You are on page 1of 17

‫موضوع‪ :‬اللغة النصية‬

‫مفهوم علم اللغة النصي‬

‫• هو الدراسة اللغوية لبنية النصوص‪.‬‬

‫• أنه فرع من فروع علم اللغة يدرس النصوص المنطوقة والمكتوبة‪.‬‬

‫• يمثل األدوات في التحليل بنية الكلمة والتركيب والجمل والفقرة والروابط في النص من‬
‫ناحية الشكلي والداللي دون إغفال إلى أهمية السياق ودور المتلقي‪.‬‬

‫• هناك بعض من التسميات التي يتعلق بهذه الدراسة ‪ ,‬منها علم النص‪ ,‬ونحو النص‪.‬‬
‫أن علم النص أوسع من لسانيات النص‪ .‬حيث تتمثل الدراسات اللغويةللنص جانب‬
‫أما نحو النص هو الركيزة األساسيى التي تقوم‬
‫يهتم بها علم النص‪ّ .‬‬
‫من الجوانب التي ّ‬
‫عليها لسانيات النص‪.‬‬

‫التعريفات علم اللغة النصي‬


‫• بعض التعريفات على علم اللغة النصي ‪:‬‬

‫• ديفيد كريستال )‪ (David Crystal‬يذكر أن تحليل الخطاب ‪(Discourse‬‬


‫)‪ Analysis‬يرتبط بتحليل اللغة المنطوقة‪ .‬بينما تحليل النص ‪(Text‬‬
‫)‪ analysis‬يرتبط بتحليل اللغة المكتوبة ولكنه أكد بعد ذلك أن التحليل سواء‬
‫أكان نصاً أم خطاباً فإنه يشمل كل الوحدات اللغوية المنطوقة والمكتوبة مع‬
‫تحديد الوظيفة التواصلية ‪.‬‬

‫• ويذكر ‪ Nils‬أن علم لغة النص يعني ‪ -‬في العادة – الدراسة لألدوات مع‬
‫تأكيده أهمية السياق‪ ،‬اللغوية للتماسك النصي‪ ،‬الشكلي والداللي‪ .‬وضرورة‬
‫وجود خلفية لدى المتلقى حين تحليل النص‪.‬‬
‫‪Discourse‬‬ ‫• وقد ألف ‪ Deborah Schiffrin‬كتاباً كامالً بعنوان‬
‫‪ Markers‬ركز فيه على تحليل الخطاب‪ ،‬وعرفه بأنه تحليل اللغة في‬
‫االستعمال‪ ،‬وربط بين اللغة أو النص والمتلقى والسياق المحيط‪ .‬غير أنه‬
‫استخدم مصطلحات تحليل النص التي ذكرها غيره مثل هاليدى ورقية حسن‪.‬‬

‫• و قد قدم صبحي ابراهيم الفقي لسانيات النص على أنها فرع "من فروع علم‬
‫اللغة‪ ،‬الذي يهتم بدراسة النص باعتباره الوحدة اللغوية الكبرى‪ ،‬و ذلك بدراسة‬
‫جوانب عديدة أهمها الترابط أو التماسك ووسائله‪ ،‬و أنواعه‪ ،‬و اإلحالة‪ ،‬أو‬
‫المرجعية و أنواعها‪ ،‬و السياق النصي‪ ،‬و دور المشاركين في النص (المرسل‬
‫و المستقبل)‪ ،‬و هذه الدراسة تتضمن النص المنطوق و المكتوب على حد‬
‫سواء"‬
‫• يتضح الزناد للسانيات النص أنه ال يميز بينها و بين نحو النصوص و يرجع‬
‫إلى أخذه لهذا المفهوم – نحو النصوص‪ -‬بمعنى " النحو الواسع الذي يشمل‬
‫كل القوانين التي تحكم نظام النص و تدرسه لسانيات النص على أنه بنية‬
‫مجردة تدخل فيما يكون به الملفوظ نصا"‬

‫(األزهر الزناد نسيج النص بحث فيما يكون الملفوظ نصا‪ ،‬المركز الثقافي‬
‫العربي ط‪ 1993 ،1‬ص ‪)18‬‬

‫• أن " لسانيات النص تقدم كنظرية للجملة الموسعة إلى نص‪ ،‬لكن كتحول‬
‫عبر لساني‪Translinguistique‬‬

‫مصدر‪ :‬معجم تحليل الخطاب‪Dictionnaire d’analyse du discours :‬‬


‫لدمنيك مانقينو )‪(D. Maingueneau‬‬
‫أهمّية علم اللغة النصي‬
‫ّ‬
‫تحول إلى دراسة الجملة‪ .‬وبعد فترة‬
‫ثم ّ‬‫قد بدأت دراسة النصوص بداي ًة على الدراسة الكلمة‪ّ ,‬‬
‫من الزمان وجدوا هناك الحاجة الضرورية االنتقال من الدراسة الجملية إلى النصية بعد‬
‫اكتشاف كثير من الصعوبات التي واجهت اللسانيات الجملية‪ .‬وذلك لتغير الكثير من‬
‫أيضا‬
‫المفاهيم النقدية الحديثة‪ ،‬وتغير النظرة إلى اللسانية إلى مفهوم اللغة ووظيفتها‪ ،‬ويؤّكد ً‬
‫من القول هاليدى ورقية حسن‪" :‬فهم اللغة يكمن في دراسة النصوص" وهنا نجتمع بعض‬
‫أهمية اللسانيات النصية فيما يلي‪:‬‬

‫لسانيات الجملة لم تعد كافي ا إلشباع حاجة المحلل اللغوى‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ّأواال ‪:‬‬

‫• الجملة تقدم جزء صغير بالنسبة لما يقدمه النص‪.‬‬

‫• النحو على مستوى الجملة ال يقدم العالقات بين الجمل بصورة كافية كما يقدمها علم‬
‫النص‪ ،‬وكذلك الجملة تمثل الداللة الجزئية ال الكلية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معان معجمية للكلمات‬ ‫• إضافة إلى أن الجملة المجردة عن السياق ال تقدم شيئاً سوى‬
‫الموجودة في الجملة‪ ،‬على حين الوحدة النصية‪ ،‬في الغالب في وجود السياق‪ ،‬تقدم‬
‫الداللة الكاملة‪.‬‬
‫• ومن ذلك فإن اللسانيات النصية قد ضمت عناصر لم تكن في لسانيات الجملة‪،‬‬
‫عناصر بناء قواعد جديدة منطقية وداللية وتركيبية لتقديم شكل جديد من أشكال التحليل‬
‫لبنية النص‪ ،‬وتصور معايير التماسك ‪.‬‬

‫• بمعنى أن الجملة المجردة تحتاج إلى وحدة أكبر من الجملة‪ ،‬ويمكن أن تكون هذه‬
‫الوحدة هي النص‪ ،‬حتى تتضح داللتها وضوحا كامالً‪ ،‬وحتى يتحقق اإلخبار واإلعالم‬
‫المقصود من الكاتب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرأي أن النص هوعبارة عن كلمة واحدة‬
‫ا‬

‫أي منهما؛ فالثاني قائم‬


‫• التأكيد أن دراسة النصية يكمل دراسة الجملة سابًقا‪ .‬ال ييترك ّ‬
‫على األول‪.‬‬

‫• فكذلك الجملة تمثل نواة النص؛ فالنص عبارة عن متتاليات من الجمل في األغلب‪،‬‬
‫بصرف النظر عن كونه جملة واحدة أو كلمة واحدة‪.‬‬

‫البالغيون ‪-‬هم يقومون أساساً على النظرة إلى النص القرآني كامالً؛ إلى درجة‬
‫ّ‬ ‫• الوظيفة‬
‫أنهم أروا القرآن الكريم كالكلمة الواحدة ‪ -‬فأكدوا التماسك الصوتي‪ ،‬والصرفي‪ ،‬والنحوى‪،‬‬
‫والمعجمي‪ ،‬والداللي‪ ،‬وكذلك التماسك النصي‪ .‬وأيضاً أكدوا المناسبة بين حروف الكلمة‬
‫الواحدة‪ ،‬وكلمات الجملة الواحدة‪ ،‬وجمل النص الواحد ونصوص القرآن كله وهكذا‪.‬‬

‫• النصوص اللسانيات النصوصية بناء على ‪ -‬أن نحو النص يشمل النص‪ ،‬وسياقه‪،‬‬
‫وظروفه‪ ،‬وفضاءاته‪ ،‬ومعانيه المتعالقة القبلية والبعدية‪ ،‬مراعيا ظروف المتلقي وثقافته‬
‫وأشياء كثيرة تحيط بالنص التي تخرج عن إطار الجملة المفردة التي ال يمكن تفسيرها‬
‫تفسي ار كامال دقيقا إال من خالل وحدة النص الكلية‪.‬‬

‫ثال اثا ‪ :‬االتصال الوثيق بين موقف االجتماعي ودراسة اللغة‬

‫تغير الدرس اللساني في نظرته إلى اللغة‪ ،‬وذلك لإلحساس الطاغي بالوظيفة‬
‫• ّ‬
‫االجتماعية للغة‪ ،‬وإلى ضرورة وجود الدور التواصلي الذي يعده علماء اللسانيات‬
‫جوهر العمليات االجتماعية‪.‬‬

‫• ومن هنا أدرك اللسانيون أن اجتزاء الجمل يحيل اللغة الحية فتاتا وتفاريق من الجمل‪،‬‬
‫وهو ما نجده في شواهد النحو والبالغة المنزعة من سياقها وهو ما يتنافى مع مبادئ‬
‫اللسانيات النصية‪.‬‬
‫• إن تلك الوظيفة االجتماعية‪ ،‬وهذا الدور التواصلي للغة يفسحان الطريق للنحو أن‬
‫يتسع مفهومه‪ ،‬ليصبح مكونا من مكونات نظرية شاملة‪ ،‬تفسر السلوك اإلنساني‪ ،‬وهذا‬
‫ال يتم إال من خالل نص متماسك بسياق تواصلي وليس من خالل جملة‪.‬‬

‫األمثال‪:‬‬

‫• فالشعر ‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من بين أسسه الفنية الوحدة العضوية‪ ،‬وهى تنطلق من‬
‫مراعاة القصيدة كاملة ال مراعاة جزء منها أو جملة واحدة منها‪.‬‬

‫• كذلك‪ ،‬أن أوجه الترابط التي أفرزتها التحليالت على مستوى الجملة فقط لم تعد كافية‬
‫لتغطية مستوى النص(‪ .)۱‬فعلى سبيل المثال الجملة الموجزة والجمل المفسرة لها هذه‬
‫ال تعتمد على الروابط الشكلية في الجملة مثل (‪ )It‬مثالً (هو) و (هى) فى العربية‪،‬‬
‫ولكن نعتمد على الداللة كذلك التي تتولد من ربط الجملتين معا‪.‬‬

‫• ونرى أن من أسباب اللجوء إلى الدراسة النصية كذلك العالقة بين فقرة وفقرة‪ ،‬ونص‬
‫ونص ‪ ،‬وهذا يبرز عند النظر إلى السور القرآنية؛ فال يمكن إدراك هذه الصلة والترابط‬
‫من خالل نحو الجملة‪ ،‬بل النظرة النصية كما بمفهومها الواسع‪.‬‬

‫مميزات علم اللغة نصية‬


‫• يقوم وظيفة علم اللغة النصى على أمرين أساسيين هما‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوالا‪ :‬الوصف النصي‬
‫ّ‬
‫ثاني ا‪ :‬التحليل النصي‬
‫أوالا‪ :‬الوصف النصي‬
‫ّ‬
‫• وجدير بالذكر أن المنطلق فى تحديد هاتين الوظيفتين هو أنه ال يمكن البداية بالتحليل دون‬
‫الوصف؛ فيجب إذن توضيح مكونات النص ابتداء من الجملة األولى‪ ،‬ثم بيان الموضوعات‬
‫التي تناولها النص‪ ،‬وإدراج الدراسة اإلحصائية تحت إطار الوصف من حيث بيان الروابط‬
‫الموجودة بالنص حتى نصل إلى بيان وظيفة هذه الروابط‪ ،‬حينئذ يبدأ التحليل النصى‪.‬‬

‫• ترتيب مهام علم اللغة النصى بصورة أخرى تتمثل في‪:‬‬

‫اإلحصاء لألدوات والروابط التي تسهم في التحليل‪.‬‬ ‫أَّوًال‬

‫الوصف لشكل النص‪ ،‬وموضوعاته‪ ،‬والوصف لهذه األدوات والروابط‪.‬‬ ‫ثانيا‬


‫ً‬

‫التحليل؛ بإبراز دور هذه الروابط في تحقيق التماسك النصي‪ .‬مع االهتمام‬
‫ثالثًا‬
‫بالسياق‪ ،‬والتواصل‪.‬‬

‫• والتحليل ال يعتمد على الروابط الموجودة بين أشتات النص الداخلية فقط‪ ،‬بل يتعداها إلى‬
‫الروابط الخارجية‬

‫• ويضيف بعض الباحثين أن هاتين الوظيفتين ينبغى ربطهما "بالتواصل"‪ .‬وهذا يفرض على‬
‫عملية التحليل عدم إغفال دور القارئ أو المتلقى أثناء عملية التفكيك أى القراءة للنص‪.‬‬

‫طبيعة التحليل النصي‪:‬‬

‫• أكد علماء اللغة النصيون أن " تحليل الخطاب أو تحليل النص" يعني بالضرورة‪ ،‬تحليل‬
‫اللغة المستعملة‪ .‬لذا‪ ،‬فإنه ال يقتصر على الوصف لألشكال اللغوية معتمداً على األغراض‬
‫أو الوظائف التي تسير إليها هذه الصيغ لتخدم الشئون البشرية‪ .‬وبناء عليه ال تقف وظيفة‬
‫المحلل عند فحص النص منفصالا عن البيئة المحيطة‪ ،‬ولهذا أكد النصيون أن‪:‬‬
‫"المحلل يفحص استعمال اللغة فى السياق ؛ إذ يركز على العالقة بين المتحدث والقول فى‬
‫مناسبة معينة‪ ،‬وتركيزه هذا أكثر من تركيزه على العالقة بين جملة ما بجملة أخرى ‪،‬‬
‫والمحلل يصف ما يفعله المتحدثون والمستمعون‪ ،‬ال العالقة بين جملة ما أو حروف‬
‫الجر‪".‬‬

‫والمحلل كذلك يهدف إلى معالجة النص بعمليات ديناميكية‪ ،‬للغة المستعملة‬ ‫•‬

‫للتواصل في ضوء عالقته بالسياق ‪.‬‬

‫• إذن طبيعة التحليل اللغوى لم تقتصر على الدراسة الشكلية للنص ‪،‬وحدها‪ ،‬بل تعدت ذلك‬
‫إلى إبراز دور المشاركين في العملية اللغوية‪ .‬وكذلك تتمثل طبيعة التحليل اللغوى للنص‬
‫فى كيفية اختيار المبدع ألدواته اللغوية مثل األدوات الضمائر‪ ،‬واألزمنة‪ ،‬والتك اررات‪،‬‬
‫والحذف‪ ،‬والمقابالت والتفسيرات للجمل ‪ .‬إلخ‪ .‬بمعنى أخر االهتمام بالعالقات الداخلية‬
‫والخارجية‪.‬‬

‫ومن بين الظاهرة النحوية التي يجب النظر إليها من خالل معطيات اللسانيات النصية ما‬ ‫•‬
‫يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬الضمائر ووظائفها النصية‬


‫‪ -‬أسماء اإلشارة‬
‫‪ -‬التعريف والتنكير‬
‫‪ -‬التذكير والتأنيث‬
‫‪ -‬التكرار (التماسك المعجمي)‬
‫‪ -‬االستد ارك‬
‫‪ -‬التوابع (الصفة‪ ،‬البدل‪،‬الحال)‬
‫‪ -‬الحذف‬
‫‪ -‬الصلة‬
‫‪ -‬التقديم والتأخير‬
‫‪ -‬االستثناء‬
‫‪ -‬الزمن‬
‫‪ -‬العالقات الموضوعية‬
‫‪ -‬العام والخاص‬
‫‪ -‬الكل والجزء * الكبير والصغير‬

‫• وهنا المعيار الذي يختص باالستم اررية المتحققة للنص‪ ،‬أي استم اررية الداللة المتولدة‬
‫عن العالقات المتشكلة داخل النص‪ .‬ويقوم االنسجام النصي عن طريق تحقق العديد‬
‫من العالقات الداللية بين أجزاء النص مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬عالقات الربط‪( :‬الوصل والفصل‪ ،‬واألضافة‪ ،‬والعطف)‪.‬‬


‫‪ .2‬عالقات التبعية‪( :‬اإلجمال والتفصيل‪ ،‬والسببية‪ ،‬والشرط‪ ،‬والعموم والخصوص)‪.‬‬

‫المعايير النصية السبعة‬

‫‪ Cohesion .1‬االتساق ‪ :‬السبك أو الربط النحوي‬


‫‪ Coherence .2‬االنسجام ‪ :‬الحبك أو التماسك الداللي‬
‫‪ Intentionally .3‬القصد‪ :‬أي هدف النص‪.‬‬
‫‪ Acceptability .4‬القبول والمقبولية ‪ :‬وتتعلق بموقف المتلقي من قبول النص‪.‬‬
‫‪ Informativity .5‬اإلخبارية أو األعالم‪ :‬أي توقع المعلومات الواردة فيه أو عدمه‪.‬‬
‫‪ Situationality .6‬المقامية‪ :‬وتتعلق بمناسبة النص للموقف‪.‬‬
‫‪ Intertexuality .7‬التناص‬
‫رواد علم اللغة النصية‬

‫الرواد الذين قد تساهمون في الدراسة اللغة النصية‪ .‬هؤالء قد أخرجوا‬


‫وجدت كثير من ّ‬
‫ُ‬
‫األراء واألفكار بينهم عن األهمية اللغة النصية التي تكمل الدراسة الجملية من قبل‪ .‬سأقدم‬
‫بعض منهم‪.‬‬

‫أ َّواال‪ :‬بلومفيلد‬
‫وفي عام ‪ 1933‬نشر بلومفيلد كتابه الشهير «اللغة» ‪ Language‬الذي أصبح من‬ ‫•‬
‫األعمال اللغوية الخالدة‪ ،‬ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي عالجت موضوع علم‬
‫اللغة في النصف األول من القرن العشرين ما أصبح يعرف فيما بعد بالمدرسة اللغوية‬
‫البلومفيلدية‪.‬‬

‫ومن بين هذه المبادئ رأيه في ضرورة أن ترّكز الدراسات اللغوية على اللغة المحكية‬ ‫•‬
‫عوضاً عن اللغة المكتوبة‪.‬‬
‫من أهم ما اتسم به فكر بلومفيلد في مجال اللغة هو اتباعه مبادئ النظرية أو «المدرسة»‬ ‫•‬
‫السلوكية التي تعتمد على التجريبية الوصفية والتزامه إياها‪.‬‬
‫وكان له األثر األكبر في اللغويات البنيوية‪ ،‬وهو مذهب يقوم على جملة من المبادئ‬ ‫•‬
‫السلوكية التي يتم االعتماد عليها في دراسة المعنى والداللة‪.‬‬
‫فبلومفيلد يرى أن الكالم أو السلوك اللغوي إنما هو سلسلة من االستجابات وردود‬ ‫•‬
‫الفعل لمجموعة من المنبهات أو المحرضات اللفظية‪ ،‬وهو بذلك يرفض المذهب العقلي‬
‫في تعامله مع اللغة‪.‬‬
‫انيا‪ :‬فرديناند دي سوسور‬
‫ث ا‬
‫أنه رائد اللسانيات الحديثة فرديناند دي سوسور قد أقر بأهمية الخطاب والكالم ‪ ،‬وأن‬ ‫•‬
‫اإلنسان ال يتواصل بكلمات منفصلة عن بعضها البعض ألنها ال تعبر عن أفكار معينة‬
‫وال توصل رسالة ما لم تجتمع بعالقات مع بعضها‪ ،‬كما رأى بأهمية الكالم لكونه‬
‫التأدية الفعلية للغة وبه تتجسد العملية التواصلية بين أفراد المجتمع‪ ،‬وبالتالي‪.‬‬

‫ثال اثا‪ :‬األمريكي زليج هاريس ‪Zellig Sabbettai Harris‬‬

‫• أول من استخدم التحليل النصي الشامل من خالل دراسته الموسومة بـتحليل الخطاب‬
‫(‪ (Discours Analysis‬وبحثه قيم بدأت معه بوادر االهتمام بالنص‪ ،‬والنص وسياقه‬
‫ضا‬
‫االجتماعي وقدم في بحثه أول تحليل منهجي لنصوص بعينها وقد اهتم هاريس أي ً‬
‫بتوزيع العناصر اللغوية في النصوص المطولة‪ ،‬والروابط بين النص وسياقه‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫• وال يعتبر هاريس أول لساني حديث يعتبر الخطاب موضوعا شرعيا للدرس اللساني‬
‫فحسب؛ بل إنه تجاوز ذلك إلى تحقيق قضاياه التي ضمنها برامجه بتقديم أول تحليل‬
‫منهجي لنصوص بعينها وقد رأى هاريس ضرورة تجاوز نحو الجملة‪ ،‬ذلك أن الدراسات‬
‫اللسانية وقعت في مشكلتين البد تجاوزهما وهما ‪:‬‬

‫*األولى ‪ :‬قصر الدراسة على الجمل‪ ،‬والعالقات فيما بين أجزاء الجملة الواحدة‪.‬‬
‫*الثاني ‪ :‬الفصل بين اللغة والموقف االجتماعي مما يحول دون الفهم الصحيح‪.‬‬

‫• ومن ثم اعتمد في منهجه في تحليل الخطاب على ركيزتين‪:‬‬


‫*األولى ‪ :‬العالقات التوزيعية بين الجمل‬
‫*الثانية ‪ :‬الربط بين اللغة والموقف االجتماعي‬

‫• بعد ذلك بدأ بعض اللسانيين ينتبهون إلى المشكلتين اللتين أشار إليهما هاريس‪ ،‬وإلى‬
‫أهمية تجاوز الدراسة اللغوية مستوى الجملة إلى مستوى النص‪ ،‬والربط بين اللغة‬
‫والموقف االجتماعي ُم َش ّكلين بذلك اتجاها لسانيا‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬الدكتور محمد الشاوش‬


‫را‬
‫• وهو أحد المختصين العرب في اللسانيات النصية وبالضبط في تأصيل اللسانيات‬
‫النصية في النحو العربي أنه «لم يتجاوز نحو الجملة سوى في نهاية الستينات‬
‫الميالدية في حين أن سنة (‪1984‬م) تمثل ذروة االهتمام بنحو النص وتحليل‬
‫الخطاب حيث بلغت األعمال المنشورة فيها عمال‪.‬‬

‫امسا‪ :‬فندايك ‪Van Dijk‬‬


‫خ ا‬
‫• وتعتبر البداية الحقيقية لدراسة النصية كعلم مستقل كانت على يد فندايك الذي يقول‪:‬‬
‫" لقد توقفت القواعد واللسانيات التقليدية غالبا عند حدود وصف الجملة وأما في علم‬
‫النص‪ ،‬فإننا نقوم بخطوة إلى األمام‪ ،‬ونستعمل وصف الجمل بوصفه أداة لوصف‬
‫النصوص‪ ،‬وما دمنا نستتبع هنا المكونات المعتادة للقواعد‪ ،‬وسنستعمل النصوص‬
‫المستخدمة بغية وصف الجمل‪ ،‬فإننا نستطيع أن نتكلم عن قواعد النص‪".‬‬

‫• فقد كان فندايك يسعى إلقامة لسانيات نصية تدرس البنية النصية‪ ،‬ومظاهر التماسك‬
‫في النص‪ ،‬ويأخذ في االعتبار كل األبعاد البنيوية والسياقية والثقافية‪.‬‬
‫ادسا‪ :‬فاينريش ‪ ،‬وب‪ .‬هارتمان‬
‫َس ا‬
‫• دعا فاينريش ‪ ،‬وب‪ .‬هارتمان أن النص ليس بناء لغويا فحسب وإنما يدخل ذلك البناء‬
‫في سياق تفاعلي بين مخاطب ومخاطب‪ ،‬تفاعل ال يتم يجمل متراكم بعضها فوق‬
‫بعض كيفما اتفق غير متماسكة وال يربطها رابط‪ ،‬وال تدرك النصوص بوصفها أفعال‬
‫تواصل فردية بل بوصفها نتائج متجاوزة االفراد‪ ،‬ومن هذا المنطلق يجب أن يتخذ‬
‫التحليل اللغوي النص مبتغاه النهائي في الدراسة‪.‬‬

‫والعديد من اللغويين اآلخرين الذين أثاروا االهتمام بالدراسة اللسانيات على المستوى‬
‫الجملة انتقاال من نحو الجملة و اهتم بتوزيع العناصر اللغوية في النص والروابط بين‬
‫النص وسياقه االجتماعي‪ ،‬وقد لق هذا البحث اهتماما كبي ار حتى اليوم ‪ ...‬ثم دراسة‬
‫دل هيمز ‪ ، Dell Hymes‬الذي ركز على الحدث الكالمي في مواقفه االجتماعية‪،‬‬
‫ثم جاء فالسفة اللغة‪ ...‬ثم هاليداي ‪ M. A.K Halliday‬الذي قد أعظم عمل في‬
‫تحليل الخطاب البريطاني ‪"...‬‬

‫مجال اللغة النصية‬

‫‪ .1‬لسانيات النص تحليل األدب‪:‬‬


‫فأسس فان دايك علما جديدا لسانيات النص استوحى أدواته من المعارف الجديدة‬
‫مثل السيميائيات واللسانيات والنحو التوليدي ‪،‬التي جاءت بمبادئ جديدة في التعامل‬
‫مع األ ثر األدبي‪.‬‬
‫يقول فاينرش‪" :‬إنني أطمح إلى لسانيات أدبية‪ ،‬وهذا الكالم ال يعني أن تضع‬
‫اللسانيات نفسها بالكامل في خدمة التأويل األدبي ‪ ،‬وال أن تنصاع الدراسات األدبية‬
‫لمناهج اللسانيات‪ ،‬ولكن تطبيق بعض المناهج اللسانية على نصوص أدبية كانت‬
‫له نتائجه الجيدة‪ ،‬إذ سمحت هذه التطبيقات ببروز مظاهر مهمة جدا للسانيين‬
‫وللمختصين في األدب على حد سواء ‪".‬‬
‫فصار الحكم على النصوص في الدراسة اللسانية النصية "يتم من خال ل وصف‬
‫العالقات الداخلية والخارجية أللبنية النصية بمستوياتها المختلفة‪ ،‬وشرح المظاهر‬
‫العديدة ألشكال التواصل واستخدام اللغة‪ ،‬كما يتم تحليلها في العلوم المتنوعة‪".‬‬

‫فاألدب يكون من المجال األمثل للدراسة اللسانية النصية‪ ،‬التي ترتكز أولى‬
‫خطواتها في تحليل النصوص على الجانب الشكلي (اللغوي) المتمظهر وبدون‬
‫إهمالها للجوانب األخرى الدال لية والسياقية والتداولية‪ ،‬إن هذا الوضع جعل لسانيات‬
‫النص تقترب من أعرق جهاز نقدي عرفه األدب وأكثرها تماسكا‪.‬‬

‫‪ .2‬لسانيات النص علم الداللة ‪:‬‬


‫تكون الداللة من عنصر الفونتيك (األصوات)‬
‫أن علم الداللة جزء من علم اللغة‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫والنحو‪ .‬ولقد أشار دي سوسير إلى هذه الرموز باعتبارها أنها تمثل الدال والمدلول‪.‬‬
‫وأيضا ُيستخدم العالمة‪ .‬ففي مجال اللغة‪ ,‬الداللة هي وظيفة اتصالية في بين الكاتب‬
‫والمتلقي‪ .‬لقد تواجه الصعوبات لتطبيق هذا العلم في عملية اللغة‪.‬‬

‫بالنسبة علم اللغة النصية التي تكون علم مستقلة‪ ,‬قد ّ‬


‫توسع استخدامه في فهم‬
‫النص‪ .‬هم في حاجة التمييز بين ما قد يبدو أنه معنى عادي للكلمة أو للجملة‪،‬‬
‫ومعناها الذي تكتسبه في ظروف خاصة ُم َحَّد َدة‪ ،‬وهذا بالضبط هو التمييز بين معنى‬
‫الم ْع َج ِمي في مقابل المعنى الناتج عن االستخدام‪ ،‬أو هو كما اقترح بعض‬ ‫الكلمة ُ‬
‫ّ‬
‫الفالسفة واللغويين‪ :‬هو التمييز بين الداللة و َّ‬
‫الت َد ُاو َّلية "‪"Pragmatics‬‬

‫آخ ُر أشار إليه "جون الينز" وهو التمييز بين معنى الجملة الذي‬
‫وهناك تمييز َ‬
‫يتصل مباشرة بالمالمح النحوية والمعجمية للجملة‪ ،‬وبين معنى النص (معنى الملفوظ‪،‬‬
‫أو الخطاب "‪ "Utterence‬الذي يشمل ُكل النواحي الثانوية للمعنى‪ ،‬وخاصة تلك‬
‫شيئا ما‪ ،‬ونعني ش ًيئا آخر‪.‬‬
‫المتعلقة بالسياق‪ ،‬هذا تمييز مهم؛ ألنه يسمح لنا بأن نقول ً‬

‫‪ .3‬لسانيات النص الترجمة ‪:‬‬


‫تعتبر الدراسات اللغوية الركيزة األساسية والعمود الفقري لعملية الترجمة و التي‬
‫تمثل في جوهرها تغيير في الشكل)‪ ،)Form‬وعندما نتكلم عن شكل لغة ما فإننا نشير‬
‫إلى الكلمات والعبارات وأشباه الجمل والفقرات وأدوات الربط‪ ..‬أي ما يسمى بالبنية‬
‫السطحية للغة‪ ،‬ذلك الجزء البنيوي الذي يمكن رؤيته فعليا عند كتابة لغة ما‪ ،‬أو سماعه‬
‫عند التحدث بها‪ ،‬وفي أثناء الترجمة يتم استبدال شكل لغة المصدر بشكل اللغة‬
‫المستقبلة (الهدف‪(.‬‬
‫نشأة لسانيات النص كعلم مستقل‪ ،‬يهتم بدراسة مختلف مستوياتها الصوتية‪،‬‬
‫الصرفية‪ ،‬التركيبية‪ ،‬الداللية‪ ،‬ومختلف أنواع النصوص وسياقاتها وكل ما قد يساعد في‬
‫عملية فهمها وتأويلها حيث يرى دي بوجراند أن للسانيات النص اإلسهام الكبير في‬
‫دفع حركة الترجمة‪ ،‬بعكس اللسانيات التقليدية التي تعنى بالنظم االفتراضية‪ ،‬ألن‬
‫الترجمة من أمور األداء وليس امتالك النحو و المعجم فقط كافيا للقيام بالترجمة‪.‬‬
‫حيث إن لب الترجمة هو نقل معنى اللغة المصدر إلى اللغة المستقبلة‪ ،‬وهذا يتم‬
‫باالنتقال من شكل اللغة األولى إلى شكل اللغة الثانية عبر البنية الدال لية‪ ،‬فالمعنى‬
‫هو الذي يتم نقله‪ ،‬لذا البد من الحفاظ على ثباته‪ ،‬فالمتغير الوحيد هنا هو الشكل‪،‬‬
‫فالترجمة إذن ال تتضمن دراسة الوحدات المعجمية والبني النحوية فحسب‪ ,‬وإنما‬
‫يضاف إلى ذلك السياقات الخارجية والمقام االتصالي وكل ما من شأنه أن يساعد على‬
‫فهم النص المترجم‪ " .‬فعلى المترجم أن يترجم المعنى العام للغة وروحها‪ ،‬ألن‬
‫الترجمة الحرفية مثا ار للسخرية"‪.‬‬

‫عالقة بين اللغة النصية والترجمة‬

‫وإذا تأملنا مليا فإننا سنجد أن اعتماد لسانيات النص على الترجمة كمجال‬
‫للتطبيق له األثر اإليجابي والفائدة المشتركة فبفضل لسانيات النص زودت الترجمة‬
‫بما تحتاجه من أدوات إجرائية في قراءة النصوص وفهمها ومنه ترجمتها حيث مكنتها‬
‫من القيام بمهامها على أحسن وجه لتكون في النهاية مبنية على أسس علمية تحكمها‬
‫قوانين وقواعد ونظم لمنهج محكم ودقيق‪.‬‬
‫الترجمة جاعلة منها عملية تواصلية علمية حينا وفنية أحيانا لتكون كما يقول‬
‫جورج مونان‪":‬علم وفن مبتعدة كل البعد عن كونها مجرد عملية نقل المعلومات بواسطة‬
‫اللغة" وعليه فإن الترجمة عملية لسانية بحتة كما يذهب إلى ذلك المنظر الروسي‬
‫فاديروف واللغوي جورج مونان اللذان اعتب ار أن الترجمة دائما وأبدا عملية لسانية وأن‬
‫اللسانيات بصفة عامة (القاعدة األساسية لكل عمليات الترجمة)‪.‬‬
‫فعالقة الترجمة بلسانيات النص من األمور البديهية و الضرورية في الوقت ذاته‪،‬‬
‫فكالهما يتعامل مع اللغة كمنظومة رمزية وكتركيب وداللة‪ ....‬وإن اختلفت مستويات‬
‫التناول‪ ،‬فإذا كانت الترجمة هي انتقال المعنى من لغة إلى أخرى‪ ،‬أو باصطالح علماء‬
‫الترجمة من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف‪ ،‬فان لسانيات النص تتمثل في وصف‬
‫وتحليل هذا التحول الجاري بين النص األصلي والمترجم كونهما حدث لساني‪ ،‬لذا‬
‫فان عدم التمكن من اآلليات اللسانية النصية وأدواتها اإلجرائية‪ ،‬قد تؤدي – وفي كثير‬
‫من األحيان– إلى ضبابية في فهم النصوص ومنه في ترجمتها‪.‬‬
‫إن التمازج بين لسانيات النص و الترجمة عمل على تحقيق أفضل الترجمات‪،‬‬
‫وهي تلك التي تنسي القارئ أنه يق أر نصا مترجما‪ .‬كما أنه وبفضل الترجمة استطاعت‬
‫لسانيات النص أن تلج مختلف النصوص‪ ،‬وتنفتح على العديد من دروب المعرفة‪،‬‬
‫حيث فتحت لها أبواب مختلف اللغات والتخصصات لتكون الترجمة بذلك أحد أهم‬
‫العوامل المساعدة على جعل الدراسة اللسانية النصية دراسة عبر تخصصية‪.‬‬

You might also like