You are on page 1of 33

‫الفصل الثالث‪ :‬التجريم لحماية سالمة أفراد األسرة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جرائم العنف األسري‬

‫إم ا باإلنك ار أو بالتهميش والتعتيمإلى وقت ليس بالبعي د‪.‬‬


‫ظلت مس ألة العن ف المس لط على النس اء داخ ل األس رة من الظ واهر المس كوت عنه اوالتي تجاب ه ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫تطور الوعي األممي وخاصة أمام الدور الذي لعبته المنظمة العالمية للصحة وتحت ضغط المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية وفي خضم حركة‬ ‫لكن‪ ،‬أمام ّ‬
‫عالمية ناشطة في مجال مكافحة العنف خاصة بعد مصادقة الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1993‬على اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد‬
‫النس اء‪ ،‬تم في سنة ‪ 2008‬وب دعم من صندوق األمم المتح دة للسكان وض ع "استراتيجية وطني ة للوقاي ة من الس لوكات العنيف ة داخ ل األس رة وفي المجتم ع"‪.2 .‬‬
‫ولتدعيم المعطيات اإلحصائية حول هذه الظاهرة‪ ،‬أنجز الديوان الوطني لألسرة والعمران البشري سنة ‪ 2010‬مسحا وطنيا حول العنف الموجه ضد النساء‬
‫أن ‪ %47.6‬من المس تجوبات ص ّرحن أنهن تعرض ن على األق ل إلى ش كل من أش كال العن ف خالل حي اتهن‪ .‬ويق ترب ه ذا ال رقم من المع دالت‬ ‫أب رزت نتائج ه ّ‬
‫الدولية التي تقدر تعرض امرأة من ثالث إلى العنف خالل حياتها‪.‬‬

‫التعرض إلى شتّى أشكال العنف‪ .‬فكلما ارتفع المستوى التعليمي‬


‫أن المستوى التعليمي هو من العوامل التي يمكن أن تحمي النساء من ّ‬
‫‪ .2‬كما أثبت هذا المسح ّ‬
‫تتعرضن له إذ أن المرأة العاملة تتعرض إلى العنف‬
‫يعد شغل النساء عامال مؤثّرا في شكل العنف الذي ّ‬
‫للمرأة كلما انخفضت إمكانية تعرضها للعنف‪ .‬كما ّ‬
‫النفس ي واالقتص ادي (‪ %32.4‬و‪ )%10.1‬أك ثر من الم رأة ال تي ال تعم ل وال تي تتع ّرض ب دورها إلى نس بة أك بر من العن ف الجس دي والجنس ي (‪ %33.5‬و‬
‫‪.)%16.6‬‬
‫أن الشريك الحميم (زوج‪ ،‬خطيب‪ )...‬يمثل‬
‫أن األسرة هي المكان الذي تكون فيه النساء أكثر عرضة إلى العنف وكذلك ّ‬
‫‪ .3‬ولع ّل من أخطر ما ّبينه هذا المسح ّ‬
‫األول مهم ا ك ان ش كل العن ف الموج ه ض دها‪ .‬فهي ض حية عن ف جس دي من قب ل ش ريكها في ‪ %47.2‬من الح االت‪ ،‬وعن ف نفس ي في ‪ %68.5‬من‬‫المعت دي ّ‬
‫الحاالت‪ ،‬عنف اقتصادي في ‪ %77.9‬من الحاالت‪ ،‬وعنف جنسي في ‪ %78.2‬من الحاالت‪.‬‬
‫كما يبقى أفراد العائلة المرتكبون للعنف الجسدي ضد النساء في ‪ %43‬من الحاالت‪ ،‬والعنف االقتصادي في ‪ %22.1‬من الحاالت والعنف النفس ي في ‪%16.7‬‬
‫من الحاالت والعنف الجنسي في ‪ %0.6‬من الحاالت‪.‬‬

‫تفشي ظاهرة العنف في الفضاء العام حسب نــــــــــــــوع العنف‪:‬‬


‫العنف الجنسي‬ ‫العنف النفسي‬ ‫العنف الجسدي‬

‫‪75.4%‬‬ ‫‪78.1%‬‬ ‫‪41.2%‬‬

‫للصحة من أن العنف هو من األسباب الرئيسية للموت والعجز لدى في الفئة العمرية من ‪ 16‬إلى ‪44‬‬
‫ّ‬ ‫توصلت له المنظّمة العالمية‬
‫ّ‬ ‫وقد جاءت الدراسةما كانت قد‬
‫سنة‪.‬‬
‫الدراسات الدولية والوطنية والتجارب المقارنة أن العنف المسلط على النساء له صبغة خصوصية اجتماعية وثقافية ونفسية‪ .‬فالعنف ضد النساء‬‫كما أثبتت ك ّل ّ‬
‫والتصدي له‬
‫ّ‬ ‫خاص ا‬
‫ّ‬ ‫يرتكب خاصة في الفضاء األسري حيث يتقلص الدور الحمائي للقانون وتتحكم التقاليد والثقافة النمطية التي تعتبر العنف ضد النساء شأنا‬
‫يمر عبر التضحية بحياة وأجساد النساء‪.‬‬
‫مسألة ثانوية أمام "مصلحة" األسرة ويسود االعتقاد بأن الحفاظ على وحدة هذه األخيرة ّ‬

‫إن هذه التمثالت والصور النمطية للعنف ضد النساء تجعل من الزجر والردع وحدهما غير كافيين لمقاومة ظاهرة مرتبطة أساسا بثقافة التمييز واالعتقاد في‬
‫ّ‬
‫دونية النساء‪ ،‬بل يضحى من الضروري القطع مع التناول الجزئي لنتائج العنف بعد وقوعه‪.‬‬
‫طب ق إلى األحكام الجزائية‬
‫المشرع التونسي يعتبر العنف المسلط على النساء ظاهرة اجتماعية غير ذات خصوصية ويخضعه بالتّالي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬في المقابل‪ ،‬فقدظ ّل‬
‫العامـة إلى حين صدور القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة‪.‬‬

‫مقاربة القانون األساسي عدد ‪ 58‬لسنة ‪:2017‬‬


‫‪.5‬من بين مميزات القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬كونه واضح األهداف‪ .‬فهو يرسم هدفه منذ فصله األول وهي تفعيل وتدقيق المبدأ الوارد بالفصل ‪ 46‬من‬
‫الدس تور وذل ك عبر "وض ع التدابير الكفيلةبالقض اء على ك ل أش كال العن ف ض د الم رأة الق ائم على أس اس التمي يز بين الجنس ين من أجل تحقيقالمساواةـ واحترام‬
‫الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وذلك باتباع مقاربة شاملة تقوم على التصدي لمختلف أشكاله بالوقاية وتتبع مرتكبيه ومعاقبتهم وحماية الضحايا والتعهد بهم"‪.‬‬

‫أ‪-‬المقاربة الشاملة‪:‬‬

‫متعددة منها التربية والتعليم والثقافة واإلعالم‬


‫ّ‬ ‫تدخل قطاعات‬
‫‪.6‬تتمثّ ل المقاربة الشاملة في التصدي للعنف عبراستراتيجية رباعية األبعاد‪ :‬بعد وقائي يتطلب ّ‬
‫للتوعية بحقوق اإلنسان للنساء وبمسؤولية المجتمع في القضاء على العنف والتمييز ضدهن‪ ...‬وبعد حمائي يكون بتوفير آليات قانونية ومؤسسية لحماية للمرأة‬
‫يؤمنها من وقوع العنف أو تفاقم آثاره‪ ،‬وبعد زجري يقتضي منع وتجريم مختلف أشكال العنف وتتبع مرتكبيه ومعاقبتهم أي اّ كانوا‬
‫المعنفة وأطفالها بشكل عاجل ّ‬
‫وأياّ كانت عالقتهم بضحية العنف‪ .‬وكذلك بعد رابع يتعلق بالتعهد بضحايا العنف ومرافقتهن من خالل جملة من اإلجراءات الخصوصية والمرافق الضرورية‬
‫لضمان سالمتهن وأيضا باتجاه دعم قدراتهن وإ عادة تأهيلهن وإ دماجهن في المجتمع‪.1‬‬

‫ب‪-‬مقاربة حقوق اإلنسان‪:‬‬

‫‪ .7‬يعتبر العنف ّ‬
‫ضد النساء "االنتهاك األكثر خزيا وانتشارا لحقوق اإلنسان" ألنه ينتهك الكرامة البشرية للمرأة ويعتدي على حرمتها الجسدية والمعنوية‪.‬لهذا‬
‫السبب‪ ،‬ينطلق القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬من منظومة الحقوق اإلنسانية في كونيتها وشمولها وترابطها كما هيمكرسة بالدستور والمعايير واالتفاقيات الدولية‬
‫تعد على الكرامة اإلنسانية التي‬
‫ضد النساء هو ّ‬
‫وأن العنف ّ‬
‫يتجزأ منتلك المنظومة‪ّ ،‬‬
‫المصادق عليها من قبل الدولة التونسية والتي تعتبر حقوق النساء جزء ال ّ‬

‫تمثل المقاربة الشاملة (وقاية‪ ،‬حماية‪ ،‬زجر‪ ،‬تعهد) إحدى التوجهات الجديدة في قوانين محاربة العنف ضد النساء وقد تبنت اليوم عشرون دولة في العالم هذا النهج ومنها إسبانيا والبينين وكوستا ريكا ومؤخرا المغرب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وقد جاءت اتفاقية المجلس األوروبي حول منع ومحاربة العنف ضد المرأة والعنف األسري المعروفة أيضاً باتفاقية اسطنبول سنة ‪ 2011‬لتعتمد هذه المقاربة وتحث الدول األوروبية على ضمانها في تشريعاتها الوطنية وهي‬
‫اتفاقية مفتوحة للتوقيع من خارج البلدان األوروبية‪.‬‬
‫‪https://www.coe.int/fr/web/conventions/full-list/-/conventions/rms/0900001680084840 ‬‬
‫أن الدول ة التونس ية تتعه د باإلحاط ة بالنس اء ض حايا العن ف واألطف ال‬
‫ينص الفص ل ‪ 4‬من ه ذا الق انون على ّ‬
‫تؤس س للحرم ة الجس دية والمعنوي ة للم رأة‪ .‬ل ذلك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫المقيمين معهن وفق عديد المبادئ العامة التي من بينها "اعتبار العنف ضد النساء شكال من أشكال التمييز وانتهاكاً لحقوق اإلنسان"‪.‬‬

‫ج‪-‬مقاربة علم الضحية‪:‬‬

‫تعبر عنها أو‬ ‫في الثقافة السائدة كثيرا ما ُي ِّ‬


‫ذنب المجتمع المرأة ضحية العنف ويعتبرها متسببة فيه بشكل أو بآخر (لطريقة لباسها أو لمواقف تتخذها أو آلراء ّ‬
‫الختيارات تتوخاها‪ .)...‬وكثيرا كذلك ما يبرر المحيط العائلي العنف ويعتبره أمرا طبيعيا في العالقات بين األشخاص وخاصة في العالقات الزوجية‪ ،‬وقد‬
‫تستبطن المرأة تلك األفكار بما يثنيها عن المطالبة بحقوقها‪.‬‬

‫لنفهم دورة العنف‬

‫‪.8‬كثيرا من تعترضنا حاالت نساء يتعرضن للعنف باستمرار وربما بأشكال خطيرة ويترددن على المحامين أو مراكز األمن والمحاكم في أوقات متفرقة بل‬
‫لكنهن يختفين بعد الشروع في اإلجراءات‪ ...‬وهو ما يثير الحيرة وقد يستنزف شعور التعاطف‬‫ويعب رن عن عزمهن مباشرة إجراءات قانونية ضد المعتدي ّ‬
‫ّ‬
‫يفسر غالبا هذا السلوك ويجعل التعامل مع الضحايا أكثر نجاعة‪.‬‬
‫تجاههن‪ .‬غير أن االطالع على ما يعرف بدورة العنف ّ‬
‫‪ .9‬قادت مجموعة من الدراسات التي قامت بها عالمة النفس واألستاذة الجامعية األمريكية لينور وولكر‪ 2‬سنة ‪ 1979‬إلى االستنتاج بأن العنف األسري غالبا ما‬
‫ردة فعل الض حايا‪ .‬وق د ق دمت هذه النظرية شرحا ألس باب تعرض ض حايا هذا النوع من العنف إلى‬ ‫تفس ر الس لوك العنيف للمعتدي وكذلك ّ‬
‫يأخذ ش كل دورة ّ‬
‫االعتداءات بشكل مستمر ولماذا يختلف العنف األسري عن غيره من أنواع العنف التي ال تتبع نمطا محدداً في حدوثها‪ .‬وقد انتهت هذه الدراسات إلى نظرية مفادها‬
‫‪ ‬مئ ات الم رات خالل العالق ة‪ ،‬وتس تغرق ك ل مرحل ة م دة من ال زمن‪ .‬أم ا‬ ‫أن تص رفات المعت دي تم ر ب دورة محكم ة تتك رر باس تمرار بنفس النم ط وبنفس المراح ل‬
‫ّ‬
‫‪ ‬لتكتمل ثم تبدأ من جديد ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الدورة كلها فقد تستغرق بضعة ّأيام أو ربما عدة أشهر أو سنة‬

‫المرحلة ‪ :1‬تراكم التوتّر‬


‫تصرفات الضحية‬ ‫تصرفات المعتدي‬
‫‪-‬تحاول تهدئة المعتدي ‪ ‬وتخفيف التوتر بإرضاء‬ ‫يمر المعتدي بحالة غضب وتوتر متزايد تجاه الضحية بش كل‬
‫بتحضير الطعام أو بغيره من األشياء التي يحبها‪.‬‬ ‫تص اعدي بحيث يص بح االنفج ار متوقع اً في اي لحظ ة وه و‬
‫‪-‬تتجنبه قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫م ا يجع ل الض حية تعيش في حال ة رعب وخ وف ش ديدين‪.‬‬
‫‪-‬تحس الضحية بانها تمشي على البيض وال تدري‬ ‫وهي مرحلة يمارس الزوج المعتدي فيها شتى أنواع‪ ‬العنف‬
‫تتصرف‬
‫ّ‬ ‫كيف‬ ‫النفس ي‪ ‬تج اه زوجت ه وأس رته ك التحقير والتهدي د والص راخ‬
‫ويشتد التوتر‪ ،‬فينقطع االتصال‬
‫ّ‬ ‫يزداد الوضع سوءاً‪،‬‬ ‫والس باب واالتهام ات بالخيان ةويبحث باس تمرارعن زالت‬

‫من أهم مؤلفات لينور وولكر‪::‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪The battered woman syndrome. Springer publishing company, 2009.Abused women and survivor therapy: A practical guide for the psychotherapist.American Psychological‬‬
‫‪Association, 1994.‬‬

‫انظر أيضا في خصوص علم الضحية‪:‬‬

‫‪Jo-AnneWemmers, introduction à la victimologie, Presse de l’université de Montréal, 2018.‬‬

‫انظر الملحق عدد ‪.1‬‬ ‫‪3‬‬


‫الض حية ويمتن ع عن إظه ار أي ة عاطف ة‪ ‬تجاهه ا‪ .‬كم ا يعم د بينهما‪ ،‬ويصبح االنفجار متوقعا في اي لحظة‪  .‬‬
‫ال زوج خالل ه ذه المرحل ة إلى ع زل الض حية ومحاولة‬
‫محاصرتها للدخول معه في جدال‪.‬‬

‫المرحلة ‪ :2‬االنفجار الكبير أو وقوع االعتداء‬


‫تصرفات الضحية‬ ‫تصرفات المعتدي‬
‫‪ -‬تحاول تهدئته‬ ‫يفك التوتر عن نفسه باالنفجار واالعتداء‪ ،‬مما قد يسبب له‬
‫‪ -‬تحاول ان تحمي نفسها‬ ‫االدمان على ذلك‪ .‬ويفك المعتدي التوتر عن نفسه بهذه‬
‫‪ -‬قد تهرب منه‬ ‫التصرفات‪:‬‬
‫‪ -‬ربما تحاول مواجهة عنفه بالدفاع عن النفس‬ ‫‪-‬يشتم ويهين الضحية‪،‬‬
‫‪ -‬تصاب الضحية بالصدمة النفسية وبأضرار‬ ‫‪ -‬يصفع‪ ،‬يركل‪ ،‬يضرب‪ ،‬يقرص‪ ،‬قد يخنقها ويضربها‪ ،‬أو‬
‫بدنية(تزداد شدة االعتداء بتكرار مراته‪ ،‬وقد يصل‬ ‫يشد شعرها‪.‬‬
‫إلحداث إعاقة لدى الضحية أو قتلها)‬ ‫‪ -‬يمنعها من الهرب أو االستغاثة بأحدأو يحبسها‪.‬‬
‫‪ -‬قد تنقل الضحية للمستشفى‬ ‫‪-‬يتحرش باألطفاألو يضربهم لينتقم منها‪.‬‬
‫‪ -‬قد تشتكيالضحية للشرطة‪.‬‬

‫المرحلة ‪ :3‬الندم والتبرير‬


‫تصرفات الضحية‬ ‫تصرفات المعتدي‬
‫‪ -‬تكون مضطربةالمشاعر الضحية لكنها تقبل اعتذاره لتوسله وإ ظهاره للندم‪.‬‬ ‫يتميز سلوك المعتدي في هذه المرحلة بالتصرفات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقتنع بكالمه وتأمل ان ال يعود الى االعتداء عليها‪.‬‬ ‫‪-‬يعتذر للضحية ويعد بعدم تكرار االعتداء‪.‬‬
‫بتصرفاتها هي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تبرره‬
‫‪ -‬تتنازل عن وحتى تتناسى االعتداء عليها أو قد ٍّ‬ ‫‪-‬يحاول تبرير سلوكه العنيف لنفسه ولآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬اتهام الضحية بأنها السبب في سلوكه‪.‬‬
‫‪-‬التقليل من أثر االعتداء على الضحية‬
‫حد إنكار االعتداء‪.‬‬
‫– قد يصل األمر إلى ّ‬
‫‪-‬يعد بإصالح سلوكه‬
‫‪ -‬قد يتوسل ويبكي وقد يهدد بقتل نفسه إن تركته الضحية أو لم تغفر له‪.‬‬

‫المرحلة ‪ :4‬شهر العسل‬


‫تصرفات الضحية‬ ‫تصرفات المعتدي‬
‫‪ -‬تقبل البقاء معه‬ ‫‪ -‬يتصرف وكأن االعتداء لم يحدث‪  .‬‬
‫‪ -‬تغمرها الراحة واالمل‬ ‫‪-‬إظهار الحب والرغبة الجنسية تجاه الضحية‪.‬‬
‫‪ -‬يتصرف الطرفان وكأن االعتداء لم يحدث‪.‬‬ ‫‪ -‬يمنح الضحية هدايا أو يخرج معه للعشاء‪.‬‬

‫هذه المرحلة قد تقصر بمرور الوقت إلى حد‬


‫االندثار خصوصاً إذا أدمن المعتدي على سلوكه‬
‫واطمأن الى ان الضحية لن تتركه او لن تشتكيه‬
‫فتنتفي الحاجة لتبرير اعتداءه أو إظهار الندم ‪    ‬‬

‫ومن المهم اإلشارة إلى أن هذه الدورة ال تنطبق على كل انواع العنف الزوجي واألسري إذ قد تختفي مرحلة من المراحل وخاصة مرحلة الهدوء أو "شهر‬
‫العسل"‪.‬غ ير أن هذه النظري ة تساهم بقدر كب ير في تفسير هذه الظاهرة وشرح مراحله ا ليس هل التنبؤ باالعتداء القادم على الضحية قبل وقوع ه وخاصة لكي‬
‫وترددهــا في وضــع حـ ّـد لــه ســواء بمفارقــة الشــريك المعتــدي أو بمالحقتــه‬
‫ّ‬ ‫يتم ّكن المتعــاملون مــع ضــحية العنفمن تفســير خضــوعها للعنــف وإ حساســها بالــذنب‬
‫قضائيا‪.‬‬

‫‪ -10‬ترمي أغلب مظاهر العنف إلى تحقيق غاية محورية وهي السيطرة والتح ّكم‪ 4‬في الضحية‪ .‬ولتحقيق هذا الغرض‪ ،‬يستعمل المعتدي (قد يكون زوجا‪ ،‬أو‬
‫بتحرش جنسي‪ ...‬وغالبا ما يكون المعتدي من الرجال لكن أحيانا يكون من النساء) وسائل متعددة لممارسة التسلط وللتح ّكم في الضحية‬
‫صديقا أو مؤجرا يقوم ّ‬
‫وتخويفها والتأثير عليها‪.‬‬

‫غالبا ما تستعمل الغيرة بل الحب كذريعة للسيطرة على اآلخر‪ .‬كما تقوم استراتيجيات المعتدي على عزل الضحية عن محيطها (أسرة‪ ،‬أصدقاء‪ )...‬عبر‬
‫تشويههم واتهامهم اتهامات زائفة‪ .‬وفي كل الحاالت يسعى المعتدي إلى القضاء على االستقاللية المالية للضحية‪ ،‬لذلك نجد بعض النساء يعملن في وظائف عليا‬
‫عم ا‬
‫ألن ال زوج ي ديره في حين أنهن ال يع رفن ش يئا ّ‬
‫ويحص لن على رواتب محترم ة لكنهن ال يملكن بطاق ة ائتم ان وال يمكنهن التص ّرف في الحس اب المش ترك ّ‬
‫يكسبه أزواجهم‪...‬‬

‫‪ .The coercive control4‬انظر الملحق عدد ‪.2‬‬


‫‪.11‬من المفاهيم التي استحدثها القانونعدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬هو مفهوم الضحية عوض المصطلحات التقليدية التي يعتمدها المشرع الجزائي التونسي مثل عبارة‬
‫تبني المرجعي ة الدولي ة لحقوق اإلنس ان التي م ا ف تئت ترك ز على ضحايا‬
‫إن التجدي د ليس شكليا فحس ب وإ نم ا هو يعبٍّر عن ّ‬
‫"المج ني عليه ا" أو المعت دى عليه ا‪ّ .‬‬
‫وتوسع دائرة حقوقهم من وقاية وحماية وتسهيل لسبل الوصول للعدالة واالنتصاف وجبر الضرر‪.5‬‬ ‫ّ‬ ‫االعتداءات المختلفة‬
‫توسعت لتشمل من يشكو من وضعية العنف على غرار األطفال‪.‬‬ ‫تضرر مباشرة من الجريمة‪ ،‬بل ّ‬ ‫لم تعد الضحية مقتصرة على من ّ‬
‫تم‬
‫المطة األخيرة من الفصل ‪ 3‬من القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬الضحية هي "النساء واألطفال المقيمون معها الذين أصيبوا بضرر بدني أو معنوي أو عقلي أو نفسي أو اقتصادي‪ ،‬أو ّ‬
‫حرمانهم من التمتع بحرياتهم وحقوقهم‪ ،‬عن طريق أفعال أو أقوال أو حاالت إهمال تشكل انتهاكا للقوانين الجاري بها العمل"‬

‫الفصل ‪ 4‬من القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪" 2017‬تتعهد الدولة باإلحاطة بالمرأة ضحية العنف واألطفال المقيمين معها‪ ،‬وذلك وفق المبادئ العامة التالية ‪:‬‬

‫‪...-‬االعتراف بصفة الضحية للمرأة واألطفال المقيمين معها المسلّط عليهم عنف‪."...‬‬

‫تنص الفقرة ‪ 1‬من اإلعالن بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمـة وإ سـاءة استعمال السلطة‪6‬الذي‬
‫ويتفق هذا التعريف مع التعريف الدولي حيث ّ‬
‫ينص على ّأنه يقصد بمصطلح "الضحايا"‪:‬‬
‫ّ‬
‫"األش خاص ال ذين أص يبوا بض رر فردي ا أو جماعي ا‪ ،‬بم ا في ذل ك الض رر الب دني أو العقلي أو المعان اة النفس ية أو الخس ارة االقتص ادية‪ ،‬أو الحرم ان بدرج ة كب يرة من التمتـع بحقـوقهم‬
‫األساسية‪ ،‬عن طريق أفعال أو حاالت إهمال تشكل انتهاكا للقوانين الجنائية النافـذة فـي الدول األعضاء‪ ،‬بما فيها القوانين التي تحرم اإلساءة الجنائية الستعمال السلطة"‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪https://www.ohchr.org/Documents/Publications/training9chapter15ar.pdf‬‬
‫‪6‬إ عالن بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإ ساءة استعمال السلطة‪ ،‬اعتمد ونشر علي المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ 34 /40 ‬المؤرخ في ‪ 29‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.1985‬‬
‫تم‬
‫تم التخلّي عن الغاي ة االنتقامي ة للق انون الج زائي‪ ،‬أص بحت الخص ومة الجزائي ة مب ارزة بين النياب ة العمومي ة ال تي تمثّ ل المجتم ع والج اني ال ذي ّ‬
‫‪ .12‬من ذ أن ّ‬
‫أم ا الضحية فقد ظلّت تقريبا خارج الخصومة الجزائية التي لم‬ ‫االعتناء به عبر توفير أكبر قدر من ضمانات المحاكمة العادلة التي تحفظ له كرامته اإلنسانية‪ّ .‬‬
‫تكن تعنيها إالّ لماما‪.‬لهذا السبب‪ ،‬نجدمجلة اإلجراءات الجزائية تختزل حقوق المجني عليه في‪:‬‬
‫‪-‬حق طلب التتبع العدلي للجاني عبر التشكي أو إثارة الدعوى العمومية عبر القيام بالحق الشخصي‪،‬‬
‫‪-‬حق القيام بالحق الشخصي للحصول على تعويض الضرر المترتب عن الجريمة‬
‫يتعداها إلى تك ريس عديد‬ ‫تبني مصطلح القضية‪ ،‬بل ّ‬
‫‪ .13‬ال يقتصر التجديد االصطالحي في القانون األساسي عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬على الناحية الشكلية عبر ّ‬
‫‪7‬‬
‫يتبن القانون األساسي عدد ‪ 58‬ص راحة كل الحقوق المنصوص عليها بالصكوك الدولية ‪ ،‬إالّ ّأن ه‬
‫الحقوق لصالح الضحية باالستناد إلى المعايير الدولية‪.‬ولئن لم ّ‬
‫اعتمد الكثير منها في الفصلين ‪ 4‬و‪ ،13‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الحق في النفاذ إلى المعلومة واإلرشاد القانوني حول األحكام المنظمة إلجراءات التقاضي والخدمات المتاحة‪،‬‬
‫حق متفرع عن الحق في االستعانة بمحام‪،‬‬
‫‪ -‬الحق في التمتع وجوبا باإلعانة العدلية وهو ّ‬
‫‪ -‬الحماية القانونية المناسبة لطبيعة العنف الممارس ضدها بما يكفل أمنها وسالمتها وحرمتها الجسدية والنفسية وكرامتها‪،‬‬
‫‪ -‬التعويض العادل لضحايا العنف في صورة استحالة التنفيذ على المسؤول عنه وتحل الدولة محل الضحايا في استخالص المبالغ التي وقع صرفها‪،‬‬
‫‪ -‬الحق فيالمتابعة الصحية والنفسية والمرافقة االجتماعية المناسبة والتمتع بالتعهد العمومي والجمعياتي عند االقتضاء بما في ذلك اإلنصات‪،‬‬
‫‪ -‬اإليواء الفوري في حدود اإلمكانيات المتاحة‪،‬‬

‫‪ّ 7‬أو ل الصكوك الدولية األساسية الثالث المتعلقة بحقوق الضحايا هو إعالن األمم المتحدة بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإ ساءة استعمال السلطة‪ ،‬اعتمد ونشر علي المأل بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫أما الصك الثاني فيتمثّل في مبادئ األمم المتحدة األساسية والتوجيهية المتعلقة بحق ضحايا االنتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق اإلنسان واالنتهاكات الخطيرة‬
‫لألمم المتحدة ‪ 34 /40‬المؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر ‪ّ .1985‬‬
‫للقانون اإلنساني الدولي في التقاضي والتعويض (مبادئ فان بوفن‪/‬بسيوني)‪ :‬القرار عدد ‪ 60/147‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ .2005‬ويتمثّ ل الصك الثالث في مبادئ األمم المتحدة لحماية وتعزيز حقوق اإلنسان من خالل‬
‫مكافحة اإلفالت من العقاب‪"-‬مبادئ " القرار عدد ‪ 2005 /35‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪.2005‬‬
‫ويمكن كذلك اإلشارة إلى القرارين الصادرين عن كان المجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة‪ ،‬األول عدد ‪ 1999 / 26‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ 1999‬حول "وضع وتنفيذ تدابير الوساطة والعدالة التصالحية في‬
‫المسائل الجنائية"‪ ،‬والثاني تحت عدد ‪ 2000/14‬المؤرخ ‪ 27‬جويلية‪ ، 2000‬والمتعلق "المبادئ األساسية الستخدام برامج العدالة التصالحية في المسائل الجنائية"‪.‬‬
‫سرية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية للضحية‪،‬‬
‫‪ -‬الحق في احترام وضمان ّ‬
‫‪ -‬الحق في المرافقة بالتنسيق مع المصالح المختصة من أجل توفير المساعدة االجتماعية والصحية والنفسية الضرورية‪،‬‬
‫‪ -‬الحق في اإلدماج والتأهيل‪،‬‬
‫أن النساء ضحية العنف واألطفال المقيمين معها يتمتّعون بالحقفي"التعويض العادل ‪ ...‬في‬
‫ينص الفصل ‪ 13‬على ّ‬ ‫‪ -‬الحق في التعويض الفعلي لضحايا العنف إذ ّ‬
‫صورة استحالة التنفيذ على المسؤول عنه وتحل الدولة محل الضحايا في استخالص المبالغ التي وقع صرفها"‪.‬‬
‫تم التنصيص عليها صراحة‪ ،‬يمكن ذكر بعض الحقوق األخرى التي وردت بها العديد من الصكوك الدولية المتعلقة‬ ‫‪ .14‬باإلضافة إلى هذه الحقوق التي ّ‬
‫تم تكريسها بصفة غير مباشرة في القانون عدد ‪ 58‬وهي‪:‬‬
‫بحقوق ضحايا الجريمة والتي ّ‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬الحق في "معاملة الضحايا بتعاطف واحترام لكرامتهم" ‪ .‬وتعني معاملة الضحية باحترام‪ ،‬حسب الصكوك الدولية‪ ،‬إعالم الضحية بكل تطور في القضية التي‬
‫تخص ها واح ترام حقه ا في االطالع علي تط ور ملفه ا في جمي ع مراح ل اإلج راءات ب دون حاج ة ألن تك ون قائم ا ب الحق الشخص ي‪ ،‬الح ق فيالحص ول على‬
‫‪9‬‬
‫خدمات الدعم المناسبة‪،‬الحق في الحضور والمشاركة في الخصومة ‪...‬‬
‫أما الحق في الحماية والمساعدة فإنه يقتضي أن تتخذ الدول تدابير لضمان سالمة الضحايا وحماية أسرهم وشهودهم‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬من أعمال التخويف واالنتقام‪،‬‬‫‪ّ -‬‬
‫مكرس ا في الفص ل ‪ 39‬ال ذي يض ع على كاه ل "ك ل من‬‫‪ -‬الح ق في أن يس تجاب ف ورا لك ل طلب للمس اعدة أو الحماي ة المق دم من ط رف الض حية‪ ،‬وه و م ا نج ده ّ‬
‫عه دت إلي ه حماي ة النس اء من العن ف بم ا في ذل ك أع وان الض ابطة العدلي ة ومن دوبي حماي ة الطفول ة وأع وان الص حة وش ؤون النس اء واألس رة والش ؤون‬
‫االجتماعية والتربية وغيرهم"‪.‬‬

‫الفص ل ‪ 39‬من الق انون األساس ي ع دد ‪ 58‬لسنة ‪ " 2017‬على ك ل من عه دت إلي ه حماي ة النس اء من العن ف بم ا في ذل ك أع وان الض ابطة العدلي ة ومندوبي حماي ة الطفول ة‬
‫وأعوان الصحة وشؤون النساء واألسرة والشؤون االجتماعية والتربية وغيرهم‪:‬‬

‫‪-‬االستجابة فورا لكل طلب للمساعدة أو الحماية مقدم من طرف الضحية مباشرة‬

‫‪8‬إعالن األمم المتحدة بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإ ساءة استعمال السلطة‪ ،‬الفقرة ‪.4‬‬
‫‪9‬مبادئ فان بوفن‪/‬بسيوني‬
‫‪-‬االستجابة فورا لكل طلب للمساعدة أو الحماية على معنى الفصل ‪ 14‬من هذا القانون‪،‬‬

‫‪ -‬إيالء األولوية لإلشعار بشأن ارتكاب العنف المهدد للسالمة الجسدية والجنسية والنفسية للمرأةواألطفال المقيمينمعها‪،‬‬

‫‪ -‬اإلنصات والتشخيص عند تلقي الشكاوى بمقابلة األطراف والشهود بمن فيهم األطفال في غرف مستقلة وضمان حرمتهم‪،‬‬

‫‪ -‬إعالم الشاكية بكل حقوقها‪،‬‬

‫‪ -‬التدخل في حاالت فقدان السكن جراء العنف لتوفير اإليواء بمراكز حماية النساء ضحية العنف‪.‬‬

‫ويهم‬
‫يمسبهيكلتهالكنبمايسمحبتجاوزنقائصهاالعديدة (أ)‪ّ .‬‬
‫‪ .‬أدخاللبابالثالث من القانون عدد ‪58‬بجرائم العنفجملةمنالتعديالت الجذرية علىأحكامالمجلةالجزائيةدونأن ّ‬
‫المحامي‪/‬ة معرفة أوجه التجديد في القانون عدد ‪ 58‬من حيث التجريم والعقوبات (ب) بما يساعده في تحديد أهداف واستراتيجية دفاعه عن ضحية العنف‪.‬كما‬
‫سيتم تحليلبعض اإلجراءات الخاصة التي جاء بها القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪( 2017‬ت)‪.‬‬
‫ّ‬

‫خصوصية النظام الجزائي للعنف األسري‬

‫يغير فلسفة المجلة الجزائية ويتجاوز نقائصها‬


‫القانون عدد ‪ّ 58‬‬
‫‪ .15‬قبل صدور القانون األساسي عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬المؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬المتعلق بالقضاء على العنف ضد النساء‪ ،‬كان القانون الجزائي التونسي‬
‫يشددعقوبة االعتداء بالعنف في صورتين‪ .‬األولى تتعلّ ق بالعنف الصادر من الخلف على السلف‪ ‬والثانية بالعنف الصادر من الزوج على زوجه‪.‬وفي المقابل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ك ان ُيعت ُّد باإلس قاط الص ادر عنالض حيةلوقف التتبع ات الجزائي ة أو المحاكم ة أو تنفي ذ العق اب الب دني‪ .‬كم ا ك ان الج اني ُيعفى منالعق اب وتوق ف ض ّده التتبع ات‬
‫الجزائي ة بم وجب زواج ه بالطفل ة الض حية في جريم ة مواقع ة أن ثى ب دون عن ف س ّنها ف وق ‪ 15‬س نة ودون ‪ 20‬س نة كامل ة‪ ،‬أو في جريم ة الق رار بقاص ر‪ .‬وق د‬
‫كشفت وقائع العنف ونسبه أن أشكاال كثيرة من االعتداءات لم تكن مشمولة بالقانون الجزائي التونسي وهي كلّها نقائص تعود للفلسفة التقليدية للمجلة الجزائية‬
‫التييحاول القانون عدد ‪ 58‬تالفيها باعتماد المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان واالستلهام من القوانين المقارنة‪.‬‬
‫نقائص المجلة الجزائية قبل القانون عدد ‪58‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .16‬لم تكن المجلة الجزائية تعترف بخصوصية العنف المسلط على النساء بوصفه شكال من أشكال التمييز القائم على الجنس‪ ،‬وهو ماساهم في تسطيح الظاهرة‬
‫يفسر تفاقمها في بالدنا‪.‬‬
‫وتنميطها وهو ما ّ‬

‫ضد النساء بتبنيها صورا نمطية مختلفة منها "ضرورة التضحية بالحرمة الجسدية للمرأة حماية للعائلة" ‪ .‬ففي‬
‫تبرر ّ‬
‫فالمجلة الجزائية كانت‪ ،‬بطريقة غير مباشرة‪ّ ،‬‬
‫التنص ل من مسؤولياتهم تجاه الضحية والمجتمع األمر الذي‬‫ّ‬ ‫عديد الحاالت تسمح المجلة إمكانية اإلفالت من العقابإذ كانت بعض أحكامها تم ّكن مرتكبي العنف من‬
‫المجس دة لهذه الرؤية ما‬
‫ّ‬ ‫ويعرضها للوصم االجتماعي ويع ّك ر وضعيتها القانونية واالجتماعية‪ .‬ولع ّل أهم القواعد‬
‫يهدد في أحيان كثيرة سالمة وحياة هذه األخيرة ّ‬
‫ّ‬
‫كانت تسمح به أحكام الفصل ‪ 227‬مكرر م ج من إفالت المغتصب من المحاكمة في صورة زواجه بضحيته القاصر بل لع ّل في ذلك مكافأة قانونية لمرتكبي تلك‬
‫الجريمة بما يسمح لهم بإعادة ارتكاب جريمتهم تحت غطاء الزواج الذي عادة ما تكره عليه الضحية بضغط من العائلة والمجتمع‪.‬‬

‫القانون عدد ‪ 58‬يتجاوز نقائص المجلة الجزائية‬

‫يهدف القانون عدد‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬إلى‪:‬‬

‫ضـدهن وبص فته انتهاك ا لحق وق اإلنس ان وذل ك بجعل ه ظ رف تش ديد‬


‫‪ .17‬ترتيب أثر قانوني عن االعتراف بالعنفالمسلّط على النساء كشـكل من أشـكال التميـيز ّ‬
‫ارتكب من أصول الضحية من أي طبقة‪ ،‬أو من فروع الضحية من أي طبقة‪ ،‬أو من شخص ذي سلطة على الضحية أو استغل نفوذ وظيفه‪ ،‬أو من‬ ‫َ‬ ‫للعقوبة إذا‬
‫قبل أحد الزوجين‪ ،‬أو أحد المفارقين‪ ،‬أو أحد الخطيبين‪ ،‬أو أحد الخطيبين السابقين‪ ،‬أو مجموعة أشخاص بصفة فاعلين أصليين أو مشاركين‪.‬‬

‫‪ .18‬االعتداد بالعالقات الفعلية وبصفة الفاعل كظرف تشديد للعقوبة في مختلف جرائم االعتداء بالعنف وإ ن لم تعد تربطه عالقة قانونية بالضحية (الطليق أو‬
‫الخطيب أو الخطيبالس ابق)‪ .‬ويبقى هذاالتوسعمنقوص ا ألن ه ك ان من الض روري أن يش مل ك ل العالق ات الحميمي ة ال تي لم ت ؤطر في إط ار عالق ة خطب ة طبق ا‬
‫لألعراف والعادات وذلك لمنع استغاللها لالعتداء على الحرمة الجسدية والمعنوية‪.‬‬
‫‪ .19‬حمايــة الشــهود من االعتــداءات المحتملــة ال تي ته دف إلى منعهم من اإلدالء بش هادة أو من اإلعالم عن جريم ة أو بس بب إعالمهم عنه ا وذل ك ب أن جع ل‬
‫االعتداءات التي تطال هذه الفئات والتهديد بها من موجبات التشديد في العقوبة وذلك لتسهيل التبليغ عن العنف وتحميل المجتمع مسؤوليته في ذلك‪.‬‬

‫‪ .20‬مكافحة اإلفالت من العقاب عبر إلغاء االستثناءات التي كانت تسمح بإيقاف التتبعات والمحاكمة وآثارها عند وجود إسقاط في حالة العنف على القرين‪.‬‬
‫وق د ألغت أحك ام الفص ل ‪ 42‬من الق انون ع دد ‪ 58‬لس نة ‪ 2017‬الفق رة الرابع ة من الفص ل ‪ 218‬والفق رة الثاني ة من الفصل‪319‬من المجل ة الجزائي ة ول ذلك ف إن‬
‫إسقاط الزوجة واألم لحقها في التتبع في صورة تعرضها للعنف الجسدي لم يعدم من الموجبات القانونية لحفظ الجريمة وعدم إثارة التتبع الجزائي‪ .‬كما ألغى‬
‫القانون األساسي عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 227‬مكرر التي كانت تسمح "لمن واقع أنثى بدون عنف"من اإلفالت من العقاب في صورة‬
‫زواجه من المعتدى عليها حتى ولو كانت سنها دون الخامسة عشر سنة‪.‬‬
‫‪ .21‬تغطي ة ع دد ه ام من أش كال العن ف الجس دي والمعن وي والجنس ي واالقتص ادي والسياس ي وذل ك بتجــريم االعتــداءات المســكوت عنها س ابقا ص لب المجل ة‬
‫الجزائية ومنها ‪ :‬بتر أو تشويه األعضاء التناسلية للمرأة في الفصل ‪ 221‬م ج‪ ،‬سفاح القربى بصريح عبارة الفصل ‪ 227‬جديد وكذلك في الفصل ‪ 228‬م ج‪،‬‬
‫سوء معاملة القرين الفصل ‪ 224‬فقرة ثانية‪ ،‬العنفاللفظي والمعنوي بالفصل ‪ 224‬مكرر‪ ،‬التحكم في الموارد االقتصادية للمرأة والتمييز في األجور في الفصل‬
‫‪ ،19‬مضايقة في الفضاء العام الفصل ‪ ،17‬العنف السياسي الفصل ‪ ،18‬تشغيل األطفال كعملة منازل بالفصل ‪....20‬‬

‫‪ .22‬إعادة تعريف عدد من االعتداءات الجنسية وذلك باالستئناس بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان من ذلك إعادة تعريف االغتصاب على نحو يشمل الذكور‬
‫واإلناث واالستغناء عن حصره في مواقعة أنثى كجعله قائما على ركن واضح يتمثل في غياب الرضادون البحث في ترافقه مع أشكالعنف أخرى مثل العنف‬
‫المادي أو التهديد بالسالح مع الترفيع في سن انعدام الرضا الجنسي إلى ستة عشر سنة‪.‬‬

‫إعادة النظر في الجرائم والعقوبات‬

‫االعتداءات المجرمة وفق القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪2017‬‬ ‫‪‬‬


‫يجرم القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬عددا من االعتداءات ويعتبرها جرائم موجبة للمؤاخذة الجزائية لما تمثّله من خطورة على‬
‫‪ .23‬بناء على األسس المذكورة‪ّ ،‬‬
‫تم تدقيق ركنها المادي كما في جريمة االغتصاب‪.‬‬ ‫النساء ضحية العنف واألطفال المرافقين لها‪ .‬فنجده يوسع مجال التجريم كما في جريمة االغتصاب التي ّ‬
‫المشرع جرائم جديدة على غرار‪:‬‬
‫ّ‬ ‫كما أضاف‬

‫سفاح القربىالذي يكون باغتصاب طفل من قبل أقاربه‬ ‫‪-‬‬

‫العنف المعنوي الذي يشمل عددا من الجرائم المتمثّلة في التهديد بالعنف بمختلف أشكاله (الفصل ‪ 222‬م ج والفصل ‪ 223‬م ج) وسوء معاملة‬ ‫‪-‬‬
‫القرين التي كانت تقتصر على سوء معاملة األطفال (الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 224‬م ج)‪ .‬ويتطابق هذا التوجه الجديد مع أحكام الفصل ‪ 23‬من‬
‫مجلة األحوال الشخصية الذي يلزم القرين بحسن معاملة قرينه والهرسلة المعنوية المتكررة (الفصل ‪ 224‬مكرر) أي االعتداء المتكرر على‬
‫القرين بالقول أو اإلشارة أو الفعل والذي من شأنه أن ينال من كرامة الضحية أو اعتبارها أو يؤثر على سالمتها النفسية أو البدنية‪.‬‬

‫تعم د مضايقة امرأة في فضاء عمومي (الفصل ‪ ،)17‬والعنف السياسي (الفصل ‪ )18‬الذي‬ ‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬استحدث المشرع جريمة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫أن األفع ال المجرم ة واض حة ومح ددة وس يلعب فق ه القض اء دورا في تحدي د ال ركن‬
‫يط رح إش كاال بخص وص تحدي د ركن ه الم ادي حيث نج د ّ‬
‫المادي لهذه الجريمة استنادا إلى تقارير المحامين‪.‬‬
‫جرم القانون األساسي عدد ‪ 58‬العنف والتمييز االقتصادي وشتى أنواع التمييز بسبب الجنس (الفصلين ‪ 19‬و‪... )21‬‬
‫كما ّ‬ ‫‪-‬‬
‫غير من منطلق احتساب آجال‬
‫ضد األطفال أن القانون عدد ‪ 58‬قد ّ‬
‫آجال التقادم في الجرائم الجنسية‪ :‬يالحظ بخصوص الجرائم الجنسية المرتكبة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫سن الرشد القانوني ومن ناحية أخرى أقر المشرع‬‫سقوط الدعوى بمرور الزمن التي تبدأ بداية من بلوغ الطفل ضحية االعتداء الجنسي ّ‬
‫إجراءات خاصة يقع اتباعها عند سماع الطفل ضحية االعتداء الجنسي ومنع مكافحته مع المعتدي وخول لباحث البداية االستماع له مرة واحدة‬
‫مع تسجيل إفادته صوتا وصورة‪.‬‬
‫تشديد العقوبات في القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪2017‬‬ ‫‪‬‬
‫أن القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬قد ألغى عقوبة اإلعدام بالنسبة لجريمة االغتصاب وذلك مسايرة للمعايير الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬فيمكننا‬
‫‪ .24‬بالرغم من ّ‬
‫المشرع قد أضاف ظروف تشديد للعقوبة بناء على‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القوإلن‬
‫‪-‬عالقة الضحية بالمعتدي‪ :‬إذا كان الفاعل من أصول أو فروع الضحية من أي طبقة‪ ،‬إذا كان الفاعل أحد الزوجين أو أحد المفارقين أو أحد‪ ،‬الخطيبين أو‬
‫أحد الخطيبين السابقين‪ ،‬إذا كانت للفاعل سلطة على الضحية أو استغل نفوذ وظيفة‪...‬‬
‫‪ -‬حالــة االستضــعاف أو المركــز القــانوني للضــحية‪ :‬إذا ك انت الض حية طفال‪ ،‬أو ك انت في حال ة استض عاف أي الهشاش ة المرتبط ة بص غر أو تق دم الس ن أو‬
‫المرض الخطير أو الحمل أو القصور الذهني أو البدني التي تضعف قدرة الضحية على التصدي للمعتدي أو كانت الضحية شاهدا أو متضررا أو قائما بالحق‬
‫الشخصي وذلك لمنعها من اإلدالء بشهادة أو من القيام بإعالم عن جريمة أو تقديم شكاية أو بسبب إعالمها أو تقديمها لشكاية أو اإلدالء بشهادة‪...‬‬
‫وتعمد ارتكاب العنف‪ ،‬ارتكاب العنف من قبل مجموعة‪ ،‬ارتكاب العنف تحت تأثير المخدرات‪ ،‬استعمال السالح‬
‫‪ -‬طريقة وظروف ارتكاب العنف‪ :‬وجود نية ّ‬
‫أو التهديد به الرتكاب العنف‪...‬‬
‫‪-‬في بعض اإلجراءات الخاصة التي جاء بها القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪2017‬‬

‫‪ .25‬لم يح دث الق انون األساس ي ع دد ‪ 58‬تغي يرات جذري ة فيم ا يتعل ق ب اإلجراءات الجزائي ة وه و أح د النق ائص الهام ة في الق انون الم ذكور‪ ،‬ذل ك أن المس ائل‬
‫اإلجرائية هي السبيل األنجع إلى تحقيق انتصاف سريع وناجز للضحايا‪.10‬‬

‫م ع ذل ك‪ ،‬ب النظر لخصوص ية العن ف المس لط على النس اء‪ ،‬أح دث الق انون عددا من المؤسس ات الخاص ة عند التعه د القض ائي أو األم ني بض حايا العن ف وبعض‬
‫الضمانات اإلجرائية الجديدة لفائدة الضحايا‪.‬‬

‫‪-26‬على مستوى النيابة العمومية‪ :‬اتج ه المش رع في الق انون ع دد ‪ 58‬نح و إح داث ن وع من التخص ص من حيث التعهّ د القض ائي بقض ايا العن ف ول ذلك نص‬
‫الفص ل ‪ 22‬على أن ه "يكل ف وكي ل الجمهوري ة مس اعدا ل ه أو أك ثر بتلقي الش كاوى المتعلق ة ب العنف ض د النس اء ومتابع ة األبح اث فيه ا "وتعت بر النياب ة العمومي ة‬
‫المحرك األساسي والجوهري في المجال الجزائي إذ أنها الجهة األصلية المكلفة طبقا ألحكام مجلة اإلجراءات الجزائية بإثارة الدعوى العمومية وممارستها أم ام‬
‫ّ‬
‫دليل التشريعات المتعلقة بالعنف ضد النساء‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك ‪ ،2010‬ص ‪.44‬‬ ‫‪10‬‬
‫المحاكم فضال عن تنفيذ األحكام الجزائية التي تصدرها (الفصل ‪ 20‬م إ ج)‪ .‬ويهدف تخصيص مساعدين لدى وكالء الجمهورية بتلقي شكاوى ضحايا العنف‬
‫سواء مباشرة أو عن طريق المحامي‪/‬ة أو الفرق المختصة إلى تسهيل التعهّ د السريع عبر اإلذن بفتح البحث الجزائي بشكل عاجل ومتابعته خاصة وأن وكيل‬
‫الجمهورية صار مكلفا كذلك بمتابع ة تنفيذ أوامر الحماي ة ومتابع ة تنفي ذ الق رارات الصادرة عن قاضي األسرة األمر الذي يس اعده في اإللم ام بملف ات ضحايا‬
‫العنف في بعديها المدني والجزائي‪.‬‬
‫‪-27‬على مستوى المحاكم‪ :‬نص الفصل ‪ 23‬على أنه "تخصص فضاءات مستقلة داخل المحاكم االبتدائية تضم القضاة المختصين بقضايا العنف ضد النساء‬
‫على مستوى النيابة العمومية والتحقيق وقضاء األسرة"‪ .‬فضال عن أهمية االختصاص وسرعة الفصل الذي اتجه إليه المشرع في القانون األساسي عدد ‪ 58‬فإن‬
‫هذا التمشي يتالءم مع ما يفترضه التعهد ب ضحايا العنف من توفير شيء من الخصوصية لهن‪.‬‬
‫‪-28‬على مستوى الضابطة العدلية‪ :‬للحصول على الحماية القانونية الفورية والعاجلة ومن أجل تدعيم التخصص‪ ،‬أحدث القانون عدد ‪ 58‬الوحدة المختصة في‬
‫تلقي ش كايات العن ف وال تي تتواج د في منطق ة أمن وط ني أو ح رس وط ني بك ل والي ة من والي ات الجمهوري ة‪ .‬تحت وي الوح دة المختص ة وجوب ا من ض من‬
‫عناصرها نساء تسهيال لعملية االستماع للنساء ضحايا العنف ولمعاينة آثاره إن وجدت‪.‬‬

‫ومخص ص للغرض (وليس في سجل التداخل)‪ .‬وتكريسا لمبدأ احترام إرادة الضحية‬
‫ّ‬ ‫تقوم الوحدة المختصة بتسجيل محضر شكايات العنف في سجل مرقّم‬
‫فإنه "يعاقب بالسجن من شهر إلى ستة أشهر العون التابع للوحدة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد النساء الذي يتعمد ممارسة ضغط على الضحية أو أي‬
‫نوع من أنواع اإلكراه لحملها على التنازل على حقوقها أو لتغيير مضمون شكواها أو الرجوع فيها"‪.‬‬

‫سن‬
‫‪-29‬في بعض اإلجراءات الخاصة‪ :‬بالنظر لخصوصية االعتداءات الجنسية ضد األطفال‪ ،‬إذ ال يمكنهم في أغلب األحيان التصريح بها إال عند وصولهم ّ‬
‫الرشد‪ ،‬أدخل المشرع جملة من التعديالت على آجال سقوط الدعوى بمرور الزمن وذلك بالتمديد فيها إلى حين بلوغ سن الرشد‪.‬‬
‫باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬أوجب المش رع‪ ،‬خالل البحث والتحقي ق‪" ،‬س ماع الطف ل ض حية الج رائم الجنس ية بحض ور أخص ائي نفس اني أو اجتم اعي‪ ،‬ويق ع تض مين‬
‫ملحوظات ه في تقري ر يع د له ذا الغ رض‪ .‬وال يمكن س ماع الطف ل ض حية الج رائم الجنس ية أك ثر من م رة على أن يتم تس جيل س ماعه بطريق ة تحف ظ الص وت‬
‫والص ورة‪ .‬ويمن ع إج راء مكافح ة م ع المظن ون في ه في الج رائم الجنس ية إذا ك انت الض حية طفال"‪ 11.‬ي أتي ه ذا التغي ير الق انوني مراع اة لنفس ية األطف ال ض حايا‬
‫االعتداءات الجنسية الذين قد يشعرون بتشكيك الكبار في روايتهم ويهتزون لكثرة اإلجراءات كما قد يغيرون أقوالهم في مواجهة المعتدين خوفا منهم خاصة إذا‬
‫كانوا من ذوي القربى‪.‬‬

‫جرائــــــــــــــــــــــــم العنف‪:‬‬

‫العنف المادي‪ /‬الجسدي‬

‫العقوبة‬ ‫إضافة القانونـ الجديد‬ ‫الفصل حسب المجلة‬ ‫المجرمة‬


‫ّ‬ ‫األفعال‬ ‫الفصل في القانونـ‬
‫الجزائيةـ‬ ‫عدد ‪58‬‬

‫‪ 20‬سنة‪.‬‬ ‫الضرب أو الجرح الواقع اعتم اد ظ رف تش ديد وحي د أضافجملةمنظروفالتشديد تتعلق بصورة‪:‬‬ ‫االعت داء ب العنف ‪208‬‬
‫عم دا دون قص د القت ل وه و س بق ني ة الض رب ‪ -‬إذا كانت الضحية طفال‪،‬‬ ‫الن اجم عن ه القت ل‬
‫‪ -‬إذا كان الفاعل من أصول أو فروع الضحية من‬ ‫والجرح‪.‬‬ ‫والذي نتج عنه الموت‪.‬‬ ‫دون قصد القتل‬
‫الس جن م دى الحي اة في‬ ‫أي طبقة‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت للفاعل سلطة على الضحية أو استغل‬
‫إحدى صور التشديد‬
‫نفوذ وظيفه‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كان الفاعل أحد الزوجين أو أحد المفارقين أو‬
‫أحد الخطيبين أو أحد الخطيبين السابقين‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الضحية في حالة استضعاف مرتبطة‬

‫‪ 11‬الفصل ‪ 29‬من القانون األساسي عدد ‪ 58‬لسنة ‪.2017‬‬


‫بصغر‬
‫أو تقدم السن أو بمرض خطير أو بالحمل أو‬
‫بالقصور الذهني أو البدني التي تضعف قدرتها على‬
‫التصدي للمعتدي‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الضحية شاهدا أو متضررا أو قائما‬
‫بالحق الشخصي وذلك لمنعها من اإلدالء بشهادة أو‬
‫من القيام باإلعالم عن جريمة أو تقديم شكاية أو‬
‫بسبب إعالمها أو تقديمها لشكاية أو لإلدالء بشهادة‪،‬‬
‫‪ -‬إذا سبق النية بالضرب والجرح‪،‬‬
‫‪ -‬إذا سبق أو صاحب االعتداء استعمال السالح أو‬
‫التهديد به‪،‬‬
‫‪ -‬إذا ارتكبت الجريمة من مجموعة أشخاص بصفة‬
‫فاعلين أصليين أو مشاركين‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كان االعتداء مصحوبا بأمر أو متوقفا على‬
‫شرط‪،‬‬
‫سنتا سجن وخطية‬ ‫إحداث جروح أو ضرب تش ديد العقوب ة في بعض توسيع حاالت تشديد العقوبة (إذا كانت الضحية طفال‬ ‫االعت داء ب العنف ‪ - 218‬فقرة ‪2‬‬
‫أو غ ير ذل ك من أن واع الح االت مث ل أن يك ون أو أحد الزوجين أو المفارقين أو الخطيبين أو‬ ‫الشديد‬
‫دي المعت دي زوج ا أو خلف ا الخطيبين السابقين‪ ،‬إذا كانت الضحية في حالة‬ ‫ف الجس‬ ‫العن‬
‫استضعاف‪ ،‬إذا كانت الضحية شاهدا أو متضررا في‬
‫للمعتدى عليه‬ ‫أو‪/‬المادي‬
‫قضية عنف‪)....‬‬
‫إس قاط ال زوج أو الخل ف إيق اف التتبع ات أو المحاكم ة ألغيت إمكانية إيقاف التتبعات أو المحاكمة أو تنفيذ‬ ‫اإلس قاط في حال ة ‪ -218‬فقرة ‪4‬‬
‫أو تنفي ذ العق اب في حال ة العقاب في حالة اإلسقاط من قبل المعتدى عليه سواء‬ ‫المعتدى عليه حقه‬ ‫االعت داء العن ف‬
‫كان الزوج أو الخلف أو الطفل أو الشاهد أو‬ ‫اإلسقاط‬ ‫الشديد‬
‫المتضرر أو المفارق أو الخطيب‪...‬‬
‫‪ 12‬سنة سجنا‬ ‫االعت داء ب العنف الش ديد ك ان تش ديد العقوب ة من ‪ 5‬التوسيع في حاالت تشديد العقوبة لتشمل إذا كانت‬ ‫االعت داء ب العنف ‪-219‬فقرة ‪3‬‬
‫ال ذي ي ؤدي إلى تش ويه إلى ‪ 12‬عام ا تقتص ر على الضحية طفال‪ - ،‬إذا كان الفاعل من أصول أو‬ ‫الشديد الناجم عن ه‬
‫الوج ه أو قط ع عض و أو حال ة أن يك ون المعت دي خلف ا فروع الضحية من أي طبقة‪ - ،‬إذا كانت للفاعل‬ ‫السقوط‪ -‬فقرة ‪3‬‬
‫سلطة على الضحية أو استغل نفوذ وظيفه‪ - ،‬إذا‬
‫للمعتدى عليه‪.‬‬ ‫السقوط البدني‬
‫كان الفاعل أحد الزوجين أو أحد المفارقين أو أحد‬
‫الخطيبين أو أحد الخطيبين السابقين‪ - ،‬إذا سهل‬
‫ارتكاب الجريمة حالة استضعاف الضحية الظاهرة‬
‫أو المعلومة من الفاعل‪ - ،‬إذا كانت الضحية شاهدا‬
‫أو متضررا أو قائما بالحق الشخصي وذلك لمنعها‬
‫من اإلدالء بشهادة أو من القيام باإلعالم عن جريمة‬
‫أو تقديم شكاية أو بسبب إعالمها أو تقديمها لشكاية‬
‫أو اإلدالء بشهادة‪ - .‬إذا ارتكبت الجريمة من‬
‫مجموعة أشخاص بصفة فاعلين أصليين أو‬
‫مشاركين‪- ،‬إذا سبق أو صاحب االعتداء استعمال‬
‫السالح أو التهديد به‪- ،‬إذا كان االعتداء مصحوبا‬
‫بأمر أو متوقفا على شرط‪.‬‬
‫‪ 15‬يوم سجن وخطية‬ ‫ارتك اب المع ارك أو إذا ك ان المعت دى علي ه س لفا تم إلغاء فرضية إيقاف التتبعات أو المحاكمة أو تنفيذ‬ ‫االعت داء ب العنف ‪ -319‬فقرة ‪3‬‬
‫الض رب أو العن ف وال للمعت دي أو زوج ا ل ه‪ ،‬العقاب بإسقاط الزوج أو السلف وذلك بإلغاء الفقرة‬ ‫الخفيف‬
‫ينج ر من ه لص حة الغ ير فإس قاط حق ه يوق ف التتبع ات الثانية من هذا الفصل‪.‬‬

‫أدنى ت أثير معت بر أو دائم أو المحاكم ة أو تنفي ذ العق اب‬


‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬ ‫يعاقب‬

‫العنف المعنوي‪ /‬النفسي‬

‫‪ 6‬أشهر إلى ‪ 5‬أعوام‬ ‫جرم ه اقتص رت ح االت تش ديد توسيع حاالت تشديد العقوبة لتشمل حاالت أخرى‪:‬‬ ‫التهدي د باعت داء ّ‬ ‫التهديد بم ا ي وجب ‪ -222‬الفقرة ‪2‬‬
‫سجنا ويضاعف العقاب‬ ‫القانون أيا ك انت الطريق ة العقوب ة على أن يك ون ـ إذا كانت الضحية طفال‪ ،‬ـ إذا كان الفاعل من أصول‬ ‫عقابا جنائيا‬
‫في حاالت تشديد العقوبة‬ ‫المس تعملة في التهديد بما التهدي د مص حوبا ب أمر أو أو فروع الضحية من أي طبقة‪ ،‬ـ إذا كانت للفاعل‬
‫سلطة على الضحية أو استغل نفوذ وظيفه‪ ،‬ـ إذا كان‬
‫متوقفا على شرط‬ ‫في ذلك القول فقط‬
‫الفاعل أحد الزوجين أو أحد المفارقين أو أحد‬
‫الخطيبين أو أحد الخطيبين السابقين‪ - ،‬إذا سهل‬
‫ارتكاب الجريمة حالة استضعاف الضحية الظاهرة‬
‫أو المعلومة من الفاعل‪ - ،‬إذا كانت الضحية شاهدا‬
‫أو متضررا أو قائما بالحق الشخصي وذلك لمنعها‬
‫من اإلدالء بشهادة أو من القيام باإلعالم عن جريمة‬
‫أو تقديم شكاية أو بسبب إعالمها أو تقديمها لشكاية‬
‫أو اإلدالء بشهادة‪ - ،‬إذا ارتكبت الجريمة من‬
‫مجموعة أشخاص بصفة فاعلين أصليين أو‬
‫مشاركين‪،‬‬
‫عام وخطية‪.‬‬ ‫تهدي د الغ ير بس الح ول و لم ت رد ص لب الفص ل ‪ 223‬أضيفت فقرة ثانية جديدة لهذا الفصل لتشديد العقوبة‬ ‫‪223‬‬ ‫التهديد بالسالح‬
‫من المجل ة الجزائي ة ظ روف في عدد من الصور‪( :‬إذا كانت الضحية طفال‪ - ،‬إذا‬ ‫دون قصد استعماله‪.‬‬
‫في حاالت التشديد‬
‫يتم فيه ا تش ديد العقوب ة ك أن كان الفاعل من أصول أو فروع الضحية من أي‬
‫تضاعف العقوبة‪.‬‬ ‫طبقة‪ - ،‬إذا كانت للفاعل سلطة على الضحية أو‬
‫يك ون ض حية التهدي د بس الح‬
‫استغل نفوذ وظيفه‪ - ،‬إذا كان الفاعل أحد الزوجين‬
‫طفال أو قرينا للمعتدي‪.‬‬
‫أو أحد المفارقين أو أحد الخطيبين أو أحد الخطيبين‬
‫السابقين‪ - ،‬إذا سهل ارتكاب الجريمة حالة‬
‫استضعاف الضحية الظاهرة أو المعلومة من الفاعل‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الضحية شاهدا أو متضررا أو قائما‬
‫بالحق الشخصي وذلك لمنعها من اإلدالء بشهادة أو‬
‫من القيام بإعالم عن جريمة أو تقديم شكاية أو بسبب‬
‫إعالمها أو تقديمها لشكاية أو اإلدالء بشهادة‪).‬‬
‫‪ 5‬أعوام وخطية‬ ‫اقتص ر ه ذا الفص ل على تتم معاقب ة اعتي اد س وء أضاف القانون الجديد فقرة ثانية للفصل ‪224‬‬ ‫‪224‬‬ ‫وء‬ ‫اد س‬ ‫اعتي‬
‫تج ريم ومعاقب ة اعتي اد معاملة القرين أو ش خص في أصبحت بموجبها سوء معاملة القرين معاقبة‬ ‫المعاملة‬
‫س وء معامل ة طف ل من حال ة استض عاف ظ اهرة أو‬
‫قب ل المس ؤولين عن ه معلوم ة من الفاع ل أو ك انت‬
‫ة أو له سلطة على الضحية‪.‬‬ ‫ى الوالي‬ ‫بمقتض‬
‫الرقابة بين أهملت المجلة‬
‫الجزائي ة س وء المعامل ة‬
‫ال تي تس لّط على الزوج ة‬
‫وهي جريم ة تق وم على‬
‫ركن التع ود و الجريم ة‬
‫على أفع ال إيجابي ة أو‬
‫س لبية يع ني االمتن اع بم ا‬
‫ق د ي ترتب عن ه أض رار‬
‫مادي ة ومعنوي ة خط يرة‬
‫على صحة المرأة‪.‬‬

‫من ستة أشهر إلى عام‬ ‫أحدث القانون هذه الجريمة الجديدة المتعلقة باعتياد‬ ‫تكرار األفعال أو األقوال لم يكن موجودا‬ ‫العن ف المعن وي ‪ 224‬مكرر‬
‫وخطية‬ ‫المس من كرامة النساء باألقوال أو األفعال أو‬ ‫أو اإلش ارات ال تي تن ال‬ ‫والنفسي‬
‫اإلشارات بما يضر صحتهن النفسية والجسدية‬ ‫من كرام ة النس اء أو‬
‫ورتب عنها عقابا سجنيا‪.‬‬
‫اعتباره ا وال تي ت ؤثر‬
‫صار العنف المعنوي جريمة مستقلة بذاتها‪.‬‬
‫ت دريجيا في س المتها‬
‫ويستوجب نفس العقوبة إذا ارتكبت األفعال على أحد‬
‫المفارقين أو أحد الخطيبين أو أحد الخطيبين السابقين‬ ‫النفسية أو البدنية‪.‬‬

‫وكانت العالقة القائمة بين الفاعل والضحية هو الدافع‬


‫الوحيد إلى االعتداء‪.‬‬
‫العنف الجنسيـ‬

‫‪ 20‬سنة سجن‬ ‫تش ويه أو ب تر األعض اء تش ويه أو ب تر األعض اء صار تشويه أو بتر جزء أو كل العضو التناسلي‬ ‫تش ويه أو ب تر ‪221‬‬
‫للمرأة مجرما ومعاقبا‪.‬‬
‫وإذا أدى االعت داء إلى‬ ‫التناسلية بشكل جزئي أو التناسلية للذكور دون اإلناث‬ ‫األعضاء التناسلية‬
‫الوف اة تص بح العقوب ة‬ ‫كلي‪.‬‬
‫بالسجن مدى الحياة‪.‬‬

‫‪ 6‬أشهر سجن وخطية‬ ‫ك ل عم ل جنس ي يك ون الق انون ال يع رف ه ذه القانون الجديد لم يغير هذه الفقرة‪.‬‬ ‫التج اهر عم دا ‪ -226‬فقرة ‪1‬‬
‫القصد منه االعتداء على األفعال كما ال يعرف مفاهيم‬ ‫بفحش‬
‫الفحش والحي اء لكن المح اكم‬ ‫حياء للمرأة‪.‬‬
‫التونس ية اعت برت أن ه مثال‬
‫عن دما يتعم د ش خص إلى‬
‫تعرية نفسه علنا أمام الناس‬
‫أو في مك ان ع ام (مث ل‬
‫الشارع او المدرسة) أو يق وم‬
‫بإش ارات جنس ية ف ذلك‬
‫يعرض ه للعق اب من أج ل‬
‫التجاهر عمدا بالفحش‪.‬‬

‫‪ 6‬أشهر سجن وخطية‬ ‫يتم ه ذا االعت داء ب الكالم الق انون الجدي د لم يغ ير ه ذه القانون الجديد لم يغير هذه الفقرة رغم نقائص‬ ‫داء على ‪ 226‬مكرر‬ ‫االعت‬
‫النص‪.‬‬ ‫أو باإلش ارة أو عن دما‬ ‫األخالق الحمي دة‬
‫يتعم د المعت دي علن ا الفقرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أو اآلداب العامة‬
‫مض ايقة الغ ير بش كل‬
‫يخدش الحياء‪.‬‬

‫عامان سجنا وخطية‬ ‫ديم هي تدقيق التعريف بتوضيح أن األقوال أو األفعال أو‬ ‫انون الق‬ ‫ال أو في الق‬ ‫وال أو أفع‬ ‫أق‬ ‫‪ 226‬ثالثا‬ ‫التحرش الجنسي‬
‫إش ارات أو يتف وه بكالم االعت داءات ال تي تتك رر اإلشارات تحمل إيحاءات جنسية‪.‬‬
‫توسيع حاالت التحرش الجنسي بإضافة إمكانية‬ ‫من اج ل الحص ول على "إمعان" أكثر من مرة‪:‬‬
‫حصوله دون تكرار‪ :‬يمكن لألفعال واألقوال التي‬
‫منفع ة جنس ية لنفس ه او‬
‫مثال ع دد متك رر من تمس من كرامة المرأة بهدف الحصول على عالقة‬
‫لغيره‪.‬‬
‫المكالم ات الهاتفي ة خ ارج جنسية ان تمارس عليها مرة واحدة لكن مع ضغط‬
‫أوق ات العم ل أو إرس اليات كبير على الضحية حتى تخضع للطلبات الجنسية‬ ‫من المهم ان نع رف ان‬
‫للمعتدي وال تكون هي قادرة على التصدي له‪.‬‬
‫له ا بع د جنس ي أو دع وات‬ ‫التحرش الجنسي غالبا ما‬
‫‪ -‬مضاعفة العقابإذاكانتالضحية طفال‪،‬‬
‫للدراسة أو العمل في الم نزل‬ ‫يم ارس في مك ان العم ل‬
‫‪ -‬إذا كان الفاعل من أصول أو فروعا لضحية من‬
‫في وقت مت أخر برغب ة في‬ ‫او الدراس ة عن دما تك ون‬
‫أي طبقة‪،‬‬
‫عالق ة جنس ية أو ممارس ة ‪ -‬إذا كانت للفاعل سلطة على الضحية أو استغل‬ ‫العالقات عمودية (المرأة‬
‫ورئيس ها في العم ل‪ -‬ض غوط مقاب ل الجنس أو نفوذ وظيفه‪،‬‬
‫التلمي ذة وأس تاذها‪ )...‬اب تزاز ح تى يص ل المعت دي ‪ -‬إذا سهل ارتكاب الجريمة حالة استضعاف‬
‫الضحية الظاهرة أو المعلومة من الفاعل‪.‬‬ ‫مثال حين يطلب األس تاذ إلى غايته‪.‬‬
‫التمديد في آجال انقضاء الدعوى بالنسبة لضحايا‬
‫من طالبت ه إقام ة عالف ة‬
‫في الق انون الق ديم يمكن التحرش الجنسي من األطفال‪.‬‬
‫مقاب ل النج اح‪ ،‬وبالت الي اعتب ار العقوب ة متس امحة إلغاء الفقرة الرابعة للفصل ‪.226‬‬
‫فهي اعت داءات تم ارس (سنة سجن وخطية)‪.‬‬
‫خاصة في الفضاء العام‪.‬‬
‫في الق انون الق ديم ك انت‬
‫الفق رة الرابع ة من الفص ل‬
‫‪ 226‬من المجل ة الجزائي ة‬
‫تقتض ي ب ان المحكم ة إذا لم‬
‫تع اقب المتهم ب التحرش ف ان‬
‫الش اكية يمكن أن تع اقب من‬
‫أجل االدعاء بالباطل‪.‬‬

‫عش رين س نة س جن لكن‬ ‫ألول مرة يستعمل القانون‬


‫في الس ابق‪ ،‬ك ان الفص ل لم يس تعمل الفص ل ‪ 227‬تغير هذا الفصل ُكلّيا‪ّ :‬‬ ‫‪ 227‬جديد‬ ‫االغتصاب‬
‫يمكن ان تص ل العقوب ة‬ ‫ويسمي الجريمة باسمها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التونسي كلمة االغتصاب‬ ‫ّرف عبارة االغتصاب‪.‬‬ ‫‪ 227‬م ج يع‬
‫الى الس جن م دى الحي اة‬ ‫يعترف القانون بأن االغتصاب يشمل الذكور‬ ‫االغتصاب بكونه مواقعة‬
‫واإلناث‪.‬‬ ‫ال‬ ‫اب‬ ‫االغتص‬ ‫أن‬ ‫بر‬ ‫يعت‬
‫ددها‬ ‫االت ح‬ ‫في ح‬ ‫أن ثى غص با باس تعمال‬
‫يط ال إال اإلن اث‪ :‬المجل ة تعريف جديد‪ :‬هو كل اعتداء جنسي يوصل لإليالج‬
‫دما‬ ‫انون مثال عن‬ ‫الق‬ ‫العن ف أو الس الح أو‬
‫الجزائي ة ك انت ترب ط (‪ )pénétration‬من دون موافقة المرأة عليه مهما‬
‫دي‬ ‫رتكب المعت‬ ‫ي‬ ‫التهدي د ب ه أو دون رض ا االغتص اب بفض البك ارة كانت طريقة اإليالج (بالعضو الذكري أو بأي وسيلة‬
‫االغتص اب باس تعمال‬ ‫أخرى‪ )...‬ومهما كانت طبيعة العالقة التي تربط‬ ‫الض حية ول و دون‬
‫وبالش رف ال ذي تعت بره‬
‫الس الح أو عن دما تك ون‬ ‫الفاعل بالضحية (قد تكون عالقة زوجية طالما عبارة‬ ‫اس تعمال تل ك الوس ائل‬
‫الض حية عمره ا أق ل من‬ ‫النص مطلقة)‪.‬‬ ‫ويعت بر المش رع الرض ا مرتبطا بالبنت فقط‪.‬‬
‫‪ 16‬سنة‪.‬‬ ‫يضع المشرع قرينة قاطعة على عدم رضا الضحية‬ ‫مفق ودا إذا ك ان س ن‬
‫عقوبة االغتصاب اإلعدام‪.‬‬
‫سنها بين يوم واحد و‪16‬‬
‫باإليالج الجنسي إذا كان ّ‬ ‫الض حية أق ل من ‪13‬‬
‫سنة وبالتالي فإن اإليالج يعتبر اغتصابا‪.‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫توسيع حاالت تشديد العقوبة‪.‬‬
‫السجن مدى الحياة‬ ‫االتص ال الجنس ي بطف ل لم تكن المجل ة الجزائي ة هي سابقة قانونية حيث يجرم القانون التونسي‬ ‫‪ 227‬فقرة ‪3‬‬ ‫سفاح القربى‬
‫من قبل األقارب في الدم تسمي هذه الجريم ة بصريح بوضوح سفاح القربى‪ .‬سفاح القربى هي االعتداءات‬
‫االت العب ارة رغم وجوده ا في الجنسية التي ترتكب على اللذين عمرهم أقل من ‪18‬‬ ‫أو في بعض ح‬
‫سنة من طرف األب أو األخ أو الخال أو العم أو‬
‫الواقع‪.‬‬ ‫النسب‪.‬‬
‫زوج األم وإ ال األم وإ ال زوجة األب‪...‬‬
‫ويمكن أن يك ون المعت دي‬
‫ذكرا أو انثى‪.‬‬

‫تم إلغاء الفصل ‪ 227‬مكرر من المجلة الجزائية والذي يعتبر أن مواقعة قاصر سنها بين ‪ 15‬ودون العشرين كاملة دون قوة و"برضاها" يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وكان هذا‬
‫الفصل في فقرته الثالثة يسمج بزواج المعتدي من ضحيته إليقاف التتبعات وأثار المحاكمة‪ .‬وقد تم إلغاء هذا الفصل الذي كان يكافئ المعتدين بالزواج ليفلتوا من العقاب‪.‬‬

‫يعاقب كل من تعمد االتصال جنسيا بطفل ذكرا كان السجن مدة خمسة‬ ‫االتص ال الجنس ي ‪ 227‬مك رر جدي د لم يكن موجودا‬
‫سنه فوق السادسة عشر عاما كاملة‬
‫أو أنثى برضاه ّ‬ ‫بطف ل س نه ف وق فقرة ‪3‬‬
‫أعوام‪.‬‬
‫ودون الثامنة عشر عاما كاملة‪.‬‬ ‫‪ 16‬عام ا ودون‬
‫يض اعف العق اب في‬ ‫‪ 18‬عاما كاملة‪.‬‬
‫ويك ون العق اب مض اعفا في الح االت التالي ة‪ -( :‬إذا‬
‫إح دى ص ور تش ديد‬
‫ك ان الفاع ل معلّم الض حية أو من خ دمتها أو من العقوبة‪.‬‬
‫أطبائه ا‪ - ،‬إذا ك انت للفاع ل س لطة على الض حية أو‬
‫اس تغل نف وذ وظيف ه‪ -،‬إذا ارتكبت الجريم ة مجموع ة‬
‫من األشخاص بصفة فاعلين أصليين أو مشاركين‪-،‬‬
‫إذا كانت الضحية في حالة استضعاف مرتبطة بتقدم‬
‫الس ن أو بم رض خط ير أو بالحم ل أو بالقص ور‬
‫ال ذهني أو الب دني ال تي تض عف ق درتها على التص دي‬
‫للمعتدي‪.‬‬

‫والمحاولة موجبة للعقاب‪.‬‬

‫في حال ة ارتك اب الجريم ة من قب ل طف ل تطب ق‬


‫المحكم ة أحك ام الفص ل ‪ 59‬من مجل ة حماي ة الطف ل‬
‫أي ال توجد عقوبات سجنية‪.‬‬

‫تج ري آج ال انقض اء ال دعوى العمومي ة بخص وص‬


‫جريمة االتصال الجنسي ضد طفل برضاه بداية من‬
‫بلوغه سن الرشد‪.‬‬

‫مجرم ة بالمجل ة أبقى القانون الجديد على هذا الفصل مع إضافة فقرة ‪ 6‬أعوام‪.‬‬
‫االعتداء بالفاحشة هو كل أفع ال ّ‬ ‫االعت داء بالفاحشة ‪228‬‬
‫مض اعفة العق اب في‬ ‫ا أغفلت ثانية جديدة للتوسع في حاالت تشديد العقوبة ‪:‬‬ ‫ة ولكنه‬ ‫فع ل من اف للحي اء ويمس الجزائي‬ ‫على ش خص دون‬
‫إحدى ظروف التشديد‬ ‫تي‬ ‫روف ال‬ ‫كرام ة الش خص ذك را بعض الظ‬ ‫رضاه‬
‫تستوجب تشديد العقوبة‪.‬‬ ‫كان أو أنثى‪.‬‬
‫يكون العقاب مضاعفا ‪:‬‬
‫هي االعت داءات الجنس ية‬
‫‪ -‬إذا كانت الضحية طفال‪،‬‬ ‫الخارج ة عن ح االت‬

‫‪ -‬إذا كان الفاعل ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫رش الجنس‬ ‫التح‬


‫واالغتصاب والتي تتسلط‬
‫٭من األصول وإ ن علوا أو الفروع وإ ن سفلوا‪،‬‬
‫على جس م الم رأة أو‬
‫٭من اإلخوة واألخوات‪،‬‬ ‫الرج ل من دون رض اه‬
‫وقبول ه‪ .‬يع ني من دون‬
‫٭ ابن أحد إخوته أو أخواته أو مع أحد فروعه‪،‬‬
‫اب تزاز وال إيالج‪ .‬يمكن‬
‫٭زوج البنت أو زوجة االبن أو أحد فروعه‪،‬‬ ‫أن يك ون ذل ك مالمس ة‬

‫٭ وال د ال زوج أو الزوج ة أو زوج األم أو زوج ة‬ ‫أم اكن حساس ة‪/‬حميم ة (‬

‫األب أو فروع الزوج األخر‪،‬‬ ‫‪ )intimes‬أو اللمس‬


‫باألعضاء الجنسية‪...‬‬
‫٭أشخاص يكون أحدهم زوجا ألخ أو أخت‪.‬‬

‫‪-‬إذا كانت للفاعل سلطة على الضحية أو استغل نفوذ‬


‫وظيفه‪،‬‬

‫‪-‬إذا سهّل ارتكاب الجريمة حالة استضعاف الضحية‬


‫الظاهرة أو المعلومة من الفاعل‪،‬‬

‫‪-‬إذا ارتكبت الجريمة مجموعة من األشخاص بصفة‬


‫فاعلين أصليين أو مشاركين‪،‬‬

‫وتج ري آج ال انقض اء ال دعوى العمومي ة بخص وص‬


‫جريم ة الفاحش ة المرتكب ة ض د طف ل بداي ة من بلوغ ه‬
‫سن الرشد‪.‬‬

‫ألغى القانون عدد ‪ 58‬الفصل ‪228‬مكرر من المجلة الجزائية والذي كان يخفّ ف العقوبة إذا تم االعتداء بالفاحشة على الطفل دون استعمال القوة وذلك ألن القانون الجديد يعتبر أن‬
‫الطفل دون ‪ 18‬عاما فاقدا للرضا ولو لم تسلّط عليه القوة‪.‬‬

‫يشد د العقوبات في صورة ارتكاب الجرائم المشار إليها بالفصول ‪ 227‬مكرر و‪ 228‬و‪ 228‬مكرر من قبل أصول المجني عليه من‬
‫ألغى القانون عدد ‪ 58‬الفصل ‪ 229‬م ج الذي كان ّ‬
‫أي طبقة أو كانت لهم السلطة عليه أو كانوا معلميه أو خدمته أو أطباءه أو جراحيه أو أطباءه لألسنان أو كان االعتداء بإعانة عدة أشخاص‪.‬‬

‫تم إلغاء هذا الفصل على اعتبار أن الفصول المذكورة صارت في القانون عدد ‪ 58‬تحتوي حاالت التشديد تلك وأكثر دقة‪.‬‬

‫العنف السياسي‬

‫لم يكن موج ودا بالق انون أدخ ل ق انون العن ف مفه وم العن ف السياس ي ال ذي خطي ة‪ .‬في صورة العود‬ ‫ك ل فع ل أو ممارس ة‬ ‫‪18‬‬ ‫العنف السياسي‬
‫يستهدف النساء وهي إحدى أبرز مظاهر التشديد في تص بح العقوب ة إلى س تّة‬ ‫به دف حرم ان الم رأة أو التونسي‬
‫أشهر سجنا‪.‬‬ ‫هذا القانون‪.‬‬ ‫إعاقته ا عن ممارس ة أي‬
‫نش اط سياس ي أو ح زبي‬
‫يعاقب ك ّل مرتكب للعنف السياسي‬
‫أو جمعي اتي أو أي ح ق‬
‫أو حري ة من الحق وق‬
‫والحري ات األساس ية‬
‫ويك ون قائم ا على أس اس‬
‫التمييز بين الجنسين‪.‬‬

‫العنف االقتصادي‬

‫رع في يعاقب التمييز والعنف االقتصادي القائم على الجنس خطي ة ب ألفي دين ار‬ ‫ترف المش‬ ‫ك ل تمي يز أو عن ف ذي لم يع‬ ‫العن ف أو التمي يز ‪19‬‬
‫وتض اعف العقوب ة في‬ ‫صبغة اقتصادية لحرمان الس ابق ب العنف االقتص ادي وذلك عند‪:‬‬ ‫االقتص ادي بس بب‬
‫صورة العود‪.‬‬ ‫الم رأة من ال دخل أو كأح د أش كال العنف المس تقلة‬ ‫الجنس‬
‫‪ -‬حرم ان الم رأة من موارده ا االقتص ادية أو التحكم‬
‫ب ذاتها واكتفى المش رع ب أن‬ ‫الموارد‪.‬‬
‫فيها‪،‬‬
‫ع اقب بعض أوج ه العن ف‬
‫االقتص ادي مث ل إهم ال ‪-‬التمييز في األجر عن عمل متساوي القيمة‪،‬‬

‫العيال بعدم دفع نفقة الزوجة ‪ -‬التمي يز في المس ار المه ني بم ا في ذل ك الترقي ة‬


‫والتدرج في الوظائف‪.‬‬ ‫واألبناء‪.‬‬
‫والمحاولة موجبة للعقاب‪.‬‬

‫تشغيل أو التوسط لتشغيل أفع ال لم تكن مجرم ة في يج رم الق انون تش غيل أو التوس ط بتش غيل األطف ال الس جن من ثالث ة أش هر‬ ‫تش غيل األطف ال الفصل ‪20‬‬
‫إلى س تة أش هر وخطي ة‬ ‫طف ل س نه أدنى من ‪ 18‬المجل ة الجزائي ة ب ل أن ه كعملة منازل‬ ‫كعمل ة من ازل‬
‫ار إلى‬ ‫من ألفي دين‬ ‫بمقتض ى الق انون ع دد ‪25‬‬ ‫عامل كعامل منازل‬ ‫بص فة مباش رة أو‬
‫خمسة آالف دينار‪.‬‬ ‫لس نة ‪ 1965‬المتعل ق بعمل ة‬ ‫غير مباشرة‪.‬‬
‫المن ازل يمكن تش غيل طف ل‬
‫تض اعف العقوب ة في‬
‫به ذا المج ال س نه بين ‪ 14‬و‬
‫صورة العود‪.‬‬
‫‪ 16‬عام ا ب إذن من وزارة‬
‫الشباب والرياضة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى مختلف هذه األفعال المجرمة أضاف القانون عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬جرائم جديدة ومنها‪:‬‬
‫مض ايقة الم رأة في مك ان عم ومي (الفص ل ‪ )17‬إذ يعاقبالقانونبخطيةمنخمس مائةدينارإ لىألفدينار‬ ‫‪-‬‬
‫كلمنيعمدإلىمضايقةامرأةفيفض اءعمومي‪،‬بكلفع ل أوقوألوإ شارةمنش أنهاأنتنالمنكرامتهاأواعتبارها أو‬
‫تخدشحياءها‪ .‬يهدف القانون الجديد من خالل استحداث هذه الجريمة إلى حماية النساء من مختلف‬
‫أش كال العن ف المعن وي والهرس لة ال تي تط الهن في الفض اء الع ام وه و م ا يس مح بض مان أم انهن‬
‫وولوجهن للفضاء العام‪.‬‬
‫التمييز ضد المرأة (الفصل ‪ )21‬وهنا يعاقب المشرع بالسجن من شهر إلى عامين وبخطية من ألف‬ ‫‪-‬‬
‫دينار إلى خمسة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من أقصى أو استبعد أو استثنى المرأة من‬
‫انجر عن ذلك‪:‬‬
‫حقها لكونها امرأة إذا ّ‬
‫حرمان أو تقييد تمتع الضحية بحقوقها أو الحصول على منفعة أو خدمة ونالحظ هنا إطالقية‬ ‫‪o‬‬
‫عب ارة الحق وق وال تي يمكن أن تك ون مدني ة أو سياس ية أو اقتص ادية أو اجتماعي ة أو ثقافي ة أو‬
‫بيئية‪.‬‬
‫من ع الض حية من ممارس ة نش اطها بص ورة عادي ة وق د يك ون النش اط تربوي ا أو رياض يا أو‬ ‫‪o‬‬
‫ترفيهيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو غيره‪.‬‬
‫رفض تشغيل الضحية أو فصلها عن العمل أو معاقبتها‪.‬‬ ‫‪o‬‬

You might also like