Professional Documents
Culture Documents
جدول المحتويات
.................................................................................................................................................. 2المقدمة
...................................................................................................................................... 3الخط والكتابة
............................................................................................................................. 3تاريخ الخط العربي
........................................................................................................................................ 3نشأته
....................................................................................................................................... 4اشتقاقه
............................................................................................................................ 5حلقات الخط العربي
..................................................................................................................... 6مراحل الخط العربي
الرسومات التوضيحية
الرسم التوضيحي 1
شتَق مِ ن ال ُخطُوط النَّبَطِية ،لآليَات
لورقَة من مصحف مكتوب بالخط الحجازي الذي يُعد أول خَط يُ ْ
ورة َ
ص َ
ُ
)( )54-53من سورة سبأ واآليًات ( )4-1من سورة فاطر.
الرسم التوضيحي 2
الرسْم العُثْ َمانِي لسُ َ
ورة الفَاتِ َحة. نَ ُموذَج مِ ن َّ
الرسم التوضيحي 3
الز ْخ َرفَة الدَّاخِ لية ل ِقبَّة ال َّ
صخرة أحد أقدم ما كتب من الخط العربي ،والذي أطلق عليه اسم الخط الجليل. َّ
1
مقدمة )(1
ا لخط العربي هو فن وتصمميم الكتابة في مختلف اللاات التي تسمتعمل الحروا العربية .تتميز الكتابة العربية بكونها متصملة
مما يجعلها قابلة الكتسماب أشمكال هند سمية مختلفة من خلل المد والرع واالسمتدارة والتزوية والتشمابا والتداخل والتركيب.
يقترن فن الخط بالزخرفة العربية حيث يسمتعمل لتزيين المسماعد والقصمور ،كما أنه يسمتعمل في تحلية المخطوطات والكتب
و خاصة نسخ القرآن الكريم .وقد شهد هذا المجال إقباال من الفنانين المسلمين بسبب نهي اإلسلم عن تصوير البشر والحيوان
خاصة فيما يتصل باألماكن المقدسة والمصاحف.
تعددت آراء الباحثين حول األصمل الذي اشمتق منه الخط العربي ،وهي في مجملها تتمحور حول مصمدري اشمتقاا أسماسميين،
األول :تبنما معمم مررخي العرب قمدي ًمما ويقول بمأنمه مشممممتق من الخط المسممممنمد ،والمذي عُرا منمه أربعمة أنواع هي الخط
الصممفوي نسممبة إلو تلول الصممفا ،والخط الثمودي نسممبة إلو مود سممكان الحِ جْر ،والخط اللحياني نسممبة إلو لحيان ،والخط
السمبيي أو الحميري الذي وصمل من اليمن في عنوب الجزيرة العربية إلو الحيرة م األنبار ومنها إلو الحجاز برب الجزيرة
العربيمة لم يسممممتنمد القماذلون بهمذا الرأي علو آ مار مماديمة أو نقوخ أ ريمة .اآلخر :تبنما البحمث العلمي الحمديمث ومعمم علمماء
اللُّاَ ِويَّات العرب والمسممتشممرقون ويقول بأن الخط العربي ُمشممتق من حلقة الخط اآلرامي ال المسممند ،وقالو أن الخط الفينيقي
تولد منه الخط اآلرامي ومنه تولد الهندي بأنواعه والفارسمي القديم والعبري والمرب التدمري والسمرياني والنبطي .وقالوا أن
الخط العر بي قسمان األول :كوفي وهو مأخوذ من نوع من السرياني يقال له األسطر نجيلي ؛ اآلخر :النسخي وهو مأخوذ من
النبطي .
تلقو ال عرب الكتابة وهم علو حالة من البداوة الشديدة ،ولم يكن لديهم من أسباب االستقرار ما يدعو إلو االبتكار في الخط
الذي وصل إليهم ،ولم يبلغ الخط عندهم مبلغ الفن إال عندما أصبحت للعرب دولة تعددت فيها مراكز الثقافة ،ونافست هذ
المراكز بعضها بع ضًا علو نحو ما حدث في الكوفة والبصرة والشام ومصر فاتجه الفنان للخط يحسنه ويجود ويبتكر أنواعا ً
عديدة منه .كان العرب يميلون إلو تسمية الخطوط بأسماء إقليمية ألنهم استجلبوها من عدة أقاليم فنسبوها إليها مثلما تنسب
السل إلو أماكنها ،لذلا عرا الخط العربي قبل عصر النبوة بالنبطي والحيري واألنباري ،ألنه عاء إلو بلد العرب م
التجارة من هذ األقاليم وعندما استقر الخط العربي في مكة والمدينة وبدأ ينتشر منها إلو عهات أخرى عرا باسميهما المكي
قدرا من التجديد واإلتقان إال في العراا والشام ،وذلا بعد أن اتسعت رقعة الدولة اإلسلمية في
والمدني .لم ينل الخط العربي ً
العصر األموي م ور تها الدولة العباسية ،وفيهما نشطت حركة العمران فمهرت الكتابات علو اآلنية والتحف وا ْعتُني بكتابة
المصاحف وزخرفتها .
كانت األقلم الخطوط في العصمممور اإلسممملمية المبكرة تسممممو بمقاديرها كالثلث والنصمممف والثلثين ،كما كانت تنسمممب إلو
األبراض التي كانت ترديها كخط التوقي أو تضمماا إلو مخترعها كالرذاسممي نسممبة إلو مخترعه ،ولم تعد الخطوط بعد ذلا
تسمممو بأسممماء المدن إال في القليل النادر .قام العرب والمسمملمون بابتكار أنواع عديدة من الخطوط العربية ،أشممهرها :الخط
س مما القلم،
وس ممي بذلا نسممبة إلو ُ
الكوفي وهو أقدم الخطوط ،وخط النسممخ الذي اسممتخدم في خط المصمماحف ،وخط الثلث ُ
ً
متعماال ،وخط الديواني نسمبة إلو دواوين السملطين ،والخط الفارسمي نسمبة ً
تداوال واس وخط الرقعة وهو أكثر الخطوط العربية
إلو فارس.
2
الخط والكتابة )2
باألدباء علو صمناعة اإلنشماء ،وفي اصمطل الفقهاء الخط والكتابة تأتي بمعنو واحد .تُطلق الكتابة في االصمطل الخا
يطلق علو العقد بين السمممميد وعبد علو مال يدفعه إليه فيُعْت َق بأداذه .والكتابة والكتب والكتاب مصممممادر كتب إذا خط بالقلم
وضمم وعم وخاط وخرز ،ويقال كتب قرطاسمً ا أي خط فيه حروفًا وضممها إلو بعضمها ،وكتب الكاتب أي عمعها .وقد شماع
المحمروا ً
عمرفمما عملمو أعممممال المقملمم بممالميممد فمي تصمممممويمر المحمروا ونمقشمممممهمما ،وعملمو نمفم إطملا المكمتممابممة
المكتوبة.
أما الخط فيعرا بكتابة الحروا العربية المفردة أو المركبة بقالب الحسن والجمال ،حسب أصول الفن وقواعد التي وضعها
كبار أرباب فن الخط .يقول القلقشندي في كتاب صبح األعشو« :الخط ما تعرا منه صور الحروا المفردة ،وأوضاعها
وكيفية تركيبها خطًا» .وقال ياقوت بن عبد هللا الموصلي« :الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة عسمانية ،إن َع َّودت قلما
عودت خطا ،وإن أهملت قلما أهملت خطا» .يُعَ َّرا الخط بعدة تعاريف ،فقيل إنه علم يعرا به أحوال الحروا في وضعها
وكيفية تركيبها في الكتابة ،وقيل الخط آلة عسمانية تضعف بالترك وتقوى باإلدمان ،وقيل أن الخط ملكة تنضبط بها حركة
األنامل بالقلم علو قواعد مخصوصة.
1-3نشأته
هنالا العديد من اآلراء حول نشأة الكتابة العربية ،حكي عن ابن عباس أن أول من كتب بالعربية هو نبي هللا إسماعيل بن
إبراهيم الخليل علو لفمه ومنطقه ،ويقال أن هللا أنطقه بالعربية المبينة وهو ابن أرب وعشرين سنة .وروى مكحول الهذلي
ونضر وتيماء ودومة من أوالد إسماعيل بن إبراهيم ،وأنهم وضعوها متصلة أن أول من وضعوا الخط والكتابة هم نفي
الحروا بعضها ببعض حتو األلف والراء ،ففرقها هميس وقيدار وهما من أوالد إسماعيل .وقال برهان الدين الحلبي في
كتابه السيرة الحلبية أن أول من كتب بالعربية من ولد إسماعيل هو نزار بن معد بن عدنان .وقال أبو الحسن علي بن الحسين
بن علي المسعودي أن أول من وض الخط هم بنو المحصن بن عندل بن يعصب بن مدين ،وكانوا قد نزلوا عند عدنان بن أد
بن أدد وأسماؤهم أبجد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت ،فلما وعدوا حروفًا ليست في اسماذهم الحقوا بها وسموها
الروادا وهي الثاء والخاء والذال والضاد والماء والاين ،والتي مجموعها ( خذ ضمغ) ،فتمت بذلا حروا الهجاء .وقيل
بل هم ملوك مدين وأن رذيسهم لكمن ،وأنهم هلكوا يوم الملة ،وأنهم قوم نبي هللا شعيب .وقيل أن أول من وض الخط ل ة
من قبيلة طيء سكنوا األنبار هم :مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن عدرة فوضعوا الخط ،وقاسوا هجاء العربية علو
صل ،والثالث وض األعجام ،وأنهم سمو خط الجزم ،وهو
هجاء السريانية ،فاألول وض صور الحروا ،والثاني فصل وو َّ
القط ألنه مقتط من الخط الحميري علو أحد األقوال ،القول األخر أنه عزم (اقتط ) من اآلرامي النبطي .وقيل أن أهل
األنبار تعلموا الخط من أهل الحيرة ،وقيل العك .
3
ويقال أن الخط الحميري انتقل إلو الحيرة في عهد المناذرة ،وكان بدأ حكمهم نحو سنة 195ا.م ،والحميرية هي خط أهل
اليمن قوم نبي هللا هود ،وهم عاد األولو وهي عاد إرم ،وكانت كتابتهم تسمو المسند الحميري ،وقال تقي الدين المقريزي القلم
المسند هو القلم األول من أقلم حمير وملوك عاد .عاء في ملحق الجزء األول من تاريخ ابن خلدون (ت 806 :هم 1406 /م)
للكاتب شكيب أرسلن« :يذهب علماء اإلفرنج ومنهم األستاذ المستشرا مورتينز األلماني إلو أن أصل الكتابة بالحروا
الفينيقيون هم الذين اخترعوها كما هو الهيروبليفية كان في اليمن ،وهو يعتقد أن اليمانيين هم الذين اخترعوا الكتابة ولي
الرأي المشهور ،وهو يستدل علو رأيه هذا وي قول أن الفينيقيين إنما بنوا كتابتهم علو الكتابة العربية اليمانية ،م إن اليونانيين
أخذوا الكتابة عن الفينيقيين ،وعنهم أخذ الرومانيون ،فيكون العرب هم الذين أوعدوا الكتابة في هذا العالم ،وبهذا االعتبار هم
الذين أوعدوا المدنية» .قال ابن خلدون في مقدمته في فصل أن الخط والكتابة من عداد الصناذ اإلنسانية« :ولقد كان الخط
العربي بالاًا ما بلاه من األحكام واالتقان والجودة في دولة التبابعة ،لما بلات من الحضارة والترفه ،وهو المسمو بالخط
الحميري ،وانتقل منها إلو الحيرة ،لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في ا لعصبية والمجددين لملا العرب بأرض
العراا ،ولم يكن الخط عندهم من اإلعادة كما كان عند التبابعة ،لقصور ما بين الدولتين ،وكانت الحضارة وتوابعها من
الصناذ وبيرها قاصرة عن ذلا .ومن الحيرة لقنه أهل الطاذف وقريش فيما ذكر ،يقال أن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو
سفي ان بن أمية ،ويقال حرب بن أمية ،وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن .وأقرب ممن ذهب إلو أنهم تعلموها من إياد
أهل العراا قول شاعرهم :قوم لهم ساحة العراا إذا...ساروا عميعا والخط والقلم .وهو قول بعيد ألن إيادًا وإن نزلوا ساحة
العراا فلم يزالوا علو شأنهم من البد اوة ،والخط من الصناذ الحضرية .فالقول أن بأن أهل الحجاز إنما لقنوها من الحيرة،
ولقنها أهل الحيرة من التبابعة وحمير هو األليق من األقوال ،وكان لحمير كتابة تسمو المسند حروفها منفصلة ،وكانوا يمنعون
من تعلمها إال بإذنهم ،ومن حمير تعلمت مصر الكتابة العربية ،إال أنهم لم يكونوا مجيدين لها شأن الصناذ إذا وقعت بالبدو،
فل تكون محكمة المذهب وال ماذلة إلو اإلتقان .كانت كتابة العرب بدوية مثل أو قريبًا من كتابتهم لهذا العهد ،أو نقول إن
كتابتهم لهذا العهد أحسن صناعة ،ألن هرالء أقرب إلو الحضارة ومخالطة األمصار والدول ،وأما مضر فكانوا أعرا في
البدو وأبعد عن الحضر من أهل اليمن وأهل العراا وأهل الشام ومصر ،فكان الخط العربي ألول اإلسلم بير بالغ إلو الااية
من اإلحكام واالتقان واالعادة ،وال إلو التوسط لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصناذ ".
2-3اشتقاقه
لم يصل الخط إلى ما هو عليه اآلن إال بعد أن مر بأربع مراحل ،األولى :الدور الصوري المادي ،الثانية :الدور الصوري المعنوي،
الثالثة :الدور الصوري الحرفي ،الرابعة :الدور الحرفي الصَّرْ ف .قضى اإلنسان قرونًا عديدة ال يعرف الكتابة الستغنائه عنها لما كان
فيه من بساطة العيش ،ول ّما اتجه اإلنسان نحو المدنية بدأ في التعبير عن أفكاره واحتياجاته بالرسم ،وهي الكتابة الصورية ،وأشهر هذه
الصور هي الكتابة الهيروغليفية .
جميع الخطوط المتداولة في العالم ترجع في أصلها إلى قسمين كبيرين ،األول :الخط اليوناني القديم ،ومنه ت ََولّد الخط الروماني والسالفي
والقوطي ،ومن هذه تفرعت خطوط لغات أوروبا .الثاني :الخط الشرقي ،والمراد به الخطوط المستعملة في كتابة اللغات الشرقية،
كالخط العربي والسرياني والكلداني والعبراني والحبشي والهندي والصيني ،ويدخل تحت هذا القسم اللغات الشرقية القديمة :كالحِ ْم ِيري
والنّبطي والكوفي والسامري واألسفيني .من هذه الخطوط ماهو مستقل في منشأه كالصيني واألسفيني ،أما بقية الخطوط فترجع إلى
أصل واحد وهو اآلرامي ،وقد كان مستخد ًما عند اآلشوريين ،وهم دولة كانت تسكن آشور وبابل ،وكانت كتابتهم تُعرف بالكتابة اإلسفينية
تفرع من هذا الخط الحرف النبطي وهو أصل الخط العربي النسخي ،وقد سمي نبطيًا ألنه كان مستخد ًما عند النبطيين
أو المسماريةّ .
4
في مدن بصري وحوران؛ وقد عَثر الباحثون في تلك الجهات وغيرها على نوعين مختلفين من الكتابة ،أحدهما أقرب إلى الكتابة
اآلرامية وهو األقدم ،واآلخر أقرب إلى الخط العربي المعروف .
يعود أصل الكتابة المعروفة اآلن إلى وادي النيل بشكل الصور الهيروغليفية ،ثم حولها الفينيقيون إلى حروف هجائية ،وعلموها
اليونانيين في القرن السادس عشر قبل الميالد؛ ثم انتقلت لآلشوريين بعد ذلك ،وعرفت بالحرف اآلرامي ،ومن الحرف اآلرامي أُشتقت
انتشارا الخط العربي.
ً الخطوط التي تُكتب بها اللغات الشرقية ،وأكثرها
أشار حفني بك ناصف أن رأي مؤرخي العرب أن حلقات سلسلة الخط العربي ثالثة ،األول :الخط المصري وهو أصل من أصول
الكتابات الشرقية ،بل أقدمها وهو ثالثة أنواع :الهيروغليفي وهو خاص بالكهان وخدمة الدين ،الهيراطيقي وهو خاص بعمال الدواوين
وكتاب الدولة ،والديموطيقي وهو خاص بعموم الكتبة من الشعب ،وهو أبسط أنواع الخطوط المصرية .الثاني :الخط الفينيقي نسبةً إلى
اشتغاال بالتجارة مع المصريين ،فتعلموا حروف كتابهم ،ثم وضعوا ألنفسهم حروفًا خالية من التعقيد
ً فينيقيا ،وقد كانوا أكثر الناس
الستعمالها في المراسالت التجارية ،وقد أخذوا من المصريين خمسة عشر حرفًا ،وأضافوا إليها بعض الحروف ،فكونوا كتابة سهلة،
اشتهرت بواسطتهم في آسيا وأوروبا .الثالث :الخط المسند ،وقد عرف منه أربعة أنواع هي الخط الصفوي نسبة إلى صفا ،والخط
الثمودي نسبة إلى ثمود سكان الحجر ،والخط اللحياني نسبة إلى لحيان ،والخط السبئي أو الحميري الذي وصل من اليمن إلى الحيرة ثم
األنبار ومنها إلى الحجاز.
أما رأي مؤرخي اإلفرنج فيجعلون ثالث حلقة الخط اآلرمي ال المسند ،وقالوا أن الخط الفينيقي تولدت منه أربعة خطوط ،اليوناني القديم
ومنه تولدت خطوط أوروبا كلها والخط القبطي ،العبري القديم ومنه الخط السامري نسبة إلى سامرة في نابلس ،المسند الحميري ومنه
تولد الخط الحبشي ،اآلرامي ومنه تولد الهندي بأنواعه والفارسي القديم والعبري والمربع التدمري والسرياني والنبطي .وقالوا أن الخط
العربي قسمان األول :كوفي وهو مأخوذ من نوع من السرياني يقال له األسطر نجيلي ،الثاني :النسخي وهو مأخوذ من النبطي.
يقول أحمد اإلسكندري صاحب كتاب الوسيط في األدب العربي« :ونحن نرى رأيهم (أي رأي العرب) ألسباب منها العثور على فروع
من الخط المسند في أراضي النبط وشمالها ،بعضها وهو الصفوي قريب الشبه جدًا من أصله الفينيقي ،ومنها وجود الحروف الروادف
(ثخذ ضظغ) في الخط المسند دون اآلرامي ،ومنها صريح اإلجماع من رواة العرب على أن الخط العربي مأخوذ من الحيري واألنباري،
وهو مأخوذ من المسند علي يد كندة والنبط .أما الكوفي الذي لم يعرف إال بعد تمصير الكوفة فليس إال نتيجة هندسية ونظام في الخط
الحجازي ،ولعل شبهة االفرنج آتية من شيوع استعمال األسطرنجيلي والكوفي في الكتابة الجلية عل المعابد والمساجد والقصور وما
شاكلها ،مع شدة تشابه ما فيها من الزخرفة والزينة ".
5
مراحل تطور الخط العربي )5
1-5العصر الجاهلي
عرف العرب الخط منذ قديم العصور وقبل األبجدية التي عُثر عليها في أوغاريت رأس شمرا بآالف السنين .وقد عثر في شبه الجزيرة
العربية وفي أماكن مختلفة على كتابات عربية مدونة بخط المسند ،لذا اعتبره الباحثون والمؤرخون القلم العربي األول واألصيل وهو
خط أهل اليمن ،ويسمونه خط حِ ميَر .وقد بقي قوم من أهل اليمن يكتبون بالمسند بعد اإلس الم ،ويقرأون نصوصه ،فلما جاء اإلسالم كان
أهل مكة يكتبون بقلم خاص بهم تختلف حروفه عن حروف المسند ودعوه القلم العربي أو الخط العربي حينا ً والكتاب العربي أو الكتابة
العربية حينا ً آخر تمييزً ا له عن المسند.
كتب كتبة الوحي بقلم أهل مكة لنزول الوحي بينهم ،وصار قلم مكة هو القلم
الرسمي للمسلمين ،وحكم على المسند بالموت عندئذ ،فمات ونسيه العرب ،إلى
أن بعثه المستشرقون ،فأعادوه إلى الوجود مرة أخرى ،ليترجم الكتابات العادية
التي دونت به .وجاء بعد الخط المسند الخط اآلرمي نسبه إلى قبيلة إرم ،وهو
الخط الذي دخل الجزيرة العربية مع دخول المبشرين األوائل بالنصرانية ،حتى
أصبح فيما بعد قلم الكنائس الشرقية .وهناك القلم الثمودي نسبة إلى قوم ثمود.
والقلم اللحياني نسبة إلى قبيلة لحيان .والقلم الصفائي أو الصفوي الذي عرف
بالكتابة الصفائية نسبة إلى أرض الصفاة وهي األرض التي عثر بها على أول
كتابة مكتوبة بهذا القلم.
2-5العصر النبوي
جاء اإلسالم في أمة تسود فيها األميَّة ،وتنتشر فيها عقدة األنا خالل فترة وصفها المؤرخون بالجاهلية فهي آخر ما امتلكه العرب من
روح الحياة الحضارية والمدنية قبل اإلسالم ،فكان اإلسالم نقطة البدء ،منذ أن نزلت أول آية وأول سورة من القرآن الكريم وهي سورة
العلق وقول هللا :اقرأ ،راح النبي محمد يدعو لألخذ بالعلم ،ويحث الصحابة على التعلُّم.
كان ممن تعلم الكتابة من بشر بن عبد الملك وحرب بن أمية مجموعة من الفتيان منهم :عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة بن
عبيد هللا وعلي بن أبي طالب وأبو عبيدة عامر بن الجراح ،ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد
2رسم توضيحي
6
بن أبي سفيان .اهتم المسلمون بتعليم الكتابة ونشرها ،ولما كان ت غزوة بدر الكبرى ،أسر المسلمون مجموعة من قريش وكان عددهم
رجال ،فأرادوا افداء أنفسهم بالمال ،فقبل الرسول محمد الفدية من األُميين ،وجُعلت فدية الكاتب تعليم عشرة من صبيان
ً أكثر من سبعين
المدينة .قال عكرمة بن أبي جهل بلغ فداء أهل بدر أربعة آالف ،حتى إن الرجل ليفادي على أن يعلم الخط لما هو مستقر من خطره،
وظهور نفعه وأثره .اتخذ الرسول محمد لنفسه كتابً ا من أجالء الصحابة لكتابة الوحي وكتابة الرسائل التي يبعثها للملوك ،ومنهم الخلفاء
األربعة وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان ،وكانا ُمالزمين للكتابة بين يديه في الوحي وغيره ،إال أن زيد لكثرة كتابته للوحي سُمي
المقور بالخط القرآن يكتبون محمد النبي كتّاب كان النبي. كاتب
النسخي.
3-5العصر ا لراشدي
استمرت حالة تطور الخط العربي في بداية عهد الخلفاء الراشدين على ما كانت عليه في العهد النبوي ،وقد كتب زيد بن ثابت صحف
القران بالخط المقور في عهد أبي بكر الصديق ،وذلك في الجمع األول للقران الكريم .وكان الصحابة يكتبون القرآن بخط الجزم جنبًا
إلى جنب مع الخط المقور .ولما قام عثمان بن عفان بجمع القران الجمع الثاني ،بعد أن انتشر اللحن واالختالف في قراءة القران ،حيث
قال« :أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من األمصار أشد فيه اختالفًا وأشد لحنًا اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للناس
إما ًما» .اختار لم همة نسخ المصاحف أربعة هم :زيد بن ثابت وعبد هللا بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام،
وأ َّمر زيدًا فيهم بكتابة المصحف على حرفٍ واحد .كان أبرز ما ميز مصحف عثمان هو الرسم العثماني ،الذي استمر ميزة لكتابة
المصاحف حتى الوقت الحاضر.
4-5الرسم العثماني
تطلق كلمة الرسم القرآني علو الكتابة القرآنية التي كُتب بها مصحف
عثمان ،وعاء هذا الرسم مخالفًا في بعض الكلمات لما اقتضته قواعد
متطابقا م اللفظ المنطوا ،ويُعرا الرسم العثماني في اإلملء ولي
االصطل بأنه :الوض الذي ارتضا الصحابة في عهد عثمان بن
عفان في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه ،وعُبر عنه كذلا بم :عل ٌم
تُعرا به مخالفة خط المصاحف العثمانية ألصول الرسم القياسي،
ويعود هذا االصطل إلو المصاحف التي نسخها الخليفة عثمان بن
عفان ،وهي المصاحف التي أرسلها إلو األقطار اإلسلمية ،وكانت
مجردة من النقاط والشكل ،محتملة لما تواترت قرآنيته واستقر في
العرضة األخيرة ولم تنسخ تلوته .يعود سبب تسمية هذا الرسم بالرسم
العثماني إلو ً
أوال :أن عثمان هو الذي أمر بنقل هذا الرسم ونسخه في
2رسم توضيحي
المصاحف التي استنسخها ووزعها علو الناس في األمصار وأمرهم بإحراا ما عداها ،فهذا التعميم الصادر منه هو الذي
ألصق هذ النسبة إليه ،يقول اإلمام الباوي في ذلا« :المصحف الذي استقر عليه األمر هو آخر العَ َرضات علو رسول هللا
صلو هللا عليه وسلم ،فأمر عثمان بنسخه في المصاحف ،وعم الناس عليه ،وأذهب ما سوى ذلا قطعا ً لمادة الخلا» .انياً:
7
أن الرسم الذي ت ّم به مصحف عثمان له طريقةٌ خا ّ
صة في التوزي ،بحيث يحتمل في رسمه كل القراءات القرآنية المتواترة.
الثاً :أن عثمان بن عفان عم الناس ك ّلهم علو حرا واحد من األحرا السبعة التي نزل عليها القرآن ،وهو الحرا الذي
نزل عليه عامة القرآن الكريم ودُ ّ ِون به ،فألزمهم بهذ ا الرسم الذي كتب به عامة القرآن ،وترك لهم رخصة القراءة باير بما
يوافق الرسم ،فيكون عثمان قد أبقو لهم القراءة ببقية األحرا السبعة بما يتوافق م الرسم ،ويوضح ذلا مكي بن أبي طالب
بقوله« :فالمصحف كتب علو حرا واحد وخطه محتمل ألكثر من حرا ،إذ لم يكن منقوطًا وال مضبوطًا ،فذلا االحتمال
الذي احتمل الخط هو من الستة األحرا الباقية» ،ويقول ابن تيمية« :وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف هو
تجويز الشارع وتسوياه ذلا لهم ،إذ مرع ذلا إلو السنة واالتباع ال إلو الرأي واالبتداع.
5-5العصر األموي
حرز الخط في العصر األموي تقد ًما ملموسًا علو ما كان عليه في العصرين السالفين ،عصر الرسول وعصر الخلفاء
الراشدين ،واستطاع أن يُبرز وألول مرة الخطَّاط ومهنته إلو الوعود ،ربم أن الحروا كانت خالية من النقط في بداية هذا
العصر ،وقد لم نجم عدد من الخطاطين يأتي في مقدمتهم الخطاط الشهير قطبة المحرر ،الذي ابتكر خطًا عديدًا يعتبر مزي ًجا
من الخطين الحجازي والكوفي ،وسمي هذا الخط بالخط الجليل حيث استعمله قطبة ومن عاصرو أو عاؤوا بعد في الكتابة
علو أبواب المساعد ومحاريبها .لم يكن خط الجليل هو كل ابتكا ر قطبة ،ولكنه ابتكر عدة خطوط أخرى ،أعاد فيها وأحسن
منها خط الطومار وهو أصار من سابقه ،وكذلا اخترع قطبة خط الثلث وخط الثلثين وذلا حوالي عام 136هم ،وكان له
فضل السبق في ذلا.
خط الطومار يعني خط الصحيفة وعمعه طوامير ،وقد س َّما األتراك خط علي الثلث .ورا الخطاطون في العصر األموي
وألول مرة يخطُّون خطوطًا عميلة تزين القصور والمساعد والخانات ،ويكتبون بهذ الخطوط في سجلَّت الدولة الفتية
ودواوينها الحديثة ،فنالوا حموة لدى األمراء والخلفاء ،وععلوهم في صدارة مجالسهم ،واستعملوهم في دواوينهم .وأصبح
يُرى هذ الخطوط الحديثة الجميلة في هذا العصر تزين القباب والمآذن والمساعد والقصور التي ُحلِّيت بالفسيفساء والخشب
في العاصمة دمشق فحسب ،بل في أبعد المدن القاصية عنها والثاور، المحفور والمطعم بالفضة والمعادن والزعاج ،لي
وهذا ما يرى واض ًحا بعد أكثر من أربعة عشر قرنًا في المسجد األموي في دمشق ،وقصر الحير الشرقي ،وآ ار رصافة
هشام ،ومحراب المسجد األقصو وقُبَّته وبيرها.
8
كان الخطاطون في العصر األموي يكتبون في سجلّت الدولة بخط الثلثين ،الذي أطلقوا عليه
لكثرة ما كتبوا به السجلّت اسم خط السجلّت ،أما خلفاء بني أمية فكانوا يكتبون بخط الطومار
دورا ها ًما في النهوض بالخط
وبالخط الشامي .وقد نشط عدد من الخطاطين في هذا العصر ،لعبوا ً
كحركة فنية فتية يأتي في مقدمتهم :خالد بن أبي الهياج وقد كتب عددًا من المصاحف ،ومالا بن
دينار الذي بلب عليه الزهد والورع فذكرو في عداد الفقهاء والمحد ين ،والرشيد البصري،
ومهدي الكوفي .م اشتهر خطاطون آخرون ال يقلُّون عن سابقيهم شهرة وعددًا انتشروا في
األمصار البعيدة عن مركز الخلفة منهم :شراشير المصري ،وأبو محمد األصفهاني ،وابن أبي
فاطمة ،وابن الحضرمي ،وابن حسن المليح .كان لخلفاء بني أمية الدور األكبر في نهضة الخط
العربي ،ودفعه إلو األمام لمجار اة النهضة الشاملة للدولة اإلسلمية التي أرسوا
أسسها.
3رسم توضيحي
6-5العصر العباسي
ما كاد الخطاطون يتربعون علو عرخ الخط في دمشق حتو أخذ العباسيون
عرخ الخلفة ،فاتجهت أنمار الخطاطين والفنانين إلو باداد عاصمة الدولة
العباسية ،وكان من الطبيعي أن يرحل إليها الخطاطون كما رحل إليها األدباء
والعلماء ،ليكونوا أقرب إلو الخليفة والدولة وينالوا أعر إبداعهم من الخلفاء
واألمراء والموسرين وبيرهم.
وبناء ،فإن العصر العباسي عصر وإذا كان العصر األموي عصر تأسي
ازدهار ورخاء وبذخ ،وفي مثل هذا العصر البد أن يزدهر كل فن ،وينبغ كل
من يمتلا أدنو ملكة فنيّة أو علمية .في العصر العباسي ذاعت شهرة الخطاط
الضحاك بن عجلن في خلفة أبي العباس السفا ،والخطاط إسحاا بن حماد
في خلفتي أبو ععفر المنصور وأبو عبد هللا محمد المهدي ،حتو بلغ الخط
في عهدهما أحد عشر نوعًا .وتعددت أقلم الخطاطين وخطوطهم في عهد
هذين الخطاطين حتو كانت مضرب المثل في إظهار ملكتهم في الحرا
4رسم توضيحي
العربي.
9
الثلث وخط الثلثين أكثر مما ابتدعه الخطاط قطبة المحرر ،وقبيل نهاية القرن الثالث الهجري اخترع الخطاط يوسف الشجري
أخو إبراهيم الشجري خطًا عديدًا سما الخط المدور الكبير ،حيث أعجب الفضل بن سهل وزير المأمون ،فرا يع ِ ّم ُمه علو
عمي الكتب السلطانية الصادرة عن دار الخلفة ،فأطلقوا عليه لقب الخط الرياسي ،بينما انتشر عند ساذر طبقات المجتم
باسم خط التوقي ،وقد استطاع الخطاط األحول المحرر البرمكي أن يأخذ عن إبراهيم الشجري ،وأن ينجح في اختراع خط
عديد اسمه خط النصف الذي تفرعت منه خطوط عديدة فيما بعد.
7-5العصر الفاطمي
اعتنو الفاطميون في مصر بالخط العربي عنايةً كبيرة ،وقاموا بكتابته علو المآذن والقباب واألروقة وقصور الخلفاء وأضرحة
العلماء ،وزيَّنوا به واعهات الحمامات والمكتبات العامة ومضامير الخيل وواعهات السجون واألماكن العامة ،وظهر في
مصر الخط الفاطمي ،والخط الكوفي الفاطمي ،وامتاز كل منهما بهوية خاصة ،واختلفا عن بيرهما من الخطوط
األخرى.
ازدهرت مصر خلل العصر الفاطمي قافيًا ،وانتعش الكتاب صناعة وزخرفة وتجليدًا وتذهيبًا وتسويقًا ،بل إن المبدعين
استطاعوا خلل العصر الفاطمي أن يخترعوا قلم الحبر الساذل الذي امتاز َّ
بخزان صاير للحبر وله ريشة ،وهو ال يختلف
عن أقلم الحبر الساذل الحديثة ،وقدَّم مخترعه هذا القلم للخليفة الفاطمي هدية ،لكنه لم يعممه ولم يصن منه أقل ًما أخرى
ويبيعها لساذر الناس ،ألن المجتم المصري كان يحفل بأنواع مختلفة م ن أقلم الخط الدقيقة الصن ،التي تبلغ ريشتها عزء
في الجيب ،أو ربما تعلق من عشرة من السنتيمتر الواحد ،والتي خطُّوا بها مصاحف صايرة عدًا توض
بالحلق.
عندما استولو األيوبيون علو القاهرة عاصمة الخلفة الفاطمية ،شاع في العصر األيوبي خط الثلث ،والذي يسميه البعض
بالخط األيوبي ،حيث زينت به أبواب المساعد الكبرى ،ودور القران والمدارس األيوبية .كذلا بدأت الخطوط المستديرة تحل
مكان الخطوط الكوفية علو واعهات القصور واألبنية.
في العصر المملوكي عاد الخط الكوفي إلو المهور مجددًا بعد أن اتخذ المماليا عنصرا ً زخرفياً ،ولكن الخط الكوفي انتشر
بشكل واس ،حيث زينت به أبواب المساعد والخوانق والمدارس المملوكية .وقد عدد في العصر المملوكي الخطوط المشتقة
من خط الطومار الكبير ،وهما :خط الثلث وخط الثلثين (خط السجلت) ،الذي دونت به سجلت الحكومة في العصر المملوكي.
9-5العصر العثماني
في الخط فحسب ،وإنما في صناعة الكتاب أيضًا ،بل ونشطت ورث العثمانيون الخط عن مدرسة تبريز التي ازدهرت لي
فيما يتعلق بالكتاب من صناعة الورا والخط والزخرفة والتجليد والرسوم والتذهيب وبير ذلا .كان لألساتذة اإليرانيين
الفضل في هذا التفوا الذي أحرز العثمانيون ،ف صاروا لهم بعد ذلا أندادًا ،وصاروا يمثلون مدرسة مستقلة ذات شهرة متميزة
10
في خط الثلث ،ولكبار الخطاطين األتراك مصاحف كثيرة محفوظة إلو اآلن في المتاحف التركية ،وخاصة في متحف األوقاا
في إسطنبول ،حيث أضافوا إلو هذا الخط الزخرفة والتجليد .ورا الخطاطون يبدعون في خط المصاحف الصايرة التي
توض في الجيب ،وحيث أن الدولة العثمانية دولة خلفة إسلمية سُنِّيَّة فإنها شجعت علو انتشار الخط العربي بأنواعه ،بحيث
انتحل الترك أنفسهم الخط العربي ،وال تجد في تركيا إنسانًا علو شيء من التعليم ال يستطي أن يفهم لاة القرآن بسهولة .ونال
الخطاطون احترام الخلفاء ،فنالوا منهم الحموة ،وأبدقوا عليهم العطايا ،وععلوهم من المقربين منهم ،وأسندوا لهم العمل في
الدواوين التابعة للدولة ،وبرواتب عالية.
10-5العصر الحديث
استمر تطور الخط العربي في العصر الحديث بعد سقوط الدولة العثمانية ،فقام الخطاطون العرب بابتداع أنماط وخطوط
خبيرا فنيًا
ً هجينة اختلطت فيها أنماط الخط ،ومن ذلا خط التاج الذي ابتدعه الخطاط المصري محمد محفوظ ،الذي كان يعمل
بالمحاكم في عهد الملا فراد ،وسميت بحروا التاج ألن الفكرة كانت فكرة صاحب التاج ملا مصر األسبق فراد .وهو عبارة
عن اإلشارة كأنها الم ألف مقلوبة مقوسة وموضعها فوا رأس الحرا علو برار الحروا االستهللية في اللاة اإلنجليزية،
وذلا ليهتدي القارئ لما ترمو إليه الجمل أو الكلمات ،وقد رعح استعمالها في حروا خط النسخ ألنها أعمل وق ًعا عليه من
ساذر الخطوط األخرى.
أضاا خطاطو العصر الحديث بعدًا عماليًا عديدًا للخط العربي ،فأصبح الخط العربي فنًا تشكيليًا له عناصر ومقوماته الخاصة
به ،حيث يمكن أن تتم اللوحة كتابة وتكوينًا باستخدام األلوان المتعددة ،أو اللون الواحد بدرعاته ،أو اللونين األبيض واألسود
أو بيرهما ،كما يمكن أن تكون الكتابة عز ًء من اللوحة التشكيلية ،أو أن تكون الحروا في لوحة ما عناصر ال تتعلق
ً
أشكاال وهياكل متممة للوحة فقط .كما ظهر في العصر الحديث تو عُّه للعتماد علو بالمضمون ،أي أن الحروا هنا تكون
الحاسوب في المساعد علو الكتابة العادية ،ويعتقد الخطاطون أن هذ البرامج تساعد علو الكتابة ،أما الخط فل يمكن أن يكتبه
بإتقان إال متعلم للخط يلم بفنون كتابته ،وبالنسب العلمية للحروا وأشكالها وأطوالها وطمسها أو مدها وسوى ذلا من قواعد
كتابة الخط العربي ،وأضافوا أن البرنامج ال يُستخدم بالشكل األفضل إال من قبل خطاط.
كان لإلسلم أ ر عميم في انتشار الكتابة العربية وتطورها وازدهارها ،فقد ش َّج علو القراءة والكتابة ،وكانت اآلية األولو
التي نزلت علو المسلمين تتض ّمن األمر بالقراءة (اقرأ باسم ربا الذي خلق) ،وذكر هللا في موض آخر األمر بالكتابة حيث
أقسم بالق لم وما يسطر به (ن والقلم وما يسطرون) ،وبيرها الكثير من اآليات واألحاديث النبوية .ولما انتقل مركز النشاط
السياسي والثقافي من الحجاز إلو العراا في أواخر الخلفة الراشدة عرفت عمي الخطوط في تلا المنطقة باسم الخط
الحجازي باعتبار مصدر نشأتها ،والذي كان يميل إل و الليونة أو شبه الليونة ،ولكن م انتقال مركز النشاط السياسي إلو
في مدينة الكوفة، العراا كان هناك اتجا إلو استخدام الخط الجامد وهو الخط الكوفي ،حيث ازدهر هذا الخط وبشكل خا
وعُني أهالي الكوفة بهذا الخط عناية خاصة ،وأعادوا أصوله وهندسته وأشكاله ،وكانت تكتب به المصاحف واللوحات
11
التذكارية وشواهد القبور ،واستمر استخدام الخط الكوفي حتو نهاية العصر الفاطمي ،م بدأ األيوبيون في االعتناء بالخط
النسخي حتو شاع في عمي أنحاء العالم اإلسلمي ،وكتبت به الكتب والمطبوعات والمنشورات ،كما أن الخط العربي تنوعت
أشكاله منذ بدا ية رحلته ،وازدهرت هذ األشكال في أيام العباسيين فمهر الكثير من األقلم والخطوط الجديدة ومن أشهر هذ
األشكال خط الثلثي الذي وصل إلو مناطق بعيدة في األقطار اإلسلمية حتو إنه استخدم في بعض النقوخ العربية في
البناال.
دخل الخط العربي إلو أوربا من عدة طرا وهي :طريق آسيا الوسطو وبعد دخول العثمانيين مدينة القسطنطينية .طريق
بعد الفتح العربي اإلسلمي لها وانتشار الحملت الصليبية المتكررة علو مشرا العالم العربي ومار به .طريق األندل
الجامعات الكبرى فيها ودخول أبناء ملوك أوروبا فيها ،ونقل الحضارة اإلسلمية إلو أوروبا عن طريقها .طريق صقلية حيث
دخل العرب المسلمون إلو إيطاليا وحاصروا روما .وبذلا أوصل العرب الثقافة والمعرفة والعلوم إلو أوروبا عانب الخط.
والكاتدراذيات ،وقصور الملوك واألمراء والنبلء أكثر ما وعد من شواهد الخط العربي ما وعد في أبواب ونوافذ الكناذ
وفينا وأمستردام .لما للزينة ،وذلا في صقلية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا ،ودخلت كثير من هذ الخطوط متاحف روما وباري
امتدت فتوحات العثمانيين إلو وسط أوروبا ،تعمقوا فيها بربًا فوصلوا سويسرا والنمسا ،وشيدوا القلع والحصون ،وتركوا
ارا وبصمات عربية اللسان والحرا.
آ ً
12