Professional Documents
Culture Documents
الجواهر والدرر برنامج ليتفقهوا قناة زاد
الجواهر والدرر برنامج ليتفقهوا قناة زاد
الفكَر ُ
مع شرحها المسمى
"الشرح المختصر على الجواهر والدُّ رر نظم نخبة ِ
الفكَر"
تأليف
أد .محمد بن أحمد بن علي باجابر
األستاذ بقسم الشريعة والدراسات اإلسالمية
بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على س ّيد المرسلين ،وأفضل الخلق أجمعين ،نبينا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين ،وصحبه الكرام أجمعين.
نظمت فيها متن "نخبة الفكر يف مصطلح أهل
ُ أما بعد .فهذه منظومة مختصرة يف علم مصطلح الحديث،
األثر" ،للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالين (852هـ) ،مع زيادات
يسير من شرحها "نزهة النظر يف توضيح نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر ،ومن غيرها من الكتب.
وقد جاءت هذه المنظومة يف اثنين وسبعين بيتًا ،فهي متوسطة يف حجمها ،فال هي بالطويلة المم ّلة ،وال
بالقصيرة المخ ّلة ،وسميتها" :الجواهر والدُّ رر نظم نخبة ِ
الف َك ْر". َْ
ّ
ويدل على أنواع الحديث ويوضح ما فيها،
ّ ثم شرعت يف وضع شرح لها لطيف مختصر يب ّين معانيها،
التي تضمنتها ،كي ال يبقى يف األبيات غموض وال استغالق ،وسميته" :الشرح المختصر على الجواهر
ُخبة ِ
الف َك ْر". والدُّ رر نظم ن ِ
ْ
واهلل أسأل أن يكتب التوفيق والقبول لكاتبها وقارئها ،وأن ينفع هبا طالب العلم ومحبيه ،وأن يجعلها لنا
َ
ذخر ًا يوم نلقاه ،إنه جواد كريم.
كتبه
أد محمد بن أحمد بن علي باجابر
األستاذ بقسم الشريعة والدراسات اإلسالمية
بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة
2
ُخبة ِ
الفك َْر الجواهر والدُّ رر نظم ن ِ
ْ ُ ُ
جــابـــــــــــ ِـر
ِ خــيــر
َ اهلل
أحــمــدُ ربــي َ قــال مـحـمــدب هـو ابـ ُن جـــــــــــابِـ ِ
ــــــــر ()1
ـحـــ ِبـــ ِه ومـــ ْن قـــفـــا ِ
وآلـــه وصــــــ ْ مصــــلـيــًا عـلـى الـنـب لـي الـمصــــطـفـى ()2
ِ فـــهـــذه مـــنـــظـــومـ ـ بة مـ ـ ــ ُـل الـــدُّ َر ْر
ـم الـحــديــث واأل َثـ ْ
ــــــــر أودعـتـُهــا عـل َ ()3
ـار نـُــــــــ ْخـبـ ِـة الـ ِفـ َكـر
ضــــمـنـ ـُت هــا ثـمـ َ ـهاب ِ
ابن َح َج ْر لخصـ ـتُـــــــها من الشــ ِ
َّ ()4
مــ ْن شــــــرحــهــا رأيــتــهــا جــديــر ْة وزدتـــ ـهـــــا زيـــــاد ًة يســــــــيـــــر ْة ُ ()5
ـــــــــه ـ ِد
ْ ـظ بــغــيـ ِـر َج ـ
ُت ـ َي لســـ ـ ُر الــحــفـ َ ـث َبـ ـ ْعـ ـدَ ُبـ ـ ْعـ ـ ِد
ُتـ ـ َقـ ـ ّر ُب الـــحـــديــ َ ()6
أصــــــ ُ
ـولـــ ُه درايـــ بة ُيصـــــــطــــلـــ ُ
ـح ـح
ـومــ ُه مصــــــطـــلــ ُ
أسمممممممما ُ عـــلــ ُ ()7
وقـبـل ـه قــدْ ُســــ ِمـعــا
َ الـح َســــ ْن
هـو َ ُ
أول َمـ ـن َصمممم م م مفم م ُمـ ـجــ َّـمـ ـ َعـ ـا ()8
وكــــ ُّـل آت ْإثــــ َر ُه ُيضــــــــيــــ ُ
ـف ـف
ـتصــــ ـنـــيــ ُ
ـم تـــوالـــى بــ ْـعــدَ ه الــ ْ
ثــ َّ ()9
ِ
كــاثــر جــمــع عــن مــ ــيــل
ب يــرويــه إمـ ـا بمممالمممتممموا م مرِ ( )10ثـــم الـــوصـــــ ُ
ـول َّ
ـح ـدْ ِ
ـت ال لــلـ َ
ـم ســـــمــعـ ُ
كــقــولــهـ ْ ـون مســــــنـــد ًا لـــلـــحـ ـ لس
( )11وأن يـــكــ َ
لمممهم م مممر ِ بـــعـــاضــــــد ِبـ ـال َو َهـ ـ ْن ـعيف َيرتقي إلى ال سممم ْ
( )20كــذا الضـــ ُ
ِ
وغـيـر الـمـعـتـَ َبـ ْر كــالـوضــــ ِع والـِ ِ يم مْم َجمبِم ْر ( )21ال يــرتــقــي مــا َضمممم م ُمف م
3
وقـــيــ َـل ممم ممكممر هـــو الضــــــعـــيــ ُ
ـف ( )25ضـــــدُّ هـمــا الممم مفمو ُ والممم مرو ُ
ب بــال َف ـ ِ
وات والصـــــح ـ ِ ـا ( )26و مممممابمممممع مــــــوافـــــ ُـق الـــــ ِ
ْ يف الــنـ ل ـرواة
ِ
الــكــتــاب ُ
الــبــحــث يف عممتممبممار وا ف يف الصــــحــابِـي ( )27وشممممماهممد لـلـ ُخـ ْلـ ِ
ُ
ـارضـــــ ْه
ـعـيـف عـ َ
ب بـمـ ِـل ـ ِه ال ْ
إن ضــــ ـارضـــــ ْة
ـم مـن ُمـعـ َ
مم الســـــال ُ
( )28والم ُمم ْ مك ُ
ثـم الم سمممم ُ فممالمتمرجم م ُ مالمجمممع ّ
ُ فم ـح
ـارض َصــــــريــ ُ
( )29وإن يـــكـ ـ ْن تـــعــ ب
وقـــيــ َـل عـ ـ ْن َّأو ِلـ ـهـــا ُمم م ْخم متمم َملم م ُ ف ( )30ثــم اضممم م ممرا ُح ـكــم ـ ُه الــتـ ُّ
ـوق ـ ُ
"سمممم ْقمط" و" َطم م " وهـمــا نـوعـ ِ
ـان ِ
أمــران ( )31وســــــبــب الضـــــ ِ
ـعــف هــنــا
ْ َ ُ
وتــأخــيــر هبــا
ب تــقــديــم
ب والممقمملمم ُ مدر زيــــاد بة ِمـــ ْن غــــيــــرهــــا ومممم َ ()40
ـان يف الشــــك ـ ِل فــذا المتم مريم ُ ْأو كـ َ َت ـ َغ ـ ُّي ـ ُر الـ َـن ـ ْق ـ ِ هــو الممتصممم م م م ُ ()41
ـوع
ـوي والـــمـــقـــطــ ُ واألثممر الـــمـــوقــ ُ
ُ ( )50ومسمممممم ممممد مــــتصــــــ بـل مــــرفـــ ُ
ـوع
بضـــــــدّ ِه قــــدْ قـــ َّـيــ ـدُ وا
ِ ونمممماز ِ
فــيــه الــعــد ُد ( )51والمم مما ِ مــا قــدْ َقــ َّل
4
وقـــ ُه قــــدْ وافــــقـــ ْه إن َفـــ َ
ْ وبمممدَ الممممموافمم َقمم ْة
َ ـولــه لشـــــ ِ
ـيــخــه ( )52وصـــــ ُ
َ
ِ
صمممممافمم َفــ ْلــ َتــــــــــ ـ ْعــدُ ِد ودونــ ُه ُم
َ ـخ ـه يف الــعـ ِ
ـدد ( )53وقــدْ يسممممماو شـــــيـ َ
روا ِبـــال َتـــ َحـــ ُّرجِ
كـــالهـــمـــا ُيـــ َ المممممممممدبمممم ِ
ران و ُ األقمممم ِ
ْ ( )54روايــــ ُة
جــي أ ممابممر عــن صممممما ممر فــقــدْ َتــ ِ ( )55أصممممما ممر عــن ممابممر َدومــًا َت ـ ِ
ج ـي
و ِحممممق روايـــ ـ ُة األصــــــــاغــــ ِـر وسمممممممابمممممق روايـــ ـ ُة األكـــــابــــ ِـر َ ()56
تصـــــاصـــــ ِه ُيـ َم ـازُ الـمـجـمـ ُـل
ِ وبــا ْخـ تـواف ُـق األســــمـ ِ
ـاء ذا َ الممممممم م ُمم ْهم َم م ُل ()57
ف ـاقـبـل ـ ْه ،ال جـزمــًا ويف الـجـز ِم ْار ُد ِد نسممممم المم ممديمم َ ذا تــ ِ
ـردد وممم َ ِ ()58
ْ
ووصـــــف َنــ ُ
قــلــوا ْ كــذا يف حــال تـــوافــ بـق يف ِصــــ ـفـــة ُم َسمممم م ْل َسمممم م ُل ()59
سمممممممماعمم مما والمم َ مم ْر ُ فممااجمماز ْ
ُ ( )60طممرا م ُمق الممت م َ م ُّم م ِل الـــــــــــ ُـمــجــاز ْة
َو ِصمممممممم مممممة ِو َجممممما تـــــمـــــا ُم إعممممال ُمْ مممماو ُمممممكمممما ِمممم (ُ )61ممممم ِ
يف َر ْســــ ِمــــــــــ ِـه ُمم ْت مَ ِلم ُمم ْخمتمَ ِلم (ُ )62مم متم م ِفم مق ُمم م ْفم م َتم مرِق يف ِجســــــمــ ِـه
اســـــ ُمــ ُه إ ْذ ُر لكــ ِبــا
فممالمم ُممم َت َشممممم ِابمم ُ ْ ـون ِمـ ـ ْنـ ـهـــمـــا ُمـ ـ َّ
ركـ ـبـــا ( )63ومـــا يـــكــ ُ
َكرارهما" لـــــــ َـم ْن َدرا بعـدهـا " مِن ِ مل "أوثم ُمق الم َمو َرى" ( )64مممرا م ُ الممتم ممديم ِ
ُ ْ
" فيهــا ثم "الصمممممدُ ُ
وق" "ل َ ب م ( )65و"ثِمممممم مقممممممممممة" مِـ ْن بـعـ ِـدهــا تـلـيـهــا
الوسم ْط"
مع " َ
كذا "بشم ""صممال " َ مدوق إن يمكم ْ ب م َ م َلم ْط" ( )66ثـم "الصمممم ُ
مك مر" يــكـ ُ
ـون ثــم " َضممم م م م " " ُم م م َ ( )67ممرا م ُ المتمجمريم ِ "فم م ِ ِلممممممممم م ُ "
ذاه م ُ الم ممدي م ِ " فـــــــ ـ"ممتمهمم" و" ِ
ُ ْ مالم " " ُمـ َّطـ َر ُح الم ممدي م ِ "
( )68فـــــــ ـ" م ِ
"ف م م ُ الم مما ِ " و"ر م " قــالـوا ( " )69م ا " ا ْو "وضمممما " ا ْو " جما ُ "
مرح فم ممم ْ لمم ُيم ممد ْ قــدْ ُر ِو
والمج ُ ( )70و َقـبِـ ُلـــــــــوا األحـكــا َم مـن َع مد َقمو
فســــــر ًا مـــن عـــاري بــ ِـقـ ـيـــلــ ِـه ( )71وقممدممموا الممجممرح عمملممى مم ممديمملمم ِ
ُمـ ـ َّ َ َ ُ
ـم ُثـ َّم الــلـ َـق ـ ُ ِ
ب كــذا الــكــنــى واالســــ ُ ب ( )72م م ممرف م ُة األحمموا مــنــهــا الـ َ
ـنســـــ ُ
ب الم ِفمق م ِ و َمـ ْن حــازَ َحـ َوا حســـــ َأو َ ب م ْن َر َوى َْصممم ُف ُه ْم لل ُك ْتم ِ ْ
حســ ـ َ ()73
ب يف خـتــامِ ـ ِه ـح ـ ِ ســــــالمـــ ِه
ِ ( )74ثـــم صــــــال ُة اهللِ
عـلـى الـنـب ْـي والصـــ ْ مـــع
ْ
5
المختصر
ُ الشرح
ُ
ُخبة ِ
الفك َْر" على "الجواهر والدُّ رر نظم ن ِ
ْ
ـابـــــــــ ِـر
خـيـر جـ ِ
اهلل َ أحـمــدُ ربـي َ قـال محمـدب هو اب ُن جـــــــــابِـــــــ ِـر ()1
ـحـ ـ ِبـ ـ ِه ومـ ـ ْن قـــفـــا ِ
وآلـــه وصـــــ ْ النبي المصــــطفى
مصــــليــًا على ل ()2
أودع ُتهـا علم الحـدي ِ
ـث واأل َثـــــــ ْـر فــهــذه مــنــظــومــ بة مــ ُــل الــدُّ َر ْر ()3
َ
الف َكرـخبـ ِـة ِ ـار نُـــــــ ْ الشهاب ِ
ِ َّ
ضــــمنتُهــا ثمـ َ ابن َح َج ْر لخصتُـها من ()4
مــن شـــــرحــهــا رأيــتــهــا جــديــر ْة ُ
وزدتــــهــــا زيــــاد ًة يســـــــيــــر ْة ()5
موضوع هذه المنظومة هو "علم مصطلح الحديث" ،وهي مستقاة من كتاب "نخبة الفكر يف
مصطلح أهل األثر" للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر
العسقالين (852هـ) ،مع زيادات يسيرة غالبها من شرحها "نزهة النظر يف توضيح نخبة
الفكر" للحافظ ابن حجر.
وتعريف علم مصطلح الحديث أو علوم الحديث" :علم بقواعد يعري هبا أحوال السند
والمتن من حيث القبول والرد".
وموضوع هذا العلم :سند الحديث ومتنه.
ومن فوائد هذا العلم:
-1تمييز الحديث الصحيح المقبول من الضعيف والمردود ،هذا يتحقق لمن توسع يف هذا
العلم وتمكن منه.
-2فهم كالم العلماء ومصطلحاهتم المذكورة يف كتبهم.
-3معرفة من هج العلماء يف خدمة السنة المطهرة والحديث الشريف مما يورث ال قة بالسنة
المطهرة.
6
تطلق على هذا العلم أسماء اصطالحية عديدة ،منها" :علوم الحديث" ،و"مصطلح
الحديث" ،و"أصول الحديث" ،و"علم الحديث دراية".
و تعريف هذا العلم" :علم بقواعد يعري هبا أحوال السند والمتن من حيث القبول والر ّد".
وموضوعه الراو والمرو ،وفائدته معرفة ما يقبل من الحديث وما يرد.
مر التصنيف يف هذا العلم على مراحل فقد كانت قواعد هذا العلم التي مدارها على الت بت
َّ
يف أخبار الرواة مب وثة يف صدور العلماء ،ثم بدأ تدوين ك ير منها يف ثنايا كتب ليست خاصة
هبذا العلم ،م ل :كتاب "الرسالة" لإلمام الشافعي ،و"مقدمة اإلمام مسلم" لصحيحه ،وك ير
من "كتب الرجال" ،و"علل الحديث" ،و"السؤاالت" ،حيث تضمنت مسائل يف علم
المصطلح.
خالد الرامهرمز (360هـ) وألف
إلى أن جاء القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن ّ
كتابه" :المحدث الفاصل بين الراو والواعي" ،فكان ّأو َل من صنّف يف هذا العلم تصنيفًا
مستقالً.
ثم تتابع التصنيف فيه إلى أن جاء الحافظ الفقيه تقي الدين أبوعمرو ع مان بن الصالح
عبدالرحمن الشهرزور نزيل دمشق (643هـ) ،وألف كتابه "معرفة أنواع علوم الحديث"
على منواله اختصار ًا وشرحًا ونظمًا ،حتى والمشهور بـ"مقدّ مة ابن الصالح" ،ثم سار النا
قال عنه الحافظ ابن حجر يف نخبته" :فاجتمع يف كتابه ما تفرق يف غيره ،فلهذا عكف النا
ِ
ومعارض ِ
ومقتصر، ِ
ومستدر عليه ِ
ومختصر، عليه وساروا بسيره ،فال يحصى كم ناظِم له
ِ
ومنتصر". له
ثم تتابع التصنيف فيه إلى أن جاء الحافظ أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر
العسقالين (852هـ) ،وألف كتابه "نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر" ،ثم شرحه يف كتابه
"نزهة النظر يف توضيح نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر" ،وصار عمدة لمن بعده.
ثم تتابع التصنيف يف هذا العلم حتى عصرنا الحاضر.
َّ
7
ـع عــن مـ ــيــل كــاثـ ِـر
يــرويــه جــمـ ب إمــا بممالممتمموا ممرِ ( )10ثــم الــوصـــــ ُ
ـول َّ
للحـدْ ِ
ـمعـت" ال َ
كقولهم "ســـ ُ
ْ لــلــحــس
ل يــكــون مســـــنــد ًا
َ ( )11وأن
والقسم ال اين اآلحاد :وهو "ما لم يبلغ حدّ التواتر ،ولم يجمع شروطه".
وينقسم خر اآلحاد إلى ثالثة أقسام هي" :المشهور" ،و"العزيز" ،و"الغريب".
فالمشهور هو" :ما رواه ثالثة فأك ر يف ّ
أقل طبقة من طبقات السند ما لم يبلغ حدَّ التواتر".
والعزيز هو" :ما رواه اثنان يف ّ
أقل طبقة من طبقات السند" ،وهذا اختيار الحافظ ابن حجر.
وعند ابن َمنْدَ ه :هو "ما رواه اثنان أو ثالثة" ،وتبعه على ذلك ابن الصالح والنوو وابن ك ير.
وعلى هذا القول فالمشهور هو" :ما رواه أك ر من ال الثة يف ّ
أقل طبقة من طبقات السند مالم
يبلغ حدّ التواتر".
الغريب هو" :ما رواه راو واحد يف أقل طبقة من طبقات السند".
فـــاعـــتـــرِ
ْ إن َحـــ َّفـــ ُه قـــرائـــ بن
ْ ِ
نــظــر ْ عــلــم
ب ( )13وقــدْ ُيــفــا ُد مــنــه
8
خر اآلحاد فيه المقبول وفيه المردود بحسب توفر شروا القبول فيه ،واألصل يف خر اآلحاد
صح سنده أنه يفيد "الظ َّن" ،وهو إدرا الطري الراجح ،ويجب األخذ به والعمل بمقتضاه
إذا ّ
يف العقائد واألحكام وغيرها.
وذهب الحافظ ابن حجر إلى أن خر اآلحاد إذا احتفت به قرائن فإنه يرتقي ويفيد "العلم
النظر " ،وهو الناتج عن النظر واالستدالل ،وهو دون العلم اليقيني الضرور .
ومن هذه القرائن ما يلي:
-1ما أخرجه الشيخان يف صحيحيهما أو أحدهما مما لم يبلغ حدَّ التواتر ،ولم ينتقده بعض
الحفاظ ،وذلك لجاللتهما يف هذا الشأن ،وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول.
-2الحديث المشهور بأسانيد صحيحة سالمة من الضعف والعلل.
يرويه الشافعي -3الحديث المسلسل باألئمة الحفاظ المتقنين وليس غريبًا ،كالذ
ويشاركه فيه غيره عن مالك ،ويشاركه فيه غيره عن نافع ،ويشاركه فيه غيره عن ابن عمر رضي
اهلل عنهما ،عن النبي صلى اهلل عليه وسلم.
فاألول :يختا بالصحيحين ،وال اين بما له طرق متعددة ،وال الث بما رواه األئمة الحفاظ.
ـب ِ
وغــيـ ُـر ُه الم ْسممممبم ْ لــه نَصـــــيـ ُ غــريــب
ُ إمــا مــطــلــقــًا
( )14والممفممر ُ ّ
9
أخرا عن غيره.
تفرد به فالن عن الزهر " م الً ،مع كونه مرويًا
تفرد راو مع ّين عن راو مع ّين ،فيقالّ " :
-2أو ّ
من وجوه أخرا عن غير الزهر .
تفرد به أهل مكة ،أو أهل العراق أو الشام أو
تفرد أهل بلد ،فيقال" :هذا الحديث ّ
-3أو ّ
التفرد المطلق. ِ
مصر" ،ويكون له طرق عدّ ة تخرجه عن ّ
تفرد به أهل البصرة ،عن أهل
تفرد أهل بلد عن أهل بلد أو جهة أخرا ،فيقالّ " :
-4أو ّ
تفرد به الخراسانيون عن المكيين" ،وما شابه ذلك.
المدينة" ،أو " ّ
مـــا شـــــ َّـذ راويــ ِـه وال ُمــ َعــ َّلـ ـ ُل (َ )15صممممم مم مم ُ مم ُ بــ ــقــة يــتصـــــ ُـل
10
-5والمع ّلل هو" :ما فيه سـبب خفي قادح مع سـالمة الظاهر" كوصـل حديث مرسـل ،أو
رفع حديث موقوي على سبيل الوهم.
الحديث الصحيح وكذا الحسن تتفاوت رتبه يف القوة بحسب تفاوت هذه األوصاي ،ولذا
قدموا:
-1ما اتفق على إخراجه الشيخان.
-2ثم ما انفرد بإخراجه البخار يف صحيحه.
-3ثم ما انفرد بإخراجه مسلم يف صحيحه.
-4ثم ما كان على شرطهما معًا.
-5ثم ما كان على شرا البخار فق .
-6ثم ما كان على شرا مسلم فق .
صح مما ليس على شرطهما وال شرا أحدهما.
-7ثم ما ّ
رجح قســــم على مـا هو فوقـه بـأمور أخرا تقتضــــي
هـذا من حيـث الجملـة ،وإال فقـد ُي ّ
الِجيح ،كما لو كان الحديث عند مســـلم م الً ،وهو مشـــهور قاصـــر عن درجة التواتر،
لكن حفتـه قرينـة صــــار هبـا يفيـد العلم النظر ،فـإنـه يقـدّ م على الحـديـث الـذ يخرجـه
البخار إذا كان فرد ًا مطلقًا.
وتظهر فـائـدة هـذا الِتيـب عنـد التعـارض بين األحـاديـث ،فيقـدم األقوا على مـا هو دونـه
يف القوة.
عن الصـــحيحِ ،ضـــابطًا ولم َي َز ْل ( )17والم َ َسمممم ُ الــذ بـحـفـظـ ِـه ْ
نـزل
القسم ال اين :الحديث الحسن لذاته هو" :ما نقله عدل ،نزل ضبطه عن التمام ،متصل
السند ،غير معلل ،وال شاذ".
والمراد نزول الضــــب عن التمــام ولو يف راو واحــد من رواة الســــنــد ،مع وجود بقيــة
الشروا.
11
ِ
بـغـيـره إن ُقـ ِر ْن
مممم م م ِ ْ
إلـى ال ص ( )18وحســـــن قــدْ يــرتــقــي لممهمم ممر ِ
َ ب
ِ
الشروا واحد ًا أو ُق ْل عد ْد من هو الذ َفــــــ َقدْ ُ ْ
قل َ ( )19ثم الضمم
كــالـوضــ ـ ِع والـِ ِ وغـي ِـر الـمـعـ َتـ َبـ ْر يم ْم َجمبِم ْر ( )21ال يـرتـقـي مــا َضمم م ُمف م
الحديث "الشديد الضعف" ،و"الموضوع" ،و"المِو " ونحوه مما ضعفه شديد هو غير
منجر ،واليتقوا بتعدد الطرق.
وقـــع
ْ كـــرار
ب َتـــر ُّد بد مـــنـــ ُه َ
وتـــ مع
ُ عندَ َم ْن َج ْ ( )22وال َ َسم ُ ال صم
12
إذا قيل يف حديث" :حسن بصحيح" كما يقول الِمذ فذلك ألحد سببين:
-1إذا كان للحديث إسناد واحد :فتطلق هذه العبارة ل َتر ّدد الناقد يف الحكم على الراو ،هل اجتمعت
فيه شروا الصحة أو قصر عنها ،فهو بمعنى "حسن أو صحيح".
-2إذا كان للحديث إسنادان :فاإلطالق هنا باعتبار إسنادين ،أحدهما حسن واآلخر صحيح ،فهو بمعنى
"حسن وصحيح".
ِ
الـرواة أوثـق
ف َ مــالــــــــــم تـخـ ِ
ـالـ ْ ( )23مـــقـــبـــولـــ بة زيممما ُ الممم مممقممما ِ
ْ
المراد بـ"زيادة ال قة" زيادة المقبول وهو راو الصحيح والحسن.
وحكمها أهنا مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة.
وزيادة ال قة على أقسام هي:
- 1أن تكون منافية ،بحيث يلزم من قبولها ر ّد الرواية األخرا ،فهذه التي يقع الِجيح بينها
وبين معارضها ،فيقبل الراجح وير ّد المرجوح.
- 2أن ال يكون تناي بينها وبين رواية من لم يذكرها ،فهذه تقبل مطلقًا ،ألهنا يف حكم
الحديث المستقل الذ ينفرد به ال قة وال يرويه عن شيخه غيره ،وهذا هو المشهور عن جمع
من العلماء من غير تفصيل.
والمنقو ل عن أئمة الحديث المتقدمين اعتبار الِجيح بالقرائن فيما يتعلق بالزيادة وغيرها،
وال يعري عن أحد منهم إطالق قبول الزيادة ،ومن هؤالء :عبدالرحمن بن مهد ،ويحيى
القطان ،وأحمد بن حنبل ،ويحيى بن معين ،وعلي بن المديني ،والبخار ،وأبو زرعة ،وأبو
حاتم ،والنسائي ،والدارقطني ،وغيرهم.
13
-1الشا ّذ وهو" :حديث المقبول مخالفًا لمن هو أولى منه" ،لمزيد ضب ،أو ك رة عدد ،أو
غير ذلك من وجوه الِجيح.
-2المحفوظ وهو" :حديث األوثق مخالفًا لمن هو دونه".
-3المنكر وهو" :حديث الضعيف مخالفًا لرواية ال قة".
كما يطلق المنكر على رواية من "فحش غلطه" ،أو"ك رة غفلته" ،أو"ظهر فسقه" ،ويطلق
على غير ذلك أيضًا.
- 4المعروي وهو" :حديث ال قة مخالفًا لرواية الضعيف".
فالفرق بين الشاذ والمنكر :أن الشاذ والمنكر يجتمعان يف اشِاا المخالفة ،ويفِقان يف أن
الشاذ رواية ثقة أو صدوق ،والمنكر رواية ضعيف.
وقوته.
ويطلق "الشاذ" و"المنكر" أيضًا على التفرد ممن ال يقبل تفرده لعدم متانته َّ
ب بـال َفـ ِ
وات ـح ـ ِ ( )26و ممممابممممع مـــــوافــــ ُـق الــــ ِ
ـا والصـــ ْ
يف الـن ل ـرواة
ـث يف الـكـتـ ِ
ـاب مار الـبـحـ ُ ف يف الصــــحـابِي للخ ْل ِ
( )27وشمممماهمد ُ
وا عمتمبم ُ
-1المتابعة هي" :موافقة الراو غيره يف رواية حديث باللفظ والمعنى ،أو بالمعنى فق ،مع
اتحاد الصحابي".
وتنقسم المتابعات إلى:
أ -متابعة تامة :وهي "أن تحصل الموافقة للراو نفسه" أ يف شيخه ،فتكون يف جميع السند.
ب -ومتابعة قاصرة :وهي "أن تحصل الموافقة لشيخ شيخ الراو أو من فوقه" فتكون يف
بعض السند ال يف جميعه.
-2الشاهد :هو" :موافقة الراو غيره يف رواية حديث باللفظ والمعنى ،أو بالمعنى فق ،مع
اختالي الصحابي".
هذه طريقة الحافظ ابن حجر وهي "أن العرة يف المتابعات اتحاد الصحابي" ،ويف "الشواهد
اختالي الصحابي" ،بغض النظر عن اللفظ.
بغض النظر عن الصحابي" ،فإن
وما جرا عليه ابن الصالح هو "أن العرة باللفظ والمعنى ّ
ِ
فالشاهد". "اتحد اللفظ فالمتابِع" ،وإن "اختلف اللفظ مع اتحاد المعنى
14
هذا وقد يطلق اسم أحدهما على اآلخر ،فتطلق المتابعة على الشاهد ،كما يطلق الشاهد على
المتابعة ،واألمر سهل.
والمتابعة والشاهد تفيدان تقوية الحديث بشروطها.
-3االعتبار هو" :تتبع طرق الحديث الذ ُيظ ّن أنه فرد ،ليعلم هل له متابع أو شاهد أم ال".
فاالعتبار ليس قسيمًا للمتابعات والشواهد ،بل هو هيئة التوصل إليهما من خالل البحث يف
دواوين السنَّة كالجوامع والصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والمشيخات والفوائد
وغيرها.
ـارضـــ ـ ْه
ـعيف عـ َ بم لِ ـ ِه ال ْ
إن ضـــ ب ـارضــ ـ ْة
ـالم من ُمع َ
كم الســـ ُ
والم ْ ُ
ُ ()28
15
-4ثم االضـــطراب :ويســـمى "المضـــطرب" وذلك عند تعذر جميع ما ســـبق ،وحكمه
التوقف وعدم العمل بكال الحدي ين.
وم م ْر َسممم مل َخ مف م ْ
ُم مدَ ل م ُم ـن ـ ُه ُ (َ )32سممم ْقمط جملم بـعــدَ ه َسممم ْقمط َخمفم ْ
ُم م ْ م َق م ِ مع مــن ـ ُه كــذا ُم م ْ َضممم م ُل رسممم م ُل ( )33ثــم الم َ ِ
مج مل م ْ ُمم َ مل مق فم ُمم م َ
ِ
عضل". المنْ َقطع" ،و" ُ
الم َ رسل" ،و" ُ المع َّلق" ،و" ُ
الم َ (ب) والس ْق الجلي يشملُ " :
وتعريفها فيما يلي:
المع َّلق :وهو "ما حذي من مبدأ إسناده من جهة المصنف راو فأك ر على التوالي".
ُ -1
رسل :وهو "ما سق من آخر إسناده َم ْن بعد التابعي".
الم َ
ُ -2
المنْ َقطِع :وهو "ما سق من إسناده واحد أو أك ر مع عدم التوالي".
ُ -3
عضل :وهو "ما سق من إسناده اثنان فأك ر على التوالي".
الم َ
ُ -4
16
وروايـة الراو عن شــــيخـة بصــــيغـة "عن" وتســــمى "ال َعنْ َع َنـة" محمولـة على الســـمـاع
واالتصال بشرطين هما:
-1المعاصرة بين الراو وشيخه.
-2سالمة الراو الم ِ
عنعن من التدليس. ُ
فإن لم يعاصـــر الراو شـــيخه ،أو عاصـــره وكان الراو مدلســـًا لم تحمل العنعنة على
االتصال.
وا ختـار بعض األئمـة ومنهم اإلمـامين علي بن المـديني والبخـار :أنـه ال بـد من ثبوت
اللقـاء ولو مرة واحـدة بين الراو وشــــيخـه الـذ يرو عنـه كي ُتحمـل عنعنـة المعـاصــــر
على السماع واالتصال.
الـطـعـن يف الضمم مب ِ
مط ويف الم ممدال م ْة ( )36والــطــع ـن نــوعـ ِ
ـان بِ ـال مــحــال ـ ْة
ُ ُ
والطعن يف الراو إما أن يكون "طعن يف العدالة" ،أو "طعن يف الضب ".
(أ) والطعن يف عدالة الراو يشمل خمسة أشياء وهي:
"الكذب" ،و"التهمة به" ،و"الفسق" ،و"الجهالة" ،و"البدعة".
(ب) والطعن يف ضب الراو يشمل خمسة أشياء وهي:
17
ُ ُ
وتــ ْهــمــ بة مممتممرو مم ُ مســـــ
ـمــوع ـاذب مممموضممممممو ُ
( )37فـــمـــا روا ُه كــ ب
وغـ ـ َلـ ـ ب قـــدْ َكـ ـ ُـ ـرا
وغـ ـ ْفـ ـ َلـ ـ بة َ
َ ( )38ومـا روا الفـاســـ ُـق َســ ـ لم الم كرا
واإلدارج هو اإلدخال ،فالمدرج هو" :الحديث الذ يف سنده أو متنه زيادة ليست منه".
18
مدرج المتن".
مدرج اإلسناد" ،و" َ
درج قسمانَ " :
الم َ
ُ -5
درج اإلسناد :هو "ما ُغ لير سياق إسناده ،وكان اإلدراج فيه له تعلق ما باإلسناد".
أُ -م َ
ومن أم لته" :أن يرو جماعة الحديث بأسانيد مختلفة ،فيرويه عنهم راو ،فيجمع الكل على
إسناد واحد من تلك األسانيد ،وال يبين االختالي".
درج المتن :هو "أن يقع يف المتن كالم ليس منه ،بال فصل".
ب -و ُم َ
ومن أم لته" :أن يقع يف المتن كالم ليس منه يف أوله ،أو يف أثنائه ،أو يف آخره وهو األك ر ،من
غير فصل".
-6المقلوب :هو "المخالفة بتقديم وتأخير يف أسماء الرواة أو يف متن الحديث".
مرة.
كمرة بن كعب ،فيجعله كعب بن ّ
م اله يف السندّ :
وم اله يف المتن :حديث "ورجل تصدق بصدقه أخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه"،
فقد انقلب على أحد الرواة ،فقال" :حتى ال تعلم يمينه ما تنفق شماله".
ْأو ك َ
ـان يف الشــ ـكـ ِل فـذا الت ري ُ (َ )41تـ َغـ ُّيـ ُر الـنـَ ْقـ ِ هـو المت ص
مممم م م ُ
-7التصحيف :هو "ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى نق الحروي ،مع بقاء صورة الخ " ،وقد
المصحف".
َّ يكون يف اإلسناد كما قد يكون يف المتن ،ويسمى "
واح َت َج َم". وبشار" ،و"م ِ
زاحم ،و ُم ِ وم اله" :يسارَّ ،
اح َت َج َرْ ،
راجم" ،ويف المتن كـ" ْ ُ
-8التحريف :هو "ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى الشكل أ حركة الحروي ،مع بقاء صورة
المحري".
َّ الخ " ،ويسمى "
وس َليم".
وسالم" .و" َسليم ُ
وم اله" :عَقيل ،وعُقيل" .و"سالم ّ
19
والجمهور يف كلتـا المســــألتين على منع جوازهمـا ،إال بشــــرا أن يكون الراو عـالمـًا
بمدلوالت األلفاظ ،وما يحيل المعاين ويغ ّيرها.
ـم ُي َســـــ َّم ِ ( )43مممم يمممدُ إســـــــنــــاد بــــراو َثـــ َّم
و ُم م ْب م َه مم راويــه لـــــــــــ ْ
-9المزيد يف متَّصل األسانيد :هو "زيادة راو يف أثناء سند ظاهره االتصال" ،أ بدون هذه
الزيادة ،وتكون الزيادة على سبيل الخطأ.
م اله :كحديث يرويه "هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن الزبير بن العوام" ،وهو إسناد
متصل ،فيخطئ بعض الرواة ويزيد "عبداهلل بن الزبير" بين عروة والزبير ،وهو أيضًا متصل
لكن هذه الزيادة جاءت على سبيل الخطأ وليست من اإلسناد.
بهم" ،و"مجهول العين" ،و"مجهول الحال".
الم َ
-والمجاهيل ثالثة أقسامُ " :
صرح باسمه يف سند الحديث أو متنه" ،كقولهم :عن رجل ،أو
الم ْب َهم :هو "من لم ُي َّ
-10و ُ
شيخ ونحوه.
فاإلهبام كما يكون يف السند فقد يكون يف متن الحديث أيضًا.
جممهممال م ُة الم مما ِ بــغــيـ ِـر الــواحـ ِـد ( )44جمهممال م ُة الم م م ِ انــفــرا ُد الــواحـ ِـد
وحكم رواية المبتدع كما قال الحافظ ابن حجر( :ثم البدعة :إما بمك ّفر ،أو ّ
بمفسق:
الجمهور.
ُ فاألول :ال َيقبل صاح َبها
20
وال اينُ :ي ْق َبل من لم يكن داعية يف األصح ،إال إن روا ما ّ
يقو بدعته فير ُّد على المختار).
انتهى كالم الحافظ ابن حجر
أو طممار ممخ ُممم َخمملمم ممخ ال الزمــا ( )46وسممممو ُ حمفمظ قــد يـكـون ِ
الزمــا
مِـ ْن َبـ ْع ـ ِد َتـ ْخـلـيـ فــال َت ـ َأب ـ ْه بـ ِـه ( )47ومــا روا مممخممل مط مِـ ْن حــفــظـ ِـه
سوء الحفظ هو" :عدم رجحان الصواب على الخطأ" ،وهو قد يكون مالزمًا للراو ،أو
يكون طارئًا على الراو لسبب عارض ،وها تفصيلهما:
-14سوء الحفظ :وهو "المالزم للروا يف جميع حاالته".
ويسمى" :الضعيف" ،كما يسمى" :الشاذ" على رأ بعض أهل الحديث.
-15االختالا :وهو "ما كان سوء الحفظ طارئًا على الراو ،إما لكر سنه ،أو لذهاب
الم ْخ َتلِ ".
بصره ،أو الحِاق كتبه ،أو غير ذلك" ،ويسمى " ُ
الم ْختَلِ على أحوال:
وحكم رواية ُ
-1فيقبل ما حدَّ ث به قبل االختالا.
-2وير ّد ما حدَّ ث به بعد االختالا.
-3وما لم يتميز كونه حدّ ث به قبل االختالا أو بعده ،فيتوقف فيه وال يقبل حتى يتب ّين أمره.
وينقسم الحديث باعتبار منتهاه إلى ثالثة أقسام" :المرفوع" ،و"الموقوي" ،و"المقطوع"،
وبياهنا فيما يلي:
-1فالمرفوع :هو " ما أضيف إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو
صفة".
كتابعي التابعي من قول أو فعل".
ّ -2والمقطوع :هو "ما أضيف إلى التابعي أو من دونه
ـروي
ـم مـع ُ
والمرف ُمع ُحمكممممخ عـنــده ْ ْ
وإن يــكـ ْن لصـــــاحــب مموقمو ُ ()49
-3والموقوي :هو "ما أضيف إلى الصحابي من قول ،أو فعل ،أو تقرير".
21
والمرفوع حكمًا :هو الموقوي الذ له حكم الرفع :وهو "قول الصحابي الذ لم يأخذ
عمن يرو اإلسرائيليات ،ما ال مجال لالجتهاد فيه ،وال له تعلق ببيان لغة أو شرح غريب".
وذلك كاإلخبار عن األمور الماضية :من بدء الخلق ،وأخبار األنبياء عليهم الصالة والسالم.
أو اإلخبار عن األمور اآلتية :كالمالحم ،والفتن ،وأحوال يوم القيامة.
وكذا اإلخبار عما يحصل بفعله ثواب مخصوص ،أو عقاب مخصوص.
فيعطى كل ذلك حكم الرفع إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم لغلبة الظن أنه منقول عنه عليه
الصالة والسالم.
ـوع
ـوي والــمــقــطـ ُ
واألثم ُمر الــمــوقـ ُ ( )50ومسمممم م مممد مـــتصـــــ بـل مـــرفــ ُ
ـوع
-4المسند :هو "المرفوع إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم بسند ظاهره االتصال".
-5األثر :يطلق على "الموقوي على الصحابي" ،وعلى "المقطوع على التابعي فمن دونه"
ونقل النوو عن أهل الحديث أهنم يطلقون األثر على "المرفوع والموقوي" معًا.
قـــيـــدُ وا ِ ( )51والم مما ِ مــا قــدْ َق ـ َّل فـيـ ِـه الـعــد ُد
بضــــــدّ ه قـــدْ َّ
ل ونممماز
قل عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر َي ِر ُد به ذلك الحديث بعدد
-1اإلسناد العالي :هو "الذ َّ
أك ر".
-2اإلسناد النازل :هو "الذ ك ر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر َي ِرد به ذلك الحديث بعدد
ّ
أقل".
وقـ ـ ُه قـــدْ وافـــقـ ـ ْه إن َفـ ـ َ ْ و َبم مدَ الممموافم َق م ْة
َ ـول ـه لشــــ ِ
ـيـخ ـه ( )52وصــــ ُ
صمافِ م َف ـ ْل ـ َتـــــــــ ْع ـدُ ِد
ودون ـ ُه ُم مممم
َ ِ
العـدد ( )53وقـدْ يسمممماو شـــ َ
ـيخـه يف
-1الموافقة :وهي "الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريق ذلك الشيخ ،بعدد ّ
أقل
مما لو روا من طريقه عنه".
-2البدل :هو "الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريق ذلك الشيخ ،بعدد ّ
أقل
مما لو روا من طريقه عنه".
22
-3المساواة :هي "استواء عدد اإلسناد من الراو إلى آخره ،مع إسناد أحد المصنفين".
-4المصــافحة :هي "اســتواء عدد اإلســناد من الراو إلى آخره ،مع إســناد تلميذ أحد
المصنفين".
-5السابق والالحق :هو "أن يشِ يف الرواية عن شيخ اثنان َتبا َعدَ ما بين وفاتيهما".
وهي مبنية على رواية األكابر عن األصاغر ،وصورهتا كالتالي:
أن يرو شيخ كبير وهو "السابق" عن أحد الرواة الصغار حدي ًا ،ثم يموت الشيخ الكبير،
وبعد أن يكر الراو الصغير يف السن يسمع منه طالب آخر صغير يف السن وهو "الالحق"،
23
ويعيش "الالحق" طويالً ثم يموت بعدها ،فيبعد تاريخ ما بين وفاة السابق والالحق ،فقد يظن
وجود سق يف إسناد الالحق.
الم ْه َمل :هو "أن يرو الراو عن شخصين متفقين يف االسم فق ،أو مع اسم األب أو مع
ُ
اسم الجد ،أو مع النسبة ،ولم يتميزا بما يخا كل واحد منهما" ،كقولهم" :عن سفيان"
م الً ،فيشِ بين ال ور وابن عيينة.
ضر اإلهمال
يضر اإلهمال ،وإن كان أحدهما ضعيفًا ّ
والحكم يف ذلك :أنه إذا كانا ثقتين لم ّ
يصح الحديث.
ولم ّ
فيضر
ّ يضر اإلهمال إذا كان الحديث متصالً برواية أحدهما ،ومنقطعًا برواية ال اين،
وكذا ّ
يصح الحديث.
اإلهمال وال ّ
والفرق بين "المهمل" و"المبهم" :أن المبهم لم ُيذكر فيه اسم الراو ،أما المهمل فقد ُص لرح
فيه باسم الراو لكن التبس بغيره.
الشيخ َم ْر ِو َّيه:
ُ حكم "من حدّ ث ونسي" ،وهو إذا روا عن شيخ حدي ًا فجحد
وللمسألة صورتان هما:
أ -إن كان جحده على سبيل الجزمُ ،ر َّد ذلك الحديث ،وال يقدح ذلك يف واحد منهما
للتعارض بين قوليهما.
األصح عند الجمهور،
ّ ب -وإن كان جحده على سبيل االحتمالُ ،قبِل ذلك الحديث يف
والح ْكم للذاكر وهو الراو عن الشيخ.
وحمل الجحود على نسيان الشيخُ ،
ُ
كــذا يف حــال ووصــــف َنـقـ ُلـوا ( )59تــوافـ بـق يف ِصـــــفــة ُم َسممم م ْل َسممم م ُل
المسلسل :هو " ما تتابع رجال إسناده عند روايته على صفة أو حالة إما يف الراو أو يف
الرواية".
24
وينقسم ذلك إلى:
أ -ما يكون صف ًة للرواية والتحمل :كالمسلسل "بسمعت" ،أو "بحدثنا" ،أو "بأخرنا"،
أو"بأخرنا واهللِ فالن".
ب -وإلى ما يكون صف ًة للرواة أو حال ًة لهم :كالمسلسل بقوله" :إين أحبك" ،أو بفعله
"كتشبيك اليد" ،أو "العدّ باليد".
وكالمسلسل "بالمحمدين" ،أو "الح ّفاظ" ،أو "الفقهاء" ،أو "المدنيين".
ومن فوائده زيادة الضب ،وأفضله ما دل على اتصال السماع.
سممممممما ُعم مما والم َم ْر ُ فممااجمماز ْ مل الـــــــــ ُـمـجــاز ْة( )60طمرا ُمق المتم ممم ِ
ُ
الشيخ والطالب يسمع". -1السماع من الشيخ :وهو "أن يقرأ
أرفع العبارات عند الرواية هبا أن يقول" :سمعت" ثم "حدثنا" و"حدثني".
ُ
الشيخ إلى الطالب كتابه ،ويقول له :هذه روايتي عن فالن". المناولة :وهي "أن يدفع
ُ -4
وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا ،واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة.
ويقول يف الرواية هبا" :ناولني وأجازين فالن" ،أو "ناولني مع اإلجازة" ،أو "ناولني فالن"
فق عند من يجيز المناولة المجردة من اإلجازة.
25
ُ
الشيخ مسموعه لحاضر ،أو غائب ،بخطه أو بأمره". -5ال ُمكا َتبة :وهي "أن يكتب
وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا ،واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة.
ويقول يف الرواية هبا " :كتب إلى فالن" ،أو "كاتبني فالن" ،أو "حدثني فالن بالمكاتبة
واإلجازة" ،أو "أخرين بالمكاتبة واإلجازة" ،ونحوها.
ُ
الشيخ عند موته ،أو سفره لشخا بكتاب من مروياته". -7الوص ّية :وهي "أن يوصي
وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا ،واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة.
ويقول يف الرواية هبا عند من يصحح الرواية هبا" :أوصى لي فالن" ،أو "حدثني بالوصية"،
أو "أخرين بالوصية" ،ونحوها.
يف َر ْســ ـ ِمــــــــــ ِـه ُمم ْت م ِلم ُمم ْخمتم ِلم ( )62مممتمم ِفممق ممم ْفمم َتممرِق يف ِجســـــ ِ
ـمــه ُ ُ
اســــ ُم ـ ُه إ ْذ ُر لكـبِ ـا
مالمممت ََشممم مابِ م ُ ْ
فم ُ يــكــون ِمــ ْنــهــمــا ُمــ َّ
ركــبــا ُ ( )63ومــا
26
و"أحمد بن جعفر بن حمدان" أربعة أشخاص.
والم ْخ َتلِف :هو "أن تتفق األسماء أو األلقاب أو الكنى أو األنساب خ ًّطا، ِ
المؤْ َتلف ُ
ُ -2
وتختلف لف ًظا".
م الهَ " :س َالم" و" َس َّالم" .و"ع َِقيل" و" ُع َقيل" .و"مِ ْس َور" و" ُم َس َّور".
-3الم َت َشابِه :هو "أن تتفق أسماء الرواة لف ًظا وخ ًّطا ،وتختلف أسماء اآلباء لف ًظا ال خ ًّطا ،أو
بالعكس".
م اله" :محمد بن عُقيل" ،و"محمد بن عَقيل" .و" ُش َريح بن النعمان" و" ُس َريج بن
النعمان".
-وقد يحصل االتفاق إال يف حري أو حرفين ،م ل" :محمد بن ُحنَين" و"محمد بن ُجبير".
-أو يحصل االتفاق يف االسم ،واسم األب ،لكن مع التقديم والتأخير م ل" :األسود بن
يزيد" و"يزيد بن األسود".
-وقد يكون التقديم والتأخير يف بعض الحروي ،م ل" :أيوب بن َس َّيار" و"أيوب بن َي َسار".
27
ثـم " َضمم م م م " " ُمم مكمَ ر" يـك ُ
ـون ( )67ممرا م ُ المتمجمريم ِ "فم م ِ لِممممممم م م ُ "
هم" و"ذا ِهم ُ ال مديم ِ "
فــــــ ـ" ُمت ْ ( )68فــــــ ـ" مال " " ُم َّط َر ُح ال مديم ِ "
"فم م ُ ال ما ِ " و"ر " قـالوا ( " )69ا " ا ْو"وض ما " ا ْو " جا ُ "
وهنا مسائل:
المعدل ل والجارح ما يلي:
(أ) يشِا يف ُ
-1أن يكون عد ً
ال ورعًا.
-2عارفًا بأسباب الجرح والتعديل.
-3يقظًا غير مغ ّفل لئال يغِ بظاهر حال الراو .
(ب) واألصل يف التعديل قبوله مبهمًا من غير تفسير.
أما الجرح ففيه تفصيل:
28
-فإن خال الراو المجروح عن التعديل ُقبِل جرحه مجمالً إذا صدر من إمام عاري ،على
رجحه الحافظ ابن حجر ،وعلله بأنه إذا خال الراو عن التعديل فهو يف ح ّيز المجهول،
ما ّ
وإعمال قول الجارح أولى من إهماله.
-وإن كان الراو قد و ّثقه أحد األئمة فال يقبل جرحه إال مفسر ًا.
الفقم ِ و َم ْن ح َ
ـاز َح َوا أو حســ ـب ِ
َ َ َ ْصم ُف ُه ْم لل ُك ْت ِ ح ْسـ َ
ب م ْن َر َوى ()73
ومن المهم معرفة طرق التصنيف عند العلماء ،التي من أهمها ما يلي:
(أ) "المسانيد" :وهي الكتب المصنّفة بحسب أسماء الرواة من الصحابة ،بحيث ُيذكر تحت
ترجمة كل صحابي عدد ًا من األحاديث التي رواها ،مع ذكر أسانيد األحاديث.
29
(ب) "األبواب الفقهية وغيرها" :وهي الكتب المصنّفة بحسب موضوع الحديث وفقهه،
بحيث ُيذكر تحت كل كتاب أبواب تشتمل على األحاديث المناسبة لها ،مذكورة بأسانيدها.
وهي أنواع ك يرة منها:
"-الجوامع" :كالجامع الصحيح للبخار ،ومسلم ،وجامع الِمذ .
-و"السنن" :كسنن أبي داود ،والنسائي ،وابن ماجه ،والدارمي.
-و"الموطآت" :كموطأ اإلمام مالك.
-و"المصنّفات" :كمصنّف عبدالرزاق ،وابن أبي شيبة.
ب يف ختـامِـ ِه
على النبي والصــ ـ ْحـ ِ ( )74ثــم صــــــال ُة اهللِ مــع ســـــ ِ
ـالمــ ِه
ْ ْ
وهنا ينتهي "الشرح المختصر على الجواهر والدرر نظم نخبة الفكر" ،تقبل اهلل من كاتبها
وقارئها ،وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
30
الموضوعا فهر
رقم الصف ة الموضو
119 المقدّ مة
120 المنظومة
124 أسماء هذا العلم
124 أول َمن صنَّف فيه
126 طرق وصوله إلينا :الم ِ
تواتر
126 اآلحاد وأقسامه
128 أنواع الغريب
129 الحديث ال َصحيح
130 تفاوت رتب الصحيح
130 الحديث الحسن
131 الحديث الضعيف
131 الصحيح لغيره
132 الحسن لغيره
132 الحسن الصحيح
132 الضعيف الذ ال ينْجر
133 زيادة ال قات
133 الشاذ والمحفوظ ،والمنكر والمعروي
134 المتابعة والشاهد واالعتبار
135 الم ْحكم ومختلف الحديث
ُ
136 السق يف اإلسناد
137 الطعن يف الراو
138 الموضوع والمِو والمنكر
138 المعلل
139 مدرج والمقلوب
ال َ
139 التصحيف والتحريف
139 اختصار الحديث والرواية بالمعنى
140 المزيد يف متصل األسانيد
140 المبهم
140 مجهول العين ومجهول الحال
31
141 رواية المبتدع
141 سوء الحفظ واالختالا
142 المرفوع والمقطوع
142 الموقوي
143 المسند واألثر
143 العالي والنازل
143 الموافقة والبدل والمساواة والمصافحة
144 رواية األقران والمدبَّج واألصاغر واألكابر
144 السابق والالحق
145 الـم ْهمل
145 من حدّ ث ونسي
146 المسلسل
146 طرق التحمل
147 المتفق والمفِق ،والمؤتلف والمختلف ،والمتشابه
148 مراتب التعديل
149 مراتب الجرح
150 شروا المعدّ ل والجارح ،وتعارض الجرح والتعديل
150 معرفة أحوال الرواة
151 طرق التصنيف عند المحدثين
153 الفهر
32