي ُ‬ ‫مبكر من الفصل األوَّ ل‪َّ ،‬‬ ‫َّات المهمَّة ُ في وقت ِّ‬ ‫لذلك وجب أن ت َّ‬
‫ُقدمَ الشخصي ُ‬
‫الثانوي َّة بروزا ً يسترعي االهتمام‪.‬‬
‫َّ‬
‫وتتشك ُل‬ ‫وتتدرج منطقيّاً‪،‬‬
‫َّ‬ ‫‪2 .2‬العقدة‪ :‬هي تتاب ُ ُع الحواد ِ‬
‫ث وانتظامها في ِسل ْ ِس ٍلة تشتر ُك فيها ك ُّل الجزئيّات‪،‬‬
‫أكثر من عقد ٍة‪ ،‬ممَّا يزيد في تعقيد الفعل ويضاعف‬ ‫أزمة تنتهي إلى ح ّل‪ ،‬وقد يكون في المسرحية ُ‬ ‫في ٍ‬
‫االهتمام‪.‬‬
‫ص هذا الفص ُل كلُّه للح ِّل‪ ،‬بل يجب أن يحتاط‬ ‫خصَّ َ‬
‫‪3 .3‬الح ّل‪ :‬يأتي في الفصل األخير‪ ،‬وليس معنى ذلك أن ي ُ َ‬
‫ف شيئاً مضى في‬ ‫ِّ‬ ‫المؤلِّف ويدع لهذا الفصل أه َّم مناظر المسرحيَّة وأقواها‪ ،‬كما يجب َّأل يد َ‬
‫ع المؤل ُ‬
‫التفسير يجب أن يأتي طبيعيّاً عرضيّاً في أثناء الحوار‪،‬‬
‫َ‬ ‫المسرحية من غير تفسي ٍر أو توضيح‪ ،‬ولك َّن هذا‬
‫غير منتظ ٍر أو مُتوقَّع‪.‬‬
‫ويجب أن يكون الح ُّل ‪ -‬حينما يأتي ‪ -‬مقبوال ً لدى العقول مهما كان َ‬

‫المرسحية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪4.4‬عنارص‬
‫خر بها‪ ،‬والفكرة‬ ‫المحور الذي تدور حولَه ك ُّل ِ‬
‫الفك ِر الثانوي َّة التي تز َ‬ ‫َ‬ ‫‪1 .1‬الفكرة األساسيّة‪ :‬ونعني بها‬
‫المسرحيَّة يجب أن تكون أخالقيَّة أو إصالحيَّة أو تاريخيّة‪ ،...‬سواء ٌ أمأسا ًة كانت أم ملها ًة‪ ،‬ولكن يجب‬
‫ف‬ ‫ت أو خُطَب‪ ،‬وعلى الكاتب أن ِ‬
‫يكش َ‬ ‫َّأل تكو َن المسرحيَّة ُ في فكرتها أو في حوارها في صورة عظا ٍ‬
‫يشرح لنا فلس َفتَه‪ ،‬وال يفرض علينا آراءه‪ ،‬وال بأس من‬ ‫ُ‬ ‫ث بدقَّة وبراعة ووضوح‪ ،‬وال‬ ‫مجرى الحواد ِ‬
‫وجود ِف َك ٍر فرعيَّة على أن تخدمَ الفكرة األساسيَّة‪.‬‬
‫‪2 .2‬الشخصيّات‪ :‬على رأس قائمة الشخصيَّات المسرحيَّة الشخصيَّة ُ المحوري َّة‪ ،‬أي البطل األوَّ ل‪ ،‬وهي‬
‫وتتحر ُك إلى األمام‪ ،‬ويجب أن تكون من قوَّة‬ ‫َّ‬ ‫الشخصيَّة ُ التي تخلق الصراع‪ ،‬وتجعل المسرحيَّة تنمو‬
‫وتحركها وتؤثِّر في حوادثها وفي أبطالها اآلخرين‪ .‬ولكي‬ ‫ِّ‬ ‫الشخصيَّة واإلرادة بحيث تدفع بالمسرحيَّة‬
‫يت َّم ذلك ينبغي أن يكون أمام الشخصيَّة المحوري َّة شخصيَّة ٌ معارضة أو ظروف معاكسة تخلق الصراع‬

‫‪250‬‬
‫ةّيديهمت ةءارق‬

‫ع الكاتب في‬ ‫نو َ‬


‫َّات الثانوي َّة التي تكمل المسرحيّة‪ ،‬وينبغي أن ي ُ ِّ‬
‫أو األزمة‪ ،‬وتأتي بعد ذلك الشخصي ُ‬
‫َّات‬
‫ليبث الحركةَ والنشاط في مسرحيَّته‪ ،‬وأن تكون الشخصي ُ‬ ‫َّ‬ ‫شخصيَّاته‪َّ ،‬‬
‫وأل يجعلها من نمط واحد‬
‫غير مسطَّحة‪.‬‬
‫واضحةَ السمات َ‬
‫بد أن‬‫‪3 .3‬الحوار‪ :‬هو األداة الرئيسة التي يكشف بها الكاتب عن شخصيّاته‪ ،‬ويمضي بها في الصراع‪ ،‬وال َّ‬
‫واللغوي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والنفسي‬
‫ِّ‬ ‫االجتماعي والفكريِّ‬
‫ِّ‬ ‫يكون الحوار متوافقاً والشخصيّات‪ ،‬ومنسجماً ومستواها‬
‫َضل أن تكون الجم ُل في الحوار قصير ًة‪ ،‬مركَّزة وذات حيوية متدفِّقَة لكي تؤدّي ّ‬
‫مهمتها‪.‬‬ ‫ويُف َّ‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬


‫‪1 .1‬عالمَ يعتمد نجاح المسرحية؟‬
‫‪2 .2‬ما الدور الذي لعبه كتاب ف ِّن الشعر ألرسطو في نشأة الف ِّن المسرحي؟‬
‫‪3 .3‬ع ّددْ خصائص المسرح الفرنسي واذكر اثنين من ُكتّابه‪.‬‬
‫ث عن دور ك ٍّل من «مارون النّقاش» و«أبو خليل القباني» في انتشار الفن المسرحي في الوطن‬ ‫‪4 .4‬تح ّد ْ‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪5 .5‬ما المبدأ الذي اعتمدَه الدارسون في تصنيف المسرحية العربية؟ اذكر أنواعها‪.‬‬
‫‪6 .6‬ع ّد ِد األجزاء التي تتكون منها المسرحية‪.‬‬
‫ث عن الشخصيات في العمل المسرحي‪.‬‬ ‫‪7 .7‬تح ّد ْ‬
‫‪8 .8‬بي ّ ْن أهمية العرض في العمل المسرحي‪.‬‬
‫‪9 .9‬ع ّددْ عناصر المسرحية واشرح واحدة منها‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫حفلة سمر من أجل (‪ )5‬حزيران*‬
‫مسرحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫سعد اهلل ونوس‬


‫(‪1997 - 1941‬م)‬
‫ف‬
‫مــرح ســوري ولــد ي�‬ ‫ي‬
‫التمهيد ّ‬ ‫حصــ� البحــر‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫قريــة‬
‫ص‪:‬‬
‫للن ّ‬
‫القريبــة مــن طرطــوس‪،‬‬
‫المسرح الذي تجري فيه أحداث المسرحيّة مغاير للمألوف؛‬ ‫ف‬ ‫ق‬
‫تلــى تعليمــه ي� مــدارس‬
‫ألنَّه مفتوح منذ البداية‪ ،‬مكشوف للجمهور‪ ،‬مُضاء ٌ بالنور وليس‬
‫الالذقيــة‪ ،‬درس الصحافــة‬
‫جين إلى مشاركة حقيقيَّة في‬ ‫المتفر َ‬
‫ِّ‬ ‫فيه ستارة‪ ،‬والمسرحيَّة تدعو‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫ي� القاهــرة‪ ،‬ومعــل حمــررا‬
‫جين وينخرطون بينهم‪،‬‬ ‫بالمتفر َ‬
‫ِّ‬ ‫أحداثها‪ ،‬ففي الصالة يختلط الممثِّلون‬ ‫ف‬
‫للصفحــات الثقافيــة ي�‬

‫الدرس الثاني‬
‫ويشاركون في القضيَّة وفي الحوار‪ ،‬فيبدو من الصعب التمييز بين‬ ‫ت‬

‫ّ‬
‫َّ‬ ‫الســف� اللبنانيــة‬
‫ي‬ ‫حصيفــى‬
‫ي‬
‫ث به اآلخرون‪.‬‬‫يتحد ُ‬ ‫األصلي للكاتب وسائر الكالم الذي‬ ‫ِّ‬ ‫الكالم‬
‫والثــورة الســورية‪ ،‬امك‬
‫ع‬
‫وموضوع المسرحيَّة ‪ -‬كما يوجزه الكاتب نفسه ‪ -‬موضو ٌ‬ ‫ً‬
‫واضح وسهل في آ ٍن واحد؛ إذ يتل َّ‬ ‫ـد�ا للهيئــة العامــة‬ ‫معــل مـ ي‬
‫ض أمام جمهور‬ ‫ُعر ُ‬ ‫ٍ‬
‫بكذبة ت َ‬ ‫ص‬ ‫خ ُ‬ ‫ف‬
‫المتفرجين‪ ،‬فهناك مثال ً‪َّ :‬‬ ‫لملــرح‪ ،‬يقــف ي� طليعــة‬
‫ف‬
‫ّكتــاب املــرح ي� ســورية ملا‬
‫الفلحون الذين يغادرون الصالة فيعتلون‬ ‫ِّ‬
‫خشبةَ المسرح لكشف هذه الكذبة‪.‬‬
‫‪٢‬‬
‫َّ‬ ‫ينطــوي عليــه مــن امتــاك‬
‫لناصيــة هــذا الفــن تو�ــرس‬
‫إن للمسرحية مستويَين‪ ،‬أحدهما مستوى الكذبة الذي يتضمَّن‬
‫المسرحي‪ ،‬واآلخر مستوى ردّ الفعل إزاء هذه الكذبة‪ ،‬ممَّا‬ ‫ص‬ ‫الن ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫عالتــه‪ .‬ومــن أ�ش ــر‬ ‫ب� ج‬
‫جين إلى اجتياح خشبة المسرح إلبطال الكذبة‪ ،‬األمر‬ ‫المتفر َ‬
‫ِّ‬ ‫يدفع‬
‫مرسحياتــه‪ :‬الفيــل ي� ملــك‬
‫الذي يثير مأسا ًة نفسيَّة وجدليَّة تمنع من أن تكون هناك مسرحيَّة‪.‬‬
‫الزمــان – رأس اململــوك‬
‫ويطمح الكاتب إلى عرض األحداث واألزمات الكبرى التي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫مرسحيــة‬ ‫جــا�‪ .‬ولعــل‬ ‫ب‬
‫نقدي صريح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اجتاحت المجتمع بأسلوب‬ ‫ة‬
‫(حفــ� مســر مــن أجــل ‪/٥/‬‬
‫مرسح‬
‫ي‬ ‫ـز�ان) بأ�ز معــل‬ ‫حـ ي‬
‫هز�ــة العــرب عــام‬ ‫أعقــب ي‬
‫(‪.)1967‬‬
‫* سعد اهلل ونوس‪ :‬األعمال الكاملة‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬ ‫( لجأ نم رمس ةلفححرمس ةلفح‬

‫مقتطف من المسرح ّية‪:‬‬


‫ع في عملي‪،‬‬ ‫ت أسر ُ‬
‫خط ٌر‪ .‬قل ُ‬ ‫أن ذلك ِ‬ ‫ت رصاص‪ .‬لم أعتقد َّ‬ ‫الفالح‪( :‬دون أن يتوقف) سمعت دويّاً وطلقا ِ‬ ‫ ‬
‫ف الج َّو كالطيور‬ ‫رب‪ ....‬رأيتُها فوق رأسي ِ‬
‫تخط ُ‬ ‫حلمكَ يا ّ‬ ‫ث َّم أعودُ إلى بيتي‪ ،‬لك َّن الطائرات‪ُ .....‬‬
‫يجرؤ على البقاء‬
‫ُ‬ ‫فليرحمنا اهلل‪ ،‬مَن‬
‫ْ‬ ‫األرض وكذلك األقدام‪،‬‬‫ُ‬ ‫تخطف الجوَّ‪ .‬ارتجفت‬ ‫السوداء الغاضبَة ِ‬
‫واليابس‪.‬‬
‫َ‬ ‫األخضر‬
‫َ‬ ‫تلتهم ك َّل شيء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بعد ذلك؟!‪ ..‬النار‪ .....‬بعيني رأيتُها‬
‫الصوت‪ :‬إنّها تلتهم بستاني‪ .....‬بستاني‪.‬‬
‫فليرحمنا اهللُ ماذا سنفع ُل اآلن؟‬
‫ْ‬ ‫تتقدم‪ ....‬نحونا َّ‬
‫تتقدم‪.....‬‬ ‫الفالح‪ :‬وهي َّ‬
‫أصوات‪( :‬مختلطة)‬
‫ –أجل ماذا سنفعل؟‬
‫ –ما العمل؟‬
‫لنقر ْر بسرعة‪.‬‬
‫ – ِّ‬
‫نقرر؟‬
‫ –وماذا ِّ‬
‫ج له الجماعة‪ ،‬ويضطرب عقدها)‬ ‫سمع دويٌّ قريب وعنيف‪ ،‬ترت ّ‬ ‫(ي ُ ُ‬
‫أصوات‪:‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫ّ‬

‫ –الجبال نفسها تهت ّز‪.‬‬


‫ –العزَّة هلل‪.‬‬
‫ –وماذا ننتظر؟‬
‫ –النار تقترب‪.‬‬
‫‪٢‬‬ ‫ –والقنابل تدوي‪.‬‬
‫ –اليجوز التباطؤ‪.‬‬
‫ –ما الرأي؟‬
‫ –الرأي‪ ....‬الرأي‪...‬‬
‫صوت‪ :‬ليتكلَّم المختار‪.‬‬
‫أصوات‪ :‬نعم‪ .....‬ليتكلَّم المختار‪.‬‬
‫(يحاول المختار أن يتكلَّم‪ ،‬لك َّن الكالم يتتابع)‬
‫صوت‪ :‬أو ليتكلَّم الشيخ‪.‬‬
‫أصوات‪ :‬نعم ليتكلَّم الشيخ‪.‬‬
‫(يظهر الشيخ وسط الجمع)‬
‫صوت‪ :‬أو ليتكلَّم أشراف الضيعة‪.‬‬
‫أصوات‪ :‬نعم ليتكلَّم أشراف الضيعة‪.‬‬
‫(يتمايز أشراف الضيعة)‬

‫‪253‬‬
‫( لجأ نم رمس ةلفححرمس ةلفح‬

‫أصوات‪:‬‬
‫ –ليتكلَّم من عنده رأي‪.‬‬
‫ –ما العمل؟‬
‫ –ماذا نفعل؟‬
‫عبد اهلل‪( :‬وهو رجل مديد القامة‪ ،‬قاسي المالمح‪ ،‬يعتمر بكوفيَّة بيضاء)‬
‫ –وهل هناك ألف سبيل لالختيار؟‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –ماذا ترى إذاً؟‬
‫ –النار تقترب‪.‬‬
‫ –لنا أطفال و نساء‪.‬‬
‫ –ليتكلَّم من عنده شيء يقوله‪ ،‬وليُسرع‪.‬‬
‫المختار‪( :‬محت ّداً) ياجماعة‪ ....‬دعونا نتشاور بهدوء‪ .‬إذا ظ ّل ك ّل واحد يتكلّم على هواه فلن ِّ‬
‫نقرر شيئاً‪.‬‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –فعال ً لنتشاور بهدوء‪.‬‬
‫ –سكوت‪.‬‬
‫ –النستطيع أن َّ‬
‫نتلكأ‪.‬‬
‫ –لك َّن بستاني يحترق‪.‬‬
‫ –سيحترق ك ُّل شيء‪ ،‬واهللُ وحدَه يعلم ما يحدث‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحكمة ورويّة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الضجة؟ دعونا نتدبَّر األمر‬ ‫المختار‪ :‬ياجماعة‪ ،‬مانفع هذه‬
‫صوت‪ :‬سكوت‪.‬‬
‫المختار‪ :‬يا عبد اهلل‪ ...‬ماذا تريد أن تقول؟‬
‫عبد اهلل‪ :‬واضح ما أريد يا مختار‪ ...‬معتدون يهاجمون أرضنا وبيوتنا ماذا تريد أن نفعل؟‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –نقاتلهم‪.‬‬
‫تنس أنّهم أقوى منّا‪.‬‬ ‫ –ال َ‬
‫ –األرض غالية‪ ،‬لك َّن أطفالنا أغلى‪.‬‬
‫الجبن والمذلَّة‪.‬‬
‫هوري) بدأت تفوح رائحة ُ‬ ‫ّ‬ ‫ج‬
‫عبد اهلل‪( :‬صوت َ‬
‫ –(يجري األطفال بين أقدام آبائهم‪ ،‬إنّهم يلعبون لعبة الحرب‪ ،‬طفل يقلِّ ُد أصوات الدويِّ ‪ .‬طفل آخر‬
‫يمثِّل جنديّاً يحمل بندقيّة‪ ،‬يعبثون متراكضين بعضهم خلف بعض‪ ،‬وكلّما ُس ِمع انفجار يصيحون‬
‫معاً هـ‪...‬هـ‪)..‬‬

‫‪254‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬

‫أصوات‪:‬‬
‫والصرعة شيء آخر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ –الشجاعة شيء‬
‫ –كالم ظاهر المعنى‪.‬‬
‫ –حقاً بدأت تفوح رائحة الجبن‪.‬‬
‫ –ال تجوز هذه االتهامات‪.‬‬
‫ –ماذا قلتم؟‬
‫ –أصبح للدقائق ثمن‪.‬‬
‫المختار‪ :‬إذا ظ ّل ك ُّل واح ٍد يتكلّم على هواه‪ ،‬فلن نصل إلى شيء‪.‬‬
‫ط ك ٌّل منا أعصابه ولسانه‪.‬‬ ‫صوت‪( :‬من بين األشراف) أعوذ باهلل‪ ...‬ليضب ْ‬
‫المختار‪ :‬رأيك إذن يا عبد اهلل هو أن نبقى‪.‬‬
‫عبد اهلل‪ :‬طبعاً‪ ،‬وليس لدينا ما نفعله سوى ذلك‪.‬‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –حيّاك اهلل يا عبد اهلل‪.‬‬
‫ –نعم نبقى‪.‬‬
‫ –سنذيقهم الموت قبل أن يدخلوا ساحتنا‪.‬‬
‫صوت‪( :‬من األشراف) ال تسرعوا في اتِّخاذ القرارات‪.‬‬
‫صوت‪( :‬من األشراف أيضاً) وبماذا تنوي أن تذيقهم الموت؟‬
‫صوت‪ :‬بك ّل ما أستطيع أن أقاتل به‪ ،‬بالفأس‪ ،‬بالعصا‪ ،‬بيدي‪ ،‬سنعلِّ ُمهم كيف يكون الرجال‪.‬‬
‫صوت‪( :‬من بين األشراف) هناك فرق بين الشجاعة والته ُّور‪ ،‬أتريد مقاومة المدفع بالعصا؟‬
‫ألول معت ٍد يهاجمنا!‬
‫عبد اهلل‪ :‬وأنت‪ ...‬أتريد أن أعطي أرضي التي ورثتها عن أجدادي ّ‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –الموت أفضل‪.‬‬
‫ –لن يأخذوا أرضنا ّإل مزروعة بالجثث‪.‬‬
‫ –وماذا نفعل بأطفالنا؟‬
‫ –ونسائنا؟!‬
‫نفكر بالهرب‪.‬‬ ‫ –من العار أن ِّ‬
‫ –هم جيش كثير العدد‪ ...‬ونحن كم يبلغ عددنا؟‬
‫وقوي يسيطر على الضوضاء) (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن اهلل)‬ ‫ّ‬ ‫صوت‪( :‬عنيف‬

‫‪255‬‬
‫( لجأ نم رمس ةلفححرمس ةلفح‬

‫أصوات‪( :‬برهبة)‬
‫ –صدق اهلل العظيم‪.‬‬
‫ –ولكن لماذا ال يتكلَّ ُم الشيخ؟‬
‫ –نعم‪...‬فليتكلَّم الشيخ؟‬
‫قلوب المؤمنين وحكمتهم أيضاً‪ ،‬أنا ال أستطيع أن أترك بيت اهلل‬ ‫َ‬ ‫الشيخ‪ :‬اهلل ع ّز وج ّل يمتحن في هذا اليوم‬
‫يقدم لي اهلل‪ .‬أمّا أنتم فالمختار وأشراف الضيعة يستطيعون قيادتكم‬ ‫خالياً‪ ،‬سأعتصم فيه‪ ،‬وأنتظر ما ِّ‬
‫نحو ما فيه الصواب‪.‬‬
‫أصوات‪:‬‬
‫ –لماذا ال نعتصم نحن أيضاً؟‬
‫يلوثون حرم اهلل‪.‬‬
‫ –لن ندعهم ِّ‬
‫تصم اآلذان‪ ،‬يصرخ األطفال)‬‫ّ‬ ‫وتدوي انفجارات‬ ‫ّ‬ ‫(يسمع هدير طائرات تعبر بعيداً‪،‬‬
‫ –أتسمعون؟‬
‫ –يا كريم األلطاف الْطف‪.‬‬
‫ –ولكن ما قولك يا مختار؟‬
‫صوت‪( :‬من بين األشراف) قل كلمتك يا مختار‪.‬‬
‫أصوات‪ :‬نعم‪ ...‬قل كلمتك يا مختار‪.‬‬
‫عبد اهلل‪ :‬احذر يا مختار‪ ،‬فقد يذهب قولك مثال ً‪.‬‬
‫(يتجمد المشهد تقريباً‪ ،‬وتختفي أصواتهم)‬ ‫ّ‬ ‫ –‬
‫المخرج‪ :‬موقف صعب‪ ...‬أترى كيف أتمثّل األمور‪ .‬المختار ليس جباناً‪ ،‬وكذلك ك ُّل الذين يرون َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬
‫دقيق ال يسمح للكلمات بأن تتمايز أو تفصل معانيها‪ ،‬لهذا‬ ‫ٌ‬ ‫الرحيل أفضل من البقاء‪ .‬لك َّن الموقف‬
‫سرعان ما ينقسمون‪.‬‬
‫عبد الغني‪( :‬مبتسماً) الحكمة في مواجهة الشجاعة !‬
‫تطرفه‪ ،‬غير أ ّن األحداث العنيفة ال تمهل‪،‬‬
‫المخرج‪( :‬متغاضياً عن السخرية) إذا شئت‪ .‬ولك ّل من الموقفين ّ‬ ‫ ‬
‫أتصور كيف سيتردّد المختار‪ ،‬وكيف تصبح القرية فريقين بينهما يتصايح األطفال‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عبد الغني‪ :‬والجنود القتلى؟‬
‫المخرج‪ :‬سيأتي دورهم‪ ...‬سيأتي دورهم‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫‪1 .1‬ما الحدث الذي بدأت به المسرحية؟‬


‫‪2 .2‬حدّد الفكرة الرئيسة التي تدور حولها المسرحية‪.‬‬
‫سم الشخصيّة الرئيسة (البطل)‪ ،‬والشخصية المعارضة‪ ،‬واثنتين من الشخصيات الثانوية‪.‬‬ ‫‪ّ 3 .3‬‬
‫‪4 .4‬بدت في المسرحيّة شخصيّات إيجابيّة وأخر سلبيّة دلّل على ذلك بعبارة مناسبة‪.‬‬
‫‪5 .5‬تباينت اآلراء في طريقة مواجهة األزمة التي حلّت بهم‪ ،‬اذكر رأيين منها‪.‬‬
‫‪6 .6‬قال أحد األشراف‪( :‬هناك فرق بين الشجاعة والتهور)‪ ،‬فما الشجاعة؛ وما التهور برأيه كما فهمت من‬
‫الحوار؟‬
‫‪7 .7‬طلب أهل القرية رأي الشيخ فهل قادهم إلى شيء؟‬
‫‪8 .8‬من سمات الحوار في المسرحيّة أن تكون جمله قصيرة‪ ،‬مركزة‪ ،‬ذات حيوية فهل تحقق ذلك في حوار‬
‫ص؟ دلّل على ذلك‪.‬‬ ‫الن ّ ّ‬
‫‪9 .9‬هل كان الحوار متوافقاً وال ّشخصيّات؟ علّل إجابتك‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫بين الصوت والصمت‬
‫مسرحي‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬

‫مصطفى صمودي‬

‫�ق‬
‫و�حــث وموســي ي‬ ‫شــاعر ب‬
‫مــرح‪،‬‬ ‫واكتــب خ‬
‫ومــرج‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ولــد ي� محــاة عــام ‪1948‬م‪،‬‬
‫الامعيــة‬ ‫ت�بــع دراســته ج‬
‫ف‬
‫ي� جامعــة دمشــق‪ ،‬معــل‬
‫التمهيد ّ‬ ‫ف‬ ‫نً‬
‫ص‪:‬‬
‫للن ّ‬ ‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الثق‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫املرك‬ ‫ـد�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ـاو�‬ ‫معـ‬

‫الدرس ّ‬
‫يقدمُها عددٌ من المخرجين‬ ‫ص مشه ٌد من مشاه َد عديد ٍة‪ِّ ،‬‬ ‫الن ّ ُّ‬ ‫العــر�‪ ،‬يكتــب الشــعر‬ ‫بي‬

‫ّ‬
‫المسرحيّين إلقناع مدير صالة العرض "الجديد" بأعمالهم‪ ،‬وهذا‬ ‫واحلديــث‪.‬‬ ‫العمــودي‬

‫الثالت‬
‫مسرحي ألحدهم يتناول فيه حكايةَ سقراط الذي دفع حياته‬ ‫ٌّ‬ ‫عرض‬
‫ٌ‬ ‫ت‬
‫ج�ــاوزت مؤلفاتــه (‪)30‬‬
‫ح ِكم عليه بالموت‪ ،‬ألنّه كان يريد أن َ‬
‫ينير ظالم‬ ‫ثمناً لمبادئه‪ ،‬إذ ُ‬ ‫ـا�‪ ،‬نم�ا ي ن‬ ‫ً‬
‫الحق والحقيقة‪ ،‬نحن لسنا مع سقراط في مواجهته‬ ‫األذهان بنور‬ ‫دواو� شــعرية‪:‬‬ ‫كتـ ب‬
‫ّ‬
‫السلبية‪ ،‬فموته كان محزناً ومخزياً في آ ٍن معاً؛ أل ّن شخصيَّته كانت‬ ‫(شــــــموع الذكريـــــات‪،‬‬ ‫‪٣‬‬
‫مثاال ً للمواطن الصالح‪ ،‬وقد ظلمه أعداؤه‪ ،‬وظلم نفسه أيضاً‪.‬‬ ‫االنشــطار‪ ،‬صاحبــة الثــوب‬
‫الخـ ض‬ ‫أ‬
‫ـر)‪ ،‬وهل جمموعــة مــن‬
‫املرسحيــات الشــعرية نم�ا‪:‬‬
‫(أغنيــة البحــر‪ ،‬ألــوان‬
‫ـواز�ن امللــك‬ ‫وضبــاب‪ ،‬املتـ ي‬
‫ومموعــة ي ن‬
‫(بــ�‬ ‫والــوز�)‪ .‬ج‬
‫ي‬
‫الــى‬ ‫ت‬
‫الصــوت والصمــت) ي‬
‫أخــذ نم�ــا هــذا النــص‪.‬‬

‫* بين الصوت والصمت (أربع مسرحيات)‪ :‬سلسلة المسرح (‪ )١‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،٢٠١٣ ،‬ص ‪.١٢١ -٥‬‬

‫‪258‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬ ‫تمصلاو توصلا نيب‬

‫المسرحية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫شخصيات‬

‫التمسك بالمبدأ واجب مقدّس‪ ،‬وقف في وجه السفسطائيّين‬ ‫ّ‬ ‫يوناني آمن بأ ّن‬
‫ٌّ‬ ‫ –سقراط‪ :‬فيلسوف‬
‫وأهم ما‬
‫ّ‬ ‫الذين ات ّهموه بأنّه ال يقدّس آلهة المدينة‪ ،‬وقال بآلهة أخر‪ ،‬وأنّه يفسد عقول الشباب‪،‬‬
‫توصف به فلسفته أنّه كان يعتمد على الته ّكم وتوليد الفكر‪.‬‬
‫كبير السن ومن أغنياء أثينا ومن أنصاره ومحبّيه ج ّدا ً ج ّداً‪.‬‬
‫صديق سقراط الحكيم‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫ –أقريطون‪:‬‬

‫مسرحية "بين الصوت والصمت"‪.‬‬


‫ّ‬ ‫المشهد السابع من‬

‫ث الناس يا أقريطون‪.‬‬ ‫ت ِّ‬


‫أحد ُ‬ ‫ *سقراط‪ :‬بمثل هذا الحوار وبغيره‪ ..‬كن ُ‬

‫ف َعنكَ ُك َّل ٍ‬
‫شيء؟ ات ُْركْنا اآلن ِفي األَهَ ِّم‪..‬‬ ‫ط َوأنَا أ َ ْع ِر ُ‬
‫تشرح لي يا ُسقرا ُ‬
‫ُ‬ ‫ *أقريطون‪ِ :‬ل َم‬
‫الدرس ّ‬

‫َّ‬
‫ّ‬

‫السج ِن قَب ْ َل مَطل َ ِع الف ْ‬


‫ج ِر ول َ ْن يرانَا‬ ‫من ِّ‬ ‫اهرب َ‬
‫ْ‬ ‫خالية ٌ‪ ..‬هَيّا‬
‫ريق َ‬ ‫ب ِل ِ‬
‫دعوتي‪ ..‬الط ُ‬ ‫قراط‪ :‬است َ ِج ْ‬
‫ * ُس ‬
‫ض ِني‬
‫ب يَعتر ُ‬‫أح ٌد‪ ..‬وال أدَ ّل َعلى ذلكَ ِم ْن وصولي إليك بِ ال رقي ٍ‬
‫الثالت‬

‫ولة يَا أقريطون‪ِ ..‬في ِظلِّه ينشأ ُ المواطنون‪..‬‬ ‫الد ِ‬ ‫مكن أ ْن أفع َل ه َذا أبَداً‪..‬القانونُ ِس ُ‬
‫ياج َّ‬ ‫قراط‪ :‬ال ي ُ ُ‬ ‫ * ُس ‬
‫َالة شيء ٌ واح ٌد‪ ..‬فإذَا ظَل َ َم اليونانيون سقرا َط‪ ..‬فبأيِّ َ‬
‫ح ٍّق‬ ‫َنفه يحيون‪ ..‬إطاعة ُ القانو ِن والعد ِ‬‫ِوفي ك ِ‬
‫‪٣‬‬
‫حبُّها ِفي‬‫هو قانو َن ِأثينا التي يَ ْسري ُ‬ ‫يَ ْست َ ِهيْ ُن سقراط بالقانون؟ والسيما إِ ذَا كا َن هَ َذا القانو ُن َ‬
‫وسعي ِفي سبيل استعاد ِة مَج ِد أثينا القَديمِ‪ ..‬صدّقني‬ ‫دم ِه‪..‬أَنا َعلَى استعدا ٍد أ ْن أب ُذ َل ك َّل مَا في ْ‬
‫ِ‬
‫بادئ ِه‪َ ..‬و َّإل‪ ..‬ل َ َما كا َن للحيا ِة معنى‪.‬‬
‫ط أثينا‪ ،‬لَبَ ِقي َعلَى مَ ِ‬
‫َ‬ ‫يَا أقريطون‪ ،‬حتّى لَو غ َ‬
‫َادر سقرا ُ‬

‫ٍ‬
‫بحاجة إليكَ ‪.‬‬ ‫تهرب ِمعي‪..‬أَن ْ َص ُار َك ومُ ِحبّو َك َوطُالّبكَ ‪ ..‬كلُّهم‬
‫َ‬ ‫ط أ َ ْن‬
‫ *أقريطون‪ :‬أ َ ْرجو َك يَا ُسقرا ُ‬

‫ِ‬
‫أعدائي بذلكَ‬ ‫ *سقراط‪ :‬أَنا الذي ْأرجو َك يا أقريطون ّأل ت ُعي َد على مَ ْس َم ِعي كلمةَ ال َه َرب‪ ،‬حتّى ال يج َد‬
‫جعلتم ِمنْه مَثَل َ ُكم األعلى قد‬
‫ْ‬ ‫ظروا‪ ..‬ها هو سقراط الذي‬ ‫ألصدق َ ِائي هازئين‪ ..‬ان ْ ُ‬ ‫مُ َس ِّوغاً َويقُولُوا ْ‬
‫أموت ِفي‬ ‫(بإصرا ٍر) ال‪ ..‬ل َ ْن أَدعهم يحلمون بذلكَ ‪ ...‬أنا َس‬ ‫عن مبا ِد ِئه َوف َ َّر ِم َن السج ِن‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫تخلى ْ‬
‫وهو ِفي‬ ‫ع كميةً ِم َن ُّ‬
‫الس ِّم َ‬ ‫أموت ك ََما أشاء ُ (يجر ُ‬
‫َ‬ ‫الس َّم حتّى‬
‫أشرب ُّ‬
‫ُ‬ ‫وس‬ ‫ِ‬
‫والفضيلة‪َ .‬‬ ‫سبي ِل الح ِّق‬
‫أكثر)‬
‫بسرعة َ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ليؤث ِّ َر ُّ‬
‫الس ُّم ِفي جس ِده‬ ‫ب َوإيا ٍ‬ ‫الة ذها ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬

‫‪259‬‬
‫تمصلاو توصلا نيب‬

‫المارقين الُمفسدين‬
‫من السَّ اقطين َ‬
‫وغيره َ‬
‫َ‬ ‫ش َويْ ِع ِ‬
‫ر(م ِلتوس)‬ ‫ *أقريطون‪ :‬أَتَتْركنا هكذا يَا ُسقراط‪ ،‬وتَتْرك ال ُّ‬
‫بترهاتهم عقول الشباب‪ ،‬ويش ّهرون بك وبنا‪ ،‬بال ضمير يردعهم‪،‬‬ ‫ويغسلون ّ‬‫يَ ْس َرحون ويمرحون‪ِ ،‬‬
‫والمعارض يمنعهم؟‬

‫ *سقراط‪ :‬حق ُدهم سيأك ُل قلوبَهم‪ .‬لقد دفعوا َ‬


‫بكثيرين من قبلي إلى الموت‪ ..‬وسيقضون على كثيرين من‬
‫ت آخر الَم ْق ِض ِّي عليهم‬
‫لس ُ‬
‫بعدي‪..‬فأنا ْ‬

‫نفسكَ وع ِن الذين سيأتون ِم ْن بع ِد َك؟ سقراط‪..‬نحن‬ ‫تدافع عن ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعرف ه َذا‪ِ ،‬ل َم ال‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫ *أقريطون‪ :‬ما دُمْ َ‬
‫ج ِتكَ‬ ‫ع القضا ِة ببَراءَتك ّ‬
‫بقوة ح ّ‬ ‫تستطيع إقنا َ‬
‫ُ‬ ‫ب‪ .‬إنّك‬ ‫ف الصَّ ْع ِ‬ ‫الحاجة إليكَ ِفي هَ َذا الظ ّ ْر ِ‬
‫ِ‬ ‫بأمس‬
‫ِّ‬
‫اصطَحب معكَ‬ ‫غب ِفي ذلك‪ْ ،‬‬ ‫ت بغي ِر ح ٍّق‪ ..‬وإ ْن ل َ ْم ت َْر ْ‬ ‫لهم‪ :‬إنّك أ ُ ِدن ْ َ‬ ‫ِ‬
‫وفصاحة لسانكَ ‪ ..‬ق ْل ْ‬
‫الس ِت ْرحام القضا ِة‪ ،‬لعلَّهم ي ُ ْف ِرجون عنك‬
‫ص ِرخين ْ‬ ‫ِ‬
‫المحكمة باكين مُ ْست َ ْ‬ ‫أطفالك إلى‬

‫ِ‬
‫المحكمة‬ ‫إحضار أطفالي إلى‬ ‫ُ‬ ‫يطلب ِم ْن سقرا َط ذلكَ ؟! َ‬
‫أنت؟!‬ ‫ُ‬ ‫ت يَا أقريطون مَ ْن‬ ‫سقراط‪ :‬نعم؟! أن ْ َ‬
‫ ‬ ‫ *‬
‫العار على‬
‫سيجلب َ‬‫ُ‬ ‫جلَبَة ٌ للعا ِر ليس لسقرا َط وحدَه‪ ،‬بل ألثينا كلّها‪..‬لكن مَ ْوتي به َذا الشكل‪..‬‬ ‫مَ ْ‬
‫ِ‬
‫يبق ُله ِم َن العم ِر إال ّ القلي ُل‬
‫ولم َ‬‫هؤالء القضا ِة لقتلهم رجال ً ِفي مث ِل سنِّي‪ ..‬بل َغ السبعين‪ْ ..‬‬

‫ *أقريطون‪ :‬دَ ْعنا ن َ ْست َ ِف ْد ِم ْن هذا القليل يا سقراط‬

‫ٍ‬
‫لحظة‬ ‫حي أنّك ك َّل‬ ‫أنت ٌّ‬ ‫تشعر َو َ‬
‫َ‬ ‫يخيف هو أ ْن‬ ‫ُ‬ ‫خيف يا أقريطون‪ ..‬مَا‬ ‫ُ‬ ‫الموت ال ي ُ‬
‫ُ‬ ‫الس َّم)‬‫(يشرب ُّ‬
‫ُ‬ ‫ *سقراط‪:‬‬
‫يتص ّوره اآلخرون أصال ً‪،‬‬ ‫ت‪ ..‬الموت غير ما َ‬ ‫خيف هو الفكرةُ المأخوذةُ عن المو ِ‬ ‫ُ‬ ‫تموت‪ ..‬ما ي ُ‬
‫دي‪..‬‬ ‫تقر األبَ ّ‬‫الم ْس ّ‬‫اآلن ِّي‪ ،‬إلى ُ‬ ‫الممر ِ‬
‫َّ‬ ‫نحن ُو ِلدْنا لنموت ونموت لنحيا‪ ..‬وما حياتنا غير عبور ِم َن‬
‫سرمدي سماوي‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أرضي من أجل بقاء‬ ‫ّ‬ ‫الممر اآلني‪ ،‬أوله بكاءٌ‪ ..‬وأوسطه عناءٌ‪..‬وآخره فناء‪ ..‬فناء‬
‫من ِ‬
‫أدرانها‬ ‫ص ْ‬ ‫الروح ع ِن الجس ِد لتتخل ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫الروح خالدةٌ يا أقريطون‪ ..‬وما الموت سوى انفصا ِل‬
‫ينكشف الغطاء ُ ع ِن البص ِر لينتق َل‬ ‫ُ‬ ‫المثُل األعلى) الذي هبطت منه‪ ..‬به‬ ‫ج ِنها وتعودَ إلى (عالم ِ ُ‬ ‫وس ْ‬‫ِ‬
‫ت األعلى لتلتقي هنا َك باألبطا ِل‬ ‫البرزخ‪ ..‬إنّه سياحة ٌ ِفي الملكو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحس‪..‬إلى شهو ِد عالم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫من عالم ِ‬
‫ْ‬
‫ذهاب إلى‬ ‫ٌ‬ ‫عن أوطانهم ومبادئهم‪ ..‬الموت يا أقريطون‬ ‫ِ‬ ‫الدفاع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخالدين الذين ماتوا من أج ِل‬
‫الموت هو‬ ‫ض يا أقريطون يرى أ ّن‬ ‫ابن األر ِ‬ ‫جوا ِر اإلله ِالرحيم ِ العاد ِل ليأخ َذ ك ُّل ذي ح ٍّق َ َّ‬
‫َ‬ ‫حقه‪ُ ..‬‬
‫اس ِر ِفي جس ِد‬ ‫الس ُّم‪ْ ..‬‬
‫الس َّم) هيَّا أي ُّها ُّ‬ ‫الموت هو البداية ُ (يجرع ُّ‬ ‫َ‬ ‫السماء يرى أ ّن‬ ‫النهايةُ‪ ..‬وابن ّ‬
‫ض‪..‬‬ ‫حاصر قلبَه الكبير‪ ..‬أ َ ْو ِقف ُْه عن النب ِ‬ ‫ْ‬ ‫مز ْق أعضاءَه وأحشاءَه‪..‬‬ ‫ِ‬
‫شرايينه‪ِّ ..‬‬ ‫سقراط‪ ..‬تَغَلْغَ ْل ِفي‬
‫مبادئه‪ ..‬يكفي أنّه سيموت الميتةَ التي يُري ُدها هُو‪..‬ال‬ ‫ِ‬ ‫يموت ِم ْن أج ِل‬
‫َ‬ ‫فسقراط على استعدا ٍد أل ْن‬
‫الميتة التي يُري ُدها أعداؤه‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬

‫أموت معكَ وعليكَ ‪ ..‬موتاً بطيئاً‪.‬‬


‫ُ‬ ‫أنت ت ُميتُني بفعلك ه َذا يا سقراط‪ ..‬وأنا‬
‫ *أقريطون‪َ :‬‬

‫ *سقراط‪ :‬أقريطون‪.‬‬

‫ *أقريطون‪ :‬مُ ْرني يا سقراط!‬


‫ِ‬
‫اآللهة؟‬ ‫أقرب إلى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالتعتعة قليال ً) أال تذكر قولي‪ :‬عندما تكتفي بنفسكَ ‪ ..‬تكو ُن‬ ‫ *سقراط‪( :‬يبدأ ُ‬

‫نعم‪..‬لكن‪ ..‬مَا مُناسبة ُ هذا القول اآلن يا سقراط؟!‬


‫ْ‬ ‫ *أقريطون‪:‬‬

‫أحتاج إلى أح ٍد‪.‬‬


‫َ‬ ‫من الما ِل والزا ِد ْ‬
‫‪..‬من غي ِر أ ْن‬ ‫حياتي كلّها مكتفياً بالحدو ِد الدّنيا َ‬
‫ت ِ‬ ‫ *سقراط‪ :‬لقد عش ُ‬

‫الجميع أيضاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أعرف ذلك‪ ..‬ويعرفه‬
‫ُ‬ ‫ *أقريطون‪:‬‬

‫الذهب والفضة‪ ..‬ألتخلّى عن مبادئي؟‬


‫َ‬ ‫علي السفسطائيون‬
‫أتذكر يومَ عرض ّ‬
‫ُ‬ ‫ *سقراط‪:‬‬

‫ *أقريطون‪ :‬أذكر أنهم ذ ُِهلوا بجوابك‪ ..‬حين قلت لهم‪ :‬ما َ‬


‫أكثر األشياء التي ال أحتاج لها‪ ..‬وعندما حاولوا‬
‫ٍ‬
‫َلشيء ال أحتاج إليه‪.‬‬ ‫الذهب والفضة يحتاج إليهما ك ُّل الناس‪َ ،‬‬
‫قلت لهم‪ :‬ال قيمة‬ ‫َ‬ ‫إقناعك أ ّن‬

‫السم في الكأس‪ ..‬يحاول رفع يده بصعوبة فال‬‫ّ‬ ‫ *سقراط‪ :‬ذاكرتك نشطة ٌ يا أقريطون (يشرب ما تب ّقى من‬
‫أحس بشيء‪ ..‬ها أنا على أبوابك أيّها الموت الجميل‪ ..‬لقد أ ِزفت‬
‫ُّ‬ ‫عدت‬
‫ُ‬ ‫يستطيع) آ ٍه‪( ...‬يرتاح) ما‬
‫الرحيل ياأقريطون‪ ..‬أقريطون‪.‬‬ ‫لحظة ُ ّ‬

‫ *أقريطون‪ :‬نعم يا سقراط؟‬

‫ *سقراط‪( :‬بلهجة متقطّعة) لي عندك رجاء واحد‪.‬‬

‫ *أقريطون‪ :‬أنت تأمر وال ترجو يا سقراط‪ ..‬مُ ْر ِني‪ ..‬ماذا تريد؟!‬

‫علي دين يا أقريطون‪.‬‬


‫ *سقراط‪ :‬لقد اضطررت عبر حياتي لالستدانة‪ ..‬أنا ّ‬

‫‪261‬‬
‫تمصلاو توصلا نيب‬

‫ *أقريطون‪ِ :‬ل َمن؟!‬

‫ *سقراط‪ :‬دين بسيط بضع ‪ /‬دراخمات‪ /‬قليلة‪ ..‬لم أستط ْع أن أ َِفيَها‪.‬‬

‫ *أقريطون‪( :‬بلهجة ملحاحة للتأكد من اسم الشخص) ِل َمن يا سقراط؟!‬

‫ِّ‬
‫دين لـ (أسكليبوس)‪َ ..‬وف ِه عنّي يا أقريطون‪ ..‬حتى يموت سقراط وصفحته بيضاء كالثلج‪ ..‬ال َ‬
‫تنس‬ ‫ *سقراط‪ٌ :‬‬
‫وف وفّه عني‪ .‬وفّه ع ن س س سق سق(يخلد للصمت)‪.‬‬ ‫ديني يا أقريطون‪ّ .‬‬

‫أقريطون‪( :‬يحضنه حزينا) سقراط الحبيب‪ ..‬أليس من المعيب أن يُغتا َل العقل في محيط العقل؟‬ ‫ ‬ ‫ *‬
‫وأن ينكسف النور في بلد النور؟ وأن يموت السالم في بلد السالم؟! أيّها العظيم سقراط‪،‬‬
‫ترض أن يكون بيتك هو العالم‪ ..‬بل أردت أن تجعل من العالم كلِّه بيتاً لك‪ ..‬أيّها الطاهر‬ ‫َ‬ ‫لم‬
‫ْ‬
‫عرافة دلفي بأنّك أكثر رجال‬ ‫ص َفتْكَ ّ‬ ‫اآلثيني الصالح‪ ..‬يا من َو َ‬
‫ّ‬ ‫قي‪ ..‬يامن كنت مثال المواطن‬
‫الن ّ ّ‬
‫ت شريفاً‪ ..‬لن أنساك أبدا ً ولن تنساك أثينا ولو ظلمك‬ ‫أثينا علماً وحكمة‪ ..‬لقد عشت شريفاً وم ّ‬
‫فيها بعض مبغضيك‪ ..‬ستبقى في ذاكرتها وذاكرة شرفائها وحكمائها‪ ..‬وفالسفتها‪ ..‬وفقرائها‪..‬‬
‫وطلبك‪ ..‬ومحبّيك‪ ..‬وك ُّل إنسان فيها‪ ..‬ستبقى نجماً خالدا ً أبديّاً‪.‬‬
‫ّ‬

‫وتتحول إلى المدير والمخرج)‪.‬‬


‫ّ‬ ‫(يتّجه المدير نحو مقدّمة المسرح‪ ..‬ت ُطفأ اإلضاءة على أقريطون وسقراط‬

‫مفردات للشرح‬
‫الدراخمات‪ :‬مفردها دراخمة‪ ،‬عملة يونانية قديمة‪.‬‬

‫عرافة دلفي لقناعتهم أنّها تعلم الغيب‪.‬‬


‫عرافة دلفي‪ :‬كان اليونانيون يستفتون ّ‬
‫ّ‬

‫‪262‬‬
‫ّيحرسم ّصن‬

‫استيعاب والفهم والتحليل‬

‫آخر مناسباً للنّص‪.‬‬


‫‪1 .1‬ضع عنواناً َ‬
‫وداخلي في نفس الشخصيّة الواحدة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫خارجي بين شخوص المسرحيّة‬ ‫ّ‬ ‫الصراع في المسرحيّة إلى‬‫‪2 .2‬ينقسم ّ‬
‫ص؟‬‫الصراعين تجلّى أكثر في الن ّ ّ‬
‫فأي ّ‬
‫ّ‬
‫‪3 .3‬لتصوير الشخصيّة في المسرحيّة يلجأ الكاتب إلى تحديد أبعادها النّفسيّة واالجتماعيّة والجسديّة‪ ،‬ما‬
‫السمات التي رسمها الكاتب في شخصيّة سقراط؟‬ ‫أهم ّ‬‫ّ‬
‫‪4 .4‬ما فائدة ال ّشخصيّة المعارضة للبطل كما ظهرت لك في شخصيّة أقريطون؟‬
‫ص ومثّل لك ٍّل منها مستفيدا ً من الفائدة اآلتية‪.‬‬
‫‪5 .5‬اذكر ثالث صفات للحوار في الن ّ ّ‬

‫سمات الحوار الناجح‪:‬‬


‫الرشاقة‪.‬‬
‫ – ّ‬
‫السهولة‪.‬‬
‫ – ّ‬
‫ –العمق‪.‬‬
‫ –تمثيل ال ّشخصيّات المتحاورة‪.‬‬

‫المسرحي النّاجح القدرة على إثارة العواطف واالنفعاالت‪ .‬ما العواطف التي أثارتها‬
‫ّ‬ ‫ص‬‫‪6 .6‬من سمات الن ّ ّ‬
‫المسرحيّة في نفسك؟‬
‫أهم سماتها؟ وما الفرق بينها وبين الملهاة؟‬
‫فن المأساة‪ ،‬ما ّ‬ ‫السابق تحت ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫‪7 .7‬يندرج الن ّ ّ‬
‫السابق‪.‬‬
‫ص ّ‬ ‫‪8 .8‬حدّد ال ّزمان والمكان في الن ّ ّ‬
‫أي الرأيين تميل؟‬
‫السجن‪ ،‬وإلى ّ‬‫‪9 .9‬وازن بين رأي ك ٍّل من سقراط وأقريطون في مسألة الهروب من ّ‬
‫‪1010‬اقترح خاتمةً أخرى للمسرحيّة‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫الغنائي عند العرب *‬
‫ّ‬ ‫المسرح‬
‫مطالعة‬

‫…‪…١‬‬
‫مصر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫منطقتنا في‬ ‫المسرحي من أبناء‬
‫ِّ‬ ‫ض‬
‫األوليّةَ للعر ِ‬
‫ئ ّ‬ ‫الغرب في غاب ِر األيّام قد تعلّموا المباد َ‬
‫ُ‬ ‫ربّما كان‬
‫الكثير‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الثانية من البح ِر المتو ِّسط‪ ،‬كما نق َل‬ ‫بطريقته إلى العدو ِة‬
‫ِ‬ ‫وال ّشام "بالد الحضارات العريقة"‪ ،‬ونقلَها‬
‫ِ‬
‫المنطقة العريقة‪.‬‬ ‫من حضار ِة هذه‬
‫ليصير أباً للفنو ِن‬
‫َ‬ ‫جذوره عميقةً‬
‫ُ‬ ‫تأصل في الغر ِ‬
‫ب‪ ،‬وامتدّت‬ ‫ولكنّنا ال ب ّد أن نعترف أ ّن هذا الف َّن قد ّ‬
‫ات فذّةٌ حتّى‬‫تأصيل ِه وتطوير ِه عبقري ّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ع فيه المبدعون وتميّز فيه المتميّزون‪ ،‬وتبارت في‬
‫جميعاً‪ ،‬بعد أن أبد َ‬
‫استوى خلقاً سويّاً رائعاً سيّدا ً على الفنو ِن جميعها‪ ،‬وكان من هؤالء أسحيلوسوسوفوكليسويوربيدس في‬
‫التراجيديا‪ ،‬وأريستوفان في الكوميديا‪.‬‬

‫الدرس ال ّرابع‬
‫ّ‬
‫ف عند نمطَي التراجيديا‬‫الفن واألدب‪ ،‬ولم ِيق ْ‬
‫ب في ّ‬ ‫الفن مجاال ً رحباً إلبراز عبقري ّ ِة الغر ِ‬
‫لقد صار هذا ّ‬
‫والكوميديا‪ ،‬بل تعدّاهما ليشت َّق من لدنه أنماطاً أخرى كاألوبرا واألوبريت والمينودراما والبانتوميم وسواها‬
‫من أصناف الفرجة التي تتعلّق بالمسرح‪.‬‬

‫ب بعد أن استوت أصولُه ُ‬


‫وأسسه‬ ‫العرب – قد استوردنا هذا الف َّن من الغر ِ‬ ‫ال ب ّد أن نعترف بأنّنا – نحن‬
‫َ‬ ‫‪٤‬‬
‫ٍ‬
‫رحلة قضاها في مدينتَي‬ ‫ب سوريٌّ هذا الفنَّفي خالل‬‫وعناصره المختلفة‪ ،‬وكان ذلك حين عرف شا ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫وآليّات ُه‬
‫المتنور "مارون الن ّقاش ‪1855-1817‬م" الذي شاهد فنون‬ ‫ّ‬ ‫نابولي وميالنو اإليطاليّتَين‪ ،‬وهو التاجر‬
‫استمرت مدّة ثمانية أشهر وكان ذلك في عام ‪1846‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المسرح كاألوبرا واألوبريت أثناء إقامته التي‬
‫ِ‬
‫القتباسه مسرحيّةَ "البخيل"‬ ‫الفن‬
‫واإلعجاب بهذا ّ‬
‫ُ‬ ‫وما إن عاد إلى بلده "بيروت" حتّى دفعته الحماسة ُ‬
‫ِ‬
‫التجربة تابع‬ ‫نجاح‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ووجهاء المدينة‪ .‬وعندما لمس‬ ‫ِ‬
‫أصدقائه ومعارفه‬ ‫لـ "موليير"‪ ،‬وقدّمها في بيته أمام ثل ّ ٍة من‬
‫فقدّم خمسة أعمال بعضها من تأليفه وأخرى من تأليف أخيه "نيقوال الن ّقاش"‪.‬‬
‫فن المسرح‪،‬‬
‫الملحنة)؛ فالناس في ذلك الوقت كانوا يجهلون ّ‬
‫ّ‬ ‫ارتبطت مسرحيّات الن ّقاش بـ (الكوميديا‬
‫الفن الجديد ويقبلون عليه‪.‬‬
‫بينما يحبّون الموسيقا والطرب والسماع‪ ،‬وهذا ما جعلهم يتعاطفون مع هذا ّ‬
‫وعندما "قدّم رواية موسيقيّة معروفة برواية البخيل في شباط عام ‪1847‬م دعا إليها كامل قناصل البلدة‬

‫* الدكتور غسان غنيم‪ :‬أستاذ في جامعة دمشق‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫ةعلاطم‬ ‫*‬

‫ت في‬‫ب بأبناء بالد الغرب الذي يقدّمون حكايا ٍ‬ ‫وأكابرها قدّم بخطبة بين يدَي المسرحيّة ذكر فيها أنّه أ ُ ِ‬
‫عج َ‬
‫أسر ِتهم‪.١"...‬‬ ‫ظاهرها مجاز ومزاح‪ ،‬وباطنها حقيقة وصالح‪ ،‬حتّى إنّها تج ِذ ُ‬
‫ب بحكمتها الملو َك من أعلى َّ‬
‫بعضها من تأليف أخيه "نيقوال" مثل "الشيخ الجاهل ‪"1849‬‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ثم َّ‬
‫قدم عددا ً من المسرحيّا ِ‬ ‫ّ‬
‫و"ربيعة بن زيد المكدم"‪ ،‬وبعضها من تأليفه‪ ،‬مثل‪" :‬أبو الحسن المغفَّل ‪1851‬م" ومسرحيّة "الحسود‬
‫ولكن العمر لم يمهله حيت توفّي باكرا ً في عام (‪1855‬م)‪ ،‬وعن عمر لم يتجاوز (‪)38‬‬ ‫ّ‬ ‫السليط ‪1853‬م"‪.‬‬
‫عاماً‪ ،‬وهو بتجربته القصيرة زرع بذرة المسرح الغنائي؛ ألنّه أدرك أ ّن إدخال ِ‬
‫الغناء إلى هذا الف ِّن سيجعله‬ ‫ّ‬
‫أقرب إلى نفوس الناس في بلده الذي أ َ ِل َ‬
‫ف الغناء والموسيقا واإلنشاد‪.‬‬

‫…‪…٢‬‬
‫الغنائي أو المسرحيّة‬
‫ّ‬ ‫ثم جاء أبو خليل القبّاني (‪1902 -1833‬م) وهو الرائد األبرز الذي ثب َّت المسرح‬ ‫ّ‬
‫الحقيقي لهذا النمط من المسرح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسس‬
‫ّ‬ ‫الملحنة "األوبريت" ويمكن أن نعدّه‬
‫ّ‬ ‫الغنائيّة‬
‫ع والموسيقا والطرب‪.‬‬ ‫السما َ‬
‫العربي آنذاك من حيث حبّه ّ‬ ‫ِّ‬ ‫بحس ِه طبيعة ذوق اإلنسان‬
‫ِّ‬ ‫فقد أدرك القبّاني‬
‫الدرس ال ّرابع‬

‫كان أبو خليل القب َّاني قد تعلَّ َم أصول الموسيقا العربيّة والغناء‪ ،‬باإلضافة إلى موهبة شعريّة قويّة‬
‫ّ‬

‫ٍ‬
‫ومعرفة‬
‫ت لفرقة فرنسيّة‬ ‫تعرفه إثر حضور حفال ٍ‬ ‫التشخيص "التمثي َل" الذي ّ‬
‫َ‬ ‫باللغتَين التركيّة والعربيّة‪ ،‬مع حب ّ ِه‬
‫في مدرسة "العازاريّين" في باب توما‪ .‬وبعدها أقدم على مغامرته وقدّم مسرحيَّةً بعنوان "ناكر الجميل"‬
‫جعه‪ ،‬وعمل على مسرحيّة أخرى أنجزها‬ ‫مما ش ّ‬ ‫ضها في دار جدّه فأحبّها الجمهور الذي حضر آنذاك ّ‬ ‫عر َ‬
‫َ‬
‫‪٤‬‬ ‫جعه على االستمرار‪ ،‬وازداد اندفاعُ ُه حينما‬ ‫مما ش ّ‬ ‫ضاح" التي نالت اإلعجاب أيضاً ّ‬ ‫قياسي هي "و ّ‬‫ٍّ‬ ‫بوق ٍ‬
‫ت‬
‫المتنور "مدحت باشا" هو واسكندر فرح وجورج ميرزا‪ ،‬وطلب إليهم جميعاً‬ ‫ّ‬ ‫العثماني‬
‫ّ‬ ‫دعاه الوالي‬
‫مما َّ‬
‫يقدم ُ من ف ٍّن "القره قوز"‪ ،‬كما‬ ‫ق من خالل روايات أدبيّة تدعو إلى كرم األخالق بدال ً ّ‬ ‫تقديم ف ٍّن را ٍ‬
‫ق ألهالي‬ ‫تعين هؤالء على تقديم ف ٍّن را ٍ‬
‫ُ‬ ‫المتنور مساعد ًة ماليّةً مقدارها "‪ "900‬ليرة ذهبيّة‬ ‫ّ‬ ‫قدّم الوالي‬
‫الفريق‬
‫ُ‬ ‫دمشق‪ .‬وقد عمل هؤالء بريادة القبّاني على تقديم مسرح جديد ونظيفٍ غير مبتذل‪ ،‬وقدّم هذا‬
‫الغنائي‪ ،‬بل كانت فنّاً غنائيّاً يعتمد خلفيّة مسرحيّة‪.‬‬ ‫لت نوا َة المسرح‬ ‫مجموعةً من المسرحيات التي َّ‬
‫شك ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والشعبي "ألف ليلة وليلة" وغيره‪ .‬باإلضافة إلى اعتماده على‬ ‫ّ‬ ‫الحكائي‬
‫ّ‬ ‫َّاني وصحبُه على التراث‬ ‫واعتمد القب ُّ‬
‫الفريق جملةً من المسرحيّات‪ ،‬منها‪" :‬أبو الحسن المغ ّفل وهارون‬ ‫ُ‬ ‫بعض النصوص المترجمة‪ ،‬وقد قدّم‬
‫الرشيد" التي أخذها من مارون الن ّقاش‪ ،‬وترجم له سليم الن ّقاش مسرحيّة "عائدة" ومسرحيّة "هوراس"‬
‫لـ "كورني" الفرنسي وأطلق عليها اسم "مي"‪ .‬باإلضافة إلى مسرحيّات أخرى كثيرة لم يصلنا من نصوصها‬
‫سوى ثماني مسرحيّات‪ ،‬هي‪" :‬هارون الرشيد مع األمير غانم بن أيّوب وقوت القلوب‪ ،‬وهارون الرشيد‬

‫العربي‪ ،‬كتاب الجمهوريّة‪ ،‬دار الجمهوريّة‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.83‬‬


‫ّ‬ ‫‪ .1‬مدحت الجيّار‪ :‬المسرح‬

‫‪265‬‬
‫*‬

‫مع أُنس الجليس‪ ،‬واألمير محمود نجل شاه العجم‪ ،‬وعفيفة‪ ،‬وعنترة بن شدّاد‪ ،‬ولُباب الغرام أو الملك‬
‫وحيَل النساء الشهيرة بـ "لوسيا"‪ ،‬وناكر الجميل"‪ .‬وقد سيطرت الموسيقا والغناء ورقص السماح‬ ‫متريدات‪ِ ،‬‬
‫اني؛ ألنّه كان موسيقيّاً بارعاً يعرف أسرار التلحين والموسيقا والغناء ويؤلّف األغاني؛‬
‫على مسرح القب ّ ّ‬
‫أساسي بحيث يدخل في بنية‬
‫ّ‬ ‫دور‬
‫نص يقوم على حكاية غراميّة أو اجتماعيّة‪ ،‬للشعر فيها ٌ‬ ‫فالمسرحيّة لديه ٌّ‬
‫الحوار‪ ،‬ويقوم هو بتلحين بعضه على المقامات الشرقيّة التي اعتادت األذن العربيّة سماعها‪ .‬وغالباً ما كان‬
‫حن "مونولوج"‬ ‫َّ‬
‫المموسق؛ فالل ُ‬
‫َ‬ ‫حواره‬
‫َ‬ ‫القبّاني يحدّد اللحن والكيفيّة التي يجب على الممثّل أن يؤدّي بها‬
‫جماعي ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫حواري‬
‫ّ‬ ‫"صولو"فردي‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫أو‬
‫ومن ذلك ما ورد في مسرحيّة "هارون الرشيد مع األمير غانم بن أيّوب وقوت القلوب"‬
‫ِ‬
‫وأسمعونا من األلحان‪.‬‬ ‫غانم‪ :‬اجلسوا‬
‫نديم ّأول‪ :‬سمعاً لك يا رفيع ال ّشان‪.‬‬
‫الجميع‪:‬‬
‫بدري أ ِد ْر يل َ‬
‫كأس الطّىل يا ليل ياعني‬
‫فالراح يل مىض حىل آه يا لييل‬
‫شمس تجلَّت وانحلت آه يا عني‬
‫ٌ‬
‫‪ ...‬وال ‪...‬‬ ‫فاسمح‬
‫ْ‬ ‫ع ّنا العنا‬
‫يا فاتني يكفي الصدود آه يا عني‬
‫يكفي صدود ‪ ...‬مضناك قد ذاق املنون‬
‫ح المتل ّقين نوعاً من‬
‫كث ُر من المقاطع المغنّاة ليمن َ‬ ‫هذه هي اآلليّة ُ التي تسود مسرحيّات القبّاني‪ ،‬إذ ي ُ ِ‬
‫الفن الجديد‪ .‬يقول الدكتور علي الراعي عن تجربة القبّاني‪" :‬لم يعتمد‬ ‫المسرة والطرب‪ ،‬وتبع َد عنهم جفو َة ّ‬
‫َّ‬
‫التفت التفاتاً أكبر إلى عناصر‬
‫َ‬ ‫األول‪ ،‬أساساً للمسرحيّات التي كتبها‪ ،‬بل‬ ‫األدبي‪ ،‬في المح ِّل ّ‬
‫َّ‬ ‫النص‬
‫القبّاني َّ‬
‫فقصة المسرحيّة عنده‬‫األول لقيام المسرحيّة‪ّ .‬‬‫المسوغ ّ‬‫ّ‬ ‫الغناء واإلنشاد والرقص‪ .‬وجعل هذه العناصر الفنيّة‬
‫تقوم‪ ،‬أساساً‪ ،‬كي ت ُِنشئ المواقف التي يتغنّى فيها البطل أو البطلة أو المجموعة‪ ،‬أو تخلق المناسبة التي‬
‫يُق ََّدم ُ فيها الرقص"‪.١‬‬
‫يمكن القول‪ :‬إ ّن القبّاني قد نجح في فنّه هذا " حتّى صار رائدا ً في ات ّجاه المسرحيّة الغنائيّة‪ ،‬وبذا يكون‬
‫الغنائي التي‬
‫ّ‬ ‫نحس بأثرها حتّى اليوم‪ ،‬وهي مدرسة المسرح‬ ‫ّ‬ ‫رائد تلك المدرسة الفنيّة الكبيرة التي ما نزال‬
‫نصاً أو أكثر لتلحينه مع‬ ‫انتظمت فيها أيضاً سالمة موسى ومنيرة المهديّة ‪ ...‬حيث كان المخرج يختار ّ‬
‫‪266‬‬
‫ةعلاطم‬

‫الزج بمشاهد االحتفال واالستقبال والسهر في المسرحيّات؛ ليعطي فرصة للغناء والموسيقا‪ ،‬كما كانت‬ ‫ّ‬
‫الغنائي في المسرحيّة الغنائية‬
‫ّ‬ ‫المسارح التي تقدّم المسرحيّة الغنائيّة تعتمد على مطرب أو مطربة لألداء‬
‫وكانوا يرون في ذلك تشجيعاً للجمهور"‪...٢‬‬
‫تتجاوز ذلك‬
‫ُ‬ ‫األدبي‪ ،‬واألحداث‪ ،‬والحكاية‪ ،‬والتمثيل‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫النص‬
‫ّ‬ ‫تقتصر على‬
‫ُ‬ ‫فالمسرحيّة الغنائيّة ال‬
‫بعض الدارسين َّ‬
‫أن القبّاني لم يكن ليهدف‬ ‫ُ‬ ‫والغناء واإلنشاد والطرب والرقص‪ ،‬وقد رأى‬‫ِ‬ ‫إلى الموسيقا‬
‫أسباب أخرى دفعت القبّاني إلى هذا االتجاه نحو المسرح‬
‫ٌ‬ ‫إلى جذب الجمهور فحسب‪،‬بل كانت هناك‬
‫المسرحي‬
‫ّ‬ ‫الغنائي‪" ،‬فقد سعى القبّاني إلى تغطية ضعف البناء‬
‫ّ‬
‫لفن األوبريت‬
‫عنده بالموسيقا واإلنشاد والرقص‪ ،‬فكانت النتيجة العمليّة لك ّل هذا نشأة البراعم األولى ّ‬
‫‪٣‬‬
‫العربيّة‪"...‬‬
‫اني وتالميذهما في المسرح‬‫وقد أطلق بعض الدارسين ‪ -‬نتيجة تأثير مارون الن ّقاش وأبي خليل القب ّ ّ‬
‫الغنائي‪ ،‬والتأليف والترجمة‬
‫ّ‬ ‫على هذا االت ّجاه في المسرح – اسم "المدرسة الشاميّة" وهي "فترة المسرح‬
‫واالقتباس له‪ ،‬وفكرة تالميذ أبي خليل القبّاني أو مريديه من السوريّين واللبنانيّين والمصريّين على السواء"‪.٤‬‬
‫الفن قد استفادوا من اللّحن‪ ،‬فكانت‬
‫ّ‬ ‫باختصار يمكن القول‪" :‬إ ّن ك ّل ّ‬
‫الرواد الذي كتبوا في هذا‬
‫‪٥‬‬
‫توسطت عند الن ّقاش‪ّ ،‬‬
‫ثم أصبحت ميزة مسرح القبّاني‪"..‬‬ ‫مسرحيّاتهم تلحينيّة بدرجات متفاوتة؛ فقد ّ‬
‫الغنائي‪ ،‬فظهر الشيخ سالمة حجازي (ت‪1917‬م)‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫كما أسهم الفنّانون المصريّون بإغناء المسرح‬
‫مما دفع بأحد الكتّاب‬
‫الغنائي وأن يولوه عنايتهم؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫الذي طالب الكتّاب والشعراء أن ينتبهوا للمسرح‬
‫"عاصم بيك" لتقديم ثالث مسرحيّات قام الشيخ بتلحينها ملبّياً رغبة الجمهور في جعل المسرحيّات‬
‫ممتزجةً باإلنشا ِد والغناء‪ ،‬على الرغم من أ ّن بعضها قد يكون من التراجيديا‪ ،‬فظهرت مسرحيّة "صدق‬
‫واآلسر سبباً في جذب المتل ّقين نحو المسرح وإبعادهم عن ارتياد‬
‫ُ‬ ‫القوي‬
‫ُّ‬ ‫الشيخ‬
‫ِ‬ ‫صوت‬
‫ُ‬ ‫اإلخاء"وقد كان‬
‫المقاهي واألماكن الهابطة‪.‬‬
‫قام الشيخ سالمة حجازي بتوجيه الغناء ليصبح معبّرا ً عن المعاني والمواقف التي تقوم عليها أحداث‬
‫طور موهبته‬‫الغنائي الناضج الذي قدّمه "سيّد درويش" الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫مما جعل من فنّه مقدّمة للمسرح‬‫المسرحيّة‪ّ ،‬‬
‫في الموسيقا باالختالط مع كبار المغنّين والمنشدين والموسيقيّين والممثّلين‪ ،‬بعد اشتغاله مع فرقة شعبيّة‬
‫فتعرف ألوان الغناء ال ّشامي‬
‫السوري "جورج دخّول" ‪ ..‬كما سافر إلى ال ّشام ّ‬
‫ّ‬ ‫الكوميدي هي فرقة‬
‫ّ‬ ‫للتمثيل‬

‫العربي‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،248‬آب ‪ ،1999‬ص‪.71‬‬


‫ّ‬ ‫‪ .1‬علي الراعي‪ :‬المسرح في الوطن‬
‫‪ .٢‬مدحت الجيّار‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ .٣‬علي الراعي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫المسرحي في سورية‪ ،‬دمشق‪1973 ،‬ن‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .٤‬عدنان بن دربل‪ :‬األدب‬
‫‪ .٥‬مدحت الجيّار‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪267‬‬
‫*‬

‫والتركي والفارسي ‪ ..‬فاستطاع أن يبدع مسرحاً غنائيّاً ناضجاً‪ ،‬يحمل طابع اللغة الموسيقيّة الدراميّة‪ ،‬حيث‬
‫مرة‪ ،‬ليعيش أحداثه وشخصيّاته بأدوارهم كافّة‪،‬‬ ‫المسرحي أكثر من ّ‬
‫ّ‬ ‫النص‬
‫كان سيّد درويش يقوم بقراءة ّ‬
‫كما يعيش مع الكلمات أيضاً بألفاظها وإيقاعات أصواتها‪ ،‬ليتمثّلها ويتخيّل تأثيراتها؛ أي إنّه "كان‪ ،‬في‬
‫المسرحي مسرحيّة دراميّة عاديّة"‪،١‬‬
‫ّ‬ ‫الواقع‪ ،‬يقوم بإخراج المسرحيّة موسيقيّاً وغنائيّاً‪ ،‬كما يخرج المخرج‬
‫وربّما ساعده على هذا أنّه مارس ك ّل ما يتعلّق بهذا الفن وعناصره جميعاً تقريباً‪ .‬وقدّم عدّة مسرحيّات‬
‫أهمها "الفيروز شاه" و "العشرة الطيّبة" و "شهرزاد" و"الباروكة" وغيرها‪.‬‬
‫غنائيّة من ّ‬
‫أمّا في لبنان فقد ات ّجه المسرح غالباً إلى شريحة المث ّقفين‪ ،‬وعالج األفكار الفلسفيّة والقضايا الكبرى‪،‬‬
‫المسمى "مسرح شوشو"‪ ،‬والفرقة الشعبيّة اللبنانيّة "فرقة‬
‫ّ‬ ‫عدا بعض المسارح‪ ،‬مثل المسرح الوطني‬
‫العبقري للفنّانة فيروز‪ ،‬وقدّمت مجموعة من المسرحيّات الغنائيّة‬
‫ّ‬ ‫الرحابنة" التي اعتمدت على الصوت‬
‫ح النوم‪ ،‬وجسر القمر‪ ،‬ودواليب‬ ‫"األوبريتات"‪ ،‬باالعتماد على الموسيقا والغناء والرقص‪ ،‬من مثل‪" :‬ص ّ‬
‫الهوا‪ ،‬وسفر برلك‪ ،‬وبيّاع الخواتم‪ ،‬وأيّام فخر الدين‪ ،‬ويعيش يعيش‪ ،‬والمحطّة" وغيرها‪.‬‬
‫خوان رحباني أن يؤ ّكد الفضائل التي تمثلها أخالقيّات القرية؛‬
‫الغنائي الذي قدّمه األ َ‬
‫ّ‬ ‫حاول المسرح‬
‫ج بالغناء‬
‫والشرير والغريب‪ ،‬وتصبح المسرحيّة الغنائيّة تض ّ‬
‫ّ‬ ‫من البساطة والشهامة والتضامن ض ّد الطارئ‬
‫والرقص واألعياد والحفالت‪ ،‬وغالباً ما تنتهي بأغنية كما ابتدأت؛ ففي أوبريت "بيّاع الخواتم ‪1964‬م"‬
‫تنتهي المسرحيّة بأغنية‪:‬‬
‫هوي وضجران ‪ ..‬خرتش إنسان‬
‫قصة ضيعة ‪ ..‬ال القصة صحيحة ‪ ..‬وال الضيعة موجودة‪ ..‬بس بليله ‪ّ ..‬‬
‫ّ‬
‫الضيعة‪.‬‬
‫ع ورقة ‪ ..‬وعمرت ّ‬
‫تميّزت تجربة المسرح الغنائي عند الرحابنة بالدعوة إلى البساطة والهرب نحو الماضي المتألق على‬
‫طريقة الرومانتيّين‪ ،‬والدعوة إلى القيم القرويّة السمحة التي تعلي من شأن الخير والبساطة‪ ،‬وتدعو إلى‬
‫الغنائي العربيّة؛ إذ استطاعت‬
‫ّ‬ ‫الشر والخداع والتعقيد‪ ،‬وتع ّد هذه التجربة من أنضج تجارب المسرح‬
‫محاربة ّ‬
‫أن تقدّم فنّاً مسرحيّاً راقياً يقوم على الموسيقا والغناء والرقص‪ ،‬ويقدّم حكاية مسرحيّة تحمل مقوالت‬
‫المسرحي وتقنايته وأدواته‪.‬‬ ‫الفن‬ ‫ِ‬
‫وعبَرا ً من خالل آليّات ّ‬
‫ّ‬
‫يتوسل الغناء واللحن والموسيقا ليقدّم حكاية مسرحيّة الهدف منها إدخال السرور والفرح‬ ‫ّ‬ ‫إنّه مسرح‬
‫إلى النفوس‪ ،‬وتحمل قيماً وأفكارا ً إيجابيّة‪ ،‬يقدّمها ممثّلون محترفون من خالل حوار يقوم في معظمه على‬
‫الغناء واإلنشاد واأللحان‪ ،‬من غير تعقيدات لحنيّة‪ ،‬باإلضافة إلى الرقص‪.‬‬
‫الرواد‪ ،‬ونضج مع الرحابنة‪ ،‬وما يزال قادرا ً على تقديم‬
‫الغنائي عند العرب ابتدأ مع ّ‬
‫ّ‬ ‫هذا هو المسرح‬
‫المتعة والفائدة والسرور‪.‬‬
‫‪ .1‬علي الراعي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪268‬‬
‫ةعلاطم‬

‫قواعد اللغة ‪ -‬تدريبات على ما سبقت دراسته‬

‫الح ْمداني‪:‬‬
‫ –قال أبو فراس َ‬
‫وذلـــــــك شــــــا ٌء دونَـــــهـــــ َّن وجــــا ِم ُ‬
‫ــــل‬ ‫َ‬ ‫تــلــك بـــ َن الــــواديــــ ِن الــخــايـ ُـل‬
‫َ‬ ‫نــعــم‬
‫ْ‬ ‫‪1‬‬

‫َـــزائـــل‬
‫ُ‬ ‫ــــت إنَّ الــخــلــيـ َ‬
‫ـط ل‬ ‫فـــدونـــك ُم ْ‬
‫َ‬ ‫ـك فــاع ـاً‬ ‫كــنــت إ ْذ بـــانُـــوا بــنــفـ ِ‬
‫ـسـ َ‬ ‫َ‬ ‫فــا‬ ‫‪2‬‬

‫َـــــذول تُــراعــيــهــا الــظّــبــا ُء الـــخ ُ‬


‫َـــواذل‬ ‫ٌ‬ ‫خ‬ ‫ـي يف أخ ــواتِ ــه ــا‬
‫كـــــأنَّ ابـــنـــ َة ال ــق ــي ـ ِّ‬ ‫‪3‬‬

‫ــقــاتــل‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫وكــــي َم‬ ‫ِ‬
‫وأنـــــت َيل الـــرامـــي‬ ‫الـــســـهـــام ُمــصــيــب ـ ٌة‬
‫ِ‬ ‫أَرا ِمـــيـــتـــي ُّ‬
‫كــــل‬ ‫‪4‬‬

‫مبـــا (وعـــــــدَ ْت) َجــــــدَّ َّي يفَّ املــخــايـ ُـل‬ ‫الـــصـــوارم) والقنا‬
‫ِ‬ ‫ـض‬
‫(تُــطــال ـ ُبــنــي بــيـ ُ‬ ‫‪5‬‬

‫َــفــاصــل‬
‫ُ‬ ‫وإنَّ الـــ ُحـــســـا َم املــــــريفَّ ل‬ ‫ذنــــب يل إنَّ الــــفــــؤا َد لَـــصـــار ٌم‬
‫َ‬ ‫وال‬ ‫‪6‬‬

‫الـــســـ ْمـــ َهـــر َِّي لَــعــامـ ُـل‬


‫َّ‬ ‫األحـــــم‬
‫َّ‬ ‫وإنَّ‬ ‫الـــواثـــقـــي لــضــام ـ ٌر‬
‫َّ‬ ‫وإنَّ الـــحـــصـــانَ‬ ‫‪7‬‬

‫راحـــل)؟‬
‫ُ‬ ‫أنــت‬
‫َ‬ ‫(هــل‬
‫ْ‬ ‫وال قــائــلٍ للضَّ ِ‬
‫يف‬ ‫ـت ب َج ْه ِم الــوج ـ ِه يف وجــ ِه صاحبي‬
‫ـسـ ُ‬
‫ولـ ْ‬ ‫‪8‬‬

‫السئلة‪:‬‬ ‫ • أ‬
‫ • َّأوالً‪:‬‬
‫ص (ال) النافية للجنس‪ ،‬وبيِّ ْن نوع اسمها‪.‬‬ ‫‪1 .1‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫ِّ‬
‫وحددْ معناه‪ ،‬ث َّم أعربه‪.‬‬ ‫ص اسم فعل‪،‬‬ ‫‪2 .2‬هات من الن ّ ّ‬
‫جر زائداً‪ ،‬وعلِّ ْل زيادته‪.‬‬
‫‪3 .3‬استخرج من البيت الثامن حرف ٍّ‬
‫ِّ‬
‫وحددْ معناه‪.‬‬ ‫ص حرف عطف‪،‬‬ ‫‪4 .4‬هات من الن ّ ّ‬
‫‪5 .5‬كثرت المؤكِّدات في األبيات‪ ،‬استخرج جملة مؤ ّكدة وبيّن نوعها‪ ،‬واذكر مؤكِّداتها‪.‬‬
‫ص صفة وموصوفاً‪ ،‬وبيِّن أوجه التطابق بينهما‪.‬‬ ‫‪6 .6‬هات من الن ّ ّ‬
‫كو ْن جملة مفيدة تحتوي مصدرا ً عامال ً عمل فعله‪.‬‬ ‫‪ِّ 7 .7‬‬
‫‪8 .8‬علِّ ْل كسر همزة (إنّ) في قول الشاعر (إ ّن الفؤاد لصارم)‪.‬‬
‫ص إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل‪.‬‬ ‫‪9 .9‬أعرب ما تحته ٌّ‬
‫خط في الن ّ ّ‬

‫‪269‬‬
‫*‬

‫ •ثانياً‪:‬‬
‫ص اسماً منسوباً‪ ،‬وبيِّ ْن قاعدة النسبة فيه‪.‬‬
‫‪1 .1‬استخرج من الن ّ ّ‬
‫‪2 .2‬انسب الكلمات اآلتية‪ ،‬وضعها في جمل مفيدة‪( :‬غزَّة‪ ،‬أمير‪ ،‬قبيلة)‪.‬‬
‫جردْ كلمة (الرامي) في البيت الرابع من (أل) التعريف‪ ،‬واذكر التغيير الذي طرأ على كتابتها مع التعليل‪.‬‬ ‫‪ِّ 3 .3‬‬
‫‪4 .4‬كلمة (القنا) جمع مفرده (قناة) هات جمع المؤنَّث السالم لهذه الكلمة‪ ،‬وبيِّ ْن التغيير الذي طرأ على األلف‪.‬‬
‫‪5 .5‬اشرح العلَّة الصرفية في الكلمات اآلتية‪ ،‬وسمِّها‪( :‬زائل‪ ،‬الرامي‪ ،‬الظباء‪ ،‬القنا)‪.‬‬
‫‪ِ 6 .6‬زن الكلمات اآلتية‪( :‬أراميتي‪ ،‬الخواتل‪ ،‬مقاتل)‪.‬‬

‫ •ثالثاً‪:‬‬
‫‪1 .1‬علِّ ْل ما يلي‪:‬‬
‫ ‪ .‬أكتابة الهمزة على صورتها في (شأو‪ ،‬ابنة‪ ،‬الفؤاد‪ ،‬الظباء)‪.‬‬
‫ ‪ .‬بكتابة التاء على صورتها في (كنت‪ ،‬مصيبة)‪.‬‬
‫ ‪ .‬تزيادة األلف في (بانوا)‪.‬‬
‫‪2 .2‬رتِّب الكلمات اآلتية وفق ورودها في معجم يأخذ بأوائل الكلمات‪.‬‬
‫(الصوارم‪ ،‬األح َّم‪ ،‬قائال ً‪ ،‬أخواتها)‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ي‬
‫التقو�‬ ‫جلنة‬ ‫جلنة التأليف‬
‫ن‬ ‫تز‬ ‫ّ‬
‫د‪ .‬وهـــب رومـ ّـيــة‬ ‫د‪ .‬حممود ّ‬
‫السيد‬ ‫د‪ .‬مـــعـــز ال ــع ــل ـ ي‬
‫ـوا�‬ ‫الـــصـــاحل‬ ‫د‪ .‬نـــضـــال‬
‫ّ‬
‫احلـــســـون‬ ‫ف‬
‫مـــصـــطـــى‬ ‫حســــــام ّ‬
‫الســــــــعدي‬
‫الن�ان‬
‫د‪ .‬عبد إالهل ب‬ ‫د‪ .‬ف ــرح املطلق‬ ‫ن‬
‫مــــــــى طــعــمــة‬ ‫د‪.‬‬ ‫ين‬ ‫�ش‬
‫ســــوســــن ـــســـيـــ ي‬
‫ن‬
‫عــــــــ� ن�عــــســــة‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬رود خـ ّـبــاز‬ ‫وائــــــــــــــــل حمــــمــــد‬ ‫د‪ .‬صــــــــاحل ج�ــــــم‬
‫ّ‬
‫حــــســــون‬ ‫يـــــوســـــف‬ ‫فــــــــــــداء عـــلـــيـــوي‬

‫أ‬ ‫ّ ف‬
‫املسجلة بصوت‪:‬‬
‫املدم املرفق ب�لكتاب‪ ،‬ب� إلضافة إىل القصائد ّ‬
‫مصادر التعل و�رس العالم موجودة عىل القرص ج‬
‫إال يّ‬
‫عالم‪ :‬ج�ال ج‬
‫اليش‬ ‫إال ّ‬
‫عالمية‪ :‬هيام احلموي‬

‫حقوق الطباعة والتوزيع محفوظة للمؤسسة العامة للطباعة‬


‫ُ‬
‫حقوق التأليف والنشر محفوظة للمركز الوطني لتطوير املناهج التربوية‬
‫لعربية السوريّة‬
‫وزارة التربية ‪ -‬اجلمهوريّة ا ّ‬
‫صصة لتدريس الكتاب وفق مجاالته‪:‬‬
‫الحصص المخ ّ‬

‫عدد الحصص‬ ‫المجال‬

‫صتان‬
‫ح ّ‬ ‫القراءة التمهيديّة‬

‫ثالث حصص‬ ‫النصوص األدبيّة‬

‫صتان‬
‫ح ّ‬ ‫قواعد اللغة‬

‫صة واحدة‬
‫ح ّ‬ ‫البالغة‬

‫صة واحدة‬
‫ح ّ‬ ‫العروض‬

‫صتان‬
‫ح ّ‬ ‫المطالعة‬

‫صتان‬
‫ح ّ‬ ‫التعبير األدب ّي‬

‫صتان لعرض المشروعات على الطالب‬ ‫ح ّ‬


‫وشرح إجراءات تنفيذها‪ .‬وخمس حصص‬ ‫ي‬
‫التعبير الشفو ّ‬
‫لمناقشتها في نهاية الفصل الدراسي‪.‬‬

‫صتان‬
‫ح ّ‬ ‫االستماع‬

You might also like