Professional Documents
Culture Documents
الكوارث الطبيعية و الحد من اثارها
الكوارث الطبيعية و الحد من اثارها
تأليف الدكتور
خـلـف حـسين علي الدليمي
أستاذ الجغرافيا المشارك
ف َبينَهُ ث ُ َّم يَج َعلُهُ ُر َكاما ً َفت َ َرى ال َودقَ َيخ ُر ُج ِمن
س َحابا ً ث ُ َّم يُ َؤ ِل ُ
اَّللَ يُز ِجي َآلم ت َ َر أ َ َّن َّ
يب ِب ِه َمن يَشَا ُء َو َيص ِرفُهُ َعنص ُ اء ِمن ِج َبا ٍل ِفي َها ِمن بَ َر ٍد فَيُ ِ ِخ َال ِل ِه َويُن َِز ُل ِمنَ ال َّ
س َم ِ
ار ()43 ص َِب بِاْلَب َ سنَا بَرقِ ِه يَذه ُ َّمن يَشَا ُء يَ َكادُ َ
صدق هللا العظيم
إلى األرواح الطاهرة التي سبقتنا إلى الغفور الرحيم الرفيق األعلى والدي ووالدتي
وأخواني وأخواتي ,ثوابا ورحمة.
إلى األرواح التي زهقت ظلما وعدوانا ودون ذنب يرتكب أال انهم أطهار وأشراف
ومخلصين لبلدهم وامتهم ,ترحما.
إلى أرواح الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وعقيدتهم دون ابتغاء
عرض الدنيا ,عرفانا.
إلى االصالء الذين اسقطوا أسطورة التكنولوجيا واثبتوا قوة اإلرادة ,بالكلمة والقلم والقوة,
وفاءا وتقديرا.
المالحق
-1-2انواع من امواج التسونامي
-2-2نماذج من انواع البراكين
-1-3صور متنوعة ْلعاصير التورنادو
-2-3صور متنوعة لألعاصير البحرية.
-3-3صور الثار إعصار كاترينا.
-4-3صور ْلنواع البرق.
-1-6صور للبرد في السعودية
المقدمة
يتعرض العالم إلى الكوارث الطبيعية بشكل مستمر ومتصاعد وبأنواعها المختلفة ,والتي يذهب
ضحيتها مئات اآلالف من اْلشخاص,وخسائر مادية تصل إلى مليارات الدوالرات,وقد شهدت السنوات
اْلولى من القرن الحالي العديد من الكوارث والتي تفوق في أعدادها وخسائرها ما حدث خالل نصف القرن
الماضي,وتعد سنة 2005سنة كوارث لكثرة ما حدث خاللها من كوارث طبيعية بأنواعها المختلفة,والتي
تسببت في وفاة اكثر من 100آلف شخص,وخسائر مادية وصلت مئات المليارات من الدوالرات ,ورغم
التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم أال أن ذلك ال يصب في مصلحة اإلنسان الحقيقية,حيث يتم
التركيز على الجوانب الشكلية وغير الضرورية,أو ربما فيما يساهم في تدمير البشرية مثل اْلسلحة النووية
والكيميائية والجرثومية وغيرها ,وما يشهده العالم من سباق في هذا المجال,والذي دخلته الدول النامية بدون
تفكير أو تخطيط فاثقل كاهل اقتصادها بدون نتيجة,مما زادها فقرا وتخلفا ,وتركت كل ما له عالقة بحياة
اإلنسان وتطوره والحفاظ على أرواح الناس.
ورغم كل ذلك فقد استطاعت بعض الدول من اتخاذ اإلجراءات المناسبة لحماية سكانها من الكوارث التي
تتعرض لها,كما تمكنت من التعرف على بعض الـدالئل المهمة التي تتعلق بحدوث بعض الكوارث قبل
حدوثها مثل الزالزل والبراكين,والتي تعد اكثر الكوارث تأثيرا وخطورة على اإلنسان,أال أن التقدم الكبير
الذي يشهده العالم لم يولي اهتماما كبيرا لتلك الدالئل لالستفادة منها مستقبال في مواجهة تلك الكوارث ,ويقف
العالم عامة والعلماء خاصة يتفرجون على أفالم كيف يموت الناس جماعيا,كما حدث في جنوب شرق آسيا
أواخر سنة 2004وسنة , 2005واغلب الدول مستعدة أن تدفع مئات المليارات من الدوالرات تعويضات
للكوارث,ولكن غير مستعدة على دفع دوالرا واحدا على البحوث والتجارب واْلجهزة التي تستخدم في التنبؤ
بالكوارث ومواجهتها ,وكل الدول مستعدة لألنفاق في مجاالت ال أهمية لها,ولكن في مجال الحفاظ على
أرواح الناس غير ممكن,واغلب الدول تسعى إلى التنمية ولكن بعضها الترى ما هو المفتاح الحقيقي
للتنمية,فاإلنسان هو العنصر الفعال في عملية التنمية النه هو الذي يفكر ويخطط وينفذ,لذا يجب تطوير
قدراته وقابلياته وإمكانياته من خالل تقديم كل ما يحتاجه من خدمات وحمايته من الكوارث,كما تعمل بعض
الدول المتقدمة مثل اليابان.
والكوارث على أنواع حسب مسبباتها منها طبيعية الدخل لإلنسان فيها مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير
والفيضانات والجفاف واْلمراض,وكوارث بشرية من عمل اإلنسان مثل المفاعالت النووية وما ينتج عنها
من تلوث وإشعاعات واْلسلحة الفتاكة المستخدمة في الحروب والتلوث البيئي ,وكوارث مشتركة طبيعية
بشرية ,مثل الفيضانات وبناء سدود غير كفوءة يتسبب انهيارها بخسائر بشرية ومادية,أو بناء بيوت غير
متينة يسهل انهيارها بهزة أرضية بسيطة,أو بناء منشآت على السواحل تتعرض لألمواج واْلعاصير ,أو
القيام ببناء سدود وخزانات ,أو تفجيرات نووية تسبب الزالزل.
ويتبين من دراسة الكوارث أنها ذات دالئل تظهر قبل حدوثها ,بما فيها الزالزل والبراكين,لذا يهدف هذا
الكتاب إلى التعريف بالكوارث ومخاطرها وكيفية الحد من آثارها,أي نشر ما يسمى بثقافة الكوارث والتي لم
تكن حكرا على تخصص ما دون غيره بل يشمل جميع التخصصات العلمية والمهنية ,كالطبيب والمهندس
واْلستاذ الجامعي والمدرس والمعلم والطالب والفني واالقتصادي واإلداري واإلنسان العادي ,فالجميع معنيون
بذلك ,أن التعرف على طبيعية الكوارث وما يتكرر منها في منطقة ما يمكن أن تولد لدى اإلنسان أفكار
وأساليب يتسلح بها لغرض الحد من آثارها وليست منعهاْ,لنها قوى من صنع الخالق عز وجل,وال يستطيع أحد
من منعها مهما كانت خبرته وما يملك من معدات متطورة .
وقد تم اعتماد منهجية منسجمة مع كل التوجهات ومالئمة لكل التخصصات,فنحن اليوم بحاجة إلى التسلح
باْلفكار المناسبة لمواجهة الكوارث التي أخذت تتزايد بشكل مضطرد ,والجميع معرض لها الدول المتقدمة
والنامية,لذا تضمن الكتاب جميع ما يهم القارئ وضمن إطار محدد ,وحسب المتاح من البيانات والمعلومات,
حيث تضمن الكتاب سبعة فصول شملت أنواع الكوارث الطبيعية ومخاطرها والدالئل التي تشير إلى حدوثها
واإلجراءات التي تسهم في الحد من الخسائر المادية والبشرية,كما تم تناول الكوارث الطبيعية في الوطن
العربي بشكل خاص ليتعرف المواطن العربي على ما يحيط به من مخاطر ,وان بعضها ناتج عن فعل
اإلنسان ,وهذا مهم لكي يتسلح اإلنسان العربي بما يسمى بثقافة الكارثة ويدافع عن نفسه.
وفي الختام اليسعني اال ان اتقدم بوافر الشكر والتقدير الى كل من الدكتور علي شاكر النعيمي والدكتور
عبدالحميد عبد محمد الحديثي على ما ابدوه من اراء وافكار والتي كان لها االثر الكبير في اضافة معلومات
مهمة للكتاب,فضال عن توجيهاتهم القيمة التي اغنت الكتاب بكثير من الجوانب العلمية.
واخيرا نسأل هللا سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمافية خير وسعادة البشرية جميعا ولخدمة المسيرة التعليمية في
الوطن العربي كافة,وهو ولي الصالحين.
المؤلف الدكتور
خـلـف حسـين علي الدليمي
2008/8
akha20022000@yahoo.com
khalafhusseean@hotmail.com
الفصل األول -تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها
( )2
أما خالل الفترة الباقية فقد كانت الكوارث الرئيسية التي شهدها العالم هي كما في الجدول رقم(.)1-2
ويتضح من الجدول أن اكثر الكوارث تكرارا هي الفيضانات وتصل حوالي %28من مجموع الكوارث الطبيعية
و %27عواصف وأعاصير و%8,5زالزل و %7,7جفاف ,والباقي كوارث أخرى متنوعة.
جدول رقم( )2-1توزيع الكوارث في العالم (بحسب النوع واإلقليم)مابين عامي .2001-1975
النسبة المئوية المجموع استراليا أوربا أفريقيا اْلمريكيتين أسيا نوع الكارثة
طبيعية
7,7 513 22 23 123 82 263 جفاف
0,9 64 0 2 16 1 45 مجاعة
28,6 1891 71 245 759 485 331 فيضانات
27 1780 163 228 738 538 113 عواصف
3,5 235 21 68 52 79 15 حرائق
3,3 224 5 85 76 50 موجات حر شديدة 8
8,5 565 34 114 278 114 25 زالزل
وتشير بعض الدراسات عن الكوارث أن سنة 2005تعد سنة كوارث لكثرة ما شهدته الكرة اْلرضية من كوارث
متنوعة آدت بحياة اكثر من 100آلف شخص واضرار مادية تقدر بحوالي 300مليار دوالر.
ويتحمل اإلنسان جزء كبير من أسباب ارتفاع حجم الخسائر رغم أنها طبيعية ومرهونة بقوة الخالق عز وجل ,أال
أن اإلنسان لم يتخذ التدابير الالزمة لمواجهة تلك الكوارث والحد من آثارها وليست منع وقوعها ,ومن أهم تلك
الكوارث التي حدثت في تلك السنة ما يأتي:
-1زلزال كشمير في 2005/10/8والذي تسبب في مقتل اكثر من 75آلف شخص وتشريد ماليين الناس
اصبحوا بدون مأوى,ومعظم تلك الخسائر تعود إلى عدم توفر شروط البناء المقاوم للزالزل مما أدى هدم تلك
اْلبنية من مساكن ومدارس وغيرها إلى قتل القسم اْلكبر من الناس.
-2اْلمطار الموسمية التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية في شهر 2005/9والتي يسكنها حوالي 15مليون
نسمة ,حيث غمرت تلك اْلمطار شوارع المدينة وتسببت بقتل اكثر من 400شخص,وقد تحملت مجاري صرف
مياه اْلمطار كامل المسؤولية ْلنها لم تستوعب مياه اْلمطار الغزيرة ,ولم يتحمل المسؤولية اإلنسان الذي صممها
بهذه الطاقة المحدودة.
-3تعرض الواليات المتحدة إلى إعصار كاترينا في 2005/ 8/29والذي ضرب مدينة نيواورلينز ,والتي تقع
أساسا تحت مستوى المد البحري االعتيادي ,وقد تسبب اإلعصار بقتل آالف اْلشخاص وشرد مئات اْللوف من
منازلهم,فضال عن الخسائر المادية التي تراوحت ما بين 80إلى 200مليار دوالر.
-4حدث خالل سنة 2005أعلى رقم من اْلعاصير والعواصف وبلغت 26إعصار منها 14إعصار والباقي
عواصف ,وقد تميزت بشدتها وطول مدة حدوثها,وقد بلغت قوة ثالثة منها خمس درجات وهي أعلى درجة
()3
إعصار والتي تصل سرعتها إلى حوالي 450كم/ساعة على مقياس سافيرسمبسون.
ويعد زلزال جنوب شرق أسيا في 2004/12/ 26والذي تسبب في قتل حوالي 220آلف شخص وتشريد اآلالف
من السكان وتدمير معظم المنشآت المقامة على السواحل من اعنف الزالزل في السنوات الماضية,وقد كان
ْلمواج تسونامي الناتجة عن الزلزال اْلثر اْلكبر في هذه الخسائر,والشكل رقم( )1-1يوضح المتوسط السنوي
لحدوث الكوارث بين عامي 1975و , 2001ويتضح من الشكل أن الكوارث الطبيعية ازدادت في السنوات
اْلخيرة بشكل ملحوظ,حيث كان متوسط حدوث الكوارث في الفترة اْلولى مابين عامي 1980 1975حوالي
197كارثة سنويا,ارتفع إلى 440كارثة بين عامي 1981و,1986والى 837بين عامي 1986و,1991ثم
ارتفعت إلى 1270بين عامي 1991و,1996والى 1688بين عامي 1996و ,2001هذا يعني أن الفترة اْلخيرة
زادت عشر أضعاف ما كانت عليه في الفترة اْلولى ,وأربعة أضعاف الفترة الثانية وضعف الفترة الثالثة وحوالي
%25عن الفترة التي سبقتها ,وهذا مؤشر وواضح على أن الكوارث الطبيعية في ارتفاع مستمر,ويعني ذلك أن
العالم أمام تحديات كبيرة ليست له القدرة على الحد منها,ولكن يستطيع اتخاذ بعض اإلجراءات للحد من مخاطرها
أو آثارها.
شكل رقم( )1-1يوضح المتوسط السنوي لحدوث الكوارث بين عامي 1975و .2001
المصدرwww.cred.be :
آما الشكل رقم ( )2 -1يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين , 1998 -1952ويتضح من الشكل أن أمريكا تشهد
كوارث بوتيرة مرتفعة جدا,وتحتل اْلعاصير المرتبة اْلولى بنوعيها والهوريكان والتورنادو,ثم الفيضانات
()4
والزالزل.
الشكل رقم ( )2 -1يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين 1998 -1952
الزالزل الهوريكان
الفترة
المصدرwww.agu.org/sci :
سيتم في هذا المجال تناول الكوارث الطبيعية من وجهة نظر قرآنية بشكل مختصر .ويكون وفق عدة محاور
منها :
-1المحور األول:اإلعراض عن آيات هللا تعالى :
ونَ ُ
عن َها ُمع ِّْرض ) [يوسف . ]105 : ْ ُ ْ
علي َها َوه ْم ََ َ ونَ ض يَمُرُّ َ
ت َواألرْ ِّ اوا ِّس َم َقال هللا سبحانه ( َو َكأَيِّن ِّمن آيَ ٍة فِّي ال َّ
هذه الحوادث والكوارث من آيات هللا سبحانه وتعالى ,وما أكثر اآليات التي يمر بها اإلنسان وهو عنها
معرض,دون أن يفكر أو يعي أو يتأمل في شيء من مدلول هذه اآلية ,وما تحكي عنه من قدرة إلهية وضعف
البشر وغير ذلك ,حتى لو كانت قوى عظمى فهي ال تستطيع أن تقف أمام هذه اآلية,ولكي تعود إلى وضعها
السابق تخسر مليارات الدوالرات ولعدة سنوات .
في لحظات معدودة من الزالل أو أيام من الطوفان أو الرياح يتحطم غرور البشر وكبرياءه,لعل وعسى يتذكر
خالقه ويرجع إليه,ولكنه يرجع إلى الغفلة والعصيان .
-2المحور الثاني :جنود هللا تعالى ال يعلمها إال هو :
ْ
قال عز وجل (َ ..و َما يَ ْعلَ ُم ُجنُودَ َربِّكَ إِّال ُه َو َو َما ِّه َي إِّال ِّذك َرى ِّللبَش َِّر )[المدثر. ]31 :
ْ
ال يعلم احد بجنود هللا تعالى,ولكن هللا تعالى هو علمنا بعض جنوده,ومن الجنود الريح,إن يشأ هللا تعالى يسكن
الريح,وإن يشأ يرسله,كما أرسله على عا ٍد وهو الريح العقيم ,وإن يشأ يغرق السفن ومن عليها ,وإن يشأ
يسخر الريح لعبد من عباده كسليمان ( عليه السالم) تجري بأمره,غدوها شهر ,ورواحها شهر .
-3المحور الثالث :على اإلنسان أن ال يأمن مكر هللا تعالى أو انتقامه :
شع ُُرونَ ) [النحل ]45:ض أَوْ يَأْتِّيَ ُه ُم ْالعَذابُ ِّم ْن َحيْث الَ يَ ْ
ُ َ ِّف اللُ ِّب ِّه ُم األَرْ َ ت أَن يَ ْخس َ ( أفَأ َ ِّمنَ الَّ ِّذينَ َمك َُرواْ الس َِّّيئ َا ِّ
.
ْ ُ
علَ ْي ُك ْم َحاصبا ً ث َّم الَ ت َ ِّجدُوا لَ ُك ْم َو ِّكيالً ) [اإلسراء . ]68 : س َل َ َ ْ
ب البَ ِّر أوْ يُرْ ِّ ْ َ
( أفأ ِّمنت ُ ْم أن يَخس َ
ِّف ِّب ُك ْم َجانِّ َ َ َ َ
ور ) [الملك. ]16: ض فَ ِّإذَا ِّه َي ت َ ُم ُ ِّف بِّ ُك ُم األَرْ َ س َماء أَن يَ ْخس َ ( أمنتم مَّن فِّي ال َّ
-4المحور الرابع :ذنوب الناس أفسدت البر والبحر :
َّ ُ
ْض الذِّي ع َِّملوا لَعَل ُه ْم يَرْ ِّجعُونَ ) [الروم ]41 : َّ اس ِّليُذِّيقَهُم بَع َ سادُ فِّي ْالبَ ِّر َو ْالبَ ْح ِّر ِّب َما َك َ
سبَ ْت أ َ ْيدِّي النَّ ِّ ( َظ َه َر ْالفَ َ
.
ذنوب الناس ال تؤثر على أرواحهم فقط,بل تؤثر على البر والبحر أيضاً,فهذا العالم مترابط,واإلنسان سيد
المخلوقات على هذا الكوكب,فما تجنيه يد هذا اإلنسان يؤثر حتى على األسماك في قاع المحيطات,وذلك ليذوق
الناس بعض الذي عملوا,لعلهم يرجعون إلى هللا تعالى,وحتى يحصل الرجوع ال بد من التمعن فيما يذوقه الناس
على سطح األرض من عذاب وخوف,ولماذا ذاقه وكيف؟أما إذا تعاملنا مع ما نذوقه على أنه مجرد فاجعة
مؤلمة نسارع إلى إبراز األسى والتأسف ,أو المساعدات المالية,وأليام قليلة فحسب فعندئذ نحن ال نقرأ الدرس
بالطريقة الصحيحة .
ير)[الشورى. ]30: سبَ ْت أ َ ْيدِّي ُك ْم ويعفو عن َكثِّ ٍ ُّصيبَ ٍة فَب َما َك َ صابَ ُكم ِّمن م ِّ ( َو َما أ َ َ
-5المحور الخامس :بعض المصائب والفتن تعم الجميع :
ب ) [األنفال. ]25: ْ
شدِّيدُ ال ِّعقَا ِّ ( َواتَّقُواْ فِّتْنَةً الَّ ت ُ ِّصيبَ َّن الَّ ِّذينَ َظلَ ُمواْ ِّمن ُك ْم خاصة َوا ْعلَ ُمواْ أ َ َّن اللَ َ
اآلية الكريمة تتحدث عن فتنة تعم الجميع وال تختص بالذين ظلموا خاصة ,وهذا يعني ان من يبث الخراب
والدمار واالفكار الفاسدة والحاقده التكن النتائج المترتبة عليها تخصه فقط بل الكل يتأثر بذلك .
-6المحور السادس :أمثلة قرآنية على مصائب بشرية :
المثال األول :قصة الرجلين,وقد جعل هللا تعالى لألحدهما جنتين من أعناب وحفهما بنخل وجعل بينهما
زرعاً,وفجر خاللهما نهراً,ولكنه بدل أن يشكر هللا تعالى أخذ في التفاخرعلى صاحبه والتشكيك في المعاد ,فأحيط
بثمره وأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها,وهي خاوية على عروشها .
المثال الثاني :أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين وال يستثنون,لكي ال يعطوا أي مسكين من تلك
الثمار ,فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون,فأصبحت كالصريم .
المثال الثالث :قصة سبأ,وقد جعل هللا تعالى لهم آية,جنتان عن يمين وشمال,وأبيح لهم ذلك الرزق ,وطلب منهم
الشكر,ولكنهم أعرضوا فأرسل عليهم سيل العرم,وبدلهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر
( )5
قليل ,لماذا ؟ الجواب :بما كفروا.
َ
ارها . ْ ُ ُ َ
سان َمال َها .يَوْ َمئِّ ٍذ ت َح ِّدث أخبَ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ
ت األرْ أثقال َها َ .وقا َل ا ِّإلن َ ضُ َ ْ ْ َ َ َ ْ
ت اْألَرْ ضُ ِّزلزال َهاَ .وأخ َر َج ِّ وقال تعالى(:إذَا ُز ْل ِّزلَ ِّ
شتَاتا ً ِّلي َُروْ اْ أ ْع َمالَ ُه ْم .فَ َمن يَ ْع َم ْل ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة َخيْرا ً يَ َرهُ َ .و َمن يَ ْع َم ْل صدُ ُر اْلنَّ ُ
اس أ ْ أن َربَّكَ أوْ َحى لَ َهاٍ .يَوْ َمئِّذ يَ ْ بِّ َّ
ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة شَرا ً يَ َرهُ)
وسورة الزلزلة واحدة من أكثر سور القرآن تأثيرا في القلوب الواعية منها والغافلة ,ومن أشدها تحذيرا وتنبيها
للنفس البشرية بما تسوقه من صورة لمشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة التي تتنوع وتتعدد مبشرة اْلتقياء بنعيم
مقيم محذرة اْلشقياء من عذاب أليم مؤكدة أن عمل الخير أو الشر مهما تضاءل سيجزي به اإلنسان وأن الحساب
والوزن والجزاء لن يترك صغيرة وال كبيرة إال ويحصيها ,فمن يعمل مثقال خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا
يره ,وتبدأ السورة بربط ظاهرتين عرفهما الناس في حياتهم الدنيا واعتبروهما من الكوارث الطبيعية الزالزل
والبراكين نظرا لما تحدثه من هالك ودمار وما تبثانه من هلع وذعر ,وواضح من السياق أن ما سيحدث يوم
القيامة سيكون أكثر هوال ,ومن المثير للتأمل والتدبر أن آيتين في السورة قد أوردتا إشارتين علميتين في غاية
اْلهمية لم يتوصل العلم إليها بشكل قطعي في كافة أنحاء العالم إال باستخدام أدق اْلجهزة العلمية وأكثرها
حساسية ،فاإلشارة العلمية اْلولى هي ربط بين ظاهرتي الزالزل والبراكين,واإلشارة الثانية هي أن مكونات
جوف اْل رض أثقل من مكوناتها السطحية.
وبالنسبة لإلشارة اْلولى فكلنا سمع في السنوات الحديثة عما يسمى بشبكات الرصد الزلزالي المنتشرة في كل
بقاع العالم،وتشير وسائل اْلعالم المختلفة بين الحين واآلخرعن المراصد في العالم ,والزالزل التي تحدث في
أماكن عدة.
كما يحدث بين حين وآخر انفجار أو نشاط بركاني في منطقة ما من العالم,وربما يشاهد البعض ما تعرضه أجهزة
التلفاز عن هذه اْلنشطة البركانية والحمم أو سحب الرماد البركاني التي تخرج من فوهات البراكين ,أو من
تشققات اْلرض وما تحدثه من دمار وهلع وذعر ,ولكن الذي ال يعرفه الكثير هو أن هناك فئة ليست بالقليلة من
العلماء المتخصصين تعكف على هذه اْلحداث والبيانات وتوقعها على خرائط أساس ,أي خالية من أي بيانات عن
الكرة اْلرضية ,فهذه مجموعة توقع بؤر الزالزل التي تزيد شدتها على التي حدثت خالل المائتي عام الماضية
على خريطة تسمى خريطة مواقع الزالزل الحديثة,ومجموعة أخرى توقع أماكن اْلنشطة البركانية الحديثة ,وقد
أظهرت خريطة المجموعة اْلولى أن توزيع بؤر الزالزل على مستوى الكرة اْلرضية لم يكن عشوائيا بل إنه
يتبع نمطا معينا,وأن هناك مناطق تخلو تماما من تلك البؤر مثل الصحراء الكبرى ,بينما هناك أماكن أخرى
تتركز فيها هذه البؤر مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه مجازا أحزمة
الزالزل,وأظهرت خريطة المجموعة الثانية أن توزيع بؤر البراكين على مستوى الكرة اْلرضية ليس عشوائيا بل
إنه يتبع نمطا معينا,وأن هناك مناطق تخلو تماما من النشاط البركاني مثل الصحراء الكبرى ,وأخرى تكثر فيها
هذه اْلنشطة مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه حزام النار ،فهذه
الخرائط تظهر من المقارنة بينها أن هناك تطابقا كامال بين المناطق التي تحدث فيها الزالزل أي أحزمة الزالزل
وتلك التي تكثر فيها اْلنشطة البركانية,وتسمى أحزمة النار ,مما يؤكد وجود عالقة وثيقة ال يشوبها أي شك بين
والسؤال هو لو لم الزلزلة واالنفجارات البركانية.
يكن هذا القرآن وحيا من العليم الحكيم فكيف استطاع محمد صلى هللا عليه وسلم أن يربط بين هاتين الظاهرتين
بالذات ليصور منهما مشهدا من مشاهد يوم القيامة ؟ ولماذا لم يربط الزالزل مثال بالصواعق أو اْلعاصير أو
يربط البرق والرعد بالبراكين ,وكيف تمكن الرسول الكريم التوصل إلى هذه الحقائق دون أي قياسات أو
اتصاالت أو رصد,وقبل أن تكتشف مناطق كثيرة من العالم ,وأن يربط بين الظاهرتين بهذا الربط الجازم الواضح
المبسط (إن هو إال وحي يوحى) ,ولعل في هذه اإلشارة العلمية إعجازا واضحا يدركه كل إنسان
عاقل.
ت اْألَرْ ضُ أَثْقَالَ َها}
اما بالنسبة لإلشارة العلمية الثانية والتي وردت في اآلية الثانية من سورة الزلزلة َ {.وأ َ ْخ َر َج ِّ
فهي تفيد أن مكونات اْلرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحها ,والسؤال هو ما نصيب هذه المعلومة من
الصحة ومتى وكيف أمكن للعالم أن يعرفها.؟ أن صحة هذه المعلومة أمر مؤكد ال يختلف عليه اثنان من علماء
اْلرض اآلن ,بل تم تحديد كثافة تلك المكونات ,فمتوسط الثقل النوعي لمواد اْلرض السطحية هو حوالي
4غم/سم 3وتزيد هذه القيمة تدريجيا لتصل إلى حوالي8غم/سم 3في الوشاح الذي يبلغ سمكه حوالي 2900كم ,ثم
يصل الثقل النوعي إلى حوالي11غم/سم 3في لب اْلرض او النواة التي تمتد لمسافة حوالي 3471كم أخري حتى
أما مركز اْلرض.
متى عرف العلماء هذه الحقائق فالمعلومات كلها تؤكد أن ذلك تم في القرن العشرين الماضي ,بعد أن جرى قياس
سرعة انتقال الموجات الزلزالية في جوف اْلرض ,وتحديد النطاقات التي تتغيرعندها هذه السرعة ,ثم تحديد
تركيب هذه النطاقات من المضاهاة التجريبية لسرعة انتقال أنواع الموجات في المواد المختلفة ,كما ساعدت
دراسة النيازك الحديدية التي تتساقط على اْلرض والتي يعتقد أنها ممثلة لمكونات اْلرض الداخلية أيضا في
الوصول إلى تصور عن التركيب الداخلي لألرض والصور التي يمكن أن تتواجد عليها المادة هناك ,فضال عن
االستفادة من قوانين الجاذبية في حساب متوسط كثافة اْلرض ,والذي أعطى مصداقية لكل هذه التقديرات,ثم يجب
االنتباه إلى هذا التوافق الرائع مع ما ذكره الحق في موضع آخر من كتاب هللا الكريم (الذي جعل لكم األرض
قرارا) سورة غافر ,فقد جعلها بهذا التوزيع الداخلي لألثقال والجاذبية مالئمة تماما للحياة واالستقرارعليها سواء
من البشر أو الحيوان أو النبات,وإذا أراد هللا أن ينهي هذه الحياة بكافة صورها فما على اْلرض إال أن تتخلى عن
ت.وإِّذَا األَرْ ضُ ُمدَّ ْت
شقَّ ْتَ .وأ ِّذنَت ِّل َربِّها َ َو ُحقَّ َ
مسئوليتها وتلقي ما بداخلها تصديقا لقوله تعالى( :إِّذَا السَّما ُء ان َ
َوأَلقَ ْت َمافِّي َها َوت َ َخلَّ ْتَ .وأ َ ِّذنَت ِّل َربِّ َها َو ُحقَّ ْت) وبهذا تنتهي الحياة على اْلرض بالزلزال اْلعظم الذي يؤدي إلى
()6
شق اْلرض ويندفع ما بداخلها وتلقي بأثقالها فتميد وتضرب(,لمن الملك اليوم .؟ هلل الواحد القهار).
المبحث الثاني -انواع وابعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من آثارها ا:
اوال -انواع الكوارث
ا -كوارث طبيعية:
وتعني الكوارث الناتجة عن أسباب طبيعية الدخل لإلنسان في وقوعها ولكنه يساهم في زيادة حجم تأثيرها لعدم اتخاذ
التدابير الالزمة للحد من أضرارها ,مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير والفيضانات والسيول واالنزالقات والتدفق
الطيني واالنهيارات والجفاف والحشرات الضارة.
-2كوارث بشرية:
وهي كوارث ناتجة عن فعل اإلنسان مثل الحروب واستخدام اْلسلحة الفتاكة والكيميائية والنووية,والتلوث البيئي
واإلشعاع النووي,والتجارب النووية في البر والبحر وما ينتج عنها من هزات أرضية وتلوث,وعمل السدود والخزانات
على نطاق واسع,واستغالل الثروات الطبيعية بشكل مفرط وخاصة الموجودة تحت سطح اْلرض مثل الماء والنفط
والمعادن ,واقامة المنشآت الثقيلة فوق اْلرض ,وغيرها من اْلنشطة التي مارسها اإلنسان كالطيران وركوب البحر
والتي تسببت في حدوث كوارث متنوعة.
ثانيا-أنواع الزالزل:
-1أنواع الزالزل حسب العمق.
أ -زالزل ضحلة على عمق ال يتجاوز 60كم.
ب -زالزل متوسطة العمق ويتراوح عمقها بين 60و300كم.
ج -زالزل عميقة يزيد عمقها على 300كم وتصل إلى 800كم.
موجات طولية
موجات مستعرضة
موجات غير منتظمة
وقد تعرض العالم إلى الزالزل بشكل مستمر وبدرجات متفاوتة مما انعكست أثارها على اإلنسان ونشاطاته
بصورة متباينة ,ويمكن اإلشارة إلى أهم الزالزل التي حدثت خالل الخمسة عشر سنة الماضية التي تمثل نهاية
()7
القرن العشرين وبداية القرن الواحد وغشرين ,كما في الجدول رقم(.)2-2
جدول رقم ( )2-2أهم الزالزل خالل الفترة من 1991إلى 2005
الخسائر باألرواح قوة الزلزال الموقع السنة
7 شمال الهند 1991
2500 7,5 إندونيسيا 1992
9748 6,3 جنوب الهند 1993
5502 6,9 اليابان 1995
1989 7,5 جزر سخالين 1995
1560 7,5 شمال إيران 1997
2323 6.1 أفغانستان 1998
4000 6,9 أفغانستان 1998
2183 7,1 غينيا الجديدة 1998
1185 6,3 كولومبيا 1999
17118 7,8 تركيا 1999
2297 7,6 تايوان 1999
19988 7,7 الهند 2001
اكثر من 2000 6,7 الجزائر 2003
اكثر من 20آلف 6 جنوب إيران 2004
ا اكثر من 220آلف 8 ,9 جنوب شرق أسيا 2004
ا اكثر من 75آلف 7 كشمير 2005
ويتضح من الجدول السابق أن الزالزل التي حدثت في بداية القرن الواحد والعشرون هي تفوق في خسائرها ما
حدث في نهاية القرن الماضي بعدة أضعاف رغم التقدم التكنولوجي والعلمي السريع الذي يشهده العالم ,وهذا يحتاج
أن يتخذ العالم موقفا جادا لغرض الحد من اثر الكوارث الطبيعية,حيث يقف اإلنسان في الوقت الحاضر مكتوف
اْليدي في الوقت الذي يداهمه الخطر من عدة جهات ومن مصادر مختلفة.
والجدول رقم( )2-3يوضح الزالزل التي حدثت في العالم خالل الفترة مابين عامي 2000و2006وحسب
شدتها,وتبين أن عام 2004شهد زلزالين شديدين اكثر من 8درجة,وعام 2001شهد 16زلزال درجاتها اكثر من
, 7أما عام 2000فقد شهد 173زلزال تصل درجاتها اكثر من , 6كما شهد عام 2004اكثر من 1672زلزال
تفوق شدتها , 5أما عالم 2005فقد شهد حوالي 14771زلزال تصل درجاتها اكثر من , 4أما عام 2006فقد شهد
وتيرة عالية من الزالزل وخاصة الزالزل التي تزيد عن 6حيث بلغت اكثر من 92زلزال,علما أن اإلحصاءات
المتوفرة لغاية شهر,8واكثر من 5بلغ حوالي 1062زلزال في تلك السنة.
جدول رقم ( )2-3يوضح عدد الزالزل التي حدثت في العالم خالل الفترة مابين سنة 2000و2006
وإذا ما أخذنا مجموع الزالزل التي حدثت في كل سنة على مختلف درجاتها سنجد أن سنة 2003تحتل المرتبة اْلولى
حيث وصل عددها ,31419وتأتي سنة 2004بالمرتبة الثانية حيث بلغ عددها 31194زلزال,ثم تليها سنة 2005حيث
بلغ 30461زلزال,ويتضح من الجدول أن عدد الزالزل في السنوات اْلخيرة اخذ يزداد بشكل ملحوظ,ففي سنة 2000كا
ن مجموع الزالزل,22256ثم اخذ يرتفع تدريجيا,إذ بلغ سنة 2001اكثر من ,23500وفي سنة 2002اكثر من
,27400وهذا مؤشر واضح جدا على ارتفاع عدد الزالزل بشكل كبير جدا خالل السنوات اْلخيرة وبوتيرة عالية
جدا,خالل خمس سنوات وصلت الزيادة اكثر من تسعة آالف زلزال,وهذا يعني أن العالم في خطر كبير ويواجه زيادة في
اعنف الكوارث وهللا اعلم.
وإذا ما آخذنا عدد القتلى خالل تلك السنوات فتعد سنة 2004اكثر تلك السنوات ,وقد بلغ عددهم اكثر من 284آلف
قتيل,ثم تليها سنة 2005وصل إلى اكثر من 89آلف قتيل,في حين كان عدد القتلى حوالي 230شخص سنة 2000
( )8
.
أما الجدول رقم ()2-4فيوضح الزالزل التي حدثت في الواليات المتحدة اْلمريكية خالل الفترة ما بين 2000
و,2006حيث يتضح من الجدول أن الواليات المتحدة تعرضت إلى خمسة زالزل بلغت شدتها اكثر من 7واقل
من , 8وحوالي 37زلزال شدتها اكثر من , 6وقد احتلت سنة 2003المرتبة اْلولى في عدد الزالزل التي شهدتها
الواليات المتحدة حيث بلغت اكثر من 3870زلزال ,تليها سنة 2005بلغ اكثر من 3680زلزال,في حين كانت
سنة 2001حوالي 2260زلزلزال,أما فيما يخص الخسائر باْلرواح فيعد قليل جدا وقد بلغ شخصان فقط سنة
2003وهذا مؤشر على االحتياطات التي اتخذتها أمريكا في مواجهة أخطار الزالزل.
جدول رقم ()2-4الزالزل التي حدثت في الواليات المتحدة األمريكية ما بين سنتي 2000و2006
يعد زلزال جنوب شرق آسيا الذي بلغت شدته 9على مقياس ريختر ,والذي وقع قبالة الشواطئ الغربية
لشمال سومطرة على بعد 255كم من باندا آتشيه وعلى عمق 30كم,وذلك يوم اْلحد 26كانون أول/ديسمبر سنة
2004عند الساعة السابعة وثمان وخمسين دقيقة صباحا ً ,ويعد الزلزال الرابع من حيث القوة في العالم منذ عام
وقد , 1900واْلشد بعد زلزال برنس وليام ساون في أالسكا سنة.1964
تسببت أمواج التسونامي الناتجة عن هذا الزلزال خسائر مادية وبشرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ,حيث بلغ
عدد الضحايا 220272قتيل ,باإلضافة إلى تهجير 1076350في جنوب آسيا وشرق إفريقيا ,وقد قتل على اْلقل
173981شخص بسبب الزلزال والتسونامي في إندونيسيا ,كما قتلت التسونامي ما اليقل عن 29854شخص في
سريالنكا و 10749شخص في الهند و 5513شخص في تايالند و 150شخص في الصومال و 82شخص في
المالديف و 68شخص في ماليزيا و 59شخص في ميانمار و 10أشخاص في تانزانيا و 3أشخاص في سيشيل
و 2في بنغالدش و 1في كينيا ,الشكل رقم( )2-3يتضمن صور لبعض المناطق المتضررة من أمواج
التسونامي.
شكل رقم( )2-3أضرار التسونامي
كما تسببت التسونامي بأضرار مادية في مدغشقر وموريشيوس باإلضافة إلى أضرار في موزمبيق وجنوب
إفريقيا وأستراليا والقطب الجنوبي.
كما نتجت عن الزلزال انخسا فات وانزالقات أرضية في سومطرة ،كما بدأ بركان طيني بالقرب من باراتانغ في
جزر أندامان بالثوران اعتبارا ً من 28كانون أول/ديسمبر ,2004الشكل رقم ( )2-4يتضمن صور فضائية قبل
حدوث التسونامي وبعدها لجزر أندامان.
ضرب زلزال إقليم شمال غرب الباكستان المحاذي لكشمير بلغت شدة الزلزال 7.6درجات بمقياس ريختر
يوم /8أكتوبر ،2005/وهو أقوى زلزال تتعرض له المنطقة منذ نحو مائة عام,والذي كان مركزه على بعد 80
كلم الى الشمال الشرقي من العاصمة الباكستانية أسالم آباد ,اال أن أثاره امتدت الى الهند وأفغانستان ,الشكل
رقم( ) 2-6يبين موقع الزلزال ونطاق تأثيره.
وكان مركز الزلزال قرب مدينة مظفر آباد عاصمة القطاع الباكستاني من كشمير ,وذكرت المصادر الرسمية ان
تعرضت الى اضرار كبيرة مادية وبشرية.
وقد بلغ عدد القتلى في باكستان والجزء التابع لها من إقليم كشمير نحو 30ألف شخص على اْلقل ،باإلضافة الى
مئات القتلى في الهند وأفغانستان.
وتعد بلدة باال كوت شمال غربي الباكستان أكثر المناطق تضررا،حيث يذكر احد الناجين إنا نجونا من الزلزال
ولكننا أدركنا أننا سنموت جوعا وبردا,حيث دمرت معظم أبنية المدينة وتحولت إلى ركام ,وهناك الكثير من
الضحايا تحت اْلبنية المدمرة,الشكل رقم() 2-7يوضح الدمار في بلدة باال كوت.
شكل رقم() 2-7إضرار بلدة باال كوت
وأصبح عشرات اآلالف من المنكوبين في المناطق الجبلية من شمال باكستان دون مأوى,كما تسبب الزلزال في
انهيارات أرضية قطعت خطوط المواصالت المؤدية الى تلك المناطق مما أدى الى عرقلة عمليات اإلنقاذ.
وأوضح المسئولون الباكستانيون أن إقليم الحدود الشمالية الغربية كان اشد المناطق تضررا بالزلزال ،باإلضافة
الى الجزء الباكستاني من إقليم كشمير .وأفادت اْلنباء ان أكثر من 400طفل لقوا حتفهم في انهيار مدرستين في
إقليم الحدود الشمالية الغربية.
ومن المناطق التي تعرضت الى أثار الزلزال العاصمة أسالم آباد،حيث انهارت عدة أبنية ,مما دفع السكان الى
البحث بين اْلنقاض بأيديهم إلنقاذ الناجين من تحت حطام عمارة هوت بمن فيها .اما في الهند فقد ذكرت وزارة
الداخلية الهندية إن العديد من القرى قد سويت باْلرضمن جراء الزلزال ،وتأكد مقتل أكثر من 600شخص في
()10
الشطر الهندي من كشمير.
-3التجارب النووية:
قامت العديد من الدول المتقدمة تكنولوجيا بتجارب نووية في باطن اْلرض ,منها الواليات المتحدة
اْلمريكية ,والتي قامت بتفجير في صحراء نيفادا وكانت كمية التفجير واحد مليون طن ,أي ما يعادل زلزال قوته
6,5درجة ,وتنعكس آثار ذلك على الصدوع والفوالق القريبة من التفجير فيؤدي إلى تجدد نشاطها التكتوني,
فتتحرك حافات الصدوع بمعدل 30الى 40سم أو إلى 1م ,كما تسبب حركة راسية تصل إلى 15سم ,ويكون نطاق
التأثير المباشر مابين بضع مئات من اْلمتار وبضع كيلومترات,وفي كل اْلحوال ال يتجاوز 8كم ,أما غير المباشر
فيصل مئات الكيلومترات ,وقد تكررت التجارب النووية اْلمريكية,ففي عام 1968تم أجراء تفجير نووي في
صحراء نيفادا مقداره 1,1مليون طن فوصل تأثيره إلى عمق 1400م وعلى مسافة 450كم فوق سطح اْلرض,
وقد أدى إلى إعادة النشاط التكتوني إلى الصدوع والفوالق وبقطر 6,5كم عن مركز التفجير ,ونتج عن تلك
()13
التفجيرات حدوث هزات أرضية رادفة بلغت قوتها 4,2واستمرت لعدة شهور.
وأخرها التجربة النووية لكوريا الشمالية في عام 2006والتي اعقبها حدوث زلزال في اليابان.
-4األبنية الضخمة:
تشر الدراسات الحديثة عن وجود عالقة بين اْلبنية الضخمة وحدوث الزالزل في بعض المناطق من
العالم,وخاصة ناطحات السحاب ,وقد اشار إلى ذلك أحد علماء الصين ربما توجد عالقة بين ناطحة السحاب
المتمثلة ببناية تابيه المتكونة من 101طابق وعلى ارتفاع 508متر ويصل وزنها إلى 700الف طن بما حدث من
زالزل في تلك المنطقة,الشكل رقم ( )2-8ناطحة السحاب(تابيه)
ويشير تينغ هورنغ لين الباحث الجيولوجي في جامعة تايوان الوطنية أن إجهاد ناطحة السحاب لألرض ربما أدى
إلى إعادة فتح صدع زلزالي قديم في موقع بنائها.
وان صحت فرضية لين فان المعماريين اليابانيين قد يواجهون صعوبة في تنفيذ مشاريعهم إلنشاء مبان عالية في
المناطق الزلزالية ,كما تؤدي مواقع اإلنشاءات اْلخرى مثل السدود ومواقع ردم النفايات إلى تأثيرات على طبقات
اْلرض.
وتوضح الدراسات أن منطقة حوض تايبه كانت مستقرة وال توجد فيها صدوع زلزالية نشطة قرب السطح قبل
إنشاء البناية ,وكان النشاط الزلزالي فيها مماثال لما في بريطانيا ,حيث تقع هزات أرضية ضعيفة الشدة وال تزيد
عن درجتين بمقياس ريختر ،وتحدث مرة واحدة كل عام .أال أن اْلمر اختلف أثناء أنشاء ناطحة السحاب وبعده ،إذ
سجلت هزات أرضية صغيرة ضعيفة الشدة بمعدل مرتين في السنة بين عامي 1997و 2003وهي فترة اإلنشاء.
أما بعد اكمال المبنى فقد وقعت هزتان بدرجة 3.8و 3.2درجة تحت المبنى مباشرة ,وفقا لما قاله لين ,وأضاف
الباحث أن وزن المبنى الذي يتوزع على مساحة 15081مترا مربعا يؤدي إلى حدوث إجهاد بمعدل 4.7بار
( )1 4
(وحدة الضغط) على اْلرض التي تحته.
شكل رقم( )2-8ناطحة السحاب(تابيه)
www.balagh.com
وتكون اْلضرار التي يخلفها الزلزال مباشرة وغير مباشرة وسيتم التطرق إلى كل نوع منها على
حده وكما يلي:
أ -أضرار مباشرة:
-1أضرار بسيطة ,مثل تهديم االسيجة وحدوث تصدع في جدران اْلبنية أو سطوحها ,ويرتبط نوع التأثير بشدة
الزلزال ,وقد يكون من الزالزل العادية ,كما يرتبط ذلك بنوع اْلبنية والمادة المستخدمة في البناء.
-2أضرار جسيمة تؤدي إلى هدم البيوت واْلبنية القديمة التي ال تتوفر فيها شروط المتانة من حيث التصميم
ونوع مادة البناء.
-3أضرار كارثية ينتج عنها هدم اْلبنية التي على درجة كبيرة من المتانة من حيث التصميم والبناء أال أنها ال
تقاوم الزالزل الشديدة,الشكل رقم( )9-2صور بعض اْلبنية المنهارة.
-4حدوث تشققات في اْلرض ,وتظهر في أماكن عدة تأثرت بالزالزل وتكون على نوعين شقوق مفتوحة
ومغلقة,وفي بعضها تتحرك إحدى كتلها المنكسرة نحو اْلسفل,وتسبب تلك العملية سقوط اْلبنية وتدميرها,
وخاصة التي تمر بها تلك الشقوق أو تقع بالقرب منها ,وتكون اكثر الشقوق عمقا القريبة من بؤرة الزلزال,كما
يتباين عمق وسعة تلك الشقوق حسب نوع الصخور وشدة الزلزال ,ومن أكبرها ما حدث في زلزال كاليفورنيا عام
1906حيث بلغ طوله 550كم,وفي زلزال منغوليا عام 1905والذي بلغ طوله 400كم,.وكذلك ما حدث في تايوان
أيضا في 1999/9/21عندما تعرضت إلى زلزال ,الشكل رقم ( ) 10-2بعض أنواع الشقوق والكسور اْلرضية.
شكل رقم( )2-10بعض أنواع الشقوق والكسور األرضية
-6حدوث انهيارات وانزالقات في بعض سفوح المرتفعات غير المستقرة,وحدث ذلك في تايوان ,فعلى بعد 30كم
من مركز الزلزال انهارت كتل طينية كبيرة اندفعت لمسافة 3كم اسفل سفوح المرتفعات فادت إلى دفن كل ما وقع
()19
أمامها من اْلبنية والمنشآت التي وقعت تحت تأثيرها.
كما حدث في زلزال 31أيار 1970في بيرو,حيث حدث انزالق ضخم من قمة جبل موسكارن وارتفاعه 6700
متر فدفنت مدينتي رانراهيركا ويونغي ,مما أدى إلى طمر حوالي 2000شخص ,وفي أمريكا أدى عدد من
الزالزل إلى انزالق التربة ,وكان أهمها أثناء زلزال مونتانا في السابع عشر من آب 1959مما أدى إلى انسداد
()20
مجرى نهر ماديسون فارتفعت مناسيب المياه وآدت إلى غرق 28شخص.
-7حدوث تشوهات في التربة نتيجة التشققات والتموجات الرأسية واْلفقية التي يتعرض لها سطح اْلرض.
-8تغير مظهر سطح اْلرض بسبب تدمير ما عليه من منشآت عمرانية ,وأحداث انهيارات وانزال قات ,وحركات
رفع وهبوط,وقد تعمل تلك االنهيارات على عمل سدود على اْلنهار فتتكون بحيرات أمامها ,أو تتكون شالالت
( )2 1
بسبب هبوط أو ارتفاع في بعض أجزاء المجرى.
-9ميل سطح اْلرض في بعض المناطق بسبب قوة الزلزال الذي يؤدي إلى رفع جهة وهبوط أخرى,ويسبب ذلك
أضرارا كبيرة في اْلبنية والمنشآت التي تقع ضمن هذا النطاق.
-10احداث سيولة أو تميع في التكوينات الضعيفة التماسك ,فينتج عنها ميل اْلبنية أو غوصها نحو اْلسفل إذا
كانت تلك التكوينات طينية أو رملية أو صخور ضعيفة الصالبة.
وقد حدث ذلك شمال غرب إيران عندما ضرب زلزال منجل في 21حزيران 1991مساحة 60000كم 2وأدى
إلى خطر آخر وهو تميع التربة ,وخاصة التربة الرملية ,إذ يؤدي االهتزاز أثناء وقوع الزلزال إلى أحداث تغير
في نسيج التربة الغرينية والرملية المشبعة بالماء ,وقد لوحظت حاالت تميع التربة بعد كل زلزال تتعرض له مثل
تلك المناطق ,ففي زالزل 1812-1811على طول نهر المسيسبيي في أمريكا لوحظ عد من االنزالقات على
طول ضفة النهر واختفاء عدد من الجزر وحدوث شقوق كبيرة في اْلرض ،وقذفت الرمال من الشقوق في
اْلراضي المستنقعية المجاورة لضفاف نهر سان فرانسيس بحيث ارتفع منسوب الماء في النهر حوالي تسعة
أمتار ،وكان التأثير عظيما على الناس الذين رأوا تميع التربة ,والخطورة أيضا في أن هذا التميع قد يحدث على
مسافة كبيرة من المركز السطحي (أي النقطة الواقعة على سطح اْلرض فوق مركز الزلزال) للزلزال كما حدث
في زلزال رومانيا في 4آذار 1977إذ حدث تميع التربة على ضفاف نهر الدانوب وعلى بعد 300كم من
()22
المركز.
وسوف سيتم تناول اثر الزالزل على العمران والبنية التحتية والعوامل التي تسهم في زيادة آثارها في الفصول
القادمة.
-11تدمير منشأت البنية التحتية:
تعمل الزالزل على تدمير منشأت البنية التحتية التي تقع ضمن نطاق تأثيرها,وحسب القرب والبعد عن مركز
حدوث الزلزال,اذ تعمل على كسر انابيب شبكة المياه والغاز والصرف الصحي ,وخطوط الكهرباء والهاتف,الشكل
رقم(2-13أ,ب) صور لبعض اضرار الزالزل التي اصابت البنية التحتية.
شكل رقم(13-2ب) تدمير خطوط الكهرباء شكل رقم(13-2أ) تكسر أنابيب الغاز
إن تصميم السدود و المنشآت اْلخرى التي تتصف باْلبعاد الكبيرة يجب أن يتم بعد اْلخذ بعين االعتبار
وضع التصدعات الموجودة في المنطقة واحتمال توسعها ،ومن المفترض أن يحكم الوضع التكتوني للمنطقة
الموقع النهائي للسد.
إن أكثر التشققات تميزا ً في زلزال تشي تشي -تايوان كان بالقرب من سد شيه-كانغ يقع على بعد 50كم من
مركز الزلزال حيث مر التشقق بشك ٍل مباشر تحت إحدى نهايات السد مسببا ً أضرارا ً شديدة بفعل ازاحات شاقولية
قاربت 10م و أفقية 2م ,فتسبب في تدمير السد,الشكل رقم( )2-14آثار الزلزال على السد.
الزالزل
الضحلة
المتوسطة
المتوسطة
العميقة
شكل رقم(15-2ب)
شكل رقم ( )2-16يوضح تغير طول وارتفاع الموجة
ويعد ما حدث في المحيط الهادي في جنوب شرق آسيا في 2004/12/26من اكبر واكثر اْلمواج كارثية ,والذي
نتج عنه حدوث أمواج وصلت سرعتها إلى حوالي 800كم/ساعة وارتفاع اْلمواج حوالي 30م ,والذي تسبب
بأضرار كبيرة في حوالي 12دولة,الشكل رقم ( )17-2يوضح نطاق تأثير أمواج التسونامي,ووصلت آثارها إلى
()24
السواحل الشرقية من أفريقيا,ومنها الصومال,وكانت ضحايا وخسائر تلك اْلمواج تفوق خسائر الزلزال نفسه.
كما أدى زلزال تشيلي الذي تعرض له جنوب غرب أمريكا الجنوبية في عام 1905إلى حدوث أمواج تسو نامي
والتي اتجهت عبر المحيط نحو سواحل اليابان حيث قطعت حوالي 7000كم خالل 12ساعة ,حيث وصل ارتفاع
()25
تلك اْلمواج عند سواحل اليابان حوالي3,5م.
ومن الجدير بالذكر أن تلك اْلمواج تحدث نتيجة للثورانات البركانية وسقوط النيازك في البحار والمحيطات أيضا.
وقد يصل مدى تأثيرها ضمن اليابس إلى 5كم ,وتكون تلك اْلمواج ذات قوة دفع كبيرة جدا بحيث تعمل على حمل
كتل صخرية يصل وزنها حوالي 20طن ونقلها لمسافة 20م,وتقل سرعة تلك اْلمواج في المياه الضحلة قرب
الشواطئ أال أنها تزداد ارتفاعا فتعمل على تدمير منطقة واسعة فوق السواحل ,الشكل رقم ( )18-2يوضح حركة
()26
أمواج التسونامي من البحر نحو البر,ويتضمن الشكل جدوال يوضح عمق الموجة وسرعتها وطولها.
شكل رقم( )17-2خريطة توضح موقع الزلزال ونطاق انتشار أمواج تسونامي التي حدثت في المحيط الهندي.
وقد استطاعت الواليات المتحدة اْلمريكية بواسطة محطة اإلنذار المبكر في جزر هاواي من التنبوء بحدوث
أمواج تسو نامي عقب زلزال جنوب شرق أسيا وقبل وصولها سواحل الدول التي ضربتها بحوالي 54دقيقة ,أال
أنها لم تبلغ الدول التي تضررت ْلنها غير مشتركة ببرنامج اإلنذار المبكر )27(.وهذا دليل على االستهانة بأرواح
البشر وعدم االهتمام بحياة مئات اآلالف من الناس,وفي اْلخر تقدم المساعدات المادية ماليين الدوالرات,
والمفروض تكون المساعدة في إنقاذ حياة اآلالف من خالل تنبيه تلك الدول قبل حدوث الكارثة.
وتتخذ أمواج التسونامي أوضاعا مختلفة عند وصولها إلى السواحل حسب طبيعتها من حيث االرتفاع والسرعة
ونوع المنشآت المقامة على تلك السواحل,ويمكن مالحظة ذلك من محتويات الشكل رقم( )19-2نماذج من أمواج
التسونامي,ويمكن مشاهدة نماذج أخرى لتلك اْلمواج في الملحق رقم(.)2-1
شكل رقم( )19-2أنواع من أمواج التسونامي
وقد استطاعت العديد من الدول الصناعية من استخدام تقنيات حديثة في مراقبة حركة امواج التسونامي وعمقها وعبر
اْلقمار الصناعية,وذلك عن طريق محطات مثبتة في قاع البحار والمحيطات وعند السواحل,الشكل رقم( )20-2يوضح
()28
إحدى تلك المحطات.
www.pmel.noaa.gov/tsunami
تعد الواجهة الشاقولية المستطيلة الشكل واجهة مناسبة للكتلة الخالية من الفواصل،ومن النقاط الواجب
مراعاتها في تصميم الواجهة الشاقولية تجنب الواجهات التي يزيد فيها بعد الكتلة باْلعلى أكثر من اْلسفل ,حيث
يسبب زيادة في الحمل ,ومن ثم زيادة حصة الطوابق العلوية من قوة القص القاعدية نتيجةً لزيادة وزن الطوابق
في اْلعلى.
كما ال ينصح بعمل الواجهات التي يقل فيها العرض باْلعلى كثيرا ً عن العرض باْلسفل أو التصاميم المكونة من
تراكب عدد من الكتل ,وذلك لنشوء إجهادات مشابهة لحالة الزوايا المنثنية,الشكل رقم( )2-21تصميم معماري
يؤدي إلى حدوث إجهادات مركزة.
شكل رقم( )2-21تصميم معماري يؤدي إلى حدوث إجهادات مركزة
-2الزوايا المنثنية
تعرف الزوايا المنثنية Reentrant Cornersبأنها الزوايا في المسقط اْلفقي الناتجة عن حصول تراجعات
في كتلة البناء,الشكل رقم( )2-22نماذج من زوايا اْلبنية.
-3الطابق الضعيف
يعرف الطابق الضعيف بأنه الطابق الذي تكون نسبة مقاومة عناصره إلى مقاومة عناصر الطابق الذي يعلوه
أقل من .0.8
وبمعنى آخر ،في الحالة التي يكون فيها عامل انتظام المقاومة أقل من 0.8لكل اتجاه من اتجاهات المحاور
الرئيسية.
ً
ومن الضروري التمييز بين الطابق اللين والطابق الضعيف,ومن الممكن أن تحصل الحالتان معا في نفس الطابق،
فقابلية تشكل الطابق اللين تعتمد على الصالبة ,أو بشك ٍل أبسط على المقاومة النسبية للتشوه الجانبي أو االنزياح
الطابقي ،أما قابلية تشكل الطابق الضعيف فهي تعتمد على قدرة التحمل ,بمعنى مقاومة القوى (الستاتيكية) أو
وقد يتكون استيعاب الطاقة (الديناميكية).
الطابق الضعيف بسبب الصالبة أو المقاومة الفائقة للطابق اْلدنى ،كما أن التصحيح المطلوب لتجنب حالة الطابق
اللين المحتملة لطابق أرضي مفتوح قد يؤدي إلى تأثير مركز على الطابق الثاني الذي قد يتطلب صالبة أو
مقاومة أعلى مما قد يتطلبه التصميم الستاتيكي المبسط ،وبالتالي يؤدي هذا اْلمر إلى تشكل الطابق الضعيف في
وفي بعض الطابق اْلرضي.
ً ً
الحاالت يتشكل كال من الطابق الضعيف والطابق اللين في نفس الطابق ،وهذا اْلمر ناتج أحيانا عن التغيرات
التنفيذية في المناسيب المختلفة أو تغيرات في المسقط اْلفقي ،مما يؤدي إلى توزيعٍ متباين للعناصر المقاومة على
المناسيب المختلفة,الشكل رقم( )2-23اْلحمال التي تسببها الطوابق العليا على السفلى.
شكل رقم( )2-23األحمال التي تسببها الطوابق العليا على السفلى.
يعني الطابق الطويل هو الطابق الذي يكون ارتفاعه أكبر من ارتفاع الطابق المجاور ,وبالتالي يتغير سلوك
هذا الطابق عند تعرضه إلى زلزال ,لذا يتوجب االنتباه إلى االنتقال (السهم) الناجم في هذا الطابق و االجتهادات
المركزة في هذه المناطق الحرجة.
وعمليا ً إن ما اصطلح عليه بالطابق الطويل هو حالة مركبة من الطابق اللين المجاور لطابق يحوي أعمدة
قصيرة ،ويتضح مما تقدم يمكن اعتبار اْلروقة المجاورة للطابق اْلرضي أو طابق منخفض مثاالً عن هذه الحالة.
-5الفتل:
يعد الفتل من اْلسباب الهامة النهيار المنشآت بسبب الزالزل ،و الفتل بالتعريف هو اإلجهادات الناتجة عن
عدم تطابق مركز ثقل الطابق مع مركز صالبته ،مما يؤدي إلى نشوء عزم فتل يؤدي إلى تغيير في القوى
المطبقة على عناصر الجملة المقاومة زيادة ً أو نقصاناً.
وينتج الفتل عن عدم انتظام توزيع ثقل الطابق كأن يكون مسقط الطابق غير منتظم ,أو أن يحدث تركيز غير
خزان للماء في أحد أطراف البناء ،أو تناقص غير مركزي للحموالت مثل وجود ٍ مركزي للحموالت كإنشاء
فتحات طرفية في بالطات الطوابق ,الشكل رقم()2-24انهيا ر بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل,أي تنفيذ
خزان ماء على طرف البناء,فانهار في زلزال ارمينيه.
شكل رقم()2-24انهيا ر مبنى بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل
ب إنشائية ناتجة عن توزيع الجملة المقاومة بشك ٍل عشوائي(أو إلزامي أحياناً) بماكما يمكن أن ينتج الفتل ْلسبا ٍ
يؤدي إلى تباين كبير بين مركز الثقل و مركز الصالبة.
وفي أحيان أخرى ينتج الفتل عن أسباب تنفيذية أو معمارية تتعلق بال مركزية اإلكساء الحجري (عدم إكساء البناء
من جميع الجهات) ،أو بالالمركزية الناتجة عن التباين الكبير في مواقع جدران القواطع.
ويمكن التخفيف من الالمركزية الناتجة عن التصميم المعماري عن طريق مقاربة مركز الصالبة لمركز الثقل
باعتماد موضع إنشائي مناسب للجملة المقاومة ،ولكن هذا اْلمر يؤدي في اْلبنية العالية إلى نشوء مشكلة أخرى
تتعلق بحدوث ال مركزية ناتجة عن ضغط الرياح ،وفي هذا الحالة تكون لدينا المعادلة الصعبة التي تتطلب تقارب
كالً من مركز الثقل ومركز الصالبة و مركز دفع الرياح ،وهذه المعادلة تملك حالً وحيدا ً هو المسقط اْلفقي
البسيط المتناظر والجملة المقاومة المتناظرة ,وهوما تؤكد عليه جميع الكودات.
وبغض النظر عن تأثير الهبوطات التفاضلية ودوران اْلساسات والتأثيرات الناتجة عن تغيرات الحرارة يجب
تحديد أبعاد الفواصل الزلزالية بين كتل المبنى أوبين المباني القديمة والمباني المراد إنشاؤها ،ووفقا ً لعدد من
اْلكواد ,ويتم ذلك بتحديد االنتقال اْلفقي الكبير للكتلة اْلولى و االنتقال المقابل للكتلة الثانية ,وإضافة 10مم على
اْلقل للمجموع.
وعمليا ً لم تعط هذه اْلكواد أهمية أكبر لزيادة الخطر الناتج عن اختالف مناسيب الطوابق المتجاورة ,حيث يؤدي
الطرق إلى تصادم بالطات الطابق اْلول ذات الصالبة الكبيرة في مستواها مع أعمدة الطابق المجاور مما قد
يؤدي إلى حصول االنهيار الكلي ,الشكل رقم()2-25مبنى انهار نتيجة للطرق.
شكل رقم()2-25مبنى انهار نتيجة لعمليات الطرق على اثر زلزال أضنه.
إن نظرة سريعة على منشآتنا القائمة يظهر بوضوح االحتمال الكبير لحدوث ظاهرة الطرق ،حيث من المتوقع أن
تكون اْلضرار الناتجة عن الطرق هي السائدة بشك ٍل عام.
إن قوة القص القاعدية التصميمية تؤخذ كنسبة من الحمولة الشاقولية المطبقة والناتجة عن المنشأة،وبالتالي من
أجل تخفيضها يجب تخفيض الحموالت الشاقولية ،ويتم هذا باعتماد مواد إنشائية خفيفة الوزن وعالية المقاومة,
واإلقالل بقدر اإلمكان من الحموالت اإلضافية.
إن وضع الحموالت الشاقولية بين الطوابق يساهم في استقرار المنشأة ،واإلقالل من القوة الزلزالية التصميمية
التي يعتمد توزيعها بين الطوابق على مدى االرتفاع الطابقي لكل طابق ونسبة حمولته إلى كامل حمولة المبنى.
ولغرض وضع تصميم اقتصادي وآمن يفضل تركيز الحموالت الكبيرة في الطوابق السفلية و اإلقالل من
الحموالت في الطوابق العليا إن أمكن،على سبيل المثال يمكن اعتماد تصميم مفرغ وقليل السمك لقمم
المآذن,ويجب وضع المستودعات في الطوابق السفلية بدالً من العلوية.
يحدث عدم االستمرار في العناصر اإلنشائية الشاقولية (اْلعمدة ،الجدران الهيكلية) عندما يتم إيقافها في بعض
الطوابق,ويتم سندها على جوائز أو أعمدة مضيفة.
وفي حالة االضطرار إليقاف بعض العناصر الشاقولية من االستمرار باْلسفل حتى اْلساسات ،فيجب أخذ الحيطة
والحذر باختيار وتصميم جملة النقل المناسبة التي ستكون جملة إطاريه مكونة من أعمدة وجوائز ,حيث يجري
تحميل العناصر الشاقولية غير المستمرة لألسفل على الجوائز,ويجب تصميم أعمدة إطار جملة النقل هذه على
قص مساوية لضعفي قوى القص التي تنتج بالحساب الستاتيكي,ومن الحاالت التي توردها الكودات مثالً:
أ -استناد اْلعمدة على أظفار ،أو التركيب المعروف باْلعمدة الفرعونية (حالة محظورة).
ب -إيقاف اْلعمدة وخاصةً في الطوابق السفلية ( تتطلب زيادة الحموالت بنسبة %50للجوائز و اْلعمدة
الحاملة).
ج -إيقاف جدار القص وسنده من طرفيه على أعمدة (,تتطلب زيادة الحموالت بنسبة %50لألعمدة الحاملة
وتطبيق اشتراطات التسليح العرضي لمنطقة العقدة على كامل ارتفاع اْلعمدة).
د -سند جدار القص على جوائز (حالة محظورة),الشكل رقم( )2-28نماذج للتصاميم تتعرض إلى مخاطر
الزالزل.
إن عدم االستمرارية الطابقية يؤدي إلى حدوث تركزات في اإلجهادات ,أو اختالف في طبيعة التشوه ,مما
يساهم في حصول االنهيار,ومن أهم مظاهر عدم االستمرارية هي:
أ -وجود فتحات في البالطة,حيث تكون المساحة الكلية لهذه الفتحات بما فيها فتحة الدرج وفتحات المصاعد
تتجاوز 3/1المساحة الطابقية الصافية.
ب -في الحاالت التي تؤدي فيها الفتحات إلى وجود صعوبة في االنتقال اآلمن للحموالت الزلزالية إلى العناصر
اإلنشائية الشاقولية.
ج -حصول نقص مفاجئ في صالبة الطوابق بمستويها,الشكل رقم( )2-29نماذج من حاالت عدم االستمرارية
الطابقية.
إن وجود الفتحات الكبيرة قد تؤدي إلى إلغاء واحدة من أهم الفرضيات المعتمدة لتصميم المنشآت المناسبة
للزالزل ,وهي الصالبة المطلقة للطوابق في مستويها ،وبالتالي تكون الدراسة التي ال تأخذ بعين االعتبار وجود
هذه الفتحات مغلوطة النتائج.
ومن المعروف أن اْلسس المنظمة للبناء تستلزم في بعض الحاالت وجود فتحات بمساحات معينة ْلغراض
صحية (التهوية والتشميس) ،في هذه الحاالت يستلزم اْلمر اتخاذ جميع اإلجراءات الضرورية لتفادي حاالت
االنهيار واعتماد ترتيبات التسليح الخاصة بالفتحات,على سبيل المثال تسمح ضابطة البناء في تايوان بزيادة عد ٍد
من الطوابق في حال وجود حيز مفتوح من أجل االستخدام العام عند مستوى الشارع ،وهذا يؤدي إلى وجود خلل
في االنتقال اآلمن للحمولة الزلزالية ,خاصةً إذا كانت هذه الفتحات مجاورة لجدران القص,الشكل رقم()2-30
الفتحات أدت إلى خلل في االنتقال اْلمن لحمولة الجدران فادى إلى انهيار البناء.
شكل رقم( )2-30انهيار مبنى بسبب الفتحات التي أدت إلى خلل في االنتقال األمن لحمولة الجدران
-11الطابق اللين
يعرف الطابق اللين بأنه الطابق الذي يحدث فيه تغير مفاجئ في القساوة للعناصر المقاومة لألحمال
الجانبية ,حيث تقل النسبة بين قساوته وقساوة الطابق الذي يعلوه عن .0.7
وبمعنى آخر ،في الحالة التي يكون فيها عامل انتظام الصالبة أكبر من 1.5لكل اتجاه من اتجاهات المحاور
الرئيسية.
ت استثنائية ،وهذا يشملإن إي عدم استمرارية ناتج عن تغير مفاجئ في المنشأة عادة ً ما يكون مصدرا ً إلجهادا ٍ
حاالت التحميل الساكن ويصبح حرجا ً من أجل الحموالت الديناميكية ،فالزيادة أو النقصان المفاجئان في الصالبة
يحدثان تضخيما ً في التشوهات واإلجهادات في المنشأ المعرض لحموالت الطاقة (الطاقة الزلزالية مثالً).
إن الطابق اللين يمكن أن يحدث في الطوابق العليا إال أنه أكثر شيوعا ً في مستوى الطابق اْلرضي بين منظومة
اْلساسات الصلبة و المنظومة اْلكثر صالبة نسبيا ً للمنسوب اْلعلى.
ومن أكثر اْلساليب التي تؤدي إلى نشوء مشكلة الطابق اللين تصميم أحد الطوابق (غالبا ً الطابق اْلرضي) بحيث
يكون أطول أو ذو فتحات أكثر،وهذا اْلسلوب مستخدم بشك ٍل شائعٍ جدا ً في اْلبنية التجارية المتعددة الطوابق،وفي
المنشآت التي يترك فيها الطابق اْلرضي دون استثمار,الشكل رقم ( )2-31بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل
زلزال اضنة.
وفي الشكل رقم( )2-32تضرر كبير في الطابق اْلول النه تحول إلى طابق لين إثناء التشيد,ويظهر ذلك واضحا
حتى في اْلعمدة.
ويتضح أن تضرر اْلعمدة ذات االتجاه الطويل كان أكبر من تضرر اْلعمدة باالتجاه المتعامد ،وتأثير الفتل
يظهر بوضوح أيضاً ،وهذا ما حدث في زلزال أضنه
شكل رقم ( )2-31بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل زلزال اضنة
شكل رقم( )32-2تضرر كبير في الطابق األول
ومن الحاالت اْلخرى التي يمكن أن تحدث بها حالة الطابق اللين هي وجود حيز منشأ بشكل خفيف أسفل منشأة
ذات شكل صلب ،ومثال على ذلك الشقق التي تملك مر آبا للسيارات في حيز الطابق اْلرضي ناتج عن وضع
الشقة فوق أعمدة ضعيفة لالستناد.
وفي حالة الطابق اْلرضي ذي الفتحات و الطويل نسبياً ،يمكن تخفيف أثر الطابق اللين باتباع اْلساليب التالية:
أ -تدعيم عدد من الفتحات بشكل قطري إن أمكن.
ب -جعل مسقط البناء مفتوحا ً و تأمين صالبة داعمة داخلية.
ت -زيادة عدد أو صالبة أعمدة الطابق اْلرضي.
ث -استخدام اْلقواس أو التدرج بزيادة مقطع اْلعمدة لزيادة الصالبة.
ج -إنشاء طابق أول صلب كامتداد معكوس لمنشأة اْلساسات الصلبة,الشكل رقم()2-33طرق التخفيف من آثار
الطابق اللين.
شكل رقم()2-33طرق التخفيف من آثار الطابق اللين.
-12األعمدة القصيرة:
إن اْلعمدة القصيرة قد تنشأ نتيجةً لترتيبات إنشائية أو معمارية ،ومن الترتيبات اإلنشائية التي تؤدي إلى
تشكل اْلعمدة القصيرة وصل العمود مع جائز ذي سقوط كبير ,أو مع عتبة اْلبواب أو النوافذ أو بالطات
اْلسقف ،ومن الترتيبات المعمارية تشكيل الطابق اْلول بمنسوب أعلى من منسوب الشارع،وتشكيل طابق
الميزانين بارتفاع أقل من الطوابق اْلخرى ,أو وجود طابق منخفض أو الفتحات في جدران القواطع بين اْلعمدة,
والتي تستخدم لإلنارة أو للتهوية ,الشكل رقم(2-34أ) أبنية تتضمن أعمدة قصيرة.
شكل رقم(2-34أ) أبنية تتضمن أعمدة قصيرة.
وقد يتضمن التصميم المتطلبات الدنيا للتسليح العرضي ،أي عدم مراعاة طبيعة اإلنشاء,
لذا ال تحتوي على أعمدة قصيرة كافية من جهة ,واعمدة كافية من جهة أخرى, ,الشكل رقم(34-2ب) بناء
يتضمن أعمدة قصيرة تعرض إلى اْلضرار في زلزال اضنة.
إن العمود القصير يتصف بقساوة نسبية كبيرة بحيث تتولد قوى قاصة وعزوم انحناء كبيرة تؤدي إلى كسره
بصورة هشة,الشكل رقم( )2-35طبيعة امتداد اْلعمدة.
شكل رقم( )2-35طبيعة امتداد األعمدة
إن أكثر طرق التأسيس مقاومةً للزالزل هي الحصيرة العامة ,حيث يكون احتمال حدوث عمليات الهبوط
التفاضلية قليالً،وعندما تكون هذه الحصيرة مستندة إلى أوتاد يصبح احتمال انقالب المنشأة نادراً.
-2األعمدة المعلقة:
تحدث حاالت االنهيار السباب مختلفة ,ومن خالل استعراض عدد من تلك الحاالت لوحظ أن إحدى آليات
االنهيار غير اعتيادية ،وهي انهيار الكتلة الطابقية لعد ٍد من الطوابق الدنيا ,وبقاء بالطة الطابق اْلخير مع اْلعمدة
الحاملة لها التي أصبحت محمولة من بالطة الطابق نفسه,الشكل رقم( )2-37بناء تعرض لالنهيار في الطابق
اْلسفل في زلزال أضنه.
كما يظهر في الشكل رقم( )38-2انهيار في الطوابق السفلى وبقاء الطابق اْلعلى معلقا عند تعرض المبنى إلى
زلزال دينار.
ويمكن إعطاء تفسير لهذه الحالة ,فمن المالحظ أن الطابق اْلخير عبارة عن طابق مضاف إلى كتلة البناء,وهو
ليس من أصل البناء ،وعادة ً يتم تنفيذ أعمدته في حال عدم اإلبقاء على اْلعمدة مسبقا ً ,حيث تغرز قضبان تسليح
اْلعمدة الجديدة ضمن اْلعمدة القديمة ،وإجراء أعمال الكوفراج وصب البيتون الذي قد ينفذ بنوعية أفضل من
بيتون الطوابق الدنيا نظرا ً لقلة حجم اْلعمال البيتونية فيه وكونه الطابق النهائي في البناء.
وإن التسلسل السابق يشير إلى قلة أطوال التراكب بين اْلعمدة الجديدة واْلعمدة القديمة،ولذلك عند حصول
زلزال تنفصل اْلعمدة الجديدة عن اْلعمدة القديمة عند انهيار الطوابق الدنيا ،وتبقى هذه اْلعمدة معلقة ببالطة
الطابق الجديد الذي يتصف بنوعية تنفيذ جيدة تساهم في بقاءه دون انهياره بشك ٍل كامل.
-3التسليح الطولي:
تزداد مشاكل التسليح الطولي خطورة ً في حال تطبيق الحموالت اآلنية المتناوبة ،فقلة التسليح الطولي في
مناطق العزم السالب وعدم تنفيذ تسليح اْلظفار وفقا ً لمتطلبات الشروط التصميمية تزداد آثارها السلبية أثناء
حدوث الزلزال,ومن المعروف أن عوامل اْلمان التي تؤخذ عند تصميم المقاطع البيتونية (زيادة الحموالت في
الطريقة الحدية ،تخفيض مقاومات المواد في الطريقة الكالسيكية) تساهم في التخفيف من اْلخطار التي قد تنجم
عن عيوب التصميم أو التنفيذ،إال أن هذه العيوب تظهر بوضوح بعد حدوث الزلزال بالرغم من أن بعض هذه
العيوب كبيرة بالشكل الذي ال يمكن السماح به حتى في ظروف التحميل الساكن.
ً
إن زيادة التسليح الطولي بشك ٍل عشوائي قد يؤدي إلى إضعاف المقطع البيتوني ديناميكيا ً وخاصة عند استخدام
بأقطار كبيرة،وذلك الختالف طبيعة االهتزاز بين البيتون والفوالذ مما يؤدي إلى حصول انفصال ٍ التسليح الطولي
بينهما ,الشكل رقم( )2-39بناء انهار بسبب قلة التسليح عند تعرضه إلى زلزال دينار.
شكل رقم( )2-39بناء انهار بسبب قلة التسليح عند تعرضه إلى زلزال دينار.
أما الشكل رقم( )40-2فقد تعرض إلى االنهيار بسبب انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند تعرضه للزلزال.
شكل رقم ( )2-40انهيار بسبب انفصال فوالذ التسليح عن البيتون
-4التسليح العرضي:
يعد التسليح العرضي ذا أهميةً كبيرة ً في الحسابات التصميمية ,أال أن ذلك لم يؤخذ بنظر االعتبار ،ويتم
التركيز على التسليح الطولي بشك ٍل خاص ,حيث تكون عزوم االنعطاف في الجوائز وقوى الضغط في اْلعمدة
هي السائدة غالباً ،وهذا اْلمر يندرج حتى على الكودات التصميمية ,إذ ال توجد عالقة حسابية تعطي كمية التسليح
العرضي في اْلعمدة مثالً.
إن كثرة االنهيارات الناتجة عن عدم كفاية التسليح العرضي جعلت بعض الكودات (اْلميركي ،التركي ،التايواني
)..تعتمد ما يسمى باإلسوارة الزلزالية الخاصة , Special Seismic Hoops and Crosstiesالشكل رقم (-2
)41االسوارة الزلزالية.
وقد تتعرض بعض اْلبنية إلى االنهيار لعدم توفر االسوارة الزلزالية,شكل رقم( )42-2مبنى انهار بسبب عدم
توفر االسوارة الزلزالية عند حدوث زلزال تشي تشي.
شكل رقم( )42-2مبنى انهار بسبب عدم توفر االسوارة الزلزالية عند حدوث زلزال تشي تشي.
ويظهر سوء التسليح العرضي في التباعدات الكبيرة بين اْلساور ,وصغر قطر االسوارة ,وعدم تنفيذ التسليح
العرضي بالشكل المالئم ،وتزداد أهمية التسليح العرضي بالقرب من مناطق العقد و التراكبات وضمن اْلعمدة
القصيرة,شكل رقم ( )2-43مبنى انهار بسبب انعدام التسليح العرضي بالقرب من منطقة العقدة.
شكل رقم ( )2-43أبنية تتعرض إلى التشقق بسبب انعدام التسليح العرضي بالقرب من منطقة العقدة في زلزال
اثينة.
-5الطنين:
يحدث الطنين عندما يتوافق دور االهتزاز الطبيعي للموقع مع دور الزلزال ,فيحدث تضخيم للحركة
اْلرضية بشكل كبير ،وبالتالي تتعرض اْلبنية لحركة أرضية أكبر من الحركة التي يمكن أن يسببها تحرر الطاقة
الزلزالية.
في عام 1985حصل زلزال في ميكسيكو سيتي بلغت درجته 8.1على مقياس ريختر ثم تبعته هزة ارتدادية
بلغت درجتها 7.1ريختر ،تسبب ذلك في هدم 400مبنى وتضرر حوالي 700مبنى آخر ,وكانت حصيلة القتلى
تألف هذا أكثر من 5000شخص.
الزلزال من عشرين هزة بتسارع g 0.18كل 2ثانية (الدور الطبيعي للتربة) و قد توافق هذا الدور مع الدور
الطبيعي لألبنية المؤلفة من 20-7طابقاً ،مما أدى إلى حصول حالة طنين ,والتي كانت السبب في تلدن المنشآت
وانهيارها ،حيث لم تكن نوعية اإلنشاء سببا ً رئيسيا ً في هذا الدمار الواسع.
ويعد الطنين هو العامل اْلساسي النهيار 880منشأة في زلزال لوما بريتا ،إذ تزامن الدور الخاص لألبنية (تواتر
2هزة/ثا) مع الدور الخاص لطبقات الطين العميق (تواتر 5 -3هزة/ثا),الشكل رقم( )2-44انهيارات بسبب
الطنين حدثت في القاهرة عندما تعرضت إلى الزلزال.
يعد انقالب المباني من أحد أنماط االنهيار الهامة و المميزة للقوى اْلفقية،والنقالب المباني أسباب عديدة
منها:
أ -قصور الدراسة التصميمية عن دراسة احتمال االنقالب ,وذلك لالعتقاد المسبق لدى المهندس الدارس أن عزم
التثبيت الناتج عن الحمولة الشاقولية للمبنى كافٍ للتفوق على عزم االنقالب الناتج عن الحمولة الزلزالية.
ب -حصول تميع في تربة التأسيس بحيث يكون هذا التميع في أحد أطراف البناء ,فيؤدي إلى دوران
اْلساسات،ومن ثم انقالب المبنى.
ج -اختالف الطبيعة الجيوتكنيكية لتربة التأسيس ,مما يؤدي إلى حصول حاالت هبوط تفاضلية كبيرة.
د -انهيار أعمدة أحد الطوابق الدنيا بسبب تشكل الطابق اللين مثالً.
هـ -الجملة اإلنشائية التي تساعد على حصول االنقالب.
و -عدم سند الجملة.
ز -تدنى عمق منسوب التأسيس.
ح -عزوم انقالب ناتجة عن حمولة زلزالية هائلة يستحيل أن تقاومها عزوم التثبيت.
ط -و قد يكون االنقالب ناتج عن واحد أو أكثر من هذه اْلسباب.
والشكل رقم( )2-45يوضح انقالب مبنى بسبب الطابق اللين عند التعرض إلى زلزال تشي تشي.
شكل رقم()2-45انقالب مبنى بسبب الطابق اللين عند التعرض إلى زلزال تشي تشي
ومن المدهش أن المباني المائلة ال تظهر فيها أية أضرار إنشائية باستثناء اْلضرار الناتجة عن حدوث االنقالب
بحد ذاته ،حتى التشققات الشائعة التي تصاب بها جدران القواطع و الواجهات غير ظاهرة على هذه المنشآت،
وهذا يشير إلى أن تفريغ الطاقة الزلزالية تم بانقالب المنشأة مباشرةً ،أي أن أول تأثير مباشر للزلزال على المنشأة
المنقلبة يكون باالنقالب ,وليس باالهتزاز الذي إن حدث سيؤدي إلى التشققات في حدوده الدنيا ،وبهذا التحليل
يمكننا تصور مدى الطاقة التدميرية للزالزل.
كما يؤدي عدم سند الجملة اإلنشائية إلى حدوث االنقالب,الشكل رقم( )2-46انهيار بسبب عدم وجود سند إنشائي
وبعد أن تعرض المبنى إلى هزات ارتدادية أثرت عليه مرة أخرى فزحفت كتلة البناء نحو اْلمام فأصبحت قريبة
من البناء المقابل,الشكل رقم( )48-2تحرك البناء أثناء الهزات االرتدادية,واستمرت بالحركة إلى أن انقلبت إلى
اإلمام بالكامل,شكل رقم( )49-2انهيار المبنى بعد الهزات االرتدادية في زلزال أرمينيا .
شكل رقم()2-48تحرك البناء أثناء الهزات االرتدادية
شكل رقم( )2-49انهيار المبنى
-7التراكبات و الوصالت:
إن قلة االعتناء بتصميم و تنفيذ التراكبات يضعف من عمل العنصر اإلنشائي ويعرضه لالنهيار في منطقة
التراكب ،فتناوب اإلجهادات سوف يؤدي إلى االنهيار ما لم تكن مناطق التراكب مصممة بشك ٍل مناسب.
إن أطوال التثبيت والتراكب التي تستخدم في اْلعمدة باعتبارها مضغوطة تصبح غير مالئمة عند حدوث الزلزال
الذي قد يؤدي إلى نشوء إجهادات شادة فيها،وبالتالي يتوجب اعتماد أطوال تثبيت وتراكب على الشد العلى
الضغط ،وفي مجمل اْلحوال يجب تفادي تنفيذ التراكبات في مناطق العقد,الشكل رقم(2-50أ) انهيار مبنى بسبب
قلة أطوال التثبيت على اثر زلزال ازميت.
كما يوضح الشكل رقم(2-50ب) انهيار مبنى بسبب عدم كفاية طول التثبيت عند حدوث زلزال ازميت.
ومن حاالت االنهيار المميزة و الناتجة عن مشاكل التراكب هي حالة اْلعمدة المعلقة.
شكل رقم(2-50أ) انهيار مبنى بسبب قلة أطوال التثبيت على اثر زلزال ازميت
شكل رقم(2-50ب) طول التثبيت لم يكن كافيا فتسبب في انهيار المبنى عند حدوث زلزال ازميت
-8التصدعات و التشققات:
تؤدي التشققات التي تصيب القشرة اْلرضية إلى حدوث ازاحات أفقية أو شاقولية ،والتي تزداد خطورتها
عندما تتقاطع مع كتلة البناء.
إن قدرة المنشآت على مقاومة مثل تلك االزاحات يتناسب عكسيا ً مع االنتقال النسبي للكتل فيها ،وفي هذه الحالة
تبدي المنشآت التي تملك جملة هيكلية مقررة ستاتيكيا ً من الناحية اإلنشائية مقدرة ً أكبر على التجاوب لتلك
االنزياحات ,إال أنها ال تصمد طويالً نتيجةً لتشكل ميكانيزم االنهيار فيها بشك ٍل آني ،أما المنشآت الفائقة التقرير
فهي تعاني من تشوهات كبيرة قبل أن تنهار,وذلك بسبب تشكل المفاصل اللدنة فيها مما يساهم في تحرر الطاقة
الزلزالية.
وفي حالة االزاحات الكبيرة التي قد تصل إلى بضعة أمتار ال يوجد تصميم هندسي تقليدي يمكنه أن يقاوم تلك
االزاحات ،أما في حالة االزاحات البسيطة فيتمثل الحل بزيادة ترابط المبنى بحيث ال يفقد ترابطه أثناء الزلزال,
وذلك باستخدام الجوائز اْلرضية (الشناجات) ,وجوائز الربط في البالطات ،أو باعتماد تصميم يسمح بالتشوه,
ويكون تأثر المنشأة فيه محدودا ً (مشابه لتصميم الجسور لمقاومة التشوهات الطولية باستخدام الوسائد المرنة
مثالً),الشكل رقم( )2-51انهيار مبنى بسبب اإلزاحة اْلفقية في زلزال ازميت.
كما انه من الضروري إعطاء طول المبنى أهمية خاصة ،بحيث ال تؤدي زيادة الطول إلى اختالف طبيعة
االهتزاز فيه.
إن اختيار وتصميم الجملة اإلنشائية بشكل جيد يساهم في رفع أداء المنشأة إزاء الحموالت المطبقة
عليها،وفي بعض اْلحيان يتم اختيار الجملة لتوافق الحموالت التقليدية المطبقة عليها التي تكون في معظم
اْلحوال حموالت شاقولية دون اْلخذ بعين االعتبار القوى الديناميكية التي تؤدي إلى حموالت أفقية وشاقولية
باالتجاهين.
إن تطبيق الشروط التصميمية يساهم إلى حد ما في زيادة كفاءة المنشآت إزاء القوى الديناميكية ،كمثل الشروط
الخاصة باستمرارية جزء من التسليح في منطقة العزم السالب،والخاصة اْلظفار والتسليح العرضي اْلدنى في
اْلعمدة مثالً.
وقد ورد في التقرير الزلزالي لزلزال العقبة كيف أن توجيه جميع أعمدة المبنى باتجاه واحد أدى إلى انهيار المبنى
في االتجاه المتعامد نظرا ً لضعف مقاومته بهذا االتجاه ،وفي الحقيقة هذه المالحظة في غاية اْلهمية وإن لم تذكر
في أكواد البناء.
ً
وإن العديد من التصاميم المعمارية السيئة زلزاليا يمكن تخفيف أثرها باعتماد تصميم إنشائي مالئم يساهم في رفع
كفاءة المنشأة وزيادة مقاومتها ،وبشكل معاكس يمكن أن يؤدي االختيار والتصميم اإلنشائي السيئ إلى إضعاف
المنشأة مهما كان التصميم المعماري مثالياً ،وخير مثال على ذلك يظهر واضحا في مشاكل الفتل.
ومن المعروف أن هناك حدودا دنيا ْلبعاد اْلعمدة يجب أال تقل عنها،ولكن التسرع باعتماد أبعاد أقل من الحدود
الدنيا وإن كانت هذه اْلبعاد تحقق متطلبات اْلحمال الشاقولية تظهر مشاكلها في اْلحمال اْلفقية,الشكل رقم(-2
)52انهيار مبنى بسبب عدم تطبيق المتطلبات اْلساسية الخاصة بأبعاد اْلعمدة في زلزال دينار.
شكل رقم( )2-52انهيار مبنى بسبب عدم تطبيق المتطلبات األساسية الخاصة بأبعاد األعمدة
وكما هو معروف فإن العناية القصوى يجب أن تعطى للعناصر الحاملة بعكس تسلسل وصول الحمولة إلى تربة
التأسيس،أي ال يجوز التهاون في تصميم القواعد واْلعمدة مهما كان اْلمر ،وهذه القاعدة يجب اعتمادها في
التصميم الزلزالي أيضا ً مع إعطاء أهمية خاصة لألظفار وعناصر الربط أيضاً ،حيث تعتبر الشناجات مثالً من
العناصر الهامة في الجملة المقاومة التي تساهم في تأمين العمل الفراغي وتناسق االنتقاالت الحاصلة في القواعد.
-10العقد:
يقصد بالعقد مواقع تالقي العناصر اإلنشائية ،وبشك ٍل خاص منطقة تقاطع العمود مع الجائز,وتسعى معظم
المواصفات التصميمية لجعل تشكل المفاصل اللدنة في الجوائز,وتجنب تشكلها في اْلعمدة،ويتم ذلك بتحقيق
النسبة بين مجموع العزوم المقاومة لمقاطع اْلعمدة إلى مجموع العزوم المقاومة لمقاطع الجوائز,كأن ال تقل مثالً
عن ،1.1وبالتالي فإن صغر مقاطع اْلعمدة مقارنة مع مقاطع الجوائز هو أمر يجب تفاديه ,حيث يكون احتمال
انهيار العمود كبيراً.
إن الرغبة في تشكل المفاصل اللدنة في الجوائز أوالً وليس في اْلعمدة هو تجنب االنهيار الذي قد ينتج عن تطور
المفصل اللدن إلى ميكانيزم انهيار،وبالتالي تفادي االنهيار الشامل الذي قد ينتج عن انهيار العمود ،إال أن هذا ال
يعني السعي لتصميم المفاصل في الجوائز؛ إذ أن هذا اْلمر يزيد من فرص االنهيار,وذلك بسب اإلقالل من عدد
المفاصل اللدنة المطلوبة لتحقيقه,الشكل رقم ( )2-53انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باْلعمدة,فادى
إلى تشكيل المفاصل اللدنة في اْلعمدة.
مشكل رقم ( )2-53انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باألعمدة
ويعتبر سوء تصميم وتنفيذ العقد من أكثر اْلسباب اإلنشائية التي أدت إلى انهيار العديد من المنشآت ،ومن
المالحظ أن عدم كفاية التسليح العرضي أو الطولي هي السمات المميزة النهيار العقد ،وأحيانا ً تكون الممارسات
الخاطئة في تخريب المقطع البيتوني من اْلمور التي تساهم في االنهيار,الشكل رقم ( )2-54انهيار مبنى ناتج عن
اْلعمدة القصيرة,أي أن المفاصل اللدنة تشكلت في بالطات الطابق أوال,وهذا يعود إلى تباعد المجازات بين
اْلعمدة,وحدث ذلك في زلزال اضنة.
-11القساوة و الطواعية:
تعبر القساوة Stiffnessعن قدرة المنشأة على مقاومة التشوهات،على عكس قدرة التحمل
Strengthالتي تعبر عن قدرة المادة على مقاومة الحموالت،وهي تتشابه مع الصالبة Rigidityالتي تعبر عن
كفاءة العنصر على مقاومة التشوهات ،والمنشآت التي ال تملك القساوة تدعى قابلة للتشوه . Flexible .
أما الطواعية Ductilityفهي تصف سلوك الحمولة,أي التشوه الناتج عن الخضوع اللدن للمواد أو الوصالت،
وللتوضيح فإن التشوه اللدن الذي يسبق االنهيار يجب أن يكون كبيرا ً بشكل متميز عن التشوه المرن حتى حد
الخضوع المرن.
إن المنشآت التي تملك قساوة مرتفعة تتصف بتشوهات محدودة ،وهذه المنشآت مفضلة في المناطق التي تتعرض
إلى هزات زلزالية منخفضة إلى متوسطة ,بحيث تؤدي التشوهات المحدودة إلى حدوث أضرار غير إنشائية,
وتكون الطاقة الزلزالية محتملة من قبل المنشأة،أما في الزالزل الكبيرة ونظرا ً للقدرة المحدودة على التشوه فإن
تفريغ الطاقة الزلزالية سوف يكون في انكسار العناصر اإلنشائية،والذي يكون في هذه الحالة انكسارا ً قصيفا ً
(انفجارياً) ,الشكل رقم(2-56أ) والشكل رقم(2-56ب) انكسار في عمود ذات صالبة أو قساوة عالية.
أما المنشآت التي تملك طواعية مرتفعة فهي أقدر على مقاومة القوى الزلزالية ,وذلك بتحرير الطاقة عن طريق
التشوه مقارنة بالعناصر المرتفعة القساوة،أما مساوئ المنشآت المطواعة فهو التشوه الكبير الذي قد يؤدي في
شدات زلزالية منخفضة إلى حصول أضرار غير إنشائية كبيرة مثل حصول التشققات في جدران القواطع و
الواجهات.
إن اختالف طواعية الجمل المترابطة ومن ثم اختالف طبيعة تشوه ك ٍل منها يؤدي إلى العديد من اْلضرار،
ويزداد هذا الضرر عندما تكون الجملة اْلولى تتصف بقساوة مرتفعة ,والجملة الثانية ذات طواعية كبيرة،ويمكن
مالحظة ذلك في تضرر الجوائز الرابطة بين الجدران المصمتة,كما في الشكل رقم( ,)2-57تضرر العناصر
غير اإلنشائية مثل تشقق الواجهات المنفذة باإلكساء الحجري وتكسر زجاج النوافذ,وقد تكون بعض التشققات على
شكل حرف Xناتج عن اختالف تشوه الجدران عن تشوه الجوائز الرابطة.
يستخدم البيتون كمادة للبناء في جميع أنحاء العالم ،وهو أكثر مواد البناء انتشارا ً نظرا ً لتمتعه بالعديد من
ميزاته الهامة.
وإن كثرة المنشآت البيتونية المتضررة بسبب الزالزل اليعني أنه مادة سيئة ال تقاوم الزالزل و إنما يعود السبب
الستخدامه الواسع ،ومن مساوئ البيتون قلة مقاومته لعمليات الشد والقص التي يستعاض عنها باستخدام التسليح
الطولي والعرضي ،وغالبا ً ما يكون تضرر المنشأة البيتونية ناتج عن خلل في تصميم أو تنفيذ التسليح الطولي أو
العرضي.
ويفضل االبتعاد عن استخدام أقطار التسليح الكبيرة ,وذلك تجنبا ً النفصال الفوالذ عن البيتون الذي قد ينتج عن
الطبيعة االهتزازية المختلفة للفوالذ عن البيتون,الشكل رقم( )2-58انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند
التعرض إلى زلزال,مثل زلزال فيرناند.
شكل رقم( )2-58انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند التعرض إلى زلزال.
-2البناء بالحجر
يستخدم الحجر في مجاالت عدة ضمن المباني ,منها كمادة إنشائية تشكل الجملة المقاومة للحموالت الشاقولية
واْلفقية ،كما يستخدم كجدران قواطع ،أو كمادة تزينية لواجهات اْلبنية.
ويعد الحجر من المواد السيئة التي قد تستخدم في المناطق الزلزالية ,وذلك لثقل وزنه وقلة مقاومته لقوى الشد,
وقلة طواعيته ،ولغرض تحسين مواصفاته يجب تقويته بعناصر تقوية من البيتون المسلح ،الشكل رقم()2-59
بناء تمت تقويته بالبيتون المسلح ,إن تقوية البناء الصخري بتلك العناصر يساهم إلى حد كبير في إقالل الضرر
الناتج عن الزلزال,الشكل رقم( )2-60بناء لم يصب بأضرار كبيرة الستخدام البيتون المسلح مع الحجر رغم
وجود تصدعات قريبة منه,وحدث ذلك بسبب زلزال تايوان.
إن انخفاض طواعية الحجر يمكن مالحظتها في المنشآت التي تستخدم الجمل اإلطارية لمقاومة الزالزل،ويظهر
ذلك في التشققات القطرية التي تحصل في اإلكساء الحجري وجدران القواطع.
شكل رقم( )2-60بناء لم يصب بأضرار كبيرة الستخدام البيتون المسلح مع الحجر.
-3البناء بالخشب:
يعد الخشب من المواد الشائعة االستخدام في عدد من الدول التي تتصف بزلزالية مرتفعة مثل الواليات
المتحدة واليابان ،وهو يتمتع بالعديد من المواصفات التي تجعله مادة مناسبةً للبناء في المناطق الزلزالية وخاصةً
خفة وزنه وطواعيته وقابليته لالستبدال في حال تضرر أجزاء منه ،إال أن إحدى أهم مساوئه هي ضعف منطقة
الوصالت فيه ،ولذلك في حال اعتماد الخشب كمادةٍ للبناء فيجب االهتمام بمناطق االتصال من حيث التصميم
والتنفيذ.
ويفضل أال يتجاوز عدد طوابق المنشأة المبنية من الخشب الطابقين،كما يجب في حال وجود قبو أن ينفذ من
الحجر أو البيتون المسلح ,وذلك لضعف الخشب إزاء التحنيب الناتج عن الدفع الجانبي للتربة.
يتصف الفوالذ بعدد من الصفات التي تجعله مناسبا ً لمقاومة الزالزل ،فهو وإن كان يملك كثافةً مرتفعة يملك
كذلك مقاومة مرتفعة تجعل الكميات المستخدمة منه قليلة،وبالتالي تكون المنشأة المبنية من الفوالذ ذات وزن
مقبول.
وإن ما يميز الفوالذ هو مقاومة مرتفعة على الضغط والشد تزيد عن عشرة أضعاف مقاومة البيتون المسلح
العادي،وهذه المقاومة في االتجاهين تجعل منه مادة ً مثاليةً لمقاومة االهتزازات و الحركات الديناميكية ،كما يتميز
الفوالذ اإلنشائي بمطاوعته العالية وقابليته للتلدن مما يساهم في امتصاص الطاقة الزلزالية وتقليلها بشكل كبير.
وتظهر المنشآت المنفذة بالفوالذ اإلنشائي مقاومةً أكبر للزالزل من المنشآت البيتونية المسلحة ،و بشك ٍل عام
ب اقتصادي ٍة أيضاً.
يصبح تنفيذ المباني العالية من الفوالذ اإلنشائي مفضالً وذلك ْلسبا ٍ
-1تميع التربة
يعد تميع التربة من أسباب انهيار المنشآت النااتج عان الزالزل،وهاو يحادث فاي الطبقاات العلياا المحمولاة ,أي
الترب المفككة والمشبعة،لذا كثيرا ً ما يالحظ ذلك قرب المناطق الساحلية.
ويعرف التميع بأنه هبوط مفاجئ في مقاومة القص ,وهو يكافئ هبوط في قدرة تحمل التربة مما يؤدي إلى تميعها
وسيالنها وفورانها،وبالتالي تغوص الطبقات العليا المحمولة ,الشكل رقم()61-2حدوث تميع في التربة قرب
مركز زلزال اضنة.
شكل رقم( )2-61يوضح حدوث تميع في التربة قرب مركز زلزال اضنة
أن استمرار دورات قوى القص المتعاكسة في الرمل المشبع (كما يحصل أثناء الزلزال) يؤدي إلى زيادة الضغط
المسامي ،والذي يؤدي بدوره إلى تناقص اإلجهاد الزلزالي الفعال وقوى القص ،ويحصل تميع التربة عندما تصل
قيمة قوة القص إلى الصفر ,وإن الظروف التي يعد وجودها مناسبا ً لحدوث التميع هي:
أ -طبقة تربة رملية ضعيفة التحمل يتراوح عمقها بين 20-15م
ب -جزيئات تربة متماثلة وذات حجم متوسط.
ج -ظروف إشباع ,وخاصةً عندما تكون التربة مغمورة بالمياه.
د -قيم منخفضة الختبار النفاذية.
إن اْلضرار الرئيسية الناتجة عن زلزالي لوما بريتا و نورثريدج ظهرت في مناطق معرضاة بشاكل كبيار لاـتميع
التربة بالرغم من بعدها عن مركز الزلزال,الشكلين (62-2و)63-2يوضحان انهيار مباني بسبب التميع.
وإن المناطق التي كانت فيما مضاى مساالك مائياة أو مساتنقعات أو بحيارات أو منااطق مستصالحة بطريقاة الغمار
المائي تتصف بارتفاع احتمال تعرضها لهذه الظاهرة ،وال يوجد حل تصميمي فعال لمثال هاذه الحالاة ,واالحتيااط
الوحيد هو من خالل معرفة جيولوجية المنطقة والضرر التاريخي الناتج عن زالزل سابقة في المنطقة.
شكل رقم ( )2-62انقالب أحد األبنية بسبب تميع التربة وتدني منسوب التأسيس نتيجة لحدوث
زلزال ازميت
تعد البراكين من العمليات الجيومورفولوجية الباطنية التي تحدث بسبب اضطرابات في باطن االرض والتي ينتج
عنها خروج غازات ورماد وصهير بركاني وكتل صخرية ,وقد تكون تلك البراكين هلى شكلفوهات مخروطية الشكل
تنطلق منها تلك االمقذوفات المختلفة,او تكون على شكل شقوق طولية تمتد عدة كيلو مترات,حيث ينتشر الصهير على
طول تلك الشقوق,وقد ينتج عن ذلك تكون سلسلة من التالل البركانية,وتختلف البراكين عن بعضها من حيث شدتها ونوع
مقذوفاتها ونطاق تأثيرها,وسيتم تناول الجوانب االساسية في هذا المجال بقدر ما يتعلق بموضوع الدراسة.
-3المقذوفات الصلبة:
وتكون على أنواع منها ما يأتي:
أ -الرماد البركاني:
ينطلق من فوهة البركان كميات كبيرة من الرماد والغبار والتي تتساقط الخشنة منها قرب فوهة البركان
والناعمة بعيدا عنها ,ويعد الرماد البركاني ذا مخاطر كبيرة على حياة اإلنسان والحيوان والنبات,ومن اْلمثلة على
ذلك بركان فيزوف الذي تعرضت له مدينة بومبيي في 1979/8/24والذي أودى بحياة 20آلف شخص بسبب
دفنهم بالرماد البركاني وبطبقة تراوحت بين8-5م,كما ارتفع في الجو إلى حوالي 60كم.
ومن المخاطر المترتبة على الرماد تزامنها مع اْلمطار فتتحول تلك اْلمطار إلى طين ,وقد حدث ذلك في جزيرة
جاوة سنة 1919والذي تسبب بوفاة اكثر من 5500شخص دفنوا تحت الطين.
-2الفيضانات:
يعمل الطفح البركاني الذي يصل إلى مجاري بعض اْلنهار على عمل سدود مؤقتة تؤدي إلى رفع مناسيب
المياه أمامها إلى أن تصل إلى مستوى يعلو تلك السدود فتعمل قوة دفع المياه على دفع تلك السدود وتدميرها فتتدفق
كميات كبيرة من المياه بحيث تغمر مساحات واسعة من اْلراضي المحيطة بمجرى النهر ,والتي قد تكون قرى أو
مدن اومنشأت ,وربما يكون الفيضان في بعض اْلحيان نتيجة تدمير البحيرات البركانية الواقعة في فوهته القديمة
عند حدوث ثورة بركانية جديدة .
يقع البركان في منطقة غير مسكونة في أالسكا,إذ بدأ ثورانه صباح السبت 2006/2/14قاذفا حممه على
بعد أميال،ومثيرا قلق السكان الذي يقطنون في المناطق الجنوبية منه ،لما يتساقط عليهم من رماد,وتسبب تطاير
الرماد الناتج عن حمم البركان في تعطيل حركة النقل الجوي في مناطق كوك وهومرعلى بعد 75ميال نحو
الشرق ،باإلضافة إلى التسبب في إغالق عدد من المدارس.
وكان بركان جبل "أوغوستين" البالغ ارتفاعه 4134قدما بدأ بالثوران بعد 20عاما من الهدوء،
()37
,الشكل رقم( )2-65بركان أالسكا.
شكل رقم( )2-66بركان ليما شكل رقم()2-65بركان أالسكا
Arabic. cnn.com
-4د.جودت حسنين جودت,معالم سطح اْلرض ,دار المعرفة الجامعية ,اإلسكندرية,بدون سنة نشر,ص -161
.162
--5إدوارد جي.تاربوك ,فر يدريك ك .لو تجنن ,اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ,ترجمة د.عمر سليمان
حموده ,د .البهلول علي اليعقوبي ,د .مصطفى جمعة سالم ,مؤسسة ايلجا للنشر,مالطا,1984.ص .383—382
-6أنواع اْلمواج الزلزالية,مقال منشور عبر اإلنترنت على موقع عندما تهتز اْلرض www.eq.4eco.com.
-7د.عبد القادر عابد ,د.غازي سفاريني,واخرون,أساسيات علم البيئة,دار وائل للطباعة والنشر,عمان
اْلردن,2004,ص .49-48
Earthquake facts and statistices -8بحث منشور على موقع اإلنترنت
www.Earthquake.usgs.gov.
-9مقال منشور على موقع اإلنترنت عندما تهتز اْلرضwww.eq.4eco.com,
-10مقال منشور على موقع اإلنترنت www.alqanat.com
-11إدوارد جي.تاربوك ,فر يدريك ك .لو تجنن ,اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ,مصدر سابق,ص.399
-12د.شاهر جمال اغا ,الزالزل حقيقتها أثارها,مصدر سابق ,ص.194
-13المصدر السابق,ص .206
-14مقال منشور على موقع اإلنترنت www.balagh.com
-15إدوارد جي.تاربوك ,فر يدريك ك .لو تجنن ,اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ,مصدر سابق ,ص .397
-16د.شاهر جمال اغا ,الزالزل حقيقتها وآثارها,مصدر سابق ,ص.153
-17د .بيوار خنسي ,باحث جيولوجي؛ الزالزل في كردستان العراق,مقال منشور على موقع
اإلنترنتwww.krg.org
-18مقال منشور على موقع مركز علوم اْلرض وهندسة الزالزل,جامعة النجاح-فلسطين
www.najah.edu/arabic.
-19د.شاهر جمال اغا,الزالزل حقيقتها آثارها,عالم المعرفة 200سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس
الوطني للثقافة واآلداب الكويت ,1995ص.198
-20جمال أبو ديب,المخاطر الزلزالية وتخفيف آثارها,تقرير منشور على موقع اإلنترنتwww.nizwa.com
Roxanna Mc Donald,introduction to natural and man- made- disasters and their Effects on -21
Buildings,opcit,p 30-31
-22جمال أبو ديب,مصدر سابق.
Tsunami great waves -23بحث منشور على موقع اإلنترنت www.tsunami.noaa.govأو الموقع
www,prh.noaa.gov
-24حنان عبد اللطيف,الخسائر االقتصادية للكوارث الطبيعية,مقال منشور في صحيفة المشاهد السياسي على موقع
اإلنترنت www.almushahidassiyiasi.com
-25د.شاهر جمال اغا ,الزالزل حقيقتها أثارها,عالم المعرفة ,200مصدر سابق,ص.258
Tsunami great waves -26بحث منشور على موقع اإلنترنت ,مصدر سابق.
-27احمد محمود التالوي,عندما يغضب المحيط ,مقال منشور في صحيفة النور عبر اإلنترنت على
الموقعwww.annoormagazine.com
Tsunami great waves-28مصدر سابق.
-29مقال منشور على موقع اإلنترنتwww.basis.wsc.edu
-30العوامل التي تزيد من اثر الزالزل على العمران,مقال منشور على موقع االنترنت عندما تهتز االرض
www.eq.4eco.com
-31د.شاهر جمال اغا ,الزالزل حقيقتها أثارها,مصدر سابق ,ص.194
-32إدوارد جي.تاربوك ,فر يدريك ك .لو تجنن ,اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ,مصدر سابق,ص.108-107
-33د.حسن رمضان سالمة ,أصول الجيومورفولوجيا ,دار المسيرة للنشر التوزيع,عمان اْلردن ,2003ص .323-322
-34اشهر البراكين في العالم ,مقال منشور على موقع اإلنترنت www.greenline.com
- -35التنبوء بالبراكين ,مقال منشور على موقع اإلنترنت www.geocities.com
-36د.نادية العوضي ,ثورة البراكين دمار مفيد,مقالة منشورة في صحيفة إسالم اون الين عبر اإلنترنت على
الموقع www.islamonline.net/arabic
-37مقال منشور على موقع اإلنترنت www.arabic.cnn.com
-38مقال منشور على موقع القناة www.alqanat.net
-39نفس المصدر السابق
-40بحوث وتقارير,منشورة على موقع اإلنترنت www.greenline.com
الفصل الثالث :الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية
المبحث األول -األعاصير والعواصف
أوال -إعصار التورنادو
ثانيا -األعاصير البحرية
ثالثا -العواصف
المبحث الثاني -ظاهرة النينو
أوال -تعريف النينو
ثانيا -تكون ظاهرة النينو
ثالثا -التطور التاريخي لظاهرة النينو
رابعا -اآلثار السلبية لظاهرة النينو
المبحث الثالث -كوارث ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة وغير منتظمة
أوال -التغير في الحرارة
ثانيا -التساقط
ثالثا -العواصف الرعدية والبرق
رابعا -الجفاف
خامسا -العواصف الترابية
سادسا -ظاهرة التصحر
المبحث الرابع -التغير المناخي ومشاكله
أوال -تعريف التغير المناخي
ثانيا -أسباب التغير المناخي ومشاكله
ثالثا-مخاطر التغير المناخي
رابعا -اثر التغير المناخي على النشاط البشري والبيئة
خامسا -إجراءات الحد من التغير المناخي
يشهد العالم كوارث متنوعة ترتبط بالتغيرات المناخية,حيث توجد تغيرات مناخية فصلية مثل الصيف
والشتاء والربيع والخريف,والتي يتمتع كل فصل منها بخصائص مناخية متميزة,ويرتبط بتلك التغيرات حدوث
بعض الظواهر التي ينتج عنها كوارث معينة تحدث بشكل منتظم سنويا كما هو الحال في حدوث االعاصير
المدارية,كما تحدث تغيرات مناخية غير منتظمة سواء من حيث الوقت او المكان,وبشكل غير مألوف ويرافقها
حدوث بعض الظواهر التي تسبب كوارث ينتج عنها خسائر مادية وبشرية,وفي هذا الفصل سيتم التطرق الى
الكوارث التي ترافق التغيرات المناخية المنتظمة وغير المنظمة,والتغير المناخي المحتمل وما يرافقه من مشاكل.
ينتج عن االضطرابات الجوية وخاصة التغير في الضغط الجوي حدوث ظواهر عدة لها مخاطر كبيرة على
ا إلنسان من العواصف واْلعاصير ,مثل أعاصير التورنادو الهوريكان ,وما يصاحبهما من عواصف رعدية ومطرية,
والتي تتعرض لها بعض المناطق من العالم بشكل مستمر خالل فصول معينة من السنة,والتي تسبب الكثير من
الخسائر باْلرواح والممتلكات.
وسيتم التطرق إلى تلك الكوارث بقدر ما يتعلق اْلمر بموضوع الكتاب وهو التعريف بها وبمخاطرها وكما يأتي:
-2قياس اإلعصار:
تقاس تلك اْلعاصير بمقياس فوجينو والذي يصل إلى ست درجات ,ولكل درجة آثار معينة تتراوح من طفيفة إلى
() 2
مدمرة جدا أو كارثية,كما في الجدول رقم (.)3-1
-3أشكال اإلعصار:
تتخذ أعاصير التورنادو أشكاال وأحجاما مختلفة تعود إلى طبيعة المكان والضروف التي أدت إلى
تكوينها,فبعضها تبدو ذات قاعدة واسعة فوق اْلرض وكأنها شجرة ذات أغصان كثيفة تمتد من اْلرض نحو
اْلعلى,والبعض اْلخر تكون نحيفة جدا تشبه الحبل أو الثعبان,أما النوع اآلخر فيشبه اْلشجار الضلية ذات الساق
الطويل وتتفرع منه أغصان كثيفة من اْلعلى تشبه المضلة ,كا تختلف ألوان تلك اْلعاصير من مكان الخر ويعود
ذلك إلى نوع اْلتربة التي يحملها اإلعصار ونوع الغيوم في منطقة تكونها ,الشكل رقم( )3-2يوضح عددا من أنواع
اْلعاصير,ويمكن مالحظة أنواع مختلفة من صور اْلعاصير في الملحق رقم()3-1
شكل رقم( )3-2عدد من أنواع أعاصير التورنادو
-4الحماية من اإلعصار:
ان الحماية من مخاطر اإلعصار ليست سهلة وتحتاج إلى الكثير من اإلجراءات لمواجهتها ْلنها تكمن في عدة
مؤثرات منها سرعة الرياح الشديدة وخاصة عندما يكون من الدرجة الثالثة فأكثر,أي اكثر من 160ميل في
الساعة,أما المؤثر اْلخر فهو انخفاض الضغط في عين اإلعصار إلى اقل من 1000مليبار مما يجعل اْلشياء
التي يمر عليها خفيفة الوزن لضعف الجاذبية نحو اْلرض مما يسهل رفعها رغم ثقلها .لذا يعمل اإلعصار على
قلع سقوف اْلبنية واْلشجار ورفع السيارات وجميع اْلشياء التي تقع في طريقه,أما المؤثر الثالث فيكمن في
غزارة اْلمطار المصاحبة لإلعصار والتي يترتب عليها فيضانات شديدة تغمر مساحات كبيرة من المناطق التي
تتعرض له ,فضال عن البرق والرعد وما ينتج عنهما من آثار مدمرة.
ولغرض مواجهة تلك اآلثار المرافقة لإلعصار فالبد من اتخاذ بعض التدابير الألزمة للحد من تلك اآلثار في
المكان الذي يوجد فيه اإلنسان وكما يأتي:
تكمن قوة اإلعصار وشدة تأثيره بسرعة الرياح ,والتي تكون اقل قوة من التورنادو,حيث تصل أعلى سرعة
للرياح في التورنادو حوالي 500كم/ساعة في حين تكون سرعة الرياح في الهوريكان اقل من /300كم/ساعة,
وعلى خمس درجات حسب مقياس سافير -سيمبسون ,جدول رقم( ,)3-2والعامل اآلخر يعود إلى انـدفاع اإلعصار
()4
نحو الساحل وما يرافقه من أمواج عالية تضرب المناطق الساحلية,كما يصاحب تلك اْلعاصير أمطارغزيرة.
وتتعرض لتلك اْلعاصير سواحل أمريكا الشمالية وخاصة الجنوبية والجنوبية الشرقية وسواحل اليابان والصين
والهند والفلبين وتايالند واستراليا وغيرها من الدول التي تقع ضمن نطاق حدوثها,والشكل رقم( )3-7صور فضائية
لنماذج من تلك اْلعاصير التي تعرضت لها مناطق مختلفة من العالم.
ويمكن مالحظة نماذج عدة من اْلعاصير البحرية في الملحق رقم(. )3-2
أعلن المركز الوطني لألعاصير أن إعصار كاترينا وصل صباح االثنين2005-8-29م إلى ساحل والية
لويزيانا (جنوب الواليات المتحدة) وتحديدا إلى غراند آيل في دلتا نهر الميسيسيبي ,وعلى بعد 60كم جنوب نيو
اورلينز .
وافاد المركز أن اإلعصار الذي ضرب جزءا من ساحل لويزيانا وسواحل واليتي مسيسيبي واالباما والحدود مع
فلوريدا ترافقه رياح تصل سرعتها إلى 240كلم في الساعة ,أي القريبة من سرعة اْلعاصير المصنفة درجة
خامسة (إعصار مدمر) وهي أعلى درجة على مقياس سافير-سيمبسون التي تحدد قوة اْلعاصير ,وشهدت لمدينة
() 5
التي غادرها جزء من سكانها هطول أمطار غزيرة.
وقد وصل منسوب المياه إلى مستوى أسطح بعض المنازل ,لذا استقل عناصر فرق اإلنقاذ الزوارق للبحث عن
أشخاص عالقين في منازلهم الخشبية في القسم الشرقي من نيو اورلينز الشكل رقم( )3-8صور توضح مستوى
المياه في المدينة والدمار الحاصل فيها.
واشار المتحدث باسم مقاطعة هارسون أن حوالي 30شخصا ماتوا في احد مجمعات الشقق السكنية في مدينة
بيلوكسي الساحلية على خليج المكسيك ,حيث غرقوا أو سحقهم الدمار ,كما تسبب سقوط اْلشجار في 24حالة
( )6
وفاة أخرى في والية مسيسيبي.
ورغم فرار قرابة المليون شخص نتيجة للتحذيرات المسبقة تسبب إعصار كاترينا المرعب الذي ضرب خليج
المكسيك وواليتي لويزيانا ومسيسيبي جنوب شرق الواليات المتحدة اْلمريكية في قتل المئات وتشريد اآلالف،
وعملت الرياح التي بلغت سرعتها 240كيلومترا في الساعة على تكوين جدار من اْلمواج العاتية بلغ ارتفاعها
تسعة أمتار ,والتي آدت إلى غمر مناطق شاسعة من السواحل وحاصرت السكان الذين لجئوا إلى أسطح المنازل.
وقد أعلنت السلطات اْلمريكية أنها نقلت أكثر من 78آلف شخص إلى مالذات الطوارئ ,وان عشرات اآلالف
من المنازل والمكاتب دمرت.
شكل رقم( )3-8صور توضح مستوى المياه والدمار الحاصل في نيو اورلينز
ومن المشاكل التي واجهت المحاصرين هي انقطاع التيار الكهربي وتوقف كافة المرافق عن العمل ،حيث تعطلت
المضخات التي تعمل على تشغيل شبكة المجاري العمومية ,مما جعل الشوارع تمتلئ بمياه ملوثة ،إضافة إلى
الجثث التي بقيت ملقاة في الشوارع لساعات لعدة ايام ,وقد أعلنت السلطات الصحية اْلمريكية حالة الطوارئ
وسط مخاوف من تفشي اْلوبئة واْلمراض الخطيرة.
ومن ناحية أخرى عمت حالة من الفوضى العارمة في المناطق المنكوبة وطلب حكام الواليات المتضررة 10
آالف فرد إضافي من الحرس الوطني ليرتفع بذلك العدد اإلجمالي إلى 21ألفا ,والذين لم تقتصر مهامهم على
جهود اإلنقاذ بل تمتد إلى احتواء عمليات السلب والنهب ,فقد خرج مواطنون مسلحون إلى الشوارع في بعض
المناطق في محاولة إلقرار النظام في مدينة نيو اورلينز ,وفي المناطق التي لم تغمرها المياه جلس أصحاب
المتاجر أمام متاجرهم يحرسونها بأسلحتهم الخاصة ,وتعرضت العديد من المتاجر التي تبيع الطعام والسلع
المنزلية لعمليات سلب ونهب وحطمت أبوابها ونوافذها ,وشوهد بعض من شاركوا في هذه العمليات وهم
يخرجون في هدوء من المتاجر المنهوبة وهم يحملون ما سطوا عليه.
وفي تطور موازي قالت وزارة الطاقة اْلمريكية إنها اضطرت إلى استخدام كميات من النفط االحتياطي
االستراتيجي لتعويض الفاقد في خليج المكسيك ,حيث أوقف اإلعصار اإلنتاج كليا ,فادى ذلك إلى انخفاض أسعار
النفط الخام اْلمريكي إلى ما دون السبعين دوالرا للبرميل عند نشر هذه اْلنباء ,ولكن أسعار البيع اآلجل للبنزين
قفزت بنحو 20سنتا للجالون لتصل إلى 67ر 2دوالر ,وقال خفر السواحل اْلمريكية أن ما ال يقل عن 20منصة
نفط بحرية دمرت في خليج المكسيك إما غرقا أو جرفتها المياه )7(.ملحق رقم( )3-3صور الثار إعصار كاترينا.
ضرب إعصار شانجسين أواسط الفلبين اْلربعاء 2006/9/27فحاصر نحو 2500من المسافرين بحرا
بالعبارات,حيث تقطعت بهم السبل ,إذ أجبرت الرياح العاصفة التي بلغت سرعتها 150كيلومترا في الساعة
السفن على البقاء في الميناء.
وحذر مسؤولون من الفيضانات المفاجئة واالنهيارات اْلرضية في الوقت الذي ضرب فيه إعصار شانجسين
مقاطعة سامار في أواسط الفلبين متجها إلى الشمال الغربي ,وأغلقت المدارس أبوابها وألغيت بعض الرحالت
الجوية.
وتلقى السكان الذين يعيشون بالقرب من منحدر بركان مايون في مقاطعة ألباي الوسطى تحذيرا بعدم االقتراب من
البركان حتى دائرة الخطر التي يبلغ قطرها 8كم حول فوهة البركان خشية أن يسقط الطمي والصخور التي
تجرفها الرياح الشديدة على سفح الجبل.
ويعد بركان مايون مرفق سياحي يقصده السياح من كل مكان,حيث يطلق الحمم المنصهرة والطمي والصخور
الضخمة والغازات السامة منذ شهر يوليو تموز,و لكن الحكومة خفضت من مستوى التحذير من الخطر حول
البركان في وقت سابق .
وتضرب اْلعاصير والعواصف االستوائية بصورة منتظمة الفلبين وهي أرخبيل يتألف من 7000جزيرة .وفي
أسوأ الكوارث التي شهدتها السنوات اْلخيرة لقي أكثر من 5000شخص حتفهم في جزيرة لييت في أواسط
الفلبين عام 1991في الفيضانات التي سببها اإلعصار.
وفي عام 2004أدت سلسلة من العواصف إلى مقتل وفقدان 1800شخص بمن فيهم 480قتلوا عندما طمرت
()8
االنهيارات الطينية ثالث بلدات في مقاطعة كويزون في شرق الفلبين,الشكل رقم ( )3-10إعصار شانجسين .
ثالثا -العواصف:
تحدث العواصف في العروض الدنيا والوسطى بشكل متميز,وتحدث فوق اليابس,حيث تتطور عند تكون
غيوم ركامية نتيجة تصاعد هواء رطب فيتكاثف ما به من بخار ماء,والذي ينتج عنه تحرير طاقة حرارية تعمل
على تسخين الهواء المحيط بتلك المنطقة,ويستمر الهواء المتصاعد في انخفاض حرارته فيتغير شكل الكتلة
الركامية وتكون قاتمة اللون تميل إلى السواد ويتسع نطاقها حتى يصل قطرها إلى حوالي 25كم.
وقد تحدث تلك العواصف نتيجة التقاء كتلتي هواء مختلفتي الخصائص من حيث الحرارة والرطوبة,ويرافق هذه
الظاهرة أمطار شديدة ذات قطرات كبيرة الحجم ,ورياح قوية تصل مابين 65و 75ميل في الساعة ,ومصحوبة
برعد وبرق شديدين,وقد يكون التساقط على شكل برد ذات حبات كبيرة تفوق في حجمها النوع
االعتيادي,وتستمر تلك العواصف لفترات زمنية متباينة قد ال تتجاوز بضعة دقائق أو تصل إلى بضع ساعات.
وقد يكون للبرق والرعد المصاحب لتلك العواصف أثار كبيرة لما ينتج عنه من شحنة كهربائية كبيرة تتجه نحو
اْلرض,والتي تحدث خالل فترة قصيرة ال تتجاوز ثانية واحدة,حيث ينطلق البرق بسرعة تصل إلى 300000كم
في الثانية ,أما الرعد فيكون بسرعة 330م/ثانية.
وتحدث هذه الظاهرة في مواسم معينة من السنة,وقد تعرضت لها العديد من الدول ومنها الوطن العربي ,وخاصة
الدول الواقعة على البحر المتوسط,أال أنها التكن بشكل مستمر,بل تحدث في بعض السنوات وقد ال تتكرر أال بعد
عدة سنوات.
أما في المناطق التي تتعرض إلى اْلعاصير فقد تتحول بعض اْلعاصير في النهاية إلى عاصفة من هذا النوع .
ويعد كل من النينو والال نينا عوامل مؤثرة في المناخ وخصوصا ً في مناطق خطوط العرض العالية فوق خط
االستواء ،وهذه العوامل تظهر بصورة واضحة في الشتاء ,ففي سنوات النينو تكون درجات الحرارة في الواليات
الشمالية والوسطى من الواليات المتحدة ادفىء مما في الظروف الطبيعية االعتيادية ،وتكون ابرد في الواليات
الجنوبية ,أما في سنوات الالنينا فإن اْلمور تنعكس تماما.
وإن تأثيرات النينو والالنينا متنوعة على نطاق العالم,فيما يتعلق باْلمطار والفيضانات واْلعاصير
والجفاف،وحركة اْلسماك والحيوانات اْلخرى،وإشعال الحرائق،والجوع والتشرد والرخاء,وتوجد عوامل أخرى
كثيرة جدا ً تدخل في هذه المجال فتؤثر عليها سلبا ً أو إيجابا ،ودراسة هذه العوامل تكون جدية وواقعية من خالل
()11
تطوير اْلجهزة والمعدات المتعلقة بالمناخ,وتشجيع البحوث العلمية المتعلقة بذلك.
أوال -الحرارة:
تتعرض بعض المناطق إلى ارتفاع في درجات الحرارة لم يكمن مألوفا من قبل وبمعدالت عالية تتسبب في
وفاة العديد من اْلشخاص ,كما حدث في أوربا عام ,2003وخاصة في فرنسا وإيطاليا ,فضال عن الخسائر
االقتصادية.
وقد يحدث العكس تتعرض مناطق إلى انخفاض في الحرارة بشكل غير طبيعي وفي وقت غير الوقت االعتيادي كما
حدث في أمريكا في خريف 2005حيث تعرضت الجهات الجنوبية الشرقية إلى موجة برد لم تشهدها تلك المنطقة
من قبل ,وينتج عن ذلك خسائر مادية وبشرية.
ففي منغوليا حدث فصالن متتابعان من الشتاء القارس ( 2000/1999و )2001/2000انخفضت فيهما درجة
الحرارة إلى أقل من 50 -درجة مئوية تسببت في نفوق حوالي 3 ,6مليون رأس من الحيوانات ,والتي تشكل أكثر
من % 10من قطعان البالد ,ومن المعروف أن أكثر من ثلث سكان البالد يعتمدون اعتمادا كامال على الثروة
الحيوانية في الحصول على قوتهم ودخلهم،والسيما أصحاب القطعان الرحل ,لذا فإن نسبة كبيرة من السكان
أصبحت تعاني الفقر وانعدام اْلمن الغذائي ،وسوف تظل كذلك لعدة سنوات إلى أن يعاد تكوين هذه القطعان
بالكامل.
وقد انخفضت درجات الحرارة في يناير /كانون الثاني عام 2001إلى أدنى مستوياتها منذ 50عاما في جمهورية
كوريا الديمقراطية الشعبية اْلمر الذي أدى إلى تفاقم اْلوضاع الخطيرة التي يعانيها السكان الذين أصابهم الوهن
()14
بالفعل نتيجة لسنوات من ندرة اْلغذية ونقص الكهرباء والوقود الالزم للتدفئة والخدمات الصحية.
ولزيادة في المعلومات سيتم تناول بعض موجات الحر والبرد في العالم ,ومنها:
أ -مواجات الحر:
-2موجة حر في الهند:
تشير اْلنباء إن الهند تعرضت إلى موجة حر بتاريخ 2006/5/9آدت إلى وفاة 27شخصا على اْلقل بسبب شدة
الحرارة ,وأمرت السلطات في العاصمة ببدء العطالت الصيفية مبكرا لحماية اْلطفال من موجة الحر.
وكان معظم الضحايا يقيمون في والية أوتار براديش الشمالية المزدحمة بالسكان ,حيث اشارت اْلنباء الى أن 16
شخصا توفوا منذ أواخر أبريل نيسان ,وتأتي بعدها والية اوريسا في الشرق والتي سجلت 11حالة وفاة.
وفي نيودلهي بدأ آالف من تالميذ المدارس إجازتهم قبل أسبوع من موعدها الرتفاع درجة الحرارة العظمى إلى
44.4درجة مئوية ,إي أربع درجات فوق معدلها الطبيعي في هذا الوقت من السنة.
وزاد من تأثير موجة الحر نقص المياه والطاقة المعتاد في الصيف في دلهي ,وتم إبالغ المكاتب الحكومية بإغالق
مكيفات الهواء عند الساعة 6.30مساء وطلب من السكان عدم استخدام مكيفات الهواء حتى الساعة 9مساء.
وفي اوريسا وصلت درجة الحرارة إلى 46درجة مئوية ,وقالت السلطات أن عدد من المستشفيات أعلنت عن
دخولها عشرات المصابين بضربة شمس.
وفي أوتار براديش حيث يشيع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مع نقص المياه طلب من المستشفيات أن
تستعد للتعامل مع زيادة كبيرة في حاالت ضربة الشمس.
وقد سجلت أعلى درجات الحرارة في بلدة سري جانجاناجار القريبة من حدود باكستان وبلغت 47.6مئوية.
ثانيا -التساقط:
تتعرض مناطق مختلفة إلى كميات غزيرة من اْلمطار لم تشهدها من قبل ,بحيث تسبب فيضانات وتدمير سدود
وجسور وسيول جارفة تجرف ما يقع في طريقها من مزارع ومنشآت عمرانية وصناعية ,وقد تتعرض مدن إلى الغمر
فتسبب خسائر كبيرة في اْلرواح والممتلكات ,كما هو الحال في بعض دول جنوب شرق آسيا ودول البلقان في شرق
أوربا,وفيما يلي استعراض لبعض الحاالت التي حدثت في العالم عام .2006
رابعا -الجفاف:
تعاني العديد من الدول النامية من مشكلة عدم توفر الغذاء الكافي لسكانها ,ويتعين على الحكومات التي تعاني
من مشاكل اقتصادية بالفعل أن تستغل مواردها الشحيحة بشكل امثل للتخفيف من تأثيرات الجفاف والفيضانات أو
الزالزل ,ومن ثم تركيز جهودها القائمة من فترة طويلة لتحسين اْلمن الغذائي والتشجيع على التنمية االقتصادية,
ففي الوقت الذي تؤدي فيه الصراعات البشرية إلى تفاقم البؤس الناجم عن الكوارث الطبيعية فإن التقدم صوب
التحرر من الجوع يتعرض لمزيد من العقبات.
ويعد الجفاف من المشاكل اْلساسية الذي تعاني منه معظم الدول النامية ,وتصنف اْلراضي الجافة إلى ثالث
نطاقات مناخية ،هي اْلراضي شديدة الجفاف ،Hyper Aridواْلراضي الجافة ،Aridواْلراضي شبه الجافة
Semi - Arid.وأبسط وسيلة لتعيين الحدود بين كل نوع وآخر -ومن ثم تصنيف درجات الجفاف -هو اتخاذ
متوسط كمية المطر السنوي كأسلوب للتمييز ,أراضي شديدة الجفاف تتلقى كمية من المطر السنوي تقل في
المتوسط عن 25ملم ،بينما تتلقى اْلراضي الجافة كمية تتراوح بين 25و 200ملم ،في الوقت الذي تحصل فيه
اْلراضي شبه الجافة على كمية تتراوح بين 200و 500ملم ,وعلى مستوى المقارنة العامة تتلقى معظم مناطق
غرب أوروبا كميات تساقط سنوية يتراوح متوسطها بين 500و 1000ملم ،بينما تتراوح كمية المطر السنوي في
المناطق الواقعة قرب خط االستواء من 1800إلى أكثر من 4000ملم ,حيث تسود الغابات المدارية المطيرة.
وقد تتحول اْلراضي إلى جافة ْلسباب أخرى كوقوعها في ظل المطر بالنسبة للجبال المجاورة ,حيث تسقط
اْلمطار على السفوح المواجهة لهبوب الرياح القادمة من المناطق الرطبة قبل عبورها الجبال إلى السفوح
اْلخرى ,أو الوصول إلى السهول الواقعة وراءها ,كما قد يرجع الجفاف إلى طول المسافة التي تقطعها الرياح
الحاملة للمطر ،فتفقدها قبل أن تصل إلى المناطق الداخلية البعيدة عن المسطحات المائية.
وفي أماكن أخرى كاْلراضي الساحلية في بيرو وشيلي يرجع جفاف المناخ إلى دور التيار البحري البارد الذي
يمر إلى جوار هذه المناطق ،فيقلل من التبخر ،ويخل بحركة الهواء ،ويحرم اْلراضي المجاورة من المطر,فضال
عن تأثير ظاهرة النينو على تلك السواحل كما أشرنا سابقا.
وتغطي اْلراضي الجافة نحو ثلث مساحة اليابس العالمي ،ولكنها لم تتوزع بشكل متساوي على مستوى القارات؛
فأكثر من %80من إجمالي مساحة اْلراضي الجافة توجد في 3قارات فقط ،هي أفريقيا وآسيا وأستراليا ,حيث
تحتل القارة اْلفريقية المرتبة اْلولى بنسبة ،%37وقارة آسيا نحو %33وأستراليا نحو , )22(.%14الشكل
رقم( )3-19صور لبعض مظاهر الجفاف
شكل رقم()19 -3صور لمظاهر التصحر والجفاف
ان ظروف الجفاف تأتي بالتدريج مما ييسر التنبؤ بالحاالت الالحقة لها ,وحتى إذا كان اْلمر كذلك فإن اإلنذار
المبكر ال يضمن بالضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة وفى وقتها المناسب ,فالفيضانات واْلعاصير
والعواصف الشديدة وقبل كل شئ الزالزل ،تضع السكان المتضررين تحت رحمة ردود فعل دولية تلقائية
لمعاناتهم ,فاْلحوال المناخية غير المواتية تسبب بعض الخسائر في أحسن اْلحوال ،إال أنه عندما ترتفع درجة
الحرارة بصورة متطرفة وغير متوقعة فإن النتائج قد تكون بنفس الشدة التي تسفر عنها الكوارث اْلخرى ،مما
يتسبب في إجهاد شديد لالقتصاديات الهشة.
ويمكن تتبع حاالت الجفاف في بعض القارات منها:
-1أفريقيا :
أدت حالة الجفاف الشديد التي بدأت في عام 1999واستمرت في عام 2000إلى تدمير المحاصيل والثروة
الحيوانية في مختلف أنحاء أفريقيا الشرقية ,تاركة الماليين من السكان في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية,
ففي إثيوبيا وكينيا فقدت أعداد كبيرة من الحيوانات،وزهقت أرواح العديد من السكان نتيجة لنقص الغذاء ،كما
عانت إريتريا والصومال والسودان وأوغندا وجمهورية تنزانيا من آثار الجفاف .وعلى الرغم من اإلنذارات
المبكرة التي أصدرها النظام العالمي لإلعالم واإلنذار المبكر لدى منظمة اْلغذية والزراعة ،فإن االستجابة
الدولية لحالة الطوارئ الغذائية الوشيكة لم تبدأ إال بشكل متأخر ,ولم يمكن تجنب الهالك الجماعي جوعا إال بشق
اْلنفس ,وفى يناير /كانون الثاني 2001أصدرت اْلمم المتحدة نداءا مشتركا لجميع الوكاالت للحصول على
353مليون دوالر لمساعدة البلدان في القرن اْلفريقي للتخلص من آثار الجفاف،اال ان االستجابة كانت ضعيفة
ولم يتم الحصول على المبلغ المطلوب ,ويشير المنسق إالقليمي لألمم المتحدة أن المساعدات اإلنسانية اإلقليمية
المتعلقة بكينيا والتي تعد من أكثر البلدان تضررا لم تحقق سوى %3فقط من المبلغ المطلوب في ذلك الوقت.
ومن اهم كوارث الجفاف في افريقيا كارثة جفاف اثيوبيا,حيث كشفت البحوث التي أجريت عن الجفاف ان منطقة
ويلو الجنوبية في إثيوبيا هي اكثر المناطق تعرضا للجفاف ،أن الجفاف يؤثر على ممتلكات اْلسر بأشكال
مختلفة ,فاْلسرة الغنية تحصل على مزيد من الممتلكات أو تحافظ على ممتلكاتها (من الحيوانات والنقود
والمعدات) عن طريق شراء الممتلكات من اْلسر الفقيرة بأقل من قيمتها،والمحافظة على ممتلكاتها ومنتجاتها
بعيدا عن اْلسواق ذات القيمة المنخفضة ,أما اْلسر الفقيرة في ممتلكاتها فإنها تجد نفسها في وضع تتراجع فيه
قيمة ممتلكاتها الهزيلة مع كساد اْلسواق بالنسبة لهذه السلع ،وانخفاض أجور عملهم ،وارتفاع تكاليف االقتراض،
وقلة فرص الدخول إلى الشبكات االجتماعية ومؤسسات الدعم أثناء فترات االستنزاف الهائل.
وهناك مجموعة من الباحثين تقوم بدراسة جديدة حول هذه المالحظة المجردة ,فهذه المجموعة تدرس الفرض
القائل أن اْلسر الغنية بممتلكاتها ستعيد تراكم اْلصول التي استهلكتها بمعدالت أسرع ،بينما اْلسر الفقيرة في
ممتلكاتهـا قد ال تستطيع مطلقا إعادة تراكم اْلصول التي استهلكتها حتى بعد مرور وقت طويل ,وسوف تجد
اْلسر الفقيرة نفسها في مصيدة الفقر دون أي فرصة للخروج منه ,وتساعد المعونات الغذائية الكثير من اْلسر
خالل الفترة التالية من حدوث للكوارث الطبيعية ،بينما قد تجد بعض اْلسر أنها لن تستطيع مطلقا الخروج من
()23
دائرة الفقر التي وجدت نفسها بداخلها.
-2آسيا:
شهدت مناطق عدة من قارة آسيا جفافا أدى إلى حدوث نقص في المواد الغذائية اْلساسية,منها آسيا الوسطى
التي تحتاج إلى المساعدة إلنقاذ حياة حوالي 4ماليين نسمة في البلدان اْلكثر تضررا من الجفاف ,وهي أرمينيا
وجورجيا وطاجيكستان .كما أضرت حاالت الجفاف باْلردن والعراق وسوريا لعامين متواليين ،وكان صغار
المزارعين وأصحاب القطعان من أشد الفئات تضررا من هذه الحالة وهم في حاجة إلى معونة غذائية.
وفي أفغانستان قضى الجفاف على المحاصيل والثروة الحيوانية في مختلف أنحاء البالد ,كما نتجت عنه حدوث
وفيات نتيجة لنقص اْلغذية ,وقد تفاقم الموقف مرة أخرى نتيجة لتصاعد الحرب اْلهلية المستمرة منذ فترة
طويلة.
وفى إيران كان الجفاف الذي حل بالبالد عام 2000يعد من أسوا حاالت الجفاف التي تصيب البالد منذ ثالثين
عاما,والتي أدت إلى أضرار بالغة شملت 18مقاطعة من مجموع 28مقاطعة,وقد اضطرت الدولة إلى استيراد ما
يقرب من 7ماليين طن من القمح في , 2000 /1999حيث أصبح أكبر بلدان العالم استيرادا للقمح.
وفى باكستان دمر الجفاف المحاصيل في مقاطعة بلوخستان الغربية ومقاطعة السند الجنوبية.
أما الهند فقد شهدت أسوأ موجة جفاف منذ مائة عام بوالية بوجارات,حيث عانت أكثر من 18ألف قرية من نقص
كبير في المياه,كما شمل الجفاف عدد من الواليات اْلخرى مثل راجستان ومدهيابراديش وأندهار براد يش.
وقد وصل عدد السكان الذين يعانون من نقص في المواد الغذائية بسبب الكوارث الطبيعية في تشرين اْلول عام
1999الى 52مليون نسمة,وارتفع بعد سنة أي في تشرين اْلول عام 2000إلى 62مليون نسمة,و إلى 60مليون
()24
نسمة في عام.2001
-3الجفاف في البرازيل:
تبنت البرازيل إجراءات عاجلة لمواجهة أسوأ حاالت الجفاف التي تضرب منطقة اْلمزون منذ عقود ,وقال العلماء
إن مستوى المياه وصل إلى أقل معدل له منذ ثالثين عاما مما خلق صعوبات أمام عمليات النقل في النهر ,والتي تعد
الوسيلة الوحيدة للتنقل بين العديد من المناطق الواقعة على ضفاف النهر ,سواء بالنسبة لنقل المسافرين أو السلع.
وقد أعلنت العديد من المدن على ضفاف ثاني أطول نهر في العالم حالة التأهب وسط مخاوف من أن تصبح
معزولة,ويلقي الخبراء بالمسؤولية على لما حدث على الدورة المناخية ,وليس ارتفاع درجة حرارة اْلرض ،ويعتقد
هؤالء أن الطقس في اْلمازون يتأثر بدرجة حرارة المياه في المحيط الهادي ،وهو أمر يتغير بشكل منتظم ,ويصل
متوسط ارتفاع المياه في نهر اْلمازون 17,6متر ،ولكن هبط المعدل إلى 16,2متر حسب تقرير لخبراء برازيليين,
وأفادت اْلنباء أن سفينة محملة بالوقود كانت متجهة إلى مدينة ما نواس قد تعطلت منذ أسبوعين بسبب انخفاض منسوب
المياه ،كما لقي 16شخصا حتفهم في حادث عبارة ,وتحمل قبطانها مسؤولية ما حدث بسبب الظروف الصعبة في النهر.
كما تأثرت أيضا منطقة اْلمزن في بيرو المجاورة حيث وصل االنخفاض بميناء ايكويتوس إلى درجة قياسية.
()25
وأفادت اْلنباء بتأخر وصول الغذاء إلى ايكيتوس بسبب صعوبة المالحة في النهر.
يعني التصحر تعرض اْلرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة ،مما يؤدي إلى
فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي فيها ،ويؤدي ذلك إلى فقدان قدرة اْلرض على اإلنتاج الزراعي ,والتي
تأثيرا مفجعًا على الحالة االقتصادية للبالد ،حيث
ً تنعكس أثارها على الحياة الحيوانية والبشرية ,ويؤثر التصحر
يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40بليون دوالر سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها.
وفي كل عام يفقد العالم حوالي 691كيلومتر مربع من اْلراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر ،أي ان حوالي
ثلث أراضي الكرة اْلرضية معرضة للتصحر بصفة عامة .ويؤثر التصحر على القارة اإلفريقية بشكل خاص،
حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبًا ,كما أنها زحفت جنوبًا،حيث إنها اقتربت من خط االستواء
بمقدار 60كم عما كانت عليه قبل 50سنة.
وفي أكثر من 100بلد من بالد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6باليين
نسمة بعملية تصحر أراضيهم ,مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.
جوا مالئ ًما لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح للتربة ،مما يزيد من الضغوط الواقعة علىوينتج عن التصحر ًّ
أكثر موارد اْلرض أهمية أال وهو الماء ,وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت اْلرض حوالي %30
من مواردها الطبيعية ما بين عامي 1970م و 1995م ,حيث تثير الرياح اْلتربة في الصحاري واْلرض الجافة
وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم ،اذ تصل اْلتربة من صحاري إفريقيا إلى أوروبا من خالل رياح
الخماسين القادمة من الصحراء اْلفريقية,كما تتعرض أجزاء من جنوب غرب الواليات المتحدة اْلمريكية إلى
الغبار أيضا ،ويتم استنشاق تلك اْلتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدالت المرض والوفيات.
ويحتفل العالم يوم 17يونيو من كل عام باليوم العالمي لمواجهة التصحر والجفاف.
-2أسباب التصحر:
تساهم في حدوث التصحر عدة عوامل باإلضافة إلى تأثير عوامل الطقس ,ومنها العوامل البشرية اآلتية:
-1االستغالل المفرط أو غير مناسب لألراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة.
-2إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة اْلرض.
-3الرعي الجائر الذي يؤدي إلى حرمان اْلراضي من حشائشها.
-4أساليب الري الرديئة.
-5الفقر وعدم االستقرار السياسي ,كل هذا يؤثر سلبًا على اْلراضي الزراعية.
مؤتمرا دوليًّا لمكافحة التصحر ،وأوصت بإيجاد تعاون دولي لمكافحته،
ً وفي عام 1994م نظمت اْلمم المتحدة
كما أوصت الدول المتعرضة للتصحر والجفاف بإعداد برامج تكون أهدافها التعرف على العوامل المساهمة في
عملية التصحر واتخاذ اإلجراءات المناسبة لمكافحته والوقاية منه والتخفيف من حدة آثار الجفاف ,وينبغي أن
تحتوي هذه البرامج على ما يأتي:
أ -تحسين مستوى قدرات البالد من حيث أساليب علوم اْلرصاد والطقس والمياه ومن حيث التنبؤ بجفاف قادم.
ب -برامج لتقوية استعداد البالد لمواجهة وإدارة تعرض البالد للجفاف.
ج -تأسيس نظم لتأمين الغذاء بما في ذلك التخزين والتسويق.
د -أيجاد مشاريع بديلة لكسب الرزق ,مما قد يوفر ْلصحاب اْلراضي وسائل متاحة لمصادر دخولهم في حالة
إصابة أراضيهم بالجفاف.
هـ -برامج الري المستدام من أجل المحاصيل والمواشي معًا.
و -برامج لإلدارة المستدامة للموارد الطبيعية.
ز -برامج لتعليم اْلساليب المالئمة للزراعة.
ح -تطوير مصادر مختلفة للطاقة وحسن استغاللها.
ط -تقوية إمكانات البحث العلمي والتدريب في البالد في مجاالت التصحر والجفاف.
ك -برامج تدريب للحفاظ على الموارد الطبيعية واالستغالل المستدام لها.
ل -توفير التدريب المناسب والتكنولوجيا المناسبة الستغالل مصادر الطاقة البديلة ،خاصة المصادر المتجددة
منها ,بهدف التقليل من استخدام الخشب كمصدر للوقود.
م -تنظيم حمالت توعية للمجتمع العام.
ن -تطوير مناهج الدراسة وزيادة توعية الكبار حول الحفاظ واالستغالل المالئم وحسن إدارة الموارد الطبيعية في
المناطق المصابة.
من اْلمثلة الحية للتصحر ما يعانيه الصين من أشد العواصف الترابية ،اذ تتعرض أجزاء كبيرة من شمال البالد
إلى عملية التصحربسبب العواصف الترابية التي ادت الى ابتالع قرية النجباوشان ،حيث اختفى أول بيوتها في
مترا في العام الواحد ,وليس
االختفاء تحت الرمال في خالل عامين ,وكان زحف الرمال نحو القرية بمقدار ً 20
بمقدور القرويين مواجهة ذلك وانتظار االندثار البطيء ,وهذا هو ثمن إزالة الغابات والرعي الجائر،وتقود
الحكومة الصينية اآلن حملة قومية لتشجير الصحراء على أمل أن تمتد اْلشجار بجذورها لتمسك بالرمال
المتحركة ,كما منعت الحكومة إزالة الغابات ،ولكن الحكومة الصينية تعترف بأن هذه اإلجراءات ليست كافية.
وعليه خصصت اْلمم المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر والجفاف في السابع عشر من يونيو من كل عام ,ولعل
استعراض بعض اْلرقام واإلحصائيات يكون كفيالً بإلقاء الضوء على فداحة المشكلة:
مؤثرا على حياة بليون شخص ً فعلى الصعيد العالمي ،يتعرض حوالي %30من سطح اْلرض لخطر التصحر
في العالم.
أما ثلث اْلراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من %25من قدرتها اإلنتاجية.
كل عام يفقد العالم 10ماليين هكتار من اْلراضي للتصحر( .الهكتار = 10آالف متر مربع).
وفي عام 1988فقط كان هناك 10ماليين الجئ بيئي.
ويكلف التصحر العالم 42بليون دوالر سنويًّا ،في حين تقدر اْلمم المتحدة أن التكاليف العالمية من أجل اْلنشطة
المضادة للتصحر من وقاية وإصالح وإعادة تأهيل لألراضي لن تكلف سوى نصف هذا المبلغ (ما بين - 10
22.4بليون دوالر سنويًّا).
-3التصحر في أفريقيا:
تحتل قارة أفريقيا المرتبة اْلولى من حيث التأثر بالمشكلة ,إذ إن %32من أراضي العالم الجافة موجودة
بالقارة اْلفريقية,و %73من اْلراضي الجافة المستخدمة ْلغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية في تلك
القارة.
في بعض المناطق بالقارة اْلفريقية تفقد أكثر من 50طنًّا من التربة لكل هكتار من اْلرض سنويًّا,وهذا يساوي
فقدان 20بليون طن من النيتروجين ،و 2بليون طن من الفوسفور ،و 41بليون طن من البوتاسيوم سنويًّا.
تأثرا في القارة اْلفريقية موجودة في سيراليون ،ليبيريا،غينيا،غانا،نيجيريا،زائير ،جمهورية
ومن أكثر اْلراضي ً
أفريقيا الوسطى ،إثيوبيا ،وموريتانيا ،النيجر ،السودان ،والصومال.
ومشكلة التصحر بالقارة اْلفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة لعل أهم عواملها الفقر ،والذي يؤدي إلى سوء استخدام
اْلراضي الزراعية من أجل إنتاج أكبر كمية ممكنة من المحصول ،وهو ما يؤدي إلى تدهور التربة ،وبالتالي
تعريتها ،والتي تمثل بداية عملية التصحر ,وبالتالي يؤدي إلى هجرة أصحاب اْلراضي المتصحرة داخليًّا وعبر
الحدود ،وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على اْلراضي الزراعية في البالد المستقبلة ،وهو ما يزيد من الضغوط
()29
االجتماعية والسياسية والنزاعات العسكرية ،وبالتالي دخلت القارة في حلقة مفرغة ال تنتهي.
الشكل رقم( )3-23صورة تنقل الدببة شكل رقم( )3-22يوضح ذوبان الثلوج في أالسكا
وقامت مؤسسة العلوم الوطنية بتمويل الدراسة التي نشرت في موقع دورية (ساينس اكسبرس) على اإلنترنت,
واكتشفت الدراسة أن ذوبان الجليد يحدث كل عشر سنوات قبل موعده بيومين ونصف اليوم تقريبا معرضا
اْلرض التي كان يغطيها الجليد لحرارة الشمس في وقت مبكر عن موعدها خالل الموسم.
وقال شابن أن ذوبان الجليد قبل موعده قد يؤدي إلى آثار خطيرة على القطب الشمالي.
وتضبط حيوانات غزال الرنة في شمال أمريكا موعد عودتها كي تصل إلى ساحل القطب الشمالي في الوقت الذي
يبدأ فيه الجليد في الذوبان وتخرج النباتات الصغيرة من اْلرض,وعليه ذوبان الجليد مبكرا عن موعده يجعل
غزال الرنة سوف يواجه مشاكل ,كما أن جسور الجليد التي تستخدمها الحيوانات في عبور اْلنهار سوف لن تكن
موجودة في الوقت الذي تصل فيه تلك اْلماكن,الشكل رقم( )3-23صورة توضح كيفية تنقل الدب في مناطق
( )3 3
ذوبان الثلوج.
وتشير الدراسات المتعلقة باثر التغير المناخي على القطب الشمالي ان الغطاء الثلجي بأ بالتراجع بشكل واضح
خالل الفترة ما بين الربع االخير من القرن الماضي(العشرين) وبداية القرن الحالي,ويظهر ذلك من خالل مقارنة
الصور الفضائية التي تم التقاطها عامي 1979و, 2007الشكل رقم( )3-24صور فضائية توضح انحسار
الجليد في القطب الشمالي عامي 1979و,2007وهذا يعني ان الغطاء الجليدي اخذ بالتراجع على نطاق كبير
()34
وخالل فترة قصيرة من الزمن,والتي سيكون لها اثار وخيمة على االنسان ونشاطاته المختلفة.
الشكل رقم( )3-24صور فضائية عامي توضح انحسار الجليد في القطب الشمالي
-4اثر التغير المناخي على استهالك الطاقة:
يرتبط استهالك الطاقة بعناصر المناخ السائدة في كل مكان,ويكون للتغيرات الفصلية الدور الفاعل في هذا
المجال سواء ارتفاع الحرارة أو انخفاضها,ففي الحالتين يحتاج اإلنسان إلى طاقة لمواجهة البرودة أو الحرارة,
ومن اْلمثلة على ذلك استراليا التي تواجه نقصا بالطاقة الكهربائية,وتعد استراليا من اكبر الدول المنتجة لغازات
االحتباس الحراري لذا ترفض التوقيع على بروتوكول كيتو الذي يرمي إلى خفض انبعاث غازات االحتباس
الحراري المسببة الرتفاع درجة حرارة اْلرض.
وهي اكبر مصدر للفحم ,وتعتمد على محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم ,إضافة إلى محطات تعمل
بالغاز,وتنوي إقامة محطة تعمل بالطاقة الشمسية.
وقد رحب مدافعون عن البيئة بمحطة القوى الشمسية لكنهم أعربوا عن خيبة آمل إزاء مواصلة الحكومة تمويل
محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وحذر مدير إدارة الطاقة في استراليا من ارتفاع شديد في أسعار الكهرباء ما لم ترفع طاقة توليد الكهرباء .وقد
يزيد الطلب على الكهرباء في والية نبو ساوث ويلز اكثر الواليات سكانا بحلول عام 2010أو 2011بسبب
مكيفات الهواء أساسا ,والتي تعد من اْلجهزة التي تجهز بها جميع البيوت الجديدة وتسبب ارتفاع االستهالك إلى
الذروة في فصل الصيف.
وقالت شركة إدارة سوق الكهرباء الوطنية أن واليات فكتوريا وسواث استراليا وكوينزالند اْلصغر قد تواجه
()35
نقصا في إمدادات الكهرباء قبل ذلك بكثير واعتبارا من عام. 2008
ذكر باحثون سويسريون أن ظاهرة االحتباس الحراري وما يترتب عليها من تغيرات في الحرارة قد تؤدي إلى
زعزعة وانهيار طبقات الصخور على الجبال المرتفعة .ويعتقد العلماء أن درجات الحرارة اآلخذة في االرتفاع قد
تتسبب في زعزعة الصخور عن طريق إذابة الطبقات الثلجية التي توجد في الفواصل والشقوق المنتشرة ضمن
الكتل الصخرية,والتي تعمل على تماسك الكتل الصخرية وتمنع تحركها على المنحدرات,أال أن ذوبان الجليد
سيقلل من تماسك تلك الكتل ,وستعمل المياه الناتجة عن الذوبان والمتسربة بين تلك الكتل على أضعاف
استقراريتها وسرعة تحركها.
وقد القى ما ال يقل عن 50شخصا حتفهم في جبال اْللب عام 2003بسبب الصخور المتساقطة ,وأكد نموذج
بالكمبيوتر طوره ستيفان جروبر من جامعة زيوريخ بمساعدة زمالئه صحة الفكرة بأن ذوبان الطبقة السفلية
دائمة التجمد تحت الصخور مسؤول عن زعزعة الطبقة التي تعلوها من تلك الصخور.
-1الشمس:
إن نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح اْلرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة بحوالي 3000مرة,
ويتعرض كل متر مربع من اْلرض للشمس كمعدل بما يكفي لتوليد 1700كيلوواط/الساعة من الطاقة كل سنة,
ويتم تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء ,والتيار المباشر الذي يتم توليده يجري تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى
تيار متواتر على الشبكة من خالل محول كهربائي.
و تؤمن مصانع الطاقة الحرارية الشمسية كميات كبيرة من الكهرباء ,وقد استنتجت دراسة أجرتها غرينبيس
تحت عنوان مصانع الطاقة الحرارية الشمسية 2020بالتعاون مع صناعة الطاقة الحرارية الشمسية اْلوروبية أن
كمية الطاقة الشمسية المنتجة حول العالم قد تصل إلى 54مليار كيلواط/الساعة (كو/س) بحلول العام ,2020
وفي العام 2040من الممكن توليد أكثر من %20من إجمالي الطاقة الكهربائية.
-2الرياح:
تعد الطاقة الريحية من أكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا باالعتماد على تقنية حديثة نظيفة وفعالة و مستدامة،
وغير ملوثة ,حيث تستخدم توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا ,فهي قابلة للتعديل ،سهلة التركيب
والتشغيل ,وقادرة على توليد طاقة تفوق 200مرة حاجة العالم اليوم.
وإلنقاذ الموقف نحتاج إلى وضع إطار عمل عالمي يعتمد على المساواة لوقف التغير المناخي ,ويجب أن تكون
( )3 6
خطط التنمية البشرية صديقة للمناخ.
تمكن فريق من العلماء اليابانيين في جامعة ياماغوتشي اليابانية مؤخرا من تصنيع غشاء معدني رخيص يعمل
على ترشيح ثاني أكسيد الكربون من الغازات المنبعثة من مداخن محطات توليد الكهرباء ,وقد يساعد في التخلص
من الغاز في آبار النفط القديمة ,ولكن في الوقت الذي يبدي أقطاب صناعة الطاقة اهتمامهم بالموضوع وآفاقه
المستقبلية العملية ،يقول علماء البيئة أن هذا االختراع لن يفعل شيئا سوى تأجيل المزيد من العمل الجوهري حول
مسألة الحد من انبعاث غاز الدفيء.
ويعمل الغشاء المعدني كمنخل جزيئي ،فهو يستغل حقيقة أن جزيئات ثاني أكسيد الكربون اصغر قليال من جزيئات
النيتروجين ،الذي يعتبر المكون الرئيسي لغاز المداخن ,فيعمل هذا المرشح تحت درجات حرارة تصل إلى 200
درجة مئوية مما يجعله مناسبا لالستخدام مع غازات العادم الحارة المنبعثة من محطات توليد الكهرباء ,ويشير أحد
أعضاء فريق العلماء الذي طور الغشاء لقد اثبت الغشاء رخصه وفاعليته,وقد تم صنع الغشاء من الزيوليت ،وهو
معدن مؤلف من أكسيد اْللمنيوم واو كسيدات السيليكون ،وبعد طالء سقالة أسطوانية من السيراميك ببلورات
الزيوليت ،فانهم يحفظونها تحت درجة حرارة 100مئوية في محلول من الزيوليت لمدة 30ساعة.
وبحسب اْلسلوب الجديد للتخلص من ثاني أكسيد الكربون بواسطة الترشيح عبر الغشاء ،فان ثاني أكسيد الكربون
المرشح يتم ضخه مباشرة إلى داخل اْلرض ,ويذكر عالم كيمياء في معهد العلوم والتقنية التابع لجامعة مانشستر في
المملكة المتحدة أن المنخل الجزيئي يبدو انه قد تغلب على جميع نواقص اْلساليب اْلخرى,ولكن علماء البيئة ال
يبدون سعادتهم بهذا االبتكار بسبب إمكانية فصل ثاني أكسيد الكربون بكميات إضافية مما يزيد من احتمال تلويث
()37
جوف اْلرض.
المصادر
-1د.عبد القادر عابد ,د.غازي سفريني,واخرون,أساسيات علم البيئة,دار وائل للطباعة والنشر,عمان
اْلردن,2004,ص .49-48
Roxanna Mc Donald, introduction to natural and man- made- disasters and their -4
Effects on Buildings,opcit,p 78
-9د.عبدا لقادر عابد ,د.غازي سفاريني,واخرون,أساسيات علم البيئة ,مصدر سابق,ص .59
-10د.نعمان شحاده ,علم المناخ المعاصر,دار القلم للنشر,ط 1دبي 1998ص.230
-11مقال منشور في جريدة الغد العدد 983في 2004/10/11على موقع اإلنترنت www.rezqar.com
-12ظاهرة النينو تضرب اْلرض من جديد,مقال منشور على موقع اإلنترنتwww.free.arbi.com
-13منظمة اْلغذية والزراعة-اْلمم المتحدة على موقع اإلنترنت www.fao.org
-14المصدر السابق
-15مقال منشور على موقع اإلنترنت www.alqanat.com
-16مقال منشور على موقع اإلنترنتwww.islamonline.net
-17مقال منشور على موقع اإلنترنت www.alqanat.com
-18المصدر السابق
Roxanna Mc Donald, Introduction to natural and man- made disasters and their -21
Effects on Buildings, opcit,p94.
22د.عاطف معتمد عبد الحميد,التصحر -جفاف اْلراضي أم غياب العدل,مقال منشور على موقع اإلنترنت
.www.islamonline.net
-24تراجع الغطاء الجليدي في القطب الشمالي,تقرير نشرته منظمة اليونسكو على موقع االنترنت
www.whc.unesco.org/en/climate
-25منظمة اْلغذية العالمية,مصلحة السياسات االقتصادية واالجتماعية,تقرير منشور على موقع اإلنترنت
.www.fao.org
-29خطر العواصف الترابية,مقال منشور في صحيفة الشرق اْلوسط العدد 10003في أبريل 2006على موقع
اإلنترنت .www.aaws.at.com
-34اثر التغير المناخي على ذوبان الجليد قبل موعده في أالسكا ,مقال منشور على موقع شبكة النبأ
المعلوماتية.www.annabaa.org
-37علماء يابانيون يبتكرون مرشحا يحد من التلوث,مقال منشور على موقع اإلنترنت www.4eco.com
الفصل الرابع -كوارث الفيضانات واالنحدارات وإجراءات الحد منها
وتعد الفيضانات اْلكثر شيوعا بين الكوارث الطبيعية ومكلفه من حيث الخسائر البشرية واالقتصادية.
وفي دراسة أجريت في الواليات المتحدة عن خسائر الفيضانات على مدى 10سنوات من 1988إلى 1997
متوسط الخسائر المادية 3.7 ،مليار دوالر سنويا,وتشير الدراسة ان تلك الخسائر هي على المدى الطويل (1940
الى )1999اما الخسائر في اْلرواح فقد كان المتوسط سنوي 110شخص في السنة .
ويشهد العالم سنويا العديد من الفيضانات التي تسبب خسائر كبيرة في اْلرواح والممتلكات سواء في الدول
المتقدمة صناعيا او الدول النامية,ومهما توصل اإلنسان من حلول لغرض السيطرة على الفيضانات فلم يفلح,وذلك
لعدم قدرته في التحكم بالعوامل الطبيعية التي يتحكم بها هللا سبحانه وتعالى وحده.
يجب توضيح الفرق بين مراقبة الفيضانات والتحذير منها,اذ تعني المراقبة قيام محطات اْلرصاد الجوية
الوطنية بمراقبة اْلحوال الجوية عندما تظهر بعض المؤشرات التي تدل على أن اْلوضاع تنذر بحدوث تغيرات
جوية غير اعتيادية تسبب في حدوث مخاطر,على سبيل المثال توقع حدوث زوبعة رعدية شديدة ,ومن المتوقع ان
تحدث في غضون ست ساعات,وقد تؤثر على مساحة يصل امتدادها مابين 120الى 150ميال او أكثر من ذلك,
ربما يصل مابين 300الى 400ميال ,أي تصل تلك المساحة مابين 36،000الى 60،000ميل مربع,وقد
تصدر محطات اْلرصاد الجوية نشرات عن حالة الطقس والظواهر المتوقعة وان يراقب السكان تلك الظاهرة
التي قد تحدث بعد 12الى 36ساعة على اْلقل ,ومن المحتمل ان يترتب على ذلك بعض المخاطر مثل
الفيضانات ,ان تلك التوقعات تعمم على محطات اْلرصاد الجوية المحلية في عموم الدولة او جزء من
الدولة,والتي بدورها تبلغ السكان على متابعة اْلخبار عبر اْلجهزة المستخدمة في التبليغ عن الكوارث مثل
الراديو او التلفزيون,والتي ستشير ان كانت هنالك مخاطر ام ال ,واْلماكن المعرضة للخطر.
اما التحذير فيعني حدوث الفيضان وانه وصل الى مناسيب تنذر بالخطر,لذا يتم تحذير السكان من هذا الخطر
للتأهب لعمليات اإلخالء عندما تستمر المناسيب في المحافظة على مستوياتها المرتفعة او انها في زيادة سريعة
ومتواصلة,وهذا يعني على السكان ان يكونوا في حالة اإلنذار القصوى وتجهيز أنفسهم الخالء مساكنهم واتخاذ
اإلجراءات المناسبة في المسكن ,وإعداد ما يحتاجونه عند اْلجالء ,ويترقبون اْلخبار من السلطات المحلية,التي
تصدر لهم تعليمات حول ما يقومون به من أعمال عند إنذارهم بترك منازلهم وتحديد المواقع اآلمنة التي يجب
التوجه نحوها.
ان ما يجب ادركه أن الفيضانات قد يصاحبها بعض العمليات التي تزيد من مخاطرها ,مثل جلب الجالميد (حصى
كبيرة) التي تزيد من قوة تدمير الفيضان،كما تعمل مياه الفيضان الشديدة الجريان والمارة عبر مناطق ذات غطاء
نباتي كثيف على تدمير وتمزيق اْلشجار ,وتدمير المباني والطرق والجسور ،او ينتج عن الفيضان تكون قنوات
وبغض النظر جديدة,وربما يغير النهر مجراه ,و يمكن ان يصل ارتفاع مياه الفيضان من 10الى 20قدما.
عن كيفية حدوث الفيضان او السيول فالمطلوب االبتعاد عن مياه الفيضانات نحو مناطق امنة,حتى وان كانت تلك
المياه ضحلة العمق اال انها قد تكون سريعة الجريان,وبقوة اندفاع فوق ما يتصورها معظم الناس,ويكمن الخطر
في محاولة البعض عبور تلك المياه مشيا على اْلقدام او سباحه ،او استخدام السيارات دون االنتباه الى الخطورة
الناتجة عن قوة اندفاع المياه وارتفاع مناسيبها بشكل تدريجي,لذا يقع الكثير ضحية المجازفة.
-1يمكن االنضمام الى برنامج التأمين الوطني الفيضانات,ويحق للجميع االنضمام الى برنامج التأمين الوطني
للفيضانات , NFIPو يمكن ان يشترك في عملية المراقبة مكتب إدارة الطوارئ المحلي للحصول على مزيد من
المعلومات عن الفيضانات.
-2نشر مقطع خاص في الصحف المحلية عن الفيضانات والسيول الجارفة ,وحصر المعلومات عن أرقام
التليفونات الخاصة بالجهات المسئولة مثل السلطات المحلية التي يمكن االتصال بها وقت الحاجة ،وخدمات
الطوارئ ,ومكاتب الصليب اْلحمر،واقرب المستشفيات.
-3مقابلة المسئولين المحليين حول إدارة استخدام اْلراضي ونوع المباني في السهول الفيضيه.
-4العمل مع خدمات الطوارىء المحلية ومسئولي الصليب اْلحمر الى إعداد تقارير خاصة بذوي العاهات
لتوضيح ماذا تفعل تلك الجهات لهؤالء اذا صدر امر اإلخالء.
-5تبليغ المجتمع بشكل دوري بنظم اإلنذار المحلية,وشرح الفرق بين مراقبة الفيضانات والتحذيرات,وان يعرف
كل إنسان الى أين يتجه عند بث معلومات الطوارئ وسماع صوت إنذار من الراديو أو التلفزيون.
-6مساعدة المستشفيات وغيرها من المنشآت التي تأثرت بشكل بالغ من انقطاع الكهرباء ,عن طريق ترتيب
إجراءات تساعد على إمدادات الطاقة لتلك المؤسسات لكي تستمر في ممارسة نشاطها.
-7االتصال بالقيادات المحلية واْلرصاد الجوية الوطنية أو مكتب وكالة إدارة الطوارئ المحلية للحصول على
معلومات عن أنظمة اإلنذار بالفيضانات ,وقيم القراءات عن اْلنهار واْلمطار ,وتقييم أوضاع الفيضانات واتخاذ
اإلجراءات المناسبة ,وتوفير أجهزة إنذار متقدمة لغرض االكتشاف المبكر والذي يعد أمرا حيويا إلنقاذ اْلرواح,
ان نظم الكشف التلقائي للفيضانات متوفرة تجاريا للمجتمعات المعرضة للفيضانات.
-8نشر خطة أجالء طارئة لطرق المناطق المعرضه للفيضانات.
أن مواجهة خطر الفيضانات يتطلب وضع خطة كوارث ,يتطلب ذلك الرجوع الى الجهات المسئولة عن
الكوارث للحصول على المعلومات العامة المتعلقة بتنظيم خطط الكوارث ,لوضع خطة فيضان محددة للمنطقة
المعرضة لمخاطر الفيضانات لتقييم مرحلة الفيضان,واالتصال بالقيادات المحلية مثل للصليب اْلحمر ،ومكتب
إدارة الطوارئ المحلية ودائرةاْلرصاد الجوية الوطنية،او مكتب التخطيط ,اواْلجهزة االدارية ,حول مخاطر
الفيضانات في تلك المنطقة,ومعرفة المنسوب التقريبي المتوقع في مياه النهر,بالنسبة الى النهر والسدود القريبة
,والتي ستساعد في معرفة مستويات الفيضان ومدى تأثيرها على اإلنسان في تلك المنطقة.
واذا كان اإلنسان في خطر من جراء الفيضانات فعليه اتخاذ اإلجراءات اآلتية :
-1االتصال بالمسئولين المحليين ,ووكيل التأمين,التخاذ اإلجراءات المناسبة في حماية المساكن من أخطار
الفيضانات ,فضال عن االتصال بالمسئولين عن برنامج التأمين الوطني للفيضانات (.)(NFIP).
-2استخدام NOAAراديو الطقس الذي يصدر أشارة تحذير مسموعة بواسطة اإلذاعة او بواسطة التليفيزون ،
لتجهيز معلومات الطوارئ.
-3وضع خطة اْلجالء ,ويجب على جميع أفراد اْلسرة ان يعرفوا أين يذهبوا اذا كان عليهم ان يغادروا
منازلهم,ان محاولة وضع الخطط في اللحظة اْلخيرة يمكن ان يفسد عملية اإلنقاذ ويثير اإلرباك مما يترتب على
ذلك مخاطر ومشاكل.
-4مناقشة طبيعة الفيضانات مع أْلسرة ,وينبغي ان يعرف كل شخص ما يعمله اذا كان أفراد اْلسرة ليست مع
بعضهم في مكان واحد ,ومناقشة مخاطر الفيضانات في وقت مبكر يساعد على تخفيف الخوف والقلق ,ويعرف
كل شخص كيف يستجيب لمواجهة الخطر.
وعلى كل فرد أتباع اإلرشادات العامة لتجنب مخاطر الفيضان وكما يأتي:
أ -اذا كنت متجه في طريق يقع قرب مياه الفيضانات ،توقف واتجه نحو طريق أخر أكثر أمانا حتى لو كان
أطول مسافة,ويفضل التوجه نحو مناطق مرتفعة ان وجدت .
,ب-اذا كنت تسير على قدميك في مياه قليلة العمق و يمكن عبورها على القدمين فيجب االنتباه الى تغير العمق
في بعض أالماكن فيكون اإلنسان في خطر ,فكثير من الناس يخوضون في مياه عميقة فتجرفهم مياه الفيضانات
مما يؤدي إلى إصابتهم او وفاتهم.
ت -االبتعاد عن المناطق التي غمرتها الفيضانات ,حتى لو كان على ما يبدو عمق المياه ضحال ولكن مناسيبها ال
تزال في ارتفاع مستمر.
ث -عدم محاولة المشي او السباحة ،او التدافع في مياه الفيضان ,قد ال يكن اإلنسان قادرا على معرفة سرعة
جريان المياه ,أو مواقع الحفر و الثقوب تحت المياه او مواقع تجميع النفايات واْلنقاض والتي تعرض اإلنسان الى
ج-اذا الخطر.
كنت في سيارة وأصبحت محاطا بالمياه ،فيجب الخروج منها بسالم ،والقيام بذلك فورا واالنتقال إلى مناطق
ح- أعلى ,فالمركبات يمكن أن تمحى اإلنسان عندما تكون مناسيب المياه حوالي قدمين.
االحتراس من اْلفاعي والعقارب في المناطق التي غمرتها مياه الفيضانات ,حيث تدخل مياه الفيضانات مخابيء
خ- تلك اْلفاعي فتهرب من ديارها نحو الخارج.
االبتعاد عن الشقوق والكسور اْلرضية وضفاف اْلنهار التي غمرتها مياه الفيضان ,ان ارتفاع رطوبة الضفاف
يجعلها غير مستقرة بسبب اْلمطار الغزيرة او المياه التي غمرتها ,ويمكن ان تنهار بصورة مفاجئة نحو مياه
د- النهر.
عدم اللعب قرب المياه المرتفعة ومياه اْلمطار،وقنوات الري والوديان،او مجارى مائية ,فمن السهل جدا ان
تجرفه المياه السريعة الجريان.
ذ -رمى كل االغذيه التي تالمسها مياه الفيضانات بعيدا عن المكان ,لتلوث تلك المياه ,اذ تحتوي مياه الفيضان
على البكتيريا والجراثيم ,وان أكل اْلغذية التي تعرضت لمياه الفيضانات يمكن ان تعرض اإلنسان الى اإلصابة
بمرض خطير جدا ربما يتسبب في وفاته.
وضع الوثائق والمستمسكات وغيرها من اْلشياء الثمينة في أماكن آمنة ,ويسهل الوصول إليها -1
بسرعة,واالحتفاظ بها في مكان آمن اقل تعرضا للضرر إثناء الفيضان.
تجنب البناء في المناطق التي تتعرض الى الفيضانات ما لم تعمل على رفع مستواه بشكل يؤمن عدم تضرره -2
,وفي بعض المجتمعات ال يسمح ببناء المساكن في السهول الفيضية,وإذا كانت هناك ضرورة لذلك فالبد من
اتخاذ اْلحتياطات الالزمة لتجنب خطر الفيضان.
رفع اْلفران وسخانات المياه واْلجهزة الكهربائية الى الطوابق العليا من المبنى ,فالطابق اْلسفل من البيت -3
يمكن ان تغمره المياه فتؤدي الى تدمير تلك اْلجهزة ,لذا ترفع هذه المعدات لكي ال تتضرر بمياه الفيضان.
كما يفضل االستفادة من مياه السخان ْلنها ستكون أفضل مصدر للمياه العذبة عند التعرض للفيضان.
سد صمامات مراقبة المجاري لمنع مياه الفيضان من الوصول الى داخل المسكن او البناية ,اوكحل أخر -4
عندما تهدد الفيضانات الكبيرة اْلبنية يتم استخدام سدادات الفلين لمنع تسرب تلك المياه من أحواض استحمام
،أو المنافذ اْلخرى.
بناء حواجز مثل سدود ،والمصدات،الجدران لمنع مياه الفيضان من دخول المبنى ,وان تشييد مثل هذه -5
الحواجز التي قد تتطلبها قوانين البناء المحلية تحتاج الى مراجعة قوانين البناء المحلية وأنظمة للسالمة.
رفع متانة الجدران السفلية لتجنب تسرب المياه من خالل الشقوق فتعمل على تدمير اْلبنية. -6
التشاور مع ذوي الخبرة المهنية في البناء للحصول على مزيد من المعلومات حول بعض التدابير اذا كانت -7
هذه التدابير وغيرها تقلل من اْلضرار عند اتخاذها ,ويمكن مراجعة قوانين البناء المحلية وأنظمة للسالمة
للتوصل الى أفضل الطرق للحد من إضرار الفيضان على اْلبنية.
االتصال بالسلطات المحلية ومكتب إدارة الطوارئ للحصول على مزيد من المعلومات عن خيارات التخفيف -8
المحتملة للحد من اْلضرار الناجمة عن الفيضانات والسيول,و قد تتمكن السلطات المحلية ومكتب إدارة
الطوارئ من توفير موارد إضافية ومعلومات عن إجراءات للحد من اْلضرار المحتملة.
-9اذا كنت تعيش في بيئة تتعرض الى الفيضان بصورة مستمرة يجب ان تعتمد مخزون الطوارئ المتمثل
بمواد البناء,وتشمل طبقات الخشب واالغطيه البالستيكية والمسامير والمطارق ومعاول وأكياس الرمل.
أ-اذا كان المطر مستمر منذ عدة ساعات ،اومطر متواصل منذ عدة ايام ،يجب االنتباه الى احتمال حدوث
الفيضانات بسرعة بسبب تشبع اْلرض بالمياه وتصريف اكبر كمية من المياه نحو النهر.
ب -استخدام NOAAالراديو الطقس او جهاز محمول يعمل ببطارية او اإلذاعة او التلفزيون لتحديث معلومات
الطوارئ,اذ تعمل المحطات المحلية على تقدم أفضل المشورة للسكان في حالة معينة.
ت-بعد سماع الرعد,والذي يترتب على بعض أنواعه حدوث تصريف طاقة كهر بائية كبيرة تتجه نحو اْلرض ,و
يصاحبها سقوط أمطار شديدة تجعل اإلنسان ال يستطيع ان يخرج رأسه في مثل تلك الحالة ,يجب ان يكون
الشخص في حالة تأهب قصوى لما يعقب ذلك من مخاطر فيضانات.
ث -إيقاف السيارات في بارك او حديقة المخيم بعيدا عن مخاطر الفيضان ،وخاصة خالل فترة الخطر او التهديد,
فمياه الفيضان يمكن ان تأرتفع بسرعة لذا يجب نقل الممتلكات بعيد عن مكان الخطر.
ج-يجب إدراك المخاطر على طول مجرى النهر او القنوات،لحدوث انهيار سد او التعرض الى عواصف مطرية
التي قد تتسبب الفيضانات ووالسيول في المنطقة.
عندما يكون الفيضان او السيول تحت المراقبة يتم أتباع ما يأتي :
أ -يستمع باستمرار الى اذاعة NOAAالطقس او اإلذاعة أو التلفزيون لتحديث معلومات الطوارئ ,حيث تعمل
المحطات المحلية على تقديم أفضل المشورة للناس عن كل حالة معينة.
ب -الجميع يراقب الوضع و يكون مستعدا لالستجابة والعمل بسرعة ,فالفيضانات والسيول يمكن ان تحدث
بسرعة ودون سابق إنذار ,لذا يكون اإلنسان مستعدة للعمل فورا.
ت -االنتباه الىعالمات الفيضان،وإذا كان يعيش في منطقة معرضة للفيضانات ان يكون مستعدا لالخالء في أي
لحظة ,فالفيضانات يمكن ان تحدث بسرعة ,وقد يضطر اإلنسان الى ترك بعض اْلشياء بدون شعور نتيجة
اإلرباك الشديد.
ث -إتباع التعليمات والمشورة الصادرة من السلطات المحليةْ,لنها هي المسئولة عن المناطق المتضررة,وانها
تمتلك المعلومات الكافية عن مناطق الخطر والمواقع اآلمنة.
ج -عند اإلقامة في منطقة معرضه للفيضانات يجب أتباع ما يأتي :
-1ملء البانيو واْلواني والزجاجات البالستيكية بمياه نظيفة ,فالمياه قد تصبح ملوثة ,او خدمات المياه قد
تتوقف.
-2جعل اْلثاث في الهواء الطلق،مثل باحة المنازل او الطارمة او في اْلبواب,على ان يكون المكان امن وال
تطوله مياه الفيضان.
-3نقل اْلثاث والمقتنيات الثمينة الى الطوابق العليا من البيت ,فاذا كانت مياه الفيضانات تؤثر على الجزء اْلسفل
من البيت فأنها التصل الى الطوابق العليا.
-4اذا صدرت تعليمات من السلطات المحلية ،بإخالء جميع المرافق الرئيسية في المدينة,يجب قطع التيار
الكهربائي الرئيسي و إغالق صمام الغاز الرئيسي ,وفي بعض المناطق ،ان السلطات المحلية قد تبلغ السكان
بترك المرافق للحد من اْلضرار بالمنازل واْلبنية العامة.
-5الحصول على تجهيزات االستعداد للكوارث ,فاإلنسان بحاجة الى التصرف بسرعة ,لذا يستفاد من اإلمدادات
الجاهزة التي ستوفر الوقت في سبيل الحصول عليها.
-6ملء قناني الغاز ووضعها في السيارة ،في حال حدوث أشعار باالخالء ,سوف ينقطع التيار الكهربائي ،ومن
ثم تتوقف محطات البنزين ,والتي قد ال تكن قادرة على تشغيل المضخات لعدة أيام.
-7االستعداد لإلخالء ,السلطات المحلية تسأل المواطن اذا كان يشعر ان بيته مهدد بخطر الفيضان فعليه البحث
عن مكان امن.
عندما يكون الفيضان او السيول في مرحلة اإلنذار يتم اتخاذ ما يأتي :
أ -االستماع باستمرار الى إذاعة NOAAالطقس ،اواإلذاعة او التلفزيون لتحديث معلومات الطوارئ,
فالمحطات المحلية تقدم أفضل المشورة عن كل حالة معينة.
ب -االنتباه الىعالمات الفيضانات ,فالتحذير من الفيضانات يعني انه وشيك الحدوث او حدث في المنطقة.
ت -إذا كنت تعيش في المناطق المعرضه للفيضانات اوتعتقد انك في خطر،فيجب وإخالؤها على الفور, ,التحرك
بسرعة إلى المناطق المرتفعة اآلمنة ,النقاذ نفسك ،وعدم حمل أمتعة كثيرة لخفة وسرعة الحركة,أهم شيء هو
سالمة اإلنسان.
ث -إتباع مشورة وتعليمات السلطات المحلية,فهي اْلكثر دراية بالمناطق المتضررة,وانها تقوم باخبار السكان
بالمناطق المتضررة لتجنب المرور بتلك المناطق.
ج -اذا قررت الجالء ،فيجب القيام بذلك فورا ,واالنتقال الى منطقة آمنة قبل وصول مياه الفيضان وعزل المنطقة,
االجالء أكثر بساطة وأكثر أمانا قبل فيضان المياه,فإذا أصبحت عميقة جدا فال تستطع المركبات او اإلنسان عبور
تلك المناطق.
ح -متابعة توصيات طرق اإلخالء ,توجد طرق مختصرة او بديلة،قد تستخدم اذا انقطعت او سدت الطرق ,او
دمرتها مياه الفيضانات.
خ -المغادرة في وقت مبكر بما يكفي لتجنب انقطاع الطرقات بواسطة مياه الفيضانات ,ان التأخر لفترة طويلة قد
تجعل الهروب صعبا النقطاع الطرق وقلة وسائل النقل او انعدامها.
-8السالمة من الفيضانات:
أ -البقاء خارج المناطق المعرضه للفيضانات ,والمسابح ,واْلخاديد والمناطق المنخفضة 00الخ ،والتي من
الممكن ان تصبح مملوءة بالماء.
ب -اذا كان الشخص في العراء فعليه ان يصعد الى ارض مرتفعة ،والبقاء هناك لالبتعاد عن خطر مياه
الفيضانات.
ت -اذا اضطر اإلنسان الى عبور تيار المياه المتدفقة فيجب التأكد من عمقها ,فاذا كانت على عمق أكثر من
نصف متر فيفضل تجنب المرور عبرها والذهاب في اتجاه أخر ,وفي حالة االضطرار الى المرور عبرها فيجب
اجتيازها بسرعة مشيا على اإلقدام او سباحة ,ان معظم ضحايا الفيضانات ناجمة عن محاولة الناس العبور خالل
مياه الفيضان،أو أشخاص يلعبون في مياه مرتفعة المناسيب ,ان اجتياز المياه الضحلة يمكن ان يكون بسرعة
()2
عكس المياه العميقة فإنها تحتاج الى جهد ووقت أكثر.
-1تجنب المناطق التي غمرتها الفيضانات فعال ،والمناطق المعرضة للفيضانات المفاجئة,وعدم عبور اْلنهار
المتدفقة,ان معظم ضحايا الفيضانات ناجمة عن محاولة اندفاع الناس عبر مياه الفيضان،أو أشخاص يلعبون في
المياه المرتفعة,ان عمق المياه ليست واضح دائما,فقد تعمل مياه الفيضان على قطع الطرق من خالل إزالة أجزاء
منها ,وفي حالة استخدام السيارات فقد يؤدي ارتفاع مناسيب المياه الى تعطيل او إيقاف محرك السيارة،وربما
تغمر السيارة بأكملها في الماء،فيجب معرفة الفيضانات في الطرق والجسور والمناطق المنخفضة.
-2اذا كان الشخص يقود سيارة وصادفته مياه فيضان عالية المنسوب فيجب البحث عن طريق أخر أكثر
أمانا,واالنتقال الى ارض مرتفعة وبعيدة عن اْلنهار والسيول والجداول،وتصريف مياه اْلمطار.
-3فقد يكون الشخص حريصا على السيارة عندما تصبح محاطة بالمياه,وقد تتوقف السيارة عن الحركة فيجب
الخروج منها بسالم،واالبتعاد عنها فورا ,والصعود الى أعلى اْلرض,فالعديد من الوفيات ناجمة عن محاوالت
لنقل السيارات المتوقفة,عندما تكون ألمركبه مغمورة في المياه،وقد تعمل شدة تدفق المياه على دفع السيارة باتجاه
التيار ,وربما تندفع نحو احد الضفاف دون ان تتعرض الى أضرار,او قد تستقر في حفرة ما وتغطيها طبقة من
الطين,او تتعرض الى االنقالب ويدحرجها التيار بطريقه لمسافة طويلة فتتضرر السيارة في مثل تلك الحالة.
-1طلب الرعاية الطبية الالزمة من أقرب مستشفى او مستوصف,فقد يؤدي تلوث مياه الفيضانات الى زيادة
احتمال اإلصابة ببعض اإلمراض او الجروح,وقد تكون تلك اإلصابات خطيرة تتطلب عناية طبية.
-2مساعدة الجيران الذين قد يحتاجون الى مساعدة ,خاصة اْلطفال والمسنين والمعوقين,المسنون والمعوقون قد
يحتاجون الى مساعدة أضافية ,اْلسر الكبيرة قد تحتاج الى مزيد من المساعدة في حاالت الطوارئ.
-3تجنب مناطق الكوارث,وقد يعرقل كثرة حضور الناس عمليات اإلنقاذ وعمليات الطوارئ اْلخرى ،ويجب
الحظر من اآلثار التي تحدث بعد الفيضانات ،مثل تلوث المياه وانهيار الطرق واالنهيارات االرضيه والتدفقات
الطينية ،وغيرها من اْلخطار.
-4مواصلة االستماع الى الراديو اإلذاعة المحلية او المحطات التلفزيونية ,وعدم العودة الى الوطن اال عندما
تشير السلطات ان المكان أمن من جميع المخاطر, ,أخطار الفيضان ال تنتهي عندما يبدأ الماء يتراجع ,فقد تكون
هناك مخاطر للفيضانات داخل التجمعات,والذي يتم اإلعالن عنها عبر اإلذاعات المحلية.
-5البقاء خارج أي مبنى تحيط به مياه الفيضان مياه الفيضانات في كثير من اْلحيان تبقى المياه تحت اْلسس
مما يؤدي الى تقويضها ومن ثم غوص المبنى في اْلرض اذا كانت ذات تكوينات طينية او رملية ضعيفة
التماسك ,او قد يحدث تشقق في المباني,او يمكن ان ينهار المبنى.
-6تجنب دخول اي مبنى (المنزل ،العمل ،او غيره) قبل ان يؤكد المسئولين المحليين ان ذلك امن .قد تكون
أضرار المباني غير ظاهرة ,مما يجعلها غير آمنة ,تسرب الغاز او الكهرباء او الماء يخلق أضرارا يترتب عليها
مشاكل أضافية.
-7تقرير الى السلطات المختصة عن أضرار خطوط المرافق ,واإلبالغ عن المخاطر المحتملة التي ستحصل في
المرافق اذا لم تعالج بأسرع وقت ممكن،ومنع مزيد من الخطر والضرر,ومراقبة شركات المنافع أالن لمعالجة
أي خلل في خطوط الخدمات من خالل أبالغ الجهات المسئولة عنها.
-8تجنب التدخين داخل المباني ,فالتدخين في المناطق المحصورة يمكن ان يسبب الحرائق.
-9عند دخول المباني المعرضة الى الفيضان يجب ان يكون بشكل حذر,لربما تعرض المبنى الى أضرار غير
واضحة من الخارج,وقد يكون لتحريك الباب او فتح النافذة دورا في ذلك ,وعليه يكون الشخص منتبها في كل
خطوة يتخذها,ويجب أتباع ما يأتي:
أ -ارتداء أحذية قوية ,من اإلصابات اْلكثر شيوعا بعد الكارثة جروح اإلقدام.
ب -استخدام إنارة تعمل بالبطارية والفوانيس عند اإلطالع على المباني من الداخل ,والتي تعمل بالطاقة أفضل
أنواع االضاءه واْلسلم واْلسهل ،ومنعا الندالع الحرائق لمستخدميه وشاغلي المبني.
ت -فحص الجدران واْلرضيات واْلبواب والساللم والنوافذ،لتتأكد ان المبنى ليس معرضا للسقوط.
ث -فحص اْلسس من الشقوق او أضرار أخرى ,يعني ان المبنى غير صالح لالستعمال .
ج -البحث عن مخاطر الحرائق ,قد يكون هناك كسر او تسرب في الغاز ،اوغمر الدوائر الكهربائية بالماء،أو
اْلفران الكهربائية ,او مواد قابلة لالشتعال نقلها النهر من المناطق التي مر بها,وتعد النار من المخاطر التي قد
تحدث بعد الفيضانات.
ح -الكشف عن مواضع تسرب الغاز ,إذا كانت رائحة الغاز منتشرة ,أو سماع صوت تدفقه ،وفتح نوافذ المبنى
وتركه بسرعة,ويفضل إغالق أنبوب الغاز من الصمام الرئيسي الخارجي أن أمكن ،ودعوة شركات الغاز لحل
المشاكل المتعلقة بذلك .إذا كنت تحذر من الغاز ْلي سبب ،يجب ان تعود الى الوراء بطريق مهنية.
خ -البحث عن أضرار الشبكة الكهربائية ,إذا رأيت الشرار او قطع في أْلسالك،اوانبعاث رائحة حرق العازل
الكهربائي ،اعمل على قطع التيار من الكهرباء الرئيسية,اما المعدات الكهربائية ينبغي مراجعتها وتجفيفها اذا
غمرتها المياه قبل أعادتها الى الخدمة.
د -فحص أضرار شبكات مجاري الصرف الصحي والماء .اذا كان هنالك اشتباه بتدمير خطوط المجاري ،فيجب
تجنب استعمال الحمامات واستدعاء سباك لمعالجة الخلل,أما اذا أصيبت أنابيب المياه بأضرار يفضل االتصال
بشركة المياه وتجنب استخدام المياه من الصنبور ,ويمكنك الحصول على مياه صالحة من ما موجود في
السخانات اوالمياه الذائبة من الجليد او أي مصدر أخر.
ذ -االحتراس من اْلحياء الضارة وخصوصا اْلفاعي السامة ،والعقارب التي قد تصل الى المباني مع مياه
الفيضانات ,لذا يتم استخدام عصا لمعاينتها في اْلنقاض ,حيث تعمل مياه الفيضانات على طرد اْلفاعي
وحيوانات عديدة من أماكنها.
ر-أجراء فحص لسقف البناء لمعرفة ما أصابها من أضرار نتيجة تعرض اْلساسات الى هبوط جزئي.
ز -التقاط صورا لألضرار ،سواء للمبنى اومحتوياته ،لمطالبة التأمين بدفع تعويضات عن تلك اْلضرار.
-1رمى االغذيه التي مستها مياه الفيضانات,ويمكن االستفادة من بعض االغذيه المعلبة ,أما إذا كانت العلب
متضررة او انتهى تاريخ استعمالها ترمى بعيدا,ان االغذيه تتلوث عند تعرضها الى مياه الفيضانات ,فتسبب
عدوى شديدة.
-2اذا كان الماء مشكوك بنقاوته فيجب غليه او إضافة مواد تنقية،او استخدام طريقة التقطير,وقد تتسرب مياه
الفيضانات الى مياه اآلبار,وقد يترتب على شرب المياه الملوثة اإلصابة بالبكتيريا والجراثيم.
-3رفع المضخة المغمورة السفلية تدريجيا الى حوالي ثلث عمق المياه يوميا( ,من اجل تجنب اْلضرار
ألهيكليه),ان ضخ المياه كاملة في فترة قصيرة من الزمن ،فقد يتسبب ذلك في هبوط التربة المشبعة بالماء في ومن
ثم هبوط اْلساسات وانهيار جدران الطابق السفلي.
-4معالجة أضرار خزانات المياه ,وحفر آبار جديدة او تحسين الموجود منها ،وكذلك معالجة أضرار شبكات
( )3
الصرف الصحي.
شهدت دول شرق أوربا الى فيضانات عارمة بتاريخ ,2006/6/23حيث وصل منسوب المياه الى مستويات
قياسية في نهر الدانوب وانهار أخرى,وغمرت مياه فيضانات اْلنهار الناجمة عن اْلمطار وذوبان الثلوج
قطاعات واسعة من اْلراضي في رومانيا وبلغاريا وصربيا والمجر مما أدى الى تشريد أكثر من عشرة أالف
شخص من منازلهم للجوء الى أالماكن المرتفعة اآلمنة.
ومن المخاطر التي رافقت الفيضان حدوث تصدع احد السدود في المجر,مما اضطر سكان المناطق الواقعة تحت
تأثيره الى ترك منازلهم ونقل ممتلكاتهم التي يمكن نقلها مثل الماشية والحبوب واْلثاث.
واضطرت رومانيا أكثر الدول تضررا الى أحداث فتحة في سد كبير على دلتا الدانوب لحماية القرى المنخفضة.
ونهر الدانوب هو ثاني أطول انهار أوروبا وينبع من ألمانيا ويمر من خالل عشر دول ,او يشكل حدودا معها قبل
أن يصب في البحر اْلسود .وهذه هي المرة الثانية التي تجتاح فيها الفيضانات المنطقة خالل عام ,في صيف عام
2005أدى فيضان اْلنهار الى مقتل عشرات اْلشخاص وتشريد أالف آخرين.
وفي بلغاريا استمر هطول اْلمطار الغزيرة ,فيما أقامت السلطات مراكز أجالء لنحو 760شخصا في بلدة
رياهوفو القريبة من ميناء رويس بعد ان تشبعت السدود بمياه فيضان نهر الدانوب وأصبحت مهددة باالنهيار,
والى الغرب في فيدين تم أجالء أكثر من 2000شخص من منطقة منخفضة في ضواحي المدينة .وأدى سقوط
()5
اْلمطار الى تعطيل حركة السير على معظم الطرق المؤدية الى المدينة كما عرقل جهود اإلغاثة.
-3فيضانات بنغالدش:
شهدت بنغالدش فيضانات عارمة في عام 1998والتي تركت آثارا كبيرة مثل تدمير المنازل وتجريف
المحاصيل،وأثار اقتصادية غير مباشرة متمثلة في االستغناء عن العمال ،فقد كان للفيضانات تأثيرات أخرى
على الفقراء منها:
أ-تأثير كبير على اْلسر التي تعتمد على العمل بأجر ،السيما العمل الزراعي.
ب-يعد الفقراء أكثر تضررا من الفيضان ْلنهم يملكون أصوال قليلة لتغطية المصروفات الالزمة أثناء الكارثة،
وواجهوا مشقة كبيرة في العودة إلى مستوى معيشتهم قبل الكارثة.
ت-الفقراء الذين فقدوا فرص الحصول على دخل بسبب الفيضان ،اعتمدوا اعتمادا شديدا على االقتراض (من
المرابين أساسا) لتغطية احتياجاتهم المادية بعد الفيضان.
ث-انخفاض عدد الفقراء الذين يعتمدون على االقتراض بمرور الوقت ،اْلمر الذي يشير إلى أن تأثير الكارثة بدأ
يتراجع ببطء.
ج-ساءت حالة اْلمن الغذائي للفقراء الذين كانوا يعتمدون على الشراء لتغطية احتياجاتهم الغذائية في أعقاب
الفيضان بسبب صعوبة شراء اْلغذية لعدم وجود دخل يمكن إنفاقه مع ارتفاع اْلسعار ,أو بسبب نقص اْلغذية
(السيما الرز) في اْلسواق.
ح-ساءت اْلحوال الصحية بسبب اإلصابة باْلمراض وسوء التغذية بعد الفيضان ,فالمناطق التي كانت أشد
تضررا من غيرها بلغت نسبة اْلسر المتضررة نتيجة إصابة معيلها الرئيسي بالمرض ارتفعت من % 10قبل
الفيضان إلى % 38في أكتوبر /تشرين اْلول ،1998واليمكن أن تعود إلى مستوياتها المعتادة إال بعد ستة
( )7
أشهر. .
-5فيضانات تركيا:
تعرضت تركيا في 2006/11/3إلى فيضانات عارمة اجتاحت جنوب شرق البالد ليصل أجمالي عدد قتلى تلك
الفيضانات 32شخصا.
وتشير اْلنباء أن هذه أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ نصف قرن,حيث تعرضت بلدة باتمان إلى فيضان
اْلنهار بسبب اْلمطار الغزيرة مما أدى إلى غمر الشوارع بالمياه والى انهيار عدد من المباني ,كما أجلي سكان
بلدة ايالزيج إلى الشمال الغربي من المنطقة المنكوبة من منازلهم أيضا,وكذلك ديار بكر المدينة الرئيسية في
المنطقة التي يغلب اْلكراد على سكانها ,والتي اجتاحتها الفيضانات هي اْلخرى.
وأغلقت الطرق التي تربط بين باتمان وديار بكر وبلدات أخرى أمام مرور السيارات.
وعانت استنبول كبرى المدن التركية من الفيضانات في اْليام اْلخيرة أيضا ,والتي تقع على بعد 1300كيلومتر
( )8
تقريبا شمال غربي ديار بكر و مدينتا أنطاليا ومرسين,الشكل رقم( )4-4صورة لجانب من فيضانات تركيا.
واجهت جاكارتا عاصمة إندونيسيا فيضانات شديدة في ,2007/2/3بعد ان تعرضت إلى أمطار غزيرة تسببت في
ارتفاع مناسيب مياه اْلنهار التي تمر عبر المدينة إلى مستوى ما بين 3إلى 5م مما أدى إلى غمر حوالي %75من
مساحة المدينة,وقد أودت تلك الفيضانات بحياة حوالي 25شخص وتشريد اكثر من 300000شخص.كما نتج عن تلك
الفيضانات خسائر مادية كبيرة.
-1السقوط : Falls
تحدث عمليات السقوط في السفوح الشديدة االنحدار التي يتراوح انحدارها مابين 70و 90وتقل في السفوح
المتكونة من صخور صلبة اال أنها تنشط في التكوينات الضعيفة التماسك حيث تتحرك الكتل المنفصلة من
الطبقات العليا نحو اْلسفل اما بشكل مباشر دون االحتكاك بالمنحدر كما في المنحدرات الجرفية ،او تتدحرج
بسرعة كبيرة على السفوح الشديدة االنحدار حتى تستقر في أسفلها،الشكل رقم(5-4أ) ،وتحدث هذه الظاهرة في
جميع المنحدرات الشديدة كالجراف البحرية والنهرية وسفوح المنحدرات الجبلية او سفوح اْلودية ،وتكثر في
التي تتكون من طبقات صخرية متباينة الخصائص وتتعرض الى عمليات التجوية والتعرية فتعمل على تفكك
الضعيفة منها فتسقط بفعل الجاذبية نحو اْلسفل ،حيث تكون سريعة الحركة في السفوح الشديدة االنحدار وبطيئة
في السفوح المتوسطة او المعتدلة االنحدار ,ومن نتائج تلك العملية تجمع المواد المتساقطة بأنواعها من كتل
صخرية وجالميد وحصى ومفتتات وأتربة على شكل أكوام كبيرة فوق أسفل المنحدرات وتكون ذات انحدار اقل
شدة من التي تعلوها وتسمى هذه الظاهرة بالسكري( ) Screeاوألتالوس ,الشكل رقم (5-4ب) وهي ذات
خصائص تختلف عن السفوح التي ترتكز عليها حيث تكون غير طبقية وقليلة التماسك لذا تتعرض لعمليات
التعرية والتجوية على نطاق واسع ،وقد يستغل بعضها لألغراض الزراعية رغم تعرضها للمخاطر.
ومن الجدير بالذكر ان عمليات السقوط تختلف من فصل ْلخر ففي الفصول الباردة التي يحدث فيها انجماد
وذوبان تنشط فيها تلك العمليات ،وكذلك المناطق الرطبة حيث تعمل المياه على تفكك الصخور بالتجوية او
التعرية ،اال أنها على نطاق اقل في المناطق الجافة ولكن تكون في المناطق الحارة ذات المدى الحراري الكبير
أكثر من المعتدلة.
شكل رقم( )5-4سقوط مكونات السفوح
أ ب
سقوط حر
السقوط سقوط متدحرج
السكري او
التالوس
سقوط
-2االنزالق Slides
ان ظاهرة االنزالق تحدث على السفوح غير الجرفية التي يقل انحدارها عن 80سواء كانت صخرية صلبة او
هشة ،اال انها تكون على نطاق واسع في السفوح التي تتكون من طبقات صخرية مائلة باتجاه االنحدار وذات
تراكيب مختلفة ،حيث تتحرك كتل كبيرة من تلك الصخور نحو اْلسفل وبكل مكوناتها ،وتتباين في أوضاعها
وحركتها وأثارها وما يسفر عن ذلك من تغير في شكل السفح متأثرة بعدة عوامل منها ما يأتي:
أ -نوع التكوينات المنزلقة صخرية أم مفتتات هشة.
ب -شكل السفح الذي تمر فوقه الكتل المنزلقة منتظم أم غير منتظم ،محدب أم مقعر ،حيث تزداد الحركة فوق
السفوح المنتظمة والمقعرة .
ج -درجة انحدار السفح ،اذ تزداد سرعة الحركة والمسافة التي تقطعها الكتلة المنزلقة بزيادة درجة االنحدار.
د -طبيعة مكونات السفوح ،حيث تزداد الحركة عندما تكون الطبقة المنزلقة تحتها طبقة هشة أو طينية ضعيفة
التماسك ،او طبقات مائلة نحو اْلسفل،
هـ -رطوبة السفوح ،تزداد االنزالقات في المناطق الرطبة وتقل في المناطق الجافة الن الماء يقلل من احتكاك
الكتلة بالسطح الذي تتحرك عليه ،كما تنشط عمليات التجوية والتعرية في تلك المناطق والتي تساعد على كثرة
االنزالقات.
و -حدوث الزالزل التي تعمل على تفكك الصخور وتحركها من مواقعها وعلى شكل كتل كبيرة تنزلق نحو
اْلسفل.
ز -النشاط البشري وما ينتج عنه من اثار تسهم في حدوث االنزالقات مثل إزالة الطبقات الصخرية السفلية التي
تعد نقطة ارتكاز ما فوقها.
ويتضح من ذلك ان االنزالقات تكون بأوضاع مختلفة ففي بعض اْلماكن تكون على شكل كتل تتحرك في فترات
متعاقبة حيث تنزلق كتلة من أسفل المنحدر ثم تليها التي تعلوها والتي بعدها بشكل متتالي ،فيظهر شكل المنحدر
غير منتظم اذ تؤدي تلك العملية الى تغير شكل السفح ،الشكل رقم(.)6-4
اما السفوح التي تتكون من المفتتات الصخرية والتربة ولكن على نطاق محدود ،أي تشكل طبقة غير سميكة تصل
الى عدة أمتار وترتكز على طبقات صخرية ،فأنها تتعرض الى االنزالق عندما تتشبع بالمياه فيضعف تماسكها
فتتحرك فرق السطح الرطب فتغطي السفوح التي تقع الى اْلسفل منها وتظهر التكوينات الواقعة تحتها في
الموضع المعرض الى االنزالق.
وقد شهدت مناطق عدة من العالم حدوث االنزالقات التي كانت ذات اثار مدمرة منها على سبيل المثال ما حدث
في الواليات المتحدة عام 1959حيث تعرض نهر ماديسون بوالية مونتانا الى انزالق كتلة كبيرة من الصخور
نحوه تقدر بحوالي 27مليون م 3فادت الى سد المجرى وردم طريق سيارات محاذي للمنحدر ,وكذلك ما حدث في
إحدى الخزانات أمام سد في جبال اْللب اإليطالية طوله حوالي 1,9كم وارتفاعه 250م ،حيث عملت المياه على
إذابة الصخور ومن ثم تكون فجوات كبيرة خاصة عند سفوح المرتفعات المطلة على الخزان فادت اإلذابة على
نطاق واسع الى تأكل القاعدة السفلى لتلك السفوح وبالتالي انزالق كتلة صخرية من جانب الجبل المطل على
الخزان بلغ حجمها 240م 3وعلى ارتفاع 150م ,ونتج عن ذلك حدوث موجة ارتفاعها حوالي 90م والتي انتقلت
على طول البحيرة ولمسافة 5كم وتسببت في وفاة حوالي 2600شخص.
انزالق
-3الهبوط Slumps
تشهد السفوح ذات التكوينات الهشة عمليات هبوط عندما تتحرك كتلة كبيرة من تلك التكوينات حركة
دورانية الى الوراء بعد ان تتشبع بالماء فتتعرض في البداية الى هبوط بسيط في التكوينات المتشبعة بالماء
فتضعف من القاعدة التي ترتكز عليها التكوينات التي تعلوها فتتحرك بشكل دوراني نحو االسفل لتستقر فوق
التكوينات المتشبعة بالماء ,وتكون تلك الحركة في اغلب اْلحيان هاللية الشكل ،وفي بعض السفوح تتحرك كتلتين
أو ثالث بشكل متتالي وخالل فترة قصيرة فتتخذ الكتل الهابطة شكال مميزا حيث تظهر وراء بعضها البعض
بشكل مصفوف ،الشكل رقم(7-4أ) ،وفي بعض اْلحيان تحدث عمليات هبوط كبيرة تعمل على تحرك كتل كبيرة
من وسط المنحدر فستقر في أسفله وتتحرك كتلة أخرى فتستقر الى اْلعلى من اْلولى وتتحرك كتلة ثالثة تستقر
الى اْلعلى من الثانية فتظهر سلمية الشكل ،الشكل رقم (7-4ب) ،وتحدث عمليات الهبوط في السفوح التي تزال
فيها القاعدة الصخرية التي ترتكز عليها المكونات التي تعلوها ،كما تحدث في اْلجراف البحرية عند تقويض
التكوينات السفلية ،وتحدث أيضا في السفوح التي يزداد فوقها الثقل ْلي سبب كان مثل تجمع الثلوج والمياه او
الصخور فوق موضع معين او أقامة بناء فتشكل ثقل على تلك المواضع الضعيفة المقاومة فتهبط نحو االسفل
الشكل رقم(7-4ج) ,ففي المواضع التي تتجمع فوقها الثلوج وتذوب بشكل تدريجي فتتسرب المياه الى داخل
التربة فتعمل على تفككها من جهة ويؤدي ثقل الثلوج الى هبوطها من جهة أخرى فتتحول الى مناطق منخفضة
ضمن السفوح والتي تكون مركزا لعمليات التعرية والتجوية في تلك المواضع فتعمل على توسعها وتحول بعضها
الى تجاويف وحفر عميقة حسب طبيعة تكوينات السفوح وقوة تأثير تلك العمليات ،اما اْلبنية التي تقام فوق سفوح
ضعيفة التحمل تتعرض الى الهبوط فيؤدي الى تشقق الجدران أو االنهيار.
شكل رقم ( )7-4انواع الهبوط
ج ب أ
هبوط
موضع ابنية
شق
وق
بع
دا
ر لتع
لضا
ى ال
زح
ف
-6االنهيال:
تحدث هذه الظاهرة في السفوح الرملية الشديدة االنحدار ،حيث تتحرك الرمال من أعلى المنحدر الى أسفله
وكأنها ماء جاري وفي السفوح الجرفية تكون كالشالل ،الشكل رقم(10-4أ)
ونظرا لضعف تماسك الرمل لذا تتعرض مثل تلك السفوح الى عمليات تجوية وتعرية اكثر من غيرها ،وتشهد
السفوح الرملية عمليات انهيال واسعة عند تقويض اْلجزاء السفلى منها ،وعليه تشهد تراجعا كبيرا خاصة وان
الرمال التي تتحرك من اْلعلى نحو اْلسفل ال تستقر في مكانها لصغر حجمها وخفة وزنها لذا تحملها الرياح الى
أماكن أخرى ،عدا الخشنة والتي تشكل نسبة قليلة تبقى في مكانها.
وتسود هذه الظاهرة في المدرجات النهرية المرتفعة التي كانت مجاري سابقة لألنهار فتحدث ظاهرة الترسيب
المتدرج ,أي الرواسب الحصوية الخشنة في اْلسفل تليها الرملية ثم الغرينية والطينية ،وقد استغل اإلنسان
الحصى والرمل في مجاالت عدة لهذا بدأ البحث عنها بإزالة التكوينات التي تغطيها ,ونظرا الرتفاع سمك بعض
طبقات الرمل والحصى لذا ظهرت على شكل مقاطع رأسية مرتفعة وهذا ساعد على سهولة انهيال الرمال ومن ثم
انهيار الطبقات الطينية والغرينية التي تعلوها على شكل انزالق او سقوط حر اذا كانت السفوح جرفيه الشكل,
الشكل رقم(10-4ب).
شكل رقم( )10 -4االنهيال الرملي
ب أ
ويتضح مما تقدم ان تعرض السفوح الى الممليات المتنوعة من سقوط وانزالق وهبوط يترتب عليه تغير شكل
تلك السفوح ,فقد تتحول من محدبة الى مقعرة او من منتظمة الى غير منتظمة او بالعكس ,الشكل رقم()11 -4
شكل
عد اال
السف
ح
سفح ب
قبل
االن
كل ال
هي ار
ش
االنهيار االول
-1تأكل المنحدرات ْلسباب متنوعة كالتعرية المائية او الثلجية او حدوث انهيارات سابقة او أعمال هندسية او أي
نشاط يترتب عليه تأكل او قطع أجزاء من السفوح.
-2وجود أثقال فوق بعض المواضع من السفوح مثل إقامة أبنية او تجمع كتل صخرية منهارة من اْلعلى او
تجمع الثلوج ومياه اْلمطار ،والتي تؤدي الى زيادة وزن مكونات السفوح فتتعرض الى الحركة من موضعها
متخذة إحدى أشكال الحركة المارة الذكر.
-3ارتفاع نسبة المياه في الطبقات والتكوينات السطحية وتحت السطحية والتي تعمل على أضعاف تماسك تلك
التكوينات فينتج عن ذلك انفصال وانزالق أجزاء منها او كتل كبيرة تتحرك نحو اْلسفل.
-4التعرض الى هزات أرضية بعضها ناتج عن تفجيرات تستخدم في قلع صخور بعض المواضع لغرض
استغالل السفوح او الصخور ،فينتج عن ذلك تفكك الصخور وزيادة الفواصل والشقوق ضمنها والتي تقلل من
تماسكها وتسمح للمياه و الثلوج بالتغلغل الى داخل تلك الطبقات فتزيد من ضعف تماسكها.
-5تأثير عناصر المناخ المختلفة من حرارة ورطوبة وتساقط بأنواعه ورياح والتي يترتب عليها عمليات تعرية
وتجوية.
-6تباين بنية الطبقات الصخرية المكونة للسفوح رأسيا ,ففي بعض السفوح تمتد طبقة صلبة فوق طبقة هشة
رملية أو طينية تسهل عملية االنزالق خاصة عندما تكون رطبة.
-7احتواء الطبقات الصخرية على تراكيب ثانوية كالفواصل والشقوق والطيات واالنكسارات التي تسهم في
تنشيط عمليات التعرية والتجوية ،وما يترتب عليها من تطورات مثل تحول بعض المعادن اْلصلية الى معادن
طينية لها القابلية على امتصاص الماء واالنتفاخ مثل المنتمورولنايت ،فتتحول الى مادة صابونية تزيد من سرعة
حركة الكتل الصخرية فوقها عند سقوط اْلمطار ،حيث تؤدي الى حدوث انزال قات مفاجأة ومدمرة.
-8قلة الغطاء النباتي على السفوح يقلل من تماسك مكوناتها لذا تتعرض السفوح الجرداء الى عمليات تعرية
وتجوية على نطاق أوسع.
-9االمتداد اْلفقي للطبقات الصخرية المكونة للسفوح ونوع مكوناتها ،اذ تختلف مكونات السفوح من مكان ْلخر
وحتى في السفح الواحد تختلف العليا عن السفلى فينتج عن ذلك تركز العمليات الجيومورفولوجية في مواضع
معينة من السفوح اكثر من غيرها ،اي تتركز في التكوينات الضعيفة التماسك ،وعلى العموم تتخذ الطبقات والكتل
الصخرية في السفوح أوضاعا وأشكاال مختلفة منها ما يأتي:
أ -االمتداد اْلفقي-:
تتخذ الطبقات الصخرية في بعض السفوح وضعا أفقيا في امتدادها رغم تباين سمكها وخصائصها الفيزيائية
والكيميائية ،والتي تعبر عن مدى صالبة وضعف تلك الصخور واستجابتها لعمليات التعرية والتجوية ،ويمكن
مالحظة ذلك بشكل واضح في السفوح المقطوعة كما في الشكل رقم( 12 -4أ) ،ويظهر مكشف الطبقات المتباينة
الصالبة بشكل متعرج حيث تتراجع الطبقات الضعيفة وتتقدم الصلبة بشكل بارز الى اْلمام ،وقد يؤدي التراجع
الكبير في الطبقات الضعيفة الى انهيار الصلبة التي تعلوها خاصة اذا كانت قليلة السمك ويصل امتدادها الحر الى
اْلمام اكثر من متر لزوال قاعدة ارتكازها المتمثلة بالطبقة التي تحتها ،وتزداد في الطبقات التي تتضمن فواصل
وشقوق كثيرة الشكل رقم( 12-4ب).
وقد تكون الطبقات الصخرية في بعض السفوح قليلة التباين في خصائصها ،أي تكون متقاربة في الصالبة او في
الضعف أال انه يوجد تباين في السمك لذا تكون مكاشف تلك الطبقات قليلة التعرج ،حيث تكون استجابة الطبقات
الصلبة لعمليات التعرية والتجوية قليلة ،اما الطبقات الضعيفة فتتراجع بدرجات متقاربة أيضا لذا تتخذ أشكال
متقاربة ،الشكل رقم ( 12-4ج).
شكل رقم( )12-4امتداد الطبقات الصخرية األفقي واثر العمليات الجيومورفولوجية فيها
ج ب أ
ب أ
اتجاه ميل الطبقات عكس االنحدار
ط
بقة
ط بق
صخ
رية
ات
سط
متن
غير
ا
ح ية
ثرة
منت
مائل
ظم
ة
ةا
مع
الم
االن
ت
داد
ح
دار
ثالثا – أساليب الحد من مخاطر العـمليات التي تتعرض لها المنحدرات:
-1تقليل كمية الرطوبة في تربة وتكوينات المنحدرات المختلفة بواسطة حفر خنادق كونكريتية او مد أنابيب لنقل
المياه من أعلى السفوح الى أسفلها او حفر أبار عميقة لتجميع المياه وضخها بعيدا عن السفوح ،او من خالل
تغطية تلك السفوح بمواد غير نفيذة كاْلسمنت او اإلسفلت او أي مادة كيميائية تزيد من تماسك المواد المفككة
السطحية فتقلل من مسا ميتها و تسرب المياه الى داخل تكوينات السفوح.
-2إقامة جدران ساندة أسفل السفوح لحماية المنشآت والمشاريع المقامة في تلك المناطق للحيلولة دون وصول
الكتل الصخرية المتحركة من اْلعلى إليها ،ويتوقف ذلك على على طبيعة المنحدر وربما ال يسمح وضعه
الطبيعي من حيث التكوينات وشدة االنحدار بذلك.
-3تسوية او تعديل المنحدرات لتقليل درجة انحدارها من خالل قشط المناطق المرتفعة او المحدبة ودفن المناطق
المنخفضة ،اوعمل مصاطب صخرية على شكل مدرجات تستقر عليها الكتل الصخرية والمواد المتحركة من
اْلعلى وتكون على مستويات ومسافات تحقق الغرض المطلوب ،وفي مثل هذه الحالة يجب تنظيم تصريف المياه
عبر كل مسطبة لمنع ما يترتب عليها من تعرية وتجوية والمشاكل المترتبة على ذلك.
-4عمل أسالك شائكة ومشبكة وحسب طبيعة المنحدر من حيث الشدة والتكوين ،ففي بعض السفوح تكون خط
واحد من تلك اْلسالك لحجز الكتل المتحركة فوق السفوح ومنع وصولها الى اْلسفل ،وفي حالة استخدام اْلسالك
الشائكة تكون المسافة بين خط وأخر رأسيا التزيد عن 20سم ،وقد تقتضي الحاجة الى إنشاء اكثر من خط وعلى
مسافات متباعدة ،أي تكون مثال في وسط المنحدر وأسفله ،وفي بعض اْلحيان يتم مد خطين متوازيين من
اْلسالك المشبكة وعلى مسافة التزيد عن نصف متر وتثبت بقضبان حديدية او جدران كونكريتية ويمأل وسطهما
بالصخور او الجالميد فتكون اكثر ثباتا من اْلنواع السابقة.
-5استخدام مسامير حديدية ضخمة لتثبيت الكتل الصخرية الضعيفة االستقرار في أعلى السفوح ومنع سقوطها
وخاصة في المناطق التي يوجد في سفل تلك الكتل أنشطة بشرية.
-6تغطية السفوح الشديدة االنحدار وذات تكوينات غير متماسكة بأسالك مشبكة لحماية ما تحتها من أنشطة مثل
طريق او سكة حديد ،وتحتاج الى هذه العملية السفوح التي يتم قطعها إلقامة نشاط معين ،وقد استخدم هذا
اْلسلوب في اْلردن لحماية جزء من طريق عمان اربد الذي يمر أسفل سفوح مقطوعة ضعيفة التماسك.
-7إزالة بعض اْلحمال او اْلوزان من فوق السفوح غير المستقرة مثل الكتل الصخرية التي تجمعت فوقها او
الثلوج المتجمعة او إزالة أبنية في حالة وجود مخاطر عليها.
-8تثبيت أوتاد حديدية او خشبية في السفوح المعتدلة والبطيئة وذات تكوينات ضعيفة التماسك و يحتمل تحركها.
-9غرس أشجار في السفوح الهشة وضعيفة التماسك والتي تعمل جذورها على تثبيت مكونات تلك السفوح والحد
من تحركها ،فضال عن الحد من التعرية المائية .
-10عمل حواجز من الصخور المتوفرة على السفوح التي تتعرض الى عمليات االنزالق والهبوط وبشكل يتعامد
() 9
على اتجاه االنحدار وفي المواضع المستقرة من تلك السفوح ،ويمكن عمل اكثر من حاجز اذا تطلب اْلمر ذلك.
رابعا -إجراءات مواجهة مخاطر المنحدرات:
-1إجراءات عند تعرض المنحدرات الى العواصف المطرية الشديدة:
تعد العواصف المطرية الشديدة من العناصر اْلساسية التي قد تسبب حدوث عمليات على المنحدرات,لذا
يجب على اإلنسان الساكن قرب المنحدرات ان يتخذ التدابير اآلتية:
أ-اليقضة والحذر ,كثيرا ما تحدث التدفقات الطينية او عمليات االنهيار واالنزالق عندما يكون الناس نائمين مما
يزيد من الخسائر المادية والبشرية,وعليه يجب اتخاذ الحيطة والحذر ويكون السكان في حالة انذار,و االستماع
الى الراديو الطقس اواإلذاعة او التلفزيون التي تبث تحذيرات من هطول اْلمطار بكثافة ,وخصوصا بعد فترات
مطر طويلة وغزيرة.
ب-اذا كانت المناطق معرضه النهيارات أرضية وتدفقات طينية ،يجب ترك المنطقة بأمان قبل وقوع
الخطر,وان عملية اإلخالء أثناء عاصفة كثيفة يمكن ان تكون خطرة جدا,واذا قررت اْلسرة البقاء في المنزل
فيجب التجمع في أالماكن اْلكثر أمانا .
ت-عند سماع اي أصوات غير عادية التي قد تدل على تحرك الصخور او الحطام او أشجار او تصدع صخور
واحتكت ببعضها ,وعاد تدفق الطين او هبوط حطام الذي قد يسبق اكبر االنهيارات االرضيه ,تدفق الحطام يمكن
ان يتحرك بسرعة وأحيانا دون سابق إنذار.
ث-اذا كان الشخص قرب النهر أو قناة ,فيجب االنتباه الي زيادة او انخفاض مفاجئ في تدفق المياه,او وتغيرل
واضح في نوع الماء من صافي الى عكر ,هذه التغييرات قد تبين حدوث نشاط ارضي تمهيدي ،حتى يكون
الشخص على استعداد للتحرك بسرعة,وعدم التأخر في انقاذ نفسه ،وان ال يحمل المزيد من اْلمتعة ْلنها تعرقل
سرعة االنقاذ.
ج -تنبيه خاصة عند السير ,االنتباه الى الحواجز على طول الطرقات ,وبشكل خاص التعرض لالنهيارات
االرضيه ,مشاهدة طرق المجاري وما تتضمنه من عالمات تدل على تدفق الطين والصخور وغيرها من الدالئل
التي تشير الى احتمال تدفق الحطام من أعلى المنحدرات.
خامسا -استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة المشاكل التي تحدث على المنحدرات
-1االستشعار عن بعد:
تعد تقنيات االستشعار عن بعد من الوسائل التي يستفاد منها في دراسة المنحدرات والتعرف على ما يحدث من
عمليات عليها ,حيث يمكن استخالص معلومات عن أسباب وقوع انهيار أرضى ,واالهم من ذلك انها تساعد كثيرا
المساعدة في التنبؤ مستقبال بما يمكن ان يحدث على تلك المنحدرات من عمليات ,وهو امر هام جدا ْلولئك الذين
يعيشون في مناطق تحيط بها المنحدرات غير المستقرة,وقد تستخدم انواع الصور الجوية والفضائية في لهذا
الغرض,وقد يتم االستفادة من المعلومات التي توفرها تلك الصور في تنظيم دراسة وتحليل المنحدرات على ثالثة
مراحل هي:
أ -كشف وتصنيف
ب -رصد نشاط االنهيارات االرضيه الموجودة على المنحدرات
ت -التحليل والتنبؤ بعمليات هبوط المنحدر والتوزيع المكاني والزماني لتلك العمليات,الشكل رقم( 15-4و) 16
( )1 1
صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات.
.شكل رقم( ) 15-4صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات
شكل رقم( ) 16-4صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات
-2نظام تحديد المواقع العالمي:GPS
ان أول استخدام لنظام المواقع العالمي في هذا المجال كان في محافظة كوشي Kochiالتي تعاني من كثرة
اْلمطار والسيول وما يترتب عليها من مشاكل خالل موسم اْلعاصير.
ففي ايلول /سبتمبر 1998تعرض الطريق السريع في تلك المحافظة الى امطار غزيرة لم يسبق لها مثيل
وصلت الى 117ملم في الساعة ,واستمرار سقوط اْلمطار الى ان بلغ 951ملم ,ويمر الطريق عبر منطقة جبلية
شديدة االنحدار ,حيث توجد العديد من المنحدرات العالية والطويلة التي ال تتطلب الكثير من العمل والوقت للتأكد
من سالمة الطريق المار عبرها من االنهيارات واالنزالقات والتدفق الطيني خالل اْلمطار الغزيرة,والتي يمكن
ان تسبب كارثه كبرى اذا ما حدثت,وقد تبين بعد تلك السيول ان بعض المنحدرات مشوهة وغير مستقرة واحتمال
حدوث مشاكل عليها فتحدث انزالقات او زحف او تدفق طيني وغيرها.
،لذا تقرر بشكل عاجل وضع المنحدرات تحت نظام إدارة ومراقبة قادر على كشف المخاطر بسرعة ,مثل خطر
الهبوط او االنهيار بسبب السيول والزالزل ,وفي ايلول /سبتمبر 1999بدأ نظام رصد المنحدرات بشكل مستمر
باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي ,GPSالشكل رقم( ) 17-4يوضح طبيعة استخدام النظام ,وقد تم تركيز
عمليات المراقبة على المواقع اْلكثر خطورة,حيث توجد خمسة مواقع لمنحدرات كبيرة وخطيرة على طول
طريق كوشي السريع ,وهذا النظام مصمم لعرض معلومات عن تحرك المنحدرات على شاشات المركبات في
مكتب تشغيل ,وإرسال رسائل عبر الهاتف المحمول الى الموظفين المسئولين عن حاالت الطوارئ.
وتوجد دراسات تتضمن تحليل التقلبات اليومية والموسمية اعتمادا على البيانات التي تم الحصول عليها من هذا
النظام ،وستواصل تحسين دقة النظام ،وتتيح استخدامه كوسيلة للتنبؤ بالكوارث ونتائج فحص المنحدر.
ويتم جمع البيانات باستخدام مرصد كبير يوضع فوق المنحدرات الكبيرة ،مع مرصد ثابت أسفل المنحدر,الشكل
( )1 2
رقم( ) 18-4مواقع المراصد فوق وأسفل المنحدر.
رامقاGPS
تاراشا GPS
دائرة العمليات
معظم االنهيارات االرضيه المحتملة نماذج توضح عدم االستقرار المنحدرات ,وتسهم في ذلك عدة عناصر مثل
تآكل شديد ,قلة الغطاء النباتي ,نوع التربة,شدة االنحدار ,وغيرها من العناصر التي مر ذكرها.
وقاعدة البيانات المتاحة مرتبة حسب االهميه ,الوضع الطوبوغرافي,بيانات بيئية ,الغطاء النباتي,الوضع
)13(.
الهيدرولوجي,بيانات مناخية,بيانات تاريخية,بيانات ثقافية
-1المدخالت والمخرجات:
ب -اعداد وتوزيع المناطق الخطرة الشديدة الهبوط على المنحدرات ,والتي اختارتها الحكومة المحلية
البيانات المدخلة:
تستخدم هذه الطريقة لتقييم مخاطر تحدث على السفوح الشديد االنحدار في اليابان ,تم اختيارها على أساس
المعايير آالتية:
ت-عدد المباني في موقع تعاني فيه من انهيار المنحدر :أكثر من 5منازل او أكثر من المباني العامة.
مركز وقاية مدينة طوكيو من الكوارث ( )1991أنشأ االفتراضات التالية لتقييم اْلضرار:
ب -انهيار اْلرض والرمال تصل الى المسافة التي تساوي ارتفاع المنحدر.
ث-منطقة انهيار المنحدر تتضمن متغيرات تكون معادلة على النحو التالي:
:أعلى منحدر
تعني نسبة المساحة المنهارة معدل المساحة المنهارة من مجموع مساحة المنحدر.
عدد المباني المتضررة هو على نحو عند توزيع المباني في نطاق يعاني من مشاكل انهيار المنحدر ,يفترض أن
يكون منظما.
ان نسبة المنطقة المنهارة من مساحة اْلرض تكون واضحة عندما تصل ذروة التسارع الى , gal300هذه
تعطي قيمة تساوي , ٪ 2,1والقيمة تستند على التحقيق او التحري في انهيار منحدر كاوازو -شو مقاطعة
لذا شيزوكا ،الذي حدث عام 1978على اثر زلزال -ووشيما -كينكاي.
فإن عدد المباني المتضررة في منطقة ذروة تسارعها االرضي هو gal300يحصل عليها من العالقة اآلتية.
(لحالة عندما تكون ذروة تسارع اْلرض 300غال)
نسبة اْلبنية المتضررة في المنطقة تقل عندما ذروة تسارع اْلرض تكون اقل من 300غال ,ويمكن مالحظة
ذلك في الجدول رقم ( ) 4-1الذي يوضح العالقة بين التسارع االرضي ونسبة االنهيار ونسبة أضرار اْلبنية ما
بين سنتي ,1998-1985وهو من تقرير عن الوقاية من الكوارث في العاصمة طوكيو ( 1997اعده مجلس
الكوارث في العاصمة طوكيو) ،وتم الحصول عليه باستخدام نسبة انهيار المنحدر الذي يستند على التحري عن
المنحدرات التي تنهار بسبب الزالزل اْلربعة الماضية بواسطة هيئة الحريق والتأمين البحري اليابانية عام
.1994
جدول رقم ( )4-1يوضح العالقة بين تسارع األرض ونسبة اضرار األبنية 98-85بسبب انهيار المنحدر
تطبيق هذه الطريقة تقتصر على منطقة قريبة من منطقة الخطر على المنحدر الحاد الهبوط ,كالذي اختارته
الحكومة المحلية في اليابان.
شروط مسبقة
بيانات مدخلة:
أ-عدد المباني على اْلرض المبنية والتي خصصت كقطع سكنيه فى مناطق التالل
ب -متوسطة نسبة ضرر المباني بسبب اقتراح اْلرض بواسطة دراسات المنطقة
بيانات مخرجة:
أ -عدد المباني المتضررة بسبب هبوط اْلرض التي خصصت كقطع سكنيه في مناطق التالل
جمعية تقدير الحرائق والتأمين البحري اليابانية ( )1992تحقق في الضرر الذي لحق باْلراضي المبنياة بسابب
الزالزل الماضية ،وتشير الجمعياة ان نسابة اْلضارار فاي مبااني اْلرض ذات الكثافاة العالياة التاي تام تخطيطهاا
كقطع سكنيه في مناطق التالل وصل الى 4,65أضعاف اْلرض االقل كثافة ,والتقييم تم على أسااس هاذه النسابة
على النحو التالي:
-1فهم لتوزيع اْلرض المملية و لقطع سكنية تم اختيارها فى مناطق التالل والتي تصل الى اكثر من 10هكتارا
-2إحصاء عدد من المباني في منطقة 1
-3حساب متوسط نسبة ضرر اْلبنية فوق اْلرض الهابطة المقترحة في مجال 1
- 4حساب عدد المباني المتضررة بسبب هبوط اْلرض في اْلرض المملية المطورة للسكن في مناطق التالل,و
على النحو التالي :
:نسبة اْلضرار في اْلبنية المقامة فوق اْلرض المملية والمصممة كقطع سكنيه في مناطق التالل.
:عدد المباني الموجودة على اْلرض المملية والمخططة كقطع سكنيه في مناطق التالل
:عدد المباني المتضررة في اْلرض المملية المصممة كقطع سكنيه في مناطق التالل
ويشمل متوسط نسبة اْلبنية المنهارة المتعلقة باْلرض المقترحة ,لذا تكون نسبة اْلبنية المنهارة وفق
الصيغة االتية:
( ).
مالحظة :تستخدم هذه الطريقة الوحيدة لتقييم اْلبنية الخشبية ,كما تطبق الطريقة لتقييم أضرار المباني من
( )1 4
أنواع الهياكل اْلخرى.
المصادر
Flooding and flash floods, national disaster education coalition, American Red cross.-3
www.oem.cab.us/disaster تقرير على موقع االنترنت
مقال على موقع االنترنتFlood disaster hits southern Africa .-4
www.news.bbc.co.uk/olmedia
www.mooga.com/mooganews مقال منشور على موقع االنترنت, دول البلقان تكافح الفيضان-5
www.thehollandring.com/1953 مقال منشور على موقع االنترنت1953-flood disaster .-6
www.fao.org اْلمم المتحدة تقريرعلى موقع اإلنترنت- منظمة اْلغذية والزراعة-7
www.alqanat.com مقال منشور على موقع اإلنترنت-8
دار صفاء,1ط,التضاريس اْلرضية دراسة جيومورفولوجية عملية تطبيقية,خلف حسين علي الدليمي.د-9
.ص,2005- اْلردن-عمان,للنشر
مقال منشور على موقع االنترنتLandslide and debris flow -10
www.redcross.org/service
Natural hazards and disaster, assessment and management landslides, -11
www.satimagingcorp.com تقرير منشور على موقع االنترنت
Continuous monitoring system for excavated slopes using GPS-12
www.jice.org.jp,تقرير منشور على موقع االنترنت
تقرير منشور على موقع االنترنتAnalysis and prediction of landslides in GIS. -13
www. satimagingcorp.com
تقرير منشور على موقع االنترنتAssessment of building damage due to ground failure -14
www.iisee.kenken.go.jp/net
الفصل الخامس -إجراءات الحد من آثار الكوارث الطبيعية
المبحث األول -اإلجراءات القانونية
المبحث الثاني -إدارة الكارثة
المبحث الثالث -ستراتيجية الحد من آثار الكوارث
المبحث الرابع -استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة الكوارث
المبحث الخامس -التخطيط لإلغاثة
المبحث السادس -استخدام نظم المعلومات الجغرافية GISفي الحد من اثار الكوارث
المبحث السابع -دور الدفاع المدني في مواجهة الكوارث
المبحث الثامن -اجراءات الحد من اثار الكوارث على العمران
المبحث التاسع -الجهات المسئولة عن الكوارث في العالم
المبحث العاشر -المقترحات والتوصيات العامة المتعلقة بمواجهة الكوارث
المبحث األول – اإلجراءات القانونية:
اتخذت اْلمم المتحدة عدة إجراءات للحد من آثار الكوارث التي تصاعدت وتيرتها في السنوات اْلخيرة
وخاصة الربع اْلخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي ,ومن تلك اإلجراءات ما يأتي:
-1حث المجتمعات على مواجهة المخاطر من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة ومنها ما يأتي :
أ -عقد معاهدات بين السلطات العامة لمواجهة الكوارث.
ب -زيادة الوعي العام بين السكان في كيفية مواجهة الكوارث.
ج -تشجيع وتسهيل نقل بيانات ومعلومات تتعلق بالكوارث بين الدول.
د -تحفيز القطاعات المشتركة المختصة في مجال الكوارث للتعاون فيما بينها.
-2تطوير اْلساليب اْلكثر تأثيرا في مواجهة الكوارث والحد من آثارها االقتصادية والبشرية بما يحقق طوق
آمني مستمر.
-3اتخاذ اإلجراءات المنسجمة مع نوعية الكوارث ,والتكن على نطاق دولة بل عدة دول .
-4تطوير حضري شامل ووضع ستراتيجيات ومخططات الستعماالت اْلرض تناسب طبيعة الكوارث في كل
منطقة.
-5إعادة النظر في صيانة آثار البيئة من خالل تشريعات تغطي مناطق الخطر ,ووفق معايير مناسبة تقلل من
المخاطر البيئية.
()1
-6تشجيع الحلول المناسبة لمواجهة مخاطر الكوارث.
هو نظام إلعطاء معلومات مسبقة حول احتمال حـدوث كارثة متوقعـــة ،وهو عنصـر ال غنى عنه في أي
ستراتيجية للتخفيف من شدة الكوارث وإدارتها ,وهذا النظام مهم في تـذكير أصحاب القرار وإثارة الوعي العام
والتأهب لمواجهة الكوارث وتخفيف آثارها ,وإذا ما توفر وقت طويل قبل حدوث بعض اْلخطار مثل الجفاف فإن
هذا الوقت يكون قصيرا نسبيا بالنسبة ْلنواع أخرى من الكوارث ،وإن كان قد حدث تحسن ملموس في التنبؤ
باْلخطار نتيجة تطور التقنيات الحديثة في هذا المجال ,فاستخدام اْلقمار الصناعية للحصول على معلومات مسبقة
عن توقيت العواصف االستوائية وأماكن وجودها ضاعف من فترة التحذير من 24ساعة عام 1990إلى 48ساعة
عام ،1999بينما تحسنت فترة التحذير من اْلعاصير من 8أو تسع دقائق إلى 17دقيقة ,ويبدو أن اإلنذار المبكر
بالنسبة للعواصف االستوائية قد تحسن بصورة ملموسة بالنسبة لفترة التحذير بحيث يمكن نقل السكان وممتلكاتهم
من المناطق التي ستضربها هذه العواصف إلى مواقع آمنة ,ويكتسب ذلك أهمية خاصة بالنسبة إلنقاذ المزارعين
وصيادي اْلسماك الذين يعملون في المناطق الساحلية المهددة بالخطر ,ومع تحسن المعلومات وفهم الظواهر
الطبيعية ،حدث تحسن في وضع معايير لمواجهة الكوارث في كثير من أنحاء العالم.
-2تقدير المخاطر:
يتضمن تقدير المخاطر معلومات كمية ونوعية تفصيلية ،مع معرفة أخطار الكارثة ،أي انعكاساتها الطبيعية
واالجتماعية واالقتصادية والبيئية ،واآلثار التي قد تنجم عنها ,ويشمل ذلك االستخدام المستمر للمعلومات لتحديد
احتمال حدوث بعض الحوادث ومدى جسامة نتائجها المحتملة ,وقد يشتمل ذلك على اْلنشطة التالية:
أ -تحديد طبيعة الكارثة المحتملة ومكانها واحتماالتها ومدى جسامتها.
ب -تحديد درجة التعرض لهذه الكارثة المحتملة.
ج -معرفة القدرات المؤسساتيه والموارد المتوفرة لتحمل النتائج المحتملة للكارثة.
د-وضع تصورات وتدابير لمواجهة الكارثة.
يحدد برنامج التأهب اإلجراءات التي ستتخذ ،والمسؤوليات والترتيبات المؤسساتيه ،وكذلك الموارد والسياسات
واإلجراءات التي ينبغي تجهيزها،وتشغيلها عند حدوث الكارثة ,وينطوي ذلك على إدارة إمدادات كافية لحالة
الطوارئ (أغذية وأدوية ومواد أخرى) في مواقع استراتيجية ،واإلبقاء على آليات طارئة للتمويل ،وخطة
للوجيستيات التي قد يتطلبها اْلمر.
وقد أوضحت مختلف التجارب القطرية أن برامج التأهب السليمة لمواجهة الكوارث تلعب دورا رئيسيا في التقليل
من الخســائر في اْلرواح والممتلكات أثنــاء الكوارث ,فعنـدما ضرب اإلعصار ميتشيل كوبا في نوفمـبر /تشرين
الثـاني 2001وهو أقوى عاصفة تتعرض لها كوبا منذ عـام 1944تكفلت برامج التأهـب والتخطيـط الفعالة
بمواجهة الكارثــة وقامت بإجالء 700 000شخص إلى مالجئ للطوارئ في الوقت المناسب.
وعندما تعرضت موزمبيق لسنتين متتاليتيــن من الفيضانــات ،نجحت الخطـط المحلية والقطرية المعـدة إعدادا جيدا
في إنقــاذ 34 000شخـص من الغــرق.
وفي بنغالدش عندمـا تعرضت إلعصار قوي في عام ،1997نجح برنامج التأهب لمواجهة هذا اإلعصار في إجالء
1 000 000شخص إلى أماكن آمنة ،وكانت الخسائر في اْلرواح أقل من 200شخص ،مقابل 500 000
شخص لقوا حتفهم في فيضانات ,1970والشك أن انخفاض عدد حاالت الوفاة في العالم بسبب الكوارث في
التسعينات مقارنة بالعقود السابقة يعود إلى برامج التأهب المتعلقة بالفيضانات.
تعد استراتيجيات التنمية الزراعية المستدامة والسريعة التي تنطوي على خطط للحد من آثار الكوارث هي
أكثر الطرق نجاحا على المستويين المحلي والقطري ,فالدراسات المتوفرة تشير إلى أن جزءا ال يكاد يذكر من
اْلموال التي تنفق على مواجهة الكوارث ،أو يستخدم في االستثمار من أجل تقليل التعرض لهذه الكوارث ,كما
أظهرت البحوث أن مبلغ 40مليار دوالر الذي أنفق على تخفيف حدة الكوارث يفترض أن يقلل الخسائر االقتصادية
في العالم بنحو 280مليار دوالر ،لو أن هذا المبلغ استثمر في مشروعات طويلة اْلجل تقلل من تعرض المجتمعات
إن التنمية الزراعية المحلية للكوارث.
الناجحة التي تقوم على قاعدة عريضة مع خطط فعالة لتخفيف آثار الكوارث تعد ضمانا الستدامة قاعدة الموارد
وعملية التنمية ،وبإمكانها أن تقلل من التعرض للكوارث عن طريق:
-1تخفيف شدة الفقر بإيجاد فرص للعمل وتوفير دخل في المناطق الريفية.
-2تحفيز النمو االقتصادي العام ،إذ أن الزراعة في كثير من بلدان الدخل المنخفض هي القطاع الرائد الذي له
ارتباطات وتأثيرات مضاعفة على جميع فروع االقتصاد.
-3تنويع قاعدة االقتصاد من خالل تحفيز نمو القطاعات اْلخرى وزيادة نصيبها في الناتج المحلي اإلجمالي ،مع
تقليل نصيب الزراعة باعتبارها أكثر القطاعات حساسية من الكوارث المائية والجوية.
-4العمل على زيادة الدخل ،وزيادة قدرة اْلسر والمجتمعات المحلية والبلد ككل على تحمل تأثير الكوارث.
-5النهوض بقدرة المجتمعات المحلية من أجل تحسين المحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها.
-6التخطيط الستخدام اْلراضي هو اْلساس في أي جهود قطرية لتخفيف وطأة الكوارث الطبيعية ,فبمجرد صياغة
خطط مناسبة تعمل على توفير عدد من التوجهات الزراعية والسمكية ,والتي يمكن تطبيقها عمليا للحد من التعرض
للكوارث وزيادة المرونة في مواجهتها ,أن دمج استراتيجيات الحد من أخطار الكوارث في خطط التنمية يسهم في
بذل الجهود لتخفيف آثار الكوارث بصورة مستمرة ،وبالتالي الحد من أي انقطاع محتمل لجهود التنمية بسبب تكرار
الكوارث ,والشك أن إجراءات التخفيف من الكوارث تتفاوت بحسب نوع الكارثة وكما يلي:
-1إقامة شبكات ري صغيرة ،وعلى اْلخص في المناطق شبه القاحلة ،مع إجراءات لمكافحة الملوحة والتغدق
وتلوث المياه الجوفية.
-2اإلدارة المتكاملة للموارد الطبيعية على مستوى مكامن المياه ،بما في ذلك إحياء اْلراضي المتدهورة وإدارة
المياه بصورة صحيحة.
-3إصالح اْلراضي المتصحرة والموارد المائية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة ،ويدخل في ذلك مكافحة تآكل
التربة ،وغرس اْلشجار ،وإدخال الزراعة الحرجية في نظم الزراعة ،وإدارة المياه بأسلوب مقنن ،والتكامل بين
اإلنتاج الزراعي والحيواني ضمانا الستدامة النظم الزراعية.
-4تنويع المحاصيل والمنتجات الزراعية لسد الحاجة وتجنب أخطار إصابة بعض المحاصيل يتم اعتمادها دون
غيرها.
-5إدخال اْلصناف الوفيرة الغلة ،بما في ذلك أصناف المحاصيل المحسنة والمهجنة التي تقاوم الجفاف واآلفات.
ث -وضع معايير ونظم للبناء يتم تطبقها من قبل شركات اإلنشاءات لحماية المباني من تأثير الزالزل.
يشير تقرير اْلمم المتحدة المعنون العيش مع الخطر -استعراض عالمي لمبادرات الحد من الكوارث ،أن
العديد من البلدان اتخذت خطوات إلدخال عملية الحد من خطر الكوارث في تخطيطها القطري للتنمية االقتصادية
واالجتماعية ,وبدأت بعض البلدان وفي مقدمتها الصين في التنفيذ التدريجي لخططها القطرية للحد من الكوارث في
إطار خططها العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية ,وفي كثير من البلدان اْلخرى نجد أنه في الوقت الذي يوجد فيه
إطار أساسي لستراتيجية الحد من أخطار الكوارث ،فإن عملية إدماج هذا اإلطار وتنفيذه في سياسات وبرامج التنمية
الوطنية مازال يمثل تحديا لهذه البلدان.
ومن اْلمثلة على مواجهة الكوارث هي إجراءات الحد من االضطرابات التي تسببها الكوارث في بلدان الجزر
الصغيرة في البحر الكاريبي:
أن اقتصاديات الجزر الصغيرة التي تتعرض كثيرا للكوارث شرقي البحر الكاريبي مازالت تعاني بصورة دورية من
آثار اْلعاصير االستوائية ,ولكن االضطرابات التي تسفر عنها هذه الكوارث أصبحت أقل حدة وأقصر تأثيرا ،ولم تعد
تشكل تهديدا لألمن الغذائي على المدى البعيد,على سبيل المثال الدومينيكان لم تحتاج إلى معونات غذائية دولية في
أعقاب اإلعصار المدمر الذي تعرضت له في عام ,1979فهناك مجموعة مناسبة من التطورات ساهمت في تقليل
التعرض للكوارث منها التنوع االقتصادي وخطط لحماية البنية اْلساسية ,ومن بين اإلجراءات التي قللت من التعرض
للكوارث ما يأتي:
-2توزيع المخاطر:
تحمي خطة WINCROPاإلجبارية للتأمين على محصول الموز،وهي الخطة التي وضعها مجلس تسويق الموز
في 1988-1987في الجزر اْلربعة المواجهة للريح (دومينيكان وغرينادا وغر ينادين وسانت لوسيا) لدعم
مزارعي الموز ،بتقديم تعويضات مالية جزئية في حالة فشل المحصول بسبب العواصف.
وقد استخدمت تلك التقنية في دراسة الفالق الذي يمتد من شرق أفريقيا إلى فلسطين وسوريا و لبنان ,وتمت عمليات
الرصد لمواقع معينة خالل الفترات 1985و 1988و 1993و 1998و ,2003وجرى المسح باستخدام أقمار الندسات
اْلمريكي وسبوت الفرنسي وارس – 1اْلوربي ,وقد ساعدت تلك الصور والبيانات في التعرف على البنية التكتونية
والمفاصل الفالقية في الطبقات تحت السطحية واْللواح اْلرضية الرئيسة ,ومن خالل تحليل القيم الرقمية لتقسيمات
المواقع اْلرضية عموما تم التنبؤ بحدوث عدد من الزالزل,ومنها زلزال ازميت في تركيا ,حيث أشارت البيانات
الفضائية إلى وجود تشوهات باالستطاليات المتداخلة والناجمة عن حركات الضغط الصفيحي ونشاط في الفوالق
المتباعدة في منطقة ازميت التركية ,فضال عن حدوث تأين كبير في الغازات وزيادة في تسرب غاز الرادون المشع,
وقد اقترنت البيانات الفضائية التي قدمتها اْلقمار المتخصصة بالقياسات الجيوفيزيائية الفضائية بمعلومات عن تغير
( )5
الحقول المغناطيسية وازدياد حرارة اْلرض على نحو عزز من التوقعات بحدوث الزلزال في تلك المنطقة.
كما يستخدم المسح الجيوفيزيائي الفضائي في تحديد مواقع البراكين بواسطة اْلشعة تحت الحمراء ,وفي التنبوء
الجوي باستخدام اْلشعة فوق البنفسجية.
يضم مركز المحيط الهادئ 170محطة مراقبة ،تتجمع معلوماتها للتحذير من تسونامي ،ومقره هونولولو في
جزر هاواي اْلميركية ،وترتبط بهذا المركز 26دولة ،ليس بينها أي من دول جنوب شرق آسيا .
وبدأ تنفيذ نظام اإلنذار المبكر باْلمواج العاتية الدولي في العام ,1965وكان زلزاال قوته 9درجات على مقياس
ريختر قد وقع في العام 1964في المناطق البحرية بأالسكا واجتاحت اْلمواج العاتية الخطيرة الناتجة عنه معظم
مناطق الوالية ,وبعد وقوع الكارثة بدأت مصلحة البحار والمناخ الوطنية اْلميركية العمل في البحوث المعنية
بنظام اإلنذار المبكر باْلمواج العاتية الدولي وحققت نجاحا بشكل تدريجي ,وبعد ذلك انضمت إلى هذا النظام
بالتتابع بعض الدول بأميركا الشمالية وآسيا وأميركا الجنوبية وبعض الدول الجزرية الواقعة على حزام الزالزل
في المحيط الهادئ .ويتمكن هذا النظام من إبالغ الدول المعنية بحدوث أمواج عاتية مدمرة فيها قبل 3إلى
4ساعة من وقوعها.
ومنذ عام ،2001قامت اإلدارة القومية للمحيطات والطقس اْلميركية بتطوير أجهزة ووسائل قياس أطلقت عليها
تسمية «توسناميترز» وهي أجهزة دالة على قياس موجات المد البحري أو«التسونامي» كما تشير العبارة,
وبفضل تركيب ستة من هذه اْلجهزة في عمق يتراوح بين 2،5إلى 4أميال داخل المحيط الهادئ فقد أصبح في
اإلمكان قياس التغيرات التي تطرأ على ارتفاع موجات المحيط في حال مرور موجات تسونامي في ذلك العمق,
وما أن ترصد تغيرا ما بفعل الموجات المذكورة حتى تعجل بإرسال إشارات إنذار صوتية إلى عوامة طافية فوق
السطح ,ومن هناك تنبعث اإلشارة الصوتية إلى اْلقمار االصطناعية المتصلة بها ،لتعود منها ثانية إلى اْلرض،
حيث مراكز اإلنذار المبكر عن التسونامي ،والمنصوبة في كل من هاواي وأالسكا ,وال تستغرق كل هذه العملية
أكثر من دقيقتين لكي تصل اإلشارة إلى مراكز اإلنذار المبكر.
تمتلك اليابان خبرة كبيرة في التعامل مع أمواج تسونامي باعتبارها أحد أكثر الدول المعرضة للزالزل في
العالم ،ومصطلح تسونامي نفسه هو ياباني المنشأ واْلصل ،كما أن لوحة فنان القرن الثامن عشر الياباني الشهير
هوكوساي التي تصور أمواج تسونامي وهي تجتاح جبل فوجي ،ربما كانت اْلشهر على اإلطالق .وتأخذ
اليابان مخاطر التعرض لتسونامي مأخذ الجد ,حتى أن إحدى الجامعات اليابانية لديها كلية هندسة تخصصية في
مجال دراسة هذه الظواهر وتأثيراتها ,ويوجد في اليابان أيضا هيئة مواجهة تسونامي ،أنشئت في عام ,1952
وتديرها جمعية اْلرصاد اليابانية ,ولدى اليابان ستة مراكز إقليمية متصلة بـ 300جهاز استشعار موزعة في
أنحاء الجزر اليابانية ،وتشمل 80جهاز استشعار طافية في مياه البحار لرصد النشاط الزلزالي على مدار
الساعة.
وفي حال ظهور مؤشرات على أن زلزاال ما قد يسبب موجات تسونامي فإن هيئة اْلرصاد تصدر إنذارا خالل
ثالثة دقائق من تحديد طبيعته ,ويتم بث اإلنذار على جميع اإلذاعات والقنوات التلفزيونية ،وفي حالة الضرورة
يتم إصدار أوامر باإلجالء ,وتهدف هيئة اْلرصاد من ذلك إلى إصدار تحذير للمواطنين قبل 10دقائق على
اْلقل إلخالء المنطقة المعنية ,وتصل التحذيرات للسلطات المحلية والحكومة المركزية ومنظمات اإلغاثة
والطوارئ أيضا عبر قنوات خاصة لتمكينها من التحرك السريع لمواجهة الكارثة.
وتعد شبكة المعدات والتجهيزات لدى هيئة اْلرصاد اليابانية متطورة للغاية حتى أنه يمكنها التنبؤ بارتفاع
وسرعة واتجاه وموعد وصول أي تسونامي يحتمل أن يضرب الشواطئ اليابانية.
ويضاف إلى نظام اإلنذار المبكر المتطور هذا قوانين البناء الصارمة الجديدة للحماية ضد أي تسونامي أو
زالزل ،والتخطيط الجيد لمواجهة الكوارث والذي ساعد حتى اآلن في تقليص عدد الضحايا من اليابانيين في مثل
هذه الكوارث الطبيعية .
وعندما اكتسحت تسونامي جزءا من جزيرة هوكايدو الشمالية في العام 1993وبلغ ارتفاعها 30مترا لم يتجاوز
عدد الضحايا 239شخصا بسبب امواج تسونامي والزلزال المسبب لها ,حيث تمكنت هيئة اْلرصاد من بث
التحذير بحدوث تسونامي خالل خمس دقائق من وقوعها ،و كانت الهزة الزلزالية قريبة من الشاطئ بشكل كبير
حتى أنه في الوقت الذي صدر فيه اإلنذار كانت الموجة اْلولى قد ضربت ضربتها ,وفي عام 1999أدخل
نموذج جديد للتنبؤ بتسونامي في الخدمة.
نجح الصينيون في تحسين وتكامل أنظمة مراقبة الكوارث الطبيعية واإلنذار المبكر في مختلف أنحاء
البالد,وتعد الصين من الدول التي تعانى من اخطر الكوارث الطبيعية ،فمنذ عام 1999كان حجم الخسائر
االقتصادية المباشرة من الكوارث الطبيعية ومنها الفيضانات والجفاف والزالزل واالنهيارات الجبلية
واْلعاصير والسيول المحملة بالطين والحجارة وحرائق الغابات واآلفات الزراعية مابين 3إلى 5بالمائة من
إجمالي الناتج المحلى,وحتى نهاية العام 2000تم تشكيل شبكات مراقبة عامة في الصين ومنها شبكات
اْلرصاد الجوية ومراقبة الزالزل واإلنذار المبكر ومكافحة اآلفات الزراعية والغابية ومراقبة البيئة البحرية,
وهذه الشبكات مزودة بأجهزة االتصاالت الالسلكية واإلنترنت والتلفزيون ومحطات اإلذاعة اْلساسية لبث
أخبار الكوارث الطبيعية ,كما تستخدم الصين تكنولوجيا متقدمة مثل أنظمة االستشعار عن بعد باْلقمار
الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية وتحديد المواقع على نطاق العالم والية مكافحة الفيضانات وأعمال
اإلنقاذ وأنظمة القيادة,وقد حققت الصين إنجازات في سلسلة البحوث العلمية لمكافحة الكوارث وتخفيض
الخسائر الناتجة عنها مثل ارتفاع نسبة التنبوء بوقوع الزالزل واْلمطار الجارفة خالل 24إلى 48ساعة
وكذلك هبوب العواصف واْلعاصير خالل 3 -2أيام .
-2التوقعات المستقبلية:
أن الخطط في جوهرها تعد قرارات تخص المستقبل,وحتى تكون هذه القرارات موضوعية وعملية فمن
الضروري أن تضع اإلدارة توقعاتها حول المستقبل,وفي مجال اإلغاثة فإن توقعات المستقبل تقتضي دراسة
الموقف الحالي واالنتقال منه على المستقبل ,وذلك من حيث دراسة أبعاد الكوارث التي تواجه المجتمع الذي تعد
له خطط اإلغاثة وتأثيراتها المختلفة على المجتمع ،وتقييم ما لدى الدولة من إمكانات وكذلك الموقف اإلقليمي
والدولي ,وتحديد الجهات التي يمكن االستعانة بها ْلغراض اإلغاثة ,بمعنى توقع أكثر االحتماالت التي يمكن أن
تحدث كي يتم على ضوئها اتخاذ الخطوات المالئمة في مجال إعداد خطط اإلغاثة .
ومن أجل تحديد هذه التوقعات بشكل دقيق فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن توظيفها في هذا الشأن ,ابتداءا
من مجرد وضع تخمينات غير مدروسة إلى االستعانة بجلسات العصف الذهني ,واالستفادة من الطرق اإلحصائية
وتقنية المعلومات الحديثة.
-3وضع البدائل:
ان التحدث عن التخطيط وأعداد الخطط يعني الكالم عن بدائل مختلفة يمكن أن طرحها ومقارنتها فيما بينها من
أجل اختيار البديل أو البدائل المالئمة.
ونظرا ً لتعدد أعمال وأنشطة اإلغاثة لذا يتوفر عدد كبير من البدائل تفرضها طبيعية النشاط اإلغاثي الذي يتم
التخطيط له ,لذا عند وضع الخطط البد أن يؤخذ بنظر االعتبار طبيعة نوع الكارثة ,أو الكوارث التي يتوقع
حدوثها ,والمنظمات المحلية واإلقليمية والدولية التي سوف نتعامل معها ،وطبيعة النشاط اإلغاثي الذي سوف يتم
القيام به ,وذلك فيما يتعلق باإلخالء واإليواء وإعادة اْلوضاع إلى ما كانت عليه قبل الكارثة ,أو أفضل مما كانت
عليه ,ثم كيفية التعامل مع مواد اإلغاثة من حيث تأمينها وتخزينها وتوزيعها ،إلى جانب طبيعة القوى البشرية
المشاركة في اإلغاثة ,وذلك من حيث كونهم رسميين أو متطوعين ..الخ.
وايا ً كان اْلمر فإن الوصول إلى هذه البدائل واالختيار من بينها البد أن يتم وفقا ً لمعايير محددة يأتي من بينها
الظروف اإلنسانية ،االجتماعية ،والثقافية ،والسياسية ،واالقتصادية التي تحكم اختيار بديل دون سواه بالنسبة
لوضع بدائل اإلغاثة.
-1التخطيط للكارثة:
يتضمن التخطيط للكوارث التنبؤ بحدوثها المحتمل وتأثيرها على حياة اإلنسان واْلضرار بالممتلكات
والبيئة,أن التعرف على تلك العناصر يساعد على تحديد فعالية إجراءات التخطيط للتخفيف من آثار الكارثة
المحتملة,مثل الحماية من الزلزال أو اْلعاصير أو الحرائق أو الفيضانات أو الجفاف أو اْلمراض وغيرها من
الكوارث ,وهذا يحتاج إلى مراكز إخالء متطورة ,ويمكن تحديد المناطق التي تتعرض إلى خطر كبير,والتخطيط
لذلك بفاعلية وسرعة يمكن أن يكون من خالل استخدام , GISإذ تعد تلك النظم أداة جيدة جدا في إدارة
الكوارث,فمن خاللها يتم تحديد مدى وحجم الكارثة في المناطق المعرضة للخطر,وكيفية االستجابة السريعة
لمواجهة تلك المخاطر,ومن خالل مرافق وشبكة النقل التي تستخدم بشكل امثل ْلغراض اإلغاثة واإلجالء في
المدى القصير,أي اإلجراءات السريعة للمواجهة,والتي قد تكون قبل وقوع الكارثة بزمن قصير جدا ,فمن خالل ما
توفره نظم المعلومات من بيانات على شكل خرائط ومخططات تتعلق بالمناطق التي تتعرض إلى المخاطر يتم
أجراء عملية اإلغاثة.
-2إدارة الكارثة:
تحدث بعض الكوارث دون سابق إنذار أو تحذيرات مثل الزلزال,وهذا النوع من الكوارث يحتاج إلى اتخاذ
التدابير الالزمة لمواجهتها والحد من آثارها,لذا تعمل الجهات المسؤولة عن إدارة الكوارث على تحديد مراكز
المساعدة فور حدوث الكارثة,وتوفير مراكز إخالء آمنة ومالئمة,حيث يكون لنظم المعلومات GISدورا فاعال
في هذا المجال من خالال توفير خرائط عن موقع الكارثة واقصر الطرق الواصلة أليها واْلماكن اآلمنة
لإلخالء,كما تعمل تلك النظم على التنسيق الفعال للبيانات المكانية لهدف معين ,ومن خالل سرعة توفير
المعلومات وبشكل مرئي أو مكتوب أو مخطط أو مجدول عن موقع الكارثة.
وهذه المعلومات تسهم في وضع خطط العمل التي يمكن أن تتحول إلى مواجهة الكارثة من خالل تنسيق عمل
المسؤولين عن الطوارئ ,وطوارئ الكوارث يتطلب ردا سريعا على المخاطر ,وتحديد اْلولوية ووضع خطط
متكاملة لغرض حماية اْلرواح والممتلكات والبيئة.
وقد تواجه شبكة مرافق النقل ضغطا كبيرا بسبب الحركة غير االعتيادية بين المناطق المنكوبة والمناطق
المجاورة اْلخرى,حيث تكون الحركة من المناطق المجاورة لغرض اإلغاثة واإلنقاذ بأنواعها الحكومية وغير
الحكومية,أما من المناطق لمتضررة فيكون الخالء المصابين وهروب السكان الناجين إلى مناطق آمنة,وربما
تكون الحركة فوضوية.
ويمكن عن طريق برامج نظم المعلومات تحديد افضل واقصر الطرق إلى موقع الكارثة,وتنظيم الحركة بشكل
صحيح عبر الطرق المتاحة.
شكل رقم ( )5-7خريطة توضح توزيع الماء واليابس وحدود الصفائح التكتونية
ثالثا -استخدام نظم المعلومات الجغرافية في الدراسات الزلزالية:
تعد نظم المعلومات الجغرافية إحدى نظم المعلوماتية الحديثة العهد،وقد القت رواجا ً في العديد من مجاالت
العلوم المختلفة مثل تخطيط المدن وإدارة الشبكات والتطبيقات اْلخرى التي تعتمد على الطوبولوجيا Topology
(علم الخصائص والعالقات المكانية) والتحليل المكاني . Spatial Analysis.
وبدأ التفكير جديا ً في استخدام نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الكوارث وتأمين السالمة العامة منذ أواخر
القرن الماضي نتيجةً لتوفر التجهيزات الحاسوبية وتزايد كفاءتها باإلضافة إلى انتشار االستخدام المدني للصور
الفضائية,الشكل رقم( )5-8يوضح صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية.
شكل رقم( )5-8يوضح صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية.
إن الغاية من عرض بعض التطبيقات في هذا المجال هو بيان أهمية استخدام نظم المعلومات الجغرافية في
الدراسات الزلزالية والوصول إلى النتائج التالية:
-1توجد ضرورة الستخدام نظم المعلومات الجغرافية في إجراء الدراسات الزلزالية لمنطق ٍة ما.
-2إن نظم المعلومات الجغرافية ترفع من كفاءة إدارة الكارثة الزلزالية ولذلك فإن اعتمادها وتطبيقها أمر هام في
التخفيف من الضرر الزلزالي وبالتالي الحفاظ على اْلرواح والممتلكات.
-3إن استخدام نظم المعلومات الجغرافية يتطلب طيفا ً كبيرا ً من البيانات والمخططات ,ولكن ما ينتج عنها على
مقدار كبير من اْلهمية يبرر صرف المال والجهد في اإلعداد والتحضير.
-4إن التدريب على إدارة الكارثة الزلزالية هو أمر ضروري ولكنه غير كافٍ لمواجهة الكارثة الحقيقية ،ويجب
أن تكون جهات الدفاع المدني مستعدة للتعامل مع حاالت انعدام المعلومات ومصاعب رصد الموارد,و إن نظم
المعلومات الجغرافية قادرة على محاكاة الكارثة الحقيقية وبالتالي بناء تصور أولي لحجم الكارثة ،وهذا بدوره
يساعد في رصد الموارد وتحريكها.
-5إن النمذجة الزلزالية للمدن باعتماد نظم المعلومات الجغرافية لها دور فاعل في كشف مواطن الخلل التي ال
يمكن كشفها بالطرق التقليدية (موضع منشآت الدفاع المدني ،مناطق ذات احتمال خطر مرتفع) وبالتالي يمكن
تالفي مواطن الخلل هذه قبل فوات اْلوان.
تساهم دراسة تاريخ الزالزل السابقة التي أصابت منطقة ما في تحديد زلزالية هذه المنطقة ,وبالتالي تساعد في
تحديد ورسم خرائط النطاق الزلزالي,حيث توجد أكثر من طريقة لرسم خارطة النطاق الزلزالي ،ومنها على
مصدر للبيانات الزلزالية
ٍ سبيل المثال الطريقة التقليدية لتقييم الخطر الزلزالي من خالل العودة إلى أكثر من
باعتبار فترة رجوع محددة تكون غالبا ً 50سنة ,وشدة زلزالية ال تقل عن قيمة محددة ( 5.5ريختر مثالً),حيث
يجري تحليل هذه الزالزل بإهمال الزالزل السابقة و االرتدادية وإعطاء وزن أكبر للزالزل التي حدثت في فترات
أقرب ،ومن خالل دراسة احتمالية التكرار و التوافق مع الفوالق والصدوع المجاورة وباستخدام عالقات التوهين
يتم رسم الخريطة الزلزالية االحتمالية.
وتستخدم الخرائط الزلزالية عند إجراء الدراسة اإلنشائية لمنشأة ما وتصميمها لمقاومة اإلجهادات الناجمة عن
حركة اْلساسات بفعل الزالزل،وهي قيمة تصميميه يعبر عنها بالرمز Zفي عالقة الكود العربي السوري
لحساب قوة القص القاعدية . )V=Z.I.K.C.S.W).
وتعد نظم المعلومات الجغرافية من أكثر النظم مرونة في الربط بين البيانات و المخططات ,أو توليد المخططات
من قواعد البيانات ،ويمكن استخدامها في توليد الخرائط الزلزالية ,كما في الشكل رقم ( )5-9خريطة زلزالية
لليابان.
أن تلك الخريطة تم توليدها من السجالت التاريخية للزالزل التي أصابت اليابان خالل الخمسة والعشرين عاما ً
الماضية,أما الشكل رقم ( )5-10خريطة توضح الشدات الزلزالية في اليابان.
شكل رقم ( )5-9خريطة زلزالية لليابان.
أن التنبوء بالزالزل أمر تكتنفه الكثير من العقبات حالياً ،حيث تسعى جميع الكودات العالمية المستخدمة في
تصميم المنشآت المدنية التقليدية إلى الحد من تضرر العناصر اإلنشائية وغير اإلنشائية في الهزات المنخفضة
الشدة,والحد من تضرر العناصر اإلنشائية وغير اإلنشائية بالمستوى الذي يتيح اإلصالح والترميم في الزالزل
المتوسطة،ومنع االنهيار الكلي أو الجزئي في الزالزل عالية الشدة من أجل تجنب الخسائر في اْلرواح ,و هذا
اْلمر مرهونا ً بمدى االلتزام بتطبيق المواصفات التصميمية التي تطالب بها الكودات وااللتزام بتنفيذها من ناحية,
و شدة الزلزال الحاصل من ناحية أخرى ،ففي الزالزل الشديدة تنهار العديد من المنشآت رغم أنها مطابقة
لموصفات الكود التصميمية ،ويكون السبب عندها إما أن الكود متساهل في احتياطاته ،أو أن الزلزال قوي جدا ً
وال تستطيع أي منشأة تحمله ,لذا ال يعد انهيار المنشآت هو السبب الوحيد لكثرة الخسائر البشرية و المادية ،فعلى
سبيل المثال في زلزال كوبي في اليابان 1995/1/17الساعة 4:25بشدة 6.2على مقياس ريختر كانت الخسائر
البشرية ناتجة أساسا ً عن انتشار الحرائق التي تلت الزلزال ,وتأخرت السيطرة عليها.
.إن توقع حدوث الزلزال هو أمر فائق اْلهمية ولكنه بالغ الصعوبة ،إن إدارة الكارثة بشكل جيد ومنظم تساهم في
اإلقالل من الخسائر ,وهذه اإلدارة يجب أن تستند على معلومات عن مواقع الضرر وتوزيعه ,والحصول على
هذه المعلومات ودراستها أمر صعب في الساعات اْلولى بعد حدوث الكارثة ،ولكن باعتماد نظم المعلومات
الجغرافية يمكن عمل نموذج افتراضي يتوقع الضرر الحاصل ,والقيام بتحديث هذا النموذج وفقا ً للمعطيات الفعلية
الواردة,ويمكن بناء هذا النموذج من خالل تأمين البيانات مسبقا ً عن المنشآت وميزاتها ،حيث يمكن منح كل منشأة
وزنا ً يعتمد على مدى تحقيقها لمواصفات السالمة وكفاءتها على مقاومة الزلزال ،وتحول هذه المواصفات إلى
أرقام ترتبط بمواصفات المنشأة مثل وجود الجمل المقاومة ،الطابق اللين ،الطابق الضعيف ،اْلعمدة القصيرة،
التناظر ،الخ.والبد من أخذ موقع المنشأة وتربة التأسيس بعين االعتبار مثل احتمال حصول ظاهرة فوران التربة
أو انزالقها أو حصول طنين وتضخيم الطاقة الزلزالية ،إلخ.باإلضافة إلى مالحظة عوامل أخرى تتعلق بتأثير
المنشآت المجاورة مثل ارتفاع المنشآت المجاورة ووجود الفواصل والضرر الذي قد ينشئ عن تضرر البنية
التحتية ،إلخ.إن ما سبق هو جزء من العوامل التي يجب أخذها بعين االعتبار عند نمذجة مدينة ما زلزاليا ً و يجب
تحويل هذه العوامل إلى أرقام تعتمد على التناسب (كأن تعطى درجة تظهر مدى مالئمة طبيعة تربة التأسيس من
ويجب أن ترتبط 1إلى 5مثالً) أو تعتمد على معايير نسبية حقيقية (اعتماد ارتفاع البناء بقيمته الفعلية).
هذه البيانات بنموذج ثالثي اْلبعاد يبين موضع المنشآت والعالقات المكانية بينها ،كما تظهر فعاليات الطوارئ
ومتطلباتها (مراكز اإلطفاء و المستشفيات و الطرق…),الشكل رقم ( )5-11يوضح مواضع اْلبنية وارتفاعاتها
ومواقعها.
ب -الحرائق:
تمثل الحرائق احد الكوارث االساسية التي تتعرض لها مناطق واسعة من العالم,حيث تتعرض الغابات والدور
السكنية والمنشأت والمؤسسات المختلفة للحريق السباب مختلفة,قد تكون بسبب ارتفاع درجات الحرارة او
لحدوث زلزال او تماس كهربائي او تسرب غاز او أي سبب اخر طبيعي او بشري,حيث تمتلك اجهزة الدفاع
المدني المعدات الالزمة لمواجهة تلك الكارثة ومحاولة السيطرة على الحريق والحد من الخسائر المادية
والبشرية.
ت -الكوارث الطبيعية االخرى:
تتعرض العديد من المناطق الى الزالزل والبراكين واالعاصير والتي تخلف وراءها دمار كبير في االرواح
والممتلكات,وهنا يبرز دور الدفاع المدني في مواجهة مثل تلك الكوارث النقاذ حياة الناس الذين تعرض والى تلك
الكوارث من خالل انقاذ من هو في خطر تحت االنقاض او حياة المشردين بدون مأوى.
رابعا -دور الدفاع المدني في استخدام التقنيات الحديثة لمواجهة مخاطر القرن الجديدة:
تحاول أجهزة الدفاع المدني في بعض دول العالم إدخال تقنيات وأفكار جديدة تساعدعلى تخفيف المخاطر
الحالية والمتوقعة مستقبالً،وعلى سبيل المثال يمكن التوسع في استخدامات نظم المعلومات واالتصاالت
()15
والتصوير الحراري والكواشف اإلشعاعية الدقيقة ومعدات الطاقة والمياه والمالجئ الحديثة.
رابعا -برنامج الحد من الكوارث والتغلب عليها الخاص ببرنامج األمم المتحدة اإلنمائي:
يقدم قسم االستجابة للطوارئ التابع لبرنامج الحد من الكوارث والتغلب عليها الخاص ببرنامج اْلمم المتحدة
اإلنمائي معلومات على اإلنترنت حول الطوارئ والبرامج الميدانية لبرنامج اْلمم المتحدة اإلنمائي لكل دولة.
-1نظام منع حدوث الطوارئ من اجل أمراض وأوبئة الحيوانات والنباتات عبر الحدود:
تأسس هذا النظام عام 1994من أجل تقليل مخاطر الطوارئ آلتي تسببها اْلمراض واْلوبئة الزراعية المهاجرة أو
المنتشرة عبر الحدود وتعطى اْلولوية إلى موضوعين أساسين وهما اْلمراض الحيوانية و الجراد الصحراوي.
-1ثقافة الكارثة ,مقالة منشورة في مجلة الدفاع المدني الكويتية على موقع اإلنترنت
www.gdocd,gov.,ae./magazine
-2المصدر السابق.
-3الكوارث التواجه بالوسائل العادية ,مقال منشور في صحيفة باب المقال,على موقع اإلنترنت
www.bab.com
-4لجنة اْلمن الغذائي العالمي,الدورة التاسعة والعشرون – روما من 12لغاية 16أيار ,2003نشر مقررات الدورة
على موقع اإلنترنت .www.fao.org
- -5استخدام تقنيات االستشعار عن بعد في التنبؤ عن الزالزل ,مقال منشور في صحيفة النور السورية على
موقع اإلنترنتwww.an-nour.com/212/science,
-6اليابان تطور أجهزة إنقاذ من الكوارث,مقال منشور على موقع اإلنترنت www.ebaa.net/khaber
-7اختراع تصاميم مقاومة للكوارث ,مقال منشور في صحيفة شبكة اْلخبار العربية على موقع
اإلنترنتwww.moheet.com
-8د .محمد بن صالح ود.أسامة احمد العاني ,تقنيات الدفاع المدني ومستجدات المخاطر,بحث مقدم إلى مؤتمر الدفاع
المدني الثامن عشر في السعودية تحت شعار التقنيات المتطورة -استعداد ومواكبة للفترة من .2001/10/10-8
– -9أسامة أمين ,مؤتمر الكوارث في اليابان ,مقال منشور في صحيفة DW-Worldعلى موقع اإلنترنت
www.dw-world.de/dw
-10خمس تجارب عالمية لتوقع التسونامي والزالزل قبل وقوعها,مقال منشور في جريدة الرياض اليومية بتاريخ
2005/4/6وعلى موقع اإلنترنت www.alriyadh.com
-11د.عبد الرحمن احمد هيجان,إعادة هندسة العمليات اإلدارية وتطبيقاتها في عملية التخطيط لإلغاثة,بحث مقدم إلى
مؤتمر الدفاع المدني الثامن عشر في السعودية تحت شعار التقنيات المتطورة -استعداد ومواكبة للفترة من -8
.2001/10/10
GIS for transporation management hn disaster sttuations-12مقال منشور على موقع اإلنترنت
www.ec-gis.org
-13مقال منشور على موقع اإلنترنت عندما تهتز اْلرض .www.4eco.com
Digital Shasta ,Applying GIS technology to volcano Hazards-14مقال منشور على موقع اإلنترنت
www.esri.com
-15د .محمد بن صالح ود.أسامة احمد العاني ,تقنيات الدفاع المدني ومستجدات المخاطر ,مصدر سابق.
-16
-17الطوارئ التأهب والتغلب عليها واالستجابة,مقال منشور على موقع شبكة منظومة اْلمم المتحدة المعنية بالتنمية الريفية واآلمن
الغذائي www.rdfs.net
الفصل السادس -الكوارث الطبيعية في الوطن العربي
المبحث األول -النشاط الزلزالي في الوطن العربي
المبحث الثاني -النشاط الزلزالي في المناطق المجاورة للوطن العربي
المبحث الثالث -اثر التجارب النووية اإلسرائيلية على النشاط الزلزالي في المنطقة
العربية
المبحث الرابع -خطر تسو نامي البحر المتوسط
المبحث الخامس -الكوارث المناخية في الوطن العربي
المبحث السادس -المخاطر التي تحدث على سفوح المرتفعات
المبحث السابع -كوارث االعاصير في الوطن العربي
المبحث الثامن -مواجهة الكوارث في الوطن العربي
المقدمة
يتمتع الوطن العربي بموقع متميز بالنسبة للعالم,إذ يمثل نقطة التقاء كل شعوب العالم النه يربط بين الشرق
والغرب والشمال والجنوب ,كما يلتقي به كل شعوب العالم سنويا في موسم الحج,كما انه يمتلك افضل الثروات
وهو النفط الذي يستخدم مصدرا للطاقة ومادة أولية في العديد من الصناعات ,ولكن خيره لغيره,حيث اصبح
سكان المنطقة العربية كالبعير يحمل الذهب ويأكل الشوك,وتحيط بالوطن العربي المياه من جميع الجهات مما
سهل إقامة عالقة مع كافة أرجاء العالم.
كما أن أهمية الموقع ال تقتصر على ذلك فقط بل أن تلك المنطقة اقل تعرضا للكوارث الطبيعية من أي مكان أخر
في العالم,أال أنها ابتليت بكوارث بشرية تفوق ما يحدث في العالم ,وهذا ناتج عن سوء عمل أهلها وجهل
مسؤوليها ,وانتشار ظاهرة التخلف الحضاري والتي تعد اكثر خطرا من اْلمية اْلبجدية (القراءة والكتابة),على
آية حال نحن في صدد الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها العالم بشكل مستمر وبدرجات مختلفة,ونحن جزء من
هذا العالم فقد تعرضت الدول المجاورة للوطن العربي إلى زالزل أودت بحياة آالف اْلشخاص,مثل إيران وتركيا
وإيطاليا,كما تعرضت بعض المناطق في الوطن العربي إلى هزات أرضية مثل الجزائر والمغرب وفلسطين
ومصر,واْلمر لم يقتصر على التأثير المباشر بل التأثير غير المباشر,مثل ما حدث بعد زلزال جنوب شرق أسيا
في ,2004/12/26وما أعقبه من أمواج تسونامي التي وصلت آثارها إلى سواحل شرق أفريقيا قاطعة آالف
الكيلومترات ,وبسرعة تساوي أو تفوق سرعة الطائرة,أن تعرض المناطق المحيطة بالوطن العربي يعني نحن
لسنا في مأمن مما يحدث حولنا.
أن حدوث زلزال في منطقة البحر المتوسط السامح هللا سوف تكون له أثار كارثية على الدول الواقعة ضمن
حوض البحر,خاصة وان الدول العربية تقع على ساحله الجنوبي من بدايته إلى نهايته,وتوجد العديد من المدن
الكبيرة على ساحل البحر ,واغلبها على ارتفاع قليل عن مستوى سطح البحر,وكذلك الحال بالنسبة إلى الخليج
العربي ومنطقة المحيط الهندي والبحر اْلحمر,فكلها مناطق مهددة بالكوارث الطبيعية.
وتمثل منطقة المغرب العربي المطلة على البحر المتوسط والمحيط اْلطلسي منطقة غير مستقرة تتعرض إلى
الزالزل بصورة مستمرة,كما تمثل منطقة شمال العراق أيضا منطقة غير مستقرة,كما تضم منطقة البحر اْلحمر
وخليج العقبة والبحر الميت,ولغرض تأكيد ذلك سيتم تناول الكوارث التي تعرضت لها المنطقة العربية والمناطق
المجاورة لها ,والتي قد ينجم عما يصيبها من كوارث أثار وخيمة على المنطقة العربية.
أوال -التقرير الزلزالي الخاص بزلزال العقبة سنة 1995وبعض الزالزل األخرى:
إن هذا التقرير المعد من قبل البروفيسور أشرف عثمان من قسم الهندسة اإلنشائية بجامعة القاهرة -مصر و
البروفيسور أحمد غبارة من قسم الهندسة المدنية بجامعة ماك ماستر –اونتاريو -كندا يصل إلى خالصة مفادها أن
تميع التربة و سوء نوعية التنفيذ وقلة تقدير قوة القص القاعدية التصميمية هي العوامل اْلساسية النتشار الخراب
الملحوظ باْلبنية عند حدوث الزالزل.
بتاريخ 22تشرين الثاني 1995وعند الساعة 6:15صباحا ً بالتوقيت المحلي ضربت هزة أرضية بقوة 6.2
على مقياس ريخترمنطقة خليج العقبة ،حيث يقع المركز السطحي للزلزال في منتصف الممر المائي بين المدينتين
المصريتين دهب ونويبع في شبه جزيرة سيناء،وقد تلى هذه الهزة آالف الهزات االرتدادية أقواها اليوم الثاني عند
الساعة 8:07مساءا ً بالتوقيت المحلي و بلغت قوتها 5.4حسب مقياس ريختر.
وقد استمر االهتزاز الناتج عن الهزة الرئيسية ما يقارب دقيقة واحدة وشعر به السكان في سوريا و لبنان شماالً
وعند الحدود السودانية جنوبا ً ,وقد ترتب على ذلك اْلضرار اإلنشائية في المباني باإلضافة إلى أضرار في البنى
التحتية في العديد من المدن الممتدة على طول ساحل الخليج بما فيها شرم الشيخ ،دهب ،ونويبع في مصر،
وإيالت في جنوب فلسطين،والعقبة في اْلردن ،وحقل في المملكة العربية السعودية.
الطبيعة الجيولوجية والتكتونية للمنطقة:
ينقسم البحر اْلحمر الذي يشكل منطقةً حدية بين الصفيحة اْلفريقية والصفيحة العربية إلى فرعين هما خليج
السويس وخليج العقبة ،حيث يستمر خليج السويس مع فالق البحر اْلحمر ويشكل فاصالً بين الصفيحة اإلفريقية
وشبه صفيحة سيناء ,أما خليج العقبة الذي يتجه من الجنوب إلى الشمال بطول 110كم فهو يشكل الجزء الجنوبي
من انهدام البحر الميت الذي يفصل الصفيحة العربية عن شبه صفيحة سيناء ,ويمتد صعودا ً حتى منطقة التصادم
عند حزام جبال طوروس -زاجروس مارا ً بوادي عربة (عرفة) ،البحر الميت ،وادي اْلردن ،البقاع ،وأجزاء من
حوض العاصي.
إن بنية صدع البحر الميت ضمن منطقة خليج العقبة تصل إلى 100كم عرضا ً مع الخليج الذي يقع بشكل تقريبي
في المركز ,واإلزاحات الحاصلة لألجسام الصخرية الهائلة في صدوع قشرة ما قبل الكامبري والميوسين المبكر
على طول جانبي الخليج أظهرت حركةً انزالقية يسارية االتجاه واضحة (حركة قصية) ناتجة عن الخليج الشكل
رقم( )6-1موقع منطقة العقبة.
خليج العقبة
خليج السويس
البحر االحمر
http://ar.wikipedia.org/wiki
زلزالية المنطقة:
يعد خليج العقبة منطقة زلزالية نشطة,حيث شهد العديد من الزالزل المدمرة ,وتشير الوثائق التاريخية العربية
إلى حصول ثالث هزات مميزة تقدر شدتها وفقا ً لميركالي المعدل ما بين 6و 4للسنوات 1588 ،1212 ،1068
,وهناك هزتان قويتان شعر بهما سكان العقبة حصلتا على طول االنهدام عامي 1072و,1293والجدول رقم( 6-
)1يوضح اهم الزالزل التي حدثت في منطقة العقبة يبين عامي (.)1927-1995
الجدول رقم( )_6-1يوضح اهم الزالزل التي حدثت في منطقة العقبة يبين عامي ()1927-1995
إن الزالزل التي حدثت خالل أعوام 1993 ، 1990 ،1983سيتم التطرق لها نظرا ً ْلهميتها وكما يأتي :
-1خالل الفترة من 21كانون الثاني و حتى 20نيسان 1983سجلت أكثر من 500هزة محلية في خليج العقبة
بين خطي عرض 29وَ 29, 25و خطي طول 33َ,34وَ 34, 45في الجزء الشمالي من الخليج جنوب ميناء
إيالت ،اثنتان من هذه الهزات كانت درجتهما 5.1و 4.9و حصلتا في 3و 4شباط ،1983وقد شعر بهما بشدة
في المنطقة ,وجميع هذه الهزات كان عمق بؤراتها بحدود 10-7كم و نادرا ً ما كان أقل من ذلك ،مما يشير إلى
أن النشاط محصور بالقشرة العلوية من اْلرض.
ت أقل وتقع جنوب المجموعة -2خالل الفترة بين 27-20نيسان 1990حصلت مجموعة ثانية من الهزات بدرجا ٍ
اْلولى بشك ٍل طفيف،وكانت الدرجة العظمى المسجلة .4.2
-3عام 1993حدثت المجموعة الثالثة من الهزات والتي بلغت 600هزة بينها 47هزة ساوت أو تجاوزت
درجاتها 4.0على مقياس ريختر,وذلك في القسم المركزي من الخليج،حيث بدأت في 31تموز و استمرت إلى
نهاية آب ,وكانت الهزة اْلشد فيها 5,9بتاريخ 2آب 1993وشعر بها السكان في مصر ،اْلردن ،السعودية،
فلسطين ,ومرة ً أخرى كانت جميع الهزات ذات عمق بؤري أقل من 15كم.
إن تحليل هذه اْلحداث يقود الباحثين في التوصل إلى أن زلزالية خليج العقبة تتصف بهزات رئيسية عادة ً ما
تسبقها وتعقبها هزات صغيرة ,وأن الطبقة العلوية من القشرة اْلرضية والتي يبلغ عمقها 15كم هي قشرة مولدة
للهزات وهي المسؤولة عن جميع ما يحدث من زالزل.
-1فلسطين
أدى الزلزال إلى حدوث أضرار في ميناء إيالت ،حيث تسبب الطرق بين الجناح القديم و الجناح المنشأ
حديثا ً في فندق سبورت هوتيل على شاطئ الخليج في تشقق الجدران والقواطع ,وبالقرب من فواصل التمدد في
معظم المباني ،فضال عن تصدع اْلرض و تشقق سطوح الطرقات ,وبالقرب من شاطئ الخليج حصلت ظاهرة
التميع وفوران التربة ،ووفقا ً للمواصفات القائمة يجب أن تصمم المنشآت في إيالت لتتحمل حركة اْلرض بشدة 7
إلى 5وهذه المستويات أعلى من الشدة المقدرة لهذه الهزة في إيالت ,وقد يكون هذا هو السبب لتدني اْلضرار
المسجلة في هذه المدينة ,وقد تسببت الهزة في وفاة شخص واحد بسبب نوبة قلبية ,وأصيب العديد بجروح ,وقد
شعر السكان بالهزة إلى الشمال من إيالت و لكن لم تسجل أية أضرار.
األردن -2
تعرضات مديناة العقباة إلااى الهازة اْلرضاية لوقوعهاا علااى خلايج العقباة قارب موقااع الزلازال ،مماا أدى إلااى
انهيار إحدى المنشآت المبنية بشكل سيئ ،وقد بدت الشقوق واْلضرار غير اإلنشائية واضحة على معظم المباني,
كما سجلت أضرار إنشائية بسيطة في فواصل التمادد بفنادق العقباة الاذي أنشائ مان عناصار مسابقة الصانع ،ومان
المنااطق المتضااررة اْلخارى بعااض اآلثااار فاي مدينااة إيااال التاريخياة ،وشااعر النااس بااالهزة فااي مديناة عمااان ومااا
جاورها ولكن لم تسجل أضرار ملحوظة ،وقد شوهدت أمواج مرتفعة على طول شاطئ الخليج بالقرب مان مديناة
العقبة.
-4مصر
تعد مصر اكثر تضررا من غيرها ،والذي ضم مناطق واسعة بما فيها القاهرة التي تبعد مسافة 350كم من
المركز السطحي للزلزال ،باإلضافة للمدن الواقعة على طول قناة السويس وشرم الشيخ,ودهب ،ونويبع في شبه
جزيرة سيناء ،ووفقا ً للمصادر الرسمية المصرية فقد قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 38آخرون ،وتضرر
ما يقارب 50منزالً ,وتأثرت 33مدرسة من بينها سبعة مدارس تضررت بشدة ،كما تعرضت خمسة فنادق إلى
أضرار إنشائية باإلضافة إلى أضرار ملحوظة في 12أثر إسالمي,وقد شهد ميناء نويبع ومرافقه أضرارا شديدة.
ٍ
وفي القاهرة كانت اْلضرار خفيفة نسبيا ً ,حيث تعرضت بعض البيوت الحجرية والمدارس المنفذة بشكل سيئ إلى
تشقق الجدران والسقوف بدرجات مختلفة ,وكذلك الحال في المدن الواقعة على طول قناة السويس بما فيها مدينة
السويس واإلسماعيلية وبور سعيد.
أضرار
ٍ أما في شرم الشيخ 120كم جنوب المركز السطحي للزلزال فقد تعرض برج المراقبة في المطار إلى
طفيفة ,كما أصيب فندق مارينا-شرم بأضرار بالغة عند فواصل التمدد.
وفي دهب 40كم جنوب المركز السطحي للزلزال فقد انهارت مدرسة المدينة ولم تسجل أية إصابات في
اْلشخاص بسبب وقوع الزلزال في ساعات الصباح الباكر قبل توجه الطلبة إلى مدرستهم ،وتضررت معظم أبنية
ق واح ٍدمبان متناثرة ذات طاب ٍ
ٍ المدينة ولكن بدون انهيارات ,ومن الجدير بالذكر أن هذه المدينة مؤلفة من عدة
على اْلغلب.
وكذلك نويبع كانت اْلضرار في المباني و المرافق شديدة ،فقد انهار فندق بارا كودا المؤلف من ثالثة طوابق
بسبب سوء نوعية التنفيذ ,الشكل رقم( ,)6-2والمشيد عام 1985بشكل تام مؤديا ً إلى مقتل أربعة أشخاص ،وقد
أشار التدقيق في حطام المبنى إلى انه لم يكن يملك جملة كافية لمقاومة القوى اْلفقية في جميع اْلعمدة التي
وجهت مع عزوم عطاالتها الكبرى بنفس االتجاه ،مما أدى إلى حصول االنهيار في االتجاه المتعامد ,باإلضافة
إلى استخدام إسمنت دون المواصفات ونسبة الماء إلى اإلسمنت متدنية ,وكبر حجم حبات الرمل وسوء مواضع
أضرار محدودة هي
ٍ قضبان التسليح في المقاطع البيتونية ,وفي نويبع أيضا ً تعرضت ثالثة فنادق أخرى إلى
دولفين فيالج ،وفندق كورال نويبع ،وفندق هيلنان ,ففي دولفين فيالج انهار قسمان في أحد أجنحة الفندق بشك ٍل
شخص واحد. ٍ جزئي ,وفي فندق كورال نويبع سقطت عناصر تجميلية حجرية عند مدخل الفندق مؤدية إلى مقتل
شكل رقم( )6-2انهيار فندق بارا كوبا في منطقة نويبع المصرية
كما سجلت أضرار في القاعة الرئيسية وفي المطبخ ،أما في فندق هيلنان سجلت أضرار غير إنشائية في ردهة
الفندق,وتضمنت هذه اْلضرار الزجاج المتكسر والقطع الكريستالية المتساقطة من الثريات واْللواح الواقعة من
السقف المستعار,وتضرر رخام اإلكساء وجدران القواطع الداخلية ،كما تداعت أحجار تكسية جدران واجهة
أضرار إنشائية عند اتصال اْلعمدة بالجوائز في طابق الميزانين.
ٍ الفندق ،باإلضافة إلى حصول
كما تضرر أحد المباني مؤلفا ً من طابقين مع قبو بني ليستثمر كمقر ْلحد اْلطباء,شكل رقم( )6-3حيث استخدمت
أعمدة قصيرة على طول محيط البناء لتسمح لضوء الشمس بالمرور إلى القبو ،وقد انهارت جميع هذه اْلعمدة
القصيرة بسبب سوء تفاصيل تسليح القص ,وقلة الروابط والشناجات بين اْلعمدة ,إذ لم تكن اْلعمدة قادرة على
مقاومة قوى القص الزائدة المتولدة بنتيجة الزلزال.
وفي ميناء نويبع تضرر مرسيان من أصل أربعة بشكل شديد ,حيث أدى الدوران الملحوظ لجدران رصيف
الميناء باتجاه البحر إلى انفصا ٍل بين جوائز التغطية والردم خلفها,وكان هبوط البالطات كبيرا,وانهيار هذين
المرسيين كان ناتجا ً عن نشوء ضغط الماء المسامي الزائد والذي سبب ميالن وانفصال البالطات البيتونية ,وقال
شهود عيان أن ينابيع من الماء تدفقت من البالطات حاملةً معها حبيبا ٍ
ت ناعم ٍة من الرمل ,واستنادا ً إلى الدليل
المتوفر,ومن فحص حبيبات الرمل التي غطت البالطات يمكن االستنتاج بحصول تميع ترب ٍة و فوران رم ٍل في
مواد الردم.
وقد عانت المرافق اْلخرى في الميناء من أضرار متفاوتة,وانهارت الجدران الحجرية في العديد من اْلماكن مثل
الجدران الحجرية التزينية قي قاعة الوصول التي كانت مبنية من هياكل معدنية مستقلة عن المبنى وبدون أية
عناصر إنشائية داعمة.
واستنادا ً لألضرار المدروسة في نويبع ،تبين أن أسباب الضرر الرئيسة كانت كالتالي:
-1فقدان الجملة المالئمة لمقاومة القوى اْلفقية،وذلك إما لكون هذه اْلبنية نفذت قبل تطبيق الكود الزلزالي
المصري اْلول الصادر عام ،1994أو أن هذه اْلبنية صممت وفقا ً لقوة قص قاعدي منخفضة محددة من قبل هذا
الكود ,وتنسجم مع شدة قيمتها ( 6الكود المصري لحساب الحموالت و القوى في اْلعمال اإلنشاء و البناء،
.)1994
-2سوء التنفيذ بسبب استخدام نسبة ماء -إسمنت منخفضة ،وقد لوحظ الحجم الكبير لحبات الرمل البحري و
النوعية المتدنية لإلسمنت في معظم اْلبنية.
-3عدم ضبط تفاصيل التسليح مثل استخدام نسبة منخفضة من فوالذ التسليح ,واستخدام الجوائز العميقة واْلعمدة
القصيرة بدون تسليح قص مالئم.
-4اختيار اْلماكن غير المناسبة ,وسوء تنفيذ اْلعمال في اْلعمدة والوصالت.
-5تنفيذ جدران حجرية غير مسلحة،وحواجز وشرفات دون تأمين التدعيم اْلفقي المالئم.
-6أن استخدام المواد الناعمة غير المرصوصة كمواد ردم في مرافق الميناء،ونقص الفالتر إلقالل ضغط الماء
()4
المسامي الزائد هما السببان الرئيسيان النهيار المراسي.
-1الزالزل في الجزائر:
تعرضت الجزائر إلى عدد من الزالزل المدمرة ,ففي 10تشرين أول/أكتوبر 1980تعرضت مدينة اْلصنام
(الشليف حالياً) إلى زلزال شديد بلغت شدته 7.1على مقياس ريختر ,والذي تسبب في قتل اكثر من 5000
شخص على اْلقل ,وتقع مدينة اْلصنام على بعد 220كيلومتر إلى الغرب من مدينة بومرداس ,وقد تعرضت
مدينة اْلصنام سابقا في 9أيلول/سبتمبر 1954إلى زلزال بلغت شدته , 6.7والذي أودى بحياة أكثر من ألف
شخص.
وفي 29تشرين اْلول/أكتوبر 1989ضرب زلزال بشدة 5.9منطقة تقع على بعد 110كم غرب مدينة
بومرداس وتسبب بوفاة 30شخصا ً.
وبتاريخ 21أيار/مايو 2003وعند الساعة السابعة وأربع وأربعين دقيقة مساءا ضرب زلزال بشدة 6.8على
مقياس ريختر مدينة بومرداس شمالي الجزائر والتي تبعد 60كيلومترا ً عن العاصمة الجزائر ,حيث كان الزلزال
ذي بؤرة سطحية بلغ عمقها 10كيلومترات فقط,الشكل رقم( )5-6موقع الزلزال .
شكل رقم( )6-5موقع الزلزال بومرداس شكل رقم( )6-6انهيار بعض األبنية
وتسبب الزلزال بوفاة 2266شخص وإصابة 10261آخرين ,وقد تضرر أو انهار أكثر من 1243بناء,شكل
رقم( )6-6جانب من انهيار بعض اْلبنية ,باإلضافة إلى تضرر البنية التحتية في منطقة الجزائر -بومرداس-
رغية -ثنية ,كما أدى الزلزال إلى تضرر كوابل االتصال البحرية أيضا ً ,وقُدرت اْلضرار بما يقارب 100مليون
دوالر أمريكي.
كما أدى الزلزال إلى حدوث تسونامي بلغ ارتفاع موجته حوالي مترين وتسبب في تضرر القوارب على شواطئ
جزر البليار اْلسبانية التي تبعد قرابة 300كيلومتر شمال مركز الزلزال,وقد شعر بهذا الزلزال في برشلونة
وموناكو في الجانب اْلوربي.
وقد وقع الزلزال في المنطقة الحدودية بين الصفيحة اْلوراسية والصفيحة اْلفريقية ,حيث تتحرك الصفيحة
اْلفريقية على طول هذه المنطقة باتجاه شمال -غرب إزاء الصفيحة اْلوراسية وبسرعة تقارب 6مليمتر في
العام ,وتشكل بيئة تكتونية ضاغطة تحدث فيها الزالزل,شكل رقم()7-6يوضح الحركة بين الصفيحتين اْلوربية
واْلفريقية.
شكل رقم()6-7يوضح الحركة بين الصفيحتين األوربية واألفريقية.
وقد ساعدت الصور الفضائية على تشكيل رؤية حقيقية لمقدار الضرر الحاصل في المناطق التي تعرضت الى
الزلزال ,وبالتالي توجيه فرق اإلنقاذ والبحث إلى المواقع اْلكثر احتماالً في حجز الضحايا ،كما هو ظاهر من
الصور في الشكل رقم(.)8-6
ويشير التاريخ الزلزالي إليران خالل القرن العشرين أنها شهدت 65زلزاالً رئيسيا ً تزيد شدتها عن 6ريختر
وتسببت بمقتل أكثر من مائة ألف ضحية ,إن السبب الرئيس الرتفاع عدد ضحايا زالزل إيران وكثرة الخراب
الناتج عنها يعود إلى ممارسات البناء السيئة في مجتمع اعتاد سكانه أن يقوموا ببناء بيوتهم بأنفسهم وباستخدام
مواد تعد اْلسوأ لمقاومة الزالزل مثل الطين.
تقع إيران في منطقة فوالق زلزالية,لذا تتعرض لها بشكل مستمر,وكان أسوأها الزلزال الذي وقع في عام 1990
( )8
وبلغت شدته 7,7درجة على مقياس ريختر في شمال شرق البالد وقتل فيه 35آلف شخص.
-1زلزال بم :2003
تعرضت مدينة بم التاريخية عند الساعة الخامسة وست وعشرين دقيقة من صباح يوم الجمعة 26كانون
أول/ديسمبر 2003إلى زلزال بشدة 6.6على مقياس ريختر .وكالعادة تعرضت البيوت المبنية من الطوب وال ِلبن
إلى االنهيار مما تسبب ذلك في دفن عشرات آالف من الضحايا تحت اْلنقاض.
وتركز الزلزال على بعد 10كيلومترات جنوب غرب مدينة بم المجاورة لصحراء داشت لوت في إقليم كرمان,
وأشارت التحريات اْلولية إلى أن الزلزال قد حصل عند فالق بم نتيجة الحركة الشمالية للصفيحة العربية باتجاه
الصفيحة اْلوراسية,الشكل رقم( )10-6يوضح موقع الزلزال.
تقع مدينة زرند على بعد 250كم شمال غرب مدينة بم التي ضربها زلزال كبير في 26ديسمبر/كانون أول
( )9
. 2003
وذكرت وسائل أعالم إيرانية أن جزيرة قشم الواقعة في الخليج العربي قبالة الساحل الجنوبي إليران تعرضت
اْلحد 2005-11-27م لزلزال قوي أودى بحياة سبعة أشخاص على اْلقل ,وأصيب عدد كبير بجروح عندما دمر
قرى مبنية بالطوب أو اللبن ،وقد شعر السكان في مدن دبي والشارقة ورأس الخيمة في دولة اإلمارات بالزلزال
وأثار الذعر بينهم فنزلوا إلى الشوارع.
واشارت مصادر إيرانية أن الزلزال الذي بلغت قوته 5,9درجة على مقياس ريختر هز جنوب إيران ما بين
عشر ثوان إلى 15ثانية في الساعة 1,53بعد الظهر ( 10,23بتوقيت غر ينتش) وتبع الزلزال الرئيسي ثالث
هزات ارتدادية قوية.
وتعد قشم اكبر جزيرة إيرانية في الخليج العربي ,ومنطقة تجارة حرة في إقليم هرمزجان الجنوبي الذي يبلغ عدد
سكانه نحو 120آلف نسمة ,وتشتهر بغابات النخيل وشواطئها مرغوبة لدى السياح,وتعد موطن للسالحف
البحرية.
وقال المرصد الجيولوجي اْلمريكي أن قوة الزلزال بلغت 6,1درجة وانه وقع على مسافة 58كيلومترا جنوب
غربي ميناء بندر عباس الواقع على الخليج العربي.
وقد شعر بزلزال جزيرة قشم سكان اإلمارات العربية المتحدة المجاورة ,مما دفع بالكثير من اْلشخاص للخروج
من المباني ,وقال شهود عيان في المباني الشاهقة االرتفاع انهم شعروا بان اْلرض اهتزت من تحتهم لمدة دقيقة,
وخرج كثير من السكان من المباني وانتظروا في الشوارع ,وأفاد سكان من إمارات دبي والشارقة وراس الخيمة
انهم شعروا بالهزة ,وغادر عدد كبير من الناس منازلهم ومقار أعمالهم خشية حصول انهيارات ,وقال أحد هؤالء
السكان لوكالة اْلنباء الفرنسية أن الكثير من السكان غادروا بيوتهم ونزلوا إلى الشوارع في إمارة الشارقة بعد
شعورهم بالهزة ,وأفاد سكان آخرون انه تم إخالء مبان في شارع الشيخ زايد اكبر شوارع أمارة دبي ,كما أشار
السكان في راس الخيمة انهم شعروا بالهزة في اْلمارة.
كما تعرض إقليم لورستان شمال غرب إيران إلى زلزال أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص بتاريخ
2006/1/4بلغت قوته 6درجات وفق مقياس ريختر ,وأودى بحياة سبعين شخصا باإلضافة إلى تدمير عدد كبير
في اْلبنية والممتلكات ,والحق أضرارا بعدد من القرى,وقال رئيس فريق الطوارئ اإلقليمي المعني بالتعامل مع
الكوارث أن اكثر من 1200شخص أصيبوا في المناطق المحيطة بمدينتي دورود وبروجرد بإقليم لورستان,ومن
أكثر المناطق تضررا انهيار مبان مبنية بالطوب وتحولت إلى أنقاض ,فيما تحولت البيوت الطينية إلى أكوام من
قطع اللبن والتراب.
وتشير التقارير أن حوالي 330قرية في المنطقة لحقت بها أضرارا مادية بالغة.
كما تعرض إقليم كرمان بجنوب شرق إيران إلى زلزال متوسط القوة في 2006/5/8بلغت قوته 5.2درجة
بمقياس ريختر تسبب في إصابة عدد من اْلشخاص بجروح.
بحر مرمرة
وقد تسبب الزلزال بانزالق جانبي على طول 120كم من فالق اْلناضولي الشمالي ،و تشققات من الغرب إلى
الشرق ،وقد دامت الهزة 37ثانية ،وبلغ االنزياح اْلعظم الفالقي خمسة أمتار ،والتسارع اْلعظم g 0.4 -0.3و
قد تلى هذا الزلزال العديد من الهزات الكبيرة الالحقة ،فقد حدثت بتاريخ 31آب هزة درجتها Mw 5.2و أدت
إلى مقتل شخص و إصابة 166آخرين ،وبتاريخ 13أيلول حدثت هزة درجتها 5.9على مقياس ريختر فأدت إلى
مقتل ستة أشخاص وإصابة 422آخرين ،وبتاريخ 11تشرين الثاني حدثت هزة أيضا درجتها 5.7على مقياس
ريختر ,تسببت بمقتل شخص واحد و إصابة 156آخرين.
كما حدث زلزال آخر بتاريخ 12تشرين الثاني بدرجة 7.1على مقياس ريختر وأدى إلى مقتل ما يزيد عن 900
شخص.
-2فيضانات في السودان:
تعرضت مناطق واسعة من السودان إلى فيضان نهر النيل بتاريخ 2006/8/15فأجبرت أكثر من 1100أسرة
على النزوح إلى مناطق آمنة ,حيث ارتفع منسوب المياه في نهر النيل إلى مستوى خطير,إذ بلغ في
الخرطوم 16.40مترا ,وهذا مستوى يزيد على المستوى الذي سجل في نفس اليوم من عام 1988والذي تسبب في
قتل عشرات اْلشخاص ,وفقد مئات اآلالف منازلهم بسبب اْلمطار الغزيرة والفيضانات,حيث غمرت المياه أجزاءا
من العاصمة الخرطوم ,وتحولت الطرق الترابية إلى مساحات طينية ,وأدت العواصف المطرية إلى قطع التيار
الكهربائي عن أجزاء من المدينة,الشكل رقم( )6-15يوضح منسوب مياه نهر النيل في احدى المناطق.
كما غمرت المياه مناطق في جزيرة توتي الواقعة في منطقة التقاء النيل اْلزرق واْلبيض.
وقد بلغت الخسائر االولية للفيضان تدمير7331منزال,وتدمير 24قرية ,فضال عن تدمير مساحات واسعة من
()13
االراضي الزراعية الواقعة على جانبي النه.
الشكل رقم( )6-15يوضح منسوب مياه نهر النيل في احدى المناطق
-3فيضان انهار الصومال:
تعرضت الصومال إلى فيضانات شديدة أدت إلى غمر مساحات واسعة من اْلراضي المحيطة بمجاري
اْلنهار في ,2006/11/9والتي أدت إلى تشريد آالف اْلشخاص من القرى الواقعة على جانبيي نهري جوبا
وشبيلي.
يحيط بالوطن العربي مسطحات ما ئية كبيرة كالمحيط االطلسي والمحيط الهندي والبحر المتوسط ,فضال عن
البحار والخلجان الداخلية,وقد نتج عن ذلك سعة المناطق الساحلية المفتوحة نحو تلك المسطحات المائية,ورغم
الفائدة الكبيرة من هذه الخاصية اال انها ذات مخاطر كبيرة بسبب االمواج التي تتعرض لها المناطق الساحلية,
وخاصة عند التعرض الى رياح شديدة او عواصف تدفع بامواج عالية نحو تلك السواحل فتدمر ما يقع تحت
نطاق تأثيرها من ابنية وطرق ومشأت ,وقد شهدت عدة مناطق ساحلية في الوطن العربي مثل تلك الحالة ,فقد
تعرضت سواحل اإلمارات العربية إلى أمواج بحرية غير مسبوقة ,وتحديدا يوم الثالثاء 11يناير (كانون الثاني)
, 2005فقد حدث ارتفاع في منسوب مياه البحر بسبب هبوب رياح شمالية شديدة ،والتي تزامنت مع التغييرات
في حاالت المد العالي في مثل هذه الفترة من الزمن ,ورصدت أجهزة المسح ارتفاعا في مستوى اْلمواج على
شاطئ جميرا المفتوح في دبي الذي يتم بناء جزيرة النخلة ـ جميرا فيه ،وقد كان أعلى مستوى لألمواج نحو
2.46متر ،بينما وصل مستوى البحر إلى حوالي 1.3متر فوق خط الشاطئ الساحلي ,وتسببت اْلمواج القوية
والرياح في اندفاع المياه قرب الشواطئ لتضيف 0.5مترا إضافية في ارتفاع المياه ,وطالت الرياح الشمالية
سواحل دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة في ذلك اليوم ،مما أدى إلى ارتفاع موج البحر الذي غمر مناطق
عديدة من الكورنيش ,حيث تخطت مياه البحر طريق الكورنيش ,شكل رقم( )6-16صورة لكورنيش الشارقة
ومشروع النخلة.
وتنفذ شركة نخيل المملوكة لحكومة دبي ثالثا من جزر النخلة وأرخبيال يدعى جزر العالم قبالة سواحل دبي,وقد
أكدت الشركة في أعقاب تلك الظروف المناخية أن مشروع النخلة جميرة والمشاريع الساحلية اْلخرى تمكنت من
مواجهة العواصف الشمالية الشديدة البالغ سرعتها 30عقدة/ساعة ,ووصل ارتفاع الموج حول الكاسر المحيط
بالنخلة إلى حوالي 2.5متر ،وقد أدى ارتفاع معدل المد الذي تزامن مع قوة الرياح الشمالية إلى ارتفاع منسوب
المياه ،بحيث وصل ارتفاع الموجة في حالة معينة إلى متر ونصف تقريبا,واشار رئيس مجلس اإلدارة التنفيذي
لمشروع النخلة أن المشروع قد صمم ونـفذ لمواجهة أمواج يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار ,فيما تم بناء الحواجز
()14
المائية بصخور يبلغ وزنها ما بين ستة إلى عشرة أطنان ,والتي ال يمكن أن تجرفها المياه.
شكل رقم( )6-16صورة لكورنيش الشارقة ومشروع النخلة
كما تتعرض الدول العربية إلى انخفاض في درجات الحرارة بشكل غير مألوف مما نتج عنها حدوث ظاهرة
الصقيع التي تسبب خسائر اقتصادية لما تتركه من أثار على المحاصيل الزراعية ,وخاصة عندما تنخفض
الحرارة في وقت متقدم في فصل الخريف أو متأخر في فصل الربيع ,وقد ينتج عن انخفاض الحرارة تساقط
الثلوج في مناطق لم تتعرض له من قبل,كما هو الحال في منطقة اإلمارات العربية ,ففي حالة نادرة اكتست
المرتفعات الجبلية بالثلوج في أمارة رأس الخيمة ,حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ,فقد
تجمعت كميات كبيرة من الثلوج اثر تساقطها أواخر شهر كانون أول/ديسمبر وعلى مساحة واسعة من المرتفعات
الجبلية ,خصوصا في جبل جيس الذي يبعد 25كيلومترا شمال مدينة رأس الخيمة,وكانت اْلمارة قد شهدت
هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة مصحوبة برياح نشطة وانخفاض ملحوظ في درجات
( )15
الحرارة,شكل رقم( )6-18تساقط الثلوج في أمارة رأس الخيمة.
كما تعرضت المملكة العربية السعودية الى تساقط البرد بكميات كبيرة بتاريخ 2007/3/24بحيث كان حجم حبة
البرد بقدر حجم البرتقالة وفي حالة لم تشهدها السعودية من قبل,وقد نتج عن ذلك خسائر مادية في المناطق التي
تعرضت الى تلك الظاهرة,الشكل رقم( )6-19صور للبرد في السعودية,والملحق رقم( )6-1صور فضائية للبرد
الذي سقط على السعودية.
رابعا-الجفاف والتصحر:
-1تعريف بعض المصطلحات:
يضم علم الجغرافية تخصصات طبيعية وبشرية متنوعة,وكل فترة ينضم تخصصا جديدا في هذا
المجال,ومنها جغرافية الجوع التي حضيت بمكانة بالغة اْلهمية ،وتزداد هذه اْلهمية مع تزايد أعداد السكان
في مقابل التدهور في استغالل الموارد الطبيعية الذي تشهده الدول النامية يو ًما بعد يوم ,والنتيجة اتساع الفجوة
بين اإلنتاج واالستهالك ,وهو ما يجبر سكان العالم الثالث في آسيا وأفريقيا على وجه الخصوص في االعتماد
على الدول المانحة للمعونات االقتصادية،وهو ما يكبل إرادتها السياسية نتيجة لتبعيتها الغذائية.
ويمكن تقدير حجم هذه المشكلة حين يعرف العالم أن أكثر من 150مليون نسمة في أفريقيا وحدها يعيشون كل
عام تحت طائلة خطر الجفاف بالدرجة اْلساسية ،وقد سقط صريع الموت جوعا ً من جراء الجفاف الذي عاشته
القارة اْلفريقية منذ عقدين من الزمان أكثر من 250000نسمة ،كما هجر نحو 30مليون نسمة مساكنهم
وهاموا في اْلرض بحثًا عن الغذاء ،وانتهى بهم الحال إلى معسكرات لالجئين الفارين من الجوع ,والتي ال
تتوفر في معظمها ابسط مقومات الحياة.
وهناك عشرات اْلسباب التي تؤدي إلى انتشار الجوع في أنحاء متفرقة من الكرة اْلرضية وعلى رأسها
كوارث الفيضانات والعواصف وتأثير الزالزل والبراكين والحروب والكوارث التقنية ،غير أن أكثر أسباب
انتشارا هي وقوع التصحر وحدوث نوبات الجفاف.
ً الجوع
أ-مفهوم التصحر والجفاف:
تقوم بعض الدول العربية ومنها مصر بتنفيذ مشروعات االستصالح الزراعي في المناطق الصحراوية
وتنفق من أجلها ماليين الدوالرات ،بينما أجزاء أخرى من التربة السوداء في قلب الوادي والدلتا هجرها أهلها
لتملحها وارتفاع المياه في مكوناتها ،كما أن للتلوث اإلسمنتي والترابي الذي تعانيه اْلشجار والنباتات في
بعض اْلماكن حتى تذبل أوراقها وتتدهور عافيتها فهي أيضا ً صورة من صور التصحر .
وهذا يعني أن التصحر هو ليس اتساع الصحراء على حساب اْلراضي الزراعية المجاورة وانكماش الرقعة
الخضراء الخصبة ,وانما يقصد به انخفاض قدرة التربة على اإلنتاج,بسبب تدهور في التربة والنبات الطبيعي
وموارد المياه بما يؤثر سلبًا على صحة الحيوان واإلنسان ويحرمهما من فرص الحياة.
وتتداخل المصطلحات في هذا المضمار ،فقد يتخيل البعض أن التصحر يعني أرضاا تشابه الصاحراء الفعلياة ،أو
أن التصحر يمثل عملية ال رجعة فيها من تحول اْلراضي المنتجة إلى أراض صحراوية مع مرور الزمن ,أوان
التصحر ال يحدث إال على أطاراف الصاحراء ,ورغام أن تنااقص اإلنتاجياة الزراعياة ومان بعادها الحيوانياة يعاد
مظهاارا ً أساساايا لألراضااي المتصااحرة ،وإن النتيجااة قااد ال تكاان بالضاارورة تحااول اْلرض إلااى شااكل الصااحراء
برمالها الصفراء وخلوها من النباتات ،كما يتصور البعض.
وتتبنى اْلمم المتحدة (عبر برامجها اإلنمائية والبيئية) تعريفًا للتصحر مفاده حدوث تدني في المقدرة البيولوجية
لألرض يؤدي إلى سيادة ظروف شبيهة بالظروف الصحراوية في ظل تأثير مزدوج من تغير وتذبذب في
الظروف المناخية مع حدوث نشاط بشري كثيف يؤثر سلبا على التربة ،وتكون النتيجة إصابة اْلنظمة البيئية
عا.
بالتدهور ك ًّما ونو ً
دورا أساسيا فيها ،بفعل أنشطته غير
أن التصحر نتاج عملية متصلة من تدهور اْلرض يكون لإلنسان ً
المدروسة ،مثل اإلفراط في الزراعة،والرعي الجائر ،وقطع الغابات ،وسوء استغالل الموارد المائية.
ويتصور بعض الباحثين أن التصحر ناجم عن أسباب طبيعية ،أهمها قلة اْلمطار ،وتكرار سنوات الجفاف،
وتتابع هبوب العواصف الترابية،وأثرها على جرف التربة ،وارتباط ذلك بظواهر مناخية عالمية ,وبين الفريقين
يرى البعض تداخل العاملين معًا الطبيعي والبشري.
أما الجفاف فيعني معاناة منطقة ما من تناقص كمية اْلمطار السنوية مع معاناتها في نفس الوقت من درجات
حرارة مرتفعة ,ولعل أحد مظاهر النطاقات الجافة هو شدة تباين مطرها،وهو ما يتضح من أمرين,اْلول تركز
سقوط المطر في فصل أو فصلين من فصول السنة ،والثاني التباين الكبير من سنة ْلخرى في كمية المطر,
بحيث يصبح من المعتاد وجود سنوات غزيرة المطر تتبعها سنوات قليلة المطر ,وحينما تزداد تكرارية الفترات
العجاف تصل المنطقة إلى مرحلة الجفاف ,Drought.وهناك ثالثة أنماط من الجفاف هي الجفاف المترولوجي
وفيه تكون كمية المطر دون متوسطها العام خالل سنة أو أكثر ،والجفاف الزراعي وفيه اْلمطار التفي بحاجات
نمو المحصول من الماء ،أما الجفاف الهيدرولوجي ففيه تكون كميات تصريف اْلنهار قليلة لدرجة تعجز معها
عن الوفاء باحتياجات المحاصيل أو توفير مياه الشرب لإلنسان ,ويعد التمييز بين الجفاف المترولوجي
والزراعي أمرا مهما ً للغاية؛ ْلن منطقة ما يمكن أن تتلقى كمية من اْلمطار قريبة من المتوسط العام إال أنها مع
ذلك ال تنجو بإنتاجية المحصول من الخطرْ ,لن اْلمطار تسقط في فصول أخرى غير فصل نمو المحصول.
ب-األراضي الجافة:
ضا مع مصطلح اْلراضاي الجافاة الاذي يشاير إلاى إقلايم منااخي عاام ثابات القاوانين
يتداخل مفهوم التصحر أي ً
(ليس متذبذبا في خصائص عناصره المناخية كما هو فاي اْلراضاي التاي يصايبها الجفااف) ,ويرجاع جفااف هاذا
اإلقليم المناخي إلى قوانين اْلنظمة العامة لدورة الهواء ،والتي تتسم بارتفاع الهواء عند خط االستواء ،ثم تحركه
نحو القطبين ليعيد توزيع الطاقة الشمسية الزائدة ,وكجزء من هذه العملية يهبط نوعان من التيارات الهوائية نحو
المدارين في جانبيهما المواجهين للقطبين ،وذلك عند دائرة عرض ،30و من المعلوم أن ساقوط اْلمطاار يحتااج
إلى أن يرتفع الهواء الدافئ الرطاب مان ساطح اْلرض إلاى اْلعلاى ،وتحادث عملياة التكااثف فاي طبقاات الهاواء
الباردة العليا ,ولما كان الهواء في المناطق شبه المدارية يميل للهبوط أكثر من االرتفاع فإن هذه المناطق ال تانعم
بكميات كافية من اْلمطار.
ت-الساحل والصحراء:
أن الحديث عان نوباات الجفااف والتصاحر وطبيعاة اْلراضاي الجافاة يشايع اساتخدام مصاطلح إقلايم السااحل,
والساحل هو ذلك اإلقليم اْلفريقي اْلكثر اقترانا بمشكلتي الجفااف والتصاحر ,وقاد اشاتق مصاطلح السااحل مان
كلمة محلية تعني حافة الصحراء ،وعلى الرغم من تعدد اساتخدام هاذا المصاطلح فاإن التعبيار الادقيق لاه يجعلاه
مقترن باإلقليم شبه الجاف بغرب أفريقياا ,والاذي يتلقاى كمياة مان المطار السانوي يتاراوح متوساطها باين 200
و 400ملم ،متضمنا بذلك أجزاءا من 6دول ،هي :السنغال ،موريتانيا ،مالي ،بوركينا فاسو ،النيجر ،تشاد.
ويتلقى اإلقليم الواقع إلى الجنوب مباشرة من إقليم الساحل ,والمعروف باسم السفانا السوداني مابين 400إلى
1000ملم كمتوسط مطر سنوي ،وضمن هذا اإلقليم تقع أجزاء من دول غامبيا ،وبنين ،ونيجيريا ,ويمتد إقليما
الساحل والسفانا السودانيان شرقًا ليضما السودان وإثيوبيا.
وقد استخدمت اْلمم المتحدة تعبير اإلقليم السوداني الساحلي للتعبير عن 19دولة أفريقية ،هي تلك الدول
المرتبطة بنفس االسم في منظمة اليونسو UNSOالتابعة لألمم المتحدة ،وتضم باإلضافة إلى دول الساحل
والسفانا جزر الرأس اْلخضر ،جيبوتي ،غينيا ،غينيا بيساو ،أوغندا ،كينيا ،والصومال ,وهناك إقليمان آخران
هما أفريقيا شبه الصحراوية ،وأفريقيا جنوب الصحراء ،وكالهما يشير إلى كل تلك الدول الواقعة إلى الجنوب
من الصحراء اْلفريقية الكبرى ،أما إقليم شمال أفريقيا فيتضمن المغرب ،والجزائر ،وليبيا ،وتونس ،ومصر.
وبعيدا ً عن المصطلحات وتعريفاتها اإلجرائية يعاني سكان قارتي آسيا وأفريقيا من نسب عالية للجفاف
والتصحر في العالم؛ فمساحة اْلراضي المتصحرة في أفريقيا تقترب من ،%35وفي آسيا من ,%45ويعيش
في خطر الجفاف والتصحر في القارتين ما يزيد عن 250مليون نسمة ،وهو ما ينعكس على تناقص حصتهم
من الغذاء ،وانخفاض نصيب الفرد من السعرات الحرارية في كثير من بلدان هاتين القارتين عن الحد اْلدنى
( 2400سعرة حرارية/يوم) ،وهو ما يجعل قطاعات كبيرة من السكان بهاتين القارتين يعانون من سوء التغذية
والعيش دون خط الفقر.
وال ترتبط هذه المشكالت بمصطلحات أخرى كالفقر والمجاعات فحسب ،بل تمتد إلى مستويات أكثر تعقيدا ً
من المشكالت االجتماعية والنفسية التي يتوقف عالجها على جهود ضخمة من تعاون الدول ،وإيقاف الحروب
()16
والنزاعات البينية ،والنهوض بالتعليم ,فالتصحر والجفاف والجهل والتخلف شركاء في الكارثة.
-2الدول العربية المهددة بالجفاف هي:
أ-المغرب:
يشير مسؤولون زراعيون في المغرب إن % 21من مناطق زراعة الحبوب في حالة جيدة ,بينما تعاني
بقية المناطق من الجفاف ,مما يثير مخاوف من تراجع اإلنتاج السنوي للعام الثالث على التوالي .
وأشار مسؤول بوزارة الزراعة أن % 38من بين خمسة ماليين هكتار مزروعة بالحبوب في حالة متوسطة,
وأصبح المغرب من الدول الرئيسية المستوردة للحبوب في أفريقيا بسبب موجات الجفاف المتكررة في العقد
الماضي .
وأضاف أن اْلمطار اْلخيرة أدت إلى ارتفاع متوسط إجمالي كمية اْلمطار التي هطلت على البالد إلى 220
مليمترا حتى 22مارس/آذار , 2005ويشير المسؤول نفسه إن الرقم ال يزال أقل بنسبة % 21عن المتوسط
في اْلحوال العادية,ومضيفا أن متوسط مستويات المياه خلف السدود أقل منه في نفس الفترة من العام الماضي .
ويذكر هؤالء المسؤولون إن من الصعب أن تحقق المغرب الهدف المبدئي إلنتاج الحبوب,وهو ستة ماليين
طن,وقدر رئيس اتحاد المنتجين محصول الحبوب المتوقع بنحو أربعة ماليين طن ,وقال إن الوصول إلى هذا
الرقم يعتمد على هطول أمطار في أبريل/نيسان ,مضيفا أن البالد قد تواجه أسوأ موسم منذ 20عاما إذا استمر
()17
جفاف الطقس.
ب -السعودية:
إن اإلمكانيات التي هيأتها الدولة حالت دون اإلحساس في الوقت الحاضر بآثار موجة الجفاف،ولكن بيئة
السعودية والتي تتعايش مع ظروف مناخية قاسية لن تتحمل أي ضغوطا ً مناخية إضافية,فتأثير الجفاف سيكون له
آثار سلبية على المدى الطويل على الحياة الفطرية والعديد من القطاعات مثل الزراعة والرعي ومصادر المياه
والهجرة والتوزيع السكاني,ولهذا فإن المصلحة تتطلع إلى تظافر الجهود مع العديد من الجهات ذات العالقة
لمراقبة الجفاف وتأثيراته على المدى الطويل .
بدأت مؤشرات موجة الجفاف في منتصف عام 1998م والتي كان تأثيرها واضحا ً في نقص كمية اْلمطار
الساقطة خالل موسم عام 99/98م ليس على المملكة فحسب بل على معظم دول الشرق اْلوسط،وقد عانت دول
المنطقة من جفاف ذلك الموسم وخاصةً الدول العربية الواقعة شرق حوض البحر اْلبيض المتوسط,حيث حدث
تراجع في قطاع الزراعة والرعي ونقص منسوب المياه المتدفقة نتيجة النحسار وتراكم الثلوج على المرتفعات
الجبلية,وقد اتضحت آثار الجفاف بشكل كبير خالل صيف عام 1999م على المملكة ،فمن خالل جوالت ميدانية
قام بها أخصائيون بالمصلحة لوحظت آثاره المباشرة على المناطق الزراعية والتي تعتمد على الري من مياه
اآلبار المتجددة في المناطق الداخلية,كما تبين تأثيره السلبي على قطاع الرعي وخاصةً في المناطق الداخلية
والمناطق الساحلية الواقعة وسط وشمال البحر اْلحمر,وقد ساد المملكة عدد من الموجات الساخنة خالل صيف
عام 1999م وصلت درجات الحرارة العظمى فيها ما بين 46إلى 49درجة مئوية ،المناطق الداخلية وكذلك
جفاف التربة .
ومن المؤكد أن العديد من النباتات واْلحياء البرية التي قاومت موسم الجفاف لن يكون بوسعها تحمل موسم آخر
أشد جفافا ً ,وهو موسم 2000/99م،فقد كانت نسبة الهطول فيه أقل بكثير من المعدل المناخي،وبعض المناطق لم
تشهد هطوالً يـ ُذكر،كما تميز هذا الموسم بارتفاع في درجة الحرارة عن معدلها المناخي وبانخفاض في كمية
تعمق تأثير الجفاف .
الرطوبة،وهي من العوامل التي ِ
ويمر الجفاف في السعودية بثالثة مراحل هي -:
المرحلة األولى :جفاف جوي ,ويمثل بداية موجة جفاف نتجت عن قلة التيارات الرطبة وانحسار العوامل
الديناميكية التي تؤدي إلى تكون السحب ,مثل مرور الجبهات الهوائية الباردة والمنخفضات الجوية أثناء فصلي
الشتاء والربيع .
المرحلة الثانية :جفاف مائي ,والذي تلى المرحلة اْلولى نتيجة لنقص التساقط وقلة السيول,فقد أدى إلى نقص
في منسوب مياه اآلبار وزيادة معدالت التبخر وجفاف التربة.
المرحلة الثالثة :جفاف كلي ,بسبب تأثير العوامل المناخية على السطح فنتج عنها جفاف كامل للتربة ,وأدت إلى
تأثيرات مباشرة على الغطاء النباتي واْلحياء البرية .
إن جفاف عام 2000كانت آثاره واضحة من خالل تحليل معلومات مؤشر الغطاء النباتي ومن الصور التي
التقطتها اْلقمار الصناعية ,حيث يتضح من الشكل ( ) 20-6انحسار الرقعة الخضراء والمتمثلة في اللون
اْلخضر على قمم من المرتفعات الجبلية وخالل شهر يناير لعام 2000م فقط ,وبعض المسطحات الخضراء
المحدودة في المناطق الداخلية والتي تعتمد على مصادر ميـاه اآلبــار ,في حين ينعدم وجود مؤشرات الغطاء
النباتي كالمعتاد على ما تبقى من مناطق المملكة ,وبمقارنة حالة الغطاء النباتي بالنسبة لحالته المناخية ,والشكل (
)21-6يبين أن أجواء المملكة تعاني من تقلص حاد في المسطحات الخضراء خالل شهر يناير 2000م مقارنة
بالسنوات الماضية .
كما يالحظ حدة الجفاف الذي يمتد من منطقة القرن اْلفريقي والمناطق الساحلية للبحر اْلحمر والقطاع الغربي
إلى الشمالية الغربية ممتدا ً إلى اْلجزاء الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية .
شكل رقم ( )20-6المسطحات الخضراء خالل شهر يناير2000م من خالل المعلومات ال ُمعالجة للقناة الفضائية
الخاصة بمؤشر الغطاء النباتي من القمر الصناعي NOAA-14
شكل رقم ( )21-6حالة المسطحات الخضراء مقارنة بمعدلها المناخي من المعلومات المأخوذة من أل
( AVHRRالقمر الصناعي ) NOAAخالل شهر يناير 2000م .
وقد لوحظ قلة محتويات الماء السحابي على أجزاء المملكة فيما عدا المرتفعات الغربية للمملكة وامتداده على
الجزء الجنوبي للمنطقة الوسطى ,كما يتضح من الشكل رقم ( , ) 22-6وكان محصورا ً في طبقات الجو العليا
وتأثيره في الهطول محدودا ً لعدم مرور جبهات هوائية في طبقات الجو العليا خالل فصل الشتاء ونهاية موسم
الربيع لهذا العام ,وفي النصف اْلول لشهر مايو 2000تم تحليل حالة الغطاء النباتي مقارنة بنفس الفترة خالل
العشرة سنوات الماضية ,مع اْلخذ بنظر االعتبار بعض العوامل المؤثرة مثل درجة الحرارة والرطوبة ,باإلضافة
إلى مؤشر الغطاء النباتي من معلومات القمر الصناعي NOAA-14وبالتعاون مع مركز التوقعات المناخية
بوكالة علوم المحيطات والغالف الجوي اْلمريكية يتضح من الشكل رقم ( ) 23-6ضغوط الجفاف الممثلة
بتدرج اللون اْلحمر على معظم مناطق المملكة ,حيث يقع الجزء الممتد من شمال المنطقة الجنوبية مرورا ً
بالمنطقة الغربية إلى اْلجزاء الداخلية الواقعة جنوب المنطقة الوسطى,وكذلك الجزء الشرقي للمملكة تحت
ضغوط جفاف شديدة،ويالحظ أن بعض اْلمطار التي هطلت على أجزاء متفرقة من المرتفعات الجنوبية
والمرتفعات الغربية في أواخر شهر أبريل واْلسبوع اْلول من شهر مايو لم يحدث تحسنا ً في حالة الغطاء النباتي
نظرا ً لكونها قليلة مقارنة بمعدل الهطول المناخي ,فضال عن درجات الحرارة المرتفعة التي زادت من معدالت
التبخر وكانت استجابة النباتات لها محدودة .
فيمااا يلااي بعااض الخطااوات اإلرشااادية التااي يجااب إتباعهااا عنااد التوقااع بحاادوث الجفاااف لغاارض المواجهااة,ومنها
المعلومات اآلنية :
-1المعلومات البيئية:
-3المعلومات االقتصادية
أن للجفاف انعكاسات كبيرة على االقتصاد خاصة في حالة اعتماده على الموارد الطبيعية التي تتأثر
بالجفاف،وفي ظل سياسة تنويع القاعدة االقتصادية لموارد الدولة فإن قطاع الزراعة والصناعات المعتمدة على
هذا القطاع ستكون من أكثر النشاطات االقتصادية تضررا ً بالجفاف،وقد تشمل هذه المعاناة العديد من القطاعات
ذات العالقة مثل البنوك وخاصة في قروض المشاريع الزراعية .
ويؤثر الجفاف أيضا ً على صناعة السياحة فقلة اْلمطار والجفاف وارتفاع درجات الحرارة تعتبر من المتغيرات
التي ال يحبذها السائح ,وعليه عند حدوثها تنعكس على النواحي االقتصادية في المنطقة المعنية بالسياحة .
ويعد الجفاف من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضغوط متزايدة على موارد المياه في المملكة ,وبالتالي فإن توفير
مصادر أخرى لسد االحتياجات المتنامية للمياه يتطلب أعبا ًء اقتصادية,وبما أن الجفاف يكون مرتبطا ً ببعض
الظواهر الجوية اْلخرى مثل ازدياد حدة الموجات الحارة فبالتالي تؤثر على استهالك الكهرباء وقطاع
الطاقة,والتي تنعكس آثارها االقتصادية على الفرد والدولة .
كما أن للجفاف العديد من التأثيرات االقتصادية السلبية والتي تتضح أثارها على المدى الطويل ,مثل التأثيرات
على البيئــة ،تعريــة التـربــة ،التصحر وزحف الرمال,ومن هذا المنطلق تكمن أهمية تحليل النواحي االقتصادية
الناتجة عن الجفاف ومدى خطورتها .
وتعد اليمن من البلدان النامية التي تحتاج إلى الدعم في مواجهة الكوارث الطبيعية والتخفيف منها ,وقد بداء
االهتمام بدراسة االنهيارات واالنزالقات اْلرضية في اآلونة االخيره وخاصة بعد حدوث العديد منها في مناطق
مختلفة من الدولة باإلضافة إلى الزيادة في أعداد السكان وما أعقبها من زيادة في ظاهرة التحضر والحاجة إلى
إنشاء مباني جديدة حول المدن التي تحيط بها المرتفعات ,إذ يهملون اثر تلك المخاطر التي تؤدي إلى تدمير
المساكن والبنية التحية للبالد ,لذلك فانه من الضروري تحديد مواطن االستيطان في المناطق التي ال تتعرض إلى
ظاهرة االنزالقات اْلرضية أو إيجاد الوسائل الالزمة للحماية منها ,حيث تقوم هيئة المساحة الجيولوجية
والثروات المعدنية بأعداد الدراسات والحلول المناسبة ,وتقييم تلك المخاطر ,باإلضافة إلى تأهيل وتدريب الكوادر
من اجل القيام بتلك اْلعمال .
و يمكن أيجاز بعض اْلسباب اْلساسية التي تؤدي إلى حدوث االنهيارات اْلرضية في اليمن:
-2الميل واالنحدار:
أن معظم مناطق االنهيارات واالنزالقات اْلرضية في اليمن تمتاز بانحدارات شديدة تؤدي إلى عدم استقرار
الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليها،وكلما زاد الميل اختل الثبات واالستقرار وبدأ االنهيارات واالنزالقات
بالحركة نحو اْلسفل ,أو تبقى تلك السفوح في وضع غير مستقر ،والميل مظهر طبيعي لتركيب جيولوجي أولي
أو ثانوي ,وتحدث العمليات الجيومورفولوجية على المنحدر الذي يتمتع بزاوية ميل اكبر من زاوية توازن القوى
المؤثرة فيه،وقد تصل في بعض المناطق إلى اكثر من º85درجة ،وبالتالي تصبح هذه المناطق عرضة لتساقط
الكتل اآليلة للسقوط وزحف التربة نحو اْلسفل تحت تأثير الجاذبية اْلرضية الطبيعية وبعض العوامل اْلخرى,
وهذه االنحدارات الشديدة ناتجة عن الحركات التكتونية العنيفة والصدوع التي حدثت في العصور الجيولوجية
الغابرة باإلضافة إلى عوامل التعرية الالحقة التي أدت إلى تكوين انحدارات شديدة والى تشققها وخلخلتها
وانهيارها بفعل أضعاف قوى الترابط فيما بينها .وتعد االنحدارات من أهم اْلسباب الرئيسية التي تؤدي إلى
انزالق الكتل الصخرية وزحف التربة وجعل المنطقة غير مستقرة جيولوجيا ً.
-5الزالزل:
ً
تمثل الزالزل أو الهزات اْلرضية إحدى الظواهر الطبيعية التي تصيب بقاعا عديدة من اْلرض,
وبصورة مفاجئة مسببة خسائر مادية وبشرية إذا كانت شدتها كبيرة ،وإذا صادفت ووقعت بؤرتها تحت مناطق
مأهولة بالسكان ,أو بمعنى آخر تحرك وتموج عنيف لسطح اْلرض يعقب ذلك تحرر الطاقة من الغالف
الصخري وهذه الطاقة تتولد نتيجة إلزاحة عمودية آو أفقية بين صخور اْلرض عبر الصدوع التي تحدث بسبب
تعرضها المستمر للتقلصات والضغوط الكبيرة.
فالزالزل اْلرضية تولد أمواجا طولية وأخرى عرضية والتي تتراكب فيما بينها بالقرب من القشرة اْلرضية
فتزداد سعتها مما يولد قوى تزعزع استقرار الصخور على المنحدرات فتؤدي إلى حصول االنهيارات اْلرضية
أو إلى انزالق المنحدرات ,والهزات اْلرضية يصاحبها العديد من الشقوق واالنهيارات اْلرضية وتساقط الكتل
الصخرية,والتي تنطلق من المرتعفات والسفوح بفعل القوى الرأسية واْلفقية للموجات الزلزالية في مناطق البؤر
السطحية للزالزل والمناطق المجاورة ,أو في تلك المناطق التي تصلها الموجات الزلزالية المدمرة بحسب قوة
الزلزال وحدة التضاريس وتأثير قوى الجاذبية اْلرضية وبعض العوامل اْلخرى ,وان التأثير غير المباشر
للموجات الزلزالية يؤدي إلى خلخلة الكتل الصخرية والتربة غير المستقرة فيعمل على أضعاف مستويات اإلسناد
في الحواف والمنحدرات الجبلية ،كما لوحظ العديد من تلك االنهيارات اْلرضية بعد زلزال ذمار 1982وزلزال
العدين,والهزات اْلرضية التي تحدث بين الحين واْلخر في كل من البحر اْلحمر وخليج عدن وخليج تاجورا في
جيبوتي ,وخاصة التي تبلغ قوتها 4.5على مقياس ريختر نتيجة االجهادات للتوسع المحوري لكل من البحر
اْلحمر وخليج عدن,والتي لها تأثير مباشر أوغير مباشرعلى بعض المناطق بحكم ارتفاعها من ناحية وقربها من
مصدر الهزات اْلرضية أو إنها تقع ضمن الصدوع الموازية النفتاح البحر اْلحمر وخليج عدن من ناحية أخرى.
وهنا يمكن القول أن الزالزل تعتبر كعامل محفز لحدوث االنهيارات واالنزالقات اْلرضية.
-7الغطاء النباتي:
أن وجود بعض اْلشجار والحشائش ذات الجذور الكبيرة الموجودة في مناطق االنزالق اْلرضي تلعب دورا ً
كبيرا َ في عملية االنزالق ,حيث تمتد أو تنمو جذورها داخل شقوق وفجوات الصخور الموجودة فيها وهذا يؤدي
إلى توسعها وتكسرها نتيجة نمو وحركة هذه الجذور داخل الشقوق كما أنها تساعد على غور وتسرب المياه إلى
الطبقات السفلى مما يؤدي إلى تفتت الصخور وتحولها إلى حطام مع مرور الزمن.
أما المناطق الخالية من اْلشجار والنباتات فتكون عرضة لعمليات التعرية والتجوية من المناطق التي تغطيها
النباتات.
-8النشاط البشري:
أن العوامل البشرية أو الصناعية لها تأثير كبير كونها تعد عوامل محفزة لحدوث الكوارث الطبيعية وعلى نطاق
واسع في مختلف المناطق اليمنية,وعلى امتداد التوسع والنشاط العمراني والزراعي والصناعي المرتبط باستخدام
اْلراضي في المدن الرئيسية والثانوية وعلى مستوى اْلرياف.
أما في الوقت الحاضر فان قلة رقعة اْلرض المنبسطة دفع الناس إلى البناء على المنحدرات وعلى مجاري
السيول وجوانب الوديان وإزالة الغطاء النباتي ,باإلضافة إلى شق الطرق التي تصل إلى مواقع تلك المنشات
وبصورة عشوائية،كما أن عمليات الحفر والتحجير لألطراف السفلية للمنحدرات باستخدام المتفجرات
(الديناميت) من اجل استخراج الصخور والتربة ْلغراض البناء ورصف الطرقات وبعض االحتياجات اْلخرى,
فادى إلى رفع جزء كبير من هذه الكتل الصخرية التي يمثل معظمها جدران ساندة للركام الصخري والتربة
المتحركة من أعلى السفوح ,مما يؤدي إلى عدم استقرار الصخور في تلك المناطق ،باإلضافة إلى توسع الشقوق
القديمة وتكون شقوق جديدة في اتجاهات مختلفة ,كما تؤدي إلى خلخلة قوى الترابط بين الطبقات الصخرية في
تلك المناطق وسقوطها نتيجة العوامل الطبيعية المحفزة لذلك.
ولغرض تجاوز المشاكل المتوقعة يمكن اتخاذ اإلجراءات اآلتية:
-1نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع من خالل وسائل اْلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة من اجل توعية
الناس بمخاطر االنهيارات اْلرضية والبناء العشوائي ومدى أهمية الرجوع إلى جهات االختصاص لتفادي أي
أضرار وخسائر مادية وبشرية ,مما يؤدي إلى صعوبة مواجهة الدولة لمثل هذه الكوارث نظرا لعدم توفر
اإلمكانيات المناسبة لذلك.
- 2الرجوع إلى جهة االختصاص عند تنفيذ أي مشاريع إنشائية لغرض أجراء دراسات ميدانية جيولوجية وتكتو
نية وزلزالية ,باإلضافة إلى دراسة ميكانيكية التربة والصخور للمواقع المراد استخدامها.
-3تصميم وتنفيذ قنوات تصريف لمياه اْلمطار لمنعها من التغلغل والوصول إلى الكتل الصخرية اآليلة للسقوط ،
بحيث ال تخترق هذه القنوات الطبقات الطينية حتى الوصول إلى السطح الصلب من اجل منع تشبع تلك الطبقات
الطينية بالمياه ,وعدم استحداث أي تصريف عشوائي غير مدروس لمياه اْلمطار في مواقع االنهيار اْلرضي.
باإلضافة إلى رفع مخلفات االنهيار في بعض المجاري المائية التي تعمل حاليا على تغيير مسار اتجاه مياه
اْلمطار.
-4تفتيت وتكسير الكتل الصخرية المعلقة والتي تهدد المباني المتناثرة اسفل المنحدرات بطرق فنية حديثة من
اجل عدم أحداث أي أضرار في تلك المناطق كونها مزدحمة بالسكان .أو عمل جدران وحواجز أسمنتية تمنع
تساقط الكتل الصخرية وتعبئة الشقوق والفواصل بالمواد اْلسمنتية من اجل منع وصول مياه اْلمطار وتخللها
فيها.
- 5عدم البناء على المنحدرات أو على المساكن المتواجدة فيه كونه تشكل حمل إضافي على المنحدرات وعدم
استحداث أي مباني أو ا دوار إضافية على المباني التي تتواجد أو تتناثر أعلى واسفل المنحدرات لما تشكل حمل
إضافي على المنحدر.
-6إخالء المنازل التي تعرضت للشقوق نتيجة تساقط الكتل وتحسبا لسقوط مفاجئ للكتل الصخرية أعالها التي
سوف تؤدي إلى تدمير المنازل والمدرجات الزراعية اسفل المنحدرات.
-7عدم االقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية وبالذات خالل سقوط اْلمطار الن بعض مجاري مياه
اْلمطار آالتية من قمم الجبال تمر عبر مناطق االنهيار،حيث تعمل المياه على تعرية واذابة وجرف المواد الساندة
لهذه الصخور.
-8المراقبة المستمرة للشقوق والفواصل الموجودة في تلك المناطق خالل موسم سقوط اْلمطار وذلك لمعرفة
مدى اتساع هذه الشقوق وظهور شقوق جديدة.
- 9أعداد خرائط جيوبيئية يحدد عليها مواقع االنهيارات اْلرضية ومدى خطورتها من اجل االستفادة منها
َ)19(.
مستقبال
ان الموقع الجغرافي للوطن العربي في وسط مسطحات مائية كبيرة ساعد على انتقال اثار مايحدث في اماكن
بعيدة من كوارث الى سواحله ,ومنه االعاصير المدارية التي تحدث في جنوب وشرق اسيا,والتي تسبب خسائر
مادية وبشرية كبيرة ,ولم تكن المنطقة العربية بمعزل عما يحدث في تلك االماكن,فقد تعرضت سواحل البحر
العربي الى تلك االعاصير ولكن بشكل غير منتظم,ولفترات طويلة,وقد يكون لتلك الظاهرة اثار وخيمة على
المناطق التي تتعرض لها لما تسببه من دمار وخراب وخسائر مادية وبشرية كبيرة ,ومن االمثلة على ذلك
اعصار جونو الذي تعرضت له سلطنة عمان وجزء من دولة االمارات,وفيما يلي عرض مختصر لالعصار:
إعصار جونو أو غونو:
يعد جونو أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة على بحر العرب منذ ستين عاما ً حسب تصريحات
لمسئولي اْلرصاد الجوية ،اذ بلغ الذروة في سرعة دورانه بعد التكون إلى 260كم في الساعة ,في 3
يونيو/حزيران 2007وصاحبه ارتفاع في أمواج البحر بلغ ارتفاعها على سواحل عمان 12متراً ،وظهرت
تشكيالت من السحب المتوسطة والعالية ،وتحدث تلك اْلعاصير في بحر العرب وتكون سريعة التالشي ونادرا
ما تصل الى المنطقة والعربية ,ولكن يعد هذا اإلعصار اْلعنف واْلشد هذه المرة ,ويمكن متابعة اتجاه اإلعصار
من خالل الصور الفضائية,ففي الشكل رقم(6-25أوب) صور فضائية لمواقع اإلعصار يومي 4و.2007/6/5
شكل رقم(6-25أ) مركز اإلعصار يوم 6/4شكل رقم(6-25ب)مركز اإلعصار يوم 6/5
وقد تعرضت لإلعصار السواحل الشرقية لسلطنة عمان وجنوب شرق إيران وأمارة الفجيرة في اإلمارات العربية
المتحدة وباكستان,الشكل رقم ( )26 -6يوضح مسار مركز اإلعصار ,وقد صاحب اإلعصار إمطار غزيرة منذ
بداية تكوينه في 2007/5/31وحتى , 2007/6/7والشكل رقم ( )6-27صورة فضائية توضح كثافة
اْلمطار,حيث يوضح اللون اْلحمر كثافة تساقط المطر التي تزيد على 200ملم.
شكل رقم ( )26 -6يوضح مسار مركز اإلعصار
قام اآلالف من سكان جزيرة مصيرة العمانية ومسقط بإخالء مناطق سكناهم و االنتقال إلى مناطق أخرى قبل
أن يضربها اإلعصار,كما أغلقت السلطات العمانية مطار السيب الدولي ,ولكن لم تتوقف حركة المالحة البحرية
عبر مضيق هرمز حتى 6حزيران ,2007وقد تسبب اإلعصار إلى شل الحركة المرورية بالكامل في العاصمة
العمانية مسقط بتاريخ 6يونيو 2007وبقي اغلب السكان في منازلهم بعد أن ضرب اإلعصار سواحل العاصمة,
وقد انقطع التيار الكهربائي في بعض مناطق العاصمة وقعطت أيضا شبكات االتصاالت الرئيسية ,وقد تسبب
اإلعصار إلى قلع اْلشجار من مكانها وأدى إلى فيضانات في معظم مناطق العاصمة,الشكل رقم ( )6-28صورة
توضح جانب من التدمير الذي إصاب السواحل العمانية,والشكل رقم( )6-29يوضح الفيضان في مدينة مسقط.
الشكل رقم ( )6-28صورة توضح جانب من التدمير الذي إصاب السواحل العمانية.
الشكل رقم( )6-29يوضح الفيضان في مدينة مسقط
وقد تسببت الفيضانات إلى تحطيم وكسر الشوارع الرئيسية في العاصمة مسقط واقتالع خطوط الكهرباء مما
أدى إلى قطع التيار الكهربائي في غالبية مناطق العاصمة,كما نتج عن اإلعصار حدوث انهيار جبلي في مسقط
أدى إلى إغالق العديد من الطرق ,وقد أعلنت إحصائية أولية أن أكثر من 60شخص قتلوا,وحوالي 20ألف
شخص شردوا من ديارهم.
وقد تراجعت قوة اإلعصار -الذي تشكل في المحيط الهندي -من الفئة الخامسة المدمرة إلى ما بين الفئة اْلولى
والثانية برياح تبلغ سرعتها بين 130و 170كلم في الساعة متحركا نحو المناطق الشمالية الغربية من سلطنة
عمان ومن ثم باتجاه مضيق هرمز والسواحل الجنوبية إليران مع بعض التأثير على بعض مناطق اإلمارات.
أما في دولة اإلمارات العربية المتحدة فقد كان التأثير متركزا ً في إمارة الفجيرة شرقي البالد ,حيث أدى
اإلعصار واْلمواج الناجمة عنه إلى غمر شوارع بأكملها بالمياه في الفجيرة .
كما غمرت المياه منطقتي كلباء في أمارة ابوظبي قرب معبر الغويفات .
أما في إيران فأن شواطىء إقليم هرمزجان و سيستان-بلوشستان هي اْلكثر تأثرا باإلعصار ,وقامت السلطات
المحلية في إقليم سيستان-بلوشستان بترحيل الطالب والتالميذ إلى المناطق المرتفعة,و شهدت مدينة بندر عباس
اإليرانية الساحلية يوم 6حزيران عاصفة غبارية كثيفة مع سقوط زخات من المطر وانقطاع التيار الكهربائي,و
ً () 20
في يوم 8يونيو/حزيران أعلن عن حصيلة القتلى في إيران قد وصلت إلى 12قتيال .
ثالثا-إدارة الكوارث:
إدارة الكوارث عبارة عن مجموع اإلجراءات والخطوات الضرورية والالزمة للتعامل مع وضع غير طبيعي
أو غير عادي ،وذلك بهدف تقليل اْلضرار والخسائر في اْلرواح والممتلكات ْلقصى حد ممكن ،فهي عملية
طويلة تحتوي على العديد من عمليات التخطيط والنشاطات وأخذ القرارات والتجربة والممارسة ،وهي تغطي
المسافة الكبيرة بين اإلجراءات الوقائية وصوال إلى اإلجراءات العالجية المتأخرة ،لذلك فإن أي خطة مدروسة
وناجحة على المستوى الوطني إلدارة الكوارث واْلزمات يجب أن يتداخل معها دور العديد من الجهات ذات
العالقة.
وإلنجاز خطة ناجحة وفعاله إلدارة الكوارث يجب أن يستند بناء هذه الخطة إلى عدد من الخطوات المتتالية ،وأن
يكون تتابع تنفيذ هذه الخطوات حلقيا وليس خطيا ،فعندما تبدأ العملية يجب أن تستمر ,وتستفاد من سلبيات
وإيجابيات ما حدث.
ويمكن أن تكون هذه الخطوات كما يلي:
-1الخطوة األولى :الشروع في إدارة الكوارث:
إن العملية الطبيعية إلدارة الكارثة عادة ما تبدأ بعد حصول كارثة كبيرة (حروب ،زالزل ،الخ) ،وهذه الكارثة
تعمل كمحفز التخاذ اإلجراءات واالحتياطات.
-2الخطوة الثانية :المخاطر المحتملة واألخطار التي قد تنتج عنها:
أن التعرض إلى الكوارث الزلزالية مثال تبدأ الخطوة الثانية بجمع المعلومات وإعداد الخرائط ،وذلك لتحديد
أماكن وحجم اْلخطار ،ومن ثم يتم إجراء دراسات لتقييم قابلية اإلصابة لإلنسان والممتلكات ,باإلضافة إلى تقدير
وتقييم اإلمكانيات والمصادر المحلية.
-3الخطوة الثالثة :تحديد مستويات األخطار التي يمكن تقبلها واحتمالها:
إن المعلومات المتوفرة التي يتم تجميعها في المرحلة الثانية يجب أن تعرض على صانعي القرار بشكل
مناسب،وذلك لتمكينهم من اتخاذ إجراءات تنفيذية مناسبة وفق أولويات وطنية ومراحل تنفيذ واضحة.
-4الخطوة الرابعة :خطط الجاهزية :
تتضمن هذه الخطوة خطط يجب تنفيذها على المدى القريب مثل تحضير المسؤولين على مختلف المستويات
للتعامل مع الكوارث (تشكيل لجان وحمالت توعية وتدريب وغيرها) ،وأخرى على المدى البعيد ،مثال في حالة
الزالزل كاعتماد الكودات والمواصفات الزلزالية ،ووضع سياسة الستخدامات اْلراضي وتأهيل المباني القائمة.
-5الخطوة الخامسة :فحص الخطة :
أن فحص الخطة والتأكد من الجاهزية ال بد من إجراء مناورات أو سيناريوهات وهمية لكوارث محتملة ،وذلك
لحماية الخطة من الالمباالة والتدخالت السياسية التي يمكن أن تظهر في فترات الهدوء بين الكوارث.
-6الخطوة السادسة :العبر المستفادة :
إن جميع المعلومات حول التغيرات الالزمة في الجاهزية يجب أن تمر بشكل راجع ومن خالل مرحلة مناسبة في
عملية التخطيط الحلقي ،وهذا يعني أن نستفيد من حوادث سابقة مماثلة ،ويمكن الرجوع من الخطوة السادسة إلى
الخطوة الثانية أو الثالثة وهكذا.
وللوصول إلى الهدف المرجو يتطلب تنفيذ الخطط االستعانة بعدد كبير من قطاعات الشعب،وهذا يعني ضرورة
إعدادهم وإعداد المؤسسات التي سيعملون من خاللها بشكل مسبق،أي قبل حصول الكارثة ،فأي خطة أو أي
برنامج لم يصغ لمحاكاة المواطن العادي والمختص والمسؤول سيؤدي إلى فشل كلي أو جزئي في تنفيذ الخطط.
وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن خطة إدارة الكوارث ترتبط ارتباطا مباشرا بطبيعة المجتمع المحيط ومستوى
معيشته ،إذ إنها تنطلق أساسا من واقع المجتمع ومرافقه ،لذا فإنه من الضروري لخطة إدارة الكوارث أن تمتاز
بما يلي:
• أن تكون الخطة بسيطة التعبير واالستذكار.
• سهلة االتباع والتنفيذ.
• سريعة التوزيع والتطبيق.
• مجدية وقابلة للتحقيق واإلثبات.
• مرنة في المراجعة والتحديث.
()21
ولتحقيق الخطوات المذكورة أعاله ال بد من تحديد من هم أصحاب العالقة أو المؤثرون في إدارة الكوارث.