Professional Documents
Culture Documents
محمد طاهر عبد الله
محمد طاهر عبد الله
إعداد الطالب
بإشراف السادة:
4102/4102
ـ1ـ
بسم اهلل الرحمن الرحيم
سورة البقرة
اآلية< >32
ـ2ـ
كلمة شكر وتقدير
أتقدم بجزيل الشكر وعزيز االمتنان إلى األساتذة األفاضل )الدكتور موسى الغرير ،والدكتور
مظهر يوسف) لتفضلهما باإلشراف على هذه األطروحة ،واللذان منحاني الكثير من وقتيهما ورفداني
بخبراتهم العلمية والعملية ،وأعانوني على تخطي الصعوبات والعقبات التي واجهتني أثناء إعدادي لهذه
وخالص شكري وتقديري إلى السادة رئيس وأعضاء لجنة الحكم على تفضلهم بالموافقة على
تحكيم هذه األطروحة وعلى ما سيقدمونه من مالحظات علمية قيمة تساهم في إثرائها.
وال يفوتني تقديم كل الشكر والتقدير إلى أسرة كلية االقتصاد في جامعة دمشق عميداً وأساتذة
واداريين الهتمامهم ومساعدتهم ،والى كل من ساهم في إزالة العثرات من طريقي أثناء مسيرتي في هذا
العمل.
ـ3ـ
إهداء
إلى والدي الذي غرس في حب العلم وعلمني الجد والصبر ألحقق أهدافي
إلى أخوتي األعزاء اللذين كانوا دائماً سنداً لي وقضيت معهم أجمل األيام
ـ4ـ
فهرس المحتويات
الصفحة المحتويات
()32 المطلب الثاني :العوامل المؤدية إلى تطور نظم الدفع االلكترونية..
ـ5ـ
()20 المبحث الثاني :أنظمة الدفع االلكتروني وقنوات استخدامها ............
()21 المطلب األول :حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني .......
ـ6ـ
آفاق التحول للدفع النقدي االلكتروني واتجاهاته
()002 المبحث الثالث:
العالمية...............................................
ـ7ـ
قائمة الجداول
الصفحة عنوان الجدول رقم الجدول
ـ8ـ
تطور عدد قنوات الدفع االلكتروني لدى المصرف ()03
التجاري والعقاري مقارنة بعدد السكان خالل الفترة
022 .................................2000-2002
ـ9ـ
تطور مستوى المعروض النقدي في السويد خالل ()46
052 الفترة (......................... )2002-2002
معامل االرتباط بيرسون بين متغيري (قيمة ()42
052 العمليات االلكترونية ،الكتلة النقدية)..............
ـ 11ـ
قائمة األشكال
الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل
ـ 11ـ
قائمة المالحق
الصفحة عنوان الملحق رقم الملحق
ـ 12ـ
المصطلحات
Legal Cash )C( النقد القانوني
Insurance to meet the import process )I( تأمينات لقاء عملية االستيراد
ـ13 ـ
الملخص
تعتمد سالمة االقتصاد الوطني وفعالية السياسة النقدية ألي بلد على سالمة النظام المالي
وبشكل خاص الجهاز المصرفي ،ومن المعروف جيداً أن إ دارة السياسة النقدية في أي بلد من المهام
الرئيسية المنوطة بالسلطة النقدية ممثلة بالمصارف المركزية ،إدارة السياسة النقدية هذه كانت تجني
ثمارها في الماضي وكانت أدواتها فعالة وقادرة على إعادة التوازن واالستقرار للسوق النقدية ،ولكن مع
ظهور مجموعة المتغيرات االقتصادية الدولية وبشكل خاص التكنولوجية ،والتي تركت أثار هامة على
القطاع المصرفي وامكانية قيامه بدوره على المستوى المحلي و اإلقليمي والعالمي األمر الذي أثر بدوره
على فعالية السياسة النقدية المتبعة ودور السلطات النقدية المختصة.
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة للتعرف على مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني باختالف
تسمياته و مصطلحاته ووحدة مضمونه ،والوقوف على نظم الدفع المصرفي االلكتروني عالمياً وعربيًا
ومحلياً ،وكيف يمكن لألجهزة المصرفية المركزية التي كانت رائدة في هذا الميدان ،إلغاء أو تخفيف
آثار عمليات الدفع المصرفي االلكتروني على فعالية سياستها النقدية.
ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد قسمت إلى مقدمة عامة ،وأربعة فصول ،تناول الفصل األول
مفاهيم عامة عن الكتلة النقدية والمعروض النقدي ،في حين تناول الفصل الثاني اإلطار النظري
لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني ،وخصص الفصل الثالث لتحليل المنعكسات النقدية لتلك
المنظومة من خالل دراسة تجارب بعض الدول المتقدمة والنامية في مجال الدفع االلكتروني ،بينما
تناول الفصل األخير التجربة السورية وأثرها وتأثرها بمتغي ارت الكتلة النقدية ضمن المعطيات
واإلحصائيات المتوفرة ،وتختم الدراسة بعرض ألهم االستنتاجات و المقترحات التي توصلت إليها.
ـ 14ـ
مقدمة عامة
أدت التطورات في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى حدوث تغيرات هامة في آليات عمل
االقتصاد على الصعيد الوطني والدولي على حد سواء ،من أهمها(زيادة كبيرة في حركة رؤوس
األموال ،انخفاض في تكاليف انجاز المعامالت ،زيادة في سرعة التكامل االقتصادي العالمي،
الحصول على المعلومات بطريقة دائمة وبسرعة كبيرة ،إنشاء آليات جديدة للدفع) ،جميع هذه التطورات
يمكن تلخيصها ضمن مفهوم االقتصاد الجديد أو االقتصاد الرقمي ،الحكومة االلكترونية ،االقتصاد
االلكتروني ،ولعل أبرز صور هذا االقتصاد الجديد ظهرت ضمن القطاع المصرفي الذي تمكن من
ا الستفادة من أحدث منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية و إحداث نقلة نوعية أثرت بدورها على مختلف
جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية.
الصيرفة االلكترونية ،النقود االلكترونية ،وسائل الدفع المصرفي االلكتروني ،المال االلكتروني،
التجارة الالسلكية، االلكترونية ،الصيرفة االلكترونية النقد االفتراضي ،البطاقات الذكية
اإللكترونية .............الخ ،جميع هذه المصطلحات تشترك في عنصر رئيسي واحد هو ()E
اإللكترون ،مهما اختلفت هذه التسميات تصب في معنى واحد هو (استخدام الوسائل االلكترونية
وتسخير عنصر التكنولوجيا واالتصاالت -E-لتنفيذ وتقديم كافة الخدمات المصرفية التقليدية والحديثة
بأقصى سرعة و بأقل تكلفة ممكنة)،
أي جميعها تشير إلى كيفية إجراء األعمال المصرفية و المدفوعات النقدية باستخدام الوسائل
االلكترونية ،مع العلم أن هذه المصطلحات ليست جديدة ولكن االهتمام المفاجئ بها خالل السنوات
القليلة الماضية نتيجة التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات واالتصال.
في هذه األطروحة سوف يتم دراسة انعكاسات الدفع المصرفي االلكتروني على السياسة النقدية
والمصرفية المركزية ،حيث يمكن تقسيم االقتصاد الجديد إلى مجموعتين رئيستين ،المجموعة األولى
تضم االقتصاديين الذين يؤيدون أن االقتصاد الجديد بتحوالته التكنولوجية ال يشكل أي تغيرات تتعلق
بالسياسات النقدية و الصيرفة المركزية والمجموعة الثاني ة تعبر عن رأي االقتصاديين الذين يزعمون أن
االقتصاد االلكتروني الجديد يمكن أن يتسبب بتغيرات جوهرية على السياسة النقدية والمصارف
المركزية ،وهذا أمر منطقي حيث ال يمكن تجاهل أثر التحوالت التقنية بمختلف أشكالها التي أدت إلى
ظهور هذا المصطلح الجديد على عصب رئيسي في تنفيذ السياسة االقتصادية الكلية هي السياسة
النقدية بهدفها الرئيس المتمثل بضبط الكتلة النقدية والمعروض النقدي.
ـ 15ـ
إن تحديد حجم الكتلة النقدية باعتباره من أهم العوامل المؤثرة على مستوى النشاط
االقتصادي في بلد ما ،ليس مجرد عملية تتحكم فيها السلطات النقدية المختصة وحدها ،بل ينتج عن
عملية تفاعل متشابك لسلوك شتى الجهات االقتصادية ،ذلك أن اإلفراط في اإلصدار النقدي دون
وجود مقابل مادي من السلع والخدمات يؤدي إلى مشكلة التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملة
الوطنية ،مقارنة بالعمالت األخرى ،ولتجنب ذلك تقرر السل طات النقدية حجم القاعدة النقدية و
االحتياطات القانونية بينما تقرر المصارف التجارية حجم القروض.
وبشكل عام يحقق اختيار هذا الموضوع فائدة عملية وعلمية معا:
فاألهمية العملية :تنبع من االرتباط بظاهرة بدأت تنتشر في معظم الدول المتقدمة ،فالتحول
لتسوية المعامالت التجارية والتعامالت مع البنوك إلى الصورة االلكترونية أصبح من الصعوبة بمكان
تجاهلها ،نظ اًر لتأثير ذلك التجاهل السلبي على االستقرار االقتصادي والمالي داخل الدولة.
أما األهمية العلمية :تهدف الدراسة إلى تحليل اآللية التي تعمل بها منظومة الدفع المصرفي
االلكتروني واجراء مقارنات بين التجارب الرائدة والتجارب النامية في مجال الدفع المصرفي
االلكتروني ،ودراسة تأثيرها على معامالت الكتلة النقدية في سوريا(فيما لو استمرت تجربة الصيرفة
االلكترونية على نحو ما بدأت به قبل عام ،)2000و ذلك بهدف تحسين ذلك النظام اإللكتروني و
القضاء على مخاطره التي تؤثر سلبًا على آلية عمله.
مشكلة البحث:
من أهم أثار االنتشار المتزايد و المستمر لوسائل الدفع االلكتروني على السياسة النقدية تركز
بشكل خاص على المعروض النقدي القانوني الذي تصدره السلطات النقدية الممثلة بالمصارف
المركزية ،حيث لم يعد النقد القانوني يستخدم بشكل واسع إال في المعامالت الصغيرة خاصة في الدول
األوربية مما يعني انخفاض نسبته في بنية الكتلة النقدية ،وهذا يترك أثاره على عدة نقاط رئيسية في
مجال بحثنا:
- 0عدم قدرة السلطات النقدية على ضبط الكتلة النقدية الجديدة ،حيث أن استخدام النقود
االلكترونية سيؤثر على مستوى األسعار وعلى االستقرار االقتصادي.
- 4نظ ًار للبعد الدولي للنقود االلكترونية فإنها يمكن أن تساهم في ارتفاع نسبة الجرائم
االقتصادية ( غسيل األموال ،التهرب الضريبي ،تزوير العملة) في ظل غياب نظام قانوني موحد بين
البلدان لتنظيم تداول النقود االلكترونية.
ـ 16ـ
- 3ضعف التنسيق العربي في مجال الدفع االلكتروني مما يؤدي إلى تفاوت مستويات منظومة
الدفع االلكتروني لكل دولة عربية وما يترك أثاره السلبية على القطاع المصرفي العربي و القبول
بشروط المنظمات العالمية المصدرة للنقد االلكتروني والتي على األغلب ال تالئم اإلمكانيات التقنية
والتكنولوجية للدول العربية.
- 2على الرغم من دخول الدفع االلكتروني سوق العمل المصرفي في سوريا ،إال أن االنجازات
التي تم إحرازها في هذا المجال تبقى متواضعة ،وتحتاج إلى المزيد من بذل الجهود والتعاون بين
مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية للوصول إلى نظام دفع مصرفي الكتروني ذو كفاءة عالية.
أهداف البحث:
أوال :إلقاء الضوء على الدور الحديث للسلطات النقدية في ضبط الكتلة النقدية مع دخول
القطاع المصرفي عصر الدفع المصرفي االلكتروني من خالل دراسة وتحليل تجارب بعض الدول
المتقدمة والنامية في مجال الدفع المصرفي االلكتروني.
ثانيا :دارسة االنعكاسات المترتبة للدفع المصرفي االلكتروني على متغيرات الكتلة النقدية.
ثالثا :ما هي أهم المنظمات العالمية المصدرة للنقد االلكتروني ،و أحدث االتجاهات العالمية
للدفع االلكتروني وآلية التعامل به.
رابعا :دراسة واقع وأفاق منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا وأثرها على متغيرات
الكتلة النقدية والتنبؤ بها خالل فترة زمنية معينة (.)2002-2002
فرضيات البحث:
الفرضية األولى :استجابت معظم الدول المتقدمة بنفس الدرجة للصدمة التكنولوجية لدخول سوق
العمل المصرفي االلكتروني.
الفرضية الثانية :انتشار النقد الكتروني في سوريا يلغي دور المصرف المركزي في عملية
اإلصدار النقدي ،ولكن ال يلغي دوره في إدارة السياسة النقدية.
األولى :عدم وجود تأثير للنقود االلكترونية على السياسة النقدية في سوريا.
الثانية :يمكن للنقود االلكترونية في سوريا أن تحل محل النقود الورقية القانونية.
ـ 17ـ
صعوبات البحث:
وعلى اعتبار بأن الصيرفة االلكترونية ظهرت بظهور النقد االلكتروني بمعنى تزاوج النقد
باإللكترونيك فإن النقد االلكتروني يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الصيرفة االلكترونية ونظ اًر ألن
موضوع بحثنا يختص بدراسة العالقة بين الكتلة النقدية و الصيرفة االلكترونية وبالتالي دراسة كل
وسيلة دفع الكتروني لها تأثير على إدارة السياسة النقدية وضبط عناصرها فإن المقصود بالدفع
المصرفي االلكتروني في نطاق بحثنا هو النقود اإللكترونية (االتجاه الموسع).
حدود البحث:
تأخر القطاع المصرفي السوري باالستفادة من منجزات التقدم التقني والتكنولوجي واحداث
تغيرات جوهرية مقارنة بالتطورات التي شهدها عصرنا في مجال الدفع االلكتروني ،وكانت البداية عبر
إصدار البطاقات المصرفية من قبل المصرف العقاري السوري نهاية العام ( )2000تبعه بعد ذلك
مجموعة المصارف الحكومية والخاصة العاملة في السوق السورية.
وقد بدأت تجربة الدفع المصرفي االلكتروني في سورية تتخذ معالمها بداية العام ()2002
كونها تجربة حديثة العهد ،و بناء على ذلك اقتصرت فترة البحث بالنسبة لمتغير الدفع المصرفي
االلكتروني على الفترة ( )2002-2002وحاولنا إبراز أهم أثارها على أهم متغيرات الكتلة النقدية
خالل تلك الفترة.
منهج البحث
تم االعتماد في البحث على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف الظاهرة المدروسة
وتحليلها سواء في دراسة تطور عناصر الكتلة النقدية مع دخول المصارف عصر منظومة الدفع
المصرفي االلكتروني أو في مدى قدرة السلطات النقدية على ضبط الكتلة النقدية والحد من أثارها على
متغيرات االقتصاد الكلي.
ـ 18ـ
الدراسات السابقة:
تشكل الدراسات السابقة أهمية كبرى ألي باحث بل أن توفرها من عدمه أساس استمرار الباحث
فيم اختار من مشكلة ،وعلى ذلك فهي تزود الباحث بالنتائج التي توصلت لها الدراسات السابقة ومن
ثم ييني عليها الباحث دراسته ،ونظ اًر لعدم توفر الكثير من المراجع المتصلة مباشرة بمشكلة البحث
وجدنا أبحاثًا أخرى تناولت الموضوع من أكثر من جانب نذكر منها:
- 0دراسة ( ،Riel Miller, Wolfgang Michalski and Barrie Stevensفرنسا )2002
بعنوان (.)The Future of money
تحدثت هذه الدراسة عن التطورات التكنولوجية والتغيرات االقتصادية التي هيئت الظروف
المناسبة لظهور األشكال الرقمية من المال و التي يمكن أن تعمل على خلق اقتصاديات أكثر كفاءة
هذا من الناحية االيجابية ،ومن الناحية السلبية ما قد تؤدي إليه من ظهور وتعزيز النشاط اإلجرامي
بصوره االلكترونية (تفاقم اإلقصاء وعدم المساواة االجتماعية ،زيادة البطالة ،تقويض فعالية سياسات
االقتصاد الكلي) ،وأوصت الدراسة بضرورة الحفاظ على دور المصارف المركزية في عصر االقتصاد
الرقمي وادارة السياسة النقدية حتى لو تخلت عن دورها في إصدار النقد القانوني.
حيث أجريت الدراسة على عمالء البنوك األمريكية إلثبات التوسع وقبول الصيرفة اإللكترونية
باستخدام الوسائل المختلفة مثل ال صراف اآللي وبنوك اإلنترنت باالعتماد على الميزات الشخصية
للعميل(:العمر ،الدخل ،المتغيرات الديموغرافية) وعوامل أخرى مثل سهولة االستخدام ،و توصلت
الدراسة إلى أن العمالء من ذوي الدخل المرتفع وفئة الشباب واألفراد ذوي التحصيل العلمي األكثر
ال عن عاملي السرية واألمان كانا من أكثر معوقات الصيرفة
استخداماً للصيرفة اإللكترونية ،فض ً
اإللكترونية ،لقد أوصت الدراسة بضرورة قيام البنك الفيدرالي األمريكي بإصدار سندات إيداع ليتم
االكتتاب بها الكترونيًا.
ـ 19ـ
بحثت هذه الدراسة في التغيرات الهامة التي أحدثتها تطورات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت
عل ى آليات عمل االقتصاد على الصعيدين الوطني والعالمي والتي من أهمها (إنشاء آليات جديدة
للدفع االلكتروني ،الزيادة في معدالت اإلنتاجية ،سرعة الحصول على المعلومات بطريقة دائمة،
انخفاض في تكاليف انجاز المعامالت)هذه التغيرات يمكن إدراجها ضمن مفهوم االقتصاد الجديد ،وفقًا
لنتائج هذه الدراسة استمرار وجود المصارف المركزية هو ضمان استقرار النظام المالي في جميع
أنحاء العالم كما كان الحال في الماضي.
- 2اتحاد المصارف العربية (( ،)2002إدارة مخاطر األنشطة المصرفية اإللكترونية).
ركزت الدراسة على البحث عن مخاطر التطور المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والقضايا
الرقابية الناشئة عن التطورات في األنشطة المصرفية اإللكترونية مع التركيز على تقرير نشرته لجنة
بازل عن مجموعة العمليات المصرفية اإللكترونية ،حيث حددت الدراسة العديد من المخاطر المرتبطة
باألنشطة المصرفية اإللكترونية ،مثل( مخاطر السيولة واالئتمان والمخاطر التشغيلية واألمنية) وخلصت
إلى العديد من التوصيات أهمها:ضرورة وجود أسس تدقيق مناسبة لكل المعامالت المصرفية
اإللكترونية ،و العمل على حماية البيانات الخاصة بهذه التعامالت ،واخضاع جميع الخدمات
المصرفية اإللكترونية إلى سياسات الخصوصية واألمان.
- 2دراسة (شيماء جمال مجاهد )2002 ،بعنوان ( التأثير المتبادل بين األعمال المصرفية
االلكترونية والسياسة النقدية والتجارة االلكترونية (دراسة أعدت لنيل درجة الدكتوراه في االقتصاد
والعلوم المالية ،كلية الحقوق ،جامعة المنصورة ،مصر.)2002 ،
تحدثت هذه الدراسة عن مفهوم وطبيعة األعمال المصرفية االلكترونية ،وتأثير الصيرفة
االلكترونية على مختلف جوانب السياسة النقدية من خالل إجراء مقارنة بين الدور التقليدي للمصارف
المركزية في إدارة السياسة النقدية والدور الحديث لها في ظل انتشار التعامالت النقدية االلكترونية
عبر وسائل االتصال الحديثة وتوصلت الباحثة إلى نتيجة مفادها(أثار التحول المصرفي للشكل
االلكتروني على السياسة النقدية ،لن يظهر إال في ظل اقتصاد يعتمد في تسوية أغلب معامالته
النقدية على النقود االلكترونية وتبادلها عبر شبكة االنترنت) وأوصت الباحثة بضرورة وضع ضوابط
رقابية للعمليات المصرفية االلكترونية واصدار وسائل الدفع النقدي االلكتروني ،وأن تتوفر لدى
المصرف المركزي المصري قاعدة بيانات مناسبة بشأن تقديم البنوك لهذه العمليات االلكترونية ،مع
العلم أن المصرف المركزي المصري قد وضع مفاهيم عامة للعمليات المصرفية االلكترونية و ضوابط
رقابية لها بجلسته المنعقد بتاريخ .)2002-2- 22
ـ 21ـ
- 6دراسة ( Mohamad al –lham and Haroon AL-Tarawaneh and Najwan
،Abadllatاألردن )2009 ،بعنوان ( Development of Electronic Money and Its
)Impact on the Central Bank Role and Monetary Policyتحدثت هذه الدراسة عن
التطور الكبير في مختلف أشكال النقد االلكتروني والذي يمكن أن يتولى المسؤولية كوسيلة أساسية
لتنفيذ مختلف أشكال المدفوعات في المستقبل ،حيث يمكن اعتبار النقد الرقمي كسلعة على شبكة
االنترنت وقد تصبح شكال مهما من أشكال العملة في المستقبل ،وأكدت الدراسة أن مثل هذا التطور
من شأنه أن يؤثر على فعالية تنفيذ السياسة النقدية اذا كان زيادة انتشار النقد االلكتروني (يقلص من
احتياطات المصرف المركزي ،الحد من قدرة المصرف المركزي على ضبط المعروض النقدي ،تغير
مضاعف النقد ،زيادة سرعة تداول النقود) فإن ذلك سيؤثر على الهدف الرئيسي للمصرف المركزي ،و
هذا يتطلب زيادة التنسيق بين السياسة النقدية والسياسات المالية ،وقد أوصت الدراسة بعدة نقاط من
أجل تنفيذ السياسة النقدية بشكل فعال من أهمها(اإلشراف على الجهات المصدرة للنقد االلكتروني،
األمن التقني ،تقديم التقارير الدورية للمصرف المركزي ،متطلبات االحتياطي على جميع الجهات
المصدرة للنقد االلكتروني).
قدمت هذه الدراسة إطار تحليلي لنظام نقدي متعدد العمالت الوطنية ضمن نموذج االقتصاد
المفتوح ،والفكرة األساسية للنظام المتعدد العمالت (أن المال الرقمي أو النقد االفتراضي يكون وسيلة
الدفع الوحيدة في جميع أنواع المعامالت) ،وا ن هذه النظام االفتراضي سيكون له تبعات عديدة على
مختلف جوان ب السياسة النقدية ،وقد توصلت الدراسة إلى أن إدخال نظام األموال االفتراضية الخاصة
قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في االستقرار من خالل عزل االقتصاد المحلي عن العوامل الخارجية ،وانهاء
الدور التقليدي للمصارف المركزية في إدارة السياسة النقدية ،ولعل أهم نتيجة لهذا النظام هي العودة
إلى اقتصاد السوق الحر ورفض أية قيود تفرضها الحكومة تعيق اإلدارة السليمة في القطاع الخاص.
تناولت هذه الدراسة مشكالت وسائل الدفع المصرفي االلكتروني في فرنسا والحلول المقترحة
لتجاوز تلك العقبات ،وذلك من خالل إجراء مقارنات مع الدول األوربية األخرى فيما يتعلق بانتشار
التعامل النقدي االلكتروني كنسبة مئوية من إجمالي الكتلة النقدية المتداولة ،وتوصلت الدراسة إلى أن
الدول المتقدمة لم تستجب بنفس الدرجة للصدمة التكنولوجية للدخول في عصر االقتصاد الرقمي وأن
ـ 21ـ
التفاوت في المقومات التكنولوجية والتقنية المتوفرة في كل دولة فرض التفاوت في مستوى الدفع
االلكتروني بين هذه الدول ،و أوصت الدراسة بضرورة توحيد الجهود األوربية وتذليل العقبات للوصول
إلى إستراتيجية موحدة للدفع االلكتروني في الدول األوربية وسرعة تبني الصيرفة االلكترونية الالسلكية
عبر الهواتف النقالة باعتبارها أقل تكلفة.
- 9دراسة (سليمة مغني )2002 ،بعنوان (وسائل الدفع المصرفي االلكتروني وانعكاساتها على
الوطن العربي عامة والجزائر خاصة).
وقد حاول الباحث من خالل هذه الدراسة إلقاء الضوء على مختلف وسائل الدفع االلكترونية
الحديثة والمطورة ،والتعرف على الوسائل االلكترونية المستخدمة في الوطن العربي والتطورات الحاصلة
فيها بما في ذلك الجانب القانوني ،وكذلك معرفة مدى استجابة المصارف الجزائرية للتطورات الحاصلة
في مجال الدفع االلكتروني وأهم العراقيل التي تواجهها إليجاد الحلول المناسبة ،وتوصل الباحث إلى
عدة نتائج خالل دراسته أهمها( ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني شجع على قيام
خدمات مصرفية الكترونية ووسع اآلفاق أمام التجارة االلكترونية من جهة ،ولكن من جهة خلقت هي
األخرى مشاكل وعيوب يصعب معالجتها الفتقارها إلى العنصر المادي في عملية اإلثبات) ،وأوصت
الدراسة بضرورة توحيد الجهود في الدول العربية إلنشاء تشريعات مواكبة للتطورات الحاصلة في مجال
الدفع االلكتروني.
- 01دراسة للمؤلفان ( )2002 ،Paul Vigna, Michael Caseyبعنوان ( The age of
)crypto currencyعصر العمالت الخفية.
حاول الباحثان من خالل هذه الدراسة إلقاء الضوء على مسار العمالت االلكترونية وتحديها
للنظام االقتصادي العالمي و التي تتجه إلى إحداث ثورة قد تؤدي إلى تغير في الهياكل المالية
واالجتماعية ،وتوصل الباحثان من خالل هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها (معظم العمالت
االلكترونية تتسم بعدم االستقرار ،القيمة المذبذبة ،واألعمال غير المشروعة ،كما أنها قد تؤدي إلى
تقويض دور الدولة الوظيفي و إنهاء مفهومها) ،وأوصت الدراسة بضرورة رقابة الدولة والمصارف
قانوني المركزية على إصدار العمالت االلكترونية ،باإلضافة إلى الحاجة الماسة لوجود تشريع
مناسب للمعامالت النقدية االلكترونية.
مما سبق نالحظ أن معظم الدراسات السابقة (باستثناء بعض الدراسات باللغة األجنبية)
تناولت موضوع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني من حيث مقومات وعوائق انتشارها دون التعرض
إلى أثارها وتأثرها بمتغيرات الكتلة النقدية وهذا ما دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع باعتباره دراسة حديثة
تستوجب البحث والتحليل.
ـ 22ـ
الفصل األول
تمهيد:
ـ 23ـ
تمهيد:
يتناول هذا الفصل تحليل و دراسة هيكلية للكتلة النقدية من خالل مكوناتها من
جهة و من جانب المقابالت النقدية من جهة أخرى و ابراز أهميتها في العصر الحديث
باعتبارها أحد معايير التقدم في المجال االقتصادي ،حيث من الصعب اعطاء تعريف
محدد وواضح للنقد لذلك سوف نذكر أهم هذه التعاريف:
النقد هو كل ما يتمتع بقبول عام أي قبول كل أفراد المجتمع كوسيط في مبادلة السلع
و الخدمات فهو يمثل جزء ال يتج أز من النشاط االقتصادي (.)1
النقود ظاهرة اجتماعية ألنها تستند إلى ثقة أفراد المجتمع في النظام الذي يخلقها،
وهي وسيلة التبادل التي تمكن من الشراء الفوري للسلع و الخدمات و السندات ،و
تمكن من الحفاظ على القيمة بين المبادالت.
يمكن تعريف النقد استناداً لما يؤديه من وظائف مهمة لتسهيل المبادالت االقتصادية
أي تعريف وظيفي وهو األكثر شيوعًا و تتمثل هذه الوظائف فيما يلي:
من خالل هذه التعاريف نستنتج أن الوجود االقتصادي للنقد ال يتحدد و ال يكتمل
(.)2
إال إذا أديت هذه الوظائف معًا
ومن خالل هذا الفصل سنتناول بالدراسة عدة جوانب متعلقة بتحليل ماهية
ومكونات الكتلة النقدية بمحثه األول ،بينما خصص المبحث الثاني لدراسة العالقة بين
الكتلة النقدية والنشاط االقتصادي ،في حين تحدثنا بالمبحث الثالث عن الدور التقليدي
للسلطات النقدية في ضبط الكتلة النقدية:
ـ 24ـ
المبحث األول
تلعب الكتلة النقدية دو ًار هامًا في تحديد مستوى األسعار ومستوى االنتاج وميزان
المدفوعات ،حيث تعتبر من أهم العوامل المؤثرة على مستوى النشاط االقتصادي في بلد
ما ،لذا فإن السلطات النقدية المركزية تسعى دائمًا إلى حسن التحكم فيها بما يالئم تطور
و نمو النشاط االقتصادي و يحقق التوازن بين المعروض النقدي والمعروض السلعي
والخدمي ،وسيتناول مبحثنا األول مفهوم الكتلة النقدية بالمطلب األول ،بينما يدرس
المطلب الثاني مكونات الكتلة النقدية ،في حين تم تحليل مقابالت الكتلة النقدية بالمطلب
الثالث.
تضم الكتلة النقدية المستخدمة في بلد ما ،مجموعة كبيرة من البنى والعناصر
النقدية التي ترافقت مع تطور االقتصاديات العالمية في مراحلها المختلفة من مرحلة
المشاعية اإلقطاعية مرو اًر باالقتصاديات الرأسمالية وصوالً إلى اقتصاديات الخدمات ،وما
نتج عنها من توسع كبير في عالم المال والمصارف واألسواق المالية والنقدية ،عبر ما
يسمى باالئتمان الذي أفرز المشتقات والشبكات المصرفية ،وتحويالت السويفت واإلنترنت
والتجارة اإللكترونية والبنوك اإللكترونية وتضم البنى النقدية المعاصرة حسب درجة تطورها
(:)1
:1السيد حسن،موفق،التطورات الحديثة للنظرية النقدية والسياسة النقدية،عرض النقد والسياسة النقدية،مجلة جامعة
دمشق،المجلد الخامس عشر،العدد الثاني،دمشق،2777،ص (.)20
ـ 25ـ
- 2النقود الورقية والمعدنية المصدرة بقوة القانون.
- 2المشتقات المالية الناجمة عن عمليات المضاربة في األسواق المالية عبر المصارف
والمؤسسات المالية المتعددة.
وبالطبع هذه األشكال المختلفة للنقود ،تشكل فيما بينها البنى النقدية التي تكون
متباينة فيما بين الدول حسب درجة التطور االقتصادي والمصرفي ومستوى التدخل فيها.
و تعرف الكتلة النقدية على أنها جميع وسائل التداول و القروض الموجودة في
وقت معين لدى األفراد و المنشآت االقتصادية و البنوك.
حيث تنتمي المؤسسات المصدرة للنقد إلى القطاع المالي على وجه التحديد (.)1
و في بعض الدول قد تضاف الخزينة إلى المؤسسات المصدرة للنقد حيث تصدر نقود
التجزئة (نقود معدنية).
بينما ينتمي حائزو النقد إلى القطاع االقتصادي غير المصرفي وتتمثل أساسًا في
قطاع العائالت و المشروعات االقتصادية خاصة كانت أو عامة.
اذًا الكتلة النقدية التزامًا يقع على عاتق االقتصاد الوطني بما يمثله من المؤسسات
المصدرة للنقد (المصرف المركزي) وهي تعتبر حقاً لحائزه من عائالت و مشروعات و
هو الذي يمكنها في نهاية المطاف من الحصول على السلع و الخدمات المتاحة.
هذا و قد تناول العديد من االقتصاديين مفهوم النقود والمعروض النقدي نذكر منهم
على سبيل المثال ال الحصر ما يلي:
ـ 26ـ
يرى جيمس ديوزنبري أن عرض النقود( :)1يتألف من النقود المعدنية واألوراق
النقدية المتداولة عدا الموجود في صناديق المصارف مضافاً إليها الودائع تحت الطلب أو
الحسابات القابلة للسحب بالشيكات.
بينما يرى سام ويلسن( :)2أن هناك تعريفين للعرض النقدي أولهما :التعريف
الضيق ويشمل مجموع النقود المعدنية واألوراق النقدية المتداولة خارج المصارف مضافًا
إليها الودائع تحت الطلب ،وثانيهما :التعريف الواسع الذي يتضمن باإلضافة إلى التعريف
الضيق الودائع ألجل وودائع ادخار.
ويعرف الدكتور موفق السيد حسن( :)3العرض النقدي بأنه ليس سوى الكمية
االسمية من النقود الموضوعة بتصرف األشخاص االقتصاديين التي يرتبط تحديدها
بالتعريف المعطى لمفهوم النقد ،لهذا فإن كمية وسائل الدفع تشتمل على صافي النقد
المتداول (خارج المصرف المركزي والمصارف) إضافة إلى الودائع الجارية لدى
المصارف التجارية.
مما سبق نجد أهم مكونات العرض النقدي هي العملة الورقية وأجزاؤها المعدنية،
ونقود الودائع أو النقود المصرفية (الودائع الجارية) ،باعتبارها أهم النقود السائدة في
المجتمعات بعد التخلي عن التعامل بالنقود السلعية.
و تعتبر هذه المفاهيم مقاييس هامة تتم مراقبتها من قبل السلطات النقدية من أجل
دراسة الوضع النقدي واستخدام السياسات المناسبة للتحكم في المعروض النقدي وسنأتي
على ذكرها الحقاً.
:1منتدى التمويل االقتصادي ،االقتصاد الكلي ،االقتصادي الدولي ،محاضرة (تصحيحيات النموذج الكينزي السياسة النقدية والمالية)،
الجزائر.1002 ،
2: Paul A، Somulson : economics.Bthendition: international student edition.New York,2007 .p261.
:3السيد حسن ،موفق،مرجع سابق،ص (.) 212
ـ 27ـ
المطلب الثاني :مكونات الكتلة النقدية
أ .األوراق النقدية :بدأت هذه النقود كنقود نائبة (تنوب عن كمية معينة من المعادن
النفيسة ،الذهب والفضة) تصدر عن المصارف المركزية ،ثم تحولت إلى نقود ورقية
الزامية غير قابلة للصرف بالذهب ،لها قيمة قانونية تستند إلى قوة القانون الذي يلزم
األفراد التعامل بها ،ويعد منها كل ما هو موجود لدى البنك المركزي و خارجه عند
(.)1
األفراد أو المؤسسات أو البنوك أو اإلدارات
ويتم اإلصدار وفقا لحاجة المعامالت من أجل ضمان التناسب بين كمية النقود
الورقية المصدرة و كمية التدفقات السلعية المقابلة.
ب .النقود المعدنية (نقود التجزئة) :تقسم النقود المعدنية إلى قسمين أساسيين وهما (:)2
نقــود معدنيــة رئيســية أو كاملــة :تكووون لهووا قوووة إبوراء مطلقووة أي تسووتعمل فووي إبوراء
الديون دون حدود ،غير أن هذا النوع من النقود أصبح نادر االستخدام اآلن.
نقود معدنية مسـاعدة أو مكملـة :تسوتخدم بصوفة عاموة لتسووية المعوامالت اليوميوة
الصغيرة و تكون قيمتها االسمية كنقد أكبر من قيمتها الفعلية كمعدن.
ت .نقود الودائع :هي المبالغ الحقيقية التي يحتفظ بها المودعون في المصارف بالفعل،
وقد تنشأ نتيجة عملية اقراض البنك لعمالئه حيث يقوم العميل بايداع مبلغ االقراض
لدى البنك دون سحبه على الفور ،ويتم تداول هذا النوع من الودائع عن طريق
الشيكات ،ويندرج تحت هذا النوع من النقود الودائع تحت الطلب وتقسم إلى (:)3
ـ 28ـ
الودائوع تحوت الطلوب لودى البنووك التجاريوة و هوي تشوكل النسوبة األكبور مون مجمووع
الودائع تحت الطلب.
ثانيا :األموال الشبه النقدية :و هي الودائع التي ال يمكن وضعها مباشرة قيد التداول
بواسطة الشيكات أو الحواالت و تتمثل في :
أ .الودائع تحت الطلب :تتميوز بخصوائص عون غيرهوا مون الودائوع كموا يودل اسومها ،فهوي
دائماً تحت التصرف المطلق ألصحابها ،يمكنهم اللجوء إلى سحبها كليواً أو جزئيواً متوى
شاءوا ،و دون إشعار مسبق ،وال يحق للبنك أن يفرض قيودًا أو شوروطًا أموام صواحبها
أثن وواء الس ووحب ،ومقابو وول ه ووذه الخاص ووية ،ال يمكو وون ألص ووحاب ه ووذا النو وووع م وون الودائو ووع
االسووتفادة موون فوائوود ،علووى الوورغم موون أن البنووك بإمكانووه اسووتعمال هووذه الودائووع فووي موونح
تؤكد الوقائع
القروض ،وال شيء يمنعه من ذلك سوى ما يتوقعه من عمليات سحب ،و ّ
تشكل المصدر األساسوي للسويولة فوي النشواط
ّ على أهمية هذا النوع من الودائع ،بحيث
المصرفي (.)1
ب .الودائـــــــع ألجـــــــل :ه و و ووي ليس و و ووت ودائ و و ووع جاري و و ووة تمامو و و وًا بحك و و ووم العقب و و ووات والش و و ووروط
التو و و و ووي تعتو و و و وورض صو و و و وواحبها أثنو و و و وواء عمليو و و و ووات السو و و و ووحب ،باإلضو و و و ووافة إلو و و و ووى أنهو و و و ووا
تبقو و ووى بح و و وووزة البن و و ووك لفتو و و ورة م و و ووا تك و و ووون مح و و وول اتف و و وواق ب و و ووين الط و و وورفين ،وعل و و ووى ه و و ووذا
األس و و و وواس ،تعتب و و و وور الودائ و و و ووع ألج و و و وول م و و و وون التوظيف و و و ووات الس و و و ووائلة قص و و و وويرة األج و و و وول،
فه و و و و ووي ت جم و و و و ووع ب و و و و ووين خاص و و و و وويتي التوظي و و و و ووف و الس و و و و وويولة ،فخاص و و و و ووية التوظي و و و و ووف
تعط و و ووي لص و و وواحبها الح و و ووق ف و و ووي الحص و و ووول عل و و ووى عائ و و وود ف و و ووي ش و و ووكل فائ و و وودة ،بينم و و ووا
خاصو و و و ووية الس و و و و وويولة تعن و و و و ووي أن مو و و و وودة الوديع و و و و ووة ف و و و و ووي البنو و و و ووك ليس و و و و ووت بالطويل و و و و ووة،
باإلضو و و ووافة إل و و و ووى وج و و و ووود إمكانيو و و ووة س و و و ووحبها ف و و و ووي أي وقو و و ووت ولك و و و وون بع و و و وود اس و و و ووتيفاء
بع و و و و ووض الش و و و و ووروط الض و و و و وورورية مث و و و و وول اإلخط و و و و ووار المس و و و و ووبق و احتم و و و و ووال تحم و و و و وول
:1رشدي شيحة ،مصطفى ،النقود والمصارف واالئتمان ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية ،)2777( ،ص (.)222
ـ 29ـ
فائو و و وودة سو و و وولبية علو و و ووى أسو و و وواس المبلو و و ووغ المسو و و ووحوب ( ،)1و هنو و و وواك عو و و وودة أن و و و وواع مو و و وون
الودائع ألجل ومنها ما يلي:
و تأتي أشباه النقود بالدرجة األخيرة من السيولة ،وسميت بأشباه النقود ألنه ال
يمكن تحويلها إلى نقود سائلة قبل حلول موعد استحقاقها.
بالتالي فإن مجموع الكتلة النقدية في اقتصاد معين تتكون من جزأين أساسيين وهما
األموال الجاهزة النقدية مضافا إليها األموال الشبه النقدية.
:1الطاهر ،لطش ،تقنيات البنوك الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1002 ،ص(.)202
:2السيد حسن ،موفق،مرجع سابق ،ص . 32
ـ 31ـ
المطلب الثالث :مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها:
إن إصدار الكتلة النقدية ووضعها تحت تصرف الوحدات االقتصادية من أفراد و
مؤسسات ال يتم إال بمقابل وهذا ال يكون مصدره إال العمليات الحقيقية ،كما أن قياس
الكتلة النقدية يتم ضمن مجموعات يطلق عليها اسم مقاييس الكتلة النقدية و فيما يلي
سنتناول مقابالت الكتلة النقدية ومقاييسها.
تمثل الكتلة النقدية ديونًا على المصرف المركزي وتوضع في جهة الخصوم من
ميزانيته ،بينما توضع مقابالتها في في جهة األصول ،وتتمثل مقابالت الكتلة النقدية
بالعناصر التالية:
الــذهب :يمثوول الرصوويد الووذهبي قوووة ش ورائية عالميووة يسووتعمل لتغطيووة العجووز فووي
ميزان المودفوعات نتيجوة حودوث األزموات االقتصوادية ،و يتكوون مون مجمووع السوبائك
و القطع النقدية الذهبية لدى البنك المركوزي ويسوتعمل لتغطيوة إصودار النقود القوانوني
ولكن نظ اًر إلهمال نظام قاعدة الذهب ،فقد تقلص هذا الدور إلى حد بعيد (.)1
العمــالت األجنبيــة :و تووأتي موون خووالل العمليووات الماليووة والتجاريووة التووي يقوووم بهووا
ك وول بل وود ف ووي الع ووالم وتمكن ووه م وون الحص ووول وام ووتالك عم ووالت االحتي وواطي ال وودولي أو
السوويولة الدوليووة خاصووة الوودوالر األمريكووي الووذي يشووكل الجووزء الهووام موون وسووائل الوودفع
الدولية ،والتي تؤثر مباشرة في خلق النقود القانونية الداخلية (.)2
ب .القـــروض المقدمـــة لالقتصـــاد :تعتب وور الق ووروض المقدم ووة لالقتص وواد إح وودى مكون ووات
األج وزاء المقابلووة للكتلووة النقديووة ألن موونح هووذه القووروض يووؤدي إلووى زيووادة كميووة النقووود
المتداولوة كووون هووذه القووروض تسووتخدم بعودة عمليووات موون اسوتثمار و إنتوواج و تسووويق و
استهالك ،و يعد االئتمان القصوير األجول أكثور توأثي ًار علوى الكتلوة النقديوة ألنوه عوادة موا
:1هني ،أحمد،مرجع سابق ،ص(.)221
:2هباش،فارس ،دراسة تحليلية للكتلة النقدية ،حالة الجزائر ( ،)1022-1001جامعة سطيف ،الجزائر،1021،ص (.)32
ـ 31ـ
يغطى بالودائع الجارية (تحت الطلب) ،أما االئتموان المتوسوط وطويول األجول فيرتبطوان
بالودائع ألجل و الودائع االختيارية على التوالي (.)1
ت .القروض المقدمة للخزينة العامة :تلجأ الخزينة العامة للدولة عند حدوث االختالل
في التوازن المالي (تجاوز النفقات اإليرادات) إلى تغطية هذا العجز باإليرادات العادية
(الضرائب) أو قد تقدم سندات تعترف بها بمديونيتها تسمى أذونات الخزينة ويصدر
المصرف المركزي نقوداً قانونية بقيمة هذه السندات ،و تشمل القروض المقدمة
للخزينة العامة ما يلي:
لقد تطور عرض النقود بشكل مترافق مع تطور أشكالها ومع درجة التطور
االقتصادي والمصرفي الدولي ،وتضم الكتلة النقدية المعروضة مستويات مختلفة و
متعددة من التوليفات النقدية أو ما يعرف بالمقاييس الكمية للنقود وهي:
:1جون ماينارد كينز،النظرية العامة،ترجمة نھاد رضا،بيروت،منشورات دار مكتبة الحياة،لم تذكر سنة النشر.
:2سمعان ،منصوري ،الكتلة النقدية و أجزاؤها ،كلية العلوم االقتصادية ،الجزائر ،1003 ،ص (.)2-9
ـ 32ـ
- 3المقياس النقدي األول ( :)M1و يسمى بالقاعدة النقدية و يقع في قمة تركيب الكتلوة
النقديووة ،ويشووار إليووه فووي مص ووطلحات صووندوق النقوود الوودولي ب ( )M1الكتلووة النقدي ووة
بووالمعنى الضوويق التووي تتمثوول فووي النقوود القووانوني أو نقوود البنووك المركووزي و تتكووون أساس وًا
من األوراق النقدية مضافاً إليها مختلف القطع النقدية الجزئية إضافة إلى مبلوغ الودائوع
تحووت الطلووب ،أي أن هووذا المفهوووم ينظوور إلووى النقوود كوسوويط فووي التبووادل ويتمتووع بدرجووة
سيولة عالية جداً.
M1=C+D
حيث إن:
:Cالنقد الورقي القانوني والقطع النقدية الموضوعة في التداول (النقد لدى الجمهور).
- 2المقياس النقدي الثاني ( :)M2ويطلوق عليوه الكتلوة النقديوة بوالمعنى األوسوع ،ويشومل
باإلضووافة إلووى مووا أشووير إليووه فووي العوورض النقوودي األول الودائووع ألجوول ،ودائووع التوووفير
والودائووع بووالقطع األجنبووي وتأمينووات لقوواء عمليووة االسووتيراد ،و جميعهووا تمثوول أشووباه النقوود
( ،)Qو يتميووز هووذا المجمووع بسوويولة أقوول موون المجمووع األول بحيووث يمكوون تحووول هووذه
الودائووع إلووى وسووائل دفووع و لكوون لوويس عنوود الطلووب ،و إذا تووم ذلووك فإنهووا تتحموول بعووض
التك وواليف كالتن ووازل ع وون الفوائ وود أو تحم وول لتك وواليف المع ووامالت ،ويعب وور عن ووه بالمعادل ووة
التالية (.)3
:1حساني،عبد الرزاق حساني،النظرية والسياسة النقدية والتوازن االقتصادي"واقع السياسة النقدية وآفاقھا،رسالة دكتوراه ،جامعة
دمشق،1001،ص (.)22
2
: Gordon. Robert J: Macroeconomics، 6th edition، Thomson، 1993، p(445).
:3صالح جمعة ،محمد ،مرجع سابق ،ص (.)232
ـ 33ـ
M2=M1+Q
حيث أن:
Q=TD+SD+FD+I
:Qشبه النقد.
:TDودائع ألجل.
:SDودائع التوفير.
:FDودائع القطع األجنبي.
:Iتأمينات لقاء عملية االستيراد.
أ .M2-
ب -الودائع االدخارية وشهادات اإليداع ذات العائد لدى المصارف التجارية.
ت -الودائع والمساهمات في صناديق ونوادي االستثمار.
ث -بطاقات االعتماد ذات العائد.
ج -بطاقات البيع والشراء لدى المؤسسات االستهالكية.
لقد توسعت المدرسة النقدية األمريكية في تحديد معنى النقد فأضافت عناصر أخرى
للنقد شملت (:)2
أ .M3-
ب -الشيكات السياحية.
ت -قبوالت المصارف من األوراق التجارية والدوالرات.
ـ 34ـ
ث -سندات االدخار.
ج -التزامات و ازرة الخزانة األمريكية.
ح -ودائع األفراد األمريكان بالدوالر.
مما سبق نستنتج بأن الكتلة النقدية هي اجمالي وسائل الدفع الموجودة في اقتصاد
ما ،والتي تشكل فيما بينها مقاييس تلك الكتلة ،حيث أن المقاييس الثالث األخيرة (،M3
)M5 ،M4تحتوى على أصول قصيرة األجل وتختلف من بلد ألخر حسب درجة تطور
السوق المالي والنقدي ،وما تجدر اإلشارة إليه في نهاية مبحثنا ،أنه ال يوجد لغاية وقتنا
هذا مقياس أفضل أو أمثل لعرض النقود ،بل إن اختيار المقياس الذي تمثله الكتلة النقدية
المتداولة يتوقف على الهدف المتوخى من دراستها وتحليلها.
ـ 35ـ
المبحث الثاني
و من أجل دراسة العالقة بين الكتلة النقدية المتداولة و تطور النشاط االقتصادي ال
بد من التطرق إلى النقاط الرئيسية التالية:
أحد األوجه المهمة في التحليل النقدي الحديث ،العالقة بين الدخل النقدي
والمعروض النقدي ،هذه العالقة تعرف بسرعة تداول النقود ،يمكن قياسها بطرق متعددة،
إال أن كل من النظرية االقتصادية والتجارب التطبيقية العملية توحيان أن هذه العالقة
غير مستقرة عبر الزمن ،فالمعروض النقدي يتغير بشكل محسوس وكبير في حين يبقى
التدفق االنفاقي أو حجم المدفوعات النقدية المرتبطة به دون تغيير ،وقد يحصل العكس
كذلك.
ـ 36ـ
حيث يمكن لوحدات النقد أن تستعمل أكثر من مرة خالل نفس الفترة ،فكلما خرجت
وحدة نقد من حيازة فرد و دخلت في حيازة فرد آخر تكون قد استعملت ألداء و تمويل
معاملة و هكذا دون أن يتغير عدد وحدات كمية النقد المتاحة و يمكن أداء حجم
معامالت أكبر (.)1
و هذا ما تناولته النظرية الكمية للنقد (فيشر) و ذلك من خالل المعادلة التالية (:)2
MV=P.T
حيث أن:
: Tحجم المعامالت.
: Mكمية النقد.
و بما أنه من المستحيل عملياً إيجاد تقييم دقيق لكل مبالغ الصفقات التي تقع على
السلع و الخدمات والعمليات المالية خالل السنة يتم الرجوع في الغالب إلى سرعة تحول
النقد إلى دخل و المحتسب من خالل الناتج الوطني اإلجمالي ) )PIBو ذلك كما يلي:
PIB
V سرعة تحول النقد إلى دخل
M
:1الشررريف،رزان ،السياسةةةة النقديةةة فةةةي ضةةوت المتغيةةةرات االقتصةةةادية المعالةةري قةةةي االقتصةةاد السةةةوري,رسررالة ماجسرررتير,جامعرررة
دمشق.1009,
:2عطا هللا عبد الوهاب ،لھب ،سرعة تداول النقود بين النظرية االقتصادية والتطبيق العملي ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،
الرياض ،عام (.)2777
ـ 37ـ
بحيث أن:
: Mكمية النقد.
تعرف السيولة بمدى السرعة و انخفاض تكلفة تحويل الموجودات إلى نقد( ،تمثل
السيولة كمية النقود الجاهزة لالستخدام في تمويل النشاط االقتصادي) ،حيث أن النقد هو
أكثر الموجودات سيولة ،فإرتفاع معدل سيولة االقتصاد قد تدفع الجمهور إلى إنفاق أكبر
األمر الذي يؤدي إلى حركة تضخيمة ،أما انخفاض هذا المعدل يعني شح في سيولة
االقتصاد و نقص التمويل و انخفاض الطلب و بالتالي تراجع وتيرة النمو االقتصادي.
كما يمكننا حسابات عدة معدالت جزئية لسيولة االقتصاد و ذلك وفقا للكتلة النقدية
الجزئية كما يلي:
PIB
V
M
:1حميدات،محمود،مدخل للتحليل النقدي،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،2772،ص ( .)222
ـ 38ـ
يوض ووح لن ووا ه ووذا المع وودل تط ووور ) (LMأي ح وودي اس ووتعمال وس ووائل ال وودفع LM 1
M1
PIB
(النقد القانوني و النقد الكتابي) ،أي تطور سلوك الجمهور تجاه النقد القانوني.
يوضح لنا سلوك الجمهور تجاه تشكيل األرصدة النقدية من أجل LM 2
M2
PIB
المعامالت و االحتياط (ودائع ألجل).
وبما أن الكتلة النقدية بالمعنى الضيق ( )M1تضم النقد القانوني المصدر من
طرف البنك المركزي وكذلك نقد الودائع المصدر من طرف البنوك التجارية ،بحيث
يمكن أن نرمز للنقد القانوني بالرمز ( )Aو نقد الودائع بالرمز ( )Bيمكن أن نحصل
على معدلين أساسيين وهما (:)1
=Aالنقد القانوني.
فالمعدل ) )bيعبر عن نسبة النقد القانوني إلى الكتلة النقدية أي مدى استعمال النقود
القانوني في اقتصاد معين.
فالمعدل Cيعبر عن مدى اللجوء إلى استعمال النقد الخطي أو نقود الودائع في
اقتصاد معين.
:1مايو ،توماس،النقود والبنوك واالقتصاد،ترجمة،د .احمد عبد الخالق،دار المريخ للنشر،السعودية،1001،ص (.)321
ـ 39ـ
إن ضيق السوق النقدية وعدم تطورها ،والسلوك السلبي لألفراد تجاه عملية االدخار
يؤدي إلى انخفاض المعدل ( )Cفي البلدان النامية (خالفاً للواقع في البلدان المتقدمة)،
وكذلك ضعف دور المصارف التجارية في تمويل النشاط االقتصادي يفرض على
المصارف المركزية في هذه الدول إصدار النقد لمواجهة العجز في الميزانية العامة ،ليس
فقط لتسيير المؤسسات اإلدارية و إنما كذلك لتمويل االستثمارات.
وبما أن فعالية السياسة النقدية في كل دولة تعتمد بدرجة كبيرة على درجة نمو
النظام المصرفي ،ومدى الوعي المصرفي داخل الدولة فإن التغيرات التى يواجهها العالم
اآلن تقتضي تطوير األجهزة المصرفية الموجودة خاصة في ظل الصراعات الكبيرة نحو
تسوية المعامالت عبر شبكة االنترنت وبالتالي أصبح االقتصاد النقدي يتعامل بنقود
أخرى غير النقود الورقية التى أعتاد التعامل بها وكذلك أوراق تجارية أخرى ،غير التى
اعتادت عليها األنظمة النقدية السابقة والتى كانت األجهزة المصرفية يمكنها استخدامها
إلعادة االستقرار النقدي القتصادها في أوقات التقلبات.
ـ 41ـ
المبحث الثالث
يعد المصرف المركزي المؤسسة المالية التي تقف على قمة الجهاز المصرفي في
أي مجتمع من المجتمعات ،والهدف الرئيس للمصرف المركزي ليس تحقيق الربح كما هو
الحال في المصارف التجارية ،وانما تحقيق سالمة واستقرار النظام النقدي والمصرفي هي
الوظيفة األساسية أما باقي الوظائف األخرى ليست سوى وظائف تكميلية لهذه الوظيفة،
ولكي يتمكن المصرف المركزي من تحقيق ذلك البد من استخدام أدوات أو وسائل معينة
تؤثر في كمية ونوعية االئتمان الذي تقدمه المصارف لتحقيق األغراض واألهداف الرئيسة
للسياسة النقدية واالئتمانية:
يستطيع المصرف المركزي التأثير على حجم السيولة النقدية التي تمتلكها البنوك
وفي نسبة هذه السيولة إلى الودائع ،باستخدام مجموعة من الوسائل الكمية وهي سياسة
معدل إعادة الخصم ،وسياسة السوق المفتوحة ،وتغيير نسبة االحتياطي القانوني وستناول
كل أداة على حده فيما يلي:
وتقوم هذه السياسة على تغيير معدل االحيتاطيات ،فإذا رفعت هذه النسبة فإنها
تحجب فو ًار جزءًا من السيولة المتوفرة لدى المصارف وتمنع انسيابه إلى التداول عن
ـ 41ـ
()1
لدى المصارف طريق اإلقراض ،أو أنها تؤدي في حال كون (االحتياطات الحرة)
منخفضة إلى سحب أو استدعاء بعض القروض فتتقلص بالتالي السيولة النقدية وترتفع
كلفتها ،و نجد هناك سياسة انكماشية.
أما إذا خفضت النسبة (نسبة االحتياطي القانوني) فإنها تؤدي إلى زيادة توفر
االحتياطات الحرة لدى المصارف وربما تخفيض كلفة إقراضها وتكون تلك سياسة
توسعية(.)2
يلجأ المصرف المركزي إلى إعادة خصم بعض األوراق المالية أي تحويلها إلى
أرصدة نقدية سائلة قبل موعد استحقاقها وذلك عندما تكون هذه المصارف بحاجة إلى
سيولة لتغطي بها أوجه نشاطها االئتماني واالستثماري ،ولما كان معدل الخصم من وجهة
نظر المصارف عبارة عن كلفة تتحملها لقاء خصمها لألوراق المالية ،فإن زيادة هذا
المعدل من قبل المصرف المركزي يعني زيادة كلفة الحصول على تلك األرصدة السائلة.
مما سبق يمكن اإلستنتاج بوجود عالقة عكسية بين معدل الخصم من جهة
وعرض النقد من جهة أخرى حيث أن(:)3
ارتفاع معدل الخصم يؤدي إلى رفع كلفة اقراض المصارف التجارية من المصرف
المركزي مما يعني انخفاض حجم االئتمان نتيجة انخفاض حجم االحتياطي النقدي لدى
هذه المصارف األمر الذي يؤدي في نهاية األمر إلى انخفاض عرض النقود ،ويمكن
القول إن آلية سعر الخصم تتضمن جانبان (:)4
ـ 42ـ
الجانب األول سعري :وهو يمثل الفائدة التي تدفعها المصارف أو المؤسسات المالية لقاء
اقتراضها من المصرف المركزي.
الجانب الثاني غير سعري :وهو يمثل الحدود أو السقوف للمبالغ التي تستطيع
المصارف أن تقترضها من المصرف المركزي.
وقد يلجأ المصرف المركزي إلى سياسة تعدد أسعار الخصم ليمارس دو اًر أكثر
فاعلية في توزيع االئتمان على القطاعات واألنشطة االقتصادية حيث يتم وضع أسعار
تفضيلية لبعضها دون األخر ،وتتوقف فعالية آلية الخصم في التأثير على عرض النقد
على مجموعة من العوامل نذكرها باختصار(:)1
وهي عبارة عن قيام المصرف المركزي بشراء أو بيع السندات من السوق الحرة وهي
(:)2
إما
عمليات حركية :والهدف منها تغيير مستوى االحتياطات لدى المصارف أو حجم العملة
في التداول ومن ثم يتغير حجم القاعدة النقدية.
أو عمليات دفاعية :ويقصد بها عمليات السوق المفتوحة التي يقوم بها المصرف المركزي
إللغاء اآلثار على القاعدة النقدية الناجمة عن العوامل األخرى مثل تغيرات الودائع التي
تقوم بها الخزانة العامة لدى المصرف أو الثغرات في الرصيد الصافي لعمليات المقاصة.
ـ 43ـ
فإذا أراد المصرف المركزي أن يزيد من كمية وسائل الدفع الموجودة في التداول ،يقوم
بشراء السندات ويدفع ثمنها لبائعيها من البنوك التجارية أو األفراد والمشروعات التي
تحتفظ بحساباتها لدى المصارف التجارية ،ويحدث العكس اذا أراد المصرف المركزي
إحداث تقليص في تسليفات المصارف التجارية ،مما يؤدي إلى تخفيض نسبة أموالها
الجاهزة ،فإذا أوشكت هذه النسبة أن تنخفض دون النسبة القانونية أو النسبة الدنيا التي
تعتقد المصارف بأنه من الضروري الحفاظ عليها ،فإن ذلك يدفع هذه المصارف إلى
تقليص قروضها ،مما يؤدي إلى تقليص ثاني للكتلة النقدية.
مما سبق نجد أن فعالية عمليات السوق النقدية المفتوحة تتوقف على مجموعة من
العوامل أهمها (:)1
ـ 44ـ
المطلب الثاني :األدوات الكيفية للسياسة النقدية:
يمكن للمصرف المركزي أن يستخدم أدوات كيفية أو نوعية للتأثير على اتجاه
االئتمان وليس حجمه الكلي ،وهذه األدوات كثيرة يمكن أن نلخصها في أداتين هما:
سياسة تأطير القرض والسياسة االنتقائية للقرض.
إال أن هذا النظام قد تواجهه بعض المشاكل في حاالت عدم استقرار أو تغير
العالقة بين العرض النقدي والتضخم أو الناتج االسمي ،وحدوث ضعف في تحكم
السلطات النقدية في المتغير النقدي المستهدف (.)2
يقوم المصرف المركزي باستخدام أدوات انتقائية للتحكم في القروض الموزعة من
طرف البنوك وهي:
)0تسديد خزينة الدولة لجزء من فوائد القوروض المتعلقوة بالتصودير أو بالسوكن أو الز ارعوة
أو الصناعة أو المهن الحرفية ،والجزء الوذي تأخوذه الخزينوة علوى عاتقهوا يغطوي الفوارق
بين معدل الفائدة على القرض وكلفة الموارد التي تمول القرض وقد يأخذ شكل اإلعانة
المباشرة من طرف الدولة.
ـ 45ـ
)2يشووجع المصوورف المركووزي بعووض األنشووطة و يقوووم بإعووادة خصووم الكمبيوواالت الخاصووة
بهذه األنشطة مثل قروض الصادرات حتى بعد تجاوز السقف المحدد.
)2تقووم السوولطات النقديووة بتخفووي ض أسووعار الفائوودة علووى التمووويالت المقدمووة فووي المجوواالت
التي تريد الدولة تشجيعها بهدف تخفيض تكاليف إنتاج معين ،وتخفويض أسوعار الفائودة
على القروض المقدمة لتمويل عمليات التصدير(.)1
)2وضع قيود على االئتموان االسوتهالكي :يسوتخدم هوذا التقييود للتقليول مون معودل التضوخم
فووي االقتصوواد وكووبح الطلووب علووى البضووائع المسووتوردة ،طبقووت هووذه األداة فووي الواليووات
المتح وودة األمريكي ووة ع ووام ( )0920وكان ووت الس وولع المقص ووودة ه ووي الس وويارات ،ال وودراجات
النارية ،الطائرات ،الزوارق ......... ،إلخ.
)2اشتراط المصرف المركزي الحصول على موافقته في منح القروض عندما تتجاوز حودًا
معيناً.
)6متطلبات اإليداع المسبق مقابل االستيراد :وهي طريقة لتقييد االستيراد خالل فترة
العجز في ميزان المدفوعات للبلد ،وقد أدى هذا األسلوب إلى التأثير على االحتياطات
النقدية والمقدرة االقراضية للمصارف التجارية إلى الدرجة التي أدت إلى تمويل
المستوردين بهدف توفير هذه اإليداعات المسبقة ،وطبقت هذه األداة في كثير من
الدول وقد استعملت ألول مرة في بعض بلدان أمريكا الالتينية وأسيا لفترة ما بعد
الحرب لكنها أظهرت عدم نجاحها في العديد من البلدان خالل السنوات األخيرة ،ألن
تأثيرها كان ظرفياً ومحدوداً (.)2
:1محمد متولي أحمد الموجي،سياسة االئتمان المصرفية في مصر ( ) 1691-1691رسالة دكتوراه في االقتصاد،كلية التجارة،جامعة
األزهر،القاهرة،2723،ص ()291
:2حمد فريد مصطفى،الشھير محمد السيد حسن-1000،النقود والتوازن االقتصادي،مؤسسة شباب الجامعة،ص(.)297
ـ 46ـ
المطلب الثالث :األدوات األخرى للسياسة النقدية:
قد ال تظهر الوسائل الكمية والنوعية نجاحًا كبي اًر في الوصول إلى التأثير المطلوب
على كمية القروض أو على اتجاهاتها وكيفية توزيعها ،لذلك تتخذ السلطات النقدية
إجراءات أخرى مباشرة كالتدخل في أعمال البنوك التجارية واإلقناع األدبي والمعنوي......
الخ:
)0توجيه نصائح وارشادات مباشرة إلى البنوك والمؤسسات المالية بصفة عامة ،وتوضع
سقوفاً ائتمانية متعلقة بكل قطاع اقتصادي.
)2تتمتع المصارف المركزية العريقة بهيبة كبيرة في النظام المصرفي للدولة مما يؤهلها
أن تقوم بالتأثير على البنوك التجارية من خالل المقاالت في الصحف والمجالت،
وتفضيل سياسات محددة دون غيرها.
)2يقوم المصرف المركزي بعملية التفتيش المباشر على عمليات البنوك بشكل دوري
)شهري أو نصف سنوي ،أو سنوي) حسب الحاجة لمعرفة مدى تطبيق البنوك
التعليمات واألوامر وفق السياسة االئتمانية.
)2يستعمل المصرف المركزي لتسيير شؤون النقد التشاور مع البنوك التجارية وخاصة
عند صياغة السياسة االقراضية أو االئتمانية للجهاز المصرفي(.)1
نستطيع القول بأن أدوات السياسة النقدية هذه كانت فعالة وكانت تجني ثمارها في
الماضي حيث كانت النقود الورقية هي النقود الوحيدة القانونية السائدة في التداول ،ولكن
مع التطور التكنولوجي الهائل ظهرت وسائل الدفع المصرفي االلكترونية كنتيجة حتمية
لذلك التطور ،والتي يمكن أن تؤثر على حجم الكتلة النقدية ودور السلطات النقدية في
ضبطها.
ـ 47ـ
خاتمة الفصل األول:
لقد شهدت الساحة المصرفية العالمية نهاية القرن العشرين متغيرات كبرى شكلت
مالمحها بداية عصر جديد بهدف خلق نظام عالمي جديد قائم على الطفرة الهائلة في
مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ،كان لها بالغ األثر على أداء المنظومة
المصرفية نذكر أهمها:
اتفاقي ووات تحري وور التج ووارة العالمي ووة م ووع التركي ووز عل ووى تحري وور تج ووارة الخ وودمات
المالية.
تسارع في حركة رؤس األموال المحلية واألجنبية لألستثمار وبشكل خواص فوي
القطاع المصرفي كأحد مفرزات العولمة المالية.
تزايد أهمية المعلومات وارتفاع قيمتها لتبدو الوسيلة الفعالة التي غيرت خريطوة
العالم العلمية وقلبت الموازين فيها.
إعادة هيكلة صوناعة الخودمات المصورفية نتيجوة توأثر القطواع المصورفي بشوكل
كبيرة بالتقدم الهائل في مجال االعالم واالتصاالت.
أمام هذه المتغيرات وجب على منظومة العمل المصرفي القيام بإحداث تغيرات
جذرية في أساليب عملها وتعديل استراتيجيتها التقليدية بمايتناسب والتغيرات التكنولوجية
المتسارعة و تأهيل المورد البشري ،كل ذلك لتأسيس تنمية شاملة و متكاملة لصناعة
الخدمات المصرفية باعتبارها من أكثر الصناعات تفاعأل مع المنظومة االقتصادية ،وقد
برزت مفاهيم جديدة تندرج ضمن ما يعرف باالقتصاد الرقمي ،االقتصاد الجديد ،ولعل
أبرزها مفهوم العمل المصرفي االلكتروني الذي يشمل في مضمونه فتح قنوات اتصالية
جديدة بين البنوك ومتعامليها ،وأداء الخدمات المالية إلكترونياً بما يضمن أعلى درجات
الدقة واتاحة الفورية في تنفيذ التعامالت.
ـ 48ـ
الفصل الثاني
تمهيد:
ـ 49ـ
تمهيد:
تسارعت وتيرة العمل المصرفي في السنوات األخيرة شأنها في ذلك شأن معظم
القطاعات االقتصادية األخرى المرتبطة بشكل أو بآخر بالتقدم التكنولوجي وبسرعة تبادل
المعلومات ،فلم يعد من السهل رسم الحدود الداخلية والدولية لتطور العمل المصرفي ،إذ
أصبحت تجارب التطور والنجاح سهلة النقل والتطبيق بين دولة وأخرى ،بحقيقة أن ألو
(( )Eعنصر التكنولوجيا و االلكترون) ليست حك ًار على دولة بعينها بقدر ما هي واسطة
لنقل التطور والمعلوماتية على كافة أنحاء الشبكة العنكبوتية (اإلنترنت).
إن هذه االستخدامات التكنولوجية واالبتكارات المصرفية إذا ما تجسدت معها أفكار
و أراء تسويقية سوف تدفع بالعمل المصرفي إلى أعلى مستوياته الذي يتجلى بمصطلح
منظومة الدفع المصرفي االلكتروني ( ،)E- BANKINGانطالقا من التقديم السابق
تضمن المبحث األول ظهور وانتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني ،في حين تحدثنا
في المبحث الثاني عن التطبيق العملي لمنظومة الدفع المصرفي وقنواتها استخدامها،
ولنجاح هذه المنظومة البد من توفر مجموعة من المقومات التقنية والتشريعية وهذا
ماتضمنه المبحث الثالث.
ـ 51ـ
المبحث األول
يمكن تعريف المصرف بنشاطه التقليدي بأنه "مؤسسة مالية تستقبل الودائع وتمنح
القروض وتسهل عمليات السحب واإليداع للمتعاملين ،وتمول عمليات التجارة الداخلية
و الخارجية ،وتتعامل مع مؤسسات الوساطة المالية والمضاربين في البورصة وتقدم
خدمات مصرفية ومالية متنوعة للعمالء(.)1
وقد كان القطاع المصرفي السباق الستغالل التطورات التكنولوجية والمعلوماتية ،من
أجل تحديث نظام الدفع الذي كان بأمس الحاجة إلى ذلك ،ونتج هذه العملية خلق وسائل
دفع بآلية جديدة أال وهي وسائل الدفع االلكترونية التي تمثل الصورة االلكترونية لوسائل
الدفع التقليدية ،ولكن الفرق بينهما أن هذه الوسائل االلكترونية تسير فيها كل العمليات
دون وجود للقطع النقدية المعدنية أو الورقية ،يضاف إلى ذلك بأن األنشطة التقليدية
للمصارف (إيداع ،إقراض.........الخ) لم تعد قادرة على سد احتياجات الصفقات الكبرى
السريعة والتنافسية (عمليات التجارة اإللكترونية) ،أصبح النظام المصرفي ،والحال هذه في
قلب الثورة التكنولوجية المعولمة -آخذًا تسمية ال "E-Banking"-بكل وضوح فما
ماهية نشاط هذه التقنية؟ وماهي مخاطرها؟ وما هي السبل الكفيلة بالحد من هذه
المخاطر؟
ـ 51ـ
المطلب األول :مفهوم الدفع المصرفي االلكتروني:
تنوعت طرق دفع قيم الخدمات والمنتجات التجارية تبعًا لتطور المفاهيم االقتصادية،
وتبعاً للتقنيات المتوفرة ،فقد كان دفع قيمة سلعة أو منتج يجري قديماً بوجود البائع
والشاري في مكان واحد ،ثم دفع قيمة السلعة بمبادلتها بسلعة أخرى على مبدأ المقايضة،
ثم ظهر مفهوم البدل النقدي الذي يعطي بموجبه شاري السلعة لبائعها مبلغاً من المال
ال لقيمة السلعة ،وكان آخرها الطرق التي نتجت عن التقنيات التي أحدثتها الثورة
معاد ً
المعلوماتية وأهمها طريقة الدفع اإللكتروني ،التي أدت إلى إحداث نقلة نوعية في مفاهيم
اإلدارة اإللكترونية والتجارة اإللكترونية ،ووصفت بأنها تشكل منعطفاً كبي اًر في جميع
المجاالت اإلدارية ،االقتصادية منها واإلنتاجية لتقديم أفضل الخدمات قياسًا بما تقدمه
أساليب التبادل التجاري التقليدية ،وتقديم الخدمات المصرفية المتطورة مما أحدث تغيي اًر
جذرياً فى أنماط العمل المصرفى على النحو الذى بات يهدد الشكل التقليدى للمصارف،
فما هي منظومة الدفع المصرفي االلكتروني؟
يعود نشأة منظومة الدفع االلكتروني إلى بداية الثمانينات تزامنًا مع ظهور النقد
االلكتروني بما أطلق عليه اصطالحًا باللغة الفرنسية )( )monétiqueبمعنى تزاوج النقد
باإللكترونيك) ،أما استخدام البطاقات كان عام ()0922عندما أصدرت شركة
( )American expressبطاقات بالستيكية ،والحقًا أنجزت شركة ()Netscape
األمريكية برنامجاً يسمح بدخول مواقع الويب ) )Internet-browserفأصبحت تقنية
الصيرفة عبر الخطوط الحقيقية ممكنة وظهر أول بنك افتراضي في أمريكا ( Security
)first national Bankفي عام ( ،)1( )0992ويمكن التمييز بين نوعين من البنوك
كالهما يستخدم تقنية الدفع المصرفي االلكتروني (:)2
ـ 52ـ
- 0البنوك االفتراضية (بنوك إنترنت) :وتوفر على نفسها مصاريف العقارات
والمستخدمين ،ورغم حداثة نظامها تحقق أرباحاً تعادل ستة أضعاف أرباح البنوك
العادية.
- 2البنوك األرضية :وهي البنوك التي تمارس الخدمات المصرفية التقليدية باإلضافة إلى
صيغة خدمات الدفع المصرفي االلكتروني .
ويعود انتشار تقنية الدفع المصرفي االلكتروني إلى عاملين أساسيين هما (:)1
تنامي أهمية ودور الوساطة بفعل تزايد حركية التدفقات النقدية والمالية إما في
مجال التجارة الدولية أو في مجال االستثمار الناتجة عن عولمة األسواق.
و بغض النظر عن اختالف التسميات ،هناك اتفاق على أن جميع هذه التسميات
تشير إلي قيام العميل بإدارة حساباته أو انجاز أعماله المتصلة بالبنك عبر شبكة اإلنترنت
سواء كان في المنزل أو المكتب وفي أي مكان أو أي وقت يرغبه ويعبر عنها (بالخدمات
المالية عن بعد).
ـ 53ـ
حيث أدى النمو المتسارع لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى ظهور متغيرات
جوهرية في العالم ،واعتمد هذا النمو بشكله األساسي على الوسائط اإللكترونية الحديثة،
وأهمها خطوط االتصاالت وشبكة اإلنترنت ،التي تساهم في تنفيذ العمليات المالية
والمصرفية بسرعة أكثر وكلفة أقل ،فقد دلت اإلحصاءات على أن كلفة العملية المصرفية
التي يجريها المصرف يدويًا تبلغ ( )0002دوال اًر مقابل ( )22سنتًا إذا تمت يدويًا عبر
الهاتف العادي ،لتنخفض إلى ( )22سنتًا عبر الصراف اآللي ) )ATMبالمقارنة مع
سنتين عبر اإلنترنت المصرفي (.)1( )Internet Banking
إن عملية ربط المصارف ببعضها البعض في محيط العمل المصرفي سواء كانت
في مهام إدارية أو مالية ،تتم بفضل تكنولوجيا الكترونية مكنت من المركزية اإلدارة
المصرفية التي تتيح للعميل التعرف على مستحقاته من أي فرع مصرفي مرتبط بتلك
الشبكة االلكترونية وذلك بإستخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف ،هذا و تتعدد مهام منظومة
الدفع المصرفي االلكتروني في ضوء اإلمكانيات التقنية والمادية المتوفرة ضمن النظام
المصرفي ومن أهمها:
1
:GKoutzinis Apostolos,Intrnet Banking and the law in Europ,Cambridge University
Press,UK,2006,P7.
ـ 54ـ
- 2النظام المصرفي المباشر مع الزبون :بدأت مجموعة من المصارف العالمية الكبرى
في تطبيق نظم الدفع المصرفي المباشر مع الزبائن من خالل الحاسب اآللي المتواجد
في المنزل أو المكتب حيث تمكن الزبون القيام بالعمليات الروتينية مثل تحويل األموال
من حساب إلى أخر.
- 3الهاتف المنزلي :أنشئت هذه الخدمة مع تطور الخدمات المصرفية في العالم وتؤدي
إلى تفادي طوابير الزبائن وتستمر ( )22ساعة يوميًا (.)1
- 5المقاصة االلكترونية :هذا النظام يختص بالمعالجة اآللية لوسائل الدفع العام
(صكوك ،تحويل ،اقتطاع ،عمليات الدفع والسحب بالبطاقات المصرفية) وقد تأسست
عام ( )0960و من خاللها يتم نقل وتحويل مبالغ مالية من حساب إلى حساب بطرق
الكترونية أمنة دون تأخير (.)2
: 1ابراهيم الشرقاوي،محمود أحمد،مفھوم األعمال المصرفية االلكترونية وأهم تطبيقاتھا،مؤتمر األعمال المصرفية بين الشريعة
والقانون المجلد األول،ايار،1002ص(.)11
: 2شيشة،نوال،زنيني،فريدة،المقالة االلكترونية وتجارب الدول المغاربية،المركز الجامعي الجزائري،1002،ص(.)13
: 3قابوسة،علي،المصارف االلكترونية الفرص والتحديات،جامعة الوادي،الجزائر،1020،ص(.)223
ـ 55ـ
المطلب الثاني :العوامل المؤدية إلى تطور نظم الدفع المصرفي االلكتروني:
ومن أهم العوامل التي أدت إلى تطور نظم الدفع المصرفي وتحولها من الشكل
التقليدي إلى أشكال أخرى تؤدي نفس الوظيفة لكن بطرق مختلفة أكثر تطو اًر ما يلي:
إن اإلحساس باألمان الذي ولدته وسائل الدفع التقليدية أصبح بمرور الوقت مكلف
جداً ،نظ اًر للمشاكل الكثيرة التي اقترنت بهذه الوسائل منها (انعدام األمن والمالئمة ،عدم
إجراء المدفوعات في الوقت الحقيقي ،ارتفاع تكلفة المدفوعات) ،إال ظهور وسائل الدفع
الحديثة االلكترونية قضى على الكثير من هذه المشاكل وبشكل خاص تلك المشاكل
الناتجة عن حمل النقود ،كالسرقة والضياع وثقل حملها إن كانت بمبالغ كبيرة ،فأصبحت
بذلك بديلة عن النقود ،وبالتالي سهلت الكثير من العمليات خاصة التجارية منها (.)2
تلعب شبكة االنترنت دو ًار كبي ًار في عالم االتصاالت في ظل القرية العالمية
الجديدة ،و من المزايا الهامة التي أبرزتها هذه الشبكة بدورها ،هي التجارة االلكترونية،
كمستوى كبير من مستويات الخدمات التي تحتويها هذه الشبكة ،حيث يستطيع العميل من
خاللها مراجعة حساباته وفحصها وتسديد الفواتير الخاصة به في أي وقت ودون التقييد
1
: Khoury Elie,E-Banking Era, PhD Thesis, New port University,Beirut 2003,p1(Not published).
: 2حماد عبد العال،طارق،التجاري االلكترونية الدار الجامعية اإلسكندرية،1007،ص(.)232-233
ـ 56ـ
بمواعيد العمل الرسمي لموظفي البنوك ،فأصبحت هناك ضرورة ملحة لتطبيق تقنيات
الدفع الحديثة في المصارف من أجل (:)1
فإذا كان مستوى التجارة اإللكترونية قوي فإن ذلك يدل ضمناً على تطور منظومة
الدفع المصرفي االلكتروني ،ولكن يمكن أن نجد مستخدمي اإلنترنت يعتمدون على نقد
إلكتروني (حوامل نقد إلكتروني ) أجنبي تصدره بنوك أجنبية أو فروع لها ،بينما ال يتوفر
لدى المجتمع نقد إلكتروني محلي خاص به أو قد يكون موجود ولكن بمستوى ضعيف،
أما في الحالة المعاكسة ،وهي وجود نظام نقد إلكتروني محكم ولكن مستوى التجارة
اإللكترونية ضعيف ،فإن ذلك يقتضي إجراء إصالح في موطن الخلل ،والذي يرجح أن
يكون في المنظومة المصرفية ،إال أنه يحتمل أن يكون على مستوى البنية التحتية
ـ 57ـ
لإلنترنت ،أو في سلوك المتعاملين االقتصاديين واألفراد ،كنقص الوعي أو الثقة ،أو
بسبب ضعف المنظومة التشريعية (.)1
وبشكل عام تتوقف معدالت النمو في التجارة االلكترونية على التوسع الضخم في
قواعد مستخدمي االنترنت والهواتف الذكية خاصة في األسواق الناشئة مقارنة باألسواق
العالمية ،حيث يشكل ذلك التوسع العنصر الرئيس في تطور وزيادة مبيعات التجارة
االلكترونية ،وقد بينت االحصاءات العالمية لعام ( ،)2()2002أن الواليات المتحدة
األمريكية ال تزال تتصدر دول العالم في التجارة االلكترونية على الرغم أن مناطق آسيا و
المحيط الهادئ استحوذت على ( )%26من أرباح التجارة اإللكترونية العالمية في العام
( ،)2002مع أن هؤالء المشترين يمثلون فقط ( )%16,9من السكان في هذه المناطق.
تعتبر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني من أهم المنظومات في خضم العديد من
التحديات التي يفرضها االندماج في االقتصاد العالمي على هذا القطاع االقتصادي الهام،
خصوصًا و أن من أبرز مالمح المرحلة الراهنة المنافسة الشديدة المستفيدة من آخر ثمار
تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ،حيث أن القطاع المالي -ضمنيًا المصرفي -من أكثر
القطاعات االقتصادية تعرضاً للمخاطر ،السيما المخاطر المستقبلية منها ،ومن هنا زاد
االهتمام بترقية ممارسات ادارة المخاطر لدى البنوك.
رغم المزايا الي تتمتع بها منظومة الدفع المصرفي االلكتروني إال أنها تحمل في
طياتها العديد من المخاطر.
: 1رحيم حسين،هواري معراج،التجاري االلكترونية والنقد االلكترونية ( أزمة الثقة في وسائل الدفع االلكترونية وطرق عالجها)،ملتقى
البحث العلمي،جامعة األغواط،الجزائر،1003،ص(.)7
2: http: //www.emarketer.com/Article/Global-B2C-Ecommerce-Sales-Hit-15-Trillion-This-Year-
Driven-by-Growth-Emerging-Markets/1010575 www.thenextweb.com
ـ 58ـ
أوال :مزايا نظم الدفع المصرفي االلكتروني:
- 0تنظيم الدفعات بما يكفل االتفاق على تسديد التحويالت المالية وتنظيم عمليات الدفع
دون أي ريبة في السداد في الموعد المحدد.
- 4السالمة واألمن حيث أزالت المقاصة اآللية والتحويالت المالية اإللكترونية الخوف
من سرقة الشيكات الورقية والحاجة إلى تناقل األموال السائلة.
- 3تحسين التدفق النقدي من خالل رفع إنجاز التحويالت المالية إلكترونيًا وسرعة تداول
النقد.
- 2تخفيض األعمال الورقية ويتمثل ذلك في تقليل االعتماد على النماذج الورقية
والشيكات التقليدية وغيرها من المعامالت الورقية.
- 2توفير المصاريف حيث قللت شبكة نظام المقاصة اآللية من تكاليف إدارة عمليات
.
المقاصة
- 6دعم العمالء عبر الشبكة ،يعتبر أم اًر مهماً سواء كان لممارسة نشاط البيع عبر
اإلنترنت أو دعم األنشطة الموجودة خارج الشبكة ،فإذا اشترى عميل منتج معين من
موقعك ،أو قام بزيارة موقعك مرة أخرى فهذا يدل على ارتباطه بالموقع ،والبد أن يقابله
ارتباط أخر من جهتك نحو العمالء فال بد من أن تمنحهم الثقة التي يحتاجون إليها
(.)1
- 2تحقيق الربحية في األجل الطويل إذ يساهم استخدام البنوك لألنظمة اإللكترونية في
تحقيق معدالت ربح عالية.
- 5توزيع واسع االنتشار ،تقتصر التغطية المصرفية للبنوك التقليدية على نطاق جغرافي
محدد بينما تتيح األنظمة اإللكترونية تغطية واسعة االنتشار حيث تصل الخدمة
للعميل في أي مكان (.)2
: 1خليل متري،موسى"،القواعد الناظمة للصيرفة االلكترونية،الجديد في أعمال المصارف من الوجھتين القانونية واالقتصادية،مداخلة
مقدمة إلى المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق،جامعة بيروت العربية،1001،ص .)120( :
: 2بدري البارودي،شيرين،دور اقتصاد المعرفة في تطوير الخدمات االلكترونية (دراسة تحليلية عن البنوك االلكترونية) ،مؤتمر
جامعة الزيتونة األردنية ،1003ص(.)9-2
ـ 59ـ
ثانيا :مخاطر نظم الدفع المصرفي االلكتروني:
تتباين وتتعدد المخاطر التي ترتبط بمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني ولعل من
أهم هذه المخاطر ما يلي:
تنشأ هذه المخاطر عن الخطأ الذي قد تقع فيه اإلدارة العليا نتيجة تبني استراتيجيات
غير مناسبة لتقديم الخدمات المصرفية وتنفيذها ،وذلك في ظل تزايد الطلب عليها من
جهة واشتداد المنافسة المصرفية بشأنها من جهة أخرى.
تنتج هذه المخاطر بصورة رئيسية عن خلل في كفاءة البنية التحتية القائمة أو عن
عدم مالئمة تصميم األنظمة واإلجراءات الموضوعة ،بما يكفل سهولة ارتباطها مع
األنظمة األخرى للمصرف ،والسالمة واألمن للمتعاملين (.)1
تنشأ مخاطر السمعة عند تقديم خدمات ذات كفاءة متدنية أو عند حدوث انتهاكات
للخصوصية ،ولكي تتفادى المصارف المخاطر التي تضر بسمعتها يجب أن تسعى
لوضع معايير ألنظمة دفعها االلكترونية ،وأن تقوم بمراقبة ومراجعة هذه األنشطة
والخدمات بصورة دورية ومنتظمة.
ـ 61ـ
)2مخاطر مصرفية (:)Banking Risks
ثالثا :معايير لجنة بازل الدولية للحد من مخاطر العمل المصرفي االلكتروني.
لضمان السرية واألمان في تنفيذ عمليات الدفع المصرفي اإللكتروني ،حددت لجنة
بازل ( )IIالدولية التي أصبحت ملزمة لجميع المصارف في معظم دول العالم ،بدءًا من
كانون الثاني ( ،)2002المخاطر التشغيلية ( ،)Operational Riskومنها المخاطر
الناتجة عن أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني في تقريرها الصادر في تشرين األول
( ،)2000وتعديله الصادر خالل شهر تموز ( ،)2002واعتبرت فيها المصرف ملزمًا
بتأمين جميع وسائل األمان لحماية الوسائط اإللكترونية التي يعتمدها ،والمعلومات التي
يتداولها ،وأن يعتمد برامج معلوماتية عالية المواصفات.
ومن هذه المبادئ التي على المصرف االلتزام بها ،نذكر منها ما يلي (:)2
- 0اتخاذ المقاييس المناسبة للتثبت من هوية وصالحيات العميل الذي يتعامل معه
من خالل اإلنترنت المصرفي.
- 4أن يعتمد طريقة مثالية للتثبت من صحة وسالمة العمليات التي تكون موضعًا
للشك بها.
- 3استخدام الوسائل الكفيلة بحماية أنظمة الدفع االلكتروني ،حسابات الزبائن،
والمعلومات المتعلقة بها.
: 1جورج نھاد أبو جريش،خشان يوسف رشوان،المصرف عبر االنترنت،تقنية جديدي تثير مشاكل قانونية قديمة جديدي،مجلة إتحاد
المصارف -العربية،العدد ( ) 274سبتمبر ( )1002ص [.]22-21
: 2السيسي ،صالح الدين حسن ،قضايا اقتصادية معالري ،معايير بازل لكفاية رأس المال والرقابة الفعالة للمخاطر المصرفية،1003 ،
ص(.)90
ـ 61ـ
- 2اعتماد الرقابة المناسبة على األنظمة االلكترونية ،وصالحيات الدخول إلى النظام
المعلوماتي ،قاعدة البيانات ،والبرامج التطبيقية.
- 2اتخاذ التدابير المناسبة للمحافظة على سرية المعلومات والبيانات المصرفية ،والتي
يجب أن تتناسب مع دقة وحساسية المعلومات المنقولة عبر الوسائط اإللكترونية ،ومن
هذه التدابير نذكر ما يأتي (:)1
أن يمنع الدخول إلى المعلومات المتعلقة بحسابات الزبائن والسجالت التابعة
لها ،وسائر المعلومات السرية ،إال لألشخاص والجهات الموكول لها القيام
ببعض المهام الرسمية وبشكل حصري.
حماية المعلومات من االطالع غير المسموح عليها أو تعديلها خالل تنقلها
عبر وسائط االتصاالت.
حماية المعلومات من أطراف أخرى عندما يتعاقد المصرف معها ،لبعض المهام
المطلوب تنفيذها بالتعاقد.
مراجعة العمليات اإللكترونية التي جرت على المعلومات المصرفية ،كالدخول
إليها ،اإلطالع عليها ،تعديلها ،وذلك من خالل تقرير يومي يسمى ( print log
،)Reportللتأكد من صحة هذه العمليات وأنها جرت من قبل أشخاص مصرح
لهم القيام بهذه العمليات.
و خالصة القول إن االرتقاء بأساليب إدارة مخاطر البنوك االلكترونية وفق المعايير
الدولية الصادرة عن لجنة بازل ،يتوقف على مدى قدرة السلطات النقدية على المواءمة
بين ثقافة الدفع المصرفي االلكتروني الذي يقع تحت إشرافها وبين المخاطر الناجمة عن
تلك العمليات.
: 1الدبيسي ،وائل ،دليل العمليات االلكترونية في القطاع المصرفي (مرجع سابق) ،ص()222
ـ 62ـ
المبحث الثاني
تعد مسألة االبداع والمنافسة في مجال تكنولوجيا خدمات الدفع االلكتروني رأس
مال مصرفي ال يمكن االستغناء عنه في الصناعة المصرفية ،اذ يبين منهج العالقة بين
أنظمة الدفع المصرفي التقليدي ،وتقنيات الدفع االلكتروني الحديثة التي تتعامل مع زبائنها
عن طريق شبكات االنترنت التي تسمح لها بتقديم خدمات ومنتجات جديدة تمتاز بسهولة
االستخدام وسرعة وصولها إلى إلى الزبائن الكترونياً من خالل قنوات توزيع الكترونية ،إن
ذلك التقارب الرقمي في االتصاالت واعتماد المستهلك على الخدمات االلكترونية قد أدى
الى خلق وتوحيد الكثير من المنتجات و االبداع في مجال التداول االلكترني للنقد التقليدي
المتعارف عليه من قبل العديد من المؤسسات والشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع
االلكتروني ،فما هي أنظمة الدفع النقدي االلكتروني ،وماهي قنوات استخدامها.
يطلق بعض الكتاب على بطاقات الدفع المصرفي تسمية النقود اإللكترونية ،كما
يرجح أن تحل هذه النقود ذات يوم محل النقود الورقية والمعدنية ،فيقتصر التعامل بها
فقط لكنها ال تتمتع بقوة إبراء قانونية مثل النقود الورقية ،فالتجار ليسوا ملزمين بقبولها،
على عكس النقود الورقية التي تتمتع بقوة إبراء غير محدودة ،استناداً إلى القوانين المحلية
في كل دولة(.)1
: 1النجار،عبد الھادي،الجديد في أعمال المصارف من الوجهتين القانونية واالقتصادية ،الجزء األول،منشورات الحلبي الحقوقية بيروت
،1001ص(.)12
ـ 63ـ
فما المقصود ببطاقات الدفع المصرفي االلكتروني ،وما أنواعها ،وما هي مزايا
ومخاطر استخدامها.
ظهرت البطاقات المصرفية للمرة األولى في الواليات المتحدة األمريكية حوالي العام
( )0902كبطاقة دفع وذلك عندما أصدرت شركات البترول األمريكية بطاقات معدنية
لعمالها من أجل شراء ما يحتاجونه من فروع التوزيع التابعة لهذه الشركات ثم تطور
استعمالها وانفصلت عن الجهة التي تصدرها ما أمكن استخدامها لشراء احتياجات
متنوعة ،إلى أن انتقل إصدارها إلى أيدي المصارف في األربعينيات فحوالي العام
( )0920أصدر بنك ناشيونال بروكلين في نيويورك بطاقة ( )Charge Cardثم أصدر
فرنكلين ناشيونال بنك البطاقة الحديثة األولى ( ،)1( )First Modern Cardوفي عام
( )0922أصدرت ( )American Expressأول بطاقة بالستيكية لتنتشر على نطاق
واسع ،ثم قامت بعدها ثمانية بنوك بإصدار بطاقة ()Bank America Cardعام
( )0962لتتحول إلى شبكة ( )Visaالعالمية (.)2
وبشكل عام يمكن تعريف بطاقة الدفع المصرفي بأنها :أداة يعطيها المصرف
المصدر لشخص يسمى ،حامل البطاقة ( – )Cardholderسواء كان متعامال مع
المصرف أم ال -بناء على عقد بينهما ،تمكنه هذه البطاقة من إجراء عدد من العمليات
المصرفية (وفق ما يتيحه المصرف لمتعامليه) ،مثل :السحب النقدي من الصرافات
اآللية ،تحويل األموال بين الحسابات المصرفية ،تسديد الفواتير ،الحصول على كشوف
حسابات مختصرة أو تفصيلية ،شراء السلع والخدمات من التجار الذين ينتسبون إلى
هذا النظام ويحصلون من المصرف على أجهزة إلكترونية تسمى نقاط البيع ( Point
.)3()of Sale
1
: Auriemmma M & Coley R, Bank Card Business, American Bankers Association, Washington DS,
usa,1992,P3.(243).
:2عبد المنعم راضي،فرج عزت،مرجع سابق،ص (.)21
3
: Cox, Barbara. and Koelzer. (2004), “Internet Marketing”, Pearson Prentice Hall, Upper Saddle
River, New Jersey,p(91).
ـ 64ـ
ثانيا :أنواع بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني:
أدت المنافسة بين المصارف على اختالف أنشطتها في سبيل كسب المزيد من
العمالء إلى ابتكار أنواع جديدة من بطاقات الدفع المصرفي وبتسميات مختلفة ،تتشابه
بشكلها والخدمات التي يمكن أن تقدمها ،ومن أهم أنواع هذه البطاقات:
)0بطاقة مسبقة الدفع ( :)Prepaid Cardموجهة إلى شرائح مختلفة من الزبائن أو
المتعاملين وتختلف فيما بينها بأماكن االستخدام و الحسومات التي يمكن للزبون
الحصول عليها لدى استخدامه لها في أماكن أو متاجر محددة ومنها (بطاقة هدية،
بطاقة وقود ،بطاقة طالب .....الخ).
)4بطاقة دفع ( :)Debit Cardوهي بطاقة تمنح لمتعاملي المصرف ممن لديهم
حسابات جارية ويتم ربط البطاقة مباشرة بالحساب بحيث يتم قيد أية عملية تتم
باستخدام البطاقة بشكل مباشر على حساب المتعامل.
)3بطاقة ائتمان ( :)Credit Cardوهي بطاقة تسمح بالحصول على تسهيالت
ائتمانية من المصرف وبسقف محدد يتبع لمدى مالءة المتعامل أو الضمانات
المقدمة من قبله للمصرف (.)1
ويمكن إيراد تقسيمات عديدة لبطاقات الدفع المصرفي وفقاً لمعايير مختلفة ،نذكر
منها ما يأتي (:)2
أ -وفق نوع الحساب المرتبطة به( :بطاقة ائتمان ،بطاقة مسبقة الدفع ،بطاقة دفع).
ب -وفق التكنولوجيا المستخدمة :بطاقات ذات شريط ممغنط ( Magnetic Strip
،)cardsبطاقات ذكية (.)Chip cards
ت -وفق شبكات إصدارها ونطاق استخدمها :بطاقات محلية (،)Domestic Cards
بطاقات عالمية (.)International Cards
:1أحمد باتورة،نواف عبد هللا،أنواع بطاقات االئتمان و أشهر مصدريها ،مجلة الدراسات المالية و المصرفية،األكاديمية العربية للعلوم
المالية و المصرفية،المجلد السادس،العدد الرابع،1002،ص (.)32
:2سعودي،محمد توفيق،بطاقات االئتمان،الطبعة األولى،دار األمين للطباعة مصر (،)1002ص (.)23
ـ 65ـ
ثالثا :مزايا ومساوئ بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني:
شأنها في ذلك شأن معظم األدوات و الوسائل التقنية الحديثة ،فإن للبطاقات
المصرفية إيجابيات و سلبيات نذكرها فيما يلي:
إن بطاقات الدفع المصرفي تمنح عدة فوائد و مزايا سواء لحاملها أو للبنك المصدر
لها أو حتى للتاجر و ذلك كما يلي:
- 2بالنسبة لحامل البطاقة :تعطي بطاقات الدفع المصرفي لحاملها العديد من
المميزات و الخدمات التي يستنفع بها أثناء تعامالته ،و أهم هذه المزايا ما يلي:
األمان :تجنب البطاقة العميل حمل النقود و ما ينتج عن ذلك من مخاطر
السرقة أو الضياع.
المرونة :تكسب حاملها المرونة في الحصول على احتياجاته من سيولة نقدية
و سلع و خدمات من مصادر متنوعة في أي مكان من العالم و في أي
وقت و بأي عملة.
مكانة مميزة في المجتمع :فالبطاقات تمثل مظه ًار من مظاهر التقدم ،لذلك
تعطي لحاملها وضع مميز و مكانة اجتماعية و رضاء نفسي و ثقة كبيرة
في معامالته التي تتم باستخدامها (.)1
- 1بالنسبة للمصرف المصدر:
تعتبر مصد اًر إضافياً للربح من خالل إيرادات هذه البطاقات من رسوم
وعموالت.
تقليل الضغط على المصارف وبالتالي تخفيض التكاليف الالزمة لتوظيف
أعداد كبيرة من الموظفين لتلبية احتياجات المتعاملين.
تخفيض تكاليف التعامل بالكاش ونقله من والى فروع المصرف (.)2
:1فالح حسن الحسني،و مؤيد عبد الرحمان،إداري البنوك،دار وائل للنشر،األردن،1020،ص (.)32
:2عبد المطلب عبد الحميد،البنوك الشاملة عملياتها و إدارتها،الدار الجامعية،اإلسكندرية،1009،ص (.)223
ـ 66ـ
- 2المميزات التي تقدمها البطاقات للتاجر:
زيادة المبيعات :من خالل اتساع الشريحة التي تتعامل معه سواء تلك التي
تحمل الكاش أو التي تحمل البطاقات المصرفية.
تقليل المخاطر :فقبول التجار التعامل بالبطاقات يجنبهم تواجد النقود بمبالغ
كبيرة في محالتهم ويلغي احتمالية قبول أوراق نقدية مزورة ،أو حتى قبول
الشيكات التي يمكن أن تكون بدون رصيد....الخ (.)1
وتعقيبا على ما ذكرناه في مقدمة هذا المطلب عن رأي بعض الكتاب بإمكانية
اعتبار بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني نقد الكتروني يؤدي وظائف النقد القانوني
ويمكن أن يحل محله على المدى الطويل اختلف الفقهاء في االجماع على تعريف واحد
ومحدد للنقد االلكتروني تذكر أهم هذه التعريفات والمفاهيم.
ـ 67ـ
تعريف بنك التسويات الدولية :هي قيمة نقدية على شكل وحدات ائتمانية مخزنة
بشكل الكتروني أو على أداة الكترونية يحوزها المستهلك (.)1
تعريف المصرف المركزي األوربي :هي مخزون الكتروني لقيمة نقدية على وسيلة
الكترونية مثل بطاقة بالستيكية قد تستخدم في السحب النقدي أو تسوية المدفوعات
لوحدات اقتصادية غير تلك التي أصدرت البطاقة ،دون الحاجة إلى وجود حساب
بنكي عند اجراء الصفقة ،وتستخدم كأداة محمولة مدفوعة مقدمًا (.)2
تعريف المفوضية األوربية :هي قيمة نقدية مخزنة بطريقة الكترونية على وسيلة
الكترونية كبطاقة أو ذاكرة كمبيوتر ،ومقبولة للدفع بواسطة متعهدين غير المؤسسة
التي أصدرتها ،ويتم وضعها في متناول المستخدمين الستعمالها كبديل عن العمالت
النقدية الورقية ،وذلك بهدف أجراء تحويالت الكترونية لمدفوعات ذات قيمة محددة (.)3
بناء على ماسبق نستيطع القول أن هناك تشابه وارتباط وثيق بين أنظمة وأشكال
النقد االلكتروني و أنظمة الدفع المصرفي االلكترونية حيث من المالحظ أن أنظمة النقد
االلكتروني قد تضمنت بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني و هذا يؤكد بأن النقود
االلكترونية تشمل كل وسائل الدفع االلكتروني ( االتجاه الموسع للنقود االلكترونية).
هذا وتلعب قنوات التوزيع االلكتروني دو اًر مهماً في عمليات التحويل االلكتروني
لألرصدة النقدية ،وعلى الرغم من انتشار عمليات التحويل االلكتروني على نطاق واسع
منذ أوائل السبعينات ،حيث لم تمكن تقنية الكمبيوتر المستخدمة في ذلك الوقت العمالء
من الدخول بشكل مباشر إلى حساباتهم ،ولعل الميزة األكبر لهذه اآلالت أنها تعمل على
مدار أربع وعشرين ساعة يومياً طوال أيام األسبوع.
1: Bank for international settlement (Bls) , (1996) Implication for central banks of the
development of electronic money , basle, p13.
2: European central bank (1998) `report on electronic money `Frankfurt , germony august, p.7
. :3محمد سعيد أحمد إسماعيل ،أساليب الحماية لمعامالت التجاري االلكتروني ،منشورات الحلبي الحقوقية،الطبعة
األولى،لبنان , )1007(،ص(.)222-223
ـ 68ـ
المطلب الثاني :قنوات استخدام بطاقات الدفع االلكتروني:
اعتمد القطاع المصرفي في بداية تحوالته للعمل االلكتروني على قنوات الكترونية
تتناسب مع درجة التطور السائدة في قطاع االتصاالت و التكنولوجيا في تلك الفترة ،ومن
أهم هذه القنوات:
:1عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة– عملياتها إداراتها،اإلسكندرية ،الدار الجامعية ، 2006 ،ص (. (17
ـ 69ـ
- 2نقاط التحصيل اإللكتروني (:)POS
وفيها يتم استخدام البطاقة المصرفية التي يحملها الزبون عوضاً عن الكاش في
تسديد التزاماته ،حيث انه بمجرد تمرير البطاقة بهذه األجهزة تتم قراءة المعلومات الخاصة
بحساب الزبون وتمريرها مع المبلغ المطلوب عن طريق خطوط االتصال الهاتفية إلى
المصرف المحصل (مالك جهاز التحصيل) ومنه إلى المصرف المصدر للبطاقة
للحصول على تفويض بسحب المبلغ المطلوب من حساب الزبون حامل البطاقة وتحويله
إلى حساب التاجر الموجود لدى البنك المحصل(.)1
تتناسب هذه القنوات مع التقدم العلمي والتكنولوجي وزيادة استخدام االنترنت في
المجال التسويقي ،واالستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية في قطاع االتصاالت
والعالم الرقمي ،ومن أهم هذه القنوات:
نظ اًر لرغبة المصارف بتطوير الخدمات التي تقدمها لمتعامليها وتقليل االعتماد
على الموظفين لتلبية احتياجات المتعاملين واإلجابة على استفساراتهم ،ظهرت أجهزة
الخدمة الذاتية والتي تقوم بعرض المعلومات المصرفية بشكل سهل ومرن باإلضافة إلى
إمكانية تقديم كافة الخدمات التي ال تعتمد على صرف المبالغ النقدية (مثل :دفع الفواتير،
تحويل أموال ،الحصول على كشف حساب........ ،الخ) (.)2
:1نعمون،وهاب،النظم المعالري لتوزيع المنتجات المصرفية وإستراتيجية البنوك ،مداخلة مقدمة إلى ملتقى المنظومة المصرفية
الجزائرية والتحوالت االقتصادية،واقع وتحديات،جامعة حسيبة بن بوعلي،الشلف،الجزائر،يومي 23-23ديسمبر ،1003ص (.)192
:2عبد الحفيظ ،أيمن،حماية بطاقات الدفع االلكتروني،عمان, 1009،ص( .)22
ـ 71ـ
آخر ،حيث يمنح العميل إمكانية الدخول عن بعد (افتراضيا) ألي نوع من أنواع
الخدمات المصرفية ،باستثناء عمليات النقد من أي مكان في العالم وفي أي وقت (.)1
-ال تزال كلفة االتصاالت الهاتفية مرتفعة قياسيًا في سائر الدول ،كما أن تنفيذ
ال،
بعض العمليات المصرفية اإللكترونية معقدًا ،ويستغرق انجازه وقتًا طوي ً
كالتحويل المصرفي ،إصدار الشيكات المصرفية وغيرها.
-يصعب على المتعامل من الناحية التقنية تنفيذ عمليات كبيرة أو معقدة باستخدام
الهاتف ،ألن بعض هذه العمليات يحتاج إلى معلومات أو تعليمات ،يجب إبالغها
للعميل ،أو عليه تزويد المصرف بها ،أو ترحيلها إلى النظام المعلوماتي للمصرف
خالل تنفيذ العملية ،ومنها االعتمادات المستندية أو الحواالت المصرفية الصادرة،
أو غيرها من العمليات (.)3
- 2الدفع المصرفي عبر الهاتف الجوال (:)Banking mobile
إن االتجاه العام السترايجية الدفع االلكتروني في العالم اليوم هو انتشار استخدام
الهاتف الجوال ،حيث من المنتظر أن يصل عدد خطوط الهاتف الجوال ( (1,2بليون
جهاز في العالم ،مقابل (مليار) مستخدم لالنترنت ،ويعكس امتالك الهاتف الجوال صورة
1
: GKoutzinis Apostolos,Intrnet Banking and the law in Europ,Cambridge University
Press,UK,2006,p8.
2
: ANZ Bank, Personal Financial Services, Terms and Condition, ANZ Phone Banking, Melbourne ,
Australia, 2009,Version&, p(13).
:3فريد النجار،وليد النجار وآخرون،وسائل المدفوعات االلكترونية – التجاري واألعمال االلكترونية المتكاملة – الدار
الجامعية،اإلسكندرية،2010،ص)222( :
ـ 71ـ
حياة اقتصادية اجتماعية مختلفة كليًا ،الجهاز الجوال يكون دائمًا مع المستخدم على
خالف الكمبيوتر المشبوك في اإلنترنت ،ويتيح هذا االتجاه تطوير استخدامات الهاتف
الجوال ألغراض متعددة كاستخدامه للدخول للشبكة العالمية وتصفح المنتجات المعروضة
والترويج لها ومن ثم يمكن استخدامه في تقديم خدمات منظومة الدفع المصرفي
االلكتروني (.)1
وقد أثبتت التجارب الدولية أن الدول التى انتشرت فيها هذه النوعية من الخدمات
ومنها بريطانيا قد قامت بنوكها الكبرى بإغالق العديد من فروعها بسبب اعتماد العمالء
على هذا النظام البنكى الجديد ،حيث تتعدد مزايا استخدام تقنية الدفع االلكتروني عبر
الهاتف المحمول (:)2
1
: J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a theoretical model for mobile payments, in:
–Proceedings of the Fifth International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong, December 5
9, 2011.
2
: A. Vilmos, S. Karnouskos, Towards a global mobile payment service,in: Proceedings of the Third
International Conference on Mobile Business (ICMB), New York, USA, July 12–13, 2004.
ـ 72ـ
كما أن هناك عدد من المالحظات التى تؤخذ على نظام الدفع المصرفي المحمول
منها (:)1
بعض البنوك المقدمة لهذه الخدمة ال تبذل الجهد الكافى إلخبار عمالئها هذه
الخدمة ،األمر الذى يقلل عدد المستفيدين منها.
أسلوب الرد اآللي للحصول على هذه الخدمة نظ اًر ألن العملية كلها تتم عبر
التليفون المحمول ،فمن المطلوب أن يتم اختصار الخطوات المتبعة حتى يمكن
للعميل التعرف على ما يريده من خدمات.
انشغال خطوط االتصال فى بعض األوقات السيما فى أوقات الذروة مما يجعل
العمالء يفقدون الثقة فى هذه الخدمة.
عدم توفر الثقافة الكافية لإلستفادة من هذه الخدمة ،وبالتالي البد من زيادة
عملية الوعي لهذه الطريقة عن طريق توزيع األدلة الورقية التى تشرح خطوات
االستفادة من خدمة البنك المحمول أو تخصيص موظف فني بكافة فروع البنك
لتوضيح وتبسيط عملية استخدامها.
إمكانية تعرض األفراد لعمليات نصب حيث أن الخدمة البنكية عبر المحمول
يكون من الصعب مراقبتها بصورة دقيقة.
وعلى الرغم من مخاطر هذا النوع من النظم إال أنها آخذة فى االنتشار فى معظم
دول العالم ،وقد بدأ فى دولة التشيك عام ( )0922ثم السويد عام ( )0999وكذلك
استراليا بالتعاون بين بنك الكومنولث وشركة فودافون العالمية ،وكذلك بدأ عمله فى بعض
الدول العربية وبعض دول الخليج العربى نظ اًر ألن هذه الدول لديها بنية أساسية جيدة من
حيث شبكة االتصاالت والتجهيزات الفنية بالبنوك ،وقد أكدت مؤسسة "وسترن يونيون"
للتحويالت المالية أن مصر تعد سوقًا واعدة لنظام التحويالت المالية عبر المحمول حيث
يحول العاملون المصريون بالخارج نحو خمسة مليار دوالر سنوياً الى مصر(.)2
1
: Thakur, R., & Srivastava, M. (2014). Adoption readiness, personal innovativeness, perceived risk and
usage intention across customer groups for mobile paymentservices in India, p(369-392).
:2مؤتمر بعنوان(تقنية الدفع المصرفي عبر الھاتف المحمول) ،لبنان ،تاريخ .1023-21-2
ـ 73ـ
المطلب الثالث :أهم الشبكات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني.
لتقديم المزيد من الخدمات للمتعاملين حملة بطاقات الدفع المصرفي وتوفير إمكانية
اء داخل البلدان التي يتواجدون فيها أو خارج هذه البلدان ،نشأت
استخدام بطاقاتهم سو ً
عدة شبكات عالمية ترعى إصدار هذه البطاقات و تدير عملياتها وتقوم بأعمال المقاصة
والتسوية اإللكترونية بين مختلف المصارف المنتسبة لها ،فماهي أهم هذه الشبكات
وماهي أهم البطاقات العالمية المصدرة من قبلها وأماكن توزعها عالميًا:
:1صفحة انترنت تتحدث عن نتائج شبكة ماستركارد متوفرة في الموقع الرسمي للشركة على العنوان االلكتروني
http: //www.mastercardiltl.com/newsroom/mediakit.html.
2
: Formation des Formateurs CPA Au Métier Monétique, «Promotion et Placement des cartes
bancaires», Hôtel St George, 10-11/08/2004, p 08
ـ 74ـ
- 3شبكة فيزا كارد :وهي شبكة دولية خاصة ذات طابع تجاري غير ربحي تضم
( )20000بنك ومؤسسة مصرفية عبر ( )060دولة ،تقوم بإصدار وقبول بطاقات
السحب وتطبيق التشريع الدولي الخاص بوسائل الدفع والمطور من قبل بنك أمريكا
منذ عام ( )0920وقد قد بلغ عدد بطاقاتها المصدرة عام ()2002حوالي ()002
مليار بطاقة مصرفية يمكن استخدامها عبر ( )22مليون نقطة بيع وحوالي ( )0مليون
صراف آلي وبلغ عدد خطوط االتصال لديها لنفس العام ( )02مليون خط مكنها من
إجراء وتسيير ( )20مليار عملية دفع وسحب سنوياً بمتوسط ( )6200عملية في
الثانية الواحدة ( ،)1وقد استمرت هذه المؤسسة بتطوير نشاطها وبلغ عدد العمليات
االلكترونية التي نفذتها حسب أخر اإلحصائيات حوالي ( )26مليار عملية حول العالم
بقيمة تقريبية حوالي ( )202مليار دوالر أمريكي للعام (.)2( )2002
- 4شبكة ماسترد كارد :هي الشبكة الوحيدة القادرة على المدى البعيد منافسة شبكة في از
و تعتمد في عملها خارج الواليات المتحدة األمريكية على الشبكات الوطنية للبنوك أو
المحلية لمجموعة من الدول أو حتى على بنك واحد يتمتع بالتفوق النسبي داخل سوقه
المحلي ،ولها مؤسسات مالية معنية بخدمة المستهلك في اكثر من ( )200دولة بأكثر
من ( )20ألف مستخدم عبر ( )0000مكتب وقد بلغ عدد أعضاؤها اكثر من ()20
ألف عضو لعام ( ،)2002كما لها موزعين عالميين يتمركزون في آسيا وأوربا
()3
. وأفريقيا ،والباسفيك ،والشرق األوسط
1
(: Daniel Paltriniere, (1erForum Monétique du Maghreb, de l ‘Afrique Centrale et del ‘Ouest
Presentation du DEGAS Visa, Marrakech, 16/02/2006, p 2
2: Source: Interac Association, http: //www.Interac.ca.
3: Master Card-Company Fact Sheet’’ – consulted: 26 July 2021 – http: //www.master card
international.com.
ـ 75ـ
ومجموعة من األدوات و نظم المعلومات واالتصاالت إلتمام وتسوية المدفوعات الكترونيًا،
ونتيجة لذلك ظهرت البطاقات الذكية ( ) Smart Cardsوالتي هي عبارة عن بطاقة
(بالستيكية تحتوي على خلية إلكترونية يتم عليها تخزين جميع البيانات الخاصة
بحاملها مثال االسم ،العنوان ،المصرف المصدر ،أسلوب الصرف ،وتاريخ حياة العميل
المصرفية.....الخ) (.)1
إن هذا النوع من البطاقات الجديدة يسمح للعميل باختيار طريقة التعامل سواء كان
ائتماني أو دفع فوري ،وهو ما يجعلها بطاقة عالمية تستخدم على نطاق واسع في معظم
الدول األوروبية واألمريكية ،ومن األمثلة للبطاقات الذكية بطاقة المندكس ( Mondex
)Cardالتي تم طرحها لعمالء المصارف وتوفر لهم العديد من المزايا.
وقد حدث االزدهار األكبر للبطاقات الذكية فى نهاية التسعينات مع طرح شريحة
خط المحمول الذكية ،و زيادة انتشار الهواتف المحمولة فى أوربا ،أصبحت البطاقات
الذكية أيضاً أكثر استخداماً ،وفى عام ( )0992وافقت ماركة الدفع العالمية ماستركارد
وفي از على التعاون معاً لتطوير معايير استخدام البطاقات الذكية مع بطاقات االئتمان أو
()2
عام ( )0992وقامت شركة بطاقات الخصم ،وتم اطالق االصدار األول ))EMV
) (EMVcoالمسؤولة عن صيانة النظام على المدى البعيد بترقية المعيار فى عام
( 2000و )2002ومن أشهر أنواع البطاقات الذكية في العالم (البطاقات التالمسية،
البطاقات الالتالمسية ،البطاقات المزدوجة) (.)3
ويجرى حالياً استخدام البطاقات الذكية على نطاق واسع فى نظام الهوية الشخصية
على المستويات االقليمية والقومية والدولية ،وذلك فى بطاقات هوية المواطنين وتراخيص
القيادة وبطاقات المرضى وغيرها ،كما يجرى حالياً تركيب البطاقات الذكية الالتالمسية
:1أخترعت البطاقة الذكية في ألمانيا عام 2729م وفي اليابان 2790م وفي الواليات المتحدة األمريكية 2791م وفي فرنسا 2793م انظر
في ذلك -AL T.Techology .samart cards FAQ ,in http//www.scdk.com lat.sfaq.htm :
.)Europay) Visa (Mastercard :2
3: manali oak (Benefits of smart cards) 2010 0TUhttp: //www.buzzle.com/articles/benefits-of-smart-
cards.htmU0T
.
ـ 76ـ
فى جوازات السفر االلكترونية المزودة بالبيانات الحيوية لتحسين األمان فى صناعة السفر
والسياحة الدولية.
بلغت قيمة سوق البطاقات الذكية بمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا نحو
( )22202مليون دوالر أمريكي نهاية العام ( )2002كما استحوذت الهواتف الذكية
()1
من هذه البطاقات التي تشمل أيضًا بطاقات واألجهزة الجوالة على نسبة ()%6206
التعريف واالئتمان ومختلف بطاقات التحكم الذكية ولكن هناك عوائق تقف في طريق
انتشار البطاقات الذكية من أهمها (:)2
التكلفة العالية للبطاقات الذكية مقارنة بالبطاقات المغناطيسية ،والفرق في التكلفة
األولية ،ولكن هذا الفرق يكون بشكل بارز عندما تتم مقارنة الفروق بينهما في
العمر المتوقع واإلمكانيات .
نقص البنية االساسية التي تدعم البطاقات الذكية.
الطبيعة الحصرية لنظام تشغيل الشريحة ،حيث يجب على المستهلك أن يكون تقنيًا
ملم بتفاصيل أنظمة التشغيل حتى يستطيع اختيار البطاقة المناسبة لتطبيق
المطلوب.
نقص المعايير لضمان التوافق المتبادل بين برامج البطاقات الذكية المتنوعة.
للمستهلك.
:1مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة العدد السابع و الثالﺛون .1022
2: .د.محمد ناصر،د.امل حسن،د.تغريد جليل(،البطاقات الﺬكية و اثرها في التقليل من المخاطر المصرفية)،ندوة،مصرفية،معھد
االدارة،العراق.1022،
ـ 77ـ
جدول رقم ( :)0التطور النسبي لسوق البطاقات الذكية في دول العالم ()4103-4114
المصدر :من اعداد الباحث باالعتماد على احصاءات المؤسسات المصدرة للنقد االلكتروني :
http: ///www.crédit-card.ch
من خالل الجدول السابق نالحظ ان أوربا تستخدم البطاقات الذكية بنسبة أكبر من
باقي دول العالم حيث بلغت نسبة انتشارها ( )%26من مجموع السكان عام ()2002
وارتفعت هذه النسبة إلى ( )%22عام ( )2002فيما بلغ عدد مستخدمي هذه البطاقات
( )62202مليون وبلغ عدد الماكينات الخاصة بخدمات البطاقة الذكية بمختلف أشكالها
حوالى ( )0002مليون ،بينما جاءت دول المنطقة األسيوية في المرتبة الثانية بعد أن
وصل عدد مستخدمى الخدمة ( )22606مليون بنسبة انتشار ( ،)%2209تقدم خدماتها
من خالل) )3,4مليون ماكينة ،بينما حلت القارة األفريقية ودول منطقة الشرق األوسط في
المرتبة الثالثة للمناطق الجغرافية األكثر استخداماً للبطاقات الذكية مدعومة بأكثر من
( )222مليون مستخدم بنسبة انتشار ( )%0206وتقدم الخدمة من خالل ( )222ألف
ـ 78ـ
ماكينة بالمنطقة ومن المتوقع أن تبلغ قيمة البطاقات الذكية في تلك المنطقة ( )22202
.
مليون دوالر أمريكي نهاية العام ()2002
وأخي اًر حلت دول منطقة أمريكا الالتينية ودول الكاريبى بالمرتبة الرابعة بعد أن
وصل عدد مستخدمى البطاقات الذكية إلى ) )207,7مليون ،بنسبة انتشار (،)%20
وبلغ عدد ماكينات الخدمة بالمنطقة حوالي ( )3,9مليون ،وكان المركز األخير من
نصيب النصف الثانى من المنطقة األوروبية بعد أن وصل عدد مستخدميها إلى ()2202
مليون بمعدل انتشار ( )%0202وتقدم الخدمة من خالل ( )20206ألف ماكينة.
ـ 79ـ
المبحث الثالث
لضمان قدرة منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على البقاء واالستمرار في السوق،
فإن هذا يعتمد على قدرتها في االستجابة لجميع المتغيرات التكنولوجية واالقتصادية
واالجتماعية والتفاعل معها بغرض زيادة حصتها السوقية ،كما أن تصاعد إمكانيات
االحتيال والغش على الشبكة المفتوحة (االنترنت) بسبب غياب الممارسات التقليدية التي
من خاللها يتم التأكد من هوية العميل وشرعيته ،ومن أجل خلق بيئة مناسبة ألعمال
إلكترونية ناجحة البد من توفر مجموعة من الشروط والمقومات األساسية سواء من
الناحية التقنية أو األمنية أو القانونية أو االقتصادية االجتماعية والثقافية ،حيث تشكل هذه
المقومات حلقة متكاملة ال يمكن فصل إحداها عن األخرى ،وتتلخص هذه المقومات
بالنقاط التالية.
ـ 81ـ
المطلب األول :البنية التحتية التقنية والتشريعية:
تميز القرن الحادي والعشرين بقوى جديدة محركة لالقتصاد ،حيث أصبح المورد
المعرفي و المعلوماتي هو المحرك األساسي لالقتصاد الجديد الذي له التأثير األكبر على
عمل المنظمات التي تعمل على استغالله واالنتفاع به ،ومن ضمنها منظومة الدفع
المصرفي ،ومن أجل تعزيز هذه المفرزات االيجابية لتلك القوى البد من توفر التشريع
القانوني المناسب لضمان حقوق جميع األطراف في التعامالت االلكترونية الرقمية.
المتطلب الرئيس لضمان أعمال إلكترونية ناجحة بل ضمان دخول آمن وسلس
لعصر المعلومات ،عصر اقتصاد المعرفة ،يتمثل بالعناصر التالية:
- 0انتشار شبكات االتصال بأنواعها :أي وجود شبكات االتصال الهاتفية العادية
المعتمدة على تكنولوجيا ( )Digitalوالهواتف الخلوية ( ،)GSMوتمثل السياسات
التسعيرية لمقابل خدمات الربط باإلنترنت أهم ٍ
تحد أمام بناء منظومة الدفع المصرفي.
- 2توفر الحاسبات المضيفة ( :)Hostsوالتي تعود ملكيتها للمصارف والمؤسسات
المالية األجنبية العاملة في السوق المصرفية المحلية ،ويتيح لها من خالل خطوط
االتصال المحلية الدخول إلى شبكة اإلنترنت و لها عنوان رقمي على اإلنترنت (،)1
وقد نما عدد الحاسبات المصيفة على المستوى العالمي من ( )202مليون عام
( )2000إلى ( )20مليون عام (.)2()2002
- 2بناء النظم التقنية القادرة على إثبات الموثوقية :هي النظم البسيطة البناء ،المحصنة
من االعتداء على المحتوى المعلوماتي سواء من داخل المنشاة أو خارجها حيث أن
انخفاض مستوى األمن في األجهزة التكنولوجية المستخدمة في منظومة الدفع
المصرفي يؤدي إلى انعدام الثقة في هذه المنظومة (.)3
ـ 81ـ
- 2اإلدارة التقنية :وتعني الكفاءة األدائية المتفقة مع عصر التقنية القائمة على فهم
احتياجات األداء و التأهيل والتدريب.
- 2التطوير واالستم اررية والتفاعلية مع المستجدات ،ويتقدم هذا العنصر على العديد من
عناصر متطلبات البنية التحتية التقنية وتميزها ،وهذه سمة تتميز بها غالبية المصارف
العربية حيث أنها ال تتجه دائمًا نحو الريادة في اقتحام الجديد ،وال تعني الريادية
التسرع في التخطيط للتعامل مع الجديد ،لكنها حتماً تتطلب السرعة في انجاز ذلك في
ضوء اإلمكانيات والموارد المتوفرة (.)1
- 6الرقابة التقييمية الحيادية :التي تعتبر من أهم عناصر النجاح التقييم الموضوعي،
ومن هنا أقامت غالبية البنوك اإللكترونية جهات استشارية مختصة في التقنية
والتسويق والقانون والنشر اإللكتروني لتقييم فعالية أداء مواقعها على شبكة
االنترنت(.)2
إن البيئة التشريعية المناسبة ألنظمة الدفع االلكترونية تتضمن مراعاة التشريع
القانوني النقاط التالية:
- 1تنظيم العالقة بين أطراف بطاقات الدفع االلكتروني :وهنا تظهر أهمية البنوك
كمؤسسات ذات أثر في توجيه المؤسسة التشريعية إلى تبني تشريعات متوائمة مع مفاهيم
المال اإللكتروني ووسائله وقواعد وأحكام التعامل مع مشكالته القانونية ،وال نبالغ إذا قلنا
أن جاهزية التعامل القانوني مع تحديات هذا النمط المستجد تمثل أهم ضمانة لنجاح
منظومة الدفع االلكتروني (.)3
ـ 82ـ
- 2تعزيز اإلشراف القانوني من قبل المصارف المركزية في عصر المال الرقمي :يمكن
القول إن تعليمات جهات اإلشراف المصرفية على منظومة الدفع المصرفي االلكتروني
غائبة في هذا الوقت أو غير واضحة المعالم ،و هنا يبرز دور المصرف المركزي
باعتباره السلطة النقدية العليا في تفعيل عملياته الرقابية واإلشرافية على كافة أنشطة
المصارف وخاصة الصيرفة اإللكترونية لما لها من مخاطر قانونية وأمنية (.)1
- 3التحديات الضريبية :إن خصوصية معامالت الدفع االلكتروني تلغي فكرة الموقع أو
المكان بالنسبة إلى األنشطة التجارية مما يعني احتمال عدم الكشف عن مصدر تلك
األنشطة ،األمر الذي يطرح مشاكل تحديد النظام القانوني المختص ،وامكانية تحول
األعمال اإللكترونية المتحركة أصالً ،إلى بلدان ذات نظم ضريبية أكثر سهولة
وتشجيعًا ،لذلك فقد قررت أمريكا عدم فرض ضرائب على معالمالت الدفع
االلكتروني ،بينما لم يتحقق بعد التواؤم المطلوب بين دول االتحاد األوروبي في هذا
الشأن كون فرض الضرائب على هذه األعمال يتطلب برامج ضريبية مختلفة في
المتابعة والكشف والجمع ،إضافة إلى ضرورة التعاون والتنسيق إقليمياً ودولياً (.)2
وأخي اًر ربما يكون من المفيد أن نتذكر أن القوالب الجاهزة من االتفاقيات والقوانين
المنقولة عن نظم قانونية أخرى ومؤسسات أخرى ال تفي دائمًا بالغرض المطلوب ،لما لكل
دولة من خصوصياتها ولكل منشأة مصرفية من اعتباراتها وأولوياتها الخاصة ،وبقدر ما
لإلطالع على تجارب الغير من أهمية فإن األهمية في قدرها األكبر تكمن في فهم
االحتياجات الداخلية وموائمة الحلول مع هذه االحتياجات ،مستفيدين مما لدى الغير من
حلول ووسائل.
ـ 83ـ
المطلب الثاني :مقومات أمنية:
يقصد بأمن المعلومات :ذلك العلم الذي يبحث في نظريات واستراتيجيات توفير
الحماية للمعلومات من المخاطر التي تهددها ومن أنشطة االعتداء عليها ،أما من
زاوية تقنية فأمن المعلومات يعبر عن الوسائل واألدوات واإلجراءات الالزم توفيرها
لضمان حماية المعلومات من األخطار الداخلية والخارجية ،كما يشير أمن المعلومات
إلى حماية كل موارد معلومات المنظمة من السرقة من قبل أطراف غير مخول لها
استخدام النظام (.)1
وتشير حصيلة دراسات أمن المعلومات وما شهده هذا الحقل من تطورات على مدى
الثالثين عامًا المنصرمة أن مستويات ومتطلبات األمن الرئيسة في بيئة تقنية المعلومات
تتمثل بما يلي:
- 0الوعي بمسائل األمن لكافة مستويات األداء الوظيفي ،الحماية المادية للتجهيزات
التقنية ،الحماية األدائية (استراتيجيات رقابة العمل والموظفين) ،والحماية التقنية من
المخاطر الداخلية والخارجية.
- 2األمن الفاعل المرتكز على االحتياجات المدروسة التي تضمن المالءمة والموازنة
بين نطاق الحماية ومصدر الخطر وأداء النظام والكلفة .
- 2وضع إستراتيجية شاملة ألمن المعلومات تتناول نظام البنك وموقعه االفتراضي
باإلضافة إلى نظم الحماية الداخلية من أنشطة إساءة االستخدام التي قد يمارسها
الموظفون المعنيون داخل المنشأة.
- 2الرقابة اإللكترونية والتي تركز على األساليب التكنولوجية لتجنب المخاطر وفحص
البنوك في بيئة هيكلية تتسم باالنفتاح.
:1عبد الكريم الخناق،سناء،إداري مخاطر أمنية المعلومات ( ،التهديدات والحماية)،ورقة بحثية قدمت إلى الملتقى الدولي الثالث حول
إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات،التحديات واألفاق،المنظم بجامعة الشلف،الجزائر،في الفترة 12- 25،نوفمبر ،1002ص(.)1
ـ 84ـ
- 2إن أهم استراتيجيات أمن المعلومات هي ضمان وجود فريق تدخل سريع يدرك جيداً
ما يقوم به ،ألن أهم االختراقات في حقل الكمبيوتر تتلف أدلتها لخطأ في عملية
التعامل التقني مع النظام (.)1
- 6أمن نظام التحويالت المالية اإللكترونية ،حيث توجد وسيلتان أساسيتان لتأمين
المعامالت المالية والمصرفية اإللكترونية وهما (:)2
األمن البرمجي ويعتمد هذا النوع من األمن على تشفير المعلومات المصرفية عن
طريق برنامج خاص يعمل على تشفير المعلومات الخاصة بإتمام عمليات الشراء،
بحيث ال يمكن قراءتها في حال اعتراضها.
األمن العتادي ويتم هذا النوع من األمن باستعمال البطاقات الذكية الخاصة
بالمستهلك ،ومن أمثلة البرامج المستخدمة لتحقيق األمن العتادي بروتوكول
الحركات المالية اآلمنة ،والذي يسمح لشركتي (International ،Master Card
)Visaبمعرفة أطراف التبادل من خالل التوقيعات الرقمية ،حتى أنه أضحى
بمثابة الحلم في أغلب عمليات الدفع التي تتم عبر اإلنترنت.
التوقيع اإللكتروني :وهو شهادة رقمية تستخدم في إرسال أي وثيقة أو عقد تجاري أو
تعهد أو قرار ،وهو مكون من أحرف أو أرقام أو نظام معالجة إلكتروني ،واللجوء إلى
التوقيع اإللكتروني يرفع من مستوى األمن والخصوصية للمتعاملين على شبكة اإلنترنت،
فمن خالله يمكن تحديد هوية المرسل والتأكد من مصداقية األشخاص والمعلومات ،كما
يسمح التوقيع الرقمي بإبرام صفقات عن بعد وتسهيل التعامالت دون ضياع الوقت والمال
()3
. وبذلك يزيد في تنمية وضمان التجارة اإللكترونية
:1قھوجي،علي عبد القادر،الحماية الجنائية لبرامج الحاسب ،مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية،العدد،/13/منشورات كلية
الحقوق،جامعة اإلسكندرية.1003،
:2إبراهيم،بختي،دور االنترنيت وتطبيقاته في المؤسسة،أطروحة دكتوراه غير منشورة،جامعة الجزائر ، 2002،ص)( 128
:3نقشنبندي،عالت،التوقيع اإللكتروني خطوي إلى األمام،جريدة اإلتحاد اإلماراتية،العدد ،2011الصادر في .1007/2/12
ـ 85ـ
المطلب الثالث :مقومات اقتصادية ،اجتماعية و ثقافية:
تتمثل المقومات االقتصادية في جميع العوامل المؤثرة على القوى الشرائية للعمالء
ونمط إنفاقهم والتي من أهمها عدالة توزيع الدخل القومي وأثر ذلك على الدخل الفردي،
كما تتمثل بالسياسة المالية والنقدية للدولة وأثر ذلك على سلوك المتعاملين بتقنية الدفع
اإللكتروني.
- 2متوسط الدخل الفردي :حيث يبلغ عدد غير المتعاملين مع البنوك ما يقرب من ()2
مليارات أي أكثر من ثلثي سكان بلدان العالم المنخفضة والمتوسطة الدخل ،فهؤالء
هم الغالبية الهائلة المحرومة من الخدمات المصرفية اليوم (.)1
- 1السياسة النقدية والمالية للدولة :تلعب الحكومات دو اًر كبي اًر كجهات منظمة للقطاع
المصرفي ،وجهات مقدمة لشبكات األمان االجتماعي ومشجعة النتشار الحسابات
المصرفية والبنية األساسية المالية منخفضة التكلفة ،ومن شأن ذلك الدور التأثير
على انتشار وسائل الدفع المصرفي االلكتروني (.)2
تعتبر البيئة الثقافية المحرك األساسي لألفراد ،فالثقافة هي التي تحدد السلوك
المقبول أو غير المقبول اجتماعيًا وتتشكل من مواقف العمالء تجاه هذا النوع من
الخدمات المصرفية ،وتتمثل البيئة الثقافية االجتماعية بالنقاط التالية.
- 2المؤهل العلمي والثقافي :يجب مراعاة القضايا الثقافية التي تدور حول الجنس
والطائفة أو الطبقة االجتماعية والتكنولوجيا والمال والخصوصية وما إلى ذلك ،كي
1
: CGAP. Financial Access 2009,Measuring Financial Inclusion around the World. Washington,
p(15).
2
: Fowler, Judge, and John Hickey. 1995. “The Branch Is Dead! Long Live the Branch.” ABA
Banking Journal, Vol. 87.
ـ 86ـ
يكون نظام الدفع المصرفي اإللكتروني ناجحًا وسريع االنتشار بين كافة طبقات
المجتمع.
- 1الوعي المصرفي اإللكتروني (.)1
- 2الخصائص السكانية :إن قوة الخصائص السكانية في مختلف صورها تنتج
استقطابًا إيجابيًا قويًا باتجاه سرعة تبني خدمات الدفع المصرفي االلكتروني ،حيث
تتوقع شعبة السكان في األمم المتحدة أن البلدان النامية ستكون حضرية بنسبة
( )%20في عام ( )2020مقارنة بنسبة ( )%22في الوقت الحاضر ،كما أن
الهجرة الدولية نتيجة الطلب المتزايد على العمالة في الدول المتقدمة إضافة إلى
عمليات النزوح الداخلية في البلدان النامية أدى إلى زيادة تحويالت المغتربين حيث
تضاعفت بواقع أربعة أمثال لتصل إلى أكثر من ( )200مليار دوالر أمريكي سنويًا
(تقارير البنك الدولي .)2( )2009
- 3العمر :حيث أن الخدمة المصرفية الموجهة لفئة عمرية معينة ال تناسب كافة الفئات
العمرية األخرى لذلك البد من أن تكون خدمات الدفع االلكتروني متناسبة ومتجانسة
تلبي احتياجات كافة المتعاملين ومن كافة الفئات العمرية.
- 3العادات والتقاليد االجتماعية :إن االستعانة بالوسائل اإللكترونية المتاحة لغرض
تأدية الخدمات وانجازها ما هي إال سمة من سمات العصر الحديث ،والتي مهما
حاول الفرد من االبتعاد واالستغناء عنها فإن األمر سينتهي بأن يستعين بمثل هذه
الخدمات (.)3
- 2البساطة وسهولة االستخدام :يجب أن يصمم نظام الدفع المصرفي االلكتروني بحيث
ال في استعماله و تعلمه ،فعلى على سبيل المثال صمم المهندس التقني
يكون سه ً
) )Prodemفي بوليفيا أجهزة صراف آلي بها شاشات تعمل باللمس و رموز لونية
( .)4
وتعليمات صوتية تتوفر باللغة االسبانية
1
: Macchi, Beltran, chief executive officer of Vision S.A., interview in August 2004.
2
& : Oliver Wyman. 2007. “Sizing and Segmenting Financial Needs of the World’s Poor.” Bill
Melinda Gates Foundation,P33.
3
: Jeannette, J. and Hennessey H. (2011), International Marketing Management, Strategies and
Cases, Houghton Mifflin Company, Dallas , p(56).
: 4مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على
الموقع االلكتروني:
(GAP’s IT Innovation.) Series article on ATMs) (www.cgap.org/technology).
ـ 87ـ
خاتمة الفصل الثاني:
في نهاية هذا الفصل نؤكد على أن منظومة الدفع المصرفي االلكتروني لم تعد
خيا ًار يقبل أو يرفض بقدر ما هي واقعًا مفروضًا على النظم المصرفية في مواجهة
الحاجات المتزايدة لعمالئها في ظل تفاوت مستوى االمكانيات التقنية والتشريعية المتوفرة
في كل دولة والتي فرضت تفاوت مستوى الدفع المصرفي االلكتروني بين الدول المتقدمة
نفسها من جهة وبينها وبين الدول النامية من جهة أخرى ،خاصة وأن معظم الدول النامية
تستطيع أن تكيف تعامالتها حسب الواقع االجتماعي والثقافي واالقتصادي لتلك الدول
وهذا ما يفسر ظهور المصارف االسالمية كمصارف مستقلة أو كجزء من مصارف
موجودة فتم تطوير أنظمة العمل الصيرفي بما يتناسب مع الشريعة االسالمية كنظام
المرابحة والمتاجرة والشراكة والريع االسالمي وبطاقات الدفع المصرفي االسالمي ،حتى أن
بنوك عمالقة مثل ) )British Bank0HSBCوغيرها قد قامت بتطوير أنظمتها وفتح
فروع اسالمية لها في بعض دول الخليج ،فما هي أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني
عالمياً ،عربياً ،منعكساتها النقدية.
ـ 88ـ
الفصل الثالث
تمهيد:
تجارب بعض الدول في عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني. المبحث األول :
انعكاسات عملية التحول للدفع االلكتروني على السياسة النقدية المبحث الثاني :
وكيفية استجابة المصارف المركزية لها..
اآلثار المحتملة للنقد االلكتروني على السياسة النقدية ومدى المطلب الثالث:
استجابة المصارف المركزية لها.
آفاق عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني واتجاهاته العالمية. المبحث الثالث :
ـ 89ـ
تمهيد:
لقد عرف االقتصاد عدة فترات انتقالية ،تميزت كل فترة عن األخرى بوسائل و
أساليب و أفكار جديدة أدت إلى تمييزها عن سابقاتها فكانت مرحلة الزراعة ،ثم مرحلة
الصناعة ،أما اآلن فمرحلة المعرفة بمختلف مصادرها و توجهاتها سواء ظهرت في
األفكار أو في التطبيقات من تكنولوجيا المعلومات و االتصال إلى عالم كل شيء فيه
رقمي فظهر اقتصاد المعرفة و االقتصاد الرقمي ،هذا االقتصاد الذي عرف تحوالت في
مختلف أركانه و لم يكن العمل المصرفي في منآى عن هذه التغيرات فتوجه هو أيضاً إلى
الرقمنة ،فظهرت تقنية الدفع المصرفي االلكتروني التي لم تعرف الحدود ،و اعتمدتها
مختلف األنظمة المصرفية و المالية على مستوى العالم.
التحول إلى االقتصاد الرقمي لم يعد ترفاً أو رفاهية لدول بعينها ،بل أصبح ضرورة
حتمية للتحول إلى المدفوعات االلكترونية ،سواء عبر االنترنت أو من خالل بطاقات
االئتمان بأنواعها المختلقة ،ولكن يبقي في النهاية حجم التطبيق كدليل على الفهم الكامل
ألهمية وأثر هذه التعامالت المالية االلكترونية علي النظام االقتصادي المحلي والعالمي.
أنظمة الدفع النقدي االلكتروني أو كما يطلق عليها البعض النقد االلكتروني،
أظهرت وجوب بذل المزيد من الجهود ،وسط بيئة التنافس المصرفي سواء بين الدول أو
بين المنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني.
وبناء على ما سبق سيتناول هذا الفصل بمحثه األول دراسة وتحليل تجارب بعض ً
الدول األوربية والعربية في مجال الدفع االلكتروني ،بينما خصص المبحث الثاني لدراسة
و تحليل انعكاسات التح ول للدفع االلكتروني على السياسة النقدية و كيفية استجابة
المصارف المركزية ،وتم في المبحث الثالث دراسة آفاق عملية التحول للدفع االلكتروني.
ـ 91ـ
المبحث األول
تشكل الصناعة المصرفية أحد أهم مؤشرات النهضة االقتصادية التي ارتقت لها
المجتمعات البشرية عبر تطورها ،نظ ًار إلسهامها الواسع في توفير متطلبات االستثمار
والتنمية ،إذ يمكن قياس مستوى التقدم والتطور االقتصادي ألي مجتمع بمدى كفاءة و
نجاعة نظامه النقدي و البنكي ونوعية خدماته المقدمة ،إن ظهور النقد اإللكتروني وتعميم
التعامل به في العالم الغربي بدأت نتائجه تظهر جليًا من خالل تراجع التعامالت بواسطة
الشيكات أو بالنقد مباشرة ،والتطور السريع لهذه الوسيلة في باقي دول العالم.
ومن خالل هذا المبحث سيتم دراسة حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني
باإلضافة ألهم التجارب األوربية والعربية في مجال الدفع النقدي االلكتروني.
ـ 91ـ
المطلب األول :حجم الطلب العالمي على النقد االلكتروني:
رغم أنه هناك حاالت فشل كثيرة فى السنوات القليلة الماضية فى تقديم النقد
اإللكترونى ،إال أن هذه الفكرة ترفض أن تنتهي تماماً ،وهناك العديد من الشركات الكبرى
التى تنظر إلى نظم النقد االلكتروني أنها ما زالت فى بدايتها و تتطلع لمستقبل زاهر لتلك
النظم.
إن استخدام النقود االلكترونية مازال ضعيفًا مقارنة بوسائل الدفع االلكترونية
األخرى ،وتعد الواليات المتحدة األمريكية من أول الدول التي عرفت النقد االلكتروني
والذي استخدمته في صورة البطاقات الذكية وقد ارتفع حجمها من ( )022مليون دوالر
عام ( )0996إلى ما يقارب ( ) 2تريليون دوالر عام ( ،)2002أما في المانيا فقد ارتفع
حجم النقود االلكترونية من ( )200مليون مارك ألماني عام ( )0992إلى ()00222
مليون مارك عام ( )0992على الرغم من أن النقود القانونية الموجودة بالتداول في ذلك
العام لم تتجاوز ( )060مليون مارك الماني بما يعادل ( )%02من إجمالي النقود
المتداولة في ذلك العام (.)1
وفي بريطانيا بينت اإلحصاءات أن ( )%20من نظام الدفع النقدي تم عبر قنوات
الدفع االلكتروني بينما لم تتجاوز نسبة االنفاق النقدي القانوني ( )%29أو ما يعرف
بالنقود التقليدية تم إنفاقها في العام ( )2002أثناء عمليات التسوق ،ونتيجة ذلك ،فإن
مستهلكي بريطانيا استخدموا أوراقًا نقدية وعمالت معدنية بنسبة تقل عن ()2( )%00عما
اعتادوا عليه سابقاً ،وبالنسبة للدول األوربية مجتمعة فإن استخدام النقود االلكترونية في
تزايد مستمر وفق الشكل البياني التالي:
:1مركز البحوث الملية والمصرفية،البطاقات الﺬكية والتحيات القانونية والرقابية،مجلة الدراسات المالية والمصرفية.1021،
:2مجلة أسواق وأرقام،العدد ( )9220تا 1022/2/2
ـ 92ـ
الشكل رقم ( :)0تطور حجم النقد االلكتروني في الدول المتقدمة خالل الفترة ()4101-4111
€600
€500
€400
€300مليون يورو
€200
€100
€0
هذه التطورات في وسائل الدفع النقدي االلكتروني دفعت البعض للتأكيد على أن
القرن الجاري لن ينتهي قبل أن تغدو النقود الورقية جزءًا من التاريخ ونحن نعتقد أن
استخدام العمالت الورقية والمعدنية سيتقلص بشكل كبير ،لكنها لن تغيب عن التداول
اليومي ،فإصدار النقود في حد ذاته تعبي ًار عن سيادة الدولة ،لكن المستقبل للنقود
اإللكترونية رغم المشاكل التي تواجهها حالياً حيث تشيرآخر الدراسات المتاحة أن نحو
( )%02من سكان الكرة األرضية يعتمد كلياً على الوسائل اإللكترونية لدفع ثمن حاجاته،
وأن ( )%20من المستهلكين على المستوى العالمي يعتمد بنسبة تصل إلى ( )%20على
الوسائل اإللكترونية (.)1
1: Claessens, J., Dem, V., De Cock, D., Preneel, B., and Vandewalle, J. On the security of today’s online
electronic banking systems. Computers and Security 21, 3 (2012), 257–269.
ـ 93ـ
ثانيا :العوامل التي تؤثر في الطلب العالمي على النقد االلكتروني:
إن اآللية التي تستخدم بها النقود اإللكترونية تستلزم نظاماً مصرفياً خاصاً تضعه
البنوك سواء كانت بنوك حقيقة أو افتراضية ،وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في
الطلب العالمي على النقد االلكتروني:
:1مجلة األمن والقانون ،مجلة دورية محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي ،السنة الثانية عشرة ،العدد األول.1003 ،
:2محمد،مھدي زين،النقد االلكتروني ضرورة من ضرورات القرن الواحد والعشرون،القاهرة،شباط .1023
ـ 94ـ
)2نظم الدفع السائدة :ما ازل البعض يفضل استخدام النقود السائلة بدالً من النقود
االلكترونية في تعامالتهم اليومية ،فقد بلغ مثالً عدد مستخدمي وسائل الدفع
اإللكتروني في القارة اإلفريقية بين ( )%2-002من إجمالي السكان لعام
(.)1()2002
يبدأ التعامل بالنقد االلكتروني من خالل إصدار المصرف لعملة الكترونية تعبر
عنها سلسلة من األرقام العشوائية التي تسمى الرقم المتسلسل للعملة ويتم حفظ هذا الرقم
في بطاقة أو جهاز العميل ،بعد ذلك يقوم العميل باستخدام هذه النقود عن طريق منح
الرقم المتسلسل ،مشف اًر إلى من يتعامل معه فيقوم هذا األخير باالتصال بالمصرف
الستصدار عملة جديدة باسمه أو لتحويل القيمة النقدية إلى حسابه ويقوم المصرف من
خالل قائمة األرقام الموجودة لديه بالتحقق من كون هذه النقود صادرة منه ومن كونها لم
تصرف بعد ،غير أن هذ النظام منتقد من جانبين(:)2
األول :أن التاجر أو من يتعامل مع العميل ال يستطيع التحقق من كون هذه النقود
قد صرفت سابقاً أو ال واذا أمكنه ذلك فإنه يكون بعد فوات األوان،
الثاني :إن هذه الطريقة تجعل الرقم المتسلسل الذي يفترض أن يكون سريًا معرضًا
للكشف عندما يقوم المصرف بالتأكد من رقم العملة المتسلسل.
وللتغلب على تلك العقبات برزت تقنية العملة المخفية التي تعتمد على وجود رقم
متسلسل مضروب في عامل حسابي (رقم مخفي يمتلكه العميل فقط ) وهذه التقنية توفر
السرية والخصوصية التي تدفع الكثيرين للتعامل مع تقنية النقود االلكترونية ومعرفة كون
النقود قد صرفت أوالً ،وسنتحدث عن هذا الموضوع ألحقاً.
استنادًا لما سبق وأمام هذا التفاوت في الطلب العالمي على النقد االلكتروني نتيجة
عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة عن طبيعة النقد االلكتروني وعن المخاوف التي
:1الھيئة العليا لتطوير مدينة الرياض،النقود االلكترونية،1002 ،على الموقع االلكتروني: :
www.arriyadh.com/Economic/leftBar/Researches/.........doc_cvt.asp
:2ابراهيم السقا،محمد،استاذ االقتصاد،جامعة الكويت،النقد االفتراضي،المجلة االقتصادية،العدد ()9199تا 1022-7-22
ـ 95ـ
يمكن أن يثيرها هذا النظام االلكتروني الجديد ،قمنا بدراسة وتحليل تجارب بعض الدول
المتقدمة والعربية في مجال الدفع النقدي االلكتروني من خالل المطلب التالي.
تعد الدول الصناعية المتقدمة مرجعًا أساسيًا في النجاح االقتصادي المسجل ،و ال
شك أن هذا النجاح له أسبابه و شروطه ،وأنه من الضروري أن تحاول أي تجربة ناشئة
االستفادة من عوامل النجاح ضمن مجموعة الدول الصناعية المتقدمة في جميع المجاالت
االقتصادية بما في ذلك السياسة النقدية ،ولم يتأت ذلك صدفة بل نتيجة للنجاح الذي ما
فتئت تحققه على مستوى تأثيرها في النشاط االقتصادي و تحقيقها ألهدافها ،كما أن
تطور أدوات ووسائل الدفع من خالل التجارة االلكترونية قد يوحى لبعض الشركات
المتخصصة في مجال المعلومات بعرض خدماتها في مجال إصدار وادارة هذه األدوات،
ولكن غالبية القوانين المصرفية تحصر هذا النشاط فقط في المؤسسات المصرفية ،وقد
صدر عن المفوضية األوروبية عام ( ،)1( )0992اقتراح يهدف للسماح بأن تقوم
مؤسسات أوروبية غير مصرفية بإصدار عمالت الكترونية إال أنه تم تجميد هذا االقتراح
بفعل معارضة المصارف المركزية ومؤسسات النقد األوروبية.
1
: Article 2C, de la recommandation N 97/489/CE, de la Commission Européenne du 30/07/1997, Concernant
les Opérations effectuées d‘instrument de paiement Electronique, JOSE, N° L 208.02/08/1997, p 52.
ـ 96ـ
أوال :واقع الدفع النقدي االلكتروني في أوربا:
تعتبر أوربا المهد الذي ترعرع فيه الدفع النقدي االلكتروني بعد بداية التعامل به في
الواليات المتحدة األمريكية كما أو ضحنا سابقاً ،هذا وقد تسارع تطور البطاقات
اإللكترونية التي تدعمها شبكات في از و ماستر كارد في أوروبا عن طريق التوجيه رقم
( )2009/110/ECالصادر عن البرلمان األوروبي بتاريخ (16سبتمبر ،)2009فيما
يتعلق بأعمال المؤسسات المصدرة للنقود اإللكترونية وتيسير دخول العبين جدد لسوق
الخدمات المصرفية ( ،)1مع العلم أن هذه المؤسسات كانت موجودة بالفعل ،و أنشطة
خدمات الدفع النقدي االلكتروني حرة وغير مقيدة بالقوانين واألنظمة كما هي عليه حاليًا،
والجدول التالي يوضح عدد مؤسسات الدفع النقدي االلكتروني في بعض الدول األوربية
حتى نهاية عام (.)2000
جدول رقم ( :)2عدد المؤسسات المصدرة للنقد االلكتروني في بعض الدول االوربية حتى نهاية عام ()2000
و نتج عن دخول هذه المؤسسات والكيانات الجديدة سوق الدفع النقدي االلكتروني
أنها أسهمت بنحو ( )022مليار يورو في الناتج االجمالي القتصاديات دول االتحاد
االوروبي خالل عام ( ،)2002وذلك في الوقت الذي أوضحت فيه دراسة لمؤسسة
(موديز) االقتصادية بتكليف من شركة في از العالمية أن المدفوعات النقدية االلكترونية عبر
البطاقات االئتمانية أسهمت بنحو ( )000تريليون دوالر في االقتصاد العالمي في الفترة
من ( ،)2002-2002كما تشير أرقام المفوضية األوروبية إلى أن ( )%22من قاطني
دول االتحاد األوروبي تسوقوا عبر االنترنت في ( )2002مقارنة بنحو ( )%22عام
( ،)2009وأوضح ( )%66من هؤالء المتسوقين أن مواقع االنترنت توفر منتجات
1
: David Baurnie et levio Vaunetti, « Les Systèmes Monétaires du développement des systèmes de
paiements électronique », RevueEconomique,2012,P(222).
ـ 97ـ
أرخص بينما أكد ( )%20أن التسوق عبر االنترنت يوفر الوقت ،وبين ( )%22أنها
تمنح فرصة لمقارنة االسعار واختيار أفضلها وهذا متاح بشكل دائم طوال فترة اليوم (.)1
شكل رقم ( :)2نسبة التعامل النقدي االلكتروني كنسبة مئوية من التعامل النقدي الكلي في الدول
األوربية لعام ()2002
100
90
80
70
60 53
50 46 45 43 40 39 39
40 34
30 25
20 12 11
7 6
10 2 1
0
يتضح من الشكل البياني السابق أن نسبة المعامالت التي تنفذ بشكل الكتروني
مرتفعة في فرنسا بالرغم من صعوبة تحديدها بدقة نظ اًر للعدد الكبير جداً من العمليات
وعدم وجود وسيلة يمكن االعتماد عليها وقدرت ( )%22من الصفقات في فرنسا( ،كما
تمثل النقود الورقية التقليدية أقل من ( )%2من إجمالي قيمة المعامالت في فرنسا ،وعادة
ما يتم استخدام النقود الورقية في مبالغ الشراء الصغيرة حيث يفضل الفرنسيون الدفع
بوسائل الدفع االلكترونية بمجرد أن المبلغ الواجب دفعه آخذ في االزدياد ويتجاوز ()02
يورو ) ،مقابل ( )%00في إيطاليا ،و ( )%22في ألمانيا و ( )%20في المملكة المتحدة
ونسبة أكثر من ( )%20في بلدان الشمال األوروبي مثل السويد وفنلندا(.)2
1
: CLARK C.L, 2012 “Shopping without Cash: The Emergence of the E-Purse,”Economic Perspectives,
Fourth Quarter, 34-51.
2
: Source The McKinsey Global Payments Map Avril,2012: http:
//www.mckinsey.com/clientservice/Financial_Services/Knowledge_Highlights/Recent_Reports/~/media/Rep
orts/Financial_Services/Global_Perspective_on_Payments1.ashx
ـ 98ـ
وفي بريطانيا دلت اإلحصائيات المتوفرة أن بين كل ( )000جنيه استرليني تم
إنفاقها في العام ( )2002أثناء عمليات التسوق يوجد ( )29جنيهاً فقط تم دفعها نقداً،
والباقي عبر آليات الدفع االلكتروني كبطاقة السحب اآللي أو البطاقة االئتمانية أو ما
بات يعرف بالنقد اإللكتروني ،ونتيجة ذلك فإن مستهلكي بريطانيا استخدموا أوراقاً نقدية
وعمالت معدنية بنسبة تقل عن ( )%00عما اعتادوا عليه سابقًا ،كما أن الشركات
الصغيرة والمتوسطة في بريطانيا تخسر نحو ( )02مليار جنيه استرليني سنوياً بسبب
استمرار تعاملها النقدي )الكاش ) واحجامها عن قبول المدفوعات االلكترونية ،مع العلم
أن ()%26من المستهلكين يفضلون شراء احتياجاتهم من اماكن تتنوع فيها وسائل الدفع
الدفع االلكتروني وأن نحو ( )%20من الشركات الصغيرة والمتوسطة يطبقون نظم
المدفوعات االلكترونية (.)1
شكل رقم ( :)3تطور طرق الدفع النقدي المختلفة في بريطانيا في العام ()4104
المصدر :محمود،هشام ،النقد الورقي ينقرض نهاية القرن العشرين ،لندن ،جامعة لندن( 2002 ،مقال منشور على
شبكة االنترنت)_(.)www.LIBERLLES.ORG
إن دراسة و تحليل تجارب بعض دول هذه المجموعة في السياسة النقدية ضروري
الستلهام العبر و رسم المعالم المستهدفة و المتوخاة من السياسة النقدية في ظل انتشار
التعامالت النقدية االلكترونية.
1
: DORN J, 2012, The Future of Money in the Information Age, Cato Institute, Washington,P (122).
ـ 99ـ
ثانيا :الدفع النقدي االلكتروني في فرنسا:
شهدت فرنسا ثورة جديدة في وسائل الدفع المصرفي االلكتروني (المدفوعات عن
طريق االنترنت ،الهاتف المحمول.........الخ) ،هذه الثورة تميزت بالنمو الغير المسبق
لبطاقات الدفع االلكتروني باعتبارها االسلوب المفضل ألداء االلتزامات الدورية واليومية
لدى المواطنين الفرنسيين ،حيث بلغ عدد البطاقات المصرفية المصدرة في فرنسا نهاية
عام ( )2000حوالي ( )000مليون بطاقة دفع الكتروني ،موزعة على ( )62مليون بطاقة
بين البنوك الفرنسية )02( ،مليون بطاقة صراف آلي )22( ،مليون بطاقة دفع خاصة،
بقيمة بلغت ( )206مليار يورو في حين بلغ عدد الشيكات ( )2022مليون شيك بقيمة
صافية ( )202مليار يورو.
هذا و تتميز وسائل الدفع المصرفي االلكتروني في فرنسا بثالث خصائص رئيسية
مقارنة بالدول األوروبية األخرى:
نسبة صغيرة من المعامالت النقدية تقدر بنحو ( )%55من إجمالي عدد العمليات
مقارنة ب ( )%75في ألمانيا.
نسبة استخدام عالية جدًا لبطاقات االئتمان ( )%43من المعامالت تتم بشكل
الكتروني.
)%02( فقط من إجمالي المعامالت تتم باستخدام الشيكات(.)1
لقد تسارعت وسائل الدفع االلكتروني في فرنسا مقارنة بالشيكات التي كانت الوسيلة
الوحيدة للدفع منذ عام ( )0920ولكن شهدت تراجع كبير في حصتها خالل الفترة
( )0990 -0920بالتوازي مع الزيادة الكبيرة في انتشار وتوزيع بطاقات الدفع
االلكتروني ،والتي كانت تستخدم في األصل للسحب من اجهزة الصراف اآللي ،وقد
تسارعت هذه الزيادة بشكل خاص بعد عام ( )0922مع تأسيس التعامل بين البنوك
الفرنسية ،حيث أشارت اإلحصائيات لعام ( )2002أن حوالي ( )%90من سكان فرنسا
يستخدمون تلك البطاقات ،ومنذ ذلك الحين فقدت الشيكات دورها المهيمن ،كما أن
1
: Jean-Marc Lhrm L’AVENIR DES MOYENS DE PAIEMENT EN FRANCE MARS (2012)P(99).
ـ 111ـ
شركات الدفع االلكتروني والتي ساهمت السلطات الضريبية وشركات االتصاالت الفرنسية
بإنشائها عام ( ،)1()0922ساعد على رسم الصورة العامة لنظام الدفع االلكتروني في
فرنسا.
1
: Rapport sur l’utilisation du chèque en France -Février 2011- par le cabinet Edgar, Dunn & Company pour
le CCSF.
2
: Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT (Groupement pour un système interbancaire de
télécompensation
ـ 111ـ
جدول رقم ( :)2تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات باستخدام الشيكات المصرفية في فرنسا
()2000-2000
عدد الدفعات بالبطاقات المصرفية (ألف) عدد الدفعات بالشيكات (ألف) العام
ـ 112ـ
وبتمثيل هذه المعطيات بيانيا:
الشكل البياني رقم ( )2تطور تطور عدد الدفعات بالبطاقات و عدد الدفعات باستخدام الشيكات
المصرفية في فرنسا ()2000-2000
9,000
8,000
7,000
عدد الدفعات
بالشيكات 6,000
(ألف) 5,000
4,000
عدد الدفعات
بالبطاقات 3,000
المصرفية
(الف) 2,000
1,000
2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000
source: Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT (Groupement pour un système
interbancaire de télécompensation).
وبشكل عام تعتبر بلدان الشمال األوربي وخاصة فنلندا والسويد قادة العالم في
مجال خدمات الدفع االلكتروني ،حيث تجاوزت نسبة العمالء عبر االنترنت في تلك الدول
أكثر من ثالثة أضعاف المعدل األوربي الكلي في نهاية عام ( ،)1()2000هذا االنتقال
السريع للخدمات المصرفية عبر االنترنت أدى إلى اعادة هيكلة كبرى للصناعة المصرفية
بأكملها على مستوى العالم.
تعتبر السويد من أولى الدول األوربية التي حققت انجا ًاز تاريخيًا باصدار العملة
النقدية الورقية وادخالها حيز التداول النقدي عام ()0660م ،ونتيجة التقدم العلمي
والتكنولوجي الهائل الذي حققته السويد في قطاع المعلوماتية واالتصاالت بحصولها على
()2
المركز األول وفق تقرير المنتدى العالمي لتكنولوجيا المعلومات الرقمية لعام ()2002
هذا من جهة ومن جهة أخرى ارتفاع كفاءة القطاع المالي والمصرفي نتيجة زيادة معدالت
االستثمار المصرفي في السويد وانخفاض عمليات السطو واالحتيال إلى أدنى مستوياتها
خالل الثالثين عام الماضية ،كل ذلك شكل ركيزة أساسية ومتينة استطاعت السويد من
خاللها الدخول بقوة إلى عالم المدفوعات االلكترونية وتحقيق انجاز تاريخي أخر ولكن
هذه المرة باتجاه معاكس عبر التخلص من التعامل النقدي الورقي لصالح التعامل بالدفع
النقدي االلكتروني.
هذا التوجه لدى دولة السويد حظي بدعم الفت من قبل برنامج األمم المتحدة للتنمية
وبمشاركة أهم المؤسسات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع النقدي االلكتروني (شركتي في از
1
: Borg, A. & Segendorf, B. (2010), “The Swedish Stability Fund and Stability Fee”, IFCReview, May 2010.
2
: Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report, the Royal Swedish Institute of
Technology, 15 January 2013.
ـ 114ـ
وماستر كارد العالمية) ،بناء على ماسبق استطاعت السويد تحقيق العديد من االنجازات
في مجال الدفع النقدي االلكتروني أهمها(:)1
ولدراسة تأثير النقد االلكتروني (الذي يمثل قيمة العمليات النقدية المنفذة باستخدام
ال بالكتلة النقدية
وسائل الدفع النقدي االلكتروني) على حجم التعامل النقدي التقليدي (ممث ً
(M1في السويد خالل فترة الدراسة المعتمدة ،يعزز الجدول التالي الصورة المرئية ألثر
النقد االلكتروني على النقود القانوني التقليدي (.)M1
جدول رقم ( :)2تطور مستوى المعروض النقدى في السويد خالل الفترة ()2002-2002
4102 4103 4104 4100 4101 4119 4115 4112 4116 4112 العام
الكتلة النقدية
2303 52014 5504 9404 9206 9404 9902 01105 01402 01105
المتداولة
قيمة العمليات
00222 00425 0041 229 246 623 262 202 260 322
المنفذة الكترونيا
المصدر :بيانات مصرف السويد المركزي على شبكة االنترنت لألعوام المذكورة.
من خالل الجدول السابق نالحظ أن مستوى المعروض النقدي ( )M1قد انخفض
بشكل ملحوظ خالل الفترة ( )2002-2002حيث بلغ في ( ،)2002ما قيمته ()2202
1
: http: //www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-economy/17-2-2015.
ـ 115ـ
مليار كورون سويدي مقابل تزايد قيمة العمليات المنفذة الكترونياً خالل نفس الفترة ،حيث
بلغت في عام ( )2002ما قيمته ( )222مليار كورون سويدي ليصل إلى حوالي تريليون
ونصف كورون عام ( ،)2002وهذا الرقم قابل لالرتفاع مقابل انخفاض مستوى
المعروض النقدي ( ) M1إلى مستوى الصفر مع رفض قبول األموال النقدية و تزايد
االعتماد على بطاقات االئتمان في في كافة أرجاء السويد ،و قد وصل األمر الى حد
رفض وسائل النقل العامة في غالبية المدن السويدية قبول األموال نقداً والزام الركاب
بالدفع عبر بطاقات االئتمان ،وحسب التقارير الصادرة عن اتحاد البنوك السويدية تراجع
التعامالت النقدية التقليدية أثر ايجابًا على مستويات الجريمة في السويد ،حيث انخفض
من ( ) 000عملية عام ( )2002إلى ( )06عملية فقط عام ( ) 2000وهو أدنى رقم
منذ أن بدأ توثيق عمليات السطو قبل ( )20عامًا وتشكل األوراق النقدية ( )%2من حجم
االقتصاد السويدي مقابل ( )%9في دول اليورو و ( )%2في الواليات المتحدة (.)1
يمكننا باالستناد إلى النتائج السابقة إجراء مقارنة مع الحالة السورية التي سوف نأتي
على ذكرها الحقاً وذلك باختبار الفرضية الفرعية الثانية (يمكن للنقود االلكترونية في
السويد أن تحل محل النقود الورقية) استنادًا إلى الجدول رقم (.)2
1: Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report, the Royal Swedish Institute of
Technology, 15 January 2013.
ـ 116ـ
المطلب الثالث :تجارب عربية في التحول ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني:
إن التطور العلمي والتكنولوجي الذي تشهده الساحة المصرفية وما ترتب عليه من
استخدام واسع لألدوات التكنولوجية و قنوات الدفع النقدي االلكتروني في الدول المتقدمة،
جعل من الضروري على البلدان النامية ومنها العربية أن تعمل وبشكل جاد للتحول إلى
أنظمة الدفع المصرفي االلكتروني إذا ما أرادات اإلبقاء على قطاعها المصرفي في إطار
المنافسة واالستمرار ،والوقوف على قدم المساواة مع المصارف العالمية من خالل إعادة
صياغة استراتيجياتها وانتهاج سياسات أكثر تطو اًر وشموالً للتحول نحو الدفع المصرفي
االلكتروني ،بهدف مالحقة االتجاهات االبداعية فى العمل المصرفى الدولي وتطوير
جودة الخدمة المصرفية ورفع كفاءة األداء مما يعزز من قدراتها التنافسية على الساحتين
العربية والدولية.
تختلف صور أنظمة الدفع النقدي االلكتروني في الوطن العربي إلى حد كبير عن
باقي دول العالم ،حيث تشير اإلحصائيات أن اجمالي االنفاق العربي على الدفع
االلكتروني ال يزيد عن ( )92مليون دوالر سنوياً ،وأن معظم المتعاملين بالدفع االلكتروني
يتركز انفاقهم على التجارة االلكترونية كما أن ( )20%من العمليات التجارية االلكترونية
تتم خارج المواقع العربية بسب ندرة تلك المواقع التي ال تمثل سوى ( )0,5%من مساحة
االستخدام العالمي على شبكة اإلنترنت( ،)1ونظ اًر لالرتباط الوثيق بين اإلنترنت والدفع
االلكتروني باعتبار أن األول هو بطاقة تعريف للثاني نظ ًار للدور الفاعل لإلنترنت في
ترقية الدفع االلكتروني في العالم بصفة عامة وفي الدول العربية بصفة خاصة ،لكن ذلك
:1أحمد،أبو فارة،واقع االنترنت والتجاري االلكترونية العربية والخدمات المصرفية االلكترونية،على الموقع
http: //www.yusuf-abufara.net/index.htm
ـ 117ـ
يصطدم بانخفاض عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية حيث بلغ في نهاية عام
( )6209( )2000مليون يتوزعون وفق الترتيب العالمي لدولهم حسب تقرير نفس العام.
جدول رقم ( :)2عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية حسب الترتيب العالمي لسنة ()2000
ـ 118ـ
)Source : Internet World Stats (usage and population statistics
وبشكل عام يمكن تلخيص واقع الدفع النقدي االلكتروني العربي بالنقاط التالية.
- 0ان استخدام أجهزة الصرف اآللي ونقاط البيع وبطاقات الدفع و االئتمان قد أصبح
تطو ًار شائعًا في عموم الدول العربية ،بوصفها ركائز إلكترونية أساسية يعتمد عليها
عمالء المصارف في إجراء معامالتهم المصرفية في دولهم وفي العالم عموماً ،كما أن
عدداً من المصارف العربية قد قام بإنجا ز إبداعات أساسية على صعيد البطاقات
بالتسوق حول العالم(،)1
ّ البالستيكية وذلك بإصدار (بطاقات إنترنت) تسمح لزبائنها
ورغم ذلك بقيت حصة العرب من معامالت الدفع االلكتروني ال تتجاوز ( )%02على
المستوى العالمي التي بلغت( )020مليار دوالر العام (.)2( )2002
- 2إن تقنية الدفع االلكتروني عبر اإلنترنت ورغم توسع نطاقها في عدة دول عربية وال
سيما في دول الخليج ولبنان ومصر واألردن ،إال أن حجم تغلغل هذا النوع من ّ
األعمال المصرفية االلكترونية الحديثة لم يكتمل نضوجه بعد في السوق المصرفية
العربية عمومًا ،ويتمثل السبب الرئيسي في ذلك بضعف استخدام اإلنترنت في الدول
العربية والذي ال يتعدى ( )2006من مجموع السكان في مقابل نسب تصل إلى أكثر
من ) (50%في أوروبا و ( )%20في الواليات المتحدة األميركية هذا من ناحية،
ومن ناحية أخرى ،إن طبيعة العمل المصرفي عبر اإلنترنت في العالم العربي يتركز
في الوقت الراهن على تقديم خدمات مصرفية غير تفاعلية (،)non-Interactive
:1جمال الدين زروق و آخرون(،أوضاع القطاع المصرفي في البلدان العربية وتحديات االزمة العالمية(،ط ،2صندوق النقد العربي ،ابو
ظبي، )1007(،ص(.)12
:2تقارير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (.)1022
ـ 119ـ
بمعنى أن الخدمات المتاحة هي االستعالم عن أرصدة الحسابات أو إجراء التحويالت
من حساب إلى آخر.....الخ.
جدول رقم ( :)6تطور نسبة انتشار اإلنترنت مقارنة بعدد السكان خالل الفترة ()2002-2000
- 2إن تقنية الدفع االلكتروني عبر الهاتف النقال أو الجوال )(Mobile Banking
سيما المغرب ومصر والسعودية
تشهد نمواً سريعاً في العديد من الدول العربية وال ّ
واإلمارات والكويت والبحرين ولبنان واألردن وسلطنة عمان وقطر ،وذلك تماشيًا مع
التطور السريع في أسواق الهواتف النقالة في هذه الدول ،مما يشير إلى بادرة صحية
وأسواق حيوية للمصارف الستخدام هذه البنية اإللكترونية في طرح خدمات الدفع
المصرفي االلكتروني من خالل استخدام الهواتف النقالة ،ويقدر عدد مستخدمي
الهاتف النقال في العالم العربي بأكثر من ( )22مليون مشترك في نهاية العام
( ،)2002بمعدل زيادة انتشار تترواح بين()%020-20سنوياً ،و أن كثافة الهاتف
المحمول في العالم العربي تزيد على (.)1()%206
ـ 111ـ
- 2إن القيوام بمعامالت الدفع المصرفي االلكتروني باستخدام أجهزة الحاسوب الشخصي
) )PC Bankingس وواء من منزل الزبون أو مكتبوه هو في تنام ال بأس به في عدد
سيما دول مجلس التعاون الخليجي الست ولبنان ومصر من الدول العربية وال ّ
واألردن ،بينما ال يزال ضعيف جداً في باقي الدول العربية (باستثناء لبنان) تقل النسبة
فيها عن ( )%2من عدد السكان حيث يستخدم الزبائن خط الهاتف العادي أو
اإلنترنت لتلبية احتياجاتهم المصرفية اليومية(.)1
- 2كل المعطيات السابقة توضح الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة
وكذلك بين الدول الخليجية وباقي الدول العربية األخرى سواء في مجال استخدام
اإلنترنت أو في مجال انتشار الهواتف الذكية.
أن تجاهل المصارف العربية االنخراط في هذا االقتصاد االلكتروني الجديد سيعزلها
ويهمش دورها ويعرضها لتراجع حصتها حتى في أسواقها الوطنية ،وللتغلب على ذلك
يجب على المؤسسة المصرفية العربية أن تزيد من استيعابها للتطبيقات التقنية الحديثة،
ومحاولة تغيير نظرة ومفهوم المتعاملين مع البنوك عن تطبيقات الدفع المصرفي
االلكتروني ،وقد عرفت دول المشرق العربي تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال وخاصة دول
الخليج العربي (السعودية والكويت و االمارات وعمان....الخ) وبلغت نسبة استعمال
بطاقات الدفع االلكتروني فيها ( )%62وبلغت نسبة استعمال النساء (.)2()%20ولكن
معظم هذه العمليات االلكترونية كانت تتم ألغراض التسوق واالستهالك بمبالغ ضئيلة
وليست لعمليات حقيقية.
إن واقع الدفع النقدي االلكتروني العربي هذا ،اليمكن تعميمه على جميع أنظمة
الدفع المصرفي العربي ،فقد استطاعت بعض الدول العربية االستفادة من األرضية
التكنولوجية المتوفرة لديها وقامت بإجراء تغيرات جذرية وملموسة على هذا الصعيد ومن
أمثلة هذه النظم المصرفية (االمارات العربية المتحدة ،الجزائر) ،حيث احتلت االمارات
العربية المتحدة المرتبة األولى عربيًا والمرتبة الثانية وعشرين عالميًا (حيث يزداد عدد
مستخدمي اإلنترنت فيها بمعدل %22سنوياً) ،كما تمكنت الجزائر من بناء أرضية
:1بكر ،صالح ،موقع العرب في التجاري االلكترونية ،محاضرة في غرفة التجارة الدولية ،باريس.)1023-1-9-23 (،
:2تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) المالمح االقليمية لمجتمع المعلومات لغرب في غرب آسيا(.)1020
ـ 111ـ
لمجتمع المعلومات من خالل تخفيض أسعار الحاسب الشخصي إلى أقل من (عشرة
أالف دينار جزائري) وتخفيض أسعار اإلنترنت بنسبة ( ،)%20وهذا ساعد على زيادة
عدد مستخدمي اإلنترنت في الجزائر من ( )000ألف مستخدم عام ()2000إلى أكثر من
( )2ماليين مشترك عام ( ،)1( )2000وللوقوف على نتائج هذه المؤشرات وانعكاساتها
على تجربة الدفع المصرفي االلكتروني في هذه الدول سوف نقوم بدراسة تجربة كل من
الجزائر و االمارات العربية المتحدة في مجال الدفع النقدي االلكتروني ضمن اإلحصائيات
والمعطيات التي تمكنا من الحصول عليها.
عزمت الجزائر على تطبيق أنظمة الدفع النقدي االلكتروني من خالل الجهود
المبذولة في هذا المجال ،كاستخدام أخر التكنولوجيا النقدية في إصدار البطاقات
االلكترونية وتوفير وسائل القبول وخلق المناخ المالئم النتشارها من خالل انشاء هيئات
متخصصة باإلضافة إلى سن القواعد والقوانين الالزمة لضمان توافقها مع ما هو معمول
به على المستوى الدولي ،و تبلورت هذه االصالحات بإصدار قانون النقد االلكتروني
بالجزائر عام ( )0922تلته مجموعة من المحاوالت لكنها بقيت في مراحلها التجريبية
ماعدا بعض المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ نذكر منها (:)2
تجربة بنك القرض الشعبي الجزائري :حيث بدأ نشاطه االلكتروني عام ( )0929من
خالل االنخراط في شبكة في از الدولية كعضو أساسي مصدر وقابل للتعامل بهذه
البطاقات ،وبعد ذلك وفي عام ( )0990قبل التعامل ببطاقات ماسترد كارد الدولية
وحالياً توصل إلى إصدار بطاقات في از الدولية ذات الرقاقة االلكترونية وهي أخر ما
توصلت إليه تكنولوجيا البطاقات المصرفية وفق المعايير الدولية ( .)EMV
تجربة بنك الفالحة والتنمية الريفية :يقوم هذا البنك بإصدار بطاقات السحب الخاصة
به والتي يتم منحها للعمال الذين يتقاضون رواتبهم من وكاالته.
1
: http: //www.science-collector.com/vb/t5330.html.
:2عبدهللا،سليمة،تطور وسائل الدفع في الجهاز المصرفي الجزائري (رسالة ماجستر) عام ( )1007ص(.)233
ـ 112ـ
تجربة البنك الخارجي الجزائري :يتولى هذا البنك إصدار البطاقات االلكترونية المسبقة
الدفع القابلة للشحن والخاصة بعمليات شراء الوقود من خالل محطات الخدمة
المتوفرة.
تجربة بريد الجزائر :يهتم بتسيير أمور الموزعات والصرافات اآللية المنتشرة في المدن
الجزائرية.
إن مشروع النقد االلكتروني في إطار تحديث وتطوير القطاع المصرفي الجزائري
يهدف إلى تقليص حجم التداول بالنقد التقليدي (الكاش) ،ومن هذا المنطلق قررت
مجموعة من البنوك إنشاء هيئة مشتركة فيما بينها لتسهيل العمليات المصرفية الخاصة
بالنقد االلكتروني ()1()SATIMعام ( )0992على شكل شركة ذات أسهم عبارة عن فروع
لثماني مصارف تجارية جزائرية هي ( البنك الوطني الجزائري ،بنك الفالحة والتنمية
الريفية ،البنك الخارجي الجزائري ،الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ،القرض الشعبي
الجزائري ،بنك التنمية المحلية ،الصندوق الوطني للتعاون الفالحي ،بنك البركة)،
برأسمال مقداره ( )00220مليار دينار جزائري ،وقد انحصرت خدماتها في بداية األمر
بإصدار البطاقات المصرفية لسحب النقود الورقية من الموزعات اآللية ،وفي عام
( )2002قامت الشركة بإضافة خدمة جديدة هي خدمة نقاط البيع االلكتروني ( )posأو
ما يسمى خدمة نهائيات الدفع االلكتروني.
:1التسمية تم أخدها كما جاءت عليه أي أنھا التسمية المتعارف عليھا في الوﺛائق الرسمية وليست ترجمة حرفية حيث ترجمتھا الحرفية هي
شركة أتمتة التعامالت البنكية و النقد اآللي.
ـ 113ـ
جدول رقم ( :)7يوضح تطور قيمة التعامالت النقدية بواسطة البطاقات
االلكترونية لعام (( )4101-4112مليون دينار جزائري)
ـ 114ـ
من خالل الجدول السابق نالحظ أن بنك بريد الجزائر يحتل الصدارة في قيمة
التعامالت االلكترونية بالمقارنة مع بقية المصارف الجزائرية األخرى ،ويسعى بنك بريد
الجزائر خالل السنوات المقبلة ،إلى تعميم عمليات الدفع اإللكتروني بالجزائر ،مع التطور
الذي تشهده شبكات الدفع عبر ( )22مدينة ،اذ يسعى بنك بريد الجزائر ليصبح المحرك
الرئيسي في عمليات الدفع اإللكتروني ،وهو األمر الذي سيتحقق بفضل رفع شبكاته إلى
( )2آالف مركز سحب إلكتروني في ( ،)2020كما أن ( )0200شباك إلكتروني يعد قيد
النشاط ،يتم من خاللها تسجيل ( )20ألف عملية سحب يومياً( ،)1كما أنه سيقوم بتقديم
عروض متعددة ،سواء تعلق األمر بالدفع المسبق أو عن طريق اإلنترنت أو حتى عن
طريق الهاتف النقال و بالتالي ستصبح المحرك الوحيد لتعميم هذه الخدمة.
وبشكل عام يمكن القول أن آليات الدفع االلكتروني في الجزائر عرفت تطو اًر
ملحوظًا ،وانعكس ذلك على مختلف المصارف العاملة في السوق المصرفية الجزائرية،
بخاصة بنك بريد الجزائر الذي أصدر حتى نهاية عام ( )2000قرابة (ستة ماليين بطاقة
دفع الكتروني) ،كما أصدرت باقي البنوك األخرى بطاقات ائتمان الكترونية محددة بمبالغ
معينة حسب دخل كل شخص وبسقف معين ال يتجاوز ( )2000دينار شهريًا كحد
أقصى يمكن للعميل سحبه من النوافذ االلكترونية ،كما أصبح بإمكان أي صاحب حساب
بنكي بالعملة الصعبة في بنك القرض الشعبي الجزائري أن يحصل على بطاقة في از
وماستر كارد بشرط أن ال يقل حسابه المصرفي عن ( )0200يورو(.)2
ومع ذلك تبقى هناك مجموعة من المشاكل والمعوقات تعاني منها منظومة القطاع
المصرفي الجزائري تحول دون التطبيق الكامل ألنظمة الدفع االلكتروني من أهمها (:)3
:1مزيق ،عاشور ،مداخلة بعنوان ،عصرنة القطاع المالي والمصرفي وواقع الخدمات االلكترونية في الجزائر ،جامعة بوحسيب. 1022 ،
:2مصلحة تشخيص البطاقات االلكترونية في الجزائر (مرجع سابق) .
:3فارس ،مسدور ،النشاط المصرفي الجزائري كأداي لتفعيل اندماج المصارف الجزائرية في االقتصاد العالمي ،مجلة أفاق ،جامعة البليدة،
()1003ص()12
ـ 115ـ
- 3قصور التشريعات الضرورية لتسهيل انتشار األعمال االلكترونية.
- 2صعوبة توزيع صالحيات تقديم الخدمات االلكترونية على المصارف العاملة
ضمن السوق الجزائرية.
- 2عدم وجود رؤية استراتيجية لتقديم الدعم الحكومي لعصرنة القطاع المالي
والمصرفي في الجزائر.
- 0مواكبة أحدث التقنيات التكنولوجية في العمل المصرفي من خالل زيادة نسب
االنفاق االستثماري في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
- 4تنويع الخدمات المصرفية نظ ًار لحده المنافسة التي تواجهها المصارف الجزائرية من
خالل تقديم خدمة متميزة ومتنوعة ومتكاملة من الخدمات المصرفية تجمع بين
الشكل التقليدي تكريساً لمفهوم المصارف الشاملة.
- 3مواكبة المعايير الدولية من خالل تدعيم القواعد الرأسمالية واالهتمام بإدارة المخاطر
االئتمانية وفق معايير لجنة بازل الدولية واالستفادة من الخبرات الدولية في هذا
المجال.
- 2تفعيل دور مصرف الجزائر المركزي في هذا المجال لتهيئة المناخ التشريعي المالئم
للمتغيرات االقتصادية على الساحة المصرفية الدولية خاصة في ظل العولمة والثورة
العلمية والتكنولوجية.
:1جبار ،عبد الرازق ،المنظومة المصرفية الجزائرية ومتطلبات استيفات مقررات لجنة بازل الدولية( ،دراسة قدمت لنيل درجة الماجستر
بالعلوم االقتصادية ،جامعة الشلف ،)1003( ،ص(.)10-27
.
ـ 116ـ
ثالثا :التجربة االمارتية في مجال الدفع االلكتروني (منظومة الدرهم االلكتروني):
تم تأسيس االتحاد لدولة اإلمارات العربية المتحدة عام ( )0920باالتفاق بين سبعة
إمارات ذات سيادة مستقلة ،والحكومة الوطنية فيها هي حكومة فيدرالية مع صالحيات
محدودة للحكومة االتحادية وسلطات محصورة باإلمارات األعضاء ،هذا ويعتبر التطور
الكبير الذي شهدته دولة االمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت و جعلها
تتبوأ مرك اًز متمي اًز بالمنطقة العربية نتيجة لت اركم عدة عوامل من أهمها:
- 0ساعدت الطفرة النفطية لعام ( )0922على توفير امكانات كبيرة تم تسخيرها لبناء
وتطوير الدولة الفتية ،و خلق فرص استثمارية و فرص عمل كبيرة أدت إلى توافد كم
هائل من اليد العاملة حيث بلغ عدد السكان وفق احصائيات المركز الوطني لعام
( )2000ما يقارب ( )202مليون نسمة منهم ( )922ألف مواطن وأكثر من ()202
مليون وافد.
ال عن اإلعفاءات في مجال الضرائب والرسوم
- 4ساهم االستقرار السياسي واألمني فض ً
الجمركية وتوفير البنية التحتية من مرافق وطرق وخدمات إلى إقامة العديد من
المناطق الصناعية والمناطق الحرة ومن أهمها (المنطقة الحرة في جبل علي ،وكذلك
مدينة دبي اإلعالمية ،وقرية المعرفة ومركز دبي المالي العالمي ،ومدينة دبي
لالنترنت ،وسوق الذهب).
- 3تحولها تدريجياً إلى مركز جذب مالي كبير لمؤسسات عالمية عمالقة وبدأت تداول
أسهمها وزادت من استثماراتها الداخلية والخارجية ،فقد بلغ حجم االستثمارات اإلماراتية
في الواليات المتحدة نحو ( 22مليار درهم ما يعادل 20مليار دوالر) لعام ()2000
موزعة بين أسواق المال األميركية واالستثمارات المباشرة في االقتصاد األميركي ،كما
تحتضن اإلمارات أكثر من ( )0000شركة أمريكية العديد منها يتخذ من الدولة مق اًر
(.)1
إقليمياً لعملياتها ،وأن أكثر من ( )60ألف أميركي يعملون في اإلمارات
ـ 117ـ
- 2احتلت االمارات المركز األول عربياً و المركز ( )022عالمياً في مؤشر الجاهزية
الشبكية (يقيس هذا المؤشر قدرة اقتصاد معين على االنتفاع الكامل من تكنولوجيا
المعلومات واالتصاالت في مجال المنافسة والتطوير) للعامين ()2000-2009على
التوالي ،وبالنسبة لباقي المؤشرات الفردية التي تناولتها الدراسة احتلت االمارات المركز
األول عربيًا من أهمها (معدل استخدام اإلنترنت ،نطاق اإلنترنت الدولي ،مؤشر
جاهزية الحكومة االلكترونية....إلخ ) ،كما احتلت المركز األول عالمياً في معدل
انتشار الهاتف الجوال ( %200سنوياً) واحتلت المركز الثاني عالمياً في مؤشر
الحكومة االلكترونية ،كما بلغت نسبة انتشار اإلنترنت ( )%92لعام (.)1()2002
- 2تعتبر شركة اتصاالت االمارات من أكبر شركات االتصاالت العالمية تقدم خدماتها
المختلفة الخاصة بقطاعات األعمال ،األفراد ،مزودي خدمات االتصاالت واإلنترنت
العالمية وشركات المحتوى ضمن ما يقارب ( )02سوقًا على امتداد اسيا وافريقيا ،وقد
بلغ عدد مشتركيها في تلك البلدان ما يزيد على ( )020مليون مشترك لعام (،)2002
كما بلغت القيمة السوقية لها ما يقارب ( )71,78مليار درهم مع العلم أن هذه القيمة
قد انخفضت إلى ما يقارب ( )%20مع بداية األزمة المالية العالمية عام
(..)2()2002
بناء على المعطيات السابقة استطاعت االمارات توفير األبعاد الثالثة الالزمة
لقيام منظومة الدفع المصرفي االلكتروني والمتمثلة:
- 0بالبنية التحتية التقنية و الموارد البشرية حيث بلغ حجم االستثمارات في قطاع
االتصاالت نحو ( )002مليار دوالر لتأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية التي سجلت
استثمارات بقيمة ( )202مليار دوالر كما بلغ نصيب الفرد من االستثمارات في
االتصاالت ما قيمته ( ) 02006دوال اًر لعام ( ،)2002ما جعل اإلمارات في المركز
الثاني خليجيًا من حيث نصيب الفرد من استثمارات االتصاالت ،مقارنة بمبلغ
( )22206دوال اًر للفرد في الكويت خالل العام الماضي.
ـ 118ـ
- 4المتاجر االلكترونية عبر تأسيس متاجر افتراضية على شبكة اإلنترنت مثل (كوم
ترست) كوحدة أعمال الكترونية تابعة للشركة االماراتية لالتصاالت ولديها حلول شاملة
لضمان أمن المعامالت المالية االلكترونية باإلضافة إلى أطالق مواقع أخرى مثل
(دوت كوم ) لعام ( )2002وهو أول موقع متخصص بالتجارة االلكترونية في دولة
االمارات حيث تجاوز عدد السلع المتداولة عبره المليون سلعة وبلغ عدد زوراه في نفس
العام أكثر من ( )22مليون زائر واستمر تطور حجم التجارة االلكترونية وقد بلغ ()202
مليار دوالر تقريباً ( )9002مليار درهم ،ما يمثل ( )%22من إجمالي سوق التجارة
اإللكترونية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لعام ( )2002بمعدل نمو سنوي
مقداره ( )%22وتشير التقديرات إلى امكانية تجاوز هذا الرقم ( )00مليار دوال في
نهاية عام (.)1( )2002
- 3وسائل الدفع المصرفي االلكتروني والتي من أهمها اصدار بطاقة الدرهم االلكتروني
الزرقاء من الجيل الثاني لمنظومة الدرهم االلكتروني (بداية العام )2000المتوائمة مع
بطاقة في از العالمية ،وهي عبارة عن بطاقة بالستيكية تحتوي عدد وحدات معين تعادل
كل وحدة درهم إماراتي واحد وبفئات مختلفة و تعد من البطاقات ذات الحدود
المنخفضة المبالغ ،وشكلت بديالً ذكياً واقتصادياً لحمل األموال النقدية ،وتتيح
لمستخدميها دفع قيمة مشترياتهم المحلية والعالمية بسهولة في اكثر من ( )22مليون
محل تجاري حول العالم ،مع االشارة الى أهميتها لناحية الرقابة الكاملة على االنفاق
اإلستهالكي.
ـ 119ـ
اإلحصائيات الصادرة عن هيئة االتصاالت االماراتية التي تلخص واقع ونشاط منظومة
الدرهم االلكتروني (.)1
- 0زيادة عدد الجهات المرتبطة بمنظومة الدرهم االلكتروني ليصل إلى ( )20جهة
حكومية وغير حكومية محلية بدال من ( )22جهة في العام ( )2002يعمل حاليًا
بمنظومة الدرهم اإللكتروني ()02و ازرة و ( )2هيئات اتحادية مستقلة ،وحكومة دبي
اإللكترونية ،ومجموعه من الدوائر المحلية وكبرى بعض الشركات.
- 4قدم ( 22بنكاً) معتمداً في الدولة شهادات الضمان المصرفي اآللي بمنظومة الدرهم
اإللكتروني وقد بلغ عدد األجهزة الطرفية نقاط البيع االلكترونية بلغ نحو ()2092
جها اًز ،تعمل حالياً كقنوات لتحصيل رسوم الخدمات واإليرادات في حين تم تركيب
وتشغيل حوالي ( )62جهاز صراف آلي ) (ATMخاصة بتلك المنظومة لتتم تعبئة
البطاقات الخاصة بالمنظومة واعتماد وتهيئة ما يزيد على ( )60مرك ًاز لتوفير وتوزيع
بيع واعادة تعبئة بطاقات الدرهم اإللكتروني الحاصلة.
- 3تجاوز عدد بطاقات الدرهم اإللكتروني ما يزيد على ( )222ألف بطاقة نشيطة كما
تجاوز عدد إيصاالت المدفوعات للخدمات أكثر من ( )02مليون إيصال قيد آلي
بمعدل إصدار يزيد على مليون إيصال شهري بقيمة مدفوعات بواسطة الدرهم
اإللكتروني بلغ ( )226مليون درهم شهريًا ومتوسط عدد العمليات نحو ( )202مليون
عملية شهرياً و بإجمالي تجاوز ( )22مليون عملية خالل عام (.)2002
المحصلة عبر بوابة (الدفع اإللكتروني) التابعة لحكومة دبي اإللكترونية
ّ سجلت المبالغ
ّ - 2
لمصلحة الجهات المحلية المشتركة فيها ،ارتفاعًا كبي ًار وتجاوزت ( ) 002مليار درهم
العام ( )2000مقارنة بو ( )000مليار درهم من العام ( )2000محققة بذلك ارتفاعاً في
المبالغ المحصلة بلغت نسبته ( )%22لتتجاوز ( )602مليار درهم ( ،)2002وقد
أحرزت كل من جمارك دبي ،ثم هيئة كهرباء ومياه دبي ،فهيئة الصحة ،المراكز الثالثة
األولى على صعيد المبالغ المحصلة إلكترونيًا على التوالي ،في الوقت تعمل فيه و ازرة
المالية العتماد مزيد من التطبيقات اإللكترونية الجديدة ضمن خطة التحول إلى
(الحكومة الذكية).
:1بيانات منشورة على موقع منظومة الدرهم االلكتروني على شبكة االنترنت (.)E-dirham
ـ 121ـ
- 2على الرغم من التطور الذي شهدته دولة االمارات في مجال الدفع االلكتروني
واحتاللها المرتبة األولى اقليمياً في تبني أنظمة الدفع االلكتروني كما أوضحت التقارير
والبيانات السابقة الزال نسبة التعامل النقدي التقليدي (الكاش) في دولة االمارات يشكل
ما نسبته من ( )%22-20من اجمالي الدفع النقدي كما يوضح الجدول التالي:
جدول رقم ( :)5تطور الكتلة النقدية ( )M1مقارنة بقيمة العمليات االلكتروني
لدى دولة االمارات/مليار درهم/
من خالل الجدول السابق نالحظ تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونيًا ولكن
بمعدل أقل من معدل تزايد الكتلة النقدية القانونية و هذا يقودنا إلى عدة نتائج:
- 0ال تصلح المقارنة بين الزيادة باستخدام النقد االلكتروني والزيادة في إصدار النقد
القانوني في دولة مثل االمارات وذلك يعود لما يلي:
-انخفاض حجم العمليات المنفذة باستخدام الدرهم االلكتروني حيث تستخدم
بطاقات الدرهم االلكتروني الزرقاء المصدرة أساساً بفئات صغيرة من اجل
عمليات التسوق االلكتروني عبر شبكة اإلنترنت.
-كما ذكرنا سابقاً ضخامة حجم االستثمارات األجنبية في االمارات العربية
المتحدة والتي تحتاج إلى صفقات بسيولة عالية النجازها واإلشراف عليها
ال يمكن إصدار بطاقات الكترونية بتلك القيمة ،فضالً انخفاض كلفة
انجازها بالنقد القانوني مقارنة بالنقد االلكتروني حيث تحتسب العمولة على
النقد االلكتروني كنسبة مئوية بينما تكون النسبة على النقد القانوني (عبارة
عن مبلغ ثابت) مثالً (صفقة بقيمة 00مليون درهم اذا تم انجازها بالنقد
ـ 121ـ
القانوني صرفت بشيك مثالً كلفتها ال تتجاوز سعر الشيك بينما قد تكلف
حوالي 20ألف درهم اذا انجزت الكترونياً بنسبة مقدارها مثالً )%002
وهذا األمر ينطبق على موضوع االعتمادات المستندية التي تتضمن مبالغ
خيالية تحتاج إلى ثقة كبيرة في انجازها يفتقدها النقد االلكتروني.
- 2تتميز دولة االمارات بتركيبة ديمغرافية حيث ال يتجاوز عدد السكان األصليين ما
نسبته ( )0602من العدد االجمالي للسكان في حين يتجاوز عدد الوافدين خمسة
أ ضعاف عدد السكان األصلين معظمهم من قارة أسيا ،هذا األمر ينعكس في
صعوبة التحويالت االلكترونية إلى تلك الدول التي ال يوجد فيها باألساس نظام
للنقد االلكتروني وان وجد يكون متخلف.
- 2لهذه األسباب فقد قمنا بمقارنة االنفاق االلكتروني بالنسبة لدخل الفرد في دولة
اإلمارات العربية المتحدة وبذلك يمكن تبيان أثر استخدام النقد االلكتروني في دولة
االمارات على النقد القانوني من خالل المقارنة بين الزيادة في دخل الفرد في
اإلمارات ( مواطن +مقيم ) والزيادة في نسبة االنفاق االلكتروني بالنسبة
للشخص الواحد حيث تجاوزت ( )06ضعفًا بفارق ( ) 2سنوات كما يظهر
الجدول التالي:
ـ 122ـ
جدول رقم ( :)9يوضح أثر الدفع االلكتروني على متوسط حصة الفرد /درهم اماراتي/
ـ 123ـ
من خالل الجدول السابق يمكن أن نق أر مايلي:
- 0الزيادة في متوسط دخل الفرد (المواطن والمقيم) في دولة اإلمارات قد زادت من
( )200222عام 2000لتصل ( )38,880درهم عام أي بزيادة وصلت
(.)%20022
- 2زيادة كبيرة في حجم استخدام النقد االلكتروني لإلنفاق الفردي ( )220درهم عام
( )2000لتصل إلى ( )02220عام ( )2002بزيادة ( (%1617,65ما يعادل
( )06ضعفاً.
- 2زيادة كبيرة في نسبة استخدام النقد االلكتروني لإلنفاق الفردي بالنسبة لدخل الفرد
فقد كانت %2092عام 2000لتصل إلى ( )35,37%عام ( )2002
- 2إن كل زيادة في نسبة االنفاق االلكتروني إلى متوسط دخل الفرد يقابلها نقص
بنفس المقدار من استخدام النقد القانوني لمتوسط الدخل الفردي ،أما الزيادة في
معدل اصدار النقد القانوني يعود لألسباب األنفة الذكر والتي من أهمها ضخامة
حجم االستثمارات وحجم التحويالت المالية.
ـ 124ـ
المبحث الثاني
إن موت النقود التقليدية سيعقبه تغيرات عميقة في الهيكل االقتصادي الدولي فالنقد
اإللكتروني واقع راهن ومستقبل مؤكد ،النقد االلكتروني يعني عملياً وجود جهات أخرى
غير المصارف المركزية تخلق النقود ،مما سيؤثر في قدرة السلطات النقدية في المحافظة
على االستقرار المالي والنقدي ،ويضعف قدرتها في السيطرة على حجم السيولة وسرعة
دوران النقود و معدالت التضخم .
تتوقف أثار النقود االلكترونية على فعالية السياسة النقدية على مدى انتشارها هذه
النقود وتطور استخدامها ،فكلما كان النقد االلكتروني يشكل نسبة كبيرة من حجم
المعروض النقدي االجمالي كلما كان تأثيره فعاالً على السياسة النقدية والعكس صحيح.
باستخدام الوسائل الكمية التي تستهدف التأثير في حجم وكمية االئتمان ولكن هنا ليس
بالصورة التقليدية وانما بالصورة االلكترونية باستخدام وسائل الدفع النقدي االلكتروني اذا
ما توفرت مقومات العمل المصرفي االلكتروني.
ـ 125ـ
)0نسبة االحتياطي االلزامي :في ظل النظام االلكتروني االحتياطي االلزامي يكون في
صورة نقود الكترونية وبطاقات ائتمان الكترونية وهذا يعطي المصرف المركزي المزيد
من التكيف والحرية في تقييد حجم االئتمان زيادة أو نقصان (حسب الحالة االقتصادية
السائدة) أكثر مما هو عليه الحال في النظام المصرفي التقليدي ويكون ذلك عبر
(.)1
الشبكة المصرفية المحلية أو عبر شبكة االتصال الدولية
)2سعر الخصم :إذا رغب المصرف المركزي التوسع في حجم االئتمان وزيادة المعروض
النقدي فإنه يقوم بإعالن سعر خصم منخفض على الشبكة و تقوم المصارف التجارية
بخصم أوراقها التجارية والحصول على كميات اضافية من النقود ويصبح بمقدرتها
منح المزيد من النقود االئتمانية مثل بطاقات االئتمان ،ويحدث العكس عند الرغبة في
تقييد حجم االئتمان بإعالن سعر خصم مرتفع ،إن استخدام المصرف المركزي لهذه
الوسيلة بالصورة االلكترونية يكون أيسر وأسهل من الصورة التقليدية (.)2
)2عمليات السوق المفتوحة :يمكن للمصرف المركزي أن يقوم بعمليات السوق المفتوحة
في ظل نظام الدفع المصرفي االلكتروني باستخدام بروتوكول الحركات المالية اآلمنة
(برنامج طورته مجموعة من الشركات المالية العالمية الرائدة) من خالل حقن
االقتصاد بكميات نقدية واحداث عمليات شراء لألوراق المالية المختلفة ودفع ثمنها في
صورة نقود حاضرة أو بمنح ائتمان الكتروني للعميل يقيد في الجانب الدائن للبنك،
ويحدث العكس تمامًا عندما يرغب المصرف المركزي تقييد حجم االئتمان والسيولة
النقدية من خالل الجهاز المصرفي االلكتروني (.)3
تتجه العديد من الدول الصناعية وبخاصة الواليات المتحدة األمريكية نحو التوسع
في استخدام النقود االلكترونية وادارة السياسة النقدية الكترونياً كونها أكثر سرعة وكفاءة
من الوسائل التقليدية وتصل لقاعدة أوسع من العمالء داخلياً وخارجياً ،وبالتالي يمكن
للتوازن النقدي أن يتحقق بسرعة ولكن تلك اإلدارة ستكون محدودة الفعالية في الدول
النامية الفتقارها لمعظم متطلباتها.
:1محمد عبد العزيز عجمية،بحي تادرس قرصية،النقود والمصارف والتجاري الخارجية،مطبعة االسكندرية 1000،ص(.)2337
:2زكي شافع،محمد،مقدمة في النقود و المصارف،دار النھضة العربية،القاهرة،1001،ص(.)200
:3جمال مجاهد،شيماء،التأثير المتبادل بين األعمال المصرفية االلكترونية والسياسة النقدية والتجاري االلكترونية،كلية الحقوق،جامعة
المنصورة،1007،ص (.)21
ـ 126ـ
ثانيا :اإلدارة النوعية للسياسة النقدية الكترونيا:
هذا النوع من اإلدارة يعنى التأثير على وجه االئتمان المتجه لنوع معين من
القطاعات أو األنشطة االقتصادية ،والمفاضلة بينها حسب مدى أهميتها للمجتمع ،بالعمل
على تشجيع بعض تلك األنشطة أو الحد من بعضها ،وتلك النوع من اإلدارة يكثر الحاجة
إليها خاصة في ظل التوجه القتصاديات السوق ،ويتم العمل بتلك اإلدارة عن طريق
التحكم في تكلفة الحصول على االئتمان بالنسبة لتلك األنشطة وحجم القروض وأصولها
وذلك عن طريق أربعة وسائل (:)1
هذه اإلدارة تتم عبر شبكة اإلنترنت بطريقة تشبه طريقة االعتمادات المستندية،
حيث يقوم العميل بتقديم المستندات التى تبين نوع المشروع الذى يرغب في االقتراض من
أجله لينظر البنك في أمر مشروعه ويتحكم بالوسائل السابقة.
1
: F.rayport (jeff.), J. Jaworski (Bern.), introduction to E-commerce, MCGraw Hill, 2ed, 2000, P. 382
ـ 127ـ
ثالثا :إدارة السياسة النقدية الكترونيا باستخدام األدوات األخرى:
قد يلجأ البنك المركزي إلى الحث و اإلقناع األدبي ،وذلك عن طريق االجتماع
بمسؤولي البنوك التجارية وغيرها ،مثل بنوك االستثمار واألعمال ومحاولة شرح متطلبات
المرحلة االقتصادية التي تمر بها الدولة ونوع السياسة النقدية واالئتمانية الواجب إتباعها
وقد يكون ذلك عبر شبكة اإلنترنت (.)1
المطلب الثاني :مدى التفاعل بين التحول للدفع االلكتروني وتحقيق أهداف السياسة
النقدية:
لقد رافق ظاهرة العولمة التوسع في استخدام بطاقات االئتمان و النقود االلكترونية
في سداد المدفوعات و اجراء التسويات الدولية دون المرور بالمصارف المركزية ولكن هذا
ال يحدث إال في اقتصاد يعتمد في أغلب تعامالته االقتصادية على النقد االلكتروني
ال) ،وقد أثار هذا الموضوع اهتمام
ووسائل الدفع المصرفي االلكتروني (السويد مث ً
السلطات النقدية المسؤولة على النطاقين المحليين والدولي بشأن انعكاس انتشار النقد
االلكتروني على دور المصرف المركزي في ادارة السياسة النقدية ،حيث يمكن أن نميز
بين ثالث مواقف تتراوح بين المبالغة في تلك االنعكاسات و نفيها نفيًا تامًا أو النظر إليها
باعتدال:
أوال :انتشار استخدام النقود االلكترونية يؤثر بشكل ايجابي على فعالية السياسة
النقدية:
1
: Misbki (Fred.),2009 The economics of Money, Banking, and Financial Markets, Boston San francisco
New York, 7ed, p.335.
2
– : W.NISKANEN (Frederic), The Ecoomics of Money, Banking , and Financial Markets, Addison
Wesley, 5ed, 2007, P.55
ـ 128ـ
مضاعف النقود الناتج عن التغيرات في الطلب العام على النقود القانونية المصدرة من
قبل المصرف المركزي ،حيث إن تزايد النقود االلكترونية وتطور استخدامها خاصة
البطاقات االلكترونية مختزنة القيمة يؤدي إلى انخفاض جوهري في الطلب على العملة
الورقية بالشكل الذي يجعل ادارة السياسة النقدية تتم بشكل أفضل نتيجة التحكم في
االصدار النقدي الذي يعتبر الوظيفة الجوهرية للمصرف المركزي.
ثانيا :عدم وجود أي تأثير للنقود االلكترونية على فعالية السياسة النقدية:
ثالثا :انتشار النقود االلكترونية قد يلغي دور المصارف المركزية في ادارة السياسة
النقدية:
1
: Ely , B. (1996): “ E-money and monetary policy : Separating fact from fiction, paperpresented at
Cato Institute’s 14thAnnual Money Conference”, May.
2
: Jordan, J.L. and E. Stevens; Money in the Twenty-first Century,Financial Services Working Paper,
Financial ServicesResearch Group, Federal Reserve Bank of Cleveland,Series No.2, 1996.
ـ 129ـ
المصرف المركزي و من المحتمل أن يؤدي التطور في انتشار النقود االلكترونية الى
المزيد من تقليل الطلب على تلك النقود القانونية ،وبناء على ذلك يخلص الكاتبان أن
انتشار النقود االلكترونية سيؤدي إلى تقليل وربما اختفاء دور المصارف المركزية في
إصدار النقود لكن لن يؤدي إلى إلغاء دورها في ادارة السياسة النقدية وتسوية االلتزامات
الناشئة عن لتعامالت الدفع النقدي االلكتروني.
المطلب الثالث :اآلثار المحتملة للنقد االلكتروني على السياسة النقدية ومدى استجابة
تمثل أوراق البنكنوت التي يصدرها المصرف المركزي في دول عديدة نسبة كبيرة
من كمية وسائل الدفع الجارية (تشمل النقد المتداول خارج النظام المصرفي مضافًا إليه
الودائع الجارية بالعملة المحلية) والتي يطلق عليها الكتلة النقدية بالمعنى الضيق (،)M1
إن زيادة الطلب على النقد االلكتروني من الممكن أن يؤثر على اجمالي المعروض
النقدي بما يشبه مخاطر خلق االئتمان ،وهنا يمكن أن نميز بين مسارين رئيسيين (.)1
المسار األول :يتعلق بالمدفوعات الكبيرة بين المصارف وما لها من تبعات على
استقرار النظام المصرفي والطلب على االحتياطات النقدية المتوفرة لدى المصارف
المركزية.
1: STADLER, F, Electronic Money: Preparing the Stage, University of Toronto, June 2007.
ـ 131ـ
المسار الثاني :يتعلق بالنقود االلكترونية وكيف لهذه الظاهرة الجديدة أن تشكل
تهديداً على آلية تنفيذ السياسة النقدية ،وكيفية استجابة المصارف المركزية لها.
حيث تتلخص اآلثار األولية والمباشرة للنقود االلكترونية في تقليل الطلب على النقد
المصدر (الكاش) ،وهذا يؤثر على ميزانية المصرف المركزي نظ اًر ألن النقد المصدر
ال
يشكل مكونا رئيسيًا من مكونات جانب المطاليب في ميزانية المصارف المركزية ،مث ً
()1
من القاعدة النقدية اإلحتياطية من جانب شكل النقد المصدر حوالي ()%6002
المطاليب في ميزانية مصرف سوريا المركزي لعام ( ،)2000وبناء عليه اإلعتماد الكبير
على النقود اإللكترونية في المستقبل سيعمل على تخفيض ميزانية المصرف المركزي
بشكل ملحوظ وهذا من شأنه التأثير على قدرة المصارف المركزية في مستويات أسعار
الفائدة قصيرة األجل من خالل تدخالتها في السوق النقدية.
و لدراسة تأثير النقود االلكترونية على كمية وسائل الدفع الجارية يجب أن نميز بين
حالتين:
أ -حالة عدم التقيد بنسبة االحتياطي القانوني:
تتضمن عملية التحول من النقود القانونية إلى النقود االلكترونية انخفاض كمية
النقود المتداولة خارج الجهاز المصرفي بنفس مقدار عملية التحويل ،وبنفس الوقت سيزداد
ما لدى الجهاز المصرفي من نقود قانونية التي تعمل كتغطية للنقود االلكترونية بنفس
المقدار ،على سبيل المثال نفرض أن مصدري النقود االلكترونية يملكون احتياطات نقدية
تقليدية (نقود قانونية )%000لتغطيتها فإنه من المتوقع عدم تغير حجم المعروض
النقدي (.)2
ـ 131ـ
ب -حالة االلتزام باحتياطي قانوني:
إن استخدام النقود االلكترونية سيؤثر مباشرة على كمية المعروض النقدي ()M1
بطريقتين (:)1
طريقة مباشرة من خالل التخفيض المباشر للنقد المتداول خارج الجهاز المصرفي.
طريقة غير مباشرة من خالل التغير في مركز احتياطات البنك الذي يتلقى وحدة
واحدة من النقود االلكترونية ولتوضيح ذلك ،نفترض أن شخص قام بإيداع مبلغ
( )000دوالر في حسابه المصرفي في مصرف ما ،فإن ذلك يؤثر على رصيده
من النقود االلكترونية في بطاقة االئتمان وفي نفس الوقت يؤثر على ميزانية البنك
كما يلي (:)2
)0تزاد النقود في خزينة المصرف بمقدار مائة دوالر وكذلك تزداد خصوم المصرف
بنفس المبلغ وهو ما يعادل الزيادة في كمية النقود االلكترونية.
)2الزيادة في اجمالي النقود بمقدار مائة دوالر سيؤدي إلى زيادة احتياطي المصرف ألن
الزيادة في كمية النقود االلكترونية ال يتطلب حجز جزء منها كاحتياطي و اذا وجد
التزام قانوني بحجز نسبة ( )%00سوف يزيد االحتياطي بمقدار ( )00دوالر وفي
كلتا الحالتين يتكون لدى المصرف فائضًا في االحتياطي القانوني وهذا يؤدي إلى
توسع غير مرغوب لكمية وسائل الدفع الجارية (.) M1
إن تأثيﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية على ﺍلسياسة ﺍلنقﺩية سيتﻭقﻑ بشكل كبير على سﺭعة
ﺍنتشاﺭها ﻭعلى ﺍلمﺩﻯ ﺍلﺫﻱ ستحل فيه محل ﺍلنقﻭﺩ ﺍلسائلة:
ـ 132ـ
ﺇﺫﺍ كان ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية معتﺩالً فإﻥ االنخفاض في ﺍلمﺩﺍخيل ﺍلعائﺩﺓ لحﻕ
ﺍلبنوﻙ المركزية في احتكار عملياﺕ ﺍإلصﺩﺍﺭ ﺍلنقﺩﻱ ﻭمﻥ ثﻡ تقليﺹ ميﺯﺍنيتها
سيكون محﺩﻭﺩًا ،ﻭهنا يﻜﻭﻥ ﺍالجراء ﺍلﻭحيﺩ ﺍلﺫﻱ قﺩ يتعيﻥ على ﺍلبنﻙ المركزي
ﺍتخاﺫه هﻭ ﺍلعمل على تضميﻥ الكميات ﺍلنقﺩية ﻭﺇصﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية
بﻭﺍسﻁة ﺍلمﺅسساﺕ ﺍلمحلية ﻭ األجنبية ،مع ﺍألخﺫ في ﺍالعتباﺭ ﺍحتمال ﺃﻥ يﺅﺩﻱ
ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﺇلى حﺩﻭﺙ تغيﺭ في سﺭعة ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍلنقﻭﺩ ﻭما يتﺭتﺏ على
ﺫلﻙ مﻥ صعﻭبة في ﺍستخﺩﺍﻡ الكميات النقدية كهدف ﺃﻭ مﺅشﺭ للسياسة ﺍلنقﺩية (.)1
ﺇﺫﺍ كان ﺍنتشاﺭ ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﻭﺍسعاً فإنه يتعيﻥ على ﺍلبنﻙ المركزي ﺍلنﻅﺭ في
ﺍتخاﺫ ﺍلخﻁﻭﺍﺕ ﺍلضﺭﻭﺭية لتعﻭيﺽ االنخفاض في ميﺯﺍنيته ﺍلناجﻡ عﻥ ﺫلﻙ ﻭ
سيتﻭقﻑ ﺫلﻙ االجراء على ﺍلمﺩﻯ ﺍلﺫﻱ ﺃصبح فيه هﺫﺍ االنخفاض عائقاً للتﻁبيﻕ
ﺍلفعلي للسياسة ﺍلنقﺩية ،ﻭهنا سيكون ﺃماﻡ المصرف المركزي بﺩﺍئل عﺩيﺩﺓ منها على
سبيل ﺍلمثال(.)2
)0احتكار اصدار النقد االلكتروني ،ﻭهﻭ ما قﺩ يقلل ﺍلمنافسة ﻭيحبﻁ ﺍلﺭغبة في
ﺍلتجﺩيﺩ في هﺫﺍ ﺍلميﺩﺍﻥ ،على سبيل المثال يﻭصي محافﻅ ﺍلبنﻙ المركزي
ﺍأللماني بهﺫﺍ اإلجراء لمﻭﺍجهة ما قﺩ يقﻭﺩ ﺇليه ﺍالستخﺩﺍﻡ ﺍلمتﺯﺍيﺩ لنﻅاﻡ النقد
االلكتروني مﻥ ﺇضعاﻑ مفعﻭل ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍلﺭقابة ﺍلنقﺩية ﺍلتقليﺩية ﺍلتي تﺅثﺭ
على ﺍالقتصاﺩ األلماني ،ﻭﺇﻥ كان ﺍلمسﺅﻭل ﺍأللماني يشكك في امكانية تقبل
ﺍلجمهﻭﺭ للنقﻭﺩ االلكترونية كبديل للنقﻭﺩ ﺍلماﺩية ﺍلتقليﺩية.
)2ﺯياﺩﺓ قيمة االحتياطي ﺍلقانﻭني ﺍلمﻁلﻭﺏ لتغﻁية ﺍلنقﻭﺩ االلكترونية ﻭغيﺭها
مﻥ ﺍلخصﻭﻡ ،ونظ اًر ألنه ﺃصبح ينﻅﺭ لمتﻁلباﺕ االحتياطي ﺍلتي ال تدفع عنه
فائﺩﺓ كنوع مﻥ ﺍلضﺭيبة ﺍلتي تشﻭه ﺍلمنافسة فإﻥ ﺍلعﺩيﺩ مﻥ ﺍلﺩﻭل قﺩ ﺃخﺫﺕ
مﺅخﺭًﺍ في تخفيﺽ تلﻙ ﺍلمتﻁلباﺕ.
1: Berentsen, Aleksander “ digital Money, Liquidity, and Monetary Policy” 1997, First Money, 25
Nov. 2002.
2: LE RIDER, G. (2001),La naissance de la monnaie. Pratiques monétaires de l’Orient ancien.
Paris: Presses Universitaires de France.
ـ 133ـ
)2ﺇصﺩﺍﺭ ﺍلتﺯﺍماﺕ جﺩيﺩﺓ في صﻭﺭﺓ ﺃﻭﺭﺍﻕ مالية ﺃﻭ تجاﺭية ﺃﻭ ﺩفع فﻭﺍئﺩ
على ﺍالحتياﻁياﺕ ﺍلمﻭﺩعة لﺩﻯ ﺍلبنﻙ المركزي مﻥ ﺃجل تحفيﺯ ﺍلبنﻭﻙ
ﺍلتجاﺭية ﻭﺍلجهاﺕ الحكومية على ﺯياﺩﺓ ﻭﺩﺍئعها لﺩيه.
)2ﺍلتﻭسع في اجراء ﺍلتعامالﺕ خاﺭﺝ ﺍلميﺯﺍنية مع ﺍستخﺩﺍﻡ ﺍلبنﻭﻙ ﺍلتجاﺭية
كعمالء ﻭ ممثليﻥ له في هﺫﺍ ﺍلخصﻭﺹ باعتباﺭه مصرف المصارف،
ﻭﺍلمقﺭﺽ ﺍألخيﺭ للنﻅاﻡ ﺍالئتماني.
ثالثا :الضوابط المقترحة من قبل المصارف المركزية لتنظيم عملية إصدار النقد
االلكتروني:
في ظل االتجاه المتزايد الستخدام أنظمة التعامل النقدي االلكتروني ،يتعين على
المصارف المركزية من واقع اختصاصها ووصالحياتها القانونية باعتبارها مصرف
المصارف واحتكارها لعملية االصدار النقدي القانوني ،باإلضافة إلى مسؤليتها الكاملة في
الرقابة على االئتمان وضبط المعروض النقدي ،اتخاذ مجموعة من اإلجراءات والتدابير
االحت ارزية تشكل فيما بينها خطة رقابية يكون هدفها األساسي تفعيل اآلثار االيجابية لتلك
النظم النقدية و العمل على تالفي المخاطر الناجمة عنها بما يحقق فعالية السياسة النقدية
المتبعة ،ﻭمﻥ أبﺭﺯ تلﻙ اإلجراءات.
يجب على أي تشريع قانوني نتيجة الترتيبات التعاقدية التي تنشأ بين الجهات
المتعاملة بالنقود االلكترونية ،أن يوضح بدقة التزامات وحقوق كل جهة في مواجهة
الجهات األخرى ،وأن يدرك كل طرف من هذه األطراف مركزه القانوني من خالل
مصطلحات قانونية واضحة.
ـ 134ـ
وبما أن التعامل بالنقود االلكترونية قد يكون عابر للحدود فإن أي تشريع قانوني
يجب أن ينطوي على نصوص صريحة وواضحة لحل المنازعات الدولية المترتبة على
ذلك(.)1
هي مجموعة الضوابط التي تهدف إلى حماية األطراف المتعاملة بالنقود االلكترونية
وتحول دون استغالل مصدري هذه النقود لبقية األطراف ومن أهم هذه الضوابط:
)0خضوع المؤسسات المصدرة للنقود االلكترونية لإلشراف والرقابة الدقيقة :ال بد من
خضوع تلك الهيئات إلشراف ورقابة دقيقة وصارمة من قبل جهات حكومية
متخصصة لدرء المخاطر التي يمكن أن تنتج عن عملية اإلصدار ،وبصفة خاصة
التأكد أن رأس مال المؤسسة المصدرة ال يقل عن مستوى معين وأن تقدم هذه
المؤسسة الضمانات المالية الكافية لتغطية المخاطر المتوقع حدوثها(.)2
)4ضرورة توافر ضوابط أمنية :على الجهات المصدرة للنقود االلكترونية أن تكون قادرة
على مراقبة مستوى وحجم مديونية المؤسسة من النقود االلكترونية مقابل حجم ما تم
إصداره من نقود ،كما يجب وضع الترتيبات الالزمة لتقليل مخاطر التزييف واالحتيال
في مجال النقود االلكترونية.
)3التزام الجهة المصدرة للنقود االلكترونية بتقديم تقارير إحصائية نقدية بصفة دورية:
من الضروري أن تقدم الجهات المصدرة للنقود االلكترونية بيانات دورية (حجم النقود
االلكترونية المصدرة أو المزمع إصدارها) إلى السلطات النقدية المختصة (المصرف
المركزي) من أجل رفع كفاءة السياسة النقدية.
)2إلزام المؤسسات المصدرة للنقود االلكترونية بقبول تحويلها إلى نقود عادية :في
حال عدم وجود أي عالقة بين النقود االلكترونية والنقود القانونية من شأن ذلك أن
ـ 135ـ
يغري المؤسسات المصدرة االفراط في عملية اإلصدار وفي النهاية خلق ضغوط
تضخمية على االقتصاد.
)2إلزام مصدر النقود االلكترونية باالحتفاظ باحتياطي لدى البنك المركزي :وذلك تحسبًا
ألي زيادة كبيرة في خلق النقود االلكترونية مما يؤثر بالنهاية على السياسة النقدية،
ومن شأن هذا االلتزام المحافظة على استقرار األسعار.
خالصة القول بأن هذه الضوابط المقترحة من قبل المصارف المركزية يمكن أن
تسهم الى حد ما في تنظيم عملية التداول النقدي االلكتروني وما يترتب عليها من
مشكالت قانونية واقتصادية تؤثر على دور السياسة النقدية كجزء رئيس من السياسة
االقتصادية الكلية.
ـ 136ـ
المبحث الثالث
على الرغم من عدم امكانية نقل التجارب و االستفادة من الخبرات الكبيرة في مجال
الدفع االلكتروني التي تمتاز بها الدول المتقدمة بالمقارنة مع الدول النامية ،حيث يخضع
ـ 137ـ
انتشار أنظمة الدفع االلكتروني في هذه البلدان إلى العديد من القيود االجتماعية والقضايا
االقتصادية والجغرافية ،إال أنه قد حصل تحوالً تاريخياً من الشكل التقليدي ألنظمة الدفع
إلى الشكل االلكتروني ،وأصبحت نظم الدفع المصرفي االلكتروني واقعًا ملموسًا في ظل
المتغيرات العالمية والتحديات الجديدة ،وتسعى العديد من الدول المطبقة لتلك األنظمة إلى
المحافظة على انجازاتها بل وتعزيز قدرتها التنافسية بمايتناسب وأحدث المستجدات
التكنولوجية وخاصة في المجال الرقمي.
جميع طرق الدفع االلكتروني مهمة جداً في اقتصاديات االتحاد األوربي ،وتعتبر
المدفوعات عبر بطاقات االئتمان هي األكثر استخدامًا لمعامالت الدفع بالتجزئة بعد
المدفوعات النقدية حيث يملك كل مواطن أوربي بالمتوسط أكثر من بطاقة دفع الكتروني
ويجري أكثر من ( )20معاملة الكترونية سنويًا في حين ال يزال الدفع عبر اإلنترنت
وباستخدام الهاتف النقال األقل انتشار مقارنة بالبطاقات االلكترونية األكثر نموًا في السوق
األوربية ( ،)1ولذلك اعتمدت المفوضية األوروبية مشروع الورقة الخضراء للدفع عبر بطاقة
اإلنترنت و الهاتف المتحرك ونظمت مؤتمر نحو سوق أوربي متكامل للمدفوعات
بالبطاقات االلكترونية في ( 2أيار عام )2002في بروكسل ،وشمل مشروع البطاقة
الخضراء جميع المدفوعات االلكترونية عبر اإلنترنت أو نقاط البيع أو الهاتف الذكي من
خالل االتصال الصوتي(.)2
1
: Gramlich, E.M.; “Electronic Payments Now and in the Future”, Remarks before the Electronic Payment
Symposium, University of Michigan, Michigan, September 17, 9002.
2
: Knudson, S. E, Walton II, J. K, & Young, F. M. (2008). Business-to-business payments and the role
of financial electronic data interchange. Federal Reserve Bulletin Vol 80, No. 4, pp 269-278
ـ 138ـ
المصارف..........الخ) من أجل وضع أفضل استراتيجية للدفع االلكتروني في دول
االتحاد األوربي ،وتوضح اإلحصائيات التالية واقع وسائل الدفع النقدي االلكتروني في
الدول األوربية وتوقعاتها المستقبلية.
-في عام ( )2009تم استخدام بطاقات الدفع االلكترونية في ثلث المعامالت غير
النقدية لدول االتحاد األوربي مع احتكار ثنائي لشركتي في از وماستر كارد وعلى الرغم
من هذه الفوائد ال تزال المدفوعات عبر اإلنترنت والهاتف المحمول تمثل نسبة ضئيلة
من اجمالي قيمة المدفوعات بالسوق األوربية ال تتجاوز ( )%202من اجمالي
المدفوعات االلكترونية األوربية بينما تتراوح القيمة التقديرية إلجمالي المدفوعات
االلكترونية على المستوى العالمي قي عام ( )2000من ( )000-20بليون يورو.
-حوالي ( )226مليون بطاقة استخدمت في دول االتحاد األوربي في عام ( )2009ما
يقارب ( )002بطاقة لكل مواطن أوربي بمتوسط انفاق بلغ ( )2000يورو في السنة،
كما ازاد عدد المتسوقين عبر اإلنترنت في أوربا من ( )090-020مليون نسمة خالل
الفترة بين عامي ( )2002-2009بزيادة على متوسط االنفاق مقدارها ()600-200
يورو في السنة.
-يستخدم شخص واحد من كل ثالثة مواطنين أوربيين الدفع عبر اإلنترنت في عام
( )2009وتشير الدراسات أنه بحلول عام ( )2020فإن اثنان من كل ثالثة مواطنين
أوربيين قد تستخدم تقنية الدفع المصرفي عبر اإلنترنت ،وقد بلغت قيمة المدفوعات
االلكترونية في عام ( )220( )2002مليار يورو ،كما أن واحد من ثالثة مواطنين
في االتحاد األوربي يملك الهاتف الذكي ،يعتقد حوالي ( )%20من المهنيين وخبراء
المصارف أن الدفع بواسطة الهاتف النقال هي التكنولوجيا الواعدة في نهاي عام
(.)1( )2002
اذا استراتيجية االتحاد األوربي تقوم على احالل الدفع بالهاتف الذكي محل طرق
الدفع االلكترونية التقليدية حيث تتيح هذه التقنية للمستخدمين بناء محفظة الكترونية خارج
النظام المصرفي التقليدي وليس بالضرورة أن يدعم تلك المحفظة حساب أو بطاقة
1
: European Central Bank; “Payments Systems in the European Union: Addendum Incorporating 1998
)Figures”, Frankfurt am Main, February 2000. (ECB, 2009
ـ 139ـ
مصرفية ،و تشير اإلحصائيات إلى نمو الهواتف المحمولة في كل مكان من العالم أكثر
من ()1()5مليارات مشترك ،ولكن هذه االستراتيجية تصطدم بمجموعة من العقبات أهمها:
االختالف الوطني في الخبرات الفنية والتقنية والتشريعات القانونية لكل دولة أوربية،
وللتغلب على ذلك ،طرحت المفوضية األوروبية في عام ( ،)2000مشروعاً إللغاء كافة
الفروق بين أدوات الدفع االلكتروني الرئيسية المستخدمة في عموم دول االتحاد األوربي
( )SEPAعبارة عن بناء كتل لدمج المدفوعات اإللكترونية ( ،)2و في ديسمبر ()2000
حقق البرلمان األوروبي اتفاقاً بشأن هذا االقتراح يشكل العمود الفقري لمزيد من التكامل
في السوق ألدوات الدفع االلكتروني ويتضمن االتفاق القواعد التالية (:)3
عملية الدفع عبر الهاتف المتحرك ال تزال في مراحلها األولى والمعايير المشتركة مثل
( )GSMأو ) )SMSكانت عامال أساسياً في التنمية الناجحة ،لذلك يجب توحيدها
في مجال المدفوعات لضمان التوافق الكامل.
توحيد الصناعات الشبكية للحفاظ على معايير الملكية الفكرية الخاصة ،ومن ثم
الحفاظ على أسواقها أمام الدول األخرى التي تستخدم المعايير المفتوحة مما يتيح
التوافق الكامل.
أمن مدفوعات التجزئة أمر حاسم بالنسبة لمستخدمين نظام الدفع االلكتروني وقد
أظهرت استطالعات الرأي أن انعدام الثقة في أمن اإلنترنت هو أحد األسباب الرئيسية
للمستهلكين بعدم استخدام التجارة اإللكترونية ،وخاصة بالنسبة للمعامالت ذات القيمة
المنخفضة تعتبر حماية البيانات مهمة جداً للدفع اإللكتروني.
1
: J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a theoretical model for mobile payments,
in: Proceedings of the Fifth International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,
December 5–9, 2012.
2
: Single Euro Payments Area (SEPA) is a payment-integration initiative of the European Union for
simplification of bank transfers denominated in euro.
3
: "Joint statement by the European Commission and the European Central Bank welcoming the
European Parliament's adoption of the Payment Services Directive". Europa (web portal) (Press release).
European Union. 24 April 2007. Archived from the original on 19 March 2011. Retrieved 26 April 2011.
ـ 141ـ
ثانيا :استراتيجية التحول للدفع االلكتروني في السويد:
لقد بدأ الدفع النقدي االلكتروني في السويد بوقت متأخر في نهاية عام
()0992عندما بدأ بنك ( )Sparbankenباعتباره أول بنك يبدأ بقوة بتطوير تقنية الدفع
المصرفي عن بعد ،وفي مطلع عام ( )0992بدأت البنوك السويدية بتوجيه عمالءها إلى
اإلنترنت عبر استراتيجية منسقة من خالل تسعير خدماتها المصرفية ،هذه اإلستراتيجية
أدت وفقًا إلحصائيات جمعية المصرفيين السويديين أن ( )%20من عمالء المصارف
السويدية لعام ( )2000أصبح عبر اإلنترنت ،وتمكنت المصارف السويدية من خفض
(.)1
عدد فروعها بمعدل ( )%22خالل الفترة من عام ()2000-0992
إن استخدام نظام الدفع النقدي االلكتروني في السويد لم يقتصر على الخدمات
المصرفية كما هو الحال في فنلندا بل أصبحت معظم الشركات والمؤسسات المالية
تستخدم نظام الدفع االلكتروني على نطاق واسع في تداول األوراق المالية واألسهم عبر
اإلنترنت وفقًا لهيئة الرقابة المالية في السويد ارتفع عدد المتعاملين باألسهم عبر اإلنترنت
من ( )000ألف عام ( )0999إلى ( )200ألف ما يقارب ( )%206من السكان في
بداية العام ( ،)2000باإلضافة إلى مجموعة من الخدمات األخرى مثل خدمات القروض
والتأمين وصناديق االستثمار التي تقدمها البنوك السويدية على نطاق واسع وأصبحت
أكثر شيوعاً مقارنة بفنلندا ،وعلى الرغم من تقارب مستوى الدفع االلكتروني في بلدان
الشمال األوربي ،إال أن المصارف السويدية كانت أكثر حدة ونشاط في تصدير خدمات
الدفع المصرفي االلكتروني خارج أوربا الشمالية على سبيل المثال بلغ عدد متعاملي بنك
( )Sparbankenأكثر من ( )060ألف متعامل في المانيا في بداية العام (.)2( )2000
هذا وان التطور السريع للخدمات المصرفية ونظام الدفع النقدي االلكتروني في
السويد يعود إلى المستوى العالي من االستعداد التكنولوجي وسرعة تبني السويد ألحدث
المستجدات واالبتكارات التكنولوجية مثل تبني استخدام الهواتف النقالة وانتشار اإلنترنت
1: Guibourg, G. and Segendorf, B. (2007a), “A note on the price and cost structure of retail payment services
in the Swedish banking sector 2002”, Journal of Banking and Finance, vol. 31, pp 2817-2827.
2: Central Bank of Sweden (2000 and 2006): “Financial Stability Reports.” Echikson W. (2001): “The
Dynamo of E-Banking,” article in Business Week Magazine, April 16th, 2006.
ـ 141ـ
بكثافة عالية بين المواطنين في السويد حيث يعتبر معدل انتشار اإلنترنت من أعلى
المعدالت في الدول األوربية وفقاً للمسح الذي أجراه المعهد السويدي للنقل وتحليل
االتصاالت أن ( )%62من السكان في السويد في العام ( )2000يتمكنون من الوصول
إلى اإلنترنت وهم في المنزل وهذا يعتبر عامل رئيسي الرتفاع مستوى الدفع المصرفي
االلكتروني في السويد (.)1
اذاً االستخدام الواسع لوسائل الدفع النقدي االلكتروني هو سمة أساسية من سمات
السوق المصرفي السويدي وهي ظاهرة جديدة نسبياً ،حيث ارتفع عدد الدفعات باستخدام
البطاقات االلكترونية تسعة أضعاف بين عامي ( )2000-0922من ( )202مليون
معاملة إلى ( )0926مليار معاملة سنوياً ،وزادت قيمة هذه المعامالت أكثر من خمسة
أضعاف من ( )029مليار كورون سويدي إلى ( )229مليار ،وقد احتلت بطاقات
الخصم االلكترونية حي أز كبي ًار من االستخدام حيث شكلت ما نسبته ( )%22من العدد
االجمالي وما قيمته ( ) %22من القيمة االجمالية للمعامالت النقدية االلكترونية ،وحسب
المسح الذي أجراه مصرف السويد المركزي للعام ( )2002فإن تسعة من عشرة أشخاص
(.)2
يستخدمون بطاقات الدفع النقدي االلكتروني
يمكن القول أن استراتيجية السويد تقوم على احالل الدفع النقدي االلكتروني محل
ال إلى المجتمع االلكتروني غير النقدي ،واحالل البطاقات االلكترونية
الدفع التقليدي وصو ً
محل العمالت النقدية والورقية في نهاية المطاف ،على سبيل المثال لم تكن هناك سوى
( )200ألف معاملة في الشهر تنطوي على استخدام النقد االلكتروني عام ( )0999ولكن
حاليًا االتجاه متزايد نحو استخدام المزيد من بطاقات الدفع االلكتروني وهذا يفتح مجال
المساعدة في نشر التجارة االلكترونية وجعل المعامالت المصرفية أكثر أمناً.
1: Suominen M. (2001): "Measuring Competition in Banking: A Two-Product Model", The Scandinavian
Journal of Economics, 96 (2001), 95-110.
2: This statement is based on calculations in Segendorf and Jansson (2012a) and data from the Swedish Trade
Federation.
ـ 142ـ
ثالثا :أفاق تطوير عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني في الدول العربية:
بدأت العديد من المصارف العربية خاصة في البلدان الخليجية ولبنان واألردن في
ارتياد العديد من مجاالت الدفع المصرفي االلكتروني ،إيماناً منها بأهمية تفعيل خدماتها
اإللكترونية أسوة بالمصارف العالمية ،إال أن تلك الجهود ال تزال دون الحد الذي يسمح
بالتحول المطلوب فبعض المصارف العربية ما تزال بعيدة عن التعامل اإللكتروني وقد
اكتفت بعضها بوضع موقع على اإلنترنت من باب الدعاية فقط و على الرغم من ارتفاع
عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول العربية إال أنه الزال يمثل نسبة منخفضة مقارنة بعدد
السكان وبالدول األجنبية األخرى هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ،إن ارتفاع معدل
استخدام اإلنترنت ال يعني أن جميع المستخدمين لديهم القدرة على الولوج في الشبكة و
االلمام الكافي بالتقنيات العالية ،إن دوافع تحديث العمل المصرفي العربي تجد تبريرات
واسعة بوصفها الشرط المسبق لتحديث وتطوير االقتصاد بشكل عام.
اذا عملية التحول نحو الدفع المصرفي االلكتروني في البلدان العربية تواجه
معوقات عدة من أهمها :
تطوير البنى التقنية االساسية ،حيث تشير البيانات المتاحة الى أن الغالبية العظمى
من البلدان العربية لم يحتضن بالشكل والدرجة الالزمة الثورة االلكترونية عمومًا ،على
الرغم من تحقق نمو في استخدام اإلنترنت في البلدان العربية ،إال أن نسبة انتشارها ما
تزال بحدود متدنية تصل إلى ( )%0006من اجمالي السكان ،وهذه النسبة تعتبر
متدنية جدًا ،علمًا أن استخدامات اإلنترنت ألغراض المعامالت االقتصادية ال يتجاوز
ما نسبته ( )%09من إجمالي االستخدامات ( ،)1وكانت النسبة األكبر ألغراض البريد
االلكتروني والتصفح ،مما أثر سلبًا على عملية التحول للدفع النقدي االلكتروني.
انخفاض نسب اإلنفاق االستثماري في مجال تكنولوجيا المعلومات وأنشطة البحث
واالبتكار ،في حين أن المصارف العالمية الكبرى يتزايد إنفاقها على تقنيات
ومن أجل الوصول إلى نظام دفع الكتروني عربي ذو كفاءة عالية البد من توفر
الشروط التالية:
- 2من الضروري زيادة مستوى التنسيق بين المصارف المركزية العربية في مجال
التشريعات والسياسات المتعلقة بالصناعة المصرفية بما يوفر األرضية المناسبة لخلق
صناعة مصرفية عربية قادرة على مواجهة المنافسة المصرفية العالمية التي أصبحت
أكثر حده وأشد تعقيداً.
- 1إن الدول العربية في هذه المرحلة أحوج من أي وقت مضى ألن تتكامل وتتحد
اقتصاديًا ،ولكي يتم ذلك يقتضي األمر ترتيب الوضع االقتصادي الداخلي على
مستوى الدول ،علماً بأن التكامل االقتصادي العربي المنشود سيوفر للدول العربية
:1خبابه عبد هللا) ،االقتصاد المصرفي البنوك االلكترونية)) ،البنوك التجارية،السياسة النقدية) مؤسسة شباب الجامعة،القاهرة
1020ص()233
:2عبد الحفيظ عبد الھادي،ابراهيم،اطار مقترح للتعديالت الضريبية الالزمة للتحول إلى عالم التجاري االلكترونية،القاهرة ،1007ص(.)299
ـ 144ـ
الحماية االقتصادية المطلوبة ضد التقلبات االقتصادية والمالية التي يشهدها العالم بين
الحين واآلخر(.)1
- 2هناك محوران أساسيان لنجاح الدفع المصرفي اإللكتروني في المنطقة العربية،
وهما(:)2
المحور األول :تعاون وتنسيق بين األطراف المعنية وهم :المؤسسات
المصرفية ،مشغلو شبكات الهواتف النقالة ،الشركات العالمية المصدرة لبطاقات
االئتمان ،شركات خدمات اإلنترنت فالعمل المشترك بين هذه األطراف يحقق
هدفين هامين هما:
القضاء على الخلط في وضع المقاييس األساسية للعمل المصرفي
اإللكتروني.
التكامل في توفير الخدمة المصرفية اإللكترونية.
:1عبد الغني،سالم،االقتصاد الرقمي في الوطن العربي قاطرة تتأخر واستثمارات تتعثر،جامعة أم القرى،السعودية،1003،ص(.)29
:2
3
;): Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile Transactions(2013
www.mobiletransaction.org.
ـ 145ـ
رفع مستوى كفاءة العمل المصرفي.
زيادة اإلنتاجية.
إن نجاح المصارف العربية فى تنفيذ استراتيجيات التحول نحو الدفع المصرفي
االلكتروني بكافة محاورها بكفاءة وفاعلية هو أمر مرهون بتوفير كوادر بشرية عالية
التأهيل معززة بتقنيات مصرفية معاصرة ،وهو ما يتطلب تبنى عدد من السياسات
المتكاملة للوصول الى النموذج المصرفي الفعال وذلك يتطلب ايضاً ،ضرورة قيام
المصارف بتخصيص نسبة محددة من أرباحها لالستثمار فى الموارد البشرية بإعتباره
استثمار المستقبل ،وترسيخ المفاهيم المتطورة لديهم والتي تتعلق بأهمية االبتكار و اإلبداع
ومواكبة التكنولوجيا الرقمية وشبكة اإلنترنت.
إذاً استرتيجية التحول للدفع النقدي االلكتروني تعتمد بشكل فعال على مفرزات التقدم
العلمي والتكنولوجي المتغيرة بشكل مستمر إن لم نقل على مدار الساعة نالحظ انجازات
وابتكارات جديدة في هذا العالم الرقمي ،حتى أصبح البعض يطلق على النظام العالمي
الجديد اقتصاد العمالت الخفية الذي تسير فيه كل التعامالت بشكل رقمي ودون وجود
للقطع النقدية فماهي أحدث اإلتجاهات العالمية ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني.
ـ 146ـ
المطلب الثاني :االتجاه العالمي ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني:
اليوم عصر التكنولوجيا الرقمية وشبكة اإلنترنت ،ومن هنا كان من الطبيعي أن
يأتي شكل جديد من أشكال المال يعتمد التكنولوجيا الرقمية أساساً له ،تقنية الدفع
االلكتروني هذه باتت موجودة اليوم وهي ما يعرف بالو)بتكوين) ) )1( (BitCoinباإلنكليزية،
وتعني حرفياً القطعة النقدية ) )coinبوحدة القياس الرقمية ) )bitوقد أتت هذه العملة
ليبشر عدد من األخصائيين أنها تعني التخلص من الهزات االقتصادية العائدة إلى تقلب
تحل بصورة نهائية مكان العمالت
أسعار المعادن والقطع النقدية ،وأنها مرشحة ألن ّ
التقليدية المعروفة ،وما إلى ذلك والواقع أن عدداً من المؤسسات المصرفية بدأت تفتح
حسابات بتلك العملة (الرقمية) كما أن بعض الدول باتت تتقبلها كوحدة لتسديد الصفقات
والمبادالت.
يوجد عشرات األنواع من هذه العمالت االفتراضية مثل (بيتكوين ،و فاكوين و
نيمكوين و بيركوين و فزركوين) ،إال أن أهم هذه العمالت هي البيتكون كونها األكثر
تداوالً على شبكة اإلنترنت ،وقد بدأ التفكير في عملة البيتكوين منذ عام ( )2002م من
قبل مبرمج ياباني أطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو ( Dorian Satoshi
،)Nakamotoحيث قام في العام التالي ( )2002بنشر ورقة بحث طرح فيها فكرة
استخدام نقود الكترونية ،بهدف تحرير االقتصاد العالمي لتالفي مشاكل النظام النقدي
التقليدي ولمواكبة التغيرات المتسارعة في عالم األعمال خاصة على الشبكة االفتراضية
(.)2
ـ 147ـ
بوالية ماساتشوستس) ) ،)1()MITوتقوم فكرة هذه العملة على نظام يعتمد على مبدأين،
األول التواقيع اإللكترونية للتحكم في الملكية ،والثاني عبر منع استخدام نفس العملة في
)(P2P أكثر من عملية شراء ،لحماية البائع وذلك عبر ما يسمى بتقنية الند للند
) (peer- to peerالتي يتم عبرها االحتفاظ بتسجيالت كاملة تسمى كتل )block
)chainتلخص تاريخ العملة والمعامالت التجارية التي مرت بها في قواعد بيانات ال
يمكن تغييرها في كل كمبيوتر على الشبكة العنكبوتية ،وتتشارك هذه الكتل مع بعضها
على شبكة البيتكوين ،مما يعني ضرورة توافر شبكات حاسب آلي ضخمة وانترنت
وبرمجيات تشغيل وتخزين المعلومات ،ومن المعروف أن لكل عملة أجزاء أو كسور،
فالدوالر مثالً يتكون من ( )000سنت والليرة السورية من ( )000قرش وهكذا ،ونفس
الشيء ينطبق على عملة الوبتكوين حيث أنها أيضاً تتكون من أجزاء أبرزها التقسيمات
األربعة الموضحة في الجدول أدناه.
بيت كوين واحد وحدة واحدة كاملة BTC 1 = bit coin 1
بيتسنت أو سنتي بيتكوين BTC* 0.01 bitcent”or“centibitcoin
BTC*0.001 =1ميلي بيت كوين ،ميلي بيت، milli bit coin”, “milibit
بيت ميل cBTC ”,“mbit” or “Bitmil
ـ 148ـ
ثانيا :تطبيقات البتكوين واالعتراف الدولي بها:
تمت أول صفقة تجارية باستخدام (البيتكوين) في في بريطانيا (أيار عام، )2000
عندما طرح مبرمج يدعى (هانيكز) ( )00آالف بتكوين ألي شخص يدفع نقداً ثمن (وجبة
غذائية) من مطعم (بابا جون) يتم توصيلها إلى منزله ،ومع تبني مزيد من المستخدمين
للعملة ،اختفى (ناكاموتو) الذي كان قد أعلن أنه أصدر ( ) 20مليون بتكوين بمرور
الوقت( ،)1كما أعتمد مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر (بوالية بريتش كولومبيا) قبول
عملة الوبتكوين كعملة مقبولة بل أنه وضع أول جهاز صراف آلي في العالم
( )2002/00/20خاص بتحويلها إلى عمالت أخرى كالدوالر مثالً ،فيما بدأت بعض
الدول العربية بوقت متأخر نسبياً باستخدام البتكوين ،ويعتبر مطعم ))The Pizza Guy
في الخليج التجاري بمدينة دبي أول مطعم يعتمد التعامل بها ،تاله مطعم ( Green
)Turtles Teaبمدينة عمان باألردن.
تستمد هذه العملة قيمتها من انتفاء الحاجة إلى وجود وسطاء للتعامل بها كما في
النقد التقليدي وتدني أو انعدام تكلفتها وكونها آمنة من التقلبات االقتصادية وخضوعها
لقوانين العرض والطلب ومدى توافرها في الشبكة وندرتها ،وذلك نظ اًر ألنه تم تحديد حد
أعلى إلنتاجها حسبما خطط لها وهو ( )20مليون مع نهاية عام ()2020م ،ولهذا السبب
يعتبر معدل انتاج هذه العملة بطيء نوعا ما ،حيث قد بلغت قيمة ما تم اصداره وتداوله
من هذه العملة حتى وقت قريب ( )02مليون بتكوين ،وقد وصلت القيمة التراكمية الكلية
لما تم تداوله من هذه العملة نحو ( )02022مليار دوالر ،حيث قفزت من ( )20مليون
دوالر إلى ( )002مليار دوالر خالل سنة واحدة فقط (.)2
1: BALL, James (2011), “Bitcoins: What are they, and how do they work?”, The Guardian, 22 June
2: ECONOMIST, The (2014b), “Paying for pixels. Virtual goods are worth real money – and cause
real dilemmas”, 10 December
ـ 149ـ
الشكل رقم ( :)2تقلبات سعر صرف عملة االبتكوين تجاه الدوالر خالل الفترة ()4102-4103
1000
1100
680 650
500
600 550 500
500
400
200
110
0 50 90 100 80
2013 2014
SOURC: available for printing information that enable the secure storage of Bitcoins in
paper form. Reference to: The New Yorker (2014).
يظهر الشكل البياني السابق أن عملة البتكوين قد بتقلبات كبيرة منذ ظهورها في عام
( )2009م ،حيث تدرجت من الصفر إلى أن وصلت ألعلى مستوى لها وهو ()0200
دوالر في شهر أيلول عام ( )2002الماضي كما يتضح من الشكل البياني السابق أن
سعر البتكوين مقابل الدوالر قفز ( )%2200خالل األشهر األولى من عام (،)2013
ولكنه خسر ثلثي قيمته خالل األشهر الستة التالية من العام ( ،)2002و تعتبر ألمانيا
من أوائل الدول التي اهتمت بهذه العملة واتجهت للتفكير في معاملتها كنوع من أنواع
النقد اإللكتروني ومع أنها قامت بفرض ضريبة على ما تحققه الشركات من أرباح نظير
التعامل بها إال أنها أعفت االفراد المتعاملين بها ،في حين تفرض التشريعات المقترحة في
اليابان والواليات المتحدة التزام المنشآت التي تتداول البتكوين بقواعد مكافحة غسيل
األموال وتمويل الجريمة تماشياً مع المصارف وشركات تداول العمالت و وساطة األسهم،
مثال في تشرين األول من عام ( )2002أغلقت السلطات الفيدرالية األميركية موقع (سلك
رود) ،وهو عبارة عن متجر على شبكة اإلنترنت كان يم ّكن األشخاص من استخدام
ـ 151ـ
العملة الرقمية لشراء أو بيع األشياء دون ذكر أسماء المتعاملين ومن بينها المخدرات
وغيرها (.)1
ما زالت تجربة العمالت اإللكترونية حديثة العهد واالنتشار نسبيًا ،من هنا يصعب
الحكم على صوابية التعامل بها اآلن ،واذا كان األمر األكيد أن للبتكوين ميزاتها المفيدة،
فإن لها مخاطر ،طالما راودت النشاط االقتصادي من تضخم وتقلب القيمة وما شابه
()2
: ذلك ،ومن أهم مزايا البتكوين
)0حرية الدفع :من الممكن إرسال واستقبال أي مبلغ من األموال لحظيًا من أو إلى أي
مكان في العالم وفي أي وقت ،ال حدود ،ال قيود لتخطيها.
)2رسوم قليلة جدا :مدفوعات البتكوين يتم تنفيذها حالياً إما بدون رسوم على اإلطالق
أو برسوم قليلة جدًا.
)2مخاطر أقل للتجار :معامالت البتكوين آمنة ،غير قابلة للعكس ،وال تحتوي على
معلومات المستهلك الخاصة أو الحساسة ،وهذا يحمي التجار من الخسارة الناشئة عن
االحتيال أو المحاوالت غير اآلمنة.
)2الشفافية والحيادية :من خالل نظام التشفير ،وهو ما يتيح الوثوق في أساس البتكوين
أنه محايد وشفاف ويمكن التنبؤ به بشكل كامل.
1: KORMAN, Avril (2011), “What Price, Gold? Virtual Currency Can Mean Real Crime”, Search
Engine Watch, 28 May
2: LEHDONVIRTA, Vili & ERNKVIST, Mirko (2011), Knowledge Map of the Virtual Economy,
World Bank, Washington D.C
ـ 151ـ
وتتلخص مخاطر هذا العملة االفتراضية الخفية بالنقاط التالية (:)1
)0درجة القبول :العديد من األشخاص الزالوا غير ملمين بالبتكوين ألنهم يريدون
الحصول على مزايا قبولها ،لكن قائمة القبول تبقى صغيرة وال تزال في حاجة للنمو
والتوسع من أجل االستفادة من مجهودات الشبكة.
)2القابلية للتطاير :هذه القابلية للتطاير ستقل مع تطور أسواق وتكنولوجيا البتكوين،
ولهذا فمن الصعب حقًا (والمشوق أيضًا) تخيل ما ستؤول إليه األمور.
)2التطوير المستمر :برنامج البتكوين ال يزال تحت التجربة مع العديد من المزايا غير
الكاملة التي ال تزال قيد التطوير وقابلة للوصول إليها من الجميع.
ال يزال هناك العديد من األسئلة المطروحة للنقاش تنتظر االجابة عليها هل
ستصبح الو ) )BitCoinالعملة المستقبلية للعالم؟ ما هو موقف الدول منها؟ كيف سيتم
تنظيم التعامل بها وحفظ حقوق مستخدميها؟ ما مدى تأثيرها على االقتصاد وعالم
االعمال؟إلى أي مدى ستتغير درجة الثقة فيها؟ هل سيط ار تغيير على آلية عملها؟هل
ستتأثر أو تؤثر في الظروف االقتصادية المتغيرة؟ ما هو تأثيرها على عالم المال
واألعمال؟ إلى غير ذلك من األ سئلة التي الشك ستجد اجابات شافيه لها في المستقبل
القريب والتي يمكن أن تكون موضوعاً للدراسة والتحليل.
1: VILLASENOR, John, MONK, Cody and BRONK, Christopher (2011), “Shadowy Figures: Tracking
Illicit Financial Transactions in the Murky World of Digital Currencies, Peer-to-Peer Networks, and
Mobile Device Payments”, James A. Baker III Institute for Public Policy, August.
ـ 152ـ
خاتمة الفصل الثالث:
في نهاية هذا الفصل يمكن القول أن أنظمة الدفع النقدي االلكتروني أصبحت واقعًا
ملموساً من خالل تأثيرها الفعال في بيئة األعمال والحكومات ،فالتجارة أصبحت
الكترونية ،والحكومات أصبحت تفتح لها فروع شبكية على اإلنترنت ،والهويات الشخصية
والخدمات الحكومية أصبحيت رقمية أكثر فأكثر ،واألموال باتت تتداول الكترونياً وأصبح
أي شخص بامكانه حمل مصرفه الشخصي في صورة بطاقة ذكية يستطيع من خاللها
اجراء العديد من تقنيات الدفع المصرفي االلكتروني ،رغم ذلك يشير الواقع الفعلي لتلك
النظم النقدية االلكترونية إلى تناقص أعدادها ،وبطء نموها وانتشارها في األجلين القصير
والمتوسط ،واستم ارر عدد محدود منها يتمثل في الشبكات الكبرى ذات األسماء الرنانة
التي تدعمها وتساندها مؤسسات ومنظمات عالمية (مؤسسة في از وماستركارد العالمية)
لمصلحة قوى كبرى تستيطع من خاللها فرض عقوبات نقدية على تلك الدول التي
التراعي مصالحها.
في ﻅل هذا االنتشار الضعيف ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني ،بإستثناء بعض
الدول المتقدمة تكنولوجيًا و التي قمنا بدراسة وتحليل تلك النظم النقدية فيها فإنه ال يتوقع
أن يكون لتك النظم النقدية أي أثار على المصارف المركزية في المستقبل القريب وأن
األثر الوحيد يتمثل في فقدان المصارف المركزية جانب من عائداتها نتيجة تخليها عن
وظيفة االصدار النقدي القانوني ،غير أن ذلك ال يعني اضعاف دورها في إدارة السياسة
النقدية نظ اًر المتالكها ادوات أخرى تستطيع من خاللها التأثير بشكل فعال في إدارة
السياسة النقدية.
لقد بحثنا خالل الفصول الثالث األولى مفاهيم عامة عن الكتلة النقدية ومنظومة
الدفع المصرفي االلكتروني ،باإلضافة لتحليل ودراسة تجارب بعض الدول ومنعكاساتها
النقدية ،والستكمال هذه الدراسة البد من معرفة أين الواقع السوري من هذا النظام
االلكتروني الجديد ،ماهي األنجازات ،المعوقات ،األهم من ذلك كله ،تحليل أثر هذا
النظام االلكتروني على األوضاع النقدية في سوريا.
ـ 153ـ
الفصل الرابع
ـ 154ـ
تمهيد:
ويعول عليه
إن دور المنظومة الوطنية للدفع اإللكتروني في سورية محوري ومهم ِّ ّ
الجميع في إحداث نقلة نوعية في آليات الدفع اإللكتروني وأساليب التجارة اإللكترونية في
سورية ،كما تشكل هذه المنظومة فسحة كبيرة من األمل لدى العاملين في الكثير من
القطاعات االقتصادية والمعلوماتية نظ اًر لما لها من دور مهم في تمكين البنية االقتصادية
في سورية.
بناء على ما سبق سيتناول هذا الفصل تطور منظومة العمل المصرفي االلكتروني ً
في سوريا وما هي مقوماتها ،ومدى تأثرها وتأثيرها بمكونات ومقابالت النقدية خالل الفترة
الزمنية المدروسة باستخدام المنهج اإلحصائي التحليلي.
ـ 155ـ
المبحث األول
إن أهم مايميز السياسة النقدية في سوريا قبل عام ( )2000هو حزمة اإلجراءات
الحكومية في تمويل العجز واستخدام النقد كوسيلة للتداول وتشجيع االنتاج فقط ،حيث
كانت الحكومة تتحكم في ادارة عناصر السياسة النقدية ،دون أن يكون هناك استقالل
نسبي للسلطات النقدية في ادارة هذه السياسة بشكل فعال في سبيل تحقيق أهدافها ،وفي
هذا السياق أكدت الخطة الخمسية العاشرة لألعوام ( )2000-2002أهمية ضمان
االستقاللية التامة لمصرف سوريا المركزي ،والنفاذ والقوة للمق اررات كلها التي يقوم
باتخاذها ،بما يتناغم ويتسق مع إرساء مالمح واضحة الستراتيجية السياسة النقدية التي
تقوم على ضبط معدالت نمو االقتصاد السوري بشكل متزامن ومتالزم مع تطوير القطاع
النقدي ،بمايحقق التوازن بين الكتلة النقدية المتداولة من جهة مع الكتلة العينية من جهة
أخرى ،األمر الذي يسهم في تحقيق الهدف النهائي للسياسة النقدية وضبط معدالت
التضخم في سوريا.
وقد اتسمت الفترة الماضية (وبشكل خاص خالل السنوات التي تلت األزمة السورية)
بزيادة كمية النقد المتداول في السوق السورية دون أن يقابلها زيادة مماثلة في كمية السلع
والخدمات المتداولة وما نتج عن ذلك من ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض سعرف
صرف الليرة السورية مقارنة بالعمالت األجنبية األخرى.
وبناء على ما سبق سيتناول هذا المبحث تحليل مكونات الكتلة النقدية في سوريا
ً
ال للدراسة والمقارنة مع المفرز
خالل فترة الدراسة المعتمدة ( )2000 -2000لتكون مح ً
األساسي لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني (متغير قيمة العمليات المنفذة الكترونياً).
ـ 156ـ
المطلب األول :تطور العرض النقدي (:) M1
يتكون العرض النقدي بمفهومه الضيق ( )M1أو مايطلق عليه بالكتلة النقدية كما أشرنا
سابقاً من النقد الموجد في التداول والذي نرمز له بالرمز ( (Cمضافاً إليه الودائع تحت
الطلب ونرمز لها بالرمز ( :)Dمن خالل المعادلة التاليةM1= C+D :
هذا وقد شهدت الكتلة النقدية ( )M1خالل الفترة ( )2000-2000توسعاً كبي اًر وملحوظاً
حيث ارتفعت من( )26206مليار ليرة سورية عام ( )2000إلى مبلغ حوالي ( )0062مليار ليرة
سورية عام ( )2000وبمعدل نمو وسطي قدره (.)%02
الشكل البياني رقم ( )6تطور منحنى الكتلة النقدية ( )M1ومكوناته الرئيسة خالل الفترة 4101-4111مليار ليرة
2500000
2000000
1500000
500000
0
المصدر :التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادري عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوري
اقتصرت فترة الدراسة بالنسبة لمكونات الكتلة النقدية حتى نهاية ( )0202لعدم توفر صدور تقارير عن مصرف سوريا
المركزي بعد العام ()0200
ـ 157ـ
ويمكن أن يفسر النمو في الكتلة النقدية ( )M1من خالل المكونات الرئيسية لها:
ـ 158ـ
المطلب الثاني :تطور أشباه النقد (:)Q
شهدت أشباه النقد( )Qبمكوناتها المختلفة تطو اًر ملحوظاً خالل الفترة ( )2000-2000حيث
ارتفع شبه النقد من ( )20202مليار ل.س عام ( )2000إلى ( )922مليار عام ()2000
بزيادة قدرها نحو ثالثة أضعاف وبمعدل نمو وسطي مقداره (.)%02
( .)Q=TD+SD+FD+I
الشكل البياني رقم ( )2تطور كتلة أشباه النقد بمكوناتها المختلفة خالل الفترة ( )4101-4111مليار ليرة.
1800000
1600000
1400000
1200000
400000
200000
0
2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000
المصدر :التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادر عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوروي
وتعود الزيادة في كتلة أشباه النقد إلى الزيادة الحاصلة في مكوناتها الرئيسية كمايلي:
تطورت الودائع ألجل ( )TDتطو اًر كبي اًر وارتفعت من ( )602مليار ليرة سورية عام
( )2000إلى حوالي مبلغ ( )202مليار ليرة سورية عام ( )2000بزيادة اجمالية
مقدارها ( )20ضعفاً ،ويمعدل نمو سنوي بلغ ( ،)%66كما اسهمت بنحو ( )%02من
اجمالي الزيادة الحاصلة في شبه النقد خالل هذه الفترة ،ويعود السبب الرئيسي في ذلك
ـ 159ـ
إلى التطور الكبير الذي شهدته القطاع المصرفي خالل تلك الفترة واالرتفاع التدريجي
في أسعار الفوائد الممنوحة على هذا النوع من اإليداعات وهذا أدى إلى توفر بنية
مستقرة لدى ودائع القطاع العام المصرفي مكنته من زيادة التسهيالت االئتمانية
الممنوحة األجلة.
بالنسبة لودائع التوفير ( )SDبالليرة السورية فقد شهدت تطو ًار مستق ًار خالل هذه الفترة
وبمعدل نمو وسطي بلغ ( )%2مسهمة بذلك بحوالي ( )%29من إجمالي كتلة أشباه
النقد وذللك بسبب ارتفاع معدالت الفائدة على هذا النوع من الودائع.
الودائع بالقطع األجنبي ( ) Iتطورت هي األخرى بشكل ملحوظ خالل الفترة (-2000
)2000وذلك من ( )2202مليار ليرة سورية إلى حوالي( )02206مليار عام ()2000
وبزيادة اجمالية مقدارها نحو أربعة أضعاف ومعدل نمو وسطي مقداره ( )%20مسهمة
بحوالي ( )%09من اجمالي كتلة أشباه النقد ( )Qويعود السبب الرئيس في ذلك إلى
زيادة عمليات التصدير وزيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص في توفير موارد القطع
األجنبي.
كما ارتفعت التأمينات لقاء عمليات االستيراد بنحو أربعة أضعاف وبمعدل نمو وسطي
( )%02و بلغت نسبة اسهامها في كتلة أشباه النقد بالمتوسط (.)%02
ـ 161ـ
المطلب الثالث :تطور االعرض النقدي (:)M2
يتكون العرض النقدي بمفهومه الواسع ( )M2أو مايعرف بالسيولة المحلية في سوريا
من العرض النقدي بمفهومه الضيق أو الكتلة النقدية ( )M1فضالً عن أشباه النقد (،)Q
مع بداية العام ( )2000بدأ االقتصاد السوري باالنتعاش بعد خروجه من مرحلة الركود
االقتصادي التي بلغت ذروتها(،)0999اذا استمرت معدالت نمو السيولة المحلية
باالرتفاع بوتيرة موازية لمعدالت نمو االقتصاد السوري متمثلة بزيادة الطلب على النقود
داخل االقتصاد،
الشكل البياني رقم ( :)5تطور منحني السيولة المحلية ( )M2بمكوناته المختلفة خالل الفترة 4101-4111
مليار ليرة
4500000
4000000
3500000
3000000
2500000
الكتلة النقدية M2
شبه النقد Q
2000000
الكتلة النقدية M1
1500000
1000000
500000
0
2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000
المصدر :التقارير والنشرات الربعية الدورية الصادر عن مصرف سوريا المركزي خالل األعوام المﺬكوروي
ـ 161ـ
من الشكل البياني السابق نالحظ ارتفاع العرض النقدي ( )M2من ( )226مليار
ل.س عام ( )2000ليصل إلى حوالي ( )202002مليار ليرة سورية عام ()2000
وبزيادة قدرها نحو ثالثة أضعاف وبمعدل نمو وسطي بلغ ( )%02وهذا يظهر عدم قدرة
السلطات النقدية على التحكم بحجم المعروض النقدي ( )M2بسبب استمرار الحكومة
بسياسة تمويل المؤسسات الحكومية ( الحبوب ،سادكوب) من قبل المصرف المركزي،
مما أدى إلى حجم النقد المتداول وأشباه النقد.
هذا ويمكن أن نفسر الزيادة الحاصلة في العرض النقدي الموسع أو السيولة المحلية
( ،)M2من خالل مكوناته الرئيسية ،حيث انخفضت نسبة مساهمة الكتلة النقدية ()M1
من اجمالي الزيادة الحاصلة في العرض النقدي( )M2إلى نحو ( ،)%20مقابل ارتفاع
نسبة مساهمة المكون الثاني أشباه النقد( )Qبعد دخول االستثمارات األجنبية سوق العمل
المصرفي في سوريا وزيادة ودائع القطع األجنبي وتجميع المدخرات الوطنية ،وتعتبر هذه
النسبة مقبولة بالمقارنة مع النسبة المتوفرة لدى بعض الدول العربية مثال بلغت نسبة
مساهمة ( )M1من ( )M2في دولة عمان حوالي ( )%22وفي الكويت
حوالي(.)1()%20
لقد استعرضنا في المبحث السابق تحليل تطور مكونات الكتلة النقدية خالل العشر
سنوات التي سبقت عام ( )2000قبل بداية األزمة في سوريا حيث اتسمت تلك المرحلة
كما الحظنا بزيادة معدالت السيولة المحلية ( )M2بمكوناتها المختلفة دون أن يقابلها
زيادة في معدالت االستثمار وقد تجلت هذه الزيادة بشكل واضح مع بداية العام ()2002
دخول المصارف المحلية (العامة والخاصة) العاملة في السوقة السورية عصر تعامالت
الدفع النقدي االلكتروني ،فما هو واقع منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا.
ـ 162ـ
المبحث الثاني
شهدت السوق المصرفية السورية تطو اًر ملحوظاً في منظومة الدفع المصرفي
اإللكتروني وتقديم خدمات مصرفية لم نكن نشاهدها منذ الماضي القريب وذلك باستخدام
وسائط االتصاالت المتوفرة ،ومن هذه الخدمات ،خدمات الصراف اآللي ( ،)ATMنقاط
التحصيل اإللكتروني ) ،)POSإدارة الحساب عبر الهاتف األرضي فيمكن للزبون
االتصال بالمصرف واجراء العديد من العمليات كاالستعالم عن األرصدة والتحويل فيما
بينها ،كما أن جميع المصارف في سورية ترعى خدمة التحويل من مصرف إلى آخر
فهي مربوطة مع بعضها البعض عبر شبكة متصلة بمصرف سورية المركزي ،يناقش هذا
المبحث المنافسة بين المصارف المحلية في مجال بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني
وقنوات استخدامها ،حيث تنحصر تلك المنافسة بين مصرفين حكوميين لهما بصمات
واضحة في مجال الدفع االلكتروني.
ـ 163ـ
الفترة كانت بسيطة تنحصر في إصدار البطاقات المصرفية فقط ،فتم إصدار أول بطاقة
مصرفية أواخر العام ( ،)0999تبعه بعد ذلك المصرف التجاري السوري عام (.)2002
جدول رقم ( :)00مؤشر كثاف ة انتشار البطاقات المصرفية لكال المصرفين خالل الفترة 4101-4112
من خالل الجدول السابق نالحظ أن مستوى انتشار البطاقات المصرفية الصادرة
عن المصرف التجاري السوري قد تطور بشكل كبير خالل الفترة ()2000 -2002
بالمقارنة مع المصرف العقاري حيث بلغت نسبة االنتشار بطاقة مصرفية واحدة لكل
( )206ألف شخص في عام ( )2002لتصل إلى بطاقة مصرفية واحدة لكل ()2206
ألف شخص في عام ( ،)2000بينما بلغت نسبة انتشار البطاقات العائدة للمصرف
العقاري بطاقة مصرفية واحدة لكل ( )222ألف شخص في عام ( )2002لتصل إلى
بطاقة مصرفية واحدة لكل ( )2209ألف شخص في عام (.)2000
وقد نتج عن هذا االنتشار الواسع للبطاقات الصادرة عن المصرف التجاري السوري
مقارنة بالمصرف العقاري انجاز العديد من الخدمات والتحويالت المالية االلكترونية،
والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونياً باستخدام بطاقات الدفع
االلكتروني الصادرة عن المصرف التجاري السوري خالل فترة الدراسة.
ـ 164ـ
جدول رقم ( :)04تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية لدى المصرف
التجاري السوري خالل الفترة / 4101-4112مليار ل.س/
42,495 29,2 10,7 6,6 6,9 1,9 الكتلة النقدية المتداولة الكترونيا
المصدر :مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري.
يظهر الجدول السابق أن العمليات المنفذة الكترونياً لدى المصرف التجاري السوري
اقتصرت في بداية األمر على تحويل كتلة الرواتب واألجور الموطنة عبر شبكة
الصرافات اآللية التي يمتلكها المصرف وذلك باستخدام بطاقات االئتمان المدينة والدائنة
الصادرة عنه وعن المصارف األخرى العاملة في السوق المصرفية المحلية وفق عموالت
معينة ،ثم تطورت تلك العمليات لتشمل تسديد فواتير بعض الخدمات الحكومية بموجب
اتفاقيات بين المصرف وجهات القطاع العام والخاص.
إذاً ما يمكن قوله أن المصرف التجاري السوري يملك في حقيقة األمر شبكة واسعة
من الصرافات اآللية ونقاط البيع االلكتروني ولكنها غير مستخدمة بشكل أمثل حيث أن
معظم العمليات االلكترونية التي تنفذ عليها عبارة عن عمليات ايداع وسحب وتحويل
باإلضافة إلى تسديد بعض االلتزامات الخدمية ،أي أنها لم تستغل االستغالل األمثل رغم
ذلك يمكن القول بأن هذه العمليات االلكترونية شكلت نقطة البداية نحو التحول للدفع
المصرفي االلكتروني ،مما شجع بقية المصارف الحكومية والخاصة على اتخاذ خطوات
مماثلة تشكل فيما بينها منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا.
ـ 165ـ
المطلب الثاني :قنوات الدفع المصرفي االلكتروني:
جدول رقم ( :)03تطور عدد قنوات الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري والعقاري مقارنة بعدد
السكان خالل الفترة 4101-4112
بالمقارنة بين المصرفين نجد أن تطور مستوى انتشار الصرافات اآللية العائدة
للمصرف التجاري السوري أفضل من تطور مستوى انتشار الصرافات العائدة للمصرف
العقاري ،حيث أن نسبة انتشار صرافات المصرف التجاري قد بلغت صراف آلي واحد
ـ 166ـ
لكل ( )90202ألف شخص عام ( )2002لتصل إلى صراف واحد لكل ( )2002ألف
شخص عام ( ،)2000بينما بلغت صراف آلي واحد لكل ( )002مليون شخص عام
( )2002لتصل إلى صراف واحد لكل ( )9209ألف شخص عام ( )2000لدى
المصرف العقاري ،كما وقد وصل عدد العمليات التي نفذتها بطاقات المصرف التجاري
على صرافات المصرف العقاري خالل العام ( )02206( )2000مليون حركة بقيمة
إجمالية بلغت ( )26006مليون ليرة سورية في حين بلغ عدد الحركات المنفذة من بطاقات
المصرف التجاري السوري على الشبكة المصرفية ( )02602مليون حركة بقيمة إجمالية
بلغت ( )002مليار ليرة سورية ،وبالمقارنة مع الحركات التي نفذتها بطاقات الصراف
اآللي التابعة للمصرف العقاري على صرافات المصرف التجاري السوري ،سجلت
( )02209مليون حركة بقيمة إجمالية ( )92900مليون ليرة سورية في حين بلغ إجمالي
الحركات التي نفذتها بطاقات المصرف العقاري على الشبكة ( )6002مليون حركة بقيمة
إجمالية وصلت إلى ( )22902مليون ليرة سورية ،أما الحركات التي نفذتها الشبكة
( البطاقات التابعة لكافة المصارف العامة والخاصة عدا المصرف التجاري والمصرف
العقاري ) على شبكة صرافات المصرف التجاري السوري فقد سجلت ( )02609مليون
حركة بقيمة إجمالية بلغت ( )90902مليون ليرة سورية ،في حين وصلت العمليات التي
نفذتها الشبكة على صرافات المصرف العقاري إلى ( )6202مليون حركة بقيمة إجمالية
(.)1
( )22202مليون ليرة سورية
وبناء على المعطيات السابقة فإن عدد الحركات المنفذة على صرافات المصرف
ً
التجاري السوري بلغ ( )22002مليون حركة لتصل نسبة استحواذ صرافات المصرف
التجاري على عمليات الصرافات اآللية إلى ( )%20002في عام ( ،)2000في حين
بلغت العمليات المنفذة على صرافات المصرف العقاري ( )22909مليون حركة محققة
بذلك نسبة استحواذ بلغت ( )%20020أما العمليات التي نفذتها الشبكة فبلغت ()22602
مليون حركة بمعدل استحواذ بلغ ( )%22062ليكون مجموع االستحواذ في النهاية
( )%000من عمليات الصرافات اآللية في سوق العمل المصرفي السورية.
ـ 167ـ
كما أن تطور مستوى انتشار نقاط البيع لدى المصرف العقاري أكبر مما هو عليه الحال
لدى المصرف التجاري حيث بلغت نسبة االنتشار لدى المصرف العقاري نقطة بيع واحدة
لكل ( )2200ألف شخص عام ( )2002لتصل إلى نقطة بيع واحدة لكل ()0002ألف
شخص عام ( ،)2000في حين بلغت نسبة انتشار نقاط البيع لدى المصرف التجاري
نقطة بيع واحدة لكل ( )002مليون شخص عام ( )2002لتصل إلى نقطة بيع واحدة لكل
( )6202شخص عام ( ،)2000والسبب في ذلك يعود إلى أن المصرف العقاري قد ركز
نشاطه على نقاط البيع اإللكترونية بشكل أكبر من الصرافات اآللية ،حيث اعتمد
المصرف العقاري في عمله على التعاون مع شركات متخصصة في مجال نقاط البيع
والتسويق لها ،ذلك أن تفعيل دور نقاط البيع يتطلب زيارة التجار والمؤسسات التسويقية
والخدمية وتنظيم اتفاقات معها في حين أن الصرافات اآللية موجودة في الشارع وال تحتاج
إلى تسويق ،أما بالنسبة للمصرف التجاري فقد تركز نشاطه على تفعيل دور شبكة
الصرافات اآللية ،وتمكن من تأمين خدمة تبادل واستقبال البطاقات الصادرة عن كافة
المصارف العامة والخاصة العاملة في سورية على شبكة صرافاته اآللية باإلضافة إلى
الربط مع محولة المصرف العقاري و محولة شركة خدمات بطاقات االئتمان في سورية
والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات العائدة للمصرف
التجاري السوري باستخدام البطاقات المحلية والعالمية خالل الفترة (.)2002-2002
ـ 168ـ
جدول رقم ( :)02تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات اآللية العائدة للمصرف التجاري / 4104 -4115مليار/
تطور قيمة العمليات المنفذة على الصرافات اآللية العائدة للمصرف التجاري خالل ()4101-4115 العام
مليار
_ 1430 _ 1255 128,15 11,52 4115
المصدر :مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري لألعوام المﺬكوري.
من الجدول السابق نالحظ تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات المحلية
(المدينة والدائنة العائدة للمصارف السورية والبطاقات العالمية) على الصرافات العائدة
للمصرف التجاري السوري ،ولكن هذه النسبة انخفضت في ظل استمرار العقوبات
األمريكية المفروضة على القطاع المصرفي وبشكل خاص المصرف التجاري السوري منذ
عام ( )2002و إيقاف التعامل ببطاقات الفي از و الماسترد كارد العالمية ألسباب سياسية.
اقتصرت بيانات هذا الجدول على الفترة المذكورة لعدم تمكننا من الحصول على البيانات الخاصة باألعوام السابقة ألسباب
تتعلق بطبيعة النظام المعلوماتي المستخدم.
ـ 169ـ
جدول رقم ( :)02تطور قيمة العمليات على نقاط البيع العائدة للمصرف التجاري للفترة 4104 - 4115
تطور قيمة العمليات المنفذة على نقاط البيع العائدة للمصرف التجاري في /عام
4104 4100 4101 4119 4115 العام
22,1 231,77 613,97 550,05 508,97 القيمة (مليار)
المصدر :مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري لألعوام المﺬكوري
توضح لنا المعطيات في الجدول السابق تطور قيمة العمليات المنفذة باستخدام
نقاط البيع االلكترونية العائدة للمصرف التجاري السوري والتي تم استخدامها بداية العام
( ،)2002لتصل إلى ذروتها في عام ( )2000ومن ثم تنخفض بمعدل يتجاوز ()%20
في عام ( )2000مع بداية األحداث االرهابية في سوريا و إلى أدنى قيمة ( ،)2002وهذا
يدل على أهمية عنصر األمن واالستقرار كأهم مقومات الدفع المصرفي االلكتروني.
- 0انفراد المصرف التجاري السوري بالمقارنة مع المصرف العقاري بالحصة األكبر من
الخدمات المصرفية اإللكترونية ،سواء من حيث أعداد البطاقات المصرفية ومستوى
انتشارها أو من حيث أعداد الصرافات اآللية ومستوى كثافتها وتوزعها والحركات
المنفذة عليها وهذا يعود إلى زيادة عدد المؤسسات العامة والخاصة التي وطنت رواتب
موظفيها لدى المصرف التجاري باإلضافة إلى الثقة والسمعة الجيدة التي يتمتع بها
هذا المصرف في تعامالته المصرفية والسرعة في إنجازها.
- 4رغم العقوبات األمريكية المفروضة على المصرف التجاري بخصوص قبول بطاقاته
عالمياً ،وان كانت هناك بعض البنوك التزمت بقرار و ازرة الخزانة األمريكية الرتباط
مصالحها بتنفيذ هذا القرار والتي ال تتجاوز عشرين بنكًا إال أن قرار مصرف سورية
المركزي رقم ( )022تاريخ ( )2006/0/22القاضي باعتماد عملة اليورو بدالً من
الدوالر األمريكي في جميع تعامالت القطاع العام والمشترك أتاح للمصرف مرونة
أكبر في تنفيذ تعامالته الخارجية كما أن المصرف استطاع بفضل سمعته العالمية
ـ 171ـ
تجاوز تلك العقوبات وحقق أرباح كبيرة ونقلة نوعية في مجال الخدمات والتسهيالت
اإللكترونية جعلته يتبوأ مكانة متميزة في المنطقة.
- 3مع أن المصرف العقاري قد ركز نشاطه بشكل كبير على نقاط البيع اإللكترونية إال
أنها لم يستطيع تحقيق االستخدام األمثل لهذه النقاط ،حيث أن كثير من هذه النقاط
تجدها خارج نطاق الخدمة باإلضافة إلى أن أغلب التجار ال يفضلون التعاون مع
المصارف في تركيب نقاط التحصيل اإللكتروني ألن ذلك يمكن دوائر الجباية
الضريبية من الحصول على بيانات حقيقية ألرقام أعمالهم وفرض الضرائب
المستحقة.
- 2إن أعداد (البطاقات المصرفية ،الصرافات اآللية ،نقاط التحصل اإللكتروني) الصادرة
عن كال المصرفين مازالت محدودة جداً بالنسبة إلى عدد السكان ومقارنة بالدول
المحيطة (مع تفوق بسيط للمصرف التجاري بالنسبة إلى أعداد البطاقات والصرافات
اآللية) وهذا يعود إلى األسباب التالية:
انخفاض الوعي المصرفي اإللكتروني لدى غالبية المواطنين بمزايا وفوائد البطاقات
االئتمانية المحلية والدولية لعدم وجود برامج تسويقية ودعائية لهذه البطاقات األمر
الذي يؤدي إلى انعدام ثقافة الدفع اإللكتروني وتفضيل التعامل بالكاش.
ارتفاع تكلفة الصرافات اآللية مقارنة بنقاط التحصيل اإللكتروني ،حيث أن تكلفة
الصراف الواحد تتجاوز مليون ليرة سورية عدا نفقات الصيانة الدورية والتركيب
وايجارات الغرف المخصصة للصرافات ،باإلضافة إلى سوء التوزيع لهذه الصرافات
بين مختلف المحافظات والمناطق.
عدم تقديم الدعم والتسهيالت (التزويد المجاني بآالت الدفع اإللكتروني) من قبل
المصارف للتجار والمؤسسات التسويقية فيما يتعلق بتركيب نقاط التحصيل
اإللكتروني ،األمر الذي انعكس سلبًا على مستوى انتشار واستخدام هذه النقاط
واقبال المواطنين عليها.
عدم وجود أي تعاون بين إدارات المصارف العامة فيما يتعلق بالخدمات اإللكترونية
ال (قد
واالستفادة من اإلمكانيات التقنية والفنية التي يتميز بها مصرف عن اآلخر مث ً
تجد صرافين في مكان واحد إحداهما عقاري واألخر تجاري) باإلضافة إلى عدم
ـ 171ـ
استفادة المصرف العقاري من منظومة البريد اإللكتروني التي يعمل وفقها المصرف
التجاري السوري.
أدى دخول المصارف الخاصة سوق العمل المصرفية في سورية إلى خلق جو من
التنافس الصحي ،وقد بدأ كل منها بالسعي لجذب المتعاملين من المصارف األخرى وذلك
بتقديم خدمات وتسهيالت تنافسية ،وكان أحد اتجاهات هذه المصارف خدمات الدفع
المصرفي اإللكتروني التي تقدمها ،ولكن وبالرغم من ذلك بقي كل من المصرف التجاري
السوري والمصرف العقاري في المقدمة كونهما المصرفين األكثر انتشا اًر و استثما اًر في
مجال خدمات الدفع المصرفي االلكتروني ،فبمقارنة بسيطة نجد أن عدد الصرافات اآللية
التي يملكها أي من هذين المصرفين يزيد عن مجموع أعداد الصرافات اآللية التي قامت
هذه المصارف بتركيبها.
وقبل البدء بدارسة المنافسة بين المصارف العامة والمصارف الخاصة البد من
الوقوف على حقيقة ظروف المنافسة في سوق العمل المصرفي السورية التي تتمثل
بالنقاط التالية.
)0هناك درجة كبيرة من التجانس في المنتجات التي تخص البطاقات المصرفية مما
يعني أن درجة التحكم في األسعار سوف تكون ضعيفة جداً بسبب االزدياد في عدد
المصارف المتنافسة لتقديم نفس الخدمات.
)4ازدياد المنافسين بشكل كبير.
)3عدم وجود المرونة اإلدارية لدى المصارف العامة على عكس المصارف الخاصة
التي تتمتع بوجود المرونة اإلدارية مما يعني سهولة اتخاذ القرار لديها.
)2وجود الخبرات التكنولوجية العالية لدى المنافسين من القطاع الخاص كون معظمها
فروع لمصارف خارجية كبيرة.
)2تسير معظم المصارف الخاصة نحو التقدم في خدمات السوق وفق منهجية تسويقية
وكادر مدرب لتأدية المطلوب.
ـ 172ـ
جدول رقم ( :)06حصة المصارف المحلية العاملة من مؤشرات منظومة الدفع المصرفي االلكتروني لعام ()4101
عدد نقاط البيع عدد الصرافات عدد البطاقات المصارف المنافسة
المصارف العامة
220 220 2220200 المصرف التجاري
- 46 - المصرف الصناعي
4151 422 3110111 المصرف العقاري
- - - المصرف الزراعي
- 02 - مصرف التسليف
- 31 - مصرف التوفير
40231 292 000450211 المجموع
المصارف الخاصة التقليدية
50 69 920321 بيمو السعودي الفرنسي
45 36 220211 الدولي للتجارة والتمويل
49 44 250641 بنك سورية و المهجر
35 15 220221 بنك بيبلوس سورية
30 48 240111 بنك عودة سورية
25 27 450211 البنك العربي سورية
22 22 020421 بنك سورية و الخليج
18 8 040431 فرنس بنك سورية
12 13 50062 بنك سورية واألردن
10 10 20231 بنك الشرق
- 13 30211 بنك قطر الوطني
المصارف الخاصة اإلسالمية
- 2 420221 الشام اإلسالمي
- 09 440111 الدولي اإلسالمي
- 25 40211 البركة اإلسالمي
276 351 430,034 المجموع
2,706 1,146 1,558,534 المجموع الكلي
المصدر :مديريات الدفع االلكتروني لدى المصارف المذكورة.
ـ 173ـ
تعكس المؤشرات الموجودة في الجدول السابق انخفاض حجم التعامل بالدفع
االلكتروني في سوق العمل المصرفي السورية مقارنة بالدول العربية األخرى (االمارات)
خاصة في ظل العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي و ايقاف التعامل ببطاقات
الفي از و الماسترد كارد العالمية ،والجدول التالي يوضح تطور قيمة العمليات المنفذة
باستخدام بطاقات الدفع المصرفي االلكتروني مقارنة بتطور الكتلة النقدية ( )M1وتطور
مستوى العرض النقدي أو السيولة المحلية ( )M2منذ عام ( )2002مع دخول منظومة
الدفع المصرفي االلكتروني سوق العمل المصرفي في سوريا.
جدول رقم ( :)02تطور األهمية النسبية لقيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات االلكترونية مقارنة بالكتلة
النقدية ( )M1و ()M2
2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 العام
قيمة العمليات
208,1 160,9 150,1 114,5 54,6 31,9 24,8 19,4 15,2 المنفذة بالبطاقات
(مليار.ل.س)()EM
الكتلة النقدية
1419,6 1085 1,069 1063 916,0 827,2 731,6 687,4 697,7 ()M1
(مليار.ل.س)
األهمية النسبية
14,65 14,82 14,03 10,77 5,96 3,86 3,98 2,82 2,17
()%
السيولة
3711 3277 2899 2041 1864 1656 1472 1310 1200 المحلية()M2
(مليار.ل.س)
األهمية النسبية
5,6 4,9 5,1 5,6 2,9 1,9 1,7 1,4 1,3
()%
المصدر :من اعداد الباحث استناداً على النشرات اإلحصائية الدورية لمصرف سوريا المركزي .
ـ 174ـ
من خالل الجدول السابق نالحظ تطور التعامل النقدي االلكتروني ( )Meولكن
بمعدالت بسيطة بالمقارنة مع تطور الكتلة النقدية التقليدية القانونية ( ،)M1حيث لم
تتجاوز األهمية النسبية لقيمة العمليات المنفذة الكترونياً ( )%02( )Meمن قيمة ()M1
كما أنها لم تتجاوز ( )%6من السيولة المحلية في نهاية العام ( ،)2002ويعود السبب
الرئيس في ذلك إلى ارتفاع مؤشر تفضيل النقد الكاش وعدم توفر األرضية التكنولوجية
المناسبة لخدمات الدفع االلكتروني ،وقد خصصنا مبحثًا كامالً لدراسة التأثير المتبادل بين
النقد االلكتروني مقاسًا بقيمة العمليات المنفذة الكترونيًا وبين متغيرات الكتلة النقدية بشقيها
الضيق والواسع باستخدام منهج التحليل اإلحصائي.
ـ 175ـ
المبحث الثالث
إن وجود نظام دفع الكتروني كفء وآمن يعتبر من المتطلبات الرئيسية لالنتقال
ألنظمة الدفع الالنقدية والذي يعني باختصار وجود منظومة متكاملة من النظم والبرامج
تتمثل بالعوامل التالية:
- 0بنية اتصاالت متطورة من خالل تطوير شركات االتصاالت الحالية واستقطاب شركات
اتصال اضافية ،لتطوير خدمة الهاتف المتحرك واألرضي واإلنترنت ،فعدم وجود شبكة
انترنت قوية ومنتشرة سيؤدي حتمًا إلى عدم وجود نقاط تحصيل وكذلك صرافات ()ATM
وضعفها سيؤدي إلى تعطلها الدائم ،ويمكن استعراض بعض المؤشرات التي تعكس واقع
البنية التحتية التقنية لقطاع االتصاالت في سوريا:
حققت سورية في ميدان الخدمة الثابتة أدنى أسعار للهاتف الثابت كنسبة مئوية
من الدخل الفردي شهريًا لغاية العام ( ،)2000ووصل عدد مشتركي الهاتف
الثابت إلى ( )2ماليين مشتركاً ،بكثافة هاتفية بلغت ( )20خطاً لكل ()000
شخص ،وبلغ عدد مشتركي الهاتف الخلوي نحو ( )0002ماليين مشتركاً بكثافة
ـ 176ـ
هاتفية بلغت ( )26خطًا لكل ( )000نسمة مقابل ( )209مليون مشترك عام
(.)1
()2002
تطور عدد مستخدمي اإلنترنت في سورية من ( )206ألف مشترك عام
( )2002إلى حوالي ( )900ألف مشترك عام ( ،)2000ورغم ذلك مازال
مؤشر اإلنترنت ضعيفًا حيث لم يتجاوز عدد مستخدمي اإلنترنت ( )%02من
عدد السكان ،كما جاءت سورية مؤخ اًر في المرتبة )(94على مستوى العالم من
وفقا للتصنيف الجديد ( )06مرتبة بين
حيث الجاهزية اإللكترونية متقدمة ً
العامين ( ) 2002 -2002و ( ،)2()2009 -2002حيث تعتبر هذه
المؤشرات إحدى العوامل التقنية السلبية لمنظومة الدفع المصرفي االلكتروني
يضاف إليها الضغط الكبير على شبكة اإلنترنت الذي يؤدي أحياناً لتوقف
الخدمات المعروضة على الشبكة ،يضاف إلى ذلك أن حوالي ( )%40للعام
( )3
من الشبكة خارج الخدمة ألسباب منها التدمير والتخريب الذي ()2002
تعرضت له بسبب األزمة الحالية ،وعدم قدرة ورشات الصيانة الوصول إلى مكان
األعطال أو انقطاع الكهرباء ،إضافة إلى وجود صعوبات في التمويل وتوفر
االعتمادات الالزمة في ظل األزمة الراهنة.
- 4توفر الحاسبات المضيفة ( :)Hostsمع تزايد عدد الشركات والمصارف األجنبية
العاملة في سورية من خالل منحها المزيد من التسهيالت االئتمانية والضريبية ،أدى
ذلك إلى زيادة عدد الحواسيب المضيفة حيث بلغ عدد الحواسيب المضيفة ()2000
حاسب لكامل الجهورية العربية السورية أي بعدل ( )202حاسوب مضيف لكل
( )000000شخص عام (.)4()2000
- 3وجود الحاسبات الشخصية لدى المصارف والمنازل والمؤسسات المختلفة والتي عن
طريقها يتم إجراء العمليات المصرفية اإللكترونية ،حيث يعتبر تأمين أكبر شريحة
ممكنة من المجتمع بالحواسيب الشخصية مطلباً ملحاً وحاجة أساسية لتفعيل منظومة
الدفع االلكتروني ،وقد بلغ معدل االنتشار ( )0202حاسب لكل ( )000شخص عام
ـ 177ـ
( )2000مقابل ( )202حاسب عام ( )2002ويعود ذلك إلى انخفاض أسعار
الحواسيب نتيجة سياسة الدولة التشجيعية لهذا النشاط عبر إعفاء تجهيزات الحاسب
من الضرائب ،األمر الذي أدى إلى انتشار شراء واستخدام الحاسب بشكل كبير في
( .)1
السنوات األخيرة
- 2تطوير الكفاءات والمهارات بالنسبة للعاملين في القطاعات المصرفية والخدمية وكذلك
زيادة الثقافة المعلوماتية من خالل المعاهد والدورات التدريبية الكفيلة بتقديم أفضل
مستوى ممكن من الخدمات في القطاع المصرفي.
إن مقارنة التقييم الذي حصلت عليه سورية لعام ( )2000بدول عربية أخرى مجاورة
لنا يكشف عن حجم (المراوحة) التي يتسم بها مشروع إدخال التكنولوجيا وتوسيع مجاالت
استخدامها في سورية ،فعندما يحل لبنان ضمن قائمة أفضل تسع دول عربية وتأتي مصر
ضمن قائمة أفضل عشر دول عربية في ثالث مؤشرات تكنولوجية (البنية التحتية
لالتصاالت ،مؤشر خدمة اإلنترنت ،مؤشر رأس المال البشري) ،كما يحل المغرب ضمن
قائمة أفضل عشر دول عربية في مؤشر الجاهزية الرقمية وال يكون لسورية ذكر وسط كل
ذلك( ،)2هذا يطرح تساؤال هاماً عن مدى جاهزية البنية التحتية في سورية لتطبيق مشاريع
ال لمنظومة
طموحة كمشروع الدفع االلكتروني ،و أتمتة العمل الحكومي بالكامل ،وصو ً
الحكومة االلكترونية.
ـ 178ـ
المطلب الثاني :مقومات اقتصادية ،ثقافية اجتماعية:
مقومات اقتصادية:
- 0متوسط الدخل الفردي :ذكرنا سابقاً أن هناك عالقة طردية بين متوسط الدخل الفردي
ونسبة االستفادة من خدمات الدفع االلكتروني ،ويقدر متوسط دخل الفرد السائد في
سورية حسب أخر اإلحصائيات بأقل من ( )60دوالر شهريًا ( ،)1هذا المؤشر ال
يساعد على ارتفاع نسبة التعامل بالقنوات اإللكترونية إال إذا فرضت على المواطن
بشكل إلزامي وفق السياسة المالية للدولة كما هو الحال في تسديد المستحقات المالية
المترتبة عليه (فواتير الكهرباء ،الماء ،الهاتف.... ،الخ).
- 2السياسة النقدية والمالية للدولة :سعت الحكومة إلى زيادة انتشار خدمات الدفع
االلكتروني من خالل مجموعة من اإلجراءات من أهمها توطين رواتب مؤسسات
القطاع العام لدى المصارف الحكومية ،تحصيل المستحقات المالية لجميع معامالت
المواطنين من ضرائب ورسوم إلكترونياً عبر مجموعة من المراكز والكوات التي قامت
المصارف العامة بتركيبها لدى المؤسسات الحكومية مثل (مالية ،محافظة ،مناطق
حدودية..... ،الخ).
كما أن الحكومة يمكن أن تعمل على زيادة نسبة التعامل بالقنوات اإللكترونية من
ال (تخفيض
خالل تخفيض نسبة العموالت على االستفادة من خدمات الدفع االلكتروني مث ً
رسوم االستفادة من خدمات بعض المصارف على شبكة المصارف األخرى أو إجراء
عمليات التقاص المالية بين المصارف المحلية) ،ومن ناحية أخرى يمكن أن تعمل
الحكومة على تقديم الدعم والتسهيالت لمشاريع البنية التحتية التقنية الضرورية للخدمات
اإللكترونية مثالً :إتباع سياسة ضريبية ومالية تحفيزية تجاه هذا النوع من المشاريع.
ـ 179ـ
مقومات ثقافية اجتماعية:
- 0المؤهل العلمي والثقافي :إن تجربة خدمات الدفع االلكتروني لدى المصارف السورية
لم تراع الوضع الثقافي واالجتماعي لدى المواطنين ،وقد قامت الحكومة في بداية
التجربة بتوطين رواتب المتقاعدين لدى المصارف العامة ،وكانت النتائج حصول
العديد من حاالت السرقة والضياع لمستحقات هوالء المواطنين بسبب صعوبة التعامل
مع هذا النمط التكنولوجي الجديد ،حيث يبتعد المواطن السوري ذو الثقافة المعلوماتية
المتواضعة عن أي خدمة يشعر بأنها معقدة االستخدام ،في حين نرى عنده تقبل سريع
لكل ما هو مرن وبسيط االستخدام ،كما أن اللغة والبيئة تشكل عقبة أمام تقنية وانتشار
الدفع النقدي االلكتروني بسبب استخدام نظم تقنية وبرمجية مغايرة لبيئة العالم العربي
وبلغات مختلفة.
- 4الوعي المصرفي اإللكتروني :من خالل برامج الدعاية واإلعالن والتعريف بالمزايا
والفوائد التي يمكن الحصول عليها باستخدام القنوات اإللكترونية ،حيث يتردد المواطن
في التعامل مع هذا النمط الجديد بسبب الخوف من ضياع حقه أو ابتالع الصراف
اآللي للبطاقة المصرفية ،باإلضافة إلى عدم انتشار األدوات المساعدة للدفع
ال :تردد التجار وأصحاب المؤسسات في تركيب نقاط التحصيل
اإللكتروني مث ً
اإللكتروني لقدرة دوائر الجباية الضريبية على الحصول على بيانات حقيقية ألرقام
أعمالهم ،األمر الذي ينعكس سلبًا على مستوى انتشار التعامل المصرفي اإللكتروني.
- 3السرية واآلمان والثقة :حيث يعتبر تأمين البنية التحتية التقنية أحد أهم مقومات
منظومات الدفع االلكتروني ،لذلك يجب على الحكومة أن تسعى إلى تأمين شبكات
اتصال سلكية ( ،IDSL ,ISDNدارات مؤجرة) والسلكية (عن طريق الهاتف الخلوي)
أمنة ومستقرة.
ـ 181ـ
المطلب الثالث :مقومات قانونية تشريعية:
تطوير البنية القانونية بهدف تنظيم المعامالت االلكترونية وضمان حقوق جميع أطرافها
واعتمادها كوسائل اثبات قانونية لزيادة الثقة بها و السيطرة على عمليات القرصنة والسطو
واالحتيال االلكتروني ،حيث لم يعرف القضاء السوري قبل عام ( )2002أي مشاكل
تتعلق بالنزاعات المالية اإللكترونية بين البنوك نظ اًر لعدم وجود أية خدمات إلكترونية قبل
ذلك التاريخ ،وقد بدأت حاالت السرقة واالختالس تزداد مع تطور أعداد البطاقات
المصرفية و تزايد استخدامها في السوق السورية بعد قرار رئاسة مجلس الوزراء توطين
رواتب كافة موظفي القطاع العام لدى المصارف العاملة على األراضي السورية ،وقد
أشارت إحصائيات هيئة غسيل األموال ومكافحة اإلرهاب إلى وجود ( )02حالة سرقة
للبطاقات المصرفية عام ( )2006مقابل ( )200عام (.)1()2000
أمام هذا الواقع نستطيع القول :أن سورية خطت خطوة هامة بإصدار القانون رقم /2/
لعام ( )2009القاضي بتطبيق أحكام «قانون التوقيع اإللكتروني وخدمات الشبكة» والذي
تناول أحكام التوقيع اإللكتروني وشروط إنشائه والمعامالت التي يسري عليها ،كما نص
على إحداث هيئة عامة تسمى «الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة» تتمتع بالشخصية
االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري ،من مهامها تنظيم نشاطات تقديم خدمات التوقيع
اإللكتروني ومنح التراخيص لمزاولة أعمال هذه الخدمات وادارة النطاق السوري على شبكة
اإلنترنت.
جملة بيانات تدرج بوسيلة إلكترونية على وثيقة إلكترونية وترتبط بها ،وتتخذ شكل
حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو أي شكل آخر مشابه ،ويكون لها طابع متفرد
يسمح بتحديد شخص الموّقع ويميزه عن غيره وينسب إليه وثيقة إلكترونية بعينها.
ـ 181ـ
المشرع في هذا القانون عدد من المصطلحات القانونية المرتبطة ّ و قد أوضح
بالتوقيع اإللكتروني وانشاؤه مثل (الوثيقة اإللكترونية ،جهة التصديق اإللكتروني ،الموقع،
المرسل ،المرسل إليه..... ،الخ) ،و أقر في الفصل الثاني األمور المتعلقة بالتوقيع
اإللكتروني حيث أقرت المادة ( )2منه مبدأ اعتبار التوقيع اإللكتروني المصدق والمدرج
ال بذات الحجية المقررة لألدلة
على وثيقة إلكترونية والصور الورقية المنسوخة عنه مقبو ً
الكتابية المقرة في قانون البيانات ،وتم تحديد مسؤوليات وضمانات مزود خدمات التصديق
اإللكتروني ،باإلضافة إلى مسؤوليات الموقع ،واألمور الموجبة لتعليق أو إلغاء العمل
بشهادة التصديق اإللكتروني ،والمعامالت التي تسري عليها.
بينما أقر الفصل الثالث قواعد إحداث الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة (هيئة عامة
ناظمة ذات طبيعة خاصة تسمى الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة تتمتع بإستقالل مالي
واداري مقرها دمشق و ترتبط بالوزير) واألمور المرتبطة بها وحدد مهامها ،واعتبرها
المسؤولة عن تنظيم نشاطات تقديم خدمات التوقيع اإللكتروني ومنح التراخيص لمزاولة
أعمال هذه الخدمات وادارة النطاق العلوي السوري على شبكة اإلنترنت ،التنسيق مع
المنظمات الدولية ،وأقر القواعد الناظمة لمنح الترخيص في الفصل الرابع ،باإلضافة إلى
عدد من العقوبات بحق العابثين في شهادات التصديق والتوقيع اإللكتروني ،وبعض ٍ
األحكام العامة.
تعد هذه القوانين خطوة أولى باتجاه تفعيل التبادل اإللكتروني وتجاوز الصعوبات
التي تواجه منظومة الدفع المصرفي االلكتروني في سوريا ،والبد أن تستتبع بقوانين
ومراسيم واجراءات أخرى داعمة في ضوء تقييم قانون التوقيع اإللكتروني وخدمات الشبكة،
مع مراعاة حقيقة أن تقنية الدفع المصرفي االلكتروني ليست بحاجة إلى تشريعات دقيقة
ومعقدة بل تحتاج إلى أن تكون متجانسة على المستوى العالمي ألن العمليات اإللكترونية
ال تعرف حدود أو أقاليم ،والعولمة تظهر هنا بأقوى صورها لتربط بين عالم المال وعالم
االتصاالت.
ـ 182ـ
وبشكل عام تعتبر هذه المقومات غير كافية النطالق منظومة الدفع المصرفي
االلكتروني و من أجل توفير قاعدة أساسية لتلك المنظومة في سوريا البد من مراعاة
النقاط التالية:
- 2تطوير البنية القانونية بما يتناسب والتطورات المصرفية في مجال الدفع االلكتروني
لخلق بيئة قانونية تضمن حقوق جميع أطراف الصفقات االلكترونية.
- 2تطوير النظام االداري والمالي في الدولة من خالل فتح حسابات للموظفين والعمال
في القطاعين العام والخاص و اصدار بطاقات السحب االلكتروني و زيادة عدد
ماكينات التحصيل االلكتروني وجعلها الزامية.
- 2تشجيع المصارف الخاصة سواء الوطنية أو المصارف األجنبية على توسيع
عمليات االقراض و التوسع بإصدار البطاقات الخاصة وعدم االكتفاء ببطاقات
) (ATMوكذلك خلق حالة تنافسية بما يخدم تطوير الخدمات القائمة وخلق خدمات
جديدة تخدم زيادة دخل المواطن وزيادة دورة رأس المال.
- 6اإلعتماد على بنك خاص يقرره مصرف سوريا المركزي لدراسة و إعادة التعاقد مع
المنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني مثل في از كارد وماستر كارد
بهدف توسيع نشاط التحصيل والدفع االلكتروني.
- 2تشجيع مواقع البيع االلكتروني عبر الشبكة وتقديم خدمات وسلع القطاع العام
والمشترك عبر الشبكة وتطوير عمليات الشحن والتسليم وخلق ضمانات وثقة
بالتعامل والتسويق االلكتروني.
ـ 183ـ
- 2تعزيز دور ومسؤولية السلطات النقدية (مصرف سوريا المركزي) في ضبط
وسائل الدفع االلكترونية من خالل االجراءات التالية:
وضع القواعد والمعايير التي تحكم عمل هذه النظم والحفاظ على سالمة
ونزاهة العمليات.
إستراتيجية عمل مديرية نظم الدفع لدى مصرف سورية المركزي بهدف
الوصول إلى منظومة دفع متطورة تتسم بالفعالية والكفاءة وآمنة ومتوافقة مع
نظم الدفع المعترف بها دوليًا.
استيعاب وادارة كافة المخاطر المتعلقة بنظم الدفع.
دعم التجارة االلكترونية سواء في سوق األوراق المالية أو سوق صرف
العمالت األجنبية.
تحديد قواعد نظم الدفع األساسية لمختلف الجهات المعنية والتي يجب أن
يكون لها دور في تطوير وتنفيذ وتشغيل وادارة واإلشراف على نظم الدفع
والتسوية في سورية.
المشاركة في كافة المحافل المحلية والدولية التي تعنى بقضايا نظم الدفع،
وااللتزام باألعراف الدولية وخاصة التي تصدر عن بنك التسويات الدولية
(.)BIS
- 9ويبقى الموضوع األكثر أهمية التحول للحكومة االلكترونية كخطوة في سبيل
االنتقال للحكومة الذكية ،وبذلك تتحول معظم إن لم نقل كافة التحصيالت واإليرادات
والرسوم والضرائب إلى النقد االلكتروني واصدار بطاقات الليرة االلكترونية (E-
)Poundكما هو الحال بالدرهم االلكتروني ،والتي نتمكن من خاللها من تسديد
قيمة كافة الخدمات ،وهي تعتبر كبطاقة مصرفية محددة القيمة ( (Debiet Card
تحتوي على عدد محدد من النقود يتم استخدامها في المؤسسات الحكومية.
ـ 184ـ
وهذا يقودنا إلى طرح التساؤل التالي فيما لو كانت منظومة الدفع المصرفي
االلكتروني في سوريا مطبقة بشكل كامل في ظل األزمة السورية الراهنة أو بعبارة
أخرى ماهي المزايا التي يمكن أن نحصل عليها أو يمكن لمنظومة الدفع االلكتروني
(المجتمع النقدي االلكتروني) تحقيقها أو المساعدة في إنجازها في ظل تدهور
األوضاع االقتصادية واألمنية بشكل خاص مع استمرار سنوات الحرب و االرهاب على
سوريا.
عدم توقف الخدمات الحكومية كما يصح بالنسبة للموظفين يصح أيضاً بالنسبة
للعالقة بين الدوائر الحكومية وبخاصة الدوائر ذات الطابع األمني وربطها ببقية
المؤسسات وذلك لسهولة وانسيابية المعلومات عبر الشبكة بالحكومة االلكترونية.
إن وجود نظام الكتروني متطور قد يوفر توزيع عادل لألسر المتضررة عن
طريق بطاقات يتم تقديمها من قبل المؤسسات والجمعيات الخيرية تمكن من
تقديم معونات مادية على شكل نقود الكترونية بدل من تقديم مساعدات عينية قد
ال تحتاجها األسر وبالتالي نضمن توزيع عادل لتلك المساعدات وبدون أي
تسريب أو فساد في عمليات التوزيع.
امكانية المساعدة في ضبط سعر صرف العملة الوطنية ،كما الحظنا قامت
الدول التي تدعم االرهاب في سوريا بضخ مبالغ مالية هائلة بالعملة االسورية في
ـ 185ـ
دول الجوار بهدف زيادة المعروض النقدي وبالتالي انهيار سعر صرف الليرة
السورية ،ووجود بطاقات النقد االلكتروني يحفظ التوازن بالنسبة لسوق النقد فبدالً
من ضخ االحتياطي من العمالت االجنبية في السوق المحلية يتم سحب جزء
من المعروض النقدي عن طريق عرض بطاقات الليرة االلكترونية وبخصومات
كبيرة وبالتالي يتم تخفيض الكتلة النقدية دون المساس باالحتياطيات من النقد
األجنبي كما أن هذه البطاقات ال تصلح لشراء العمالت الصعبة وبالتالي إعادة
الكرة والتالعب بسعر الصرف مرة أخرى وستحفظ نسبياً اسعار صرف الليرة
السورية من الوقوع بانخفاضات كبيرة كتلك التي شهدتها أثناء األزمة.
االطالع بشكل أكبر وبدون وساطات واحتكارات على المعروض السلعي وعقد
الصفقات وانجازها بسرعة دون تعقيدات وخصوصًا أن التذبذب في أسعار
الصرف قد تجبر التاجر على رفع السعر للحد اآلمن الذي يأخذ كل هذه
المتغيرات بالحسبان مع هامش أمان أما في المعامالت االلكترونية فإن السعر
يتغير وفق األسعار السائدة ويتم انجاز العملية بسرعة ويسر مما يؤثر إيجابًا
على الحياة االقتصادية كما وان تطور النظام المصرفي يساهم أيضاً بشكل قوي
في فتح آفاق أمام المستوردين بالحصول على العروض المناسبة.
ـ 186ـ
المبحث ال رابع :
( القسم العملي)
تأسيسًا على تصميم هذه الدراسة وأقسامها وفروعها ونوع البيانات المطلوبة لتحقيق
أهدافها ،فقد تطلب إنجاز هذه الدراسة االستناد في استسقاء معلوماتها وبياناتها إلى
مصدرين متكاملين هما:
قبل الخوض في عملية التحليل للبيانات واختبار الفرضيات البد من إجراء اختبار
للبيانات وتوصيف كامل لها لتحديد فيما إذا كانت تحتوي على مشاكل (التوزيع والقيم
المفقودة وغير ذلك) ،واجراء بعض االحصاءات الوصفية واألشكال البيانية لتلخيص هذه
البيانات والوقوف على مسارها خالل فترة الدراسة أو خالل جزء من فترة الدراسة حسب
ـ 187ـ
الضرورة وحسب االمكانية ( حيث أن هناك بعض المتغيرات ال تتوفر لها قيم على كامل
فترة الدراسة) .
ألن الغاية هي دراسة أثر منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على الكتلة النقدية
وبما أن تجربة الدفع المصرفي االلكتروني حديثة العهد ( ،)2002فقد اقتصرت مدة
البيانات على المتغيرات االقتصادية التي تقيس منظومة الدفع االلكتروني من العام
(.)2000 – 2002
بما أن األوضاع التي تشهدها البالد قد حدت من عملية جمع البيانات ولهذا فإن
بيانات المتغيرات التي تقيس منظومة الدفع االلكتروني ليست متوفرة بعد العام ()2000
ولكن وانطالقاً من فكرة أن السنوات التي سبقت األزمة في سوريا قد تعكس أثر الدفع
االلكتروني على الكتلة النقدية ،وبما أن موضوع الدراسة ال يبحث في أثار األزمة على
منظومة الدفع االلكتروني و إنما الغاية االساسية منه هي تقييم تجربة الدفع االلكتروني
في سوريا ولمعرفة نجاحها أو فشلها من خالل أثرها وتأثرها بالكتلة النقدية ،وبافتراض أن
هذه التجربة قد استمرت على ما بدأت به ،السيما وأن األزمة التي تتعرض لها البالد قد
أثرت بشكل سلبي على مفاصل االقتصاد الحيوية كافة ،وأحد الجوانب الهامة لهذا البحث
تكمن في اختبار الفرضية التالية( :فيما لو استمرت البالد على النهج الذي كانت تسير
فيه قبل التعرض لهذه األزمة هل كانت ستؤدي منظومة الدفع االلكتروني في سوريا
نجاحًا يجعل منها تجربة هامة على هذا الصعيد).
بناء على ما سبق فقد تم اكمال البيانات الناقصة من خالل التنبؤ بها بافتراض
ً
المحافظة على معدالت النمو التي كانت تحكم متغيرات هذا البحث قبل األزمة والتي
يمكن أن نطبق عليها طرق معدالت النمو االقتصادي مستفيدين من فكرة ما يسمى
بالتنسيب سيما وان المتغيرات المستخدمة في هذا البحث هي متغيرات اقتصادية بإمتياز،
ولذلك فقد تم اعتماد الطريقة اللوغاريتمية الحتساب معدالت النمو وبالتالي التنبؤ بالقيم
الناقصة للسنوات ( ) 2002/2002/2000بإفتراض الحفاظ على نفس معدالت النمو
التي كانت قبل األزمة.
وقد تم احتساب معدل النمو االقتصادي لكل متغير من متغيرات البحث بين كل
فترتين متعاقبتين من فترات الدراسة بدءًا من عام ( 2000وحتى عام ،)2000ثم أخذ
المتوسط الهندسي لهذه المعدالت وتطبيقه على العام ( ) 2000الحتساب القيمة للمتغير
في األعوام (. )2002 ،2002 ، 2000
ـ 189ـ
ثانيا :اإلحصاءات الوصفية:
تظهر المالحق ( )0-2إلى ( ،)9-2متوسط قيم المتغيرات قبل عام (( )2002ما
قبل إدخال متغير الدفع المصرفي االلكتروني) وما بعد عام (( )2002أي بعد إدخال
متغير الدفع المصرفي االلكتروني) ،مع األخطاء المعيارية المقابلة لكل وسط حسابي
وحدود الثقة المقابلة لكل منها.
مقارنة المتوسطات:
يظهر الملحق رقم ( )2نتائج اختبار فرضيات االختالفات الجوهرية للمتغيرات في
فترة ما بعد ادخال متغير الدفع المصرفي االلكتروني عما كانت عليه قبل ،والمنطقي أن
هذه المتغيرات االقتصادية ستظهر تغي ًار بشكل جوهري إال أن الالفت أن كل من متغيري
(ودائع التوفير) و متغير النسبة بين ( )M1 M2-قد أظهر أن التغير فيهما ليس جوهري
وليس ذو داللة احصائية إذ أظهرت نتائج االختبار أن مستوى الداللة المحسوب (مستوى
المعنوية) أعلى من قيمة مستوى الداللة النظري ( )0002مما يعني قبول فرضية العدم
التي تقول بعدم وجود تغير جوهري.
يمكن من االمالحق ( )0-4إلى ( ( :)9-4تحليل أثر ادخال متغير الدفع المصرفي
االلكتروني على كافة متغيرات الكتلة النقدية في سورية خالل الفترة الزمنية المدروسة،
كيف (أثرت منظومة الدفع المصرفي االلكتروني على العناصر المكونة للكتلة النقدية)
كما ظهرت النتائج في المالحق ( )0-2إلى (: )J-2
)0من المالحظ أن قاعدة النقود االحتياطية ( )M0قد زادت في مرحلة ادخال متغير
الدفع المصرفي االلكتروني عما كانت عليه في المرحلة السابقة بمقدار ()%022
حيث كانت في المرحلة السابقة ( (222.2مليار وأصبحت ( )0022مليار هذا
يؤكد أن اصدار النقد االلكتروني يؤدي إلى زيادة كمية النقود المتداولة األمر الذي
ينعكس بشكل ايجابي على معدالت السيولة من جهة ولكن من جهة أخرى قد يؤدي
إلى مشكلة التضخم ،كما نعلم أن اصدار النقد الورقي مرتبط بكمية السلع والخدمات
حسب نظرية التوازن النقدي (النظرية الكمية لفيشر) (المعروض النقدي= المعروض
السلعي) ،إال أنه يمكن التخلص من عيوب االصدار النقدي القانوني (كلفة
ـ 191ـ
االصدار ،كلفة الصيانة وعمليات االتالف ..... ،الخ) ،والتحكم بالسيولة من خالل
التوسع بإصدار النقد االلكتروني وتطبيق وسائل الدفع المصرفي االلكتروني.
)4بالنسبة للنقد المتداول خارج المصارف( )Cفقد زادت كمية النقود المتداولة خارج
الجهاز المصرفي بعد دخول مرحلة الدفع المصرفي االلكتروني من ( )220إلى
( )260مليار بمعدل ( ،)%20ويمكن تفسير هذه الزيادة من خالل توسع المصارف
المحلية العاملة في السوق المصرفية السورية بمنح التسهيالت والقروض االئتمانية
وبشكل خاص قروض البطاقات المصرفية ( %000 ،%20فوفق الراتب) ،وقد كان
للمصرف التجاري السوري الحصة األكبر من التسهيالت االئتمانية الممنوحة
باستخدام البطاقات والمصرفية كما هو واضح بالجدول التالي.
جدول رقم ( :)05تطور التسهيالت الممنوحة من قبل المصرف التجاري السوري خالل الفترة
4103-4112
4103 4104 4100 2010 2009 2008 2007 2006 2005 البيان/مليار
22060 5506 78,18 39,68 27,79 10 6,5 6,9 1,9 كتلة الرواتب
3029 4,93 4,86 2,41 1,29 699,9 106 0 0 كتلة االئتمان
المصدر :مديرية الدفع االلكتروني لدى المصرف التجاري السوري.
ـ 191ـ
)3كما زادت الودائع تحت الطلب ( )Dبمقدار ( )%002من ( )269مليار إلى
حوالي( )222مليار ،نتيجة زيادة حركة االستثمارات الوافدة إلى القطر بشكل خاص
االستثمارات في مجال القطاع المصرفي ،بعد صدور قانون المصارف الخاصة
الترخيص لشركات صرافة العمالت ،كما زادت التحويالت المالية من قبل المغتربين
عبر هذه الشركات ،كما يمكن القول أن الودائع تحت الطلب قد ازادت نتيجة زيادة
حركة التسليفات في القطاع المصرفي وبشكل الخاص التسليف باستخدام البطاقات
االلكترونية المنتشرة في السوق المصرفية السورية.
)2باحتساب النقود القانونية كنسبة مئوية من الكتلة النقدية المتداولة ( )A=C/M1بعد
ادخال عنصر النقد االلكتروني نالحظ أن النقد القانوني تناقص بمعدل بسيط قدره
( ،)%202مقابل زيادة نسبة نقود الودائع إلى الكتلة النقدية ) )B=D/M1بمقدار
( )%0206وهذا يدل على ضعف نسبة انتشار النقد االلكتروني حيث أنه من
البديهي كما تحدثنا سابقاً أن زيادة انتشار النقد االلكتروني يؤدي إلى انخفاض نسبة
النقود القانونية من اجمالي الكتلة النقدية المتداولة كما هو الحال في الدول المتقدمة
في مجال الدفع االلكتروني ،وقد تؤدي إلى انعدام هذه النسبة كما هو الحال في
التجربة السويدية حيث يتوقف ذلك على مدى توفر البنية التحتية والتقنية ومقومات
انتشار النقد االلكتروني.
فيما يتعلق بالحالة السورية استناداً إلى النتائج االحصائية الواردة بموجب هذه
االختبارات ،يمكن القول بأن نسب توزع الكتلة النقدية بين األشكال المختلفة لوسائل الدفع
والسيما الحديثة منها ال تزال في الحد األدنى ،فالنقد القانوني بشقيه الورقي والمعدني هو
المعروف والمتداول بدرجة أكبر بين المواطنين ويصدر حص اًر عن مصرف سوريا
المركزي ،بالنسبة للنقد الخطي وهو شكل يمكن تداوله فقط باستعمال الشيكات ،أي أن
معظم وسائل الدفع مطبقة في سورية لكن االختالف يعود إلى نسبة كل منها ،فاألساس
في سورية هو النقد القانوني ،أما النقد الخطي فيأتي بالدرجة الثانية والنقد االلكتروني
بالمرتبة األخيرة ،وحاليًا كل ما يتم التوسع فيه هو زيادة عدد الصرافات فقط ،حيث بلغ
عدد الصرافات في سورية في نهاية عام ( )2002أكثر من مليون ونصف مليون بطاقة،
ـ 192ـ
إضافة إلى ( )2000صرافا آلياً ،تتجاوز كلفة الصراف الواحد مليوني ليرة سورية أي أن
هناك سوء استثمار لهذه القنوات االلكترونية ويقتصر استخدام هذه البطاقات في السوق
المصرفية السورية على سحب الراتب وتسديد بعض الفواتير الهاتفية ،األمر الذي يتطلب
تشجيع المصارف للفعاليات االقتصادية المختلفة على استخدام هذه البطاقات لما فيه
مصلحة لكل األطراف.
ـ 193ـ
الشبكات الرقمية ،وهذا األمر انعكس على معدل سيولة االقتصاد ( ،) Lحيث لم
تتجاوز نسبة مساهمة النقد االلكتروني ( )Meمن السيولة المحلية ( )M2نسبة
()%6
)00بالنسبة لمتغير عدد البطاقات المصرفية ( ،)Nوالذي يعتبر مؤشر أساسي من
مؤشرات منظومة الدفع المصرفي االلكتروني ،حيث لتنفيذ أي عملية مصرفية
الكترونية نحتاج إلى بطاقات الدفع االلكتروني (السحب ،االيداع ،التحويل ،التسديد،
......الخ) ،وقد ارتفع عدد البطاقات من ( )02002عام ( )2002إلى
()00200عام ( )2002بزيادة قدرها ( )%922وهذا ينطبق على قيمة العمليات
المنفذة الكترونياً قد ارتفعت بمعدل ( )%600ولمعرفة مدى تأثير تطور عدد
البطاقات المصرفية على تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونياً فقد تم انجاز نموذج
انحدار بسيط كانت النتائج مبينة بالجدول التالي:
جدول رقم ( :)09مدى تأثير تطور عدد البطاقات المصرفية على تطور قيمة العمليات المنفذة الكترونيا خالل
الفترة ()4103-4112
Model Summary
Std. Error of
Model R R Square Adjusted R Square
the Estimate
1 .998 .995 .995 5123.405
يبين الجدول السابق أن معامل االرتباط قد أظهر عالقة طردية قوية جدًا بين (N-
)Meاذ بلغت قيمته ( )%9902وهي قيمة جيدة جداً ،كما أن معامل التحديد المصحح قد
بلغت قيمته ( )%9902بخطأ معياري للتقدير ( )2022020وهي قيمة صغيرة جدًا مقارنة
بقيم المتغيرين ،أي أن نموج االنحدار المدروس سيمكننا من تفسير أن ( )%99من
التغير في حجم وقيمة العمليات المنفذة الكترونياً ،يعود إلى التغير في عدد البطاقات
المصرفية المصدرة ،والملحق رقم ( )ANOVA( )2يختبر معنوية النموذج ككل ويظهر
ـ 194ـ
قيمة مرتفعة إلحصاءة ( )F=2528مقابل مستوى داللة معدوم مما يدل على قدرة تنبؤية
لنموذج االنحدار الثابت.
Coefficientsa
Unstandardized Standardized
Model Coefficients Coefficients t Sig.
B Std. Error Beta
- -
1802.201 .100
(Constant) 3215.701- 1.784-
1
عدد
.117 .002 .998 50.282 .000
البطاقات
a. Dependent Variable:قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقات
Me= -3215,7+0,117×N
باخ تصار يمكن القول أن وسائل الدفع الحديثة توفر على الدولة المخاطر الناجمة
عن اإلصدار النقدي ،وخاصة على المستوى العام لألسعار ،وتوفر أيضاً تكاليف
اإلصدار النقدي ألن إصدار أي عملة يرتب تكاليف معينة ،ولمعرفة أثرها على التضخم
ال بد من ربط التضخم بالكتلة النقدية ككل ،وألن النقود الحديثة هي إحدى الوسائل التي
تؤدي إلى زيادة كمية النقد المتداول وزيادة سرعته ،فهذا يتطلب العودة لدراسة العالقة بين
التضخم والكتلة النقدية.
الفرضية األولى :تختبر هذه الفرضية مدى تفاوت درجة استجابة الدول المتقدمة للصدمة
التكنولوجية لدخول سوق الدفع المصرفي االلكتروني.
وقد تم تقسيم الدول المتقدمة في مجال الدفع االلكتروني من حيث نسبة الكتلة
النقدية التقليدية (التعامل النقدي التقليدي) كنسبة مئوية من الكتلة النقدية االجمالية
المتداولة إلى ثالث مجموعات ،حيث ضمت المجموعة األولى الدول التي لم تتجاوز نسبة
التعامل النقدي التقليدي فيها ( )%60مثل ( فرنسا ،السويد ،فنلندا ،الواليات المتحدة
األمريكية) بينما ضمت المجموعة الثانية الدول التي كانت نسبة التعامل النقدي التقليدي
فيها (%60وأقل من )%20مثل (كندا ،هولندا ،استراليا ،المانيا) في حين ضمت
المجموعة الثالثة الدول التي بلغت نسبة التعامل النقدي التقليدي فيها (%20وأقل من
ـ 196ـ
( )%000اليابان ،ايطاليا ،الب ارزيل ،بولونيا ،الصين ،روسيا)(ملحق رقم )2ومن أجل
اختبارها احصائيًا تم صياغتها وفق الفرضية التالية:
H0: X1=X2=X3
H1: X1≠X2≠X3
تساوي أوعدم تساوي متوسطات نسبة التعامل النقدي التقليدي من التعامل االلكتروني
(أحد هذه المتوسطات مختلف)
وإلختبار هذه الفرضية فقد تم اعتماد اسلوب أداة التحليل االحصائي ()NOVA
حيث أظهر االختبار النتائج موضحة في الجدولين التاليين رقم ( :)09 ،20
NOVA
Rate
Sum of Mean
df F Sig.
Squares Square
Between
3968.064 2 1984.032 71.520 .000
Groups
Within Groups 305.150 11 27.741
Total 4273.214 13
ـ 197ـ
إحداها مختلف عن األخر وللبت في هذه النقطة تم اجراء اختبار ( )LSDاختبار أقل
فرق معنوي فكانت النتائج موضحة بالجدول التالي:
Multiple Comparisons
rate
LSD
Mean 95% Confidence Interval
Std.
(I) factor (J) factor Difference (I- Sig. Lower
Error Upper Bound
)J Bound
second *-11.350- 3.533 .008 -19.13- -3.57-
dimension
first
3 third *-40.150- 3.533 .000 -47.93- -32.37-
dimension
2
secon dimension first *11.350 3.533 .008 3.57 19.13
*
d 3 third -28.800- 3.331 .000 -36.13- -21.47-
*
dimension first 40.150 3.533 .000 32.37 47.93
third
3 second *28.800 3.331 .000 21.47 36.13
*. The mean difference is significant at the 0.05 level.
يظهر الجدول السابق أن المتوسطات الثالث قد كانت مختلفة بشكل جوهري مثنى
مثنى اذا بلغ مستوى الداللة المحسوب لمقارنة متوسطة المجموعة األولى مع متوسط
المجموعة الثانية ( )00002ومتوسط المجموعة الثانية مع المجوعة الثالثة ()000
ومتوسط المجموعة الثانية مع المجموعة الثالثة ( )00002وجميعها أقل من مستوى الداللة
النظري ( )0002مما يعني رفض فرضية العدم وقبول الفرضية البديلة القائلة (بتفاوت
درجة استجابة الدول المتقدمة للصدمة التكنولوجية لدخول منظومة الدفع المصرفي
االلكتروني).
ـ 198ـ
الفرضية الثانية :تبحث هذه الفرضية في مدى مساهمة انتشار النقد االلكتروني
في سوريا في الغاء دور المصرف المركزي في عملية االصدار النقدي ،ولكن ال يلغي
دوره في إدارة السياسة النقدية ويتفرع عن هذه الفرضية الفرضيتين التاليتين:
الفرضية (أ) :و تختبر هذه الفرضية مدى تأثير النقد االلكتروني (يقاس بقيمة
العمليات المنفذة الكترونياً )Meعلى السياسة النقدية (تقاس بمستوى الكتلة النقدية
)m1في سوريا والختبار هذه الفرضية تم صياغتها وفق الفرضية االحصائية التالية:
: H0عدم وجود تأثير للنقود االلكترونية (قيمة العمليات النقدية
االلكترونية)على السياسة النقدية (.)M1
: H1وجود تأثير للنقود االلكترونية (قيمة العمليات النقدية االلكترونية)على
السياسة النقدية (.)M1
كما تقدم فإن النقود االلكترونية يتم قياسها من خالل متغير قيمة العمليات
االلكترونية ويتم قياس السياسة النقدية من خالل الكتلة النقدية ( ،)M1وبالتالي فإن هذه
الفرضية تبحث في أثر وعالقة التحول إلى الدفع المصرفي االلكتروني في السياسة النقدية
المتبعة من خالل بيان األثر الذي سببه تزايد العمليات االلكترونية في الكتلة النقدية
(.)M1
وقبل الخوض في اختبار هذه الفرضية البد من عرض بياني إلتجاه متغير قيمة العمليات
المصرفية التاريخي من واقع البيانات:
ـ 199ـ
شكل رقم ( :)9االتجاه العام لتطور متغير قيمة العمليات المصرفية االلكترونية ()Me
(()4103-4111مليار ليرة سورية)
208,178.00
200,000.00
160,904.00
150,000.00 150,100.00
114,581.00
100,000.00
54,611.00
50,000.00
31,961.00
24,850.00
15,224.0019,412.00
- - - - - -
2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013
المصدر :التقارير اإلحصائية والدورية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي لألعوام المذكورة
ولبيان األثر بين قيمة العمليات االلكترونية ( )Meوالكتلة النقدية ) )M1تم عرض
الشكل البياني التالي الذي وضح هذه العالقة واتجاهها :
ـ 211ـ
شكل رقم ( :)01العالقة بين ()M1،Me
M
MEو M1
1600000
1400000 1419685.85
1293516.54
1200000 1174858.19
1063509
1000000
916018
800000 827260
697700 687439 731669
600000 550316
610860
503030
400000 419939
368688
200000
0
ME
المصدر :التقارير اإلحصائية والدورية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي لألعوام المذكورة
يظهر الشكل البياني أن قيمة الكتلة النقدية لم تكن معدومة عند عدم وجود العمليات
االلكترونية وهذا منطقيًا كما يظهر التزايد المضطرد للكتلة النقدية في تلك الفترة وهي فترة
ما قبل الدفع المصرفي االلكتروني ثم يظهر تحرك الكتلة النقدية المتزايد لكن بميل
منخفض نوعًا ما مع تزايد قيمة العمليات االلكترونية.
ولمزيد من الدقة فقد تم إجراء تحليل االرتباط بين هذين المتغيرين باستخدام معامل
االرتباط ( بيرسون ) ،وكانت نتائج هذا االختبار مبينة في الجدول التالي :
ـ 211ـ
جدول رقم ( :)43معامل االرتباط بيرسون بين المتغيرين () M1 ،Me
Correlations
قيمة العمليات
M1 المنفذة باستخدام
البطاقات
Pearson
1 **.956
Correlation
M1
)Sig. (1-tailed .000
N 14 14
Pearson
**.956 1
قيمة العمليات المنفذة Correlation
باستخدام البطاقات )Sig. (1-tailed .000
N 14 14
**. Correlation is significant at the 0.01 level (1-tailed).
يبين الجدول السابق أن العالقة بين قيمة العمليات المصرفية وبين الكتلة النقدية
() M1هي عالقة طردية قوية جدًا إذ بلغت قيمة معامل ارتباط بيرسون ( )% 96تقريبًا
وهي دالة إحصائياً وذات داللة معنوية جيدة جداً ،وكما يظهر من الجدول قيمة مستوى
الداللة المحسوب ( مستوى المعنوية )Sigمعدومة تقريباً وهي أدنى من مستوى الداللة
النظري ( )0002ومن أي مستوى داللة نظري يمكن اعتماده مما يعني جوهرية معامل
االرتباط الخطي .
ولتحديد حجم األثر بشكل أكثر دقة فقد تم اللجوء إلى نموذج االنحدار الخطي
(الذي يحدده شكل العالقة بين المتغيرين الواضح في الشكل البياني رقم ( )00بين
المتغيرين ،معتبرين أن قيمة العمليات المصرفية المنفذة الكترونياً متغي اًر مستقالً يفترض
أنه يؤثر في حجم الكتلة النقدية.
ـ 212ـ
والمعلوم أن شكل نموذج االنحدار الخطي البسيط يأخذ الشكل العام التالي :
PREDECTED _ Y = α + β * X + €
لبيان معلمات االنحدار بين متغيري النموذج ظهرت النتائج في الجدول التالي:
Coefficientsa
Unstandardized Standardized
Model Coefficients Coefficients t Sig.
B Std. Error Beta
559806.63
()Constant 32600.638 17.172 .000
8
1
قيمة العمليات المنفذة
4.395 .368 .960 11.956 .000
باستخدام البطاقات
a. Dependent Variable: m1
يظهر هذا الجدول أن قيمة معامل االنحدار بلغت ( )20292مع مستوى معنوية
مقابل معدوم مما يعني أننا نرفض فرضية العدم التالية :
ـ 213ـ
تغي اًر في الكتلة النقدية بالمتوسط مقداره ( )2.292وبنفس جهة التغير مما يثبت فكرة
االرتباط الموجب الخطي الذي تم اختباره سابقاً.
كما ويشير الجدول إلى أن قيمة ثابت االنحدار معنوية أيضًا إذ أن قيمة مستوى
المعنوية (الداللة المحسوب) كانت أصغر من (( ) 0.02مستوى الداللة النظري )
وبالتالي فإن قيمة ثابت االنحدار ذات داللة احصائية أيضًا وتفسيره أن ( )M1قد بلغت
بالمتوسط قبل دخول عملية الصيرفة االلكترونية ( )2290206مليار ليرة سورية ،ولمزيد
من الدقة فقد تم اعتماد قيمة معامل التحديد والتي يظهرها الجدول رقم ( )6بالملحق.
يظهر الملحق رقم ( )6أن قيمة معامل التحديد المصحح قد بلغت ( )% 90.6
تقريباً مما يشير (وبعد التأكد من معنوية النموذج ) بأن ( )%90.6من التغير في الكتلة
النقدية مرده إلى التغير في العمليات االلكترونية وبافتراض ثبات التغيرات األخرى .
كما يظهر الملحق رقم ( )2إن قيمة إحصائية فيشر في الجدول السابق المرتفعة
والقيمة المعدومة لمستوى المعنوية مستوى الداللة المحسوب ( )Sigتظهر أن نموذج
االنحدار هو نموذج جيد جداً يمكن اعتماده مما يعزز نتائج اختبار فروض الخطأ
العشوائي بيانيًا.
الفرضية (ب) :وتبحث هذه الفرضية في امكانية أن يحل النقد االلكتروني ( )Meمحل
النقد الورقي في سوريا والختبار هذه الفرضية فقد تم صياغتها احصائيًا كما يلي:
:H0يمكن للنقود االلكترونية (قيمة العمليات االلكترونية) أن تحل محل النقود الورقية
(.)M1
:H3ال يمكن للنقود االلكترونية (قيمة العمليات االلكترونية) أن تحل محل النقود الورقية
( )M1
إن هذه الفرضية تعني بشكل او بآخر وفي حال تم اثباتها في ضوء البيانات
المتاحة أن التزايد في قيمة العمليات المصرفة سيؤدي إلى التناقص في حجم ( )M1مما
ـ 214ـ
سيدل فيما لو تم إثبات ذلك أنه ومع المدى الطويل ستتمكن النقود االلكترونية من أن
تحل محل النقود الورقية المعبر عنها ب ( )M1وسيتبع األسلوب السابق المستخدم في
اختبار الفرضية السابقة الختبار هذه الفرضية وبيان مدى االرتباط بين هذين المتغيرين
من حيث شكل وحجم واتجاه هذا اإلرتباط في حال تم اثباته ،وذلك أيضاً باستخدام معامل
ارتباط بيرسون :
حيث يظهر الجدول التالي العالقة طردية تماماً بين قيمة العمليات المنفذة وبين
الكتلة النقدية ( ) M1يظهر معامل االرتباط الخطي قيمة مرتفعة وموجبة ومعنوية حيث
بلغت قيمته ( )%9202مع مستوى داللة محسوب ( مستوى معنوية ) معدوم .
Correlations
وهو األمر الذي يخالف التوقعات تماماً ،فيما لو تم اختبار نفس الفرضية على
التجربة السويدية استناداً إلى المعطيات المتوفر عن األوضاع النقدية في السويد (اختبار
فرضية السويد).
ـ 215ـ
جدول رقم ( :)26تطور مستوى المعروض النقدى في السويد خالل الفترة ()2002-2002
4102 4103 4104 4100 4101 4119 4115 4112 4116 4112 العام
الكتلة النقدية
2303 52014 5504 9404 9206 9404 9902 01105 01402 01105
المتداولة()M1
قيمة العمليات المنفذة
00222 00425 0041 229 246 623 262 202 260 322
الكترونيا()Me
المصدر :بيانات مصرف السويد المركزي على شبكة اإلنترنت لألعوام المذكورة.
جدول رقم ( :)22معامل االرتباط بيرسون بين متغيري ( قيمة العمليات االلكترونية ،الكتلة النقدية)
Correlations
قيمة العمليات
المنفذة باستخدام النقد
الكتلة النقدية (مليار)
االلكتروني (مليار)
كورون سويدي
Pearson
قيمة العمليات المنفذة 1 **-.955-
Correlation
باستخدام النقد االلكتروني
)Sig. (2-tailed .000
(مليار) كورون سويدي
N 10 10
Pearson
**-.955- 1
Correlation
الكتلة النقدية (مليار)
)Sig. (2-tailed .000
N 10 10
**. Correlation is significant at the 0.01 level (2-tailed).
المالحظ من مصفوفة االرتباط أن معامل ارتباط بيرسون يأخذ قيمة مرتفعة جدًا
( )0.922سالبة مما يعني االرتباط السالب الذي يوضح العالقة العكسية بين المتغيرين
(قيمة العمليات المنفذة وبين الكتلة النقدية) (يمكن للنقود االلكترونية أن تحل محل النقود
الورقية،)M1
ـ 216ـ
:اختبار معنوية معامل االرتباط
H0 : r=0
H1: r≠0
ومن الجدول السابق نالحظ أن قيمة مستوى الداللة المحسوب ( مستوى المعنوية )
أدنى من مستوى الداللة النظري ( )0.02بالتالي نرفض فرضية العدم ونقبل الفرضية
البديلة ومنه فإن قيمة معامل بيرسون معنوي ودال احصائياً.
إن اثبات هذه الفرضية (يمكن للنقود االلكترونية أن تحل محل النقود
الورقية ،)M1على التجربة السويدية ونفيها في التجربة السورية يشكل برهاناً واضحًا
إضافياً على صحة الفرضية األولى في مجال بحثنا ولعل السبب في ذلك يعود إلى ما
يلي:
)0على الرغم من حداثة التجربة السويدية بشكل خاص ودول أوربا الشمالية بشكل
عام ،في مجال الدفع المصرفي االلكتروني كما ذكرنا سابقاً (بداية العام
،)0992إال أنه يمكن القول أن السويد قد أحدثت تغي ًار في أنماط العمل
المصرفي االلكتروني والخريطة المصرفية الدولية وهذا يعود إلى الرؤى الواضحة
لدى السلطات النقدية السويدية في تعميم التعامل المصرفي االلكتروني.
)2ال يمكن مقارنة المستوى التقني والتكنولوجي السائد في دولة السويد مع المستوى
العلمي والتكنولوجي السائد في سوريا حيث تبدو االختالفات واضحة وكبيرة في
جميع المؤشرات (نسبة انتشار اإلنترنت ،نسبة محو األمية......... ،الخ).
)2إن تجربة العمل المصرفي االلكتروني في سوريا حديثة العهد ،وتفتقر إلى الحد
األدنى من مقوماتها التقنية والتشريعية واالجتماعية.
)2تجاوزت الدول المتقدمة ومن ضمنها السويد المراحل األولى في عملية التحول
للمجتمع النقدي االلكتروني إلى مراحل أخرى أكثر تقدماً (مرحلة التحول إلى
ـ 217ـ
الصيرفة االلكترونية الالسلكية ،مما يعني زيادة في تفاوت المستوى التقني
والتكنولوجي بين الدول النامية والمتقدمة.
ـ 218ـ
النتائج:
بناء على معالجة الفرضيات ومحاولة اإلجابة على إشكالية البحث فإن ً
االستنتاجات التي تم التوصل إليها تتمثل بالنقاط التالية:
- 0الكتلة النقدية في أي مجتمع هي نتاج تطوره االقتصادي والنقدي ،وبناء على ذلك
اختلفت مكوناتها باختالف درجة ذلك التطور بين مجتمع وأخر أو اقتصاد وأخر ،وهذا
أدى بدوره إلى اختالف وتعدد المقاييس المستخدمة من قبل السلطات النقدية المختصة
في دراستها وتحليلها.
- 4استطاع العنصر التكنولوجي بفعل العولمة ومنجزات الثورة المعلوماتية إحداث تغيرات
جذرية في االقتصاد العالمي بمختلف قطاعاته ونشاطاته ،تلك التغيرات برزت بشكل
واضح في القطاع المصرفي ،أدت بدورها إلى تغيير مسار العديد من البنوك واالتجاه
نحو خدمات الدفع االلكتروني.
- 3يخلط الكثير من الباحثين بين مفاهيم الدفع المصرفي االلكتروني على اختالف
مسمياتها و مصطلحاتها ( ،الصيرفة االلكترونية ،النقد االلكتروني ،التجارة االلكترونية،
االقتصاد االلكتروني ..الخ) ،وباعتبار أن الدفع المصرفي االلكتروني ارتبط بظهور
النقد االلكتروني ،بمعنى تزاوج النقد باإللكترونيك ،هناك تشابه وارتباط وثيق بين
أنظمة وأشكال النقد االلكتروني و أنظمة الدفع المصرفي االلكترونية.
- 2على الرغم من تعدد الشبكات والمنظمات العالمية المصدرة لبطاقات الدفع االلكتروني
وبتسميات ومزايا مختلفة تتناسب مع أحدث االبتكارات التكنولوجية ،بقيت شركتي في از
وماستركارد تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق الدفع االلكتروني العالمي من حيث
حجم وعدد البطاقات االلكترونية المصدرة ،المتالكهما مقومات تقنية كبيرة باإلضافة
للدعم الذي تلقاه من قبل القوة الرأسمالية الكبرى في العالم واستخدامها كوسيلة ضغط
على البلدان األعضاء في هذه المؤسسات ألسباب سياسية واقتصادية.
- 2هناك تفاوت في المستوى التكنولوجي والتقني السائد بين الدول المتقدمة من جهة
والدول النامية من جهة أخرى ،فرض التفاوت في مستويات الدفع االلكتروني في هذه
الدول ،وبينها وبين الدول النامية ،واإلنتقال إلى مراحل أخرى أكثر تقدمًا في مجال
ـ 219ـ
الدفع االلكتروني (مرحلة الصيرفة الالسلكية) النخفاض كلفتها ،وهذا يؤكد على أهمية
العامل التقني والتكنولوجي في التحول ألنظمة الدفع المصرفي االلكتروني (مما يثبت
صحة الفرضية األولى).
- 6برهنت التجربة السويدية في مجال الدفع النقدي االلكتروني أنها من التجارب الرائدة
على المستوى األوربي وكذلك على المستوى العالمي ،حيث أدت إلى إعادة هيكلة
الصناعة المصرفية بأكملها ،على الرغم من أن السويد قد بدأت بوقت متأخر اتخاذ
اصالحات جذرية لدخول مجال الدفع االلكتروني ،إال أن تلك اإلصالحات بنيت على
استراتيجية واضحة ومكتملة تنطوي على أفق مستقبلى إلحالل الدفع النقدي
االلكتروني محل الدفع التقليدي (هذا يثبت صحة الفرضية الثانية).
- 2رغم قصور أنظمة الدفع النقدي االلكتروني العربي ،برزت منظومة الدرهم االلكتروني
لدى دولة االمارات من التجارب األولى على الصعيد العربي مقارنة بالتجربة
الجزائرية ،حيث استطاعت توظيف المزايا الهامة في مجال تقنيات المعلومات
واالتصاالت والتي تتمتع بها على المستوى العربي والعالمي ،وتسخيرها النجاز
معامالت الدفع االلكتروني والتجارة االلكترونية و االسهام بشكل فعال في انجاز
حكومة دبي الذكية بما يتفق مع المعايير العالمية.
- 5اتسمت استراتيجية التحول للدفع االلكتروني المتبعة في الدول المتقدمة بدرجة عالية
من المرونة ،وذلك للتكيف مع المفرزات التكنولوجية المتغيرة باستمرار والتي كان
أخرها استخدام تقنية الهاتف المحمول ضمن منظومة الدفع االلكتروني الالسلكية،
نظ ًار النخفاض كلفتها بالمقارنة مع وسائل الدفع األخرى.
- 9التحول ألنظمة الدفع النقدي االلكتروني أثر على فعالية السياسة النقدية وأدواتها
التقليدية بشقيها الكمي والنوعي ،حيث لم يعد النقد القانوني(الورقي والمعدني) وحيداً
في التداول يصدر عن جهة نقدية مختصة (المصارف المركزية) ،مما أثر بدوره على
مكونات الكتلة النقدية و امكانية ضبطها لتحقيق االستقرار النقدي.
- 01لم تستجب المصارف المحلية العاملة في السوق السورية بنفس الدرجة للدخول في
منظومة الدفع االلكتروني ،بسبب تفاوت مقوماتها التقنية والتكنولوجية ،واحتل
ـ 211ـ
المصرف التجاري السوري موقع الصدارة في معظم مؤشرات الدفع االلكتروني ،أثرت
بدورها على ارتفاع قيمة تعامالته االلكترونية ،مقارنة بالمصارف المحلية األخرى.
- 00االقتصاد السوري يعتمد على التعامل النقدي التقليدي أكثر من باقي الدول حتى
التعامل البنكي (نظام الشيكات) غير فعال ولم يأخذ حجمه الحقيقي في سوريا،
والعملة الورقية والمعدنية التي يحتفظ بها المواطن السوري في منزله أو مكتبه ال تدخل
في حسابات االقتصاد وهذا ما يفسر انخفاض كتلة النقد المتداولة ومعدالت السيولة
بالمقارنة مع الدول التي تتعامل بالنظام اإللكتروني أو الشيكات.
- 04بينت نتائج االختبارات اإلحصائية لمتغيرات هذه الدراسة بأن النقد االلكتروني يؤثر
على كافة متغيرات الكتلة النقدية ويتأثر بها ،إال أن انتشاره وفق اآللية المعمول بها
حالياً لدى منظومة العمل المصرفي السورية ،ال يمكن أن يحقق نتائج ملموسة على
صعيد احالل الدفع النقدي االلكتروني محل التعامل بالكاش وبالتالي إلغاء دور
مصرف سوريا المركزي في عملية االصدار النقدي.
المقترحات:
في ضوء االستنتاجات التي تم التوصل إليها يمكننا تقديم بعض الحلول
والمقترحات من أهمها:
- 0تحليل الكتلة النقدية ودراستها باستخدام مقاييس تتناسب مع األوضاع النقدية السائدة
في كل دولة ،قد يكون من المناسب استخدام مقاييس خاصة بالبلدان المتقدمة وأخرى
خاصة بالبلدان المتخلفة ،حسب الحالة االقتصادية السائدة ،وذلك بهدف تحقيق
التوازن بين المعروض النقدي المتداول والناتج المحلي اإلجمالي(النظرية الكمية النقدية
لفيشر).
- 4تختلف ظروف وبيئة العمل المصرفي من بلد ألخر ،حسب درجة النشاط االقتصادي
واالجتماعي السائد ،لذلك البد من توفر مجموعة من الشروط والمقومات األساسية
(التقنية ،التشريعية ،االجتماعية الثقافية) تشكل فيما بينها حلقة متكاملة لالنتقال
بمنظومة العمل المصرفي من شكلها التقليدي إلى شكلها االلكتروني بما يتناسب
واحتياجات التجارة االلكترونية.
ـ 211ـ
- 3البد من دراسة جميع وسائل الدفع االلكتروني الموجودة و المستحدثة وفرض رقابة
عليها ،باعتبار أن كل وسيلة دفع الكتروني تتضمن تحريك مبالغ نقدية مخزنة
الكترونيًا (للوفاء بااللتزامات الناشئة عن العمليات المنجزة عبر شبكة المعلومات
المحلية أو الدولية) ،هذه المبالغ تؤثر بدورها على مجاميع الكتلة النقدية ودور
المصارف المركزية في الرقابة عليها.
- 2االستفادة من ال تجربة الروسية في مجال انشاء نظام دفع الكتروني يغني الحاجة عن
التبعية ألنظمة الصرف األمريكية ،بعد العقوبات التي فرضتها االدارة األمريكية على
عدد من البنوك الروسية المتعاملة مع نظم المدفوعات العالمية (في از و ماستر كارد).
- 2زيادة الفجوة التكنولوجية بين الدول المتقدمة وانعكاس ذلك على تبنيها ألنظمة الدفع
االلكتروني ،يجعل الدول النامية ومن صمنها العربية متأخرة بالعديد من المراحل لتبني
تلك التقنية المصرفية ،لذلك البد من فسح المجال للمؤسسات االئتمانية بإدخال
التقنيات الحديثة في مجال االتصاالت واإلنترنت وأهمية دعمها على إقامة عالقات
اقتصادية وتعامالت مصرفية مع المؤسسات العالمية لإلطالع على أحدث التطورات
التقنية في هذا المجال.
- 6يجب أن ال يشكل التأخر في تبني التكنولوجيا المصرفية عائقاً رئيساً أمام االنتقال
لنظام الدفع النقدي االلكتروني ،وخير مثال على ذلك التجربة السويدية التي استطاعت
خالل فترة زمنية قصيرة تغيير معالم الخريطة المصرفية العالمية ،حيث أن اتباع
استراتيجية واضحة المعالم تناسب ظروف وبيئة القطاع المصرفي في البلد المعني،
يعتبر من أهم مقومات التحول للدفع االلكتروني.
- 2على الدول العربية االستفادة القصوى من امكاناتها التقنية والتكنولوجية المتوفرة
وبشكل خاص(اإلنترنت) ،وتسخيرها النجاز عمليات الكترونية حقيقية تكون ركيزة
أساسية لنظام دفع الكتروني ،وأن تزيد من استيعابها للتطبيقات التقنية الحديثة و
االطالع على المقومات التقنية والتكنولوجية التي تمتع بها منظومة الدرهم االلكتروني،
ومشروع حكومة دبي االلكترونية.
- 5من الضروري وضع استراتيجيات واضحة تعنى بتطوير أنظمة الدفع االلكتروني
العربية ،وسن قوانين تشريعات من شأنها زيادة األمن وثقة المواطن باالنتقال من
ـ 212ـ
مرحلة التعامالت االقتصادية الورقية والنمطية الى مرحلة التعامالت االقتصادية
الرقمية وااللكترونية ،أسوة بمشروع الورقة الخضراء في دول االتحاد األوربي.
- 9اعادة دراسة وتحليل دور المصارف المركزية للتحكم بحجم الكتلة النقدية المتداولة في
الدول المستخدمة لنظم الدفع االلكتروني ،بإعتبارها أحد الحقول األساسية لممارسة
سلطتها وسيادتها ،وذلك تحقيقًا لمزيد من التفاعل االيجابي بين التعامل النقدي
االلكتروني و ادارة السياسة النقدية.
- 01للوصول إلى نظام دفع الكتروني كفء في السوق السورية ،البد من التنسيق
واالنسجام والتعاون الكامل بين مختلف المصارف المحلية (الحكومية والخاصة)،
والجهات األخرى ذات الصلة بمشرع الدفع االلكتروني ،لوضع استراتيجية واضحة
المعالم يكون لمصرف سوريا المركزي الدور الفعال في رقابة وضبط معظم تعامالت
نظام الدفع االلكتروني ،بحيث يشكل ركيزة أساسية من ركائز مشروع الحكومة
االلكترونية.
-إلستفادة من منظومة الدرهم االماراتي االلكتروني من الجيل الثاني المتوائمة مع
00ا
المؤسسات العالمية ،و اجراء دراسات وأبحاث حول امكانية تطبيق منظومة الليرة
االلكترونية في سوريا والمفاضلة بين المزايا التي يمكن الحصول عليها و المخاطر
المحتلمة.
- 04لتفعيل اآلثار االيجابية لمنظومة الدفع االلكتروني على متغيرات الكتلة النقدية البد
من إعادة دراسة وتحليل العالقة بين التضخم والكتلة النقدية ،فهي سالح ذو حدين
حيث توفر على الدولة المخاطر الناجمة عن اإلصدار النقدي وتكاليفه ،كما تؤدي إلى
زيادة كمية النقد المتداول وزيادة سرعته ،ولمعرفة أثرها على التضخم ال بد من ربطه
بالكتلة النقدية الكلية ،وهذا كله يحتاج إلى ثقافة مصرفية.
ـ 213ـ
أخيرا:
نشير إلى أن هذا البحث لم ينطلق من الفراغ (وفقاً لما ذكرناه في المقدمة من
دراسات سابقة) كما وأنه ليس كافياً لإلجابة على جميع التساؤالت واإلشكاليات التي
تعالج موضعًا غاية في األهمية أال وهو الدفع النقدي االلكتروني.
في عصر االقتصاد التكنولوجي السريع سيكون من الصعب وضع نتائج ومقترحات
نهائية لظاهرة ديناميكية في إطار بحث علمي محدود في المكان والزمان.
لذلك فإنه لمن الضروري أن نذكر األفق المستقبلية لهذا البحث واألسئلة التي لم
تمكننا ظروف البيئة العلمية للبحث من اإلجابة عليها:
إذاً إن اإلجابة على هذه التساؤالت تشكل مشاريع مستقبلية تنطلق على قاعدة بحثنا.
ـ 214ـ
المصادر والمراجع
أوالً :باللغة العربية
- 1ابراهيم الشرقاوي ،محمود أحمد ،مفھوم األعمال المصرفية االلكترونية وأهم تطبيقاتھا ،مؤتمر
األعمال المصرفية بين الشريعة والقانون المجلد األول ،أيار.1002 ،
- 2إبراهيم ،بختي ،دور االنترنيت وتطبيقاته في المؤسسة ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة
الجزائر. 2000 ،
- 3أبو الفتوح الناقة ،أحمد ،نظرية النقود والبنوك والمؤسسات المالية ،الجزائر1009 ،
- 4أحمد باتورة ،نواف عبد هللا ،أنواع بطاقات االئتمان و أشھر مصدريھا ،مجلة الدراسات المالية و
المصرفية ،األكاديمية العربية للعلوم المالية و المصرفية ،المجلد السادس ،العدد الرابع.1002 ،
- 5أحمد سفر ،أنظمة الدفع االلكتروني ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،الطبعة األولى1002 ،م.
- 9أسامة كامل ،عبد الغني حامد ،النقود والبنوك ،مؤسسة لورد الجامعية ،البحرين.1002 ،
- 7أكرم حوراني ،حساني ،عبد الرزاق ،اقتصاد نقدي ،منشورات جامعة دمشق.1002 ،
- 9أمين رفعت المحجوب ،محاضرات في النقود واالقتصاد ،دار النھضة العربية ،مصر.2773
- 6بردري البرارودي ،شريرين ،دور اقتصراد المعرفرة فري تطروير الخردمات االلكترونيرة (دراسرة تحليليررة
عن البنوك االلكترونية) ،مؤتمر جامعة الزيتونة األردنية .1003
- 10بريش عبد القادر وزيدان محمد ،دور البنوك االلكترونية في تطروير التجرارة اإللكترونيرة ،الملتقرى
الدولي للتجارة االلكترونية ،جامعة ورقلة ،بتاريخ -29-22-23:مارس.1003 ،
- 11تطار ،محمد منصف ،النظام المصرفي الجزائري و الصيرفة االلكترونية ،جامعة محمرد خيضرر،
بسكرة.1003 ،
- 12توماس ماير ،يمس إس دوسيننبري ،روبرت زد أليبر ،النقود و البنوك و االقتصاد ،ترجمرة السريد
أحمد عبد الخالق ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،دار المريخ للنشر.2006 ،
- 13جبررار ،عبررد الرررازق ،المنظومررة المصرررفية الجزائريررة ومتطلبررات اسررتيفاء مقررررات لجنررة بررازل
الدولية( ،دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير بالعلوم االقتصادية ،جامعة الشلف.1003 ،
- 14جمال الدين زروق و آخررون( ،أوضراع القطراع المصررفي فري البلردان العربيرة وتحرديات االزمرة
العالمية( ،ط ،2صندوق النقد العربي ،ابو ظبي.1007 ،
- 15جمررال مجاهررد ،شرريماء ،التررأﺛير المتبررادل بررين األعمررال المصرررفية االلكترونيررة والسياسررة النقديررة
والتجارة االلكترونية ،كلية الحقوق ،جامعة المنصورة.1007 ،
- 19الجنيھي( ،منير ،ممدوح) ،البنوك االلكترونية ،دار الفكر االسكندرية.1003 ،
ـ 215ـ
- 17جون ماينارد كينز ،النظرية العامة ،ترجمة نھراد رضرا ،بيرروت ،منشرورات دار مكتبرة الحيراة ،لرم
تذكر سنة النشر.
- 19الحجرار ،بسرام ،االقتصراد النقردي و المصررفي ،الطبعرة األولرى ،بيرروت ،دار المنھرل اللبنراني،
.1002
- 16حسرراني ،عبررد الرررزاق حسرراني ،النظريررة والسياسررة النقديررة والترروازن االقتصررادي"واقررع السياسررة
النقدية وآفاقھا ،رسالة دكتوراه ،جامعة دمشق.1001 ،
- 20ح ساني ،عبد الرزاق ،محاضرات في مادة اقتصاد مالي ونقدي ،لطالب الماجسرتير بعنروان مفھروم
النقد ،قسم أسواق مالية ،جامعة ،دمشق.1020 ،
- 21حماد عبد العال ،طارق ،التجارة االلكترونية ،الدار الجامعية اإلسكندرية.1007 ،
- 22حمررد فريررد مصررطفى ،الشررھير محمررد السرريد حسررن-1000 ،النقررود والترروازن االقتصررادي ،مؤسسررة
شباب الجامعة
- 23حميدات ،محمود ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2772 ،
- 24خبابه عبد هللا) ،االقتصاد المصرفي البنروك االلكترونيرة)) ،البنروك التجاريرة ،السياسرة النقديرة)
مؤسسة شباب الجامعة ،القاهرة 1020
- 25خليل مترري ،موسرى" ،القواعرد الناظمرة للصريرفة االلكترونيرة ،الجديرد فري أعمرال المصرارف مرن
الوجھتين القانونية واالقتصادية ،مداخلة مقدمة إلى المرؤتمر العلمري السرنوي لكليرة الحقروق ،جامعرة
بيروت العربية1001 ،
- 29الدوري ،زكريا ،السامري ،يسري ،البنوك والسياسة النقدية ،القاهرة.1002 ،
- 27دهمش ،نعيم ،مخاطر العمليات المصرفية التي تتم من خالل القنوات االلكترونيرة ،األردن ،آذار،
.1003
- 29دويدار ،محمرد ،مبرادئ االقتصراد السياسري ،الجرزء الثراني ،االقتصراد النقردي ،منشرورات الحلبري،
بيروت.1002 ،
- 26رحيم حسين ،هواري معراج ،التجارة االلكترونية والنقد االلكترونية ( أزمة الثقة في وسائل الردفع
االلكترونية وطرق عالجھا) ،ملتقى البحث العلمي ،جامعة األغواط ،الجزائر.1003 ،
- 30رشرررردي شرررريحة ،مصررررطفى ،النقررررود والمصررررارف واالئتمرررران ،دار الجامعررررة الجديرررردة للنشررررر،
االسكندرية.2777 ،
- 31رمضان زياد ،وجودة محفوظ ،االتجاهات المعاصرة فري إدارة البنروك ،الطبعرة األولرى ،دار وائرل
للنشر ،عمان.1000 ،
- 32زكي شافع ،محمد ،مقدمة في النقود و المصارف ،دار النھضة العربية ،القاهرة.1001 ،
ـ 216ـ
- 33سعودي ،محمد توفيق ،بطاقات االئتمان ،الطبعة األولى ،دار األمين للطباعة مصر ،1007
- 34السمارة ،مؤيد ،رسالة ماجستير ،متغيرات السياسرة النقديرة وأﺛرهرا فري اسرتقرار دالرة الطلرب علرى
النقد ،جامعة دمشق.1002,
- 35سمعان ،منصوري ،الكتلة النقدية و أجزاؤها ،كلية العلوم االقتصادية ،الجزائر.1003 ،
- 39سيد طه بدوي ،مقدمة في النقود و البنوك ،مصر ،دار النھضة العربية ،عام. 2005
- 37السيسرري ،صررالح الرردين حسررن ،قضررايا اقتصررادية معاصرررة ،معررايير بررازل لكفايررة رأس المررال
والرقابة الفعالة للمخاطر المصرفية.1003 ،
- 39شرررف الرردين ،أحمررد ،معالجررة المعلومررات القانونيررة ،محاضرررة فرري اإليجرراب والقبررول فرري التعاقررد
القانوني ،المنشورات الحقوقية ،صادر بيروت.1002 ،
- 36شرف كمال ،أبو عراج هشام ،النقود والمصارف ،جامعة دمشق.2773 ،
- 40الشرررريف ،رزان ،السياسرررة النقديرررة فررري ضررروء المتغيررررات االقتصرررادية المعاصررررة قررري االقتصررراد
السوري,رسالة ماجستير,جامعة دمشق.1009,
- 41شلبي ،مغاويري ،البنى التحتية للبنروك االلكترونيرة ،مجلرة انترنرت العرالم العربري ،العردد الرابرع، ،
.1009
- 42شيشررة ،نرروال ،زنينرري ،فريرردة ،المقاصررة االلكترونيررة وتجررارب الرردول المغاربيررة ،المركررز الجررامعي
الجزائري1002 ،
- 43صالح جمعة ،محمد ،السياسة النقديرة فري سرورية وأﺛرهرا فري نمرو النراتج المحلري اإلجمرالي خرالل
الفترة ( )1000 -2790دار الرضا للنشر ،دمشق.1003 ،
- 44الصالح ،مفتاح ،محاضرات في االقتصاد النقدي المعمرق ،غيرر منشرورة ،جامعرة بسركرة (-1009
.)1002
- 45الطاهر ،لطش ،تقنيات البنوك الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1002 ،
- 49عبررد الحفرريظ عبررد الھررادي ،ابررراهيم ،اطرار مقترررح للتعررديالت الضررريبية الالزمررة للتحررول إلررى عررالم
التجارة االلكترونية ،القاهرة .1007
- 47عبد الحفيظ ،أيمن ،حماية بطاقات الدفع االلكتروني ،عمان.1009 ،
- 49عبد الغني ،سالم ،االقتصاد الرقمي في الوطن العربي قراطرة تترأخر واسرتثمارات تتعثرر ،جامعرة أم
القرى ،السعودية.1003 ،
- 46عبد الكريم الخناق ،سناء ،إدارة مخاطر أمنيرة المعلومرات ( ،التھديردات والحمايرة) ،ورقرة بحثيرة
قردمت إلرى الملتقرى الردولي الثالرث حرول إسرتراتيجية إدارة المخراطر فري المؤسسرات ،التحرديات
واألفاق ،المنظم بجامعة الشلف ،الجزائر ،في الفترة 12- 25 ،نوفمبر .1002
ـ 217ـ
- 50عبد الكريم ،سيف الدين السماتي ،العمليات المصرفية االلكترونية واإلطار اإلشرافي.1009 ،
- 51عبرد المطلرب عبرد الحميرد ،البنروك الشراملة– عمليراتھا إداراتھا ،اإلسركندرية ،الردار الجامعيرة،
.2006
- 52عبد المطلب عبد الحميد ،البنوك الشاملة عملياتھا و إدارتھا ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.1009 ،
- 53عبد الھادي نجار ،الصيرفة االلكترونية وآلية تداولھا ،الجديد في أعمرال المصرارف مرن الروجھتين
القانونية واالقتصادية ،مداخلة مقدمة إلى المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق.1001 ،
- 54عبدهللا ،سليمة ،تطور وسائل الدفع في الجھاز المصرفي الجزائري (رسالة ماجستير) .1007
- 55عرب ،يونس ،حجية اإلﺛبات بالمخرجات االلكترونية بالقضايا المصرفية ،الملتقرى السرابع لمجتمرع
األعمال االلكتروني العربي ،البحرين ، 10-22 ،تشرين األول.1002 ،
- 59عطررا هللا عبررد الوهرراب ،لھررب ،سرررعة تررداول النقررود بررين النظريررة االقتصررادية والتطبيررق العملرري،
المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،الرياض.2777 ،
- 57علرروش ،طرررارق ،الحكومررة اإللكترونيرررة ،المنظمررة العربيرررة للتنميررة اإلداريرررة ،بحرروث و دراسرررات
.1009
- 59علري اليوسررف ،عبرد الرررزاق القاسرم ،نظررم المعلومررات المصررفية ،كليررة االقتصراد ،جامعررة دمشررق،
.1007
- 56عوض هللا ،زينب حسن ،اقتصاديات النقود والمال ،القاهرة.1002 ،
- 90الغندور ،حافظ كامل ،محاور التحديث الفعال في المصارف العربية فكر ما بعد الحداﺛرة ،بيرروت،
جمعية اتحاد المصارف العربية .1002
- 91فررارس ،مسرردور ،النشرراط المصرررفي الجزائررري كررأداة لتفعيررل انرردماج المصررارف الجزائريررة فرري
االقتصاد العالمي ،مجلة أفاق ،جامعة البليدة.1003 ،
- 92فريد النجار ،وليد النجار وآخرون ،وسائل المدفوعات االلكترونية – التجارة واألعمال االلكترونيرة
المتكاملة – الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2010 ،
- 93فالح حسن الحسني ،و مؤيد عبد الرحمان ،إدارة البنوك ،دار وائل للنشر ،األردن.1020 ،
- 94قابوسة ،علي ،المصارف االلكترونية الفرص والتحديات ،جامعة الوادي ،الجزائر.1020 ،
- 95قھرروجي ،علرري عبررد القررادر ،الحمايررة الجنائيررة لبرررامج الحاسررب ،مجلررة الحقرروق للبحرروث القانونيررة
واالقتصادية ،العدد ، /13/منشورات كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية.1003 ،
- 99كرباج ،محمد البنوك الكترونية ،دار النھضة العربية ،بيروت.1007 ،
- 97مررايو ،تومرراس ،النقررود والبنرروك واالقتصرراد ،ترجمررة ،د.احمررد عبررد الخررالق ،دار المررريخ للنشررر،
السعودية.1001 ،
ـ 218ـ
- 99محمررد المرران ،الشررريف ،محاضرررات فرري النظريررة االقتصررادية الكليررة ،ديرروان المطبوعررات الجررزء
الثالث ،الجزائر.1002 ،
- 96محمد سعيد أحمرد إسرماعيل ،أسراليب الحمايرة لمعرامالت التجرارة االلكترونيرة ,منشرورات الحلبري
الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان.1007 ،
- 70محمد عبد العزيز عجمية ،بحي تادرس قرصرية ،النقرود والمصرارف والتجرارة الخارجيرة ،مطبعرة
االسكندرية.1000 ،
- 71محمررد متررولي أحمررد المرروجي ،سياسررة االئتمرران المصرررفية فرري مصررر ( ) 2722-2722رسررالة
دكتوراه في االقتصاد ،كلية التجارة ،جامعة األزهر ،القاهرة.2723 ،
- 72محمررد ،مجبررر ،التجررارة االلكترونيررة وآفرراق تطويرهررا فرري الرردول العربيررة ،جامعررة البليرردة ،رسررالة
ماجستير ،حزيران .1003
- 73محمد ،مھدي زين ،النقد االلكتروني ضررورة مرن ضررورات القررن الواحرد والعشررون ،القراهرة،
شباط .1023
- 74مدحت ،صادق ،أدوات وتقنيات مصرفية ،دار غريب للطباعة والنشر ،القاهرة.1002 ،
- 75مزيرررق ،عاشرررور ،مداخلرررة بعنررروان ،عصررررنة القطررراع المرررالي والمصررررفي وواقرررع الخرررردمات
االلكترونية في الجزائر ،جامعة بوحسيب.1022 ،
- 79مغاوري ،شبلي ،البنك المحمول والنقود اإللكترونية الدار الجامعية االسكندرية.1002 ،
- 77مصطفى كمال طه ووائل أنرور بنردق ,األوراق التجاريرة ووسرائل الردفع االلكترونيرة الحديثرة ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.1007 ،
- 79النجرار ،عبررد الھررادي ،الجديرد فرري أعمررال المصرارف مررن الرروجھتين القانونيرة واالقتصررادية ،الجررزء
األول ،منشورات الحلبي الحقوقية بيروت .1001
- 76نعمون ،وهاب ،النظم المعاصرة لتوزيع المنتجات المصرفية وإسرتراتيجية البنروك ،مداخلرة مقدمرة
إلى ملتقى المنظومة المصرفية الجزائريرة والتحروالت االقتصرادية ،واقرع وتحرديات ،جامعرة حسريبة
بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،يومي 23-23ديسمبر .1003
- 90هبراش ،فررارس ،دراسررة تحليليررة للكتلررة النقديررة ،حالررة الجزائررر( ،)1022-1001جامعررة سررطيف،
الجزائر.1021 ،
- 91هني ،أحمد ،العملة و النقود ،ديوان المطبوعات الجامعية ،عام .2777
- 92يونس ،عرب ،أنظمة السداد االلكتروني ،القاهرة1003 ،
ـ 219ـ
باللغة األجنبية:ًثانيا
1-:GKoutzinis Apostolos, Intranet Banking and the law in
Europ,Cambridge University Press,UK,2006.
2-:Khoury Elie,E-Banking Era, PhD Thesis, New port University, Beirut
2003, (Not published).
3-A. Vil mos, S. Karnouskos, Towards a global mobile payement service,
in: Proceedings of the Third International Conference on Mobile Business
(ICMB), New York, USA, July 12–13, 2004.
4-ANZ Bank, Personal Financial Services, Terms and Condition, ANZ
Phone Banking, Melbourne , Australia, 2009,Version.
5-Arvidsson, N. (2013), The Cashless Society – a research-project report,
the Royal Swedish Institute of Technology, 15 January 2013.
6-Auriemmma M & Coley R, Bank Card Business, American Bankers
Association, Washington DS, usa,1992.
7-BALL, James (2011), BitCoin: What are they, and how do they work?,
The Guardian, 22 June.
8-Bank for international settlement (Bls) , (1996) Im plication for central
banks of the development of electronic money , Basle.
9-Banque de France SEPI,2012, (Service de surveillance des systèmes de
paiement et de titres).
10-Barber B, and T. Odean (2001), “The Internet and the Investor,”
Journal of Economic Perspectives, Volume 15, N.o. 1.
11-Benjamin Wallace Magazine ,THE RISE AND Fall of bitcoin.19-3-
2014.
12-Berentsen, Aleksander “ digital Money, Liquidity, and Monetary
Policy” 1997, First Money, 25 Nov. 2002.
13-Borg, A. & Segendorf, B. (2010), “The Swedish Stability Fund and
Stability Fee”, IFCReview, May 2010.
ـ221 ـ
14-Cavalda, Le droit penal des cartes de paiement et de credits,Dalloz,
2005.
15-CGAP. Financial Access 2009,Measuring Financial Inclusion around
the World. Washington.
16-Chambres de Compensation (jusqu'à fin juin 2012) et GSIT
(Groupement pour un système interbancaire de télécompensation.
17-Claessens, J., Dem, V., De Cock, D., Preneel, B., and Vandewalle, J.
On the security of today’s online electronic banking systems. Computers
and Security 21, 3 (2012).
18-CLARK C.L, 2012 “Shopping without Cash: The Emergence of the E-
Purse,”Economic Perspectives, Fourth Quarter.
19-Cox, Barbara. and Koelzer. (2004), “Internet Marketing”, Pearson
Prentice Hall, Upper Saddle River, New Jersey.
20-Daniel Paltriniere, (1erForum Monétique du Maghreb, de l ‘Afrique
Centrale et del ‘Ouest( Presentation du DEGAS Visa, Marrakech,
16/02/2006.
21-David Baurnie et levio Vaunetti, « Les Systèmes Monétaires du
développement des systems de payments électronique », Revue
Economique,2012.
22-DORN J, 2012, The Future of Money in the Information Age, Cato
Institute, Washington.
23-ECONOMIST, The (2014), Paying for pixels. Virtual goods are worth
real money – and cause real dilemmas, 10 December.
24-Ely, B. (1996): E-money and monetary policy: Separating fact from
fiction, paper presented at Cato Institute’s 141th Annual Money
Conference, May.
25-European central bank (1998) `report on electronic money `Frankfurt ,
germony august.
26-European central Bank, Report on electronic money,2002.
ـ221 ـ
27-European Central Bank; “Payments Systems in the European Union:
Addendum Incorporating 1998 Figures”, Frankfurt am Main, February
2000. (ECB, 2009)
28-F.rayport (jeff.), J. Jaworski (Bern.), introduction to E-commerce,
MCGraw Hill, 2ed, 2000.
29-Formation des Formateurs CPA Au Métier Monétique, «Promotion et
Placement des cartes bancaires», Hôtel St George, 10-11/08/2004.
30-Fowler, Judge, and John Hickey. 1995. “The Branch Is Dead! Long
Live the Branch.” ABA Banking Journal.
31-Geraats, P.M., Transparency of Monetary Policy: Theory and Practice,
CESIFO Working Paper No. 1597, 2005.
32-Gordon. Robert J: Macroeconomics ، 6th edition ، Thomson ، 1993.
33-Gramlich, E.M.; Electronic Payments Now and in the Future, Remarks
before the Electronic Payment Symposium, University of Michigan,
Michigan, September 17, 1007.
34-It is somewhat ironic that there are paper based “wallets” for Bitcoins,
meaning that there is software available for printing information that
enable the secure storage of Bitcoins in paper form. Reference to:The New
Yorker 2013.
35-J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a
theoretical model for mobile payments, in: Proceedings of the Fifth
International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,
December 5–9, 2005.
36-J.J. Chen, C. Adams, User acceptance of mobile payments: a
theoretical model for mobile payments, in: Proceedings of the Fifth
International Conference on Electronic Business (ICEB), Hong Kong,
December 5–9, 2012.
37-Jean-Marc Lhrm L’AVENIR DES MOYENS DE PAYMENT EN
FRANCE MARS.
ـ222 ـ
38-Jeannette, J. and Hennessey H. (2011), International Marketing
Management, Strategies and Cases, Houghton Mifflin Company, Dallas
39-Jordan, J.L. and E. Stevens; Money in the Twenty-first Century
,Financial Services Working Paper, Financial Services Research Group,
Federal Reserve Bank of Cleveland,Series No.2, 1996.
40-KORMAN, Avril (2011), “What Price, Gold? Virtual Currency Can
Mean Real Crime”, Search Engine Watch, 28 May.
41-LE RIDER, G. (2001),La naissance de la monnaie. Pratiques
monétaires de l’Orient ancien. Paris: Presses Universitaires de France.
42-LEHDONVIRTA, Vili & ERNKVIST, Mirko (2011), Knowledge Map
of the Virtual Economy, World Bank, Washington D.C.
43-Macchi, Beltran, chief executive officer of Vision S.A., interview in
August 2010.
44-Master Card-Company Fact Sheet’’–consulted: 26 July 2021 –
http://www.master card international.com.
45-Misbki (Fred.),2009 The economics of Money, Banking, and Financial
Markets, Boston San Francisco New York, 7ed.
46-MISKIN ،M ،S ،INTERNATIONAL EXPERIENCES WITH
DIFFERENT MONETARY POLICY REGIMES ،NBER WORKING
PAPER ،1999.
47-Oliver Wyman. 2007. “Sizing and Segmenting Financial Needs of the
World’s Poor.” Bill & Melinda Gates Foundation.
48-Paula ،
Somulson:economics.Bthendition:international,student,edition.New
York,2007.
49-PIFFARETTI, N, Monnaie Electronique, Monnaie et Intermédiation
Bancaire, Thèse université de Fribourg, SUISSE, 2003.
50-Rapport sur l’utilisation du chèque en France -Février 2011- par le
cabinet Edgar, Dunn & Company pour le CCSF.
ـ223 ـ
51-Blackwell Publishing, vol. 26(4), pages 808-26, November.
52-STADLER, F, Electronic Money: Preparing the Stage, University of
Toronto, June 2007.
53-Suominen M. (2001): "Measuring Competition in Banking: A Two-
Product Model", The Scandinavian Journal of Economics, 96 (2001).
54-Thakur, R., & Srivastava, M. (2014). Adoption readiness, personal
innovativeness, perceived risk and usage intention across customer groups
for mobile payment services in India.
55-The European parliament and the council of the European
union,(Electronic money Directive) 2011.
56- This statement is based on calculations in Segendorf and Jansson
(2012a) and data from the Swedish Trade Federation.
57-Tony Hayes et al., BAI Payments Live, Virtual Conference & Expo,
Oct. 21-22, 2009 at 12.
58-VILLAS NOR, John, MONK, Cody and BRONK, Christopher (2011),
“Shadowy Figures: Tracking Illicit Financial Transactions in the Murky
World of Digital Currencies, Peer-to-Peer Networks, and Mobile Device
Payments”, James A. Baker III Institute for Public Policy, August.
59-White, L.H.(2009) The Technology Revolution and Monetary
Evolution" in. the future of money in the Information Age, Cato Institute's
14th annual monetary conference, May 23, Washington.
60-Wiegand Wolfgan,Legal Aspects of the Bank-Customer Relationship
in Electronic Banking, University of Bern,Switzerland.
ـ224 ـ
المواقع االلكترونية:ًثالثا
صفحة انترنت تتحدث عن نتائج شبكة ماستركارد متوفرة في الموقع الرسمي للشركة على- 1
االلكتروني العنوان
http://www.mastercardiltl.com/newsroom/mediakit.html
مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن- 2
المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على الموقع االلكتروني
(GAP’s IT Innovation.)Series article on ATMs)
(www.cgap.org/technology)
، واقع اإلنترنت والتجارة االلكترونية العربية والخدمات المصرفية االلكترونية، أبو فارة،أحمد- 3
http://www.yusuf-abufara.net/index.htm على الموقع
4- http://www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-
economy/17-2-2015
5- Joint statement by the European Commission and the European Central
Bank welcoming the European Parliament's adoption of the Payment
Services Directive. Europa (web portal) (Press release). European
Union. 24 April 2007. Archived from the original on 19 March 2011.
Retrieved 26 April 2011.
6- Article 2C, de la recommandation N 97/489/CE, de la Commission
Européenne du 30/07/1997,Concernant les Opérations effectuées
d‘instrument de paiement Electronique, JOSE, N° L 208.02/08/1997.
7- http://www.emarketer.com/Article/Global-B2C-Ecommerce-Sales-Hit-
15-Trillion-This-Year-Driven-by-Growth-Emerging-Markets/1010575
www.thenextweb.com.
8- http://arabic.cnn.com/business/2014/04/29/bitcoin-sergey-yusopov-
interview.
9- Guibourg, G. and Segendorf, B. (2007a), “A note on the price and cost
structure of retail payment services in the Swedish banking sector
2002”, Journal of Banking and Finance, vol. 31, pp (2817-2827).
ـ225 ـ
10-Central Bank of Sweden (2000 and 2006): Financial Stability Reports.
Echikson W. (2001): The Dynamo of E-Banking,” article in Business
Week Magazine, April 16th, 2006.
11-Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile
Transactions(2013); (www.mobiletransaction.org).
12-
Source The McKinsey Global Payments Map Avril,2012
http://www.mckinsey.com/clientservice/Financial_Services/Knowledge
_Highlights/Recent_Reports/~/media/Reports/Financial_Services/Globa
l_Perspective_on_Payments1.ashx.
13-World Internet Users and 2014 Population Stats.
14-Mobile Electronic Transactions Ltd. MeT White Paper on Mobile
Transactions(2013); (www.mobiletransaction.org)
15-manali oak(Benefits of smartcards)
20100TUhttp://www.buzzle.com/articles/benefits-of-smart- cards.htm
U0T
16-The Webpage Virtual currency platforms
(http://www.virtualcurrencyplatforms.com/virtual-currency-platforms/)
provides some examples and information on Type 1 virtual currency
schemes.
17-http://www.cbsnews.com/news/sweden-moving-towards-cashless-
economy/17-2-2015.
18-
The Webpage “Virtual currency platforms”
(http://www.virtualcurrencyplatforms.com/virtual-currency-platforms/)
provides some examples and information on Type 1 virtual currency
schemes.
19- http://arabic.cnn.com/business/2014/04/29/bitcoin-sergey-yusopov-
interview 1:It is somewhat ironic that there are paper based “wallets”
for Bitcoins, meaning that there is software.
ـ226 ـ
رابعاً:النشرات والدوريات
1- Knudson, S. E, Walton II, J. K, & Young, F. M. (2008). Business-to-
business payments and the role of financial electronic data interchange.
Federal Reserve Bulletin Vol 80, No. 4.
- 1السيد حسن ،موفق ،التطورات الحديثة للنظرية النقدية والسياسة النقدية ،عرض النقد والسياسة
النقدية ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد الخامس عشر ،العدد الثاني2777 ،
- 2منتدى التمويل االقتصادي ،االقتصاد الكلي ،االقتصادي الدولي ،محاضرة (تصحيحيات
النموذج الكينزي السياسة النقدية والمالية) ،الجزائر.1002 ،
- 3صحيفة األنھار اللبنانية ،تاريخ ، 1023-21-2مؤتمر لبنان عن الصيرفة االلكترونية عبر
الھاتف المحمول بعنوان (ديجتال يو) لعام .1023
- 3نقشنبندي ،عالء ،التوقيع اإللكتروني خطوة إلى األمام ،جريدة اإلتحاد اإلماراتية ،العدد ،2011
الصادر في .1007/2/12
: - 2مقال عن أجھزة الصراف اآللي في سلسلة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات الصادرة عن
المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء على الموقع االلكتروني:
(GAP’s IT Innovation) Series article on
)ATMs)(www.cgap.org/technology
- 9تقارير االتحاد الدولي لالتصاالت لعام (.)1022
- 2بكر ،صالح ،موقع العرب في التجارة االلكترونية ،محاضرة في غرفة التجارة الدولية،
باريس.)1023-1-9-23 ( ،
- 7تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) المالمح االقليمية لمجتمع
المعلومات لغرب في غرب آسيا(.)1020
- 20تقارير المكتب المركزي لإلحصاء في دولة االمارات العربية المتحدة.
- 22تقارير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا (االسكوا) لعام (.)1020-1023
- 21مقال بعنوان (التجارة االلكترونية في االمارات ) على صحيفة االمارات اليوم تاريخ -2-9
.1023
- 22مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة العدد السابع و الثالﺛون .1022
- 23محمد ناصر ،امل حسن. ،تغريد جليل( ،البطاقرررررررررات الذكية و اﺛرها في التقليل من المخاطر
المصرفية) ،ندوة ،مصرفية ،معھد االدارة ،العراق1022 ،
ـ 227ـ
- 23اخترعت البطاقة الذكية في ألمانيا عام 2729م وفي اليابان 2790م وفي الواليات المتحدة
األمريكية 2791م وفي فرنسا 2793م انظر في ذلك :
AL T.Techology .samart cards FAQ ,in http//www.scdk.com
lat.sfaq.ht
- 22صحيفة االتحاد اإلمارتية ،تاريخ ..1023/20/12
- 29صحيفة البورصة المصرية ،تاريخ .1023/20/12
- 22مركز البحوث الملية والمصرفية ،البطاقات الذكية والتحيات القانونية والرقابية ،مجلة
الدراسات المالية والمصرفية.1021 ،
- 27مجلة أسواق وأرقام ،العدد ( )9220تا .1022/2/2
- 10الھيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ،النقود االلكترونية ،1002 ،على الموقع االلكتروني
) )www.arriyadh.com/Economic/leftBar/Researches/.........doc_cvt.asp
- 12ابراهيم السقا ،محمد ،استاذ االقتصاد ،جامعة الكويت ،النقد االفتراضي ،المجلة االقتصادية،
العدد ()9199تا .1022-7-22
- 11عبدهللا ،براءة ،تعرف على العملة االفتراضية ،على موقع البيتكوين على شبكة اإلنترنت،
تاريخ .1022-3-3
- 12بيانات مؤسسة اتصاالت االماراتية على شبكة اإلنترنت لعام (.)etissalat uae) )1022
- 13بيانات منشورة على موقع منظومة الدرهم االلكتروني على شبكة اإلنترنت (.)E-dirham
- 13جورج نھاد أبو جريش ،خشان يوسف رشوان ،المصرف عبر اإلنترنت ،تقنية جديدة تثير
مشاكل قانونية قديمة جديدة ،مجلة إتحاد المصارف -العربية ،العدد 274سبتمبر . 1002
.
ـ 228ـ
المالحق
ملحق رقم ( :) 0نتائج اختبار المتغيرات (كولموغروف – سمرنوف) بحسب برنامج)SPSS ( :
Kolmogorov-Smirnova
Statistic Df Sig.
القاعدة النقدية _ النقود االحتياطية .147 13 .200
ـ 229ـ
)Me( متوسط قيم متغيرات الدراسة قبل وبعد ادخال متغير النقد االلكتروني:)9-4(-)0-4(تمثل المالحق
)0-4( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic Std. Error
الصيرفة االلكترونية وبعد
القاعدة النقدية قبل Mean 457882.857143 47685.1646389
_ النقود 95% Lower
341201.462664
االحتياطية Confidence Bound
Interval for Upper
574564.251622
Mean Bound
Std. Deviation 126163.0868617
Minimum 295471.0000
Maximum 648714.0000
بعد Mean 1045304.381000 97858.8696617
95% Lower
793750.148194
Confidence Bound
Interval for Upper
1296858.613806
Mean Bound
Minimum 757903.0000
Maximum 1401604.3130
النقد المتداول قبل Mean 330226.714286 28290.3371327
خارج المصارف 95% Lower
261002.753083
Confidence Bound
Interval for Upper
399450.675489
Mean Bound
Minimum 229294.0000
Maximum 422365.0000
بعد Mean 561154.114442 30694.8860611
95% Lower
482250.397887
Confidence Bound
Interval for Upper
640057.830997
Mean Bound
Minimum 468815.0000
Maximum 664951.6331
ـ231 ـ
)4-4( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic
الصيرفة االلكترونية وبعد Std. Error
ودائع قبل Mean 269909.428571 16001.3697849
تحت 95% Lower
230755.487210
الطلب Confidence Bound
Interval for Upper
309063.369933
Mean Bound
Minimum 190645.0000
Maximum 312971.0000
بعد Mean 554653.816817 61227.6568266
95% Lower
397263.114341
Confidence Bound
Interval for Upper
712044.519292
Mean Bound
Minimum 358445.0000
Maximum 754734.2188
c+d قبل Mean .547351 .0098019
95% Lower
.523366
Confidence Bound
Interval for Upper
.571335
Mean Bound
Minimum .5136
Maximum .5807
بعد Mean .509020 .0152033
95% Lower
.469938
Confidence Bound
Interval for Upper
.548101
Mean Bound
Minimum .4684
Maximum .5667
ـ231 ـ
)3-4( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic
الصيرفة االلكترونية وبعد Std. Error
B=D قبل Mean .533412 .0443035
/ M1 95% Lower
.425006
Confidence Bound
Interval for Upper
.641819
Mean Bound
Minimum .4486
Maximum .7046
بعد Mean .654018 .0151005
95% Lower
.615201
Confidence Bound
Interval for Upper
.692835
Mean Bound
Minimum .6009
Maximum .6977
الودائع قبل Mean 55308.285714 25367.8946005
ألجل 95% Lower
-6764.716222
Confidence Bound
Interval for Upper
117381.287651
Mean Bound
Minimum 7225.0000
Maximum 174443.0000
بعد Mean 553660.949667 123685.4460337
95% Lower
235717.388763
Confidence Bound
Interval for Upper
871604.510571
Mean Bound
Minimum 243113.0000
Maximum 1042205.1990
ـ232 ـ
)2-4( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic Std. Error
الصيرفة االلكترونية وبعد
Mean 261001.285714 12884.7030321
95% Lower
229473.553167
Confidence Bound
قبلInterval for Upper
292529.018262
Mean Bound
Minimum 216291.0000
ودائع Maximum 306179.0000
التوفير Mean 264430.951600 7903.1463828
95% Lower
244115.267064
Confidence Bound
بعد Interval for Upper
284746.636136
Mean Bound
Minimum 235118.0000
Maximum 287072.1185
Mean 92696.857143 21015.6450876
95% Lower
41273.426118
Confidence Bound
قبلInterval for Upper
144120.288167
Mean Bound
Minimum 39439.0000
ودائع
Maximum 183258.0000
القطع
Mean 220121.249867 15372.2250329
االجنبي
95% Lower
180605.687424
Confidence Bound
بعد Interval for Upper
259636.812309
Mean Bound
Minimum 184627.0000
Maximum 284772.6622
ـ233 ـ
)2-4 ( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic
الصيرفة االلكترونية وبعد Std. Error
تامينات قبل Mean 78017.714286 15470.9604832
لقاء 95% Lower
40161.637731
عملية Confidence Bound
االستيراد Interval for Upper
115873.790841
Mean Bound
Minimum 35050.0000
Maximum 149655.0000
بعد Mean 169843.066767 14779.4429194
95% Lower
131851.299258
Confidence Bound
Interval for Upper
207834.834276
Mean Bound
Minimum 125297.0000
Maximum 222005.4222
قبل شبه النقد Mean 487024.142857 56988.1080775
95% Lower
347579.265828
Confidence Bound
Interval for Upper
626469.019886
Mean Bound
Minimum 310454.0000
Maximum 740940.0000
بعد Mean 1063759.666167 75470.7172742
95% Lower
869756.011221
Confidence Bound
Interval for Upper
1257763.321113
Mean Bound
Minimum 828840.0000
Maximum 1336877.8120
ـ234 ـ
)6-4 ( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic Std. Error
الصيرفة االلكترونية وبعد
Mean 1087160.2857 98008.73861
95% Lower
847341.5417
Confidence Bound
قبلInterval for Upper
1326979.0297
Mean Bound
Minimum 730393.00
المجمع Maximum 1472609.00
النقدي Mean 2575450.7359 342905.39753
الثاني 95% Lower
1693984.3496
Confidence Bound
Interval for Upper
بعد 3456917.1221
Mean Bound
Std. Deviation 839943.25400
Minimum 1656100.00
Maximum 3711439.21
Mean 94184.31 45739.922
95% Lower
-17737.25
Confidence Bound
قبلInterval for Upper
206105.87
Mean Bound
Minimum 0
عدد Maximum 271522
البطاقات Mean 1064345.83 219114.098
95% Lower
501095.11
Confidence Bound
بعد Interval for Upper
1627596.55
Mean Bound
Minimum 349301
Maximum 1801970
ـ235 ـ
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
الصيرفة االلكترونية وبعد Statistic Std. Error
قيمة قبل Mean 8497.99 4142.124
العمليات 95% Lower -1637.43
المنفذة Confidence Bound
باستخدام Interval for Upper 18633.40
البطاقات Mean Bound
Minimum 0
Maximum 24850
Kurtosis -1.887 1.587
بعد Mean 120055.83 27331.569
95% Lower 49797.80
Confidence Bound
Interval for Upper 190313.87
Mean Bound
Minimum 31961
Maximum 208178
m2/m1 قبل Mean 2.396902 .0433149
95% Lower 2.290914
Confidence Bound
Interval for Upper 2.502890
Mean Bound
Minimum 2.2700
Maximum 2.5550
بعد Mean 2.419683 .1126499
95% Lower 2.130108
Confidence Bound
Interval for Upper 2.709259
Mean Bound
Minimum 2.1372
Maximum 2.7014
ـ236 ـ
)2 -4 ( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
Statistic Std. Error
الصيرفة االلكترونية وبعد
Mean .7097 .03855
95% Lower
.6154
Confidence Bound
قبل Interval for Upper
.8040
Mean Bound
Minimum .56
سرعة
Maximum .84
تداول
Mean .5995 .00997
النقود
95% Lower
.5739
Confidence Bound
بعد Interval for Upper
.6251
Mean Bound
Minimum .58
Maximum .65
Mean 1.4359 .08285
95% Lower
1.2332
Confidence Bound
معدل قبل Interval for Upper
1.6386
سيولة Mean Bound
االقتصاد Minimum 1.19
وهو Maximum 1.78
مقلوب Mean 1.6703 .02649
سرعة 95% Lower
1.6022
تداول Confidence Bound
النقود بعد Interval for Upper
1.7384
Mean Bound
Minimum 1.55
Maximum 1.73
ـ237 ـ
) 5-4( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
الصيرفة االلكترونية وبعد Statistic Std. Error
معامل قبل Mean 197547.7143 108350.77447
االستقرار 95% Lower -67577.0798
النقدي Confidence Bound
Interval for Upper 462672.5084
Mean Bound
Minimum 56477.00
Maximum 839967.00
بعد Mean 228078.0780 24029.73625
95% Lower 166307.6744
Confidence Bound
Interval for Upper 289848.4815
Mean Bound
Minimum 142510.00
Maximum 311746.79
m1 قبل Mean 600136.1429 43353.21392
95% Lower 494054.6499
Confidence Bound
Interval for Upper 706217.6358
Mean Bound
Minimum 419939.00
Maximum 731669.00
بعد Mean 1115807.9313 91891.27242
95% Lower 879593.8955
Confidence Bound
Interval for Upper 1352021.9670
Mean Bound
Minimum 827260.00
Maximum 1419685.85
ـ238 ـ
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام
الصيرفة االلكترونية وبعد Statistic Std. Error
B قبل Mean .4526 .00980
95% Lower .4287
Confidence Bound
Interval for Upper .4766
Mean Bound
Minimum .42
Maximum .49
بعد Mean .4910 .01520
95% Lower .4519
Confidence Bound
Interval for Upper .5301
Mean Bound
Minimum .43
Maximum .53
v0 قبل Mean 2.9720 .08168
95% Lower 2.7722
Confidence Bound
Interval for Upper 3.1719
Mean Bound
Minimum 2.68
Maximum 3.27
بعد Mean 2.9229 .07748
95% Lower 2.7237
Confidence Bound
Interval for Upper 3.1220
Mean Bound
Minimum 2.69
Maximum 3.23
ـ239 ـ
)9-4 ( ملحق رقم
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام الصيرفة
االلكترونية وبعد Statistic Std. Error
v1 قبل Mean 2.2425 .11682
95% Lower 1.9567
Confidence Bound
Interval for Upper 2.5284
Mean Bound
Minimum 1.86
Maximum 2.76
بعد Mean 2.7239 .04953
95% Lower 2.5965
Confidence Bound
Interval for Upper 2.8512
Mean Bound
Minimum 2.65
Maximum 2.96
L1 قبل Mean .4529 .02256
95% Lower .3977
Confidence Bound
Interval for Upper .5081
Mean Bound
Minimum .36
Maximum .54
بعد Mean .3677 .00632
95% Lower .3515
Confidence Bound
Interval for Upp .3839
Mean er
Bound
Minimum .34
Maximum .38
ـ241 ـ
Descriptives
عامل التقسيم قبل استخدام Std.
الصيرفة االلكترونية وبعد Statistic Error
L0 قبل Mean .3380 .00948
95% Lower .3148
Confidence Bound
Interval for Upper .3612
Mean Bound
Minimum .31
Maximum .37
بعد Mean .3433 .00889
95% Lower .3205
Confidence Bound
Interval for Upper .3662
Mean Bound
Minimum .31
Maximum .37
ـ241 ـ
) اختبار معنوية اختالف المتوسطات لمتغيرات الدراسة بعد ادخال متغير الدفع االلكتروني:)3( ملحق رقم
Sig. (1-
F Sig. t Mean Difference
tailed)
Equal
_ القاعدة النقدية -
variances 2.419 .146 .000 -613052.8810000
النقود االحتياطية 6.071
assumed
Equal
النقد المتداول -
variances .276 .609 .000 -246720.6144416
خارج المصارف 5.746
assumed
Equal
ودائع تحت variances -
7.566 .018 .000 -297882.1918167
الطلب not 5.241
assumed
Equal
c+d variances 1.524 .241 2.388 .034 .0390361
assumed
Equal
variances -
B = D / M1 6.080 .030 .019 -.1314057
not 2.723
assumed
Equal
variances -
الودائع ألجل 9.831 .009 .001 -504474.4496667
not 4.632
assumed
Equal
ودائع التوفير variances 3.423 .089 -.760 .462 -15397.3266000
assumed
ودائع القطع Equal -
1.287 .279 .000 -136214.9998667
االجنبي variances 5.047
ـ242 ـ
assumed
Equal
تأمينات لقاء -
variances .121 .734 .001 -98638.8167667
عملية االستيراد 4.565
assumed
Equal
-
شبه النقد variances .098 .759 .000 -610429.0411667
6.430
assumed
Equal
variances
m2/m1 57.136 .000 -.307 .764 -.0325949
not
assumed
معدل سيولة Equal
االقتصاد وهو variances -
6.441 .026 .018 -.28197
مقلوب سرعة not 2.739
تداول النقود assumed
.)Me ( )وقيمة العمليات االلكترونيةN( اختبار العالقة بين عدد البطاقات المصرفية:)2( ملحق رقم
ANOVAb
Sum of Mean
Model df F Sig.
Squares Square
1 Regression 6.636E10 1 6.636E10 2528.252 .000a
Residual 3.150E8 12 2.625E7
Total 6.668E10 13
عدد البطاقاتa. Predictors: (Constant),
قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقاتb. Dependent Variable:
ـ243 ـ
)ME( ) وقيمة العمليات االلكترونيةM1 ( اختبار العالقة بين الكتلة النقدية:)2( ملحق رقم
Variables Entered/Removedb
Model
Variables Variables
Entered Removed
Method
1 Enter
قيمة العمليات
dimension0 المنفذة باستخدام .
a
البطاقات
)ME ،M1( يظهر قيمة معامل التحديد المصحح بين:)6( ملحق رقم
Model Summaryb
Model R Adjusted R
R Square Square
1 .956a .913 .906
dimension0
ـ244 ـ
)ME ،M1( قيمة اختبار فيشر للعالقة بين:)2 ( ملحق رقم
ANOVAb
Sum of Mean
Model df F Sig.
Squares Square
126.19
Regression 1.028E13 1 1.028E13 .000a
9
1
Residual 9.779E11 12 8.149E10
Total 1.126E13 13
قيمة العمليات المنفذة باستخدام البطاقاتa. Predictors: (Constant),
b. Dependent Variable: M1
22 lande
22 Suede
22 France
22 Etats-Unis
60 Pays Bas
60 Australie
60 Royaume Uni
66 Canada
22 Allemagne
22 Japon
29 Italie
92 Brésil
92 Pologne
92 Russie
89 Chine
ـ245 ـ
ملحق رقم ( :)9بيانات وقيم المتغيرات األساسية التي أجريت عليها اختبارات الدراسة باستخدام برنامج
التحليل االحصائي(.)SPSS
القاعدة النقدية
M2 Q I F SD TD M1 C D العام
()m0
390708 271810 25376 22512 703206 0558 509099 265997 708961 232952 2000
156585 576838 53636 37278 270287 1988 878858 228288 786083 283817 2001
913821 512581 82731 07558 207010 1223 365656 239518 288030 582058 2002
880130 580886 88706 58858 566603 1110 336570 298888 203571 511163 2003
7615337 802087 18023 05869 560718 79818 076906 552038 219267 812950 2004
7266082 362882 99078 88161 217328 89782 081166 598128 572817 368237 2005
7576088 025233 760905 733375 251093 725788 091858 588701 299212 339308 2009
7812068 186886 788033 795239 255398 718885 157008 822503 568568 089178 2007
7030766 929986 782557 269219 253779 285775 921206 809973 539883 131865 2009
7908153 889171 785962 787390 288212 578631 870679 882832 825600 912329 2006
2687659 811328 723281 798021 208275 865582 7605368 386280 325205 858885 2010
2988081 7693065 737900 261833.7 217081 330797.8 7718939 318229 383028.9 7615590.9 2011
5218183 7268882 795131 285369.1 218208 105671.7 7285371 026152 012198.8 7257877.71 2012
5177858 7550919 222663 298112.1 291612 7682263 7878090 008832 138158.2 7867068.57 2013
ـ 246ـ
Abstract
From here comes the importance of this study to identify the concept of
payment was repeatedly disbanded and had several names like depending
on electronic banking and its terminology and its content, and to stand on
the payment systems electronic banking international, Arab and locally, and
how devices can central banking field, which was a leader, cancel or reduce
the effects of the payment operations electronic banking on the effectiveness
of monetary policy.
In order to achieve the objectives of this study were divided into the
general introduction, and four chapters, Chapter/I/ discusses the general
concepts of monetary mass cash and supply, while the second chapter/II/
deals with the theoretical framework payment system electronic banking,
Chapter/III/ offers reflexology therapies cash analysis of that system through
study the experiences of some of the developed and developing countries in
ـ247 ـ
the area of electronic payment, while the last chapter Syrian experience and
its impact and vulnerability variables monetary mass within the data and
statistics available, and study the most important conclusions and proposals
which had reached.
ـ248 ـ