You are on page 1of 32

‫الجواهر والدُّ رر نظم نخبة ِ‬

‫الفكَر‬ ‫ُ‬
‫مع شرحها المسمى‬
‫"الشرح المختصر على الجواهر والدُّ رر نظم نخبة ِ‬
‫الفكَر"‬

‫تأليف‬
‫أد‪ .‬محمد بن أحمد بن علي باجابر‬
‫األستاذ بقسم الشريعة والدراسات اإلسالمية‬
‫بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على س ّيد المرسلين‪ ،‬وأفضل الخلق أجمعين‪ ،‬نبينا محمد‬
‫وعلى آله الطيبين الطاهرين‪ ،‬وصحبه الكرام أجمعين‪.‬‬
‫نظمت فيها متن "نخبة الفكر يف مصطلح أهل‬
‫ُ‬ ‫أما بعد‪ .‬فهذه منظومة مختصرة يف علم مصطلح الحديث‪،‬‬
‫األثر"‪ ،‬للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالين (‪852‬هـ)‪ ،‬مع زيادات‬
‫يسير من شرحها "نزهة النظر يف توضيح نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر‪ ،‬ومن غيرها من الكتب‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه المنظومة يف اثنين وسبعين بيتًا‪ ،‬فهي متوسطة يف حجمها‪ ،‬فال هي بالطويلة المم ّلة‪ ،‬وال‬
‫بالقصيرة المخ ّلة‪ ،‬وسميتها‪" :‬الجواهر والدُّ رر نظم نخبة ِ‬
‫الف َك ْر"‪.‬‬ ‫َْ‬
‫ّ‬
‫ويدل على أنواع الحديث‬ ‫ويوضح ما فيها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ثم شرعت يف وضع شرح لها لطيف مختصر يب ّين معانيها‪،‬‬
‫التي تضمنتها‪ ،‬كي ال يبقى يف األبيات غموض وال استغالق‪ ،‬وسميته‪" :‬الشرح المختصر على الجواهر‬
‫ُخبة ِ‬
‫الف َك ْر"‪.‬‬ ‫والدُّ رر نظم ن ِ‬
‫ْ‬
‫واهلل أسأل أن يكتب التوفيق والقبول لكاتبها وقارئها‪ ،‬وأن ينفع هبا طالب العلم ومحبيه‪ ،‬وأن يجعلها لنا‬
‫َ‬
‫ذخر ًا يوم نلقاه‪ ،‬إنه جواد كريم‪.‬‬
‫كتبه‬
‫أد محمد بن أحمد بن علي باجابر‬
‫األستاذ بقسم الشريعة والدراسات اإلسالمية‬
‫بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة‬

‫‪2‬‬
‫ُخبة ِ‬
‫الفك َْر‬ ‫الجواهر والدُّ رر نظم ن ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬

‫جــابـــــــــــ ِـر‬
‫ِ‬ ‫خــيــر‬
‫َ‬ ‫اهلل‬
‫أحــمــدُ ربــي َ‬ ‫قــال مـحـمــدب هـو ابـ ُن جـــــــــــابِـ ِ‬
‫ــــــــر‬ ‫(‪)1‬‬
‫ـحـــ ِبـــ ِه ومـــ ْن قـــفـــا‬ ‫ِ‬
‫وآلـــه وصــــــ ْ‬ ‫مصــــلـيــًا عـلـى الـنـب لـي الـمصــــطـفـى‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِ‬ ‫فـــهـــذه مـــنـــظـــومـ ـ بة مـ ـ ــ ُـل الـــدُّ َر ْر‬
‫ـم الـحــديــث واأل َثـ ْ‬
‫ــــــــر‬ ‫أودعـتـُهــا عـل َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫ـار نـُــــــــ ْخـبـ ِـة الـ ِفـ َكـر‬
‫ضــــمـنـ ـُت هــا ثـمـ َ‬ ‫ـهاب ِ‬
‫ابن َح َج ْر‬ ‫لخصـ ـتُـــــــها من الشــ ِ‬
‫َّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫مــ ْن شــــــرحــهــا رأيــتــهــا جــديــر ْة‬ ‫وزدتـــ ـهـــــا زيـــــاد ًة يســــــــيـــــر ْة‬ ‫ُ‬ ‫(‪)5‬‬
‫ـــــــــه ـ ِد‬
‫ْ‬ ‫ـظ بــغــيـ ِـر َج ـ‬
‫ُت ـ َي لســـ ـ ُر الــحــفـ َ‬ ‫ـث َبـ ـ ْعـ ـدَ ُبـ ـ ْعـ ـ ِد‬
‫ُتـ ـ َقـ ـ ّر ُب الـــحـــديــ َ‬ ‫(‪)6‬‬
‫أصــــــ ُ‬
‫ـولـــ ُه درايـــ بة ُيصـــــــطــــلـــ ُ‬
‫ـح‬ ‫ـح‬
‫ـومــ ُه مصــــــطـــلــ ُ‬
‫أسمممممممما ُ عـــلــ ُ‬ ‫(‪)7‬‬
‫وقـبـل ـه قــدْ ُســــ ِمـعــا‬
‫َ‬ ‫الـح َســــ ْن‬
‫هـو َ‬ ‫ُ‬
‫أول َمـ ـن َصمممم م م مفم م ُمـ ـجــ َّـمـ ـ َعـ ـا‬ ‫(‪)8‬‬
‫وكــــ ُّـل آت ْإثــــ َر ُه ُيضــــــــيــــ ُ‬
‫ـف‬ ‫ـف‬
‫ـتصــــ ـنـــيــ ُ‬
‫ـم تـــوالـــى بــ ْـعــدَ ه الــ ْ‬
‫ثــ َّ‬ ‫(‪)9‬‬
‫ِ‬
‫كــاثــر‬ ‫جــمــع عــن مــ ــيــل‬
‫ب‬ ‫يــرويــه‬ ‫إمـ ـا بمممالمممتممموا م مرِ‬ ‫(‪ )10‬ثـــم الـــوصـــــ ُ‬
‫ـول َّ‬
‫ـح ـدْ ِ‬
‫ـت ال لــلـ َ‬
‫ـم ســـــمــعـ ُ‬
‫كــقــولــهـ ْ‬ ‫ـون مســــــنـــد ًا لـــلـــحـ ـ لس‬
‫(‪ )11‬وأن يـــكــ َ‬

‫فــانــ َتــبــ ْه‬


‫غــريــب ْ‬
‫ب‬ ‫مشـــــهــور‬
‫ب‬ ‫عــزيــزُ‬ ‫ـع ِبـ ـ ْه‬‫ـان آحممما ا فـــال ُيـ ـقـــطــ ُ‬ ‫(‪ )12‬أو كــ َ‬

‫ـاعــ ـتــ ـرِ‬ ‫إن َحــ ـ َّفــ ـ ُه قــــرائــ ـ بن فـــ ْ‬


‫ْ‬ ‫ـم نـــظــ ِـر ْ‬
‫(‪ )13‬وقـــدْ ُيـ ـفـــا ُد مـــنـــه عـــلــ ب‬
‫ـب‬ ‫ِ‬ ‫ـب‬
‫إمـ ـا مـــطـــلـــقـــًا غـــريــ ُ‬
‫(‪ )14‬والمممفمممر ُ ّ‬
‫وغـــيــ ُـر ُه المم ْسمممممبمم ْ لـــه نَصــــــيــ ُ‬
‫ِ‬
‫راويـــه وال ُمـــ َعـــ َّلـــ ُل‬ ‫مـــا شــــــ َّـذ‬ ‫ُ‬
‫ـتصــــــل‬ ‫َصمممم م م م م م ُ م م ُ بـ ـ ـــقـــة يــ‬ ‫(‪)15‬‬
‫الـجـعـفـي قـبـ َـل ُم ْســــ ِ‬
‫لـم‬ ‫َق ـدْ قممدمموا ُ‬ ‫ـب المممتمممفممماو ِ الــ ُـم َســــ ـ َّلــ ِم‬ ‫بســــــبــ ِ‬ ‫(‪)16‬‬
‫َّ‬
‫نــزل‬ ‫ِ‬
‫بــحــفــظــه ْ‬ ‫والمم َ َسممممم ُ الــذ‬ ‫(‪)17‬‬
‫عن الصــــحيحِ ‪ ،‬ضـــــابطــًا ولم َيزَ ْل‬
‫ِ‬ ‫وحســــ ـن قـــدْ يـ ـرتـــقـــي لمممهم م مممر ِ‬
‫بــغــيــره‬ ‫إن ُقــ ِر ْن‬
‫إلــى الصممممم مم مم ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫(‪)18‬‬
‫مــن الشــــ ِ‬
‫ـروا واحــد ًا أو ُق ـ ْل عــد ْد‬ ‫هو الـذ َفـــــــ َـقـدْ‬ ‫ُ ْ‬
‫قـل َ‬ ‫(‪ )19‬ثم الضممم‬

‫لمممهم م مممر ِ بـــعـــاضــــــد ِبـ ـال َو َهـ ـ ْن‬ ‫ـعيف َيرتقي إلى ال سممم ْ‬
‫(‪ )20‬كــذا الضـــ ُ‬
‫ِ‬
‫وغـيـر الـمـعـتـَ َبـ ْر‬ ‫كــالـوضــــ ِع والـِ ِ‬ ‫يم مْم َجمبِم ْر‬ ‫(‪ )21‬ال يــرتــقــي مــا َضمممم م ُمف م‬

‫كــــرار َو َقــــ ْع‬


‫ب‬ ‫َتــــر ُّد بد مــــنــــ ُه َ‬
‫وتــــ‬ ‫مع‬
‫(‪ )22‬وال َ َسممم ُ الصممم ُ عنــدَ من َج ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )23‬مــــقــــبــــولــ ـ بة زيمممما ُ المم م ممممقمممما ِ‬
‫الــرواة‬ ‫أوثــق‬
‫َ‬ ‫ف‬‫تــخــالــ ْ‬ ‫ـم‬
‫مــالـــــــــــ ْ‬
‫ضــــعـف فممم مكمر َشــــقـي‬
‫ب‬ ‫وإن يـكـ ْن‬ ‫ـول بضــــــدل األوثــ ِـق‬
‫وشممممم مـــقـــبــ ب‬
‫َ‬ ‫(‪)24‬‬

‫‪3‬‬
‫وقـــيــ َـل ممم ممكممر هـــو الضــــــعـــيــ ُ‬
‫ـف‬ ‫(‪ )25‬ضـــــدُّ هـمــا الممم مفمو ُ والممم مرو ُ‬
‫ب بــال َف ـ ِ‬
‫وات‬ ‫والصـــــح ـ ِ‬ ‫ـا‬ ‫(‪ )26‬و مممممابمممممع مــــــوافـــــ ُـق الـــــ ِ‬
‫ْ‬ ‫يف الــنـ ل‬ ‫ـرواة‬
‫ِ‬
‫الــكــتــاب‬ ‫ُ‬
‫الــبــحــث يف‬ ‫عممتممبممار‬ ‫وا‬ ‫ف يف الصــــحــابِـي‬ ‫(‪ )27‬وشممممماهممد لـلـ ُخـ ْلـ ِ‬
‫ُ‬
‫ـارضـــــ ْه‬
‫ـعـيـف عـ َ‬
‫ب‬ ‫بـمـ ِـل ـ ِه ال ْ‬
‫إن ضــــ‬ ‫ـارضـــــ ْة‬
‫ـم مـن ُمـعـ َ‬
‫مم الســـــال ُ‬
‫(‪ )28‬والم ُمم ْ مك ُ‬
‫ثـم الم سمممم ُ فممالمتمرجم م ُ‬ ‫مالمجمممع ّ‬
‫ُ‬ ‫فم‬ ‫ـح‬
‫ـارض َصــــــريــ ُ‬
‫(‪ )29‬وإن يـــكـ ـ ْن تـــعــ ب‬
‫وقـــيــ َـل عـ ـ ْن َّأو ِلـ ـهـــا ُمم م ْخم متمم َملم م ُ‬ ‫ف‬ ‫(‪ )30‬ثــم اضممم م ممرا ُح ـكــم ـ ُه الــتـ ُّ‬
‫ـوق ـ ُ‬
‫"سمممم ْقمط" و" َطم م " وهـمــا نـوعـ ِ‬
‫ـان‬ ‫ِ‬
‫أمــران‬ ‫(‪ )31‬وســــــبــب الضـــــ ِ‬
‫ـعــف هــنــا‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫رسمممممل َخممفمم ْ‬ ‫وممم َ‬


‫ُمممدَ لمم ُمــنــ ُه ُ‬ ‫(‪َ )32‬سمممم ْقمط جملم بـعــدَ ه َسمممم ْقمط َخمفم ْ‬
‫ُممم ْمم َقمم ِممع مـــنــ ُه كـــذا ُممم ْ َضممممم ُل‬ ‫رسممممم ُل‬ ‫فممممم َ‬
‫(‪ )33‬ثــم َ ِ‬
‫الممجمملمم ْ ُممم َ مملممق ُ‬
‫فو ْصــ ـ ُل ـ ُه ُعلِـ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )34‬م م م ْ م ِ م م ـعـ ِ‬
‫ـاصـــــ بر وقــدْ َســـــلِ ـ ْم‬
‫م ْن َو ْصــ ـف َت ـدليـس َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ـوصـــــل بــال مِ ـ ِ‬
‫راء‬ ‫ُ‬ ‫كــي َي ـ ـ ُـب ـ َت الـ‬ ‫واخـ ـ ِتـ ـيـــر ال بـ ـدَّ ِمـ ـن الـــلـــقــ ِ‬
‫ـاء‬ ‫ْ‬ ‫(‪)35‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الــطــع ـن يف الضمممممب م ِ‬
‫ط ويف ال م َ مدال م ْة‬ ‫(‪ )36‬والـــطـــعــن نـــوعــ ِ‬
‫ـان ِبــال مـــحـــالــ ْة‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ُ‬
‫وتـ ـ ْهـ ـمـ ـ بة ممممتمممرو م م ُ مســــــمــ ُ‬
‫ـوع‬ ‫(‪ )37‬فــــمــــا روا ُه كـــ ب‬
‫ـاذب مممموضممممممو ُ‬
‫وغـــ َلـــ ب قــــدْ َكـــ ُـــرا‬
‫وغـــ ْفـــ َلـــ بة َ‬
‫َ‬ ‫(‪ )38‬ومــا روا الـفــاســـ ُـق َســ ـ لم الممم مكمرا‬
‫ُ‬
‫تــكــون واضــــــحــ ْة‬ ‫ذات خــفــاء ال‬
‫ُ‬ ‫والمم ممملمم ُة الـــتـــي تـــكــ ُ‬
‫ـون قـــادحـ ـ ْة‬ ‫(‪)39‬‬

‫وتــأخــيــر هبــا‬
‫ب‬ ‫تــقــديــم‬
‫ب‬ ‫والممقمملمم ُ‬ ‫مدر زيــــاد بة ِمـــ ْن غــــيــــرهــــا‬ ‫ومممم َ‬ ‫(‪)40‬‬

‫ـان يف الشــــك ـ ِل فــذا المتم مريم ُ‬ ‫ْأو كـ َ‬ ‫َت ـ َغ ـ ُّي ـ ُر الـ َـن ـ ْق ـ ِ هــو الممتصممم م م م ُ‬ ‫(‪)41‬‬

‫ـاري‬ ‫وجـــــوزوا لـــــعـــــالـــــم وعــــ ِ‬ ‫ص والمممممرا ِ ِ‬‫ممقمم ِ‬‫ومــنـــعـــوا بممالمم ْ‬ ‫(‪)42‬‬


‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و ُمم م ْبم م َهم مم راويــ ِـه لــ‬
‫ـــــــــــم ُي َســــ ـ َّم‬
‫ْ‬ ‫(‪ )43‬ممم م يممممدُ إســــــــنــــاد بــــراو َثــــ َّم‬
‫ِ‬
‫الــواحــد‬ ‫ِ‬
‫بــغــيــر‬ ‫جممهممالمم ُة المم مما ِ‬ ‫ِ‬
‫الــواحــد‬ ‫(‪ )44‬جممهممالمم ُة المم َ مم مم ِ انــفــرا ُد‬
‫ِ‬
‫لـنصــــر بِ ـدْ ع ســـــاعـي ـ ْة‬ ‫ْأو ْ‬
‫إن تـكـ ْن‬ ‫(‪ )45‬وار ُد ْد عـــلـــى ذ بمممدعمممة وداعـــيــ ْة‬
‫أو طممار ممخ ُممم َخمملمم ممخ ال جـــازمـــا‬ ‫(‪ )46‬وسمممممو ُ ِحمم ْفممظ قــد يــكــون الزمــا‬
‫ِمــن بــعــ ِد َتــ ْخــلــيــ فــال َتــأبــه ِ‬
‫بــه‬ ‫ِ‬
‫حــفــظــه‬ ‫(‪ )47‬ومــا روا مممخمملممط ِمــ ْن‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ودونــ ـ ُه المممممممممقمم م ممممو ُ‬
‫َ‬ ‫وتــــابــــع‬ ‫لــلــنــبــي المممممرفممو ُ‬
‫ْ‬ ‫يضـــــاي‬
‫ُ‬ ‫(‪ )48‬ومــا‬
‫مـعـروي‬
‫ُ‬ ‫ـدهـم‬
‫والمرفمع ُحمكممممخ عـنـ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وإن يـــكــ ْن لصــــــاحـــب ممموقممو ُ‬ ‫(‪)49‬‬

‫ـوع‬
‫ـوي والـــمـــقـــطــ ُ‬ ‫واألثممر الـــمـــوقــ ُ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )50‬ومسمممممم ممممد مــــتصــــــ بـل مــــرفـــ ُ‬
‫ـوع‬
‫بضـــــــدّ ِه قــــدْ قـــ َّـيــ ـدُ وا‬
‫ِ‬ ‫ونمممماز‬ ‫ِ‬
‫فــيــه الــعــد ُد‬ ‫(‪ )51‬والمم مما ِ مــا قــدْ َقــ َّل‬

‫‪4‬‬
‫وقـــ ُه قــــدْ وافــــقـــ ْه‬ ‫إن َفـــ َ‬
‫ْ‬ ‫وبمممدَ‬ ‫الممممموافمم َقمم ْة‬
‫َ‬ ‫ـولــه لشـــــ ِ‬
‫ـيــخــه‬ ‫(‪ )52‬وصـــــ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫صمممممافمم َفــ ْلــ َتــــــــــ ـ ْعــدُ ِد‬ ‫ودونــ ُه ُم‬
‫َ‬ ‫ـخ ـه يف الــعـ ِ‬
‫ـدد‬ ‫(‪ )53‬وقــدْ يسممممماو شـــــيـ َ‬
‫روا ِبـــال َتـــ َحـــ ُّرجِ‬
‫كـــالهـــمـــا ُيـــ َ‬ ‫المممممممممدبمممم ِ‬
‫ران و ُ‬ ‫األقمممم ِ‬
‫ْ‬ ‫(‪ )54‬روايــــ ُة‬
‫جــي‬ ‫أ ممابممر عــن صممممما ممر فــقــدْ َتــ ِ‬ ‫(‪ )55‬أصممممما ممر عــن ممابممر َدومــًا َت ـ ِ‬
‫ج ـي‬
‫و ِحممممق روايـــ ـ ُة األصــــــــاغــــ ِـر‬ ‫وسمممممممابمممممق روايـــ ـ ُة األكـــــابــــ ِـر‬ ‫َ‬ ‫(‪)56‬‬
‫تصـــــاصـــــ ِه ُيـ َم ـازُ الـمـجـمـ ُـل‬
‫ِ‬ ‫وبــا ْخـ‬ ‫تـواف ُـق األســــمـ ِ‬
‫ـاء ذا َ الممممممم م ُمم ْهم َم م ُل‬ ‫(‪)57‬‬
‫ف ـاقـبـل ـ ْه ‪ ،‬ال جـزمــًا ويف الـجـز ِم ْار ُد ِد‬ ‫نسممممم المم ممديمم َ ذا تــ ِ‬
‫ـردد‬ ‫وممم َ ِ‬ ‫(‪)58‬‬
‫ْ‬
‫ووصـــــف َنــ ُ‬
‫قــلــوا‬ ‫ْ‬ ‫كــذا يف حــال‬ ‫تـــوافــ بـق يف ِصــــ ـفـــة ُم َسمممم م ْل َسمممم م ُل‬ ‫(‪)59‬‬
‫سمممممممماعمم مما والمم َ مم ْر ُ فممااجمماز ْ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )60‬طممرا م ُمق الممت م َ م ُّم م ِل الـــــــــــ ُـمــجــاز ْة‬
‫َو ِصمممممممم مممممة ِو َجممممما تـــــمـــــا ُم‬ ‫إعممممال ُم‬‫ْ‬ ‫مممماو ُمممممكمممما ِمممم‬ ‫(‪ُ )61‬ممممم ِ‬

‫يف َر ْســــ ِمــــــــــ ِـه‬ ‫ُمم ْت مَ ِلم‬ ‫ُمم ْخمتمَ ِلم‬ ‫(‪ُ )62‬مم متم م ِفم مق ُمم م ْفم م َتم مرِق يف ِجســــــمــ ِـه‬
‫اســـــ ُمــ ُه إ ْذ ُر لكــ ِبــا‬
‫فممالمم ُممم َت َشممممم ِابمم ُ ْ‬ ‫ـون ِمـ ـ ْنـ ـهـــمـــا ُمـ ـ َّ‬
‫ركـ ـبـــا‬ ‫(‪ )63‬ومـــا يـــكــ ُ‬
‫َكرارهما" لـــــــ َـم ْن َدرا‬ ‫بعـدهـا "‬ ‫مِن ِ‬ ‫مل "أوثم ُمق الم َمو َرى"‬ ‫(‪ )64‬مممرا م ُ الممتم ممديم ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫" فيهــا‬ ‫ثم "الصمممممدُ ُ‬
‫وق" "ل َ ب م‬ ‫(‪ )65‬و"ثِمممممم مقممممممممممة" مِـ ْن بـعـ ِـدهــا تـلـيـهــا‬
‫الوسم ْط"‬
‫مع " َ‬
‫كذا "بشم ""صممال " َ‬ ‫مدوق إن يمكم ْ ب م َ م َلم ْط"‬ ‫(‪ )66‬ثـم "الصمممم ُ‬
‫مك مر" يــكـ ُ‬
‫ـون‬ ‫ثــم " َضممم م م م " " ُم م م َ‬ ‫(‪ )67‬ممرا م ُ المتمجمريم ِ "فم م ِ ِلممممممممم م ُ "‬
‫ذاه م ُ الم ممدي م ِ "‬ ‫فـــــــ ـ"ممتمهمم" و" ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫مالم " " ُمـ َّطـ َر ُح الم ممدي م ِ "‬
‫(‪ )68‬فـــــــ ـ" م ِ‬

‫"ف م م ُ الم مما ِ " و"ر م " قــالـوا‬ ‫(‪ " )69‬م ا " ا ْو "وضمممما " ا ْو " جما ُ "‬
‫مرح فم ممم ْ لمم ُيم ممد ْ قــدْ ُر ِو‬
‫والمج ُ‬ ‫(‪ )70‬و َقـبِـ ُلـــــــــوا األحـكــا َم مـن َع مد َقمو‬
‫فســــــر ًا مـــن عـــاري بــ ِـقـ ـيـــلــ ِـه‬ ‫(‪ )71‬وقممدممموا الممجممرح عمملممى مم ممديمملمم ِ‬
‫ُمـ ـ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ـم ُثـ َّم الــلـ َـق ـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫كــذا الــكــنــى واالســــ ُ‬ ‫ب‬ ‫(‪ )72‬م م ممرف م ُة األحمموا مــنــهــا الـ َ‬
‫ـنســـــ ُ‬
‫ب الم ِفمق م ِ و َمـ ْن حــازَ َحـ َوا‬ ‫حســـــ َ‬‫أو َ‬ ‫ب م ْن َر َوى‬ ‫َْصممم ُف ُه ْم لل ُك ْتم ِ ْ‬
‫حســ ـ َ‬ ‫(‪)73‬‬
‫ب يف خـتــامِ ـ ِه‬ ‫ـح ـ ِ‬ ‫ســــــالمـــ ِه‬
‫ِ‬ ‫(‪ )74‬ثـــم صــــــال ُة اهللِ‬
‫عـلـى الـنـب ْـي والصـــ ْ‬ ‫مـــع‬
‫ْ‬

‫‪5‬‬
‫المختصر‬
‫ُ‬ ‫الشرح‬
‫ُ‬

‫ُخبة ِ‬
‫الفك َْر"‬ ‫على "الجواهر والدُّ رر نظم ن ِ‬
‫ْ‬

‫ـابـــــــــ ِـر‬
‫خـيـر جـ ِ‬
‫اهلل َ‬ ‫أحـمــدُ ربـي َ‬ ‫قـال محمـدب هو اب ُن جـــــــــابِـــــــ ِـر‬ ‫(‪)1‬‬
‫ـحـ ـ ِبـ ـ ِه ومـ ـ ْن قـــفـــا‬ ‫ِ‬
‫وآلـــه وصـــــ ْ‬ ‫النبي المصــــطفى‬
‫مصــــليــًا على ل‬ ‫(‪)2‬‬
‫أودع ُتهـا علم الحـدي ِ‬
‫ـث واأل َثـــــــ ْـر‬ ‫فــهــذه مــنــظــومــ بة مــ ُــل الــدُّ َر ْر‬ ‫(‪)3‬‬
‫َ‬
‫الف َكر‬‫ـخبـ ِـة ِ‬ ‫ـار نُـــــــ ْ‬ ‫الشهاب ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ضــــمنتُهــا ثمـ َ‬ ‫ابن َح َج ْر‬ ‫لخصتُـها من‬ ‫(‪)4‬‬
‫مــن شـــــرحــهــا رأيــتــهــا جــديــر ْة‬ ‫ُ‬
‫وزدتــــهــــا زيــــاد ًة يســـــــيــــر ْة‬ ‫(‪)5‬‬

‫موضوع هذه المنظومة هو "علم مصطلح الحديث"‪ ،‬وهي مستقاة من كتاب "نخبة الفكر يف‬
‫مصطلح أهل األثر" للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر‬
‫العسقالين (‪852‬هـ)‪ ،‬مع زيادات يسيرة غالبها من شرحها "نزهة النظر يف توضيح نخبة‬
‫الفكر" للحافظ ابن حجر‪.‬‬
‫وتعريف علم مصطلح الحديث أو علوم الحديث‪" :‬علم بقواعد يعري هبا أحوال السند‬
‫والمتن من حيث القبول والرد"‪.‬‬
‫وموضوع هذا العلم‪ :‬سند الحديث ومتنه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا العلم‪:‬‬
‫‪ -1‬تمييز الحديث الصحيح المقبول من الضعيف والمردود‪ ،‬هذا يتحقق لمن توسع يف هذا‬
‫العلم وتمكن منه‪.‬‬
‫‪ -2‬فهم كالم العلماء ومصطلحاهتم المذكورة يف كتبهم‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة من هج العلماء يف خدمة السنة المطهرة والحديث الشريف مما يورث ال قة بالسنة‬
‫المطهرة‪.‬‬

‫ـظ بـغـي ِـر َجـــــــــ ْـه ـ ِد‬


‫ُتـ َي لســــ ُر الـحـف َ‬ ‫الــحــديــث َبــ ْعــدَ ُبــ ْعــ ِد‬
‫َ‬ ‫ُتــ َقــ لر ُب‬ ‫(‪)6‬‬
‫أصـــــ ُ‬
‫ـولـ ـ ُه درايـ ـ بة ُيصــــــطـــلــ ُ‬
‫ـح‬ ‫ـح‬
‫ـوم ـ ُه مصـــــطــلـ ُ‬
‫أسمممممممما ُ عــلـ ُ‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪6‬‬
‫تطلق على هذا العلم أسماء اصطالحية عديدة‪ ،‬منها‪" :‬علوم الحديث"‪ ،‬و"مصطلح‬
‫الحديث"‪ ،‬و"أصول الحديث"‪ ،‬و"علم الحديث دراية"‪.‬‬
‫و تعريف هذا العلم‪" :‬علم بقواعد يعري هبا أحوال السند والمتن من حيث القبول والر ّد"‪.‬‬
‫وموضوعه الراو والمرو ‪ ،‬وفائدته معرفة ما يقبل من الحديث وما يرد‪.‬‬

‫وقبل ـه قــدْ ُســ ـ ِمعــا‬


‫الح َســ ـ ْن َ‬
‫هو َ‬ ‫ُ‬
‫أول َمــن َصممممم ممفمم ُمــجــ َّـمــ َعــا‬ ‫(‪)8‬‬
‫وكـــ ُّـل آت ْإثــ ـ َر ُه ُيضـــــــيـــ ُ‬
‫ـف‬ ‫ـف‬
‫ـم تــوالــى َب ـعــدَ ُه الــتصـــــنــيـ ُ‬
‫ثـ َّ‬ ‫(‪)9‬‬

‫مر التصنيف يف هذا العلم على مراحل فقد كانت قواعد هذا العلم التي مدارها على الت بت‬
‫َّ‬
‫يف أخبار الرواة مب وثة يف صدور العلماء‪ ،‬ثم بدأ تدوين ك ير منها يف ثنايا كتب ليست خاصة‬
‫هبذا العلم‪ ،‬م ل‪ :‬كتاب "الرسالة" لإلمام الشافعي‪ ،‬و"مقدمة اإلمام مسلم" لصحيحه‪ ،‬وك ير‬
‫من "كتب الرجال"‪ ،‬و"علل الحديث"‪ ،‬و"السؤاالت"‪ ،‬حيث تضمنت مسائل يف علم‬
‫المصطلح‪.‬‬
‫خالد الرامهرمز (‪360‬هـ) وألف‬
‫إلى أن جاء القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن ّ‬
‫كتابه‪" :‬المحدث الفاصل بين الراو والواعي"‪ ،‬فكان ّأو َل من صنّف يف هذا العلم تصنيفًا‬
‫مستقالً‪.‬‬
‫ثم تتابع التصنيف فيه إلى أن جاء الحافظ الفقيه تقي الدين أبوعمرو ع مان بن الصالح‬
‫عبدالرحمن الشهرزور نزيل دمشق (‪643‬هـ)‪ ،‬وألف كتابه "معرفة أنواع علوم الحديث"‬
‫على منواله اختصار ًا وشرحًا ونظمًا‪ ،‬حتى‬ ‫والمشهور بـ"مقدّ مة ابن الصالح"‪ ،‬ثم سار النا‬
‫قال عنه الحافظ ابن حجر يف نخبته‪" :‬فاجتمع يف كتابه ما تفرق يف غيره‪ ،‬فلهذا عكف النا‬
‫ِ‬
‫ومعارض‬ ‫ِ‬
‫ومقتصر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ومستدر عليه‬ ‫ِ‬
‫ومختصر‪،‬‬ ‫عليه وساروا بسيره‪ ،‬فال يحصى كم ناظِم له‬
‫ِ‬
‫ومنتصر"‪.‬‬ ‫له‬
‫ثم تتابع التصنيف فيه إلى أن جاء الحافظ أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر‬
‫العسقالين (‪852‬هـ)‪ ،‬وألف كتابه "نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر"‪ ،‬ثم شرحه يف كتابه‬
‫"نزهة النظر يف توضيح نخبة الفكر يف مصطلح أهل األثر"‪ ،‬وصار عمدة لمن بعده‪.‬‬
‫ثم تتابع التصنيف يف هذا العلم حتى عصرنا الحاضر‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪7‬‬
‫ـع عــن مـ ــيــل كــاثـ ِـر‬
‫يــرويــه جــمـ ب‬ ‫إمــا بممالممتمموا ممرِ‬ ‫(‪ )10‬ثــم الــوصـــــ ُ‬
‫ـول َّ‬
‫للحـدْ ِ‬
‫ـمعـت" ال َ‬
‫كقولهم "ســـ ُ‬
‫ْ‬ ‫لــلــحــس‬
‫ل‬ ‫يــكــون مســـــنــد ًا‬
‫َ‬ ‫(‪ )11‬وأن‬

‫ينقسم الحديث باعتبار وصوله إلينا إلى قسمين‪" :‬متواتر"‪ ،‬و"آحاد"‪.‬‬


‫فالقسم األول المتواتر‪ :‬وهو "ما رواه عدد كبير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب أو الخطأ‪،‬‬
‫ال إلى معقول‪.‬‬ ‫الحس"‪ ،‬بأن يسندوا إلى محسو‬
‫ّ‬ ‫عن م لهم‪ ،‬ويكون منتهى إسنادهم‬
‫والمراد "بجمع" و"بم يل كاثر" يف النّظم‪ ،‬أ بلغوا الك رة التي يستحيل يف العادة معها‬
‫االتفاق على الكذب أو الخطأ‪.‬‬
‫واستحالة العادة عليهم الكذب أو الخطأ هو الضاب يف حدّ الك رة يف المتواتر وليس الحصر‬
‫يف عدد مع ّين‪.‬‬
‫إلى تصديقه وال تملك ر ّده‬ ‫والخر المتواتر يفيد العلم اليقيني الضرور الذ تضطر النفو‬
‫بال نظر واستدالل‪ ،‬وهو مقبول كله‪.‬‬

‫ـب فــانـْ تـَ ب ـ ْه‬


‫مشــــهـور غـريـ ب‬
‫ب‬ ‫عـزيـز‬
‫ُ‬ ‫قــطــع ِبــ ْه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كــان آحمما ا فــال ُيــ‬ ‫(‪ )12‬أو‬

‫والقسم ال اين اآلحاد‪ :‬وهو "ما لم يبلغ حدّ التواتر‪ ،‬ولم يجمع شروطه"‪.‬‬
‫وينقسم خر اآلحاد إلى ثالثة أقسام هي‪" :‬المشهور"‪ ،‬و"العزيز"‪ ،‬و"الغريب"‪.‬‬
‫فالمشهور هو‪" :‬ما رواه ثالثة فأك ر يف ّ‬
‫أقل طبقة من طبقات السند ما لم يبلغ حدَّ التواتر"‪.‬‬
‫والعزيز هو‪" :‬ما رواه اثنان يف ّ‬
‫أقل طبقة من طبقات السند"‪ ،‬وهذا اختيار الحافظ ابن حجر‪.‬‬
‫وعند ابن َمنْدَ ه‪ :‬هو "ما رواه اثنان أو ثالثة"‪ ،‬وتبعه على ذلك ابن الصالح والنوو وابن ك ير‪.‬‬
‫وعلى هذا القول فالمشهور هو‪" :‬ما رواه أك ر من ال الثة يف ّ‬
‫أقل طبقة من طبقات السند مالم‬
‫يبلغ حدّ التواتر"‪.‬‬
‫الغريب هو‪" :‬ما رواه راو واحد يف أقل طبقة من طبقات السند"‪.‬‬

‫فـــاعـــتـــرِ‬
‫ْ‬ ‫إن َحـــ َّفـــ ُه قـــرائـــ بن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫نــظــر ْ‬ ‫عــلــم‬
‫ب‬ ‫(‪ )13‬وقــدْ ُيــفــا ُد مــنــه‬

‫‪8‬‬
‫خر اآلحاد فيه المقبول وفيه المردود بحسب توفر شروا القبول فيه‪ ،‬واألصل يف خر اآلحاد‬
‫صح سنده أنه يفيد "الظ َّن"‪ ،‬وهو إدرا الطري الراجح‪ ،‬ويجب األخذ به والعمل بمقتضاه‬
‫إذا ّ‬
‫يف العقائد واألحكام وغيرها‪.‬‬
‫وذهب الحافظ ابن حجر إلى أن خر اآلحاد إذا احتفت به قرائن فإنه يرتقي ويفيد "العلم‬
‫النظر "‪ ،‬وهو الناتج عن النظر واالستدالل‪ ،‬وهو دون العلم اليقيني الضرور ‪.‬‬
‫ومن هذه القرائن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما أخرجه الشيخان يف صحيحيهما أو أحدهما مما لم يبلغ حدَّ التواتر‪ ،‬ولم ينتقده بعض‬
‫الحفاظ‪ ،‬وذلك لجاللتهما يف هذا الشأن‪ ،‬وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول‪.‬‬
‫‪ -2‬الحديث المشهور بأسانيد صحيحة سالمة من الضعف والعلل‪.‬‬
‫يرويه الشافعي‬ ‫‪ -3‬الحديث المسلسل باألئمة الحفاظ المتقنين وليس غريبًا‪ ،‬كالذ‬
‫ويشاركه فيه غيره عن مالك‪ ،‬ويشاركه فيه غيره عن نافع‪ ،‬ويشاركه فيه غيره عن ابن عمر رضي‬
‫اهلل عنهما‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬يختا بالصحيحين‪ ،‬وال اين بما له طرق متعددة‪ ،‬وال الث بما رواه األئمة الحفاظ‪.‬‬

‫ـب‬ ‫ِ‬
‫وغــيـ ُـر ُه الم ْسممممبم ْ لــه نَصـــــيـ ُ‬ ‫غــريــب‬
‫ُ‬ ‫إمــا مــطــلــقــًا‬
‫(‪ )14‬والممفممر ُ ّ‬

‫ينقسم الغريب إلى "غريب مطلق"‪ ،‬و"غريب نسبي"‪.‬‬


‫‪ -1‬الغريب المطلق هو‪" :‬ما كانت الغرابة والتفرد يف أصل سنده"‪ ،‬وأك ر ما يطلقون عليه‬
‫"الفرد" أ "الفرد المطلق"‪.‬‬
‫وأصل السند ما كان مدار اإلسناد عليه‪ ،‬كحديث (إنما األعمال بالنيات)‪ ،‬حيث تفرد بروايته‬

‫وتفرد به عنه علقمة بن و ّقاص‪ّ ،‬‬


‫وتفرد به عنه محمد بن‬ ‫عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ّ ،‬‬
‫تفرد يحيى بن سعيد األنصار ‪ ،‬ثم انتشر الحديث ورواه عدد كبير‪.‬‬
‫إبراهيم التيمي ‪ ،‬وعنه ّ‬
‫النسبي هو‪" :‬ما كانت الغرابة يف أثناء السند‪ ،‬بأن يرويه أك ر من راو يف أصل سنده‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬الغريب‬
‫ثم يحصل التفرد بعد ذلك بالنسبة ألمر مع ّين"‪ ،‬وأك ر ما يطلقون عليه "الغريب"‪ ،‬أ‬
‫"الغريب النسبي"‪.‬‬
‫ومن أم لة ذلك‪:‬‬
‫تفرد به من ال قات فالن"‪ ،‬مع كونه مرويًا من وجوه‬
‫تفرد ثقة برواية الحديث‪ ،‬فيقال‪ّ " :‬‬
‫‪ّ -1‬‬

‫‪9‬‬
‫أخرا عن غيره‪.‬‬
‫تفرد به فالن عن الزهر " م الً‪ ،‬مع كونه مرويًا‬
‫تفرد راو مع ّين عن راو مع ّين‪ ،‬فيقال‪ّ " :‬‬
‫‪ -2‬أو ّ‬
‫من وجوه أخرا عن غير الزهر ‪.‬‬
‫تفرد به أهل مكة‪ ،‬أو أهل العراق أو الشام أو‬
‫تفرد أهل بلد‪ ،‬فيقال‪" :‬هذا الحديث ّ‬
‫‪ -3‬أو ّ‬
‫التفرد المطلق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مصر"‪ ،‬ويكون له طرق عدّ ة تخرجه عن ّ‬
‫تفرد به أهل البصرة‪ ،‬عن أهل‬
‫تفرد أهل بلد عن أهل بلد أو جهة أخرا‪ ،‬فيقال‪ّ " :‬‬
‫‪ -4‬أو ّ‬
‫تفرد به الخراسانيون عن المكيين"‪ ،‬وما شابه ذلك‪.‬‬
‫المدينة"‪ ،‬أو " ّ‬

‫مـــا شـــــ َّـذ راويــ ِـه وال ُمــ َعــ َّلـ ـ ُل‬ ‫(‪َ )15‬صممممم مم مم ُ مم ُ بــ ــقــة يــتصـــــ ُـل‬

‫ينقسم الحديث باعتبار القبول والر ّد إلى "مقبول"‪ ،‬و"مردود"‪.‬‬


‫والحديث المقبول أربعة أقسام هي‪:‬‬
‫"الصحيح لذاته"‪ ،‬و"الحسن لذاته"‪ ،‬و"الصحيح لغيره"‪ ،‬و"الحسن لغيره"‪.‬‬
‫القسم األول‪ :‬الحديث الصحيح لذاته هو‪" :‬ما نقله عدل‪ ،‬تام الضب ‪ ،‬متصل السند‪ ،‬غير‬
‫ُمع ّلل‪ ،‬وال شاذ"‪.‬‬
‫والمراد توفر الصفات يف جميع اإلسناد ورواته‪.‬‬
‫‪ -1‬والعدالة‪ :‬هي "ملكة تحمل صاحبها على مالزمة التقوا والمروءة"‪.‬‬
‫‪ -‬والتقوا‪ :‬هي "اجتناب األعمال السيئة من شر أو فسق أو بدعة"‪.‬‬
‫‪ -‬والمروءة‪ :‬هي "آداب نفسانية تحمل مراعاهتا على التح ّلي بمحاسن األخالق وجميل‬
‫فيها‪.‬‬ ‫العادات"‪ ،‬وترجع إلى العري‪ ،‬وتختلف باختالي البالد وعادات النا‬
‫‪ -2‬والضب والمراد به الحفظ‪ ،‬وهو ضبطان‪" :‬ضب صدر"‪ ،‬و"ضب كتاب"‪.‬‬
‫‪ -‬وضب الصدر هو‪" :‬أن ي بت ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء"‪.‬‬
‫‪ -‬وضب الكتاب هو‪" :‬صيانته لديه منذ سمع فيه وصححه إلى أن يؤد منه"‪.‬‬
‫وتحمل ذلك‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬والمتصل هو‪" :‬ما سلم إسناده من سق فيه‪ ،‬بأن يكون كل من رجاله سمع‬
‫المرو ّ من شيخه"‪.‬‬
‫‪ -4‬والشذوذ هو‪" :‬مخالفة ال قة أو الصدوق من هو أوثق منه"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -5‬والمع ّلل هو‪" :‬ما فيه سـبب خفي قادح مع سـالمة الظاهر" كوصـل حديث مرسـل‪ ،‬أو‬
‫رفع حديث موقوي على سبيل الوهم‪.‬‬

‫الجعفي قبـ َـل ُم ْســ ـ ِ‬


‫لم‬ ‫َ‬
‫ق ـدْ قممدموا ُ َّ‬ ‫ـب الممتممفمماو ِ الـ ُـم َســـ ـ َّل ـ ِم‬
‫(‪ )16‬بســـــبـ ِ‬

‫الحديث الصحيح وكذا الحسن تتفاوت رتبه يف القوة بحسب تفاوت هذه األوصاي‪ ،‬ولذا‬
‫قدموا‪:‬‬
‫‪ -1‬ما اتفق على إخراجه الشيخان‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم ما انفرد بإخراجه البخار يف صحيحه‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم ما انفرد بإخراجه مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم ما كان على شرطهما معًا‪.‬‬
‫‪ -5‬ثم ما كان على شرا البخار فق ‪.‬‬
‫‪ -6‬ثم ما كان على شرا مسلم فق ‪.‬‬
‫صح مما ليس على شرطهما وال شرا أحدهما‪.‬‬
‫‪ -7‬ثم ما ّ‬
‫رجح قســــم على مـا هو فوقـه بـأمور أخرا تقتضــــي‬
‫هـذا من حيـث الجملـة‪ ،‬وإال فقـد ُي ّ‬
‫الِجيح‪ ،‬كما لو كان الحديث عند مســـلم م الً‪ ،‬وهو مشـــهور قاصـــر عن درجة التواتر‪،‬‬
‫لكن حفتـه قرينـة صــــار هبـا يفيـد العلم النظر ‪ ،‬فـإنـه يقـدّ م على الحـديـث الـذ يخرجـه‬
‫البخار إذا كان فرد ًا مطلقًا‪.‬‬
‫وتظهر فـائـدة هـذا الِتيـب عنـد التعـارض بين األحـاديـث‪ ،‬فيقـدم األقوا على مـا هو دونـه‬
‫يف القوة‪.‬‬

‫عن الصـــحيحِ ‪ ،‬ضـــابطًا ولم َي َز ْل‬ ‫(‪ )17‬والم َ َسمممم ُ الــذ بـحـفـظـ ِـه ْ‬
‫نـزل‬

‫القسم ال اين ‪ :‬الحديث الحسن لذاته هو‪" :‬ما نقله عدل‪ ،‬نزل ضبطه عن التمام‪ ،‬متصل‬
‫السند‪ ،‬غير معلل‪ ،‬وال شاذ"‪.‬‬
‫والمراد نزول الضــــب عن التمــام ولو يف راو واحــد من رواة الســــنــد‪ ،‬مع وجود بقيــة‬
‫الشروا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ِ‬
‫بـغـيـره‬ ‫إن ُقـ ِر ْن‬
‫مممم م م ِ ْ‬
‫إلـى ال ص‬ ‫(‪ )18‬وحســـــن قــدْ يــرتــقــي لممهمم ممر ِ‬
‫َ‬ ‫ب‬

‫القســــم ال الث‪ :‬الصــــحيح لغيره وهو‪ّ :‬‬


‫أن الحديث الحســــن لذاته إذا تعددت طرقه فإنه‬
‫صحح ويرتقي إلى "الصحيح لغيره"‪.‬‬
‫ُي ّ‬

‫ِ‬
‫الشروا واحد ًا أو ُق ْل عد ْد‬ ‫من‬ ‫هو الذ َفــــــ َقدْ‬ ‫ُ ْ‬
‫قل َ‬ ‫(‪ )19‬ثم الضمم‬

‫الحديث الضعيف هو‪" :‬ما فقد شرطًا أو أك ر من شروا الصحيح والحسن"‪.‬‬


‫وهو من قسم المردود‪ ،‬وقد يتقوا بعضه بالمتابعات والشواهد كما سيأيت إن شاء اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬

‫لممهمم ممر ِ بــعــاضــــــد ِبــال َو َهــ ْن‬ ‫ـعيف َيرتقي إلى ال س م ْ‬


‫(‪ )20‬كذا الضـ ُ‬
‫القسم الرابع‪ :‬الحسن لغيره وهو‪ّ :‬‬
‫أن الحديث الضعيف الذ ضعفه منجر إذا تعددت طرقه‬
‫بضعيف منجر أيضًا فإنه يتقوا ويرتقي إلى "الحسن لغيره"‪ ،‬كحديث "س ّيئ الحفظ"‪،‬‬
‫المرسل"‪ ،‬ونحوهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المعنعن"‪ ،‬و"‬ ‫و"المختلِ الذ لم يتميز"‪ ،‬و"المستور"‪ ،‬و"المد للس‬
‫َ‬
‫هذا بخالي الحديث شديد الضعف والموضوع‪ ،‬حيث ال يتقوا شيء من ذلك‪ ،‬وال يقو‬
‫غيره‪.‬‬
‫الم ِعين‪ ،‬والمراد هنا‪ :‬ما يقو من المتابعات والشواهد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والعاضد هو ُ‬
‫والوهن هو الضعف‪.‬‬

‫كــالـوضــ ـ ِع والـِ ِ وغـي ِـر الـمـعـ َتـ َبـ ْر‬ ‫يم ْم َجمبِم ْر‬ ‫(‪ )21‬ال يـرتـقـي مــا َضمم م ُمف م‬

‫الحديث "الشديد الضعف"‪ ،‬و"الموضوع"‪ ،‬و"المِو " ونحوه مما ضعفه شديد هو غير‬
‫منجر‪ ،‬واليتقوا بتعدد الطرق‪.‬‬

‫وقـــع‬
‫ْ‬ ‫كـــرار‬
‫ب‬ ‫َتـــر ُّد بد مـــنـــ ُه َ‬
‫وتـــ‬ ‫مع‬
‫ُ عندَ َم ْن َج ْ‬ ‫(‪ )22‬وال َ َسم ُ ال صم‬

‫‪12‬‬
‫إذا قيل يف حديث‪" :‬حسن بصحيح" كما يقول الِمذ فذلك ألحد سببين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان للحديث إسناد واحد‪ :‬فتطلق هذه العبارة ل َتر ّدد الناقد يف الحكم على الراو ‪ ،‬هل اجتمعت‬
‫فيه شروا الصحة أو قصر عنها‪ ،‬فهو بمعنى "حسن أو صحيح"‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان للحديث إسنادان‪ :‬فاإلطالق هنا باعتبار إسنادين‪ ،‬أحدهما حسن واآلخر صحيح‪ ،‬فهو بمعنى‬
‫"حسن وصحيح"‪.‬‬

‫ِ‬
‫الـرواة‬ ‫أوثـق‬
‫ف َ‬ ‫مــالــــــــــم تـخـ ِ‬
‫ـالـ ْ‬ ‫(‪ )23‬مـــقـــبـــولـــ بة زيممما ُ الممم مممقممما ِ‬
‫ْ‬
‫المراد بـ"زيادة ال قة" زيادة المقبول وهو راو الصحيح والحسن‪.‬‬
‫وحكمها أهنا مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة‪.‬‬
‫وزيادة ال قة على أقسام هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن تكون منافية‪ ،‬بحيث يلزم من قبولها ر ّد الرواية األخرا‪ ،‬فهذه التي يقع الِجيح بينها‬
‫وبين معارضها‪ ،‬فيقبل الراجح وير ّد المرجوح‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ال يكون تناي بينها وبين رواية من لم يذكرها‪ ،‬فهذه تقبل مطلقًا‪ ،‬ألهنا يف حكم‬
‫الحديث المستقل الذ ينفرد به ال قة وال يرويه عن شيخه غيره‪ ،‬وهذا هو المشهور عن جمع‬
‫من العلماء من غير تفصيل‪.‬‬
‫والمنقو ل عن أئمة الحديث المتقدمين اعتبار الِجيح بالقرائن فيما يتعلق بالزيادة وغيرها‪،‬‬
‫وال يعري عن أحد منهم إطالق قبول الزيادة‪ ،‬ومن هؤالء‪ :‬عبدالرحمن بن مهد ‪ ،‬ويحيى‬
‫القطان‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وعلي بن المديني‪ ،‬والبخار ‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وأبو‬
‫حاتم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والدارقطني‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫ـعف فم كر َشــ ـقي‬


‫وإن يك ْن ضـــ ب‬ ‫ـول بضـــــدل األوثـ ِـق‬
‫وشممم م مــقــبـ ب‬
‫َ‬ ‫(‪)24‬‬
‫وقــيـ َـل م م ممكممر هــو الضـــــعــيـ ُ‬
‫ـف‬ ‫(‪ )25‬ضـــــدُّ همــا الم فو ُ والم رو ُ‬

‫هذه األنواع ناشئة عن المخالفة‪ ،‬وهي ما يلي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -1‬الشا ّذ وهو‪" :‬حديث المقبول مخالفًا لمن هو أولى منه"‪ ،‬لمزيد ضب ‪ ،‬أو ك رة عدد‪ ،‬أو‬
‫غير ذلك من وجوه الِجيح‪.‬‬
‫‪ -2‬المحفوظ وهو‪" :‬حديث األوثق مخالفًا لمن هو دونه"‪.‬‬
‫‪ -3‬المنكر وهو‪" :‬حديث الضعيف مخالفًا لرواية ال قة"‪.‬‬
‫كما يطلق المنكر على رواية من "فحش غلطه"‪ ،‬أو"ك رة غفلته"‪ ،‬أو"ظهر فسقه"‪ ،‬ويطلق‬
‫على غير ذلك أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 4‬المعروي وهو‪" :‬حديث ال قة مخالفًا لرواية الضعيف"‪.‬‬
‫فالفرق بين الشاذ والمنكر‪ :‬أن الشاذ والمنكر يجتمعان يف اشِاا المخالفة‪ ،‬ويفِقان يف أن‬
‫الشاذ رواية ثقة أو صدوق‪ ،‬والمنكر رواية ضعيف‪.‬‬
‫وقوته‪.‬‬
‫ويطلق "الشاذ" و"المنكر" أيضًا على التفرد ممن ال يقبل تفرده لعدم متانته َّ‬

‫ب بـال َفـ ِ‬
‫وات‬ ‫ـح ـ ِ‬ ‫(‪ )26‬و ممممابممممع مـــــوافــــ ُـق الــــ ِ‬
‫ـا والصـــ ْ‬
‫يف الـن ل‬ ‫ـرواة‬
‫ـث يف الـكـتـ ِ‬
‫ـاب‬ ‫مار الـبـحـ ُ‬ ‫ف يف الصــــحـابِي‬ ‫للخ ْل ِ‬
‫(‪ )27‬وشمممماهمد ُ‬
‫وا عمتمبم ُ‬

‫‪ -1‬المتابعة هي‪" :‬موافقة الراو غيره يف رواية حديث باللفظ والمعنى‪ ،‬أو بالمعنى فق ‪ ،‬مع‬
‫اتحاد الصحابي"‪.‬‬
‫وتنقسم المتابعات إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬متابعة تامة‪ :‬وهي "أن تحصل الموافقة للراو نفسه" أ يف شيخه‪ ،‬فتكون يف جميع السند‪.‬‬
‫ب‪ -‬ومتابعة قاصرة‪ :‬وهي "أن تحصل الموافقة لشيخ شيخ الراو أو من فوقه" فتكون يف‬
‫بعض السند ال يف جميعه‪.‬‬
‫‪ -2‬الشاهد‪ :‬هو‪" :‬موافقة الراو غيره يف رواية حديث باللفظ والمعنى‪ ،‬أو بالمعنى فق ‪ ،‬مع‬
‫اختالي الصحابي"‪.‬‬
‫هذه طريقة الحافظ ابن حجر وهي "أن العرة يف المتابعات اتحاد الصحابي"‪ ،‬ويف "الشواهد‬
‫اختالي الصحابي"‪ ،‬بغض النظر عن اللفظ‪.‬‬
‫بغض النظر عن الصحابي"‪ ،‬فإن‬
‫وما جرا عليه ابن الصالح هو "أن العرة باللفظ والمعنى ّ‬
‫ِ‬
‫فالشاهد"‪.‬‬ ‫"اتحد اللفظ فالمتابِع"‪ ،‬وإن "اختلف اللفظ مع اتحاد المعنى‬

‫‪14‬‬
‫هذا وقد يطلق اسم أحدهما على اآلخر‪ ،‬فتطلق المتابعة على الشاهد‪ ،‬كما يطلق الشاهد على‬
‫المتابعة‪ ،‬واألمر سهل‪.‬‬
‫والمتابعة والشاهد تفيدان تقوية الحديث بشروطها‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتبار هو‪" :‬تتبع طرق الحديث الذ ُيظ ّن أنه فرد‪ ،‬ليعلم هل له متابع أو شاهد أم ال"‪.‬‬
‫فاالعتبار ليس قسيمًا للمتابعات والشواهد‪ ،‬بل هو هيئة التوصل إليهما من خالل البحث يف‬
‫دواوين السنَّة كالجوامع والصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والمشيخات والفوائد‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ـارضـــ ـ ْه‬
‫ـعيف عـ َ‬ ‫بم لِ ـ ِه ال ْ‬
‫إن ضـــ ب‬ ‫ـارضــ ـ ْة‬
‫ـالم من ُمع َ‬
‫كم الســـ ُ‬
‫والم ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫(‪)28‬‬

‫ـم الم سمم م ُ فممالمتمرجم م ُ‬ ‫فممالمجمم ُمع ث ّ‬ ‫ـريــح‬


‫تــعــارض صـــــ ُ‬
‫ب‬ ‫(‪ )29‬وإن يــكــ ْن‬
‫وقــيــل عــ ْن َّأو ِلــهــا ُممم ْخمم َ‬
‫تمملمم ُ‬ ‫َ‬ ‫ُحـكـم ـ ُه الـتـو ُّقـ ُ‬
‫ف‬ ‫(‪ )30‬ثـم اضمم م مرا‬

‫المعارضة وعدم السالمة منها إلى ما يلي‪:‬‬


‫َ‬ ‫وينقسم الحديث من حيث السالمة من‬
‫المعارضة وهو‪:‬‬
‫َ‬ ‫(أ) ما سلم من‬
‫المعارضة"‪ ،‬وهو معمول به‪.‬‬
‫َ‬ ‫المحكم وهو‪" :‬الحديث المقبول السالم من‬
‫المعارضة‪ ،‬وهو أنواع‪:‬‬
‫َ‬ ‫(ب) ما لم يسلم من‬
‫المعارض بم له وأمكن الجمع بينهما"‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬مختلِف الحديث وهو‪" :‬الحديث المقبول‬
‫وهو معمول به أيضًا‪.‬‬
‫ويطلق "مخت َلف الحديث" بالفتح على التعارض بين حدي ين مع إمكان الجمع بينهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم الناسخ والمنسوخ وهو‪ :‬عند ّ‬
‫تعذر الجمع بين الحدي ين المتعارضين مع معرفة‬
‫التاريخ‪ ،‬فاألول المنسوخ‪ ،‬والمتأخر الناسخ‪ ،‬وقد يعري النسخ بتصريح النبي صلى اهلل‬
‫بنا صحابي‪ ،‬أو باإلجماع‪.‬‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أو ّ‬
‫وهنا يعمل بالناسخ فق دون المنسوخ‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم الِجيح‪ :‬وهو عند ّ‬
‫تعذر الجمع بين النصوص المتعارضة ولم يعري التاريخ وال‬
‫النسخ‪ ،‬ف ُي ْلجأ إلى الِجيح بوجه من وجوه الِجيح المتعلقة بالمتن أو اإلسناد‪.‬‬
‫وهنا يكون العمل بالراجح دون المرجوح‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -4‬ثم االضـــطراب‪ :‬ويســـمى "المضـــطرب" وذلك عند تعذر جميع ما ســـبق‪ ،‬وحكمه‬
‫التوقف وعدم العمل بكال الحدي ين‪.‬‬

‫"سممممقط" و"ط " وهمـا نوع ِ‬


‫ـان‬ ‫(‪ )31‬وســــبــب الضــــع ِ‬
‫ـف هـنــا أم ِ‬
‫ـران‬ ‫ُ‬
‫وسبب الضعف يف الحديث أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬الس ْق يف السند‪ :‬وهو إما "سق خفي"‪ ،‬أو "سق َجلي"‪.‬‬
‫‪ -2‬الط ْعن يف الراو ‪ :‬وهو إما "طعن يف الضب "‪ ،‬أو "طعن يف العدالة"‪.‬‬

‫وم م ْر َسممم مل َخ مف م ْ‬
‫ُم مدَ ل م ُم ـن ـ ُه ُ‬ ‫(‪َ )32‬سممم ْقمط جملم بـعــدَ ه َسممم ْقمط َخمفم ْ‬
‫ُم م ْ م َق م ِ مع مــن ـ ُه كــذا ُم م ْ َضممم م ُل‬ ‫رسممم م ُل‬ ‫(‪ )33‬ثــم الم َ ِ‬
‫مج مل م ْ ُمم َ مل مق فم ُمم م َ‬

‫رسل الخفي"‪.‬‬ ‫المد َّلس"‪ ،‬و" ُ‬


‫الم َ‬ ‫(أ) والسق الخفي يشمل‪ُ " :‬‬
‫وتعريفها فيما يلي‪:‬‬
‫المد َّلس‪ :‬وهو "أن يرو عمن لقيه ما لم يسمع منه‪ ،‬بصيغة محتملة للسماع"‪.‬‬
‫‪ُ -1‬‬
‫ذكر"‪ ،‬و"روا"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫والصيغ المحتملة للسماع‪ :‬كـ"عن"‪ ،‬و" َ‬
‫قال"‪ ،‬و" َ‬
‫وأما الصيغ الصريحة يف السماع‪ :‬كـ‪" :‬سمعت"‪ ،‬و"حدثنا"‪ ،‬و"أخرنا"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫المرسل الخفي‪ :‬وهو "أن يرو عمن عاصره ولم يلقه‪ ،‬بصيغة محتملة للسماع"‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬

‫ِ‬
‫عضل"‪.‬‬ ‫المنْ َقطع"‪ ،‬و" ُ‬
‫الم َ‬ ‫رسل"‪ ،‬و" ُ‬ ‫المع َّلق"‪ ،‬و" ُ‬
‫الم َ‬ ‫(ب) والس ْق الجلي يشمل‪ُ " :‬‬
‫وتعريفها فيما يلي‪:‬‬
‫المع َّلق‪ :‬وهو "ما حذي من مبدأ إسناده من جهة المصنف راو فأك ر على التوالي"‪.‬‬
‫‪ُ -1‬‬
‫رسل‪ :‬وهو "ما سق من آخر إسناده َم ْن بعد التابعي"‪.‬‬
‫الم َ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫المنْ َقطِع‪ :‬وهو "ما سق من إسناده واحد أو أك ر مع عدم التوالي"‪.‬‬
‫‪ُ -3‬‬
‫عضل‪ :‬وهو "ما سق من إسناده اثنان فأك ر على التوالي"‪.‬‬
‫الم َ‬
‫‪ُ -4‬‬

‫فو ْصـ ـ ُل ُه ُعلِ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )34‬مم م مْ ِم مـعـ ِ‬


‫ـاصــــ بر وقــدْ َســــ ِلـ ْم‬
‫م ْن َو ْصـ ـف َتدليس َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ـوصـــــل بــال مِـ ِ‬
‫راء‬ ‫ُ‬ ‫كــي َيـ ـ ُـب ـ َت الـ‬ ‫واخــ ِتــيـــر ال بــدَّ ِمــن الـــلـــقــ ِ‬
‫ـاء‬ ‫ْ‬ ‫(‪)35‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪16‬‬
‫وروايـة الراو عن شــــيخـة بصــــيغـة "عن" وتســــمى "ال َعنْ َع َنـة" محمولـة على الســـمـاع‬
‫واالتصال بشرطين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬المعاصرة بين الراو وشيخه‪.‬‬
‫‪ -2‬سالمة الراو الم ِ‬
‫عنعن من التدليس‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فإن لم يعاصـــر الراو شـــيخه‪ ،‬أو عاصـــره وكان الراو مدلســـًا لم تحمل العنعنة على‬
‫االتصال‪.‬‬
‫وا ختـار بعض األئمـة ومنهم اإلمـامين علي بن المـديني والبخـار ‪ :‬أنـه ال بـد من ثبوت‬
‫اللقـاء ولو مرة واحـدة بين الراو وشــــيخـه الـذ يرو عنـه كي ُتحمـل عنعنـة المعـاصــــر‬
‫على السماع واالتصال‪.‬‬

‫الـطـعـن يف الضمم مب ِ‬
‫مط ويف الم ممدال م ْة‬ ‫(‪ )36‬والــطــع ـن نــوعـ ِ‬
‫ـان بِ ـال مــحــال ـ ْة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫والطعن يف الراو إما أن يكون "طعن يف العدالة"‪ ،‬أو "طعن يف الضب "‪.‬‬
‫(أ) والطعن يف عدالة الراو يشمل خمسة أشياء وهي‪:‬‬
‫"الكذب"‪ ،‬و"التهمة به"‪ ،‬و"الفسق"‪ ،‬و"الجهالة"‪ ،‬و"البدعة"‪.‬‬
‫(ب) والطعن يف ضب الراو يشمل خمسة أشياء وهي‪:‬‬

‫" ُف ْحش الغل "‪ ،‬و"ك رة ال َغ ْفلة"‪ ،‬و" َ‬


‫الو ْهم"‪ ،‬و"المخالفة"‪ ،‬و"سوء الحفظ"‪.‬‬
‫والمخالفة تشمل خمسة أشياء هي‪:‬‬
‫ِ‬
‫الم ْض َط ِرب"‪ ،‬و" ُ‬
‫الم َص َّحف‬ ‫المزيد يف ُمتصل األسانيد"‪ ،‬و" ُ‬
‫المدْ َرج"‪ ،‬و"المقلوب"‪ ،‬و" َ‬
‫" ُ‬
‫والم َح َّري"‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقد ر َّتبها الحافظ ابن حجر على األشدّ فاألشدّ يف موجب الر ّد على سبيل التد للي من األعلى‬
‫إلى األدنى كما يلي‪:‬‬
‫"كذب الراو "‪ ،‬ثم "هتمته بذلك"‪ ،‬ثم " ُف ْحش الغل "‪ ،‬و"ك رة ال َغ ْف َلة"‪ ،‬و"الفسق"‪،‬‬
‫الو ْهم"‪ ،‬و"المخا َلفة"‪ ،‬و"الجهالة"‪ ،‬و"البدعة"‪ ،‬و"سوء الحفظ"‪.‬‬
‫و" َ‬
‫وستأيت أنواع الضعف مفصل ًة فيما يلي إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتــ ْهــمــ بة مممتممرو مم ُ مســـــ‬
‫ـمــوع‬ ‫ـاذب مممموضممممممو ُ‬
‫(‪ )37‬فـــمـــا روا ُه كــ ب‬
‫وغـ ـ َلـ ـ ب قـــدْ َكـ ـ ُـ ـرا‬
‫وغـ ـ ْفـ ـ َلـ ـ بة َ‬
‫َ‬ ‫(‪ )38‬ومـا روا الفـاســـ ُـق َســ ـ لم الم كرا‬

‫ثبت عليه الكذب يف حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه‬


‫‪ -1‬الموضوع‪ :‬هو "ما يف إسناده راو َ‬
‫وسلم"‪.‬‬
‫‪ -2‬المِو ‪ :‬هو "ما يف إسناده راو ُم َّتهم بالكذب يف حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم"‪.‬‬
‫والم َّتهم بالكذب إما "أن ينفرد برواية حديث مخالف للقواعد المعلومة‪ ،‬فيتهم بوضعه"‪.‬‬
‫ُ‬
‫وإما "أن ُيعري الراو بالكذب يف كالم النا ‪ ،‬وإن لم يظهر منه الكذب يف الحديث النبو "‬
‫فيتهم لذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬المنكر‪ :‬هو "الحديث الذ يف إسناده راو " َف ُحش َغ َلطِه"‪ ،‬أو "ك رة َغف َلته"‪ ،‬أو "ظهر‬
‫فسقه"‪.‬‬
‫ويطلق المنكر أيضًا على مخالفة الضعيف لل قة‪ ،‬كما يطلق على تفرد من لم يحتمل تفرده‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫وفحش الغل هو ك رته يف رواية الراو ‪ ،‬وهو طعن يف الضب ‪.‬‬
‫وك رة الغفلة هو ك رة التساهل وعدم اإلتقان يف الرواية‪ ،‬كقبول التلقين‪ ،‬وهو طعن يف الضب ‪.‬‬
‫والفسق كارتكاب الكبائر مع عدم التوبة منها‪ ،‬وهو طعن يف العدالة‪.‬‬

‫ذات خـفــاء ال تـك ُ‬


‫ـون واضــــح ـ ْة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تــكــون قــادحــ ْة‬ ‫(‪ )39‬والمم مملمم ُة الــتــي‬

‫والع ّلة‪" :‬سبب خفي قادح يف صحة الحديث‪ ،‬مع ّ‬


‫أن ظاهر الحديث السالمة"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -4‬المع َّلل‪ :‬هو "الحديث الذ ا ُّطلِع فيه على ع َّلة خف ّية تقدح يف صحته‪ ،‬مع أن الظاهر‬
‫السالمة منها"‪.‬‬
‫وقد تنشأ الع ّلة بسبب الوهم من بعض ال قات‪ ،‬كوصل حديث مرسل‪ ،‬أو رفع حديث موقوي‪.‬‬

‫ـم وتــأخــيـ بـر هبــا‬


‫والممقممل م ُ تــقــديـ ب‬ ‫در زيـــاد بة ِمـ ـ ْن غـــيـــرهـــا‬
‫ومم م َ‬
‫(‪ُ )40‬‬

‫واإلدارج هو اإلدخال‪ ،‬فالمدرج هو‪" :‬الحديث الذ يف سنده أو متنه زيادة ليست منه"‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مدرج المتن"‪.‬‬
‫مدرج اإلسناد"‪ ،‬و" َ‬
‫درج قسمان‪َ " :‬‬
‫الم َ‬
‫‪ُ -5‬‬
‫درج اإلسناد‪ :‬هو "ما ُغ لير سياق إسناده‪ ،‬وكان اإلدراج فيه له تعلق ما باإلسناد"‪.‬‬
‫أ‪ُ -‬م َ‬
‫ومن أم لته‪" :‬أن يرو جماعة الحديث بأسانيد مختلفة‪ ،‬فيرويه عنهم راو‪ ،‬فيجمع الكل على‬
‫إسناد واحد من تلك األسانيد‪ ،‬وال يبين االختالي"‪.‬‬
‫درج المتن‪ :‬هو "أن يقع يف المتن كالم ليس منه‪ ،‬بال فصل"‪.‬‬
‫ب‪ -‬و ُم َ‬
‫ومن أم لته‪" :‬أن يقع يف المتن كالم ليس منه يف أوله‪ ،‬أو يف أثنائه‪ ،‬أو يف آخره وهو األك ر‪ ،‬من‬
‫غير فصل"‪.‬‬
‫‪ -6‬المقلوب‪ :‬هو "المخالفة بتقديم وتأخير يف أسماء الرواة أو يف متن الحديث"‪.‬‬
‫مرة‪.‬‬
‫كمرة بن كعب‪ ،‬فيجعله كعب بن ّ‬
‫م اله يف السند‪ّ :‬‬
‫وم اله يف المتن‪ :‬حديث "ورجل تصدق بصدقه أخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه"‪،‬‬
‫فقد انقلب على أحد الرواة‪ ،‬فقال‪" :‬حتى ال تعلم يمينه ما تنفق شماله"‪.‬‬

‫ْأو ك َ‬
‫ـان يف الشــ ـكـ ِل فـذا الت ري ُ‬ ‫(‪َ )41‬تـ َغـ ُّيـ ُر الـنـَ ْقـ ِ هـو المت ص‬
‫مممم م م ُ‬

‫‪ -7‬التصحيف‪ :‬هو "ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى نق الحروي‪ ،‬مع بقاء صورة الخ "‪ ،‬وقد‬
‫المصحف"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يكون يف اإلسناد كما قد يكون يف المتن‪ ،‬ويسمى "‬
‫واح َت َج َم"‪.‬‬ ‫وبشار"‪ ،‬و"م ِ‬
‫زاحم‪ ،‬و ُم ِ‬ ‫وم اله‪" :‬يسار‪َّ ،‬‬
‫اح َت َج َر‪ْ ،‬‬
‫راجم"‪ ،‬ويف المتن كـ" ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ -8‬التحريف‪ :‬هو "ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى الشكل أ حركة الحروي‪ ،‬مع بقاء صورة‬
‫المحري"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الخ "‪ ،‬ويسمى "‬
‫وس َليم"‪.‬‬
‫وسالم"‪ .‬و" َسليم ُ‬
‫وم اله‪" :‬عَقيل‪ ،‬وعُقيل"‪ .‬و"سالم ّ‬

‫وجــــوزوا لــــعــــالــــم وعـــ ِ‬


‫ـاري‬ ‫ص والمممممرا ِ ِ‬
‫وم ـنــعــوا بممال م م ْمق م ِ‬ ‫(‪)42‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫هنا مسألتان هما‪:‬‬


‫‪" -1‬اختصار الحديث"‪ ،‬وإليها اإلشارة بقوله‪" :‬بالنقا"‪.‬‬
‫‪" -2‬الرواية بالمعنى"‪ ،‬وإليها اإلشارة بقوله‪" :‬والمرادي"‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫والجمهور يف كلتـا المســــألتين على منع جوازهمـا‪ ،‬إال بشــــرا أن يكون الراو عـالمـًا‬
‫بمدلوالت األلفاظ‪ ،‬وما يحيل المعاين ويغ ّيرها‪.‬‬

‫ـم ُي َســـــ َّم‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )43‬مممم يمممدُ إســـــــنــــاد بــــراو َثـــ َّم‬
‫و ُم م ْب م َه مم راويــه لـــــــــــ ْ‬

‫‪ -9‬المزيد يف متَّصل األسانيد‪ :‬هو "زيادة راو يف أثناء سند ظاهره االتصال"‪ ،‬أ بدون هذه‬
‫الزيادة‪ ،‬وتكون الزيادة على سبيل الخطأ‪.‬‬
‫م اله‪ :‬كحديث يرويه "هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن الزبير بن العوام"‪ ،‬وهو إسناد‬
‫متصل‪ ،‬فيخطئ بعض الرواة ويزيد "عبداهلل بن الزبير" بين عروة والزبير‪ ،‬وهو أيضًا متصل‬
‫لكن هذه الزيادة جاءت على سبيل الخطأ وليست من اإلسناد‪.‬‬
‫بهم"‪ ،‬و"مجهول العين"‪ ،‬و"مجهول الحال"‪.‬‬
‫الم َ‬
‫‪ -‬والمجاهيل ثالثة أقسام‪ُ " :‬‬
‫صرح باسمه يف سند الحديث أو متنه"‪ ،‬كقولهم‪ :‬عن رجل‪ ،‬أو‬
‫الم ْب َهم‪ :‬هو "من لم ُي َّ‬
‫‪ -10‬و ُ‬
‫شيخ ونحوه‪.‬‬
‫فاإلهبام كما يكون يف السند فقد يكون يف متن الحديث أيضًا‪.‬‬

‫جممهممال م ُة الم مما ِ بــغــيـ ِـر الــواحـ ِـد‬ ‫(‪ )44‬جمهممال م ُة الم م م ِ انــفــرا ُد الــواحـ ِـد‬

‫‪ -11‬ومجهول العين‪ :‬هو "من ُص لرح باسمه‪ ،‬ولم ِ‬


‫يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ُيو َّثق أو‬
‫ُيض َّعف"‪.‬‬
‫‪ -12‬ومجهول الحال‪ :‬هو "من ُص لرح باسمه‪ ،‬وروا عنه اثنان فأك ر‪ ،‬ولم ُيو َّثق أو ُيض َّعف"‪.‬‬

‫إن تك ْن لنَ ْصــ ـ ِر ِبـدْ ع ســـــاعيـ ْة‬


‫ْأو ْ‬ ‫(‪ )45‬وار ُد ْد عــلــى ذ بممدعممة وداعــي ـ ْة‬

‫‪ -13‬رواية المبتدع‪ :‬والبدعة هي "إحداث أمر يف الدين ليس منه"‪.‬‬

‫وحكم رواية المبتدع كما قال الحافظ ابن حجر‪( :‬ثم البدعة‪ :‬إما بمك ّفر‪ ،‬أو ّ‬
‫بمفسق‪:‬‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فاألول‪ :‬ال َيقبل صاح َبها‬

‫‪20‬‬
‫وال اين‪ُ :‬ي ْق َبل من لم يكن داعية يف األصح‪ ،‬إال إن روا ما ّ‬
‫يقو بدعته فير ُّد على المختار)‪.‬‬
‫انتهى كالم الحافظ ابن حجر‬

‫أو طممار ممخ ُممم َخمملمم ممخ ال الزمــا‬ ‫(‪ )46‬وسممممو ُ حمفمظ قــد يـكـون ِ‬
‫الزمــا‬
‫مِـ ْن َبـ ْع ـ ِد َتـ ْخـلـيـ فــال َت ـ َأب ـ ْه بـ ِـه‬ ‫(‪ )47‬ومــا روا مممخممل مط مِـ ْن حــفــظـ ِـه‬

‫سوء الحفظ هو‪" :‬عدم رجحان الصواب على الخطأ"‪ ،‬وهو قد يكون مالزمًا للراو ‪ ،‬أو‬
‫يكون طارئًا على الراو لسبب عارض‪ ،‬وها تفصيلهما‪:‬‬
‫‪ -14‬سوء الحفظ‪ :‬وهو "المالزم للروا يف جميع حاالته"‪.‬‬
‫ويسمى‪" :‬الضعيف"‪ ،‬كما يسمى‪" :‬الشاذ" على رأ بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫‪ -15‬االختالا‪ :‬وهو "ما كان سوء الحفظ طارئًا على الراو ‪ ،‬إما لكر سنه‪ ،‬أو لذهاب‬
‫الم ْخ َتلِ "‪.‬‬
‫بصره‪ ،‬أو الحِاق كتبه‪ ،‬أو غير ذلك"‪ ،‬ويسمى " ُ‬
‫الم ْختَلِ على أحوال‪:‬‬
‫وحكم رواية ُ‬
‫‪ -1‬فيقبل ما حدَّ ث به قبل االختالا‪.‬‬
‫‪ -2‬وير ّد ما حدَّ ث به بعد االختالا‪.‬‬
‫‪ -3‬وما لم يتميز كونه حدّ ث به قبل االختالا أو بعده‪ ،‬فيتوقف فيه وال يقبل حتى يتب ّين أمره‪.‬‬

‫ودونـ ـ ُه المم َممم م ْقم م ُم مو ُ‬


‫َ‬ ‫وتـــابـــع‬ ‫الممم ْر ُفمو ُ‬
‫لـلـنـبـي َ‬
‫ْ‬ ‫يضـــــاي‬
‫ُ‬ ‫(‪ )48‬ومــا‬

‫وينقسم الحديث باعتبار منتهاه إلى ثالثة أقسام‪" :‬المرفوع"‪ ،‬و"الموقوي"‪ ،‬و"المقطوع"‪،‬‬
‫وبياهنا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬فالمرفوع‪ :‬هو " ما أضيف إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو‬
‫صفة"‪.‬‬
‫كتابعي التابعي من قول أو فعل"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬والمقطوع‪ :‬هو "ما أضيف إلى التابعي أو من دونه‬

‫ـروي‬
‫ـم مـع ُ‬
‫والمرف ُمع ُحمكممممخ عـنــده ْ‬ ‫ْ‬
‫وإن يــكـ ْن لصـــــاحــب مموقمو ُ‬ ‫(‪)49‬‬

‫‪ -3‬والموقوي‪ :‬هو "ما أضيف إلى الصحابي من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والمرفوع حكمًا‪ :‬هو الموقوي الذ له حكم الرفع‪ :‬وهو "قول الصحابي الذ لم يأخذ‬
‫عمن يرو اإلسرائيليات‪ ،‬ما ال مجال لالجتهاد فيه‪ ،‬وال له تعلق ببيان لغة أو شرح غريب"‪.‬‬
‫وذلك كاإلخبار عن األمور الماضية‪ :‬من بدء الخلق‪ ،‬وأخبار األنبياء عليهم الصالة والسالم‪.‬‬
‫أو اإلخبار عن األمور اآلتية‪ :‬كالمالحم‪ ،‬والفتن‪ ،‬وأحوال يوم القيامة‪.‬‬
‫وكذا اإلخبار عما يحصل بفعله ثواب مخصوص‪ ،‬أو عقاب مخصوص‪.‬‬
‫فيعطى كل ذلك حكم الرفع إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم لغلبة الظن أنه منقول عنه عليه‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬

‫ـوع‬
‫ـوي والــمــقــطـ ُ‬
‫واألثم ُمر الــمــوقـ ُ‬ ‫(‪ )50‬ومسمممم م مممد مـــتصـــــ بـل مـــرفــ ُ‬
‫ـوع‬

‫‪ -4‬المسند‪ :‬هو "المرفوع إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم بسند ظاهره االتصال"‪.‬‬
‫‪ -5‬األثر‪ :‬يطلق على "الموقوي على الصحابي"‪ ،‬وعلى "المقطوع على التابعي فمن دونه"‬
‫ونقل النوو عن أهل الحديث أهنم يطلقون األثر على "المرفوع والموقوي" معًا‪.‬‬

‫قـــيـــدُ وا‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )51‬والم مما ِ مــا قــدْ َق ـ َّل فـيـ ِـه الـعــد ُد‬
‫بضــــــدّ ه قـــدْ َّ‬
‫ل‬ ‫ونممماز‬

‫قل عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر َي ِر ُد به ذلك الحديث بعدد‬
‫‪ -1‬اإلسناد العالي‪ :‬هو "الذ َّ‬
‫أك ر"‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلسناد النازل‪ :‬هو "الذ ك ر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر َي ِرد به ذلك الحديث بعدد‬
‫ّ‬
‫أقل"‪.‬‬

‫وقـ ـ ُه قـــدْ وافـــقـ ـ ْه‬ ‫إن َفـ ـ َ‬ ‫ْ‬ ‫و َبم مدَ‬ ‫الممموافم َق م ْة‬
‫َ‬ ‫ـول ـه لشــــ ِ‬
‫ـيـخ ـه‬ ‫(‪ )52‬وصــــ ُ‬
‫صمافِ م َف ـ ْل ـ َتـــــــــ ْع ـدُ ِد‬
‫ودون ـ ُه ُم مممم‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العـدد‬ ‫(‪ )53‬وقـدْ يسمممماو شـــ َ‬
‫ـيخـه يف‬

‫‪ -1‬الموافقة‪ :‬وهي "الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريق ذلك الشيخ‪ ،‬بعدد ّ‬
‫أقل‬
‫مما لو روا من طريقه عنه"‪.‬‬
‫‪ -2‬البدل‪ :‬هو "الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريق ذلك الشيخ‪ ،‬بعدد ّ‬
‫أقل‬
‫مما لو روا من طريقه عنه"‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -3‬المساواة‪ :‬هي "استواء عدد اإلسناد من الراو إلى آخره‪ ،‬مع إسناد أحد المصنفين"‪.‬‬
‫‪ -4‬المصــافحة‪ :‬هي "اســتواء عدد اإلســناد من الراو إلى آخره‪ ،‬مع إســناد تلميذ أحد‬
‫المصنفين"‪.‬‬

‫روا ِبــال َتــ َحــ ُّرجِ‬


‫كـــالهـــمـــا ُيــ َ‬ ‫األقممم ِ‬
‫ران والممم ُمممممدبممم ِ‬ ‫(‪ )54‬روايـــ ُة ْ‬
‫جـي‬ ‫أ ممابمر عـن صممممما مر فـقــدْ َتـ ِ‬ ‫(‪ )55‬أصممممما مر عـن ممابمر َدومــًا َتـ ِ‬
‫جـي‬

‫األقران‪ :‬هم "الرواة المتقاربون يف السن واإلسناد"‪.‬‬


‫والتقارب يف اإلسناد‪ :‬هو "االشِا يف األخذ عن المشايخ"‪.‬‬
‫وهنا أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية األقران‪ :‬هي "أن يرو أحد القرينين عن اآلخر"‪.‬‬
‫المدَ َّبج‪ :‬هو "أن يرو ُّ‬
‫كل قرين عن اآلخر"‪.‬‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫ولم يق ّيده بعضهم باألقران‪ ،‬فجعل رواية ٍّ‬
‫كل من الراويين عن اآلخر من المدبج‪ ،‬وهو صنيع‬
‫الدارقطني يف كتابه "المد َّبج"‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية األصاغر عن األكابر‪ :‬وهي "رواية الراو عمن هو فوقه يف السن والطبقة"‪.‬‬
‫وهي األصل يف الرواية وأك رها ورود ًا‪ ،‬ومنها‪" :‬رواية األبناء عن اآلباء"‪ ،‬و"رواية التابعين‬
‫عن الصحابة"‪ ،‬و"رواية أتباع التابعين عن التابعين"‪.‬‬
‫‪ -4‬رواية األكابر عن األصاغر‪ :‬وهي "رواية الراو عمن هو دونه يف السن والطبقة"‪.‬‬
‫وهي خالي األصـل يف الرواية وأق ّلها ورود ًا‪ ،‬ومنها‪" :‬رواية الشـيخ عن تلميذه"‪" ،‬رواية‬
‫اآلباء عن األبناء"‪ ،‬و"رواية الصحابة عن التابعين"‪.‬‬

‫و ِحمممق روايـــ ُة األصـــــــاغـــ ِـر‬ ‫وسمممممم ِابمممق روايــ ـ ُة األكــــابـــ ِـر‬


‫َ‬ ‫(‪)56‬‬

‫‪ -5‬السابق والالحق‪ :‬هو "أن يشِ يف الرواية عن شيخ اثنان َتبا َعدَ ما بين وفاتيهما"‪.‬‬
‫وهي مبنية على رواية األكابر عن األصاغر‪ ،‬وصورهتا كالتالي‪:‬‬
‫أن يرو شيخ كبير وهو "السابق" عن أحد الرواة الصغار حدي ًا‪ ،‬ثم يموت الشيخ الكبير‪،‬‬
‫وبعد أن يكر الراو الصغير يف السن يسمع منه طالب آخر صغير يف السن وهو "الالحق"‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫ويعيش "الالحق" طويالً ثم يموت بعدها‪ ،‬فيبعد تاريخ ما بين وفاة السابق والالحق‪ ،‬فقد يظن‬
‫وجود سق يف إسناد الالحق‪.‬‬

‫الم ْج َمـ ُل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫توافق األســ ـم ِ‬


‫ـاء ذا َ الممممممم ُمم ْه َمم ُل‬
‫وبـاختصـــــاصــــه ُيمـا ُز ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)57‬‬

‫الم ْه َمل‪ :‬هو "أن يرو الراو عن شخصين متفقين يف االسم فق ‪ ،‬أو مع اسم األب أو مع‬
‫ُ‬
‫اسم الجد‪ ،‬أو مع النسبة‪ ،‬ولم يتميزا بما يخا كل واحد منهما"‪ ،‬كقولهم‪" :‬عن سفيان"‬
‫م الً‪ ،‬فيشِ بين ال ور وابن عيينة‪.‬‬
‫ضر اإلهمال‬
‫يضر اإلهمال‪ ،‬وإن كان أحدهما ضعيفًا ّ‬
‫والحكم يف ذلك‪ :‬أنه إذا كانا ثقتين لم ّ‬
‫يصح الحديث‪.‬‬
‫ولم ّ‬
‫فيضر‬
‫ّ‬ ‫يضر اإلهمال إذا كان الحديث متصالً برواية أحدهما‪ ،‬ومنقطعًا برواية ال اين‪،‬‬
‫وكذا ّ‬
‫يصح الحديث‪.‬‬
‫اإلهمال وال ّ‬
‫والفرق بين "المهمل" و"المبهم"‪ :‬أن المبهم لم ُيذكر فيه اسم الراو ‪ ،‬أما المهمل فقد ُص لرح‬
‫فيه باسم الراو لكن التبس بغيره‪.‬‬

‫فـاقبلـ ْه ‪ ،‬ال جزمـًا ويف الجز ِم ْار ُد ِد‬ ‫(‪ )58‬ومم ِ‬


‫َنسمممم الم ممدي م َ ذا تـ ِ‬
‫ـردد‬ ‫ْ‬

‫الشيخ َم ْر ِو َّيه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫حكم "من حدّ ث ونسي"‪ ،‬وهو إذا روا عن شيخ حدي ًا فجحد‬
‫وللمسألة صورتان هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان جحده على سبيل الجزم‪ُ ،‬ر َّد ذلك الحديث‪ ،‬وال يقدح ذلك يف واحد منهما‬
‫للتعارض بين قوليهما‪.‬‬
‫األصح عند الجمهور‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬وإن كان جحده على سبيل االحتمال‪ُ ،‬قبِل ذلك الحديث يف‬
‫والح ْكم للذاكر وهو الراو عن الشيخ‪.‬‬
‫وحمل الجحود على نسيان الشيخ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫كــذا يف حــال ووصــــف َنـقـ ُلـوا‬ ‫(‪ )59‬تــوافـ بـق يف ِصـــــفــة ُم َسممم م ْل َسممم م ُل‬

‫المسلسل‪ :‬هو " ما تتابع رجال إسناده عند روايته على صفة أو حالة إما يف الراو أو يف‬
‫الرواية"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وينقسم ذلك إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يكون صف ًة للرواية والتحمل‪ :‬كالمسلسل "بسمعت"‪ ،‬أو "بحدثنا"‪ ،‬أو "بأخرنا"‪،‬‬
‫أو"بأخرنا واهللِ فالن"‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإلى ما يكون صف ًة للرواة أو حال ًة لهم‪ :‬كالمسلسل بقوله‪" :‬إين أحبك"‪ ،‬أو بفعله‬
‫"كتشبيك اليد"‪ ،‬أو "العدّ باليد"‪.‬‬
‫وكالمسلسل "بالمحمدين"‪ ،‬أو "الح ّفاظ"‪ ،‬أو "الفقهاء"‪ ،‬أو "المدنيين"‪.‬‬
‫ومن فوائده زيادة الضب ‪ ،‬وأفضله ما دل على اتصال السماع‪.‬‬

‫سممممممما ُعم مما والم َم ْر ُ فممااجمماز ْ‬ ‫مل الـــــــــ ُـمـجــاز ْة‬‫(‪ )60‬طمرا ُمق المتم ممم ِ‬

‫َو ِصممممممم ممممة ِو َجمممما تــــمــــا ُم‬ ‫إعمممال ُم‬


‫ْ‬ ‫ماو ُممممكمممما ِممم‬
‫(‪ُ )61‬مممم ممم ِ‬

‫طرق التحمل ثمانية‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫"السماع من لفظ الشيخ"‪ ،‬و"القراءة على الشيخ"‪ ،‬و"اإلجازة"‪ ،‬و"المناولة"‪ ،‬و"الكتابة"‪،‬‬
‫و"اإلعالم"‪ ،‬و"الوص ّية"‪ ،‬و" ِ‬
‫الوجادة"‪ .‬وبياهنا كالتالي‪:‬‬

‫ُ‬
‫الشيخ والطالب يسمع"‪.‬‬ ‫‪ -1‬السماع من الشيخ‪ :‬وهو "أن يقرأ‬
‫أرفع العبارات عند الرواية هبا أن يقول‪" :‬سمعت" ثم "حدثنا" و"حدثني"‪.‬‬

‫الطالب‪ ،‬والشيخ يسمع"‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ -2‬القراءة على الشيخ‪ :‬وهي "أن يقرأ‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪" :‬قرأت على فالن"‪ ،‬أو " ُقرئ عليه وأنا أسمع"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجازة‪ :‬وهي "اإلذن بالرواية‪ ،‬لفظًا أو كتابة"‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪" :‬أجازين" أو "أجازنا فالن"‪ ،‬أو "حدثني فالن إجازة"‪ ،‬أو "أخرين‬
‫إجازة"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫ُ‬
‫الشيخ إلى الطالب كتابه‪ ،‬ويقول له‪ :‬هذه روايتي عن فالن"‪.‬‬ ‫المناولة‪ :‬وهي "أن يدفع‬
‫‪ُ -4‬‬
‫وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا‪ ،‬واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪" :‬ناولني وأجازين فالن"‪ ،‬أو "ناولني مع اإلجازة"‪ ،‬أو "ناولني فالن"‬
‫فق عند من يجيز المناولة المجردة من اإلجازة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ُ‬
‫الشيخ مسموعه لحاضر‪ ،‬أو غائب‪ ،‬بخطه أو بأمره"‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال ُمكا َتبة‪ :‬وهي "أن يكتب‬
‫وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا‪ ،‬واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪ " :‬كتب إلى فالن"‪ ،‬أو "كاتبني فالن"‪ ،‬أو "حدثني فالن بالمكاتبة‬
‫واإلجازة"‪ ،‬أو "أخرين بالمكاتبة واإلجازة"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫الطالب أن هذا الحديث أو هذا الكتاب سماعه من فالن"‪.‬‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ‬ ‫‪ -6‬اإلعالم‪ :‬وهو "أن يخر‬
‫وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا‪ ،‬واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪ " :‬أعلمني فالن"‪ ،‬أو "حدثني فالن باإلعالم"‪ ،‬أو "أخرين باإلعالم"‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫الشيخ عند موته‪ ،‬أو سفره لشخا بكتاب من مروياته"‪.‬‬ ‫‪ -7‬الوص ّية‪ :‬وهي "أن يوصي‬
‫وقد تقرن باإلجازة فتصح الرواية هبا‪ ،‬واختلفوا يف المجردة عن اإلجازة‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا عند من يصحح الرواية هبا‪" :‬أوصى لي فالن"‪ ،‬أو "حدثني بالوصية"‪،‬‬
‫أو "أخرين بالوصية"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫الطالب أحاديث بخ ّ شيخ يرويها‪ ،‬ويعري الطالب خ ّ ذلك‬


‫ُ‬ ‫‪ِ -8‬‬
‫الو َجا َدة‪ :‬وهي "أن يجد‬
‫الشيخ"‪.‬‬
‫وهي من قبل المنقطع‪ ،‬وقد تقرن باإلجازة وذلك أقوا‪.‬‬
‫ويقول يف الرواية هبا‪" :‬وجدت"‪ ،‬أو "قرأت بخ فالن"‪ ،‬أو "يف كتاب فالن بخطه حدثنا‬
‫فالن"‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫يف َر ْســ ـ ِمــــــــــ ِـه‬ ‫ُمم ْت م ِلم‬ ‫ُمم ْخمتم ِلم‬ ‫(‪ )62‬مممتمم ِفممق ممم ْفمم َتممرِق يف ِجســـــ ِ‬
‫ـمــه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اســــ ُم ـ ُه إ ْذ ُر لكـبِ ـا‬
‫مالمممت ََشممم مابِ م ُ ْ‬
‫فم ُ‬ ‫يــكــون ِمــ ْنــهــمــا ُمــ َّ‬
‫ركــبــا‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )63‬ومــا‬

‫وهذه ثالثة أنواع‪:‬‬


‫والم ْف َت ِرق‪ :‬هو "أن تتفق أسماء الرواة‪ ،‬وأسماء آبائهم‪ ،‬فصاعد ًا خ ًّطا ولف ًظا‪،‬‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫الم َّتفق ُ‬
‫ُ‬
‫وتختلف أشخاصهم"‪ ،‬وكذلك أن تتفق "أسماؤهم وكناهم"‪ ،‬أو" أسماؤهم ونسبتهم"‪.‬‬
‫م اله‪" :‬الخليل بن أحمد" ستة أشخاص اشِكوا يف هذا االسم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫و"أحمد بن جعفر بن حمدان" أربعة أشخاص‪.‬‬
‫والم ْخ َتلِف‪ :‬هو "أن تتفق األسماء أو األلقاب أو الكنى أو األنساب خ ًّطا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المؤْ َتلف ُ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫وتختلف لف ًظا"‪.‬‬
‫م اله‪َ " :‬س َالم" و" َس َّالم"‪ .‬و"ع َِقيل" و" ُع َقيل"‪ .‬و"مِ ْس َور" و" ُم َس َّور"‪.‬‬
‫‪ -3‬الم َت َشابِه‪ :‬هو "أن تتفق أسماء الرواة لف ًظا وخ ًّطا‪ ،‬وتختلف أسماء اآلباء لف ًظا ال خ ًّطا‪ ،‬أو‬
‫بالعكس"‪.‬‬
‫م اله‪" :‬محمد بن عُقيل"‪ ،‬و"محمد بن عَقيل"‪ .‬و" ُش َريح بن النعمان" و" ُس َريج بن‬
‫النعمان"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يحصل االتفاق إال يف حري أو حرفين‪ ،‬م ل‪" :‬محمد بن ُحنَين" و"محمد بن ُجبير"‪.‬‬
‫‪ -‬أو يحصل االتفاق يف االسم‪ ،‬واسم األب‪ ،‬لكن مع التقديم والتأخير م ل‪" :‬األسود بن‬
‫يزيد" و"يزيد بن األسود"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يكون التقديم والتأخير يف بعض الحروي‪ ،‬م ل‪" :‬أيوب بن َس َّيار" و"أيوب بن َي َسار"‪.‬‬

‫َكرارها" لـــــــ َـم ْن َدرا‬ ‫مِن ِ‬


‫بعدها "‬ ‫الو َرى"‬ ‫مل " ُ‬‫(‪ )64‬مرا م ُ الت ممديم ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أوثق َ‬
‫" فيهـا‬ ‫صمدُ ُ‬
‫وق" "ل َ بم‬ ‫ثم "ال ممم‬ ‫(‪ )65‬و" ِثممممممم َقممممممممة" مِن ِ‬
‫بعـدهـا تليهـا‬ ‫ْ‬
‫مع"الو َسم ْط"‬
‫كذا "بشم ""صمال " َ‬ ‫وق إن يك ْ بم َ َل ْط"‬
‫ممممدُ ُ‬
‫(‪ )66‬ثم "ال ص‬
‫ألفاظ التعديل على مراتب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما أتى بصيغة "أفعل"‪" :‬كأوثق النا ‪ ،‬وأثبت النا ‪ ،‬وإليه المنتهى يف الت ّبت"‪.‬‬
‫حجة‪ ،‬وثقة ثقة"‪.‬‬
‫‪ -2‬تكرار الصفة‪" :‬ك قة ث ْبت‪ ،‬وث ْبت ّ‬
‫‪ -3‬إفراد ال قة‪" :‬ك قة‪ ،‬وث ْبت‪ ،‬ومتقن"‪.‬‬
‫‪ -4‬من َق ُصر عن ال قة قليالً‪" :‬كصدوق‪ ،‬وال بأ به‪ ،‬وليس به بأ "‪.‬‬
‫كم َح ُّله الصدق‪ ،‬وإلى الصدق ما هو‪ ،‬وصدوق إن شاء اهلل‪ ،‬وأرجو أن ليس‬
‫‪ -5‬ما دون ذلك " َ‬
‫ِ‬
‫ومقارب الحديث"‪.‬‬ ‫به بأ ‪ ،‬وشيخ وس ‪ ،‬ووس ‪ ،‬وشيخ‪ ،‬وصالح الحديث‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫ثـم " َضمم م م م " " ُمم مكمَ ر" يـك ُ‬
‫ـون‬ ‫(‪ )67‬ممرا م ُ المتمجمريم ِ "فم م ِ لِممممممم م م ُ "‬
‫هم" و"ذا ِهم ُ ال مديم ِ "‬
‫فــــــ ـ" ُمت ْ‬ ‫(‪ )68‬فــــــ ـ" مال " " ُم َّط َر ُح ال مديم ِ "‬
‫"فم م ُ ال ما ِ " و"ر " قـالوا‬ ‫(‪ " )69‬ا " ا ْو"وض ما " ا ْو " جا ُ "‬

‫ألفاظ الجرح على مراتب هي‪:‬‬


‫‪" -1‬فيه َض ْعف‪ ،‬وفيه لين‪ ،‬ويف حدي ه َض ْعف‪ ،‬وفيه مقال‪ ،‬وليس بذا ‪ ،‬وليس بالقو ‪ ،‬وليس‬
‫بحجة‪ ،‬وليس بعمدة‪ ،‬وليس بالمرضي‪ ،‬وغيره أوثق منه‪ ،‬و َت ْع ِري و ُتن ِْكر"‪،‬‬
‫بالمتين‪ ،‬وليس ّ‬
‫"وسكتوا عنه‪ ،‬وفيه نظر من غير البخار ‪ ،‬أما من البخار فهي ضعف شديد"‪.‬‬
‫‪" -2‬ضعيف‪ ،‬ومنكر الحديث‪ ،‬وواه‪ ،‬وض ّعفوه‪ ،‬وال ُي ْحت َُّج به"‪.‬‬
‫‪" -3‬ضعيف جد ًا‪ ،‬وواه بمرة‪ ،‬وتالف‪ ،‬و ُم ّط َرح الحديث‪ ،‬ومردود الحديث‪ ،‬وال يكتب‬
‫حدي ه"‪.‬‬
‫‪" -4‬متهم بالكذب‪ ،‬ومِو الحديث‪ ،‬وذاهب الحديث‪ ،‬ويسرق الحديث‪ ،‬وساق ‪ ،‬وهالك‪ ،‬وال‬
‫ُيعتر به"‪" ،‬وسكتوا عنه‪ ،‬وفيه نظر من البخار "‪.‬‬
‫ووض َع حدي ًا"‪.‬‬
‫ودجال‪َ ،‬‬
‫ووضاع‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ " -5‬‬
‫كذاب‪ّ ،‬‬
‫‪" -6‬أكذب النا ‪ ،‬إليه المنتهى يف الوضع‪ ،‬وركن الكذب"‪.‬‬

‫والجرح ف م ْ لم ُي مد ْ قـدْ ُر ِو‬


‫ُ‬ ‫(‪ )70‬و َقبِ ُلـــــــوا األحكا َم من َعد َقو‬
‫بــقــ ِ‬
‫يــلــه‬ ‫مــفســـــر ًا مــن عــاري ِ‬ ‫(‪ )71‬وقممدمموا المجمرح عملمى م ممديمل م ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬

‫وهنا مسائل‪:‬‬
‫المعدل ل والجارح ما يلي‪:‬‬
‫(أ) يشِا يف ُ‬
‫‪ -1‬أن يكون عد ً‬
‫ال ورعًا‪.‬‬
‫‪ -2‬عارفًا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬
‫‪ -3‬يقظًا غير مغ ّفل لئال يغِ بظاهر حال الراو ‪.‬‬
‫(ب) واألصل يف التعديل قبوله مبهمًا من غير تفسير‪.‬‬
‫أما الجرح ففيه تفصيل‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬فإن خال الراو المجروح عن التعديل ُقبِل جرحه مجمالً إذا صدر من إمام عاري‪ ،‬على‬
‫رجحه الحافظ ابن حجر‪ ،‬وعلله بأنه إذا خال الراو عن التعديل فهو يف ح ّيز المجهول‪،‬‬
‫ما ّ‬
‫وإعمال قول الجارح أولى من إهماله‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان الراو قد و ّثقه أحد األئمة فال يقبل جرحه إال مفسر ًا‪.‬‬

‫ـم ُثـ َّم الـل َـق ـ ُ‬ ‫ِ‬


‫ب‬ ‫كــذا الـكـنـى واالســـ ُ‬ ‫ب‬ ‫(‪ )72‬مم مرف م ُة األحموا مـنـهــا ال َ‬
‫ـنســـــ ُ‬

‫من المهم معرفة أحوال الرواة وهي ك يرة ومتنوعة‪.‬‬


‫قال الحافظ ابن حجر يف "نخبة الفكر"‪( :‬ومن المهم‪ :‬معرفة طبقات الرواة‪ ،‬ومواليدهم‪،‬‬
‫ووفياهتم‪ ،‬وبلداهنم‪ ،‬وأحوالهم تعديالً وتجريحًا وجهالةً‪... .‬‬
‫المسمي َن‪ ،‬وأسماء المكنَّي َن‪ ،‬ومن اسمه كنيته‪ ،‬ومن اختلف يف كنيته‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ومن المهم معرفة كنى‬
‫ومن ك رت كناه أو نعوته‪ ،‬ومن وافقت كنيته اسم أبيه‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬أ من وافق اسمه كنية‬
‫أبيه‪ ،‬أو كنيته كنية زوجته‪ ،‬ومن نسب إلى غير أبيه‪ ،‬أو إلى غير ما يسبق إلى الفهم‪ ،‬ومن اتفق‬
‫اسمه واسم أبيه وجده‪ ،‬أو اتفق اسمه واسم شيخه وشيخ شيخه فصاعد ًا‪ ،‬ومن اتفق اسم‬
‫شيخه والراو عنه‪.‬‬
‫المجردة‪ ،‬واأللقاب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سم هبا إال واحد‪ ،‬والكنى‬
‫المجردة والمفردة التي لم ُي َّ‬
‫ّ‬ ‫ومعرفة األسماء‬
‫واألنساب‪... .‬‬
‫بالرق‪ ،‬أو ِ‬
‫بالح ْلف‪ ،‬أو باإلسالم‪ ،‬ومعرفة اإلخوة‬ ‫ّ‬ ‫الموالي من أعلى‪ ،‬ومن أسفل‪،‬‬
‫ومعرفة َ‬
‫واألخوات)‪ .‬انتهى كالم ابن حجر‪.‬‬

‫الفقم ِ و َم ْن ح َ‬
‫ـاز َح َوا‬ ‫أو حســ ـب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْصم ُف ُه ْم لل ُك ْت ِ ح ْسـ َ‬
‫ب م ْن َر َوى‬ ‫(‪)73‬‬

‫ومن المهم معرفة طرق التصنيف عند العلماء‪ ،‬التي من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫(أ) "المسانيد"‪ :‬وهي الكتب المصنّفة بحسب أسماء الرواة من الصحابة‪ ،‬بحيث ُيذكر تحت‬
‫ترجمة كل صحابي عدد ًا من األحاديث التي رواها‪ ،‬مع ذكر أسانيد األحاديث‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫(ب) "األبواب الفقهية وغيرها"‪ :‬وهي الكتب المصنّفة بحسب موضوع الحديث وفقهه‪،‬‬
‫بحيث ُيذكر تحت كل كتاب أبواب تشتمل على األحاديث المناسبة لها‪ ،‬مذكورة بأسانيدها‪.‬‬
‫وهي أنواع ك يرة منها‪:‬‬
‫‪"-‬الجوامع"‪ :‬كالجامع الصحيح للبخار ‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وجامع الِمذ ‪.‬‬
‫‪ -‬و"السنن"‪ :‬كسنن أبي داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والدارمي‪.‬‬
‫‪ -‬و"الموطآت"‪ :‬كموطأ اإلمام مالك‪.‬‬
‫‪ -‬و"المصنّفات"‪ :‬كمصنّف عبدالرزاق‪ ،‬وابن أبي شيبة‪.‬‬

‫ب يف ختـامِـ ِه‬
‫على النبي والصــ ـ ْحـ ِ‬ ‫(‪ )74‬ثــم صــــــال ُة اهللِ مــع ســـــ ِ‬
‫ـالمــ ِه‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫وهنا ينتهي "الشرح المختصر على الجواهر والدرر نظم نخبة الفكر"‪ ،‬تقبل اهلل من كاتبها‬
‫وقارئها‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الموضوعا‬ ‫فهر‬
‫رقم الصف ة‬ ‫الموضو‬
‫‪119‬‬ ‫المقدّ مة‬
‫‪120‬‬ ‫المنظومة‬
‫‪124‬‬ ‫أسماء هذا العلم‬
‫‪124‬‬ ‫أول َمن صنَّف فيه‬
‫‪126‬‬ ‫طرق وصوله إلينا‪ :‬الم ِ‬
‫تواتر‬
‫‪126‬‬ ‫اآلحاد وأقسامه‬
‫‪128‬‬ ‫أنواع الغريب‬
‫‪129‬‬ ‫الحديث ال َصحيح‬
‫‪130‬‬ ‫تفاوت رتب الصحيح‬
‫‪130‬‬ ‫الحديث الحسن‬
‫‪131‬‬ ‫الحديث الضعيف‬
‫‪131‬‬ ‫الصحيح لغيره‬
‫‪132‬‬ ‫الحسن لغيره‬
‫‪132‬‬ ‫الحسن الصحيح‬
‫‪132‬‬ ‫الضعيف الذ ال ينْجر‬
‫‪133‬‬ ‫زيادة ال قات‬
‫‪133‬‬ ‫الشاذ والمحفوظ‪ ،‬والمنكر والمعروي‬
‫‪134‬‬ ‫المتابعة والشاهد واالعتبار‬
‫‪135‬‬ ‫الم ْحكم ومختلف الحديث‬
‫ُ‬
‫‪136‬‬ ‫السق يف اإلسناد‬
‫‪137‬‬ ‫الطعن يف الراو‬
‫‪138‬‬ ‫الموضوع والمِو والمنكر‬
‫‪138‬‬ ‫المعلل‬
‫‪139‬‬ ‫مدرج والمقلوب‬
‫ال َ‬
‫‪139‬‬ ‫التصحيف والتحريف‬
‫‪139‬‬ ‫اختصار الحديث والرواية بالمعنى‬
‫‪140‬‬ ‫المزيد يف متصل األسانيد‬
‫‪140‬‬ ‫المبهم‬
‫‪140‬‬ ‫مجهول العين ومجهول الحال‬

‫‪31‬‬
‫‪141‬‬ ‫رواية المبتدع‬
‫‪141‬‬ ‫سوء الحفظ واالختالا‬
‫‪142‬‬ ‫المرفوع والمقطوع‬
‫‪142‬‬ ‫الموقوي‬
‫‪143‬‬ ‫المسند واألثر‬
‫‪143‬‬ ‫العالي والنازل‬
‫‪143‬‬ ‫الموافقة والبدل والمساواة والمصافحة‬
‫‪144‬‬ ‫رواية األقران والمدبَّج واألصاغر واألكابر‬
‫‪144‬‬ ‫السابق والالحق‬
‫‪145‬‬ ‫الـم ْهمل‬
‫‪145‬‬ ‫من حدّ ث ونسي‬
‫‪146‬‬ ‫المسلسل‬
‫‪146‬‬ ‫طرق التحمل‬
‫‪147‬‬ ‫المتفق والمفِق‪ ،‬والمؤتلف والمختلف‪ ،‬والمتشابه‬
‫‪148‬‬ ‫مراتب التعديل‬
‫‪149‬‬ ‫مراتب الجرح‬
‫‪150‬‬ ‫شروا المعدّ ل والجارح‪ ،‬وتعارض الجرح والتعديل‬
‫‪150‬‬ ‫معرفة أحوال الرواة‬
‫‪151‬‬ ‫طرق التصنيف عند المحدثين‬
‫‪153‬‬ ‫الفهر‬

‫‪32‬‬

You might also like