You are on page 1of 248

‫الجمهورية العربية السورية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫جامعة دمشق‬
‫كلية االقتصاد‬
‫قسم االقتصاد‬

‫التأثير المتبادل بين الكتلة النقدية و الصيرفة االلكترونية‬

‫أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في االقتصاد‬

‫إعداد الطالب‬

‫محمد طاهر عبد اهلل‬

‫بإشراف السادة‪:‬‬

‫المشرف المشارك‬ ‫المشرف‬

‫د‪ .‬مظهر يوسف‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬موسى الغرير‬

‫‪4102/4102‬‬

‫ـ‪1‬ـ‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫س َب َحا َنك ال ِع ْل َم َلنا إال ما َعلَّ ْمتََنا‬


‫قَالُوا ُ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫إَِّن َك َ‬
‫ليم ا ْل َحك ُ‬
‫أنت ا ْل َع ُ‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫سورة البقرة‬

‫اآلية< ‪>32‬‬

‫ـ‪2‬ـ‬
‫كلمة شكر وتقدير‬

‫أتقدم بجزيل الشكر وعزيز االمتنان إلى األساتذة األفاضل )الدكتور موسى الغرير‪ ،‬والدكتور‬

‫مظهر يوسف) لتفضلهما باإلشراف على هذه األطروحة‪ ،‬واللذان منحاني الكثير من وقتيهما ورفداني‬

‫بخبراتهم العلمية والعملية‪ ،‬وأعانوني على تخطي الصعوبات والعقبات التي واجهتني أثناء إعدادي لهذه‬

‫األطروحة‪ ،‬أتمنى لهما النجاح المستمر ودوام الصحة والعافية‪.‬‬

‫وخالص شكري وتقديري إلى السادة رئيس وأعضاء لجنة الحكم على تفضلهم بالموافقة على‬

‫تحكيم هذه األطروحة وعلى ما سيقدمونه من مالحظات علمية قيمة تساهم في إثرائها‪.‬‬

‫وال يفوتني تقديم كل الشكر والتقدير إلى أسرة كلية االقتصاد في جامعة دمشق عميداً وأساتذة‬

‫واداريين الهتمامهم ومساعدتهم‪ ،‬والى كل من ساهم في إزالة العثرات من طريقي أثناء مسيرتي في هذا‬

‫العمل‪.‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬
‫إهداء‬

‫إلى والدي الذي غرس في حب العلم وعلمني الجد والصبر ألحقق أهدافي‬

‫إلى والدتي التي أحاطتني بحبها ورعايتها ووفرت لي أسباب الراحة‬

‫إلى أخوتي األعزاء اللذين كانوا دائماً سنداً لي وقضيت معهم أجمل األيام‬

‫إلى كل من يسمو بالعلم ويسير في طريق العلم ويصبو إليه‬

‫إلى منهلي للعلم والمعرفة إلى جامعتي جامعة دمشق‬

‫إلى من ساعدني في انجاز هذا العمل‬

‫أهدي ثمرة جهدي‬

‫ـ‪4‬ـ‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬

‫(‪)0‬‬ ‫تحليل الكتلة النقدية والعناصر المقابلة لها‪..............‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية ومكونات الكتلة النقدية ‪. ........... ...........‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الكتلة النقدية‪..............................‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات الكتلة النقدية ‪...........................‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها‪..................‬‬

‫(‪)02‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬العالقة بين الكتلة النقدية والنشاط االقتصادي‪..........‬‬

‫(‪)02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سرعة تداول النقد‪................................‬‬

‫(‪)06‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬معدل سيولة االقتصاد‪............................‬‬

‫الدور التقليدي للسلطات النقدية في ضبط الكتلة‬


‫(‪)09‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫النقدية‪..................................... ...........‬‬

‫(‪)09‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األدوات الكمية للسياسة النقدية ‪..................‬‬

‫(‪)43‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األدوات الكيفية للسياسة النقدية ‪..................‬‬

‫(‪)42‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األدوات األخرى للسياسة النقدية ‪.................‬‬

‫(‪)42‬‬ ‫منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪.....................‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫(‪)49‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني‪......‬‬

‫(‪)31‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني ‪................‬‬

‫(‪)32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤدية إلى تطور نظم الدفع االلكترونية‪..‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا ومخاطر نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪....‬‬


‫(‪)36‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬
‫(‪)20‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أنظمة الدفع االلكتروني وقنوات استخدامها ‪............‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية بطاقات الدفع المصرفي االلكترونية‪.........‬‬

‫المصرفي‬ ‫الدفع‬ ‫بطاقات‬ ‫استخدام‬ ‫قنوات‬


‫(‪)22‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫االلكترونية ‪......................................‬‬

‫أهم الشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع‬


‫(‪)24‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫االلكتروني ‪......................................‬‬

‫(‪)25‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مقومات نجاح منظومة الدفع المصرفي االلكترونية‪.....‬‬

‫(‪)29‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬البنية التحتية التقنية والتشريعية ‪..................‬‬

‫(‪)64‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مقومات أمنية‪...................................‬‬

‫(‪)62‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات اقتصادية اجتماعية ثقافية ‪...............‬‬

‫تحليل المنعكسات النقدية لمنظومة الدفع المصرفي‬


‫(‪)62‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫االلكتروني _ تجارب دول ‪..............................‬‬

‫تجارب بعض الدول في عملية التحول للدفع النقدي‬


‫(‪)69‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬
‫االلكتروني ‪...........................................‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني ‪.......‬‬

‫(‪)22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب أوربية ‪...................................‬‬

‫(‪)52‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تجارب عربية‪................................... .‬‬

‫انعكاسات عملية التحول للدفع االلكتروني على‬


‫(‪)013‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫السياسة النقدية وكيفية استجابة المصارف المركزية‪...‬‬

‫إدارة السياسة النقدية في ظل انتشار النقد‬


‫(‪)013‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫االلكتروني‪..................................... .‬‬

‫مدى التفاعل بين التحول االلكتروني وتحقيق‬


‫(‪)016‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫أهداف السياسة النقدية‪...........................‬‬

‫اآلثار المحتملة للنقد االلكتروني على السياسة‬


‫(‪)015‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫النقدية ومدى استجابة المصارف المركزية لها‪.....‬‬

‫ـ‪6‬ـ‬
‫آفاق التحول للدفع النقدي االلكتروني واتجاهاته‬
‫(‪)002‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫العالمية‪...............................................‬‬

‫(‪)002‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إستراتيجية التحول للدفع النقدي االلكتروني ‪.......‬‬

‫(‪)042‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االتجاه العالمي ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪...‬‬


‫تطور منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‬
‫(‪)034‬‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫وأثرها على متغيرات الكتلة النقدية ‪......................‬‬
‫(‪)032‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تحليل تطور الكتلة النقدية في سوريا‪..................‬‬

‫(‪)032‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور العرض النقدي (‪....................) M1‬‬

‫(‪)032‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تطور أشباه النقد (‪..........................)Q‬‬

‫(‪)039‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تطور العرض النقدي(‪......................)M2‬‬

‫(‪)020‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬واقع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‪....‬‬

‫(‪)020‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني ‪..............‬‬

‫(‪)022‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قنوات الدفع المصرفي االلكتروني‪.................‬‬

‫المنافسة بين المصارف المحلية في مجال الدفع‬


‫(‪)021‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫االلكتروني ‪.....................................‬‬
‫(‪)022‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مقومات منظومة الدفع االلكتروني في سوريا‬

‫(‪)022‬‬ ‫المطلب األول البنية التحتية التقنية ‪....................................‬‬

‫(‪)022‬‬ ‫المطلب الثاني مقومات اقتصادية اجتماعية ثقافية ‪.....................‬‬

‫(‪)029‬‬ ‫المطلب الثالث مقومات قانونية تشريعية ‪...............................‬‬

‫أثر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على متغيرات‬


‫(‪)062‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬‬
‫الكتلة النقدية في سوريا( القسم العملي)‬
‫(‪)052‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫النتائج ‪..........‬‬
‫(‪)059‬‬ ‫المقترحات ‪........................................................ .......‬‬
‫(‪)093‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫المراجع ‪.........‬‬
‫(‪)412‬‬ ‫المالحق ‪........................................................ .........‬‬

‫ـ‪7‬ـ‬
‫قائمة الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫التطور النسبي لسوق البطاقات الذكية في دول‬ ‫(‪)0‬‬


‫‪26‬‬ ‫العالم (‪........................ )2002-2002‬‬
‫عدد المؤسسات المصدرة للنقد االلكتروني في‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪22‬‬ ‫بعض الدول األوربية حتى نهاية عام (‪....)2000‬‬
‫تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات‬ ‫(‪)3‬‬
‫باستخدام الشيكات المصرفية في فرنسا (‪-2000‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪....................................... )2000‬‬
‫تطور مستوى المعروض النقدي في السويد خالل‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفترة (‪......................... )2002-2002‬‬
‫جدول رقم‪ :‬عدد مستخدمي االنترنت في الدول‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪56‬‬ ‫العربية حسب الترتيب العالمي لسنة (‪.....)2000‬‬
‫تطور نسبة انتشار االنترنت مقارنة بعدد السكان‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪55‬‬ ‫خالل الفترة (‪.................. )2002-2000‬‬
‫يوضح تطور قيمة التعامالت النقدية بواسطة‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪94‬‬ ‫البطاقات االلكترونية لعام (‪..... )2000-2002‬‬
‫تطور الكتلة النقدية (‪ )M1‬مقارنة بقيمة العمليات‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪99‬‬ ‫االلكتروني لدى دولة اإلمارات ‪..................‬‬
‫يوضح أثر الدفع االلكتروني على متوسط حصة‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪010‬‬ ‫الفرد ‪...........................................‬‬
‫‪046‬‬ ‫التقسيمات األربعة لعملة البتكوين ‪................‬‬ ‫(‪)01‬‬

‫مؤشر كثافة انتشار البطاقات المصرفية لكال‬ ‫(‪)00‬‬


‫‪024‬‬ ‫المصرفين خالل الفترة ‪.......... 2000-2002‬‬
‫(‪)04‬‬
‫تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات‬
‫االلكترونية لدى المصرف التجاري السوري خالل‬

‫‪023‬‬ ‫الفترة ‪.......................... 2000-2002‬‬

‫ـ‪8‬ـ‬
‫تطور عدد قنوات الدفع االلكتروني لدى المصرف‬ ‫(‪)03‬‬
‫التجاري والعقاري مقارنة بعدد السكان خالل الفترة‬
‫‪022‬‬ ‫‪.................................2000-2002‬‬

‫تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات اآللية‬ ‫(‪)02‬‬


‫العائدة للمصرف التجاري ‪2002 -2002‬‬
‫‪022‬‬ ‫‪/‬مليار‪........................................ /‬‬
‫تطور قيمة العمليات على نقاط البيع العائدة‬ ‫(‪)02‬‬
‫‪025‬‬ ‫للمصرف التجاري للفترة ‪....... 2002 – 2002‬‬
‫حصة المصارف المحلية العاملة من مؤشرات‬ ‫(‪)06‬‬
‫لعام‬ ‫االلكتروني‬ ‫المصرفي‬ ‫الدفع‬ ‫منظومة‬
‫‪020‬‬ ‫(‪........................................)2000‬‬
‫جدول تطور األهمية النسبية لقيمة العمليات‬ ‫(‪)02‬‬
‫المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية مقارنة‬
‫‪024‬‬ ‫بالكتلة النقدية (‪ )M1‬و (‪.................. )M2‬‬
‫تطور التسهيالت الممنوحة من قبل المصرف‬ ‫(‪)05‬‬
‫‪069‬‬ ‫التجاري السوري خالل الفترة ‪.... 2002-2002‬‬
‫مدى تأثير تطور عدد البطاقات المصرفية على‬ ‫(‪)09‬‬
‫تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونيًا خالل الفترة‬
‫‪024‬‬ ‫(‪.............................. )2002-2002‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات و عدد‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪023‬‬ ‫البطاقات ‪.......................................‬‬
‫التحليل اإلحصائي لمتوسطات نسبة التعامل‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪022‬‬ ‫النقدي التقليدي ‪.................................‬‬
‫‪026‬‬ ‫اختبار أقل فرق معنوي ‪........................‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫معامل االرتباط بيرسون بين المتغيرين (‪،Me‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫‪051‬‬ ‫‪.......................................... )M1‬‬
‫‪050‬‬ ‫معلمات االنحدار بين متغيري النموذج ‪...........‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪053‬‬ ‫العالقة الطردية بين (‪.............. )M2 ، M1‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫ـ‪9‬ـ‬
‫تطور مستوى المعروض النقدي في السويد خالل‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪052‬‬ ‫الفترة (‪......................... )2002-2002‬‬
‫معامل االرتباط بيرسون بين متغيري (قيمة‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪052‬‬ ‫العمليات االلكترونية‪ ،‬الكتلة النقدية)‪..............‬‬

‫ـ ‪ 11‬ـ‬
‫قائمة األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫تطور حجم النقد االلكتروني في الدول المتقدمة‬ ‫(‪)0‬‬


‫‪20‬‬ ‫خالل الفترة (‪................... )2000-2000‬‬
‫نسبة التعامل النقدي االلكتروني كنسبة مئوية من‬ ‫(‪)4‬‬
‫التعامل النقدي الكلي في الدول األوربية لعام‬
‫‪26‬‬ ‫(‪....................................... )2002‬‬
‫تطور طرق الدفع النقدي المختلفة في بريطانيا في‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪22‬‬ ‫العام (‪..................................)2002‬‬
‫تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات‬ ‫(‪)2‬‬
‫باستخدام الشيكات المصرفية في فرنسا (‪-2000‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪.............................. )2000‬‬
‫تقلبات سعر صرف عملة البتكوين تجاه الدوالر‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪045‬‬ ‫خالل الفترة (‪....................)2002-2002‬‬
‫تطور منحنى الكتلة النقدية (‪ )M1‬ومكوناته‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪032‬‬ ‫الرئيسة خالل الفترة ‪............. 2000-2000‬‬
‫تطور كتلة أشباه النقد بمكوناتها المختلفة خالل‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪032‬‬ ‫الفترة (‪......................... )2000-2000‬‬
‫تطور منحني السيولة المحلية (‪ )M2‬بمكوناته‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪039‬‬ ‫المختلفة خالل الفترة ‪.............2000-2000‬‬
‫االتجاه العام لتطور متغير قيمة العمليات‬ ‫(‪)9‬‬
‫(‪-2000‬‬ ‫(‪)Me‬‬ ‫االلكترونية‬ ‫المصرفية‬
‫‪025‬‬ ‫‪()2002‬مليار ليرة سورية) ‪......................‬‬
‫‪029‬‬ ‫العالقة بين (‪......................... )M1،Me‬‬ ‫(‪) 01‬‬

‫ـ ‪ 11‬ـ‬
‫قائمة المالحق‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫رقم الملحق‬

‫‪412‬‬ ‫نتائج اختبار المتغيرات (كولموغروف – سمرنوف)‬ ‫(‪)0‬‬


‫بحسب برنامج‪..................... )SPSS ( :‬‬
‫‪415‬‬ ‫متوسط قيم متغيرات الدراسة قبل وبعد إدخال‬ ‫(‪)9-4(-)0-4‬‬
‫متغير النقد االلكتروني(‪.................... )Me‬‬
‫‪441‬‬ ‫اختبار معنوية اختالف المتوسطات لمتغيرات‬ ‫(‪)3‬‬
‫الدراسة بعد إدخال متغير الدفع االلكتروني) ‪......‬‬
‫‪221‬‬ ‫اختبار العالقة بين عدد البطاقات المصرفية (‪)N‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وقيمة العمليات االلكترونية(‪...............)Me‬‬
‫‪444‬‬ ‫اختبار العالقة بين الكتلة النقدية(‪ )M1‬وقيمة‬ ‫(‪)2‬‬
‫العمليات االلكترونية(‪...................... )ME‬‬
‫‪444‬‬ ‫يظهر قيمة معامل التحديد المصحح بين (‪،M1‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪.......................................... )ME‬‬
‫‪443‬‬ ‫قيمة اختبار فيشر للعالقة بين(‪.......)ME ،M1‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫‪443‬‬ ‫نسبة التعامل النقدي التقليدي من التعامل‬ ‫(‪)5‬‬


‫الكلي(الدول األوروبية)‪...‬‬
‫‪442‬‬ ‫بيانات وقيم المتغيرات األساسية التي أجريت عليها‬ ‫(‪)9‬‬
‫برنامج التحليل‬ ‫اختبارات الدراسة باستخدام‬
‫اإلحصائي(‪.............................)SPSS‬‬

‫ـ ‪ 12‬ـ‬
‫المصطلحات‬
Legal Cash )C( ‫النقد القانوني‬

Cash Reserve )R( ‫االحتياطي النقدي‬

The monetary base )M0 ( ‫القاعدة النقدية‬

Monetary Mass )M( ‫الكتلة النقدية‬

Demand Deposits )D(‫الودائع تحت الطلب‬

Time Deposits )TD(‫الودائع ألجل‬

Savings Deposits )SD(‫ودائع التوفير‬

Foreign Currency Deposits )FD( ‫ودائع بالقطع األجنبي‬

Insurance to meet the import process )I( ‫تأمينات لقاء عملية االستيراد‬

Cash Equivalents )Q( ‫أشباه النقد‬

Liquidity of the Economy )L( ‫سيولة االقتصاد‬

Banking Electronic payment system )EB( ‫منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬

Electronic Money )E-Money( ‫النقد االلكتروني‬

BitCoin )BC( ‫البتكوين‬

‫ ـ‬13 ‫ـ‬
‫الملخص‬

‫تعتمد سالمة االقتصاد الوطني وفعالية السياسة النقدية ألي بلد على سالمة النظام المالي‬
‫وبشكل خاص الجهاز المصرفي‪ ،‬ومن المعروف جيداً أن إ دارة السياسة النقدية في أي بلد من المهام‬
‫الرئيسية المنوطة بالسلطة النقدية ممثلة بالمصارف المركزية‪ ،‬إدارة السياسة النقدية هذه كانت تجني‬
‫ثمارها في الماضي وكانت أدواتها فعالة وقادرة على إعادة التوازن واالستقرار للسوق النقدية‪ ،‬ولكن مع‬
‫ظهور مجموعة المتغيرات االقتصادية الدولية وبشكل خاص التكنولوجية‪ ،‬والتي تركت أثار هامة على‬
‫القطاع المصرفي وامكانية قيامه بدوره على المستوى المحلي و اإلقليمي والعالمي األمر الذي أثر بدوره‬
‫على فعالية السياسة النقدية المتبعة ودور السلطات النقدية المختصة‪.‬‬

‫من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة للتعرف على مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني باختالف‬
‫تسمياته و مصطلحاته ووحدة مضمونه‪ ،‬والوقوف على نظم الدفع المصرفي االلكتروني عالمياً وعربيًا‬
‫ومحلياً‪ ،‬وكيف يمكن لألجهزة المصرفية المركزية التي كانت رائدة في هذا الميدان‪ ،‬إلغاء أو تخفيف‬
‫آثار عمليات الدفع المصرفي االلكتروني على فعالية سياستها النقدية‪.‬‬

‫ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد قسمت إلى مقدمة عامة‪ ،‬وأربعة فصول‪ ،‬تناول الفصل األول‬
‫مفاهيم عامة عن الكتلة النقدية والمعروض النقدي‪ ،‬في حين تناول الفصل الثاني اإلطار النظري‬
‫لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬وخصص الفصل الثالث لتحليل المنعكسات النقدية لتلك‬
‫المنظومة من خالل دراسة تجارب بعض الدول المتقدمة والنامية في مجال الدفع االلكتروني‪ ،‬بينما‬
‫تناول الفصل األخير التجربة السورية وأثرها وتأثرها بمتغي ارت الكتلة النقدية ضمن المعطيات‬
‫واإلحصائيات المتوفرة‪ ،‬وتختم الدراسة بعرض ألهم االستنتاجات و المقترحات التي توصلت إليها‪.‬‬

‫ـ ‪ 14‬ـ‬
‫مقدمة عامة‬

‫أدت التطورات في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى حدوث تغيرات هامة في آليات عمل‬
‫االقتصاد على الصعيد الوطني والدولي على حد سواء‪ ،‬من أهمها(زيادة كبيرة في حركة رؤوس‬
‫األموال‪ ،‬انخفاض في تكاليف انجاز المعامالت‪ ،‬زيادة في سرعة التكامل االقتصادي العالمي‪،‬‬
‫الحصول على المعلومات بطريقة دائمة وبسرعة كبيرة‪ ،‬إنشاء آليات جديدة للدفع)‪ ،‬جميع هذه التطورات‬
‫يمكن تلخيصها ضمن مفهوم االقتصاد الجديد أو االقتصاد الرقمي‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬االقتصاد‬
‫االلكتروني‪ ،‬ولعل أبرز صور هذا االقتصاد الجديد ظهرت ضمن القطاع المصرفي الذي تمكن من‬
‫ا الستفادة من أحدث منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية و إحداث نقلة نوعية أثرت بدورها على مختلف‬
‫جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫الصيرفة االلكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬وسائل الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬المال االلكتروني‪،‬‬
‫التجارة‬ ‫الالسلكية‪،‬‬ ‫االلكترونية‪ ،‬الصيرفة االلكترونية‬ ‫النقد االفتراضي‪ ،‬البطاقات الذكية‬
‫اإللكترونية‪ .............‬الخ‪ ،‬جميع هذه المصطلحات تشترك في عنصر رئيسي واحد هو (‪)E‬‬
‫اإللكترون‪ ،‬مهما اختلفت هذه التسميات تصب في معنى واحد هو (استخدام الوسائل االلكترونية‬
‫وتسخير عنصر التكنولوجيا واالتصاالت‪ -E-‬لتنفيذ وتقديم كافة الخدمات المصرفية التقليدية والحديثة‬
‫بأقصى سرعة و بأقل تكلفة ممكنة)‪،‬‬

‫أي جميعها تشير إلى كيفية إجراء األعمال المصرفية و المدفوعات النقدية باستخدام الوسائل‬
‫االلكترونية‪ ،‬مع العلم أن هذه المصطلحات ليست جديدة ولكن االهتمام المفاجئ بها خالل السنوات‬
‫القليلة الماضية نتيجة التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬

‫في هذه األطروحة سوف يتم دراسة انعكاسات الدفع المصرفي االلكتروني على السياسة النقدية‬
‫والمصرفية المركزية‪ ،‬حيث يمكن تقسيم االقتصاد الجديد إلى مجموعتين رئيستين‪ ،‬المجموعة األولى‬
‫تضم االقتصاديين الذين يؤيدون أن االقتصاد الجديد بتحوالته التكنولوجية ال يشكل أي تغيرات تتعلق‬
‫بالسياسات النقدية و الصيرفة المركزية والمجموعة الثاني ة تعبر عن رأي االقتصاديين الذين يزعمون أن‬
‫االقتصاد االلكتروني الجديد يمكن أن يتسبب بتغيرات جوهرية على السياسة النقدية والمصارف‬
‫المركزية‪ ،‬وهذا أمر منطقي حيث ال يمكن تجاهل أثر التحوالت التقنية بمختلف أشكالها التي أدت إلى‬
‫ظهور هذا المصطلح الجديد على عصب رئيسي في تنفيذ السياسة االقتصادية الكلية هي السياسة‬
‫النقدية بهدفها الرئيس المتمثل بضبط الكتلة النقدية والمعروض النقدي‪.‬‬

‫ـ ‪ 15‬ـ‬
‫إن تحديد حجم الكتلة النقدية باعتباره من أهم العوامل المؤثرة على مستوى النشاط‬
‫االقتصادي في بلد ما‪ ،‬ليس مجرد عملية تتحكم فيها السلطات النقدية المختصة وحدها‪ ،‬بل ينتج عن‬
‫عملية تفاعل متشابك لسلوك شتى الجهات االقتصادية‪ ،‬ذلك أن اإلفراط في اإلصدار النقدي دون‬
‫وجود مقابل مادي من السلع والخدمات يؤدي إلى مشكلة التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملة‬
‫الوطنية‪ ،‬مقارنة بالعمالت األخرى‪ ،‬ولتجنب ذلك تقرر السل طات النقدية حجم القاعدة النقدية و‬
‫االحتياطات القانونية بينما تقرر المصارف التجارية حجم القروض‪.‬‬

‫وبشكل عام يحقق اختيار هذا الموضوع فائدة عملية وعلمية معا‪:‬‬

‫فاألهمية العملية‪ :‬تنبع من االرتباط بظاهرة بدأت تنتشر في معظم الدول المتقدمة‪ ،‬فالتحول‬
‫لتسوية المعامالت التجارية والتعامالت مع البنوك إلى الصورة االلكترونية أصبح من الصعوبة بمكان‬
‫تجاهلها‪ ،‬نظ اًر لتأثير ذلك التجاهل السلبي على االستقرار االقتصادي والمالي داخل الدولة‪.‬‬

‫أما األهمية العلمية‪ :‬تهدف الدراسة إلى تحليل اآللية التي تعمل بها منظومة الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني واجراء مقارنات بين التجارب الرائدة والتجارب النامية في مجال الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني‪ ،‬ودراسة تأثيرها على معامالت الكتلة النقدية في سوريا(فيما لو استمرت تجربة الصيرفة‬
‫االلكترونية على نحو ما بدأت به قبل عام ‪ ،)2000‬و ذلك بهدف تحسين ذلك النظام اإللكتروني و‬
‫القضاء على مخاطره التي تؤثر سلبًا على آلية عمله‪.‬‬

‫‪ ‬مشكلة البحث‪:‬‬

‫من أهم أثار االنتشار المتزايد و المستمر لوسائل الدفع االلكتروني على السياسة النقدية تركز‬
‫بشكل خاص على المعروض النقدي القانوني الذي تصدره السلطات النقدية الممثلة بالمصارف‬
‫المركزية‪ ،‬حيث لم يعد النقد القانوني يستخدم بشكل واسع إال في المعامالت الصغيرة خاصة في الدول‬
‫األوربية مما يعني انخفاض نسبته في بنية الكتلة النقدية‪ ،‬وهذا يترك أثاره على عدة نقاط رئيسية في‬
‫مجال بحثنا‪:‬‬

‫‪- 0‬عدم قدرة السلطات النقدية على ضبط الكتلة النقدية الجديدة‪ ،‬حيث أن استخدام النقود‬
‫االلكترونية سيؤثر على مستوى األسعار وعلى االستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫‪- 4‬نظ ًار للبعد الدولي للنقود االلكترونية فإنها يمكن أن تساهم في ارتفاع نسبة الجرائم‬
‫االقتصادية ( غسيل األموال‪ ،‬التهرب الضريبي‪ ،‬تزوير العملة) في ظل غياب نظام قانوني موحد بين‬
‫البلدان لتنظيم تداول النقود االلكترونية‪.‬‬

‫ـ ‪ 16‬ـ‬
‫‪- 3‬ضعف التنسيق العربي في مجال الدفع االلكتروني مما يؤدي إلى تفاوت مستويات منظومة‬
‫الدفع االلكتروني لكل دولة عربية وما يترك أثاره السلبية على القطاع المصرفي العربي و القبول‬
‫بشروط المنظمات العالمية المصدرة للنقد االلكتروني والتي على األغلب ال تالئم اإلمكانيات التقنية‬
‫والتكنولوجية للدول العربية‪.‬‬

‫‪- 2‬على الرغم من دخول الدفع االلكتروني سوق العمل المصرفي في سوريا‪ ،‬إال أن االنجازات‬
‫التي تم إحرازها في هذا المجال تبقى متواضعة‪ ،‬وتحتاج إلى المزيد من بذل الجهود والتعاون بين‬
‫مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية للوصول إلى نظام دفع مصرفي الكتروني ذو كفاءة عالية‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف البحث‪:‬‬

‫يعمل البحث على تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إلقاء الضوء على الدور الحديث للسلطات النقدية في ضبط الكتلة النقدية مع دخول‬
‫القطاع المصرفي عصر الدفع المصرفي االلكتروني من خالل دراسة وتحليل تجارب بعض الدول‬
‫المتقدمة والنامية في مجال الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دارسة االنعكاسات المترتبة للدفع المصرفي االلكتروني على متغيرات الكتلة النقدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ما هي أهم المنظمات العالمية المصدرة للنقد االلكتروني‪ ،‬و أحدث االتجاهات العالمية‬
‫للدفع االلكتروني وآلية التعامل به‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دراسة واقع وأفاق منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا وأثرها على متغيرات‬
‫الكتلة النقدية والتنبؤ بها خالل فترة زمنية معينة (‪.)2002-2002‬‬

‫‪ ‬فرضيات البحث‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪ :‬استجابت معظم الدول المتقدمة بنفس الدرجة للصدمة التكنولوجية لدخول سوق‬
‫العمل المصرفي االلكتروني‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬انتشار النقد الكتروني في سوريا يلغي دور المصرف المركزي في عملية‬
‫اإلصدار النقدي‪ ،‬ولكن ال يلغي دوره في إدارة السياسة النقدية‪.‬‬

‫ويتفرع عن هذه الفرضية الفرضيتين التاليتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬عدم وجود تأثير للنقود االلكترونية على السياسة النقدية في سوريا‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬يمكن للنقود االلكترونية في سوريا أن تحل محل النقود الورقية القانونية‪.‬‬

‫ـ ‪ 17‬ـ‬
‫‪ ‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫الحظنا من الدراسات السابقة تعدد مصطلحات الدفع المصرفي االلكتروني (الصيرفة‬


‫االلكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬األموال االلكترونية‪ ،‬بطاقات االئتمان االلكترونية) واختلفت مضامينها‬
‫حسب وجهة نظر الباحث‪ ،‬فالبعض يعتبر بأن الصيرفة االلكترونية هي المفهوم األشمل لجميع وسائل‬
‫الدفع االلكتروني بما في ذلك النقود االلكترونية والبعض األخر يعتبر بأن النقود االلكترونية تشمل‬
‫جميع وسائل الدفع المصرفي االلكتروني (االتجاه الموسع للنقود االلكترونية)‪.‬‬

‫وعلى اعتبار بأن الصيرفة االلكترونية ظهرت بظهور النقد االلكتروني بمعنى تزاوج النقد‬
‫باإللكترونيك فإن النقد االلكتروني يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الصيرفة االلكترونية ونظ اًر ألن‬
‫موضوع بحثنا يختص بدراسة العالقة بين الكتلة النقدية و الصيرفة االلكترونية وبالتالي دراسة كل‬
‫وسيلة دفع الكتروني لها تأثير على إدارة السياسة النقدية وضبط عناصرها فإن المقصود بالدفع‬
‫المصرفي االلكتروني في نطاق بحثنا هو النقود اإللكترونية (االتجاه الموسع)‪.‬‬

‫‪ ‬حدود البحث‪:‬‬

‫تأخر القطاع المصرفي السوري باالستفادة من منجزات التقدم التقني والتكنولوجي واحداث‬
‫تغيرات جوهرية مقارنة بالتطورات التي شهدها عصرنا في مجال الدفع االلكتروني‪ ،‬وكانت البداية عبر‬
‫إصدار البطاقات المصرفية من قبل المصرف العقاري السوري نهاية العام (‪ )2000‬تبعه بعد ذلك‬
‫مجموعة المصارف الحكومية والخاصة العاملة في السوق السورية‪.‬‬

‫وقد بدأت تجربة الدفع المصرفي االلكتروني في سورية تتخذ معالمها بداية العام (‪)2002‬‬
‫كونها تجربة حديثة العهد‪ ،‬و بناء على ذلك اقتصرت فترة البحث بالنسبة لمتغير الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني على الفترة (‪ )2002-2002‬وحاولنا إبراز أهم أثارها على أهم متغيرات الكتلة النقدية‬
‫خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫‪ ‬منهج البحث‬

‫تم االعتماد في البحث على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف الظاهرة المدروسة‬
‫وتحليلها سواء في دراسة تطور عناصر الكتلة النقدية مع دخول المصارف عصر منظومة الدفع‬
‫المصرفي االلكتروني أو في مدى قدرة السلطات النقدية على ضبط الكتلة النقدية والحد من أثارها على‬
‫متغيرات االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫ـ ‪ 18‬ـ‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تشكل الدراسات السابقة أهمية كبرى ألي باحث بل أن توفرها من عدمه أساس استمرار الباحث‬
‫فيم اختار من مشكلة‪ ،‬وعلى ذلك فهي تزود الباحث بالنتائج التي توصلت لها الدراسات السابقة ومن‬
‫ثم ييني عليها الباحث دراسته‪ ،‬ونظ اًر لعدم توفر الكثير من المراجع المتصلة مباشرة بمشكلة البحث‬
‫وجدنا أبحاثًا أخرى تناولت الموضوع من أكثر من جانب نذكر منها‪:‬‬

‫‪- 0‬دراسة (‪ ،Riel Miller, Wolfgang Michalski and Barrie Stevens‬فرنسا ‪)2002‬‬
‫بعنوان (‪.)The Future of money‬‬

‫تحدثت هذه الدراسة عن التطورات التكنولوجية والتغيرات االقتصادية التي هيئت الظروف‬
‫المناسبة لظهور األشكال الرقمية من المال و التي يمكن أن تعمل على خلق اقتصاديات أكثر كفاءة‬
‫هذا من الناحية االيجابية‪ ،‬ومن الناحية السلبية ما قد تؤدي إليه من ظهور وتعزيز النشاط اإلجرامي‬
‫بصوره االلكترونية (تفاقم اإلقصاء وعدم المساواة االجتماعية‪ ،‬زيادة البطالة‪ ،‬تقويض فعالية سياسات‬
‫االقتصاد الكلي) ‪ ،‬وأوصت الدراسة بضرورة الحفاظ على دور المصارف المركزية في عصر االقتصاد‬
‫الرقمي وادارة السياسة النقدية حتى لو تخلت عن دورها في إصدار النقد القانوني‪.‬‬

‫‪- 4‬دراسة ( ‪Anguelov, Christoslav, Hilgert, Marianne and Hogarth, Jeanne‬‬


‫‪ )2002‬بعنوان (المستهلك األمريكي والبنوك اإللكترونية ‪.)2002-0992‬‬

‫حيث أجريت الدراسة على عمالء البنوك األمريكية إلثبات التوسع وقبول الصيرفة اإللكترونية‬
‫باستخدام الوسائل المختلفة مثل ال صراف اآللي وبنوك اإلنترنت باالعتماد على الميزات الشخصية‬
‫للعميل‪(:‬العمر‪ ،‬الدخل‪ ،‬المتغيرات الديموغرافية) وعوامل أخرى مثل سهولة االستخدام‪ ،‬و توصلت‬
‫الدراسة إلى أن العمالء من ذوي الدخل المرتفع وفئة الشباب واألفراد ذوي التحصيل العلمي األكثر‬
‫ال عن عاملي السرية واألمان كانا من أكثر معوقات الصيرفة‬
‫استخداماً للصيرفة اإللكترونية‪ ،‬فض ً‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لقد أوصت الدراسة بضرورة قيام البنك الفيدرالي األمريكي بإصدار سندات إيداع ليتم‬
‫االكتتاب بها الكترونيًا‪.‬‬

‫‪May‬‬ ‫‪2006،Haydar‬‬ ‫‪Akyazi‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Seyfettin‬‬ ‫(‪Artan‬‬ ‫بعنوان‬ ‫‪- 3‬دراسة‬


‫بعنوان( ‪Reecfltions of the New Economy on the monetary policy and (central‬‬
‫‪() Izmir University of Economics ( banking‬انعكاسات االقتصاد الجديد على السياسة النقدية‬
‫والمصارف المركزية)‪.‬‬

‫ـ ‪ 19‬ـ‬
‫بحثت هذه الدراسة في التغيرات الهامة التي أحدثتها تطورات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫عل ى آليات عمل االقتصاد على الصعيدين الوطني والعالمي والتي من أهمها (إنشاء آليات جديدة‬
‫للدفع االلكتروني‪ ،‬الزيادة في معدالت اإلنتاجية‪ ،‬سرعة الحصول على المعلومات بطريقة دائمة‪،‬‬
‫انخفاض في تكاليف انجاز المعامالت)هذه التغيرات يمكن إدراجها ضمن مفهوم االقتصاد الجديد‪ ،‬وفقًا‬
‫لنتائج هذه الدراسة استمرار وجود المصارف المركزية هو ضمان استقرار النظام المالي في جميع‬
‫أنحاء العالم كما كان الحال في الماضي‪.‬‬

‫‪- 2‬اتحاد المصارف العربية (‪( ،)2002‬إدارة مخاطر األنشطة المصرفية اإللكترونية)‪.‬‬

‫ركزت الدراسة على البحث عن مخاطر التطور المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والقضايا‬
‫الرقابية الناشئة عن التطورات في األنشطة المصرفية اإللكترونية مع التركيز على تقرير نشرته لجنة‬
‫بازل عن مجموعة العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬حيث حددت الدراسة العديد من المخاطر المرتبطة‬
‫باألنشطة المصرفية اإللكترونية‪ ،‬مثل( مخاطر السيولة واالئتمان والمخاطر التشغيلية واألمنية) وخلصت‬
‫إلى العديد من التوصيات أهمها‪:‬ضرورة وجود أسس تدقيق مناسبة لكل المعامالت المصرفية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬و العمل على حماية البيانات الخاصة بهذه التعامالت‪ ،‬واخضاع جميع الخدمات‬
‫المصرفية اإللكترونية إلى سياسات الخصوصية واألمان‪.‬‬

‫‪- 2‬دراسة (شيماء جمال مجاهد‪ )2002 ،‬بعنوان ( التأثير المتبادل بين األعمال المصرفية‬
‫االلكترونية والسياسة النقدية والتجارة االلكترونية (دراسة أعدت لنيل درجة الدكتوراه في االقتصاد‬
‫والعلوم المالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪.)2002 ،‬‬

‫تحدثت هذه الدراسة عن مفهوم وطبيعة األعمال المصرفية االلكترونية‪ ،‬وتأثير الصيرفة‬
‫االلكترونية على مختلف جوانب السياسة النقدية من خالل إجراء مقارنة بين الدور التقليدي للمصارف‬
‫المركزية في إدارة السياسة النقدية والدور الحديث لها في ظل انتشار التعامالت النقدية االلكترونية‬
‫عبر وسائل االتصال الحديثة وتوصلت الباحثة إلى نتيجة مفادها(أثار التحول المصرفي للشكل‬
‫االلكتروني على السياسة النقدية‪ ،‬لن يظهر إال في ظل اقتصاد يعتمد في تسوية أغلب معامالته‬
‫النقدية على النقود االلكترونية وتبادلها عبر شبكة االنترنت) وأوصت الباحثة بضرورة وضع ضوابط‬
‫رقابية للعمليات المصرفية االلكترونية واصدار وسائل الدفع النقدي االلكتروني‪ ،‬وأن تتوفر لدى‬
‫المصرف المركزي المصري قاعدة بيانات مناسبة بشأن تقديم البنوك لهذه العمليات االلكترونية‪ ،‬مع‬
‫العلم أن المصرف المركزي المصري قد وضع مفاهيم عامة للعمليات المصرفية االلكترونية و ضوابط‬
‫رقابية لها بجلسته المنعقد بتاريخ ‪.)2002-2- 22‬‬

‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫‪- 6‬دراسة ( ‪Mohamad al –lham and Haroon AL-Tarawaneh and Najwan‬‬
‫‪ ،Abadllat‬األردن‪ )2009 ،‬بعنوان ( ‪Development of Electronic Money and Its‬‬
‫‪ )Impact on the Central Bank Role and Monetary Policy‬تحدثت هذه الدراسة عن‬
‫التطور الكبير في مختلف أشكال النقد االلكتروني والذي يمكن أن يتولى المسؤولية كوسيلة أساسية‬
‫لتنفيذ مختلف أشكال المدفوعات في المستقبل‪ ،‬حيث يمكن اعتبار النقد الرقمي كسلعة على شبكة‬
‫االنترنت وقد تصبح شكال مهما من أشكال العملة في المستقبل ‪ ،‬وأكدت الدراسة أن مثل هذا التطور‬
‫من شأنه أن يؤثر على فعالية تنفيذ السياسة النقدية اذا كان زيادة انتشار النقد االلكتروني (يقلص من‬
‫احتياطات المصرف المركزي‪ ،‬الحد من قدرة المصرف المركزي على ضبط المعروض النقدي‪ ،‬تغير‬
‫مضاعف النقد‪ ،‬زيادة سرعة تداول النقود) فإن ذلك سيؤثر على الهدف الرئيسي للمصرف المركزي‪ ،‬و‬
‫هذا يتطلب زيادة التنسيق بين السياسة النقدية والسياسات المالية‪ ،‬وقد أوصت الدراسة بعدة نقاط من‬
‫أجل تنفيذ السياسة النقدية بشكل فعال من أهمها(اإلشراف على الجهات المصدرة للنقد االلكتروني‪،‬‬
‫األمن التقني‪ ،‬تقديم التقارير الدورية للمصرف المركزي‪ ،‬متطلبات االحتياطي على جميع الجهات‬
‫المصدرة للنقد االلكتروني)‪.‬‬

‫‪- 2‬دراسة( ‪)NATIONAL PRIVATE MULTI CURRENCY SYSTEM SET UP‬‬


‫‪FACULTY OF ECONOMIC AND FINANCE, Kazakh-British Technical‬‬
‫‪.)2000 ،University‬‬

‫قدمت هذه الدراسة إطار تحليلي لنظام نقدي متعدد العمالت الوطنية ضمن نموذج االقتصاد‬
‫المفتوح‪ ،‬والفكرة األساسية للنظام المتعدد العمالت (أن المال الرقمي أو النقد االفتراضي يكون وسيلة‬
‫الدفع الوحيدة في جميع أنواع المعامالت)‪ ،‬وا ن هذه النظام االفتراضي سيكون له تبعات عديدة على‬
‫مختلف جوان ب السياسة النقدية‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أن إدخال نظام األموال االفتراضية الخاصة‬
‫قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في االستقرار من خالل عزل االقتصاد المحلي عن العوامل الخارجية‪ ،‬وانهاء‬
‫الدور التقليدي للمصارف المركزية في إدارة السياسة النقدية‪ ،‬ولعل أهم نتيجة لهذا النظام هي العودة‬
‫إلى اقتصاد السوق الحر ورفض أية قيود تفرضها الحكومة تعيق اإلدارة السليمة في القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪- 5‬دراسة (‪ (Mars 2012 jean-marce Lherm‬بعنوان ( ‪des moneys de payment‬‬


‫‪.) L,avenir en France‬‬

‫تناولت هذه الدراسة مشكالت وسائل الدفع المصرفي االلكتروني في فرنسا والحلول المقترحة‬
‫لتجاوز تلك العقبات‪ ،‬وذلك من خالل إجراء مقارنات مع الدول األوربية األخرى فيما يتعلق بانتشار‬
‫التعامل النقدي االلكتروني كنسبة مئوية من إجمالي الكتلة النقدية المتداولة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن‬
‫الدول المتقدمة لم تستجب بنفس الدرجة للصدمة التكنولوجية للدخول في عصر االقتصاد الرقمي وأن‬
‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫التفاوت في المقومات التكنولوجية والتقنية المتوفرة في كل دولة فرض التفاوت في مستوى الدفع‬
‫االلكتروني بين هذه الدول‪ ،‬و أوصت الدراسة بضرورة توحيد الجهود األوربية وتذليل العقبات للوصول‬
‫إلى إستراتيجية موحدة للدفع االلكتروني في الدول األوربية وسرعة تبني الصيرفة االلكترونية الالسلكية‬
‫عبر الهواتف النقالة باعتبارها أقل تكلفة‪.‬‬

‫‪- 9‬دراسة (سليمة مغني‪ )2002 ،‬بعنوان (وسائل الدفع المصرفي االلكتروني وانعكاساتها على‬
‫الوطن العربي عامة والجزائر خاصة)‪.‬‬

‫وقد حاول الباحث من خالل هذه الدراسة إلقاء الضوء على مختلف وسائل الدفع االلكترونية‬
‫الحديثة والمطورة‪ ،‬والتعرف على الوسائل االلكترونية المستخدمة في الوطن العربي والتطورات الحاصلة‬
‫فيها بما في ذلك الجانب القانوني‪ ،‬وكذلك معرفة مدى استجابة المصارف الجزائرية للتطورات الحاصلة‬
‫في مجال الدفع االلكتروني وأهم العراقيل التي تواجهها إليجاد الحلول المناسبة‪ ،‬وتوصل الباحث إلى‬
‫عدة نتائج خالل دراسته أهمها( ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني شجع على قيام‬
‫خدمات مصرفية الكترونية ووسع اآلفاق أمام التجارة االلكترونية من جهة‪ ،‬ولكن من جهة خلقت هي‬
‫األخرى مشاكل وعيوب يصعب معالجتها الفتقارها إلى العنصر المادي في عملية اإلثبات)‪ ،‬وأوصت‬
‫الدراسة بضرورة توحيد الجهود في الدول العربية إلنشاء تشريعات مواكبة للتطورات الحاصلة في مجال‬
‫الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫‪- 01‬دراسة للمؤلفان ( ‪ )2002 ،Paul Vigna, Michael Casey‬بعنوان ( ‪The age of‬‬
‫‪ )crypto currency‬عصر العمالت الخفية‪.‬‬

‫حاول الباحثان من خالل هذه الدراسة إلقاء الضوء على مسار العمالت االلكترونية وتحديها‬
‫للنظام االقتصادي العالمي و التي تتجه إلى إحداث ثورة قد تؤدي إلى تغير في الهياكل المالية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وتوصل الباحثان من خالل هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها (معظم العمالت‬
‫االلكترونية تتسم بعدم االستقرار‪ ،‬القيمة المذبذبة‪ ،‬واألعمال غير المشروعة‪ ،‬كما أنها قد تؤدي إلى‬
‫تقويض دور الدولة الوظيفي و إنهاء مفهومها)‪ ،‬وأوصت الدراسة بضرورة رقابة الدولة والمصارف‬
‫قانوني‬ ‫المركزية على إصدار العمالت االلكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى الحاجة الماسة لوجود تشريع‬
‫مناسب للمعامالت النقدية االلكترونية‪.‬‬

‫مما سبق نالحظ أن معظم الدراسات السابقة (باستثناء بعض الدراسات باللغة األجنبية)‬
‫تناولت موضوع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني من حيث مقومات وعوائق انتشارها دون التعرض‬
‫إلى أثارها وتأثرها بمتغيرات الكتلة النقدية وهذا ما دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع باعتباره دراسة حديثة‬
‫تستوجب البحث والتحليل‪.‬‬

‫ـ ‪ 22‬ـ‬
‫الفصل األول‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫تحليل الكتلة النقدية والعناصر المقابلة لها‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ماهية ومكونات الكتلة النقدية‪.‬‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫مفهوم الكتلة النقدية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫مكونات الكتلة النقدية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫العالقة بين الكتلة النقدية والنشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫سرعة تداول النقد‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫معدل سيولة االقتصاد‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الدور التقليدي ل لسلطات النقدية في ضبط الكتلة النقدية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫األدوات الكمية للسياسة النقدية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫األدوات الكيفية للسياسة النقدية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫األدوات األخرى للسياسة النقدية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫ـ ‪ 23‬ـ‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫يتناول هذا الفصل تحليل و دراسة هيكلية للكتلة النقدية من خالل مكوناتها من‬
‫جهة و من جانب المقابالت النقدية من جهة أخرى و ابراز أهميتها في العصر الحديث‬
‫باعتبارها أحد معايير التقدم في المجال االقتصادي‪ ،‬حيث من الصعب اعطاء تعريف‬
‫محدد وواضح للنقد لذلك سوف نذكر أهم هذه التعاريف‪:‬‬

‫‪ ‬النقد هو كل ما يتمتع بقبول عام أي قبول كل أفراد المجتمع كوسيط في مبادلة السلع‬
‫و الخدمات فهو يمثل جزء ال يتج أز من النشاط االقتصادي (‪.)1‬‬
‫‪ ‬النقود ظاهرة اجتماعية ألنها تستند إلى ثقة أفراد المجتمع في النظام الذي يخلقها‪،‬‬
‫وهي وسيلة التبادل التي تمكن من الشراء الفوري للسلع و الخدمات و السندات‪ ،‬و‬
‫تمكن من الحفاظ على القيمة بين المبادالت‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تعريف النقد استناداً لما يؤديه من وظائف مهمة لتسهيل المبادالت االقتصادية‬
‫أي تعريف وظيفي وهو األكثر شيوعًا و تتمثل هذه الوظائف فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬النقد وسيط للمبادالت‪.‬‬

‫‪ )2‬النقد معيار أو وحدة لقياس القيم‪.‬‬

‫‪ )2‬النقد مخزون للقيم‪.‬‬

‫من خالل هذه التعاريف نستنتج أن الوجود االقتصادي للنقد ال يتحدد و ال يكتمل‬
‫(‪.)2‬‬
‫إال إذا أديت هذه الوظائف معًا‬

‫ومن خالل هذا الفصل سنتناول بالدراسة عدة جوانب متعلقة بتحليل ماهية‬
‫ومكونات الكتلة النقدية بمحثه األول‪ ،‬بينما خصص المبحث الثاني لدراسة العالقة بين‬
‫الكتلة النقدية والنشاط االقتصادي‪ ،‬في حين تحدثنا بالمبحث الثالث عن الدور التقليدي‬
‫للسلطات النقدية في ضبط الكتلة النقدية‪:‬‬

‫‪ : 1‬دويدار‪،‬محمد‪،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪،‬الجزء الثاني‪،‬االقتصاد النقدي‪،‬منشورات الحلبي‪،‬بيروت‪،1002 ،‬ص‪)97( :‬‬


‫‪ :2‬محمد المان‪،‬الشريف‪،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية‪،‬ديوان المطبوعات الجزء الثالث‪،‬الجزائر‪ ،1002،‬ص‪)2( :‬‬

‫ـ ‪ 24‬ـ‬
‫المبحث األول‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫ماهية ومكونات الكتلة النقدية‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫تلعب الكتلة النقدية دو ًار هامًا في تحديد مستوى األسعار ومستوى االنتاج وميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬حيث تعتبر من أهم العوامل المؤثرة على مستوى النشاط االقتصادي في بلد‬
‫ما‪ ،‬لذا فإن السلطات النقدية المركزية تسعى دائمًا إلى حسن التحكم فيها بما يالئم تطور‬
‫و نمو النشاط االقتصادي و يحقق التوازن بين المعروض النقدي والمعروض السلعي‬
‫والخدمي‪ ،‬وسيتناول مبحثنا األول مفهوم الكتلة النقدية بالمطلب األول‪ ،‬بينما يدرس‬
‫المطلب الثاني مكونات الكتلة النقدية‪ ،‬في حين تم تحليل مقابالت الكتلة النقدية بالمطلب‬
‫الثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الكتلة النقدية‪:‬‬

‫تضم الكتلة النقدية المستخدمة في بلد ما‪ ،‬مجموعة كبيرة من البنى والعناصر‬
‫النقدية التي ترافقت مع تطور االقتصاديات العالمية في مراحلها المختلفة من مرحلة‬
‫المشاعية اإلقطاعية مرو اًر باالقتصاديات الرأسمالية وصوالً إلى اقتصاديات الخدمات‪ ،‬وما‬
‫نتج عنها من توسع كبير في عالم المال والمصارف واألسواق المالية والنقدية‪ ،‬عبر ما‬
‫يسمى باالئتمان الذي أفرز المشتقات والشبكات المصرفية‪ ،‬وتحويالت السويفت واإلنترنت‬
‫والتجارة اإللكترونية والبنوك اإللكترونية وتضم البنى النقدية المعاصرة حسب درجة تطورها‬
‫(‪:)1‬‬

‫‪- 0‬النقود المعدنية المجسدة بالذهب والفضة‪.‬‬

‫‪- 2‬النقود الورقية النائبة أو المغطاة بالذهب أو الفضة‪.‬‬

‫‪ :1‬السيد حسن‪،‬موفق‪،‬التطورات الحديثة للنظرية النقدية والسياسة النقدية‪،‬عرض النقد والسياسة النقدية‪،‬مجلة جامعة‬
‫دمشق‪،‬المجلد الخامس عشر‪،‬العدد الثاني‪،‬دمشق‪،2777،‬ص (‪.)20‬‬
‫ـ ‪ 25‬ـ‬
‫‪- 2‬النقود الورقية والمعدنية المصدرة بقوة القانون‪.‬‬

‫‪- 2‬النقود المصرفية المصدرة في إطار عملية االئتمان‪.‬‬

‫‪- 2‬المشتقات المالية الناجمة عن عمليات المضاربة في األسواق المالية عبر المصارف‬
‫والمؤسسات المالية المتعددة‪.‬‬

‫وبالطبع هذه األشكال المختلفة للنقود‪ ،‬تشكل فيما بينها البنى النقدية التي تكون‬
‫متباينة فيما بين الدول حسب درجة التطور االقتصادي والمصرفي ومستوى التدخل فيها‪.‬‬

‫و تعرف الكتلة النقدية على أنها جميع وسائل التداول و القروض الموجودة في‬
‫وقت معين لدى األفراد و المنشآت االقتصادية و البنوك‪.‬‬

‫حيث تنتمي المؤسسات المصدرة للنقد إلى القطاع المالي على وجه التحديد (‪.)1‬‬

‫‪ ‬البنك المركزي أو معهد اإلصدار الذي يصدر النقد القانوني‪.‬‬

‫‪ ‬البنوك التجارية التي تصدر (نقود الودائع)‪.‬‬

‫‪ ‬و في بعض الدول قد تضاف الخزينة إلى المؤسسات المصدرة للنقد حيث تصدر نقود‬
‫التجزئة (نقود معدنية)‪.‬‬

‫بينما ينتمي حائزو النقد إلى القطاع االقتصادي غير المصرفي وتتمثل أساسًا في‬
‫قطاع العائالت و المشروعات االقتصادية خاصة كانت أو عامة‪.‬‬

‫اذًا الكتلة النقدية التزامًا يقع على عاتق االقتصاد الوطني بما يمثله من المؤسسات‬
‫المصدرة للنقد (المصرف المركزي) وهي تعتبر حقاً لحائزه من عائالت و مشروعات و‬
‫هو الذي يمكنها في نهاية المطاف من الحصول على السلع و الخدمات المتاحة‪.‬‬

‫هذا و قد تناول العديد من االقتصاديين مفهوم النقود والمعروض النقدي نذكر منهم‬
‫على سبيل المثال ال الحصر ما يلي‪:‬‬

‫‪ :1‬هني‪،‬أحمد‪،‬العملة و النقود‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ 2777،‬ص‪.)72( :‬‬

‫ـ ‪ 26‬ـ‬
‫يرى جيمس ديوزنبري أن عرض النقود(‪ :)1‬يتألف من النقود المعدنية واألوراق‬
‫النقدية المتداولة عدا الموجود في صناديق المصارف مضافاً إليها الودائع تحت الطلب أو‬
‫الحسابات القابلة للسحب بالشيكات‪.‬‬

‫بينما يرى سام ويلسن(‪ :)2‬أن هناك تعريفين للعرض النقدي أولهما‪ :‬التعريف‬
‫الضيق ويشمل مجموع النقود المعدنية واألوراق النقدية المتداولة خارج المصارف مضافًا‬
‫إليها الودائع تحت الطلب‪ ،‬وثانيهما‪ :‬التعريف الواسع الذي يتضمن باإلضافة إلى التعريف‬
‫الضيق الودائع ألجل وودائع ادخار‪.‬‬

‫ويعرف الدكتور موفق السيد حسن(‪ :)3‬العرض النقدي بأنه ليس سوى الكمية‬
‫االسمية من النقود الموضوعة بتصرف األشخاص االقتصاديين التي يرتبط تحديدها‬
‫بالتعريف المعطى لمفهوم النقد‪ ،‬لهذا فإن كمية وسائل الدفع تشتمل على صافي النقد‬
‫المتداول (خارج المصرف المركزي والمصارف) إضافة إلى الودائع الجارية لدى‬
‫المصارف التجارية‪.‬‬

‫مما سبق نجد أهم مكونات العرض النقدي هي العملة الورقية وأجزاؤها المعدنية‪،‬‬
‫ونقود الودائع أو النقود المصرفية (الودائع الجارية)‪ ،‬باعتبارها أهم النقود السائدة في‬
‫المجتمعات بعد التخلي عن التعامل بالنقود السلعية‪.‬‬

‫و تعتبر هذه المفاهيم مقاييس هامة تتم مراقبتها من قبل السلطات النقدية من أجل‬
‫دراسة الوضع النقدي واستخدام السياسات المناسبة للتحكم في المعروض النقدي وسنأتي‬
‫على ذكرها الحقاً‪.‬‬

‫‪ :1‬منتدى التمويل االقتصادي‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬االقتصادي الدولي‪ ،‬محاضرة (تصحيحيات النموذج الكينزي السياسة النقدية والمالية)‪،‬‬
‫الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪2: Paul A، Somulson : economics.Bthendition: international student edition.New York,2007 .p261.‬‬
‫‪ :3‬السيد حسن‪ ،‬موفق‪،‬مرجع سابق‪،‬ص (‪.) 212‬‬

‫ـ ‪ 27‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات الكتلة النقدية‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من مكونات الكتلة النقدية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األموال الجاهزة النقدية (المتاحات النقدية) و تتمثل بالعناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬األوراق النقدية‪ :‬بدأت هذه النقود كنقود نائبة (تنوب عن كمية معينة من المعادن‬
‫النفيسة‪ ،‬الذهب والفضة) تصدر عن المصارف المركزية‪ ،‬ثم تحولت إلى نقود ورقية‬
‫الزامية غير قابلة للصرف بالذهب‪ ،‬لها قيمة قانونية تستند إلى قوة القانون الذي يلزم‬
‫األفراد التعامل بها‪ ،‬ويعد منها كل ما هو موجود لدى البنك المركزي و خارجه عند‬
‫(‪.)1‬‬
‫األفراد أو المؤسسات أو البنوك أو اإلدارات‬

‫ويتم اإلصدار وفقا لحاجة المعامالت من أجل ضمان التناسب بين كمية النقود‬
‫الورقية المصدرة و كمية التدفقات السلعية المقابلة‪.‬‬

‫ب‪ .‬النقود المعدنية (نقود التجزئة)‪ :‬تقسم النقود المعدنية إلى قسمين أساسيين وهما (‪:)2‬‬

‫‪ ‬نقــود معدنيــة رئيســية أو كاملــة‪ :‬تكووون لهووا قوووة إبوراء مطلقووة أي تسووتعمل فووي إبوراء‬
‫الديون دون حدود‪ ،‬غير أن هذا النوع من النقود أصبح نادر االستخدام اآلن‪.‬‬

‫‪ ‬نقود معدنية مسـاعدة أو مكملـة‪ :‬تسوتخدم بصوفة عاموة لتسووية المعوامالت اليوميوة‬
‫الصغيرة و تكون قيمتها االسمية كنقد أكبر من قيمتها الفعلية كمعدن‪.‬‬

‫ت‪ .‬نقود الودائع‪ :‬هي المبالغ الحقيقية التي يحتفظ بها المودعون في المصارف بالفعل‪،‬‬
‫وقد تنشأ نتيجة عملية اقراض البنك لعمالئه حيث يقوم العميل بايداع مبلغ االقراض‬
‫لدى البنك دون سحبه على الفور‪ ،‬ويتم تداول هذا النوع من الودائع عن طريق‬
‫الشيكات‪ ،‬ويندرج تحت هذا النوع من النقود الودائع تحت الطلب وتقسم إلى (‪:)3‬‬

‫‪ :1‬دويدار‪،‬محمد‪ ،‬مرجع سابق ص (‪.)102-109‬‬


‫‪ :2‬الحجار‪،‬بسام‪،‬االقتصاد النقدي و المصرفي‪،‬الطبعة األولى‪،‬بيروت‪،‬دار المنھل اللبناني‪،‬عام (‪)1002‬‬
‫‪ :3‬توماس ماير‪،‬يمس إس دوسيننبري‪،‬روبرت زد أليبر‪،‬النقود و البنوك و االقتصاد‪،‬ترجمة السيد أحمد عبد الخالق‪،‬الرياض‪،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪،‬دار المريخ للنشر‪2006،‬‬

‫ـ ‪ 28‬ـ‬
‫‪ ‬الودائوع تحوت الطلوب لودى البنووك التجاريوة و هوي تشوكل النسوبة األكبور مون مجمووع‬
‫الودائع تحت الطلب‪.‬‬

‫‪ ‬الودائع لدى الخزينة المركزية‪.‬‬

‫‪ ‬ودائع القطاع العام والخاص لدى البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ ‬الودائع في شكل حسابات جارية‬

‫ثانيا‪ :‬األموال الشبه النقدية‪ :‬و هي الودائع التي ال يمكن وضعها مباشرة قيد التداول‬
‫بواسطة الشيكات أو الحواالت و تتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪ .‬الودائع تحت الطلب‪ :‬تتميوز بخصوائص عون غيرهوا مون الودائوع كموا يودل اسومها‪ ،‬فهوي‬
‫دائماً تحت التصرف المطلق ألصحابها‪ ،‬يمكنهم اللجوء إلى سحبها كليواً أو جزئيواً متوى‬
‫شاءوا‪ ،‬و دون إشعار مسبق‪ ،‬وال يحق للبنك أن يفرض قيودًا أو شوروطًا أموام صواحبها‬
‫أثن وواء الس ووحب‪ ،‬ومقابو وول ه ووذه الخاص ووية‪ ،‬ال يمكو وون ألص ووحاب ه ووذا النو وووع م وون الودائو ووع‬
‫االسووتفادة موون فوائوود‪ ،‬علووى الوورغم موون أن البنووك بإمكانووه اسووتعمال هووذه الودائووع فووي موونح‬
‫تؤكد الوقائع‬
‫القروض‪ ،‬وال شيء يمنعه من ذلك سوى ما يتوقعه من عمليات سحب‪ ،‬و ّ‬
‫تشكل المصدر األساسوي للسويولة فوي النشواط‬
‫ّ‬ ‫على أهمية هذا النوع من الودائع‪ ،‬بحيث‬
‫المصرفي (‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬الودائـــــــع ألجـــــــل‪ :‬ه و و ووي ليس و و ووت ودائ و و ووع جاري و و ووة تمامو و و وًا بحك و و ووم العقب و و ووات والش و و ووروط‬
‫التو و و و ووي تعتو و و و وورض صو و و و وواحبها أثنو و و و وواء عمليو و و و ووات السو و و و ووحب‪ ،‬باإلضو و و و ووافة إلو و و و ووى أنهو و و و ووا‬
‫تبقو و ووى بح و و وووزة البن و و ووك لفتو و و ورة م و و ووا تك و و ووون مح و و وول اتف و و وواق ب و و ووين الط و و وورفين‪ ،‬وعل و و ووى ه و و ووذا‬
‫األس و و و وواس‪ ،‬تعتب و و و وور الودائ و و و ووع ألج و و و وول م و و و وون التوظيف و و و ووات الس و و و ووائلة قص و و و وويرة األج و و و وول‪،‬‬
‫فه و و و و ووي ت جم و و و و ووع ب و و و و ووين خاص و و و و وويتي التوظي و و و و ووف و الس و و و و وويولة‪ ،‬فخاص و و و و ووية التوظي و و و و ووف‬
‫تعط و و ووي لص و و وواحبها الح و و ووق ف و و ووي الحص و و ووول عل و و ووى عائ و و وود ف و و ووي ش و و ووكل فائ و و وودة‪ ،‬بينم و و ووا‬
‫خاصو و و و ووية الس و و و و وويولة تعن و و و و ووي أن مو و و و وودة الوديع و و و و ووة ف و و و و ووي البنو و و و ووك ليس و و و و ووت بالطويل و و و و ووة‪،‬‬
‫باإلضو و و ووافة إل و و و ووى وج و و و ووود إمكانيو و و ووة س و و و ووحبها ف و و و ووي أي وقو و و ووت ولك و و و وون بع و و و وود اس و و و ووتيفاء‬
‫بع و و و و ووض الش و و و و ووروط الض و و و و وورورية مث و و و و وول اإلخط و و و و ووار المس و و و و ووبق و احتم و و و و ووال تحم و و و و وول‬

‫‪ :1‬رشدي شيحة‪ ،‬مصطفى‪ ،‬النقود والمصارف واالئتمان‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،)2777( ،‬ص (‪.)222‬‬

‫ـ ‪ 29‬ـ‬
‫فائو و و وودة سو و و وولبية علو و و ووى أسو و و وواس المبلو و و ووغ المسو و و ووحوب (‪ ،)1‬و هنو و و وواك عو و و وودة أن و و و وواع مو و و وون‬
‫الودائع ألجل ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الودائع ذات أجل استحقاق محدد و هذا األجل محدد مسبقاً‪.‬‬

‫‪ ‬الودائع بإشعار‪ :‬تتضمن إشعار البنك قبل عملية السحب‪.‬‬

‫‪ ‬الودائع المخصصة‪ :‬وهي ودائع تقدم للبنك من أجل استعمالها في عملية‬


‫معينة مثل ما تودعه الشركات من أجل دفع أرباح مساهميها أو دفع أجور‬
‫عمالها (‪.)2‬‬

‫و تأتي أشباه النقود بالدرجة األخيرة من السيولة‪ ،‬وسميت بأشباه النقود ألنه ال‬
‫يمكن تحويلها إلى نقود سائلة قبل حلول موعد استحقاقها‪.‬‬

‫بالتالي فإن مجموع الكتلة النقدية في اقتصاد معين تتكون من جزأين أساسيين وهما‬
‫األموال الجاهزة النقدية مضافا إليها األموال الشبه النقدية‪.‬‬

‫الكتلة النقدية المتداولة = النقد القانوني‪ +‬أشباه النقد‬

‫‪ :1‬الطاهر‪ ،‬لطش‪ ،‬تقنيات البنوك الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1002 ،‬ص(‪.)202‬‬
‫‪ :2‬السيد حسن‪ ،‬موفق‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 32‬‬

‫ـ ‪ 31‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها‪:‬‬

‫إن إصدار الكتلة النقدية ووضعها تحت تصرف الوحدات االقتصادية من أفراد و‬
‫مؤسسات ال يتم إال بمقابل وهذا ال يكون مصدره إال العمليات الحقيقية‪ ،‬كما أن قياس‬
‫الكتلة النقدية يتم ضمن مجموعات يطلق عليها اسم مقاييس الكتلة النقدية و فيما يلي‬
‫سنتناول مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مقابالت الكتلة النقدية‪:‬‬

‫تمثل الكتلة النقدية ديونًا على المصرف المركزي وتوضع في جهة الخصوم من‬
‫ميزانيته‪ ،‬بينما توضع مقابالتها في في جهة األصول‪ ،‬وتتمثل مقابالت الكتلة النقدية‬
‫بالعناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬الذهب و العمالت األجنبية‪:‬‬

‫‪ ‬الــذهب‪ :‬يمثوول الرصوويد الووذهبي قوووة ش ورائية عالميووة يسووتعمل لتغطيووة العجووز فووي‬
‫ميزان المودفوعات نتيجوة حودوث األزموات االقتصوادية‪ ،‬و يتكوون مون مجمووع السوبائك‬
‫و القطع النقدية الذهبية لدى البنك المركوزي ويسوتعمل لتغطيوة إصودار النقود القوانوني‬
‫ولكن نظ اًر إلهمال نظام قاعدة الذهب‪ ،‬فقد تقلص هذا الدور إلى حد بعيد (‪.)1‬‬

‫‪ ‬العمــالت األجنبيــة‪ :‬و تووأتي موون خووالل العمليووات الماليووة والتجاريووة التووي يقوووم بهووا‬
‫ك وول بل وود ف ووي الع ووالم وتمكن ووه م وون الحص ووول وام ووتالك عم ووالت االحتي وواطي ال وودولي أو‬
‫السوويولة الدوليووة خاصووة الوودوالر األمريكووي الووذي يشووكل الجووزء الهووام موون وسووائل الوودفع‬
‫الدولية‪ ،‬والتي تؤثر مباشرة في خلق النقود القانونية الداخلية (‪.)2‬‬

‫ب‪ .‬القـــروض المقدمـــة لالقتصـــاد‪ :‬تعتب وور الق ووروض المقدم ووة لالقتص وواد إح وودى مكون ووات‬
‫األج وزاء المقابلووة للكتلووة النقديووة ألن موونح هووذه القووروض يووؤدي إلووى زيووادة كميووة النقووود‬
‫المتداولوة كووون هووذه القووروض تسووتخدم بعودة عمليووات موون اسوتثمار و إنتوواج و تسووويق و‬
‫استهالك‪ ،‬و يعد االئتمان القصوير األجول أكثور توأثي ًار علوى الكتلوة النقديوة ألنوه عوادة موا‬
‫‪ :1‬هني‪ ،‬أحمد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص(‪.)221‬‬
‫‪ :2‬هباش‪،‬فارس‪ ،‬دراسة تحليلية للكتلة النقدية‪ ،‬حالة الجزائر (‪ ،)1022-1001‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪،1021،‬ص (‪.)32‬‬

‫ـ ‪ 31‬ـ‬
‫يغطى بالودائع الجارية (تحت الطلب)‪ ،‬أما االئتموان المتوسوط وطويول األجول فيرتبطوان‬
‫بالودائع ألجل و الودائع االختيارية على التوالي (‪.)1‬‬

‫ت‪ .‬القروض المقدمة للخزينة العامة‪ :‬تلجأ الخزينة العامة للدولة عند حدوث االختالل‬
‫في التوازن المالي (تجاوز النفقات اإليرادات) إلى تغطية هذا العجز باإليرادات العادية‬
‫(الضرائب) أو قد تقدم سندات تعترف بها بمديونيتها تسمى أذونات الخزينة ويصدر‬
‫المصرف المركزي نقوداً قانونية بقيمة هذه السندات‪ ،‬و تشمل القروض المقدمة‬
‫للخزينة العامة ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬التسليفات المقدمة من طرف البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ ‬السندات التي تكتب فيها المؤسسات المصرفية و المالية‪.‬‬

‫‪ ‬السندات التي يكتب فيها الجمهور (عائالت‪ ،‬مشروعات) (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقاييس الكتلة النقدية‪:‬‬

‫لقد تطور عرض النقود بشكل مترافق مع تطور أشكالها ومع درجة التطور‬
‫االقتصادي والمصرفي الدولي‪ ،‬وتضم الكتلة النقدية المعروضة مستويات مختلفة و‬
‫متعددة من التوليفات النقدية أو ما يعرف بالمقاييس الكمية للنقود وهي‪:‬‬

‫‪ )R)- 0‬وهي االحتياطات وتتكون من ‪:‬‬


‫أ‪ .‬النقد في صناديق المصارف‪.‬‬
‫ب‪ .‬ودائع المصارف لدى المصرف المركزي التي تتكون من ‪:‬‬
‫‪ ‬نسب االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬بعض االحتياطات الفائضة من المصارف والمودعة لدى‬
‫المصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ :)M0)- 4‬يمثل هذا المقياس القاعدة النقدية أو النقد المركزي والتي تتضمن العمالت‬
‫الورقية والمعدنية المتداولة‪ ،‬واالحتياطات القانونية المودعة لدى المصرف المركزي(‪.)1‬‬

‫‪ :1‬جون ماينارد كينز‪،‬النظرية العامة‪،‬ترجمة نھاد رضا‪،‬بيروت‪،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪،‬لم تذكر سنة النشر‪.‬‬
‫‪ :2‬سمعان‪ ،‬منصوري‪ ،‬الكتلة النقدية و أجزاؤها‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،1003 ،‬ص (‪.)2-9‬‬

‫ـ ‪ 32‬ـ‬
‫‪- 3‬المقياس النقدي األول (‪ :)M1‬و يسمى بالقاعدة النقدية و يقع في قمة تركيب الكتلوة‬
‫النقديووة‪ ،‬ويشووار إليووه فووي مص ووطلحات صووندوق النقوود الوودولي ب (‪ )M1‬الكتلووة النقدي ووة‬
‫بووالمعنى الضوويق التووي تتمثوول فووي النقوود القووانوني أو نقوود البنووك المركووزي و تتكووون أساس وًا‬
‫من األوراق النقدية مضافاً إليها مختلف القطع النقدية الجزئية إضافة إلى مبلوغ الودائوع‬
‫تحووت الطلووب‪ ،‬أي أن هووذا المفهوووم ينظوور إلووى النقوود كوسوويط فووي التبووادل ويتمتووع بدرجووة‬
‫سيولة عالية جداً‪.‬‬

‫و يمكن كتابة عرض لهذا المفهوم بالمعادلة التالية (‪:)2‬‬

‫‪M1=C+D‬‬

‫حيث إن‪:‬‬

‫‪ :C‬النقد الورقي القانوني والقطع النقدية الموضوعة في التداول (النقد لدى الجمهور)‪.‬‬

‫‪ :D‬الودائع تحت الطلب‪.‬‬

‫‪- 2‬المقياس النقدي الثاني (‪ :)M2‬ويطلوق عليوه الكتلوة النقديوة بوالمعنى األوسوع‪ ،‬ويشومل‬
‫باإلضووافة إلووى مووا أشووير إليووه فووي العوورض النقوودي األول الودائووع ألجوول‪ ،‬ودائووع التوووفير‬
‫والودائووع بووالقطع األجنبووي وتأمينووات لقوواء عمليووة االسووتيراد‪ ،‬و جميعهووا تمثوول أشووباه النقوود‬
‫(‪ ،)Q‬و يتميووز هووذا المجمووع بسوويولة أقوول موون المجمووع األول بحيووث يمكوون تحووول هووذه‬
‫الودائووع إلووى وسووائل دفووع و لكوون لوويس عنوود الطلووب‪ ،‬و إذا تووم ذلووك فإنهووا تتحموول بعووض‬
‫التك وواليف كالتن ووازل ع وون الفوائ وود أو تحم وول لتك وواليف المع ووامالت‪ ،‬ويعب وور عن ووه بالمعادل ووة‬
‫التالية (‪.)3‬‬

‫‪ :1‬حساني‪،‬عبد الرزاق حساني‪،‬النظرية والسياسة النقدية والتوازن االقتصادي"واقع السياسة النقدية وآفاقھا‪،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق‪،1001،‬ص (‪.)22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Gordon. Robert J: Macroeconomics، 6th edition، Thomson، 1993، p(445).‬‬
‫‪ :3‬صالح جمعة‪ ،‬محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)232‬‬

‫ـ ‪ 33‬ـ‬
‫‪M2=M1+Q‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪Q=TD+SD+FD+I‬‬
‫‪ :Q‬شبه النقد‪.‬‬
‫‪ :TD‬ودائع ألجل‪.‬‬
‫‪ :SD‬ودائع التوفير‪.‬‬
‫‪ :FD‬ودائع القطع األجنبي‪.‬‬
‫‪ :I‬تأمينات لقاء عملية االستيراد‪.‬‬

‫‪- 2‬المقيــاس النقــدي الثالــث )‪ :)M3‬طووورت المدرسووة االقتصووادية االنكليزيووة (نيوكينزيووة)‬


‫مفهوووم النقوود فأضووافت إلووى العوورض النقوودي الموسووع بعووض وسووائل الوودفع التووي ظهوورت‬
‫حديثاً وتسهم في زيادة حجم النقد المتداول‪ ،‬وهي تضم (‪:)1‬‬

‫أ ‪.M2-‬‬
‫ب ‪-‬الودائع االدخارية وشهادات اإليداع ذات العائد لدى المصارف التجارية‪.‬‬
‫ت ‪-‬الودائع والمساهمات في صناديق ونوادي االستثمار‪.‬‬
‫ث ‪-‬بطاقات االعتماد ذات العائد‪.‬‬
‫ج ‪-‬بطاقات البيع والشراء لدى المؤسسات االستهالكية‪.‬‬

‫‪- 6‬المقياس النقدي الرابع (‪:)M4‬‬

‫لقد توسعت المدرسة النقدية األمريكية في تحديد معنى النقد فأضافت عناصر أخرى‬
‫للنقد شملت (‪:)2‬‬

‫أ ‪.M3-‬‬
‫ب ‪-‬الشيكات السياحية‪.‬‬
‫ت ‪-‬قبوالت المصارف من األوراق التجارية والدوالرات‪.‬‬

‫‪ :1‬سيد طه بدوي‪،‬مقدمة في النقود و البنوك‪،‬مصر‪،‬دار النھضة العربية‪،‬ص(‪)292‬عام (‪.(2005‬‬


‫‪ :2‬السمارة‪،‬مؤيد‪،‬رسالة ماجستير‪،‬متغيرات السياسة النقدية وأثرها في استقرار دالة الطلب على النقد‪،‬جامعة دمشق‪.1002,‬‬

‫ـ ‪ 34‬ـ‬
‫ث ‪-‬سندات االدخار‪.‬‬
‫ج ‪-‬التزامات و ازرة الخزانة األمريكية‪.‬‬
‫ح ‪-‬ودائع األفراد األمريكان بالدوالر‪.‬‬

‫‪- 2‬المقياس النقدي الخامس ( ‪ )M5‬ويتكون من‪:‬‬


‫‪.M4 ‬‬
‫‪ ‬النقود المتولدة نتيجة تحركات رؤؤس األموال العالمية سواء لغاية االستثمار‬
‫المباشر أو التوظيف في األسواق المالية‪ ،‬إضافة إلى الطلب المتولد على النقود‬
‫لغاية السياحة والدراسة والمؤتمرات واللجوء الناجم عن حاالت االضطرابات‬
‫السياسية واألمنية(‪.)1‬‬

‫مما سبق نستنتج بأن الكتلة النقدية هي اجمالي وسائل الدفع الموجودة في اقتصاد‬
‫ما‪ ،‬والتي تشكل فيما بينها مقاييس تلك الكتلة‪ ،‬حيث أن المقاييس الثالث األخيرة (‪،M3‬‬
‫‪ )M5 ،M4‬تحتوى على أصول قصيرة األجل وتختلف من بلد ألخر حسب درجة تطور‬
‫السوق المالي والنقدي‪ ،‬وما تجدر اإلشارة إليه في نهاية مبحثنا‪ ،‬أنه ال يوجد لغاية وقتنا‬
‫هذا مقياس أفضل أو أمثل لعرض النقود‪ ،‬بل إن اختيار المقياس الذي تمثله الكتلة النقدية‬
‫المتداولة يتوقف على الهدف المتوخى من دراستها وتحليلها‪.‬‬

‫‪( :1‬حوراني‪،‬أكرم) (حساني‪،‬عبد الرزاق) اقتصاد نقدي‪،‬منشورات جامعة دمشق‪،1002،‬ص(‪.)29-22‬‬

‫ـ ‪ 35‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬

‫العالقة بين الكتلة النقدية والنشاط‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫االقتصادي‬

‫تستمد الكتلة النقدية قوتها من التأثير في األوضاع االقتصادية العامة في البلد‪،‬‬


‫كون النقود وسيلة التداول التي تمثل قوة شرائية معينة تؤثر في األسواق‪ ،‬وفي أسعار‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬فازدياد الكتلة النقدية يمكن أن يدفع المستهلكين إلى المزيد من شراء‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬وتفعيل النشاط االقتصادي في البالد إذا كانت هذه السلع والخدمات‬
‫متوافرة ويمكن إنتاجها في األمد القصير‪.‬‬

‫و من أجل دراسة العالقة بين الكتلة النقدية المتداولة و تطور النشاط االقتصادي ال‬
‫بد من التطرق إلى النقاط الرئيسية التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سرعة تداول النقد‪:‬‬

‫أحد األوجه المهمة في التحليل النقدي الحديث‪ ،‬العالقة بين الدخل النقدي‬
‫والمعروض النقدي‪ ،‬هذه العالقة تعرف بسرعة تداول النقود‪ ،‬يمكن قياسها بطرق متعددة‪،‬‬
‫إال أن كل من النظرية االقتصادية والتجارب التطبيقية العملية توحيان أن هذه العالقة‬
‫غير مستقرة عبر الزمن‪ ،‬فالمعروض النقدي يتغير بشكل محسوس وكبير في حين يبقى‬
‫التدفق االنفاقي أو حجم المدفوعات النقدية المرتبطة به دون تغيير‪ ،‬وقد يحصل العكس‬
‫كذلك‪.‬‬

‫ـ ‪ 36‬ـ‬
‫حيث يمكن لوحدات النقد أن تستعمل أكثر من مرة خالل نفس الفترة‪ ،‬فكلما خرجت‬
‫وحدة نقد من حيازة فرد و دخلت في حيازة فرد آخر تكون قد استعملت ألداء و تمويل‬
‫معاملة و هكذا دون أن يتغير عدد وحدات كمية النقد المتاحة و يمكن أداء حجم‬
‫معامالت أكبر (‪.)1‬‬

‫و هذا ما تناولته النظرية الكمية للنقد (فيشر) و ذلك من خالل المعادلة التالية (‪:)2‬‬

‫‪MV=P.T‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ : T‬حجم المعامالت‪.‬‬

‫‪ : P‬المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪ : M‬كمية النقد‪.‬‬

‫‪ : V‬سرعة تداول النقد‪.‬‬

‫و يمكن الحصول على سرعة تداول النقد كما يلي‪:‬‬


‫‪PT‬‬
‫‪V ‬‬
‫‪M‬‬

‫و بما أنه من المستحيل عملياً إيجاد تقييم دقيق لكل مبالغ الصفقات التي تقع على‬
‫السلع و الخدمات والعمليات المالية خالل السنة يتم الرجوع في الغالب إلى سرعة تحول‬
‫النقد إلى دخل و المحتسب من خالل الناتج الوطني اإلجمالي )‪ )PIB‬و ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪PIB‬‬
‫‪V‬‬ ‫سرعة تحول النقد إلى دخل ‪‬‬
‫‪M‬‬

‫‪ :1‬الشررريف‪،‬رزان‪ ،‬السياسةةةة النقديةةة فةةةي ضةةوت المتغيةةةرات االقتصةةةادية المعالةةري قةةةي االقتصةةاد السةةةوري‪,‬رسررالة ماجسرررتير‪,‬جامعرررة‬
‫دمشق‪.1009,‬‬
‫‪ :2‬عطا هللا عبد الوهاب‪ ،‬لھب‪ ،‬سرعة تداول النقود بين النظرية االقتصادية والتطبيق العملي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬عام (‪.)2777‬‬

‫ـ ‪ 37‬ـ‬
‫بحيث أن‪:‬‬

‫‪ :V‬سرعة تحول النقد إلى دخل‪.‬‬

‫‪ : PIB‬الناتج الوطني اإلجمالي‪.‬‬

‫‪ : M‬كمية النقد‪.‬‬

‫كما يمكن حساب سرعة تداول النقد و ذلك للقياسات الجزئية‪.‬‬


‫‪PIB‬‬ ‫‪PIB‬‬ ‫‪PIB‬‬
‫‪VM 1 ‬‬ ‫‪VM 2 ‬‬ ‫‪VM 3‬‬
‫‪M1‬‬ ‫‪M2‬‬ ‫‪M3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معدل سيولة االقتصاد‪:‬‬

‫تعرف السيولة بمدى السرعة و انخفاض تكلفة تحويل الموجودات إلى نقد‪( ،‬تمثل‬
‫السيولة كمية النقود الجاهزة لالستخدام في تمويل النشاط االقتصادي)‪ ،‬حيث أن النقد هو‬
‫أكثر الموجودات سيولة‪ ،‬فإرتفاع معدل سيولة االقتصاد قد تدفع الجمهور إلى إنفاق أكبر‬
‫األمر الذي يؤدي إلى حركة تضخيمة‪ ،‬أما انخفاض هذا المعدل يعني شح في سيولة‬
‫االقتصاد و نقص التمويل و انخفاض الطلب و بالتالي تراجع وتيرة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫و تظهر نسبة سيولة االقتصاد من خالل المعادلة التالية (‪:)1‬‬


‫‪M‬‬
‫‪L‬‬
‫‪PIB‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : L‬معدل سيولة االقتصاد‪.‬‬
‫‪ : M‬كمية النقد‪.‬‬
‫‪ : PIB‬الناتج الوطني اإلجمالي‪.‬‬

‫كما يمكننا حسابات عدة معدالت جزئية لسيولة االقتصاد و ذلك وفقا للكتلة النقدية‬
‫الجزئية كما يلي‪:‬‬
‫‪PIB‬‬
‫‪V‬‬
‫‪M‬‬
‫‪ :1‬حميدات‪،‬محمود‪،‬مدخل للتحليل النقدي‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪،2772،‬ص ( ‪.)222‬‬

‫ـ ‪ 38‬ـ‬
‫يوض ووح لن ووا ه ووذا المع وودل تط ووور )‪ (LM‬أي ح وودي اس ووتعمال وس ووائل ال وودفع‬ ‫‪LM 1 ‬‬
‫‪M1‬‬
‫‪‬‬
‫‪PIB‬‬
‫(النقد القانوني و النقد الكتابي)‪ ،‬أي تطور سلوك الجمهور تجاه النقد القانوني‪.‬‬

‫‪ ‬يوضح لنا سلوك الجمهور تجاه تشكيل األرصدة النقدية من أجل‬ ‫‪LM 2 ‬‬
‫‪M2‬‬
‫‪PIB‬‬
‫المعامالت و االحتياط (ودائع ألجل)‪.‬‬

‫‪  LM 3‬يعبر عن السيولة الكلية لالقتصاد بالمعنى الواسع‪.‬‬ ‫‪M3‬‬


‫‪PIB‬‬

‫وبما أن الكتلة النقدية بالمعنى الضيق (‪ )M1‬تضم النقد القانوني المصدر من‬
‫طرف البنك المركزي وكذلك نقد الودائع المصدر من طرف البنوك التجارية‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن أن نرمز للنقد القانوني بالرمز (‪ )A‬و نقد الودائع بالرمز (‪ )B‬يمكن أن نحصل‬
‫على معدلين أساسيين وهما (‪:)1‬‬

‫بحيث أن‪:‬‬ ‫‪b‬‬


‫‪A‬‬
‫‪)0‬‬
‫‪M1‬‬

‫‪ =B‬نسبة النقد القانوني بالنسبة إلى الكتلة النقدية (‪.) M1‬‬

‫‪ =A‬النقد القانوني‪.‬‬

‫‪ = M1‬العرض النقدي األول‪.‬‬

‫فالمعدل )‪ )b‬يعبر عن نسبة النقد القانوني إلى الكتلة النقدية أي مدى استعمال النقود‬
‫القانوني في اقتصاد معين‪.‬‬

‫بحيث أن‪:‬‬ ‫‪c‬‬


‫‪B‬‬
‫‪)2‬‬
‫‪M1‬‬

‫‪ :C‬نسبة نقد الودائع إلى الكتلة النقدية (‪.)M1‬‬


‫‪ :B‬نقد الودائع‪.‬‬
‫‪ :M1‬المجمع النقدي األول‪.‬‬

‫فالمعدل ‪ C‬يعبر عن مدى اللجوء إلى استعمال النقد الخطي أو نقود الودائع في‬
‫اقتصاد معين‪.‬‬

‫‪ :1‬مايو‪ ،‬توماس‪،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪،‬ترجمة‪،‬د‪ .‬احمد عبد الخالق‪،‬دار المريخ للنشر‪،‬السعودية‪،1001،‬ص (‪.)321‬‬

‫ـ ‪ 39‬ـ‬
‫إن ضيق السوق النقدية وعدم تطورها‪ ،‬والسلوك السلبي لألفراد تجاه عملية االدخار‬
‫يؤدي إلى انخفاض المعدل (‪ )C‬في البلدان النامية (خالفاً للواقع في البلدان المتقدمة)‪،‬‬
‫وكذلك ضعف دور المصارف التجارية في تمويل النشاط االقتصادي يفرض على‬
‫المصارف المركزية في هذه الدول إصدار النقد لمواجهة العجز في الميزانية العامة‪ ،‬ليس‬
‫فقط لتسيير المؤسسات اإلدارية و إنما كذلك لتمويل االستثمارات‪.‬‬

‫وبما أن فعالية السياسة النقدية في كل دولة تعتمد بدرجة كبيرة على درجة نمو‬
‫النظام المصرفي‪ ،‬ومدى الوعي المصرفي داخل الدولة فإن التغيرات التى يواجهها العالم‬
‫اآلن تقتضي تطوير األجهزة المصرفية الموجودة خاصة في ظل الصراعات الكبيرة نحو‬
‫تسوية المعامالت عبر شبكة االنترنت وبالتالي أصبح االقتصاد النقدي يتعامل بنقود‬
‫أخرى غير النقود الورقية التى أعتاد التعامل بها وكذلك أوراق تجارية أخرى‪ ،‬غير التى‬
‫اعتادت عليها األنظمة النقدية السابقة والتى كانت األجهزة المصرفية يمكنها استخدامها‬
‫إلعادة االستقرار النقدي القتصادها في أوقات التقلبات‪.‬‬

‫ـ ‪ 41‬ـ‬
‫المبحث الثالث‬

‫الدور التقليدي للسلطات النقدية في ضبط‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫الكتلة النقدية‬

‫يعد المصرف المركزي المؤسسة المالية التي تقف على قمة الجهاز المصرفي في‬
‫أي مجتمع من المجتمعات‪ ،‬والهدف الرئيس للمصرف المركزي ليس تحقيق الربح كما هو‬
‫الحال في المصارف التجارية‪ ،‬وانما تحقيق سالمة واستقرار النظام النقدي والمصرفي هي‬
‫الوظيفة األساسية أما باقي الوظائف األخرى ليست سوى وظائف تكميلية لهذه الوظيفة‪،‬‬
‫ولكي يتمكن المصرف المركزي من تحقيق ذلك البد من استخدام أدوات أو وسائل معينة‬
‫تؤثر في كمية ونوعية االئتمان الذي تقدمه المصارف لتحقيق األغراض واألهداف الرئيسة‬
‫للسياسة النقدية واالئتمانية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األدوات الكمية للسياسة النقدية‪:‬‬

‫يستطيع المصرف المركزي التأثير على حجم السيولة النقدية التي تمتلكها البنوك‬
‫وفي نسبة هذه السيولة إلى الودائع‪ ،‬باستخدام مجموعة من الوسائل الكمية وهي سياسة‬
‫معدل إعادة الخصم‪ ،‬وسياسة السوق المفتوحة‪ ،‬وتغيير نسبة االحتياطي القانوني وستناول‬
‫كل أداة على حده فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سياسة االحتياطي االلزامي‪:‬‬

‫وتقوم هذه السياسة على تغيير معدل االحيتاطيات‪ ،‬فإذا رفعت هذه النسبة فإنها‬
‫تحجب فو ًار جزءًا من السيولة المتوفرة لدى المصارف وتمنع انسيابه إلى التداول عن‬

‫ـ ‪ 41‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫لدى المصارف‬ ‫طريق اإلقراض‪ ،‬أو أنها تؤدي في حال كون (االحتياطات الحرة)‬
‫منخفضة إلى سحب أو استدعاء بعض القروض فتتقلص بالتالي السيولة النقدية وترتفع‬
‫كلفتها‪ ،‬و نجد هناك سياسة انكماشية‪.‬‬

‫أما إذا خفضت النسبة (نسبة االحتياطي القانوني) فإنها تؤدي إلى زيادة توفر‬
‫االحتياطات الحرة لدى المصارف وربما تخفيض كلفة إقراضها وتكون تلك سياسة‬
‫توسعية(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬معدل الخصم )‪:(Discount rate‬‬

‫يلجأ المصرف المركزي إلى إعادة خصم بعض األوراق المالية أي تحويلها إلى‬
‫أرصدة نقدية سائلة قبل موعد استحقاقها وذلك عندما تكون هذه المصارف بحاجة إلى‬
‫سيولة لتغطي بها أوجه نشاطها االئتماني واالستثماري‪ ،‬ولما كان معدل الخصم من وجهة‬
‫نظر المصارف عبارة عن كلفة تتحملها لقاء خصمها لألوراق المالية‪ ،‬فإن زيادة هذا‬
‫المعدل من قبل المصرف المركزي يعني زيادة كلفة الحصول على تلك األرصدة السائلة‪.‬‬

‫مما سبق يمكن اإلستنتاج بوجود عالقة عكسية بين معدل الخصم من جهة‬
‫وعرض النقد من جهة أخرى حيث أن(‪:)3‬‬

‫ارتفاع معدل الخصم يؤدي إلى رفع كلفة اقراض المصارف التجارية من المصرف‬
‫المركزي مما يعني انخفاض حجم االئتمان نتيجة انخفاض حجم االحتياطي النقدي لدى‬
‫هذه المصارف األمر الذي يؤدي في نهاية األمر إلى انخفاض عرض النقود‪ ،‬ويمكن‬
‫القول إن آلية سعر الخصم تتضمن جانبان (‪:)4‬‬

‫‪ :1‬االحتياطات الحري=االحتياطات العاملة‪ -‬إعادة الحسم واالقتراض المباشر من المصرف المركزي‪.‬‬


‫االحتياطات العاملة= االحتياطات األولية‪ -‬االحتياطات القانونية‬
‫االحتياطات األولية وهي تتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬النقدية في الصندوق‪.‬‬
‫‪ ‬االحتياطات القانونية المحتفظ بھا لدى المصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ ‬األرصدة المحتفظة بھا لدى المصارف والتي ال يحتسب عليھا أي فائدة‬
‫‪ :2‬أسامة كامل‪،‬عبد الغني حامد‪،‬النقود والبنوك‪،‬مؤسسة لورد الجامعية‪،‬البحرين‪،1002،‬ص(‪.)132‬‬
‫‪ :3‬الدوري‪،‬زكريا)‪(،‬السامري‪،‬يسري)البنوك والسياسة النقدية‪،‬القاهرة‪،1002،‬ص (‪.)272‬‬
‫‪ :4‬حساني‪،‬عبد الرزاق‪،‬محاضرات في مادي اقتصاد مالي ونقدي‪،‬لطالب الماجستير بعنوان مفهوم النقد‪،‬قسم أسواق‬
‫مالية‪،‬جامعة‪،‬دمشق‪،1020،‬ص(‪. )12‬‬

‫ـ ‪ 42‬ـ‬
‫الجانب األول سعري‪ :‬وهو يمثل الفائدة التي تدفعها المصارف أو المؤسسات المالية لقاء‬
‫اقتراضها من المصرف المركزي‪.‬‬

‫الجانب الثاني غير سعري‪ :‬وهو يمثل الحدود أو السقوف للمبالغ التي تستطيع‬
‫المصارف أن تقترضها من المصرف المركزي‪.‬‬

‫وقد يلجأ المصرف المركزي إلى سياسة تعدد أسعار الخصم ليمارس دو اًر أكثر‬
‫فاعلية في توزيع االئتمان على القطاعات واألنشطة االقتصادية حيث يتم وضع أسعار‬
‫تفضيلية لبعضها دون األخر‪ ،‬وتتوقف فعالية آلية الخصم في التأثير على عرض النقد‬
‫على مجموعة من العوامل نذكرها باختصار(‪:)1‬‬

‫أ ‪ -‬مدى اعتماد المصارف التجارية على المصرف المركزي كمصدر لمواردها‬


‫النقدية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مستوى النشاط االقتصادي السائد أثناء تغيير معدل الخصم‪.‬‬
‫ت ‪ -‬مدى اتساع السوق النقدية وخاصة سوق الخصم‪.‬‬
‫ث ‪ -‬مدى أهمية سعر الفائدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عمليات السوق المفتوحة‪:‬‬

‫وهي عبارة عن قيام المصرف المركزي بشراء أو بيع السندات من السوق الحرة وهي‬
‫(‪:)2‬‬
‫إما‬

‫عمليات حركية‪ :‬والهدف منها تغيير مستوى االحتياطات لدى المصارف أو حجم العملة‬
‫في التداول ومن ثم يتغير حجم القاعدة النقدية‪.‬‬
‫أو عمليات دفاعية‪ :‬ويقصد بها عمليات السوق المفتوحة التي يقوم بها المصرف المركزي‬
‫إللغاء اآلثار على القاعدة النقدية الناجمة عن العوامل األخرى مثل تغيرات الودائع التي‬
‫تقوم بها الخزانة العامة لدى المصرف أو الثغرات في الرصيد الصافي لعمليات المقاصة‪.‬‬

‫‪ :1‬عوض هللا‪،‬زينب حسن‪،‬اقتصاديات النقود والمال‪،1002،‬االسكندرية‪،‬ص (‪)233‬‬


‫‪ :2‬أبو الفتوح الناقة‪،‬أحمد‪،‬نظرية النقود والبنوك والمؤسسات المالية‪،‬الجزائر‪،1009،‬ص(‪.)211‬‬

‫ـ ‪ 43‬ـ‬
‫فإذا أراد المصرف المركزي أن يزيد من كمية وسائل الدفع الموجودة في التداول‪ ،‬يقوم‬
‫بشراء السندات ويدفع ثمنها لبائعيها من البنوك التجارية أو األفراد والمشروعات التي‬
‫تحتفظ بحساباتها لدى المصارف التجارية‪ ،‬ويحدث العكس اذا أراد المصرف المركزي‬
‫إحداث تقليص في تسليفات المصارف التجارية‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفيض نسبة أموالها‬
‫الجاهزة‪ ،‬فإذا أوشكت هذه النسبة أن تنخفض دون النسبة القانونية أو النسبة الدنيا التي‬
‫تعتقد المصارف بأنه من الضروري الحفاظ عليها‪ ،‬فإن ذلك يدفع هذه المصارف إلى‬
‫تقليص قروضها‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليص ثاني للكتلة النقدية‪.‬‬

‫مما سبق نجد أن فعالية عمليات السوق النقدية المفتوحة تتوقف على مجموعة من‬
‫العوامل أهمها (‪:)1‬‬

‫‪ ‬وجود سوق نقدية متطورة‪.‬‬


‫‪ ‬أن تشكل الودائع نسبة عالية من الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المصارف التجارية معتادة على االحتفاظ بنسبة من األموال الجاهزة قريبة‬
‫من النسب الدنيا القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود مصدر خارجي تلجأ إليه المصارف لتعويض االنخفاض في قيمة‬
‫ودائعها المسحوبة‪.‬‬

‫‪ :1‬حساني‪،‬عبد الرزاق‪،‬رسالة ماجستير‪،‬مرجع سابق‪،‬ص(‪)97‬‬

‫ـ ‪ 44‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األدوات الكيفية للسياسة النقدية‪:‬‬

‫يمكن للمصرف المركزي أن يستخدم أدوات كيفية أو نوعية للتأثير على اتجاه‬
‫االئتمان وليس حجمه الكلي‪ ،‬وهذه األدوات كثيرة يمكن أن نلخصها في أداتين هما‪:‬‬
‫سياسة تأطير القرض والسياسة االنتقائية للقرض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سياسة تأطير القروض‪:‬‬

‫تأطير القروض هو في الواقع السياسة األكثر سهولة في التطبيق و المراقبة حيث‬


‫أن مبلغ القروض الذي يمنحه بنك معين يعرف بسهولة‪ ،‬وتؤدي سياسة تأطير القروض‬
‫إلى منافسة ما بين األفراد من أجل الحصول على قروض وحدوث ارتفاع في سعر‬
‫القروض أي معدل الفائدة (‪.)1‬‬

‫إال أن هذا النظام قد تواجهه بعض المشاكل في حاالت عدم استقرار أو تغير‬
‫العالقة بين العرض النقدي والتضخم أو الناتج االسمي‪ ،‬وحدوث ضعف في تحكم‬
‫السلطات النقدية في المتغير النقدي المستهدف (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬السياسة االنتقائية للقروض‪:‬‬

‫يقوم المصرف المركزي باستخدام أدوات انتقائية للتحكم في القروض الموزعة من‬
‫طرف البنوك وهي‪:‬‬

‫‪ )0‬تسديد خزينة الدولة لجزء من فوائد القوروض المتعلقوة بالتصودير أو بالسوكن أو الز ارعوة‬
‫أو الصناعة أو المهن الحرفية‪ ،‬والجزء الوذي تأخوذه الخزينوة علوى عاتقهوا يغطوي الفوارق‬
‫بين معدل الفائدة على القرض وكلفة الموارد التي تمول القرض وقد يأخذ شكل اإلعانة‬
‫المباشرة من طرف الدولة‪.‬‬

‫‪ :1‬أبو الفتوح الناقة‪،‬أحمد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص (‪.)201‬‬


‫‪2‬‬
‫‪: MISKIN، M، S، INTERNATIONAL EXPERIENCES WITH DIFFERENT MONETARY POLICY‬‬
‫‪REGIMES،NBER WORKING PAPER، 1999، P(44).‬‬

‫ـ ‪ 45‬ـ‬
‫‪ )2‬يشووجع المصوورف المركووزي بعووض األنشووطة و يقوووم بإعووادة خصووم الكمبيوواالت الخاصووة‬
‫بهذه األنشطة مثل قروض الصادرات حتى بعد تجاوز السقف المحدد‪.‬‬

‫‪ )2‬تقووم السوولطات النقديووة بتخفووي ض أسووعار الفائوودة علووى التمووويالت المقدمووة فووي المجوواالت‬
‫التي تريد الدولة تشجيعها بهدف تخفيض تكاليف إنتاج معين‪ ،‬وتخفويض أسوعار الفائودة‬
‫على القروض المقدمة لتمويل عمليات التصدير(‪.)1‬‬

‫‪ )2‬وضع قيود على االئتموان االسوتهالكي‪ :‬يسوتخدم هوذا التقييود للتقليول مون معودل التضوخم‬
‫فووي االقتصوواد وكووبح الطلووب علووى البضووائع المسووتوردة‪ ،‬طبقووت هووذه األداة فووي الواليووات‬
‫المتح وودة األمريكي ووة ع ووام (‪ )0920‬وكان ووت الس وولع المقص ووودة ه ووي الس وويارات‪ ،‬ال وودراجات‬
‫النارية‪ ،‬الطائرات‪ ،‬الزوارق‪ ......... ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪ )2‬اشتراط المصرف المركزي الحصول على موافقته في منح القروض عندما تتجاوز حودًا‬
‫معيناً‪.‬‬

‫‪ )6‬متطلبات اإليداع المسبق مقابل االستيراد‪ :‬وهي طريقة لتقييد االستيراد خالل فترة‬
‫العجز في ميزان المدفوعات للبلد‪ ،‬وقد أدى هذا األسلوب إلى التأثير على االحتياطات‬
‫النقدية والمقدرة االقراضية للمصارف التجارية إلى الدرجة التي أدت إلى تمويل‬
‫المستوردين بهدف توفير هذه اإليداعات المسبقة‪ ،‬وطبقت هذه األداة في كثير من‬
‫الدول وقد استعملت ألول مرة في بعض بلدان أمريكا الالتينية وأسيا لفترة ما بعد‬
‫الحرب لكنها أظهرت عدم نجاحها في العديد من البلدان خالل السنوات األخيرة‪ ،‬ألن‬
‫تأثيرها كان ظرفياً ومحدوداً (‪.)2‬‬

‫‪ :1‬محمد متولي أحمد الموجي‪،‬سياسة االئتمان المصرفية في مصر ( ‪ ) 1691-1691‬رسالة دكتوراه في االقتصاد‪،‬كلية التجارة‪،‬جامعة‬
‫األزهر‪،‬القاهرة‪،2723،‬ص (‪)291‬‬
‫‪ :2‬حمد فريد مصطفى‪،‬الشھير محمد السيد حسن‪-1000،‬النقود والتوازن االقتصادي‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬ص(‪.)297‬‬

‫ـ ‪ 46‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األدوات األخرى للسياسة النقدية‪:‬‬

‫قد ال تظهر الوسائل الكمية والنوعية نجاحًا كبي اًر في الوصول إلى التأثير المطلوب‬
‫على كمية القروض أو على اتجاهاتها وكيفية توزيعها‪ ،‬لذلك تتخذ السلطات النقدية‬
‫إجراءات أخرى مباشرة كالتدخل في أعمال البنوك التجارية واإلقناع األدبي والمعنوي‪......‬‬
‫الخ‪:‬‬

‫‪ )0‬توجيه نصائح وارشادات مباشرة إلى البنوك والمؤسسات المالية بصفة عامة‪ ،‬وتوضع‬
‫سقوفاً ائتمانية متعلقة بكل قطاع اقتصادي‪.‬‬
‫‪ )2‬تتمتع المصارف المركزية العريقة بهيبة كبيرة في النظام المصرفي للدولة مما يؤهلها‬
‫أن تقوم بالتأثير على البنوك التجارية من خالل المقاالت في الصحف والمجالت‪،‬‬
‫وتفضيل سياسات محددة دون غيرها‪.‬‬

‫‪ )2‬يقوم المصرف المركزي بعملية التفتيش المباشر على عمليات البنوك بشكل دوري‬

‫)شهري أو نصف سنوي‪ ،‬أو سنوي) حسب الحاجة لمعرفة مدى تطبيق البنوك‬
‫التعليمات واألوامر وفق السياسة االئتمانية‪.‬‬

‫‪ )2‬يستعمل المصرف المركزي لتسيير شؤون النقد التشاور مع البنوك التجارية وخاصة‬
‫عند صياغة السياسة االقراضية أو االئتمانية للجهاز المصرفي(‪.)1‬‬

‫نستطيع القول بأن أدوات السياسة النقدية هذه كانت فعالة وكانت تجني ثمارها في‬
‫الماضي حيث كانت النقود الورقية هي النقود الوحيدة القانونية السائدة في التداول‪ ،‬ولكن‬
‫مع التطور التكنولوجي الهائل ظهرت وسائل الدفع المصرفي االلكترونية كنتيجة حتمية‬
‫لذلك التطور‪ ،‬والتي يمكن أن تؤثر على حجم الكتلة النقدية ودور السلطات النقدية في‬
‫ضبطها‪.‬‬

‫‪ :1‬أمين رفعت المحجوب‪،‬محاضرات في النقود واالقتصاد‪،‬دار النھضة العربية‪،‬مصر ( ‪)2773‬ص ( ‪.)277‬‬

‫ـ ‪ 47‬ـ‬
‫خاتمة الفصل األول‪:‬‬

‫لقد شهدت الساحة المصرفية العالمية نهاية القرن العشرين متغيرات كبرى شكلت‬
‫مالمحها بداية عصر جديد بهدف خلق نظام عالمي جديد قائم على الطفرة الهائلة في‬
‫مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬كان لها بالغ األثر على أداء المنظومة‬
‫المصرفية نذكر أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬اتفاقي ووات تحري وور التج ووارة العالمي ووة م ووع التركي ووز عل ووى تحري وور تج ووارة الخ وودمات‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ ‬تسارع في حركة رؤس األموال المحلية واألجنبية لألستثمار وبشكل خواص فوي‬
‫القطاع المصرفي كأحد مفرزات العولمة المالية‪.‬‬

‫‪ ‬المنافسة الكبيورة بوين الشوركات والمؤسسوات المصورفية الكبورى واالتجواه لتشوكيل‬


‫كيانات مصرفية عمالقة‪.‬‬

‫‪ ‬تزايد أهمية المعلومات وارتفاع قيمتها لتبدو الوسيلة الفعالة التي غيرت خريطوة‬
‫العالم العلمية وقلبت الموازين فيها‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة هيكلة صوناعة الخودمات المصورفية نتيجوة توأثر القطواع المصورفي بشوكل‬
‫كبيرة بالتقدم الهائل في مجال االعالم واالتصاالت‪.‬‬

‫أمام هذه المتغيرات وجب على منظومة العمل المصرفي القيام بإحداث تغيرات‬
‫جذرية في أساليب عملها وتعديل استراتيجيتها التقليدية بمايتناسب والتغيرات التكنولوجية‬
‫المتسارعة و تأهيل المورد البشري‪ ،‬كل ذلك لتأسيس تنمية شاملة و متكاملة لصناعة‬
‫الخدمات المصرفية باعتبارها من أكثر الصناعات تفاعأل مع المنظومة االقتصادية‪ ،‬وقد‬
‫برزت مفاهيم جديدة تندرج ضمن ما يعرف باالقتصاد الرقمي‪ ،‬االقتصاد الجديد‪ ،‬ولعل‬
‫أبرزها مفهوم العمل المصرفي االلكتروني الذي يشمل في مضمونه فتح قنوات اتصالية‬
‫جديدة بين البنوك ومتعامليها‪ ،‬وأداء الخدمات المالية إلكترونياً بما يضمن أعلى درجات‬
‫الدقة واتاحة الفورية في تنفيذ التعامالت‪.‬‬

‫ـ ‪ 48‬ـ‬
‫الفصل الثاني‬

‫منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫العوامل المؤدية إلى تطور نظم الدفع االلكترونية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫مزايا ومخاطر نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني وقنوات استخدامها‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫ماهية بطاقات الدفع المصرفية االلكترونية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫قنوات استخدام بطاقات الدفع المصرفية االلكترونية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫أهم الشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫مقومات نجاح منظومة الدفع المصرفي االلكترونية‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫البنية التحتية التقنية والتشريعية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫مقومات أمنية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫مقومات اقتصادية اجتماعية ثقافية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫ـ ‪ 49‬ـ‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تسارعت وتيرة العمل المصرفي في السنوات األخيرة شأنها في ذلك شأن معظم‬
‫القطاعات االقتصادية األخرى المرتبطة بشكل أو بآخر بالتقدم التكنولوجي وبسرعة تبادل‬
‫المعلومات‪ ،‬فلم يعد من السهل رسم الحدود الداخلية والدولية لتطور العمل المصرفي‪ ،‬إذ‬
‫أصبحت تجارب التطور والنجاح سهلة النقل والتطبيق بين دولة وأخرى‪ ،‬بحقيقة أن ألو‬
‫(‪( )E‬عنصر التكنولوجيا و االلكترون) ليست حك ًار على دولة بعينها بقدر ما هي واسطة‬
‫لنقل التطور والمعلوماتية على كافة أنحاء الشبكة العنكبوتية (اإلنترنت)‪.‬‬

‫إن هذه االستخدامات التكنولوجية واالبتكارات المصرفية إذا ما تجسدت معها أفكار‬
‫و أراء تسويقية سوف تدفع بالعمل المصرفي إلى أعلى مستوياته الذي يتجلى بمصطلح‬
‫منظومة الدفع المصرفي االلكتروني (‪ ،)E- BANKING‬انطالقا من التقديم السابق‬
‫تضمن المبحث األول ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬في حين تحدثنا‬
‫في المبحث الثاني عن التطبيق العملي لمنظومة الدفع المصرفي وقنواتها استخدامها‪،‬‬
‫ولنجاح هذه المنظومة البد من توفر مجموعة من المقومات التقنية والتشريعية وهذا‬
‫ماتضمنه المبحث الثالث‪.‬‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬
‫المبحث األول‬

‫ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫االلكتروني‬

‫يمكن تعريف المصرف بنشاطه التقليدي بأنه "مؤسسة مالية تستقبل الودائع وتمنح‬
‫القروض وتسهل عمليات السحب واإليداع للمتعاملين‪ ،‬وتمول عمليات التجارة الداخلية‬
‫و الخارجية‪ ،‬وتتعامل مع مؤسسات الوساطة المالية والمضاربين في البورصة وتقدم‬
‫خدمات مصرفية ومالية متنوعة للعمالء(‪.)1‬‬

‫وقد كان القطاع المصرفي السباق الستغالل التطورات التكنولوجية والمعلوماتية‪ ،‬من‬
‫أجل تحديث نظام الدفع الذي كان بأمس الحاجة إلى ذلك‪ ،‬ونتج هذه العملية خلق وسائل‬
‫دفع بآلية جديدة أال وهي وسائل الدفع االلكترونية التي تمثل الصورة االلكترونية لوسائل‬
‫الدفع التقليدية‪ ،‬ولكن الفرق بينهما أن هذه الوسائل االلكترونية تسير فيها كل العمليات‬
‫دون وجود للقطع النقدية المعدنية أو الورقية‪ ،‬يضاف إلى ذلك بأن األنشطة التقليدية‬
‫للمصارف (إيداع‪ ،‬إقراض‪.........‬الخ) لم تعد قادرة على سد احتياجات الصفقات الكبرى‬
‫السريعة والتنافسية (عمليات التجارة اإللكترونية)‪ ،‬أصبح النظام المصرفي‪ ،‬والحال هذه في‬
‫قلب الثورة التكنولوجية المعولمة ‪ -‬آخذًا تسمية ال‪ "E-Banking"-‬بكل وضوح فما‬
‫ماهية نشاط هذه التقنية؟ وماهي مخاطرها؟ وما هي السبل الكفيلة بالحد من هذه‬
‫المخاطر؟‬

‫‪ : 1‬شرف كمال‪،‬أبو عراج هشام‪،‬النقود والمصارف‪،‬جامعة دمشق‪ ،)2773(،‬ص (‪. )292‬‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫تنوعت طرق دفع قيم الخدمات والمنتجات التجارية تبعًا لتطور المفاهيم االقتصادية‪،‬‬
‫وتبعاً للتقنيات المتوفرة‪ ،‬فقد كان دفع قيمة سلعة أو منتج يجري قديماً بوجود البائع‬
‫والشاري في مكان واحد‪ ،‬ثم دفع قيمة السلعة بمبادلتها بسلعة أخرى على مبدأ المقايضة‪،‬‬
‫ثم ظهر مفهوم البدل النقدي الذي يعطي بموجبه شاري السلعة لبائعها مبلغاً من المال‬
‫ال لقيمة السلعة‪ ،‬وكان آخرها الطرق التي نتجت عن التقنيات التي أحدثتها الثورة‬
‫معاد ً‬
‫المعلوماتية وأهمها طريقة الدفع اإللكتروني‪ ،‬التي أدت إلى إحداث نقلة نوعية في مفاهيم‬
‫اإلدارة اإللكترونية والتجارة اإللكترونية‪ ،‬ووصفت بأنها تشكل منعطفاً كبي اًر في جميع‬
‫المجاالت اإلدارية‪ ،‬االقتصادية منها واإلنتاجية لتقديم أفضل الخدمات قياسًا بما تقدمه‬
‫أساليب التبادل التجاري التقليدية‪ ،‬وتقديم الخدمات المصرفية المتطورة مما أحدث تغيي اًر‬
‫جذرياً فى أنماط العمل المصرفى على النحو الذى بات يهدد الشكل التقليدى للمصارف‪،‬‬
‫فما هي منظومة الدفع المصرفي االلكتروني؟‬

‫أوال‪ :‬نشأة منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫يعود نشأة منظومة الدفع االلكتروني إلى بداية الثمانينات تزامنًا مع ظهور النقد‬
‫االلكتروني بما أطلق عليه اصطالحًا باللغة الفرنسية )‪( )monétique‬بمعنى تزاوج النقد‬
‫باإللكترونيك)‪ ،‬أما استخدام البطاقات كان عام (‪)0922‬عندما أصدرت شركة‬
‫(‪ )American express‬بطاقات بالستيكية‪ ،‬والحقًا أنجزت شركة (‪)Netscape‬‬
‫األمريكية برنامجاً يسمح بدخول مواقع الويب )‪ )Internet-browser‬فأصبحت تقنية‬
‫الصيرفة عبر الخطوط الحقيقية ممكنة وظهر أول بنك افتراضي في أمريكا ( ‪Security‬‬
‫‪ )first national Bank‬في عام (‪ ،)1( )0992‬ويمكن التمييز بين نوعين من البنوك‬
‫كالهما يستخدم تقنية الدفع المصرفي االلكتروني (‪:)2‬‬

‫‪ : 1‬تطار‪،‬محمد منصف‪،‬النظام المصرفي الجزائري و الصيرفة االلكترونية‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪،1003،‬ص(‪.)270‬‬


‫‪ : 2‬مغاوري‪،‬شبلي‪،‬البنك المحمول والنقود اإللكترونية الدار الجامعية االسكندرية‪،1002،‬ص(‪.)123‬‬

‫ـ ‪ 52‬ـ‬
‫‪- 0‬البنوك االفتراضية (بنوك إنترنت)‪ :‬وتوفر على نفسها مصاريف العقارات‬
‫والمستخدمين‪ ،‬ورغم حداثة نظامها تحقق أرباحاً تعادل ستة أضعاف أرباح البنوك‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪- 2‬البنوك األرضية‪ :‬وهي البنوك التي تمارس الخدمات المصرفية التقليدية باإلضافة إلى‬
‫صيغة خدمات الدفع المصرفي االلكتروني ‪.‬‬
‫ويعود انتشار تقنية الدفع المصرفي االلكتروني إلى عاملين أساسيين هما (‪:)1‬‬

‫‪ ‬تنامي أهمية ودور الوساطة بفعل تزايد حركية التدفقات النقدية والمالية إما في‬
‫مجال التجارة الدولية أو في مجال االستثمار الناتجة عن عولمة األسواق‪.‬‬

‫‪ ‬تطور المنظومة اإلعالمية لالتصال التكنولوجي أو ما يعرف بالصدمة‬


‫التكنولوجية والتي كانت في كثير من األحيان استجابة للعامل األول‪.‬‬

‫و بغض النظر عن اختالف التسميات‪ ،‬هناك اتفاق على أن جميع هذه التسميات‬
‫تشير إلي قيام العميل بإدارة حساباته أو انجاز أعماله المتصلة بالبنك عبر شبكة اإلنترنت‬
‫سواء كان في المنزل أو المكتب وفي أي مكان أو أي وقت يرغبه ويعبر عنها (بالخدمات‬
‫المالية عن بعد)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منظومة الدفع االلكتروني كأحد االتجاهات الحديثة للعمل المصرفي‪:‬‬

‫يشير مصطلح منظومة الدفع المصرفي االلكتروني (‪ )E-Banking‬إلى تقديم‬


‫الخدمات والمنتجات المصرفية التقليدية والجديدة مباشرة إلى العمالء من خالل قنوات‬
‫االتصال التفاعلية اإللكترونية (الحاسب الشخصي)‪ ،)PC‬الصرافات اآللي (‪،)ATM‬‬
‫الهاتف أو الوسائط الالسلكية (‪ ،Wireless‬اإلنترنت ‪....Internet‬الخ)‪ ،‬ويقصد‬
‫بمصطلح المنتجات والخدمات المصرفية في هذا اإلطار‪ :‬قيام المصارف بقبول الودائع‬
‫وتقديم القروض واجراء عمليات المقاصة للمدفوعات باستخدام الوسائط واألدوات‬
‫اإللكترونية اعتمادًا على تطورات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت (‪.)2‬‬

‫‪ : 1‬الجنيھي‪(،‬منير‪ ،‬ممدوح)‪،‬البنوك االلكترونية‪،‬دار الفكر االسكندرية‪،1003،‬ص(‪.)23‬‬


‫‪ : 2‬علي اليوسف‪،‬عبد الرزاق القاسم‪،‬نظم المعلومات المصرفية‪،‬كلية االقتصاد‪،‬جامعة دمشق‪،1007،‬ص (‪.)202-200‬‬

‫ـ ‪ 53‬ـ‬
‫حيث أدى النمو المتسارع لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى ظهور متغيرات‬
‫جوهرية في العالم‪ ،‬واعتمد هذا النمو بشكله األساسي على الوسائط اإللكترونية الحديثة‪،‬‬
‫وأهمها خطوط االتصاالت وشبكة اإلنترنت‪ ،‬التي تساهم في تنفيذ العمليات المالية‬
‫والمصرفية بسرعة أكثر وكلفة أقل‪ ،‬فقد دلت اإلحصاءات على أن كلفة العملية المصرفية‬
‫التي يجريها المصرف يدويًا تبلغ (‪ )0002‬دوال اًر مقابل (‪ )22‬سنتًا إذا تمت يدويًا عبر‬
‫الهاتف العادي‪ ،‬لتنخفض إلى (‪ )22‬سنتًا عبر الصراف اآللي )‪ )ATM‬بالمقارنة مع‬
‫سنتين عبر اإلنترنت المصرفي (‪.)1( )Internet Banking‬‬

‫ثالثا‪ :‬مهام منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫إن عملية ربط المصارف ببعضها البعض في محيط العمل المصرفي سواء كانت‬
‫في مهام إدارية أو مالية‪ ،‬تتم بفضل تكنولوجيا الكترونية مكنت من المركزية اإلدارة‬
‫المصرفية التي تتيح للعميل التعرف على مستحقاته من أي فرع مصرفي مرتبط بتلك‬
‫الشبكة االلكترونية وذلك بإستخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف‪ ،‬هذا و تتعدد مهام منظومة‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني في ضوء اإلمكانيات التقنية والمادية المتوفرة ضمن النظام‬
‫المصرفي ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ - 2‬التحويل االلكتروني لألموال‪ :‬تتولى منظومة الدفع المصرفي عن طريق شبكة‬


‫المعلومات الدولية التسوية الفورية لألموال عبر حساباتها الجارية في المصارف‬
‫المركزية بواسطة التداول االلكتروني لمجموعة من القيود المحاسبية التي تتم بين‬
‫الدائن والمدين في مختلف المصارف‪.‬‬
‫‪ - 1‬خدمة البطاقات‪ :‬تقدم تقنية الدفع المصرفي االلكتروني خدمات متميزة للزبائن ذوي‬
‫المستوى المرموق مثل خدمات سامبا الماسية والذهبية‪ ،‬ومن هذه البطاقات بطاقة‬
‫سوني التي تمكن العميل من استخدامها في أكثر من (‪ )20‬مليون مكان في العالم‪،‬‬
‫وتشتمل على خدمات مجانية على مدار الساعة برقم خاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:GKoutzinis Apostolos,Intrnet‬‬ ‫‪Banking‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪law‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪Europ,Cambridge‬‬ ‫‪University‬‬
‫‪Press,UK,2006,P7.‬‬

‫ـ ‪ 54‬ـ‬
‫‪ - 2‬النظام المصرفي المباشر مع الزبون‪ :‬بدأت مجموعة من المصارف العالمية الكبرى‬
‫في تطبيق نظم الدفع المصرفي المباشر مع الزبائن من خالل الحاسب اآللي المتواجد‬
‫في المنزل أو المكتب حيث تمكن الزبون القيام بالعمليات الروتينية مثل تحويل األموال‬
‫من حساب إلى أخر‪.‬‬
‫‪ - 3‬الهاتف المنزلي‪ :‬أنشئت هذه الخدمة مع تطور الخدمات المصرفية في العالم وتؤدي‬
‫إلى تفادي طوابير الزبائن وتستمر (‪ )22‬ساعة يوميًا (‪.)1‬‬
‫‪ - 5‬المقاصة االلكترونية‪ :‬هذا النظام يختص بالمعالجة اآللية لوسائل الدفع العام‬
‫(صكوك‪ ،‬تحويل‪ ،‬اقتطاع‪ ،‬عمليات الدفع والسحب بالبطاقات المصرفية) وقد تأسست‬
‫عام (‪ )0960‬و من خاللها يتم نقل وتحويل مبالغ مالية من حساب إلى حساب بطرق‬
‫الكترونية أمنة دون تأخير (‪.)2‬‬

‫ويتمتع نظام المقاصة االلكترونية بعدة فوائد منها (‪:)3‬‬

‫‪ ‬طرق متعددة للتعامل مع الشيكات المصرفية الكترونياً‪.‬‬


‫‪ ‬تخفيض عمليات النصب واالحتيال‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة أكبر في تتبع الشيكات واعادة طباعة الكشوف حيث أن جميع الشيكات‬
‫محفوظة الكترونياً‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين ادارة رأس المال وأصول وموجودات المصرف‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول أن المقاصة االلكترونية تمكن المصارف من التبادل‬


‫االلكتروني للقيم المراد تعويضها فيما بينها عبر شبكة االتصاالت وفي هذا االطار تلعب‬
‫شهادة التوقيع االلكتروني دور الضامن لسالمة المعطيات الخاصة بالقيم المراد تعويضها‬
‫و التي تمر عبر شبكة اإلتصاالت‪.‬‬

‫‪ : 1‬ابراهيم الشرقاوي‪،‬محمود أحمد‪،‬مفھوم األعمال المصرفية االلكترونية وأهم تطبيقاتھا‪،‬مؤتمر األعمال المصرفية بين الشريعة‬
‫والقانون المجلد األول‪،‬ايار‪،1002‬ص(‪.)11‬‬
‫‪ : 2‬شيشة‪،‬نوال‪،‬زنيني‪،‬فريدة‪،‬المقالة االلكترونية وتجارب الدول المغاربية‪،‬المركز الجامعي الجزائري‪،1002،‬ص(‪.)13‬‬
‫‪ : 3‬قابوسة‪،‬علي‪،‬المصارف االلكترونية الفرص والتحديات‪،‬جامعة الوادي‪،‬الجزائر‪،1020،‬ص(‪.)223‬‬

‫ـ ‪ 55‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤدية إلى تطور نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫عممت األتمتة (‪ )Automation‬في المصارف أوائل التسعينات عندما بدأت‬ ‫ّ‬


‫تحديات التكنولوجيا الحديثة تطرق باب السوق المالي والمصرفي وتؤثر في عادات‬
‫الناس‪ ،‬ومع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬باشر هذا القطاع االنتقال من نظام دفع ورقي تقليدي‬
‫إلى نظام دفع إلكتروني ال ورقي )‪ ،)paperless‬بحيث أصبحت العمليات المصرفية‬
‫التي تنفذ من خالل الوسائط اإللكترونية واحدة من أهم ركائز األعمال في العالم (‪.)1‬‬

‫ومن أهم العوامل التي أدت إلى تطور نظم الدفع المصرفي وتحولها من الشكل‬
‫التقليدي إلى أشكال أخرى تؤدي نفس الوظيفة لكن بطرق مختلفة أكثر تطو اًر ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تراجع فعالية وسائل الدفع التقليدية‪:‬‬

‫إن اإلحساس باألمان الذي ولدته وسائل الدفع التقليدية أصبح بمرور الوقت مكلف‬
‫جداً‪ ،‬نظ اًر للمشاكل الكثيرة التي اقترنت بهذه الوسائل منها (انعدام األمن والمالئمة‪ ،‬عدم‬
‫إجراء المدفوعات في الوقت الحقيقي‪ ،‬ارتفاع تكلفة المدفوعات)‪ ،‬إال ظهور وسائل الدفع‬
‫الحديثة االلكترونية قضى على الكثير من هذه المشاكل وبشكل خاص تلك المشاكل‬
‫الناتجة عن حمل النقود‪ ،‬كالسرقة والضياع وثقل حملها إن كانت بمبالغ كبيرة‪ ،‬فأصبحت‬
‫بذلك بديلة عن النقود‪ ،‬وبالتالي سهلت الكثير من العمليات خاصة التجارية منها (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬استخدام شبكة اإلنترنت في المجال المصرفي‪:‬‬

‫تلعب شبكة االنترنت دو ًار كبي ًار في عالم االتصاالت في ظل القرية العالمية‬
‫الجديدة‪ ،‬و من المزايا الهامة التي أبرزتها هذه الشبكة بدورها‪ ،‬هي التجارة االلكترونية‪،‬‬
‫كمستوى كبير من مستويات الخدمات التي تحتويها هذه الشبكة‪ ،‬حيث يستطيع العميل من‬
‫خاللها مراجعة حساباته وفحصها وتسديد الفواتير الخاصة به في أي وقت ودون التقييد‬

‫‪1‬‬
‫‪: Khoury Elie,E-Banking Era, PhD Thesis, New port University,Beirut 2003,p1(Not published).‬‬
‫‪ : 2‬حماد عبد العال‪،‬طارق‪،‬التجاري االلكترونية الدار الجامعية اإلسكندرية‪،1007،‬ص(‪.)232-233‬‬

‫ـ ‪ 56‬ـ‬
‫بمواعيد العمل الرسمي لموظفي البنوك‪ ،‬فأصبحت هناك ضرورة ملحة لتطبيق تقنيات‬
‫الدفع الحديثة في المصارف من أجل (‪:)1‬‬

‫‪ )0‬التعامل بكفاءة مع النمو الهائل و المتسارع لعدد حسابات العمالء بالبنوك‪.‬‬


‫‪ )2‬تخفيض التكلفة الحقيقية لعمليات المدفوعات‪ ،‬فقد ازداد حجم استخدام الشيكات‬
‫كأداة للدفع زيادة ضخمة عقب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتقلص استخدام النقود إلى حد‬
‫ما‪ ،‬وقد شكك الكثير من المصرفيين في مدى قدرة البنوك على التعامل مع هذا الكم‬
‫الهائل من الشيكات وما يصاحبها من كم هائل أيضاً من المعامالت الورقية‪.‬‬
‫‪ )2‬ضرورة تحرير العمالء من قيود المكان والزمان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التوجه نحو التجارة اإللكترونية‪:‬‬

‫هناك عالقة وطيدة بين تطور التجارة اإللكترونية (‪ )E-Commerce‬وتطور‬


‫أنظمة الدفع اإللكتروني (‪ ،)E-payment system‬فال يمكن للتجارة اإللكترونية أن‬
‫تحقق التسارع دون وجود بنية تحتية متينة موحدة و آمنة‪ ،‬تتمثل بمنظومة الدفع المصرفي‬
‫اإللكتروني كأحد المقومات األساسية إلنجاز أعمالها (‪.)2‬‬

‫فإذا كان مستوى التجارة اإللكترونية قوي فإن ذلك يدل ضمناً على تطور منظومة‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬ولكن يمكن أن نجد مستخدمي اإلنترنت يعتمدون على نقد‬
‫إلكتروني (حوامل نقد إلكتروني ) أجنبي تصدره بنوك أجنبية أو فروع لها‪ ،‬بينما ال يتوفر‬
‫لدى المجتمع نقد إلكتروني محلي خاص به أو قد يكون موجود ولكن بمستوى ضعيف‪،‬‬
‫أما في الحالة المعاكسة‪ ،‬وهي وجود نظام نقد إلكتروني محكم ولكن مستوى التجارة‬
‫اإللكترونية ضعيف‪ ،‬فإن ذلك يقتضي إجراء إصالح في موطن الخلل‪ ،‬والذي يرجح أن‬
‫يكون في المنظومة المصرفية‪ ،‬إال أنه يحتمل أن يكون على مستوى البنية التحتية‬

‫‪ : 1‬مدحت‪،‬صادق‪،‬أدوات وتقنيات مصرفية‪،‬دار غريب للطباعة والنشر‪،‬القاهرة‪،1002,‬ص (‪.)171-172‬‬


‫‪2‬‬
‫‪: Wiegand Wolfgan,Legal Aspects of the Bank-Customer Relationship in Electronic Banking,‬‬
‫‪University of Bern,Switzerland,2003,P(163).‬‬

‫ـ ‪ 57‬ـ‬
‫لإلنترنت‪ ،‬أو في سلوك المتعاملين االقتصاديين واألفراد‪ ،‬كنقص الوعي أو الثقة‪ ،‬أو‬
‫بسبب ضعف المنظومة التشريعية (‪.)1‬‬

‫وبشكل عام تتوقف معدالت النمو في التجارة االلكترونية على التوسع الضخم في‬
‫قواعد مستخدمي االنترنت والهواتف الذكية خاصة في األسواق الناشئة مقارنة باألسواق‬
‫العالمية‪ ،‬حيث يشكل ذلك التوسع العنصر الرئيس في تطور وزيادة مبيعات التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وقد بينت االحصاءات العالمية لعام (‪ ،)2()2002‬أن الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ال تزال تتصدر دول العالم في التجارة االلكترونية على الرغم أن مناطق آسيا و‬
‫المحيط الهادئ استحوذت على (‪ )%26‬من أرباح التجارة اإللكترونية العالمية في العام‬
‫(‪ ،)2002‬مع أن هؤالء المشترين يمثلون فقط (‪ )%16,9‬من السكان في هذه المناطق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا ومخاطر نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫تعتبر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني من أهم المنظومات في خضم العديد من‬
‫التحديات التي يفرضها االندماج في االقتصاد العالمي على هذا القطاع االقتصادي الهام‪،‬‬
‫خصوصًا و أن من أبرز مالمح المرحلة الراهنة المنافسة الشديدة المستفيدة من آخر ثمار‬
‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪ ،‬حيث أن القطاع المالي ‪ -‬ضمنيًا المصرفي‪ -‬من أكثر‬
‫القطاعات االقتصادية تعرضاً للمخاطر‪ ،‬السيما المخاطر المستقبلية منها‪ ،‬ومن هنا زاد‬
‫االهتمام بترقية ممارسات ادارة المخاطر لدى البنوك‪.‬‬

‫رغم المزايا الي تتمتع بها منظومة الدفع المصرفي االلكتروني إال أنها تحمل في‬
‫طياتها العديد من المخاطر‪.‬‬

‫‪ : 1‬رحيم حسين‪،‬هواري معراج‪،‬التجاري االلكترونية والنقد االلكترونية ( أزمة الثقة في وسائل الدفع االلكترونية وطرق عالجها)‪،‬ملتقى‬
‫البحث العلمي‪،‬جامعة األغواط‪،‬الجزائر‪،1003،‬ص(‪.)7‬‬
‫‪2: http: //www.emarketer.com/Article/Global-B2C-Ecommerce-Sales-Hit-15-Trillion-This-Year-‬‬
‫‪Driven-by-Growth-Emerging-Markets/1010575 www.thenextweb.com‬‬

‫ـ ‪ 58‬ـ‬
‫أوال‪ :‬مزايا نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫‪- 0‬تنظيم الدفعات بما يكفل االتفاق على تسديد التحويالت المالية وتنظيم عمليات الدفع‬
‫دون أي ريبة في السداد في الموعد المحدد‪.‬‬
‫‪- 4‬السالمة واألمن حيث أزالت المقاصة اآللية والتحويالت المالية اإللكترونية الخوف‬
‫من سرقة الشيكات الورقية والحاجة إلى تناقل األموال السائلة‪.‬‬
‫‪- 3‬تحسين التدفق النقدي من خالل رفع إنجاز التحويالت المالية إلكترونيًا وسرعة تداول‬
‫النقد‪.‬‬
‫‪- 2‬تخفيض األعمال الورقية ويتمثل ذلك في تقليل االعتماد على النماذج الورقية‬
‫والشيكات التقليدية وغيرها من المعامالت الورقية‪.‬‬
‫‪- 2‬توفير المصاريف حيث قللت شبكة نظام المقاصة اآللية من تكاليف إدارة عمليات‬
‫‪.‬‬
‫المقاصة‬
‫‪- 6‬دعم العمالء عبر الشبكة‪ ،‬يعتبر أم اًر مهماً سواء كان لممارسة نشاط البيع عبر‬
‫اإلنترنت أو دعم األنشطة الموجودة خارج الشبكة‪ ،‬فإذا اشترى عميل منتج معين من‬
‫موقعك‪ ،‬أو قام بزيارة موقعك مرة أخرى فهذا يدل على ارتباطه بالموقع‪ ،‬والبد أن يقابله‬
‫ارتباط أخر من جهتك نحو العمالء فال بد من أن تمنحهم الثقة التي يحتاجون إليها‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪- 2‬تحقيق الربحية في األجل الطويل إذ يساهم استخدام البنوك لألنظمة اإللكترونية في‬
‫تحقيق معدالت ربح عالية‪.‬‬
‫‪- 5‬توزيع واسع االنتشار‪ ،‬تقتصر التغطية المصرفية للبنوك التقليدية على نطاق جغرافي‬
‫محدد بينما تتيح األنظمة اإللكترونية تغطية واسعة االنتشار حيث تصل الخدمة‬
‫للعميل في أي مكان (‪.)2‬‬

‫‪ : 1‬خليل متري‪،‬موسى‪"،‬القواعد الناظمة للصيرفة االلكترونية‪،‬الجديد في أعمال المصارف من الوجھتين القانونية واالقتصادية‪،‬مداخلة‬
‫مقدمة إلى المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق‪،‬جامعة بيروت العربية‪،1001،‬ص ‪.)120( :‬‬
‫‪ : 2‬بدري البارودي‪،‬شيرين‪،‬دور اقتصاد المعرفة في تطوير الخدمات االلكترونية (دراسة تحليلية عن البنوك االلكترونية)‪ ،‬مؤتمر‬
‫جامعة الزيتونة األردنية ‪،1003‬ص(‪.)9-2‬‬

‫ـ ‪ 59‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬مخاطر نظم الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫تتباين وتتعدد المخاطر التي ترتبط بمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني ولعل من‬
‫أهم هذه المخاطر ما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬مخاطر إستراتيجية (‪:)Strategic Risks‬‬

‫تنشأ هذه المخاطر عن الخطأ الذي قد تقع فيه اإلدارة العليا نتيجة تبني استراتيجيات‬
‫غير مناسبة لتقديم الخدمات المصرفية وتنفيذها‪ ،‬وذلك في ظل تزايد الطلب عليها من‬
‫جهة واشتداد المنافسة المصرفية بشأنها من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ )4‬مخاطر تشغيلية (‪:)Operating Risks‬‬

‫تنتج هذه المخاطر بصورة رئيسية عن خلل في كفاءة البنية التحتية القائمة أو عن‬
‫عدم مالئمة تصميم األنظمة واإلجراءات الموضوعة‪ ،‬بما يكفل سهولة ارتباطها مع‬
‫األنظمة األخرى للمصرف‪ ،‬والسالمة واألمن للمتعاملين (‪.)1‬‬

‫‪)3‬مخاطر السمعة (‪:)Reputation Risks‬‬

‫تنشأ مخاطر السمعة عند تقديم خدمات ذات كفاءة متدنية أو عند حدوث انتهاكات‬
‫للخصوصية‪ ،‬ولكي تتفادى المصارف المخاطر التي تضر بسمعتها يجب أن تسعى‬
‫لوضع معايير ألنظمة دفعها االلكترونية‪ ،‬وأن تقوم بمراقبة ومراجعة هذه األنشطة‬
‫والخدمات بصورة دورية ومنتظمة‪.‬‬

‫‪ )2‬مخاطر قانونية ( ‪:)Legal Risks‬‬

‫وتقع المخاطر القانونية في حالة انتهاك القوانين والضوابط المقررة من قبل‬


‫السلطات‪ ،‬أو اإلخفاق في توفير السرية المطلوبة لتعامالت العمالء نتيجة االستخدام غير‬
‫السليم للبيانات والمعلومات‪.‬‬

‫‪ : 1‬دهمش‪،‬نعيم‪،‬مخاطر العمليات المصرفية التي تتم من خالل القنوات االلكترونية‪،‬األردن‪،‬آذار‪،1003،‬ص(‪. )22‬‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬
‫‪ )2‬مخاطر مصرفية (‪:)Banking Risks‬‬

‫وتشمل المخاطر المصرفية التقليدية المتمثلة في مخاطر االئتمان‪ ،‬مخاطر السيولة‪،‬‬


‫مخاطر النقد األجنبي ومخاطر السوق‪ ،‬وتتأثر بالتبعات الناشئة عن العمليات وخدمات‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬معايير لجنة بازل الدولية للحد من مخاطر العمل المصرفي االلكتروني‪.‬‬

‫لضمان السرية واألمان في تنفيذ عمليات الدفع المصرفي اإللكتروني‪ ،‬حددت لجنة‬
‫بازل (‪ )II‬الدولية التي أصبحت ملزمة لجميع المصارف في معظم دول العالم‪ ،‬بدءًا من‬
‫كانون الثاني (‪ ،)2002‬المخاطر التشغيلية (‪ ،)Operational Risk‬ومنها المخاطر‬
‫الناتجة عن أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني في تقريرها الصادر في تشرين األول‬
‫(‪ ،)2000‬وتعديله الصادر خالل شهر تموز (‪ ،)2002‬واعتبرت فيها المصرف ملزمًا‬
‫بتأمين جميع وسائل األمان لحماية الوسائط اإللكترونية التي يعتمدها‪ ،‬والمعلومات التي‬
‫يتداولها‪ ،‬وأن يعتمد برامج معلوماتية عالية المواصفات‪.‬‬

‫ومن هذه المبادئ التي على المصرف االلتزام بها‪ ،‬نذكر منها ما يلي (‪:)2‬‬

‫‪- 0‬اتخاذ المقاييس المناسبة للتثبت من هوية وصالحيات العميل الذي يتعامل معه‬
‫من خالل اإلنترنت المصرفي‪.‬‬
‫‪- 4‬أن يعتمد طريقة مثالية للتثبت من صحة وسالمة العمليات التي تكون موضعًا‬
‫للشك بها‪.‬‬
‫‪- 3‬استخدام الوسائل الكفيلة بحماية أنظمة الدفع االلكتروني‪ ،‬حسابات الزبائن‪،‬‬
‫والمعلومات المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ : 1‬جورج نھاد أبو جريش‪،‬خشان يوسف رشوان‪،‬المصرف عبر االنترنت‪،‬تقنية جديدي تثير مشاكل قانونية قديمة جديدي‪،‬مجلة إتحاد‬
‫المصارف‪ -‬العربية‪،‬العدد ( ‪ ) 274‬سبتمبر (‪ )1002‬ص [‪.]22-21‬‬
‫‪ : 2‬السيسي‪ ،‬صالح الدين حسن‪ ،‬قضايا اقتصادية معالري‪ ،‬معايير بازل لكفاية رأس المال والرقابة الفعالة للمخاطر المصرفية‪،1003 ،‬‬
‫ص(‪.)90‬‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬
‫‪- 2‬اعتماد الرقابة المناسبة على األنظمة االلكترونية‪ ،‬وصالحيات الدخول إلى النظام‬
‫المعلوماتي‪ ،‬قاعدة البيانات‪ ،‬والبرامج التطبيقية‪.‬‬
‫‪- 2‬اتخاذ التدابير المناسبة للمحافظة على سرية المعلومات والبيانات المصرفية‪ ،‬والتي‬
‫يجب أن تتناسب مع دقة وحساسية المعلومات المنقولة عبر الوسائط اإللكترونية‪ ،‬ومن‬
‫هذه التدابير نذكر ما يأتي (‪:)1‬‬
‫‪ ‬أن يمنع الدخول إلى المعلومات المتعلقة بحسابات الزبائن والسجالت التابعة‬
‫لها‪ ،‬وسائر المعلومات السرية‪ ،‬إال لألشخاص والجهات الموكول لها القيام‬
‫ببعض المهام الرسمية وبشكل حصري‪.‬‬
‫‪ ‬حماية المعلومات من االطالع غير المسموح عليها أو تعديلها خالل تنقلها‬
‫عبر وسائط االتصاالت‪.‬‬
‫‪ ‬حماية المعلومات من أطراف أخرى عندما يتعاقد المصرف معها‪ ،‬لبعض المهام‬
‫المطلوب تنفيذها بالتعاقد‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة العمليات اإللكترونية التي جرت على المعلومات المصرفية‪ ،‬كالدخول‬
‫إليها‪ ،‬اإلطالع عليها‪ ،‬تعديلها‪ ،‬وذلك من خالل تقرير يومي يسمى ( ‪print log‬‬
‫‪ ،)Report‬للتأكد من صحة هذه العمليات وأنها جرت من قبل أشخاص مصرح‬
‫لهم القيام بهذه العمليات‪.‬‬

‫و خالصة القول إن االرتقاء بأساليب إدارة مخاطر البنوك االلكترونية وفق المعايير‬
‫الدولية الصادرة عن لجنة بازل‪ ،‬يتوقف على مدى قدرة السلطات النقدية على المواءمة‬
‫بين ثقافة الدفع المصرفي االلكتروني الذي يقع تحت إشرافها وبين المخاطر الناجمة عن‬
‫تلك العمليات‪.‬‬

‫‪ : 1‬الدبيسي‪ ،‬وائل‪ ،‬دليل العمليات االلكترونية في القطاع المصرفي (مرجع سابق)‪ ،‬ص(‪)222‬‬

‫ـ ‪ 62‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫أنظمة الدفع االلكتروني وقنوات‬ ‫ــــــــــــــــ‬


‫استخدامها‬

‫تعد مسألة االبداع والمنافسة في مجال تكنولوجيا خدمات الدفع االلكتروني رأس‬
‫مال مصرفي ال يمكن االستغناء عنه في الصناعة المصرفية‪ ،‬اذ يبين منهج العالقة بين‬
‫أنظمة الدفع المصرفي التقليدي‪ ،‬وتقنيات الدفع االلكتروني الحديثة التي تتعامل مع زبائنها‬
‫عن طريق شبكات االنترنت التي تسمح لها بتقديم خدمات ومنتجات جديدة تمتاز بسهولة‬
‫االستخدام وسرعة وصولها إلى إلى الزبائن الكترونياً من خالل قنوات توزيع الكترونية‪ ،‬إن‬
‫ذلك التقارب الرقمي في االتصاالت واعتماد المستهلك على الخدمات االلكترونية قد أدى‬
‫الى خلق وتوحيد الكثير من المنتجات و االبداع في مجال التداول االلكترني للنقد التقليدي‬
‫المتعارف عليه من قبل العديد من المؤسسات والشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬فما هي أنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪ ،‬وماهي قنوات استخدامها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية بطاقات الدفع المصرفية االلكترونية‪:‬‬

‫يطلق بعض الكتاب على بطاقات الدفع المصرفي تسمية النقود اإللكترونية‪ ،‬كما‬
‫يرجح أن تحل هذه النقود ذات يوم محل النقود الورقية والمعدنية‪ ،‬فيقتصر التعامل بها‬
‫فقط لكنها ال تتمتع بقوة إبراء قانونية مثل النقود الورقية‪ ،‬فالتجار ليسوا ملزمين بقبولها‪،‬‬
‫على عكس النقود الورقية التي تتمتع بقوة إبراء غير محدودة‪ ،‬استناداً إلى القوانين المحلية‬
‫في كل دولة(‪.)1‬‬

‫‪ : 1‬النجار‪،‬عبد الھادي‪،‬الجديد في أعمال المصارف من الوجهتين القانونية واالقتصادية‪ ،‬الجزء األول‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية بيروت‬
‫‪،1001‬ص(‪.)12‬‬

‫ـ ‪ 63‬ـ‬
‫فما المقصود ببطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬وما أنواعها‪ ،‬وما هي مزايا‬
‫ومخاطر استخدامها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة تاريخية عن ظهور بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫ظهرت البطاقات المصرفية للمرة األولى في الواليات المتحدة األمريكية حوالي العام‬
‫(‪ )0902‬كبطاقة دفع وذلك عندما أصدرت شركات البترول األمريكية بطاقات معدنية‬
‫لعمالها من أجل شراء ما يحتاجونه من فروع التوزيع التابعة لهذه الشركات ثم تطور‬
‫استعمالها وانفصلت عن الجهة التي تصدرها ما أمكن استخدامها لشراء احتياجات‬
‫متنوعة‪ ،‬إلى أن انتقل إصدارها إلى أيدي المصارف في األربعينيات فحوالي العام‬
‫(‪ )0920‬أصدر بنك ناشيونال بروكلين في نيويورك بطاقة (‪ )Charge Card‬ثم أصدر‬
‫فرنكلين ناشيونال بنك البطاقة الحديثة األولى ( ‪ ،)1( )First Modern Card‬وفي عام‬
‫(‪ )0922‬أصدرت (‪ )American Express‬أول بطاقة بالستيكية لتنتشر على نطاق‬
‫واسع‪ ،‬ثم قامت بعدها ثمانية بنوك بإصدار بطاقة (‪)Bank America Card‬عام‬
‫(‪ )0962‬لتتحول إلى شبكة (‪ )Visa‬العالمية (‪.)2‬‬

‫وبشكل عام يمكن تعريف بطاقة الدفع المصرفي بأنها‪ :‬أداة يعطيها المصرف‬
‫المصدر لشخص يسمى‪ ،‬حامل البطاقة (‪ – )Cardholder‬سواء كان متعامال مع‬
‫المصرف أم ال‪ -‬بناء على عقد بينهما‪ ،‬تمكنه هذه البطاقة من إجراء عدد من العمليات‬
‫المصرفية (وفق ما يتيحه المصرف لمتعامليه)‪ ،‬مثل‪ :‬السحب النقدي من الصرافات‬
‫اآللية‪ ،‬تحويل األموال بين الحسابات المصرفية‪ ،‬تسديد الفواتير‪ ،‬الحصول على كشوف‬
‫حسابات مختصرة أو تفصيلية‪ ،‬شراء السلع والخدمات من التجار الذين ينتسبون إلى‬
‫هذا النظام ويحصلون من المصرف على أجهزة إلكترونية تسمى نقاط البيع ( ‪Point‬‬
‫‪.)3()of Sale‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Auriemmma M & Coley R, Bank Card Business, American Bankers Association, Washington DS,‬‬
‫‪usa,1992,P3.(243).‬‬
‫‪ :2‬عبد المنعم راضي‪،‬فرج عزت‪،‬مرجع سابق‪،‬ص (‪.)21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: Cox, Barbara. and Koelzer. (2004), “Internet Marketing”, Pearson Prentice Hall, Upper Saddle‬‬
‫‪River, New Jersey,p(91).‬‬

‫ـ ‪ 64‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫أدت المنافسة بين المصارف على اختالف أنشطتها في سبيل كسب المزيد من‬
‫العمالء إلى ابتكار أنواع جديدة من بطاقات الدفع المصرفي وبتسميات مختلفة‪ ،‬تتشابه‬
‫بشكلها والخدمات التي يمكن أن تقدمها‪ ،‬ومن أهم أنواع هذه البطاقات‪:‬‬

‫‪ )0‬بطاقة مسبقة الدفع (‪ :)Prepaid Card‬موجهة إلى شرائح مختلفة من الزبائن أو‬
‫المتعاملين وتختلف فيما بينها بأماكن االستخدام و الحسومات التي يمكن للزبون‬
‫الحصول عليها لدى استخدامه لها في أماكن أو متاجر محددة ومنها (بطاقة هدية‪،‬‬
‫بطاقة وقود‪ ،‬بطاقة طالب ‪.....‬الخ)‪.‬‬
‫‪ )4‬بطاقة دفع (‪ :)Debit Card‬وهي بطاقة تمنح لمتعاملي المصرف ممن لديهم‬
‫حسابات جارية ويتم ربط البطاقة مباشرة بالحساب بحيث يتم قيد أية عملية تتم‬
‫باستخدام البطاقة بشكل مباشر على حساب المتعامل‪.‬‬
‫‪ )3‬بطاقة ائتمان (‪ :)Credit Card‬وهي بطاقة تسمح بالحصول على تسهيالت‬
‫ائتمانية من المصرف وبسقف محدد يتبع لمدى مالءة المتعامل أو الضمانات‬
‫المقدمة من قبله للمصرف (‪.)1‬‬

‫ويمكن إيراد تقسيمات عديدة لبطاقات الدفع المصرفي وفقاً لمعايير مختلفة‪ ،‬نذكر‬
‫منها ما يأتي (‪:)2‬‬

‫أ ‪ -‬وفق نوع الحساب المرتبطة به‪( :‬بطاقة ائتمان‪ ،‬بطاقة مسبقة الدفع‪ ،‬بطاقة دفع)‪.‬‬
‫ب ‪-‬وفق التكنولوجيا المستخدمة‪ :‬بطاقات ذات شريط ممغنط ( ‪Magnetic Strip‬‬
‫‪ ،)cards‬بطاقات ذكية (‪.)Chip cards‬‬
‫ت ‪-‬وفق شبكات إصدارها ونطاق استخدمها‪ :‬بطاقات محلية (‪،)Domestic Cards‬‬
‫بطاقات عالمية (‪.)International Cards‬‬

‫‪ :1‬أحمد باتورة‪،‬نواف عبد هللا‪،‬أنواع بطاقات االئتمان و أشهر مصدريها ‪،‬مجلة الدراسات المالية و المصرفية‪،‬األكاديمية العربية للعلوم‬
‫المالية و المصرفية‪،‬المجلد السادس‪،‬العدد الرابع‪،1002،‬ص (‪.)32‬‬
‫‪ :2‬سعودي‪،‬محمد توفيق‪،‬بطاقات االئتمان‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار األمين للطباعة مصر (‪،)1002‬ص (‪.)23‬‬

‫ـ ‪ 65‬ـ‬
‫ثالثا‪ :‬مزايا ومساوئ بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫شأنها في ذلك شأن معظم األدوات و الوسائل التقنية الحديثة‪ ،‬فإن للبطاقات‬
‫المصرفية إيجابيات و سلبيات نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مزايا بطاقات الدفع المصرفي‬

‫إن بطاقات الدفع المصرفي تمنح عدة فوائد و مزايا سواء لحاملها أو للبنك المصدر‬
‫لها أو حتى للتاجر و ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ - 2‬بالنسبة لحامل البطاقة‪ :‬تعطي بطاقات الدفع المصرفي لحاملها العديد من‬
‫المميزات و الخدمات التي يستنفع بها أثناء تعامالته‪ ،‬و أهم هذه المزايا ما يلي‪:‬‬
‫األمان‪ :‬تجنب البطاقة العميل حمل النقود و ما ينتج عن ذلك من مخاطر‬ ‫‪‬‬
‫السرقة أو الضياع‪.‬‬
‫المرونة‪ :‬تكسب حاملها المرونة في الحصول على احتياجاته من سيولة نقدية‬ ‫‪‬‬
‫و سلع و خدمات من مصادر متنوعة في أي مكان من العالم و في أي‬
‫وقت و بأي عملة‪.‬‬
‫مكانة مميزة في المجتمع‪ :‬فالبطاقات تمثل مظه ًار من مظاهر التقدم‪ ،‬لذلك‬ ‫‪‬‬
‫تعطي لحاملها وضع مميز و مكانة اجتماعية و رضاء نفسي و ثقة كبيرة‬
‫في معامالته التي تتم باستخدامها (‪.)1‬‬
‫‪ - 1‬بالنسبة للمصرف المصدر‪:‬‬
‫تعتبر مصد اًر إضافياً للربح من خالل إيرادات هذه البطاقات من رسوم‬ ‫‪‬‬
‫وعموالت‪.‬‬
‫تقليل الضغط على المصارف وبالتالي تخفيض التكاليف الالزمة لتوظيف‬ ‫‪‬‬
‫أعداد كبيرة من الموظفين لتلبية احتياجات المتعاملين‪.‬‬
‫تخفيض تكاليف التعامل بالكاش ونقله من والى فروع المصرف (‪.)2‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :1‬فالح حسن الحسني‪،‬و مؤيد عبد الرحمان‪،‬إداري البنوك‪،‬دار وائل للنشر‪،‬األردن‪،1020،‬ص (‪.)32‬‬
‫‪ :2‬عبد المطلب عبد الحميد‪،‬البنوك الشاملة عملياتها و إدارتها‪،‬الدار الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪،1009،‬ص (‪.)223‬‬

‫ـ ‪ 66‬ـ‬
‫‪- 2‬المميزات التي تقدمها البطاقات للتاجر‪:‬‬
‫زيادة المبيعات‪ :‬من خالل اتساع الشريحة التي تتعامل معه سواء تلك التي‬ ‫‪‬‬
‫تحمل الكاش أو التي تحمل البطاقات المصرفية‪.‬‬
‫تقليل المخاطر‪ :‬فقبول التجار التعامل بالبطاقات يجنبهم تواجد النقود بمبالغ‬ ‫‪‬‬
‫كبيرة في محالتهم ويلغي احتمالية قبول أوراق نقدية مزورة‪ ،‬أو حتى قبول‬
‫الشيكات التي يمكن أن تكون بدون رصيد‪....‬الخ (‪.)1‬‬

‫‪ ‬مساوئ بطاقات الدفع المصرفي‪:‬‬


‫‪ - 2‬بالنسبة لحامل البطاقة‪ :‬نقص الوعي والثقافة المتوفرة لدى الكثير من حملة‬
‫البطاقات لكيفية التعامل بالشكل السليم مع بطاقاتهم المصرفية‪ ،‬مما يعرضهم إلى‬
‫خطر الوقوع بأيدي المحتالين والمزورين طلبًا للمساعدة‪.‬‬
‫‪ - 2‬بالنسبة للبنك المصدر‪ :‬تكنولوجيا جديدة وحاجة إلى تدريب وتأهيل الكوادر‬
‫الموجودة لديه للتمكن من إدارة منظومات إصدار البطاقات ومنظومات التحصيل‬
‫(صرافات آلية‪ ،‬نقاط تحصيل إلكترونية ‪..... POS‬الخ) بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ - 3‬بالنسبة للتاجر‪ :‬التخوف من هذه التكنولوجيا الجديدة وعدم الرغبة في التطور‬
‫واالنتقال من مجتمع الكاش الذي اعتاد عليه إلى مجتمع النقد اإللكتروني‪ ،‬فهو‬
‫على الغالب ال يثق بهذه التكنولوجيا وربما ال يثق بالمصارف أيضًا (‪.)2‬‬

‫وتعقيبا على ما ذكرناه في مقدمة هذا المطلب عن رأي بعض الكتاب بإمكانية‬
‫اعتبار بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني نقد الكتروني يؤدي وظائف النقد القانوني‬
‫ويمكن أن يحل محله على المدى الطويل اختلف الفقهاء في االجماع على تعريف واحد‬
‫ومحدد للنقد االلكتروني تذكر أهم هذه التعريفات والمفاهيم‪.‬‬

‫‪ :1‬يونس‪،‬عرب‪،‬أنظمة السداد االلكتروني‪،‬القاهرة‪،1003،‬ص(‪.)212‬‬


‫‪ 2:‬رمضان زياد‪،‬وجودة محفوظ‪،‬االتجاهات المعالري في إداري البنوك‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان‪،1000،‬ص (‪.)12‬‬

‫ـ ‪ 67‬ـ‬
‫‪ ‬تعريف بنك التسويات الدولية‪ :‬هي قيمة نقدية على شكل وحدات ائتمانية مخزنة‬
‫بشكل الكتروني أو على أداة الكترونية يحوزها المستهلك (‪.)1‬‬
‫‪ ‬تعريف المصرف المركزي األوربي‪ :‬هي مخزون الكتروني لقيمة نقدية على وسيلة‬
‫الكترونية مثل بطاقة بالستيكية قد تستخدم في السحب النقدي أو تسوية المدفوعات‬
‫لوحدات اقتصادية غير تلك التي أصدرت البطاقة‪ ،‬دون الحاجة إلى وجود حساب‬
‫بنكي عند اجراء الصفقة‪ ،‬وتستخدم كأداة محمولة مدفوعة مقدمًا (‪.)2‬‬
‫‪ ‬تعريف المفوضية األوربية‪ :‬هي قيمة نقدية مخزنة بطريقة الكترونية على وسيلة‬
‫الكترونية كبطاقة أو ذاكرة كمبيوتر‪ ،‬ومقبولة للدفع بواسطة متعهدين غير المؤسسة‬
‫التي أصدرتها‪ ،‬ويتم وضعها في متناول المستخدمين الستعمالها كبديل عن العمالت‬
‫النقدية الورقية‪ ،‬وذلك بهدف أجراء تحويالت الكترونية لمدفوعات ذات قيمة محددة (‪.)3‬‬

‫بناء على ماسبق نستيطع القول أن هناك تشابه وارتباط وثيق بين أنظمة وأشكال‬
‫النقد االلكتروني و أنظمة الدفع المصرفي االلكترونية حيث من المالحظ أن أنظمة النقد‬
‫االلكتروني قد تضمنت بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني و هذا يؤكد بأن النقود‬
‫االلكترونية تشمل كل وسائل الدفع االلكتروني ( االتجاه الموسع للنقود االلكترونية)‪.‬‬

‫هذا وتلعب قنوات التوزيع االلكتروني دو اًر مهماً في عمليات التحويل االلكتروني‬
‫لألرصدة النقدية‪ ،‬وعلى الرغم من انتشار عمليات التحويل االلكتروني على نطاق واسع‬
‫منذ أوائل السبعينات‪ ،‬حيث لم تمكن تقنية الكمبيوتر المستخدمة في ذلك الوقت العمالء‬
‫من الدخول بشكل مباشر إلى حساباتهم‪ ،‬ولعل الميزة األكبر لهذه اآلالت أنها تعمل على‬
‫مدار أربع وعشرين ساعة يومياً طوال أيام األسبوع‪.‬‬

‫‪1: Bank for international settlement (Bls) , (1996) Implication for central banks of the‬‬
‫‪development of electronic money , basle, p13.‬‬
‫‪2: European central bank (1998) `report on electronic money `Frankfurt , germony august, p.7‬‬
‫‪. :3‬محمد سعيد أحمد إسماعيل‪ ،‬أساليب الحماية لمعامالت التجاري االلكتروني‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬الطبعة‬
‫األولى‪،‬لبنان‪ , )1007(،‬ص(‪.)222-223‬‬
‫ـ ‪ 68‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قنوات استخدام بطاقات الدفع االلكتروني‪:‬‬

‫تشكل كل من أنظمة الدفع االلكتروني وقنوات استخدامها عصب منظومة الدفع‬


‫المصرفي االلكتروني‪ ،‬بحيث يمكن اعتبار أنظمة الدفع االلكتروني الشرط الالزم النجاز‬
‫معامالت دفع الكتروني في حين تعبر قناة التوزيع االلكتروني الشرط الكافي وال يمكن‬
‫فصل إحداها عن األخرى‪ ،‬وفي ظل العولمة المالية متسارعة الخطى استخدمت أحدث‬
‫تقنيات المعلومات واالتصال لتخفيض تكلفة انجاز العمليات المصرفية التي تتم داخل‬
‫فروع البنك لتصل إلى (‪ )%00‬من إجمالي العمليات‪ ،‬بينما تتم العمليات األخرى بواسطة‬
‫قنوات إلكترونية مثل أجهزة الصرف اآللي ونقاط البيع اإللكترونية(‪ ،)1‬هذا و يمكننا بشكل‬
‫عام التمييز بين قنوات إلكترونية قديمة و قنوات إلكترونية حديثة‬

‫أوال‪ :‬قنوات إلكترونية قديمة‪:‬‬

‫اعتمد القطاع المصرفي في بداية تحوالته للعمل االلكتروني على قنوات الكترونية‬
‫تتناسب مع درجة التطور السائدة في قطاع االتصاالت و التكنولوجيا في تلك الفترة‪ ،‬ومن‬
‫أهم هذه القنوات‪:‬‬

‫‪- 1‬الصراف اآللي (‪:)ATM‬‬

‫ظهرت أجهزة الصراف اآللي في السبعينات من القرن الماضي في خطوة لتقليل‬


‫عدد المعامالت داخل البنك وفتح إمكانية الوصول إلى الموارد المالية الموجودة في‬
‫الحساب في أي وقت وعلى مدار الساعة‪ ،‬لكن نظ اًر للكلفة الباهظة لهذه األجهزة‪ ،‬ورغبة‬
‫من المصارف باإلستفادة منها في عمليات أخرى تعود بالفائدة والربح على المصرف‬
‫أصبحت تقدم جملة من الوظائف نذكر منها‪( :‬التعرف على رصيد الحساب‪ ،‬إجراء‬
‫تحويالت نقدية بين الحسابات‪ ،‬طلب دفتر الشيكات‪ ،‬إجراء إيداعات نقدية‪ ،‬سداد فواتير‬
‫بعض الخدمات الحكومية‪........‬الخ)‪.‬‬

‫‪ :1‬عبد المطلب عبد الحميد ‪،‬البنوك الشاملة– عملياتها إداراتها‪،‬اإلسكندرية ‪،‬الدار الجامعية‪ ، 2006 ،‬ص (‪. (17‬‬

‫ـ ‪ 69‬ـ‬
‫‪- 2‬نقاط التحصيل اإللكتروني (‪:)POS‬‬

‫وفيها يتم استخدام البطاقة المصرفية التي يحملها الزبون عوضاً عن الكاش في‬
‫تسديد التزاماته‪ ،‬حيث انه بمجرد تمرير البطاقة بهذه األجهزة تتم قراءة المعلومات الخاصة‬
‫بحساب الزبون وتمريرها مع المبلغ المطلوب عن طريق خطوط االتصال الهاتفية إلى‬
‫المصرف المحصل (مالك جهاز التحصيل) ومنه إلى المصرف المصدر للبطاقة‬
‫للحصول على تفويض بسحب المبلغ المطلوب من حساب الزبون حامل البطاقة وتحويله‬
‫إلى حساب التاجر الموجود لدى البنك المحصل(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬قنوات إلكترونية حديثة‪:‬‬

‫تتناسب هذه القنوات مع التقدم العلمي والتكنولوجي وزيادة استخدام االنترنت في‬
‫المجال التسويقي‪ ،‬واالستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية في قطاع االتصاالت‬
‫والعالم الرقمي‪ ،‬ومن أهم هذه القنوات‪:‬‬

‫‪- 0‬أجهزة الخدمة الذاتية (‪:)Kiosk‬‬

‫نظ اًر لرغبة المصارف بتطوير الخدمات التي تقدمها لمتعامليها وتقليل االعتماد‬
‫على الموظفين لتلبية احتياجات المتعاملين واإلجابة على استفساراتهم‪ ،‬ظهرت أجهزة‬
‫الخدمة الذاتية والتي تقوم بعرض المعلومات المصرفية بشكل سهل ومرن باإلضافة إلى‬
‫إمكانية تقديم كافة الخدمات التي ال تعتمد على صرف المبالغ النقدية (مثل‪ :‬دفع الفواتير‪،‬‬
‫تحويل أموال‪ ،‬الحصول على كشف حساب‪........ ،‬الخ) (‪.)2‬‬

‫‪- 4‬اإلنترنت المصرفي ( ‪:)Internet Banking‬‬

‫ويعرف اإلنترنت المصرفي بأنه خدمة من خدمات منظومة الدفع المصرفي‬


‫االلكتروني عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬من خالل الكمبيوتر الشخصي أو أي وسيط إلكتروني‬

‫‪ :1‬نعمون‪،‬وهاب‪،‬النظم المعالري لتوزيع المنتجات المصرفية وإستراتيجية البنوك‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى ملتقى المنظومة المصرفية‬
‫الجزائرية والتحوالت االقتصادية‪،‬واقع وتحديات‪،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬الشلف‪،‬الجزائر‪،‬يومي ‪ 23-23‬ديسمبر ‪،1003‬ص (‪.)192‬‬
‫‪ :2‬عبد الحفيظ‪ ،‬أيمن‪،‬حماية بطاقات الدفع االلكتروني‪،‬عمان‪, 1009،‬ص( ‪.)22‬‬

‫ـ ‪ 71‬ـ‬
‫آخر‪ ،‬حيث يمنح العميل إمكانية الدخول عن بعد (افتراضيا) ألي نوع من أنواع‬
‫الخدمات المصرفية‪ ،‬باستثناء عمليات النقد من أي مكان في العالم وفي أي وقت (‪.)1‬‬

‫‪- 3‬الهاتف المصرفي ( ‪:)Phone Banking‬‬

‫استفادت المصارف من مزايا المجيب اآللي للمقاسم الهاتفية الحديثة فقامت‬


‫بالتسويق لخدماتها المصرفية عن طريق الهاتف الثابت ومساعدة المتعاملين واإلجابة على‬
‫اء التقليدية منها أو‬
‫استفساراتهم المتعلقة بالخدمات المصرفية التي يتيحها البنك سو ً‬
‫اإللكترونية‪ ،‬كما وأتاحت إمكانية تنفيذ بعض العمليات المصرفية المالية وغير المالية عن‬
‫طريق الهاتف (‪ ،)2‬و ال تزال الخدمات التي يمكن للمصرف تقديمها عبر الهاتف محدودة‬
‫وذلك لعدة أسباب نذكر منها ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬ال تزال كلفة االتصاالت الهاتفية مرتفعة قياسيًا في سائر الدول‪ ،‬كما أن تنفيذ‬
‫ال‪،‬‬
‫بعض العمليات المصرفية اإللكترونية معقدًا‪ ،‬ويستغرق انجازه وقتًا طوي ً‬
‫كالتحويل المصرفي‪ ،‬إصدار الشيكات المصرفية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬يصعب على المتعامل من الناحية التقنية تنفيذ عمليات كبيرة أو معقدة باستخدام‬
‫الهاتف‪ ،‬ألن بعض هذه العمليات يحتاج إلى معلومات أو تعليمات‪ ،‬يجب إبالغها‬
‫للعميل‪ ،‬أو عليه تزويد المصرف بها‪ ،‬أو ترحيلها إلى النظام المعلوماتي للمصرف‬
‫خالل تنفيذ العملية‪ ،‬ومنها االعتمادات المستندية أو الحواالت المصرفية الصادرة‪،‬‬
‫أو غيرها من العمليات (‪.)3‬‬
‫‪- 2‬الدفع المصرفي عبر الهاتف الجوال (‪:)Banking mobile‬‬

‫إن االتجاه العام السترايجية الدفع االلكتروني في العالم اليوم هو انتشار استخدام‬
‫الهاتف الجوال‪ ،‬حيث من المنتظر أن يصل عدد خطوط الهاتف الجوال (‪ (1,2‬بليون‬
‫جهاز في العالم‪ ،‬مقابل (مليار) مستخدم لالنترنت‪ ،‬ويعكس امتالك الهاتف الجوال صورة‬

‫‪1‬‬
‫‪: GKoutzinis Apostolos,Intrnet Banking and the law in Europ,Cambridge University‬‬
‫‪Press,UK,2006,p8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: ANZ Bank, Personal Financial Services, Terms and Condition, ANZ Phone Banking, Melbourne ,‬‬
‫‪Australia, 2009,Version&, p(13).‬‬
‫‪ :3‬فريد النجار‪،‬وليد النجار وآخرون‪،‬وسائل المدفوعات االلكترونية – التجاري واألعمال االلكترونية المتكاملة – الدار‬
‫الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪،2010،‬ص‪)222( :‬‬

‫ـ ‪ 71‬ـ‬
‫حياة اقتصادية اجتماعية مختلفة كليًا‪ ،‬الجهاز الجوال يكون دائمًا مع المستخدم على‬
‫خالف الكمبيوتر المشبوك في اإلنترنت‪ ،‬ويتيح هذا االتجاه تطوير استخدامات الهاتف‬
‫الجوال ألغراض متعددة كاستخدامه للدخول للشبكة العالمية وتصفح المنتجات المعروضة‬
‫والترويج لها ومن ثم يمكن استخدامه في تقديم خدمات منظومة الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني (‪.)1‬‬

‫وقد أثبتت التجارب الدولية أن الدول التى انتشرت فيها هذه النوعية من الخدمات‬
‫ومنها بريطانيا قد قامت بنوكها الكبرى بإغالق العديد من فروعها بسبب اعتماد العمالء‬
‫على هذا النظام البنكى الجديد‪ ،‬حيث تتعدد مزايا استخدام تقنية الدفع االلكتروني عبر‬
‫الهاتف المحمول (‪:)2‬‬

‫‪ ‬فعالية إدارة الوقت وسرعة االستجابة لمتطلبات الخدمة‪.‬‬


‫‪ ‬يتيح النظام تقديم خدمات كثيرة ومتعددة‪ ،‬كما يحقق سرية الحسابات‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق شخص العميل حيث يتيح استخدام المحمول منح العميل شعور أنه‬
‫محط اهتمام ألن الخدمة تكون بينه وبين البنك مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيف كثير من التكاليف عن عاتق البنك‪ ،‬حيث يعفى البنك من أعباء فتح‬
‫فروع جديدة وكثيرة فى أماكن مختلفة داخل أو خارج الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬الحد من عمليات االحتيال التى يقوم بها قراصنة المعلومات والذين يقومون‬
‫بتحويل مبالغ مالية من حسابات بعض العمالء لحساباتهم الشخصية‪،‬‬
‫استغالالً منهم لعدم قدرة بعض العمالء على عمليات المتابعة الدورية‬
‫ألرصدتهم البنكية خاصة التى يمر عليها فترة كبيرة من الزمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a theoretical model for mobile payments, in:‬‬
‫–‪Proceedings of the Fifth International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong, December 5‬‬
‫‪9, 2011.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: A. Vilmos, S. Karnouskos, Towards a global mobile payment service,in: Proceedings of the Third‬‬
‫‪International Conference on Mobile Business (ICMB), New York, USA, July 12–13, 2004.‬‬

‫ـ ‪ 72‬ـ‬
‫كما أن هناك عدد من المالحظات التى تؤخذ على نظام الدفع المصرفي المحمول‬
‫منها (‪:)1‬‬

‫‪ ‬بعض البنوك المقدمة لهذه الخدمة ال تبذل الجهد الكافى إلخبار عمالئها هذه‬
‫الخدمة‪ ،‬األمر الذى يقلل عدد المستفيدين منها‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب الرد اآللي للحصول على هذه الخدمة نظ اًر ألن العملية كلها تتم عبر‬
‫التليفون المحمول‪ ،‬فمن المطلوب أن يتم اختصار الخطوات المتبعة حتى يمكن‬
‫للعميل التعرف على ما يريده من خدمات‪.‬‬
‫‪ ‬انشغال خطوط االتصال فى بعض األوقات السيما فى أوقات الذروة مما يجعل‬
‫العمالء يفقدون الثقة فى هذه الخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر الثقافة الكافية لإلستفادة من هذه الخدمة‪ ،‬وبالتالي البد من زيادة‬
‫عملية الوعي لهذه الطريقة عن طريق توزيع األدلة الورقية التى تشرح خطوات‬
‫االستفادة من خدمة البنك المحمول أو تخصيص موظف فني بكافة فروع البنك‬
‫لتوضيح وتبسيط عملية استخدامها‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية تعرض األفراد لعمليات نصب حيث أن الخدمة البنكية عبر المحمول‬
‫يكون من الصعب مراقبتها بصورة دقيقة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من مخاطر هذا النوع من النظم إال أنها آخذة فى االنتشار فى معظم‬
‫دول العالم‪ ،‬وقد بدأ فى دولة التشيك عام (‪ )0922‬ثم السويد عام (‪ )0999‬وكذلك‬
‫استراليا بالتعاون بين بنك الكومنولث وشركة فودافون العالمية‪ ،‬وكذلك بدأ عمله فى بعض‬
‫الدول العربية وبعض دول الخليج العربى نظ اًر ألن هذه الدول لديها بنية أساسية جيدة من‬
‫حيث شبكة االتصاالت والتجهيزات الفنية بالبنوك‪ ،‬وقد أكدت مؤسسة "وسترن يونيون"‬
‫للتحويالت المالية أن مصر تعد سوقًا واعدة لنظام التحويالت المالية عبر المحمول حيث‬
‫يحول العاملون المصريون بالخارج نحو خمسة مليار دوالر سنوياً الى مصر(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Thakur, R., & Srivastava, M. (2014). Adoption readiness, personal innovativeness, perceived risk and‬‬
‫‪usage intention across customer groups for mobile paymentservices in India, p(369-392).‬‬

‫‪ :2‬مؤتمر بعنوان(تقنية الدفع المصرفي عبر الھاتف المحمول) ‪ ،‬لبنان ‪،‬تاريخ ‪.1023-21-2‬‬

‫ـ ‪ 73‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهم الشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫لتقديم المزيد من الخدمات للمتعاملين حملة بطاقات الدفع المصرفي وتوفير إمكانية‬
‫اء داخل البلدان التي يتواجدون فيها أو خارج هذه البلدان‪ ،‬نشأت‬
‫استخدام بطاقاتهم سو ً‬
‫عدة شبكات عالمية ترعى إصدار هذه البطاقات و تدير عملياتها وتقوم بأعمال المقاصة‬
‫والتسوية اإللكترونية بين مختلف المصارف المنتسبة لها‪ ،‬فماهي أهم هذه الشبكات‬
‫وماهي أهم البطاقات العالمية المصدرة من قبلها وأماكن توزعها عالميًا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني‪:‬‬

‫منذ ظهور البطاقات المختلفة المستخدمة في النشاطات النقدية والمصرفية برزت‬


‫مؤسسات (أو جهات متخصصة) لها إلمام بهذا المجال الحيوي في الحياة االقتصادية‪،‬‬
‫وصفتها أنها برزت في أماكن تمركز النشاط التجاري والمالي ومن أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬شبكة (‪ :)AMERICAN EXSPRESS‬وهي شبكة متخصصة في مجال بطاقات‬


‫السفر و الترفيه وصل عدد بطاقاتها إلى ما يقارب (‪ )200‬مليون بطاقة نهاية العام‬
‫(‪ ،)2002‬وتكمن قوة هذه البطاقة في صدورها عن بنك متخصص في إصدار‬
‫الشيكات السياحية يملك الخبرة الطويلة في التعامل مع الفنادق و المطاعم و شركات‬
‫الطيران‪ ،‬و يمنح أيضًا الترخيص بإصدار بطاقاته االئتمانية العادية فقط للبنوك‪ ،‬بينما‬
‫يحتفظ لنفسه إصدار البطاقات الذهبية و البالتينية (‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬شبكة )‪ :)DINERS CLUB‬كانت عبارة عن بطاقات تصدر عن النادي الخاص‬
‫بتقديم خدمات التغذية عبر مجموعة من المطاعم الفاخرة ثم بدأت توسع نشاطها عبر‬
‫تسديد فواتير المأكوالت (‪.)2‬‬

‫‪ :1‬صفحة انترنت تتحدث عن نتائج شبكة ماستركارد متوفرة في الموقع الرسمي للشركة على العنوان االلكتروني‬
‫‪http: //www.mastercardiltl.com/newsroom/mediakit.html.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Formation des Formateurs CPA Au Métier Monétique, «Promotion et Placement des cartes‬‬
‫‪bancaires», Hôtel St George, 10-11/08/2004, p 08‬‬

‫ـ ‪ 74‬ـ‬
‫‪ - 3‬شبكة فيزا كارد‪ :‬وهي شبكة دولية خاصة ذات طابع تجاري غير ربحي تضم‬
‫(‪ )20000‬بنك ومؤسسة مصرفية عبر (‪ )060‬دولة‪ ،‬تقوم بإصدار وقبول بطاقات‬
‫السحب وتطبيق التشريع الدولي الخاص بوسائل الدفع والمطور من قبل بنك أمريكا‬
‫منذ عام (‪ )0920‬وقد قد بلغ عدد بطاقاتها المصدرة عام (‪)2002‬حوالي (‪)002‬‬
‫مليار بطاقة مصرفية يمكن استخدامها عبر (‪ )22‬مليون نقطة بيع وحوالي (‪ )0‬مليون‬
‫صراف آلي وبلغ عدد خطوط االتصال لديها لنفس العام (‪ )02‬مليون خط مكنها من‬
‫إجراء وتسيير (‪ )20‬مليار عملية دفع وسحب سنوياً بمتوسط (‪ )6200‬عملية في‬
‫الثانية الواحدة (‪ ،)1‬وقد استمرت هذه المؤسسة بتطوير نشاطها وبلغ عدد العمليات‬
‫االلكترونية التي نفذتها حسب أخر اإلحصائيات حوالي (‪ )26‬مليار عملية حول العالم‬
‫بقيمة تقريبية حوالي (‪ )202‬مليار دوالر أمريكي للعام (‪.)2( )2002‬‬
‫‪ - 4‬شبكة ماسترد كارد‪ :‬هي الشبكة الوحيدة القادرة على المدى البعيد منافسة شبكة في از‬
‫و تعتمد في عملها خارج الواليات المتحدة األمريكية على الشبكات الوطنية للبنوك أو‬
‫المحلية لمجموعة من الدول أو حتى على بنك واحد يتمتع بالتفوق النسبي داخل سوقه‬
‫المحلي‪ ،‬ولها مؤسسات مالية معنية بخدمة المستهلك في اكثر من (‪ )200‬دولة بأكثر‬
‫من (‪ )20‬ألف مستخدم عبر (‪ )0000‬مكتب وقد بلغ عدد أعضاؤها اكثر من (‪)20‬‬
‫ألف عضو لعام (‪ ،)2002‬كما لها موزعين عالميين يتمركزون في آسيا وأوربا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأفريقيا‪ ،‬والباسفيك‪ ،‬والشرق األوسط‬

‫ثانيا‪ :‬أهم أنظمة الدفع النقدي االلكتروني عالميا (البطاقات الذكية)‪:‬‬

‫تعددت االبتكارات المالية والمصرفية كمعالجات عصرية الحتياجات المجتمع‬


‫المالي غير النقدي السائد في معظم دول العالم المتقدم الذي يستخدم المنتجات المصرفية‬
‫ٍ‬
‫كبديل عن النقود التقليدية‪ ،‬وذلك عبر مزيج من الخدمات المصرفية الحديثة‬ ‫االلكترونية‬

‫‪1‬‬
‫(‪: Daniel Paltriniere, (1erForum Monétique du Maghreb, de l ‘Afrique Centrale et del ‘Ouest‬‬
‫‪Presentation du DEGAS Visa, Marrakech, 16/02/2006, p 2‬‬
‫‪2: Source: Interac Association, http: //www.Interac.ca.‬‬
‫‪3: Master Card-Company Fact Sheet’’ – consulted: 26 July 2021 – http: //www.master card‬‬
‫‪international.com.‬‬

‫ـ ‪ 75‬ـ‬
‫ومجموعة من األدوات و نظم المعلومات واالتصاالت إلتمام وتسوية المدفوعات الكترونيًا‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك ظهرت البطاقات الذكية (‪ ) Smart Cards‬والتي هي عبارة عن بطاقة‬
‫(بالستيكية تحتوي على خلية إلكترونية يتم عليها تخزين جميع البيانات الخاصة‬
‫بحاملها مثال االسم‪ ،‬العنوان‪ ،‬المصرف المصدر‪ ،‬أسلوب الصرف‪ ،‬وتاريخ حياة العميل‬
‫المصرفية‪.....‬الخ) (‪.)1‬‬

‫إن هذا النوع من البطاقات الجديدة يسمح للعميل باختيار طريقة التعامل سواء كان‬
‫ائتماني أو دفع فوري‪ ،‬وهو ما يجعلها بطاقة عالمية تستخدم على نطاق واسع في معظم‬
‫الدول األوروبية واألمريكية‪ ،‬ومن األمثلة للبطاقات الذكية بطاقة المندكس ( ‪Mondex‬‬
‫‪ )Card‬التي تم طرحها لعمالء المصارف وتوفر لهم العديد من المزايا‪.‬‬

‫وقد حدث االزدهار األكبر للبطاقات الذكية فى نهاية التسعينات مع طرح شريحة‬
‫خط المحمول الذكية‪ ،‬و زيادة انتشار الهواتف المحمولة فى أوربا‪ ،‬أصبحت البطاقات‬
‫الذكية أيضاً أكثر استخداماً‪ ،‬وفى عام (‪ )0992‬وافقت ماركة الدفع العالمية ماستركارد‬
‫وفي از على التعاون معاً لتطوير معايير استخدام البطاقات الذكية مع بطاقات االئتمان أو‬
‫(‪)2‬‬
‫عام (‪ )0992‬وقامت شركة‬ ‫بطاقات الخصم‪ ،‬وتم اطالق االصدار األول )‪)EMV‬‬
‫)‪ (EMVco‬المسؤولة عن صيانة النظام على المدى البعيد بترقية المعيار فى عام‬
‫(‪ 2000‬و ‪ )2002‬ومن أشهر أنواع البطاقات الذكية في العالم (البطاقات التالمسية‪،‬‬
‫البطاقات الالتالمسية‪ ،‬البطاقات المزدوجة) (‪.)3‬‬

‫ويجرى حالياً استخدام البطاقات الذكية على نطاق واسع فى نظام الهوية الشخصية‬
‫على المستويات االقليمية والقومية والدولية‪ ،‬وذلك فى بطاقات هوية المواطنين وتراخيص‬
‫القيادة وبطاقات المرضى وغيرها‪ ،‬كما يجرى حالياً تركيب البطاقات الذكية الالتالمسية‬

‫‪ :1‬أخترعت البطاقة الذكية في ألمانيا عام ‪2729‬م وفي اليابان ‪2790‬م وفي الواليات المتحدة األمريكية ‪2791‬م وفي فرنسا ‪2793‬م انظر‬
‫في ذلك ‪-AL T.Techology .samart cards FAQ ,in http//www.scdk.com lat.sfaq.htm :‬‬
‫‪.)Europay) Visa (Mastercard :2‬‬
‫‪3: manali oak (Benefits of smart cards) 2010 0TUhttp: //www.buzzle.com/articles/benefits-of-smart-‬‬
‫‪cards.htmU0T‬‬
‫‪.‬‬

‫ـ ‪ 76‬ـ‬
‫فى جوازات السفر االلكترونية المزودة بالبيانات الحيوية لتحسين األمان فى صناعة السفر‬
‫والسياحة الدولية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توزع أنظمة الدفع النقدي االلكتروني الذكية في العالم‪:‬‬

‫بلغت قيمة سوق البطاقات الذكية بمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا نحو‬
‫(‪ )22202‬مليون دوالر أمريكي نهاية العام (‪ )2002‬كما استحوذت الهواتف الذكية‬
‫(‪)1‬‬
‫من هذه البطاقات التي تشمل أيضًا بطاقات‬ ‫واألجهزة الجوالة على نسبة (‪)%6206‬‬
‫التعريف واالئتمان ومختلف بطاقات التحكم الذكية ولكن هناك عوائق تقف في طريق‬
‫انتشار البطاقات الذكية من أهمها (‪:)2‬‬

‫التكلفة العالية للبطاقات الذكية مقارنة بالبطاقات المغناطيسية‪ ،‬والفرق في التكلفة‬ ‫‪‬‬

‫األولية‪ ،‬ولكن هذا الفرق يكون بشكل بارز عندما تتم مقارنة الفروق بينهما في‬
‫العمر المتوقع واإلمكانيات ‪.‬‬
‫نقص البنية االساسية التي تدعم البطاقات الذكية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الطبيعة الحصرية لنظام تشغيل الشريحة‪ ،‬حيث يجب على المستهلك أن يكون تقنيًا‬ ‫‪‬‬

‫ملم بتفاصيل أنظمة التشغيل حتى يستطيع اختيار البطاقة المناسبة لتطبيق‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫نقص المعايير لضمان التوافق المتبادل بين برامج البطاقات الذكية المتنوعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المشكالت القانونية وسياسة الخصوصية المرتبطة بالسرية وقوانين الحماية‬ ‫‪‬‬

‫للمستهلك‪.‬‬

‫‪ :1‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة العدد السابع و الثالﺛون ‪.1022‬‬
‫‪2: .‬د‪.‬محمد ناصر‪،‬د‪.‬امل حسن‪،‬د‪.‬تغريد جليل‪(،‬البطاقات الﺬكية و اثرها في التقليل من المخاطر المصرفية)‪،‬ندوة‪،‬مصرفية‪،‬معھد‬
‫االدارة‪،‬العراق‪.1022،‬‬

‫ـ ‪ 77‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)0‬التطور النسبي لسوق البطاقات الذكية في دول العالم (‪)4103-4114‬‬

‫‪4103‬‬ ‫‪4114‬‬ ‫البيان‬

‫‪%22‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫أوربا‬

‫‪%22.9‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫أسيا‬

‫‪%02.6‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫أفريقيا و الشرق األوسط‬

‫‪%20‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫أمريكا الالتينية ودول الكاريبى‬

‫‪%02.2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫أوربا الشرقية‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على احصاءات المؤسسات المصدرة للنقد االلكتروني ‪:‬‬

‫‪http: ///www.crédit-card.ch‬‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ ان أوربا تستخدم البطاقات الذكية بنسبة أكبر من‬
‫باقي دول العالم حيث بلغت نسبة انتشارها (‪ )%26‬من مجموع السكان عام (‪)2002‬‬
‫وارتفعت هذه النسبة إلى (‪ )%22‬عام (‪ )2002‬فيما بلغ عدد مستخدمي هذه البطاقات‬
‫(‪ )62202‬مليون وبلغ عدد الماكينات الخاصة بخدمات البطاقة الذكية بمختلف أشكالها‬
‫حوالى (‪ )0002‬مليون‪ ،‬بينما جاءت دول المنطقة األسيوية في المرتبة الثانية بعد أن‬
‫وصل عدد مستخدمى الخدمة (‪ )22606‬مليون بنسبة انتشار (‪ ،)%2209‬تقدم خدماتها‬
‫من خالل)‪ )3,4‬مليون ماكينة‪ ،‬بينما حلت القارة األفريقية ودول منطقة الشرق األوسط في‬
‫المرتبة الثالثة للمناطق الجغرافية األكثر استخداماً للبطاقات الذكية مدعومة بأكثر من‬
‫(‪ )222‬مليون مستخدم بنسبة انتشار (‪ )%0206‬وتقدم الخدمة من خالل (‪ )222‬ألف‬

‫ـ ‪ 78‬ـ‬
‫ماكينة بالمنطقة ومن المتوقع أن تبلغ قيمة البطاقات الذكية في تلك المنطقة ( ‪)22202‬‬
‫‪.‬‬
‫مليون دوالر أمريكي نهاية العام (‪)2002‬‬

‫وأخي اًر حلت دول منطقة أمريكا الالتينية ودول الكاريبى بالمرتبة الرابعة بعد أن‬
‫وصل عدد مستخدمى البطاقات الذكية إلى )‪ )207,7‬مليون‪ ،‬بنسبة انتشار (‪،)%20‬‬
‫وبلغ عدد ماكينات الخدمة بالمنطقة حوالي (‪ )3,9‬مليون‪ ،‬وكان المركز األخير من‬
‫نصيب النصف الثانى من المنطقة األوروبية بعد أن وصل عدد مستخدميها إلى (‪)2202‬‬
‫مليون بمعدل انتشار (‪ )%0202‬وتقدم الخدمة من خالل (‪ )20206‬ألف ماكينة‪.‬‬

‫ـ ‪ 79‬ـ‬
‫المبحث الثالث‬

‫مقومات نجاح منظومة الدفع المصرفي‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫االلكترونية‬

‫لضمان قدرة منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على البقاء واالستمرار في السوق‪،‬‬
‫فإن هذا يعتمد على قدرتها في االستجابة لجميع المتغيرات التكنولوجية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والتفاعل معها بغرض زيادة حصتها السوقية‪ ،‬كما أن تصاعد إمكانيات‬
‫االحتيال والغش على الشبكة المفتوحة (االنترنت) بسبب غياب الممارسات التقليدية التي‬
‫من خاللها يتم التأكد من هوية العميل وشرعيته‪ ،‬ومن أجل خلق بيئة مناسبة ألعمال‬
‫إلكترونية ناجحة البد من توفر مجموعة من الشروط والمقومات األساسية سواء من‬
‫الناحية التقنية أو األمنية أو القانونية أو االقتصادية االجتماعية والثقافية‪ ،‬حيث تشكل هذه‬
‫المقومات حلقة متكاملة ال يمكن فصل إحداها عن األخرى‪ ،‬وتتلخص هذه المقومات‬
‫بالنقاط التالية‪.‬‬

‫ـ ‪ 81‬ـ‬
‫المطلب األول‪ :‬البنية التحتية التقنية والتشريعية‪:‬‬

‫تميز القرن الحادي والعشرين بقوى جديدة محركة لالقتصاد‪ ،‬حيث أصبح المورد‬
‫المعرفي و المعلوماتي هو المحرك األساسي لالقتصاد الجديد الذي له التأثير األكبر على‬
‫عمل المنظمات التي تعمل على استغالله واالنتفاع به‪ ،‬ومن ضمنها منظومة الدفع‬
‫المصرفي‪ ،‬ومن أجل تعزيز هذه المفرزات االيجابية لتلك القوى البد من توفر التشريع‬
‫القانوني المناسب لضمان حقوق جميع األطراف في التعامالت االلكترونية الرقمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البنية التحتية التقنية‪:‬‬

‫المتطلب الرئيس لضمان أعمال إلكترونية ناجحة بل ضمان دخول آمن وسلس‬
‫لعصر المعلومات‪ ،‬عصر اقتصاد المعرفة‪ ،‬يتمثل بالعناصر التالية‪:‬‬

‫‪- 0‬انتشار شبكات االتصال بأنواعها‪ :‬أي وجود شبكات االتصال الهاتفية العادية‬
‫المعتمدة على تكنولوجيا (‪ )Digital‬والهواتف الخلوية (‪ ،)GSM‬وتمثل السياسات‬
‫التسعيرية لمقابل خدمات الربط باإلنترنت أهم ٍ‬
‫تحد أمام بناء منظومة الدفع المصرفي‪.‬‬
‫‪- 2‬توفر الحاسبات المضيفة (‪ :)Hosts‬والتي تعود ملكيتها للمصارف والمؤسسات‬
‫المالية األجنبية العاملة في السوق المصرفية المحلية‪ ،‬ويتيح لها من خالل خطوط‬
‫االتصال المحلية الدخول إلى شبكة اإلنترنت و لها عنوان رقمي على اإلنترنت (‪،)1‬‬
‫وقد نما عدد الحاسبات المصيفة على المستوى العالمي من (‪ )202‬مليون عام‬
‫(‪ )2000‬إلى ( ‪ )20‬مليون عام (‪.)2()2002‬‬
‫‪- 2‬بناء النظم التقنية القادرة على إثبات الموثوقية‪ :‬هي النظم البسيطة البناء‪ ،‬المحصنة‬
‫من االعتداء على المحتوى المعلوماتي سواء من داخل المنشاة أو خارجها حيث أن‬
‫انخفاض مستوى األمن في األجهزة التكنولوجية المستخدمة في منظومة الدفع‬
‫المصرفي يؤدي إلى انعدام الثقة في هذه المنظومة (‪.)3‬‬

‫‪ :1‬علوش‪،‬طارق‪،‬الحكومة اإللكترونية‪،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬بحوث و دراسات ‪،1009‬ص (‪.)211‬‬


‫‪ :2‬تقرير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (‪.)1021‬‬
‫‪ :3‬شلبي‪،‬مغاويري‪،‬البنى التحتية للبنوك االلكترونية‪،‬مجلة انترنت العالم العربي‪،‬العدد الرابع‪،1009،،‬ص (‪.)23‬‬

‫ـ ‪ 81‬ـ‬
‫‪- 2‬اإلدارة التقنية‪ :‬وتعني الكفاءة األدائية المتفقة مع عصر التقنية القائمة على فهم‬
‫احتياجات األداء و التأهيل والتدريب‪.‬‬
‫‪- 2‬التطوير واالستم اررية والتفاعلية مع المستجدات‪ ،‬ويتقدم هذا العنصر على العديد من‬
‫عناصر متطلبات البنية التحتية التقنية وتميزها‪ ،‬وهذه سمة تتميز بها غالبية المصارف‬
‫العربية حيث أنها ال تتجه دائمًا نحو الريادة في اقتحام الجديد‪ ،‬وال تعني الريادية‬
‫التسرع في التخطيط للتعامل مع الجديد‪ ،‬لكنها حتماً تتطلب السرعة في انجاز ذلك في‬
‫ضوء اإلمكانيات والموارد المتوفرة (‪.)1‬‬
‫‪- 6‬الرقابة التقييمية الحيادية‪ :‬التي تعتبر من أهم عناصر النجاح التقييم الموضوعي‪،‬‬
‫ومن هنا أقامت غالبية البنوك اإللكترونية جهات استشارية مختصة في التقنية‬
‫والتسويق والقانون والنشر اإللكتروني لتقييم فعالية أداء مواقعها على شبكة‬
‫االنترنت(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬البنية التشريعية‪:‬‬

‫إن البيئة التشريعية المناسبة ألنظمة الدفع االلكترونية تتضمن مراعاة التشريع‬
‫القانوني النقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬تنظيم العالقة بين أطراف بطاقات الدفع االلكتروني‪ :‬وهنا تظهر أهمية البنوك‬
‫كمؤسسات ذات أثر في توجيه المؤسسة التشريعية إلى تبني تشريعات متوائمة مع مفاهيم‬
‫المال اإللكتروني ووسائله وقواعد وأحكام التعامل مع مشكالته القانونية‪ ،‬وال نبالغ إذا قلنا‬
‫أن جاهزية التعامل القانوني مع تحديات هذا النمط المستجد تمثل أهم ضمانة لنجاح‬
‫منظومة الدفع االلكتروني (‪.)3‬‬

‫‪ :1‬كرباج‪،‬محمد البنوك الكترونية‪،‬دار النھضة العربية‪،‬بيروت‪،1007،‬ص(‪.)212‬‬


‫‪ :2‬الغندور‪،‬حافظ كامل‪،‬محاور التحديث الفعال في المصارف العربية فكر ما بعد الحداثة‪،‬بيروت‪،‬جمعية اتحاد المصارف العربية‬
‫‪،1002‬ص(‪.)239‬‬
‫‪ :3‬شرف الدين‪،‬أحمد‪،‬معالجة المعلومات القانونية‪،‬محاضري في اإليجاب والقبول في التعاقد القانوني‪،‬المنشورات الحقوقية‪،‬صادر‬
‫بيروت‪.1002،‬‬

‫ـ ‪ 82‬ـ‬
‫‪- 2‬تعزيز اإلشراف القانوني من قبل المصارف المركزية في عصر المال الرقمي‪ :‬يمكن‬
‫القول إن تعليمات جهات اإلشراف المصرفية على منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬
‫غائبة في هذا الوقت أو غير واضحة المعالم‪ ،‬و هنا يبرز دور المصرف المركزي‬
‫باعتباره السلطة النقدية العليا في تفعيل عملياته الرقابية واإلشرافية على كافة أنشطة‬
‫المصارف وخاصة الصيرفة اإللكترونية لما لها من مخاطر قانونية وأمنية (‪.)1‬‬

‫‪- 3‬التحديات الضريبية‪ :‬إن خصوصية معامالت الدفع االلكتروني تلغي فكرة الموقع أو‬
‫المكان بالنسبة إلى األنشطة التجارية مما يعني احتمال عدم الكشف عن مصدر تلك‬
‫األنشطة‪ ،‬األمر الذي يطرح مشاكل تحديد النظام القانوني المختص‪ ،‬وامكانية تحول‬
‫األعمال اإللكترونية المتحركة أصالً‪ ،‬إلى بلدان ذات نظم ضريبية أكثر سهولة‬
‫وتشجيعًا‪ ،‬لذلك فقد قررت أمريكا عدم فرض ضرائب على معالمالت الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬بينما لم يتحقق بعد التواؤم المطلوب بين دول االتحاد األوروبي في هذا‬
‫الشأن كون فرض الضرائب على هذه األعمال يتطلب برامج ضريبية مختلفة في‬
‫المتابعة والكشف والجمع‪ ،‬إضافة إلى ضرورة التعاون والتنسيق إقليمياً ودولياً (‪.)2‬‬

‫وأخي اًر ربما يكون من المفيد أن نتذكر أن القوالب الجاهزة من االتفاقيات والقوانين‬
‫المنقولة عن نظم قانونية أخرى ومؤسسات أخرى ال تفي دائمًا بالغرض المطلوب‪ ،‬لما لكل‬
‫دولة من خصوصياتها ولكل منشأة مصرفية من اعتباراتها وأولوياتها الخاصة‪ ،‬وبقدر ما‬
‫لإلطالع على تجارب الغير من أهمية فإن األهمية في قدرها األكبر تكمن في فهم‬
‫االحتياجات الداخلية وموائمة الحلول مع هذه االحتياجات‪ ،‬مستفيدين مما لدى الغير من‬
‫حلول ووسائل‪.‬‬

‫‪ :1‬عبد الكريم‪،‬سيف الدين السماتي‪،‬العمليات المصرفية االلكترونية واإلطار اإلشرافي‪،1009،‬ص(‪.)27-22‬‬


‫‪ :2‬عرب‪،‬يونس‪،‬حجية اإلثبات بالمخرجات االلكترونية بالقضايا المصرفية‪،‬الملتقى السابع لمجتمع األعمال االلكتروني‬
‫العربي‪،‬البحرين‪، 10-22،‬تشرين األول‪،1002،‬ص(‪.)22‬‬

‫ـ ‪ 83‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مقومات أمنية‪:‬‬

‫يقصد بأمن المعلومات‪ :‬ذلك العلم الذي يبحث في نظريات واستراتيجيات توفير‬
‫الحماية للمعلومات من المخاطر التي تهددها ومن أنشطة االعتداء عليها‪ ،‬أما من‬
‫زاوية تقنية فأمن المعلومات يعبر عن الوسائل واألدوات واإلجراءات الالزم توفيرها‬
‫لضمان حماية المعلومات من األخطار الداخلية والخارجية‪ ،‬كما يشير أمن المعلومات‬
‫إلى حماية كل موارد معلومات المنظمة من السرقة من قبل أطراف غير مخول لها‬
‫استخدام النظام (‪.)1‬‬

‫وتشير حصيلة دراسات أمن المعلومات وما شهده هذا الحقل من تطورات على مدى‬
‫الثالثين عامًا المنصرمة أن مستويات ومتطلبات األمن الرئيسة في بيئة تقنية المعلومات‬
‫تتمثل بما يلي‪:‬‬

‫‪- 0‬الوعي بمسائل األمن لكافة مستويات األداء الوظيفي‪ ،‬الحماية المادية للتجهيزات‬
‫التقنية‪ ،‬الحماية األدائية (استراتيجيات رقابة العمل والموظفين)‪ ،‬والحماية التقنية من‬
‫المخاطر الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪- 2‬األمن الفاعل المرتكز على االحتياجات المدروسة التي تضمن المالءمة والموازنة‬
‫بين نطاق الحماية ومصدر الخطر وأداء النظام والكلفة ‪.‬‬
‫‪- 2‬وضع إستراتيجية شاملة ألمن المعلومات تتناول نظام البنك وموقعه االفتراضي‬
‫باإلضافة إلى نظم الحماية الداخلية من أنشطة إساءة االستخدام التي قد يمارسها‬
‫الموظفون المعنيون داخل المنشأة‪.‬‬
‫‪- 2‬الرقابة اإللكترونية والتي تركز على األساليب التكنولوجية لتجنب المخاطر وفحص‬
‫البنوك في بيئة هيكلية تتسم باالنفتاح‪.‬‬

‫‪ :1‬عبد الكريم الخناق‪،‬سناء‪،‬إداري مخاطر أمنية المعلومات‪ ( ،‬التهديدات والحماية)‪،‬ورقة بحثية قدمت إلى الملتقى الدولي الثالث حول‬
‫إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات‪،‬التحديات واألفاق‪،‬المنظم بجامعة الشلف‪،‬الجزائر‪،‬في الفترة‪ 12- 25،‬نوفمبر ‪،1002‬ص(‪.)1‬‬

‫ـ ‪ 84‬ـ‬
‫‪- 2‬إن أهم استراتيجيات أمن المعلومات هي ضمان وجود فريق تدخل سريع يدرك جيداً‬
‫ما يقوم به‪ ،‬ألن أهم االختراقات في حقل الكمبيوتر تتلف أدلتها لخطأ في عملية‬
‫التعامل التقني مع النظام (‪.)1‬‬
‫‪- 6‬أمن نظام التحويالت المالية اإللكترونية‪ ،‬حيث توجد وسيلتان أساسيتان لتأمين‬
‫المعامالت المالية والمصرفية اإللكترونية وهما (‪:)2‬‬
‫‪ ‬األمن البرمجي ويعتمد هذا النوع من األمن على تشفير المعلومات المصرفية عن‬
‫طريق برنامج خاص يعمل على تشفير المعلومات الخاصة بإتمام عمليات الشراء‪،‬‬
‫بحيث ال يمكن قراءتها في حال اعتراضها‪.‬‬
‫‪ ‬األمن العتادي ويتم هذا النوع من األمن باستعمال البطاقات الذكية الخاصة‬
‫بالمستهلك‪ ،‬ومن أمثلة البرامج المستخدمة لتحقيق األمن العتادي بروتوكول‬
‫الحركات المالية اآلمنة‪ ،‬والذي يسمح لشركتي (‪International ،Master Card‬‬
‫‪ )Visa‬بمعرفة أطراف التبادل من خالل التوقيعات الرقمية‪ ،‬حتى أنه أضحى‬
‫بمثابة الحلم في أغلب عمليات الدفع التي تتم عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫التوقيع اإللكتروني‪ :‬وهو شهادة رقمية تستخدم في إرسال أي وثيقة أو عقد تجاري أو‬

‫تعهد أو قرار‪ ،‬وهو مكون من أحرف أو أرقام أو نظام معالجة إلكتروني‪ ،‬واللجوء إلى‬

‫التوقيع اإللكتروني يرفع من مستوى األمن والخصوصية للمتعاملين على شبكة اإلنترنت‪،‬‬

‫فمن خالله يمكن تحديد هوية المرسل والتأكد من مصداقية األشخاص والمعلومات‪ ،‬كما‬

‫يسمح التوقيع الرقمي بإبرام صفقات عن بعد وتسهيل التعامالت دون ضياع الوقت والمال‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وبذلك يزيد في تنمية وضمان التجارة اإللكترونية‬

‫‪ :1‬قھوجي‪،‬علي عبد القادر‪،‬الحماية الجنائية لبرامج الحاسب‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪،‬العدد‪،/13/‬منشورات كلية‬
‫الحقوق‪،‬جامعة اإلسكندرية‪.1003،‬‬
‫‪ :2‬إبراهيم‪،‬بختي‪،‬دور االنترنيت وتطبيقاته في المؤسسة‪،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪،‬جامعة الجزائر‪ ، 2002،‬ص)‪( 128‬‬
‫‪ :3‬نقشنبندي‪،‬عالت‪،‬التوقيع اإللكتروني خطوي إلى األمام‪،‬جريدة اإلتحاد اإلماراتية‪،‬العدد ‪ ،2011‬الصادر في ‪.1007/2/12‬‬

‫ـ ‪ 85‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و ثقافية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مقومات اقتصادية‪:‬‬

‫تتمثل المقومات االقتصادية في جميع العوامل المؤثرة على القوى الشرائية للعمالء‬
‫ونمط إنفاقهم والتي من أهمها عدالة توزيع الدخل القومي وأثر ذلك على الدخل الفردي‪،‬‬
‫كما تتمثل بالسياسة المالية والنقدية للدولة وأثر ذلك على سلوك المتعاملين بتقنية الدفع‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪- 2‬متوسط الدخل الفردي‪ :‬حيث يبلغ عدد غير المتعاملين مع البنوك ما يقرب من (‪)2‬‬
‫مليارات أي أكثر من ثلثي سكان بلدان العالم المنخفضة والمتوسطة الدخل‪ ،‬فهؤالء‬
‫هم الغالبية الهائلة المحرومة من الخدمات المصرفية اليوم (‪.)1‬‬
‫‪- 1‬السياسة النقدية والمالية للدولة‪ :‬تلعب الحكومات دو اًر كبي اًر كجهات منظمة للقطاع‬
‫المصرفي‪ ،‬وجهات مقدمة لشبكات األمان االجتماعي ومشجعة النتشار الحسابات‬
‫المصرفية والبنية األساسية المالية منخفضة التكلفة‪ ،‬ومن شأن ذلك الدور التأثير‬
‫على انتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقومات ثقافية اجتماعية‪:‬‬

‫تعتبر البيئة الثقافية المحرك األساسي لألفراد‪ ،‬فالثقافة هي التي تحدد السلوك‬
‫المقبول أو غير المقبول اجتماعيًا وتتشكل من مواقف العمالء تجاه هذا النوع من‬
‫الخدمات المصرفية‪ ،‬وتتمثل البيئة الثقافية االجتماعية بالنقاط التالية‪.‬‬

‫‪- 2‬المؤهل العلمي والثقافي‪ :‬يجب مراعاة القضايا الثقافية التي تدور حول الجنس‬
‫والطائفة أو الطبقة االجتماعية والتكنولوجيا والمال والخصوصية وما إلى ذلك‪ ،‬كي‬

‫‪1‬‬
‫‪: CGAP. Financial Access 2009,Measuring Financial Inclusion around the World. Washington,‬‬
‫‪p(15).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Fowler, Judge, and John Hickey. 1995. “The Branch Is Dead! Long Live the Branch.” ABA‬‬
‫‪Banking Journal, Vol. 87.‬‬

‫ـ ‪ 86‬ـ‬
‫يكون نظام الدفع المصرفي اإللكتروني ناجحًا وسريع االنتشار بين كافة طبقات‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪- 1‬الوعي المصرفي اإللكتروني (‪.)1‬‬
‫‪- 2‬الخصائص السكانية‪ :‬إن قوة الخصائص السكانية في مختلف صورها تنتج‬
‫استقطابًا إيجابيًا قويًا باتجاه سرعة تبني خدمات الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬حيث‬
‫تتوقع شعبة السكان في األمم المتحدة أن البلدان النامية ستكون حضرية بنسبة‬
‫(‪ )%20‬في عام (‪ )2020‬مقارنة بنسبة (‪ )%22‬في الوقت الحاضر‪ ،‬كما أن‬
‫الهجرة الدولية نتيجة الطلب المتزايد على العمالة في الدول المتقدمة إضافة إلى‬
‫عمليات النزوح الداخلية في البلدان النامية أدى إلى زيادة تحويالت المغتربين حيث‬
‫تضاعفت بواقع أربعة أمثال لتصل إلى أكثر من (‪ )200‬مليار دوالر أمريكي سنويًا‬
‫(تقارير البنك الدولي ‪.)2( )2009‬‬
‫‪- 3‬العمر‪ :‬حيث أن الخدمة المصرفية الموجهة لفئة عمرية معينة ال تناسب كافة الفئات‬
‫العمرية األخرى لذلك البد من أن تكون خدمات الدفع االلكتروني متناسبة ومتجانسة‬
‫تلبي احتياجات كافة المتعاملين ومن كافة الفئات العمرية‪.‬‬
‫‪- 3‬العادات والتقاليد االجتماعية‪ :‬إن االستعانة بالوسائل اإللكترونية المتاحة لغرض‬
‫تأدية الخدمات وانجازها ما هي إال سمة من سمات العصر الحديث‪ ،‬والتي مهما‬
‫حاول الفرد من االبتعاد واالستغناء عنها فإن األمر سينتهي بأن يستعين بمثل هذه‬
‫الخدمات (‪.)3‬‬
‫‪- 2‬البساطة وسهولة االستخدام‪ :‬يجب أن يصمم نظام الدفع المصرفي االلكتروني بحيث‬
‫ال في استعماله و تعلمه‪ ،‬فعلى على سبيل المثال صمم المهندس التقني‬
‫يكون سه ً‬
‫)‪ )Prodem‬في بوليفيا أجهزة صراف آلي بها شاشات تعمل باللمس و رموز لونية‬
‫( ‪.)4‬‬
‫وتعليمات صوتية تتوفر باللغة االسبانية‬

‫‪1‬‬
‫‪: Macchi, Beltran, chief executive officer of Vision S.A., interview in August 2004.‬‬
‫‪2‬‬
‫& ‪: Oliver Wyman. 2007. “Sizing and Segmenting Financial Needs of the World’s Poor.” Bill‬‬
‫‪Melinda Gates Foundation,P33.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: Jeannette, J. and Hennessey H. (2011), International Marketing Management, Strategies and‬‬
‫‪Cases, Houghton Mifflin Company, Dallas , p(56).‬‬
‫‪ : 4‬مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على‬
‫الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪(GAP’s IT Innovation.) Series article on ATMs) (www.cgap.org/technology).‬‬

‫ـ ‪ 87‬ـ‬
‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحدثنا في هذا الفصل عن منظومة الدفع المصرفي االلكتروني من حيث العوامل‬


‫التي أدت إلى ظهورها‪ ،‬مقوماتها التقنية والتشريعية‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا النمط الجديد‬
‫قد ذلل الكثير من الصعاب وأزال الحواجز في العديد من النواحي السيما في مجال‬
‫الصناعة المصرفية‪ ،‬إال أنه حمل في طياته العديد من التحديات والمخاطر التي ترتبط‬
‫بالممارسة المصرفية على وجه التحديد‪ ،‬وعليه فإن هذا الوضع يفرز تحديات ومخاطر‬
‫عديدة على كل من المؤسسات المصرفية والمتعاملين معها والسلطة اإلشرافية على حد‬
‫سواء‪ ،‬أن تمتلك أنظمة بنى تحتية كافية والقيام بإجراءات سليمة وكفوءة‪ ،‬مع توفر الكوادر‬
‫المؤهلة تقنيًا‪ ،‬وبذلك تستطيع المؤسسات المصرفية والجهات الرقابية أن تخلق توليفة‬
‫مناسبة تواكب تقنيات الدفع االلكتروني وتقلل مخاطرها وتحقق العديد من المكاسب‪.‬‬

‫في نهاية هذا الفصل نؤكد على أن منظومة الدفع المصرفي االلكتروني لم تعد‬
‫خيا ًار يقبل أو يرفض بقدر ما هي واقعًا مفروضًا على النظم المصرفية في مواجهة‬
‫الحاجات المتزايدة لعمالئها في ظل تفاوت مستوى االمكانيات التقنية والتشريعية المتوفرة‬
‫في كل دولة والتي فرضت تفاوت مستوى الدفع المصرفي االلكتروني بين الدول المتقدمة‬
‫نفسها من جهة وبينها وبين الدول النامية من جهة أخرى‪ ،‬خاصة وأن معظم الدول النامية‬
‫تستطيع أن تكيف تعامالتها حسب الواقع االجتماعي والثقافي واالقتصادي لتلك الدول‬
‫وهذا ما يفسر ظهور المصارف االسالمية كمصارف مستقلة أو كجزء من مصارف‬
‫موجودة فتم تطوير أنظمة العمل الصيرفي بما يتناسب مع الشريعة االسالمية كنظام‬
‫المرابحة والمتاجرة والشراكة والريع االسالمي وبطاقات الدفع المصرفي االسالمي‪ ،‬حتى أن‬
‫بنوك عمالقة مثل )‪ )British Bank0HSBC‬وغيرها قد قامت بتطوير أنظمتها وفتح‬
‫فروع اسالمية لها في بعض دول الخليج‪ ،‬فما هي أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني‬
‫عالمياً‪ ،‬عربياً‪ ،‬منعكساتها النقدية‪.‬‬

‫ـ ‪ 88‬ـ‬
‫الفصل الثالث‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫تحليل المنعكسات النقدية لمنظومة الدفع‬ ‫ــــــــــــــــ‬


‫المصرفي االلكتروني _ تجارب دول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تجارب بعض الدول في عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫تجارب أوربية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫تجارب عربية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫انعكاسات عملية التحول للدفع االلكتروني على السياسة النقدية‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫وكيفية استجابة المصارف المركزية لها‪..‬‬

‫إدارة السياسة النقدية في ظل انتشار النقد االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫مدى التفاعل بين التحول االلكتروني وتحقيق أهداف‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬


‫السياسة النقدية‪.‬‬

‫اآلثار المحتملة للنقد االلكتروني على السياسة النقدية ومدى‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫استجابة المصارف المركزية لها‪.‬‬

‫آفاق عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني واتجاهاته العالمية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬‬

‫استراتيجية التحول للدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫االتجاه العالمي ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫ـ ‪ 89‬ـ‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد عرف االقتصاد عدة فترات انتقالية‪ ،‬تميزت كل فترة عن األخرى بوسائل و‬
‫أساليب و أفكار جديدة أدت إلى تمييزها عن سابقاتها فكانت مرحلة الزراعة‪ ،‬ثم مرحلة‬
‫الصناعة‪ ،‬أما اآلن فمرحلة المعرفة بمختلف مصادرها و توجهاتها سواء ظهرت في‬
‫األفكار أو في التطبيقات من تكنولوجيا المعلومات و االتصال إلى عالم كل شيء فيه‬
‫رقمي فظهر اقتصاد المعرفة و االقتصاد الرقمي‪ ،‬هذا االقتصاد الذي عرف تحوالت في‬
‫مختلف أركانه و لم يكن العمل المصرفي في منآى عن هذه التغيرات فتوجه هو أيضاً إلى‬
‫الرقمنة‪ ،‬فظهرت تقنية الدفع المصرفي االلكتروني التي لم تعرف الحدود‪ ،‬و اعتمدتها‬
‫مختلف األنظمة المصرفية و المالية على مستوى العالم‪.‬‬

‫التحول إلى االقتصاد الرقمي لم يعد ترفاً أو رفاهية لدول بعينها‪ ،‬بل أصبح ضرورة‬
‫حتمية للتحول إلى المدفوعات االلكترونية‪ ،‬سواء عبر االنترنت أو من خالل بطاقات‬
‫االئتمان بأنواعها المختلقة‪ ،‬ولكن يبقي في النهاية حجم التطبيق كدليل على الفهم الكامل‬
‫ألهمية وأثر هذه التعامالت المالية االلكترونية علي النظام االقتصادي المحلي والعالمي‪.‬‬

‫أنظمة الدفع النقدي االلكتروني أو كما يطلق عليها البعض النقد االلكتروني‪،‬‬
‫أظهرت وجوب بذل المزيد من الجهود‪ ،‬وسط بيئة التنافس المصرفي سواء بين الدول أو‬
‫بين المنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق سيتناول هذا الفصل بمحثه األول دراسة وتحليل تجارب بعض‬ ‫ً‬
‫الدول األوربية والعربية في مجال الدفع االلكتروني‪ ،‬بينما خصص المبحث الثاني لدراسة‬
‫و تحليل انعكاسات التح ول للدفع االلكتروني على السياسة النقدية و كيفية استجابة‬
‫المصارف المركزية‪ ،‬وتم في المبحث الثالث دراسة آفاق عملية التحول للدفع االلكتروني‪.‬‬

‫ـ ‪ 91‬ـ‬
‫المبحث األول‬

‫تجارب بعض الدول في عملية التحول‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫للدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫تشكل الصناعة المصرفية أحد أهم مؤشرات النهضة االقتصادية التي ارتقت لها‬
‫المجتمعات البشرية عبر تطورها‪ ،‬نظ ًار إلسهامها الواسع في توفير متطلبات االستثمار‬
‫والتنمية‪ ،‬إذ يمكن قياس مستوى التقدم والتطور االقتصادي ألي مجتمع بمدى كفاءة و‬
‫نجاعة نظامه النقدي و البنكي ونوعية خدماته المقدمة‪ ،‬إن ظهور النقد اإللكتروني وتعميم‬
‫التعامل به في العالم الغربي بدأت نتائجه تظهر جليًا من خالل تراجع التعامالت بواسطة‬
‫الشيكات أو بالنقد مباشرة‪ ،‬والتطور السريع لهذه الوسيلة في باقي دول العالم‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المبحث سيتم دراسة حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني‬
‫باإلضافة ألهم التجارب األوربية والعربية في مجال الدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫ـ ‪ 91‬ـ‬
‫المطلب األول‪ :‬حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني‪:‬‬

‫رغم أنه هناك حاالت فشل كثيرة فى السنوات القليلة الماضية فى تقديم النقد‬
‫اإللكترونى‪ ،‬إال أن هذه الفكرة ترفض أن تنتهي تماماً‪ ،‬وهناك العديد من الشركات الكبرى‬
‫التى تنظر إلى نظم النقد االلكتروني أنها ما زالت فى بدايتها و تتطلع لمستقبل زاهر لتلك‬
‫النظم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬واقع النقد االلكتروني عالميا‪:‬‬

‫إن استخدام النقود االلكترونية مازال ضعيفًا مقارنة بوسائل الدفع االلكترونية‬
‫األخرى‪ ،‬وتعد الواليات المتحدة األمريكية من أول الدول التي عرفت النقد االلكتروني‬
‫والذي استخدمته في صورة البطاقات الذكية وقد ارتفع حجمها من (‪ )022‬مليون دوالر‬
‫عام (‪ )0996‬إلى ما يقارب ( ‪ ) 2‬تريليون دوالر عام (‪ ،)2002‬أما في المانيا فقد ارتفع‬
‫حجم النقود االلكترونية من (‪ )200‬مليون مارك ألماني عام (‪ )0992‬إلى (‪)00222‬‬
‫مليون مارك عام (‪ )0992‬على الرغم من أن النقود القانونية الموجودة بالتداول في ذلك‬
‫العام لم تتجاوز (‪ )060‬مليون مارك الماني بما يعادل (‪ )%02‬من إجمالي النقود‬
‫المتداولة في ذلك العام (‪.)1‬‬

‫وفي بريطانيا بينت اإلحصاءات أن (‪ )%20‬من نظام الدفع النقدي تم عبر قنوات‬
‫الدفع االلكتروني بينما لم تتجاوز نسبة االنفاق النقدي القانوني (‪ )%29‬أو ما يعرف‬
‫بالنقود التقليدية تم إنفاقها في العام (‪ )2002‬أثناء عمليات التسوق‪ ،‬ونتيجة ذلك‪ ،‬فإن‬
‫مستهلكي بريطانيا استخدموا أوراقًا نقدية وعمالت معدنية بنسبة تقل عن (‪)2( )%00‬عما‬
‫اعتادوا عليه سابقاً‪ ،‬وبالنسبة للدول األوربية مجتمعة فإن استخدام النقود االلكترونية في‬
‫تزايد مستمر وفق الشكل البياني التالي‪:‬‬

‫‪ :1‬مركز البحوث الملية والمصرفية‪،‬البطاقات الﺬكية والتحيات القانونية والرقابية‪،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪.1021،‬‬
‫‪ :2‬مجلة أسواق وأرقام‪،‬العدد (‪ )9220‬تا ‪1022/2/2‬‬

‫ـ ‪ 92‬ـ‬
‫الشكل رقم (‪ :)0‬تطور حجم النقد االلكتروني في الدول المتقدمة خالل الفترة (‪)4101-4111‬‬

‫‪€600‬‬

‫‪€500‬‬

‫‪€400‬‬

‫‪ €300‬مليون يورو‬

‫‪€200‬‬

‫‪€100‬‬

‫‪€0‬‬

‫ال للنقود العادية‪ ،‬على الموقع‪WWW.Itep.co.ae/Arabic/‬‬


‫المصدر‪ :‬نقود االنترنت هل تكون بدي ً‬

‫هذه التطورات في وسائل الدفع النقدي االلكتروني دفعت البعض للتأكيد على أن‬
‫القرن الجاري لن ينتهي قبل أن تغدو النقود الورقية جزءًا من التاريخ ونحن نعتقد أن‬
‫استخدام العمالت الورقية والمعدنية سيتقلص بشكل كبير‪ ،‬لكنها لن تغيب عن التداول‬
‫اليومي‪ ،‬فإصدار النقود في حد ذاته تعبي ًار عن سيادة الدولة‪ ،‬لكن المستقبل للنقود‬
‫اإللكترونية رغم المشاكل التي تواجهها حالياً حيث تشيرآخر الدراسات المتاحة أن نحو‬
‫(‪ )%02‬من سكان الكرة األرضية يعتمد كلياً على الوسائل اإللكترونية لدفع ثمن حاجاته‪،‬‬
‫وأن (‪ )%20‬من المستهلكين على المستوى العالمي يعتمد بنسبة تصل إلى (‪ )%20‬على‬
‫الوسائل اإللكترونية (‪.)1‬‬

‫‪1: Claessens, J., Dem, V., De Cock, D., Preneel, B., and Vandewalle, J. On the security of today’s online‬‬
‫‪electronic banking systems. Computers and Security 21, 3 (2012), 257–269.‬‬

‫ـ ‪ 93‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل التي تؤثر في الطلب العالمي على النقد االلكتروني‪:‬‬

‫إن اآللية التي تستخدم بها النقود اإللكترونية تستلزم نظاماً مصرفياً خاصاً تضعه‬
‫البنوك سواء كانت بنوك حقيقة أو افتراضية‪ ،‬وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في‬
‫الطلب العالمي على النقد االلكتروني‪:‬‬

‫‪ )0‬ارتفاع تكلفة استخدام النقود االلكترونية‪ :‬تكلف النقود االلكترونية ما قيمته‬


‫(‪ )%002‬من إجمالي المبيعات بينما ال تتجاوز (‪ )%0‬في حال النقود القانونية(‪،)1‬‬
‫ويرجع السبب في ذلك إلى حداثة استخدامها وهذا منطقي وسوف تنخفض تكلفتها مع‬
‫تزايد انتشارها‪.‬‬
‫‪ )2‬مدى تقدم الصناعة المصرفية والمالية‪ :‬إن تحسن الصناعة المصرفية والمالية‬
‫وتوفير الخبرات التكنولوجية المتطورة ينعكس بشكل ايجابي على تداول النقود‬
‫االلكترونية‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالعناصر الضرورية الستخدامها ومن أهمها‪ ،‬نظامًا‬
‫مصرفياً خاصاً يقوم على حماية السرية واألمن ألن فضاء االنترنت يقوم على وجود‬
‫أرقام متسلسلة ترمز إلى القيمة النقدية وهذه األرقام تستخدم لمرة واحدة بحيث يقوم‬
‫المصرف بتغيير الرقم المتسلسل عند انتقال النقود االلكترونية من شخص آلخر وهذا‬
‫ما يستلزم نظاماً مصرفياً خاصاً‪.‬‬
‫‪ )2‬دفع النقود عبر شبكة الكترونية‪ :‬إن هذه الخاصية تجعل من النقود االلكترونية ذات‬
‫طابع دولي ذلك أن فضاء الشبكات اإللكترونية ال يتقيد بالحدود الجغرافية لدولة‬
‫معينة بل يمتد ليشمل أرجاء المعمورة وهو ما يستلزم تنظيماً دولياً لهذه النقود‪ ،‬كما‬
‫يترتب على هذه الخاصية عدم ضرورة المعاصرة الزمانية أو التواجد في مكان واحد‬
‫أثناء استعمال العملة اإللكترونية فال يشترط أن يكون دافع النقود ومن تدفع له‬
‫متواجدين في مكان أو زمان واحد حتى تتم عملية الدفع بل يمكن أن تتم العملية من‬
‫خالل وجود طرف واحد(‪.)2‬‬
‫‪ )2‬العوامل االقتصادية واالجتماعية‪ :‬تتمثل في مستوي الدخل‪ ،‬الثقافة والمصرفية‪ ،‬مدى‬
‫توفر ضوابط األمن المتعلقة باإلنترنت‪........‬الخ‪.‬‬

‫‪ :1‬مجلة األمن والقانون‪ ،‬مجلة دورية محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬السنة الثانية عشرة‪ ،‬العدد األول‪.1003 ،‬‬
‫‪ :2‬محمد‪،‬مھدي زين‪،‬النقد االلكتروني ضرورة من ضرورات القرن الواحد والعشرون‪،‬القاهرة‪،‬شباط ‪.1023‬‬

‫ـ ‪ 94‬ـ‬
‫‪ )2‬نظم الدفع السائدة‪ :‬ما ازل البعض يفضل استخدام النقود السائلة بدالً من النقود‬
‫االلكترونية في تعامالتهم اليومية‪ ،‬فقد بلغ مثالً عدد مستخدمي وسائل الدفع‬
‫اإللكتروني في القارة اإلفريقية بين (‪ )%2-002‬من إجمالي السكان لعام‬
‫(‪.)1()2002‬‬

‫ثالثا‪ :‬آلية التعامل بالنقد االلكتروني عالميا‪:‬‬

‫يبدأ التعامل بالنقد االلكتروني من خالل إصدار المصرف لعملة الكترونية تعبر‬
‫عنها سلسلة من األرقام العشوائية التي تسمى الرقم المتسلسل للعملة ويتم حفظ هذا الرقم‬
‫في بطاقة أو جهاز العميل‪ ،‬بعد ذلك يقوم العميل باستخدام هذه النقود عن طريق منح‬
‫الرقم المتسلسل‪ ،‬مشف اًر إلى من يتعامل معه فيقوم هذا األخير باالتصال بالمصرف‬
‫الستصدار عملة جديدة باسمه أو لتحويل القيمة النقدية إلى حسابه ويقوم المصرف من‬
‫خالل قائمة األرقام الموجودة لديه بالتحقق من كون هذه النقود صادرة منه ومن كونها لم‬
‫تصرف بعد‪ ،‬غير أن هذ النظام منتقد من جانبين(‪:)2‬‬

‫األول‪ :‬أن التاجر أو من يتعامل مع العميل ال يستطيع التحقق من كون هذه النقود‬
‫قد صرفت سابقاً أو ال واذا أمكنه ذلك فإنه يكون بعد فوات األوان‪،‬‬

‫الثاني‪ :‬إن هذه الطريقة تجعل الرقم المتسلسل الذي يفترض أن يكون سريًا معرضًا‬
‫للكشف عندما يقوم المصرف بالتأكد من رقم العملة المتسلسل‪.‬‬

‫وللتغلب على تلك العقبات برزت تقنية العملة المخفية التي تعتمد على وجود رقم‬
‫متسلسل مضروب في عامل حسابي (رقم مخفي يمتلكه العميل فقط ) وهذه التقنية توفر‬
‫السرية والخصوصية التي تدفع الكثيرين للتعامل مع تقنية النقود االلكترونية ومعرفة كون‬
‫النقود قد صرفت أوالً‪ ،‬وسنتحدث عن هذا الموضوع ألحقاً‪.‬‬
‫استنادًا لما سبق وأمام هذا التفاوت في الطلب العالمي على النقد االلكتروني نتيجة‬
‫عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة عن طبيعة النقد االلكتروني وعن المخاوف التي‬

‫‪ :1‬الھيئة العليا لتطوير مدينة الرياض‪،‬النقود االلكترونية‪،1002 ،‬على الموقع االلكتروني‪: :‬‬
‫‪www.arriyadh.com/Economic/leftBar/Researches/.........doc_cvt.asp‬‬
‫‪ :2‬ابراهيم السقا‪،‬محمد‪،‬استاذ االقتصاد‪،‬جامعة الكويت‪،‬النقد االفتراضي‪،‬المجلة االقتصادية‪،‬العدد (‪)9199‬تا ‪1022-7-22‬‬

‫ـ ‪ 95‬ـ‬
‫يمكن أن يثيرها هذا النظام االلكتروني الجديد‪ ،‬قمنا بدراسة وتحليل تجارب بعض الدول‬
‫المتقدمة والعربية في مجال الدفع النقدي االلكتروني من خالل المطلب التالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب أوربية في التحول للدفع النقدي االلكتروني‪:‬‬

‫تعد الدول الصناعية المتقدمة مرجعًا أساسيًا في النجاح االقتصادي المسجل‪ ،‬و ال‬
‫شك أن هذا النجاح له أسبابه و شروطه‪ ،‬وأنه من الضروري أن تحاول أي تجربة ناشئة‬
‫االستفادة من عوامل النجاح ضمن مجموعة الدول الصناعية المتقدمة في جميع المجاالت‬
‫االقتصادية بما في ذلك السياسة النقدية‪ ،‬ولم يتأت ذلك صدفة بل نتيجة للنجاح الذي ما‬
‫فتئت تحققه على مستوى تأثيرها في النشاط االقتصادي و تحقيقها ألهدافها‪ ،‬كما أن‬
‫تطور أدوات ووسائل الدفع من خالل التجارة االلكترونية قد يوحى لبعض الشركات‬
‫المتخصصة في مجال المعلومات بعرض خدماتها في مجال إصدار وادارة هذه األدوات‪،‬‬
‫ولكن غالبية القوانين المصرفية تحصر هذا النشاط فقط في المؤسسات المصرفية‪ ،‬وقد‬
‫صدر عن المفوضية األوروبية عام (‪ ،)1( )0992‬اقتراح يهدف للسماح بأن تقوم‬
‫مؤسسات أوروبية غير مصرفية بإصدار عمالت الكترونية إال أنه تم تجميد هذا االقتراح‬
‫بفعل معارضة المصارف المركزية ومؤسسات النقد األوروبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Article 2C, de la recommandation N 97/489/CE, de la Commission Européenne du 30/07/1997, Concernant‬‬
‫‪les Opérations effectuées d‘instrument de paiement Electronique, JOSE, N° L 208.02/08/1997, p 52.‬‬

‫ـ ‪ 96‬ـ‬
‫أوال‪ :‬واقع الدفع النقدي االلكتروني في أوربا‪:‬‬

‫تعتبر أوربا المهد الذي ترعرع فيه الدفع النقدي االلكتروني بعد بداية التعامل به في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية كما أو ضحنا سابقاً‪ ،‬هذا وقد تسارع تطور البطاقات‬
‫اإللكترونية التي تدعمها شبكات في از و ماستر كارد في أوروبا عن طريق التوجيه رقم‬
‫(‪ )2009/110/EC‬الصادر عن البرلمان األوروبي بتاريخ (‪16‬سبتمبر ‪ ،)2009‬فيما‬
‫يتعلق بأعمال المؤسسات المصدرة للنقود اإللكترونية وتيسير دخول العبين جدد لسوق‬
‫الخدمات المصرفية (‪ ،)1‬مع العلم أن هذه المؤسسات كانت موجودة بالفعل‪ ،‬و أنشطة‬
‫خدمات الدفع النقدي االلكتروني حرة وغير مقيدة بالقوانين واألنظمة كما هي عليه حاليًا‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح عدد مؤسسات الدفع النقدي االلكتروني في بعض الدول األوربية‬
‫حتى نهاية عام (‪.)2000‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬عدد المؤسسات المصدرة للنقد االلكتروني في بعض الدول االوربية حتى نهاية عام (‪)2000‬‬

‫ايطاليا‬ ‫لوكسمبورغ ايرلندا‬ ‫فرنسا‬ ‫اسبانيا‬ ‫بريطانيا المانيا‬ ‫الدولة‬


‫عدد مؤسسات الدفع‬
‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪066‬‬
‫االلكتروني‬
‫‪Source: Edgar Dunn & Cie — Janvier 2012.‬‬

‫و نتج عن دخول هذه المؤسسات والكيانات الجديدة سوق الدفع النقدي االلكتروني‬
‫أنها أسهمت بنحو (‪ )022‬مليار يورو في الناتج االجمالي القتصاديات دول االتحاد‬
‫االوروبي خالل عام (‪ ،)2002‬وذلك في الوقت الذي أوضحت فيه دراسة لمؤسسة‬
‫(موديز) االقتصادية بتكليف من شركة في از العالمية أن المدفوعات النقدية االلكترونية عبر‬
‫البطاقات االئتمانية أسهمت بنحو (‪ )000‬تريليون دوالر في االقتصاد العالمي في الفترة‬
‫من (‪ ،)2002-2002‬كما تشير أرقام المفوضية األوروبية إلى أن (‪ )%22‬من قاطني‬
‫دول االتحاد األوروبي تسوقوا عبر االنترنت في (‪ )2002‬مقارنة بنحو (‪ )%22‬عام‬
‫(‪ ،)2009‬وأوضح (‪ )%66‬من هؤالء المتسوقين أن مواقع االنترنت توفر منتجات‬
‫‪1‬‬
‫‪: David Baurnie et levio Vaunetti, « Les Systèmes Monétaires du développement des systèmes de‬‬
‫‪paiements électronique », RevueEconomique,2012,P(222).‬‬

‫ـ ‪ 97‬ـ‬
‫أرخص بينما أكد (‪ )%20‬أن التسوق عبر االنترنت يوفر الوقت‪ ،‬وبين (‪ )%22‬أنها‬
‫تمنح فرصة لمقارنة االسعار واختيار أفضلها وهذا متاح بشكل دائم طوال فترة اليوم (‪.)1‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2‬نسبة التعامل النقدي االلكتروني كنسبة مئوية من التعامل النقدي الكلي في الدول‬
‫األوربية لعام (‪)2002‬‬
‫‪100‬‬
‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪53‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫‪source: The McKinsey Global Payments Map Avril 2012.‬‬

‫يتضح من الشكل البياني السابق أن نسبة المعامالت التي تنفذ بشكل الكتروني‬
‫مرتفعة في فرنسا بالرغم من صعوبة تحديدها بدقة نظ اًر للعدد الكبير جداً من العمليات‬
‫وعدم وجود وسيلة يمكن االعتماد عليها وقدرت (‪ )%22‬من الصفقات في فرنسا‪( ،‬كما‬
‫تمثل النقود الورقية التقليدية أقل من (‪ )%2‬من إجمالي قيمة المعامالت في فرنسا‪ ،‬وعادة‬
‫ما يتم استخدام النقود الورقية في مبالغ الشراء الصغيرة حيث يفضل الفرنسيون الدفع‬
‫بوسائل الدفع االلكترونية بمجرد أن المبلغ الواجب دفعه آخذ في االزدياد ويتجاوز (‪)02‬‬
‫يورو )‪ ،‬مقابل (‪ )%00‬في إيطاليا‪ ،‬و (‪ )%22‬في ألمانيا و (‪ )%20‬في المملكة المتحدة‬
‫ونسبة أكثر من (‪ )%20‬في بلدان الشمال األوروبي مثل السويد وفنلندا(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: CLARK C.L, 2012 “Shopping without Cash: The Emergence of the E-Purse,”Economic Perspectives,‬‬
‫‪Fourth Quarter, 34-51.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Source The McKinsey Global Payments Map Avril,2012: http:‬‬
‫‪//www.mckinsey.com/clientservice/Financial_Services/Knowledge_Highlights/Recent_Reports/~/media/Rep‬‬
‫‪orts/Financial_Services/Global_Perspective_on_Payments1.ashx‬‬

‫ـ ‪ 98‬ـ‬
‫وفي بريطانيا دلت اإلحصائيات المتوفرة أن بين كل (‪ )000‬جنيه استرليني تم‬
‫إنفاقها في العام (‪ )2002‬أثناء عمليات التسوق يوجد (‪ )29‬جنيهاً فقط تم دفعها نقداً‪،‬‬
‫والباقي عبر آليات الدفع االلكتروني كبطاقة السحب اآللي أو البطاقة االئتمانية أو ما‬
‫بات يعرف بالنقد اإللكتروني‪ ،‬ونتيجة ذلك فإن مستهلكي بريطانيا استخدموا أوراقاً نقدية‬
‫وعمالت معدنية بنسبة تقل عن (‪ )%00‬عما اعتادوا عليه سابقًا‪ ،‬كما أن الشركات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في بريطانيا تخسر نحو (‪ )02‬مليار جنيه استرليني سنوياً بسبب‬
‫استمرار تعاملها النقدي )الكاش ) واحجامها عن قبول المدفوعات االلكترونية‪ ،‬مع العلم‬
‫أن (‪)%26‬من المستهلكين يفضلون شراء احتياجاتهم من اماكن تتنوع فيها وسائل الدفع‬
‫الدفع االلكتروني وأن نحو (‪ )%20‬من الشركات الصغيرة والمتوسطة يطبقون نظم‬
‫المدفوعات االلكترونية (‪.)1‬‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬تطور طرق الدفع النقدي المختلفة في بريطانيا في العام (‪)4104‬‬

‫طرق الدفع النقدي في بريطانيا في العام (‪)2012‬‬


‫‪5%‬‬
‫الدفع النقدي التقليدي‬

‫الدفع ببطاقات االئتمان‬


‫‪30%‬‬ ‫االلكترونية‬
‫‪54.40%‬‬ ‫الدفع ببطاقات الصراف اآللي‬

‫الدفع بطرق أخرى‬


‫‪10.60%‬‬

‫المصدر‪ :‬محمود‪،‬هشام‪ ،‬النقد الورقي ينقرض نهاية القرن العشرين‪ ،‬لندن‪ ،‬جامعة لندن‪( 2002 ،‬مقال منشور على‬
‫شبكة االنترنت)_(‪.)www.LIBERLLES.ORG‬‬

‫إن دراسة و تحليل تجارب بعض دول هذه المجموعة في السياسة النقدية ضروري‬
‫الستلهام العبر و رسم المعالم المستهدفة و المتوخاة من السياسة النقدية في ظل انتشار‬
‫التعامالت النقدية االلكترونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: DORN J, 2012, The Future of Money in the Information Age, Cato Institute, Washington,P (122).‬‬

‫ـ ‪ 99‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬الدفع النقدي االلكتروني في فرنسا‪:‬‬

‫شهدت فرنسا ثورة جديدة في وسائل الدفع المصرفي االلكتروني (المدفوعات عن‬
‫طريق االنترنت‪ ،‬الهاتف المحمول‪.........‬الخ)‪ ،‬هذه الثورة تميزت بالنمو الغير المسبق‬
‫لبطاقات الدفع االلكتروني باعتبارها االسلوب المفضل ألداء االلتزامات الدورية واليومية‬
‫لدى المواطنين الفرنسيين‪ ،‬حيث بلغ عدد البطاقات المصرفية المصدرة في فرنسا نهاية‬
‫عام (‪ )2000‬حوالي (‪ )000‬مليون بطاقة دفع الكتروني‪ ،‬موزعة على (‪ )62‬مليون بطاقة‬
‫بين البنوك الفرنسية‪ )02( ،‬مليون بطاقة صراف آلي‪ )22( ،‬مليون بطاقة دفع خاصة‪،‬‬
‫بقيمة بلغت (‪ )206‬مليار يورو في حين بلغ عدد الشيكات (‪ )2022‬مليون شيك بقيمة‬
‫صافية (‪ )202‬مليار يورو‪.‬‬

‫هذا و تتميز وسائل الدفع المصرفي االلكتروني في فرنسا بثالث خصائص رئيسية‬
‫مقارنة بالدول األوروبية األخرى‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة صغيرة من المعامالت النقدية تقدر بنحو ( ‪ )%55‬من إجمالي عدد العمليات‬
‫مقارنة ب (‪ )%75‬في ألمانيا‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة استخدام عالية جدًا لبطاقات االئتمان (‪ )%43‬من المعامالت تتم بشكل‬
‫الكتروني‪.‬‬
‫‪ )%02( ‬فقط من إجمالي المعامالت تتم باستخدام الشيكات(‪.)1‬‬

‫لقد تسارعت وسائل الدفع االلكتروني في فرنسا مقارنة بالشيكات التي كانت الوسيلة‬
‫الوحيدة للدفع منذ عام (‪ )0920‬ولكن شهدت تراجع كبير في حصتها خالل الفترة‬
‫(‪ )0990 -0920‬بالتوازي مع الزيادة الكبيرة في انتشار وتوزيع بطاقات الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬والتي كانت تستخدم في األصل للسحب من اجهزة الصراف اآللي‪ ،‬وقد‬
‫تسارعت هذه الزيادة بشكل خاص بعد عام (‪ )0922‬مع تأسيس التعامل بين البنوك‬
‫الفرنسية‪ ،‬حيث أشارت اإلحصائيات لعام (‪ )2002‬أن حوالي (‪ )%90‬من سكان فرنسا‬
‫يستخدمون تلك البطاقات‪ ،‬ومنذ ذلك الحين فقدت الشيكات دورها المهيمن‪ ،‬كما أن‬
‫‪1‬‬
‫‪: Jean-Marc Lhrm L’AVENIR DES MOYENS DE PAIEMENT EN FRANCE MARS (2012)P(99).‬‬

‫ـ ‪ 111‬ـ‬
‫شركات الدفع االلكتروني والتي ساهمت السلطات الضريبية وشركات االتصاالت الفرنسية‬
‫بإنشائها عام (‪ ،)1()0922‬ساعد على رسم الصورة العامة لنظام الدفع االلكتروني في‬
‫فرنسا‪.‬‬

‫وعلى الرغم من التطور السريع في استخدام وسائل الدفع االلكتروني في فرنسا‬


‫نالحظ أن الشيكات الزالت منتشرة االستخدام وفق دراسة اللجنة اإلستشارية للقطاع المالي‬
‫في شباط (‪ )2002‬حيث بينت أن الشيكات ال زالت ممثلة في عام (‪ )2000‬بنسبة‬
‫(‪ )%0202‬من المدفوعات غير النقدية مع )‪ (3122‬مليون من الشيكات الصادرة‪ ،‬هذه‬
‫األرقام في فرنسا قبل غيرها من الدول األوروبية والمملكة المتحدة في المركز الثاني بنسبة‬
‫(‪ )%2‬فقط من المعامالت تتم تسويتها عن طريق الشيكات‪ ،‬و منذ عشرين عاماً لوحظ‬
‫االتجاه النزولي في عدد الشيكات الذي تسارع لمدة عشر سنوات بمعدل انخفاض سنوي‬
‫(‪ )%2‬سنوياً تقريباً و منذ عام (‪ )2000‬وبين عامي (‪ ) 2000 - 2006‬انخفض معدل‬
‫استخدام الشيكات من (‪ )%23,6‬إلى (‪ ) %18,2‬من عدد الصفقات (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Rapport sur l’utilisation du chèque en France -Février 2011- par le cabinet Edgar, Dunn & Company pour‬‬
‫‪le CCSF.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT (Groupement pour un système interbancaire de‬‬
‫‪télécompensation‬‬

‫ـ ‪ 111‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)2‬تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات باستخدام الشيكات المصرفية في فرنسا‬
‫(‪)2000-2000‬‬

‫عدد الدفعات بالبطاقات المصرفية (ألف)‬ ‫عدد الدفعات بالشيكات (ألف)‬ ‫العام‬

‫‪2 782‬‬ ‫‪3 762‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪3 076‬‬ ‫‪3 614‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪3 472‬‬ ‫‪3 642‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪3 660‬‬ ‫‪3 467‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪3 926‬‬ ‫‪3 370‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪4 167‬‬ ‫‪3 233‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪4 422‬‬ ‫‪3 101‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪4 627‬‬ ‫‪2 948‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4 920‬‬ ‫‪2 815‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪5 228‬‬ ‫‪2 613‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪5 548‬‬ ‫‪2 453‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪source:‬‬ ‫‪Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT (Groupement pour un système‬‬
‫‪interbancaire de télécompensation).‬‬

‫ـ ‪ 112‬ـ‬
‫وبتمثيل هذه المعطيات بيانيا‪:‬‬
‫الشكل البياني رقم (‪ )2‬تطور تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات باستخدام الشيكات‬
‫المصرفية في فرنسا (‪)2000-2000‬‬

‫‪9,000‬‬

‫‪8,000‬‬

‫‪7,000‬‬
‫عدد الدفعات‬
‫بالشيكات‬ ‫‪6,000‬‬
‫(ألف)‬ ‫‪5,000‬‬

‫‪4,000‬‬
‫عدد الدفعات‬
‫بالبطاقات‬ ‫‪3,000‬‬
‫المصرفية‬
‫(الف)‬ ‫‪2,000‬‬

‫‪1,000‬‬
‫‪2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000‬‬

‫‪source:‬‬ ‫‪Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT (Groupement pour un système‬‬
‫‪interbancaire de télécompensation).‬‬

‫اذاً االنتشار الواسع لبطاقات االئتمان هو سمة أساسية من سمات السوق‬


‫المصرفية الفرنسية‪ ،‬حيث مثلت بطاقات االئتمان في عام (‪ )2000‬حوالي‬
‫)‪ )43,3%‬من معامالت الدفع االلكتروني ما قيمته (‪ )7,4‬مليار يورو من‬
‫المعامالت السنوية أو أكثر قليال من المتوسط األوروبي‪ ،‬وهناك عدد كبير من‬
‫بطاقات الدفع والسحب المتداولة في فرنسا )‪ (104‬ماليين منها (‪ )%22‬من‬
‫البطاقات المصرفية)‪ )60‬مليون بطاقة و (‪%02‬من بطاقات الصراف اآللي) و‬
‫(‪ %22‬بطاقات ذات تسمية خاصة)‪ ،‬واستمر نمو وسائل الدفع االلكتروني منذ أن‬
‫شكلت في عام (‪ )%39,7( )2002‬من المعامالت (‪ )202‬مليار صفقة‪ ،‬وفي عام‬
‫(‪)1‬‬
‫و منذ عام (‪)2006‬‬ ‫(‪ )%2609( )2002‬من العمليات (‪ )202‬مليار معاملة‬
‫تجاوزت المدفوعات ببطاقات الدفع االلكتروني المدفوعات بالشيكات وبدأت الفجوة‬
‫‪1‬‬
‫)‪: Banque de France SEPI,2012, (Service de surveillance des systèmes de paiement et de titres‬‬
‫ـ ‪ 113‬ـ‬
‫تتسع منذ ذلك الحين حيث استمر االنخفاض باستخدام الشيكات واستمر النمو‬
‫باستخدام البطاقات‪.‬‬

‫وبشكل عام تعتبر بلدان الشمال األوربي وخاصة فنلندا والسويد قادة العالم في‬
‫مجال خدمات الدفع االلكتروني‪ ،‬حيث تجاوزت نسبة العمالء عبر االنترنت في تلك الدول‬
‫أكثر من ثالثة أضعاف المعدل األوربي الكلي في نهاية عام (‪ ،)1()2000‬هذا االنتقال‬
‫السريع للخدمات المصرفية عبر االنترنت أدى إلى اعادة هيكلة كبرى للصناعة المصرفية‬
‫بأكملها على مستوى العالم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدفع االلكتروني في السويد نموذج يحتذى به‪:‬‬

‫تعتبر السويد من أولى الدول األوربية التي حققت انجا ًاز تاريخيًا باصدار العملة‬
‫النقدية الورقية وادخالها حيز التداول النقدي عام (‪)0660‬م‪ ،‬ونتيجة التقدم العلمي‬
‫والتكنولوجي الهائل الذي حققته السويد في قطاع المعلوماتية واالتصاالت بحصولها على‬
‫(‪)2‬‬
‫المركز األول وفق تقرير المنتدى العالمي لتكنولوجيا المعلومات الرقمية لعام (‪)2002‬‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى ارتفاع كفاءة القطاع المالي والمصرفي نتيجة زيادة معدالت‬
‫االستثمار المصرفي في السويد وانخفاض عمليات السطو واالحتيال إلى أدنى مستوياتها‬
‫خالل الثالثين عام الماضية‪ ،‬كل ذلك شكل ركيزة أساسية ومتينة استطاعت السويد من‬
‫خاللها الدخول بقوة إلى عالم المدفوعات االلكترونية وتحقيق انجاز تاريخي أخر ولكن‬
‫هذه المرة باتجاه معاكس عبر التخلص من التعامل النقدي الورقي لصالح التعامل بالدفع‬
‫النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫هذا التوجه لدى دولة السويد حظي بدعم الفت من قبل برنامج األمم المتحدة للتنمية‬
‫وبمشاركة أهم المؤسسات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع النقدي االلكتروني (شركتي في از‬

‫‪1‬‬
‫‪: Borg, A. & Segendorf, B. (2010), “The Swedish Stability Fund and Stability Fee”, IFCReview, May 2010.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report, the Royal Swedish Institute of‬‬
‫‪Technology, 15 January 2013.‬‬

‫ـ ‪ 114‬ـ‬
‫وماستر كارد العالمية)‪ ،‬بناء على ماسبق استطاعت السويد تحقيق العديد من االنجازات‬
‫في مجال الدفع النقدي االلكتروني أهمها(‪:)1‬‬

‫‪ ‬قيام المصارف والتجار بمزيد من االستثمار في نظم الدفع االلكتروني‬


‫بواسطة البطاقات مما أدى إلى زيادة اعتماد المستهلكين عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تجري أربع من كل خمس عمليات شراء في السويد بشكل الكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل خمسة أصل ستة مصارف سويدية كبرى‪ ،‬باستثناء «هاندلس بانكن»‬
‫دون أموال نقدية‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع خطوات مدروسة ومتدرجة للتخلص من التعامل النقدي الورقي بشكل‬
‫نهائي وصوالً إلى مجتمع الكتروني خالي من التعامل الكاش‪.‬‬

‫ولدراسة تأثير النقد االلكتروني (الذي يمثل قيمة العمليات النقدية المنفذة باستخدام‬
‫ال بالكتلة النقدية‬
‫وسائل الدفع النقدي االلكتروني) على حجم التعامل النقدي التقليدي (ممث ً‬
‫‪ (M1‬في السويد خالل فترة الدراسة المعتمدة‪ ،‬يعزز الجدول التالي الصورة المرئية ألثر‬
‫النقد االلكتروني على النقود القانوني التقليدي (‪.)M1‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬تطور مستوى المعروض النقدى في السويد خالل الفترة (‪)2002-2002‬‬

‫(مليار كورون سويدي)‬

‫‪4102‬‬ ‫‪4103‬‬ ‫‪4104 4100 4101 4119 4115‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫‪4116‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫العام‬

‫الكتلة النقدية‬
‫‪2303‬‬ ‫‪52014‬‬ ‫‪5504‬‬ ‫‪9404‬‬ ‫‪9206‬‬ ‫‪9404‬‬ ‫‪9902‬‬ ‫‪01105 01402 01105‬‬
‫المتداولة‬
‫قيمة العمليات‬
‫‪00222 00425 0041‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪623‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪322‬‬
‫المنفذة الكترونيا‬
‫المصدر‪ :‬بيانات مصرف السويد المركزي على شبكة االنترنت لألعوام المذكورة‪.‬‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ أن مستوى المعروض النقدي (‪ )M1‬قد انخفض‬
‫بشكل ملحوظ خالل الفترة (‪ )2002-2002‬حيث بلغ في (‪ ،)2002‬ما قيمته (‪)2202‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: http: //www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-economy/17-2-2015.‬‬

‫ـ ‪ 115‬ـ‬
‫مليار كورون سويدي مقابل تزايد قيمة العمليات المنفذة الكترونياً خالل نفس الفترة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت في عام (‪ )2002‬ما قيمته (‪ )222‬مليار كورون سويدي ليصل إلى حوالي تريليون‬
‫ونصف كورون عام (‪ ،)2002‬وهذا الرقم قابل لالرتفاع مقابل انخفاض مستوى‬
‫المعروض النقدي (‪ ) M1‬إلى مستوى الصفر مع رفض قبول األموال النقدية و تزايد‬
‫االعتماد على بطاقات االئتمان في في كافة أرجاء السويد‪ ،‬و قد وصل األمر الى حد‬
‫رفض وسائل النقل العامة في غالبية المدن السويدية قبول األموال نقداً والزام الركاب‬
‫بالدفع عبر بطاقات االئتمان‪ ،‬وحسب التقارير الصادرة عن اتحاد البنوك السويدية تراجع‬
‫التعامالت النقدية التقليدية أثر ايجابًا على مستويات الجريمة في السويد‪ ،‬حيث انخفض‬
‫من (‪ ) 000‬عملية عام (‪ )2002‬إلى (‪ )06‬عملية فقط عام (‪ ) 2000‬وهو أدنى رقم‬
‫منذ أن بدأ توثيق عمليات السطو قبل (‪ )20‬عامًا وتشكل األوراق النقدية (‪ )%2‬من حجم‬
‫االقتصاد السويدي مقابل (‪ )%9‬في دول اليورو و (‪ )%2‬في الواليات المتحدة (‪.)1‬‬

‫يمكننا باالستناد إلى النتائج السابقة إجراء مقارنة مع الحالة السورية التي سوف نأتي‬
‫على ذكرها الحقاً وذلك باختبار الفرضية الفرعية الثانية (يمكن للنقود االلكترونية في‬
‫السويد أن تحل محل النقود الورقية) استنادًا إلى الجدول رقم (‪.)2‬‬

‫‪1: Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report, the Royal Swedish Institute of‬‬
‫‪Technology, 15 January 2013.‬‬

‫ـ ‪ 116‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تجارب عربية في التحول ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪:‬‬

‫إن التطور العلمي والتكنولوجي الذي تشهده الساحة المصرفية وما ترتب عليه من‬
‫استخدام واسع لألدوات التكنولوجية و قنوات الدفع النقدي االلكتروني في الدول المتقدمة‪،‬‬
‫جعل من الضروري على البلدان النامية ومنها العربية أن تعمل وبشكل جاد للتحول إلى‬
‫أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني إذا ما أرادات اإلبقاء على قطاعها المصرفي في إطار‬
‫المنافسة واالستمرار‪ ،‬والوقوف على قدم المساواة مع المصارف العالمية من خالل إعادة‬
‫صياغة استراتيجياتها وانتهاج سياسات أكثر تطو اًر وشموالً للتحول نحو الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني‪ ،‬بهدف مالحقة االتجاهات االبداعية فى العمل المصرفى الدولي وتطوير‬
‫جودة الخدمة المصرفية ورفع كفاءة األداء مما يعزز من قدراتها التنافسية على الساحتين‬
‫العربية والدولية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬واقع الدفع النقدي االلكتروني العربي‪:‬‬

‫تختلف صور أنظمة الدفع النقدي االلكتروني في الوطن العربي إلى حد كبير عن‬
‫باقي دول العالم‪ ،‬حيث تشير اإلحصائيات أن اجمالي االنفاق العربي على الدفع‬
‫االلكتروني ال يزيد عن (‪ )92‬مليون دوالر سنوياً‪ ،‬وأن معظم المتعاملين بالدفع االلكتروني‬
‫يتركز انفاقهم على التجارة االلكترونية كما أن (‪ )20%‬من العمليات التجارية االلكترونية‬
‫تتم خارج المواقع العربية بسب ندرة تلك المواقع التي ال تمثل سوى (‪ )0,5%‬من مساحة‬
‫االستخدام العالمي على شبكة اإلنترنت(‪ ،)1‬ونظ اًر لالرتباط الوثيق بين اإلنترنت والدفع‬
‫االلكتروني باعتبار أن األول هو بطاقة تعريف للثاني نظ ًار للدور الفاعل لإلنترنت في‬
‫ترقية الدفع االلكتروني في العالم بصفة عامة وفي الدول العربية بصفة خاصة‪ ،‬لكن ذلك‬

‫‪ :1‬أحمد‪،‬أبو فارة‪،‬واقع االنترنت والتجاري االلكترونية العربية والخدمات المصرفية االلكترونية‪،‬على الموقع‬
‫‪http: //www.yusuf-abufara.net/index.htm‬‬

‫ـ ‪ 117‬ـ‬
‫يصطدم بانخفاض عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية حيث بلغ في نهاية عام‬
‫(‪ )6209( )2000‬مليون يتوزعون وفق الترتيب العالمي لدولهم حسب تقرير نفس العام‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية حسب الترتيب العالمي لسنة (‪)2000‬‬

‫عدد مستخدمي‬ ‫الترتيب‬


‫النسبة المئوية من اجمالي السكان‬ ‫الدولة‬
‫اإلنترنت (مليون)‬ ‫العالمي‬
‫‪21,2%‬‬ ‫‪02006‬‬ ‫مصر‬ ‫‪22‬‬
‫‪33%‬‬ ‫‪00022‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪22‬‬
‫‪38,1%‬‬ ‫‪9020‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪22‬‬
‫‪13,6%‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪22‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫السودان‬ ‫‪22‬‬
‫‪17,7%‬‬ ‫‪2092‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪60‬‬
‫‪75,9%‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫االمارات‬ ‫‪62‬‬
‫‪34%‬‬ ‫‪2060‬‬ ‫تونس‬ ‫‪66‬‬
‫‪39,5%‬‬ ‫‪002‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪20‬‬
‫‪18,2%‬‬ ‫‪0002‬‬ ‫األردن‬ ‫‪20‬‬
‫‪34,7%‬‬ ‫‪900‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪22‬‬
‫‪42,6%‬‬ ‫‪220‬‬ ‫قطر‬ ‫‪009‬‬
‫‪10,3%‬‬ ‫‪220‬‬ ‫عمان‬ ‫‪000‬‬
‫‪1,4%‬‬ ‫‪220‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪002‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪222‬‬ ‫العراق‬ ‫‪009‬‬
‫‪4,2%‬‬ ‫‪260‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪020‬‬
‫‪34,8%‬‬ ‫‪220‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪022‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫‪029‬‬

‫ـ ‪ 118‬ـ‬
‫)‪Source : Internet World Stats (usage and population statistics‬‬

‫التأمل في هذه األرقام المتواضعة بالمقارنة مع الدول األوربية (‪ %20‬من عدد‬


‫السكان في أوربا يستخدمون اإلنترنت) يعكس حقائق علمية واقتصادية موضوعية تستدعي‬
‫الوقوف عندها‪ ،‬تجعل مستخدمي اإلنترنت العرب يعيدون النظر في كيفية وطبيعة‬
‫استخدامهم لالنترنت واالتجاه للتفكير االستثماري من أجل تغيير نوعية العوائد المحققة من‬
‫ذلك االستخدام والخروج من دائرة المتعة الشخصية إلى مجال االستثمار‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن تلخيص واقع الدفع النقدي االلكتروني العربي بالنقاط التالية‪.‬‬

‫‪- 0‬ان استخدام أجهزة الصرف اآللي ونقاط البيع وبطاقات الدفع و االئتمان قد أصبح‬
‫تطو ًار شائعًا في عموم الدول العربية‪ ،‬بوصفها ركائز إلكترونية أساسية يعتمد عليها‬
‫عمالء المصارف في إجراء معامالتهم المصرفية في دولهم وفي العالم عموماً‪ ،‬كما أن‬
‫عدداً من المصارف العربية قد قام بإنجا ز إبداعات أساسية على صعيد البطاقات‬
‫بالتسوق حول العالم(‪،)1‬‬
‫ّ‬ ‫البالستيكية وذلك بإصدار (بطاقات إنترنت) تسمح لزبائنها‬
‫ورغم ذلك بقيت حصة العرب من معامالت الدفع االلكتروني ال تتجاوز (‪ )%02‬على‬
‫المستوى العالمي التي بلغت(‪ )020‬مليار دوالر العام (‪.)2( )2002‬‬
‫‪- 2‬إن تقنية الدفع االلكتروني عبر اإلنترنت ورغم توسع نطاقها في عدة دول عربية وال‬
‫سيما في دول الخليج ولبنان ومصر واألردن‪ ،‬إال أن حجم تغلغل هذا النوع من‬ ‫ّ‬
‫األعمال المصرفية االلكترونية الحديثة لم يكتمل نضوجه بعد في السوق المصرفية‬
‫العربية عمومًا‪ ،‬ويتمثل السبب الرئيسي في ذلك بضعف استخدام اإلنترنت في الدول‬
‫العربية والذي ال يتعدى (‪ )2006‬من مجموع السكان في مقابل نسب تصل إلى أكثر‬
‫من )‪ (50%‬في أوروبا و (‪ )%20‬في الواليات المتحدة األميركية هذا من ناحية‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬إن طبيعة العمل المصرفي عبر اإلنترنت في العالم العربي يتركز‬
‫في الوقت الراهن على تقديم خدمات مصرفية غير تفاعلية (‪،)non-Interactive‬‬

‫‪ :1‬جمال الدين زروق و آخرون‪(،‬أوضاع القطاع المصرفي في البلدان العربية وتحديات االزمة العالمية(‪،‬ط ‪ ،2‬صندوق النقد العربي ‪،‬ابو‬
‫ظبي‪، )1007(،‬ص(‪.)12‬‬
‫‪ :2‬تقارير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (‪.)1022‬‬

‫ـ ‪ 119‬ـ‬
‫بمعنى أن الخدمات المتاحة هي االستعالم عن أرصدة الحسابات أو إجراء التحويالت‬
‫من حساب إلى آخر‪.....‬الخ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)6‬تطور نسبة انتشار اإلنترنت مقارنة بعدد السكان خالل الفترة (‪)2002-2000‬‬

‫‪4102‬‬ ‫نسبة اإلنترنت‪/‬عدد السكان ‪4101‬‬

‫‪26,5 % 0009%‬‬ ‫افريقيا‬


‫‪34,7 % 2002%‬‬ ‫أسيا‬
‫‪70,5 % 2202%‬‬ ‫أوربا‬
‫‪48,3 % 2902%‬‬ ‫الشرق األوسط‬
‫‪87,7 % 2202%‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪52,3 % 2202%‬‬ ‫دول امريكا الالتينية‬
‫‪72,9 % 6002%‬‬ ‫استراليا‬
‫‪42,3 % 4502%‬‬ ‫العالم‬
‫‪Source : World Internet Users and 2014 Population Stats‬‬

‫‪- 2‬إن تقنية الدفع االلكتروني عبر الهاتف النقال أو الجوال )‪(Mobile Banking‬‬
‫سيما المغرب ومصر والسعودية‬
‫تشهد نمواً سريعاً في العديد من الدول العربية وال ّ‬
‫واإلمارات والكويت والبحرين ولبنان واألردن وسلطنة عمان وقطر‪ ،‬وذلك تماشيًا مع‬
‫التطور السريع في أسواق الهواتف النقالة في هذه الدول‪ ،‬مما يشير إلى بادرة صحية‬
‫وأسواق حيوية للمصارف الستخدام هذه البنية اإللكترونية في طرح خدمات الدفع‬
‫المصرفي االلكتروني من خالل استخدام الهواتف النقالة‪ ،‬ويقدر عدد مستخدمي‬
‫الهاتف النقال في العالم العربي بأكثر من (‪ )22‬مليون مشترك في نهاية العام‬
‫(‪ ،)2002‬بمعدل زيادة انتشار تترواح بين(‪)%020-20‬سنوياً‪ ،‬و أن كثافة الهاتف‬
‫المحمول في العالم العربي تزيد على (‪.)1()%206‬‬

‫‪ :1‬تقارير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (‪.)1022‬‬

‫ـ ‪ 111‬ـ‬
‫‪- 2‬إن القيوام بمعامالت الدفع المصرفي االلكتروني باستخدام أجهزة الحاسوب الشخصي‬
‫)‪ )PC Banking‬س وواء من منزل الزبون أو مكتبوه هو في تنام ال بأس به في عدد‬
‫سيما دول مجلس التعاون الخليجي الست ولبنان ومصر‬ ‫من الدول العربية وال ّ‬
‫واألردن‪ ،‬بينما ال يزال ضعيف جداً في باقي الدول العربية (باستثناء لبنان) تقل النسبة‬
‫فيها عن (‪ )%2‬من عدد السكان حيث يستخدم الزبائن خط الهاتف العادي أو‬
‫اإلنترنت لتلبية احتياجاتهم المصرفية اليومية(‪.)1‬‬
‫‪- 2‬كل المعطيات السابقة توضح الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة‬
‫وكذلك بين الدول الخليجية وباقي الدول العربية األخرى سواء في مجال استخدام‬
‫اإلنترنت أو في مجال انتشار الهواتف الذكية‪.‬‬
‫أن تجاهل المصارف العربية االنخراط في هذا االقتصاد االلكتروني الجديد سيعزلها‬
‫ويهمش دورها ويعرضها لتراجع حصتها حتى في أسواقها الوطنية‪ ،‬وللتغلب على ذلك‬
‫يجب على المؤسسة المصرفية العربية أن تزيد من استيعابها للتطبيقات التقنية الحديثة‪،‬‬
‫ومحاولة تغيير نظرة ومفهوم المتعاملين مع البنوك عن تطبيقات الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني‪ ،‬وقد عرفت دول المشرق العربي تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال وخاصة دول‬
‫الخليج العربي (السعودية والكويت و االمارات وعمان‪....‬الخ) وبلغت نسبة استعمال‬
‫بطاقات الدفع االلكتروني فيها (‪ )%62‬وبلغت نسبة استعمال النساء (‪.)2()%20‬ولكن‬
‫معظم هذه العمليات االلكترونية كانت تتم ألغراض التسوق واالستهالك بمبالغ ضئيلة‬
‫وليست لعمليات حقيقية‪.‬‬

‫إن واقع الدفع النقدي االلكتروني العربي هذا‪ ،‬اليمكن تعميمه على جميع أنظمة‬
‫الدفع المصرفي العربي‪ ،‬فقد استطاعت بعض الدول العربية االستفادة من األرضية‬
‫التكنولوجية المتوفرة لديها وقامت بإجراء تغيرات جذرية وملموسة على هذا الصعيد ومن‬
‫أمثلة هذه النظم المصرفية (االمارات العربية المتحدة‪ ،‬الجزائر)‪ ،‬حيث احتلت االمارات‬
‫العربية المتحدة المرتبة األولى عربيًا والمرتبة الثانية وعشرين عالميًا (حيث يزداد عدد‬
‫مستخدمي اإلنترنت فيها بمعدل ‪ %22‬سنوياً)‪ ،‬كما تمكنت الجزائر من بناء أرضية‬

‫‪ :1‬بكر‪ ،‬صالح‪ ،‬موقع العرب في التجاري االلكترونية‪ ،‬محاضرة في غرفة التجارة الدولية‪ ،‬باريس‪.)1023-1-9-23 (،‬‬
‫‪ :2‬تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) المالمح االقليمية لمجتمع المعلومات لغرب في غرب آسيا(‪.)1020‬‬

‫ـ ‪ 111‬ـ‬
‫لمجتمع المعلومات من خالل تخفيض أسعار الحاسب الشخصي إلى أقل من (عشرة‬
‫أالف دينار جزائري) وتخفيض أسعار اإلنترنت بنسبة (‪ ،)%20‬وهذا ساعد على زيادة‬
‫عدد مستخدمي اإلنترنت في الجزائر من (‪ )000‬ألف مستخدم عام (‪)2000‬إلى أكثر من‬
‫(‪ )2‬ماليين مشترك عام (‪ ،)1( )2000‬وللوقوف على نتائج هذه المؤشرات وانعكاساتها‬
‫على تجربة الدفع المصرفي االلكتروني في هذه الدول سوف نقوم بدراسة تجربة كل من‬
‫الجزائر و االمارات العربية المتحدة في مجال الدفع النقدي االلكتروني ضمن اإلحصائيات‬
‫والمعطيات التي تمكنا من الحصول عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجربة الجزائر في مجال الدفع النقدي االلكتروني‪:‬‬

‫عزمت الجزائر على تطبيق أنظمة الدفع النقدي االلكتروني من خالل الجهود‬
‫المبذولة في هذا المجال‪ ،‬كاستخدام أخر التكنولوجيا النقدية في إصدار البطاقات‬
‫االلكترونية وتوفير وسائل القبول وخلق المناخ المالئم النتشارها من خالل انشاء هيئات‬
‫متخصصة باإلضافة إلى سن القواعد والقوانين الالزمة لضمان توافقها مع ما هو معمول‬
‫به على المستوى الدولي‪ ،‬و تبلورت هذه االصالحات بإصدار قانون النقد االلكتروني‬
‫بالجزائر عام (‪ )0922‬تلته مجموعة من المحاوالت لكنها بقيت في مراحلها التجريبية‬
‫ماعدا بعض المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ نذكر منها (‪:)2‬‬

‫‪ ‬تجربة بنك القرض الشعبي الجزائري‪ :‬حيث بدأ نشاطه االلكتروني عام (‪ )0929‬من‬
‫خالل االنخراط في شبكة في از الدولية كعضو أساسي مصدر وقابل للتعامل بهذه‬
‫البطاقات‪ ،‬وبعد ذلك وفي عام (‪ )0990‬قبل التعامل ببطاقات ماسترد كارد الدولية‬
‫وحالياً توصل إلى إصدار بطاقات في از الدولية ذات الرقاقة االلكترونية وهي أخر ما‬
‫توصلت إليه تكنولوجيا البطاقات المصرفية وفق المعايير الدولية ( ‪.)EMV‬‬
‫‪ ‬تجربة بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ :‬يقوم هذا البنك بإصدار بطاقات السحب الخاصة‬
‫به والتي يتم منحها للعمال الذين يتقاضون رواتبهم من وكاالته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: http: //www.science-collector.com/vb/t5330.html.‬‬
‫‪ :2‬عبدهللا‪،‬سليمة‪،‬تطور وسائل الدفع في الجهاز المصرفي الجزائري (رسالة ماجستر) عام (‪ )1007‬ص(‪.)233‬‬

‫ـ ‪ 112‬ـ‬
‫‪ ‬تجربة البنك الخارجي الجزائري‪ :‬يتولى هذا البنك إصدار البطاقات االلكترونية المسبقة‬
‫الدفع القابلة للشحن والخاصة بعمليات شراء الوقود من خالل محطات الخدمة‬
‫المتوفرة‪.‬‬
‫‪ ‬تجربة بريد الجزائر‪ :‬يهتم بتسيير أمور الموزعات والصرافات اآللية المنتشرة في المدن‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫إن مشروع النقد االلكتروني في إطار تحديث وتطوير القطاع المصرفي الجزائري‬
‫يهدف إلى تقليص حجم التداول بالنقد التقليدي (الكاش)‪ ،‬ومن هذا المنطلق قررت‬
‫مجموعة من البنوك إنشاء هيئة مشتركة فيما بينها لتسهيل العمليات المصرفية الخاصة‬
‫بالنقد االلكتروني (‪)1()SATIM‬عام (‪ )0992‬على شكل شركة ذات أسهم عبارة عن فروع‬
‫لثماني مصارف تجارية جزائرية هي ( البنك الوطني الجزائري‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية‬
‫الريفية‪ ،‬البنك الخارجي الجزائري‪ ،‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‪ ،‬القرض الشعبي‬
‫الجزائري‪ ،‬بنك التنمية المحلية‪ ،‬الصندوق الوطني للتعاون الفالحي‪ ،‬بنك البركة)‪،‬‬
‫برأسمال مقداره (‪ )00220‬مليار دينار جزائري‪ ،‬وقد انحصرت خدماتها في بداية األمر‬
‫بإصدار البطاقات المصرفية لسحب النقود الورقية من الموزعات اآللية‪ ،‬وفي عام‬
‫(‪ )2002‬قامت الشركة بإضافة خدمة جديدة هي خدمة نقاط البيع االلكتروني (‪ )pos‬أو‬
‫ما يسمى خدمة نهائيات الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫وللوقوف على حقيقة انتشار التعامل النقدي االلكتروني في السوق المصرفية‬


‫الجزائرية نعرض الجدول التالي الذي يوضح تطور قيمة التعامالت النقدية بواسطة‬
‫البطاقات االلكترونية على اختالف أنواعها لدى المصارف الجزائرية خالل الفترة‬
‫(‪.)2000-2002‬‬

‫‪ :1‬التسمية تم أخدها كما جاءت عليه أي أنھا التسمية المتعارف عليھا في الوﺛائق الرسمية وليست ترجمة حرفية حيث ترجمتھا الحرفية هي‬
‫شركة أتمتة التعامالت البنكية و النقد اآللي‪.‬‬

‫ـ ‪ 113‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)7‬يوضح تطور قيمة التعامالت النقدية بواسطة البطاقات‬
‫االلكترونية لعام (‪( )4101-4112‬مليون دينار جزائري)‬

‫‪4101‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫البنك‬

‫‪292‬‬ ‫‪582,3‬‬ ‫بريد الجزائر‬

‫‪22‬‬ ‫‪23,1‬‬ ‫بنك الفالحة‬

‫‪0200‬‬ ‫‪31,6‬‬ ‫البنك الخارجي‬

‫‪622‬‬ ‫‪463,5‬‬ ‫القرض الشعبي الجزائري‬

‫‪22022‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫البنك الوطني الجزائري‬

‫‪22022‬‬ ‫‪1,14‬‬ ‫بنك البركة‬

‫‪22002‬‬ ‫‪13,75‬‬ ‫الصندوق الوطني للتوفير‬

‫‪22002‬‬ ‫‪102,6‬‬ ‫بنك التنمية‬

‫‪202‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫بنك الخليج‬

‫‪22200‬‬ ‫‪419,8‬‬ ‫بنك باريبا الوطني‬

‫‪22002‬‬ ‫‪155,47‬‬ ‫بنك جمعية الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة تشخيص البطاقات االلكترونية في الجزائر (‪.)SATIM‬‬

‫ـ ‪ 114‬ـ‬
‫من خالل الجدول السابق نالحظ أن بنك بريد الجزائر يحتل الصدارة في قيمة‬
‫التعامالت االلكترونية بالمقارنة مع بقية المصارف الجزائرية األخرى‪ ،‬ويسعى بنك بريد‬
‫الجزائر خالل السنوات المقبلة‪ ،‬إلى تعميم عمليات الدفع اإللكتروني بالجزائر‪ ،‬مع التطور‬
‫الذي تشهده شبكات الدفع عبر (‪ )22‬مدينة‪ ،‬اذ يسعى بنك بريد الجزائر ليصبح المحرك‬
‫الرئيسي في عمليات الدفع اإللكتروني‪ ،‬وهو األمر الذي سيتحقق بفضل رفع شبكاته إلى‬
‫(‪ )2‬آالف مركز سحب إلكتروني في (‪ ،)2020‬كما أن (‪ )0200‬شباك إلكتروني يعد قيد‬
‫النشاط‪ ،‬يتم من خاللها تسجيل (‪ )20‬ألف عملية سحب يومياً(‪ ،)1‬كما أنه سيقوم بتقديم‬
‫عروض متعددة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالدفع المسبق أو عن طريق اإلنترنت أو حتى عن‬
‫طريق الهاتف النقال و بالتالي ستصبح المحرك الوحيد لتعميم هذه الخدمة‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول أن آليات الدفع االلكتروني في الجزائر عرفت تطو اًر‬
‫ملحوظًا‪ ،‬وانعكس ذلك على مختلف المصارف العاملة في السوق المصرفية الجزائرية‪،‬‬
‫بخاصة بنك بريد الجزائر الذي أصدر حتى نهاية عام (‪ )2000‬قرابة (ستة ماليين بطاقة‬
‫دفع الكتروني)‪ ،‬كما أصدرت باقي البنوك األخرى بطاقات ائتمان الكترونية محددة بمبالغ‬
‫معينة حسب دخل كل شخص وبسقف معين ال يتجاوز (‪ )2000‬دينار شهريًا كحد‬
‫أقصى يمكن للعميل سحبه من النوافذ االلكترونية‪ ،‬كما أصبح بإمكان أي صاحب حساب‬
‫بنكي بالعملة الصعبة في بنك القرض الشعبي الجزائري أن يحصل على بطاقة في از‬
‫وماستر كارد بشرط أن ال يقل حسابه المصرفي عن (‪ )0200‬يورو(‪.)2‬‬

‫ومع ذلك تبقى هناك مجموعة من المشاكل والمعوقات تعاني منها منظومة القطاع‬
‫المصرفي الجزائري تحول دون التطبيق الكامل ألنظمة الدفع االلكتروني من أهمها (‪:)3‬‬

‫‪- 0‬مشكلة المورد البشري والتكنولوجي الكفيل بتطوير وحماية المعامالت‬


‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪- 4‬غياب الثقافة المصرفية لدى الكفاءات البشرية‪.‬‬

‫‪ :1‬مزيق‪ ،‬عاشور‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ ،‬عصرنة القطاع المالي والمصرفي وواقع الخدمات االلكترونية في الجزائر‪ ،‬جامعة بوحسيب‪. 1022 ،‬‬
‫‪ :2‬مصلحة تشخيص البطاقات االلكترونية في الجزائر (مرجع سابق) ‪.‬‬
‫‪ :3‬فارس‪ ،‬مسدور‪ ،‬النشاط المصرفي الجزائري كأداي لتفعيل اندماج المصارف الجزائرية في االقتصاد العالمي‪ ،‬مجلة أفاق‪ ،‬جامعة البليدة‪،‬‬
‫(‪)1003‬ص(‪)12‬‬

‫ـ ‪ 115‬ـ‬
‫‪- 3‬قصور التشريعات الضرورية لتسهيل انتشار األعمال االلكترونية‪.‬‬
‫‪- 2‬صعوبة توزيع صالحيات تقديم الخدمات االلكترونية على المصارف العاملة‬
‫ضمن السوق الجزائرية‪.‬‬
‫‪- 2‬عدم وجود رؤية استراتيجية لتقديم الدعم الحكومي لعصرنة القطاع المالي‬
‫والمصرفي في الجزائر‪.‬‬

‫ولكي يتمكن القطاع المصرفي الجزائري من تجاوز المعوقات السابقة و وتبني‬


‫استراتيجية واضحة للتحول بالعمل المصرفي من شكله التقليدي إلى الشكل االلكتروني‬
‫البد من اتخاذ مجموعة االجراءات والتدابير التالية (‪:)1‬‬

‫‪- 0‬مواكبة أحدث التقنيات التكنولوجية في العمل المصرفي من خالل زيادة نسب‬
‫االنفاق االستثماري في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫‪- 4‬تنويع الخدمات المصرفية نظ ًار لحده المنافسة التي تواجهها المصارف الجزائرية من‬
‫خالل تقديم خدمة متميزة ومتنوعة ومتكاملة من الخدمات المصرفية تجمع بين‬
‫الشكل التقليدي تكريساً لمفهوم المصارف الشاملة‪.‬‬
‫‪- 3‬مواكبة المعايير الدولية من خالل تدعيم القواعد الرأسمالية واالهتمام بإدارة المخاطر‬
‫االئتمانية وفق معايير لجنة بازل الدولية واالستفادة من الخبرات الدولية في هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫‪- 2‬تفعيل دور مصرف الجزائر المركزي في هذا المجال لتهيئة المناخ التشريعي المالئم‬
‫للمتغيرات االقتصادية على الساحة المصرفية الدولية خاصة في ظل العولمة والثورة‬
‫العلمية والتكنولوجية‪.‬‬

‫‪ :1‬جبار‪ ،‬عبد الرازق‪ ،‬المنظومة المصرفية الجزائرية ومتطلبات استيفات مقررات لجنة بازل الدولية‪( ،‬دراسة قدمت لنيل درجة الماجستر‬
‫بالعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،)1003( ،‬ص(‪.)10-27‬‬
‫‪.‬‬

‫ـ ‪ 116‬ـ‬
‫ثالثا‪ :‬التجربة االمارتية في مجال الدفع االلكتروني (منظومة الدرهم االلكتروني)‪:‬‬

‫تم تأسيس االتحاد لدولة اإلمارات العربية المتحدة عام (‪ )0920‬باالتفاق بين سبعة‬
‫إمارات ذات سيادة مستقلة‪ ،‬والحكومة الوطنية فيها هي حكومة فيدرالية مع صالحيات‬
‫محدودة للحكومة االتحادية وسلطات محصورة باإلمارات األعضاء‪ ،‬هذا ويعتبر التطور‬
‫الكبير الذي شهدته دولة االمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت و جعلها‬
‫تتبوأ مرك اًز متمي اًز بالمنطقة العربية نتيجة لت اركم عدة عوامل من أهمها‪:‬‬

‫‪- 0‬ساعدت الطفرة النفطية لعام (‪ )0922‬على توفير امكانات كبيرة تم تسخيرها لبناء‬
‫وتطوير الدولة الفتية‪ ،‬و خلق فرص استثمارية و فرص عمل كبيرة أدت إلى توافد كم‬
‫هائل من اليد العاملة حيث بلغ عدد السكان وفق احصائيات المركز الوطني لعام‬
‫(‪ )2000‬ما يقارب (‪ )202‬مليون نسمة منهم (‪ )922‬ألف مواطن وأكثر من (‪)202‬‬
‫مليون وافد‪.‬‬
‫ال عن اإلعفاءات في مجال الضرائب والرسوم‬
‫‪- 4‬ساهم االستقرار السياسي واألمني فض ً‬
‫الجمركية وتوفير البنية التحتية من مرافق وطرق وخدمات إلى إقامة العديد من‬
‫المناطق الصناعية والمناطق الحرة ومن أهمها (المنطقة الحرة في جبل علي‪ ،‬وكذلك‬
‫مدينة دبي اإلعالمية‪ ،‬وقرية المعرفة ومركز دبي المالي العالمي‪ ،‬ومدينة دبي‬
‫لالنترنت‪ ،‬وسوق الذهب)‪.‬‬
‫‪- 3‬تحولها تدريجياً إلى مركز جذب مالي كبير لمؤسسات عالمية عمالقة وبدأت تداول‬
‫أسهمها وزادت من استثماراتها الداخلية والخارجية‪ ،‬فقد بلغ حجم االستثمارات اإلماراتية‬
‫في الواليات المتحدة نحو (‪ 22‬مليار درهم ما يعادل ‪ 20‬مليار دوالر) لعام (‪)2000‬‬
‫موزعة بين أسواق المال األميركية واالستثمارات المباشرة في االقتصاد األميركي‪ ،‬كما‬
‫تحتضن اإلمارات أكثر من (‪ )0000‬شركة أمريكية العديد منها يتخذ من الدولة مق اًر‬
‫(‪.)1‬‬
‫إقليمياً لعملياتها‪ ،‬وأن أكثر من (‪ )60‬ألف أميركي يعملون في اإلمارات‬

‫‪ :1‬تقارير المكتب المركزي لإلحصاء في دولة االمارات العربية المتحدة‬

‫ـ ‪ 117‬ـ‬
‫‪- 2‬احتلت االمارات المركز األول عربياً و المركز (‪ )022‬عالمياً في مؤشر الجاهزية‬
‫الشبكية (يقيس هذا المؤشر قدرة اقتصاد معين على االنتفاع الكامل من تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت في مجال المنافسة والتطوير) للعامين (‪)2000-2009‬على‬
‫التوالي‪ ،‬وبالنسبة لباقي المؤشرات الفردية التي تناولتها الدراسة احتلت االمارات المركز‬
‫األول عربيًا من أهمها (معدل استخدام اإلنترنت‪ ،‬نطاق اإلنترنت الدولي‪ ،‬مؤشر‬
‫جاهزية الحكومة االلكترونية‪....‬إلخ )‪ ،‬كما احتلت المركز األول عالمياً في معدل‬
‫انتشار الهاتف الجوال (‪ %200‬سنوياً) واحتلت المركز الثاني عالمياً في مؤشر‬
‫الحكومة االلكترونية‪ ،‬كما بلغت نسبة انتشار اإلنترنت (‪ )%92‬لعام (‪.)1()2002‬‬
‫‪- 2‬تعتبر شركة اتصاالت االمارات من أكبر شركات االتصاالت العالمية تقدم خدماتها‬
‫المختلفة الخاصة بقطاعات األعمال‪ ،‬األفراد‪ ،‬مزودي خدمات االتصاالت واإلنترنت‬
‫العالمية وشركات المحتوى ضمن ما يقارب (‪ )02‬سوقًا على امتداد اسيا وافريقيا‪ ،‬وقد‬
‫بلغ عدد مشتركيها في تلك البلدان ما يزيد على (‪ )020‬مليون مشترك لعام (‪،)2002‬‬
‫كما بلغت القيمة السوقية لها ما يقارب (‪ )71,78‬مليار درهم مع العلم أن هذه القيمة‬
‫قد انخفضت إلى ما يقارب (‪ )%20‬مع بداية األزمة المالية العالمية عام‬
‫(‪..)2()2002‬‬

‫بناء على المعطيات السابقة استطاعت االمارات توفير األبعاد الثالثة الالزمة‬
‫لقيام منظومة الدفع المصرفي االلكتروني والمتمثلة‪:‬‬

‫‪- 0‬بالبنية التحتية التقنية و الموارد البشرية حيث بلغ حجم االستثمارات في قطاع‬
‫االتصاالت نحو (‪ )002‬مليار دوالر لتأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية التي سجلت‬
‫استثمارات بقيمة (‪ )202‬مليار دوالر كما بلغ نصيب الفرد من االستثمارات في‬
‫االتصاالت ما قيمته (‪ ) 02006‬دوال اًر لعام (‪ ،)2002‬ما جعل اإلمارات في المركز‬
‫الثاني خليجيًا من حيث نصيب الفرد من استثمارات االتصاالت‪ ،‬مقارنة بمبلغ‬
‫(‪ )22206‬دوال اًر للفرد في الكويت خالل العام الماضي‪.‬‬

‫‪ :1‬تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) لعام (‪.)1020-1023‬‬


‫‪ :2‬بيانات مؤسسة اتصاالت االماراتية على شبكة االنترنت لعام (‪etissalat uae)1022‬‬

‫ـ ‪ 118‬ـ‬
‫‪- 4‬المتاجر االلكترونية عبر تأسيس متاجر افتراضية على شبكة اإلنترنت مثل (كوم‬
‫ترست) كوحدة أعمال الكترونية تابعة للشركة االماراتية لالتصاالت ولديها حلول شاملة‬
‫لضمان أمن المعامالت المالية االلكترونية باإلضافة إلى أطالق مواقع أخرى مثل‬
‫(دوت كوم ) لعام (‪ )2002‬وهو أول موقع متخصص بالتجارة االلكترونية في دولة‬
‫االمارات حيث تجاوز عدد السلع المتداولة عبره المليون سلعة وبلغ عدد زوراه في نفس‬
‫العام أكثر من (‪ )22‬مليون زائر واستمر تطور حجم التجارة االلكترونية وقد بلغ (‪)202‬‬
‫مليار دوالر تقريباً (‪ )9002‬مليار درهم‪ ،‬ما يمثل (‪ )%22‬من إجمالي سوق التجارة‬
‫اإللكترونية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لعام (‪ )2002‬بمعدل نمو سنوي‬
‫مقداره (‪ )%22‬وتشير التقديرات إلى امكانية تجاوز هذا الرقم (‪ )00‬مليار دوال في‬
‫نهاية عام (‪.)1( )2002‬‬
‫‪- 3‬وسائل الدفع المصرفي االلكتروني والتي من أهمها اصدار بطاقة الدرهم االلكتروني‬
‫الزرقاء من الجيل الثاني لمنظومة الدرهم االلكتروني (بداية العام ‪ )2000‬المتوائمة مع‬
‫بطاقة في از العالمية‪ ،‬وهي عبارة عن بطاقة بالستيكية تحتوي عدد وحدات معين تعادل‬
‫كل وحدة درهم إماراتي واحد وبفئات مختلفة و تعد من البطاقات ذات الحدود‬
‫المنخفضة المبالغ‪ ،‬وشكلت بديالً ذكياً واقتصادياً لحمل األموال النقدية‪ ،‬وتتيح‬
‫لمستخدميها دفع قيمة مشترياتهم المحلية والعالمية بسهولة في اكثر من ( ‪ )22‬مليون‬
‫محل تجاري حول العالم‪ ،‬مع االشارة الى أهميتها لناحية الرقابة الكاملة على االنفاق‬
‫اإلستهالكي‪.‬‬

‫يتميز الجيل الثاني من منظومة الدرهم اإللكتروني الذي تم تشغيله (‪)2000‬‬


‫استكماالً لبرنامج الدرهم االلكتروني (الذي أطلقته و ازرة المالية في دولة اإلمارات عام‬
‫‪ )2000‬بتكامله مع شبكات ووسائل الدفع العالمية وتمتعه بمرونة تطبيق خدمات‬
‫الحكومة اإللكترونية والتحصيل اإللكتروني عبر قنوات الدفع المختلفة بمعايير عالمية‪،‬‬
‫حيث تسمح منظومة الدرهم اإللكتروني بالتحصيل اآللي لرسوم الخدمات اإللكترونية‬
‫الحكومية لدى الو ازرات و الجهات غير الحكومية‪ ،‬والتجارة اإللكترونية للتسوق والدفع عبر‬
‫اإلنترنت‪ ،‬والتصديق اإللكتروني بو ازرة الخارجية‪ ،‬وفيما يلي بعض المؤشرات و‬
‫‪ :1‬مقال بعنوان (التجاري االلكترونية في االمارات ) على صحيفة االمارات اليوم تاريخ ‪.1023-2-9‬‬

‫ـ ‪ 119‬ـ‬
‫اإلحصائيات الصادرة عن هيئة االتصاالت االماراتية التي تلخص واقع ونشاط منظومة‬
‫الدرهم االلكتروني (‪.)1‬‬

‫‪- 0‬زيادة عدد الجهات المرتبطة بمنظومة الدرهم االلكتروني ليصل إلى (‪ )20‬جهة‬
‫حكومية وغير حكومية محلية بدال من (‪ )22‬جهة في العام (‪ )2002‬يعمل حاليًا‬
‫بمنظومة الدرهم اإللكتروني (‪)02‬و ازرة و (‪ )2‬هيئات اتحادية مستقلة‪ ،‬وحكومة دبي‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومجموعه من الدوائر المحلية وكبرى بعض الشركات‪.‬‬
‫‪- 4‬قدم (‪ 22‬بنكاً) معتمداً في الدولة شهادات الضمان المصرفي اآللي بمنظومة الدرهم‬
‫اإللكتروني وقد بلغ عدد األجهزة الطرفية نقاط البيع االلكترونية بلغ نحو (‪)2092‬‬
‫جها اًز‪ ،‬تعمل حالياً كقنوات لتحصيل رسوم الخدمات واإليرادات في حين تم تركيب‬
‫وتشغيل حوالي ( ‪ )62‬جهاز صراف آلي )‪ (ATM‬خاصة بتلك المنظومة لتتم تعبئة‬
‫البطاقات الخاصة بالمنظومة واعتماد وتهيئة ما يزيد على (‪ )60‬مرك ًاز لتوفير وتوزيع‬
‫بيع واعادة تعبئة بطاقات الدرهم اإللكتروني الحاصلة‪.‬‬
‫‪- 3‬تجاوز عدد بطاقات الدرهم اإللكتروني ما يزيد على ( ‪ )222‬ألف بطاقة نشيطة كما‬
‫تجاوز عدد إيصاالت المدفوعات للخدمات أكثر من (‪ )02‬مليون إيصال قيد آلي‬
‫بمعدل إصدار يزيد على مليون إيصال شهري بقيمة مدفوعات بواسطة الدرهم‬
‫اإللكتروني بلغ (‪ )226‬مليون درهم شهريًا ومتوسط عدد العمليات نحو (‪ )202‬مليون‬
‫عملية شهرياً و بإجمالي تجاوز (‪ )22‬مليون عملية خالل عام (‪.)2002‬‬
‫المحصلة عبر بوابة (الدفع اإللكتروني) التابعة لحكومة دبي اإللكترونية‬
‫ّ‬ ‫سجلت المبالغ‬
‫‪ّ - 2‬‬
‫لمصلحة الجهات المحلية المشتركة فيها‪ ،‬ارتفاعًا كبي ًار وتجاوزت (‪ ) 002‬مليار درهم‬
‫العام (‪ )2000‬مقارنة بو (‪ )000‬مليار درهم من العام (‪ )2000‬محققة بذلك ارتفاعاً في‬
‫المبالغ المحصلة بلغت نسبته (‪ )%22‬لتتجاوز ( ‪ )602‬مليار درهم (‪ ،)2002‬وقد‬
‫أحرزت كل من جمارك دبي‪ ،‬ثم هيئة كهرباء ومياه دبي‪ ،‬فهيئة الصحة‪ ،‬المراكز الثالثة‬
‫األولى على صعيد المبالغ المحصلة إلكترونيًا على التوالي‪ ،‬في الوقت تعمل فيه و ازرة‬
‫المالية العتماد مزيد من التطبيقات اإللكترونية الجديدة ضمن خطة التحول إلى‬
‫(الحكومة الذكية)‪.‬‬
‫‪ :1‬بيانات منشورة على موقع منظومة الدرهم االلكتروني على شبكة االنترنت (‪.)E-dirham‬‬

‫ـ ‪ 121‬ـ‬
‫‪- 2‬على الرغم من التطور الذي شهدته دولة االمارات في مجال الدفع االلكتروني‬
‫واحتاللها المرتبة األولى اقليمياً في تبني أنظمة الدفع االلكتروني كما أوضحت التقارير‬
‫والبيانات السابقة الزال نسبة التعامل النقدي التقليدي (الكاش) في دولة االمارات يشكل‬
‫ما نسبته من (‪ )%22-20‬من اجمالي الدفع النقدي كما يوضح الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)5‬تطور الكتلة النقدية (‪ )M1‬مقارنة بقيمة العمليات االلكتروني‬
‫لدى دولة االمارات‪/‬مليار درهم‪/‬‬

‫‪4102‬‬ ‫‪4103‬‬ ‫‪4104‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪4101‬‬ ‫العام‬


‫‪22600‬‬ ‫‪22906‬‬ ‫‪29902‬‬ ‫‪26200‬‬ ‫‪22209‬‬ ‫الكتلة النقدية (‪) M1‬‬
‫‪020‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪606‬‬ ‫قيمة العمليات االلكترونية (‪)Me‬‬
‫المصدر‪ :‬بيانات مصرف االمارات المركزي على شبكة اإلنترنت لألعوام المذكورة (‪ (www.centralbank.ae‬بيانات‬
‫شركة (نتورك ناشيونال أكبر مزود لخدمات الدفع االلكتروني في الشرق األوسط)‪.‬‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونيًا ولكن‬
‫بمعدل أقل من معدل تزايد الكتلة النقدية القانونية و هذا يقودنا إلى عدة نتائج‪:‬‬

‫‪- 0‬ال تصلح المقارنة بين الزيادة باستخدام النقد االلكتروني والزيادة في إصدار النقد‬
‫القانوني في دولة مثل االمارات وذلك يعود لما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض حجم العمليات المنفذة باستخدام الدرهم االلكتروني حيث تستخدم‬
‫بطاقات الدرهم االلكتروني الزرقاء المصدرة أساساً بفئات صغيرة من اجل‬
‫عمليات التسوق االلكتروني عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬كما ذكرنا سابقاً ضخامة حجم االستثمارات األجنبية في االمارات العربية‬
‫المتحدة والتي تحتاج إلى صفقات بسيولة عالية النجازها واإلشراف عليها‬
‫ال يمكن إصدار بطاقات الكترونية بتلك القيمة‪ ،‬فضالً انخفاض كلفة‬
‫انجازها بالنقد القانوني مقارنة بالنقد االلكتروني حيث تحتسب العمولة على‬
‫النقد االلكتروني كنسبة مئوية بينما تكون النسبة على النقد القانوني (عبارة‬
‫عن مبلغ ثابت) مثالً (صفقة بقيمة ‪ 00‬مليون درهم اذا تم انجازها بالنقد‬

‫ـ ‪ 121‬ـ‬
‫القانوني صرفت بشيك مثالً كلفتها ال تتجاوز سعر الشيك بينما قد تكلف‬
‫حوالي ‪ 20‬ألف درهم اذا انجزت الكترونياً بنسبة مقدارها مثالً ‪)%002‬‬
‫وهذا األمر ينطبق على موضوع االعتمادات المستندية التي تتضمن مبالغ‬
‫خيالية تحتاج إلى ثقة كبيرة في انجازها يفتقدها النقد االلكتروني‪.‬‬
‫‪- 2‬تتميز دولة االمارات بتركيبة ديمغرافية حيث ال يتجاوز عدد السكان األصليين ما‬
‫نسبته (‪ )0602‬من العدد االجمالي للسكان في حين يتجاوز عدد الوافدين خمسة‬
‫أ ضعاف عدد السكان األصلين معظمهم من قارة أسيا‪ ،‬هذا األمر ينعكس في‬
‫صعوبة التحويالت االلكترونية إلى تلك الدول التي ال يوجد فيها باألساس نظام‬
‫للنقد االلكتروني وان وجد يكون متخلف‪.‬‬
‫‪- 2‬لهذه األسباب فقد قمنا بمقارنة االنفاق االلكتروني بالنسبة لدخل الفرد في دولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة وبذلك يمكن تبيان أثر استخدام النقد االلكتروني في دولة‬
‫االمارات على النقد القانوني من خالل المقارنة بين الزيادة في دخل الفرد في‬
‫اإلمارات ( مواطن ‪ +‬مقيم ) والزيادة في نسبة االنفاق االلكتروني بالنسبة‬
‫للشخص الواحد حيث تجاوزت (‪ )06‬ضعفًا بفارق (‪ ) 2‬سنوات كما يظهر‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫ـ ‪ 122‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)9‬يوضح أثر الدفع االلكتروني على متوسط حصة الفرد ‪/‬درهم اماراتي‪/‬‬

‫‪4102‬‬ ‫‪4103‬‬ ‫‪4104‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪4101‬‬ ‫العام‬

‫اجمالي الدفع االلكتروني‬


‫‪020‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪606‬‬
‫‪/‬مليار درهم‪/‬‬
‫‪9,45‬‬ ‫‪9,21‬‬ ‫‪8,93‬‬ ‫‪8,44‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫عدد السكان ‪/‬مليون‪/‬‬
‫متوسط حصة الفرد من‬
‫‪02220‬‬ ‫‪00220‬‬ ‫‪2620‬‬ ‫‪2220‬‬ ‫‪220‬‬ ‫الدفع االلكتروني ‪/‬الف‬
‫درهم‪/‬‬
‫الزيادة في الدفع االلكتروني‬
‫‪%1617,65‬‬ ‫‪%1276‬‬ ‫‪%1020‬‬ ‫‪%452,94‬‬
‫‪-‬‬ ‫بالنسبة لسنة األساس‬
‫معدل النمو في الدفع‬
‫‪%26,70‬‬ ‫‪25,14‬‬ ‫‪%125,19‬‬ ‫‪%352,94‬‬ ‫‪-‬‬
‫االلكتروني‬
‫متوسط دخل الفرد االماراتي‬
‫‪242‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪220‬‬
‫‪022‬‬ ‫‪ /‬ألف درهم‪/‬‬

‫نسبة المواطنين االمارتيين‬


‫‪0602‬‬ ‫‪0602‬‬ ‫‪0602‬‬ ‫‪0602‬‬ ‫‪0602‬‬
‫من عدد السكان االجمالي‬

‫‪200222‬‬ ‫متوسط دخل الفرد للمواطن‬


‫‪38,880‬‬ ‫‪37,584‬‬ ‫‪36,126‬‬ ‫‪35,640‬‬
‫والوافد‪/‬ألف درهم‪/‬‬
‫نسبة االنفاق االلكتروني‬
‫‪35,37%‬‬ ‫‪%28,15‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪%10,8‬‬ ‫‪%2092‬‬
‫لدخل الفرد (مواطن وافد)‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث استناداً إلى تقارير (المركز الوطني لإلحصاء‪-‬مصرف االمارات المركزي) لألعوام المذكورة‪.‬‬

‫ـ ‪ 123‬ـ‬
‫من خالل الجدول السابق يمكن أن نق أر مايلي‪:‬‬

‫‪- 0‬الزيادة في متوسط دخل الفرد (المواطن والمقيم) في دولة اإلمارات قد زادت من‬
‫(‪ )200222‬عام ‪ 2000‬لتصل (‪ )38,880‬درهم عام أي بزيادة وصلت‬
‫(‪.)%20022‬‬
‫‪- 2‬زيادة كبيرة في حجم استخدام النقد االلكتروني لإلنفاق الفردي (‪ )220‬درهم عام‬
‫(‪ )2000‬لتصل إلى (‪ )02220‬عام (‪ )2002‬بزيادة ( ‪ (%1617,65‬ما يعادل‬
‫( ‪ )06‬ضعفاً‪.‬‬
‫‪- 2‬زيادة كبيرة في نسبة استخدام النقد االلكتروني لإلنفاق الفردي بالنسبة لدخل الفرد‬
‫فقد كانت ‪ %2092‬عام ‪ 2000‬لتصل إلى (‪ )35,37%‬عام ( ‪)2002‬‬
‫‪- 2‬إن كل زيادة في نسبة االنفاق االلكتروني إلى متوسط دخل الفرد يقابلها نقص‬
‫بنفس المقدار من استخدام النقد القانوني لمتوسط الدخل الفردي‪ ،‬أما الزيادة في‬
‫معدل اصدار النقد القانوني يعود لألسباب األنفة الذكر والتي من أهمها ضخامة‬
‫حجم االستثمارات وحجم التحويالت المالية‪.‬‬

‫ـ ‪ 124‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬

‫انعكاسات عملية التحول للدفع االلكتروني‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫على السياسة النقدية وكيفية استجابة‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫المصارف المركزية له‬

‫إن موت النقود التقليدية سيعقبه تغيرات عميقة في الهيكل االقتصادي الدولي فالنقد‬
‫اإللكتروني واقع راهن ومستقبل مؤكد‪ ،‬النقد االلكتروني يعني عملياً وجود جهات أخرى‬
‫غير المصارف المركزية تخلق النقود‪ ،‬مما سيؤثر في قدرة السلطات النقدية في المحافظة‬
‫على االستقرار المالي والنقدي‪ ،‬ويضعف قدرتها في السيطرة على حجم السيولة وسرعة‬
‫دوران النقود و معدالت التضخم ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إدارة السياسة النقدية في ظل انتشار النقد االلكتروني‪:‬‬

‫تتوقف أثار النقود االلكترونية على فعالية السياسة النقدية على مدى انتشارها هذه‬
‫النقود وتطور استخدامها‪ ،‬فكلما كان النقد االلكتروني يشكل نسبة كبيرة من حجم‬
‫المعروض النقدي االجمالي كلما كان تأثيره فعاالً على السياسة النقدية والعكس صحيح‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلدارة الكمية للسياسة النقدية الكترونيا‪:‬‬

‫باستخدام الوسائل الكمية التي تستهدف التأثير في حجم وكمية االئتمان ولكن هنا ليس‬
‫بالصورة التقليدية وانما بالصورة االلكترونية باستخدام وسائل الدفع النقدي االلكتروني اذا‬
‫ما توفرت مقومات العمل المصرفي االلكتروني‪.‬‬
‫ـ ‪ 125‬ـ‬
‫‪ )0‬نسبة االحتياطي االلزامي‪ :‬في ظل النظام االلكتروني االحتياطي االلزامي يكون في‬
‫صورة نقود الكترونية وبطاقات ائتمان الكترونية وهذا يعطي المصرف المركزي المزيد‬
‫من التكيف والحرية في تقييد حجم االئتمان زيادة أو نقصان (حسب الحالة االقتصادية‬
‫السائدة) أكثر مما هو عليه الحال في النظام المصرفي التقليدي ويكون ذلك عبر‬
‫(‪.)1‬‬
‫الشبكة المصرفية المحلية أو عبر شبكة االتصال الدولية‬
‫‪ )2‬سعر الخصم‪ :‬إذا رغب المصرف المركزي التوسع في حجم االئتمان وزيادة المعروض‬
‫النقدي فإنه يقوم بإعالن سعر خصم منخفض على الشبكة و تقوم المصارف التجارية‬
‫بخصم أوراقها التجارية والحصول على كميات اضافية من النقود ويصبح بمقدرتها‬
‫منح المزيد من النقود االئتمانية مثل بطاقات االئتمان‪ ،‬ويحدث العكس عند الرغبة في‬
‫تقييد حجم االئتمان بإعالن سعر خصم مرتفع‪ ،‬إن استخدام المصرف المركزي لهذه‬
‫الوسيلة بالصورة االلكترونية يكون أيسر وأسهل من الصورة التقليدية (‪.)2‬‬
‫‪ )2‬عمليات السوق المفتوحة‪ :‬يمكن للمصرف المركزي أن يقوم بعمليات السوق المفتوحة‬
‫في ظل نظام الدفع المصرفي االلكتروني باستخدام بروتوكول الحركات المالية اآلمنة‬
‫(برنامج طورته مجموعة من الشركات المالية العالمية الرائدة) من خالل حقن‬
‫االقتصاد بكميات نقدية واحداث عمليات شراء لألوراق المالية المختلفة ودفع ثمنها في‬
‫صورة نقود حاضرة أو بمنح ائتمان الكتروني للعميل يقيد في الجانب الدائن للبنك‪،‬‬
‫ويحدث العكس تمامًا عندما يرغب المصرف المركزي تقييد حجم االئتمان والسيولة‬
‫النقدية من خالل الجهاز المصرفي االلكتروني (‪.)3‬‬

‫تتجه العديد من الدول الصناعية وبخاصة الواليات المتحدة األمريكية نحو التوسع‬
‫في استخدام النقود االلكترونية وادارة السياسة النقدية الكترونياً كونها أكثر سرعة وكفاءة‬
‫من الوسائل التقليدية وتصل لقاعدة أوسع من العمالء داخلياً وخارجياً‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫للتوازن النقدي أن يتحقق بسرعة ولكن تلك اإلدارة ستكون محدودة الفعالية في الدول‬
‫النامية الفتقارها لمعظم متطلباتها‪.‬‬

‫‪ :1‬محمد عبد العزيز عجمية‪،‬بحي تادرس قرصية‪،‬النقود والمصارف والتجاري الخارجية‪،‬مطبعة االسكندرية‪ 1000،‬ص(‪.)2337‬‬
‫‪ :2‬زكي شافع‪،‬محمد‪،‬مقدمة في النقود و المصارف‪،‬دار النھضة العربية‪،‬القاهرة‪،1001،‬ص(‪.)200‬‬
‫‪ :3‬جمال مجاهد‪،‬شيماء‪،‬التأثير المتبادل بين األعمال المصرفية االلكترونية والسياسة النقدية والتجاري االلكترونية‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة‬
‫المنصورة‪،1007،‬ص (‪.)21‬‬

‫ـ ‪ 126‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدارة النوعية للسياسة النقدية الكترونيا‪:‬‬

‫هذا النوع من اإلدارة يعنى التأثير على وجه االئتمان المتجه لنوع معين من‬
‫القطاعات أو األنشطة االقتصادية‪ ،‬والمفاضلة بينها حسب مدى أهميتها للمجتمع‪ ،‬بالعمل‬
‫على تشجيع بعض تلك األنشطة أو الحد من بعضها‪ ،‬وتلك النوع من اإلدارة يكثر الحاجة‬
‫إليها خاصة في ظل التوجه القتصاديات السوق‪ ،‬ويتم العمل بتلك اإلدارة عن طريق‬
‫التحكم في تكلفة الحصول على االئتمان بالنسبة لتلك األنشطة وحجم القروض وأصولها‬
‫وذلك عن طريق أربعة وسائل (‪:)1‬‬

‫‪ )0‬التميز في أسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ )2‬التميز من حيث آجال القروض‪.‬‬

‫‪ )2‬التميز في نوع الضمانات المطلوب تقديمها للقروض‪.‬‬

‫‪ )2‬تحديد حجم القروض‪.‬‬

‫هذه اإلدارة تتم عبر شبكة اإلنترنت بطريقة تشبه طريقة االعتمادات المستندية‪،‬‬
‫حيث يقوم العميل بتقديم المستندات التى تبين نوع المشروع الذى يرغب في االقتراض من‬
‫أجله لينظر البنك في أمر مشروعه ويتحكم بالوسائل السابقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: F.rayport (jeff.), J. Jaworski (Bern.), introduction to E-commerce, MCGraw Hill, 2ed, 2000, P. 382‬‬

‫ـ ‪ 127‬ـ‬
‫ثالثا‪ :‬إدارة السياسة النقدية الكترونيا باستخدام األدوات األخرى‪:‬‬

‫قد يلجأ البنك المركزي إلى الحث و اإلقناع األدبي‪ ،‬وذلك عن طريق االجتماع‬
‫بمسؤولي البنوك التجارية وغيرها‪ ،‬مثل بنوك االستثمار واألعمال ومحاولة شرح متطلبات‬
‫المرحلة االقتصادية التي تمر بها الدولة ونوع السياسة النقدية واالئتمانية الواجب إتباعها‬
‫وقد يكون ذلك عبر شبكة اإلنترنت (‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدى التفاعل بين التحول للدفع االلكتروني وتحقيق أهداف السياسة‬

‫النقدية‪:‬‬

‫لقد رافق ظاهرة العولمة التوسع في استخدام بطاقات االئتمان و النقود االلكترونية‬
‫في سداد المدفوعات و اجراء التسويات الدولية دون المرور بالمصارف المركزية ولكن هذا‬
‫ال يحدث إال في اقتصاد يعتمد في أغلب تعامالته االقتصادية على النقد االلكتروني‬
‫ال)‪ ،‬وقد أثار هذا الموضوع اهتمام‬
‫ووسائل الدفع المصرفي االلكتروني (السويد مث ً‬
‫السلطات النقدية المسؤولة على النطاقين المحليين والدولي بشأن انعكاس انتشار النقد‬
‫االلكتروني على دور المصرف المركزي في ادارة السياسة النقدية‪ ،‬حيث يمكن أن نميز‬
‫بين ثالث مواقف تتراوح بين المبالغة في تلك االنعكاسات و نفيها نفيًا تامًا أو النظر إليها‬
‫باعتدال‪:‬‬

‫أوال‪ :‬انتشار استخدام النقود االلكترونية يؤثر بشكل ايجابي على فعالية السياسة‬

‫النقدية‪:‬‬

‫يعتبر أصحاب هذا الرأي من أنصار االقتصادي (‪)2( )W.NISKANEN‬حلول‬


‫النقود االلكترونية محل النقود الورقية يزيد من فاعلية السياسة النقدية نتيجة تقلب‬

‫‪1‬‬
‫‪: Misbki (Fred.),2009 The economics of Money, Banking, and Financial Markets, Boston San francisco‬‬
‫‪New York, 7ed, p.335.‬‬
‫‪2‬‬
‫– ‪: W.NISKANEN (Frederic), The Ecoomics of Money, Banking , and Financial Markets, Addison‬‬
‫‪Wesley, 5ed, 2007, P.55‬‬

‫ـ ‪ 128‬ـ‬
‫مضاعف النقود الناتج عن التغيرات في الطلب العام على النقود القانونية المصدرة من‬
‫قبل المصرف المركزي‪ ،‬حيث إن تزايد النقود االلكترونية وتطور استخدامها خاصة‬
‫البطاقات االلكترونية مختزنة القيمة يؤدي إلى انخفاض جوهري في الطلب على العملة‬
‫الورقية بالشكل الذي يجعل ادارة السياسة النقدية تتم بشكل أفضل نتيجة التحكم في‬
‫االصدار النقدي الذي يعتبر الوظيفة الجوهرية للمصرف المركزي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم وجود أي تأثير للنقود االلكترونية على فعالية السياسة النقدية‪:‬‬

‫من أنصار هذا االتجاه االقتصادي األمريكي (‪ ،)B.ELY‬حيث يرى أن األثر‬


‫الوحيدة النتشار النقود االلكترونية يتمثل في خسارة الدولة إليراداتها الناتجة عن احتكار‬
‫صك العملة‪ ،‬ويدعم هذا الرأي بحجتين(‪ ،)1‬األولى أن الحجم المتوقع لسوق البطاقات‬
‫االلكترونية لن يزيد عن (‪ )00‬باليين دوالر أمريكي وأن الدخل النجم عنها (مقدار خسارة‬
‫الحكومة) يكون في حدود (‪ )600‬مليون دوالر أمريكي في هذه الحالة لن يكون هناك أي‬
‫تأثير على الطلب على العملة‪ ،‬الثانية‪ ،‬انخفاض دور مجلس االحتياطي الفيدرالي‬
‫األمريكي بالتحكم بكمية النقود المتداولة والمعروض النقدي كونه يمد بشكل غير فعال‬
‫النظام المصرفي بالكميات النقدية الضرورية لمقابلة االحتياطات القانونية‪ ،‬وبالتالي تتمثل‬
‫السياسة النقدية للمجلس المذكور في تحديد أسعار الفائدة‪ ،‬ومن ثم إن زيادة المعروض‬
‫النقدي االلكتروني لن يؤدي إلى أي تأثير على السياسة النقدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انتشار النقود االلكترونية قد يلغي دور المصارف المركزية في ادارة السياسة‬

‫النقدية‪:‬‬

‫من أنصار هذا الموقف االقتصاديان (‪)2()E.STEVENS ،J.JORDAN‬حيث‬


‫يرى الكاتبان أن التطور الماضي في أشكال النقود أدى إلى خفض الطلب على نقود‬

‫‪1‬‬
‫‪: Ely , B. (1996): “ E-money and monetary policy : Separating fact from fiction, paperpresented at‬‬
‫‪Cato Institute’s 14thAnnual Money Conference”, May.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Jordan, J.L. and E. Stevens; Money in the Twenty-first Century,Financial Services Working Paper,‬‬
‫‪Financial ServicesResearch Group, Federal Reserve Bank of Cleveland,Series No.2, 1996.‬‬

‫ـ ‪ 129‬ـ‬
‫المصرف المركزي و من المحتمل أن يؤدي التطور في انتشار النقود االلكترونية الى‬
‫المزيد من تقليل الطلب على تلك النقود القانونية‪ ،‬وبناء على ذلك يخلص الكاتبان أن‬
‫انتشار النقود االلكترونية سيؤدي إلى تقليل وربما اختفاء دور المصارف المركزية في‬
‫إصدار النقود لكن لن يؤدي إلى إلغاء دورها في ادارة السياسة النقدية وتسوية االلتزامات‬
‫الناشئة عن لتعامالت الدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار المحتملة للنقد االلكتروني على السياسة النقدية ومدى استجابة‬

‫المصارف المركزية لها‪:‬‬

‫إن التوسع في استخدام النقود االلكترونية لتلبية احتياجات التجارة االلكترونية‬


‫سيصبح أم اًر حتميًا‪ ،‬ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على أداء المصارف المركزية لوظائفها‬
‫الجوهرية والتي من أهمها (إصدار أوراق البنكنوت والرقابة على وسائل الدفع الجارية‪،‬‬
‫المعروض النقدي و السياسة النقدية)‬

‫أوال‪ :‬إصدار أوراق البنكنوت والرقابة على وسائل الدفع الجارية‪:‬‬

‫تمثل أوراق البنكنوت التي يصدرها المصرف المركزي في دول عديدة نسبة كبيرة‬
‫من كمية وسائل الدفع الجارية (تشمل النقد المتداول خارج النظام المصرفي مضافًا إليه‬
‫الودائع الجارية بالعملة المحلية) والتي يطلق عليها الكتلة النقدية بالمعنى الضيق (‪،)M1‬‬
‫إن زيادة الطلب على النقد االلكتروني من الممكن أن يؤثر على اجمالي المعروض‬
‫النقدي بما يشبه مخاطر خلق االئتمان‪ ،‬وهنا يمكن أن نميز بين مسارين رئيسيين (‪.)1‬‬

‫‪ ‬المسار األول‪ :‬يتعلق بالمدفوعات الكبيرة بين المصارف وما لها من تبعات على‬
‫استقرار النظام المصرفي والطلب على االحتياطات النقدية المتوفرة لدى المصارف‬
‫المركزية‪.‬‬

‫‪1: STADLER, F, Electronic Money: Preparing the Stage, University of Toronto, June 2007.‬‬

‫ـ ‪ 131‬ـ‬
‫‪ ‬المسار الثاني‪ :‬يتعلق بالنقود االلكترونية وكيف لهذه الظاهرة الجديدة أن تشكل‬
‫تهديداً على آلية تنفيذ السياسة النقدية‪ ،‬وكيفية استجابة المصارف المركزية لها‪.‬‬

‫حيث تتلخص اآلثار األولية والمباشرة للنقود االلكترونية في تقليل الطلب على النقد‬
‫المصدر (الكاش)‪ ،‬وهذا يؤثر على ميزانية المصرف المركزي نظ اًر ألن النقد المصدر‬
‫ال‬
‫يشكل مكونا رئيسيًا من مكونات جانب المطاليب في ميزانية المصارف المركزية‪ ،‬مث ً‬
‫(‪)1‬‬
‫من القاعدة النقدية اإلحتياطية من جانب‬ ‫شكل النقد المصدر حوالي (‪)%6002‬‬
‫المطاليب في ميزانية مصرف سوريا المركزي لعام (‪ ،)2000‬وبناء عليه اإلعتماد الكبير‬
‫على النقود اإللكترونية في المستقبل سيعمل على تخفيض ميزانية المصرف المركزي‬
‫بشكل ملحوظ وهذا من شأنه التأثير على قدرة المصارف المركزية في مستويات أسعار‬
‫الفائدة قصيرة األجل من خالل تدخالتها في السوق النقدية‪.‬‬

‫و لدراسة تأثير النقود االلكترونية على كمية وسائل الدفع الجارية يجب أن نميز بين‬
‫حالتين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حالة عدم التقيد بنسبة االحتياطي القانوني‪:‬‬

‫تتضمن عملية التحول من النقود القانونية إلى النقود االلكترونية انخفاض كمية‬
‫النقود المتداولة خارج الجهاز المصرفي بنفس مقدار عملية التحويل‪ ،‬وبنفس الوقت سيزداد‬
‫ما لدى الجهاز المصرفي من نقود قانونية التي تعمل كتغطية للنقود االلكترونية بنفس‬
‫المقدار‪ ،‬على سبيل المثال نفرض أن مصدري النقود االلكترونية يملكون احتياطات نقدية‬
‫تقليدية (نقود قانونية ‪ )%000‬لتغطيتها فإنه من المتوقع عدم تغير حجم المعروض‬
‫النقدي (‪.)2‬‬

‫‪ :1‬التقارير الدورية االحصائية لمصرف سوريا المركزي نھاية عام (‪.)1020‬‬


‫‪ :2‬للتوضيح تشمل (‪ )M1‬كمية النقود الموجودة في التدوال مضاف اليھا الودائع تحت الطلب‬

‫ـ ‪ 131‬ـ‬
‫ب ‪-‬حالة االلتزام باحتياطي قانوني‪:‬‬

‫إن استخدام النقود االلكترونية سيؤثر مباشرة على كمية المعروض النقدي (‪)M1‬‬
‫بطريقتين (‪:)1‬‬

‫‪ ‬طريقة مباشرة من خالل التخفيض المباشر للنقد المتداول خارج الجهاز المصرفي‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة غير مباشرة من خالل التغير في مركز احتياطات البنك الذي يتلقى وحدة‬
‫واحدة من النقود االلكترونية ولتوضيح ذلك‪ ،‬نفترض أن شخص قام بإيداع مبلغ‬
‫(‪ )000‬دوالر في حسابه المصرفي في مصرف ما‪ ،‬فإن ذلك يؤثر على رصيده‬
‫من النقود االلكترونية في بطاقة االئتمان وفي نفس الوقت يؤثر على ميزانية البنك‬
‫كما يلي (‪:)2‬‬
‫‪ )0‬تزاد النقود في خزينة المصرف بمقدار مائة دوالر وكذلك تزداد خصوم المصرف‬
‫بنفس المبلغ وهو ما يعادل الزيادة في كمية النقود االلكترونية‪.‬‬
‫‪ )2‬الزيادة في اجمالي النقود بمقدار مائة دوالر سيؤدي إلى زيادة احتياطي المصرف ألن‬
‫الزيادة في كمية النقود االلكترونية ال يتطلب حجز جزء منها كاحتياطي و اذا وجد‬
‫التزام قانوني بحجز نسبة (‪ )%00‬سوف يزيد االحتياطي بمقدار (‪ )00‬دوالر وفي‬
‫كلتا الحالتين يتكون لدى المصرف فائضًا في االحتياطي القانوني وهذا يؤدي إلى‬
‫توسع غير مرغوب لكمية وسائل الدفع الجارية (‪.) M1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر النقود االلكترونية على المعروض النقدي و السياسة النقدية‪:‬‬

‫إن تأثيﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية على ﺍلسياسة ﺍلنقﺩية سيتﻭقﻑ بشكل كبير على سﺭعة‬
‫ﺍنتشاﺭها ﻭعلى ﺍلمﺩﻯ ﺍلﺫﻱ ستحل فيه محل ﺍلنقﻭﺩ ﺍلسائلة‪:‬‬

‫‪ :1‬أحمد سفر‪،‬أنظمة الدفع االلكتروني‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬لبنان‪،‬الطبعة األولى‪1002،‬م‪،‬ص‪.32‬‬


‫‪2: White, L.H.(1996)" The Technology Revolution and Monetary Evolution" in. the future of‬‬
‫‪money in the Information Age, Cato Institute's 14th annual monetary conference, May 23, Washington,‬‬
‫‪D.C., p.16.‬‬

‫ـ ‪ 132‬ـ‬
‫‪ ‬ﺇﺫﺍ كان ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية معتﺩالً فإﻥ االنخفاض في ﺍلمﺩﺍخيل ﺍلعائﺩﺓ لحﻕ‬
‫ﺍلبنوﻙ المركزية في احتكار عملياﺕ ﺍإلصﺩﺍﺭ ﺍلنقﺩﻱ ﻭمﻥ ثﻡ تقليﺹ ميﺯﺍنيتها‬
‫سيكون محﺩﻭﺩًا‪ ،‬ﻭهنا يﻜﻭﻥ ﺍالجراء ﺍلﻭحيﺩ ﺍلﺫﻱ قﺩ يتعيﻥ على ﺍلبنﻙ المركزي‬
‫ﺍتخاﺫه هﻭ ﺍلعمل على تضميﻥ الكميات ﺍلنقﺩية ﻭﺇصﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية‬
‫بﻭﺍسﻁة ﺍلمﺅسساﺕ ﺍلمحلية ﻭ األجنبية‪ ،‬مع ﺍألخﺫ في ﺍالعتباﺭ ﺍحتمال ﺃﻥ يﺅﺩﻱ‬
‫ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﺇلى حﺩﻭﺙ تغيﺭ في سﺭعة ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍلنقﻭﺩ ﻭما يتﺭتﺏ على‬
‫ﺫلﻙ مﻥ صعﻭبة في ﺍستخﺩﺍﻡ الكميات النقدية كهدف ﺃﻭ مﺅشﺭ للسياسة ﺍلنقﺩية (‪.)1‬‬
‫‪ ‬ﺇﺫﺍ كان ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﻭﺍسعاً فإنه يتعيﻥ على ﺍلبنﻙ المركزي ﺍلنﻅﺭ في‬
‫ﺍتخاﺫ ﺍلخﻁﻭﺍﺕ ﺍلضﺭﻭﺭية لتعﻭيﺽ االنخفاض في ميﺯﺍنيته ﺍلناجﻡ عﻥ ﺫلﻙ ﻭ‬
‫سيتﻭقﻑ ﺫلﻙ االجراء على ﺍلمﺩﻯ ﺍلﺫﻱ ﺃصبح فيه هﺫﺍ االنخفاض عائقاً للتﻁبيﻕ‬
‫ﺍلفعلي للسياسة ﺍلنقﺩية‪ ،‬ﻭهنا سيكون ﺃماﻡ المصرف المركزي بﺩﺍئل عﺩيﺩﺓ منها على‬
‫سبيل ﺍلمثال(‪.)2‬‬
‫‪ )0‬احتكار اصدار النقد االلكتروني‪ ،‬ﻭهﻭ ما قﺩ يقلل ﺍلمنافسة ﻭيحبﻁ ﺍلﺭغبة في‬
‫ﺍلتجﺩيﺩ في هﺫﺍ ﺍلميﺩﺍﻥ‪ ،‬على سبيل المثال يﻭصي محافﻅ ﺍلبنﻙ المركزي‬
‫ﺍأللماني بهﺫﺍ اإلجراء لمﻭﺍجهة ما قﺩ يقﻭﺩ ﺇليه ﺍالستخﺩﺍﻡ ﺍلمتﺯﺍيﺩ لنﻅاﻡ النقد‬
‫االلكتروني مﻥ ﺇضعاﻑ مفعﻭل ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍلﺭقابة ﺍلنقﺩية ﺍلتقليﺩية ﺍلتي تﺅثﺭ‬
‫على ﺍالقتصاﺩ األلماني‪ ،‬ﻭﺇﻥ كان ﺍلمسﺅﻭل ﺍأللماني يشكك في امكانية تقبل‬
‫ﺍلجمهﻭﺭ للنقﻭﺩ االلكترونية كبديل للنقﻭﺩ ﺍلماﺩية ﺍلتقليﺩية‪.‬‬
‫‪ )2‬ﺯياﺩﺓ قيمة االحتياطي ﺍلقانﻭني ﺍلمﻁلﻭﺏ لتغﻁية ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﻭغيﺭها‬
‫مﻥ ﺍلخصﻭﻡ‪ ،‬ونظ اًر ألنه ﺃصبح ينﻅﺭ لمتﻁلباﺕ االحتياطي ﺍلتي ال تدفع عنه‬
‫فائﺩﺓ كنوع مﻥ ﺍلضﺭيبة ﺍلتي تشﻭه ﺍلمنافسة فإﻥ ﺍلعﺩيﺩ مﻥ ﺍلﺩﻭل قﺩ ﺃخﺫﺕ‬
‫مﺅخﺭًﺍ في تخفيﺽ تلﻙ ﺍلمتﻁلباﺕ‪.‬‬

‫‪1: Berentsen, Aleksander “ digital Money, Liquidity, and Monetary Policy” 1997, First Money, 25‬‬
‫‪Nov. 2002.‬‬
‫‪2: LE RIDER, G. (2001),La naissance de la monnaie. Pratiques monétaires de l’Orient ancien.‬‬
‫‪Paris: Presses Universitaires de France.‬‬

‫ـ ‪ 133‬ـ‬
‫‪ )2‬ﺇصﺩﺍﺭ ﺍلتﺯﺍماﺕ جﺩيﺩﺓ في صﻭﺭﺓ ﺃﻭﺭﺍﻕ مالية ﺃﻭ تجاﺭية ﺃﻭ ﺩفع فﻭﺍئﺩ‬
‫على ﺍالحتياﻁياﺕ ﺍلمﻭﺩعة لﺩﻯ ﺍلبنﻙ المركزي مﻥ ﺃجل تحفيﺯ ﺍلبنﻭﻙ‬
‫ﺍلتجاﺭية ﻭﺍلجهاﺕ الحكومية على ﺯياﺩﺓ ﻭﺩﺍئعها لﺩيه‪.‬‬
‫‪ )2‬ﺍلتﻭسع في اجراء ﺍلتعامالﺕ خاﺭﺝ ﺍلميﺯﺍنية مع ﺍستخﺩﺍﻡ ﺍلبنﻭﻙ ﺍلتجاﺭية‬
‫كعمالء ﻭ ممثليﻥ له في هﺫﺍ ﺍلخصﻭﺹ باعتباﺭه مصرف المصارف‪،‬‬
‫ﻭﺍلمقﺭﺽ ﺍألخيﺭ للنﻅاﻡ ﺍالئتماني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضوابط المقترحة من قبل المصارف المركزية لتنظيم عملية إصدار النقد‬

‫االلكتروني‪:‬‬

‫في ظل االتجاه المتزايد الستخدام أنظمة التعامل النقدي االلكتروني‪ ،‬يتعين على‬
‫المصارف المركزية من واقع اختصاصها ووصالحياتها القانونية باعتبارها مصرف‬
‫المصارف واحتكارها لعملية االصدار النقدي القانوني‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤليتها الكاملة في‬
‫الرقابة على االئتمان وضبط المعروض النقدي‪ ،‬اتخاذ مجموعة من اإلجراءات والتدابير‬
‫االحت ارزية تشكل فيما بينها خطة رقابية يكون هدفها األساسي تفعيل اآلثار االيجابية لتلك‬
‫النظم النقدية و العمل على تالفي المخاطر الناجمة عنها بما يحقق فعالية السياسة النقدية‬
‫المتبعة‪ ،‬ﻭمﻥ أبﺭﺯ تلﻙ اإلجراءات‪.‬‬

‫أ‪ .‬الضوابط الشكلية للتنظيم القانوني للنقود االلكترونية‪:‬‬

‫يجب على أي تشريع قانوني نتيجة الترتيبات التعاقدية التي تنشأ بين الجهات‬
‫المتعاملة بالنقود االلكترونية‪ ،‬أن يوضح بدقة التزامات وحقوق كل جهة في مواجهة‬
‫الجهات األخرى‪ ،‬وأن يدرك كل طرف من هذه األطراف مركزه القانوني من خالل‬
‫مصطلحات قانونية واضحة‪.‬‬

‫ـ ‪ 134‬ـ‬
‫وبما أن التعامل بالنقود االلكترونية قد يكون عابر للحدود فإن أي تشريع قانوني‬
‫يجب أن ينطوي على نصوص صريحة وواضحة لحل المنازعات الدولية المترتبة على‬
‫ذلك(‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬الضوابط الموضوعية للتنظيم القانوني للنقود االلكترونية‪:‬‬

‫هي مجموعة الضوابط التي تهدف إلى حماية األطراف المتعاملة بالنقود االلكترونية‬
‫وتحول دون استغالل مصدري هذه النقود لبقية األطراف ومن أهم هذه الضوابط‪:‬‬

‫‪ )0‬خضوع المؤسسات المصدرة للنقود االلكترونية لإلشراف والرقابة الدقيقة‪ :‬ال بد من‬
‫خضوع تلك الهيئات إلشراف ورقابة دقيقة وصارمة من قبل جهات حكومية‬
‫متخصصة لدرء المخاطر التي يمكن أن تنتج عن عملية اإلصدار‪ ،‬وبصفة خاصة‬
‫التأكد أن رأس مال المؤسسة المصدرة ال يقل عن مستوى معين وأن تقدم هذه‬
‫المؤسسة الضمانات المالية الكافية لتغطية المخاطر المتوقع حدوثها(‪.)2‬‬
‫‪ )4‬ضرورة توافر ضوابط أمنية‪ :‬على الجهات المصدرة للنقود االلكترونية أن تكون قادرة‬
‫على مراقبة مستوى وحجم مديونية المؤسسة من النقود االلكترونية مقابل حجم ما تم‬
‫إصداره من نقود‪ ،‬كما يجب وضع الترتيبات الالزمة لتقليل مخاطر التزييف واالحتيال‬
‫في مجال النقود االلكترونية‪.‬‬
‫‪ )3‬التزام الجهة المصدرة للنقود االلكترونية بتقديم تقارير إحصائية نقدية بصفة دورية‪:‬‬

‫من الضروري أن تقدم الجهات المصدرة للنقود االلكترونية بيانات دورية (حجم النقود‬
‫االلكترونية المصدرة أو المزمع إصدارها) إلى السلطات النقدية المختصة (المصرف‬
‫المركزي) من أجل رفع كفاءة السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ )2‬إلزام المؤسسات المصدرة للنقود االلكترونية بقبول تحويلها إلى نقود عادية‪ :‬في‬
‫حال عدم وجود أي عالقة بين النقود االلكترونية والنقود القانونية من شأن ذلك أن‬

‫‪1: European central Bank, Report on electronic money,2002,p(23-24).‬‬


‫)‪2: The European parliament and the council of the European union,(Electronic money Directive‬‬
‫‪2011,p(2).‬‬

‫ـ ‪ 135‬ـ‬
‫يغري المؤسسات المصدرة االفراط في عملية اإلصدار وفي النهاية خلق ضغوط‬
‫تضخمية على االقتصاد‪.‬‬
‫‪ )2‬إلزام مصدر النقود االلكترونية باالحتفاظ باحتياطي لدى البنك المركزي‪ :‬وذلك تحسبًا‬
‫ألي زيادة كبيرة في خلق النقود االلكترونية مما يؤثر بالنهاية على السياسة النقدية‪،‬‬
‫ومن شأن هذا االلتزام المحافظة على استقرار األسعار‪.‬‬

‫خالصة القول بأن هذه الضوابط المقترحة من قبل المصارف المركزية يمكن أن‬
‫تسهم الى حد ما في تنظيم عملية التداول النقدي االلكتروني وما يترتب عليها من‬
‫مشكالت قانونية واقتصادية تؤثر على دور السياسة النقدية كجزء رئيس من السياسة‬
‫االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫ـ ‪ 136‬ـ‬
‫المبحث الثالث‬

‫آفاق عملية التحول للدفع النقدي‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫االلكتروني واتجاهاتها العالمية‬

‫يرى الكثير من المختصين والخبراء في مجال التكنولوجيا واالتصاالت في البلدان‬


‫المتقدمة‪ ،‬أن تطبيق أنظمة الدفع النقدي االلكتروني أصبح من المسلمات واألمور‬
‫االعتيادية‪ ،‬وبات تشكل جزء من الروتين العادي في حياتهم اليومية‪ ،‬بالمقارنة مع معظم‬
‫األشخاص في الدول النامية ومن ضمنها الدول العربية حيث نحتاج إلى الكثير من الوقت‬
‫للتفكير بالدفع باستخدام النقد االلكتروني أو الحصول عليه باستخدام بطاقات االئتمان‬
‫االلكتروني‪ ،‬لعل هذا الواقع يعكس مدى التفاوت في المستوى العلمي والتكنولوجي السائد‬
‫في كل دولة والذي يتناسب طرداً مع تطور أنظمة الدفع االلكتروني ونتيجة لذلك‬
‫استطاعت بلدان الشمال األوربي وخاصة فنلندا والسويد إعادة هيكلية الصناعة المصرفية‬
‫بأكملها وزيادة تساقط عدد الفروع والموظفين و أصبحت هناك حاجة إلعادة صياغة‬
‫بناء على ماسبق سيتناول هذا المبحث‬ ‫مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني في تلك البلدان‪ً ،‬‬
‫آفاق عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني واستراتيجيتها في الدول األوربية والعربية‪ ،‬وما‬
‫هي آخر االبتكارات الجديدة واالتجاهات العالمية في مجال الدفع النقدي‬
‫االلكتروني(البتكوين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬استراتيجية التحول للدفع النقدي االلكتروني‪:‬‬

‫على الرغم من عدم امكانية نقل التجارب و االستفادة من الخبرات الكبيرة في مجال‬
‫الدفع االلكتروني التي تمتاز بها الدول المتقدمة بالمقارنة مع الدول النامية‪ ،‬حيث يخضع‬

‫ـ ‪ 137‬ـ‬
‫انتشار أنظمة الدفع االلكتروني في هذه البلدان إلى العديد من القيود االجتماعية والقضايا‬
‫االقتصادية والجغرافية‪ ،‬إال أنه قد حصل تحوالً تاريخياً من الشكل التقليدي ألنظمة الدفع‬
‫إلى الشكل االلكتروني‪ ،‬وأصبحت نظم الدفع المصرفي االلكتروني واقعًا ملموسًا في ظل‬
‫المتغيرات العالمية والتحديات الجديدة‪ ،‬وتسعى العديد من الدول المطبقة لتلك األنظمة إلى‬
‫المحافظة على انجازاتها بل وتعزيز قدرتها التنافسية بمايتناسب وأحدث المستجدات‬
‫التكنولوجية وخاصة في المجال الرقمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األفاق المستقبلية ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني في أوربا‪:‬‬

‫جميع طرق الدفع االلكتروني مهمة جداً في اقتصاديات االتحاد األوربي‪ ،‬وتعتبر‬
‫المدفوعات عبر بطاقات االئتمان هي األكثر استخدامًا لمعامالت الدفع بالتجزئة بعد‬
‫المدفوعات النقدية حيث يملك كل مواطن أوربي بالمتوسط أكثر من بطاقة دفع الكتروني‬
‫ويجري أكثر من (‪ )20‬معاملة الكترونية سنويًا في حين ال يزال الدفع عبر اإلنترنت‬
‫وباستخدام الهاتف النقال األقل انتشار مقارنة بالبطاقات االلكترونية األكثر نموًا في السوق‬
‫األوربية (‪ ،)1‬ولذلك اعتمدت المفوضية األوروبية مشروع الورقة الخضراء للدفع عبر بطاقة‬
‫اإلنترنت و الهاتف المتحرك ونظمت مؤتمر نحو سوق أوربي متكامل للمدفوعات‬
‫بالبطاقات االلكترونية في (‪ 2‬أيار عام ‪ )2002‬في بروكسل‪ ،‬وشمل مشروع البطاقة‬
‫الخضراء جميع المدفوعات االلكترونية عبر اإلنترنت أو نقاط البيع أو الهاتف الذكي من‬
‫خالل االتصال الصوتي(‪.)2‬‬

‫والهدف من مشروع الورقة الخضراء هو تقييم المشهد األوربي الحالي للدفع‬


‫االلكتروني للتعرف على العقبات التي تحول دون تحقيق التكامل األوربي في أسواق الدفع‬
‫بالبطاقات االلكترونية والهاتف النقال‪ ،‬وقد تم اجراء هذا التقييم على أساس العديد من‬
‫المناقشات واالجتماعات مع أصحاب الشأن (المستهلكين‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Gramlich, E.M.; “Electronic Payments Now and in the Future”, Remarks before the Electronic Payment‬‬
‫‪Symposium, University of Michigan, Michigan, September 17, 9002.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Knudson, S. E, Walton II, J. K, & Young, F. M. (2008). Business-to-business payments and the role‬‬
‫‪of financial electronic data interchange. Federal Reserve Bulletin Vol 80, No. 4, pp 269-278‬‬

‫ـ ‪ 138‬ـ‬
‫المصارف‪..........‬الخ) من أجل وضع أفضل استراتيجية للدفع االلكتروني في دول‬
‫االتحاد األوربي‪ ،‬وتوضح اإلحصائيات التالية واقع وسائل الدفع النقدي االلكتروني في‬
‫الدول األوربية وتوقعاتها المستقبلية‪.‬‬

‫‪ -‬في عام (‪ )2009‬تم استخدام بطاقات الدفع االلكترونية في ثلث المعامالت غير‬
‫النقدية لدول االتحاد األوربي مع احتكار ثنائي لشركتي في از وماستر كارد وعلى الرغم‬
‫من هذه الفوائد ال تزال المدفوعات عبر اإلنترنت والهاتف المحمول تمثل نسبة ضئيلة‬
‫من اجمالي قيمة المدفوعات بالسوق األوربية ال تتجاوز (‪ )%202‬من اجمالي‬
‫المدفوعات االلكترونية األوربية بينما تتراوح القيمة التقديرية إلجمالي المدفوعات‬
‫االلكترونية على المستوى العالمي قي عام (‪ )2000‬من (‪ )000-20‬بليون يورو‪.‬‬
‫‪ -‬حوالي (‪ )226‬مليون بطاقة استخدمت في دول االتحاد األوربي في عام (‪ )2009‬ما‬
‫يقارب (‪ )002‬بطاقة لكل مواطن أوربي بمتوسط انفاق بلغ (‪ )2000‬يورو في السنة‪،‬‬
‫كما ازاد عدد المتسوقين عبر اإلنترنت في أوربا من (‪ )090-020‬مليون نسمة خالل‬
‫الفترة بين عامي (‪ )2002-2009‬بزيادة على متوسط االنفاق مقدارها (‪)600-200‬‬
‫يورو في السنة‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم شخص واحد من كل ثالثة مواطنين أوربيين الدفع عبر اإلنترنت في عام‬
‫(‪ )2009‬وتشير الدراسات أنه بحلول عام (‪ )2020‬فإن اثنان من كل ثالثة مواطنين‬
‫أوربيين قد تستخدم تقنية الدفع المصرفي عبر اإلنترنت‪ ،‬وقد بلغت قيمة المدفوعات‬
‫االلكترونية في عام (‪ )220( )2002‬مليار يورو‪ ،‬كما أن واحد من ثالثة مواطنين‬
‫في االتحاد األوربي يملك الهاتف الذكي‪ ،‬يعتقد حوالي (‪ )%20‬من المهنيين وخبراء‬
‫المصارف أن الدفع بواسطة الهاتف النقال هي التكنولوجيا الواعدة في نهاي عام‬
‫(‪.)1( )2002‬‬

‫اذا استراتيجية االتحاد األوربي تقوم على احالل الدفع بالهاتف الذكي محل طرق‬
‫الدفع االلكترونية التقليدية حيث تتيح هذه التقنية للمستخدمين بناء محفظة الكترونية خارج‬
‫النظام المصرفي التقليدي وليس بالضرورة أن يدعم تلك المحفظة حساب أو بطاقة‬
‫‪1‬‬
‫‪: European Central Bank; “Payments Systems in the European Union: Addendum Incorporating 1998‬‬
‫)‪Figures”, Frankfurt am Main, February 2000. (ECB, 2009‬‬

‫ـ ‪ 139‬ـ‬
‫مصرفية‪ ،‬و تشير اإلحصائيات إلى نمو الهواتف المحمولة في كل مكان من العالم أكثر‬
‫من (‪)1()5‬مليارات مشترك‪ ،‬ولكن هذه االستراتيجية تصطدم بمجموعة من العقبات أهمها‪:‬‬
‫االختالف الوطني في الخبرات الفنية والتقنية والتشريعات القانونية لكل دولة أوربية‪،‬‬
‫وللتغلب على ذلك‪ ،‬طرحت المفوضية األوروبية في عام (‪ ،)2000‬مشروعاً إللغاء كافة‬
‫الفروق بين أدوات الدفع االلكتروني الرئيسية المستخدمة في عموم دول االتحاد األوربي‬
‫(‪ )SEPA‬عبارة عن بناء كتل لدمج المدفوعات اإللكترونية (‪ ،)2‬و في ديسمبر (‪)2000‬‬
‫حقق البرلمان األوروبي اتفاقاً بشأن هذا االقتراح يشكل العمود الفقري لمزيد من التكامل‬
‫في السوق ألدوات الدفع االلكتروني ويتضمن االتفاق القواعد التالية (‪:)3‬‬

‫‪ ‬عملية الدفع عبر الهاتف المتحرك ال تزال في مراحلها األولى والمعايير المشتركة مثل‬
‫(‪ )GSM‬أو )‪ )SMS‬كانت عامال أساسياً في التنمية الناجحة‪ ،‬لذلك يجب توحيدها‬
‫في مجال المدفوعات لضمان التوافق الكامل‪.‬‬
‫‪ ‬توحيد الصناعات الشبكية للحفاظ على معايير الملكية الفكرية الخاصة‪ ،‬ومن ثم‬
‫الحفاظ على أسواقها أمام الدول األخرى التي تستخدم المعايير المفتوحة مما يتيح‬
‫التوافق الكامل‪.‬‬
‫‪ ‬أمن مدفوعات التجزئة أمر حاسم بالنسبة لمستخدمين نظام الدفع االلكتروني وقد‬
‫أظهرت استطالعات الرأي أن انعدام الثقة في أمن اإلنترنت هو أحد األسباب الرئيسية‬
‫للمستهلكين بعدم استخدام التجارة اإللكترونية‪ ،‬وخاصة بالنسبة للمعامالت ذات القيمة‬
‫المنخفضة تعتبر حماية البيانات مهمة جداً للدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a theoretical model for mobile payments,‬‬
‫‪in: Proceedings of the Fifth International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,‬‬
‫‪December 5–9, 2012.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Single Euro Payments Area (SEPA) is a payment-integration initiative of the European Union for‬‬
‫‪simplification of bank transfers denominated in euro.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: "Joint statement by the European Commission and the European Central Bank welcoming the‬‬
‫‪European Parliament's adoption of the Payment Services Directive". Europa (web portal) (Press release).‬‬
‫‪European Union. 24 April 2007. Archived from the original on 19 March 2011. Retrieved 26 April 2011.‬‬

‫ـ ‪ 141‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬استراتيجية التحول للدفع االلكتروني في السويد‪:‬‬

‫لقد بدأ الدفع النقدي االلكتروني في السويد بوقت متأخر في نهاية عام‬
‫(‪)0992‬عندما بدأ بنك (‪ )Sparbanken‬باعتباره أول بنك يبدأ بقوة بتطوير تقنية الدفع‬
‫المصرفي عن بعد‪ ،‬وفي مطلع عام (‪ )0992‬بدأت البنوك السويدية بتوجيه عمالءها إلى‬
‫اإلنترنت عبر استراتيجية منسقة من خالل تسعير خدماتها المصرفية‪ ،‬هذه اإلستراتيجية‬
‫أدت وفقًا إلحصائيات جمعية المصرفيين السويديين أن (‪ )%20‬من عمالء المصارف‬
‫السويدية لعام (‪ )2000‬أصبح عبر اإلنترنت‪ ،‬وتمكنت المصارف السويدية من خفض‬
‫(‪.)1‬‬
‫عدد فروعها بمعدل (‪ )%22‬خالل الفترة من عام (‪)2000-0992‬‬

‫إن استخدام نظام الدفع النقدي االلكتروني في السويد لم يقتصر على الخدمات‬
‫المصرفية كما هو الحال في فنلندا بل أصبحت معظم الشركات والمؤسسات المالية‬
‫تستخدم نظام الدفع االلكتروني على نطاق واسع في تداول األوراق المالية واألسهم عبر‬
‫اإلنترنت وفقًا لهيئة الرقابة المالية في السويد ارتفع عدد المتعاملين باألسهم عبر اإلنترنت‬
‫من (‪ )000‬ألف عام (‪ )0999‬إلى (‪ )200‬ألف ما يقارب (‪ )%206‬من السكان في‬
‫بداية العام (‪ ،)2000‬باإلضافة إلى مجموعة من الخدمات األخرى مثل خدمات القروض‬
‫والتأمين وصناديق االستثمار التي تقدمها البنوك السويدية على نطاق واسع وأصبحت‬
‫أكثر شيوعاً مقارنة بفنلندا‪ ،‬وعلى الرغم من تقارب مستوى الدفع االلكتروني في بلدان‬
‫الشمال األوربي‪ ،‬إال أن المصارف السويدية كانت أكثر حدة ونشاط في تصدير خدمات‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني خارج أوربا الشمالية على سبيل المثال بلغ عدد متعاملي بنك‬
‫(‪ )Sparbanken‬أكثر من (‪ )060‬ألف متعامل في المانيا في بداية العام (‪.)2( )2000‬‬

‫هذا وان التطور السريع للخدمات المصرفية ونظام الدفع النقدي االلكتروني في‬
‫السويد يعود إلى المستوى العالي من االستعداد التكنولوجي وسرعة تبني السويد ألحدث‬
‫المستجدات واالبتكارات التكنولوجية مثل تبني استخدام الهواتف النقالة وانتشار اإلنترنت‬

‫‪1: Guibourg, G. and Segendorf, B. (2007a), “A note on the price and cost structure of retail payment services‬‬
‫‪in the Swedish banking sector 2002”, Journal of Banking and Finance, vol. 31, pp 2817-2827.‬‬
‫‪2: Central Bank of Sweden (2000 and 2006): “Financial Stability Reports.” Echikson W. (2001): “The‬‬
‫‪Dynamo of E-Banking,” article in Business Week Magazine, April 16th, 2006.‬‬

‫ـ ‪ 141‬ـ‬
‫بكثافة عالية بين المواطنين في السويد حيث يعتبر معدل انتشار اإلنترنت من أعلى‬
‫المعدالت في الدول األوربية وفقاً للمسح الذي أجراه المعهد السويدي للنقل وتحليل‬
‫االتصاالت أن (‪ )%62‬من السكان في السويد في العام (‪ )2000‬يتمكنون من الوصول‬
‫إلى اإلنترنت وهم في المنزل وهذا يعتبر عامل رئيسي الرتفاع مستوى الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني في السويد (‪.)1‬‬

‫اذاً االستخدام الواسع لوسائل الدفع النقدي االلكتروني هو سمة أساسية من سمات‬
‫السوق المصرفي السويدي وهي ظاهرة جديدة نسبياً‪ ،‬حيث ارتفع عدد الدفعات باستخدام‬
‫البطاقات االلكترونية تسعة أضعاف بين عامي (‪ )2000-0922‬من (‪ )202‬مليون‬
‫معاملة إلى (‪ )0926‬مليار معاملة سنوياً‪ ،‬وزادت قيمة هذه المعامالت أكثر من خمسة‬
‫أضعاف من (‪ )029‬مليار كورون سويدي إلى (‪ )229‬مليار‪ ،‬وقد احتلت بطاقات‬
‫الخصم االلكترونية حي أز كبي ًار من االستخدام حيث شكلت ما نسبته (‪ )%22‬من العدد‬
‫االجمالي وما قيمته (‪ ) %22‬من القيمة االجمالية للمعامالت النقدية االلكترونية‪ ،‬وحسب‬
‫المسح الذي أجراه مصرف السويد المركزي للعام (‪ )2002‬فإن تسعة من عشرة أشخاص‬
‫(‪.)2‬‬
‫يستخدمون بطاقات الدفع النقدي االلكتروني‬

‫يمكن القول أن استراتيجية السويد تقوم على احالل الدفع النقدي االلكتروني محل‬
‫ال إلى المجتمع االلكتروني غير النقدي‪ ،‬واحالل البطاقات االلكترونية‬
‫الدفع التقليدي وصو ً‬
‫محل العمالت النقدية والورقية في نهاية المطاف‪ ،‬على سبيل المثال لم تكن هناك سوى‬
‫(‪ )200‬ألف معاملة في الشهر تنطوي على استخدام النقد االلكتروني عام (‪ )0999‬ولكن‬
‫حاليًا االتجاه متزايد نحو استخدام المزيد من بطاقات الدفع االلكتروني وهذا يفتح مجال‬
‫المساعدة في نشر التجارة االلكترونية وجعل المعامالت المصرفية أكثر أمناً‪.‬‬

‫‪1: Suominen M. (2001): "Measuring Competition in Banking: A Two-Product Model", The Scandinavian‬‬
‫‪Journal of Economics, 96 (2001), 95-110.‬‬
‫‪2: This statement is based on calculations in Segendorf and Jansson (2012a) and data from the Swedish Trade‬‬
‫‪Federation.‬‬

‫ـ ‪ 142‬ـ‬
‫ثالثا‪ :‬أفاق تطوير عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني في الدول العربية‪:‬‬

‫بدأت العديد من المصارف العربية خاصة في البلدان الخليجية ولبنان واألردن في‬
‫ارتياد العديد من مجاالت الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬إيماناً منها بأهمية تفعيل خدماتها‬
‫اإللكترونية أسوة بالمصارف العالمية‪ ،‬إال أن تلك الجهود ال تزال دون الحد الذي يسمح‬
‫بالتحول المطلوب فبعض المصارف العربية ما تزال بعيدة عن التعامل اإللكتروني وقد‬
‫اكتفت بعضها بوضع موقع على اإلنترنت من باب الدعاية فقط و على الرغم من ارتفاع‬
‫عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية إال أنه الزال يمثل نسبة منخفضة مقارنة بعدد‬
‫السكان وبالدول األجنبية األخرى هذا من ناحية ومن ناحية أخرى‪ ،‬إن ارتفاع معدل‬
‫استخدام اإلنترنت ال يعني أن جميع المستخدمين لديهم القدرة على الولوج في الشبكة و‬
‫االلمام الكافي بالتقنيات العالية‪ ،‬إن دوافع تحديث العمل المصرفي العربي تجد تبريرات‬
‫واسعة بوصفها الشرط المسبق لتحديث وتطوير االقتصاد بشكل عام‪.‬‬

‫اذا عملية التحول نحو الدفع المصرفي االلكتروني في البلدان العربية تواجه‬
‫معوقات عدة من أهمها ‪:‬‬

‫‪ ‬تطوير البنى التقنية االساسية‪ ،‬حيث تشير البيانات المتاحة الى أن الغالبية العظمى‬
‫من البلدان العربية لم يحتضن بالشكل والدرجة الالزمة الثورة االلكترونية عمومًا‪ ،‬على‬
‫الرغم من تحقق نمو في استخدام اإلنترنت في البلدان العربية‪ ،‬إال أن نسبة انتشارها ما‬
‫تزال بحدود متدنية تصل إلى (‪ )%0006‬من اجمالي السكان‪ ،‬وهذه النسبة تعتبر‬
‫متدنية جدًا‪ ،‬علمًا أن استخدامات اإلنترنت ألغراض المعامالت االقتصادية ال يتجاوز‬
‫ما نسبته (‪ )%09‬من إجمالي االستخدامات (‪ ،)1‬وكانت النسبة األكبر ألغراض البريد‬
‫االلكتروني والتصفح‪ ،‬مما أثر سلبًا على عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض نسب اإلنفاق االستثماري في مجال تكنولوجيا المعلومات وأنشطة البحث‬
‫واالبتكار‪ ،‬في حين أن المصارف العالمية الكبرى يتزايد إنفاقها على تقنيات‬

‫‪1- World Internet Users and 2014 Population Stats‬‬


‫ـ ‪ 143‬ـ‬
‫المعلومات الحديثة وأنشطة البحث العلمي بشكل متزايد‪ ،‬اذ تشكل ثاني أكبر بند في‬
‫ميزانية هذه المصارف بعد تكلفة الرواتب واألجور‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع مستويات األمية في البلدان العربية بشكل كبير وفي مختلف الفئات‬
‫االجتماعية حيث وصلت نسبة انتشار األمية في البلدان العربية إلى أكثر من‬
‫(‪ )%20‬من اجمالي عدد السكان عام (‪ )2000‬وتعتبر هذه المعدالت من أعلى‬
‫المعدالت في العالم‪ ،‬ويعد ارتفاع مستوى األمية عقبة أساسية أمام الرغبة في التحول‬
‫نحو تطبيق أنظمة الدفع النقدي االلكتروني في الدول العربية (‪.)1‬‬
‫‪ ‬تركز الثروة لدى كبار السن في البلدان العربية الذين يضعف لديهم الحافز للدخول في‬
‫األنماط االلكترونية للتعامالت المصرفية‪ ،‬خوفاً من المخاطر التي يعتقدون انهم‬
‫سيواجهونها واقتناعهم باألنماط التقليدية للعمل المصرفي‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف األطر التشريعية والقانونية التنظيمية في البلدان العربية التي تسمح بالتحول‬
‫نحو تحديث وتحرير التعامالت المصرفية على الصعيدين الداخلي والخارجي‪ ،‬أو‬
‫السماح بمستويات معينة من الشفافية و االفصاح المحاسبي‪ ،‬مما يعني مزيداً من‬
‫العقبات تجاه عملية التحول نحو الدفع االلكترونية في البلدان العربية (‪.)2‬‬

‫ومن أجل الوصول إلى نظام دفع الكتروني عربي ذو كفاءة عالية البد من توفر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬

‫‪- 2‬من الضروري زيادة مستوى التنسيق بين المصارف المركزية العربية في مجال‬
‫التشريعات والسياسات المتعلقة بالصناعة المصرفية بما يوفر األرضية المناسبة لخلق‬
‫صناعة مصرفية عربية قادرة على مواجهة المنافسة المصرفية العالمية التي أصبحت‬
‫أكثر حده وأشد تعقيداً‪.‬‬
‫‪- 1‬إن الدول العربية في هذه المرحلة أحوج من أي وقت مضى ألن تتكامل وتتحد‬
‫اقتصاديًا‪ ،‬ولكي يتم ذلك يقتضي األمر ترتيب الوضع االقتصادي الداخلي على‬
‫مستوى الدول‪ ،‬علماً بأن التكامل االقتصادي العربي المنشود سيوفر للدول العربية‬

‫‪ :1‬خبابه عبد هللا‪) ،‬االقتصاد المصرفي البنوك االلكترونية)‪) ،‬البنوك التجارية‪،‬السياسة النقدية) مؤسسة شباب الجامعة‪،‬القاهرة‬
‫‪1020‬ص(‪)233‬‬
‫‪ :2‬عبد الحفيظ عبد الھادي‪،‬ابراهيم‪،‬اطار مقترح للتعديالت الضريبية الالزمة للتحول إلى عالم التجاري االلكترونية‪،‬القاهرة ‪،1007‬ص(‪.)299‬‬

‫ـ ‪ 144‬ـ‬
‫الحماية االقتصادية المطلوبة ضد التقلبات االقتصادية والمالية التي يشهدها العالم بين‬
‫الحين واآلخر(‪.)1‬‬
‫‪- 2‬هناك محوران أساسيان لنجاح الدفع المصرفي اإللكتروني في المنطقة العربية‪،‬‬
‫وهما(‪:)2‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬تعاون وتنسيق بين األطراف المعنية وهم‪ :‬المؤسسات‬
‫المصرفية‪ ،‬مشغلو شبكات الهواتف النقالة‪ ،‬الشركات العالمية المصدرة لبطاقات‬
‫االئتمان‪ ،‬شركات خدمات اإلنترنت فالعمل المشترك بين هذه األطراف يحقق‬
‫هدفين هامين هما‪:‬‬
‫‪ ‬القضاء على الخلط في وضع المقاييس األساسية للعمل المصرفي‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬التكامل في توفير الخدمة المصرفية اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬إستراتيجية فعالة لتطبيق الدفع المصرفي اإللكتروني تعتمد‬


‫بالدرجة األولى على وجود شبكة اإلنترنت لتستخدم كأساس لالتصاالت وأيضًا‬
‫كقناة للتجارة اإللكترونية‪ ،‬وبتعريف الصيرفة الالسلكية فإنها جزء من التجارة‬
‫اإللكترونية تتمتع بمواصفات خاصة تتطلب تحقيقها من قبل مصممي البرامج‬
‫التطبيقية بهدف تلبية احتياجات مستخدمي هذه الخدمة‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫(‪ )%20‬من المصارف األميركية أصبحت تعتمد اآلن على األجهزة الالسلكية‬
‫في تقديم خدماتها لعمالئها كما أشارت هذه الدراسات بأن متوسط حجم‬
‫(‪)3‬‬
‫ألف دوالر أميركي والذي‬ ‫استثمارات تطبيق هذه الخدمات لم يتجاوز (‪)200‬‬
‫يعني أن دخول المصارف عصر الخدمات الالسلكية ال يحتاج الستثمارات‬
‫كبيرة وبالنظر للعائد على هذه االستثمارات‪ ،‬نجد أنه هناك مبررات قوية تؤيد‬
‫قرار تطبيق العمل المصرفي اإللكتروني منها‪:‬‬

‫‪ :1‬عبد الغني‪،‬سالم‪،‬االقتصاد الرقمي في الوطن العربي قاطرة تتأخر واستثمارات تتعثر‪،‬جامعة أم القرى‪،‬السعودية‪،1003،‬ص(‪.)29‬‬
‫‪:2‬‬
‫‪3‬‬
‫;)‪: Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile Transactions(2013‬‬
‫‪www.mobiletransaction.org.‬‬

‫ـ ‪ 145‬ـ‬
‫‪ ‬رفع مستوى كفاءة العمل المصرفي‪.‬‬

‫‪ ‬خفض تكلفة التشغيل‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ ‬توطيد العالقات بين العميل ومصرفه‪.‬‬

‫‪ ‬التطوير المستمر الذي توفره تكنولوجيا الصيرفة الالسلكية‪.‬‬

‫إن نجاح المصارف العربية فى تنفيذ استراتيجيات التحول نحو الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني بكافة محاورها بكفاءة وفاعلية هو أمر مرهون بتوفير كوادر بشرية عالية‬
‫التأهيل معززة بتقنيات مصرفية معاصرة‪ ،‬وهو ما يتطلب تبنى عدد من السياسات‬
‫المتكاملة للوصول الى النموذج المصرفي الفعال وذلك يتطلب ايضاً‪ ،‬ضرورة قيام‬
‫المصارف بتخصيص نسبة محددة من أرباحها لالستثمار فى الموارد البشرية بإعتباره‬
‫استثمار المستقبل‪ ،‬وترسيخ المفاهيم المتطورة لديهم والتي تتعلق بأهمية االبتكار و اإلبداع‬
‫ومواكبة التكنولوجيا الرقمية وشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫إذاً استرتيجية التحول للدفع النقدي االلكتروني تعتمد بشكل فعال على مفرزات التقدم‬
‫العلمي والتكنولوجي المتغيرة بشكل مستمر إن لم نقل على مدار الساعة نالحظ انجازات‬
‫وابتكارات جديدة في هذا العالم الرقمي‪ ،‬حتى أصبح البعض يطلق على النظام العالمي‬
‫الجديد اقتصاد العمالت الخفية الذي تسير فيه كل التعامالت بشكل رقمي ودون وجود‬
‫للقطع النقدية فماهي أحدث اإلتجاهات العالمية ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫ـ ‪ 146‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االتجاه العالمي ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪:‬‬

‫اليوم عصر التكنولوجيا الرقمية وشبكة اإلنترنت‪ ،‬ومن هنا كان من الطبيعي أن‬
‫يأتي شكل جديد من أشكال المال يعتمد التكنولوجيا الرقمية أساساً له‪ ،‬تقنية الدفع‬
‫االلكتروني هذه باتت موجودة اليوم وهي ما يعرف بالو)بتكوين) )‪ )1( (BitCoin‬باإلنكليزية‪،‬‬
‫وتعني حرفياً القطعة النقدية )‪ )coin‬بوحدة القياس الرقمية )‪ )bit‬وقد أتت هذه العملة‬
‫ليبشر عدد من األخصائيين أنها تعني التخلص من الهزات االقتصادية العائدة إلى تقلب‬
‫تحل بصورة نهائية مكان العمالت‬
‫أسعار المعادن والقطع النقدية‪ ،‬وأنها مرشحة ألن ّ‬
‫التقليدية المعروفة‪ ،‬وما إلى ذلك والواقع أن عدداً من المؤسسات المصرفية بدأت تفتح‬
‫حسابات بتلك العملة (الرقمية) كما أن بعض الدول باتت تتقبلها كوحدة لتسديد الصفقات‬
‫والمبادالت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم االصدارات النقدية العالمية االلكترونية (بيتكون)‪:‬‬

‫يوجد عشرات األنواع من هذه العمالت االفتراضية مثل (بيتكوين‪ ،‬و فاكوين و‬
‫نيمكوين و بيركوين و فزركوين)‪ ،‬إال أن أهم هذه العمالت هي البيتكون كونها األكثر‬
‫تداوالً على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وقد بدأ التفكير في عملة البيتكوين منذ عام (‪ )2002‬م من‬
‫قبل مبرمج ياباني أطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو ( ‪Dorian Satoshi‬‬
‫‪ ،)Nakamoto‬حيث قام في العام التالي (‪ )2002‬بنشر ورقة بحث طرح فيها فكرة‬
‫استخدام نقود الكترونية‪ ،‬بهدف تحرير االقتصاد العالمي لتالفي مشاكل النظام النقدي‬
‫التقليدي ولمواكبة التغيرات المتسارعة في عالم األعمال خاصة على الشبكة االفتراضية‬
‫(‪.)2‬‬

‫ويعتبر عام (‪ )2009‬نقطة انطالق عملة )‪ (BitCoin‬حيث قام ناكاموتو بإصدار‬


‫برنامج حاسوبي بموجب ترخيص من معهد ماساتشوستس للتقنية (جامعة بمدينة كامبريدج‬

‫‪1: http: //arabic.cnn.com/business/2014/04/29/bitcoin-sergey-yusopov-interview‬‬


‫‪2: It is somewhat ironic that there are paper based “wallets” for Bitcoins, meaning that there is software‬‬
‫‪available for printing information that enable the secure storage of Bitcoins in paper form. Reference to: The‬‬
‫‪New Yorker (2013).‬‬

‫ـ ‪ 147‬ـ‬
‫بوالية ماساتشوستس) )‪ ،)1()MIT‬وتقوم فكرة هذه العملة على نظام يعتمد على مبدأين‪،‬‬
‫األول التواقيع اإللكترونية للتحكم في الملكية‪ ،‬والثاني عبر منع استخدام نفس العملة في‬
‫)‪(P2P‬‬ ‫أكثر من عملية شراء‪ ،‬لحماية البائع وذلك عبر ما يسمى بتقنية الند للند‬
‫)‪ (peer- to peer‬التي يتم عبرها االحتفاظ بتسجيالت كاملة تسمى كتل )‪block‬‬
‫‪ )chain‬تلخص تاريخ العملة والمعامالت التجارية التي مرت بها في قواعد بيانات ال‬
‫يمكن تغييرها في كل كمبيوتر على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وتتشارك هذه الكتل مع بعضها‬
‫على شبكة البيتكوين‪ ،‬مما يعني ضرورة توافر شبكات حاسب آلي ضخمة وانترنت‬
‫وبرمجيات تشغيل وتخزين المعلومات‪ ،‬ومن المعروف أن لكل عملة أجزاء أو كسور‪،‬‬
‫فالدوالر مثالً يتكون من (‪ )000‬سنت والليرة السورية من (‪ )000‬قرش وهكذا‪ ،‬ونفس‬
‫الشيء ينطبق على عملة الوبتكوين حيث أنها أيضاً تتكون من أجزاء أبرزها التقسيمات‬
‫األربعة الموضحة في الجدول أدناه‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)01‬التقسمات األربعة لعملة البتكوين‬

‫االسم باللغة العربية‬ ‫قيمته‬ ‫االسم باللغة االنجليزية‬

‫بيت كوين واحد‬ ‫وحدة واحدة كاملة‬ ‫‪BTC 1 = bit coin 1‬‬
‫بيتسنت أو سنتي بيتكوين‬ ‫‪BTC* 0.01‬‬ ‫‪bitcent”or“centibitcoin‬‬

‫‪ BTC*0.001 =1‬ميلي بيت كوين‪ ،‬ميلي بيت‪،‬‬ ‫‪milli bit coin”, “milibit‬‬
‫بيت ميل‬ ‫‪cBTC‬‬ ‫”‪,“mbit” or “Bitmil‬‬

‫ميكرو بيت كوين‪ ،‬ميكرو‬ ‫‪BTC*0.000001‬‬ ‫‪microbitcoin=1μBTC‬‬


‫بيت ‪ ،‬يو بيت‬ ‫‪BTC‬‬ ‫‪,microbit or ubit‬‬

‫المصدر‪ :‬باول فيجنا‪ ،‬مايكل كاسي‪( ،‬عصر العملة الخفية)‪.)4102( ،‬‬

‫‪1: Massachusetts Institute of Technology: MIT.‬‬

‫ـ ‪ 148‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيقات البتكوين واالعتراف الدولي بها‪:‬‬

‫تمت أول صفقة تجارية باستخدام (البيتكوين) في في بريطانيا (أيار عام‪، )2000‬‬
‫عندما طرح مبرمج يدعى (هانيكز) (‪ )00‬آالف بتكوين ألي شخص يدفع نقداً ثمن (وجبة‬
‫غذائية) من مطعم (بابا جون) يتم توصيلها إلى منزله‪ ،‬ومع تبني مزيد من المستخدمين‬
‫للعملة‪ ،‬اختفى (ناكاموتو) الذي كان قد أعلن أنه أصدر (‪ ) 20‬مليون بتكوين بمرور‬
‫الوقت(‪ ،)1‬كما أعتمد مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر (بوالية بريتش كولومبيا) قبول‬
‫عملة الوبتكوين كعملة مقبولة بل أنه وضع أول جهاز صراف آلي في العالم‬
‫(‪ )2002/00/20‬خاص بتحويلها إلى عمالت أخرى كالدوالر مثالً‪ ،‬فيما بدأت بعض‬
‫الدول العربية بوقت متأخر نسبياً باستخدام البتكوين‪ ،‬ويعتبر مطعم )‪)The Pizza Guy‬‬
‫في الخليج التجاري بمدينة دبي أول مطعم يعتمد التعامل بها‪ ،‬تاله مطعم ( ‪Green‬‬
‫‪ )Turtles Tea‬بمدينة عمان باألردن‪.‬‬

‫تستمد هذه العملة قيمتها من انتفاء الحاجة إلى وجود وسطاء للتعامل بها كما في‬
‫النقد التقليدي وتدني أو انعدام تكلفتها وكونها آمنة من التقلبات االقتصادية وخضوعها‬
‫لقوانين العرض والطلب ومدى توافرها في الشبكة وندرتها‪ ،‬وذلك نظ اًر ألنه تم تحديد حد‬
‫أعلى إلنتاجها حسبما خطط لها وهو (‪ )20‬مليون مع نهاية عام (‪)2020‬م‪ ،‬ولهذا السبب‬
‫يعتبر معدل انتاج هذه العملة بطيء نوعا ما‪ ،‬حيث قد بلغت قيمة ما تم اصداره وتداوله‬
‫من هذه العملة حتى وقت قريب (‪ )02‬مليون بتكوين‪ ،‬وقد وصلت القيمة التراكمية الكلية‬
‫لما تم تداوله من هذه العملة نحو (‪ )02022‬مليار دوالر‪ ،‬حيث قفزت من (‪ )20‬مليون‬
‫دوالر إلى (‪ )002‬مليار دوالر خالل سنة واحدة فقط (‪.)2‬‬

‫‪1: BALL, James (2011), “Bitcoins: What are they, and how do they work?”, The Guardian, 22 June‬‬
‫‪2: ECONOMIST, The (2014b), “Paying for pixels. Virtual goods are worth real money – and cause‬‬
‫‪real dilemmas”, 10 December‬‬
‫ـ ‪ 149‬ـ‬
‫الشكل رقم (‪ :)2‬تقلبات سعر صرف عملة االبتكوين تجاه الدوالر خالل الفترة (‪)4102-4103‬‬

‫‪1500‬‬ ‫سعر (الوحدة) من البتكوين‬

‫‪1000‬‬
‫‪1100‬‬

‫‪680 650‬‬
‫‪500‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪550 500‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪200‬‬
‫‪110‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪100 80‬‬

‫اذار‬ ‫أيار‬ ‫تموز‬ ‫أيلول‬ ‫نيسان‬ ‫حزيران‬ ‫أب‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪SOURC: available for printing information that enable the secure storage of Bitcoins in‬‬
‫‪paper form. Reference to: The New Yorker (2014).‬‬

‫يظهر الشكل البياني السابق أن عملة البتكوين قد بتقلبات كبيرة منذ ظهورها في عام‬
‫(‪ )2009‬م‪ ،‬حيث تدرجت من الصفر إلى أن وصلت ألعلى مستوى لها وهو (‪)0200‬‬
‫دوالر في شهر أيلول عام (‪ )2002‬الماضي كما يتضح من الشكل البياني السابق أن‬
‫سعر البتكوين مقابل الدوالر قفز (‪ )%2200‬خالل األشهر األولى من عام (‪،)2013‬‬
‫ولكنه خسر ثلثي قيمته خالل األشهر الستة التالية من العام (‪ ،)2002‬و تعتبر ألمانيا‬
‫من أوائل الدول التي اهتمت بهذه العملة واتجهت للتفكير في معاملتها كنوع من أنواع‬
‫النقد اإللكتروني ومع أنها قامت بفرض ضريبة على ما تحققه الشركات من أرباح نظير‬
‫التعامل بها إال أنها أعفت االفراد المتعاملين بها‪ ،‬في حين تفرض التشريعات المقترحة في‬
‫اليابان والواليات المتحدة التزام المنشآت التي تتداول البتكوين بقواعد مكافحة غسيل‬
‫األموال وتمويل الجريمة تماشياً مع المصارف وشركات تداول العمالت و وساطة األسهم‪،‬‬
‫مثال في تشرين األول من عام (‪ )2002‬أغلقت السلطات الفيدرالية األميركية موقع (سلك‬
‫رود) ‪ ،‬وهو عبارة عن متجر على شبكة اإلنترنت كان يم ّكن األشخاص من استخدام‬

‫ـ ‪ 151‬ـ‬
‫العملة الرقمية لشراء أو بيع األشياء دون ذكر أسماء المتعاملين ومن بينها المخدرات‬
‫وغيرها (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مزايا‪ ،‬مخاطر البيتكوين والمستقبل المتوقع لها‪:‬‬

‫ما زالت تجربة العمالت اإللكترونية حديثة العهد واالنتشار نسبيًا‪ ،‬من هنا يصعب‬
‫الحكم على صوابية التعامل بها اآلن‪ ،‬واذا كان األمر األكيد أن للبتكوين ميزاتها المفيدة‪،‬‬
‫فإن لها مخاطر‪ ،‬طالما راودت النشاط االقتصادي من تضخم وتقلب القيمة وما شابه‬
‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ومن أهم مزايا البتكوين‬

‫‪ )0‬حرية الدفع‪ :‬من الممكن إرسال واستقبال أي مبلغ من األموال لحظيًا من أو إلى أي‬
‫مكان في العالم وفي أي وقت‪ ،‬ال حدود‪ ،‬ال قيود لتخطيها‪.‬‬
‫‪ )2‬رسوم قليلة جدا‪ :‬مدفوعات البتكوين يتم تنفيذها حالياً إما بدون رسوم على اإلطالق‬
‫أو برسوم قليلة جدًا‪.‬‬
‫‪ )2‬مخاطر أقل للتجار‪ :‬معامالت البتكوين آمنة‪ ،‬غير قابلة للعكس‪ ،‬وال تحتوي على‬
‫معلومات المستهلك الخاصة أو الحساسة‪ ،‬وهذا يحمي التجار من الخسارة الناشئة عن‬
‫االحتيال أو المحاوالت غير اآلمنة‪.‬‬
‫‪ )2‬الشفافية والحيادية‪ :‬من خالل نظام التشفير‪ ،‬وهو ما يتيح الوثوق في أساس البتكوين‬
‫أنه محايد وشفاف ويمكن التنبؤ به بشكل كامل‪.‬‬

‫‪1: KORMAN, Avril (2011), “What Price, Gold? Virtual Currency Can Mean Real Crime”, Search‬‬
‫‪Engine Watch, 28 May‬‬
‫‪2: LEHDONVIRTA, Vili & ERNKVIST, Mirko (2011), Knowledge Map of the Virtual Economy,‬‬
‫‪World Bank, Washington D.C‬‬

‫ـ ‪ 151‬ـ‬
‫وتتلخص مخاطر هذا العملة االفتراضية الخفية بالنقاط التالية (‪:)1‬‬

‫‪ )0‬درجة القبول‪ :‬العديد من األشخاص الزالوا غير ملمين بالبتكوين ألنهم يريدون‬
‫الحصول على مزايا قبولها‪ ،‬لكن قائمة القبول تبقى صغيرة وال تزال في حاجة للنمو‬
‫والتوسع من أجل االستفادة من مجهودات الشبكة‪.‬‬

‫‪ )2‬القابلية للتطاير‪ :‬هذه القابلية للتطاير ستقل مع تطور أسواق وتكنولوجيا البتكوين‪،‬‬
‫ولهذا فمن الصعب حقًا (والمشوق أيضًا) تخيل ما ستؤول إليه األمور‪.‬‬

‫‪ )2‬التطوير المستمر‪ :‬برنامج البتكوين ال يزال تحت التجربة مع العديد من المزايا غير‬
‫الكاملة التي ال تزال قيد التطوير وقابلة للوصول إليها من الجميع‪.‬‬

‫ال يزال هناك العديد من األسئلة المطروحة للنقاش تنتظر االجابة عليها هل‬
‫ستصبح الو )‪ )BitCoin‬العملة المستقبلية للعالم؟ ما هو موقف الدول منها؟ كيف سيتم‬
‫تنظيم التعامل بها وحفظ حقوق مستخدميها؟ ما مدى تأثيرها على االقتصاد وعالم‬
‫االعمال؟إلى أي مدى ستتغير درجة الثقة فيها؟ هل سيط ار تغيير على آلية عملها؟هل‬
‫ستتأثر أو تؤثر في الظروف االقتصادية المتغيرة؟ ما هو تأثيرها على عالم المال‬
‫واألعمال؟ إلى غير ذلك من األ سئلة التي الشك ستجد اجابات شافيه لها في المستقبل‬
‫القريب والتي يمكن أن تكون موضوعاً للدراسة والتحليل‪.‬‬

‫‪1: VILLASENOR, John, MONK, Cody and BRONK, Christopher (2011), “Shadowy Figures: Tracking‬‬
‫‪Illicit Financial Transactions in the Murky World of Digital Currencies, Peer-to-Peer Networks, and‬‬
‫‪Mobile Device Payments”, James A. Baker III Institute for Public Policy, August.‬‬

‫ـ ‪ 152‬ـ‬
‫خاتمة الفصل الثالث‪:‬‬

‫في نهاية هذا الفصل يمكن القول أن أنظمة الدفع النقدي االلكتروني أصبحت واقعًا‬
‫ملموساً من خالل تأثيرها الفعال في بيئة األعمال والحكومات‪ ،‬فالتجارة أصبحت‬
‫الكترونية‪ ،‬والحكومات أصبحت تفتح لها فروع شبكية على اإلنترنت‪ ،‬والهويات الشخصية‬
‫والخدمات الحكومية أصبحيت رقمية أكثر فأكثر‪ ،‬واألموال باتت تتداول الكترونياً وأصبح‬
‫أي شخص بامكانه حمل مصرفه الشخصي في صورة بطاقة ذكية يستطيع من خاللها‬
‫اجراء العديد من تقنيات الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬رغم ذلك يشير الواقع الفعلي لتلك‬
‫النظم النقدية االلكترونية إلى تناقص أعدادها‪ ،‬وبطء نموها وانتشارها في األجلين القصير‬
‫والمتوسط‪ ،‬واستم ارر عدد محدود منها يتمثل في الشبكات الكبرى ذات األسماء الرنانة‬
‫التي تدعمها وتساندها مؤسسات ومنظمات عالمية (مؤسسة في از وماستركارد العالمية)‬
‫لمصلحة قوى كبرى تستيطع من خاللها فرض عقوبات نقدية على تلك الدول التي‬
‫التراعي مصالحها‪.‬‬

‫في ﻅل هذا االنتشار الضعيف ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني‪ ،‬بإستثناء بعض‬
‫الدول المتقدمة تكنولوجيًا و التي قمنا بدراسة وتحليل تلك النظم النقدية فيها فإنه ال يتوقع‬
‫أن يكون لتك النظم النقدية أي أثار على المصارف المركزية في المستقبل القريب وأن‬
‫األثر الوحيد يتمثل في فقدان المصارف المركزية جانب من عائداتها نتيجة تخليها عن‬
‫وظيفة االصدار النقدي القانوني‪ ،‬غير أن ذلك ال يعني اضعاف دورها في إدارة السياسة‬
‫النقدية نظ اًر المتالكها ادوات أخرى تستطيع من خاللها التأثير بشكل فعال في إدارة‬
‫السياسة النقدية‪.‬‬

‫لقد بحثنا خالل الفصول الثالث األولى مفاهيم عامة عن الكتلة النقدية ومنظومة‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬باإلضافة لتحليل ودراسة تجارب بعض الدول ومنعكاساتها‬
‫النقدية‪ ،‬والستكمال هذه الدراسة البد من معرفة أين الواقع السوري من هذا النظام‬
‫االلكتروني الجديد‪ ،‬ماهي األنجازات‪ ،‬المعوقات‪ ،‬األهم من ذلك كله‪ ،‬تحليل أثر هذا‬
‫النظام االلكتروني على األوضاع النقدية في سوريا‪.‬‬

‫ـ ‪ 153‬ـ‬
‫الفصل الرابع‬

‫تطور منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫في سوريا وأثرها على متغيرات الكتلة‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫النقدية‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تحليل تطور الكتلة النقدية في سوريا‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫تطور العرض النقدي (‪:) M1‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫تطور أشباه النقد (‪:)Q‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫تطور العرض النقدي(‪:)M2‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫واقع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫قنوات الدفع المصرفي االلكتروني‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫المنافسة بين المصارف المحلية في‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬


‫مجال الدفع االلكتروني‬

‫مقومات منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫البنية التحتية التقنية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫مقومات اقتصادية‪ ،‬ثقافية اجتماعية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫مقومات قانونية تشريعية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫أثر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على‬ ‫المبحث الرابع‪:‬‬


‫متغيرات الكتلة النقدية في سوريا (الدراسة العملية)‬

‫ـ ‪ 154‬ـ‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫جرى اعتماد منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سورية مواكبةً للتطورات‬


‫المتسارعة في عالم االتصاالت والمعلوماتية وكخطوة أولى ولبنة أساسية لمشروع الحكومة‬
‫مستوى أفضل من الخدمات للمواطن السوري‪ ،‬وتشكل بوابة الدفع‬
‫ً‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬وبغية توفير‬
‫اإللكتروني نقطة مركزية لمنظومة الدفع اإللكتروني السورية‪ ،‬تجمع كافة الجهات التي‬
‫تعمل في هذا المجال وتقوم بإدارتها جهة واحدة‪ ،‬ستكون الجهة المشرفة على البوابة شركة‬
‫تملكها الدولة ذات طابع اقتصادي‪ ،‬وتساهم فيها الجهات المختلفة من و ازرات( االتصاالت‬
‫والمالية واالقتصاد والتجارة ومصرف سورية المركزي)‪ ،‬وتعمل بمبدأ الربح والخسارة وتقدم‬
‫خدمات مأجورة للجهات التي تعمل بمبدأ الدفع اإللكتروني‬

‫ويعول عليه‬
‫إن دور المنظومة الوطنية للدفع اإللكتروني في سورية محوري ومهم ِّ‬ ‫ّ‬
‫الجميع في إحداث نقلة نوعية في آليات الدفع اإللكتروني وأساليب التجارة اإللكترونية في‬
‫سورية‪ ،‬كما تشكل هذه المنظومة فسحة كبيرة من األمل لدى العاملين في الكثير من‬
‫القطاعات االقتصادية والمعلوماتية نظ اًر لما لها من دور مهم في تمكين البنية االقتصادية‬
‫في سورية‪.‬‬

‫بناء على ما سبق سيتناول هذا الفصل تطور منظومة العمل المصرفي االلكتروني‬ ‫ً‬
‫في سوريا وما هي مقوماتها‪ ،‬ومدى تأثرها وتأثيرها بمكونات ومقابالت النقدية خالل الفترة‬
‫الزمنية المدروسة باستخدام المنهج اإلحصائي التحليلي‪.‬‬

‫ـ ‪ 155‬ـ‬
‫المبحث األول‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫تحليل تطور الكتلة النقدية في سوريا‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫إن أهم مايميز السياسة النقدية في سوريا قبل عام (‪ )2000‬هو حزمة اإلجراءات‬
‫الحكومية في تمويل العجز واستخدام النقد كوسيلة للتداول وتشجيع االنتاج فقط‪ ،‬حيث‬
‫كانت الحكومة تتحكم في ادارة عناصر السياسة النقدية‪ ،‬دون أن يكون هناك استقالل‬
‫نسبي للسلطات النقدية في ادارة هذه السياسة بشكل فعال في سبيل تحقيق أهدافها‪ ،‬وفي‬
‫هذا السياق أكدت الخطة الخمسية العاشرة لألعوام (‪ )2000-2002‬أهمية ضمان‬
‫االستقاللية التامة لمصرف سوريا المركزي‪ ،‬والنفاذ والقوة للمق اررات كلها التي يقوم‬
‫باتخاذها‪ ،‬بما يتناغم ويتسق مع إرساء مالمح واضحة الستراتيجية السياسة النقدية التي‬
‫تقوم على ضبط معدالت نمو االقتصاد السوري بشكل متزامن ومتالزم مع تطوير القطاع‬
‫النقدي‪ ،‬بمايحقق التوازن بين الكتلة النقدية المتداولة من جهة مع الكتلة العينية من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬األمر الذي يسهم في تحقيق الهدف النهائي للسياسة النقدية وضبط معدالت‬
‫التضخم في سوريا‪.‬‬

‫وقد اتسمت الفترة الماضية (وبشكل خاص خالل السنوات التي تلت األزمة السورية)‬
‫بزيادة كمية النقد المتداول في السوق السورية دون أن يقابلها زيادة مماثلة في كمية السلع‬
‫والخدمات المتداولة وما نتج عن ذلك من ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض سعرف‬
‫صرف الليرة السورية مقارنة بالعمالت األجنبية األخرى‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق سيتناول هذا المبحث تحليل مكونات الكتلة النقدية في سوريا‬
‫ً‬
‫ال للدراسة والمقارنة مع المفرز‬
‫خالل فترة الدراسة المعتمدة (‪ )2000 -2000‬لتكون مح ً‬
‫األساسي لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني (متغير قيمة العمليات المنفذة الكترونياً)‪.‬‬

‫ـ ‪ 156‬ـ‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور العرض النقدي (‪:) M1‬‬

‫يتكون العرض النقدي بمفهومه الضيق (‪ )M1‬أو مايطلق عليه بالكتلة النقدية كما أشرنا‬
‫سابقاً من النقد الموجد في التداول والذي نرمز له بالرمز ( ‪ (C‬مضافاً إليه الودائع تحت‬
‫الطلب ونرمز لها بالرمز (‪ :)D‬من خالل المعادلة التالية‪M1= C+D :‬‬

‫هذا وقد شهدت الكتلة النقدية (‪ )M1‬خالل الفترة (‪ )2000-2000‬توسعاً كبي اًر وملحوظاً‬
‫حيث ارتفعت من(‪ )26206‬مليار ليرة سورية عام (‪ )2000‬إلى مبلغ حوالي (‪ )0062‬مليار ليرة‬
‫سورية عام (‪ )2000‬وبمعدل نمو وسطي قدره (‪.)%02‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ )6‬تطور منحنى الكتلة النقدية (‪ )M1‬ومكوناته الرئيسة خالل الفترة ‪ 4101-4111‬مليار ليرة‬

‫‪2500000‬‬

‫‪2000000‬‬

‫‪1500000‬‬

‫الكتلة النقدية ( ‪M1‬مليار ل‪.‬س)‬


‫الودائع تحت الطلب ‪D‬‬
‫‪1000000‬‬
‫النقد المتداول خارج المصارف ‪C‬‬

‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادري عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوري‬

‫‪ ‬اقتصرت فترة الدراسة بالنسبة لمكونات الكتلة النقدية حتى نهاية (‪ )0202‬لعدم توفر صدور تقارير عن مصرف سوريا‬
‫المركزي بعد العام (‪)0200‬‬

‫ـ ‪ 157‬ـ‬
‫ويمكن أن يفسر النمو في الكتلة النقدية (‪ )M1‬من خالل المكونات الرئيسية لها‪:‬‬

‫‪ ‬تطورات الودائع تحت الطلب من (‪ )06202‬مليار ليرة سورية عام (‪ )2000‬إلى‬


‫حوالي (‪ )222‬مليار ليرة سورية‪ ،‬وبزيادة قدرها نحو ثالثة أضعاف‪ ،‬وبمعدل نمو‬
‫وسطي قدره (‪ ،)%02‬حيث أسهمت الودائع تحت الطلب بالمتوسط بمعدل قدره‬
‫(‪ )%26‬من اجمالي الزيادة الحاصلة في الكتلة النقدية (‪ )M1‬خالل هذه الفترة‬
‫ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى دخول المصارف الخاصة والتقليدية واالسالمية‬
‫سوق العمل المصرفي في سوريا واسهامها بشكل كبير في تجميع المدخرات‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬أما النقد المتداول خارج الجهاز المصرفي ققد تطور من (‪ )202‬مليار ليرة سورية‬
‫عام (‪ )2000‬إلى إلى (‪ )220‬مليار ل‪.‬س عام (‪ )2000‬حيث أسهم النقد‬
‫المتداول بحوالي(‪ )%22‬من اجمالي الزيادة الحاصلة في المعروض النقدي(‪)M1‬‬
‫خالل هذه الفترة‪ ،‬ويمكن تفسير هذه الزيادة بالنقد المتداول من خالل استم ارر‬
‫الحكومة بسياستها واإلعتماد على االقتراض من المصرف المركزي لتمويل‬
‫مؤسسات القطاع العام وعجز التمويل باستخدام سندات الخزينة لعدم توفرها خالل‬
‫هذه الفترة‪.‬‬

‫ـ ‪ 158‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور أشباه النقد (‪:)Q‬‬

‫شهدت أشباه النقد(‪ )Q‬بمكوناتها المختلفة تطو اًر ملحوظاً خالل الفترة (‪ )2000-2000‬حيث‬
‫ارتفع شبه النقد من (‪ )20202‬مليار ل‪.‬س عام (‪ )2000‬إلى (‪ )922‬مليار عام (‪)2000‬‬
‫بزيادة قدرها نحو ثالثة أضعاف وبمعدل نمو وسطي مقداره (‪.)%02‬‬

‫( ‪.)Q=TD+SD+FD+I‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ )2‬تطور كتلة أشباه النقد بمكوناتها المختلفة خالل الفترة (‪ )4101-4111‬مليار ليرة‪.‬‬

‫‪1800000‬‬

‫‪1600000‬‬

‫‪1400000‬‬

‫‪1200000‬‬

‫شبه النقد ‪Q‬‬ ‫‪1000000‬‬


‫تأمينات لقات عملية االستيراد ‪I‬‬
‫‪800000‬‬
‫ودائع القطع األجنبي ‪FD‬‬
‫ودائع التوفير ‪SD‬‬ ‫‪600000‬‬

‫‪400000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادر عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوروي‬

‫وتعود الزيادة في كتلة أشباه النقد إلى الزيادة الحاصلة في مكوناتها الرئيسية كمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬تطورت الودائع ألجل (‪ )TD‬تطو اًر كبي اًر وارتفعت من (‪ )602‬مليار ليرة سورية عام‬
‫(‪ )2000‬إلى حوالي مبلغ (‪ )202‬مليار ليرة سورية عام (‪ )2000‬بزيادة اجمالية‬
‫مقدارها (‪ )20‬ضعفاً‪ ،‬ويمعدل نمو سنوي بلغ (‪ ،)%66‬كما اسهمت بنحو (‪ )%02‬من‬
‫اجمالي الزيادة الحاصلة في شبه النقد خالل هذه الفترة‪ ،‬ويعود السبب الرئيسي في ذلك‬

‫ـ ‪ 159‬ـ‬
‫إلى التطور الكبير الذي شهدته القطاع المصرفي خالل تلك الفترة واالرتفاع التدريجي‬
‫في أسعار الفوائد الممنوحة على هذا النوع من اإليداعات وهذا أدى إلى توفر بنية‬
‫مستقرة لدى ودائع القطاع العام المصرفي مكنته من زيادة التسهيالت االئتمانية‬
‫الممنوحة األجلة‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لودائع التوفير (‪ )SD‬بالليرة السورية فقد شهدت تطو ًار مستق ًار خالل هذه الفترة‬
‫وبمعدل نمو وسطي بلغ (‪ )%2‬مسهمة بذلك بحوالي (‪ )%29‬من إجمالي كتلة أشباه‬
‫النقد وذللك بسبب ارتفاع معدالت الفائدة على هذا النوع من الودائع‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع بالقطع األجنبي (‪ ) I‬تطورت هي األخرى بشكل ملحوظ خالل الفترة (‪-2000‬‬
‫‪ )2000‬وذلك من (‪ )2202‬مليار ليرة سورية إلى حوالي(‪ )02206‬مليار عام (‪)2000‬‬
‫وبزيادة اجمالية مقدارها نحو أربعة أضعاف ومعدل نمو وسطي مقداره (‪ )%20‬مسهمة‬
‫بحوالي (‪ )%09‬من اجمالي كتلة أشباه النقد (‪ )Q‬ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى‬
‫زيادة عمليات التصدير وزيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص في توفير موارد القطع‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫‪ ‬كما ارتفعت التأمينات لقاء عمليات االستيراد بنحو أربعة أضعاف وبمعدل نمو وسطي‬
‫(‪ )%02‬و بلغت نسبة اسهامها في كتلة أشباه النقد بالمتوسط (‪.)%02‬‬

‫ـ ‪ 161‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تطور االعرض النقدي (‪:)M2‬‬

‫يتكون العرض النقدي بمفهومه الواسع (‪ )M2‬أو مايعرف بالسيولة المحلية في سوريا‬
‫من العرض النقدي بمفهومه الضيق أو الكتلة النقدية (‪ )M1‬فضالً عن أشباه النقد (‪،)Q‬‬
‫مع بداية العام (‪ )2000‬بدأ االقتصاد السوري باالنتعاش بعد خروجه من مرحلة الركود‬
‫االقتصادي التي بلغت ذروتها(‪،)0999‬اذا استمرت معدالت نمو السيولة المحلية‬
‫باالرتفاع بوتيرة موازية لمعدالت نمو االقتصاد السوري متمثلة بزيادة الطلب على النقود‬
‫داخل االقتصاد‪،‬‬
‫الشكل البياني رقم (‪ :)5‬تطور منحني السيولة المحلية ( ‪ )M2‬بمكوناته المختلفة خالل الفترة ‪4101-4111‬‬
‫مليار ليرة‬

‫‪4500000‬‬

‫‪4000000‬‬

‫‪3500000‬‬

‫‪3000000‬‬

‫‪2500000‬‬
‫الكتلة النقدية ‪M2‬‬
‫شبه النقد ‪Q‬‬
‫‪2000000‬‬
‫الكتلة النقدية ‪M1‬‬

‫‪1500000‬‬

‫‪1000000‬‬

‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادر عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوروي‬

‫ـ ‪ 161‬ـ‬
‫من الشكل البياني السابق نالحظ ارتفاع العرض النقدي (‪ )M2‬من (‪ )226‬مليار‬
‫ل‪.‬س عام (‪ )2000‬ليصل إلى حوالي (‪ )202002‬مليار ليرة سورية عام (‪)2000‬‬
‫وبزيادة قدرها نحو ثالثة أضعاف وبمعدل نمو وسطي بلغ (‪ )%02‬وهذا يظهر عدم قدرة‬
‫السلطات النقدية على التحكم بحجم المعروض النقدي (‪ )M2‬بسبب استمرار الحكومة‬
‫بسياسة تمويل المؤسسات الحكومية ( الحبوب‪ ،‬سادكوب) من قبل المصرف المركزي‪،‬‬
‫مما أدى إلى حجم النقد المتداول وأشباه النقد‪.‬‬

‫هذا ويمكن أن نفسر الزيادة الحاصلة في العرض النقدي الموسع أو السيولة المحلية‬
‫(‪ ،)M2‬من خالل مكوناته الرئيسية‪ ،‬حيث انخفضت نسبة مساهمة الكتلة النقدية (‪)M1‬‬
‫من اجمالي الزيادة الحاصلة في العرض النقدي(‪ )M2‬إلى نحو (‪ ،)%20‬مقابل ارتفاع‬
‫نسبة مساهمة المكون الثاني أشباه النقد(‪ )Q‬بعد دخول االستثمارات األجنبية سوق العمل‬
‫المصرفي في سوريا وزيادة ودائع القطع األجنبي وتجميع المدخرات الوطنية‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫النسبة مقبولة بالمقارنة مع النسبة المتوفرة لدى بعض الدول العربية مثال بلغت نسبة‬
‫مساهمة (‪ )M1‬من (‪ )M2‬في دولة عمان حوالي (‪ )%22‬وفي الكويت‬
‫حوالي(‪.)1()%20‬‬

‫لقد استعرضنا في المبحث السابق تحليل تطور مكونات الكتلة النقدية خالل العشر‬
‫سنوات التي سبقت عام (‪ )2000‬قبل بداية األزمة في سوريا حيث اتسمت تلك المرحلة‬
‫كما الحظنا بزيادة معدالت السيولة المحلية (‪ )M2‬بمكوناتها المختلفة دون أن يقابلها‬
‫زيادة في معدالت االستثمار وقد تجلت هذه الزيادة بشكل واضح مع بداية العام (‪)2002‬‬
‫دخول المصارف المحلية (العامة والخاصة) العاملة في السوقة السورية عصر تعامالت‬
‫الدفع النقدي االلكتروني‪ ،‬فما هو واقع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‪.‬‬

‫‪ :1‬التقرير االقتصادي الموحد(‪.)2006‬‬

‫ـ ‪ 162‬ـ‬
‫المبحث الثاني‬

‫واقع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫في سوريا‬

‫شهدت السوق المصرفية السورية تطو اًر ملحوظاً في منظومة الدفع المصرفي‬
‫اإللكتروني وتقديم خدمات مصرفية لم نكن نشاهدها منذ الماضي القريب وذلك باستخدام‬
‫وسائط االتصاالت المتوفرة‪ ،‬ومن هذه الخدمات‪ ،‬خدمات الصراف اآللي (‪ ،)ATM‬نقاط‬
‫التحصيل اإللكتروني )‪ ،)POS‬إدارة الحساب عبر الهاتف األرضي فيمكن للزبون‬
‫االتصال بالمصرف واجراء العديد من العمليات كاالستعالم عن األرصدة والتحويل فيما‬
‫بينها‪ ،‬كما أن جميع المصارف في سورية ترعى خدمة التحويل من مصرف إلى آخر‬
‫فهي مربوطة مع بعضها البعض عبر شبكة متصلة بمصرف سورية المركزي‪ ،‬يناقش هذا‬
‫المبحث المنافسة بين المصارف المحلية في مجال بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‬
‫وقنوات استخدامها‪ ،‬حيث تنحصر تلك المنافسة بين مصرفين حكوميين لهما بصمات‬
‫واضحة في مجال الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫يعتبر كل من المصرف التجاري السوري والمصرف العقاري مصرفين حكوميين‬


‫رائدين في سوق العمل المصرفي السورية أما بقية المصارف العامة األخرى فإنها مازالت‬
‫في بداية خدماتها اإللكترونية‪ ،‬وسوف تقتصر فترة الدراسة على الفترة بين العامين‬
‫(‪ ،)2000 -2002‬مع اإلشارة بأن المصرف العقاري قد بدأ نشاطه في مجال الدفع‬
‫المصرفي االلكتروني قبل المصرف التجاري بداية العام (‪ )2000‬ولكن خدماته خالل هذه‬

‫ـ ‪ 163‬ـ‬
‫الفترة كانت بسيطة تنحصر في إصدار البطاقات المصرفية فقط‪ ،‬فتم إصدار أول بطاقة‬
‫مصرفية أواخر العام (‪ ،)0999‬تبعه بعد ذلك المصرف التجاري السوري عام (‪.)2002‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00‬مؤشر كثاف ة انتشار البطاقات المصرفية لكال المصرفين خالل الفترة ‪4101-4112‬‬

‫‪4101‬‬ ‫‪4119‬‬ ‫‪4115‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫‪4116‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫العام‬

‫‪220692‬‬ ‫‪20,367‬‬ ‫‪090220‬‬ ‫‪090202‬‬ ‫‪18,717‬‬ ‫‪020269‬‬ ‫عدد السكان ‪/‬ألف‪/‬‬


‫‪2220222‬‬ ‫‪6200020‬‬ ‫‪2220022‬‬ ‫‪2220922‬‬ ‫‪0290222‬‬ ‫‪220222‬‬ ‫عدد البطاقات‪ /‬التجاري‪/‬‬
‫‪2206‬‬ ‫‪2909‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2606‬‬ ‫‪9202‬‬ ‫‪20606‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫‪2000000‬‬ ‫‪2690220‬‬ ‫‪2200220‬‬ ‫‪0220200‬‬ ‫‪220200‬‬ ‫‪220200‬‬ ‫عدد البطاقات ‪/‬العقاري‪/‬‬
‫‪2209‬‬ ‫‪2206‬‬ ‫‪2902‬‬ ‫‪00206‬‬ ‫‪22202‬‬ ‫‪222‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫المصدر‪ :‬مديريات الدفع االلكتروني لدى المصارف لألعوام المذكورة‪.‬‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ أن مستوى انتشار البطاقات المصرفية الصادرة‬
‫عن المصرف التجاري السوري قد تطور بشكل كبير خالل الفترة (‪)2000 -2002‬‬
‫بالمقارنة مع المصرف العقاري حيث بلغت نسبة االنتشار بطاقة مصرفية واحدة لكل‬
‫(‪ )206‬ألف شخص في عام (‪ )2002‬لتصل إلى بطاقة مصرفية واحدة لكل (‪)2206‬‬
‫ألف شخص في عام (‪ ،)2000‬بينما بلغت نسبة انتشار البطاقات العائدة للمصرف‬
‫العقاري بطاقة مصرفية واحدة لكل (‪ )222‬ألف شخص في عام (‪ )2002‬لتصل إلى‬
‫بطاقة مصرفية واحدة لكل (‪ )2209‬ألف شخص في عام (‪.)2000‬‬

‫وقد نتج عن هذا االنتشار الواسع للبطاقات الصادرة عن المصرف التجاري السوري‬
‫مقارنة بالمصرف العقاري انجاز العديد من الخدمات والتحويالت المالية االلكترونية‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونياً باستخدام بطاقات الدفع‬
‫االلكتروني الصادرة عن المصرف التجاري السوري خالل فترة الدراسة‪.‬‬

‫ـ ‪ 164‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)04‬تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية لدى المصرف‬
‫التجاري السوري خالل الفترة ‪ / 4101-4112‬مليار ل‪.‬س‪/‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫البيان‪/‬‬


‫‪39,6‬‬ ‫‪27,7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫كتلة الرواتب‬
‫‪2,412‬‬ ‫‪1,295‬‬ ‫‪699,9‬‬ ‫‪106,1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫كتلة االئتمان‬
‫‪390,4‬‬ ‫‪120,3‬‬ ‫‪5,7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قيمة الفواتير المسددة‬

‫‪8,352‬‬ ‫‪1,743‬‬ ‫‪937‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اجمالي التحويالت االلكترونية‬

‫‪42,495‬‬ ‫‪29,2‬‬ ‫‪10,7‬‬ ‫‪6,6‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫الكتلة النقدية المتداولة الكترونيا‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري‪.‬‬

‫يظهر الجدول السابق أن العمليات المنفذة الكترونياً لدى المصرف التجاري السوري‬
‫اقتصرت في بداية األمر على تحويل كتلة الرواتب واألجور الموطنة عبر شبكة‬
‫الصرافات اآللية التي يمتلكها المصرف وذلك باستخدام بطاقات االئتمان المدينة والدائنة‬
‫الصادرة عنه وعن المصارف األخرى العاملة في السوق المصرفية المحلية وفق عموالت‬
‫معينة‪ ،‬ثم تطورت تلك العمليات لتشمل تسديد فواتير بعض الخدمات الحكومية بموجب‬
‫اتفاقيات بين المصرف وجهات القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫إذاً ما يمكن قوله أن المصرف التجاري السوري يملك في حقيقة األمر شبكة واسعة‬
‫من الصرافات اآللية ونقاط البيع االلكتروني ولكنها غير مستخدمة بشكل أمثل حيث أن‬
‫معظم العمليات االلكترونية التي تنفذ عليها عبارة عن عمليات ايداع وسحب وتحويل‬
‫باإلضافة إلى تسديد بعض االلتزامات الخدمية‪ ،‬أي أنها لم تستغل االستغالل األمثل رغم‬
‫ذلك يمكن القول بأن هذه العمليات االلكترونية شكلت نقطة البداية نحو التحول للدفع‬
‫المصرفي االلكتروني‪ ،‬مما شجع بقية المصارف الحكومية والخاصة على اتخاذ خطوات‬
‫مماثلة تشكل فيما بينها منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‪.‬‬

‫ـ ‪ 165‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قنوات الدفع المصرفي االلكتروني‪:‬‬

‫تتمثل قنوات الدفع المصرفي االلكتروني المستخدمة في سورية بالصرافات اآللية‬


‫وبنقاط البيع االلكترونية المستخدمة من قبل بعض المؤسسات والشركات التجارية والتي ال‬
‫يتم استخدامها بالشكل األمثل‪ ،‬وانما تستخدم إلجراء بعض العمليات االلكترونية البسيطة‬
‫كما ذكرنا سابقاً (تحويالت رواتب موظفي بعض المؤسسات الحكومية والخاصة‪ ،‬سداد‬
‫فواتير بعض الخدمات االدارية‪ ،‬سداد فواتير بعض السلع في الموالت والسوبر ماركارت‬
‫عبر تمرير بطاقات الدفع االلكترونية على نقاط البيع )‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)03‬تطور عدد قنوات الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري والعقاري مقارنة بعدد‬
‫السكان خالل الفترة ‪4101-4112‬‬

‫‪4101 4119 4115 4112 4116 4112‬‬ ‫األعوام‬


‫‪2206‬‬ ‫‪20,3‬‬ ‫‪0902‬‬ ‫‪0902‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫عدد السكان ‪/‬ألف‪/‬‬
‫عدد صرافات‬
‫‪220‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬
‫المصرف التجاري‬
‫‪2002‬‬ ‫‪6206‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00202 22002 90202‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫عدد صرافات‬
‫‪222‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬
‫المصرف العقاري‬
‫‪9209‬‬ ‫‪2200‬‬ ‫‪2602‬‬ ‫‪02602 26202‬‬ ‫‪002‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫‪220‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عدد نقاط البيع ‪/‬التجاري‪/‬‬
‫‪6202‬‬ ‫‪9002 09202 22202 22206‬‬ ‫‪002‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫عدد نقاط البيع‬
‫‪2020 0200‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪220‬‬
‫‪/‬العقاري‪/‬‬
‫‪0002‬‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2206‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مستوى االنتشار‬
‫المصدر‪ :‬مديريات الدفع االلكتروني لدى المصارف لألعوام المذكورة‪.‬‬

‫بالمقارنة بين المصرفين نجد أن تطور مستوى انتشار الصرافات اآللية العائدة‬
‫للمصرف التجاري السوري أفضل من تطور مستوى انتشار الصرافات العائدة للمصرف‬
‫العقاري‪ ،‬حيث أن نسبة انتشار صرافات المصرف التجاري قد بلغت صراف آلي واحد‬
‫ـ ‪ 166‬ـ‬
‫لكل (‪ )90202‬ألف شخص عام (‪ )2002‬لتصل إلى صراف واحد لكل (‪ )2002‬ألف‬
‫شخص عام (‪ ،)2000‬بينما بلغت صراف آلي واحد لكل (‪ )002‬مليون شخص عام‬
‫(‪ )2002‬لتصل إلى صراف واحد لكل (‪ )9209‬ألف شخص عام (‪ )2000‬لدى‬
‫المصرف العقاري‪ ،‬كما وقد وصل عدد العمليات التي نفذتها بطاقات المصرف التجاري‬
‫على صرافات المصرف العقاري خالل العام (‪ )02206( )2000‬مليون حركة بقيمة‬
‫إجمالية بلغت (‪ )26006‬مليون ليرة سورية في حين بلغ عدد الحركات المنفذة من بطاقات‬
‫المصرف التجاري السوري على الشبكة المصرفية (‪ )02602‬مليون حركة بقيمة إجمالية‬
‫بلغت (‪ )002‬مليار ليرة سورية‪ ،‬وبالمقارنة مع الحركات التي نفذتها بطاقات الصراف‬
‫اآللي التابعة للمصرف العقاري على صرافات المصرف التجاري السوري‪ ،‬سجلت‬
‫(‪ )02209‬مليون حركة بقيمة إجمالية (‪ )92900‬مليون ليرة سورية في حين بلغ إجمالي‬
‫الحركات التي نفذتها بطاقات المصرف العقاري على الشبكة (‪ )6002‬مليون حركة بقيمة‬
‫إجمالية وصلت إلى (‪ )22902‬مليون ليرة سورية‪ ،‬أما الحركات التي نفذتها الشبكة‬
‫( البطاقات التابعة لكافة المصارف العامة والخاصة عدا المصرف التجاري والمصرف‬
‫العقاري ) على شبكة صرافات المصرف التجاري السوري فقد سجلت (‪ )02609‬مليون‬
‫حركة بقيمة إجمالية بلغت (‪ )90902‬مليون ليرة سورية‪ ،‬في حين وصلت العمليات التي‬
‫نفذتها الشبكة على صرافات المصرف العقاري إلى (‪ )6202‬مليون حركة بقيمة إجمالية‬
‫(‪.)1‬‬
‫(‪ )22202‬مليون ليرة سورية‬

‫وبناء على المعطيات السابقة فإن عدد الحركات المنفذة على صرافات المصرف‬
‫ً‬
‫التجاري السوري بلغ (‪ )22002‬مليون حركة لتصل نسبة استحواذ صرافات المصرف‬
‫التجاري على عمليات الصرافات اآللية إلى (‪ )%20002‬في عام (‪ ،)2000‬في حين‬
‫بلغت العمليات المنفذة على صرافات المصرف العقاري (‪ )22909‬مليون حركة محققة‬
‫بذلك نسبة استحواذ بلغت (‪ )%20020‬أما العمليات التي نفذتها الشبكة فبلغت (‪)22602‬‬
‫مليون حركة بمعدل استحواذ بلغ (‪ )%22062‬ليكون مجموع االستحواذ في النهاية‬
‫(‪ )%000‬من عمليات الصرافات اآللية في سوق العمل المصرفي السورية‪.‬‬

‫‪ :1‬قواعد البيانات على النظام المصرفي المستخدم لدى المصارف المذكورة‪.‬‬

‫ـ ‪ 167‬ـ‬
‫كما أن تطور مستوى انتشار نقاط البيع لدى المصرف العقاري أكبر مما هو عليه الحال‬
‫لدى المصرف التجاري حيث بلغت نسبة االنتشار لدى المصرف العقاري نقطة بيع واحدة‬
‫لكل (‪ )2200‬ألف شخص عام (‪ )2002‬لتصل إلى نقطة بيع واحدة لكل (‪)0002‬ألف‬
‫شخص عام (‪ ،)2000‬في حين بلغت نسبة انتشار نقاط البيع لدى المصرف التجاري‬
‫نقطة بيع واحدة لكل (‪ )002‬مليون شخص عام (‪ )2002‬لتصل إلى نقطة بيع واحدة لكل‬
‫(‪ )6202‬شخص عام (‪ ،)2000‬والسبب في ذلك يعود إلى أن المصرف العقاري قد ركز‬
‫نشاطه على نقاط البيع اإللكترونية بشكل أكبر من الصرافات اآللية‪ ،‬حيث اعتمد‬
‫المصرف العقاري في عمله على التعاون مع شركات متخصصة في مجال نقاط البيع‬
‫والتسويق لها‪ ،‬ذلك أن تفعيل دور نقاط البيع يتطلب زيارة التجار والمؤسسات التسويقية‬
‫والخدمية وتنظيم اتفاقات معها في حين أن الصرافات اآللية موجودة في الشارع وال تحتاج‬
‫إلى تسويق‪ ،‬أما بالنسبة للمصرف التجاري فقد تركز نشاطه على تفعيل دور شبكة‬
‫الصرافات اآللية‪ ،‬وتمكن من تأمين خدمة تبادل واستقبال البطاقات الصادرة عن كافة‬
‫المصارف العامة والخاصة العاملة في سورية على شبكة صرافاته اآللية باإلضافة إلى‬
‫الربط مع محولة المصرف العقاري و محولة شركة خدمات بطاقات االئتمان في سورية‬
‫والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات العائدة للمصرف‬
‫التجاري السوري باستخدام البطاقات المحلية والعالمية خالل الفترة (‪.)2002-2002‬‬

‫ـ ‪ 168‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)02‬تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات اآللية العائدة للمصرف التجاري ‪/ 4104 -4115‬مليار‪/‬‬

‫تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات اآللية العائدة للمصرف التجاري خالل (‪)4101-4115‬‬ ‫العام‬
‫‪‬‬

‫البطاقات العالمية‬ ‫البطاقات المحلية العائدة للمصارف‬ ‫البطاقات المحلية‬


‫األخرى‬
‫‪CREDIT‬‬ ‫‪DEBIT‬‬ ‫‪CREDIT‬‬ ‫‪DEBIT‬‬ ‫‪CREDIT‬‬ ‫‪DEBIT‬‬

‫مليار‬
‫_‬ ‫‪1430‬‬ ‫_‬ ‫‪1255‬‬ ‫‪128,15‬‬ ‫‪11,52‬‬ ‫‪4115‬‬

‫_‬ ‫‪321,14‬‬ ‫_‬ ‫‪732,73‬‬ ‫‪704,67‬‬ ‫‪20,9‬‬ ‫‪4119‬‬

‫_‬ ‫‪51,99‬‬ ‫_‬ ‫‪1434‬‬ ‫‪1,93‬‬ ‫‪33,82‬‬ ‫‪4101‬‬

‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪3,22‬‬ ‫‪4,53‬‬ ‫‪57,23‬‬ ‫‪4100‬‬

‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪2,11‬‬ ‫‪4,13‬‬ ‫‪72,32‬‬ ‫‪4104‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري لألعوام المﺬكوري‪.‬‬

‫من الجدول السابق نالحظ تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات المحلية‬
‫(المدينة والدائنة العائدة للمصارف السورية والبطاقات العالمية) على الصرافات العائدة‬
‫للمصرف التجاري السوري‪ ،‬ولكن هذه النسبة انخفضت في ظل استمرار العقوبات‬
‫األمريكية المفروضة على القطاع المصرفي وبشكل خاص المصرف التجاري السوري منذ‬
‫عام (‪ )2002‬و إيقاف التعامل ببطاقات الفي از و الماسترد كارد العالمية ألسباب سياسية‪.‬‬

‫‪ ‬اقتصرت بيانات هذا الجدول على الفترة المذكورة لعدم تمكننا من الحصول على البيانات الخاصة باألعوام السابقة ألسباب‬
‫تتعلق بطبيعة النظام المعلوماتي المستخدم‪.‬‬

‫ـ ‪ 169‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)02‬تطور قيمة العمليات على نقاط البيع العائدة للمصرف التجاري للفترة ‪4104 - 4115‬‬

‫تطور قيمة العمليات المنفذة على نقاط البيع العائدة للمصرف التجاري في ‪/‬عام‬
‫‪4104‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪4101‬‬ ‫‪4119‬‬ ‫‪4115‬‬ ‫العام‬
‫‪22,1‬‬ ‫‪231,77‬‬ ‫‪613,97‬‬ ‫‪550,05‬‬ ‫‪508,97‬‬ ‫القيمة (مليار)‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري لألعوام المﺬكوري‬

‫توضح لنا المعطيات في الجدول السابق تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام‬
‫نقاط البيع االلكترونية العائدة للمصرف التجاري السوري والتي تم استخدامها بداية العام‬
‫(‪ ،)2002‬لتصل إلى ذروتها في عام (‪ )2000‬ومن ثم تنخفض بمعدل يتجاوز (‪)%20‬‬
‫في عام (‪ )2000‬مع بداية األحداث االرهابية في سوريا و إلى أدنى قيمة (‪ ،)2002‬وهذا‬
‫يدل على أهمية عنصر األمن واالستقرار كأهم مقومات الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬

‫بالمقارنة السابقة بين المصرف التجاري والمصرف العقاري في مجال خدمات‬


‫الدفع المصرفي االلكتروني يمكننا استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪- 0‬انفراد المصرف التجاري السوري بالمقارنة مع المصرف العقاري بالحصة األكبر من‬
‫الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬سواء من حيث أعداد البطاقات المصرفية ومستوى‬
‫انتشارها أو من حيث أعداد الصرافات اآللية ومستوى كثافتها وتوزعها والحركات‬
‫المنفذة عليها وهذا يعود إلى زيادة عدد المؤسسات العامة والخاصة التي وطنت رواتب‬
‫موظفيها لدى المصرف التجاري باإلضافة إلى الثقة والسمعة الجيدة التي يتمتع بها‬
‫هذا المصرف في تعامالته المصرفية والسرعة في إنجازها‪.‬‬
‫‪- 4‬رغم العقوبات األمريكية المفروضة على المصرف التجاري بخصوص قبول بطاقاته‬
‫عالمياً‪ ،‬وان كانت هناك بعض البنوك التزمت بقرار و ازرة الخزانة األمريكية الرتباط‬
‫مصالحها بتنفيذ هذا القرار والتي ال تتجاوز عشرين بنكًا إال أن قرار مصرف سورية‬
‫المركزي رقم (‪ )022‬تاريخ (‪ )2006/0/22‬القاضي باعتماد عملة اليورو بدالً من‬
‫الدوالر األمريكي في جميع تعامالت القطاع العام والمشترك أتاح للمصرف مرونة‬
‫أكبر في تنفيذ تعامالته الخارجية كما أن المصرف استطاع بفضل سمعته العالمية‬

‫ـ ‪ 171‬ـ‬
‫تجاوز تلك العقوبات وحقق أرباح كبيرة ونقلة نوعية في مجال الخدمات والتسهيالت‬
‫اإللكترونية جعلته يتبوأ مكانة متميزة في المنطقة‪.‬‬
‫‪- 3‬مع أن المصرف العقاري قد ركز نشاطه بشكل كبير على نقاط البيع اإللكترونية إال‬
‫أنها لم يستطيع تحقيق االستخدام األمثل لهذه النقاط‪ ،‬حيث أن كثير من هذه النقاط‬
‫تجدها خارج نطاق الخدمة باإلضافة إلى أن أغلب التجار ال يفضلون التعاون مع‬
‫المصارف في تركيب نقاط التحصيل اإللكتروني ألن ذلك يمكن دوائر الجباية‬
‫الضريبية من الحصول على بيانات حقيقية ألرقام أعمالهم وفرض الضرائب‬
‫المستحقة‪.‬‬
‫‪- 2‬إن أعداد (البطاقات المصرفية‪ ،‬الصرافات اآللية‪ ،‬نقاط التحصل اإللكتروني) الصادرة‬
‫عن كال المصرفين مازالت محدودة جداً بالنسبة إلى عدد السكان ومقارنة بالدول‬
‫المحيطة (مع تفوق بسيط للمصرف التجاري بالنسبة إلى أعداد البطاقات والصرافات‬
‫اآللية) وهذا يعود إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬انخفاض الوعي المصرفي اإللكتروني لدى غالبية المواطنين بمزايا وفوائد البطاقات‬
‫االئتمانية المحلية والدولية لعدم وجود برامج تسويقية ودعائية لهذه البطاقات األمر‬
‫الذي يؤدي إلى انعدام ثقافة الدفع اإللكتروني وتفضيل التعامل بالكاش‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكلفة الصرافات اآللية مقارنة بنقاط التحصيل اإللكتروني‪ ،‬حيث أن تكلفة‬
‫الصراف الواحد تتجاوز مليون ليرة سورية عدا نفقات الصيانة الدورية والتركيب‬
‫وايجارات الغرف المخصصة للصرافات‪ ،‬باإلضافة إلى سوء التوزيع لهذه الصرافات‬
‫بين مختلف المحافظات والمناطق‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقديم الدعم والتسهيالت (التزويد المجاني بآالت الدفع اإللكتروني) من قبل‬
‫المصارف للتجار والمؤسسات التسويقية فيما يتعلق بتركيب نقاط التحصيل‬
‫اإللكتروني‪ ،‬األمر الذي انعكس سلبًا على مستوى انتشار واستخدام هذه النقاط‬
‫واقبال المواطنين عليها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود أي تعاون بين إدارات المصارف العامة فيما يتعلق بالخدمات اإللكترونية‬
‫ال (قد‬
‫واالستفادة من اإلمكانيات التقنية والفنية التي يتميز بها مصرف عن اآلخر مث ً‬
‫تجد صرافين في مكان واحد إحداهما عقاري واألخر تجاري) باإلضافة إلى عدم‬

‫ـ ‪ 171‬ـ‬
‫استفادة المصرف العقاري من منظومة البريد اإللكتروني التي يعمل وفقها المصرف‬
‫التجاري السوري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المنافسة بين المصارف المحلية في مجال الدفع االلكتروني‪:‬‬

‫أدى دخول المصارف الخاصة سوق العمل المصرفية في سورية إلى خلق جو من‬
‫التنافس الصحي‪ ،‬وقد بدأ كل منها بالسعي لجذب المتعاملين من المصارف األخرى وذلك‬
‫بتقديم خدمات وتسهيالت تنافسية‪ ،‬وكان أحد اتجاهات هذه المصارف خدمات الدفع‬
‫المصرفي اإللكتروني التي تقدمها‪ ،‬ولكن وبالرغم من ذلك بقي كل من المصرف التجاري‬
‫السوري والمصرف العقاري في المقدمة كونهما المصرفين األكثر انتشا اًر و استثما اًر في‬
‫مجال خدمات الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬فبمقارنة بسيطة نجد أن عدد الصرافات اآللية‬
‫التي يملكها أي من هذين المصرفين يزيد عن مجموع أعداد الصرافات اآللية التي قامت‬
‫هذه المصارف بتركيبها‪.‬‬

‫وقبل البدء بدارسة المنافسة بين المصارف العامة والمصارف الخاصة البد من‬
‫الوقوف على حقيقة ظروف المنافسة في سوق العمل المصرفي السورية التي تتمثل‬
‫بالنقاط التالية‪.‬‬

‫‪ )0‬هناك درجة كبيرة من التجانس في المنتجات التي تخص البطاقات المصرفية مما‬
‫يعني أن درجة التحكم في األسعار سوف تكون ضعيفة جداً بسبب االزدياد في عدد‬
‫المصارف المتنافسة لتقديم نفس الخدمات‪.‬‬
‫‪ )4‬ازدياد المنافسين بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم وجود المرونة اإلدارية لدى المصارف العامة على عكس المصارف الخاصة‬
‫التي تتمتع بوجود المرونة اإلدارية مما يعني سهولة اتخاذ القرار لديها‪.‬‬
‫‪ )2‬وجود الخبرات التكنولوجية العالية لدى المنافسين من القطاع الخاص كون معظمها‬
‫فروع لمصارف خارجية كبيرة‪.‬‬
‫‪ )2‬تسير معظم المصارف الخاصة نحو التقدم في خدمات السوق وفق منهجية تسويقية‬
‫وكادر مدرب لتأدية المطلوب‪.‬‬
‫ـ ‪ 172‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)06‬حصة المصارف المحلية العاملة من مؤشرات منظومة الدفع المصرفي االلكتروني لعام (‪)4101‬‬
‫عدد نقاط البيع‬ ‫عدد الصرافات‬ ‫عدد البطاقات‬ ‫المصارف المنافسة‬
‫المصارف العامة‬
‫‪220‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪2220200‬‬ ‫المصرف التجاري‬
‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المصرف الصناعي‬
‫‪4151‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪3110111‬‬ ‫المصرف العقاري‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المصرف الزراعي‬
‫‪-‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مصرف التسليف‬
‫‪-‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مصرف التوفير‬
‫‪40231‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪000450211‬‬ ‫المجموع‬
‫المصارف الخاصة التقليدية‬
‫‪50‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪920321‬‬ ‫بيمو السعودي الفرنسي‬
‫‪45‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪220211‬‬ ‫الدولي للتجارة والتمويل‬
‫‪49‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪250641‬‬ ‫بنك سورية و المهجر‬
‫‪35‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪220221‬‬ ‫بنك بيبلوس سورية‬
‫‪30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪240111‬‬ ‫بنك عودة سورية‬
‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪450211‬‬ ‫البنك العربي سورية‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪020421‬‬ ‫بنك سورية و الخليج‬
‫‪18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪040431‬‬ ‫فرنس بنك سورية‬
‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪50062‬‬ ‫بنك سورية واألردن‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20231‬‬ ‫بنك الشرق‬
‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪30211‬‬ ‫بنك قطر الوطني‬
‫المصارف الخاصة اإلسالمية‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪420221‬‬ ‫الشام اإلسالمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪440111‬‬ ‫الدولي اإلسالمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪40211‬‬ ‫البركة اإلسالمي‬
‫‪276‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪430,034‬‬ ‫المجموع‬
‫‪2,706‬‬ ‫‪1,146‬‬ ‫‪1,558,534‬‬ ‫المجموع الكلي‬
‫المصدر‪ :‬مديريات الدفع االلكتروني لدى المصارف المذكورة‪.‬‬

‫ـ ‪ 173‬ـ‬
‫تعكس المؤشرات الموجودة في الجدول السابق انخفاض حجم التعامل بالدفع‬
‫االلكتروني في سوق العمل المصرفي السورية مقارنة بالدول العربية األخرى (االمارات)‬
‫خاصة في ظل العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي و ايقاف التعامل ببطاقات‬
‫الفي از و الماسترد كارد العالمية‪ ،‬والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة‬
‫باستخدام بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني مقارنة بتطور الكتلة النقدية (‪ )M1‬وتطور‬
‫مستوى العرض النقدي أو السيولة المحلية (‪ )M2‬منذ عام (‪ )2002‬مع دخول منظومة‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني سوق العمل المصرفي في سوريا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)02‬تطور األهمية النسبية لقيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية مقارنة بالكتلة‬
‫النقدية (‪ )M1‬و (‪)M2‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006 2005‬‬ ‫العام‬

‫قيمة العمليات‬
‫‪208,1‬‬ ‫‪160,9‬‬ ‫‪150,1‬‬ ‫‪114,5‬‬ ‫‪54,6‬‬ ‫‪31,9‬‬ ‫‪24,8‬‬ ‫‪19,4‬‬ ‫‪15,2‬‬ ‫المنفذة بالبطاقات‬
‫(مليار‪.‬ل‪.‬س)(‪)EM‬‬

‫الكتلة النقدية‬
‫‪1419,6‬‬ ‫‪1085‬‬ ‫‪1,069‬‬ ‫‪1063‬‬ ‫‪916,0‬‬ ‫‪827,2‬‬ ‫‪731,6 687,4 697,7‬‬ ‫(‪)M1‬‬
‫(مليار‪.‬ل‪.‬س)‬

‫األهمية النسبية‬
‫‪14,65‬‬ ‫‪14,82‬‬ ‫‪14,03‬‬ ‫‪10,77‬‬ ‫‪5,96‬‬ ‫‪3,86‬‬ ‫‪3,98‬‬ ‫‪2,82‬‬ ‫‪2,17‬‬
‫(‪)%‬‬

‫السيولة‬
‫‪3711‬‬ ‫‪3277‬‬ ‫‪2899‬‬ ‫‪2041‬‬ ‫‪1864‬‬ ‫‪1656‬‬ ‫‪1472‬‬ ‫‪1310‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫المحلية(‪)M2‬‬
‫(مليار‪.‬ل‪.‬س)‬

‫األهمية النسبية‬
‫‪5,6‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫‪1,3‬‬
‫(‪)%‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث استناداً على النشرات اإلحصائية الدورية لمصرف سوريا المركزي ‪.‬‬

‫ـ ‪ 174‬ـ‬
‫من خالل الجدول السابق نالحظ تطور التعامل النقدي االلكتروني (‪ )Me‬ولكن‬
‫بمعدالت بسيطة بالمقارنة مع تطور الكتلة النقدية التقليدية القانونية (‪ ،)M1‬حيث لم‬
‫تتجاوز األهمية النسبية لقيمة العمليات المنفذة الكترونياً (‪ )%02( )Me‬من قيمة (‪)M1‬‬
‫كما أنها لم تتجاوز (‪ )%6‬من السيولة المحلية في نهاية العام (‪ ،)2002‬ويعود السبب‬
‫الرئيس في ذلك إلى ارتفاع مؤشر تفضيل النقد الكاش وعدم توفر األرضية التكنولوجية‬
‫المناسبة لخدمات الدفع االلكتروني‪ ،‬وقد خصصنا مبحثًا كامالً لدراسة التأثير المتبادل بين‬
‫النقد االلكتروني مقاسًا بقيمة العمليات المنفذة الكترونيًا وبين متغيرات الكتلة النقدية بشقيها‬
‫الضيق والواسع باستخدام منهج التحليل اإلحصائي‪.‬‬

‫ـ ‪ 175‬ـ‬
‫المبحث الثالث‬

‫مقومات منظومة الدفع االلكتروني في‬


‫ــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــ‬
‫سوريا‬

‫تحدثنا في الفصل الثاني من هذه األطروحة عن المقومات الضرورية لتوفير بيئة‬


‫مناسبة لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬فما هي المقومات الضرورية لتوفير جاهزية‬
‫مناسبة لمنظومة دفع مصرفي الكتروني في سوريا يكون لها انعكاس على كافة القطاعات‬
‫االقتصادية األخرى بإعتبارها جزء من مشروع لحكومة إلكترونية قيد االنجاز‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البنية التحتية التقنية‪:‬‬

‫إن وجود نظام دفع الكتروني كفء وآمن يعتبر من المتطلبات الرئيسية لالنتقال‬
‫ألنظمة الدفع الالنقدية والذي يعني باختصار وجود منظومة متكاملة من النظم والبرامج‬
‫تتمثل بالعوامل التالية‪:‬‬

‫‪- 0‬بنية اتصاالت متطورة من خالل تطوير شركات االتصاالت الحالية واستقطاب شركات‬
‫اتصال اضافية‪ ،‬لتطوير خدمة الهاتف المتحرك واألرضي واإلنترنت‪ ،‬فعدم وجود شبكة‬
‫انترنت قوية ومنتشرة سيؤدي حتمًا إلى عدم وجود نقاط تحصيل وكذلك صرافات (‪)ATM‬‬
‫وضعفها سيؤدي إلى تعطلها الدائم‪ ،‬ويمكن استعراض بعض المؤشرات التي تعكس واقع‬
‫البنية التحتية التقنية لقطاع االتصاالت في سوريا‪:‬‬
‫‪ ‬حققت سورية في ميدان الخدمة الثابتة أدنى أسعار للهاتف الثابت كنسبة مئوية‬
‫من الدخل الفردي شهريًا لغاية العام (‪ ،)2000‬ووصل عدد مشتركي الهاتف‬
‫الثابت إلى (‪ )2‬ماليين مشتركاً‪ ،‬بكثافة هاتفية بلغت (‪ )20‬خطاً لكل (‪)000‬‬
‫شخص‪ ،‬وبلغ عدد مشتركي الهاتف الخلوي نحو (‪ )0002‬ماليين مشتركاً بكثافة‬

‫ـ ‪ 176‬ـ‬
‫هاتفية بلغت (‪ )26‬خطًا لكل (‪ )000‬نسمة مقابل (‪ )209‬مليون مشترك عام‬
‫(‪.)1‬‬
‫(‪)2002‬‬
‫‪ ‬تطور عدد مستخدمي اإلنترنت في سورية من (‪ )206‬ألف مشترك عام‬
‫(‪ )2002‬إلى حوالي (‪ )900‬ألف مشترك عام (‪ ،)2000‬ورغم ذلك مازال‬
‫مؤشر اإلنترنت ضعيفًا حيث لم يتجاوز عدد مستخدمي اإلنترنت (‪ )%02‬من‬
‫عدد السكان‪ ،‬كما جاءت سورية مؤخ اًر في المرتبة )‪(94‬على مستوى العالم من‬
‫وفقا للتصنيف الجديد (‪ )06‬مرتبة بين‬
‫حيث الجاهزية اإللكترونية متقدمة ً‬
‫العامين (‪ ) 2002 -2002‬و (‪ ،)2()2009 -2002‬حيث تعتبر هذه‬
‫المؤشرات إحدى العوامل التقنية السلبية لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني‬
‫يضاف إليها الضغط الكبير على شبكة اإلنترنت الذي يؤدي أحياناً لتوقف‬
‫الخدمات المعروضة على الشبكة‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن حوالي (‪ )%40‬للعام‬
‫( ‪)3‬‬
‫من الشبكة خارج الخدمة ألسباب منها التدمير والتخريب الذي‬ ‫(‪)2002‬‬
‫تعرضت له بسبب األزمة الحالية‪ ،‬وعدم قدرة ورشات الصيانة الوصول إلى مكان‬
‫األعطال أو انقطاع الكهرباء‪ ،‬إضافة إلى وجود صعوبات في التمويل وتوفر‬
‫االعتمادات الالزمة في ظل األزمة الراهنة‪.‬‬
‫‪- 4‬توفر الحاسبات المضيفة (‪ :)Hosts‬مع تزايد عدد الشركات والمصارف األجنبية‬
‫العاملة في سورية من خالل منحها المزيد من التسهيالت االئتمانية والضريبية‪ ،‬أدى‬
‫ذلك إلى زيادة عدد الحواسيب المضيفة حيث بلغ عدد الحواسيب المضيفة (‪)2000‬‬
‫حاسب لكامل الجهورية العربية السورية أي بعدل (‪ )202‬حاسوب مضيف لكل‬
‫(‪ )000000‬شخص عام (‪.)4()2000‬‬
‫‪- 3‬وجود الحاسبات الشخصية لدى المصارف والمنازل والمؤسسات المختلفة والتي عن‬
‫طريقها يتم إجراء العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬حيث يعتبر تأمين أكبر شريحة‬
‫ممكنة من المجتمع بالحواسيب الشخصية مطلباً ملحاً وحاجة أساسية لتفعيل منظومة‬
‫الدفع االلكتروني‪ ،‬وقد بلغ معدل االنتشار (‪ )0202‬حاسب لكل (‪ )000‬شخص عام‬

‫‪ :1‬موقع وزارة االتصاالت و التقانة السورية على شيكه االنترنت‪.‬‬


‫‪ :2‬تقرير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام ‪.1020‬‬
‫‪ :3‬تقارير المؤسسة العامة التصاالت‪.‬‬
‫‪ :4‬تقرير االتحاد الدولي لالتصاالت‪.0202،‬‬

‫ـ ‪ 177‬ـ‬
‫(‪ )2000‬مقابل (‪ )202‬حاسب عام (‪ )2002‬ويعود ذلك إلى انخفاض أسعار‬
‫الحواسيب نتيجة سياسة الدولة التشجيعية لهذا النشاط عبر إعفاء تجهيزات الحاسب‬
‫من الضرائب‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انتشار شراء واستخدام الحاسب بشكل كبير في‬
‫( ‪.)1‬‬
‫السنوات األخيرة‬
‫‪- 2‬تطوير الكفاءات والمهارات بالنسبة للعاملين في القطاعات المصرفية والخدمية وكذلك‬
‫زيادة الثقافة المعلوماتية من خالل المعاهد والدورات التدريبية الكفيلة بتقديم أفضل‬
‫مستوى ممكن من الخدمات في القطاع المصرفي‪.‬‬

‫إن مقارنة التقييم الذي حصلت عليه سورية لعام (‪ )2000‬بدول عربية أخرى مجاورة‬
‫لنا يكشف عن حجم (المراوحة) التي يتسم بها مشروع إدخال التكنولوجيا وتوسيع مجاالت‬
‫استخدامها في سورية‪ ،‬فعندما يحل لبنان ضمن قائمة أفضل تسع دول عربية وتأتي مصر‬
‫ضمن قائمة أفضل عشر دول عربية في ثالث مؤشرات تكنولوجية (البنية التحتية‬
‫لالتصاالت‪ ،‬مؤشر خدمة اإلنترنت‪ ،‬مؤشر رأس المال البشري)‪ ،‬كما يحل المغرب ضمن‬
‫قائمة أفضل عشر دول عربية في مؤشر الجاهزية الرقمية وال يكون لسورية ذكر وسط كل‬
‫ذلك(‪ ،)2‬هذا يطرح تساؤال هاماً عن مدى جاهزية البنية التحتية في سورية لتطبيق مشاريع‬
‫ال لمنظومة‬
‫طموحة كمشروع الدفع االلكتروني‪ ،‬و أتمتة العمل الحكومي بالكامل‪ ،‬وصو ً‬
‫الحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ :1‬مجلة المعلوماتية‪،‬السنة الخامسة العدد (‪،)85‬كانون األول (‪.)0202‬‬


‫‪ :2‬صفحة األخبار المالية واالقتصادية لدى موقع سيريا نيوز على شبكة االنترنت ‪www.syria news.com‬‬

‫ـ ‪ 178‬ـ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مقومات اقتصادية‪ ،‬ثقافية اجتماعية‪:‬‬

‫‪ ‬مقومات اقتصادية‪:‬‬

‫‪- 0‬متوسط الدخل الفردي‪ :‬ذكرنا سابقاً أن هناك عالقة طردية بين متوسط الدخل الفردي‬
‫ونسبة االستفادة من خدمات الدفع االلكتروني‪ ،‬ويقدر متوسط دخل الفرد السائد في‬
‫سورية حسب أخر اإلحصائيات بأقل من (‪ )60‬دوالر شهريًا (‪ ،)1‬هذا المؤشر ال‬
‫يساعد على ارتفاع نسبة التعامل بالقنوات اإللكترونية إال إذا فرضت على المواطن‬
‫بشكل إلزامي وفق السياسة المالية للدولة كما هو الحال في تسديد المستحقات المالية‬
‫المترتبة عليه (فواتير الكهرباء‪ ،‬الماء‪ ،‬الهاتف‪.... ،‬الخ)‪.‬‬

‫ال إلى تلبية احتياجاتهم األساسية قبل التفكير‬


‫فأصحاب الدخل المحدود يتجهون أو ً‬
‫بامتالك بطاقة مصرفية من أحد المصارف المحلية أو شراء منتج ودفع قيمته إلكترونياً‪.‬‬

‫‪- 2‬السياسة النقدية والمالية للدولة‪ :‬سعت الحكومة إلى زيادة انتشار خدمات الدفع‬
‫االلكتروني من خالل مجموعة من اإلجراءات من أهمها توطين رواتب مؤسسات‬
‫القطاع العام لدى المصارف الحكومية‪ ،‬تحصيل المستحقات المالية لجميع معامالت‬
‫المواطنين من ضرائب ورسوم إلكترونياً عبر مجموعة من المراكز والكوات التي قامت‬
‫المصارف العامة بتركيبها لدى المؤسسات الحكومية مثل (مالية‪ ،‬محافظة‪ ،‬مناطق‬
‫حدودية‪..... ،‬الخ)‪.‬‬

‫كما أن الحكومة يمكن أن تعمل على زيادة نسبة التعامل بالقنوات اإللكترونية من‬
‫ال (تخفيض‬
‫خالل تخفيض نسبة العموالت على االستفادة من خدمات الدفع االلكتروني مث ً‬
‫رسوم االستفادة من خدمات بعض المصارف على شبكة المصارف األخرى أو إجراء‬
‫عمليات التقاص المالية بين المصارف المحلية)‪ ،‬ومن ناحية أخرى يمكن أن تعمل‬
‫الحكومة على تقديم الدعم والتسهيالت لمشاريع البنية التحتية التقنية الضرورية للخدمات‬
‫اإللكترونية مثالً‪ :‬إتباع سياسة ضريبية ومالية تحفيزية تجاه هذا النوع من المشاريع‪.‬‬

‫‪ :1‬المكتب المركزي لإلحصات‪.‬‬

‫ـ ‪ 179‬ـ‬
‫‪ ‬مقومات ثقافية اجتماعية‪:‬‬

‫‪- 0‬المؤهل العلمي والثقافي‪ :‬إن تجربة خدمات الدفع االلكتروني لدى المصارف السورية‬
‫لم تراع الوضع الثقافي واالجتماعي لدى المواطنين‪ ،‬وقد قامت الحكومة في بداية‬
‫التجربة بتوطين رواتب المتقاعدين لدى المصارف العامة‪ ،‬وكانت النتائج حصول‬
‫العديد من حاالت السرقة والضياع لمستحقات هوالء المواطنين بسبب صعوبة التعامل‬
‫مع هذا النمط التكنولوجي الجديد‪ ،‬حيث يبتعد المواطن السوري ذو الثقافة المعلوماتية‬
‫المتواضعة عن أي خدمة يشعر بأنها معقدة االستخدام‪ ،‬في حين نرى عنده تقبل سريع‬
‫لكل ما هو مرن وبسيط االستخدام‪ ،‬كما أن اللغة والبيئة تشكل عقبة أمام تقنية وانتشار‬
‫الدفع النقدي االلكتروني بسبب استخدام نظم تقنية وبرمجية مغايرة لبيئة العالم العربي‬
‫وبلغات مختلفة‪.‬‬

‫‪- 4‬الوعي المصرفي اإللكتروني‪ :‬من خالل برامج الدعاية واإلعالن والتعريف بالمزايا‬
‫والفوائد التي يمكن الحصول عليها باستخدام القنوات اإللكترونية‪ ،‬حيث يتردد المواطن‬
‫في التعامل مع هذا النمط الجديد بسبب الخوف من ضياع حقه أو ابتالع الصراف‬
‫اآللي للبطاقة المصرفية‪ ،‬باإلضافة إلى عدم انتشار األدوات المساعدة للدفع‬
‫ال‪ :‬تردد التجار وأصحاب المؤسسات في تركيب نقاط التحصيل‬
‫اإللكتروني مث ً‬
‫اإللكتروني لقدرة دوائر الجباية الضريبية على الحصول على بيانات حقيقية ألرقام‬
‫أعمالهم‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلبًا على مستوى انتشار التعامل المصرفي اإللكتروني‪.‬‬
‫‪- 3‬السرية واآلمان والثقة‪ :‬حيث يعتبر تأمين البنية التحتية التقنية أحد أهم مقومات‬
‫منظومات الدفع االلكتروني ‪ ،‬لذلك يجب على الحكومة أن تسعى إلى تأمين شبكات‬
‫اتصال سلكية ( ‪ ،IDSL ,ISDN‬دارات مؤجرة) والسلكية (عن طريق الهاتف الخلوي)‬
‫أمنة ومستقرة‪.‬‬

‫ـ ‪ 181‬ـ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات قانونية تشريعية‪:‬‬

‫تطوير البنية القانونية بهدف تنظيم المعامالت االلكترونية وضمان حقوق جميع أطرافها‬
‫واعتمادها كوسائل اثبات قانونية لزيادة الثقة بها و السيطرة على عمليات القرصنة والسطو‬
‫واالحتيال االلكتروني‪ ،‬حيث لم يعرف القضاء السوري قبل عام (‪ )2002‬أي مشاكل‬
‫تتعلق بالنزاعات المالية اإللكترونية بين البنوك نظ اًر لعدم وجود أية خدمات إلكترونية قبل‬
‫ذلك التاريخ‪ ،‬وقد بدأت حاالت السرقة واالختالس تزداد مع تطور أعداد البطاقات‬
‫المصرفية و تزايد استخدامها في السوق السورية بعد قرار رئاسة مجلس الوزراء توطين‬
‫رواتب كافة موظفي القطاع العام لدى المصارف العاملة على األراضي السورية‪ ،‬وقد‬
‫أشارت إحصائيات هيئة غسيل األموال ومكافحة اإلرهاب إلى وجود (‪ )02‬حالة سرقة‬
‫للبطاقات المصرفية عام (‪ )2006‬مقابل (‪ )200‬عام (‪.)1()2000‬‬

‫أمام هذا الواقع نستطيع القول‪ :‬أن سورية خطت خطوة هامة بإصدار القانون رقم ‪/2/‬‬
‫لعام (‪ )2009‬القاضي بتطبيق أحكام «قانون التوقيع اإللكتروني وخدمات الشبكة» والذي‬
‫تناول أحكام التوقيع اإللكتروني وشروط إنشائه والمعامالت التي يسري عليها‪ ،‬كما نص‬
‫على إحداث هيئة عامة تسمى «الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة» تتمتع بالشخصية‬
‫االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬من مهامها تنظيم نشاطات تقديم خدمات التوقيع‬
‫اإللكتروني ومنح التراخيص لمزاولة أعمال هذه الخدمات وادارة النطاق السوري على شبكة‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫وقد عرف القانون رقم (‪ )2‬التوقيع اإللكتروني (‪)Electronic signature‬‬


‫بأنه(‪:)2‬‬

‫جملة بيانات تدرج بوسيلة إلكترونية على وثيقة إلكترونية وترتبط بها‪ ،‬وتتخذ شكل‬
‫حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو أي شكل آخر مشابه‪ ،‬ويكون لها طابع متفرد‬
‫يسمح بتحديد شخص الموّقع ويميزه عن غيره وينسب إليه وثيقة إلكترونية بعينها‪.‬‬

‫‪ :1‬مجلة االقتصاد واألعمال العدد ‪.) 2010 ( /23/‬‬


‫‪ :2‬قانون التوقيع االلكتروني السوري رقم (‪ )4‬تاريخ ‪.2006-2-25‬‬

‫ـ ‪ 181‬ـ‬
‫المشرع في هذا القانون عدد من المصطلحات القانونية المرتبطة‬ ‫ّ‬ ‫و قد أوضح‬
‫بالتوقيع اإللكتروني وانشاؤه مثل (الوثيقة اإللكترونية‪ ،‬جهة التصديق اإللكتروني‪ ،‬الموقع‪،‬‬
‫المرسل‪ ،‬المرسل إليه‪..... ،‬الخ)‪ ،‬و أقر في الفصل الثاني األمور المتعلقة بالتوقيع‬
‫اإللكتروني حيث أقرت المادة (‪ )2‬منه مبدأ اعتبار التوقيع اإللكتروني المصدق والمدرج‬
‫ال بذات الحجية المقررة لألدلة‬
‫على وثيقة إلكترونية والصور الورقية المنسوخة عنه مقبو ً‬
‫الكتابية المقرة في قانون البيانات‪ ،‬وتم تحديد مسؤوليات وضمانات مزود خدمات التصديق‬
‫اإللكتروني‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤوليات الموقع‪ ،‬واألمور الموجبة لتعليق أو إلغاء العمل‬
‫بشهادة التصديق اإللكتروني‪ ،‬والمعامالت التي تسري عليها‪.‬‬

‫بينما أقر الفصل الثالث قواعد إحداث الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة (هيئة عامة‬
‫ناظمة ذات طبيعة خاصة تسمى الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة تتمتع بإستقالل مالي‬
‫واداري مقرها دمشق و ترتبط بالوزير) واألمور المرتبطة بها وحدد مهامها‪ ،‬واعتبرها‬
‫المسؤولة عن تنظيم نشاطات تقديم خدمات التوقيع اإللكتروني ومنح التراخيص لمزاولة‬
‫أعمال هذه الخدمات وادارة النطاق العلوي السوري على شبكة اإلنترنت‪ ،‬التنسيق مع‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬وأقر القواعد الناظمة لمنح الترخيص في الفصل الرابع‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عدد من العقوبات بحق العابثين في شهادات التصديق والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وبعض‬ ‫ٍ‬
‫األحكام العامة‪.‬‬

‫تعد هذه القوانين خطوة أولى باتجاه تفعيل التبادل اإللكتروني وتجاوز الصعوبات‬
‫التي تواجه منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا‪ ،‬والبد أن تستتبع بقوانين‬
‫ومراسيم واجراءات أخرى داعمة في ضوء تقييم قانون التوقيع اإللكتروني وخدمات الشبكة‪،‬‬
‫مع مراعاة حقيقة أن تقنية الدفع المصرفي االلكتروني ليست بحاجة إلى تشريعات دقيقة‬
‫ومعقدة بل تحتاج إلى أن تكون متجانسة على المستوى العالمي ألن العمليات اإللكترونية‬
‫ال تعرف حدود أو أقاليم‪ ،‬والعولمة تظهر هنا بأقوى صورها لتربط بين عالم المال وعالم‬
‫االتصاالت‪.‬‬

‫ـ ‪ 182‬ـ‬
‫وبشكل عام تعتبر هذه المقومات غير كافية النطالق منظومة الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني و من أجل توفير قاعدة أساسية لتلك المنظومة في سوريا البد من مراعاة‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 0‬تشجيع االستثمارات المصرفية من خالل تغيير أساسي وجوهري في النظام‬


‫الضريبي بشكل عام بهدف تحقيق عدالة ضريبية وزيادة اإلعفاءات الضريبية بما‬
‫يخدم تسهيل القروض بضمانات عقارية‪.‬‬

‫‪- 2‬تطوير البنية القانونية بما يتناسب والتطورات المصرفية في مجال الدفع االلكتروني‬
‫لخلق بيئة قانونية تضمن حقوق جميع أطراف الصفقات االلكترونية‪.‬‬

‫‪- 2‬تطوير الكفاءات والمهارات بالنسبة للعاملين في القطاعات المصرفية والخدمية و‬


‫زيادة الثقافة المعلوماتية من خالل المعاهد والدورات في القطاع المصرفي ‪.‬‬

‫‪- 2‬تطوير النظام االداري والمالي في الدولة من خالل فتح حسابات للموظفين والعمال‬
‫في القطاعين العام والخاص و اصدار بطاقات السحب االلكتروني و زيادة عدد‬
‫ماكينات التحصيل االلكتروني وجعلها الزامية‪.‬‬

‫‪- 2‬تشجيع المصارف الخاصة سواء الوطنية أو المصارف األجنبية على توسيع‬
‫عمليات االقراض و التوسع بإصدار البطاقات الخاصة وعدم االكتفاء ببطاقات‬
‫)‪ (ATM‬وكذلك خلق حالة تنافسية بما يخدم تطوير الخدمات القائمة وخلق خدمات‬
‫جديدة تخدم زيادة دخل المواطن وزيادة دورة رأس المال‪.‬‬

‫‪- 6‬اإلعتماد على بنك خاص يقرره مصرف سوريا المركزي لدراسة و إعادة التعاقد مع‬
‫المنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني مثل في از كارد وماستر كارد‬
‫بهدف توسيع نشاط التحصيل والدفع االلكتروني‪.‬‬

‫‪- 2‬تشجيع مواقع البيع االلكتروني عبر الشبكة وتقديم خدمات وسلع القطاع العام‬
‫والمشترك عبر الشبكة وتطوير عمليات الشحن والتسليم وخلق ضمانات وثقة‬
‫بالتعامل والتسويق االلكتروني‪.‬‬

‫ـ ‪ 183‬ـ‬
‫‪- 2‬تعزيز دور ومسؤولية السلطات النقدية (مصرف سوريا المركزي) في ضبط‬
‫وسائل الدفع االلكترونية من خالل االجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬وضع القواعد والمعايير التي تحكم عمل هذه النظم والحفاظ على سالمة‬
‫ونزاهة العمليات‪.‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية عمل مديرية نظم الدفع لدى مصرف سورية المركزي بهدف‬
‫الوصول إلى منظومة دفع متطورة تتسم بالفعالية والكفاءة وآمنة ومتوافقة مع‬
‫نظم الدفع المعترف بها دوليًا‪.‬‬
‫‪ ‬استيعاب وادارة كافة المخاطر المتعلقة بنظم الدفع‪.‬‬
‫‪ ‬دعم التجارة االلكترونية سواء في سوق األوراق المالية أو سوق صرف‬
‫العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد قواعد نظم الدفع األساسية لمختلف الجهات المعنية والتي يجب أن‬
‫يكون لها دور في تطوير وتنفيذ وتشغيل وادارة واإلشراف على نظم الدفع‬
‫والتسوية في سورية‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في كافة المحافل المحلية والدولية التي تعنى بقضايا نظم الدفع‪،‬‬
‫وااللتزام باألعراف الدولية وخاصة التي تصدر عن بنك التسويات الدولية‬
‫(‪.)BIS‬‬

‫‪- 9‬ويبقى الموضوع األكثر أهمية التحول للحكومة االلكترونية كخطوة في سبيل‬
‫االنتقال للحكومة الذكية‪ ،‬وبذلك تتحول معظم إن لم نقل كافة التحصيالت واإليرادات‬
‫والرسوم والضرائب إلى النقد االلكتروني واصدار بطاقات الليرة االلكترونية (‪E-‬‬
‫‪ )Pound‬كما هو الحال بالدرهم االلكتروني‪ ،‬والتي نتمكن من خاللها من تسديد‬
‫قيمة كافة الخدمات‪ ،‬وهي تعتبر كبطاقة مصرفية محددة القيمة ( ‪(Debiet Card‬‬
‫تحتوي على عدد محدد من النقود يتم استخدامها في المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫ـ ‪ 184‬ـ‬
‫وهذا يقودنا إلى طرح التساؤل التالي فيما لو كانت منظومة الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني في سوريا مطبقة بشكل كامل في ظل األزمة السورية الراهنة أو بعبارة‬
‫أخرى ماهي المزايا التي يمكن أن نحصل عليها أو يمكن لمنظومة الدفع االلكتروني‬
‫(المجتمع النقدي االلكتروني) تحقيقها أو المساعدة في إنجازها في ظل تدهور‬
‫األوضاع االقتصادية واألمنية بشكل خاص مع استمرار سنوات الحرب و االرهاب على‬
‫سوريا‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام النقد االلكتروني يتيح انجاز المعامالت وكافة التحصيالت الحكومية‬


‫(فواتير الماء والكهرباء والهاتف) بشكل الكتروني دون حركة فعلية للنقود و‬
‫الحاجة لتحويل مبالغ كبيرة للبنوك المركزية بالمحافظات وبخاصة المتوترة‪.‬‬

‫‪ ‬إن العديد من المؤسسات الحكومية قد تم السطو عليها من قبل العصابات‬


‫المسلحة‪ ،‬كما وقام العديد من المحاسبين باختالس تلك المؤسسات والهرب خارج‬
‫الدولة ولو كانت الحكومة االلكترونية مطبقة والجباية االلكترونية مطبقة لكان‬
‫حجم السرقات أقل‪ ،‬كما البيانات الحكومية في ظل الحكومات االلكترونية تصبح‬
‫مخزنة على أقراص صلبة وال يخشى عليها من الحرق والتلف والتفجير والتدمير‬
‫وبالتالي ضياع الحقوق والتزامات للمواطنين‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توقف الخدمات الحكومية كما يصح بالنسبة للموظفين يصح أيضاً بالنسبة‬
‫للعالقة بين الدوائر الحكومية وبخاصة الدوائر ذات الطابع األمني وربطها ببقية‬
‫المؤسسات وذلك لسهولة وانسيابية المعلومات عبر الشبكة بالحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ ‬إن وجود نظام الكتروني متطور قد يوفر توزيع عادل لألسر المتضررة عن‬
‫طريق بطاقات يتم تقديمها من قبل المؤسسات والجمعيات الخيرية تمكن من‬
‫تقديم معونات مادية على شكل نقود الكترونية بدل من تقديم مساعدات عينية قد‬
‫ال تحتاجها األسر وبالتالي نضمن توزيع عادل لتلك المساعدات وبدون أي‬
‫تسريب أو فساد في عمليات التوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬امكانية المساعدة في ضبط سعر صرف العملة الوطنية‪ ،‬كما الحظنا قامت‬
‫الدول التي تدعم االرهاب في سوريا بضخ مبالغ مالية هائلة بالعملة االسورية في‬
‫ـ ‪ 185‬ـ‬
‫دول الجوار بهدف زيادة المعروض النقدي وبالتالي انهيار سعر صرف الليرة‬
‫السورية‪ ،‬ووجود بطاقات النقد االلكتروني يحفظ التوازن بالنسبة لسوق النقد فبدالً‬
‫من ضخ االحتياطي من العمالت االجنبية في السوق المحلية يتم سحب جزء‬
‫من المعروض النقدي عن طريق عرض بطاقات الليرة االلكترونية وبخصومات‬
‫كبيرة وبالتالي يتم تخفيض الكتلة النقدية دون المساس باالحتياطيات من النقد‬
‫األجنبي كما أن هذه البطاقات ال تصلح لشراء العمالت الصعبة وبالتالي إعادة‬
‫الكرة والتالعب بسعر الصرف مرة أخرى وستحفظ نسبياً اسعار صرف الليرة‬
‫السورية من الوقوع بانخفاضات كبيرة كتلك التي شهدتها أثناء األزمة‪.‬‬

‫‪ ‬االطالع بشكل أكبر وبدون وساطات واحتكارات على المعروض السلعي وعقد‬
‫الصفقات وانجازها بسرعة دون تعقيدات وخصوصًا أن التذبذب في أسعار‬
‫الصرف قد تجبر التاجر على رفع السعر للحد اآلمن الذي يأخذ كل هذه‬
‫المتغيرات بالحسبان مع هامش أمان أما في المعامالت االلكترونية فإن السعر‬
‫يتغير وفق األسعار السائدة ويتم انجاز العملية بسرعة ويسر مما يؤثر إيجابًا‬
‫على الحياة االقتصادية كما وان تطور النظام المصرفي يساهم أيضاً بشكل قوي‬
‫في فتح آفاق أمام المستوردين بالحصول على العروض المناسبة‪.‬‬

‫ـ ‪ 186‬ـ‬
‫المبحث ال رابع ‪:‬‬

‫أثر منظومة الدفع المصرفي الكتروني على‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫متغيرات الكتلة النقدية في سوريا‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫( القسم العملي)‬

‫تأسيسًا على تصميم هذه الدراسة وأقسامها وفروعها ونوع البيانات المطلوبة لتحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬فقد تطلب إنجاز هذه الدراسة االستناد في استسقاء معلوماتها وبياناتها إلى‬
‫مصدرين متكاملين هما‪:‬‬

‫‪ ‬مجتمع الدراسة‪ :‬ممثال بمصرف سوريا المركزي وجميع المصارف‬


‫المحلية (العامة والخاصة) العاملة في السوق المصرفية السورية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل الحصول على بيانات أساسية تم تجميعها في قوائم و اجراء‬
‫الدراسة عليها‪.‬‬
‫‪ ‬بيانات ثانوية من الكتب العلمية المتخصصة في هذا الموضوع‪،‬‬
‫والمجالت والدوريات العلمية‪ ،‬وبعض الندوات والمؤتمرات العلمية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى البحث في بعض المواقع العلمية على شبكة المعلومات‬
‫العالمية (اإلنترنت)‪.‬‬

‫قبل الخوض في عملية التحليل للبيانات واختبار الفرضيات البد من إجراء اختبار‬
‫للبيانات وتوصيف كامل لها لتحديد فيما إذا كانت تحتوي على مشاكل (التوزيع والقيم‬
‫المفقودة وغير ذلك)‪ ،‬واجراء بعض االحصاءات الوصفية واألشكال البيانية لتلخيص هذه‬
‫البيانات والوقوف على مسارها خالل فترة الدراسة أو خالل جزء من فترة الدراسة حسب‬

‫ـ ‪ 187‬ـ‬
‫الضرورة وحسب االمكانية ( حيث أن هناك بعض المتغيرات ال تتوفر لها قيم على كامل‬
‫فترة الدراسة) ‪.‬‬

‫ألن الغاية هي دراسة أثر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على الكتلة النقدية‬
‫وبما أن تجربة الدفع المصرفي االلكتروني حديثة العهد (‪ ،)2002‬فقد اقتصرت مدة‬
‫البيانات على المتغيرات االقتصادية التي تقيس منظومة الدفع االلكتروني من العام‬
‫(‪.)2000 – 2002‬‬

‫بما أن األوضاع التي تشهدها البالد قد حدت من عملية جمع البيانات ولهذا فإن‬
‫بيانات المتغيرات التي تقيس منظومة الدفع االلكتروني ليست متوفرة بعد العام (‪)2000‬‬
‫ولكن وانطالقاً من فكرة أن السنوات التي سبقت األزمة في سوريا قد تعكس أثر الدفع‬
‫االلكتروني على الكتلة النقدية‪ ،‬وبما أن موضوع الدراسة ال يبحث في أثار األزمة على‬
‫منظومة الدفع االلكتروني و إنما الغاية االساسية منه هي تقييم تجربة الدفع االلكتروني‬
‫في سوريا ولمعرفة نجاحها أو فشلها من خالل أثرها وتأثرها بالكتلة النقدية‪ ،‬وبافتراض أن‬
‫هذه التجربة قد استمرت على ما بدأت به‪ ،‬السيما وأن األزمة التي تتعرض لها البالد قد‬
‫أثرت بشكل سلبي على مفاصل االقتصاد الحيوية كافة‪ ،‬وأحد الجوانب الهامة لهذا البحث‬
‫تكمن في اختبار الفرضية التالية‪( :‬فيما لو استمرت البالد على النهج الذي كانت تسير‬
‫فيه قبل التعرض لهذه األزمة هل كانت ستؤدي منظومة الدفع االلكتروني في سوريا‬
‫نجاحًا يجعل منها تجربة هامة على هذا الصعيد)‪.‬‬

‫بناء على ما سبق فقد تم اكمال البيانات الناقصة من خالل التنبؤ بها بافتراض‬
‫ً‬
‫المحافظة على معدالت النمو التي كانت تحكم متغيرات هذا البحث قبل األزمة والتي‬
‫يمكن أن نطبق عليها طرق معدالت النمو االقتصادي مستفيدين من فكرة ما يسمى‬
‫بالتنسيب سيما وان المتغيرات المستخدمة في هذا البحث هي متغيرات اقتصادية بإمتياز‪،‬‬
‫ولذلك فقد تم اعتماد الطريقة اللوغاريتمية الحتساب معدالت النمو وبالتالي التنبؤ بالقيم‬
‫الناقصة للسنوات (‪ ) 2002/2002/2000‬بإفتراض الحفاظ على نفس معدالت النمو‬
‫التي كانت قبل األزمة‪.‬‬

‫‪ ‬البيانات األساسية التي تم تحليلها واختبار احصائياً (ملحق رقم ‪.)6‬‬


‫ـ ‪ 188‬ـ‬
‫والطريقة هذه تقوم على االفتراض التالي‪:‬‬

‫معدل النمو بين فترتين ‪ t‬و ‪L (Xt-1) - Ln (Xt) = t-1‬‬

‫وقد تم احتساب معدل النمو االقتصادي لكل متغير من متغيرات البحث بين كل‬
‫فترتين متعاقبتين من فترات الدراسة بدءًا من عام (‪ 2000‬وحتى عام ‪ ،)2000‬ثم أخذ‬
‫المتوسط الهندسي لهذه المعدالت وتطبيقه على العام (‪ ) 2000‬الحتساب القيمة للمتغير‬
‫في األعوام (‪. )2002 ،2002 ، 2000‬‬

‫‪ ‬بعد استكمال البيانات الناقصة تمت عملية فحص البيانات واختبارها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختبارات الطبيعية‪:‬‬

‫قبل الخوض في التحليل المعمق للبيانات البد من اجراء االختبارات الطبيعية‬


‫لمعرفة فيما إذا كانت البيانات عائدة لمجتمع يخضع للتوزيع الطبيعي أو أي توزيع أخر‬
‫مما يؤثر ويحدد نوع األداة اإلحصائية المستخدمة‪ ،‬والفرضية الخاصة بإختبار التوزيع‬
‫الطبيعي للمتغيرات هي‪:‬‬

‫‪ :H0‬البيانات تتبع التوزيع الطبيعي‪.‬‬


‫‪ :H1‬البيانات ال تتبع التوزيع الطبيعي‪.‬‬

‫يظهر الملحق رقم (‪ )0‬نتائج اختبار إحصائية (كولموغروف ‪ -‬سمرنوف) المقابلة‬


‫لكل متغير من متغيرات الدراسة بحسب برنامج (‪ ،)SPSS‬كما يظهر قيمة مستوى الداللة‬
‫المحسوب المقابل لكل منها (‪ )SIG‬والذي يظهر أعلى من مستوى الداللة النظري‬
‫(‪ ،)0002‬بالتالي فإننا نقبل فرضية العدم المقابلة لكل متغير من المتغيرات مما يشير إلى‬
‫أن البيانات تعود لمجتمعات تتوزع توزعاً طبيعيًا‪.‬‬

‫ـ ‪ 189‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬اإلحصاءات الوصفية‪:‬‬

‫‪ ‬تظهر المالحق (‪ )0-2‬إلى (‪ ،)9-2‬متوسط قيم المتغيرات قبل عام (‪( )2002‬ما‬
‫قبل إدخال متغير الدفع المصرفي االلكتروني) وما بعد عام (‪( )2002‬أي بعد إدخال‬
‫متغير الدفع المصرفي االلكتروني)‪ ،‬مع األخطاء المعيارية المقابلة لكل وسط حسابي‬
‫وحدود الثقة المقابلة لكل منها‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة المتوسطات‪:‬‬
‫يظهر الملحق رقم (‪ )2‬نتائج اختبار فرضيات االختالفات الجوهرية للمتغيرات في‬
‫فترة ما بعد ادخال متغير الدفع المصرفي االلكتروني عما كانت عليه قبل‪ ،‬والمنطقي أن‬
‫هذه المتغيرات االقتصادية ستظهر تغي ًار بشكل جوهري إال أن الالفت أن كل من متغيري‬
‫(ودائع التوفير) و متغير النسبة بين (‪ )M1 M2-‬قد أظهر أن التغير فيهما ليس جوهري‬
‫وليس ذو داللة احصائية إذ أظهرت نتائج االختبار أن مستوى الداللة المحسوب (مستوى‬
‫المعنوية) أعلى من قيمة مستوى الداللة النظري (‪ )0002‬مما يعني قبول فرضية العدم‬
‫التي تقول بعدم وجود تغير جوهري‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن من االمالحق (‪ )0-4‬إلى (‪ ( :)9-4‬تحليل أثر ادخال متغير الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني على كافة متغيرات الكتلة النقدية في سورية خالل الفترة الزمنية المدروسة‪،‬‬
‫كيف (أثرت منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على العناصر المكونة للكتلة النقدية)‬
‫كما ظهرت النتائج في المالحق (‪ )0-2‬إلى (‪: )J-2‬‬
‫‪ )0‬من المالحظ أن قاعدة النقود االحتياطية (‪ )M0‬قد زادت في مرحلة ادخال متغير‬
‫الدفع المصرفي االلكتروني عما كانت عليه في المرحلة السابقة بمقدار (‪)%022‬‬
‫حيث كانت في المرحلة السابقة (‪ (222.2‬مليار وأصبحت ( ‪ )0022‬مليار هذا‬
‫يؤكد أن اصدار النقد االلكتروني يؤدي إلى زيادة كمية النقود المتداولة األمر الذي‬
‫ينعكس بشكل ايجابي على معدالت السيولة من جهة ولكن من جهة أخرى قد يؤدي‬
‫إلى مشكلة التضخم‪ ،‬كما نعلم أن اصدار النقد الورقي مرتبط بكمية السلع والخدمات‬
‫حسب نظرية التوازن النقدي (النظرية الكمية لفيشر) (المعروض النقدي= المعروض‬
‫السلعي)‪ ،‬إال أنه يمكن التخلص من عيوب االصدار النقدي القانوني (كلفة‬

‫ـ ‪ 191‬ـ‬
‫االصدار‪ ،‬كلفة الصيانة وعمليات االتالف‪ ..... ،‬الخ)‪ ،‬والتحكم بالسيولة من خالل‬
‫التوسع بإصدار النقد االلكتروني وتطبيق وسائل الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬
‫‪ )4‬بالنسبة للنقد المتداول خارج المصارف(‪ )C‬فقد زادت كمية النقود المتداولة خارج‬
‫الجهاز المصرفي بعد دخول مرحلة الدفع المصرفي االلكتروني من (‪ )220‬إلى‬
‫(‪ )260‬مليار بمعدل (‪ ،)%20‬ويمكن تفسير هذه الزيادة من خالل توسع المصارف‬
‫المحلية العاملة في السوق المصرفية السورية بمنح التسهيالت والقروض االئتمانية‬
‫وبشكل خاص قروض البطاقات المصرفية (‪ %000 ،%20‬فوفق الراتب)‪ ،‬وقد كان‬
‫للمصرف التجاري السوري الحصة األكبر من التسهيالت االئتمانية الممنوحة‬
‫باستخدام البطاقات والمصرفية كما هو واضح بالجدول التالي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)05‬تطور التسهيالت الممنوحة من قبل المصرف التجاري السوري خالل الفترة‬
‫‪4103-4112‬‬

‫‪4103‬‬ ‫‪4104‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫البيان‪/‬مليار‬

‫‪22060‬‬ ‫‪5506‬‬ ‫‪78,18‬‬ ‫‪39,68‬‬ ‫‪27,79‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6,5‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫كتلة الرواتب‬
‫‪3029‬‬ ‫‪4,93‬‬ ‫‪4,86‬‬ ‫‪2,41‬‬ ‫‪1,29‬‬ ‫‪699,9‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫كتلة االئتمان‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري‪.‬‬

‫من الجدول السابق نالحظ أن المصرف التجاري السوري قد بدأ في منح‬


‫التسهيالت االئتمانية بعد مرور عامين على توطين رواتب العاملين في المؤسسات‬
‫الحكومية لديه‪ ،‬وقد تطورت هذه التسهيالت من عام (‪ )2002‬حتى عام (‪( )2002‬أي‬
‫بعد بداية األزمة في سوريا وهذا إن دل على شيء يدل على متانة وسالمة المركز المالي‬
‫لدى المصرف التجاري بشكل خاص والقطاع المصرفي الحكومي بشكل عام)‪ ،‬يضاف‬
‫إلى ذلك أن هذه التسهيالت ال تحتاج إلى اجراءات معقدة كما هو الحال في التسهيالت‬
‫التسليفية العادية كما أنها مضمونة بشكل مباشر براتب الموظف‪ ،‬و تدر فائدة ثابتة على‬
‫المصرف هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تساعد هذه التسليفات على تنشيط الحركة‬
‫االستثمارية من خالل ضخ سيولة جديدة في السوق وخلق ائتمان جديد دون الحاجة إلى‬
‫اصدار نقدي جديد‪.‬‬

‫ـ ‪ 191‬ـ‬
‫‪ )3‬كما زادت الودائع تحت الطلب (‪ )D‬بمقدار (‪ )%002‬من (‪ )269‬مليار إلى‬
‫حوالي(‪ )222‬مليار‪ ،‬نتيجة زيادة حركة االستثمارات الوافدة إلى القطر بشكل خاص‬
‫االستثمارات في مجال القطاع المصرفي‪ ،‬بعد صدور قانون المصارف الخاصة‬
‫الترخيص لشركات صرافة العمالت‪ ،‬كما زادت التحويالت المالية من قبل المغتربين‬
‫عبر هذه الشركات‪ ،‬كما يمكن القول أن الودائع تحت الطلب قد ازادت نتيجة زيادة‬
‫حركة التسليفات في القطاع المصرفي وبشكل الخاص التسليف باستخدام البطاقات‬
‫االلكترونية المنتشرة في السوق المصرفية السورية‪.‬‬
‫‪ )2‬باحتساب النقود القانونية كنسبة مئوية من الكتلة النقدية المتداولة (‪ )A=C/M1‬بعد‬
‫ادخال عنصر النقد االلكتروني نالحظ أن النقد القانوني تناقص بمعدل بسيط قدره‬
‫(‪ ،)%202‬مقابل زيادة نسبة نقود الودائع إلى الكتلة النقدية )‪ )B=D/M1‬بمقدار‬
‫(‪ )%0206‬وهذا يدل على ضعف نسبة انتشار النقد االلكتروني حيث أنه من‬
‫البديهي كما تحدثنا سابقاً أن زيادة انتشار النقد االلكتروني يؤدي إلى انخفاض نسبة‬
‫النقود القانونية من اجمالي الكتلة النقدية المتداولة كما هو الحال في الدول المتقدمة‬
‫في مجال الدفع االلكتروني‪ ،‬وقد تؤدي إلى انعدام هذه النسبة كما هو الحال في‬
‫التجربة السويدية حيث يتوقف ذلك على مدى توفر البنية التحتية والتقنية ومقومات‬
‫انتشار النقد االلكتروني‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالحالة السورية استناداً إلى النتائج االحصائية الواردة بموجب هذه‬
‫االختبارات‪ ،‬يمكن القول بأن نسب توزع الكتلة النقدية بين األشكال المختلفة لوسائل الدفع‬
‫والسيما الحديثة منها ال تزال في الحد األدنى‪ ،‬فالنقد القانوني بشقيه الورقي والمعدني هو‬
‫المعروف والمتداول بدرجة أكبر بين المواطنين ويصدر حص اًر عن مصرف سوريا‬
‫المركزي‪ ،‬بالنسبة للنقد الخطي وهو شكل يمكن تداوله فقط باستعمال الشيكات‪ ،‬أي أن‬
‫معظم وسائل الدفع مطبقة في سورية لكن االختالف يعود إلى نسبة كل منها‪ ،‬فاألساس‬
‫في سورية هو النقد القانوني‪ ،‬أما النقد الخطي فيأتي بالدرجة الثانية والنقد االلكتروني‬
‫بالمرتبة األخيرة‪ ،‬وحاليًا كل ما يتم التوسع فيه هو زيادة عدد الصرافات فقط‪ ،‬حيث بلغ‬
‫عدد الصرافات في سورية في نهاية عام (‪ )2002‬أكثر من مليون ونصف مليون بطاقة‪،‬‬

‫ـ ‪ 192‬ـ‬
‫إضافة إلى (‪ )2000‬صرافا آلياً‪ ،‬تتجاوز كلفة الصراف الواحد مليوني ليرة سورية أي أن‬
‫هناك سوء استثمار لهذه القنوات االلكترونية ويقتصر استخدام هذه البطاقات في السوق‬
‫المصرفية السورية على سحب الراتب وتسديد بعض الفواتير الهاتفية‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬
‫تشجيع المصارف للفعاليات االقتصادية المختلفة على استخدام هذه البطاقات لما فيه‬
‫مصلحة لكل األطراف‪.‬‬

‫‪ )2‬كما ارتفعت الودائع ألجل (‪ )TD‬بمعدل (‪ )%900‬من (‪ )22202‬مليار إلى‬


‫(‪ )0022‬مليار نتيجة التطور الحاصل على قطاعات االقتصاد الوطني‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال قطاع التأمين الذي انحصر وجوده قبل العام (‪)2002‬على المؤسسة السورية‬
‫للتأمين‪ ،‬بينما شهد حتى الوقت الراهن دخول (‪ )02‬شركة تأمين خاصة‪ ،‬فضالً عن‬
‫انتشار المصارف الخاصة والمدن الصناعية كل ذلك أثر على ارتفاع نسبة الودائع‬
‫ألجل خاصة القصيرة منها ألغراض االستثمار ورغبة القطاع الخاص بالحفاظ على‬
‫نسبة معينة من السيولة النقدية ألغراض التمويل الطارئ‪.‬‬
‫‪ )6‬وفيما يتعلق بودائع التوفير (‪ )SD‬حافظت ودائع التوفير على نفس السوية حيث‬
‫ارتفعت بمعدل بسيط لم يتجاوز (‪ ،)%0‬ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع معدالت‬
‫التضخم وارتفاع مستوى المعيشة وانحسار الجانب المخصص من الدخل لالدخار‬
‫والتوفير‪.‬‬
‫‪ )2‬وبالنسبة لودائع القطع األجنبي (‪ ) FD‬ارتفعت بمعدل (‪ )%022‬وهذا طبيعي نتيجة‬
‫زيادة حركة االستثمار وزيادة حركة الواردات مقارنة بالفترات السابقة‪.‬‬
‫‪ )5‬كما ارتفعت تأمينات لقاء عمليات االستيراد (‪ )I‬بمعدل (‪ )%002‬نتيجة التوسع في‬
‫حركة الوارادات الضرورية لمقابلة التوسع في عمليات االستثمار‪.‬‬
‫‪ )9‬بشكل عام زادت أشباه النقد (‪)Q‬المكونة من العناصر الثالثة السابقة بمعدل‬
‫(‪ )%002‬بعد دخول متغير الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬
‫‪ )01‬بالنسبة لمتغير سرعة دوران النقود (‪ )V‬بقيت ضمن حدودها ولم تتجاوز (‪ )2‬و‬
‫هذا يدل على زيادة كمية النقد القانوني المتداول مقارنة بالنقد االلكتروني حيث تكون‬
‫سرعة دوران النقد التقليدي بطبيئة مقارنة بالنقد االلكتروني نتيجة مروره عبر‬

‫ـ ‪ 193‬ـ‬
‫الشبكات الرقمية‪ ،‬وهذا األمر انعكس على معدل سيولة االقتصاد (‪ ،) L‬حيث لم‬
‫تتجاوز نسبة مساهمة النقد االلكتروني (‪ )Me‬من السيولة المحلية (‪ )M2‬نسبة‬
‫(‪)%6‬‬
‫‪ )00‬بالنسبة لمتغير عدد البطاقات المصرفية (‪ ،)N‬والذي يعتبر مؤشر أساسي من‬
‫مؤشرات منظومة الدفع المصرفي االلكتروني‪ ،‬حيث لتنفيذ أي عملية مصرفية‬
‫الكترونية نحتاج إلى بطاقات الدفع االلكتروني (السحب‪ ،‬االيداع‪ ،‬التحويل‪ ،‬التسديد‪،‬‬
‫‪......‬الخ)‪ ،‬وقد ارتفع عدد البطاقات من (‪ )02002‬عام (‪ )2002‬إلى‬
‫(‪)00200‬عام (‪ )2002‬بزيادة قدرها (‪ )%922‬وهذا ينطبق على قيمة العمليات‬
‫المنفذة الكترونياً قد ارتفعت بمعدل (‪ )%600‬ولمعرفة مدى تأثير تطور عدد‬
‫البطاقات المصرفية على تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونياً فقد تم انجاز نموذج‬
‫انحدار بسيط كانت النتائج مبينة بالجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)09‬مدى تأثير تطور عدد البطاقات المصرفية على تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونيا خالل‬
‫الفترة (‪)4103-4112‬‬

‫‪Model Summary‬‬
‫‪Std. Error of‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R Square‬‬ ‫‪Adjusted R Square‬‬
‫‪the Estimate‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.998‬‬ ‫‪.995‬‬ ‫‪.995‬‬ ‫‪5123.405‬‬

‫يبين الجدول السابق أن معامل االرتباط قد أظهر عالقة طردية قوية جدًا بين (‪N-‬‬
‫‪ )Me‬اذ بلغت قيمته (‪ )%9902‬وهي قيمة جيدة جداً‪ ،‬كما أن معامل التحديد المصحح قد‬
‫بلغت قيمته (‪ )%9902‬بخطأ معياري للتقدير (‪ )2022020‬وهي قيمة صغيرة جدًا مقارنة‬
‫بقيم المتغيرين‪ ،‬أي أن نموج االنحدار المدروس سيمكننا من تفسير أن (‪ )%99‬من‬
‫التغير في حجم وقيمة العمليات المنفذة الكترونياً‪ ،‬يعود إلى التغير في عدد البطاقات‬
‫المصرفية المصدرة‪ ،‬والملحق رقم (‪ )ANOVA( )2‬يختبر معنوية النموذج ككل ويظهر‬

‫ـ ‪ 194‬ـ‬
‫قيمة مرتفعة إلحصاءة (‪ )F=2528‬مقابل مستوى داللة معدوم مما يدل على قدرة تنبؤية‬
‫لنموذج االنحدار الثابت‪.‬‬

‫وتم صياغة نموذج االنحدار في الجدول التالي‪.‬‬


‫جدول رقم (‪ : )41‬قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات و عدد البطاقات‬

‫‪Coefficientsa‬‬
‫‪Unstandardized‬‬ ‫‪Standardized‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1802.201‬‬ ‫‪.100‬‬
‫‪(Constant) 3215.701-‬‬ ‫‪1.784-‬‬
‫‪1‬‬
‫عدد‬
‫‪.117‬‬ ‫‪.002‬‬ ‫‪.998‬‬ ‫‪50.282‬‬ ‫‪.000‬‬
‫البطاقات‬
‫‪ a. Dependent Variable:‬قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات‬

‫‪Me= -3215,7+0,117×N‬‬

‫‪Ti‬‬ ‫‪-0022‬‬ ‫‪20022‬‬


‫‪Sig‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪STD errore‬‬ ‫‪02020200‬‬ ‫‪0002‬‬

‫نالحظ من نموذج االنحدار السابق أن القيمة السالبة لثابت االنحدار (‪)-220202‬‬


‫هو رقم غير منطقي اقتصاديًا اذ يشير إلى أن قيمة المتغيرات سالبة في ظل انعدام عدد‬
‫البطاقات‪ ،‬ولكن قيمة ( ‪ (t‬المقابلة لهذا الثابت قد أظهرت قيمة متدنية كما أن قيمة) ‪)sig‬‬
‫المقابلة له والبالغة (‪ )000‬أكبر بكثير من مستوى الداللة النظري (‪ ،)0002‬بالتالي فإن‬
‫هذا الثابت غير دال إحصائيًا و ليس ذو داللة معنوية إال أن قيمة معامل االنحدار قد‬
‫بلغت (‪ ) 00002‬مقابل قيمة مرتفعة قد بلغت (‪ )t=50,28‬ومستوى داللة محسوب‬
‫(‪ )sig=0‬يدالن على معنوية احصائية جيدة لمعامل االنحدار أي (أنه دال احصائيًا)‬
‫ويفسر هذا المعامل الموجب أن تغيرا بالمتوسط في عدد البطاقات مقداره بطاقة واحدة‬
‫ـ ‪ 195‬ـ‬
‫يسبب تغيرا مقداره (‪ )10002‬بنفس االتجاه في قيمة العمليات المنفذة الكترونيا ولعل‬
‫السبب يعود إلى األسباب التالية‪:‬‬

‫‪ )0‬اقتصار العمليات االلكترونية المنفذة باستخدام البطاقات المصرفية على‬


‫عمليات السحب واإليداع والتسديد) حيث تعتبر البطاقة االلكترونية الشرط‬
‫األساي لتنفيذ أي عملية الكترونية‪.‬‬
‫‪ )2‬ال تزال عملية التحول لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني في مراحلها األولى‬
‫حيث تعتبر البطاقات المصرفية االلكترونية عنصر رئيسي وأساسي في هذه‬
‫المرحلة‪.‬‬

‫باخ تصار يمكن القول أن وسائل الدفع الحديثة توفر على الدولة المخاطر الناجمة‬
‫عن اإلصدار النقدي‪ ،‬وخاصة على المستوى العام لألسعار‪ ،‬وتوفر أيضاً تكاليف‬
‫اإلصدار النقدي ألن إصدار أي عملة يرتب تكاليف معينة‪ ،‬ولمعرفة أثرها على التضخم‬
‫ال بد من ربط التضخم بالكتلة النقدية ككل‪ ،‬وألن النقود الحديثة هي إحدى الوسائل التي‬
‫تؤدي إلى زيادة كمية النقد المتداول وزيادة سرعته‪ ،‬فهذا يتطلب العودة لدراسة العالقة بين‬
‫التضخم والكتلة النقدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪ :‬تختبر هذه الفرضية مدى تفاوت درجة استجابة الدول المتقدمة للصدمة‬
‫التكنولوجية لدخول سوق الدفع المصرفي االلكتروني‪.‬‬
‫وقد تم تقسيم الدول المتقدمة في مجال الدفع االلكتروني من حيث نسبة الكتلة‬
‫النقدية التقليدية (التعامل النقدي التقليدي) كنسبة مئوية من الكتلة النقدية االجمالية‬
‫المتداولة إلى ثالث مجموعات‪ ،‬حيث ضمت المجموعة األولى الدول التي لم تتجاوز نسبة‬
‫التعامل النقدي التقليدي فيها (‪ )%60‬مثل ( فرنسا‪ ،‬السويد‪ ،‬فنلندا‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية) بينما ضمت المجموعة الثانية الدول التي كانت نسبة التعامل النقدي التقليدي‬
‫فيها (‪%60‬وأقل من ‪ )%20‬مثل (كندا‪ ،‬هولندا‪ ،‬استراليا‪ ،‬المانيا) في حين ضمت‬
‫المجموعة الثالثة الدول التي بلغت نسبة التعامل النقدي التقليدي فيها (‪%20‬وأقل من‬

‫ـ ‪ 196‬ـ‬
‫‪( )%000‬اليابان‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬الب ارزيل‪ ،‬بولونيا‪ ،‬الصين‪ ،‬روسيا)(ملحق رقم‪ )2‬ومن أجل‬
‫اختبارها احصائيًا تم صياغتها وفق الفرضية التالية‪:‬‬

‫‪H0: X1=X2=X3‬‬
‫‪H1: X1≠X2≠X3‬‬

‫تساوي أوعدم تساوي متوسطات نسبة التعامل النقدي التقليدي من التعامل االلكتروني‬
‫(أحد هذه المتوسطات مختلف)‬

‫وإلختبار هذه الفرضية فقد تم اعتماد اسلوب أداة التحليل االحصائي (‪)NOVA‬‬
‫حيث أظهر االختبار النتائج موضحة في الجدولين التاليين رقم ( ‪:)09 ،20‬‬

‫جدول رقم (‪ : )40‬التحليل االحصائي لمتوسطات نسبة التعامل النقدي التقليدي‬

‫‪NOVA‬‬
‫‪Rate‬‬
‫‪Sum of‬‬ ‫‪Mean‬‬
‫‪df‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Squares‬‬ ‫‪Square‬‬
‫‪Between‬‬
‫‪3968.064‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1984.032‬‬ ‫‪71.520‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪Groups‬‬
‫‪Within Groups‬‬ ‫‪305.150‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪27.741‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪4273.214‬‬ ‫‪13‬‬

‫يظهر الجدول األول قيمة احصاءة فيشر (‪ )F-FISHER‬والتي بلغت (‪)200220‬‬


‫مع مستوى داللة محسوب (مستوى معنوية) (‪ )SIG=0‬وهو أدنى من مستوى الداللة‬
‫النظري (‪ )0002‬المعتمد‪ ،‬وبالتالي نرفض فرضية العدم القائلة بتساوي متوسطات نسبة‬
‫التعامل النقدي التقليدي‪ ،‬ونقبل الفرض البديل وهذا يعني إن هذه النسب جميعها أو‬

‫ـ ‪ 197‬ـ‬
‫إحداها مختلف عن األخر وللبت في هذه النقطة تم اجراء اختبار (‪ )LSD‬اختبار أقل‬
‫فرق معنوي فكانت النتائج موضحة بالجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)44‬اختبار أقل فرق معنوي‬

‫‪Multiple Comparisons‬‬
‫‪rate‬‬
‫‪LSD‬‬
‫‪Mean‬‬ ‫‪95% Confidence Interval‬‬
‫‪Std.‬‬
‫(‪I) factor‬‬ ‫(‪J) factor‬‬ ‫‪Difference (I-‬‬ ‫‪Sig.‬‬ ‫‪Lower‬‬
‫‪Error‬‬ ‫‪Upper Bound‬‬
‫)‪J‬‬ ‫‪Bound‬‬
‫‪second‬‬ ‫*‪-11.350-‬‬ ‫‪3.533‬‬ ‫‪.008‬‬ ‫‪-19.13-‬‬ ‫‪-3.57-‬‬

‫‪dimension‬‬
‫‪first‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪third‬‬ ‫*‪-40.150-‬‬ ‫‪3.533‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-47.93-‬‬ ‫‪-32.37-‬‬
‫‪dimension‬‬
‫‪2‬‬
‫‪secon‬‬ ‫‪dimension‬‬ ‫‪first‬‬ ‫*‪11.350‬‬ ‫‪3.533‬‬ ‫‪.008‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫‪19.13‬‬
‫*‬
‫‪d‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪third‬‬ ‫‪-28.800-‬‬ ‫‪3.331‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪-36.13-‬‬ ‫‪-21.47-‬‬
‫*‬
‫‪dimension‬‬ ‫‪first‬‬ ‫‪40.150‬‬ ‫‪3.533‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪32.37‬‬ ‫‪47.93‬‬
‫‪third‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪second‬‬ ‫*‪28.800‬‬ ‫‪3.331‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪21.47‬‬ ‫‪36.13‬‬
‫‪*. The mean difference is significant at the 0.05 level.‬‬

‫يظهر الجدول السابق أن المتوسطات الثالث قد كانت مختلفة بشكل جوهري مثنى‬
‫مثنى اذا بلغ مستوى الداللة المحسوب لمقارنة متوسطة المجموعة األولى مع متوسط‬
‫المجموعة الثانية (‪ )00002‬ومتوسط المجموعة الثانية مع المجوعة الثالثة (‪)000‬‬
‫ومتوسط المجموعة الثانية مع المجموعة الثالثة (‪ )00002‬وجميعها أقل من مستوى الداللة‬
‫النظري (‪ )0002‬مما يعني رفض فرضية العدم وقبول الفرضية البديلة القائلة (بتفاوت‬
‫درجة استجابة الدول المتقدمة للصدمة التكنولوجية لدخول منظومة الدفع المصرفي‬
‫االلكتروني)‪.‬‬

‫ـ ‪ 198‬ـ‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬تبحث هذه الفرضية في مدى مساهمة انتشار النقد االلكتروني‬
‫في سوريا في الغاء دور المصرف المركزي في عملية االصدار النقدي‪ ،‬ولكن ال يلغي‬
‫دوره في إدارة السياسة النقدية ويتفرع عن هذه الفرضية الفرضيتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ ‬الفرضية (أ)‪ :‬و تختبر هذه الفرضية مدى تأثير النقد االلكتروني (يقاس بقيمة‬
‫العمليات المنفذة الكترونياً ‪ )Me‬على السياسة النقدية (تقاس بمستوى الكتلة النقدية‬
‫‪ )m1‬في سوريا والختبار هذه الفرضية تم صياغتها وفق الفرضية االحصائية التالية‪:‬‬
‫‪ : H0‬عدم وجود تأثير للنقود االلكترونية (قيمة العمليات النقدية‬
‫االلكترونية)على السياسة النقدية (‪.)M1‬‬
‫‪ : H1‬وجود تأثير للنقود االلكترونية (قيمة العمليات النقدية االلكترونية)على‬
‫السياسة النقدية (‪.)M1‬‬

‫كما تقدم فإن النقود االلكترونية يتم قياسها من خالل متغير قيمة العمليات‬
‫االلكترونية ويتم قياس السياسة النقدية من خالل الكتلة النقدية (‪ ،)M1‬وبالتالي فإن هذه‬
‫الفرضية تبحث في أثر وعالقة التحول إلى الدفع المصرفي االلكتروني في السياسة النقدية‬
‫المتبعة من خالل بيان األثر الذي سببه تزايد العمليات االلكترونية في الكتلة النقدية‬
‫(‪.)M1‬‬

‫وقبل الخوض في اختبار هذه الفرضية البد من عرض بياني إلتجاه متغير قيمة العمليات‬
‫المصرفية التاريخي من واقع البيانات‪:‬‬

‫ـ ‪ 199‬ـ‬
‫شكل رقم (‪ :)9‬االتجاه العام لتطور متغير قيمة العمليات المصرفية االلكترونية (‪)Me‬‬
‫(‪()4103-4111‬مليار ليرة سورية)‬

‫قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية‬


‫(مليار ليرة سورية)‬
‫‪250,000.00‬‬

‫‪208,178.00‬‬
‫‪200,000.00‬‬

‫‪160,904.00‬‬
‫‪150,000.00‬‬ ‫‪150,100.00‬‬

‫‪114,581.00‬‬
‫‪100,000.00‬‬

‫‪54,611.00‬‬
‫‪50,000.00‬‬
‫‪31,961.00‬‬
‫‪24,850.00‬‬
‫‪15,224.0019,412.00‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير اإلحصائية والدورية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي لألعوام المذكورة‬

‫و المالحظ أن قيمة العمليات االلكترونية يتزايد من العام ( ‪ 2002‬حتى ‪)2002‬‬


‫مما يعني مبدئيًا تسارع التحول الى الدفع المصرفي االلكتروني إذا ما اعتبرت العمليات‬
‫االلكترونية إحدى أشكاله‪.‬‬

‫ولبيان األثر بين قيمة العمليات االلكترونية (‪ )Me‬والكتلة النقدية )‪ )M1‬تم عرض‬
‫الشكل البياني التالي الذي وضح هذه العالقة واتجاهها ‪:‬‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫شكل رقم (‪ :)01‬العالقة بين (‪)M1،Me‬‬

‫‪M‬‬
‫‪ ME‬و ‪M1‬‬
‫‪1600000‬‬
‫‪1400000‬‬ ‫‪1419685.85‬‬
‫‪1293516.54‬‬
‫‪1200000‬‬ ‫‪1174858.19‬‬
‫‪1063509‬‬
‫‪1000000‬‬
‫‪916018‬‬
‫‪800000‬‬ ‫‪827260‬‬
‫‪697700 687439 731669‬‬
‫‪600000‬‬ ‫‪550316‬‬
‫‪610860‬‬
‫‪503030‬‬
‫‪400000‬‬ ‫‪419939‬‬
‫‪368688‬‬

‫‪200000‬‬
‫‪0‬‬

‫‪ME‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير اإلحصائية والدورية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي لألعوام المذكورة‬

‫يظهر الشكل البياني أن قيمة الكتلة النقدية لم تكن معدومة عند عدم وجود العمليات‬
‫االلكترونية وهذا منطقيًا كما يظهر التزايد المضطرد للكتلة النقدية في تلك الفترة وهي فترة‬
‫ما قبل الدفع المصرفي االلكتروني ثم يظهر تحرك الكتلة النقدية المتزايد لكن بميل‬
‫منخفض نوعًا ما مع تزايد قيمة العمليات االلكترونية‪.‬‬

‫ولمزيد من الدقة فقد تم إجراء تحليل االرتباط بين هذين المتغيرين باستخدام معامل‬
‫االرتباط ( بيرسون )‪ ،‬وكانت نتائج هذا االختبار مبينة في الجدول التالي ‪:‬‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)43‬معامل االرتباط بيرسون بين المتغيرين (‪) M1 ،Me‬‬

‫‪Correlations‬‬
‫قيمة العمليات‬
‫‪M1‬‬ ‫المنفذة باستخدام‬
‫البطاقات‬
‫‪Pearson‬‬
‫‪1‬‬ ‫**‪.956‬‬
‫‪Correlation‬‬
‫‪M1‬‬
‫)‪Sig. (1-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪Pearson‬‬
‫**‪.956‬‬ ‫‪1‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة‬ ‫‪Correlation‬‬
‫باستخدام البطاقات‬ ‫)‪Sig. (1-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪**. Correlation is significant at the 0.01 level (1-tailed).‬‬

‫يبين الجدول السابق أن العالقة بين قيمة العمليات المصرفية وبين الكتلة النقدية‬
‫(‪) M1‬هي عالقة طردية قوية جدًا إذ بلغت قيمة معامل ارتباط بيرسون ( ‪ )% 96‬تقريبًا‬
‫وهي دالة إحصائياً وذات داللة معنوية جيدة جداً‪ ،‬وكما يظهر من الجدول قيمة مستوى‬
‫الداللة المحسوب ( مستوى المعنوية ‪ )Sig‬معدومة تقريباً وهي أدنى من مستوى الداللة‬
‫النظري ( ‪ )0002‬ومن أي مستوى داللة نظري يمكن اعتماده مما يعني جوهرية معامل‬
‫االرتباط الخطي ‪.‬‬

‫ولتحديد حجم األثر بشكل أكثر دقة فقد تم اللجوء إلى نموذج االنحدار الخطي‬
‫(الذي يحدده شكل العالقة بين المتغيرين الواضح في الشكل البياني رقم (‪ )00‬بين‬
‫المتغيرين‪ ،‬معتبرين أن قيمة العمليات المصرفية المنفذة الكترونياً متغي اًر مستقالً يفترض‬
‫أنه يؤثر في حجم الكتلة النقدية‪.‬‬

‫ـ ‪ 212‬ـ‬
‫والمعلوم أن شكل نموذج االنحدار الخطي البسيط يأخذ الشكل العام التالي ‪:‬‬

‫‪PREDECTED _ Y = α + β * X + €‬‬

‫حيث ‪ α‬ثابت االنحدار و ‪ β‬ميل مستقيم االنحدار و ‪ €‬حد الخطأ العشواي‪،‬‬


‫وبتطبيق هذا النموذج على متغيري الدراسة‪ ،‬كانت النتائج كما هي واضحة بالملحق (‪)2‬‬
‫يظهر طرق استخدام طريقة االنحدار الخطي البسيط باستخدام المربعات الصغرى‬
‫ومتغيري النموذج‪.‬‬

‫لبيان معلمات االنحدار بين متغيري النموذج ظهرت النتائج في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)42‬معلمات االنحدار بين متغيري النموذج‬

‫‪Coefficientsa‬‬
‫‪Unstandardized‬‬ ‫‪Standardized‬‬
‫‪Model‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪Std. Error‬‬ ‫‪Beta‬‬
‫‪559806.63‬‬
‫()‪Constant‬‬ ‫‪32600.638‬‬ ‫‪17.172‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة‬
‫‪4.395‬‬ ‫‪.368‬‬ ‫‪.960‬‬ ‫‪11.956‬‬ ‫‪.000‬‬
‫باستخدام البطاقات‬
‫‪a. Dependent Variable: m1‬‬

‫يظهر هذا الجدول أن قيمة معامل االنحدار بلغت ( ‪ )20292‬مع مستوى معنوية‬
‫مقابل معدوم مما يعني أننا نرفض فرضية العدم التالية ‪:‬‬

‫‪ H0 : β = 0‬وبالتالي نقبل الفرضية البديلة ‪ H1 : β ≠ 0‬أي أن قيمة معلمة االنحدار‬


‫(ميل مستقيم االنحدار) هي قيمة جوهرية وذات داللة احصائية يمكن االعتماد عليها‬
‫وتفسيرها أن تغي ًار متوسطًا مقداره وحدة واحدة ( عملية الكترونية واحدة ) سوف تؤدي إلى‬

‫ـ ‪ 213‬ـ‬
‫تغي اًر في الكتلة النقدية بالمتوسط مقداره (‪ )2.292‬وبنفس جهة التغير مما يثبت فكرة‬
‫االرتباط الموجب الخطي الذي تم اختباره سابقاً‪.‬‬

‫كما ويشير الجدول إلى أن قيمة ثابت االنحدار معنوية أيضًا إذ أن قيمة مستوى‬
‫المعنوية (الداللة المحسوب) كانت أصغر من (‪( ) 0.02‬مستوى الداللة النظري )‬
‫وبالتالي فإن قيمة ثابت االنحدار ذات داللة احصائية أيضًا وتفسيره أن (‪ )M1‬قد بلغت‬
‫بالمتوسط قبل دخول عملية الصيرفة االلكترونية (‪ )2290206‬مليار ليرة سورية‪ ،‬ولمزيد‬
‫من الدقة فقد تم اعتماد قيمة معامل التحديد والتي يظهرها الجدول رقم (‪ )6‬بالملحق‪.‬‬

‫يظهر الملحق رقم (‪ )6‬أن قيمة معامل التحديد المصحح قد بلغت ( ‪)% 90.6‬‬
‫تقريباً مما يشير (وبعد التأكد من معنوية النموذج ) بأن (‪ )%90.6‬من التغير في الكتلة‬
‫النقدية مرده إلى التغير في العمليات االلكترونية وبافتراض ثبات التغيرات األخرى ‪.‬‬

‫كما يظهر الملحق رقم (‪ )2‬إن قيمة إحصائية فيشر في الجدول السابق المرتفعة‬
‫والقيمة المعدومة لمستوى المعنوية مستوى الداللة المحسوب (‪ )Sig‬تظهر أن نموذج‬
‫االنحدار هو نموذج جيد جداً يمكن اعتماده مما يعزز نتائج اختبار فروض الخطأ‬
‫العشوائي بيانيًا‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية (ب)‪ :‬وتبحث هذه الفرضية في امكانية أن يحل النقد االلكتروني (‪ )Me‬محل‬
‫النقد الورقي في سوريا والختبار هذه الفرضية فقد تم صياغتها احصائيًا كما يلي‪:‬‬

‫‪ :H0‬يمكن للنقود االلكترونية (قيمة العمليات االلكترونية) أن تحل محل النقود الورقية‬
‫(‪.)M1‬‬

‫‪ :H3‬ال يمكن للنقود االلكترونية (قيمة العمليات االلكترونية) أن تحل محل النقود الورقية‬
‫( ‪)M1‬‬

‫إن هذه الفرضية تعني بشكل او بآخر وفي حال تم اثباتها في ضوء البيانات‬
‫المتاحة أن التزايد في قيمة العمليات المصرفة سيؤدي إلى التناقص في حجم ( ‪ )M1‬مما‬

‫ـ ‪ 214‬ـ‬
‫سيدل فيما لو تم إثبات ذلك أنه ومع المدى الطويل ستتمكن النقود االلكترونية من أن‬
‫تحل محل النقود الورقية المعبر عنها ب (‪ )M1‬وسيتبع األسلوب السابق المستخدم في‬
‫اختبار الفرضية السابقة الختبار هذه الفرضية وبيان مدى االرتباط بين هذين المتغيرين‬
‫من حيث شكل وحجم واتجاه هذا اإلرتباط في حال تم اثباته‪ ،‬وذلك أيضاً باستخدام معامل‬
‫ارتباط بيرسون ‪:‬‬

‫حيث يظهر الجدول التالي العالقة طردية تماماً بين قيمة العمليات المنفذة وبين‬
‫الكتلة النقدية (‪ ) M1‬يظهر معامل االرتباط الخطي قيمة مرتفعة وموجبة ومعنوية حيث‬
‫بلغت قيمته (‪ )%9202‬مع مستوى داللة محسوب ( مستوى معنوية ) معدوم ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ : )25‬العالقة الطردية بين (‪)M2 ، M1‬‬

‫‪Correlations‬‬

‫قيمة العمليات‬ ‫القاعدة النقدية‬


‫المنفذة باستخدام‬ ‫_ النقود‬
‫البطاقات‬ ‫االحتياطية‬
‫‪Pearson‬‬
‫‪1‬‬ ‫**‪.957‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة‬ ‫‪Correlation‬‬
‫باستخدام البطاقات‬ ‫)‪Sig. (1-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪Pearson‬‬
‫**‪.957‬‬ ‫‪1‬‬
‫القاعدة النقدية _ النقود‬ ‫‪Correlation‬‬
‫االحتياطية‬ ‫)‪Sig. (1-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪**. Correlation is significant at the 0.01 level (1-tailed).‬‬

‫وهو األمر الذي يخالف التوقعات تماماً‪ ،‬فيما لو تم اختبار نفس الفرضية على‬
‫التجربة السويدية استناداً إلى المعطيات المتوفر عن األوضاع النقدية في السويد (اختبار‬
‫فرضية السويد)‪.‬‬

‫ـ ‪ 215‬ـ‬
‫جدول رقم (‪ :)26‬تطور مستوى المعروض النقدى في السويد خالل الفترة (‪)2002-2002‬‬

‫(مليار كورون سويدي)‬

‫‪4102‬‬ ‫‪4103‬‬ ‫‪4104 4100 4101 4119 4115‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫‪4116‬‬ ‫‪4112‬‬ ‫العام‬

‫الكتلة النقدية‬
‫‪2303‬‬ ‫‪52014‬‬ ‫‪5504‬‬ ‫‪9404‬‬ ‫‪9206‬‬ ‫‪9404‬‬ ‫‪9902‬‬ ‫‪01105 01402 01105‬‬
‫المتداولة(‪)M1‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة‬
‫‪00222 00425 0041‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪623‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪322‬‬
‫الكترونيا(‪)Me‬‬
‫المصدر‪ :‬بيانات مصرف السويد المركزي على شبكة اإلنترنت لألعوام المذكورة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)22‬معامل االرتباط بيرسون بين متغيري ( قيمة العمليات االلكترونية‪ ،‬الكتلة النقدية)‬

‫‪Correlations‬‬
‫قيمة العمليات‬
‫المنفذة باستخدام النقد‬
‫الكتلة النقدية (مليار)‬
‫االلكتروني (مليار)‬
‫كورون سويدي‬
‫‪Pearson‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة‬ ‫‪1‬‬ ‫**‪-.955-‬‬
‫‪Correlation‬‬
‫باستخدام النقد االلكتروني‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫(مليار) كورون سويدي‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪Pearson‬‬
‫**‪-.955-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Correlation‬‬
‫الكتلة النقدية (مليار)‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.000‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪**. Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).‬‬

‫المالحظ من مصفوفة االرتباط أن معامل ارتباط بيرسون يأخذ قيمة مرتفعة جدًا‬
‫(‪ )0.922‬سالبة مما يعني االرتباط السالب الذي يوضح العالقة العكسية بين المتغيرين‬
‫(قيمة العمليات المنفذة وبين الكتلة النقدية) (يمكن للنقود االلكترونية أن تحل محل النقود‬
‫الورقية‪،)M1‬‬

‫ـ ‪ 216‬ـ‬
‫‪:‬اختبار معنوية معامل االرتباط‬
‫‪H0 : r=0‬‬
‫‪H1: r≠0‬‬

‫ومن الجدول السابق نالحظ أن قيمة مستوى الداللة المحسوب ( مستوى المعنوية )‬
‫أدنى من مستوى الداللة النظري (‪ )0.02‬بالتالي نرفض فرضية العدم ونقبل الفرضية‬
‫البديلة ومنه فإن قيمة معامل بيرسون معنوي ودال احصائياً‪.‬‬

‫إن اثبات هذه الفرضية (يمكن للنقود االلكترونية أن تحل محل النقود‬
‫الورقية‪ ،)M1‬على التجربة السويدية ونفيها في التجربة السورية يشكل برهاناً واضحًا‬
‫إضافياً على صحة الفرضية األولى في مجال بحثنا ولعل السبب في ذلك يعود إلى ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬على الرغم من حداثة التجربة السويدية بشكل خاص ودول أوربا الشمالية بشكل‬
‫عام‪ ،‬في مجال الدفع المصرفي االلكتروني كما ذكرنا سابقاً (بداية العام‬
‫‪ ،)0992‬إال أنه يمكن القول أن السويد قد أحدثت تغي ًار في أنماط العمل‬
‫المصرفي االلكتروني والخريطة المصرفية الدولية وهذا يعود إلى الرؤى الواضحة‬
‫لدى السلطات النقدية السويدية في تعميم التعامل المصرفي االلكتروني‪.‬‬
‫‪ )2‬ال يمكن مقارنة المستوى التقني والتكنولوجي السائد في دولة السويد مع المستوى‬
‫العلمي والتكنولوجي السائد في سوريا حيث تبدو االختالفات واضحة وكبيرة في‬
‫جميع المؤشرات (نسبة انتشار اإلنترنت‪ ،‬نسبة محو األمية‪......... ،‬الخ)‪.‬‬
‫‪ )2‬إن تجربة العمل المصرفي االلكتروني في سوريا حديثة العهد‪ ،‬وتفتقر إلى الحد‬
‫األدنى من مقوماتها التقنية والتشريعية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ )2‬تجاوزت الدول المتقدمة ومن ضمنها السويد المراحل األولى في عملية التحول‬
‫للمجتمع النقدي االلكتروني إلى مراحل أخرى أكثر تقدماً (مرحلة التحول إلى‬

‫ـ ‪ 217‬ـ‬
‫الصيرفة االلكترونية الالسلكية‪ ،‬مما يعني زيادة في تفاوت المستوى التقني‬
‫والتكنولوجي بين الدول النامية والمتقدمة‪.‬‬

‫باإلستناد على نتائج اختبار الفرضيتين السابقتين و بإعتبار إن إصدار النقود‬


‫الورقية يعتبر من المهام الرئيسة للسلطات النقدية (ممثلة بالمصرف المركزي) في أي‬
‫دولة‪ ،‬ويما أن نتائج اختبار الفرضية الثانية بينت وجود عالقة قوية جدا بين السياسة‬
‫النقدية مقاسة بالكتلة النقدية (‪ )M1‬والنقود االلكترونية مقاسة بقيمة العمليات المنفذة‬
‫الكترونيا(‪ ،)Me‬ونتائج اختبار الفرضية الثالثة أكدت أن النقد االلكتروني يمكن أن يحل‬
‫محل النقد القانوني الذي تصدره المصارف المركزية (وظيفة االصدار النقدي من‬
‫الوظائف األساسية التقليدية للسلطات النقدية)‪( ،‬في حال توفر مقومات العمل المصرفي‬
‫االلكتروني الناجح)‪ ،‬تؤكد هذه النتائج صحة الفرضية القائلة (اصدار النقد االلكتروني‬
‫في سوريا يلغي دور المصرف المركزي في عملية االصدار النقدي ولكن ال يلغي دوره‬
‫في ادارة السياسة النقدية)‪.‬‬

‫ـ ‪ 218‬ـ‬
‫‪ ‬النتائج‪:‬‬

‫بناء على معالجة الفرضيات ومحاولة اإلجابة على إشكالية البحث فإن‬ ‫ً‬
‫االستنتاجات التي تم التوصل إليها تتمثل بالنقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 0‬الكتلة النقدية في أي مجتمع هي نتاج تطوره االقتصادي والنقدي‪ ،‬وبناء على ذلك‬
‫اختلفت مكوناتها باختالف درجة ذلك التطور بين مجتمع وأخر أو اقتصاد وأخر‪ ،‬وهذا‬
‫أدى بدوره إلى اختالف وتعدد المقاييس المستخدمة من قبل السلطات النقدية المختصة‬
‫في دراستها وتحليلها‪.‬‬
‫‪- 4‬استطاع العنصر التكنولوجي بفعل العولمة ومنجزات الثورة المعلوماتية إحداث تغيرات‬
‫جذرية في االقتصاد العالمي بمختلف قطاعاته ونشاطاته‪ ،‬تلك التغيرات برزت بشكل‬
‫واضح في القطاع المصرفي‪ ،‬أدت بدورها إلى تغيير مسار العديد من البنوك واالتجاه‬
‫نحو خدمات الدفع االلكتروني‪.‬‬
‫‪- 3‬يخلط الكثير من الباحثين بين مفاهيم الدفع المصرفي االلكتروني على اختالف‬
‫مسمياتها و مصطلحاتها‪ ( ،‬الصيرفة االلكترونية‪ ،‬النقد االلكتروني‪ ،‬التجارة االلكترونية‪،‬‬
‫االقتصاد االلكتروني‪ ..‬الخ)‪ ،‬وباعتبار أن الدفع المصرفي االلكتروني ارتبط بظهور‬
‫النقد االلكتروني‪ ،‬بمعنى تزاوج النقد باإللكترونيك‪ ،‬هناك تشابه وارتباط وثيق بين‬
‫أنظمة وأشكال النقد االلكتروني و أنظمة الدفع المصرفي االلكترونية‪.‬‬
‫‪- 2‬على الرغم من تعدد الشبكات والمنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني‬
‫وبتسميات ومزايا مختلفة تتناسب مع أحدث االبتكارات التكنولوجية‪ ،‬بقيت شركتي في از‬
‫وماستركارد تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق الدفع االلكتروني العالمي من حيث‬
‫حجم وعدد البطاقات االلكترونية المصدرة‪ ،‬المتالكهما مقومات تقنية كبيرة باإلضافة‬
‫للدعم الذي تلقاه من قبل القوة الرأسمالية الكبرى في العالم واستخدامها كوسيلة ضغط‬
‫على البلدان األعضاء في هذه المؤسسات ألسباب سياسية واقتصادية‪.‬‬
‫‪- 2‬هناك تفاوت في المستوى التكنولوجي والتقني السائد بين الدول المتقدمة من جهة‬
‫والدول النامية من جهة أخرى‪ ،‬فرض التفاوت في مستويات الدفع االلكتروني في هذه‬
‫الدول‪ ،‬وبينها وبين الدول النامية‪ ،‬واإلنتقال إلى مراحل أخرى أكثر تقدمًا في مجال‬

‫ـ ‪ 219‬ـ‬
‫الدفع االلكتروني (مرحلة الصيرفة الالسلكية) النخفاض كلفتها‪ ،‬وهذا يؤكد على أهمية‬
‫العامل التقني والتكنولوجي في التحول ألنظمة الدفع المصرفي االلكتروني (مما يثبت‬
‫صحة الفرضية األولى)‪.‬‬
‫‪- 6‬برهنت التجربة السويدية في مجال الدفع النقدي االلكتروني أنها من التجارب الرائدة‬
‫على المستوى األوربي وكذلك على المستوى العالمي‪ ،‬حيث أدت إلى إعادة هيكلة‬
‫الصناعة المصرفية بأكملها‪ ،‬على الرغم من أن السويد قد بدأت بوقت متأخر اتخاذ‬
‫اصالحات جذرية لدخول مجال الدفع االلكتروني‪ ،‬إال أن تلك اإلصالحات بنيت على‬
‫استراتيجية واضحة ومكتملة تنطوي على أفق مستقبلى إلحالل الدفع النقدي‬
‫االلكتروني محل الدفع التقليدي (هذا يثبت صحة الفرضية الثانية)‪.‬‬
‫‪- 2‬رغم قصور أنظمة الدفع النقدي االلكتروني العربي‪ ،‬برزت منظومة الدرهم االلكتروني‬
‫لدى دولة االمارات من التجارب األولى على الصعيد العربي مقارنة بالتجربة‬
‫الجزائرية‪ ،‬حيث استطاعت توظيف المزايا الهامة في مجال تقنيات المعلومات‬
‫واالتصاالت والتي تتمتع بها على المستوى العربي والعالمي‪ ،‬وتسخيرها النجاز‬
‫معامالت الدفع االلكتروني والتجارة االلكترونية و االسهام بشكل فعال في انجاز‬
‫حكومة دبي الذكية بما يتفق مع المعايير العالمية‪.‬‬
‫‪- 5‬اتسمت استراتيجية التحول للدفع االلكتروني المتبعة في الدول المتقدمة بدرجة عالية‬
‫من المرونة‪ ،‬وذلك للتكيف مع المفرزات التكنولوجية المتغيرة باستمرار والتي كان‬
‫أخرها استخدام تقنية الهاتف المحمول ضمن منظومة الدفع االلكتروني الالسلكية‪،‬‬
‫نظ ًار النخفاض كلفتها بالمقارنة مع وسائل الدفع األخرى‪.‬‬
‫‪- 9‬التحول ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني أثر على فعالية السياسة النقدية وأدواتها‬
‫التقليدية بشقيها الكمي والنوعي‪ ،‬حيث لم يعد النقد القانوني(الورقي والمعدني) وحيداً‬
‫في التداول يصدر عن جهة نقدية مختصة (المصارف المركزية)‪ ،‬مما أثر بدوره على‬
‫مكونات الكتلة النقدية و امكانية ضبطها لتحقيق االستقرار النقدي‪.‬‬
‫‪- 01‬لم تستجب المصارف المحلية العاملة في السوق السورية بنفس الدرجة للدخول في‬
‫منظومة الدفع االلكتروني‪ ،‬بسبب تفاوت مقوماتها التقنية والتكنولوجية‪ ،‬واحتل‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫المصرف التجاري السوري موقع الصدارة في معظم مؤشرات الدفع االلكتروني‪ ،‬أثرت‬
‫بدورها على ارتفاع قيمة تعامالته االلكترونية‪ ،‬مقارنة بالمصارف المحلية األخرى‪.‬‬
‫‪- 00‬االقتصاد السوري يعتمد على التعامل النقدي التقليدي أكثر من باقي الدول حتى‬
‫التعامل البنكي (نظام الشيكات) غير فعال ولم يأخذ حجمه الحقيقي في سوريا‪،‬‬
‫والعملة الورقية والمعدنية التي يحتفظ بها المواطن السوري في منزله أو مكتبه ال تدخل‬
‫في حسابات االقتصاد وهذا ما يفسر انخفاض كتلة النقد المتداولة ومعدالت السيولة‬
‫بالمقارنة مع الدول التي تتعامل بالنظام اإللكتروني أو الشيكات‪.‬‬
‫‪- 04‬بينت نتائج االختبارات اإلحصائية لمتغيرات هذه الدراسة بأن النقد االلكتروني يؤثر‬
‫على كافة متغيرات الكتلة النقدية ويتأثر بها‪ ،‬إال أن انتشاره وفق اآللية المعمول بها‬
‫حالياً لدى منظومة العمل المصرفي السورية‪ ،‬ال يمكن أن يحقق نتائج ملموسة على‬
‫صعيد احالل الدفع النقدي االلكتروني محل التعامل بالكاش وبالتالي إلغاء دور‬
‫مصرف سوريا المركزي في عملية االصدار النقدي‪.‬‬
‫‪ ‬المقترحات‪:‬‬

‫في ضوء االستنتاجات التي تم التوصل إليها يمكننا تقديم بعض الحلول‬
‫والمقترحات من أهمها‪:‬‬

‫‪- 0‬تحليل الكتلة النقدية ودراستها باستخدام مقاييس تتناسب مع األوضاع النقدية السائدة‬
‫في كل دولة‪ ،‬قد يكون من المناسب استخدام مقاييس خاصة بالبلدان المتقدمة وأخرى‬
‫خاصة بالبلدان المتخلفة‪ ،‬حسب الحالة االقتصادية السائدة‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق‬
‫التوازن بين المعروض النقدي المتداول والناتج المحلي اإلجمالي(النظرية الكمية النقدية‬
‫لفيشر)‪.‬‬
‫‪- 4‬تختلف ظروف وبيئة العمل المصرفي من بلد ألخر‪ ،‬حسب درجة النشاط االقتصادي‬
‫واالجتماعي السائد‪ ،‬لذلك البد من توفر مجموعة من الشروط والمقومات األساسية‬
‫(التقنية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬االجتماعية الثقافية) تشكل فيما بينها حلقة متكاملة لالنتقال‬
‫بمنظومة العمل المصرفي من شكلها التقليدي إلى شكلها االلكتروني بما يتناسب‬
‫واحتياجات التجارة االلكترونية‪.‬‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫‪- 3‬البد من دراسة جميع وسائل الدفع االلكتروني الموجودة و المستحدثة وفرض رقابة‬
‫عليها‪ ،‬باعتبار أن كل وسيلة دفع الكتروني تتضمن تحريك مبالغ نقدية مخزنة‬
‫الكترونيًا (للوفاء بااللتزامات الناشئة عن العمليات المنجزة عبر شبكة المعلومات‬
‫المحلية أو الدولية)‪ ،‬هذه المبالغ تؤثر بدورها على مجاميع الكتلة النقدية ودور‬
‫المصارف المركزية في الرقابة عليها‪.‬‬
‫‪- 2‬االستفادة من ال تجربة الروسية في مجال انشاء نظام دفع الكتروني يغني الحاجة عن‬
‫التبعية ألنظمة الصرف األمريكية‪ ،‬بعد العقوبات التي فرضتها االدارة األمريكية على‬
‫عدد من البنوك الروسية المتعاملة مع نظم المدفوعات العالمية (في از و ماستر كارد)‪.‬‬
‫‪- 2‬زيادة الفجوة التكنولوجية بين الدول المتقدمة وانعكاس ذلك على تبنيها ألنظمة الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬يجعل الدول النامية ومن صمنها العربية متأخرة بالعديد من المراحل لتبني‬
‫تلك التقنية المصرفية‪ ،‬لذلك البد من فسح المجال للمؤسسات االئتمانية بإدخال‬
‫التقنيات الحديثة في مجال االتصاالت واإلنترنت وأهمية دعمها على إقامة عالقات‬
‫اقتصادية وتعامالت مصرفية مع المؤسسات العالمية لإلطالع على أحدث التطورات‬
‫التقنية في هذا المجال‪.‬‬
‫‪- 6‬يجب أن ال يشكل التأخر في تبني التكنولوجيا المصرفية عائقاً رئيساً أمام االنتقال‬
‫لنظام الدفع النقدي االلكتروني‪ ،‬وخير مثال على ذلك التجربة السويدية التي استطاعت‬
‫خالل فترة زمنية قصيرة تغيير معالم الخريطة المصرفية العالمية‪ ،‬حيث أن اتباع‬
‫استراتيجية واضحة المعالم تناسب ظروف وبيئة القطاع المصرفي في البلد المعني‪،‬‬
‫يعتبر من أهم مقومات التحول للدفع االلكتروني‪.‬‬
‫‪- 2‬على الدول العربية االستفادة القصوى من امكاناتها التقنية والتكنولوجية المتوفرة‬
‫وبشكل خاص(اإلنترنت)‪ ،‬وتسخيرها النجاز عمليات الكترونية حقيقية تكون ركيزة‬
‫أساسية لنظام دفع الكتروني‪ ،‬وأن تزيد من استيعابها للتطبيقات التقنية الحديثة و‬
‫االطالع على المقومات التقنية والتكنولوجية التي تمتع بها منظومة الدرهم االلكتروني‪،‬‬
‫ومشروع حكومة دبي االلكترونية‪.‬‬
‫‪- 5‬من الضروري وضع استراتيجيات واضحة تعنى بتطوير أنظمة الدفع االلكتروني‬
‫العربية‪ ،‬وسن قوانين تشريعات من شأنها زيادة األمن وثقة المواطن باالنتقال من‬

‫ـ ‪ 212‬ـ‬
‫مرحلة التعامالت االقتصادية الورقية والنمطية الى مرحلة التعامالت االقتصادية‬
‫الرقمية وااللكترونية‪ ،‬أسوة بمشروع الورقة الخضراء في دول االتحاد األوربي‪.‬‬
‫‪- 9‬اعادة دراسة وتحليل دور المصارف المركزية للتحكم بحجم الكتلة النقدية المتداولة في‬
‫الدول المستخدمة لنظم الدفع االلكتروني‪ ،‬بإعتبارها أحد الحقول األساسية لممارسة‬
‫سلطتها وسيادتها‪ ،‬وذلك تحقيقًا لمزيد من التفاعل االيجابي بين التعامل النقدي‬
‫االلكتروني و ادارة السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪- 01‬للوصول إلى نظام دفع الكتروني كفء في السوق السورية‪ ،‬البد من التنسيق‬
‫واالنسجام والتعاون الكامل بين مختلف المصارف المحلية (الحكومية والخاصة)‪،‬‬
‫والجهات األخرى ذات الصلة بمشرع الدفع االلكتروني‪ ،‬لوضع استراتيجية واضحة‬
‫المعالم يكون لمصرف سوريا المركزي الدور الفعال في رقابة وضبط معظم تعامالت‬
‫نظام الدفع االلكتروني‪ ،‬بحيث يشكل ركيزة أساسية من ركائز مشروع الحكومة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬إلستفادة من منظومة الدرهم االماراتي االلكتروني من الجيل الثاني المتوائمة مع‬
‫‪ 00‬ا‬
‫المؤسسات العالمية‪ ،‬و اجراء دراسات وأبحاث حول امكانية تطبيق منظومة الليرة‬
‫االلكترونية في سوريا والمفاضلة بين المزايا التي يمكن الحصول عليها و المخاطر‬
‫المحتلمة‪.‬‬
‫‪- 04‬لتفعيل اآلثار االيجابية لمنظومة الدفع االلكتروني على متغيرات الكتلة النقدية البد‬
‫من إعادة دراسة وتحليل العالقة بين التضخم والكتلة النقدية‪ ،‬فهي سالح ذو حدين‬
‫حيث توفر على الدولة المخاطر الناجمة عن اإلصدار النقدي وتكاليفه‪ ،‬كما تؤدي إلى‬
‫زيادة كمية النقد المتداول وزيادة سرعته‪ ،‬ولمعرفة أثرها على التضخم ال بد من ربطه‬
‫بالكتلة النقدية الكلية‪ ،‬وهذا كله يحتاج إلى ثقافة مصرفية‪.‬‬

‫ـ ‪ 213‬ـ‬
‫‪ ‬أخيرا‪:‬‬

‫نشير إلى أن هذا البحث لم ينطلق من الفراغ (وفقاً لما ذكرناه في المقدمة من‬
‫دراسات سابقة) كما وأنه ليس كافياً لإلجابة على جميع التساؤالت واإلشكاليات التي‬
‫تعالج موضعًا غاية في األهمية أال وهو الدفع النقدي االلكتروني‪.‬‬

‫في عصر االقتصاد التكنولوجي السريع سيكون من الصعب وضع نتائج ومقترحات‬
‫نهائية لظاهرة ديناميكية في إطار بحث علمي محدود في المكان والزمان‪.‬‬

‫لذلك فإنه لمن الضروري أن نذكر األفق المستقبلية لهذا البحث واألسئلة التي لم‬
‫تمكننا ظروف البيئة العلمية للبحث من اإلجابة عليها‪:‬‬

‫‪- 0‬إلى أي حد يندمج مشروع الدفع المصرفي االلكتروني مع مشروع الحكومة‬


‫اإللكترونية في سوريا وكيف يؤثر إحداهما على األخر‪.‬‬
‫‪- 4‬تحديد اتجاه المنافسة بين القطاعين العام والخاص ضمن فترة زمنية كفيلة بإظهار‬
‫هذه المنافسة بشكل مناسب (ذلك أن فترة التغطية لهذه المنافسة وكما درسناها لم‬
‫تكن كافية جداً إلعطاء حكم نهائي على المدى الطويل فيما يخص هذا الموضوع‬
‫والسيما إذا استذكرنا أن هذه الظاهرة جديدة على االقتصاد السوري)‪.‬‬
‫‪- 3‬ما هي أفاق مواكبة منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا التجاهات الدفع‬
‫االلكتروني عالميًا (سيما وأن األزمة السورية الراهنة قد أثرت على كافة جوانب‬
‫الحياة االقتصادية في سوريا‪ ،‬بشكل خاص البيانات والمعلومات اإلحصائية‬
‫والرقمية الضرورية إلجراء مثل هذه الدراسات)؟‬

‫إذاً إن اإلجابة على هذه التساؤالت تشكل مشاريع مستقبلية تنطلق على قاعدة بحثنا‪.‬‬

‫هذا واهلل الموفق‪.‬‬

‫ـ ‪ 214‬ـ‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ - 1‬ابراهيم الشرقاوي‪ ،‬محمود أحمد‪ ،‬مفھوم األعمال المصرفية االلكترونية وأهم تطبيقاتھا‪ ،‬مؤتمر‬
‫األعمال المصرفية بين الشريعة والقانون المجلد األول‪ ،‬أيار‪.1002 ،‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم‪ ،‬بختي‪ ،‬دور االنترنيت وتطبيقاته في المؤسسة‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪. 2000 ،‬‬
‫‪ - 3‬أبو الفتوح الناقة‪ ،‬أحمد‪ ،‬نظرية النقود والبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجزائر‪1009 ،‬‬
‫‪ - 4‬أحمد باتورة‪ ،‬نواف عبد هللا‪ ،‬أنواع بطاقات االئتمان و أشھر مصدريھا‪ ،‬مجلة الدراسات المالية و‬
‫المصرفية‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية و المصرفية‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬العدد الرابع‪.1002 ،‬‬
‫‪ - 5‬أحمد سفر ‪ ،‬أنظمة الدفع االلكتروني‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪1002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 9‬أسامة كامل‪ ،‬عبد الغني حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة لورد الجامعية‪ ،‬البحرين‪.1002 ،‬‬
‫‪- 7‬أكرم حوراني‪ ،‬حساني‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬اقتصاد نقدي‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪.1002 ،‬‬
‫‪ - 9‬أمين رفعت المحجوب‪ ،‬محاضرات في النقود واالقتصاد‪ ،‬دار النھضة العربية‪ ،‬مصر‪.2773‬‬
‫‪ - 6‬بردري البرارودي‪ ،‬شريرين‪ ،‬دور اقتصراد المعرفرة فري تطروير الخردمات االلكترونيرة (دراسرة تحليليررة‬
‫عن البنوك االلكترونية)‪ ،‬مؤتمر جامعة الزيتونة األردنية ‪.1003‬‬
‫‪- 10‬بريش عبد القادر وزيدان محمد‪ ،‬دور البنوك االلكترونية في تطروير التجرارة اإللكترونيرة‪ ،‬الملتقرى‬
‫الدولي للتجارة االلكترونية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬بتاريخ ‪ -29-22-23:‬مارس‪.1003 ،‬‬
‫‪- 11‬تطار‪ ،‬محمد منصف‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري و الصيرفة االلكترونية‪ ،‬جامعة محمرد خيضرر‪،‬‬
‫بسكرة‪.1003 ،‬‬
‫‪- 12‬توماس ماير‪ ،‬يمس إس دوسيننبري‪ ،‬روبرت زد أليبر‪ ،‬النقود و البنوك و االقتصاد‪ ،‬ترجمرة السريد‬
‫أحمد عبد الخالق‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬دار المريخ للنشر‪.2006 ،‬‬
‫‪- 13‬جبررار‪ ،‬عبررد الرررازق‪ ،‬المنظومررة المصرررفية الجزائريررة ومتطلبررات اسررتيفاء مقررررات لجنررة بررازل‬
‫الدولية‪( ،‬دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير بالعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪.1003 ،‬‬
‫‪- 14‬جمال الدين زروق و آخررون‪( ،‬أوضراع القطراع المصررفي فري البلردان العربيرة وتحرديات االزمرة‬
‫العالمية(‪ ،‬ط ‪ ،2‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬ابو ظبي‪.1007 ،‬‬
‫‪- 15‬جمررال مجاهررد‪ ،‬شرريماء‪ ،‬التررأﺛير المتبررادل بررين األعمررال المصرررفية االلكترونيررة والسياسررة النقديررة‬
‫والتجارة االلكترونية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪.1007 ،‬‬
‫‪- 19‬الجنيھي‪( ،‬منير‪ ،‬ممدوح)‪ ،‬البنوك االلكترونية‪ ،‬دار الفكر االسكندرية‪.1003 ،‬‬

‫ـ ‪ 215‬ـ‬
‫‪- 17‬جون ماينارد كينز‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬ترجمة نھراد رضرا‪ ،‬بيرروت‪ ،‬منشرورات دار مكتبرة الحيراة‪ ،‬لرم‬
‫تذكر سنة النشر‪.‬‬
‫‪- 19‬الحجرار‪ ،‬بسرام‪ ،‬االقتصراد النقردي و المصررفي‪ ،‬الطبعرة األولرى‪ ،‬بيرروت‪ ،‬دار المنھرل اللبنراني‪،‬‬
‫‪.1002‬‬
‫‪- 16‬حسرراني‪ ،‬عبررد الرررزاق حسرراني‪ ،‬النظريررة والسياسررة النقديررة والترروازن االقتصررادي"واقررع السياسررة‬
‫النقدية وآفاقھا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة دمشق‪.1001 ،‬‬
‫‪- 20‬ح ساني‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬محاضرات في مادة اقتصاد مالي ونقدي‪ ،‬لطالب الماجسرتير بعنروان مفھروم‬
‫النقد‪ ،‬قسم أسواق مالية‪ ،‬جامعة‪ ،‬دمشق‪.1020 ،‬‬
‫‪- 21‬حماد عبد العال‪ ،‬طارق‪ ،‬التجارة االلكترونية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.1007 ،‬‬
‫‪- 22‬حمررد فريررد مصررطفى‪ ،‬الشررھير محمررد السرريد حسررن‪-1000 ،‬النقررود والترروازن االقتصررادي‪ ،‬مؤسسررة‬
‫شباب الجامعة‬
‫‪- 23‬حميدات‪ ،‬محمود‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2772 ،‬‬
‫‪- 24‬خبابه عبد هللا‪) ،‬االقتصاد المصرفي البنروك االلكترونيرة)‪) ،‬البنروك التجاريرة‪ ،‬السياسرة النقديرة)‬
‫مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬القاهرة ‪1020‬‬
‫‪- 25‬خليل مترري‪ ،‬موسرى‪" ،‬القواعرد الناظمرة للصريرفة االلكترونيرة‪ ،‬الجديرد فري أعمرال المصرارف مرن‬
‫الوجھتين القانونية واالقتصادية‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى المرؤتمر العلمري السرنوي لكليرة الحقروق‪ ،‬جامعرة‬
‫بيروت العربية‪1001 ،‬‬
‫‪- 29‬الدوري‪ ،‬زكريا‪ ،‬السامري‪ ،‬يسري‪ ،‬البنوك والسياسة النقدية‪ ،‬القاهرة‪.1002 ،‬‬
‫‪- 27‬دهمش‪ ،‬نعيم‪ ،‬مخاطر العمليات المصرفية التي تتم من خالل القنوات االلكترونيرة‪ ،‬األردن‪ ،‬آذار‪،‬‬
‫‪.1003‬‬
‫‪- 29‬دويدار‪ ،‬محمرد‪ ،‬مبرادئ االقتصراد السياسري‪ ،‬الجرزء الثراني‪ ،‬االقتصراد النقردي‪ ،‬منشرورات الحلبري‪،‬‬
‫بيروت‪.1002 ،‬‬
‫‪- 26‬رحيم حسين‪ ،‬هواري معراج‪ ،‬التجارة االلكترونية والنقد االلكترونية ( أزمة الثقة في وسائل الردفع‬
‫االلكترونية وطرق عالجھا)‪ ،‬ملتقى البحث العلمي‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪.1003 ،‬‬
‫‪- 30‬رشرررردي شرررريحة‪ ،‬مصررررطفى‪ ،‬النقررررود والمصررررارف واالئتمرررران‪ ،‬دار الجامعررررة الجديرررردة للنشررررر‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2777 ،‬‬
‫‪- 31‬رمضان زياد‪ ،‬وجودة محفوظ‪ ،‬االتجاهات المعاصرة فري إدارة البنروك‪ ،‬الطبعرة األولرى‪ ،‬دار وائرل‬
‫للنشر‪ ،‬عمان‪.1000 ،‬‬
‫‪- 32‬زكي شافع‪ ،‬محمد‪ ،‬مقدمة في النقود و المصارف‪ ،‬دار النھضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1001 ،‬‬

‫ـ ‪ 216‬ـ‬
‫‪- 33‬سعودي‪ ،‬محمد توفيق‪ ،‬بطاقات االئتمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار األمين للطباعة مصر ‪،1007‬‬
‫‪- 34‬السمارة‪ ،‬مؤيد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬متغيرات السياسرة النقديرة وأﺛرهرا فري اسرتقرار دالرة الطلرب علرى‬
‫النقد‪ ،‬جامعة دمشق‪.1002,‬‬
‫‪- 35‬سمعان‪ ،‬منصوري‪ ،‬الكتلة النقدية و أجزاؤها‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪.1003 ،‬‬
‫‪- 39‬سيد طه بدوي‪ ،‬مقدمة في النقود و البنوك‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النھضة العربية‪ ،‬عام‪. 2005‬‬
‫‪- 37‬السيسرري‪ ،‬صررالح الرردين حسررن‪ ،‬قضررايا اقتصررادية معاصرررة‪ ،‬معررايير بررازل لكفايررة رأس المررال‬
‫والرقابة الفعالة للمخاطر المصرفية‪.1003 ،‬‬
‫‪- 39‬شرررف الرردين‪ ،‬أحمررد‪ ،‬معالجررة المعلومررات القانونيررة‪ ،‬محاضرررة فرري اإليجرراب والقبررول فرري التعاقررد‬
‫القانوني‪ ،‬المنشورات الحقوقية‪ ،‬صادر بيروت‪.1002 ،‬‬
‫‪- 36‬شرف كمال‪ ،‬أبو عراج هشام‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬جامعة دمشق‪.2773 ،‬‬
‫‪- 40‬الشرررريف‪ ،‬رزان‪ ،‬السياسرررة النقديرررة فررري ضررروء المتغيررررات االقتصرررادية المعاصررررة قررري االقتصررراد‬
‫السوري‪,‬رسالة ماجستير‪,‬جامعة دمشق‪.1009,‬‬
‫‪- 41‬شلبي‪ ،‬مغاويري‪ ،‬البنى التحتية للبنروك االلكترونيرة‪ ،‬مجلرة انترنرت العرالم العربري‪ ،‬العردد الرابرع‪، ،‬‬
‫‪.1009‬‬
‫‪- 42‬شيشررة‪ ،‬نرروال‪ ،‬زنينرري‪ ،‬فريرردة‪ ،‬المقاصررة االلكترونيررة وتجررارب الرردول المغاربيررة‪ ،‬المركررز الجررامعي‬
‫الجزائري‪1002 ،‬‬
‫‪- 43‬صالح جمعة‪ ،‬محمد‪ ،‬السياسة النقديرة فري سرورية وأﺛرهرا فري نمرو النراتج المحلري اإلجمرالي خرالل‬
‫الفترة (‪ )1000 -2790‬دار الرضا للنشر ‪ ،‬دمشق‪.1003 ،‬‬
‫‪- 44‬الصالح‪ ،‬مفتاح‪ ،‬محاضرات في االقتصاد النقدي المعمرق‪ ،‬غيرر منشرورة‪ ،‬جامعرة بسركرة (‪-1009‬‬
‫‪.)1002‬‬
‫‪- 45‬الطاهر‪ ،‬لطش‪ ،‬تقنيات البنوك الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪- 49‬عبررد الحفرريظ عبررد الھررادي‪ ،‬ابررراهيم‪ ،‬اطرار مقترررح للتعررديالت الضررريبية الالزمررة للتحررول إلررى عررالم‬
‫التجارة االلكترونية‪ ،‬القاهرة ‪.1007‬‬
‫‪- 47‬عبد الحفيظ‪ ،‬أيمن‪ ،‬حماية بطاقات الدفع االلكتروني‪ ،‬عمان‪.1009 ،‬‬
‫‪- 49‬عبد الغني‪ ،‬سالم‪ ،‬االقتصاد الرقمي في الوطن العربي قراطرة تترأخر واسرتثمارات تتعثرر‪ ،‬جامعرة أم‬
‫القرى‪ ،‬السعودية‪.1003 ،‬‬
‫‪- 46‬عبد الكريم الخناق‪ ،‬سناء‪ ،‬إدارة مخاطر أمنيرة المعلومرات‪ ( ،‬التھديردات والحمايرة)‪ ،‬ورقرة بحثيرة‬
‫قردمت إلرى الملتقرى الردولي الثالرث حرول إسرتراتيجية إدارة المخراطر فري المؤسسرات‪ ،‬التحرديات‬
‫واألفاق‪ ،‬المنظم بجامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في الفترة‪ 12- 25 ،‬نوفمبر ‪.1002‬‬

‫ـ ‪ 217‬ـ‬
‫‪- 50‬عبد الكريم‪ ،‬سيف الدين السماتي‪ ،‬العمليات المصرفية االلكترونية واإلطار اإلشرافي‪.1009 ،‬‬
‫‪- 51‬عبرد المطلرب عبرد الحميرد ‪ ،‬البنروك الشراملة– عمليراتھا إداراتھا‪ ،‬اإلسركندرية ‪ ،‬الردار الجامعيرة‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪- 52‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة عملياتھا و إدارتھا‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1009 ،‬‬
‫‪- 53‬عبد الھادي نجار‪ ،‬الصيرفة االلكترونية وآلية تداولھا‪ ،‬الجديد في أعمرال المصرارف مرن الروجھتين‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق‪.1001 ،‬‬
‫‪- 54‬عبدهللا‪ ،‬سليمة‪ ،‬تطور وسائل الدفع في الجھاز المصرفي الجزائري (رسالة ماجستير) ‪.1007‬‬
‫‪- 55‬عرب‪ ،‬يونس‪ ،‬حجية اإلﺛبات بالمخرجات االلكترونية بالقضايا المصرفية‪ ،‬الملتقرى السرابع لمجتمرع‬
‫األعمال االلكتروني العربي‪ ،‬البحرين‪ ، 10-22 ،‬تشرين األول‪.1002 ،‬‬
‫‪- 59‬عطررا هللا عبررد الوهرراب‪ ،‬لھررب‪ ،‬سرررعة تررداول النقررود بررين النظريررة االقتصررادية والتطبيررق العملرري‪،‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الرياض‪.2777 ،‬‬
‫‪- 57‬علرروش‪ ،‬طرررارق‪ ،‬الحكومررة اإللكترونيرررة‪ ،‬المنظمررة العربيرررة للتنميررة اإلداريرررة‪ ،‬بحرروث و دراسرررات‬
‫‪.1009‬‬
‫‪- 59‬علري اليوسررف‪ ،‬عبرد الرررزاق القاسرم‪ ،‬نظررم المعلومررات المصررفية‪ ،‬كليررة االقتصراد‪ ،‬جامعررة دمشررق‪،‬‬
‫‪.1007‬‬
‫‪- 56‬عوض هللا‪ ،‬زينب حسن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمال‪ ،‬القاهرة‪.1002 ،‬‬
‫‪- 90‬الغندور‪ ،‬حافظ كامل‪ ،‬محاور التحديث الفعال في المصارف العربية فكر ما بعد الحداﺛرة‪ ،‬بيرروت‪،‬‬
‫جمعية اتحاد المصارف العربية ‪.1002‬‬
‫‪- 91‬فررارس‪ ،‬مسرردور‪ ،‬النشرراط المصرررفي الجزائررري كررأداة لتفعيررل انرردماج المصررارف الجزائريررة فرري‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬مجلة أفاق‪ ،‬جامعة البليدة‪.1003 ،‬‬
‫‪- 92‬فريد النجار‪ ،‬وليد النجار وآخرون‪ ،‬وسائل المدفوعات االلكترونية – التجارة واألعمال االلكترونيرة‬
‫المتكاملة – الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪- 93‬فالح حسن الحسني‪ ،‬و مؤيد عبد الرحمان‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.1020 ،‬‬
‫‪- 94‬قابوسة‪ ،‬علي‪ ،‬المصارف االلكترونية الفرص والتحديات‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪.1020 ،‬‬
‫‪- 95‬قھرروجي‪ ،‬علرري عبررد القررادر‪ ،‬الحمايررة الجنائيررة لبرررامج الحاسررب‪ ،‬مجلررة الحقرروق للبحرروث القانونيررة‬
‫واالقتصادية‪ ،‬العدد‪ ، /13/‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.1003 ،‬‬
‫‪- 99‬كرباج‪ ،‬محمد البنوك الكترونية‪ ،‬دار النھضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1007 ،‬‬
‫‪- 97‬مررايو‪ ،‬تومرراس‪ ،‬النقررود والبنرروك واالقتصرراد‪ ،‬ترجمررة‪ ،‬د‪.‬احمررد عبررد الخررالق‪ ،‬دار المررريخ للنشررر‪،‬‬
‫السعودية‪.1001 ،‬‬

‫ـ ‪ 218‬ـ‬
‫‪- 99‬محمررد المرران‪ ،‬الشررريف‪ ،‬محاضرررات فرري النظريررة االقتصررادية الكليررة‪ ،‬ديرروان المطبوعررات الجررزء‬
‫الثالث‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪- 96‬محمد سعيد أحمرد إسرماعيل‪ ،‬أسراليب الحمايرة لمعرامالت التجرارة االلكترونيرة ‪ ,‬منشرورات الحلبري‬
‫الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬لبنان‪.1007 ،‬‬
‫‪- 70‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬بحي تادرس قرصرية‪ ،‬النقرود والمصرارف والتجرارة الخارجيرة‪ ،‬مطبعرة‬
‫االسكندرية‪.1000 ،‬‬
‫‪- 71‬محمررد متررولي أحمررد المرروجي‪ ،‬سياسررة االئتمرران المصرررفية فرري مصررر ( ‪ ) 2722-2722‬رسررالة‬
‫دكتوراه في االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‪.2723 ،‬‬
‫‪- 72‬محمررد‪ ،‬مجبررر‪ ،‬التجررارة االلكترونيررة وآفرراق تطويرهررا فرري الرردول العربيررة‪ ،‬جامعررة البليرردة‪ ،‬رسررالة‬
‫ماجستير‪ ،‬حزيران ‪.1003‬‬
‫‪- 73‬محمد‪ ،‬مھدي زين‪ ،‬النقد االلكتروني ضررورة مرن ضررورات القررن الواحرد والعشررون‪ ،‬القراهرة‪،‬‬
‫شباط ‪.1023‬‬
‫‪- 74‬مدحت‪ ،‬صادق‪ ،‬أدوات وتقنيات مصرفية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.1002 ،‬‬
‫‪- 75‬مزيرررق‪ ،‬عاشرررور‪ ،‬مداخلرررة بعنررروان‪ ،‬عصررررنة القطررراع المرررالي والمصررررفي وواقرررع الخرررردمات‬
‫االلكترونية في الجزائر‪ ،‬جامعة بوحسيب‪.1022 ،‬‬
‫‪- 79‬مغاوري‪ ،‬شبلي‪ ،‬البنك المحمول والنقود اإللكترونية الدار الجامعية االسكندرية‪.1002 ،‬‬
‫‪- 77‬مصطفى كمال طه ووائل أنرور بنردق ‪ ,‬األوراق التجاريرة ووسرائل الردفع االلكترونيرة الحديثرة‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.1007 ،‬‬
‫‪- 79‬النجرار‪ ،‬عبررد الھررادي‪ ،‬الجديرد فرري أعمررال المصرارف مررن الرروجھتين القانونيرة واالقتصررادية‪ ،‬الجررزء‬
‫األول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية بيروت ‪.1001‬‬
‫‪- 76‬نعمون‪ ،‬وهاب‪ ،‬النظم المعاصرة لتوزيع المنتجات المصرفية وإسرتراتيجية البنروك‪ ،‬مداخلرة مقدمرة‬
‫إلى ملتقى المنظومة المصرفية الجزائريرة والتحروالت االقتصرادية‪ ،‬واقرع وتحرديات‪ ،‬جامعرة حسريبة‬
‫بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 23-23‬ديسمبر ‪.1003‬‬
‫‪- 90‬هبراش‪ ،‬فررارس‪ ،‬دراسررة تحليليررة للكتلررة النقديررة‪ ،‬حالررة الجزائررر(‪ ،)1022-1001‬جامعررة سررطيف‪،‬‬
‫الجزائر‪.1021 ،‬‬
‫‪- 91‬هني‪ ،‬أحمد‪ ،‬العملة و النقود‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬عام ‪.2777‬‬
‫‪- 92‬يونس‪ ،‬عرب‪ ،‬أنظمة السداد االلكتروني‪ ،‬القاهرة‪1003 ،‬‬

‫ـ ‪ 219‬ـ‬
‫باللغة األجنبية‬:ً‫ثانيا‬
1-:GKoutzinis Apostolos, Intranet Banking and the law in
Europ,Cambridge University Press,UK,2006.
2-:Khoury Elie,E-Banking Era, PhD Thesis, New port University, Beirut
2003, (Not published).
3-A. Vil mos, S. Karnouskos, Towards a global mobile payement service,
in: Proceedings of the Third International Conference on Mobile Business
(ICMB), New York, USA, July 12–13, 2004.
4-ANZ Bank, Personal Financial Services, Terms and Condition, ANZ
Phone Banking, Melbourne , Australia, 2009,Version.
5-Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report,
the Royal Swedish Institute of Technology, 15 January 2013.
6-Auriemmma M & Coley R, Bank Card Business, American Bankers
Association, Washington DS, usa,1992.
7-BALL, James (2011), BitCoin: What are they, and how do they work?,
The Guardian, 22 June.
8-Bank for international settlement (Bls) , (1996) Im plication for central
banks of the development of electronic money , Basle.
9-Banque de France SEPI,2012, (Service de surveillance des systèmes de
paiement et de titres).
10-Barber B, and T. Odean (2001), “The Internet and the Investor,”
Journal of Economic Perspectives, Volume 15, N.o. 1.
11-Benjamin Wallace Magazine ,THE RISE AND Fall of bitcoin.19-3-
2014.
12-Berentsen, Aleksander “ digital Money, Liquidity, and Monetary
Policy” 1997, First Money, 25 Nov. 2002.
13-Borg, A. & Segendorf, B. (2010), “The Swedish Stability Fund and
Stability Fee”, IFCReview, May 2010.

‫ ـ‬221 ‫ـ‬
14-Cavalda, Le droit penal des cartes de paiement et de credits,Dalloz,
2005.
15-CGAP. Financial Access 2009,Measuring Financial Inclusion around
the World. Washington.
16-Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT
(Groupement pour un système interbancaire de télécompensation.
17-Claessens, J., Dem, V., De Cock, D., Preneel, B., and Vandewalle, J.
On the security of today’s online electronic banking systems. Computers
and Security 21, 3 (2012).
18-CLARK C.L, 2012 “Shopping without Cash: The Emergence of the E-
Purse,”Economic Perspectives, Fourth Quarter.
19-Cox, Barbara. and Koelzer. (2004), “Internet Marketing”, Pearson
Prentice Hall, Upper Saddle River, New Jersey.
20-Daniel Paltriniere, (1erForum Monétique du Maghreb, de l ‘Afrique
Centrale et del ‘Ouest( Presentation du DEGAS Visa, Marrakech,
16/02/2006.
21-David Baurnie et levio Vaunetti, « Les Systèmes Monétaires du
développement des systems de payments électronique », Revue
Economique,2012.
22-DORN J, 2012, The Future of Money in the Information Age, Cato
Institute, Washington.
23-ECONOMIST, The (2014), Paying for pixels. Virtual goods are worth
real money – and cause real dilemmas, 10 December.
24-Ely, B. (1996): E-money and monetary policy: Separating fact from
fiction, paper presented at Cato Institute’s 141th Annual Money
Conference, May.
25-European central bank (1998) `report on electronic money `Frankfurt ,
germony august.
26-European central Bank, Report on electronic money,2002.

‫ ـ‬221 ‫ـ‬
27-European Central Bank; “Payments Systems in the European Union:
Addendum Incorporating 1998 Figures”, Frankfurt am Main, February
2000. (ECB, 2009)
28-F.rayport (jeff.), J. Jaworski (Bern.), introduction to E-commerce,
MCGraw Hill, 2ed, 2000.
29-Formation des Formateurs CPA Au Métier Monétique, «Promotion et
Placement des cartes bancaires», Hôtel St George, 10-11/08/2004.
30-Fowler, Judge, and John Hickey. 1995. “The Branch Is Dead! Long
Live the Branch.” ABA Banking Journal.
31-Geraats, P.M., Transparency of Monetary Policy: Theory and Practice,
CESIFO Working Paper No. 1597, 2005.
32-Gordon. Robert J: Macroeconomics ، 6th edition ، Thomson ، 1993.
33-Gramlich, E.M.; Electronic Payments Now and in the Future, Remarks
before the Electronic Payment Symposium, University of Michigan,
Michigan, September 17, 1007.
34-It is somewhat ironic that there are paper based “wallets” for Bitcoins,
meaning that there is software available for printing information that
enable the secure storage of Bitcoins in paper form. Reference to:The New
Yorker 2013.
35-J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a
theoretical model for mobile payments, in: Proceedings of the Fifth
International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,
December 5–9, 2005.
36-J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a
theoretical model for mobile payments, in: Proceedings of the Fifth
International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,
December 5–9, 2012.
37-Jean-Marc Lhrm L’AVENIR DES MOYENS DE PAYMENT EN
FRANCE MARS.

‫ ـ‬222 ‫ـ‬
38-Jeannette, J. and Hennessey H. (2011), International Marketing
Management, Strategies and Cases, Houghton Mifflin Company, Dallas
39-Jordan, J.L. and E. Stevens; Money in the Twenty-first Century
,Financial Services Working Paper, Financial Services Research Group,
Federal Reserve Bank of Cleveland,Series No.2, 1996.
40-KORMAN, Avril (2011), “What Price, Gold? Virtual Currency Can
Mean Real Crime”, Search Engine Watch, 28 May.
41-LE RIDER, G. (2001),La naissance de la monnaie. Pratiques
monétaires de l’Orient ancien. Paris: Presses Universitaires de France.
42-LEHDONVIRTA, Vili & ERNKVIST, Mirko (2011), Knowledge Map
of the Virtual Economy, World Bank, Washington D.C.
43-Macchi, Beltran, chief executive officer of Vision S.A., interview in
August 2010.
44-Master Card-Company Fact Sheet’’–consulted: 26 July 2021 –
http://www.master card international.com.
45-Misbki (Fred.),2009 The economics of Money, Banking, and Financial
Markets, Boston San Francisco New York, 7ed.
46-MISKIN ،M ،S ،INTERNATIONAL EXPERIENCES WITH
DIFFERENT MONETARY POLICY REGIMES ،NBER WORKING
PAPER ،1999.
47-Oliver Wyman. 2007. “Sizing and Segmenting Financial Needs of the
World’s Poor.” Bill & Melinda Gates Foundation.
48-Paula ،
Somulson:economics.Bthendition:international,student,edition.New
York,2007.
49-PIFFARETTI, N, Monnaie Electronique, Monnaie et Intermédiation
Bancaire, Thèse université de Fribourg, SUISSE, 2003.
50-Rapport sur l’utilisation du chèque en France -Février 2011- par le
cabinet Edgar, Dunn & Company pour le CCSF.

‫ ـ‬223 ‫ـ‬
51-Blackwell Publishing, vol. 26(4), pages 808-26, November.
52-STADLER, F, Electronic Money: Preparing the Stage, University of
Toronto, June 2007.
53-Suominen M. (2001): "Measuring Competition in Banking: A Two-
Product Model", The Scandinavian Journal of Economics, 96 (2001).
54-Thakur, R., & Srivastava, M. (2014). Adoption readiness, personal
innovativeness, perceived risk and usage intention across customer groups
for mobile payment services in India.
55-The European parliament and the council of the European
union,(Electronic money Directive) 2011.
56- This statement is based on calculations in Segendorf and Jansson
(2012a) and data from the Swedish Trade Federation.
57-Tony Hayes et al., BAI Payments Live, Virtual Conference & Expo,
Oct. 21-22, 2009 at 12.
58-VILLAS NOR, John, MONK, Cody and BRONK, Christopher (2011),
“Shadowy Figures: Tracking Illicit Financial Transactions in the Murky
World of Digital Currencies, Peer-to-Peer Networks, and Mobile Device
Payments”, James A. Baker III Institute for Public Policy, August.
59-White, L.H.(2009) The Technology Revolution and Monetary
Evolution" in. the future of money in the Information Age, Cato Institute's
14th annual monetary conference, May 23, Washington.
60-Wiegand Wolfgan,Legal Aspects of the Bank-Customer Relationship
in Electronic Banking, University of Bern,Switzerland.

‫ ـ‬224 ‫ـ‬
‫ المواقع االلكترونية‬:ً‫ثالثا‬
‫ صفحة انترنت تتحدث عن نتائج شبكة ماستركارد متوفرة في الموقع الرسمي للشركة على‬- 1
‫االلكتروني‬ ‫العنوان‬
http://www.mastercardiltl.com/newsroom/mediakit.html
‫ مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن‬- 2
‫المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على الموقع االلكتروني‬
(GAP’s IT Innovation.)Series article on ATMs)
(www.cgap.org/technology)
،‫ واقع اإلنترنت والتجارة االلكترونية العربية والخدمات المصرفية االلكترونية‬،‫ أبو فارة‬،‫أحمد‬- 3
http://www.yusuf-abufara.net/index.htm ‫على الموقع‬
4- http://www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-
economy/17-2-2015
5- Joint statement by the European Commission and the European Central
Bank welcoming the European Parliament's adoption of the Payment
Services Directive. Europa (web portal) (Press release). European
Union. 24 April 2007. Archived from the original on 19 March 2011.
Retrieved 26 April 2011.
6- Article 2C, de la recommandation N 97/489/CE, de la Commission
Européenne du 30/07/1997,Concernant les Opérations effectuées
d‘instrument de paiement Electronique, JOSE, N° L 208.02/08/1997.
7- http://www.emarketer.com/Article/Global-B2C-Ecommerce-Sales-Hit-
15-Trillion-This-Year-Driven-by-Growth-Emerging-Markets/1010575
www.thenextweb.com.
8- http://arabic.cnn.com/business/2014/04/29/bitcoin-sergey-yusopov-
interview.
9- Guibourg, G. and Segendorf, B. (2007a), “A note on the price and cost
structure of retail payment services in the Swedish banking sector
2002”, Journal of Banking and Finance, vol. 31, pp (2817-2827).

‫ ـ‬225 ‫ـ‬
10-Central Bank of Sweden (2000 and 2006): Financial Stability Reports.
Echikson W. (2001): The Dynamo of E-Banking,” article in Business
Week Magazine, April 16th, 2006.
11-Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile
Transactions(2013); (www.mobiletransaction.org).
12-
Source The McKinsey Global Payments Map Avril,2012
http://www.mckinsey.com/clientservice/Financial_Services/Knowledge
_Highlights/Recent_Reports/~/media/Reports/Financial_Services/Globa
l_Perspective_on_Payments1.ashx.
13-World Internet Users and 2014 Population Stats.
14-Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile
Transactions(2013); (www.mobiletransaction.org)
15-manali oak(Benefits of smartcards)
20100TUhttp://www.buzzle.com/articles/benefits-of-smart- cards.htm
U0T
16-The Webpage Virtual currency platforms
(http://www.virtualcurrencyplatforms.com/virtual-currency-platforms/)
provides some examples and information on Type 1 virtual currency
schemes.
17-http://www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-
economy/17-2-2015.
18-
The Webpage “Virtual currency platforms”
(http://www.virtualcurrencyplatforms.com/virtual-currency-platforms/)
provides some examples and information on Type 1 virtual currency
schemes.
19- http://arabic.cnn.com/business/2014/04/29/bitcoin-sergey-yusopov-
interview 1:It is somewhat ironic that there are paper based “wallets”
for Bitcoins, meaning that there is software.

‫ ـ‬226 ‫ـ‬
‫رابعاً‪:‬النشرات والدوريات‬
‫‪1- Knudson, S. E, Walton II, J. K, & Young, F. M. (2008). Business-to-‬‬
‫‪business payments and the role of financial electronic data interchange.‬‬
‫‪Federal Reserve Bulletin Vol 80, No. 4.‬‬
‫‪ - 1‬السيد حسن‪ ،‬موفق‪ ،‬التطورات الحديثة للنظرية النقدية والسياسة النقدية‪ ،‬عرض النقد والسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد الخامس عشر‪ ،‬العدد الثاني‪2777 ،‬‬
‫‪ - 2‬منتدى التمويل االقتصادي‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬االقتصادي الدولي‪ ،‬محاضرة (تصحيحيات‬
‫النموذج الكينزي السياسة النقدية والمالية)‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ - 3‬صحيفة األنھار اللبنانية‪ ،‬تاريخ ‪ ، 1023-21-2‬مؤتمر لبنان عن الصيرفة االلكترونية عبر‬
‫الھاتف المحمول بعنوان (ديجتال يو) لعام ‪.1023‬‬
‫‪ - 3‬نقشنبندي‪ ،‬عالء‪ ،‬التوقيع اإللكتروني خطوة إلى األمام‪ ،‬جريدة اإلتحاد اإلماراتية‪ ،‬العدد ‪،2011‬‬
‫الصادر في ‪.1007/2/12‬‬
‫‪ : - 2‬مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن‬
‫المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪(GAP’s IT Innovation) Series article on‬‬
‫)‪ATMs)(www.cgap.org/technology‬‬
‫‪ - 9‬تقارير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (‪.)1022‬‬
‫‪ - 2‬بكر‪ ،‬صالح‪ ،‬موقع العرب في التجارة االلكترونية‪ ،‬محاضرة في غرفة التجارة الدولية‪،‬‬
‫باريس‪.)1023-1-9-23 ( ،‬‬
‫‪ - 7‬تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) المالمح االقليمية لمجتمع‬
‫المعلومات لغرب في غرب آسيا(‪.)1020‬‬
‫‪- 20‬تقارير المكتب المركزي لإلحصاء في دولة االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪- 22‬تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) لعام (‪.)1020-1023‬‬
‫‪- 21‬مقال بعنوان (التجارة االلكترونية في االمارات ) على صحيفة االمارات اليوم تاريخ ‪-2-9‬‬
‫‪.1023‬‬
‫‪- 22‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة العدد السابع و الثالﺛون ‪.1022‬‬
‫‪- 23‬محمد ناصر‪ ،‬امل حسن‪. ،‬تغريد جليل‪( ،‬البطاقرررررررررات الذكية و اﺛرها في التقليل من المخاطر‬
‫المصرفية)‪ ،‬ندوة‪ ،‬مصرفية‪ ،‬معھد االدارة‪ ،‬العراق‪1022 ،‬‬

‫ـ ‪ 227‬ـ‬
‫‪- 23‬اخترعت البطاقة الذكية في ألمانيا عام ‪2729‬م وفي اليابان ‪2790‬م وفي الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪2791‬م وفي فرنسا ‪2793‬م انظر في ذلك ‪:‬‬
‫‪AL T.Techology .samart cards FAQ ,in http//www.scdk.com‬‬
‫‪lat.sfaq.ht‬‬
‫‪- 22‬صحيفة االتحاد اإلمارتية‪ ،‬تاريخ ‪..1023/20/12‬‬
‫‪- 29‬صحيفة البورصة المصرية‪ ،‬تاريخ ‪.1023/20/12‬‬
‫‪- 22‬مركز البحوث الملية والمصرفية‪ ،‬البطاقات الذكية والتحيات القانونية والرقابية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات المالية والمصرفية‪.1021 ،‬‬
‫‪- 27‬مجلة أسواق وأرقام‪ ،‬العدد (‪ )9220‬تا ‪.1022/2/2‬‬
‫‪- 10‬الھيئة العليا لتطوير مدينة الرياض‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،1002 ،‬على الموقع االلكتروني‬
‫) ‪)www.arriyadh.com/Economic/leftBar/Researches/.........doc_cvt.asp‬‬
‫‪- 12‬ابراهيم السقا‪ ،‬محمد‪ ،‬استاذ االقتصاد‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬النقد االفتراضي‪ ،‬المجلة االقتصادية‪،‬‬
‫العدد (‪)9199‬تا ‪.1022-7-22‬‬
‫‪- 11‬عبدهللا‪ ،‬براءة‪ ،‬تعرف على العملة االفتراضية‪ ،‬على موقع البيتكوين على شبكة اإلنترنت‪،‬‬
‫تاريخ ‪.1022-3-3‬‬
‫‪- 12‬بيانات مؤسسة اتصاالت االماراتية على شبكة اإلنترنت لعام (‪.)etissalat uae) )1022‬‬
‫‪- 13‬بيانات منشورة على موقع منظومة الدرهم االلكتروني على شبكة اإلنترنت (‪.)E-dirham‬‬
‫‪- 13‬جورج نھاد أبو جريش‪ ،‬خشان يوسف رشوان‪ ،‬المصرف عبر اإلنترنت‪ ،‬تقنية جديدة تثير‬
‫مشاكل قانونية قديمة جديدة‪ ،‬مجلة إتحاد المصارف‪ -‬العربية‪ ،‬العدد ‪ 274‬سبتمبر ‪. 1002‬‬

‫‪.‬‬

‫ـ ‪ 228‬ـ‬
‫المالحق‬
‫ملحق رقم (‪ :) 0‬نتائج اختبار المتغيرات (كولموغروف – سمرنوف) بحسب برنامج‪)SPSS ( :‬‬

‫‪Kolmogorov-Smirnova‬‬
‫‪Statistic‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫القاعدة النقدية _ النقود االحتياطية‬ ‫‪.147‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫النقد المتداول خارج المصارف‬ ‫‪.092‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫ودائع تحت الطلب‬ ‫‪.228‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.064‬‬

‫‪c+d‬‬ ‫‪.131‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫‪B = D / M1‬‬ ‫‪.217‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.095‬‬


‫الودائع ألجل‬ ‫‪.198‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.172‬‬
‫ودائع التوفير‬ ‫‪.128‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬
‫ودائع القطع االجنبي‬ ‫‪.192‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬
‫تامينات لقاء عملية االستيراد‬ ‫‪.111‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬
‫شبه النقد‬ ‫‪.154‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫المجمع النقدي الثاني‬ ‫‪.164‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬


‫عدد البطاقات‬ ‫‪.238‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.426‬‬
‫قيمة العمليات المنفذة باستخدام‬
‫‪.266‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.063‬‬
‫البطاقات‬
‫‪m2/m1‬‬ ‫‪.142‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫سرعة تداول النقود‬ ‫‪.275‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.082‬‬

‫معدل سيولة االقتصاد وهو مقلوب‬


‫‪.268‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.052‬‬
‫سرعة تداول النقود‬
‫معامل االستقرار النقدي‬ ‫‪.244‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.073‬‬

‫‪m1‬‬ ‫‪.171‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪.131‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬


‫‪v0‬‬ ‫‪.121‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬
‫‪v1‬‬ ‫‪.249‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.027‬‬
‫‪L1‬‬ ‫‪.262‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.055‬‬
‫‪L0‬‬ ‫‪.129‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.200‬‬

‫ـ ‪ 229‬ـ‬
)Me(‫ متوسط قيم متغيرات الدراسة قبل وبعد ادخال متغير النقد االلكتروني‬:)9-4(-)0-4(‫تمثل المالحق‬
)0-4( ‫ملحق رقم‬
Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic Std. Error
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬
‫القاعدة النقدية‬ ‫قبل‬ Mean 457882.857143 47685.1646389
‫_ النقود‬ 95% Lower
341201.462664
‫االحتياطية‬ Confidence Bound
Interval for Upper
574564.251622
Mean Bound
Std. Deviation 126163.0868617
Minimum 295471.0000
Maximum 648714.0000
‫بعد‬ Mean 1045304.381000 97858.8696617
95% Lower
793750.148194
Confidence Bound
Interval for Upper
1296858.613806
Mean Bound
Minimum 757903.0000
Maximum 1401604.3130
‫النقد المتداول‬ ‫قبل‬ Mean 330226.714286 28290.3371327
‫خارج المصارف‬ 95% Lower
261002.753083
Confidence Bound
Interval for Upper
399450.675489
Mean Bound
Minimum 229294.0000
Maximum 422365.0000
‫بعد‬ Mean 561154.114442 30694.8860611
95% Lower
482250.397887
Confidence Bound
Interval for Upper
640057.830997
Mean Bound
Minimum 468815.0000
Maximum 664951.6331

‫ ـ‬231 ‫ـ‬
)4-4( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Std. Error
‫ودائع‬ ‫قبل‬ Mean 269909.428571 16001.3697849
‫تحت‬ 95% Lower
230755.487210
‫الطلب‬ Confidence Bound
Interval for Upper
309063.369933
Mean Bound
Minimum 190645.0000
Maximum 312971.0000
‫بعد‬ Mean 554653.816817 61227.6568266
95% Lower
397263.114341
Confidence Bound
Interval for Upper
712044.519292
Mean Bound
Minimum 358445.0000
Maximum 754734.2188
c+d ‫قبل‬ Mean .547351 .0098019
95% Lower
.523366
Confidence Bound
Interval for Upper
.571335
Mean Bound
Minimum .5136
Maximum .5807
‫بعد‬ Mean .509020 .0152033
95% Lower
.469938
Confidence Bound
Interval for Upper
.548101
Mean Bound
Minimum .4684
Maximum .5667

‫ ـ‬231 ‫ـ‬
)3-4( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Std. Error
B=D ‫قبل‬ Mean .533412 .0443035
/ M1 95% Lower
.425006
Confidence Bound
Interval for Upper
.641819
Mean Bound
Minimum .4486
Maximum .7046
‫بعد‬ Mean .654018 .0151005
95% Lower
.615201
Confidence Bound
Interval for Upper
.692835
Mean Bound
Minimum .6009
Maximum .6977
‫الودائع‬ ‫قبل‬ Mean 55308.285714 25367.8946005
‫ألجل‬ 95% Lower
-6764.716222
Confidence Bound
Interval for Upper
117381.287651
Mean Bound
Minimum 7225.0000
Maximum 174443.0000
‫بعد‬ Mean 553660.949667 123685.4460337
95% Lower
235717.388763
Confidence Bound
Interval for Upper
871604.510571
Mean Bound
Minimum 243113.0000
Maximum 1042205.1990

‫ ـ‬232 ‫ـ‬
)2-4( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic Std. Error
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬
Mean 261001.285714 12884.7030321
95% Lower
229473.553167
Confidence Bound
‫ قبل‬Interval for Upper
292529.018262
Mean Bound
Minimum 216291.0000
‫ودائع‬ Maximum 306179.0000
‫التوفير‬ Mean 264430.951600 7903.1463828
95% Lower
244115.267064
Confidence Bound
‫بعد‬ Interval for Upper
284746.636136
Mean Bound
Minimum 235118.0000
Maximum 287072.1185
Mean 92696.857143 21015.6450876
95% Lower
41273.426118
Confidence Bound
‫ قبل‬Interval for Upper
144120.288167
Mean Bound
Minimum 39439.0000
‫ودائع‬
Maximum 183258.0000
‫القطع‬
Mean 220121.249867 15372.2250329
‫االجنبي‬
95% Lower
180605.687424
Confidence Bound
‫بعد‬ Interval for Upper
259636.812309
Mean Bound
Minimum 184627.0000
Maximum 284772.6622

‫ ـ‬233 ‫ـ‬
)2-4 ( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Std. Error
‫تامينات‬ ‫قبل‬ Mean 78017.714286 15470.9604832
‫لقاء‬ 95% Lower
40161.637731
‫عملية‬ Confidence Bound
‫االستيراد‬ Interval for Upper
115873.790841
Mean Bound
Minimum 35050.0000
Maximum 149655.0000
‫بعد‬ Mean 169843.066767 14779.4429194
95% Lower
131851.299258
Confidence Bound
Interval for Upper
207834.834276
Mean Bound
Minimum 125297.0000
Maximum 222005.4222
‫قبل شبه النقد‬ Mean 487024.142857 56988.1080775
95% Lower
347579.265828
Confidence Bound
Interval for Upper
626469.019886
Mean Bound
Minimum 310454.0000
Maximum 740940.0000
‫بعد‬ Mean 1063759.666167 75470.7172742
95% Lower
869756.011221
Confidence Bound
Interval for Upper
1257763.321113
Mean Bound
Minimum 828840.0000
Maximum 1336877.8120

‫ ـ‬234 ‫ـ‬
)6-4 ( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic Std. Error
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬
Mean 1087160.2857 98008.73861
95% Lower
847341.5417
Confidence Bound
‫ قبل‬Interval for Upper
1326979.0297
Mean Bound
Minimum 730393.00
‫المجمع‬ Maximum 1472609.00
‫النقدي‬ Mean 2575450.7359 342905.39753
‫الثاني‬ 95% Lower
1693984.3496
Confidence Bound
Interval for Upper
‫بعد‬ 3456917.1221
Mean Bound
Std. Deviation 839943.25400
Minimum 1656100.00
Maximum 3711439.21
Mean 94184.31 45739.922
95% Lower
-17737.25
Confidence Bound
‫ قبل‬Interval for Upper
206105.87
Mean Bound
Minimum 0
‫عدد‬ Maximum 271522
‫البطاقات‬ Mean 1064345.83 219114.098
95% Lower
501095.11
Confidence Bound
‫بعد‬ Interval for Upper
1627596.55
Mean Bound
Minimum 349301
Maximum 1801970

‫ ـ‬235 ‫ـ‬
Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Statistic Std. Error
‫قيمة‬ ‫قبل‬ Mean 8497.99 4142.124
‫العمليات‬ 95% Lower -1637.43
‫المنفذة‬ Confidence Bound
‫باستخدام‬ Interval for Upper 18633.40
‫البطاقات‬ Mean Bound
Minimum 0
Maximum 24850
Kurtosis -1.887 1.587
‫بعد‬ Mean 120055.83 27331.569
95% Lower 49797.80
Confidence Bound
Interval for Upper 190313.87
Mean Bound
Minimum 31961
Maximum 208178
m2/m1 ‫قبل‬ Mean 2.396902 .0433149
95% Lower 2.290914
Confidence Bound
Interval for Upper 2.502890
Mean Bound
Minimum 2.2700
Maximum 2.5550
‫بعد‬ Mean 2.419683 .1126499
95% Lower 2.130108
Confidence Bound
Interval for Upper 2.709259
Mean Bound
Minimum 2.1372
Maximum 2.7014

‫ ـ‬236 ‫ـ‬
)2 -4 ( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
Statistic Std. Error
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬
Mean .7097 .03855
95% Lower
.6154
Confidence Bound
‫قبل‬ Interval for Upper
.8040
Mean Bound
Minimum .56
‫سرعة‬
Maximum .84
‫تداول‬
Mean .5995 .00997
‫النقود‬
95% Lower
.5739
Confidence Bound
‫بعد‬ Interval for Upper
.6251
Mean Bound
Minimum .58
Maximum .65
Mean 1.4359 .08285
95% Lower
1.2332
Confidence Bound
‫معدل‬ ‫قبل‬ Interval for Upper
1.6386
‫سيولة‬ Mean Bound
‫االقتصاد‬ Minimum 1.19
‫وهو‬ Maximum 1.78
‫مقلوب‬ Mean 1.6703 .02649
‫سرعة‬ 95% Lower
1.6022
‫تداول‬ Confidence Bound
‫النقود‬ ‫بعد‬ Interval for Upper
1.7384
Mean Bound
Minimum 1.55
Maximum 1.73

‫ ـ‬237 ‫ـ‬
) 5-4( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Statistic Std. Error
‫معامل‬ ‫قبل‬ Mean 197547.7143 108350.77447
‫االستقرار‬ 95% Lower -67577.0798
‫النقدي‬ Confidence Bound
Interval for Upper 462672.5084
Mean Bound
Minimum 56477.00
Maximum 839967.00
‫بعد‬ Mean 228078.0780 24029.73625
95% Lower 166307.6744
Confidence Bound
Interval for Upper 289848.4815
Mean Bound
Minimum 142510.00
Maximum 311746.79
m1 ‫قبل‬ Mean 600136.1429 43353.21392
95% Lower 494054.6499
Confidence Bound
Interval for Upper 706217.6358
Mean Bound
Minimum 419939.00
Maximum 731669.00
‫بعد‬ Mean 1115807.9313 91891.27242
95% Lower 879593.8955
Confidence Bound
Interval for Upper 1352021.9670
Mean Bound
Minimum 827260.00
Maximum 1419685.85

‫ ـ‬238 ‫ـ‬
Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Statistic Std. Error
B ‫قبل‬ Mean .4526 .00980
95% Lower .4287
Confidence Bound
Interval for Upper .4766
Mean Bound
Minimum .42
Maximum .49
‫بعد‬ Mean .4910 .01520
95% Lower .4519
Confidence Bound
Interval for Upper .5301
Mean Bound
Minimum .43
Maximum .53
v0 ‫قبل‬ Mean 2.9720 .08168
95% Lower 2.7722
Confidence Bound
Interval for Upper 3.1719
Mean Bound
Minimum 2.68
Maximum 3.27
‫بعد‬ Mean 2.9229 .07748
95% Lower 2.7237
Confidence Bound
Interval for Upper 3.1220
Mean Bound
Minimum 2.69
Maximum 3.23

‫ ـ‬239 ‫ـ‬
)9-4 ( ‫ملحق رقم‬

Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام الصيرفة‬
‫االلكترونية وبعد‬ Statistic Std. Error
v1 ‫قبل‬ Mean 2.2425 .11682
95% Lower 1.9567
Confidence Bound
Interval for Upper 2.5284
Mean Bound
Minimum 1.86
Maximum 2.76
‫بعد‬ Mean 2.7239 .04953
95% Lower 2.5965
Confidence Bound
Interval for Upper 2.8512
Mean Bound
Minimum 2.65
Maximum 2.96
L1 ‫قبل‬ Mean .4529 .02256
95% Lower .3977
Confidence Bound
Interval for Upper .5081
Mean Bound
Minimum .36
Maximum .54
‫بعد‬ Mean .3677 .00632
95% Lower .3515
Confidence Bound
Interval for Upp .3839
Mean er
Bound
Minimum .34
Maximum .38

‫ ـ‬241 ‫ـ‬
Descriptives
‫عامل التقسيم قبل استخدام‬ Std.
‫الصيرفة االلكترونية وبعد‬ Statistic Error
L0 ‫قبل‬ Mean .3380 .00948
95% Lower .3148
Confidence Bound
Interval for Upper .3612
Mean Bound
Minimum .31
Maximum .37
‫بعد‬ Mean .3433 .00889
95% Lower .3205
Confidence Bound
Interval for Upper .3662
Mean Bound
Minimum .31
Maximum .37

‫ ـ‬241 ‫ـ‬
)‫ اختبار معنوية اختالف المتوسطات لمتغيرات الدراسة بعد ادخال متغير الدفع االلكتروني‬:)3( ‫ملحق رقم‬

Independent Samples Test


Levene's Test
for Equality of t-test for Equality of Means
Variances

Sig. (1-
F Sig. t Mean Difference
tailed)

Equal
_ ‫القاعدة النقدية‬ -
variances 2.419 .146 .000 -613052.8810000
‫النقود االحتياطية‬ 6.071
assumed
Equal
‫النقد المتداول‬ -
variances .276 .609 .000 -246720.6144416
‫خارج المصارف‬ 5.746
assumed
Equal
‫ودائع تحت‬ variances -
7.566 .018 .000 -297882.1918167
‫الطلب‬ not 5.241
assumed
Equal
c+d variances 1.524 .241 2.388 .034 .0390361
assumed
Equal
variances -
B = D / M1 6.080 .030 .019 -.1314057
not 2.723
assumed
Equal
variances -
‫الودائع ألجل‬ 9.831 .009 .001 -504474.4496667
not 4.632
assumed
Equal
‫ودائع التوفير‬ variances 3.423 .089 -.760 .462 -15397.3266000
assumed
‫ودائع القطع‬ Equal -
1.287 .279 .000 -136214.9998667
‫االجنبي‬ variances 5.047

‫ ـ‬242 ‫ـ‬
assumed

Equal
‫تأمينات لقاء‬ -
variances .121 .734 .001 -98638.8167667
‫عملية االستيراد‬ 4.565
assumed
Equal
-
‫شبه النقد‬ variances .098 .759 .000 -610429.0411667
6.430
assumed
Equal
variances
m2/m1 57.136 .000 -.307 .764 -.0325949
not
assumed
‫معدل سيولة‬ Equal
‫االقتصاد وهو‬ variances -
6.441 .026 .018 -.28197
‫مقلوب سرعة‬ not 2.739
‫تداول النقود‬ assumed

.)Me (‫ )وقيمة العمليات االلكترونية‬N( ‫ اختبار العالقة بين عدد البطاقات المصرفية‬:)2( ‫ملحق رقم‬

ANOVAb
Sum of Mean
Model df F Sig.
Squares Square
1 Regression 6.636E10 1 6.636E10 2528.252 .000a
Residual 3.150E8 12 2.625E7
Total 6.668E10 13
‫عدد البطاقات‬a. Predictors: (Constant),
‫ قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات‬b. Dependent Variable:

‫ ـ‬243 ‫ـ‬
)ME( ‫) وقيمة العمليات االلكترونية‬M1 (‫ اختبار العالقة بين الكتلة النقدية‬:)2( ‫ملحق رقم‬

Variables Entered/Removedb
Model
Variables Variables
Entered Removed
Method
1 Enter
‫قيمة العمليات‬
dimension0 ‫المنفذة باستخدام‬ .
a
‫البطاقات‬

a. All requested variables entered.


b. Dependent Variable: M1

)ME ،M1( ‫ يظهر قيمة معامل التحديد المصحح بين‬:)6( ‫ملحق رقم‬

Model Summaryb
Model R Adjusted R
R Square Square
1 .956a .913 .906
dimension0

‫قيمة العمليات المنفذة باستخدام‬a. Predictors: (Constant),


‫البطاقات‬
b. Dependent Variable: M1

‫ ـ‬244 ‫ـ‬
)ME ،M1(‫ قيمة اختبار فيشر للعالقة بين‬:)2 ( ‫ملحق رقم‬

ANOVAb
Sum of Mean
Model df F Sig.
Squares Square
126.19
Regression 1.028E13 1 1.028E13 .000a
9
1
Residual 9.779E11 12 8.149E10
Total 1.126E13 13
‫قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات‬a. Predictors: (Constant),
b. Dependent Variable: M1

‫ نسبة التعامل النقدي التقليدي من التعامل الكلي‬:)5( ‫ملحق رقم‬

‫نسبة التعامل النقدي التقليدي من التعامل الكلي‬ ‫الدول األوربية‬

22 lande
22 Suede
22 France
22 Etats-Unis
60 Pays Bas
60 Australie
60 Royaume Uni
66 Canada
22 Allemagne
22 Japon
29 Italie
92 Brésil
92 Pologne
92 Russie
89 Chine

‫ ـ‬245 ‫ـ‬
‫ملحق رقم (‪ :)9‬بيانات وقيم المتغيرات األساسية التي أجريت عليها اختبارات الدراسة باستخدام برنامج‬
‫التحليل االحصائي(‪.)SPSS‬‬

‫القاعدة النقدية‬
‫‪M2‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪SD‬‬ ‫‪TD‬‬ ‫‪M1‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪D‬‬ ‫العام‬
‫(‪)m0‬‬
‫‪390708‬‬ ‫‪271810‬‬ ‫‪25376‬‬ ‫‪22512‬‬ ‫‪703206‬‬ ‫‪0558‬‬ ‫‪509099‬‬ ‫‪265997‬‬ ‫‪708961‬‬ ‫‪232952‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪156585‬‬ ‫‪576838‬‬ ‫‪53636‬‬ ‫‪37278‬‬ ‫‪270287‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪878858‬‬ ‫‪228288‬‬ ‫‪786083‬‬ ‫‪283817‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪913821‬‬ ‫‪512581‬‬ ‫‪82731‬‬ ‫‪07558‬‬ ‫‪207010‬‬ ‫‪1223‬‬ ‫‪365656‬‬ ‫‪239518‬‬ ‫‪288030‬‬ ‫‪582058‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪880130‬‬ ‫‪580886‬‬ ‫‪88706‬‬ ‫‪58858‬‬ ‫‪566603‬‬ ‫‪1110‬‬ ‫‪336570‬‬ ‫‪298888‬‬ ‫‪203571‬‬ ‫‪511163‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪7615337‬‬ ‫‪802087‬‬ ‫‪18023‬‬ ‫‪05869‬‬ ‫‪560718‬‬ ‫‪79818‬‬ ‫‪076906‬‬ ‫‪552038‬‬ ‫‪219267‬‬ ‫‪812950‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪7266082‬‬ ‫‪362882‬‬ ‫‪99078‬‬ ‫‪88161‬‬ ‫‪217328‬‬ ‫‪89782‬‬ ‫‪081166‬‬ ‫‪598128‬‬ ‫‪572817‬‬ ‫‪368237‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪7576088‬‬ ‫‪025233‬‬ ‫‪760905‬‬ ‫‪733375‬‬ ‫‪251093‬‬ ‫‪725788‬‬ ‫‪091858‬‬ ‫‪588701‬‬ ‫‪299212‬‬ ‫‪339308‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪7812068‬‬ ‫‪186886‬‬ ‫‪788033‬‬ ‫‪795239‬‬ ‫‪255398‬‬ ‫‪718885‬‬ ‫‪157008‬‬ ‫‪822503‬‬ ‫‪568568‬‬ ‫‪089178‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪7030766‬‬ ‫‪929986‬‬ ‫‪782557‬‬ ‫‪269219‬‬ ‫‪253779‬‬ ‫‪285775‬‬ ‫‪921206‬‬ ‫‪809973‬‬ ‫‪539883‬‬ ‫‪131865‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪7908153‬‬ ‫‪889171‬‬ ‫‪785962‬‬ ‫‪787390‬‬ ‫‪288212‬‬ ‫‪578631‬‬ ‫‪870679‬‬ ‫‪882832‬‬ ‫‪825600‬‬ ‫‪912329‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2687659‬‬ ‫‪811328‬‬ ‫‪723281‬‬ ‫‪798021‬‬ ‫‪208275‬‬ ‫‪865582‬‬ ‫‪7605368‬‬ ‫‪386280‬‬ ‫‪325205‬‬ ‫‪858885‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2988081‬‬ ‫‪7693065‬‬ ‫‪737900‬‬ ‫‪261833.7‬‬ ‫‪217081‬‬ ‫‪330797.8‬‬ ‫‪7718939‬‬ ‫‪318229‬‬ ‫‪383028.9‬‬ ‫‪7615590.9‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪5218183‬‬ ‫‪7268882‬‬ ‫‪795131‬‬ ‫‪285369.1‬‬ ‫‪218208‬‬ ‫‪105671.7‬‬ ‫‪7285371‬‬ ‫‪026152‬‬ ‫‪012198.8‬‬ ‫‪7257877.71‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪5177858‬‬ ‫‪7550919‬‬ ‫‪222663‬‬ ‫‪298112.1‬‬ ‫‪291612‬‬ ‫‪7682263‬‬ ‫‪7878090‬‬ ‫‪008832‬‬ ‫‪138158.2‬‬ ‫‪7867068.57‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪L‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪Me‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪B=D/M1‬‬ ‫‪A=C/M1‬‬ ‫(‪PIB(fix‬‬ ‫العام‬

‫‪6.87‬‬ ‫‪2.83‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.881‬‬ ‫‪6.335‬‬ ‫‪868025 2000‬‬


‫‪6.85‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.838‬‬ ‫‪6.380‬‬ ‫‪859858 2001‬‬
‫‪6.88‬‬ ‫‪2.65‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.8908‬‬ ‫‪6.3750‬‬ ‫‪7672123 2002‬‬
‫‪6.38‬‬ ‫‪7.90‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.8927‬‬ ‫‪6.3718‬‬ ‫‪7679168 2003‬‬
‫‪6.89‬‬ ‫‪2.61‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.8338‬‬ ‫‪6.3880‬‬ ‫‪7698621 2004‬‬
‫‪6.80‬‬ ‫‪2.70‬‬ ‫‪73228‬‬ ‫‪97871‬‬ ‫‪6.8890‬‬ ‫‪6.3378‬‬ ‫‪7730178 2005‬‬
‫‪6.8‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫‪78872‬‬ ‫‪955331‬‬ ‫‪6.1680‬‬ ‫‪6.3961‬‬ ‫‪7273692 2009‬‬
‫‪6.50‬‬ ‫‪2.10‬‬ ‫‪28936‬‬ ‫‪173872‬‬ ‫‪6.1628‬‬ ‫‪6.3115‬‬ ‫‪7298653 2007‬‬
‫‪6.58‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫‪57807‬‬ ‫‪346,301‬‬ ‫‪6.0811‬‬ ‫‪6.3001‬‬ ‫‪7587370 2009‬‬
‫‪6.50‬‬ ‫‪2.13‬‬ ‫‪38077‬‬ ‫‪901,059‬‬ ‫‪6.0987‬‬ ‫‪6.3597‬‬ ‫‪7826955 2006‬‬
‫‪6.59‬‬ ‫‪2.01‬‬ ‫‪778397‬‬ ‫‪655,700‬‬ ‫‪6.0162‬‬ ‫‪6.369‬‬ ‫‪7888566 2010‬‬
‫‪6.59‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪736766‬‬ ‫‪1,277,325‬‬ ‫‪6.0812‬‬ ‫‪6.885‬‬ ‫‪7317702 2011‬‬
‫‪6.59‬‬ ‫‪2.03‬‬ ‫‪706868‬‬ ‫‪1,400,723‬‬ ‫‪6.0287‬‬ ‫‪6.8188‬‬ ‫‪7037312 2012‬‬
‫‪6.59‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪269719‬‬ ‫‪1,901,670‬‬ ‫‪6.0668‬‬ ‫‪6.8098‬‬ ‫‪7153183 2013‬‬

‫ـ ‪ 246‬ـ‬
Abstract

Adopt the safety of the national economy and effectiveness of


monetary policy of any country for the safety of the financial system and in
particular the banking system, it is well known that the management of
monetary policy in any country of the primary tasks of the monetary authority
represented by the central banks. This cash management policy was bearing
fruit in the past and were effective tools and is able to re-balance and
stability of the monetary market, But with the emergence of international
economic variables group and in particular technological, which left
significant effects on the banking sector and the possibility of its role on the
local level, regional and global levels, which in turn affected the effectiveness
of monetary policy and the role of the competent monetary authorities.

From here comes the importance of this study to identify the concept of
payment was repeatedly disbanded and had several names like depending
on electronic banking and its terminology and its content, and to stand on
the payment systems electronic banking international, Arab and locally, and
how devices can central banking field, which was a leader, cancel or reduce
the effects of the payment operations electronic banking on the effectiveness
of monetary policy.

In order to achieve the objectives of this study were divided into the
general introduction, and four chapters, Chapter/I/ discusses the general
concepts of monetary mass cash and supply, while the second chapter/II/
deals with the theoretical framework payment system electronic banking,
Chapter/III/ offers reflexology therapies cash analysis of that system through
study the experiences of some of the developed and developing countries in

‫ ـ‬247 ‫ـ‬
the area of electronic payment, while the last chapter Syrian experience and
its impact and vulnerability variables monetary mass within the data and
statistics available, and study the most important conclusions and proposals
which had reached.

‫ ـ‬248 ‫ـ‬

You might also like