You are on page 1of 255

‫الكوارث الطبيعية والحد من آثارها‬

‫تأليف الدكتور‬
‫خـلـف حـسين علي الدليمي‬
‫أستاذ الجغرافيا المشارك‬

‫الطبعة األولى ‪2009‬‬

‫دار صفاء للنشر والتوزيع‬


‫عمان‪ -‬االردن‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ض َّل َمن تَدعُونَ إِالَّ إِيَّاهُ فَلَ َّما نَ َّجا ُكم إِلَى البَ ِر أَع َرضتُم‬ ‫س ُك ُم الض ُُّّر فِي البَح ِر َ‬ ‫ََإِذَا َم َّ‬
‫ب البَ ِر أَو يُر ِس َل َعلَي ُكم‬ ‫ِف بِ ُكم َجانِ َ‬ ‫ان َكفُورا ً (‪ )67‬أَفَأ َ ِمنتُم أَن يَخس َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإلن َ‬‫َو َكانَ ِ‬
‫ارة ً أُخ َرى فَيُر ِس َل‬‫اصبا ً ث ُ َّم الَ ت َ ِجدُوا لَ ُكم َو ِكيالً (‪ )68‬أَم أ َ ِمنتُم أَن يُ ِعيدَ ُكم فِي ِه ت َ َ‬
‫َح ِ‬
‫الريحِ فَيُغ ِرقَ ُكم ِب َما َكفَرتُم ث ُ َّم الَ ت َ ِجدُوا لَ ُكم َعلَينَا بِ ِه ت َ ِبيعا ً (‪َ )69‬ولَقَد‬
‫اصفا ِمنَ ِ‬ ‫َعلَي ُكم قَ ِ‬
‫ت َوفَضَّلنَا ُهم َعلَى‬ ‫َك َّرمنَا َبنِي آدَ َم َو َح َملنَا ُهم فِي ال َب ِر َوال َبح ِر َو َرزَ قنَا ُهم ِمنَ َّ‬
‫الطيِ َبا ِ‬
‫ضيالً (‪)70‬‬ ‫ير ِم َّمن َخلَقنَا تَف ِ‬‫َك ِث ٍ‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة اإلسراء ‪ ---‬اآليات من ‪ 67‬إلى ‪70‬‬

‫ف َبينَهُ ث ُ َّم يَج َعلُهُ ُر َكاما ً َفت َ َرى ال َودقَ َيخ ُر ُج ِمن‬
‫س َحابا ً ث ُ َّم يُ َؤ ِل ُ‬
‫اَّللَ يُز ِجي َ‬‫آلم ت َ َر أ َ َّن َّ‬
‫يب ِب ِه َمن يَشَا ُء َو َيص ِرفُهُ َعن‬‫ص ُ‬ ‫اء ِمن ِج َبا ٍل ِفي َها ِمن بَ َر ٍد فَيُ ِ‬ ‫ِخ َال ِل ِه َويُن َِز ُل ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫ار (‪)43‬‬ ‫ص ِ‬‫َب بِاْلَب َ‬ ‫سنَا بَرقِ ِه يَذه ُ‬ ‫َّمن يَشَا ُء يَ َكادُ َ‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫سورة النور – اآلية ‪43‬‬


‫اإلهداء‬

‫إلى األرواح الطاهرة التي سبقتنا إلى الغفور الرحيم الرفيق األعلى والدي ووالدتي‬
‫وأخواني وأخواتي‪ ,‬ثوابا ورحمة‪.‬‬

‫إلى األرواح التي زهقت ظلما وعدوانا ودون ذنب يرتكب أال انهم أطهار وأشراف‬
‫ومخلصين لبلدهم وامتهم‪ ,‬ترحما‪.‬‬

‫إلى أرواح الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وعقيدتهم دون ابتغاء‬
‫عرض الدنيا‪ ,‬عرفانا‪.‬‬

‫إلى االصالء الذين اسقطوا أسطورة التكنولوجيا واثبتوا قوة اإلرادة‪ ,‬بالكلمة والقلم والقوة‪,‬‬
‫وفاءا وتقديرا‪.‬‬

‫إلى أخواني وأصدقائي في المهنة من األساتذة والباحثين في كل مكان من الوطن العربي‬


‫الكبير‪ ,‬تقديرا‪.‬‬
‫محتويات الكتاب‬

‫الفصل األول‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬


‫المبحث األول‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها‬
‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬
‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‬
‫ثالثا‪ -‬أنواع الكوارث‬
‫المبحث الثاني‪ -‬أبعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من أثارها‬
‫أوال‪ -‬أبعاد الكارثة‬
‫ثانيا‪ -‬العوامل التي تزيد من أثار الكارثة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم في السابق‬
‫الفصل الثاني‪ -‬الزالزل والبراكين‪ -‬مخاطرها والتنبؤ بها‬
‫المبحث األول‪ -‬الزالزل‬
‫أوال‪ -‬تعريف الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع الزالزل‬
‫ثالثا‪ -‬عرض موجز لبعض الزالزل في العالم‬
‫رابعا‪ -‬حقائق حول دور اإلنسان في حدوث الزالزل وزيادة أثارها‬
‫خامسا‪ -‬بعض دالئل التنبؤ بالزلزال‬
‫سادسا‪ -‬أضرار الزالزل‬
‫سابعا‪ -‬اجراءات الحد من اثار الزالزل‬
‫ثامنا‪ -‬العوامل التي تسهم في زيادة تأثير الزالزل على االبنية‬

‫المبحث الثاني‪ -‬البراكين‬


‫أوال‪ -‬المواقع النشطة بركانيا‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع البراكين‬
‫ثالثا‪ -‬اشهر البراكين في العالم‬
‫رابعا‪ -‬التنبؤ بحدوث الثورانات البركانية‬
‫خامسا‪ -‬مخاطر البراكين‬
‫سادسا‪ -‬إجراءات الحد من خطر البراكين‬
‫سابعا‪ -‬بعض البراكين النشطة في العالم‬
‫ثامنا‪ -‬معلومات بركانية متنوعة‬

‫الفصل الثالث‪ -‬الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية‬


‫المبحث األول‪ -‬األعاصير والعواصف‬
‫أوال‪ -‬إعصار التورنادو‬
‫ثانيا‪ -‬األعاصير البحرية‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف‬
‫المبحث الثاني‪ -‬ظاهرة النينو‬
‫أوال‪ -‬تعريف النينو‬
‫ثانيا‪ -‬تكون ظاهرة النينو‬
‫ثالثا‪ -‬التطور التاريخي لظاهرة النينو‬
‫رابعا‪ -‬اآلثار السلبية لظاهرة النينو‬
‫المبحث الثالث‪ -‬كوارث ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة وغير منتظمة‬
‫أوال‪ -‬التغير في الحرارة‬
‫ثانيا‪ -‬التساقط‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف الرعدية والبرق‬
‫رابعا‪ -‬الجفاف‬
‫خامسا‪ -‬العواصف الترابية‬
‫سادسا‪ -‬ظاهرة التصحر‬
‫المبحث الرابع‪ -‬التغير المناخي ومشاكله‬
‫أوال‪ -‬تعريف التغير المناخي‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب التغير المناخي ومشاكله‬
‫ثالثا‪-‬مخاطر التغيير المناخي‬
‫رابعا‪ -‬اثر التغير المناخي على النشاط البشري والبيئة‬
‫خامسا‪ -‬إجراءات الحد من التغير المناخي‬

‫الفصل الرابع‪ -‬كوارث الفيضانات واالنحدارات وإجراءات الحد منها‬


‫المبحث األول ‪-‬أخطار فيضانات األنهار وإجراءات المواجهة‬
‫أوال ‪ -‬تعريف الفيضان وأسبابه ضراره‪:‬‬
‫ثانيا‪-‬خطة مواجهة الفيضان‪:‬‬
‫ثالثا‪ -‬إجراءات عند وقوع الفيضانات‪:‬‬
‫رابعا‪ -‬نماذج من كوارث الفيضانات في العالم‬
‫المبحث الثاني‪ -‬المخاطر التي تتعرض لها المنحدرات وأساليب مواجهتها‪:‬‬
‫اوال‪ -‬العمليات التي تحدث على المنحدرات‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب تعرض المنحدرات الى المخاطر‬
‫ثالثا‪ -‬أساليب الحد من مخاطر العمليات التي تتعرض لها المنحدرات‬
‫رابعا‪ -‬إجراءات مواجهة مخاطر المنحدرات‬
‫خامسا‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في دراسة ومراقبة المشاكل على المنحدرات‬
‫سادسا‪-‬تقييم االضرار الناتجة عن البناء فوق ارض المنحدرات الضعيفة‬
‫الفصل الخامس‪ -‬إجراءات الحد من الكوارث‬
‫المبحث األول‪ -‬اإلجراءات القانونية‬
‫المبحث الثاني‪ -‬إدارة الكارثة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬ستراتيجية الحد من آثار الكوارث‬
‫المبحث الرابع‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الخامس‪ -‬التخطيط لإلغاثة‬
‫المبحث السادس‪ -‬استخدام نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث السابع‪ -‬دور الدفاع المدني في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الثامن‪ -‬اجراءات الحد من اثار الزالزل على العمران‬
‫أوال‪ -‬أهم التوصيات وإجراءات الحد من آثار الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬تجنب أخطاء التنفيذ‬
‫المبحث التاسعر‪ -‬الجهات المسئولة عن الكوارث في العالم‬
‫المبحث العاشر‪ -‬المقترحات والتوصيات المتعلقة بمواجهة الكوارث‬

‫الفصل السادس‪ -‬الكوارث الطبيعية في الوطن العربي‬


‫المبحث األول‪ -‬النشاط الزلزالي في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬التقرير الزلزالي الخاص بزالزل العقبة‬
‫ثانبا‪ -‬الزالزل في المغرب العربي‬
‫المبحث الثاني‪ -‬النشاط الزلزالي في المناطق المجاورة للوطن العربي‬
‫المبحث الثالث‪ -‬اثر التجارب النووية اإلسرائيلية على النشاط‬
‫الزلزالي في المنطقة العربية‬
‫المبحث الرابع‪ -‬مخاطر التسو نامي في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬مخاطر تسونامي محتمل في البحر المتوسط‬
‫ثانيا‪ -‬مخاطر تسونامي المحيطين الهندي واالطلسي‬
‫المبحث الخامس‪ -‬الكوارث الطبيعية المناخية في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬السيول والفيضانات‬
‫ثانيا‪ -‬االمواج البحرية‬
‫ثالثا‪ -‬التغير فيدرجة الحرارة‬
‫المبحث السادس‪ -‬المخاطر التي تحدث على المنحدرات‬
‫المبحث السابع‪ -‬مخاطر االعاصير في الوطن العربي‬
‫المبحث الثامن‪ -‬مواجهة الكوارث في الوطن العربي‬
‫المبحث التاسع‪ -‬توصيات ومقترحات لتخفيف مخاطر الكوارث‬
‫اوال‪ -‬توصيات ندوة فلسطين األولى لتجنب مخاطر الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬مقترحات عامة لمواجهة الكوارث في الوطن العربي‬
‫األشكال‬

‫‪ -1-1‬المتوسط السنوي للكوارث ما بين عامي ‪. 2001-1975‬‬


‫‪ -2-1‬الكوارث في أمريكا الشمالية‬
‫‪ -1-2‬أنواع الموجات الزلزالية حسب نوع الموجة والسرعة‬
‫‪ -2-2‬أنواع الموجات الزلزالية حسب طبيعة حركة الموجات الزلزالية‬
‫‪ -3-2‬صور الضرار التسونامي‬
‫‪ -4-2‬صور فضائية لجزر اندمان قبل وبعد تعرضها ْلمواج تسونامي‪.‬‬
‫‪ -5-2‬خريطة توضح موقع زلزال جنوب شرق أسيا ونطاق انتشار موجة التسونامي‪.‬‬
‫‪-6-2‬موقع زلزال باكستان ونطاق تأثيره‪.‬‬
‫‪ -7-2‬اضرار بلدة باالكوت‬
‫‪ -8-2‬ناطحة السحاب تابيه في تايوان‪.‬‬
‫‪ -9-2‬صور الثار الزالزل‬
‫‪ -10-2‬نماذج من الشقوق التي تحدثها الزالزل‬
‫‪11-2‬أ‪,‬ب‪ -‬صور توضح تدمير طرق بسبب الزالزل‬
‫‪12-2‬أ‪,‬ب‪ -‬صور تبين تدمير خطوط سكة حديد في تركيا بسبب الزلزال‬
‫‪ -13-2‬تدمير انابيب غاز وخط كهرباء‬
‫‪ -14-2‬تدمير سد نتيجة الزلزال‬
‫‪ -15-2‬أ‪,‬ب‪ -‬مخططات توضح بداية تكون تسونامي‬
‫‪ -16-2‬تغير طول وارتفاع موجة التسونامي‪.‬‬
‫‪ -17-2‬موضع حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪ -18-2‬حركة أمواج تسونامي من البحر إلى البر‪.‬‬
‫‪ -19-2‬نماذج من أمواج التسونامي‪.‬‬
‫‪ -20-2‬محطة مراقبة أمواج تسونامي‪.‬‬
‫‪ -21-2‬تصميم معماري يؤدي إلى حدوث إجهادات‪.‬‬
‫‪ -22-2‬نماذج من زوايا اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -23-2‬اْلحمال التي تسببها الطوابق العليا على الطوابق السفلي‪.‬‬
‫‪ -24-2‬انهيار مبنى بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل‪.‬‬
‫‪ -25-2‬مبنى انهار بسبب عمليات الطرق‪.‬‬
‫‪ -26-2‬محاور غير متوازية للعناصر الشاقولية‪.‬‬
‫‪ -27-2‬تضرر مبنى بسبب ميل المحاور‪.‬‬
‫‪ -28-2‬نماذج تصاميم تتعرض إلى اْلضرار عند حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪ -29-2‬نماذج من حاالت عدم االستمرارية الطابقية‪.‬‬
‫‪ -30-2‬انهيار مبنى بسبب الفتحات‬
‫‪ -31-2‬بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل الزلزال‪..‬‬
‫‪ -32-2‬تضرر الطابق االول‬
‫‪ -33-2‬أساليب التخفيف من أثار الطابق اللين‪.‬‬
‫‪34 -2‬أ‪,‬ب‪ -‬أبنية تتضمن أعمدة قصيرة تعرضت إلى التضرر في الزالزل‪.‬‬
‫‪ -35-2‬طبيعة امتداد اْلعمدة ضمن اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -36-2‬انهيار مبنى الختالف مناسيب التأسيس‪.‬‬
‫‪-37-2‬انهيار الطابق اْلسفل في مبنى عند التعرض إلى زلزال‪.‬‬
‫‪-38-2‬مبنى انهار فيه الطابق اْلسفل وبقي جزء من الطابق العلوي معلقا‪.‬‬
‫‪-39-2‬انهيار مبنى بسبب قلة التسليح عند تعرضه لزلزال‪.‬‬
‫‪-40-2‬انهيار مبنى بسبب انفصال فوالذ التسليح‪.‬‬
‫‪-41-2‬نوع االسوارة الزلزالية‪.‬‬
‫‪-42-2‬انهيار مبنى لعدم توفر االسوارة الزلزالية‪.‬‬
‫‪-43-2‬انهيار مبنى لعدم توفر التسليح العرضي‪.‬‬
‫‪-44-2‬انهيار أبنية بسبب ظاهرة الطنين‪.‬‬
‫‪-45-2‬انقالب مبنى بسبب الطابق اللين‪.‬‬
‫‪-46-2‬انهيار مبنى لعدم وجود سند إنشائي‪.‬‬
‫‪-47-2‬ميل مبنى بسبب الزلزال الرئيسي‪.‬‬
‫‪-48-2‬انهيار المبنى المائل بسبب الهزات االرتدادية‪.‬‬
‫‪-49-2‬انقالب مبنى عند حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪-50-2‬انهيار مبنى لقلة طول التثبيت‪.‬‬
‫‪-51-2‬انهيار مبنى بسبب االزاحة‪.‬‬
‫‪-52-2‬انهيار مبنى بسبب قلة مقومات المتانة‪.‬‬
‫‪-53-2‬انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باْلعمدة‪.‬‬
‫‪-54-2‬انهيار مبنى بسبب اْلعمدة القصيرة‪.‬‬
‫‪-55-2‬تضرر مبنى بسبب قلة التسليح العرضي‪.‬‬
‫‪-56-2‬انكسار انفجاري في أحد اْلعمدة‪.‬‬
‫‪-57-2‬تضرر العناصر غير االنشائية‪.‬‬
‫‪-58-2‬انفصال فوالذ التسليح عن البيتون‪.‬‬
‫‪-59-2‬أسلوب تقوية البناء‪.‬‬
‫‪-60-2‬بناء قليل التضرر بعد تعرضه إلى زلزال‪.‬‬
‫‪-61-2‬حدوث تميع في التربة‪.‬‬
‫‪62-2‬نقالب مبنى بسبب تميع التربة‪.‬‬
‫‪ -63-2‬ميل مبنى بسبب تميع التربة‬
‫‪ -64-2‬أ‪,‬ب‪-‬أنواع المقذوفات البركانية‪.‬‬
‫‪ -65-2‬بركان أالسكا‪.‬‬
‫‪ -66-2‬بركان ليما‪.‬‬
‫‪ -67-2‬بركان زنجوراموا‪.‬‬
‫‪ 1-3‬مخطط تطور إعصار التورنادو‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أنواع من أعاصير التورنادو‪.‬‬
‫‪ -3-3‬خريطة توضح توزيع أنواع اْلعاصير البحرية في العالم‪.‬‬
‫‪ -4-3‬مخطط يوضح بداية تكون أعاصير الهوريكان والتايفون‪.‬‬
‫‪ -5-3‬مخطط اتجاه وسرعة الرياح حول عين اإلعصار‪.‬‬
‫‪ -6-3‬صورة إعصار فوق البحر الكاريبي‬
‫‪ -7-3‬نماذج من اْلعاصير البحرية‪.‬‬
‫‪ -8-3‬صور توضح منسوب المياه وجزء من الدمار في مدينة نيواورلنيز‪.‬‬
‫‪ -9-3‬صورة الثار إعصار ساوماي‬
‫‪ -10-3‬إعصار شانجسين‪.‬‬
‫‪ -11-3‬صورة لظاهرة النينو‪.‬‬
‫‪ -12-3‬مخطط يبين تكون النينو عند سواحل استراليا وجزر جنوب شرق أسيا‪.‬‬
‫‪ -13-3‬مخطط يوضح تكون النينو عند سواحل أمريكا الجنوبية‪.‬‬
‫‪ -14-3‬طوافة متحركة لمراقبة ظاهرة النينو‪.‬‬
‫‪ -15-3‬صورة لمنطقة مغمورة بمياه اْلمطار في كوريا الشمالية‬
‫‪ -16-3‬مناطق صحراوية تحولت إلى بحيرة بسبب اْلمطار في الهند‪.‬‬
‫‪ -17-3‬جانب من فيضانات تركيا‪.‬‬
‫‪ -18-3‬مخطط تكون البرق‪.‬‬
‫‪ -19-3‬جانب من العاصفة الرعدية المطرية التي تعرضت لها واشنطن‪.‬‬
‫‪ -20 -3‬صور من مظاهر التصحر والجفاف‪.‬‬
‫‪ -21-3‬أثار العواصف الترابية شمال الصين‪.‬‬
‫‪ -22 -3‬صور لبعض مظاهر التلوث‬
‫‪ -23-3‬ذوبان الثلوج في أالسكا شمال قارة أمريكا الشمالية‪.‬‬
‫‪ -24-3‬صورة توضح تنقل الدب في القطب الشمالي‬
‫‪ -25 -3‬صورة فضائية توضح تراجع الجليد في القطب الشمالي‬
‫‪ -1-4‬صورة توضح منازل غمرتها مياه الفيضان‬
‫‪-2-4‬ضورة تبين تدمير الفيضان للطرق واعمدة الكهرباء‬
‫‪-3-4‬صورة توضح تدمير الفيضان للطريق بين جنوب افريقيا وزامبيا‬
‫‪ -4-4‬صورة لجانب من فيضان تركيا‬
‫‪-5-4‬أ‪,‬ب مخططات تبين سقوط مكونات المنحدرات‬
‫‪-6-4‬يوضح انزالق الكتل الصخرية‬
‫‪ -7-4‬انواع هبوط مكونات المنحدرات‬
‫‪-8-4‬نماذج من التدفق الطيني‬
‫‪-9 -4‬زحف مكونات المنحدرات‬
‫‪-10-4‬االنهيال الرملي‬
‫‪ -11-4‬تغير شكل المنحدرات‬
‫‪-12-4‬اثر العمليات الجيومورفولوجية على الطبقات الصخرية االفقية‬
‫‪-13-4‬طبيعة ميل الطبقات الصخرية‬
‫‪-14-4‬اوضاع متباينة للطبقات والكتل الصخرية‬
‫‪-15-4‬صور جوية توضح مواقع العمليات الجيومورفولوجية على المنحدرات‬
‫‪ -16-4‬صور جوية توضح مواقع االنزالقات االرضية على المنحدرات‬
‫‪-17 -4‬مخطط يوضح استخدام نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة المنحدرات‬
‫‪ -18-4‬مخطط يوضح مواقع الرصد اعلى واسفل المنحدرات‬
‫‪ -19-4‬نموذج النواع الطبقاتالتي تستخدم في نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪ -1-5‬صورة فضائية بواسطة الرادار توضح موقع فالق تعرض للزلزال‪.‬‬
‫‪ -2-5‬ملجأ للحماية من اْلعاصير‪.‬‬
‫‪ -3-5‬صورة فضائية لبحر ارال‪.‬‬
‫‪ -4-5‬شكل وموقع مدينة نورثريدج‪.‬‬
‫‪ -5-5‬اعمق زلزال تعرضت له اليابان‪.‬‬
‫‪ -6-5‬خطوط كنتور بؤر الزلزال في وسط اليابان‪.‬‬
‫‪ -7-5‬خريطة توضح توزيع الماء واليابس وحدود الصفائح التكتونية‪.‬‬
‫‪ -8-5‬صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية‪.‬‬
‫‪ -9-5‬خريطة زلزالية لليابان‪.‬‬
‫‪ -10-5‬خريطة توضح شدة الزالزل في اليابان‪.‬‬
‫‪ -11-5‬مواضع اْلبنية وارتفاعاتها ومواقعها في المدينة‪.‬‬
‫‪ -12-5‬موقع جبل بركاني‪.‬‬
‫‪ -13-5‬أنواع المواد المتدفقة من البركان‪.‬‬
‫‪ -14-5‬الوضع التضاريسي في منطقة البركان‪.‬‬
‫‪ -1 -6‬موقع منطقة العقبة‪.‬‬
‫‪-2-6‬انهيار فندق بارا كوبا في نويبع‬
‫‪ -3-6‬تضرر مبنى في نويبع بسبب زلزال‬
‫‪-4-6‬تضرر محطة كهرباء فرعية في نويبع‬
‫‪ -5-6‬موقع زلزال بومرداس في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -6-6‬بعض أضرار زلزال بومرداس‪.‬‬
‫‪ -7-6‬الحركة بين الصفيحتين اْلوربية واْلفريقية‪.‬‬
‫‪ -8-6‬صورة فضائية لمنطقة زلزال بومرداس‬
‫‪ -9-6‬خريطة إيران الزلزالية‪.‬‬
‫‪ -10-6‬موقع زلزال بم جنوب إيران‪.‬‬
‫‪ -11-6‬أضرار قلعة بم اْلثرية‪.‬‬
‫‪ -12-6‬مواقع زلزالي ‪ 2003‬و‪ 2005‬في إيران‪.‬‬
‫‪ -13-6‬موقع زلزال ازميت التركي ونطاق تأثيره‪.‬‬
‫‪ -14-6‬جريان مياه اْلمطار في المغرب‪.‬‬
‫‪ -15-6‬منسوب مياه فيضان النيل في السودان‬
‫‪ -16-6‬صورة لكورنيش اإلمارات عند تعرضه إلى أمواج بحرية‪.‬‬
‫‪-17-6‬حرائق في الجزائر‬
‫‪ -18-6‬تساقط الثلوج في أمارة الفجيرة‬
‫‪ -19-6‬تساقط البرد على السعودية‬
‫‪ -21, 20-6‬صور فضائية للمناطق الخضراء عام ‪ 2000‬في السعودية‪.‬‬
‫‪ -23, 22-6‬المحتوى المائي في السعودية‪.‬‬
‫‪ -24-6‬انزالق الكتل الصخرية في قرية الظفير في اليمن‬
‫‪25-6‬مركز اعصار جونو يومي ‪ 4‬و‪. 2007/6/5‬‬
‫‪-26 -6‬مسار االعصار‬
‫‪ -27-6‬كثافة االمطار المصاحبة لالعصار‬
‫‪ -28-6‬جانب من التدمير الذي اصاب عمان‬
‫‪ -29-6‬الفيضان في مسقط‬
‫‪-30 -6‬نوع مسطح البناء وتوزيع العناصر االنشائية الرأسية‬
‫‪-31-6‬الفواصل الزلزالية‬
‫‪-32-6‬تصاميم ابنية حسب التوزيع المكاني‬
‫‪33-6‬ابعاد مباني ومناظرها الجانبية‬
‫الجداول‬

‫‪ -1-1‬أهم الكوارث في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬


‫‪ -1-2‬توزيع الكوارث في العالم حسب النوع واإلقليم بين علمي ‪ 1975‬و‪.2001‬‬
‫‪ -1-2‬أنواع الزالزل حسب الدرجة أو القوة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬أهم الزالزل خالل الفترة مابين ‪ 1991‬و‪.2005‬‬
‫‪ -3-2‬عدد الزالزل في العالم من سنة ‪ 2000‬إلى ‪.2006‬‬
‫‪ -4-2‬عدد الزالزل في أمريكا مابين ‪2000‬و‪.2006‬‬
‫‪ -5-2‬آثار الزالزل حسب الشدة والسرعة‪.‬‬
‫‪ -1-3‬درجات قياس إعصار التورنادو حسب مقياس فوجينو‪.‬‬
‫‪ -2-3‬درجات قياس اْلعاصير البحرية حسب مقياس سافير‪ -‬سيمبسون‪.‬‬
‫‪ -1-6‬الزالزل الشديدة في منطقة العقبة بين عامي ‪ 1900‬و‪.1995‬‬

‫المالحق‬
‫‪ -1-2‬انواع من امواج التسونامي‬
‫‪ -2-2‬نماذج من انواع البراكين‬
‫‪ -1-3‬صور متنوعة ْلعاصير التورنادو‬
‫‪ -2-3‬صور متنوعة لألعاصير البحرية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬صور الثار إعصار كاترينا‪.‬‬
‫‪ -4-3‬صور ْلنواع البرق‪.‬‬
‫‪ -1-6‬صور للبرد في السعودية‬
‫المقدمة‬

‫يتعرض العالم إلى الكوارث الطبيعية بشكل مستمر ومتصاعد وبأنواعها المختلفة‪ ,‬والتي يذهب‬
‫ضحيتها مئات اآلالف من اْلشخاص‪,‬وخسائر مادية تصل إلى مليارات الدوالرات‪,‬وقد شهدت السنوات‬
‫اْلولى من القرن الحالي العديد من الكوارث والتي تفوق في أعدادها وخسائرها ما حدث خالل نصف القرن‬
‫الماضي‪,‬وتعد سنة ‪ 2005‬سنة كوارث لكثرة ما حدث خاللها من كوارث طبيعية بأنواعها المختلفة‪,‬والتي‬
‫تسببت في وفاة اكثر من ‪ 100‬آلف شخص‪,‬وخسائر مادية وصلت مئات المليارات من الدوالرات‪ ,‬ورغم‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم أال أن ذلك ال يصب في مصلحة اإلنسان الحقيقية‪,‬حيث يتم‬
‫التركيز على الجوانب الشكلية وغير الضرورية‪,‬أو ربما فيما يساهم في تدمير البشرية مثل اْلسلحة النووية‬
‫والكيميائية والجرثومية وغيرها‪ ,‬وما يشهده العالم من سباق في هذا المجال‪,‬والذي دخلته الدول النامية بدون‬
‫تفكير أو تخطيط فاثقل كاهل اقتصادها بدون نتيجة‪,‬مما زادها فقرا وتخلفا‪ ,‬وتركت كل ما له عالقة بحياة‬
‫اإلنسان وتطوره والحفاظ على أرواح الناس‪.‬‬
‫ورغم كل ذلك فقد استطاعت بعض الدول من اتخاذ اإلجراءات المناسبة لحماية سكانها من الكوارث التي‬
‫تتعرض لها‪,‬كما تمكنت من التعرف على بعض الـدالئل المهمة التي تتعلق بحدوث بعض الكوارث قبل‬
‫حدوثها مثل الزالزل والبراكين‪,‬والتي تعد اكثر الكوارث تأثيرا وخطورة على اإلنسان‪,‬أال أن التقدم الكبير‬
‫الذي يشهده العالم لم يولي اهتماما كبيرا لتلك الدالئل لالستفادة منها مستقبال في مواجهة تلك الكوارث‪ ,‬ويقف‬
‫العالم عامة والعلماء خاصة يتفرجون على أفالم كيف يموت الناس جماعيا‪,‬كما حدث في جنوب شرق آسيا‬
‫أواخر سنة ‪ 2004‬وسنة ‪, 2005‬واغلب الدول مستعدة أن تدفع مئات المليارات من الدوالرات تعويضات‬
‫للكوارث‪,‬ولكن غير مستعدة على دفع دوالرا واحدا على البحوث والتجارب واْلجهزة التي تستخدم في التنبؤ‬
‫بالكوارث ومواجهتها‪ ,‬وكل الدول مستعدة لألنفاق في مجاالت ال أهمية لها‪,‬ولكن في مجال الحفاظ على‬
‫أرواح الناس غير ممكن‪,‬واغلب الدول تسعى إلى التنمية ولكن بعضها الترى ما هو المفتاح الحقيقي‬
‫للتنمية‪,‬فاإلنسان هو العنصر الفعال في عملية التنمية النه هو الذي يفكر ويخطط وينفذ‪,‬لذا يجب تطوير‬
‫قدراته وقابلياته وإمكانياته من خالل تقديم كل ما يحتاجه من خدمات وحمايته من الكوارث‪,‬كما تعمل بعض‬
‫الدول المتقدمة مثل اليابان‪.‬‬
‫والكوارث على أنواع حسب مسبباتها منها طبيعية الدخل لإلنسان فيها مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير‬
‫والفيضانات والجفاف واْلمراض‪,‬وكوارث بشرية من عمل اإلنسان مثل المفاعالت النووية وما ينتج عنها‬
‫من تلوث وإشعاعات واْلسلحة الفتاكة المستخدمة في الحروب والتلوث البيئي‪ ,‬وكوارث مشتركة طبيعية‬
‫بشرية ‪,‬مثل الفيضانات وبناء سدود غير كفوءة يتسبب انهيارها بخسائر بشرية ومادية‪,‬أو بناء بيوت غير‬
‫متينة يسهل انهيارها بهزة أرضية بسيطة‪,‬أو بناء منشآت على السواحل تتعرض لألمواج واْلعاصير‪ ,‬أو‬
‫القيام ببناء سدود وخزانات‪ ,‬أو تفجيرات نووية تسبب الزالزل‪.‬‬
‫ويتبين من دراسة الكوارث أنها ذات دالئل تظهر قبل حدوثها‪ ,‬بما فيها الزالزل والبراكين‪,‬لذا يهدف هذا‬
‫الكتاب إلى التعريف بالكوارث ومخاطرها وكيفية الحد من آثارها‪,‬أي نشر ما يسمى بثقافة الكوارث والتي لم‬
‫تكن حكرا على تخصص ما دون غيره بل يشمل جميع التخصصات العلمية والمهنية‪ ,‬كالطبيب والمهندس‬
‫واْلستاذ الجامعي والمدرس والمعلم والطالب والفني واالقتصادي واإلداري واإلنسان العادي‪ ,‬فالجميع معنيون‬
‫بذلك‪ ,‬أن التعرف على طبيعية الكوارث وما يتكرر منها في منطقة ما يمكن أن تولد لدى اإلنسان أفكار‬
‫وأساليب يتسلح بها لغرض الحد من آثارها وليست منعها‪ْ,‬لنها قوى من صنع الخالق عز وجل‪,‬وال يستطيع أحد‬
‫من منعها مهما كانت خبرته وما يملك من معدات متطورة ‪.‬‬
‫وقد تم اعتماد منهجية منسجمة مع كل التوجهات ومالئمة لكل التخصصات‪,‬فنحن اليوم بحاجة إلى التسلح‬
‫باْلفكار المناسبة لمواجهة الكوارث التي أخذت تتزايد بشكل مضطرد ‪,‬والجميع معرض لها الدول المتقدمة‬
‫والنامية‪,‬لذا تضمن الكتاب جميع ما يهم القارئ وضمن إطار محدد‪ ,‬وحسب المتاح من البيانات والمعلومات‪,‬‬
‫حيث تضمن الكتاب سبعة فصول شملت أنواع الكوارث الطبيعية ومخاطرها والدالئل التي تشير إلى حدوثها‬
‫واإلجراءات التي تسهم في الحد من الخسائر المادية والبشرية‪,‬كما تم تناول الكوارث الطبيعية في الوطن‬
‫العربي بشكل خاص ليتعرف المواطن العربي على ما يحيط به من مخاطر‪ ,‬وان بعضها ناتج عن فعل‬
‫اإلنسان‪ ,‬وهذا مهم لكي يتسلح اإلنسان العربي بما يسمى بثقافة الكارثة ويدافع عن نفسه‪.‬‬
‫وفي الختام اليسعني اال ان اتقدم بوافر الشكر والتقدير الى كل من الدكتور علي شاكر النعيمي والدكتور‬
‫عبدالحميد عبد محمد الحديثي على ما ابدوه من اراء وافكار والتي كان لها االثر الكبير في اضافة معلومات‬
‫مهمة للكتاب‪,‬فضال عن توجيهاتهم القيمة التي اغنت الكتاب بكثير من الجوانب العلمية‪.‬‬
‫واخيرا نسأل هللا سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمافية خير وسعادة البشرية جميعا ولخدمة المسيرة التعليمية في‬
‫الوطن العربي كافة‪,‬وهو ولي الصالحين‪.‬‬

‫المؤلف الدكتور‬
‫خـلـف حسـين علي الدليمي‬
‫‪2008/8‬‬
‫‪akha20022000@yahoo.com‬‬

‫‪khalafhusseean@hotmail.com‬‬
‫الفصل األول ‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬

‫المبحث األول‪ -‬تعريف وتصنيف الكوارث‬


‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬
‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‬
‫المبحث الثاني ‪ -‬أنواع وابعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من أثارها‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم‬
‫الفصل األول ‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬

‫المبحث األول‪ -‬تعريف الكوارث‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬


‫تعني الكارثة حدث مفاجئ أو غير مفاجئ‪ ,‬والسباب طبيعية الدخل لإلنسان فيها‪ ,‬وأخرى بسبب تصرف‬
‫اإلنسان الخاطئ‪ ,‬أو لتداخل اْلسباب الطبيعية والبشرية‪ ,‬ويترتب عليها خسائر مادية وبشرية يختلف حجمها‬
‫حسب نوع الكارثة وشدتها‪.‬‬
‫وتحدث بعض الكوارث بدون سابق إنذار واضح‪ ,‬كما هو الحال بالنسبة للزالزل والبراكين والسيول الجارفة‬
‫واالنهيارات والتدفق الطيني‪,‬والبعض اْلخر بسابق إنذار مثل الفيضانات التي تتعرض لها اْلنهار بمواسم معينة‬
‫واْلعاصير التي تحدث فوق المسطحات المائية وتتحرك نحو اليابس‪ ,‬وحالة الجفاف وحرائق الغابات‪.‬‬
‫ومن الخصائص العامة لتلك الكوارث ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬سرعة الحدوث والتتابع‪,‬فبعضها ال يتجاوز عدة ثواني مثل الزالزل والبعض اْلخر عدة دقائق أو ساعات مثل‬
‫البراكين واْلعاصير‪ ,‬والبعض اْلخر عدة أيام مثل الفيضانات‪.‬‬
‫‪ -2‬سرعة التأثير على ما يقع ضمن نطاقها‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم القدرة على الحد من شدتها أو منع وقوعها ْلنها قوة هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬والخالق اكبر قوة من المخلوق‪,‬‬
‫والقدرة للمخلوق في مجابهة الخالق‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوبة التنبوء بحدوثها قبل وقت يكفي التخاذ التدابير الالزمة للحد من أثارها‪ ,‬وخاصة الزالزل واالنهيارات‬
‫اْلرضية والتـدفق الطيني والبراكين‪.‬‬
‫ويشهد العالم وبشكل متباين سنويا عددا كبير من الكوارث بأنواعها المختلفة وموزعة على كل أرجاء الكرة‬
‫اْلرضية‪ ,‬ولغرض االطالع يمكن معرفة ما تعرض له العالم في النصف الثاني من القرن الماضي(العشرين)‬
‫( ‪)1‬‬
‫وستتم اإلشارة إلى أهم تلك الكوارث وليست جميعها في كل قارة وحسب الجدول رقم(‪.)1-1‬‬
‫وتبين من الجدول ان اسيا احتلت المرتبة االولى حيث بلغ عدد الكوارث ‪,437‬تليها امريكا ‪ 358‬كارثة‪,‬ثم اوربا‬
‫‪ 119‬كارتة‪,‬وتليها بقية القارات اقل من ‪ 100‬كارثة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )1-1‬عدد الكوارث التي شهدها العالم للفترة من ‪ 1947‬إلى ‪1980‬‬
‫معدل المفقودين‬ ‫عدد القتلى‬ ‫عدد الكوارث‬ ‫القارة‬
‫في كل كارثة‬
‫‪32‬‬ ‫‪11351‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪ -1‬أمريكا الشمالية‬
‫‪633‬‬ ‫‪50676‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪-2‬أمريكا الوسطى‬
‫‪657‬‬ ‫‪49265‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪ -3‬أمريكا الجنوبية‬
‫‪224‬‬ ‫‪26694‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪ -4‬أوربا‬
‫‪751‬‬ ‫‪25540‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-5‬أفريقيا‬
‫‪2412‬‬ ‫‪1054090‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪ -6‬أسيا‬
‫‪282‬‬ ‫‪4502‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ -7‬استراليا‬
‫‪1092‬‬ ‫‪1222298‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪disasters and their Effects on Buildings,p8:‬‬

‫( ‪)2‬‬
‫أما خالل الفترة الباقية فقد كانت الكوارث الرئيسية التي شهدها العالم هي كما في الجدول رقم(‪.)1-2‬‬
‫ويتضح من الجدول أن اكثر الكوارث تكرارا هي الفيضانات وتصل حوالي ‪ %28‬من مجموع الكوارث الطبيعية‬
‫و‪ %27‬عواصف وأعاصير و‪%8,5‬زالزل و ‪ %7,7‬جفاف‪ ,‬والباقي كوارث أخرى متنوعة‪.‬‬
‫جدول رقم( ‪ )2-1‬توزيع الكوارث في العالم (بحسب النوع واإلقليم)مابين عامي ‪.2001-1975‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫المجموع‬ ‫استراليا‬ ‫أوربا‬ ‫أفريقيا اْلمريكيتين أسيا‬ ‫نوع الكارثة‬

‫طبيعية‬
‫‪7,7‬‬ ‫‪513‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪263‬‬ ‫جفاف‬
‫‪0,9‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫مجاعة‬
‫‪28,6‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪759‬‬ ‫‪485‬‬ ‫‪331‬‬ ‫فيضانات‬
‫‪27‬‬ ‫‪1780‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪738‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪113‬‬ ‫عواصف‬
‫‪3,5‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حرائق‬
‫‪3,3‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪50‬‬ ‫موجات حر شديدة ‪8‬‬
‫‪8,5‬‬ ‫‪565‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪25‬‬ ‫زالزل‬

‫‪4,3‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪11‬‬ ‫براكين‬


‫‪0,2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أمواج‬
‫‪5‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪19‬‬ ‫انهيارات‬
‫‪1‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪52‬‬ ‫آفات‬
‫‪10‬‬ ‫‪691‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪386‬‬ ‫أوبئة‬
‫‪6609‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪www.fao.org, Roxanne Mc Donald :‬‬

‫وتشير بعض الدراسات عن الكوارث أن سنة ‪ 2005‬تعد سنة كوارث لكثرة ما شهدته الكرة اْلرضية من كوارث‬
‫متنوعة آدت بحياة اكثر من ‪ 100‬آلف شخص واضرار مادية تقدر بحوالي ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬
‫ويتحمل اإلنسان جزء كبير من أسباب ارتفاع حجم الخسائر رغم أنها طبيعية ومرهونة بقوة الخالق عز وجل‪ ,‬أال‬
‫أن اإلنسان لم يتخذ التدابير الالزمة لمواجهة تلك الكوارث والحد من آثارها وليست منع وقوعها‪ ,‬ومن أهم تلك‬
‫الكوارث التي حدثت في تلك السنة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬زلزال كشمير في ‪ 2005/10/8‬والذي تسبب في مقتل اكثر من ‪ 75‬آلف شخص وتشريد ماليين الناس‬
‫اصبحوا بدون مأوى‪,‬ومعظم تلك الخسائر تعود إلى عدم توفر شروط البناء المقاوم للزالزل مما أدى هدم تلك‬
‫اْلبنية من مساكن ومدارس وغيرها إلى قتل القسم اْلكبر من الناس‪.‬‬
‫‪ -2‬اْلمطار الموسمية التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية في شهر ‪ 2005/9‬والتي يسكنها حوالي ‪ 15‬مليون‬
‫نسمة ‪,‬حيث غمرت تلك اْلمطار شوارع المدينة وتسببت بقتل اكثر من ‪ 400‬شخص‪,‬وقد تحملت مجاري صرف‬
‫مياه اْلمطار كامل المسؤولية ْلنها لم تستوعب مياه اْلمطار الغزيرة‪ ,‬ولم يتحمل المسؤولية اإلنسان الذي صممها‬
‫بهذه الطاقة المحدودة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعرض الواليات المتحدة إلى إعصار كاترينا في ‪ 2005/ 8/29‬والذي ضرب مدينة نيواورلينز‪ ,‬والتي تقع‬
‫أساسا تحت مستوى المد البحري االعتيادي ‪,‬وقد تسبب اإلعصار بقتل آالف اْلشخاص وشرد مئات اْللوف من‬
‫منازلهم‪,‬فضال عن الخسائر المادية التي تراوحت ما بين ‪ 80‬إلى ‪ 200‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -4‬حدث خالل سنة ‪ 2005‬أعلى رقم من اْلعاصير والعواصف وبلغت ‪ 26‬إعصار منها ‪ 14‬إعصار والباقي‬
‫عواصف‪ ,‬وقد تميزت بشدتها وطول مدة حدوثها‪,‬وقد بلغت قوة ثالثة منها خمس درجات وهي أعلى درجة‬
‫(‪)3‬‬
‫إعصار والتي تصل سرعتها إلى حوالي ‪ 450‬كم‪/‬ساعة على مقياس سافيرسمبسون‪.‬‬
‫ويعد زلزال جنوب شرق أسيا في ‪ 2004/12/ 26‬والذي تسبب في قتل حوالي ‪ 220‬آلف شخص وتشريد اآلالف‬
‫من السكان وتدمير معظم المنشآت المقامة على السواحل من اعنف الزالزل في السنوات الماضية‪,‬وقد كان‬
‫ْلمواج تسونامي الناتجة عن الزلزال اْلثر اْلكبر في هذه الخسائر‪,‬والشكل رقم(‪ )1-1‬يوضح المتوسط السنوي‬
‫لحدوث الكوارث بين عامي ‪1975‬و ‪, 2001‬ويتضح من الشكل أن الكوارث الطبيعية ازدادت في السنوات‬
‫اْلخيرة بشكل ملحوظ‪,‬حيث كان متوسط حدوث الكوارث في الفترة اْلولى مابين عامي ‪ 1980 1975‬حوالي‬
‫‪ 197‬كارثة سنويا‪,‬ارتفع إلى ‪ 440‬كارثة بين عامي ‪1981‬و‪,1986‬والى ‪ 837‬بين عامي ‪1986‬و‪,1991‬ثم‬
‫ارتفعت إلى ‪ 1270‬بين عامي ‪1991‬و‪,1996‬والى ‪ 1688‬بين عامي ‪1996‬و‪ ,2001‬هذا يعني أن الفترة اْلخيرة‬
‫زادت عشر أضعاف ما كانت عليه في الفترة اْلولى‪ ,‬وأربعة أضعاف الفترة الثانية وضعف الفترة الثالثة وحوالي‬
‫‪ %25‬عن الفترة التي سبقتها ‪ ,‬وهذا مؤشر وواضح على أن الكوارث الطبيعية في ارتفاع مستمر‪,‬ويعني ذلك أن‬
‫العالم أمام تحديات كبيرة ليست له القدرة على الحد منها‪,‬ولكن يستطيع اتخاذ بعض اإلجراءات للحد من مخاطرها‬
‫أو آثارها‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )1-1‬يوضح المتوسط السنوي لحدوث الكوارث بين عامي ‪1975‬و ‪.2001‬‬

‫المصدر‪www.cred.be :‬‬

‫آما الشكل رقم (‪ )2 -1‬يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين ‪, 1998 -1952‬ويتضح من الشكل أن أمريكا تشهد‬
‫كوارث بوتيرة مرتفعة جدا‪,‬وتحتل اْلعاصير المرتبة اْلولى بنوعيها والهوريكان والتورنادو‪,‬ثم الفيضانات‬
‫(‪)4‬‬
‫والزالزل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ )2 -1‬يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين ‪1998 -1952‬‬

‫نسبة الخسائر‬ ‫التورنادو‬


‫كوارث اخرى‬ ‫الفيضانات‬ ‫الفيضانات‬
‫الزالزل‬
‫التورنادو‬ ‫الهوريكان‬

‫الزالزل‬ ‫الهوريكان‬

‫الفترة‬

‫المصدر‪www.agu.org/sci :‬‬

‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‪:‬‬

‫سيتم في هذا المجال تناول الكوارث الطبيعية من وجهة نظر قرآنية بشكل مختصر‪ .‬ويكون وفق عدة محاور‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪-1‬المحور األول‪:‬اإلعراض عن آيات هللا تعالى ‪:‬‬
‫ونَ‬ ‫ُ‬
‫عن َها ُمع ِّْرض ) [يوسف ‪. ]105 :‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫علي َها َوه ْم َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونَ‬ ‫ض يَمُرُّ‬ ‫َ‬
‫ت َواألرْ ِّ‬ ‫اوا ِّ‬‫س َم َ‬‫قال هللا سبحانه ( َو َكأَيِّن ِّمن آيَ ٍة فِّي ال َّ‬
‫هذه الحوادث والكوارث من آيات هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬وما أكثر اآليات التي يمر بها اإلنسان وهو عنها‬
‫معرض‪,‬دون أن يفكر أو يعي أو يتأمل في شيء من مدلول هذه اآلية‪ ,‬وما تحكي عنه من قدرة إلهية وضعف‬
‫البشر وغير ذلك‪ ,‬حتى لو كانت قوى عظمى فهي ال تستطيع أن تقف أمام هذه اآلية‪,‬ولكي تعود إلى وضعها‬
‫السابق تخسر مليارات الدوالرات ولعدة سنوات ‪.‬‬
‫في لحظات معدودة من الزالل أو أيام من الطوفان أو الرياح يتحطم غرور البشر وكبرياءه‪,‬لعل وعسى يتذكر‬
‫خالقه ويرجع إليه‪,‬ولكنه يرجع إلى الغفلة والعصيان ‪.‬‬
‫‪-2‬المحور الثاني‪ :‬جنود هللا تعالى ال يعلمها إال هو ‪:‬‬
‫ْ‬
‫قال عز وجل (‪َ ..‬و َما يَ ْعلَ ُم ُجنُودَ َربِّكَ إِّال ُه َو َو َما ِّه َي إِّال ِّذك َرى ِّللبَش َِّر )[المدثر‪. ]31 :‬‬
‫ْ‬
‫ال يعلم احد بجنود هللا تعالى‪,‬ولكن هللا تعالى هو علمنا بعض جنوده‪,‬ومن الجنود الريح‪,‬إن يشأ هللا تعالى يسكن‬
‫الريح‪,‬وإن يشأ يرسله‪,‬كما أرسله على عا ٍد وهو الريح العقيم‪ ,‬وإن يشأ يغرق السفن ومن عليها‪ ,‬وإن يشأ‬
‫يسخر الريح لعبد من عباده كسليمان ( عليه السالم) تجري بأمره‪,‬غدوها شهر‪ ,‬ورواحها شهر ‪.‬‬
‫‪-3‬المحور الثالث‪ :‬على اإلنسان أن ال يأمن مكر هللا تعالى أو انتقامه ‪:‬‬
‫شع ُُرونَ ) [النحل ‪]45:‬‬‫ض أَوْ يَأْتِّيَ ُه ُم ْالعَذابُ ِّم ْن َحيْث الَ يَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّف اللُ ِّب ِّه ُم األَرْ َ‬ ‫ت أَن يَ ْخس َ‬ ‫( أفَأ َ ِّمنَ الَّ ِّذينَ َمك َُرواْ الس َِّّيئ َا ِّ‬
‫‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم َحاصبا ً ث َّم الَ ت َ ِّجدُوا لَ ُك ْم َو ِّكيالً ) [اإلسراء ‪. ]68 :‬‬ ‫س َل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب البَ ِّر أوْ يُرْ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫( أفأ ِّمنت ُ ْم أن يَخس َ‬
‫ِّف ِّب ُك ْم َجانِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ور ) [الملك‪. ]16:‬‬ ‫ض فَ ِّإذَا ِّه َي ت َ ُم ُ‬ ‫ِّف بِّ ُك ُم األَرْ َ‬ ‫س َماء أَن يَ ْخس َ‬ ‫( أمنتم مَّن فِّي ال َّ‬
‫‪-4‬المحور الرابع ‪ :‬ذنوب الناس أفسدت البر والبحر ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْض الذِّي ع َِّملوا لَعَل ُه ْم يَرْ ِّجعُونَ ) [الروم ‪]41 :‬‬ ‫َّ‬ ‫اس ِّليُذِّيقَهُم بَع َ‬ ‫سادُ فِّي ْالبَ ِّر َو ْالبَ ْح ِّر ِّب َما َك َ‬
‫سبَ ْت أ َ ْيدِّي النَّ ِّ‬ ‫( َظ َه َر ْالفَ َ‬
‫‪.‬‬
‫ذنوب الناس ال تؤثر على أرواحهم فقط‪,‬بل تؤثر على البر والبحر أيضاً‪,‬فهذا العالم مترابط‪,‬واإلنسان سيد‬
‫المخلوقات على هذا الكوكب‪,‬فما تجنيه يد هذا اإلنسان يؤثر حتى على األسماك في قاع المحيطات‪,‬وذلك ليذوق‬
‫الناس بعض الذي عملوا‪,‬لعلهم يرجعون إلى هللا تعالى‪,‬وحتى يحصل الرجوع ال بد من التمعن فيما يذوقه الناس‬
‫على سطح األرض من عذاب وخوف‪,‬ولماذا ذاقه وكيف؟أما إذا تعاملنا مع ما نذوقه على أنه مجرد فاجعة‬
‫مؤلمة نسارع إلى إبراز األسى والتأسف‪ ,‬أو المساعدات المالية‪,‬وأليام قليلة فحسب فعندئذ نحن ال نقرأ الدرس‬
‫بالطريقة الصحيحة ‪.‬‬
‫ير)[الشورى‪. ]30:‬‬ ‫سبَ ْت أ َ ْيدِّي ُك ْم ويعفو عن َكثِّ ٍ‬ ‫ُّصيبَ ٍة فَب َما َك َ‬ ‫صابَ ُكم ِّمن م ِّ‬ ‫( َو َما أ َ َ‬
‫‪-5‬المحور الخامس‪ :‬بعض المصائب والفتن تعم الجميع ‪:‬‬
‫ب ) [األنفال‪. ]25:‬‬ ‫ْ‬
‫شدِّيدُ ال ِّعقَا ِّ‬ ‫( َواتَّقُواْ فِّتْنَةً الَّ ت ُ ِّصيبَ َّن الَّ ِّذينَ َظلَ ُمواْ ِّمن ُك ْم خاصة َوا ْعلَ ُمواْ أ َ َّن اللَ َ‬
‫اآلية الكريمة تتحدث عن فتنة تعم الجميع وال تختص بالذين ظلموا خاصة‪ ,‬وهذا يعني ان من يبث الخراب‬
‫والدمار واالفكار الفاسدة والحاقده التكن النتائج المترتبة عليها تخصه فقط بل الكل يتأثر بذلك ‪.‬‬
‫‪-6‬المحور السادس‪ :‬أمثلة قرآنية على مصائب بشرية ‪:‬‬
‫المثال األول ‪ :‬قصة الرجلين‪,‬وقد جعل هللا تعالى لألحدهما جنتين من أعناب وحفهما بنخل وجعل بينهما‬
‫زرعاً‪,‬وفجر خاللهما نهراً‪,‬ولكنه بدل أن يشكر هللا تعالى أخذ في التفاخرعلى صاحبه والتشكيك في المعاد‪ ,‬فأحيط‬
‫بثمره وأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها‪,‬وهي خاوية على عروشها ‪.‬‬
‫المثال الثاني‪ :‬أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين وال يستثنون‪,‬لكي ال يعطوا أي مسكين من تلك‬
‫الثمار‪ ,‬فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون‪,‬فأصبحت كالصريم ‪.‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬قصة سبأ‪,‬وقد جعل هللا تعالى لهم آية‪,‬جنتان عن يمين وشمال‪,‬وأبيح لهم ذلك الرزق ‪,‬وطلب منهم‬
‫الشكر‪,‬ولكنهم أعرضوا فأرسل عليهم سيل العرم‪,‬وبدلهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر‬
‫( ‪)5‬‬
‫قليل‪ ,‬لماذا ؟ الجواب‪ :‬بما كفروا‪.‬‬
‫َ‬
‫ارها ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سان َمال َها ‪ .‬يَوْ َمئِّ ٍذ ت َح ِّدث أخبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت األرْ أثقال َها ‪َ .‬وقا َل ا ِّإلن َ‬ ‫ضُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت اْألَرْ ضُ ِّزلزال َها‪َ .‬وأخ َر َج ِّ‬ ‫وقال تعالى‪(:‬إذَا ُز ْل ِّزلَ ِّ‬
‫شتَاتا ً ِّلي َُروْ اْ أ ْع َمالَ ُه ْم ‪ .‬فَ َمن يَ ْع َم ْل ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة َخيْرا ً يَ َرهُ ‪َ .‬و َمن يَ ْع َم ْل‬ ‫صدُ ُر اْلنَّ ُ‬
‫اس أ ْ‬ ‫أن َربَّكَ أوْ َحى لَ َها‪ٍ .‬يَوْ َمئِّذ يَ ْ‬ ‫بِّ َّ‬
‫ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة شَرا ً يَ َرهُ)‬

‫وسورة الزلزلة واحدة من أكثر سور القرآن تأثيرا في القلوب الواعية منها والغافلة‪ ,‬ومن أشدها تحذيرا وتنبيها‬
‫للنفس البشرية بما تسوقه من صورة لمشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة التي تتنوع وتتعدد مبشرة اْلتقياء بنعيم‬
‫مقيم محذرة اْلشقياء من عذاب أليم مؤكدة أن عمل الخير أو الشر مهما تضاءل سيجزي به اإلنسان وأن الحساب‬
‫والوزن والجزاء لن يترك صغيرة وال كبيرة إال ويحصيها‪ ,‬فمن يعمل مثقال خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا‬
‫يره ‪,‬وتبدأ السورة بربط ظاهرتين عرفهما الناس في حياتهم الدنيا واعتبروهما من الكوارث الطبيعية الزالزل‬
‫والبراكين نظرا لما تحدثه من هالك ودمار وما تبثانه من هلع وذعر‪ ,‬وواضح من السياق أن ما سيحدث يوم‬
‫القيامة سيكون أكثر هوال‪ ,‬ومن المثير للتأمل والتدبر أن آيتين في السورة قد أوردتا إشارتين علميتين في غاية‬
‫اْلهمية لم يتوصل العلم إليها بشكل قطعي في كافة أنحاء العالم إال باستخدام أدق اْلجهزة العلمية وأكثرها‬
‫حساسية ‪ ،‬فاإلشارة العلمية اْلولى هي ربط بين ظاهرتي الزالزل والبراكين‪,‬واإلشارة الثانية هي أن مكونات‬
‫جوف اْل رض أثقل من مكوناتها السطحية‪.‬‬
‫وبالنسبة لإلشارة اْلولى فكلنا سمع في السنوات الحديثة عما يسمى بشبكات الرصد الزلزالي المنتشرة في كل‬
‫بقاع العالم‪،‬وتشير وسائل اْلعالم المختلفة بين الحين واآلخرعن المراصد في العالم‪ ,‬والزالزل التي تحدث في‬
‫أماكن عدة‪.‬‬
‫كما يحدث بين حين وآخر انفجار أو نشاط بركاني في منطقة ما من العالم‪,‬وربما يشاهد البعض ما تعرضه أجهزة‬
‫التلفاز عن هذه اْلنشطة البركانية والحمم أو سحب الرماد البركاني التي تخرج من فوهات البراكين‪ ,‬أو من‬
‫تشققات اْلرض وما تحدثه من دمار وهلع وذعر‪ ,‬ولكن الذي ال يعرفه الكثير هو أن هناك فئة ليست بالقليلة من‬
‫العلماء المتخصصين تعكف على هذه اْلحداث والبيانات وتوقعها على خرائط أساس‪ ,‬أي خالية من أي بيانات عن‬
‫الكرة اْلرضية‪ ,‬فهذه مجموعة توقع بؤر الزالزل التي تزيد شدتها على التي حدثت خالل المائتي عام الماضية‬
‫على خريطة تسمى خريطة مواقع الزالزل الحديثة‪,‬ومجموعة أخرى توقع أماكن اْلنشطة البركانية الحديثة‪ ,‬وقد‬
‫أظهرت خريطة المجموعة اْلولى أن توزيع بؤر الزالزل على مستوى الكرة اْلرضية لم يكن عشوائيا بل إنه‬
‫يتبع نمطا معينا‪,‬وأن هناك مناطق تخلو تماما من تلك البؤر مثل الصحراء الكبرى‪ ,‬بينما هناك أماكن أخرى‬
‫تتركز فيها هذه البؤر مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه مجازا أحزمة‬
‫الزالزل‪,‬وأظهرت خريطة المجموعة الثانية أن توزيع بؤر البراكين على مستوى الكرة اْلرضية ليس عشوائيا بل‬
‫إنه يتبع نمطا معينا‪,‬وأن هناك مناطق تخلو تماما من النشاط البركاني مثل الصحراء الكبرى‪ ,‬وأخرى تكثر فيها‬
‫هذه اْلنشطة مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه حزام النار‪ ،‬فهذه‬
‫الخرائط تظهر من المقارنة بينها أن هناك تطابقا كامال بين المناطق التي تحدث فيها الزالزل أي أحزمة الزالزل‬
‫وتلك التي تكثر فيها اْلنشطة البركانية‪,‬وتسمى أحزمة النار‪ ,‬مما يؤكد وجود عالقة وثيقة ال يشوبها أي شك بين‬
‫والسؤال هو لو لم‬ ‫الزلزلة واالنفجارات البركانية‪.‬‬
‫يكن هذا القرآن وحيا من العليم الحكيم فكيف استطاع محمد صلى هللا عليه وسلم أن يربط بين هاتين الظاهرتين‬
‫بالذات ليصور منهما مشهدا من مشاهد يوم القيامة ؟ ولماذا لم يربط الزالزل مثال بالصواعق أو اْلعاصير أو‬
‫يربط البرق والرعد بالبراكين‪ ,‬وكيف تمكن الرسول الكريم التوصل إلى هذه الحقائق دون أي قياسات أو‬
‫اتصاالت أو رصد‪,‬وقبل أن تكتشف مناطق كثيرة من العالم‪ ,‬وأن يربط بين الظاهرتين بهذا الربط الجازم الواضح‬
‫المبسط (إن هو إال وحي يوحى)‪ ,‬ولعل في هذه اإلشارة العلمية إعجازا واضحا يدركه كل إنسان‬
‫عاقل‪.‬‬
‫ت اْألَرْ ضُ أَثْقَالَ َها}‬
‫اما بالنسبة لإلشارة العلمية الثانية والتي وردت في اآلية الثانية من سورة الزلزلة ‪َ {.‬وأ َ ْخ َر َج ِّ‬
‫فهي تفيد أن مكونات اْلرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحها‪ ,‬والسؤال هو ما نصيب هذه المعلومة من‬
‫الصحة ومتى وكيف أمكن للعالم أن يعرفها‪.‬؟ أن صحة هذه المعلومة أمر مؤكد ال يختلف عليه اثنان من علماء‬
‫اْلرض اآلن‪ ,‬بل تم تحديد كثافة تلك المكونات‪ ,‬فمتوسط الثقل النوعي لمواد اْلرض السطحية هو حوالي‬
‫‪4‬غم‪/‬سم‪ 3‬وتزيد هذه القيمة تدريجيا لتصل إلى حوالي‪8‬غم‪/‬سم‪ 3‬في الوشاح الذي يبلغ سمكه حوالي ‪2900‬كم‪ ,‬ثم‬
‫يصل الثقل النوعي إلى حوالي‪11‬غم‪/‬سم‪ 3‬في لب اْلرض او النواة التي تمتد لمسافة حوالي ‪ 3471‬كم أخري حتى‬
‫أما‬ ‫مركز اْلرض‪.‬‬
‫متى عرف العلماء هذه الحقائق فالمعلومات كلها تؤكد أن ذلك تم في القرن العشرين الماضي‪ ,‬بعد أن جرى قياس‬
‫سرعة انتقال الموجات الزلزالية في جوف اْلرض‪ ,‬وتحديد النطاقات التي تتغيرعندها هذه السرعة‪ ,‬ثم تحديد‬
‫تركيب هذه النطاقات من المضاهاة التجريبية لسرعة انتقال أنواع الموجات في المواد المختلفة‪ ,‬كما ساعدت‬
‫دراسة النيازك الحديدية التي تتساقط على اْلرض والتي يعتقد أنها ممثلة لمكونات اْلرض الداخلية أيضا في‬
‫الوصول إلى تصور عن التركيب الداخلي لألرض والصور التي يمكن أن تتواجد عليها المادة هناك‪ ,‬فضال عن‬
‫االستفادة من قوانين الجاذبية في حساب متوسط كثافة اْلرض‪ ,‬والذي أعطى مصداقية لكل هذه التقديرات‪,‬ثم يجب‬
‫االنتباه إلى هذا التوافق الرائع مع ما ذكره الحق في موضع آخر من كتاب هللا الكريم (الذي جعل لكم األرض‬
‫قرارا) سورة غافر‪ ,‬فقد جعلها بهذا التوزيع الداخلي لألثقال والجاذبية مالئمة تماما للحياة واالستقرارعليها سواء‬
‫من البشر أو الحيوان أو النبات‪,‬وإذا أراد هللا أن ينهي هذه الحياة بكافة صورها فما على اْلرض إال أن تتخلى عن‬
‫ت‪.‬وإِّذَا األَرْ ضُ ُمدَّ ْت‬
‫شقَّ ْت‪َ .‬وأ ِّذنَت ِّل َربِّها َ َو ُحقَّ َ‬
‫مسئوليتها وتلقي ما بداخلها تصديقا لقوله تعالى‪( :‬إِّذَا السَّما ُء ان َ‬
‫َوأَلقَ ْت َمافِّي َها َوت َ َخلَّ ْت‪َ .‬وأ َ ِّذنَت ِّل َربِّ َها َو ُحقَّ ْت) وبهذا تنتهي الحياة على اْلرض بالزلزال اْلعظم الذي يؤدي إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫شق اْلرض ويندفع ما بداخلها وتلقي بأثقالها فتميد وتضرب‪(,‬لمن الملك اليوم ‪.‬؟ هلل الواحد القهار)‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬انواع وابعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من آثارها ا‪:‬‬
‫اوال‪ -‬انواع الكوارث‬
‫ا‪ -‬كوارث طبيعية‪:‬‬
‫وتعني الكوارث الناتجة عن أسباب طبيعية الدخل لإلنسان في وقوعها ولكنه يساهم في زيادة حجم تأثيرها لعدم اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة للحد من أضرارها‪ ,‬مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير والفيضانات والسيول واالنزالقات والتدفق‬
‫الطيني واالنهيارات والجفاف والحشرات الضارة‪.‬‬
‫‪ -2‬كوارث بشرية‪:‬‬
‫وهي كوارث ناتجة عن فعل اإلنسان مثل الحروب واستخدام اْلسلحة الفتاكة والكيميائية والنووية‪,‬والتلوث البيئي‬
‫واإلشعاع النووي‪,‬والتجارب النووية في البر والبحر وما ينتج عنها من هزات أرضية وتلوث‪,‬وعمل السدود والخزانات‬
‫على نطاق واسع‪,‬واستغالل الثروات الطبيعية بشكل مفرط وخاصة الموجودة تحت سطح اْلرض مثل الماء والنفط‬
‫والمعادن‪ ,‬واقامة المنشآت الثقيلة فوق اْلرض‪ ,‬وغيرها من اْلنشطة التي مارسها اإلنسان كالطيران وركوب البحر‬
‫والتي تسببت في حدوث كوارث متنوعة‪.‬‬

‫‪ - 3‬كوارث مشتركة طبيعية بشرية ‪:‬‬


‫تحدث الكارثة السباب طبيعية مثل فيضانات ناتجة عن تساقط اْلمطار والثلوج‪,‬ولغرض الحد من آثارها عمل‬
‫اإلنسان السدود والخزانات‪ ,‬وقد تكون تلك السدود غير كافية وغير كفوءة فتنهار وتسبب فيضانات غير اعتيادية تؤدي‬
‫( ‪)7‬‬
‫إلى غمر مساحات واسعة يقع ضمنها عدة مدن وقرى‪ ,‬فيترتب على ذلك زيادة الخسائر المادية والبشرية‪.‬‬
‫وقد يعمل اإلنسان على استغالل السفوح غير المستقرة من خالل البناء فوقها أو مد طرق عبرها أو قطعها فعند سقوط‬
‫أمطار غزيرة تعمل على تشبع تكوينات تلك السفوح فيضعف تماسكها مما يعرضها إلى االنهيار‪ ,‬هي وما فوقها‪,‬أو‬
‫حدوث تـدفق طيني يؤدي إلى طمر ما يقع اسفل تلك السفوح‪ ,‬ولمسافة تصل بضع كيلومترات في بعض اْلحيان‪,‬وهذا‬
‫ما يحدث بشكل مستمر في أمريكا الوسطى‪,‬وفي اليمن بداية عام ‪, 2006‬وفي الفلبين في ‪, 2006/2/19‬والذي أودى‬
‫بحياة اكثر من ‪3000‬شخص‪ ,‬وخسائر مادية كبيرة‪,‬وقد يحدث العكس حيث يمارس اإلنسان نشاط معين فيتعرض إلى‬
‫ظروف طبيعية تسبب له كارثة مثل إقامة الصناعات الملوثة في منطقة معينة فتتعرض إلى انقالب حراري أو ضباب‪,‬‬
‫فيعمل على تركز الملوثات على سطح اْلرض دون حركة‪,‬وتستمر ليومين أو اكثر فتسبب خسائر في اْلرواح‬
‫والممتلكات كما حدث في لندن ونيويورك‪,‬أو إقامة مساكن وابنية غير مناسبة لمواجهة الكوارث مما يتسبب ذلك في‬
‫زيادة الخسائر‪ ,‬كما حدث في الجزائر وتركيا وإيران وباكستان‪,‬وكذلك عدم اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمواجهة الجفاف‬
‫وموجات البرد والحر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أبعاد الكارثة‪:‬‬


‫يمكن تحديد أبعاد الكارثة ضمن الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مصدر الكارثة واْلسباب التي أدت إلى حدوثها‪ ,‬هل هي طبيعية أم بشرية‪ ,‬مفاجئة‪,‬سريعة‪ ,‬بطيئة‪,‬داخلية‪,‬خارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى تأثير الكارثة وما تسببه من دمار وخراب وخسائر مادية وبشرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬نوع أو طبيعة الكارثة‪,‬وهل توجد إجراءات يمكن أن تحد من أثارها‪,‬وهل هي شديدة أم بسيطة‪.‬‬
‫‪ -4‬زمن حدوث الكارثة‪,‬أي الفترة الزمنية التي تستغرقها الكارثة ومدى تالحق أحداثها مثل الزالزل تحدث لفترة قصيرة‬
‫أال أنها تتبعها هزات ارتدادية أو ينتج عنها أمواج تسونامي عاتية‪ ,‬أو فيضانات تكون على شكل موجات متتالية‪.‬‬
‫‪ -5‬نطاق الكارثة‪ ,‬أي الحيز الجغرافي الذي يقع ضمن نطاق تأثير الكارثة‪,‬أو المساحة التي أثرت فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬موضع حدوث الكارثة‪ ,‬أي تحديد مكان الحدوث بشكل دقيق ضمن اليابس أو البحر أو في الصحراء أو في‬
‫( ‪)8‬‬
‫المدن‪.‬‬
‫‪ -7‬نمط حدوث الكارثة‪ ,‬لكل نوع من الكوارث نمط معين يتميز به عن غيره‪,‬أي ال يوجد تشابه في خصائصها‬
‫الطبيعية‪,‬وضمن النوع الواحد توجد أنماط مختلفة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬العوامل التي تزيد من أثار الكوارث‪:‬‬


‫‪ -1‬النمو السكاني المفرط وخاصة في الدول الفقيرة أو النامية والتي تتعرض إلى كوارث ‪.‬‬
‫‪ -2‬السكن في مواقع غير آمنة مثل سفوح المرتفعات أو السهول الفيضية أو عند شواطئ البحار أو المناطق الصحراوية‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام اْلسلحة الفتاكة التي تؤدي إلى قتل أعداد كبيرة أثناء الحروب‪ ,‬سواء من العسكريين أو المدنيين الذين تدور‬
‫في مناطقهم المعارك‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة السدود غير المتينة والكفوءة‪,‬والتي يسبب انهيارها خسائر مادية وبشرية‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم توفر شروط المتانة في المساكن ولو بالحد اْلدنى لذا تكون خسائر اْلنقاض اكثر من خسائر الكارثة نفسها‪.‬‬
‫‪ -6‬قلة الوعي االجتماعي لدى الكثير من الناس في كيفية مواجهة الكارثة‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم توفر كوادر متخصصة في مجال الكوارث تقوم باتخاذ اإلجراءات المناسبة للحد من آثار الكارثة‪,‬وتوعية الناس‬
‫حول اإلجراءات المناسبة للحد من آثار الكوارث‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم استخدام تقنيات االتصال واْلعالم الحديثة المرئية والمسموعة في توعية وإنذار الناس‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم توفر مراكز لمراقبة الكوارث في معظم الدول وان وجدت فهي غير كفوءة‪.‬‬
‫‪-10‬عدم توفر أجهزة كفوءة للمساعدة في مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -11‬رداءة اْلبنية وعدم مالءمتها لمواجهة الكوارث‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم‪:‬‬


‫‪ -1‬أول هزة أرضية تم تسجيلها عام ‪856‬م في إيران‪ ,‬والتي ضربت مدينة دامغان وتسببت بوفاة ‪ 200‬ألف شخص‪.‬‬
‫ومن ابرز الزالزل ما وقع في الصين‪ ,‬اْلول ضرب إقليم شانكس‪ -‬شنسي عام ‪ 1556‬م وراح ضحيته ‪ 830‬شخص‪,‬‬
‫والثاني ضرب نانغ شان عام ‪ 1976‬وتسبب بوفاة ‪ 655‬آلف شخص‪.‬‬
‫‪ -2‬أول بركااان تاام تسااجيله هااو فيزوفااوز فااي إيطاليااا ساانة ‪ 79‬م‪ ,‬والااذي تساابب فااي تاادمير ماادينتين قااديمتين همااا بااومبيي‬
‫وهركيوالنيوم‪,‬حيث دفنتا تحت الرماد البركاني تماما وتم اكتشافهما عام ‪1748‬م‪.‬‬
‫ووقعت ابرز ثورة بركانية في إندونيسيا منطقة سومباوا عام ‪1815‬م‪ ,‬والذي أودى بحياة ‪ 92‬ألف شخص‪ 10,‬آالف‬
‫بشكل مباشر والباقي بسبب المجاعة واْلمراض‪.‬‬
‫ومن ابرز المظاهر البركانية جبل أتنا عند الشاطئ الشرقي لجزيرة صقليا‪ ,‬والذي يصل ارتفاعه إلى حوالي ‪3323‬م‪,‬‬
‫ومحيطه حوالي ‪160‬كم‪,‬وثار عدة مرات أخرها عام ‪.2002‬‬
‫‪ -3‬أسوء فيضان حدث في نهر اليانكتسي في الصين عام ‪ 1931‬والذي تسبب بوفاة ‪ 3,7‬مليون شخص بالغرق‬
‫والمجاعة واْلمراض‪,‬كما شهد النهر فيضانا أخر عام ‪ 1975‬والذي أدى إلى تدمير ‪ 63‬سدا وقتل حوالي‪ 80‬ألف‬
‫شخص‪.‬‬
‫‪ -4‬اشد اْلعاصير التي شهدها العالم هو إعصار كالكوتا الهندية عام ‪1864‬م‪ ,‬والذي أودى بحياة ‪ 70‬ألف شخص‪.‬‬
‫‪ -5‬اشد موجات الحر شهدتها مدينة لوس أنجلوس عام ‪ ,1955‬واستمرت لمدة ثمانية أيام وتسببت في وفاة حوالي ‪946‬‬
‫شخص ‪ ,‬كما شهدت مدينة نيويورك موجة حر مماثلة استمرت ‪14‬يوما وتسببت بوفاة ‪ 891‬شخص‪.‬كما شهدت أوربا‬
‫موجة حر شديدة في صيف ‪.2003‬‬
‫‪ -6‬شهدت أمريكا موجة جفاف شديدة ضربت وسطها وشرقها عامي ‪ 1983/1982‬ونتج عنها وفاة مئات االشخاص‬
‫(‪)9‬‬
‫وخسائر مادية مابين ‪ 25‬و ‪ 33‬مليار دوالر‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪Roxanna Mc Donald,introduction to natural and man- made disasters and‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪their Effects on Buildings, first published,great Britain,Arcitectural press,2003.p9.‬‬
‫‪ -2‬تقرير لجنة اْلمن الغذائي العالمي‪,‬الدورة التاسعة والعشرون‪,‬روما للفترة من ‪ 12‬إلى ‪ 16‬أيار ‪,2003‬على‬
‫موقع اإلنترنت ‪www.fao.org‬‬
‫‪ -3‬ريتشارد اينغام‪,‬سنة ‪ 2005‬سنة كوارث طبيعية‪,‬مقال منشور في صحيفة ميدل ايست أو نالين‪,‬على موقع‬
‫اإلنترنت‪www.middle.east.online.com‬‬
‫‪why the united states is becoming more vulnerable to natural disasters-4‬‬
‫مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.agu.oyg/sci‬‬
‫‪ -5‬الكوارث الطبيعية بقراءة قرآنية‪ ,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.raoofonline.com‬‬
‫‪-6‬د‪.‬احمد حسنين حشاد‪,‬أال راضين السبع‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.myweb.saudi.net‬‬
‫‪ -7‬ثقافة الكارثة ‪,‬مقالة منشورة في مجلة الدفاع المدني الكويتية على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.gdocd.gov.ae./magazine‬‬
‫‪ -8‬المصدر السابق‬
‫‪ -9‬عام حافل بالكوارث والمآسي والعنف في زيادة والحلول‪,‬مقال منشور في شبكة النبأ المعلوماتية عبر‬
‫اإلنترنت على الموقع ‪www.annabaa.org/indx‬‬
‫الفصل الثاني ‪ -‬الزالزل والبراكين‪,‬مخاطرها والتـنبؤ بها‬
‫المبحث األول‪ -‬الزالزل‬
‫أوال‪ -‬تعريف الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع الزالزل‬
‫ثالثا‪ -‬عرض موجز لبعض الزالزل في العالم‬
‫رابعا‪ -‬حقائق حول دور اإلنسان في حدوث الزالزل وزيادة أثارها‬
‫خامسا‪ -‬بعض دالئل التنبؤ بالزلزال‬
‫سادسا‪ -‬أضرار الزالزل‬
‫سابعا‪ -‬اجراءات الحد من اثار الزالزل‬
‫ثامنا‪ -‬العوامل التي تسهم في زيادة تأثير الزالزل على االبنية‬
‫المبحث الثاني‪ -‬البراكين‬
‫أوال‪ -‬المواقع النشطة بركانيا‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع البراكين‬
‫ثالثا‪ -‬مخاطر البراكين‬
‫رابعا‪ -‬اشهر البراكين في العالم‬
‫خامسا‪ -‬التنبؤ بحدوث الثورانات البركانية‬
‫سادسا‪ -‬إجراءات الحد من خطر البراكين‬
‫سابعا‪ -‬معلومات بركانية متنوعة‬
‫ثامنا‪ -‬بعض البراكين النشطة في العالم‬
‫الفصل الثاني ‪ -‬الزالزل والبراكين‪,‬مخاطرها والتـنبؤ بها‬
‫المبحث األول‪ -‬الزالزل ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الزالزل‪:‬‬


‫هي عبارة عن موجات اهتزازية تنطلق من بؤرة الزلزال العميقة‪,‬حيث تتحرك تلك الموجات عموديا نحو‬
‫سطح اْلرض في منطقة بؤرة الزلزال‪,‬وتختلف زاوية تلك اْلمواج باالبتعاد عن تلك البؤرة‪ ,‬أي تزداد بزيادة‬
‫المسافة‪,‬لذا تكون حركة اْلرض في البؤرة حركة راسية أو عمودية‪ ,‬في حين تكون الحركة تموجية في المناطق‬
‫البعيدة عن البؤرة‪ ,‬أي تقل الحركة االهتزازية باالبتعاد عن بؤرة الزلزال‪.‬‬
‫وينعكس ذلك على طبيعة التأثير‪,‬حيث يكون في الحالة اْلولى دفع الظاهرة الموجودة فوق منطقة البؤرة إلى اْلعلى‬
‫وبقوة تعمل على تدمير اْلبنية التي تقع ضمن هذا النطاق لشدة الدفع الذي تتعرض له‪,‬أما في الحالة الثانية فيكون‬
‫أحداث حركة تموجية تحت مظاهر السطح تعمل على رفعها من جهة وهبوطها من جهة أخرى‪ ,‬وتعمل على دفع‬
‫اْلبنية باتجاه الموجات الزلزالية إذا كان التأثير في بداية البناء من جهة الموجة‪ ,‬وقد يكون العكس إذ يميل البناء‬
‫باتجاه معاكس للموجات إذا كان التأثير في الجهة المعاكسة لجهة الموجة‪.‬‬
‫تحدث الزالزل في مناطق محددة دون غيرها‪,‬حيث يطلق على تلك المناطق أحزمة الزالزل وهي‪:‬‬
‫٭ حزام المحيط الهادي‪ ,‬ويمتد من جنوب شرق آسيا بمحاذاة المحيط الهادي شماالً‪.‬‬
‫٭ حزام غرب أمريكا الشمالية الذي يمتـد بمحاذاة المحيط الهادي‪.‬‬
‫٭ حزام غرب اْلمريكتين‪،‬ويشمل فنزويال وشيلي واْلرجنتين‪.‬‬
‫٭ حزام وسط المحيط اْلطلسي‪،‬ويشمل غرب المغرب‪،‬ويمتد شماالً حتى إسبانيا وإيطاليا ويوغوسالفيا واليونان‬
‫وشمال تركيا‪ ،‬ويلتقي هذا الفالق عندما يمتد إلى الجنوب الشرقي مع منطقة جبال زاجروس بين العراق‬
‫وإيران‪،‬وهي منطقة بالقرب من حزام الهمااليا‪.‬‬
‫٭ حزام اْللب‪ ،‬ويشمل منطقة جبال اْللب في جنوب أوروبا‪.‬‬
‫٭ حزام شمال الصين‪ ,‬والذي يمتد شمال الصين من الشرق إلى الغرب‪ ،‬ويلتقي مع صدع منطقة القوقاز‪،‬وغربًا مع‬
‫صدع المحيط الهادي‪.‬‬
‫٭ وهناك حزام آخر يعد من أضعف أحزمة الزالزل‪،‬ويمتد من جنوب صدع اْلناضول على امتداد البحر الميت‬
‫جنوبًا حتى خليج السويس جنوب سيناء‪ ،‬ثم وسط البحر اْلحمر فالفالق اْلفريقي العظيم‪ ،‬ويؤثر على مناطق اليمن‬
‫وأثيوبيا ومنطقة اْلخدود اْلفريقي‬
‫(‪)1‬‬
‫العظيم‪.‬‬
‫تنقسم القشرة اْلرضية حاليا إلى سبعة كتل أو صفائح ‪ Plates‬رئيسية والى عدد من الصفائح الثانوية‪ ,‬حيث تمثل‬
‫الحدود بين هذه الكتل أو الصفائح مناطق النشاط الزلزالي والبركاني‪,‬ومن الصفائح الرئيسية‪:‬‬

‫‪ -1‬الصفيحة اْلوروبية اآلسيوية ‪Eurasian Plate‬‬


‫‪ -2‬صفيحة المحيط الهادئ ‪ ( Pacific Plate‬تحت المحيط)‬
‫‪ -3‬صفيحة أمريكا الشمالية ‪North American Plate‬‬
‫‪ -4‬صفيحة أمريكا الجنوبية ‪South American Plate‬‬
‫‪ -5‬الصفيحة اْلسترالية الهندية ‪Australian-Indian plate‬‬
‫‪ -6‬صفيحة القطب الجنوبي ‪Antarcilica Plate‬‬
‫‪ -7‬الصفيحة اْلفريقية ‪African Plate‬‬
‫وأهم الصفائح الثانوية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصفيحة الفلبينية‬
‫‪ -2‬الصفيحة العربية‬
‫‪ -3‬صفيحة الكاريبي‬
‫‪ -4‬صفيحة البحر اْلسود‬
‫‪ -5‬صفيحة اْلناضول‬
‫وتتحرك كل كتلة باتجاه معين‪ ,‬حيث توجد حركة تباعدية أو حركة تقريبية أو حركة تماسية او تصادمية‪ ,‬وتمثل‬
‫( ‪)2‬‬
‫مناطق االحتكاك او التصادم بين الصفائح المواقع الرئيسية النتشار الزالزل ‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أنواع الزالزل‪:‬‬
‫‪ -1‬أنواع الزالزل حسب العمق‪.‬‬
‫أ‪ -‬زالزل ضحلة على عمق ال يتجاوز ‪60‬كم‪.‬‬
‫ب‪ -‬زالزل متوسطة العمق ويتراوح عمقها بين ‪ 60‬و‪300‬كم‪.‬‬
‫ج‪ -‬زالزل عميقة يزيد عمقها على ‪300‬كم وتصل إلى ‪800‬كم‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع الزالزل حسب الدرجة‪.‬‬


‫تقاس قوة الزالزل بعدة مقاييس ومن أهمها مقياس ريختر والذي يكون إلى مستوى ‪ 9‬درجات‪,‬حيث تصنف‬
‫الزالزل حسب مقياس ريختر كما في الجدول رقم (‪. )2-1‬‬
‫جدول رقم (‪ ) 2-1‬نوع تأثير الزلزال حسب درجته أو قوته(مقياس ريختر)‬
‫الدرجة حسب مقياس ريختر‬ ‫نوع الزلزال‬
‫اكثر من ‪8‬‬ ‫‪ -1‬كإرثي‬
‫‪7,9---7‬‬ ‫‪ -2‬مدمر جدا‬
‫‪6,9 ---6‬‬ ‫‪ -3‬مدمر‬
‫‪5,9---5‬‬ ‫‪ -4‬مخرب‬
‫‪4,9---4‬‬ ‫‪ -5‬محدود التأثير‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪.3,9---3‬‬ ‫‪ -6‬ضعيف غير مؤثر‬

‫‪ -3‬تصنيف الزالزل حسب القوى التي سببتها‪.‬‬


‫أ‪ -‬زالزل بركانية‪,‬أي مصاحبة للثورانات البركانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬زالزل تكتو نية‪,‬وتحدث في المناطق التي تسود فيها الفوالق والكسور‪ ,‬ويعد هذا النوع شائع الحدوث ويكون‬
‫على أعماق تصل إلى حوالي ‪70‬كم‪.‬‬
‫ج‪ -‬زالزل بلوتونية‪,‬وتحدث على أعماق تصل إلى ‪800‬كم‪,‬وتشير الدراسات الجيولوجية أنها ناتجة عن ضغوط‬
‫(‪)4‬‬
‫شديدة في باطن اْلرض ينتج عنها تصدع في الكتل الصخرية‪.‬‬

‫‪ -4‬تصنيف الزالزل حسب نوع الموجة والسرعة‪.‬‬


‫أ‪ -‬أمواج زلزالية طولية ‪,‬وهي أمواج تسير بشكل طولي ومتموج ضمن القشرة اْلرضية وتعد أسرع أنواع‬
‫اْلمواج الزلزالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أمواج مستعرضة‪,‬وهي أمواج زلزالية تتعامد على مسارها اْلفقي وتتخذ مسارا متموجا عموديا أو راسيا‬
‫ضمن مكونات اْلرض‪ ,‬لذا تكون اقل سرعة من النوع السابق‪.‬‬
‫ج‪-‬أمواج زلزالية غير منتظمة‪ ,‬أي لم تكن منتظمة في مسارها ‪,‬حيث تنحرف يمينا وشماال ‪,‬وارتفاعا وانخفاضا‪ ,‬لذا‬
‫تكون اقل سرعة من اْلنواع السابقة‪ ,‬حيث تصل سرعة النوع اْلول في الصخور الجرانيتية إلى حوالي‬
‫‪6‬كم‪/‬ثانية‪,‬في حين تصل سرعة اْلنواع اْلخرى إلى ‪3,5‬كم‪/‬ثانية‪ ,‬وتختلف تلك السرعة في التكوينات‬
‫اْلخرى‪,‬شكل رقم(‪ ) 2-1‬أنواع اْلمواج الزلزالية حسب الحركة‪.‬‬
‫وتعد الموجات الزلزالية السطحية اكثر تعقيدا من العميقة ْلنها تنتقل عبر سطح اْلرض فتحرك جميع ما موجود‬
‫فوق سطح اْلرض معها وبحركة تشبه حركة أمواج البحر عندما تمرعبرها سفينة فتعمل على رفعها وهبوطها‪,‬أما‬
‫( ‪)5‬‬
‫الموجات الزلزالية العميقة فقد ينتج عنها حركات جانبية اقل تكرارا من النوع السابق‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ ) 2-1‬أنواع األمواج الزلزالية حسب نوع الموجة والسرعة‬

‫موجات طولية‬
‫موجات مستعرضة‬
‫موجات غير منتظمة‬

‫‪ -5‬أنواع الزالزل حسب طبيعة الحركة‪:‬‬


‫تتولد اْلمواج الزلزالية بفعل مصدر الزلزال‪ ,‬وهي تصنف عادة ً إلى ثالثة أنماطٍ ‪ ،‬يتولد االثنان اْلوليان وهما‬
‫أمواج ‪( P‬أمواج الضغط) و أمواج ‪( S‬أمواج القص) ضمن باطن اْلرض‪ ،‬في حين يتولد النمط الثالث و المؤلف‬
‫من أمواج ‪ Love‬و أمواج ‪ Rayleigh‬على امتداد سطح اْلرض‪,‬وفيما يلي تعريف بكل نوع منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أمواج ‪( P‬أو اْلمواج االبتدائية) تنتقل خالل باطن اْلرض بسرعة كبيرة‪،‬وهي أمواج طولية يمكنها االنتقال عبر‬
‫المواد الصلبة والسائلة في باطن اْلرض‪،‬حيث تهتز جزيئات المادة الوسيطة بشك ٍل مشابه ْلمواج الصوت‪،‬فيؤدي‬
‫ذلك إلى انضغاط وتمدد الصخور بشك ٍل متناوب‪،‬وبسبب سرعتها العالية تكون أمواج ‪ P‬أولى اْلمواج الواصلة إلى‬
‫مراكز الرصد‪,‬شكل رقم(‪2-2‬أ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬أمواج ‪( S‬أو اْلمواج التالية) فهي أمواج باطنية تنتقل عبر المادة الصلبة فقط في اْلرض‪،‬وتكون حركة‬
‫الجزيئات متعارضة (متعامدة) مع اتجاه االنتقال‪،‬وهي تؤدي إلى قص الصخور التي تنتقل عبرها‪ ,‬شكل رقم(‪-2‬‬
‫‪2‬ب)‪.‬‬
‫ج‪ -‬أمواج ‪ Love‬و ‪ Rayleigh‬وتتحرك قرب سطح اْلرض‪،‬وهي تلي أمواج ‪ P‬و ‪ S‬بفترة وجيزة‪،‬وكال النوعان‬
‫يتسببان بحركة الجزيئات اْلفقية‪,‬وقد تتحول تلك اْلمواج أثناء انتقالها إلى أمواج طولية‪،‬وعلى مساف ٍة قصيرة من‬
‫مصدر الزلزال يسببان الكثير من االهتزاز الذي يمكن اإلحساس به أثناء الزلزال‪,‬شكل رقم(‪2-2‬ج ود) أمواج ‪R,‬‬
‫(‪) 6‬‬
‫‪.L‬‬
‫شكل رقم(‪ ) 2-2‬أنواع األمواج الزلزالية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪2-2‬أ‪,‬ب)امواج ‪S , p‬‬

‫شكل رقم(‪2-2‬ج‪,‬د) أمواج‪R , L‬‬

‫وقد تعرض العالم إلى الزالزل بشكل مستمر وبدرجات متفاوتة مما انعكست أثارها على اإلنسان ونشاطاته‬
‫بصورة متباينة‪ ,‬ويمكن اإلشارة إلى أهم الزالزل التي حدثت خالل الخمسة عشر سنة الماضية التي تمثل نهاية‬
‫(‪)7‬‬
‫القرن العشرين وبداية القرن الواحد وغشرين‪ ,‬كما في الجدول رقم(‪.)2-2‬‬
‫جدول رقم (‪ )2-2‬أهم الزالزل خالل الفترة من ‪ 1991‬إلى ‪2005‬‬
‫الخسائر باألرواح‬ ‫قوة الزلزال‬ ‫الموقع‬ ‫السنة‬
‫‪7‬‬ ‫شمال الهند‬ ‫‪1991‬‬
‫‪2500‬‬ ‫‪7,5‬‬ ‫إندونيسيا‬ ‫‪1992‬‬
‫‪9748‬‬ ‫‪6,3‬‬ ‫جنوب الهند‬ ‫‪1993‬‬
‫‪5502‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1989‬‬ ‫‪7,5‬‬ ‫جزر سخالين‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1560‬‬ ‫‪7,5‬‬ ‫شمال إيران‬ ‫‪1997‬‬
‫‪2323‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫أفغانستان‬ ‫‪1998‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪6,9‬‬ ‫أفغانستان‬ ‫‪1998‬‬
‫‪2183‬‬ ‫‪7,1‬‬ ‫غينيا الجديدة‬ ‫‪1998‬‬
‫‪1185‬‬ ‫‪6,3‬‬ ‫كولومبيا‬ ‫‪1999‬‬
‫‪17118‬‬ ‫‪7,8‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪1999‬‬
‫‪2297‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫تايوان‬ ‫‪1999‬‬
‫‪19988‬‬ ‫‪7,7‬‬ ‫الهند‬ ‫‪2001‬‬
‫اكثر من ‪2000‬‬ ‫‪6,7‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪2003‬‬
‫اكثر من ‪ 20‬آلف‬ ‫‪6‬‬ ‫جنوب إيران‬ ‫‪2004‬‬
‫ا اكثر من ‪ 220‬آلف‬ ‫‪8 ,9‬‬ ‫جنوب شرق أسيا‬ ‫‪2004‬‬
‫ا اكثر من ‪ 75‬آلف‬ ‫‪7‬‬ ‫كشمير‬ ‫‪2005‬‬

‫المصدر‪ :‬أساسيات علم البيئة ص ‪ 43‬بعد التعديل‪.‬‬

‫ويتضح من الجدول السابق أن الزالزل التي حدثت في بداية القرن الواحد والعشرون هي تفوق في خسائرها ما‬
‫حدث في نهاية القرن الماضي بعدة أضعاف رغم التقدم التكنولوجي والعلمي السريع الذي يشهده العالم‪ ,‬وهذا يحتاج‬
‫أن يتخذ العالم موقفا جادا لغرض الحد من اثر الكوارث الطبيعية‪,‬حيث يقف اإلنسان في الوقت الحاضر مكتوف‬
‫اْليدي في الوقت الذي يداهمه الخطر من عدة جهات ومن مصادر مختلفة‪.‬‬
‫والجدول رقم(‪ )2-3‬يوضح الزالزل التي حدثت في العالم خالل الفترة مابين عامي ‪2000‬و‪2006‬وحسب‬
‫شدتها‪,‬وتبين أن عام ‪ 2004‬شهد زلزالين شديدين اكثر من ‪ 8‬درجة‪,‬وعام ‪ 2001‬شهد ‪ 16‬زلزال درجاتها اكثر من‬
‫‪, 7‬أما عام ‪ 2000‬فقد شهد ‪173‬زلزال تصل درجاتها اكثر من ‪, 6‬كما شهد عام ‪ 2004‬اكثر من ‪ 1672‬زلزال‬
‫تفوق شدتها ‪ , 5‬أما عالم ‪ 2005‬فقد شهد حوالي ‪14771‬زلزال تصل درجاتها اكثر من ‪, 4‬أما عام ‪ 2006‬فقد شهد‬
‫وتيرة عالية من الزالزل وخاصة الزالزل التي تزيد عن ‪ 6‬حيث بلغت اكثر من ‪ 92‬زلزال‪,‬علما أن اإلحصاءات‬
‫المتوفرة لغاية شهر‪,8‬واكثر من ‪ 5‬بلغ حوالي ‪1062‬زلزال في تلك السنة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )2-3‬يوضح عدد الزالزل التي حدثت في العالم خالل الفترة مابين سنة ‪ 2000‬و‪2006‬‬

‫شدة‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬


‫الزلزال‬
‫‪9-8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7,9-7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪6,9-6‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪158‬‬
‫‪5,9-5‬‬ ‫‪970‬‬ ‫‪1688‬‬ ‫‪1515‬‬ ‫‪1203‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪1243‬‬ ‫‪1345‬‬
‫‪4,9-4‬‬ ‫‪8142‬‬ ‫‪13928‬‬ ‫‪10888‬‬ ‫‪8462‬‬ ‫‪8584‬‬ ‫‪8084‬‬ ‫‪8045‬‬
‫‪3,9-3‬‬ ‫‪6105‬‬ ‫‪9169‬‬ ‫‪7932‬‬ ‫‪7624‬‬ ‫‪7005‬‬ ‫‪6151‬‬ ‫‪4784‬‬
‫‪2,9-2‬‬ ‫‪2413‬‬ ‫‪4636‬‬ ‫‪6316‬‬ ‫‪7727‬‬ ‫‪6419‬‬ ‫‪4162‬‬ ‫‪3758‬‬
‫‪1,9-1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1344‬‬ ‫‪2506‬‬ ‫‪1137‬‬ ‫‪944‬‬ ‫‪1026‬‬
‫‪0,9-0,1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬
‫ضعيفة جدا‬ ‫‪454‬‬ ‫‪859‬‬ ‫‪2939‬‬ ‫‪3608‬‬ ‫‪2937‬‬ ‫‪2938‬‬ ‫‪3120‬‬
‫المجموع‬ ‫‪18189‬‬ ‫‪30461‬‬ ‫‪31194‬‬ ‫‪31419‬‬ ‫‪27454‬‬ ‫‪2353 4‬‬ ‫‪22256‬‬
‫عدد القتلى‬ ‫‪6594‬‬ ‫‪89354‬‬ ‫‪284010‬‬ ‫‪33819‬‬ ‫‪1683‬‬ ‫‪21357‬‬ ‫‪231‬‬
‫المصدر ‪ Eathquake facts and statistics‬الموقع ‪www.Earthquake.usgs.gov‬‬

‫وإذا ما أخذنا مجموع الزالزل التي حدثت في كل سنة على مختلف درجاتها سنجد أن سنة ‪ 2003‬تحتل المرتبة اْلولى‬
‫حيث وصل عددها ‪,31419‬وتأتي سنة ‪ 2004‬بالمرتبة الثانية حيث بلغ عددها ‪ 31194‬زلزال‪,‬ثم تليها سنة ‪ 2005‬حيث‬
‫بلغ ‪30461‬زلزال‪,‬ويتضح من الجدول أن عدد الزالزل في السنوات اْلخيرة اخذ يزداد بشكل ملحوظ‪,‬ففي سنة ‪ 2000‬كا‬
‫ن مجموع الزالزل‪,22256‬ثم اخذ يرتفع تدريجيا‪,‬إذ بلغ سنة‪ 2001‬اكثر من ‪,23500‬وفي سنة ‪2002‬اكثر من‬
‫‪,27400‬وهذا مؤشر واضح جدا على ارتفاع عدد الزالزل بشكل كبير جدا خالل السنوات اْلخيرة وبوتيرة عالية‬
‫جدا‪,‬خالل خمس سنوات وصلت الزيادة اكثر من تسعة آالف زلزال‪,‬وهذا يعني أن العالم في خطر كبير ويواجه زيادة في‬
‫اعنف الكوارث وهللا اعلم‪.‬‬
‫وإذا ما آخذنا عدد القتلى خالل تلك السنوات فتعد سنة ‪ 2004‬اكثر تلك السنوات‪ ,‬وقد بلغ عددهم اكثر من ‪ 284‬آلف‬
‫قتيل‪,‬ثم تليها سنة ‪ 2005‬وصل إلى اكثر من ‪ 89‬آلف قتيل‪,‬في حين كان عدد القتلى حوالي‪ 230‬شخص سنة ‪2000‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫‪.‬‬
‫أما الجدول رقم (‪)2-4‬فيوضح الزالزل التي حدثت في الواليات المتحدة اْلمريكية خالل الفترة ما بين ‪2000‬‬
‫و‪,2006‬حيث يتضح من الجدول أن الواليات المتحدة تعرضت إلى خمسة زالزل بلغت شدتها اكثر من ‪ 7‬واقل‬
‫من ‪, 8‬وحوالي ‪ 37‬زلزال شدتها اكثر من ‪, 6‬وقد احتلت سنة ‪ 2003‬المرتبة اْلولى في عدد الزالزل التي شهدتها‬
‫الواليات المتحدة حيث بلغت اكثر من ‪3870‬زلزال‪ ,‬تليها سنة ‪ 2005‬بلغ اكثر من ‪ 3680‬زلزال‪,‬في حين كانت‬
‫سنة ‪2001‬حوالي ‪ 2260‬زلزلزال‪,‬أما فيما يخص الخسائر باْلرواح فيعد قليل جدا وقد بلغ شخصان فقط سنة‬
‫‪ 2003‬وهذا مؤشر على االحتياطات التي اتخذتها أمريكا في مواجهة أخطار الزالزل‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)2-4‬الزالزل التي حدثت في الواليات المتحدة األمريكية ما بين سنتي ‪2000‬و‪2006‬‬

‫شدة‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬


‫الزلزال‬
‫‪9-8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪7,9-7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪6,9-6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪5,9-5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪4,9-4‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪541‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪287‬‬
‫‪3,9-3‬‬ ‫‪749‬‬ ‫‪1471‬‬ ‫‪1362‬‬ ‫‪1303‬‬ ‫‪1525‬‬ ‫‪834‬‬ ‫‪913‬‬
‫‪2,9-2‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪1738‬‬ ‫‪1336‬‬ ‫‪704‬‬ ‫‪1228‬‬ ‫‪646‬‬ ‫‪657‬‬
‫‪1,9-1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0,9-0,1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫ضعيفة جدا‬ ‫‪18‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪507‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪415‬‬
‫المجموع‬ ‫‪1773‬‬ ‫‪3683‬‬ ‫‪3550‬‬ ‫‪2946‬‬ ‫‪3876‬‬ ‫‪2261‬‬ ‫‪2342‬‬
‫عدد القتلى‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫المصدر ‪ Eathquake facts and statistics‬الموقع ‪www.Earthquake.usgs.gov‬‬

‫ثالثا‪ -‬عرض موجز لبعض الزالزل‪:‬‬

‫‪ -1‬زلزال جنوب شرق أسيا عام ‪2004‬‬

‫يعد زلزال جنوب شرق آسيا الذي بلغت شدته ‪ 9‬على مقياس ريختر‪ ,‬والذي وقع قبالة الشواطئ الغربية‬
‫لشمال سومطرة على بعد ‪ 255‬كم من باندا آتشيه وعلى عمق ‪ 30‬كم‪,‬وذلك يوم اْلحد ‪ 26‬كانون أول‪/‬ديسمبر سنة‬
‫‪ 2004‬عند الساعة السابعة وثمان وخمسين دقيقة صباحا ً‪ ,‬ويعد الزلزال الرابع من حيث القوة في العالم منذ عام‬
‫وقد‬ ‫‪, 1900‬واْلشد بعد زلزال برنس وليام ساون في أالسكا سنة‪.1964‬‬
‫تسببت أمواج التسونامي الناتجة عن هذا الزلزال خسائر مادية وبشرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ‪,‬حيث بلغ‬
‫عدد الضحايا ‪ 220272‬قتيل‪ ,‬باإلضافة إلى تهجير ‪ 1076350‬في جنوب آسيا وشرق إفريقيا‪ ,‬وقد قتل على اْلقل‬
‫‪ 173981‬شخص بسبب الزلزال والتسونامي في إندونيسيا‪ ,‬كما قتلت التسونامي ما اليقل عن ‪ 29854‬شخص في‬
‫سريالنكا و‪ 10749‬شخص في الهند و‪ 5513‬شخص في تايالند و ‪ 150‬شخص في الصومال و‪ 82‬شخص في‬
‫المالديف و‪ 68‬شخص في ماليزيا و ‪ 59‬شخص في ميانمار و ‪ 10‬أشخاص في تانزانيا و ‪ 3‬أشخاص في سيشيل‬
‫و ‪ 2‬في بنغالدش و ‪ 1‬في كينيا ‪,‬الشكل رقم(‪ )2-3‬يتضمن صور لبعض المناطق المتضررة من أمواج‬
‫التسونامي‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-3‬أضرار التسونامي‬

‫كما تسببت التسونامي بأضرار مادية في مدغشقر وموريشيوس باإلضافة إلى أضرار في موزمبيق وجنوب‬
‫إفريقيا وأستراليا والقطب الجنوبي‪.‬‬
‫كما نتجت عن الزلزال انخسا فات وانزالقات أرضية في سومطرة‪ ،‬كما بدأ بركان طيني بالقرب من باراتانغ في‬
‫جزر أندامان بالثوران اعتبارا ً من ‪ 28‬كانون أول‪/‬ديسمبر ‪,2004‬الشكل رقم (‪ )2-4‬يتضمن صور فضائية قبل‬
‫حدوث التسونامي وبعدها لجزر أندامان‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-4‬صور فضائية لجزر أندامان‬

‫صورة قبل التسونامي‬

‫صورة بعد التسونامي‬


‫وقد حدث الزلزال على السطح الفاصل بين صفيحتي الهند وبورما نتيجةً لتحرر اإلجهاد بفعل انزالق صفيحة‬
‫الهند أسفل صفيحة بورما ‪,‬الشكل رقم (‪ )2-5‬يوضح موقع حدوث الزلزال‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 1900‬كان هناك العديد من الزالزل التي كانت بشدة زلزال سومطرة (‪ 9‬على مقياس ريختر) أو حتى‬
‫أشد منه مثل زلزال كامتشاتكا (‪ 9‬ريختر) عام ‪ ،1952‬وزلزال جزر أندريانوف في أالسكا (‪ 9‬ريختر) عام‬
‫‪ ،1957‬وزلزال تشيلي (‪ 9‬ريختر) عام ‪ ،1960‬وزلزال برنس وليام ساوند في أالسكا (‪ 9‬ريختر) عام ‪,1964‬‬
‫جميع هذه الزالزل ومنها زلزال سومطرة ناتجة عن حركات عنيفة في القشرة اْلرضية تحدث عندما تندفع إحدى‬
‫الصفائح التكتونية تحت صفيحة أخرى‪ ,‬كما أن جميعها ولدت تسونامي مدمرة بالرغم من أن الوفيات واْلضرار‬
‫(‪)9‬‬
‫الناتجة عن تسونامي سومطرة تجاوزت بكثير تلك الناتجة عن تسونامي الزالزل السابقة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-5‬يوضح موقع حدوث الزلزال‬

‫المصدر‪ -‬موقع االنترنت ‪www.assayyarat.com‬‬


‫‪ -2‬زلزال باكستان‬

‫ضرب زلزال إقليم شمال غرب الباكستان المحاذي لكشمير بلغت شدة الزلزال ‪ 7.6‬درجات بمقياس ريختر‬
‫يوم ‪/8‬أكتوبر‪ ،2005/‬وهو أقوى زلزال تتعرض له المنطقة منذ نحو مائة عام‪,‬والذي كان مركزه على بعد ‪80‬‬
‫كلم الى الشمال الشرقي من العاصمة الباكستانية أسالم آباد‪ ,‬اال أن أثاره امتدت الى الهند وأفغانستان‪ ,‬الشكل‬
‫رقم(‪ ) 2-6‬يبين موقع الزلزال ونطاق تأثيره‪.‬‬
‫وكان مركز الزلزال قرب مدينة مظفر آباد عاصمة القطاع الباكستاني من كشمير‪ ,‬وذكرت المصادر الرسمية ان‬
‫تعرضت الى اضرار كبيرة مادية وبشرية‪.‬‬

‫شكل رقم( ‪)2-6‬موقع زلزال باكستان ونطاق تأثيره‬

‫وقد بلغ عدد القتلى في باكستان والجزء التابع لها من إقليم كشمير نحو ‪ 30‬ألف شخص على اْلقل‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫مئات القتلى في الهند وأفغانستان‪.‬‬
‫وتعد بلدة باال كوت شمال غربي الباكستان أكثر المناطق تضررا‪،‬حيث يذكر احد الناجين إنا نجونا من الزلزال‬
‫ولكننا أدركنا أننا سنموت جوعا وبردا‪,‬حيث دمرت معظم أبنية المدينة وتحولت إلى ركام‪ ,‬وهناك الكثير من‬
‫الضحايا تحت اْلبنية المدمرة‪,‬الشكل رقم(‪) 2-7‬يوضح الدمار في بلدة باال كوت‪.‬‬
‫شكل رقم(‪) 2-7‬إضرار بلدة باال كوت‬

‫وأصبح عشرات اآلالف من المنكوبين في المناطق الجبلية من شمال باكستان دون مأوى‪,‬كما تسبب الزلزال في‬
‫انهيارات أرضية قطعت خطوط المواصالت المؤدية الى تلك المناطق مما أدى الى عرقلة عمليات اإلنقاذ‪.‬‬
‫وأوضح المسئولون الباكستانيون أن إقليم الحدود الشمالية الغربية كان اشد المناطق تضررا بالزلزال‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى الجزء الباكستاني من إقليم كشمير‪ .‬وأفادت اْلنباء ان أكثر من ‪ 400‬طفل لقوا حتفهم في انهيار مدرستين في‬
‫إقليم الحدود الشمالية الغربية‪.‬‬
‫ومن المناطق التي تعرضت الى أثار الزلزال العاصمة أسالم آباد‪،‬حيث انهارت عدة أبنية‪ ,‬مما دفع السكان الى‬
‫البحث بين اْلنقاض بأيديهم إلنقاذ الناجين من تحت حطام عمارة هوت بمن فيها‪ .‬اما في الهند فقد ذكرت وزارة‬
‫الداخلية الهندية إن العديد من القرى قد سويت باْلرضمن جراء الزلزال‪ ،‬وتأكد مقتل أكثر من ‪ 600‬شخص في‬
‫(‪)10‬‬
‫الشطر الهندي من كشمير‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬حقائق حول دور اإلنسان في حدوث الزالزل وزيادة آثارها‬


‫أثبتت الكثير من التجارب دور اإلنسان في حدوث الزالزل وزيادة آثارها ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬دور النفايات النووية‪:‬‬
‫أجريت في الفترة ما بين ‪1962‬و ‪ 1966‬دراسة النشاط الزلزالي قرب محطة كيميائية لصناعة اْلسلحة في‬
‫مدينة دنفر وعند سفوح جبال الروكي اْلمريكية‪ ,‬وقد وجدت مصلحة مسح اْلراضي والسواحل أن المنطقة لم تشهد‬
‫نشاطا زلزاليا منذ ‪ 80‬سنة قبل سنة ‪ ,1962‬وفي تلك السنة بدأ عمل المحطة الكيميائية والتي أخذت تضخ النفايات‬
‫الكيميائية الحربية في آبار عميقة يصل عمقها إلى ‪3600‬متر‪,‬وبعد فترة من عمليات الضخ المستمر بدأ مركز‬
‫الرصد الزلزالي يسجل هزات أرضية خفيفة وصلت إلى ‪ 700‬هزة منها حوالي ‪ 75‬هزة شعر بها سكان تلك‬
‫المنطقة‪,‬حيث تسبب ضخ تلك المواد إلى تنشيط الفوالق والصدوع في باطن اْلرض‪ ,‬إذ ساعدت عمليات الضخ‬
‫على توغل المياه فيها ولمسافات طويلة وعميقة‪ ,‬وتكرار تلك العملية يفقد الصدوع والفوالق استقراريتها فتسبب في‬
‫حدوث الزالزل‪.‬‬
‫وعند تتبع تلك العملية وتوقيف الضخ لفترة من الزمن قل النشاط الزلزالي كثيرا‪ ,‬وبعد استئنافه زاد النشاط‬
‫الزلزالي‪,‬وهذا يعني هنالك عالقة كبيرة بين ما يقوم به اإلنسان من أنشطة صناعية وضخ مخلفاتها السائلة في باطن‬
‫اْلرض وحدوث الزالزل‪.‬‬

‫‪ -2‬عمل السدود وخزانات الماء أو البحيرات االصطناعية‪:‬‬


‫تشير العديد من الدراسات عن وجود عالقة بين السدود والخزانات التي أقامها اإلنسان على اْلنهار والنشاط‬
‫الزلزالي‪,‬فقد تم رصد هزات أرضية ضعيفة في منطقة بحيرة ميد بين واليتي اريزونا ونيفادا بعد ارتفاع مناسيب‬
‫المياه في تلك البحيرة عام ‪ ,1936‬وتشير تلك الدراسات قد يكون للماء الذي أضيف إلى البحيرة دورا في زيادة‬
‫ضغط الماء واندفاعه في الفوالق والكسور التي تتضمنها الطبقات الصخرية الواقعة اسفل الخزان‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫وفي دراسة أخرى أن خزانا في الهند تسبب في حدوث زلزال أودى بحياة حوالي‪ 200‬شخص‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1968‬تم بناء سد كبير يصل ارتفاعه إلى ‪235‬م و يتسع لخزن ‪ 4,4‬كم‪ 3‬من المياه‪,‬وقد تم رصد هزات‬
‫أرضية ضعيفة نشطت بعد إنشاء السد إلى أن حدث زلزال قوي في عام ‪ 1975‬والذي تعرضت له مدينة اورفيل‬
‫( ‪)1 2‬‬
‫شمال كاليفورنيا والذي بلغت شدته‪7,5‬درجة على مقياس ريختر‪.‬‬

‫‪ -3‬التجارب النووية‪:‬‬
‫قامت العديد من الدول المتقدمة تكنولوجيا بتجارب نووية في باطن اْلرض‪ ,‬منها الواليات المتحدة‬
‫اْلمريكية‪ ,‬والتي قامت بتفجير في صحراء نيفادا وكانت كمية التفجير واحد مليون طن‪ ,‬أي ما يعادل زلزال قوته‬
‫‪ 6,5‬درجة ‪ ,‬وتنعكس آثار ذلك على الصدوع والفوالق القريبة من التفجير فيؤدي إلى تجدد نشاطها التكتوني‪,‬‬
‫فتتحرك حافات الصدوع بمعدل ‪30‬الى ‪40‬سم أو إلى ‪1‬م ‪,‬كما تسبب حركة راسية تصل إلى ‪15‬سم ‪,‬ويكون نطاق‬
‫التأثير المباشر مابين بضع مئات من اْلمتار وبضع كيلومترات‪,‬وفي كل اْلحوال ال يتجاوز ‪8‬كم‪ ,‬أما غير المباشر‬
‫فيصل مئات الكيلومترات‪ ,‬وقد تكررت التجارب النووية اْلمريكية‪,‬ففي عام ‪ 1968‬تم أجراء تفجير نووي في‬
‫صحراء نيفادا مقداره ‪ 1,1‬مليون طن فوصل تأثيره إلى عمق ‪ 1400‬م وعلى مسافة ‪ 450‬كم فوق سطح اْلرض‪,‬‬
‫وقد أدى إلى إعادة النشاط التكتوني إلى الصدوع والفوالق وبقطر ‪ 6,5‬كم عن مركز التفجير‪ ,‬ونتج عن تلك‬
‫(‪)13‬‬
‫التفجيرات حدوث هزات أرضية رادفة بلغت قوتها ‪ 4,2‬واستمرت لعدة شهور‪.‬‬
‫وأخرها التجربة النووية لكوريا الشمالية في عام ‪ 2006‬والتي اعقبها حدوث زلزال في اليابان‪.‬‬

‫‪ -4‬األبنية الضخمة‪:‬‬
‫تشر الدراسات الحديثة عن وجود عالقة بين اْلبنية الضخمة وحدوث الزالزل في بعض المناطق من‬
‫العالم‪,‬وخاصة ناطحات السحاب‪ ,‬وقد اشار إلى ذلك أحد علماء الصين ربما توجد عالقة بين ناطحة السحاب‬
‫المتمثلة ببناية تابيه المتكونة من ‪ 101‬طابق وعلى ارتفاع ‪508‬متر ويصل وزنها إلى ‪700‬الف طن بما حدث من‬
‫زالزل في تلك المنطقة‪,‬الشكل رقم (‪ )2-8‬ناطحة السحاب(تابيه)‬
‫ويشير تينغ هورنغ لين الباحث الجيولوجي في جامعة تايوان الوطنية أن إجهاد ناطحة السحاب لألرض ربما أدى‬
‫إلى إعادة فتح صدع زلزالي قديم في موقع بنائها‪.‬‬
‫وان صحت فرضية لين فان المعماريين اليابانيين قد يواجهون صعوبة في تنفيذ مشاريعهم إلنشاء مبان عالية في‬
‫المناطق الزلزالية‪ ,‬كما تؤدي مواقع اإلنشاءات اْلخرى مثل السدود ومواقع ردم النفايات إلى تأثيرات على طبقات‬
‫اْلرض‪.‬‬
‫وتوضح الدراسات أن منطقة حوض تايبه كانت مستقرة وال توجد فيها صدوع زلزالية نشطة قرب السطح قبل‬
‫إنشاء البناية‪ ,‬وكان النشاط الزلزالي فيها مماثال لما في بريطانيا‪ ,‬حيث تقع هزات أرضية ضعيفة الشدة وال تزيد‬
‫عن درجتين بمقياس ريختر‪ ،‬وتحدث مرة واحدة كل عام‪ .‬أال أن اْلمر اختلف أثناء أنشاء ناطحة السحاب وبعده‪ ،‬إذ‬
‫سجلت هزات أرضية صغيرة ضعيفة الشدة بمعدل مرتين في السنة بين عامي ‪ 1997‬و ‪ 2003‬وهي فترة اإلنشاء‪.‬‬
‫أما بعد اكمال المبنى فقد وقعت هزتان بدرجة ‪ 3.8‬و ‪ 3.2‬درجة تحت المبنى مباشرة‪ ,‬وفقا لما قاله لين‪ ,‬وأضاف‬
‫الباحث أن وزن المبنى الذي يتوزع على مساحة ‪ 15081‬مترا مربعا يؤدي إلى حدوث إجهاد بمعدل ‪ 4.7‬بار‬
‫( ‪)1 4‬‬
‫(وحدة الضغط) على اْلرض التي تحته‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-8‬ناطحة السحاب(تابيه)‬

‫‪www.balagh.com‬‬

‫خامسا‪ -‬بعض دالئل التنبؤ بالزالزل‪.‬‬


‫تعد اليابان من الدول التي أحرزت تقدما كبيرا في مجال التنبؤ بالزالزل والحد من مخاطرها‪ ,‬إذ قام اليابانيون‬
‫بوضع أجهزة تسجيل الهزات اْلرضية على امتداد ‪ 200‬كم في قاع المحيط‪ ,‬حيث يقل التشويش االهتزازي‪,‬‬
‫ويخطط اليابانيون لتتبع الهزات الزلزالية اْلولية والتي تسبق الزلزال الرئيسي وتسمى بالهزات اْلمامية‪ ,‬وقد تم‬
‫رصد بعض العالمات الدالة على حدوث الزلزال مثل ارتفاع أو هبوط في جزء من اْلرض‪ ,‬والتغير في حركة‬
‫نطاقات الصدوع‪ ,‬مع زحف بطيء يؤدي إلى توقف الحركة ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الجهود المبذولة في سبيل التوصل إلى طريقة مناسبة للتنبؤ بالزالزل أال أن نجاحها على نطاق‬
‫محدود جدا‪ ,‬ومن الوسائل التي قد تساعد على التنبؤ ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬غاز الرادون‪:‬‬
‫استطاع سكان مدينة طشقند عام ‪ 1966‬التنبؤ بزلزال عن طريق غاز الرادون في باطن اْلرض وهو غاز‬
‫خامل ناتج عن التحلل الذري للراديوم‪,‬ويوجد بمقادير نادرة في الصخور‪ ,‬فعندما يحدث ضغط يؤثر على الطبقات‬
‫الصخرية فتحدث فيها تشققات تسمح بهروب الغاز فيظهر على سطح اْلرض أو قربه‪.‬‬

‫‪ -2‬الموجات االهتزازية األمامية أو االستباقية‪:‬‬


‫تمكن الصينيون من التنبؤ بأحد الزالزل قبل حدوثه بساعات والذي تعرضت له مدينة هاي شنتو في شمال‬
‫شرق الصين عام ‪ 1975‬والتي يسكنها حوالي ‪3‬مليون في ذلك الوقت‪ ,‬عن طريق تسجيل الحركات االهتزازية‬
‫اْلمامية‪ ,‬وتم إنذار السكان بمغادرة منازلهم قبل حدوثه مما قلل من الخسائر في اْلرواح في الوقت الذي دمرت‬
‫(‪)15‬‬
‫‪ %90‬من مباني المدينة‪.‬‬

‫‪ -3‬ظاهرة الضوء األخضر‪:‬‬


‫تعد ظاهرة الضوء اْلخضر من الظواهر التي تم رصدها فوق المناطق المرتفعة في الجو سواء كانت‬
‫مرتفعات جبلية أو أبنية مرتفعة أو مآذن أو أبراج‪ ,‬ويكون هذا الضوء على شكل هالة مشعة تشبه وميض البرق‬
‫أحيانا‪ ,‬وقد تم رصد تلك الظاهرة من قبل سكان مدينة عشقباد عاصمة تركمانستان فوق جبال كيبيت داغ المطلة‬
‫على المدينة عندما تعرضت إلى زلزال عام ‪ ,1948‬وتمت مشاهدة تلك الظاهرة في ألمانيا أيضا عندما تعرضت‬
‫إلى زلزال عام ‪.1911‬‬
‫‪ -4‬ظاهرة الصوت‪:‬‬
‫تمكن بعض السكان من رصد أصوات قبل حدوث الزلزال بفترة وجيزة ال تتجاوز بضع دقائق‪ ,‬منها ماتم في‬
‫كندا عام ‪ 1935‬حيث سمع رجل كان مستلقيا على سريره صوت هادر شديد يشبه صوت هدير السيول العارمة في‬
‫اْلودية أو صوت الرياح الشديدة‪ ,‬ثم انفتحت نافذة الشباك بقوة‪ ,‬وعندما نهض ووقف على حافة السرير لغلق النافذة‬
‫( ‪)1 6‬‬
‫اهتز السرير فسقط على اْلرض‪.‬‬

‫‪ -5‬سلوك بعض الحيوانات غير االعتيادي‪:‬‬


‫تتحرك بعض الحيوانات قبل حدوث الكوارث بفترة قصيرة حركة غير طبيعية مثل حركة النمل بسرعة‬
‫وبشكل مرتبك وغير منظم‪,‬وخروج بعض الحيوانات من مخابئها الواقعة تحت سطح اْلرض وبسرعة وبشكل‬
‫مرتبك يثير االنتباه‪.‬‬
‫وقد تحدث سكان منطقة شمال العراق عن تصرفات الحيوانات مثل ( القطط ‪,‬الكالب‪ ,‬الفئران ‪ ,‬الجرذان ‪ ,‬الدواب ‪,‬‬
‫اْلغنام ‪,‬الديك ‪ ,‬النحل‪ ,‬الثعبان وغيرها) والتي تبدوا عليها عالمات القلق والتوجس واالرتباك والخوف‪ ,‬وتعطي‬
‫إشارات ( صوتية ‪ ,‬حركية‪ -‬اختفاء البعض منها مثل القطط والكالب وظهور البعض اآلخر مثل الفئران ‪ ,‬الجرذان‬
‫والثعبان) والتي تشير إلى احتمال حدوث زلزال ما خالل وقت قصير ‪ ,‬وقد أكدت نتائج الدراسات الزلزالية من‬
‫إحساس مثل تلك الحيوانات في التنبؤ بحدوث زلزال مرتقب‪ ,‬وأثبتت النتائج عمليا وعلميا مدى قابلية مثل تلك‬
‫الحيوانات في التنبؤ بحدوث( الزلزال) قبل وقوعه ‪.‬‬
‫وتمكن الناس من مالحظة ذلك في المناطق التي تتعرض إلى هزات متكررة ضعيفة قبل أو بعد الزلزال‪ ,‬والتي‬
‫تدوم أحيانا بضعة اشهر‪ ,‬مما أتاح ذلك للناس إمكانية مراقبة سلوك الحيوانات من داجنة وبرية‪ ,‬وقد استنتجوا بان‬
‫القطط هي التي تسرع في الهروب من البيوت قبل غيرها‪,‬وفي بعض القرى اختفت كل القطط قبيل الزلزال في‬
‫حين خرجت الفئران والجرذان من جحورها‪ ,‬وصارت تتجول في اْلفنية والشوارع‪ ,‬أما في فصل الشتاء فقد‬
‫تستيقظ اْلفاعي من سباتها المعتاد وتخرج إلى السطح‪ ,‬كما أن الماشية المحبوسة في الحظائر يتملكها هلع وارتباك‬
‫قبل وقوع الهزات اْلرضية بنحو‪ 20-15‬دقيقة‪,‬كما كانت الدواب تصرخ وتضرب اْلرض بحوافرها‪,‬وكانت‬
‫الكالب تنبح بشدة دون سبب ظاهر‪,‬وكذلك النحل يطير مبتعدا عن خالياها قبل وقوع الزلزال‪ ,‬ويعود أليها بعد‬
‫توقف الهزات بحوالي ‪ 15‬دقيقة على اْلقل‪,‬أما الديكة فتصيح في غير الوقت المعتاد‪ ,‬وقد يعتقد المزارعون بوجود‬
‫الثعالب بجوارها‪,‬وتبين بان خطر الزلزال يبرز عندما تموء القطط ويقف وبرها وتبعث شرارة من ظهورها‪.‬‬
‫وقد قام العلماء في الصين بأجراء دراسات وأبحاث حول تحليل أسباب التصرفات الغريبة للحيوانات‪ ,‬واستخدمت‬
‫تصرفات الحيوانات ْلول مرة في التاريخ للتنبؤ مسبقا بزلزال ضرب مدينة هايتشينغ الصينية عام‪, 1975‬وقد‬
‫تزامن ذلك مع حدوث هزات أرضية خفيفة استباقية قبل حدوث الزلزال الرئيسي‪ ,‬وتم إعالن االستنفار وإخالء‬
‫المدينة‪,‬وبعد ساعات من إخالء المدينة وقع الزلزال المنتظر‪ ,‬وكان شديد بقوة‪ 7.3‬درجات على مقياس ريختر‪,‬‬
‫فادى إلى تدمير حوالي ‪ %90‬من المباني وأنقذت عملية اإلخالء حياة ‪ 90‬آلف نسمة من سكان المدينة‪.‬‬
‫وقد أكد العالم الجيولوجي( جيمس بركالند)انه بإمكان التنبؤ بوقوع الزلزال بنسبة ‪ %75‬بموجب أسلوب سماه(‬
‫اْلسلوب المختلط) الذي يعتمد على تسجيل عدد حاالت ضياع الحيوانات المنزلية اْلليفة من خالل تتبع إعالنها في‬
‫الصحف‪,‬والقيام بتنسيق تلك المعطيات مع دور حدوث حاالت المد والجزر المتعلقة بوضع القمر‪ ,‬فالمد والجزر‬
‫يثيران تذبذبات في الجاذبية تسفر عن انفتاع( نوافذ زلزالية)‪ ,‬وهي الفترات التي تتعاظم فيها احتمال حدوث الهزات‬
‫اْلرضية‪,‬واثبت بركالند انه قبل وقوع الزالزل بنحو أسبوعين تسجل حاالت ضياع الكالب والقطط بصورة‬
‫مفاجئة ‪,‬ويعتبر هذه اإلشارة اكبر تنبؤ باقتراب وقوع الزالل‪ ,‬وعلى ضوء تلك اإلشارات تمكن المختصون من‬
‫(‪)17‬‬
‫التنبؤ بزلزال ( لوما بريتا) في كاليفورنيا)‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬أضرار الزالزل‪:‬‬


‫تحدث الزالزل أضرارا متباينة مادية وبشرية‪ ,‬وذلك حسب شدة الزلزال واإلجراءات المتخذة لمواجهته‪,‬فقد‬
‫يحدث زلزال بنفس الدرجة في منطقتين مختلفتين‪ ,‬أال أن الخسائر تكون في إحداها كبيرة مادية وبشرية‪ ,‬في حين‬
‫تكون الخسائر قليلة في الثانية‪,‬وهذا يعني أن اْلولى لم تتخذ التدابير الالزمة لمواجهة كوارث الزالزل‪,‬في حين اتخذت‬
‫الثانية كل التدابير واإلجراءات المناسبة للحد من آثارها‪,‬ففي اليابان والواليات المتحدة تحدث زالزل شديدة أال أن‬
‫آثارها قليلة ْلنها اتخذت كل التدابير الالزمة للحد من أثارها‪ ,‬بينما التي حدثت في إيران وباكستان كانت خسائرها‬
‫المادية والبشرية كبيرة ‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫ومن الجدول رقم(‪ )2-5‬يمكن التعرف على ما يرافق الزالزل عند حدوثها من آثار مادية حسب شدتها‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)2-5‬آثــار الـزلزال (الهـزات األرضية) حسب شدتها وسرعتها‬

‫آثــار الـزلزال (الهـزات األرضية)‬ ‫السرعة‬ ‫درجاته‬


‫مبقياس‬
‫األفقية‬
‫رخيرت‬
‫سم ‪ /‬ث‬
‫ال يحس بها أحد‪ ،‬إال بعض الناس في ظروف خاصة جدا ً ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫يحس بها بعض الناس وخاصة الذين في اْلدوار العليا‪.‬‬ ‫‪3-2‬‬ ‫‪3.5‬‬
‫يحس بها بوضوح داخل البيوت‪،‬وخاصة في اْلدوار العليا ‪.‬‬ ‫‪7-4‬‬ ‫‪4‬‬
‫تكون محسوسة أثناء النهار خاصة في البيوت و الشوارع‪.‬‬ ‫‪15-7‬‬ ‫‪4.5‬‬
‫يحااس بهااا الجميااع ويسااتيقظ بعااض النااائمين‪ ،‬وتسااقط بعااض‬ ‫‪30-15‬‬ ‫‪5‬‬
‫صور الحائط وتتكسر بعض اْلطباق‪.‬‬
‫يحس بها الجميع‪ ،‬ويفر إلى خارج المبااني‪ ،‬وتتصادع المبااني‬ ‫‪70-30‬‬ ‫‪5.5‬‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫محسوسة مان قبال الجمياع‪ ,‬يحادث تصادع بسايط فاي المبااني‬ ‫‪150-70‬‬ ‫‪6‬‬
‫ذات التصميم الجيد‪ ،‬ومتوسط في مباني الطوب الجديدة‪.‬‬
‫يحدث تصدع بسيط في المنشاآت المقاوماة للازالزل وواضاح‬ ‫‪300-150‬‬ ‫‪6.5‬‬
‫في المبااني العادياة ماع انهيارات‪،‬وتصادع كبيار فاي المنشاآت‬
‫سيئة التنفيذ‪.‬‬
‫‪ 300‬إىل ‪ 700‬تحدث شقوق في المنشآت المقاومة للزالزل‪،‬وانفصاال بعاض‬ ‫‪7‬‬
‫المباني عن أساساتها وتتشقق التربة بوضوح‪.‬‬
‫‪ 700‬إىل‪ 1500‬تدمير أغلب المباني غيرالمسلحة ‪،‬وبعض المنشآت الخرسانية‬ ‫‪7.5‬‬
‫مع أساساتها‪،‬وتتشقق اْلرض شقوقا ً كبيرة‪.‬‬
‫انهيااار معظاام المباااني الخرسااانية‪ ,‬وتسااقط الجسااور‪،‬وتحدث‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪8‬‬
‫فوالق في اْلرض تبتلع ما يقع فوقها‪.‬‬ ‫إىل‪3000‬‬
‫التااادمير شاااامل‪ ،‬الموجاااات الزلزالياااة واضاااحة علاااى ساااطح‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪8.5‬‬
‫اْلرض‪.‬‬ ‫إىل‪6000‬‬
‫المصدر‪:‬مركز علوم اْلرض وهندسة الزالزل‪,‬جامعة النجاح‪/‬فلسطين‬

‫وتكون اْلضرار التي يخلفها الزلزال مباشرة وغير مباشرة وسيتم التطرق إلى كل نوع منها على‬
‫حده وكما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أضرار مباشرة‪:‬‬
‫‪ -1‬أضرار بسيطة‪ ,‬مثل تهديم االسيجة وحدوث تصدع في جدران اْلبنية أو سطوحها‪ ,‬ويرتبط نوع التأثير بشدة‬
‫الزلزال‪ ,‬وقد يكون من الزالزل العادية‪ ,‬كما يرتبط ذلك بنوع اْلبنية والمادة المستخدمة في البناء‪.‬‬
‫‪ -2‬أضرار جسيمة تؤدي إلى هدم البيوت واْلبنية القديمة التي ال تتوفر فيها شروط المتانة من حيث التصميم‬
‫ونوع مادة البناء‪.‬‬
‫‪ -3‬أضرار كارثية ينتج عنها هدم اْلبنية التي على درجة كبيرة من المتانة من حيث التصميم والبناء أال أنها ال‬
‫تقاوم الزالزل الشديدة‪,‬الشكل رقم(‪ )9-2‬صور بعض اْلبنية المنهارة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )9-2‬صور الثار الزالزل‬

‫‪ -4‬حدوث تشققات في اْلرض‪ ,‬وتظهر في أماكن عدة تأثرت بالزالزل وتكون على نوعين شقوق مفتوحة‬
‫ومغلقة‪,‬وفي بعضها تتحرك إحدى كتلها المنكسرة نحو اْلسفل‪,‬وتسبب تلك العملية سقوط اْلبنية وتدميرها‪,‬‬
‫وخاصة التي تمر بها تلك الشقوق أو تقع بالقرب منها‪ ,‬وتكون اكثر الشقوق عمقا القريبة من بؤرة الزلزال‪,‬كما‬
‫يتباين عمق وسعة تلك الشقوق حسب نوع الصخور وشدة الزلزال‪ ,‬ومن أكبرها ما حدث في زلزال كاليفورنيا عام‬
‫‪ 1906‬حيث بلغ طوله ‪550‬كم‪,‬وفي زلزال منغوليا عام ‪ 1905‬والذي بلغ طوله ‪400‬كم‪,.‬وكذلك ما حدث في تايوان‬
‫أيضا في ‪1999/9/21‬عندما تعرضت إلى زلزال ‪ ,‬الشكل رقم (‪ ) 10-2‬بعض أنواع الشقوق والكسور اْلرضية‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-10‬بعض أنواع الشقوق والكسور األرضية‬

‫‪ -5‬تدمير الطرق البرية وسكك الحديد والجسور‪.‬‬


‫يؤدي حدوث بعض الزالزل إلى تدمير الطرق البرية من خالل ما تتعرض له من شقوق أو تحرك أجزاء‬
‫منها ‪ ,‬أو انهيار الجسور التي تربطها عبر اْلنهار واْلودية‪,‬حيث تتعرض الجسور إلى التدمير حسب قوة الزلزال‬
‫ونوعية المواد المستخدمة في بناءه وطوله وعرضه وارتفاعه ومتانته‪.‬‬
‫وكذلك الحال بالنسبة إلى سكك الحديد فهي اْلخرى تتعرض إلى التدمير من خالل تحرك بعض أجزاء‬
‫قضبانها‪,‬أو انهيار القواعد التي ترتكز عليها القضبان‪,‬أو انهيار أبنية السيطرة التي توجه حركة تلك القطارات‪,‬أو‬
‫انهيار بعض اْلنفاق والجسور التي تمر عبرها‪ ,‬الشكل رقم ( ‪2-11‬أ‪,‬ب) صور توضح تدمير طرق سيارات‬
‫نتيجة الزالزل‪,‬كما توضح الصورة في الشكل رقم(‪2-12‬أ‪,‬ب) صور تبين تدمير خط سكة حديد في تركيا نتيجة‬
‫زلزال ازميت‪،‬وهذه الحالة شائعة الحدوث أثناء حصول الزلزال‪ ,‬ويظهر شكل التشوه طبيعة تشقق اْلرض‬
‫وتحركها‪ ,‬فقد حدث أنزياح أفقي في سطح اْلرض أدى إلى اندفاع قضبان السكك الحديدية‪,‬وهذا مؤشر على قوة‬
‫القص التي أحدثها الزلزال‪.‬‬

‫شكل رقم(‪2-11‬أ‪,‬ب) صور توضح تدمير طرق سيارات نتيجة الزالزل‬

‫شكل رقم(‪2-12‬أ‪,‬ب) صور تبين تدمير خط سكة حديد في تركيا‬

‫‪ -6‬حدوث انهيارات وانزالقات في بعض سفوح المرتفعات غير المستقرة‪,‬وحدث ذلك في تايوان‪ ,‬فعلى بعد ‪ 30‬كم‬
‫من مركز الزلزال انهارت كتل طينية كبيرة اندفعت لمسافة ‪3‬كم اسفل سفوح المرتفعات فادت إلى دفن كل ما وقع‬
‫(‪)19‬‬
‫أمامها من اْلبنية والمنشآت التي وقعت تحت تأثيرها‪.‬‬
‫كما حدث في زلزال ‪ 31‬أيار ‪ 1970‬في بيرو‪,‬حيث حدث انزالق ضخم من قمة جبل موسكارن وارتفاعه ‪6700‬‬
‫متر فدفنت مدينتي رانراهيركا ويونغي‪ ,‬مما أدى إلى طمر حوالي ‪ 2000‬شخص‪ ,‬وفي أمريكا أدى عدد من‬
‫الزالزل إلى انزالق التربة‪ ,‬وكان أهمها أثناء زلزال مونتانا في السابع عشر من آب ‪ 1959‬مما أدى إلى انسداد‬
‫(‪)20‬‬
‫مجرى نهر ماديسون فارتفعت مناسيب المياه وآدت إلى غرق ‪ 28‬شخص‪.‬‬
‫‪ -7‬حدوث تشوهات في التربة نتيجة التشققات والتموجات الرأسية واْلفقية التي يتعرض لها سطح اْلرض‪.‬‬
‫‪ -8‬تغير مظهر سطح اْلرض بسبب تدمير ما عليه من منشآت عمرانية‪ ,‬وأحداث انهيارات وانزال قات‪ ,‬وحركات‬
‫رفع وهبوط‪,‬وقد تعمل تلك االنهيارات على عمل سدود على اْلنهار فتتكون بحيرات أمامها‪ ,‬أو تتكون شالالت‬
‫( ‪)2 1‬‬
‫بسبب هبوط أو ارتفاع في بعض أجزاء المجرى‪.‬‬
‫‪ -9‬ميل سطح اْلرض في بعض المناطق بسبب قوة الزلزال الذي يؤدي إلى رفع جهة وهبوط أخرى‪,‬ويسبب ذلك‬
‫أضرارا كبيرة في اْلبنية والمنشآت التي تقع ضمن هذا النطاق‪.‬‬
‫‪ -10‬احداث سيولة أو تميع في التكوينات الضعيفة التماسك‪ ,‬فينتج عنها ميل اْلبنية أو غوصها نحو اْلسفل إذا‬
‫كانت تلك التكوينات طينية أو رملية أو صخور ضعيفة الصالبة‪.‬‬
‫وقد حدث ذلك شمال غرب إيران عندما ضرب زلزال منجل في ‪ 21‬حزيران ‪ 1991‬مساحة ‪60000‬كم‪ 2‬وأدى‬
‫إلى خطر آخر وهو تميع التربة‪ ,‬وخاصة التربة الرملية‪ ,‬إذ يؤدي االهتزاز أثناء وقوع الزلزال إلى أحداث تغير‬
‫في نسيج التربة الغرينية والرملية المشبعة بالماء‪ ,‬وقد لوحظت حاالت تميع التربة بعد كل زلزال تتعرض له مثل‬
‫تلك المناطق‪ ,‬ففي زالزل ‪ 1812-1811‬على طول نهر المسيسبيي في أمريكا لوحظ عد من االنزالقات على‬
‫طول ضفة النهر واختفاء عدد من الجزر وحدوث شقوق كبيرة في اْلرض‪ ،‬وقذفت الرمال من الشقوق في‬
‫اْلراضي المستنقعية المجاورة لضفاف نهر سان فرانسيس بحيث ارتفع منسوب الماء في النهر حوالي تسعة‬
‫أمتار‪ ،‬وكان التأثير عظيما على الناس الذين رأوا تميع التربة‪ ,‬والخطورة أيضا في أن هذا التميع قد يحدث على‬
‫مسافة كبيرة من المركز السطحي (أي النقطة الواقعة على سطح اْلرض فوق مركز الزلزال) للزلزال كما حدث‬
‫في زلزال رومانيا في ‪ 4‬آذار ‪ 1977‬إذ حدث تميع التربة على ضفاف نهر الدانوب وعلى بعد ‪ 300‬كم من‬
‫(‪)22‬‬
‫المركز‪.‬‬
‫وسوف سيتم تناول اثر الزالزل على العمران والبنية التحتية والعوامل التي تسهم في زيادة آثارها في الفصول‬
‫القادمة‪.‬‬
‫‪ -11‬تدمير منشأت البنية التحتية‪:‬‬
‫تعمل الزالزل على تدمير منشأت البنية التحتية التي تقع ضمن نطاق تأثيرها‪,‬وحسب القرب والبعد عن مركز‬
‫حدوث الزلزال‪,‬اذ تعمل على كسر انابيب شبكة المياه والغاز والصرف الصحي‪ ,‬وخطوط الكهرباء والهاتف‪,‬الشكل‬
‫رقم(‪2-13‬أ‪,‬ب) صور لبعض اضرار الزالزل التي اصابت البنية التحتية‪.‬‬
‫شكل رقم(‪13-2‬ب) تدمير خطوط الكهرباء‬ ‫شكل رقم(‪13-2‬أ) تكسر أنابيب الغاز‬

‫‪ -12‬تدمير السدود والخزانات‪:‬‬

‫إن تصميم السدود و المنشآت اْلخرى التي تتصف باْلبعاد الكبيرة يجب أن يتم بعد اْلخذ بعين االعتبار‬
‫وضع التصدعات الموجودة في المنطقة واحتمال توسعها‪ ،‬ومن المفترض أن يحكم الوضع التكتوني للمنطقة‬
‫الموقع النهائي للسد‪.‬‬
‫إن أكثر التشققات تميزا ً في زلزال تشي تشي‪ -‬تايوان كان بالقرب من سد شيه‪-‬كانغ يقع على بعد ‪ 50‬كم من‬
‫مركز الزلزال حيث مر التشقق بشك ٍل مباشر تحت إحدى نهايات السد مسببا ً أضرارا ً شديدة بفعل ازاحات شاقولية‬
‫قاربت ‪ 10‬م و أفقية ‪ 2‬م‪ ,‬فتسبب في تدمير السد‪,‬الشكل رقم(‪ )2-14‬آثار الزلزال على السد‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-14‬آثار الزلزال على السد‪.‬‬

‫ب‪ -‬أضرار غير مباشرة‪:‬‬


‫‪ -1‬انهيار السدود المقامة على بعض اْلنهار واْلودية‪ ,‬والتي تؤدي إلى تدمير ما يقع تحت تأثيرها‪,‬خاصة السدود‬
‫المقامة على اْلنهار‪,‬حيث تعمل المياه على غمر مدن كبيرة وخاصة التي تقع تحت منسوب مياه السد‪.‬‬
‫‪ -2‬حدوث الحرائق نتيجة لتكسر أنابيب الغاز أو حدوث تماس كهربائي‪,‬أو قطع في أسالك الكهرباء ومالمستها‬
‫مواد قابلة لالشتعال‪ ,‬أو تعرض مصانع بعض الصناعات إلى االحتراق بسبب وجود مواد سريعة االشتعال‪.‬‬
‫‪ -3‬حدوث أمواج تسونامي عند حدوث الزالزل في قاع البحار والمحيطات‪,‬وتكون أمواج عاتية من حيث السرعة‬
‫واالرتفاع‪ ,‬وتتكون تلك اْلمواج فوق مركز الزلزال حيث يحدث اختالل في حركة جزيئات الماء فتندفع إلى‬
‫اْلعلى بقوة كبيرة وتكون بمستوى أعلى من منسوب مياه البحر االعتيادي بعدة أمتار نتيجة للحركة االهتزازية‬
‫الشديدة الناتجة عن حركة الكتل المنكسرة‪,‬وتندفع في حركتها في جميع االتجاهات‪ ,‬الشكل رقم(‪15-2‬أ‪,‬ب) يوضح‬
‫بداية حدوث التسونامي‪ ,‬وتكون تلك اْلمواج كبيرة وطويلة في بدايتها أال أنها تتراجع تدريجيا كلما طالت‬
‫(‪)23‬‬
‫المسافة‪,‬الشكل رقم (‪ )16-2‬يوضح تغير طول وارتفاع الموجة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪2-15‬أ) يوضح بداية حدوث التسونامي‬
‫جسور منتشرة‬ ‫انتقال فالق‬ ‫نطاق اندفاع التسونامي‬
‫اليابس‬

‫الزالزل‬
‫الضحلة‬
‫المتوسطة‬
‫المتوسطة‬
‫العميقة‬

‫شكل رقم(‪15-2‬ب)‬
‫شكل رقم (‪ )2-16‬يوضح تغير طول وارتفاع الموجة‬

‫المصدر‪ :‬المصدر‪tsunami great waves -‬على الموقع ‪www.prh.noaa.gov‬‬


‫أو الموقع ‪www.tsunami.noaa.gov‬‬

‫ويعد ما حدث في المحيط الهادي في جنوب شرق آسيا في ‪ 2004/12/26‬من اكبر واكثر اْلمواج كارثية‪ ,‬والذي‬
‫نتج عنه حدوث أمواج وصلت سرعتها إلى حوالي ‪800‬كم‪/‬ساعة وارتفاع اْلمواج حوالي ‪30‬م ‪,‬والذي تسبب‬
‫بأضرار كبيرة في حوالي ‪ 12‬دولة‪,‬الشكل رقم (‪ )17-2‬يوضح نطاق تأثير أمواج التسونامي‪,‬ووصلت آثارها إلى‬
‫(‪)24‬‬
‫السواحل الشرقية من أفريقيا‪,‬ومنها الصومال‪,‬وكانت ضحايا وخسائر تلك اْلمواج تفوق خسائر الزلزال نفسه‪.‬‬
‫كما أدى زلزال تشيلي الذي تعرض له جنوب غرب أمريكا الجنوبية في عام ‪ 1905‬إلى حدوث أمواج تسو نامي‬
‫والتي اتجهت عبر المحيط نحو سواحل اليابان حيث قطعت حوالي ‪7000‬كم خالل‪ 12‬ساعة‪ ,‬حيث وصل ارتفاع‬
‫(‪)25‬‬
‫تلك اْلمواج عند سواحل اليابان حوالي‪3,5‬م‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن تلك اْلمواج تحدث نتيجة للثورانات البركانية وسقوط النيازك في البحار والمحيطات أيضا‪.‬‬
‫وقد يصل مدى تأثيرها ضمن اليابس إلى ‪5‬كم‪ ,‬وتكون تلك اْلمواج ذات قوة دفع كبيرة جدا بحيث تعمل على حمل‬
‫كتل صخرية يصل وزنها حوالي ‪ 20‬طن ونقلها لمسافة ‪20‬م‪,‬وتقل سرعة تلك اْلمواج في المياه الضحلة قرب‬
‫الشواطئ أال أنها تزداد ارتفاعا فتعمل على تدمير منطقة واسعة فوق السواحل ‪,‬الشكل رقم (‪ )18-2‬يوضح حركة‬
‫(‪)26‬‬
‫أمواج التسونامي من البحر نحو البر‪,‬ويتضمن الشكل جدوال يوضح عمق الموجة وسرعتها وطولها‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )17-2‬خريطة توضح موقع الزلزال ونطاق انتشار أمواج تسونامي التي حدثت في المحيط الهندي‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-18‬حركة أمواج تسونامي نحو اليابس‬

‫وقد استطاعت الواليات المتحدة اْلمريكية بواسطة محطة اإلنذار المبكر في جزر هاواي من التنبوء بحدوث‬
‫أمواج تسو نامي عقب زلزال جنوب شرق أسيا وقبل وصولها سواحل الدول التي ضربتها بحوالي ‪ 54‬دقيقة‪ ,‬أال‬
‫أنها لم تبلغ الدول التي تضررت ْلنها غير مشتركة ببرنامج اإلنذار المبكر‪ )27(.‬وهذا دليل على االستهانة بأرواح‬
‫البشر وعدم االهتمام بحياة مئات اآلالف من الناس‪,‬وفي اْلخر تقدم المساعدات المادية ماليين الدوالرات‪,‬‬
‫والمفروض تكون المساعدة في إنقاذ حياة اآلالف من خالل تنبيه تلك الدول قبل حدوث الكارثة‪.‬‬
‫وتتخذ أمواج التسونامي أوضاعا مختلفة عند وصولها إلى السواحل حسب طبيعتها من حيث االرتفاع والسرعة‬
‫ونوع المنشآت المقامة على تلك السواحل‪,‬ويمكن مالحظة ذلك من محتويات الشكل رقم(‪ )19-2‬نماذج من أمواج‬
‫التسونامي‪,‬ويمكن مشاهدة نماذج أخرى لتلك اْلمواج في الملحق رقم(‪.)2-1‬‬
‫شكل رقم(‪ )19-2‬أنواع من أمواج التسونامي‬

‫وقد استطاعت العديد من الدول الصناعية من استخدام تقنيات حديثة في مراقبة حركة امواج التسونامي وعمقها وعبر‬
‫اْلقمار الصناعية‪,‬وذلك عن طريق محطات مثبتة في قاع البحار والمحيطات وعند السواحل‪,‬الشكل رقم(‪ )20-2‬يوضح‬
‫(‪)28‬‬
‫إحدى تلك المحطات‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-20‬محطة لمراقبة أمواج التسونامي‬

‫‪www.pmel.noaa.gov/tsunami‬‬

‫سابعا‪ -‬إجراءات الحد من آثار الزلزال‪:‬‬

‫أوال‪ -‬إجراءات قبل الزلزال‪:‬‬

‫‪ -1‬التأكد من توفر المواد التالية في المنزل‪:‬‬


‫مطفأة حريق‪ ،‬حقيبة إسعافات أولية‪ ،‬راديو يعمل على البطاريات‪ ،‬مصباح متنقل‪ ،‬وعدد من البطاريات اإلضافية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعلم اإلسعافات اْلولية‪.‬‬
‫‪ -3‬محاولة قطع الغاز‪ ،‬الماء‪ ،‬والكهرباء‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع خطة عن مكان الجتماع اْلسرة بعد زلزال ما‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم وضع اْلشياء الثقيلة على الرفوف ْلنها ستسقط أثناء الزلزال‪.‬‬
‫‪ -6‬تثبيت المفروشات الثقيلة‪ ،‬الخزائن‪ ،‬واْلدوات المنزلية إلى الجدران أو اْلرضية‪.‬‬
‫‪ -7‬تعلم خطة الزالزل في مدرستك أو مكان عملك‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬إجراءات أثناء الزلزال‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون الشخص هادئا ً‪ ,‬وإذا كان داخل بناء يبقى فيه‪ ,‬وإذا كان في الخارج يبقى في مكانه أيضا‪,‬فإذا كان‬
‫داخل بناء يفضل الوقوف بجوار جدار قرب مركز البناء‪،‬مثال في الممر‪ ،‬أو التخبي تحت المفروشات الثقيلة‬
‫(مقعد أو طاولة)‪ ,‬الوقوف بعيدا ً عن النوافذ واْلبواب الخارجية‪.‬‬
‫أما إذا كان خارج المبنى فيفضل الوقوف في منطقة مفتوحة بعيدا ً عن خطوط الطاقة أو أي شيء محتمل سقوطه‪,‬‬
‫واالبتعاد عن اْلبنية (قد تسقط أشياء من المباني أو قد تقع المباني)‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم استخدام أعواد الثقاب‪ ،‬أو الشموع أو أي لهب قرب خطوط نقل الغاز في الدول التي تعتمد مثل هذا‬
‫النظام‪,‬والتي قد تتعرض إلى الكسر وتتسبب في حرائق‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان الشخص داخل سيارة فعليه التوقف والبقاء في داخلها إلى أن يتوقف الزلزال‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم استخدام المصاعد الكهربائية (عندما تتعطل تكون عالقة غالباً)‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬إجراءات بعد الزلزال‪:‬‬


‫‪ -1‬التحقق من سالمتك وسالمة اآلخرين من أية إصابات‪ ,‬وتوفير اإلسعاف اْلولي لكل من يحتاجه‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من عدم تضرر خطوط الماء والغاز والكهرباء‪ ,‬في حال وجود أي ضرر يتم إغالقها ومغادرة المنزل‬
‫فورا ً وتبليغ السلطات ‪.‬‬
‫‪ -- 3‬تشغيل الراديو‪ ,‬وعدم استخدام الهاتف ما لم تكن هناك حالة طارئة‪.‬‬
‫‪ -4‬البقاء بعيدا ً عن المنازل المتضررة‪.‬‬
‫‪ -5‬ا لحذر من اْلنقاض والزجاج المتكسر‪,‬واستخدم حذاءا صلبا لتجنب اإلصابة‪.‬‬
‫‪ -6‬الحذر من المآذن والمداخن ربما تنهار على من يقع قربها‪.‬‬
‫‪ -7‬االبتعاد عن الشواطئ‪ ,‬ربما تضربها أمواج التسونامي حتى بعد أن يتوقف اهتزاز اْلرض‪.‬‬
‫‪ -8‬االبتعاد عن المناطق المتضررة‪ ,‬ومساعدة فرق اإلنقاذ في أداء عملها‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا كنت في المدرسة أو العمل فاتبع خطة الطوارئ أو تعليمات الشخص المسؤول‪.‬‬
‫(‪)29‬‬
‫‪ -10‬ترقب الهزات االرتدادية‪ ,‬بعد حدوث الهزة اْلولى‪.‬‬

‫ثامنا‪ --‬العوامل التي تسهم في زيادة تأثير الزالزل على األبنية‬


‫أ‪ -‬التصميم المعماري‪:‬‬
‫‪ -1‬التكوين المعماري للواجهة‪:‬‬

‫تعد الواجهة الشاقولية المستطيلة الشكل واجهة مناسبة للكتلة الخالية من الفواصل‪،‬ومن النقاط الواجب‬
‫مراعاتها في تصميم الواجهة الشاقولية تجنب الواجهات التي يزيد فيها بعد الكتلة باْلعلى أكثر من اْلسفل‪ ,‬حيث‬
‫يسبب زيادة في الحمل‪ ,‬ومن ثم زيادة حصة الطوابق العلوية من قوة القص القاعدية نتيجةً لزيادة وزن الطوابق‬
‫في اْلعلى‪.‬‬
‫كما ال ينصح بعمل الواجهات التي يقل فيها العرض باْلعلى كثيرا ً عن العرض باْلسفل أو التصاميم المكونة من‬
‫تراكب عدد من الكتل‪ ,‬وذلك لنشوء إجهادات مشابهة لحالة الزوايا المنثنية‪,‬الشكل رقم(‪ )2-21‬تصميم معماري‬
‫يؤدي إلى حدوث إجهادات مركزة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-21‬تصميم معماري يؤدي إلى حدوث إجهادات مركزة‬

‫‪ -2‬الزوايا المنثنية‬

‫تعرف الزوايا المنثنية ‪ Reentrant Corners‬بأنها الزوايا في المسقط اْلفقي الناتجة عن حصول تراجعات‬
‫في كتلة البناء‪,‬الشكل رقم( ‪ )2-22‬نماذج من زوايا اْلبنية‪.‬‬

‫شكل رقم( ‪ )2-22‬نماذج من زوايا األبنية‬

‫‪ -3‬الطابق الضعيف‬

‫يعرف الطابق الضعيف بأنه الطابق الذي تكون نسبة مقاومة عناصره إلى مقاومة عناصر الطابق الذي يعلوه‬
‫أقل من ‪.0.8‬‬
‫وبمعنى آخر‪ ،‬في الحالة التي يكون فيها عامل انتظام المقاومة أقل من ‪ 0.8‬لكل اتجاه من اتجاهات المحاور‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن الضروري التمييز بين الطابق اللين والطابق الضعيف‪,‬ومن الممكن أن تحصل الحالتان معا في نفس الطابق‪،‬‬
‫فقابلية تشكل الطابق اللين تعتمد على الصالبة‪ ,‬أو بشك ٍل أبسط على المقاومة النسبية للتشوه الجانبي أو االنزياح‬
‫الطابقي‪ ،‬أما قابلية تشكل الطابق الضعيف فهي تعتمد على قدرة التحمل‪ ,‬بمعنى مقاومة القوى (الستاتيكية) أو‬
‫وقد يتكون‬ ‫استيعاب الطاقة (الديناميكية)‪.‬‬
‫الطابق الضعيف بسبب الصالبة أو المقاومة الفائقة للطابق اْلدنى‪ ،‬كما أن التصحيح المطلوب لتجنب حالة الطابق‬
‫اللين المحتملة لطابق أرضي مفتوح قد يؤدي إلى تأثير مركز على الطابق الثاني الذي قد يتطلب صالبة أو‬
‫مقاومة أعلى مما قد يتطلبه التصميم الستاتيكي المبسط‪ ،‬وبالتالي يؤدي هذا اْلمر إلى تشكل الطابق الضعيف في‬
‫وفي بعض‬ ‫الطابق اْلرضي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحاالت يتشكل كال من الطابق الضعيف والطابق اللين في نفس الطابق‪ ،‬وهذا اْلمر ناتج أحيانا عن التغيرات‬
‫التنفيذية في المناسيب المختلفة أو تغيرات في المسقط اْلفقي‪ ،‬مما يؤدي إلى توزيعٍ متباين للعناصر المقاومة على‬
‫المناسيب المختلفة‪,‬الشكل رقم(‪ )2-23‬اْلحمال التي تسببها الطوابق العليا على السفلى‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-23‬األحمال التي تسببها الطوابق العليا على السفلى‪.‬‬

‫‪-4‬الطابق المرتفع أو الطويل‪:‬‬

‫يعني الطابق الطويل هو الطابق الذي يكون ارتفاعه أكبر من ارتفاع الطابق المجاور‪ ,‬وبالتالي يتغير سلوك‬
‫هذا الطابق عند تعرضه إلى زلزال‪ ,‬لذا يتوجب االنتباه إلى االنتقال (السهم) الناجم في هذا الطابق و االجتهادات‬
‫المركزة في هذه المناطق الحرجة‪.‬‬

‫وعمليا ً إن ما اصطلح عليه بالطابق الطويل هو حالة مركبة من الطابق اللين المجاور لطابق يحوي أعمدة‬
‫قصيرة‪ ،‬ويتضح مما تقدم يمكن اعتبار اْلروقة المجاورة للطابق اْلرضي أو طابق منخفض مثاالً عن هذه الحالة‪.‬‬

‫‪ -5‬الفتل‪:‬‬

‫يعد الفتل من اْلسباب الهامة النهيار المنشآت بسبب الزالزل‪ ،‬و الفتل بالتعريف هو اإلجهادات الناتجة عن‬
‫عدم تطابق مركز ثقل الطابق مع مركز صالبته‪ ،‬مما يؤدي إلى نشوء عزم فتل يؤدي إلى تغيير في القوى‬
‫المطبقة على عناصر الجملة المقاومة زيادة ً أو نقصاناً‪.‬‬
‫وينتج الفتل عن عدم انتظام توزيع ثقل الطابق كأن يكون مسقط الطابق غير منتظم‪ ,‬أو أن يحدث تركيز غير‬
‫خزان للماء في أحد أطراف البناء‪ ،‬أو تناقص غير مركزي للحموالت مثل وجود‬ ‫ٍ‬ ‫مركزي للحموالت كإنشاء‬
‫فتحات طرفية في بالطات الطوابق ‪,‬الشكل رقم(‪)2-24‬انهيا ر بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل‪,‬أي تنفيذ‬
‫خزان ماء على طرف البناء‪,‬فانهار في زلزال ارمينيه‪.‬‬
‫شكل رقم(‪)2-24‬انهيا ر مبنى بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل‬

‫ب إنشائية ناتجة عن توزيع الجملة المقاومة بشك ٍل عشوائي(أو إلزامي أحياناً) بما‬‫كما يمكن أن ينتج الفتل ْلسبا ٍ‬
‫يؤدي إلى تباين كبير بين مركز الثقل و مركز الصالبة‪.‬‬
‫وفي أحيان أخرى ينتج الفتل عن أسباب تنفيذية أو معمارية تتعلق بال مركزية اإلكساء الحجري (عدم إكساء البناء‬
‫من جميع الجهات)‪ ،‬أو بالالمركزية الناتجة عن التباين الكبير في مواقع جدران القواطع‪.‬‬
‫ويمكن التخفيف من الالمركزية الناتجة عن التصميم المعماري عن طريق مقاربة مركز الصالبة لمركز الثقل‬
‫باعتماد موضع إنشائي مناسب للجملة المقاومة‪ ،‬ولكن هذا اْلمر يؤدي في اْلبنية العالية إلى نشوء مشكلة أخرى‬
‫تتعلق بحدوث ال مركزية ناتجة عن ضغط الرياح‪ ،‬وفي هذا الحالة تكون لدينا المعادلة الصعبة التي تتطلب تقارب‬
‫كالً من مركز الثقل ومركز الصالبة و مركز دفع الرياح‪ ،‬وهذه المعادلة تملك حالً وحيدا ً هو المسقط اْلفقي‬
‫البسيط المتناظر والجملة المقاومة المتناظرة‪ ,‬وهوما تؤكد عليه جميع الكودات‪.‬‬

‫‪ -6‬الفواصل الزلزالية ‪:‬‬


‫أن من بين أكثر اْلضرار انتشارا ً هي الناتجة عن أعمال الطرق (السحق)‪ ،‬وبسبب تصادم الكتل المتجاورة‬
‫في المنشأة نفسها على طول‪.‬‬

‫وبغض النظر عن تأثير الهبوطات التفاضلية ودوران اْلساسات والتأثيرات الناتجة عن تغيرات الحرارة يجب‬
‫تحديد أبعاد الفواصل الزلزالية بين كتل المبنى أوبين المباني القديمة والمباني المراد إنشاؤها‪ ،‬ووفقا ً لعدد من‬
‫اْلكواد‪ ,‬ويتم ذلك بتحديد االنتقال اْلفقي الكبير للكتلة اْلولى و االنتقال المقابل للكتلة الثانية‪ ,‬وإضافة ‪ 10‬مم على‬
‫اْلقل للمجموع‪.‬‬
‫وعمليا ً لم تعط هذه اْلكواد أهمية أكبر لزيادة الخطر الناتج عن اختالف مناسيب الطوابق المتجاورة‪ ,‬حيث يؤدي‬
‫الطرق إلى تصادم بالطات الطابق اْلول ذات الصالبة الكبيرة في مستواها مع أعمدة الطابق المجاور مما قد‬
‫يؤدي إلى حصول االنهيار الكلي‪ ,‬الشكل رقم(‪)2-25‬مبنى انهار نتيجة للطرق‪.‬‬

‫شكل رقم(‪)2-25‬مبنى انهار نتيجة لعمليات الطرق على اثر زلزال أضنه‪.‬‬
‫إن نظرة سريعة على منشآتنا القائمة يظهر بوضوح االحتمال الكبير لحدوث ظاهرة الطرق‪ ،‬حيث من المتوقع أن‬
‫تكون اْلضرار الناتجة عن الطرق هي السائدة بشك ٍل عام‪.‬‬

‫‪-7‬المحاور غير المتوازية للعناصر اإلنشائية‪:‬‬


‫تحدث هذه الحالة عندما تكون المحاور الرئيسية للعناصر اإلنشائية الشاقولية في المسقط اْلفقي غير متوازية‬
‫مع االتجاهين المتعامدين المعتبرين للزلزال‪,‬الشكل رقم(‪ )2-26‬محاور غير متوازية للعناصر الشاقولية‪ ,‬الشكل‬
‫رقم (‪ )2-27‬أدى ميل المحاور الشاقولية إلى تضرر المبنى في القاهرة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-26‬محاور غير متوازية للعناصر الشاقولية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )27-2‬تضرر مبنى بسبب ميل المحاور الشاقولية في القاهرة‬


‫‪ -8‬توضع الحموالت‬

‫إن قوة القص القاعدية التصميمية تؤخذ كنسبة من الحمولة الشاقولية المطبقة والناتجة عن المنشأة‪،‬وبالتالي من‬
‫أجل تخفيضها يجب تخفيض الحموالت الشاقولية‪ ،‬ويتم هذا باعتماد مواد إنشائية خفيفة الوزن وعالية المقاومة‪,‬‬
‫واإلقالل بقدر اإلمكان من الحموالت اإلضافية‪.‬‬
‫إن وضع الحموالت الشاقولية بين الطوابق يساهم في استقرار المنشأة‪ ،‬واإلقالل من القوة الزلزالية التصميمية‬
‫التي يعتمد توزيعها بين الطوابق على مدى االرتفاع الطابقي لكل طابق ونسبة حمولته إلى كامل حمولة المبنى‪.‬‬
‫ولغرض وضع تصميم اقتصادي وآمن يفضل تركيز الحموالت الكبيرة في الطوابق السفلية و اإلقالل من‬
‫الحموالت في الطوابق العليا إن أمكن‪،‬على سبيل المثال يمكن اعتماد تصميم مفرغ وقليل السمك لقمم‬
‫المآذن‪,‬ويجب وضع المستودعات في الطوابق السفلية بدالً من العلوية‪.‬‬

‫‪-9‬عدم االستمرارية الشاقولية‪:‬‬

‫يحدث عدم االستمرار في العناصر اإلنشائية الشاقولية (اْلعمدة‪ ،‬الجدران الهيكلية) عندما يتم إيقافها في بعض‬
‫الطوابق‪,‬ويتم سندها على جوائز أو أعمدة مضيفة‪.‬‬
‫وفي حالة االضطرار إليقاف بعض العناصر الشاقولية من االستمرار باْلسفل حتى اْلساسات‪ ،‬فيجب أخذ الحيطة‬
‫والحذر باختيار وتصميم جملة النقل المناسبة التي ستكون جملة إطاريه مكونة من أعمدة وجوائز‪ ,‬حيث يجري‬
‫تحميل العناصر الشاقولية غير المستمرة لألسفل على الجوائز‪,‬ويجب تصميم أعمدة إطار جملة النقل هذه على‬
‫قص مساوية لضعفي قوى القص التي تنتج بالحساب الستاتيكي‪,‬ومن الحاالت التي توردها الكودات مثالً‪:‬‬

‫أ‪ -‬استناد اْلعمدة على أظفار‪ ،‬أو التركيب المعروف باْلعمدة الفرعونية (حالة محظورة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬إيقاف اْلعمدة وخاصةً في الطوابق السفلية ( تتطلب زيادة الحموالت بنسبة ‪ %50‬للجوائز و اْلعمدة‬
‫الحاملة)‪.‬‬
‫ج‪ -‬إيقاف جدار القص وسنده من طرفيه على أعمدة ‪(,‬تتطلب زيادة الحموالت بنسبة ‪ %50‬لألعمدة الحاملة‬
‫وتطبيق اشتراطات التسليح العرضي لمنطقة العقدة على كامل ارتفاع اْلعمدة)‪.‬‬
‫د‪ -‬سند جدار القص على جوائز (حالة محظورة)‪,‬الشكل رقم(‪ )2-28‬نماذج للتصاميم تتعرض إلى مخاطر‬
‫الزالزل‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-28‬نماذج لتصاميم تتعرض إلى مخاطر الزالزل‪.‬‬


‫‪-10‬عدم االستمرارية الطابقية‪:‬‬

‫إن عدم االستمرارية الطابقية يؤدي إلى حدوث تركزات في اإلجهادات‪ ,‬أو اختالف في طبيعة التشوه‪ ,‬مما‬
‫يساهم في حصول االنهيار‪,‬ومن أهم مظاهر عدم االستمرارية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجود فتحات في البالطة‪,‬حيث تكون المساحة الكلية لهذه الفتحات بما فيها فتحة الدرج وفتحات المصاعد‬
‫تتجاوز ‪ 3/1‬المساحة الطابقية الصافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬في الحاالت التي تؤدي فيها الفتحات إلى وجود صعوبة في االنتقال اآلمن للحموالت الزلزالية إلى العناصر‬
‫اإلنشائية الشاقولية‪.‬‬
‫ج‪ -‬حصول نقص مفاجئ في صالبة الطوابق بمستويها‪,‬الشكل رقم(‪ )2-29‬نماذج من حاالت عدم االستمرارية‬
‫الطابقية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-29‬نماذج من حاالت عدم االستمرارية الطابقية‪.‬‬

‫إن وجود الفتحات الكبيرة قد تؤدي إلى إلغاء واحدة من أهم الفرضيات المعتمدة لتصميم المنشآت المناسبة‬
‫للزالزل‪ ,‬وهي الصالبة المطلقة للطوابق في مستويها‪ ،‬وبالتالي تكون الدراسة التي ال تأخذ بعين االعتبار وجود‬
‫هذه الفتحات مغلوطة النتائج‪.‬‬
‫ومن المعروف أن اْلسس المنظمة للبناء تستلزم في بعض الحاالت وجود فتحات بمساحات معينة ْلغراض‬
‫صحية (التهوية والتشميس)‪ ،‬في هذه الحاالت يستلزم اْلمر اتخاذ جميع اإلجراءات الضرورية لتفادي حاالت‬
‫االنهيار واعتماد ترتيبات التسليح الخاصة بالفتحات‪,‬على سبيل المثال تسمح ضابطة البناء في تايوان بزيادة عد ٍد‬
‫من الطوابق في حال وجود حيز مفتوح من أجل االستخدام العام عند مستوى الشارع‪ ،‬وهذا يؤدي إلى وجود خلل‬
‫في االنتقال اآلمن للحمولة الزلزالية‪ ,‬خاصةً إذا كانت هذه الفتحات مجاورة لجدران القص‪,‬الشكل رقم(‪)2-30‬‬
‫الفتحات أدت إلى خلل في االنتقال اْلمن لحمولة الجدران فادى إلى انهيار البناء‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-30‬انهيار مبنى بسبب الفتحات التي أدت إلى خلل في االنتقال األمن لحمولة الجدران‬

‫‪ -11‬الطابق اللين‬

‫يعرف الطابق اللين بأنه الطابق الذي يحدث فيه تغير مفاجئ في القساوة للعناصر المقاومة لألحمال‬
‫الجانبية‪ ,‬حيث تقل النسبة بين قساوته وقساوة الطابق الذي يعلوه عن ‪.0.7‬‬
‫وبمعنى آخر‪ ،‬في الحالة التي يكون فيها عامل انتظام الصالبة أكبر من ‪ 1.5‬لكل اتجاه من اتجاهات المحاور‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫ت استثنائية‪ ،‬وهذا يشمل‬‫إن إي عدم استمرارية ناتج عن تغير مفاجئ في المنشأة عادة ً ما يكون مصدرا ً إلجهادا ٍ‬
‫حاالت التحميل الساكن ويصبح حرجا ً من أجل الحموالت الديناميكية‪ ،‬فالزيادة أو النقصان المفاجئان في الصالبة‬
‫يحدثان تضخيما ً في التشوهات واإلجهادات في المنشأ المعرض لحموالت الطاقة (الطاقة الزلزالية مثالً)‪.‬‬
‫إن الطابق اللين يمكن أن يحدث في الطوابق العليا إال أنه أكثر شيوعا ً في مستوى الطابق اْلرضي بين منظومة‬
‫اْلساسات الصلبة و المنظومة اْلكثر صالبة نسبيا ً للمنسوب اْلعلى‪.‬‬
‫ومن أكثر اْلساليب التي تؤدي إلى نشوء مشكلة الطابق اللين تصميم أحد الطوابق (غالبا ً الطابق اْلرضي) بحيث‬
‫يكون أطول أو ذو فتحات أكثر‪،‬وهذا اْلسلوب مستخدم بشك ٍل شائعٍ جدا ً في اْلبنية التجارية المتعددة الطوابق‪،‬وفي‬
‫المنشآت التي يترك فيها الطابق اْلرضي دون استثمار‪,‬الشكل رقم (‪ )2-31‬بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل‬
‫زلزال اضنة‪.‬‬
‫وفي الشكل رقم(‪ )2-32‬تضرر كبير في الطابق اْلول النه تحول إلى طابق لين إثناء التشيد‪,‬ويظهر ذلك واضحا‬
‫حتى في اْلعمدة‪.‬‬
‫ويتضح أن تضرر اْلعمدة ذات االتجاه الطويل كان أكبر من تضرر اْلعمدة باالتجاه المتعامد‪ ،‬وتأثير الفتل‬
‫يظهر بوضوح أيضاً‪ ،‬وهذا ما حدث في زلزال أضنه‬

‫شكل رقم (‪ )2-31‬بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل زلزال اضنة‬
‫شكل رقم(‪ )32-2‬تضرر كبير في الطابق األول‬

‫ومن الحاالت اْلخرى التي يمكن أن تحدث بها حالة الطابق اللين هي وجود حيز منشأ بشكل خفيف أسفل منشأة‬
‫ذات شكل صلب‪ ،‬ومثال على ذلك الشقق التي تملك مر آبا للسيارات في حيز الطابق اْلرضي ناتج عن وضع‬
‫الشقة فوق أعمدة ضعيفة لالستناد‪.‬‬
‫وفي حالة الطابق اْلرضي ذي الفتحات و الطويل نسبياً‪ ،‬يمكن تخفيف أثر الطابق اللين باتباع اْلساليب التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تدعيم عدد من الفتحات بشكل قطري إن أمكن‪.‬‬
‫ب‪ -‬جعل مسقط البناء مفتوحا ً و تأمين صالبة داعمة داخلية‪.‬‬
‫ت‪ -‬زيادة عدد أو صالبة أعمدة الطابق اْلرضي‪.‬‬
‫ث‪ -‬استخدام اْلقواس أو التدرج بزيادة مقطع اْلعمدة لزيادة الصالبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إنشاء طابق أول صلب كامتداد معكوس لمنشأة اْلساسات الصلبة‪,‬الشكل رقم(‪)2-33‬طرق التخفيف من آثار‬
‫الطابق اللين‪.‬‬
‫شكل رقم(‪)2-33‬طرق التخفيف من آثار الطابق اللين‪.‬‬

‫‪ -12‬األعمدة القصيرة‪:‬‬

‫إن اْلعمدة القصيرة قد تنشأ نتيجةً لترتيبات إنشائية أو معمارية‪ ،‬ومن الترتيبات اإلنشائية التي تؤدي إلى‬
‫تشكل اْلعمدة القصيرة وصل العمود مع جائز ذي سقوط كبير‪ ,‬أو مع عتبة اْلبواب أو النوافذ أو بالطات‬
‫اْلسقف‪ ،‬ومن الترتيبات المعمارية تشكيل الطابق اْلول بمنسوب أعلى من منسوب الشارع‪،‬وتشكيل طابق‬
‫الميزانين بارتفاع أقل من الطوابق اْلخرى‪ ,‬أو وجود طابق منخفض أو الفتحات في جدران القواطع بين اْلعمدة‪,‬‬
‫والتي تستخدم لإلنارة أو للتهوية ‪,‬الشكل رقم(‪2-34‬أ) أبنية تتضمن أعمدة قصيرة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪2-34‬أ) أبنية تتضمن أعمدة قصيرة‪.‬‬

‫وقد يتضمن التصميم المتطلبات الدنيا للتسليح العرضي‪ ،‬أي عدم مراعاة طبيعة اإلنشاء‪,‬‬
‫لذا ال تحتوي على أعمدة قصيرة كافية من جهة‪ ,‬واعمدة كافية من جهة أخرى‪, ,‬الشكل رقم(‪34-2‬ب) بناء‬
‫يتضمن أعمدة قصيرة تعرض إلى اْلضرار في زلزال اضنة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪2-34‬ب) بناء يتضمن أعمدة قصيرة‬

‫إن العمود القصير يتصف بقساوة نسبية كبيرة بحيث تتولد قوى قاصة وعزوم انحناء كبيرة تؤدي إلى كسره‬
‫بصورة هشة‪,‬الشكل رقم(‪ )2-35‬طبيعة امتداد اْلعمدة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-35‬طبيعة امتداد األعمدة‬

‫ب‪ -‬أخطاء إنشائية‪:‬‬


‫‪ -1‬األساسات‪:‬‬
‫تعد اْلساسات العنصر اْلهم في أية منشاة‪ ،‬وهذا يتطلب إعطاؤها أهمية خاصة و تصميمها بشكل مناسب‬
‫لمقاومة الزالزل‪.‬‬
‫وإن العديد من االنهيارات ناتجة عن مشاكل في اْلساسات‪ ،‬فقلة عمق التأسيس تزيد من احتمال انقالب المنشأة أو‬
‫انزالقها‪ ،‬كما أن قلة الروابط بين القواعد (الشناجات) تزيد من خطر عمليات الهبوط التفاضلية الناتجة عن هبوط‬
‫التربة أو تميعها‪.‬‬
‫كما يؤدي اهتزاز التربة إلى تخلخلها‪,‬ونتيجة لذلك تصبح الرقبات أعمدة حرة غير مطوقة‪،‬وبالتالي يجب االنتباه‬
‫إلى الرقبات القصيرة (حالة العمود القصير) أو الرقبات الطويلة (حالة الطابق اللين)‪ ،‬كما يجب تفادي التأسيس‬
‫على مناسيب مختلفة أو على أنماط مختلفة من تربة التأسيس‪ ,‬أو اعتماد أساليب تأسيس متباينة (أوتاد وقواعد‬
‫منفردة مثالً)الشكل رقم(‪ )2-36‬انهيار بناء الختالف مناسيب التأسيس عند تعرضه إلى زلزال أرمينيا ‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-36‬انهيار بناء الختالف مناسيب التأسيس‬

‫إن أكثر طرق التأسيس مقاومةً للزالزل هي الحصيرة العامة ‪,‬حيث يكون احتمال حدوث عمليات الهبوط‬
‫التفاضلية قليالً‪،‬وعندما تكون هذه الحصيرة مستندة إلى أوتاد يصبح احتمال انقالب المنشأة نادراً‪.‬‬
‫‪ -2‬األعمدة المعلقة‪:‬‬
‫تحدث حاالت االنهيار السباب مختلفة‪ ,‬ومن خالل استعراض عدد من تلك الحاالت لوحظ أن إحدى آليات‬
‫االنهيار غير اعتيادية‪ ،‬وهي انهيار الكتلة الطابقية لعد ٍد من الطوابق الدنيا‪ ,‬وبقاء بالطة الطابق اْلخير مع اْلعمدة‬
‫الحاملة لها التي أصبحت محمولة من بالطة الطابق نفسه‪,‬الشكل رقم(‪ )2-37‬بناء تعرض لالنهيار في الطابق‬
‫اْلسفل في زلزال أضنه‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-37‬تعرض الطابق األسفل لالنهيار في في زلزال أضنه‪.‬‬

‫كما يظهر في الشكل رقم(‪ )38-2‬انهيار في الطوابق السفلى وبقاء الطابق اْلعلى معلقا عند تعرض المبنى إلى‬
‫زلزال دينار‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-38‬انهيار الطوابق السفلى وبقاء الطابق األعلى معلقا‬

‫ويمكن إعطاء تفسير لهذه الحالة ‪,‬فمن المالحظ أن الطابق اْلخير عبارة عن طابق مضاف إلى كتلة البناء‪,‬وهو‬
‫ليس من أصل البناء‪ ،‬وعادة ً يتم تنفيذ أعمدته في حال عدم اإلبقاء على اْلعمدة مسبقا ً‪ ,‬حيث تغرز قضبان تسليح‬
‫اْلعمدة الجديدة ضمن اْلعمدة القديمة‪ ،‬وإجراء أعمال الكوفراج وصب البيتون الذي قد ينفذ بنوعية أفضل من‬
‫بيتون الطوابق الدنيا نظرا ً لقلة حجم اْلعمال البيتونية فيه وكونه الطابق النهائي في البناء‪.‬‬
‫وإن التسلسل السابق يشير إلى قلة أطوال التراكب بين اْلعمدة الجديدة واْلعمدة القديمة‪،‬ولذلك عند حصول‬
‫زلزال تنفصل اْلعمدة الجديدة عن اْلعمدة القديمة عند انهيار الطوابق الدنيا‪ ،‬وتبقى هذه اْلعمدة معلقة ببالطة‬
‫الطابق الجديد الذي يتصف بنوعية تنفيذ جيدة تساهم في بقاءه دون انهياره بشك ٍل كامل‪.‬‬

‫‪ -3‬التسليح الطولي‪:‬‬

‫تزداد مشاكل التسليح الطولي خطورة ً في حال تطبيق الحموالت اآلنية المتناوبة‪ ،‬فقلة التسليح الطولي في‬
‫مناطق العزم السالب وعدم تنفيذ تسليح اْلظفار وفقا ً لمتطلبات الشروط التصميمية تزداد آثارها السلبية أثناء‬
‫حدوث الزلزال‪,‬ومن المعروف أن عوامل اْلمان التي تؤخذ عند تصميم المقاطع البيتونية (زيادة الحموالت في‬
‫الطريقة الحدية‪ ،‬تخفيض مقاومات المواد في الطريقة الكالسيكية) تساهم في التخفيف من اْلخطار التي قد تنجم‬
‫عن عيوب التصميم أو التنفيذ‪،‬إال أن هذه العيوب تظهر بوضوح بعد حدوث الزلزال بالرغم من أن بعض هذه‬
‫العيوب كبيرة بالشكل الذي ال يمكن السماح به حتى في ظروف التحميل الساكن‪.‬‬
‫ً‬
‫إن زيادة التسليح الطولي بشك ٍل عشوائي قد يؤدي إلى إضعاف المقطع البيتوني ديناميكيا ً وخاصة عند استخدام‬
‫بأقطار كبيرة‪،‬وذلك الختالف طبيعة االهتزاز بين البيتون والفوالذ مما يؤدي إلى حصول انفصال‬ ‫ٍ‬ ‫التسليح الطولي‬
‫بينهما‪ ,‬الشكل رقم(‪ )2-39‬بناء انهار بسبب قلة التسليح عند تعرضه إلى زلزال دينار‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-39‬بناء انهار بسبب قلة التسليح عند تعرضه إلى زلزال دينار‪.‬‬

‫أما الشكل رقم(‪ )40-2‬فقد تعرض إلى االنهيار بسبب انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند تعرضه للزلزال‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )2-40‬انهيار بسبب انفصال فوالذ التسليح عن البيتون‬
‫‪ -4‬التسليح العرضي‪:‬‬
‫يعد التسليح العرضي ذا أهميةً كبيرة ً في الحسابات التصميمية‪ ,‬أال أن ذلك لم يؤخذ بنظر االعتبار‪ ،‬ويتم‬
‫التركيز على التسليح الطولي بشك ٍل خاص‪ ,‬حيث تكون عزوم االنعطاف في الجوائز وقوى الضغط في اْلعمدة‬
‫هي السائدة غالباً‪ ،‬وهذا اْلمر يندرج حتى على الكودات التصميمية‪ ,‬إذ ال توجد عالقة حسابية تعطي كمية التسليح‬
‫العرضي في اْلعمدة مثالً‪.‬‬
‫إن كثرة االنهيارات الناتجة عن عدم كفاية التسليح العرضي جعلت بعض الكودات (اْلميركي‪ ،‬التركي‪ ،‬التايواني‬
‫‪ )..‬تعتمد ما يسمى باإلسوارة الزلزالية الخاصة ‪, Special Seismic Hoops and Crossties‬الشكل رقم (‪-2‬‬
‫‪ )41‬االسوارة الزلزالية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-41‬االسوارة الزلزالية‬

‫وقد تتعرض بعض اْلبنية إلى االنهيار لعدم توفر االسوارة الزلزالية‪,‬شكل رقم(‪ )42-2‬مبنى انهار بسبب عدم‬
‫توفر االسوارة الزلزالية عند حدوث زلزال تشي تشي‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )42-2‬مبنى انهار بسبب عدم توفر االسوارة الزلزالية عند حدوث زلزال تشي تشي‪.‬‬

‫ويظهر سوء التسليح العرضي في التباعدات الكبيرة بين اْلساور‪ ,‬وصغر قطر االسوارة‪ ,‬وعدم تنفيذ التسليح‬
‫العرضي بالشكل المالئم‪ ،‬وتزداد أهمية التسليح العرضي بالقرب من مناطق العقد و التراكبات وضمن اْلعمدة‬
‫القصيرة‪,‬شكل رقم (‪ )2-43‬مبنى انهار بسبب انعدام التسليح العرضي بالقرب من منطقة العقدة‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )2-43‬أبنية تتعرض إلى التشقق بسبب انعدام التسليح العرضي بالقرب من منطقة العقدة في زلزال‬
‫اثينة‪.‬‬

‫‪ -5‬الطنين‪:‬‬

‫يحدث الطنين عندما يتوافق دور االهتزاز الطبيعي للموقع مع دور الزلزال‪ ,‬فيحدث تضخيم للحركة‬
‫اْلرضية بشكل كبير‪ ،‬وبالتالي تتعرض اْلبنية لحركة أرضية أكبر من الحركة التي يمكن أن يسببها تحرر الطاقة‬
‫الزلزالية‪.‬‬
‫في عام ‪ 1985‬حصل زلزال في ميكسيكو سيتي بلغت درجته ‪ 8.1‬على مقياس ريختر ثم تبعته هزة ارتدادية‬
‫بلغت درجتها ‪ 7.1‬ريختر‪ ،‬تسبب ذلك في هدم ‪ 400‬مبنى وتضرر حوالي ‪ 700‬مبنى آخر‪ ,‬وكانت حصيلة القتلى‬
‫تألف هذا‬ ‫أكثر من ‪ 5000‬شخص‪.‬‬
‫الزلزال من عشرين هزة بتسارع ‪ g 0.18‬كل ‪ 2‬ثانية (الدور الطبيعي للتربة) و قد توافق هذا الدور مع الدور‬
‫الطبيعي لألبنية المؤلفة من ‪ 20-7‬طابقاً‪ ،‬مما أدى إلى حصول حالة طنين‪ ,‬والتي كانت السبب في تلدن المنشآت‬
‫وانهيارها‪ ،‬حيث لم تكن نوعية اإلنشاء سببا ً رئيسيا ً في هذا الدمار الواسع‪.‬‬
‫ويعد الطنين هو العامل اْلساسي النهيار ‪ 880‬منشأة في زلزال لوما بريتا‪ ،‬إذ تزامن الدور الخاص لألبنية (تواتر‬
‫‪ 2‬هزة‪/‬ثا) مع الدور الخاص لطبقات الطين العميق (تواتر ‪ 5 -3‬هزة‪/‬ثا)‪,‬الشكل رقم(‪ )2-44‬انهيارات بسبب‬
‫الطنين حدثت في القاهرة عندما تعرضت إلى الزلزال‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-44‬انهيارات بسبب الطنين حدثت في القاهرة‬


‫‪ -6‬انقالب البناء‪:‬‬

‫يعد انقالب المباني من أحد أنماط االنهيار الهامة و المميزة للقوى اْلفقية‪،‬والنقالب المباني أسباب عديدة‬
‫منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬قصور الدراسة التصميمية عن دراسة احتمال االنقالب‪ ,‬وذلك لالعتقاد المسبق لدى المهندس الدارس أن عزم‬
‫التثبيت الناتج عن الحمولة الشاقولية للمبنى كافٍ للتفوق على عزم االنقالب الناتج عن الحمولة الزلزالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصول تميع في تربة التأسيس بحيث يكون هذا التميع في أحد أطراف البناء‪ ,‬فيؤدي إلى دوران‬
‫اْلساسات‪،‬ومن ثم انقالب المبنى‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختالف الطبيعة الجيوتكنيكية لتربة التأسيس‪ ,‬مما يؤدي إلى حصول حاالت هبوط تفاضلية كبيرة‪.‬‬
‫د‪ -‬انهيار أعمدة أحد الطوابق الدنيا بسبب تشكل الطابق اللين مثالً‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الجملة اإلنشائية التي تساعد على حصول االنقالب‪.‬‬
‫و‪ -‬عدم سند الجملة‪.‬‬
‫ز‪ -‬تدنى عمق منسوب التأسيس‪.‬‬
‫ح‪ -‬عزوم انقالب ناتجة عن حمولة زلزالية هائلة يستحيل أن تقاومها عزوم التثبيت‪.‬‬
‫ط‪ -‬و قد يكون االنقالب ناتج عن واحد أو أكثر من هذه اْلسباب‪.‬‬

‫والشكل رقم(‪ )2-45‬يوضح انقالب مبنى بسبب الطابق اللين عند التعرض إلى زلزال تشي تشي‪.‬‬

‫شكل رقم(‪)2-45‬انقالب مبنى بسبب الطابق اللين عند التعرض إلى زلزال تشي تشي‬
‫ومن المدهش أن المباني المائلة ال تظهر فيها أية أضرار إنشائية باستثناء اْلضرار الناتجة عن حدوث االنقالب‬
‫بحد ذاته‪ ،‬حتى التشققات الشائعة التي تصاب بها جدران القواطع و الواجهات غير ظاهرة على هذه المنشآت‪،‬‬
‫وهذا يشير إلى أن تفريغ الطاقة الزلزالية تم بانقالب المنشأة مباشرةً‪ ،‬أي أن أول تأثير مباشر للزلزال على المنشأة‬
‫المنقلبة يكون باالنقالب‪ ,‬وليس باالهتزاز الذي إن حدث سيؤدي إلى التشققات في حدوده الدنيا‪ ،‬وبهذا التحليل‬
‫يمكننا تصور مدى الطاقة التدميرية للزالزل‪.‬‬
‫كما يؤدي عدم سند الجملة اإلنشائية إلى حدوث االنقالب‪,‬الشكل رقم(‪ )2-46‬انهيار بسبب عدم وجود سند إنشائي‬

‫شكل رقم(‪ )2-46‬انهيار بسبب عدم وجود سند إنشائي‬


‫إن عدم استقرار المنشأة بعد حصول الزلزال يشكل خطرا ً كبيرا ً على اْلرواح‪ ،‬إذ أن أي اهتزاز آخر ناتج عن‬
‫هزة ارتدادية مثالُ قد يؤدي إلى انهيار المنشأة بشكل كامل‪,‬الشكل رقم (‪ )2-47‬مبنى مائل بعد حدوث الزلزال‬
‫الرئيسي‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-47‬مبنى مائل بعد حدوث الزلزال الرئيسي‪.‬‬

‫وبعد أن تعرض المبنى إلى هزات ارتدادية أثرت عليه مرة أخرى فزحفت كتلة البناء نحو اْلمام فأصبحت قريبة‬
‫من البناء المقابل‪,‬الشكل رقم(‪ )48-2‬تحرك البناء أثناء الهزات االرتدادية‪,‬واستمرت بالحركة إلى أن انقلبت إلى‬
‫اإلمام بالكامل‪,‬شكل رقم(‪ )49-2‬انهيار المبنى بعد الهزات االرتدادية في زلزال أرمينيا ‪.‬‬
‫شكل رقم(‪)2-48‬تحرك البناء أثناء الهزات االرتدادية‬
‫شكل رقم(‪ )2-49‬انهيار المبنى‬

‫‪ -7‬التراكبات و الوصالت‪:‬‬

‫إن قلة االعتناء بتصميم و تنفيذ التراكبات يضعف من عمل العنصر اإلنشائي ويعرضه لالنهيار في منطقة‬
‫التراكب‪ ،‬فتناوب اإلجهادات سوف يؤدي إلى االنهيار ما لم تكن مناطق التراكب مصممة بشك ٍل مناسب‪.‬‬
‫إن أطوال التثبيت والتراكب التي تستخدم في اْلعمدة باعتبارها مضغوطة تصبح غير مالئمة عند حدوث الزلزال‬
‫الذي قد يؤدي إلى نشوء إجهادات شادة فيها‪،‬وبالتالي يتوجب اعتماد أطوال تثبيت وتراكب على الشد العلى‬
‫الضغط‪ ،‬وفي مجمل اْلحوال يجب تفادي تنفيذ التراكبات في مناطق العقد‪,‬الشكل رقم(‪2-50‬أ) انهيار مبنى بسبب‬
‫قلة أطوال التثبيت على اثر زلزال ازميت‪.‬‬
‫كما يوضح الشكل رقم(‪2-50‬ب) انهيار مبنى بسبب عدم كفاية طول التثبيت عند حدوث زلزال ازميت‪.‬‬
‫ومن حاالت االنهيار المميزة و الناتجة عن مشاكل التراكب هي حالة اْلعمدة المعلقة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪2-50‬أ) انهيار مبنى بسبب قلة أطوال التثبيت على اثر زلزال ازميت‬

‫شكل رقم(‪2-50‬ب) طول التثبيت لم يكن كافيا فتسبب في انهيار المبنى عند حدوث زلزال ازميت‬
‫‪ -8‬التصدعات و التشققات‪:‬‬

‫تؤدي التشققات التي تصيب القشرة اْلرضية إلى حدوث ازاحات أفقية أو شاقولية‪ ،‬والتي تزداد خطورتها‬
‫عندما تتقاطع مع كتلة البناء‪.‬‬
‫إن قدرة المنشآت على مقاومة مثل تلك االزاحات يتناسب عكسيا ً مع االنتقال النسبي للكتل فيها‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تبدي المنشآت التي تملك جملة هيكلية مقررة ستاتيكيا ً من الناحية اإلنشائية مقدرة ً أكبر على التجاوب لتلك‬
‫االنزياحات‪ ,‬إال أنها ال تصمد طويالً نتيجةً لتشكل ميكانيزم االنهيار فيها بشك ٍل آني‪ ،‬أما المنشآت الفائقة التقرير‬
‫فهي تعاني من تشوهات كبيرة قبل أن تنهار‪,‬وذلك بسبب تشكل المفاصل اللدنة فيها مما يساهم في تحرر الطاقة‬
‫الزلزالية‪.‬‬
‫وفي حالة االزاحات الكبيرة التي قد تصل إلى بضعة أمتار ال يوجد تصميم هندسي تقليدي يمكنه أن يقاوم تلك‬
‫االزاحات‪ ،‬أما في حالة االزاحات البسيطة فيتمثل الحل بزيادة ترابط المبنى بحيث ال يفقد ترابطه أثناء الزلزال‪,‬‬
‫وذلك باستخدام الجوائز اْلرضية (الشناجات)‪ ,‬وجوائز الربط في البالطات‪ ،‬أو باعتماد تصميم يسمح بالتشوه‪,‬‬
‫ويكون تأثر المنشأة فيه محدودا ً (مشابه لتصميم الجسور لمقاومة التشوهات الطولية باستخدام الوسائد المرنة‬
‫مثالً)‪,‬الشكل رقم(‪ )2-51‬انهيار مبنى بسبب اإلزاحة اْلفقية في زلزال ازميت‪.‬‬
‫كما انه من الضروري إعطاء طول المبنى أهمية خاصة‪ ،‬بحيث ال تؤدي زيادة الطول إلى اختالف طبيعة‬
‫االهتزاز فيه‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-51‬انهيار مبنى بسبب اإلزاحة األفقية في زلزال ازميت‪.‬‬


‫‪ -9‬الجملة اإلنشائية‬

‫إن اختيار وتصميم الجملة اإلنشائية بشكل جيد يساهم في رفع أداء المنشأة إزاء الحموالت المطبقة‬
‫عليها‪،‬وفي بعض اْلحيان يتم اختيار الجملة لتوافق الحموالت التقليدية المطبقة عليها التي تكون في معظم‬
‫اْلحوال حموالت شاقولية دون اْلخذ بعين االعتبار القوى الديناميكية التي تؤدي إلى حموالت أفقية وشاقولية‬
‫باالتجاهين‪.‬‬
‫إن تطبيق الشروط التصميمية يساهم إلى حد ما في زيادة كفاءة المنشآت إزاء القوى الديناميكية‪ ،‬كمثل الشروط‬
‫الخاصة باستمرارية جزء من التسليح في منطقة العزم السالب‪،‬والخاصة اْلظفار والتسليح العرضي اْلدنى في‬
‫اْلعمدة مثالً‪.‬‬
‫وقد ورد في التقرير الزلزالي لزلزال العقبة كيف أن توجيه جميع أعمدة المبنى باتجاه واحد أدى إلى انهيار المبنى‬
‫في االتجاه المتعامد نظرا ً لضعف مقاومته بهذا االتجاه‪ ،‬وفي الحقيقة هذه المالحظة في غاية اْلهمية وإن لم تذكر‬
‫في أكواد البناء‪.‬‬
‫ً‬
‫وإن العديد من التصاميم المعمارية السيئة زلزاليا يمكن تخفيف أثرها باعتماد تصميم إنشائي مالئم يساهم في رفع‬
‫كفاءة المنشأة وزيادة مقاومتها‪ ،‬وبشكل معاكس يمكن أن يؤدي االختيار والتصميم اإلنشائي السيئ إلى إضعاف‬
‫المنشأة مهما كان التصميم المعماري مثالياً‪ ،‬وخير مثال على ذلك يظهر واضحا في مشاكل الفتل‪.‬‬
‫ومن المعروف أن هناك حدودا دنيا ْلبعاد اْلعمدة يجب أال تقل عنها‪،‬ولكن التسرع باعتماد أبعاد أقل من الحدود‬
‫الدنيا وإن كانت هذه اْلبعاد تحقق متطلبات اْلحمال الشاقولية تظهر مشاكلها في اْلحمال اْلفقية‪,‬الشكل رقم(‪-2‬‬
‫‪ )52‬انهيار مبنى بسبب عدم تطبيق المتطلبات اْلساسية الخاصة بأبعاد اْلعمدة في زلزال دينار‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-52‬انهيار مبنى بسبب عدم تطبيق المتطلبات األساسية الخاصة بأبعاد األعمدة‬

‫وكما هو معروف فإن العناية القصوى يجب أن تعطى للعناصر الحاملة بعكس تسلسل وصول الحمولة إلى تربة‬
‫التأسيس‪،‬أي ال يجوز التهاون في تصميم القواعد واْلعمدة مهما كان اْلمر‪ ،‬وهذه القاعدة يجب اعتمادها في‬
‫التصميم الزلزالي أيضا ً مع إعطاء أهمية خاصة لألظفار وعناصر الربط أيضاً‪ ،‬حيث تعتبر الشناجات مثالً من‬
‫العناصر الهامة في الجملة المقاومة التي تساهم في تأمين العمل الفراغي وتناسق االنتقاالت الحاصلة في القواعد‪.‬‬
‫‪ -10‬العقد‪:‬‬

‫يقصد بالعقد مواقع تالقي العناصر اإلنشائية‪ ،‬وبشك ٍل خاص منطقة تقاطع العمود مع الجائز‪,‬وتسعى معظم‬
‫المواصفات التصميمية لجعل تشكل المفاصل اللدنة في الجوائز‪,‬وتجنب تشكلها في اْلعمدة‪،‬ويتم ذلك بتحقيق‬
‫النسبة بين مجموع العزوم المقاومة لمقاطع اْلعمدة إلى مجموع العزوم المقاومة لمقاطع الجوائز‪,‬كأن ال تقل مثالً‬
‫عن ‪ ،1.1‬وبالتالي فإن صغر مقاطع اْلعمدة مقارنة مع مقاطع الجوائز هو أمر يجب تفاديه‪ ,‬حيث يكون احتمال‬
‫انهيار العمود كبيراً‪.‬‬
‫إن الرغبة في تشكل المفاصل اللدنة في الجوائز أوالً وليس في اْلعمدة هو تجنب االنهيار الذي قد ينتج عن تطور‬
‫المفصل اللدن إلى ميكانيزم انهيار‪،‬وبالتالي تفادي االنهيار الشامل الذي قد ينتج عن انهيار العمود‪ ،‬إال أن هذا ال‬
‫يعني السعي لتصميم المفاصل في الجوائز؛ إذ أن هذا اْلمر يزيد من فرص االنهيار‪,‬وذلك بسب اإلقالل من عدد‬
‫المفاصل اللدنة المطلوبة لتحقيقه‪,‬الشكل رقم (‪ )2-53‬انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باْلعمدة‪,‬فادى‬
‫إلى تشكيل المفاصل اللدنة في اْلعمدة‪.‬‬

‫مشكل رقم (‪ )2-53‬انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باألعمدة‬

‫ويعتبر سوء تصميم وتنفيذ العقد من أكثر اْلسباب اإلنشائية التي أدت إلى انهيار العديد من المنشآت‪ ،‬ومن‬
‫المالحظ أن عدم كفاية التسليح العرضي أو الطولي هي السمات المميزة النهيار العقد‪ ،‬وأحيانا ً تكون الممارسات‬
‫الخاطئة في تخريب المقطع البيتوني من اْلمور التي تساهم في االنهيار‪,‬الشكل رقم (‪ )2-54‬انهيار مبنى ناتج عن‬
‫اْلعمدة القصيرة‪,‬أي أن المفاصل اللدنة تشكلت في بالطات الطابق أوال‪,‬وهذا يعود إلى تباعد المجازات بين‬
‫اْلعمدة‪,‬وحدث ذلك في زلزال اضنة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-54‬انهيار مبنى ناتج عن األعمدة القصيرة‬


‫وقد يحدث االنهيار في منطقة العقدة بسبب قلة التسليح العرضي وتخريب المقطع البيتوني‪,‬الشكل رقم(‪)55-2‬‬
‫تضرر مبنى بسبب قلة التسليح العرضي‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )55-2‬تضرر مبنى بسبب قلة التسليح العرضي‪.‬‬

‫‪ -11‬القساوة و الطواعية‪:‬‬

‫تعبر القساوة ‪ Stiffness‬عن قدرة المنشأة على مقاومة التشوهات‪،‬على عكس قدرة التحمل‬
‫‪ Strength‬التي تعبر عن قدرة المادة على مقاومة الحموالت‪،‬وهي تتشابه مع الصالبة ‪ Rigidity‬التي تعبر عن‬
‫كفاءة العنصر على مقاومة التشوهات‪ ،‬والمنشآت التي ال تملك القساوة تدعى قابلة للتشوه ‪. Flexible .‬‬
‫أما الطواعية ‪ Ductility‬فهي تصف سلوك الحمولة‪,‬أي التشوه الناتج عن الخضوع اللدن للمواد أو الوصالت‪،‬‬
‫وللتوضيح فإن التشوه اللدن الذي يسبق االنهيار يجب أن يكون كبيرا ً بشكل متميز عن التشوه المرن حتى حد‬
‫الخضوع المرن‪.‬‬
‫إن المنشآت التي تملك قساوة مرتفعة تتصف بتشوهات محدودة‪ ،‬وهذه المنشآت مفضلة في المناطق التي تتعرض‬
‫إلى هزات زلزالية منخفضة إلى متوسطة‪ ,‬بحيث تؤدي التشوهات المحدودة إلى حدوث أضرار غير إنشائية‪,‬‬
‫وتكون الطاقة الزلزالية محتملة من قبل المنشأة‪،‬أما في الزالزل الكبيرة ونظرا ً للقدرة المحدودة على التشوه فإن‬
‫تفريغ الطاقة الزلزالية سوف يكون في انكسار العناصر اإلنشائية‪،‬والذي يكون في هذه الحالة انكسارا ً قصيفا ً‬
‫(انفجارياً) ‪,‬الشكل رقم(‪2-56‬أ) والشكل رقم(‪2-56‬ب) انكسار في عمود ذات صالبة أو قساوة عالية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪2-56‬ب) انكسار قساوة عالية‪.‬‬ ‫شكل رقم(‪2-56‬أ) انكسار انفجاري‬

‫أما المنشآت التي تملك طواعية مرتفعة فهي أقدر على مقاومة القوى الزلزالية‪ ,‬وذلك بتحرير الطاقة عن طريق‬
‫التشوه مقارنة بالعناصر المرتفعة القساوة‪،‬أما مساوئ المنشآت المطواعة فهو التشوه الكبير الذي قد يؤدي في‬
‫شدات زلزالية منخفضة إلى حصول أضرار غير إنشائية كبيرة مثل حصول التشققات في جدران القواطع و‬
‫الواجهات‪.‬‬
‫إن اختالف طواعية الجمل المترابطة ومن ثم اختالف طبيعة تشوه ك ٍل منها يؤدي إلى العديد من اْلضرار‪،‬‬
‫ويزداد هذا الضرر عندما تكون الجملة اْلولى تتصف بقساوة مرتفعة‪ ,‬والجملة الثانية ذات طواعية كبيرة‪،‬ويمكن‬
‫مالحظة ذلك في تضرر الجوائز الرابطة بين الجدران المصمتة‪,‬كما في الشكل رقم(‪ ,)2-57‬تضرر العناصر‬
‫غير اإلنشائية مثل تشقق الواجهات المنفذة باإلكساء الحجري وتكسر زجاج النوافذ‪,‬وقد تكون بعض التشققات على‬
‫شكل حرف ‪ X‬ناتج عن اختالف تشوه الجدران عن تشوه الجوائز الرابطة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-57‬حدوث أضرار غير إنشائية‬


‫ت‪ -‬نوع مواد البناء‪:‬‬
‫‪ -1‬البناء البيتوني‪:‬‬

‫يستخدم البيتون كمادة للبناء في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وهو أكثر مواد البناء انتشارا ً نظرا ً لتمتعه بالعديد من‬
‫ميزاته الهامة‪.‬‬
‫وإن كثرة المنشآت البيتونية المتضررة بسبب الزالزل اليعني أنه مادة سيئة ال تقاوم الزالزل و إنما يعود السبب‬
‫الستخدامه الواسع‪ ،‬ومن مساوئ البيتون قلة مقاومته لعمليات الشد والقص التي يستعاض عنها باستخدام التسليح‬
‫الطولي والعرضي‪ ،‬وغالبا ً ما يكون تضرر المنشأة البيتونية ناتج عن خلل في تصميم أو تنفيذ التسليح الطولي أو‬
‫العرضي‪.‬‬
‫ويفضل االبتعاد عن استخدام أقطار التسليح الكبيرة‪ ,‬وذلك تجنبا ً النفصال الفوالذ عن البيتون الذي قد ينتج عن‬
‫الطبيعة االهتزازية المختلفة للفوالذ عن البيتون‪,‬الشكل رقم(‪ )2-58‬انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند‬
‫التعرض إلى زلزال‪,‬مثل زلزال فيرناند‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-58‬انفصال فوالذ التسليح عن البيتون عند التعرض إلى زلزال‪.‬‬
‫‪ -2‬البناء بالحجر‬

‫يستخدم الحجر في مجاالت عدة ضمن المباني‪ ,‬منها كمادة إنشائية تشكل الجملة المقاومة للحموالت الشاقولية‬
‫واْلفقية‪ ،‬كما يستخدم كجدران قواطع‪ ،‬أو كمادة تزينية لواجهات اْلبنية‪.‬‬
‫ويعد الحجر من المواد السيئة التي قد تستخدم في المناطق الزلزالية‪ ,‬وذلك لثقل وزنه وقلة مقاومته لقوى الشد‪,‬‬
‫وقلة طواعيته‪ ،‬ولغرض تحسين مواصفاته يجب تقويته بعناصر تقوية من البيتون المسلح ‪ ،‬الشكل رقم(‪)2-59‬‬
‫بناء تمت تقويته بالبيتون المسلح‪ ,‬إن تقوية البناء الصخري بتلك العناصر يساهم إلى حد كبير في إقالل الضرر‬
‫الناتج عن الزلزال‪,‬الشكل رقم(‪ )2-60‬بناء لم يصب بأضرار كبيرة الستخدام البيتون المسلح مع الحجر رغم‬
‫وجود تصدعات قريبة منه‪,‬وحدث ذلك بسبب زلزال تايوان‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-59‬بناء تمت تقويته بالبيتون المسلح‬

‫إن انخفاض طواعية الحجر يمكن مالحظتها في المنشآت التي تستخدم الجمل اإلطارية لمقاومة الزالزل‪،‬ويظهر‬
‫ذلك في التشققات القطرية التي تحصل في اإلكساء الحجري وجدران القواطع‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-60‬بناء لم يصب بأضرار كبيرة الستخدام البيتون المسلح مع الحجر‪.‬‬
‫‪ -3‬البناء بالخشب‪:‬‬

‫يعد الخشب من المواد الشائعة االستخدام في عدد من الدول التي تتصف بزلزالية مرتفعة مثل الواليات‬
‫المتحدة واليابان‪ ،‬وهو يتمتع بالعديد من المواصفات التي تجعله مادة مناسبةً للبناء في المناطق الزلزالية وخاصةً‬
‫خفة وزنه وطواعيته وقابليته لالستبدال في حال تضرر أجزاء منه‪ ،‬إال أن إحدى أهم مساوئه هي ضعف منطقة‬
‫الوصالت فيه‪ ،‬ولذلك في حال اعتماد الخشب كمادةٍ للبناء فيجب االهتمام بمناطق االتصال من حيث التصميم‬
‫والتنفيذ‪.‬‬
‫ويفضل أال يتجاوز عدد طوابق المنشأة المبنية من الخشب الطابقين‪،‬كما يجب في حال وجود قبو أن ينفذ من‬
‫الحجر أو البيتون المسلح‪ ,‬وذلك لضعف الخشب إزاء التحنيب الناتج عن الدفع الجانبي للتربة‪.‬‬

‫‪ -4‬البناء بالفوالذ الهيكلي‪:‬‬

‫يتصف الفوالذ بعدد من الصفات التي تجعله مناسبا ً لمقاومة الزالزل‪ ،‬فهو وإن كان يملك كثافةً مرتفعة يملك‬
‫كذلك مقاومة مرتفعة تجعل الكميات المستخدمة منه قليلة‪،‬وبالتالي تكون المنشأة المبنية من الفوالذ ذات وزن‬
‫مقبول‪.‬‬
‫وإن ما يميز الفوالذ هو مقاومة مرتفعة على الضغط والشد تزيد عن عشرة أضعاف مقاومة البيتون المسلح‬
‫العادي‪،‬وهذه المقاومة في االتجاهين تجعل منه مادة ً مثاليةً لمقاومة االهتزازات و الحركات الديناميكية‪ ،‬كما يتميز‬
‫الفوالذ اإلنشائي بمطاوعته العالية وقابليته للتلدن مما يساهم في امتصاص الطاقة الزلزالية وتقليلها بشكل كبير‪.‬‬
‫وتظهر المنشآت المنفذة بالفوالذ اإلنشائي مقاومةً أكبر للزالزل من المنشآت البيتونية المسلحة‪ ،‬و بشك ٍل عام‬
‫ب اقتصادي ٍة أيضاً‪.‬‬
‫يصبح تنفيذ المباني العالية من الفوالذ اإلنشائي مفضالً وذلك ْلسبا ٍ‬

‫ث‪ -‬عوامل جيوتقنية‪:‬‬

‫‪ -1‬تميع التربة‬
‫يعد تميع التربة من أسباب انهيار المنشآت النااتج عان الزالزل‪،‬وهاو يحادث فاي الطبقاات العلياا المحمولاة‪ ,‬أي‬
‫الترب المفككة والمشبعة‪،‬لذا كثيرا ً ما يالحظ ذلك قرب المناطق الساحلية‪.‬‬
‫ويعرف التميع بأنه هبوط مفاجئ في مقاومة القص‪ ,‬وهو يكافئ هبوط في قدرة تحمل التربة مما يؤدي إلى تميعها‬
‫وسيالنها وفورانها‪،‬وبالتالي تغوص الطبقات العليا المحمولة ‪,‬الشكل رقم(‪)61-2‬حدوث تميع في التربة قرب‬
‫مركز زلزال اضنة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )2-61‬يوضح حدوث تميع في التربة قرب مركز زلزال اضنة‬
‫أن استمرار دورات قوى القص المتعاكسة في الرمل المشبع (كما يحصل أثناء الزلزال) يؤدي إلى زيادة الضغط‬
‫المسامي‪ ،‬والذي يؤدي بدوره إلى تناقص اإلجهاد الزلزالي الفعال وقوى القص‪ ،‬ويحصل تميع التربة عندما تصل‬
‫قيمة قوة القص إلى الصفر‪ ,‬وإن الظروف التي يعد وجودها مناسبا ً لحدوث التميع هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬طبقة تربة رملية ضعيفة التحمل يتراوح عمقها بين ‪ 20-15‬م‬
‫ب‪ -‬جزيئات تربة متماثلة وذات حجم متوسط‪.‬‬
‫ج‪ -‬ظروف إشباع‪ ,‬وخاصةً عندما تكون التربة مغمورة بالمياه‪.‬‬
‫د‪ -‬قيم منخفضة الختبار النفاذية‪.‬‬
‫إن اْلضرار الرئيسية الناتجة عن زلزالي لوما بريتا و نورثريدج ظهرت في مناطق معرضاة بشاكل كبيار لاـتميع‬
‫التربة بالرغم من بعدها عن مركز الزلزال‪,‬الشكلين (‪62-2‬و‪)63-2‬يوضحان انهيار مباني بسبب التميع‪.‬‬
‫وإن المناطق التي كانت فيما مضاى مساالك مائياة أو مساتنقعات أو بحيارات أو منااطق مستصالحة بطريقاة الغمار‬
‫المائي تتصف بارتفاع احتمال تعرضها لهذه الظاهرة‪ ،‬وال يوجد حل تصميمي فعال لمثال هاذه الحالاة‪ ,‬واالحتيااط‬
‫الوحيد هو من خالل معرفة جيولوجية المنطقة والضرر التاريخي الناتج عن زالزل سابقة في المنطقة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2-62‬انقالب أحد األبنية بسبب تميع التربة وتدني منسوب التأسيس نتيجة لحدوث‬
‫زلزال ازميت‬

‫شكل رقم(‪ )63-2‬انهيار مبنى بسبب تميع التربة في زلزال اليونان‬


‫‪ -2‬طبيعة االنحدارات‪:‬‬
‫تعد االنحدارات من العوامل اْلساسية التي تسهم في زيادة آثار الزالزل‪,‬وخاصة السفوح غير المستقرة‬
‫ذات التكوينات غير المتماسكة أو ضعيفة المقاومة‪,‬والتي تم استغاللها ْلغراض العمران أو مد الطرق‪,‬فعند‬
‫تعرض مثل تلك المناطق إلى الزالزل تعمل الهزات اْلرضية على حركة تلك السفوح كليا أو جزئيا فينتج عن‬
‫ذلك تدمير ما موجود من منشأة عليها‪,‬حيث تحدث انهيارات في الكتل الصخرية وزحف وانزالقات تترك آثارا‬
‫وخيمة تفوق ما يحدثه الزلزال نفسه‪.‬‬
‫وقد التكن اآلثار بشكل مباشر بل من خالل ما تتعرض له السفوح من انزالقات وزحف تعمل على تدمير ما يقع‬
‫أسفلها من منشآت‪.‬‬

‫‪ -3‬نوع التكوينات السطحية وتحت السطحية‪:‬‬


‫تمثل التكوينات السطحية وما تحتها العنصر اْلساسي الذي يحدد مدى شدة تأثير الزالزل على ما فوق سطح‬
‫اْلرض‪,‬إذ تضم تكوينات القشرة اْلرضية صخور شديدة الصالبة وأخرى لينة أو متوسطة الصالبة أو ضعيفة‬
‫التماسك‪,‬وكل نوع له قابلية معينة في االستجابة للحركات الزلزالية‪ ,‬لذا تتباين آثارها من مكان الخر حسب طبيعة‬
‫تلك التكوينات‪,‬وهذا ما يجب أن يؤخذ بنظر االعتبار عند إقامة المنشأة وخاصة في المناطق التي تتعرض إلى‬
‫الزالزل بشكل مستمر‪.‬‬
‫وقد استخدمت الدول المتقدمة تكنولوجيا وتقنيات متطورة في البناء تناسب طبيعة المكان وتقاوم الزالزل‪ ,‬مثل‬
‫( ‪)3 0‬‬
‫اليابان والواليات المتحدة اْلمريكية‪.‬‬

‫جـ‪ -‬استخراج المعادن والمياه من باطن األرض‪:‬‬


‫تشير العديد من الدراسات أن استخراج المعادن الصلبة والنفط والمياه من باطن اْلرض أدى إلى حدوث‬
‫شقوق في سطح اْلرض‪ ,‬كما حدث في كاليفورنيا التي هبط جزء من منطقة فيها دون مستوى سطح البحر‪ ,‬ونتج‬
‫عنها تشقق الطرق وتكسر أنابيب المياه والغاز‪.‬‬
‫وقد نتج عن تلك الظاهرة هبوط بعض المدن في مناطق عدة من العالم ومنها العاصمة اليابانية طوكيو واوزاكا‪,‬‬
‫ففي عامي‪ 1923‬و‪ 1935‬على التوالي وحتى عام ‪ 1961‬شهدت المدينتان هبوطا وصل إلى ‪18‬سم في السنة‪ ,‬وقد‬
‫بلغ الهبوط أعلى درجة في المواضع ذات التكوينات الرملية والطينية القليلة التماسك وكبيرة السمك‪ ,‬وتشير‬
‫التقارير الخاصة بتلك المناطق أن المياه الجوفية انتقلت إلى المناطق المجاورة نتيجة الضغط الذي أحدثته اْلبنية‬
‫الضخمة على التكوينات التي تحتها‪ ,‬والذي أدى بدوره إلى الحد من المسامات بين تلك التكوينات وطرد المياه منها‪,‬‬
‫وبالنتيجة هبطت اْلبنية عن المستوى الذي كانت فيه‪ ,‬كما كان لسحب المياه من باطن اْلرض الدور الفاعل في هذا‬
‫المجال وزاد من عمليات الهبوط‪ ,‬لذا اتخذت السلطات اليابانية إجراءات شديدة في للحد من سحب المياه الجوفية‪.‬‬
‫وشهدت مدينة لندن نفس الحالة حيث تشير المصادر المتعلقة بذلك أن بعض المواضع في مدينة لندن انخفضت‬
‫(‪)31‬‬
‫بمرور الزمن إلى مستوى ‪2‬م عما كانت عليه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬البراكين‪:‬‬

‫تعد البراكين من العمليات الجيومورفولوجية الباطنية التي تحدث بسبب اضطرابات في باطن االرض والتي ينتج‬
‫عنها خروج غازات ورماد وصهير بركاني وكتل صخرية ‪,‬وقد تكون تلك البراكين هلى شكلفوهات مخروطية الشكل‬
‫تنطلق منها تلك االمقذوفات المختلفة‪,‬او تكون على شكل شقوق طولية تمتد عدة كيلو مترات‪,‬حيث ينتشر الصهير على‬
‫طول تلك الشقوق‪,‬وقد ينتج عن ذلك تكون سلسلة من التالل البركانية‪,‬وتختلف البراكين عن بعضها من حيث شدتها ونوع‬
‫مقذوفاتها ونطاق تأثيرها‪,‬وسيتم تناول الجوانب االساسية في هذا المجال بقدر ما يتعلق بموضوع الدراسة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المواقع النشطة بركانيا‪:‬‬


‫يُقدر عدد البراكين النشيطة بحوالي ‪ 600‬بركان موزعة على سطح اْلرض‪،‬ويتركز معظمها في أحزمة‬
‫توازي تقريبا مناطق الشقوق واالنكسارات والفوالق الطبيعية الموجودة بمحاذاة سالسل جبلية حديثة التكوين‬
‫غالبا‪.‬‬
‫ويوجد نطاقان رئيسيان للبراكين هما ‪:‬‬
‫اْلول‪ :‬دائرة الحزام الناري أو خط النار‪,‬ويمتد مع سواحل المحيط الهادي‪.‬‬
‫والثاني‪:‬يمتد من منطقة بلوشستان إلى إيران‪،‬وآسيا الصغرى والبحر اْلبيض المتوسط ليصل إلى جزر أزور‬
‫وكناري ويستمر غربا إلى جبال اْلنديز في أمريكا الجنوبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أنواع البراكين‬


‫تعد البراكين من الكوارث التي تعرضت لها مناطق عدة من العالم‪,‬حيث يترتب عليها مخاطر مباشرة وغير‬
‫مباشرة‪ ,‬ومن الدالئل التي تشير إلى ثوران البركان حدوث هزات أرضية خفيفة‪ ,‬كما يعمل الصهير البركاني‬
‫الخارج من باطن اْلرض على دفع القشرة اْلرضية وبشكل تدريجي قد يستمر بضعة أيام‪ ,‬وقد تصل قوة الدفع‬
‫إلى ‪2‬م في اليوم الواحد‪ ,‬وربما يسبق البركان بفترة ال تتجاوز بضع دقائق زلزال قوي‪ ,‬كما حدث في الواليات‬
‫المتحدة في ‪ 1980/5/18‬جنوب غرب واشنطن في جبل سانت هيليز والذي دمر قمة الجبل‪.‬‬
‫وتختلف لزوجة الصهير البركاني من مكان الخر حسب نسبة السليكات فيه‪ ,‬فكلما زادت نسبة السليكات زادت‬
‫لزوجة الصهير‪,‬وبالعكس‪ ,‬لذا تميل الحمم البازلتية إلى السيولة‪ ,‬كما يكون للغازات دور في ذلك حيث تزداد‬
‫(‪)32‬‬
‫اللزوجة بزيادتها‪.‬‬
‫ويوجد في العالم حوالي ‪ 800‬بركان نشط حاليا‪ 500 ,‬منها ضمن حلقة النار‪ ,‬أي ضمن المنطقة المحيطة بالمحيط‬
‫الهادي‪ ,‬وتصنف البراكين إلى ثالثة أنواع حسب نشاطها هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬براكين نشطة‪ ,‬وتعني البراكين التي التزال تخرج منها عالمات نشاط من دخان وغازات وصهير‪,‬وتكون نشطة‬
‫جدا في بعض اْلحيان وتضعف في بعض الفترات‪.‬‬
‫ب‪ -‬براكين ساكنة‪ ,‬وهي براكين غير نشطة حاليا وال تظهر فيها عالمات نشاط أال إنها قابلة للثوران في أي وقت‬
‫تتوفر فيه ظروف الثوران‪.‬‬
‫(‪)33‬‬
‫ج‪ -‬براكين هامدة ال تتوفر فيها مقومات الثوران حيث ينفذ ما فيها من صهير وغازات‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬اشهر البراكين في العالم‬

‫‪ -1‬بركان فيزوف ‪: Vesuvius‬‬


‫يعد من أشهر البراكين في التاريخ ‪ ،‬فمنذ القدم شاهده الرومان وسجلوا نشاطاته المتكررة‪ ،‬وقد وصف المؤرخ‬
‫الروماني بليني ‪ Pliny‬ثورته المدمرة عام ‪ 79‬قبل الميالد بعد فترة خمود طويلة وقد جاء في ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫(استمرت بدايات ثورته لمدة ‪ 16‬عاما ‪ ،‬صحبها تشققات وأصوات وهزات أرضية خفيفة ضربت جنوب إيطاليا‪,‬‬
‫ثم تالها بعد ذلك إزالة الصخور المتراكمة عند فوهته القديمة ‪،‬وحصل بعدها تمدد كبير وفجائي للغازات المحبوسة‬
‫تحتها‪ ،‬ومع تزايد ضغط هذه الغازات حدثت انفجارات عنيفة نتج عنها طفوح بركانية من نوع حجرالخفاف‬
‫‪ Pumice‬غطت مدينة بومبي ‪ Pompeii‬المجاورة ‪.‬‬
‫وقد حاول العديد من سكان المدينة الفرار في قوارب بحرية ‪ ،‬لكن الغازات والرماد والطفوح البركانية غطتهم‬
‫جميعا‪ ،‬وأدت إلى حدوث اختناقات‪,‬وطمروا تحت الرماد هم ومدينتهم‪ ,‬وباإلضافة إلى مدينة (هيركولنيوم‬
‫‪ )Herculaneum‬فقد دُمرت هي اْلخرى تدميرا تاما‪ ،‬حيث دفنت المدينتان تحت طبقة من الرماد البركاني يزيد‬
‫سمكها عن ستة أمتار‪.‬‬
‫عثر عليهما وازيحت الطبقات البركانية‬ ‫و بقيت هاتان المدينتان مختفيتان تحت الرماد لمدة ‪ 1700‬سنة‪،‬إلى أن ُ‬
‫عنهما من قبل علماء التاريخ‪ ،‬ليشاهد الناس آثار تدمير بركان فيزوف لهما‪،‬وليشاهدوا أيضا ً اْلحافير اإلنسانية‬
‫وغيرها ماثلة أمامهم‪.‬‬
‫وقد عاد البركان إلى الثوران مرة أخرى في عام ‪1631‬م فتسبب في وفاة حوالي ‪ ,18000‬ومنذ ذلك الحين لم‬
‫يخمد البركان بشكل نهائي‪.‬‬

‫‪ -2‬بركان كراكاتوا ‪: Karakatoa‬‬


‫وقع في جزيرة كراكاتو الكثيفة اْلشجار‪ ،‬وهي تقع في منطقة ضيقة بين جزيرتي جاوه وسومطرة‪ ،‬وقد وصل‬
‫ارتفاعها حوالي ‪ 2600‬قدم نتيجة لتكدس التراكمات البركانية على مدى القرون الماضية‪,‬ويعد انفجار بركان‬
‫كراكاتو من أهم االنفجارات وأعنفها في عصرنا الحديث‪.‬‬
‫فقد بقي هذا البركان خامدا ً مدة ‪ 200‬سنة ‪ ،‬وفي شهر مايو ‪ 1883‬بدأت سلسلة من االنفجارات المتوسطة‬
‫والضعيفة تحدث فيه‪ ,‬وبعد مرور ثالثة شهور من هذه النشاطات وصل االنفجار ذروته في ‪ 26‬أغسطس من نفس‬
‫السنة ‪ ،‬وحدثت هزة أرضية عنيفة أثرت على قاع البحر وأحدثت فيها فوهة كبيرة صاحبها ضوضاء وأصوات‬
‫ودوي لم يعرف مثـلها في التاريخ‪ ،‬وسمعت أصوات االنفجارات على مسافة ‪ 5000‬كم من مكان حدوثها‪.‬‬
‫واندفعت بعد ذلك سحابة من الرماد والغبار واْلتربة البركانية إلى ارتفاع ‪ 80‬كيلومترا وغطت مساحة ‪ 500‬كم‬
‫فوق المحيط الهندي‪ ،‬وانتشر بعدها الظالم لمدة ثالثة أيام‪ ,‬وقد كان النتشار الغبار البركاني الخفيف الذي عم‬
‫منطقة واسعة من المناطق المحيطة بالموقع‪ ,‬وسبب تألق غروب الشمس بصورة عجيبة رآه الناس في شتى أنحاء‬
‫اْلرض‪.‬‬
‫ً‬
‫ونتج عن االنفجارات العنيفة أمواجا عاتية في مياه المحيط الهادئ‪ ،‬سميت باسم أمواج التسونامي ‪Tsunomi‬‬
‫‪ ,‬والتي اتجهت نحو مناطق عديدة محدثة تأثيرات مخربة في مدن جزيرتي جاوة وسومطرة‪ ،‬وقدر ارتفاع هذه‬
‫اْلمواج بحوالي ‪ 30‬مترا‪ ،‬وتسببت في وفاة حوالي ‪ 40000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -3‬بركان جبل بيليه ‪: Peelee‬‬


‫حدث انفجار هذا البركان في جبل بيليه الذي يصل ارتفاعه إلى ‪ 1200‬متر‪ ,‬وكان يشرف على مدينة سانت‬
‫بيير ‪ St. Piere‬والتي تعد من اكبر مدن المارتينيك في البحر الكاريبي‪ ,‬وكان اعتقاد الناس في وقتها أنه بركان‬
‫خامد إلى أن بدأت في شهر أبريل من سنة ‪ 1902‬تندفع منه اْلدخنة والغبار‪ ،‬وفي الخامس من مايو اندفعت‬
‫كميات من الطين دمرت مصنعا للسكر وقتلت عددا من اْلشخاص‪.‬‬
‫س ُحب من‬ ‫وتوالت بعدها حوادث هذا البركان ووصلت أقصاها يومي ‪7‬و‪ 8‬مايو من تلك السنة عندما اندفعت ُ‬
‫الرماد وتكون شق عميق في جانب الجبل تبعه حدوث أصوات عنيفة وسحب كثيفة من الدخان والغبار تحمل‬
‫الصخور واْلتربة وتنحدر متدفقة ً نحو مدينة سانت بيير بسرعة وصلت إلى ‪ 350‬ميال ً في الساعة‪ ،‬فاكتسحت‬
‫كل ما قابلها من بشر وعمران ٍ‪ ،‬وقد أودى هذا البركان بحياة أكثر من ‪ 30000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -4‬براكين جزر هاوي ‪: Hawaiia Volcanoes‬‬


‫تقع جزر هاواي في المحيط الهادئ ‪ ،‬ويصل عمقها إلى حوالي ‪ 15.000‬قدم ويشكل تراكم هذا العمق مواد‬
‫بركانية في اصلها ‪ ،‬وتعتبر براكينها من اْلمثلة الواضحة على البراكين الدرعية‪ ,‬حيث تمتاز قبابها باالتساع‬
‫واالنحدار البسيط ‪.‬‬
‫وتظهر صخورها بمظهر غير خشن نتيجة تدفق الصهير البازلتي مع تراكم المقذوفات البركانية التي تتدفق من‬
‫خالل الفتحات البركانية على مدى زمن طويل‪ .‬وتبلغ مساحة جزيرة هاواي البركانية ‪ 7600‬ميل مربع وترتفع‬
‫إلى ‪ 13680‬قدما ً فوق سطح مياه المحيط الهادئ‪ ,‬حيث أسهمت خمسة براكين في تكوين هذه الجزيرة‪ ,‬اثنان‬
‫منهما مازاال في حالة نشطة وهما مونالوا ‪ Mauna Loa‬وكيالوا ‪. Kilauea‬‬

‫‪ -5‬بركان فولكانو ‪: Vulecano‬‬


‫يقع هذا البركان على بعد ‪ 30‬ميال من بركان سترومبولي في ايطاليا‪ ,‬ومن اسمه ‪ Vulcano‬أشتق اسم‬
‫(بركان)‪ ,‬فإن ما حدث من أصوات شديدة ونشاطات بركانية غير متوقعة دفعت العلماء إلعطاء اسم ‪Vulcanian‬‬
‫(البركانية) نسبة له‪,‬ويرجع ذلك إلى طبيعة حممه اللزجة وتجمدها بسرعة على السطح مكونة موانع قوية تمنع‬
‫اندفاع الغازات التي تم حبسها بالداخل‪ ,‬مما يساعد في حدوث أصوات شديدة االنفجار عند استمرار تراكم الغازات‬
‫فيتولد ضغط عنيف ينتهي بانفجارات مدمرة‪ ,‬وقد سجل التاريخ ثورة هذا البركان عام ‪ 1880‬لمدة سنتين قذف‬
‫خاللهما ماليين اْلطنان من الالبة التي تحولت أخيرا وعلى مر الزمن إلى مسحوق ناعم يغطي مساحات واسعة‪.‬‬

‫‪ -6‬بركان إتنا ‪:‬‬


‫حدث البركان في جزيرة صقلية ويصل ارتفاعه إلى حوالي ‪3600‬م‪ ,‬ويعد أعلى براكين أوروبا في ارتفاعه‪,‬‬
‫ويشغل مساحة تقدر بحوالي ‪ 460‬ميال مربعا ‪,‬ويبلغ عمق فوهته ‪1500‬م ‪ ,‬وقد سجل التاريخ ‪ 400‬ثورة بركانية له‬
‫منذ عام ‪ 475‬ق‪.‬م‪ .‬وفي ثورته سنة ‪ 1669‬أدى إلى مقتل ‪ 20000‬نسمة‪ ،‬وتمتاز فوهة هذا البركان باتساعها‬
‫الكبير‪ ,‬وال يندفع منها أي مقذوفات حاليا‪ ،‬في حين توجد له فوهات كثيرة على جوانبه المنحدرة يندفع منها بعض‬
‫الغازات واْلبخرة‪,‬وان المنحدرات السفلى لهذا البركان مأهولة بالسكان ْلن تربتها خصبة لذا فانها مستغلة على‬
‫نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ -7‬بركان اشيكون ‪: Echichon‬‬


‫ثار هذا البركان في المكسيك بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 1982‬ويصل ارتفاعه حوالي ‪ 1260‬مترا ً‪ ,‬وتميزت ثورته‬
‫بإطالق كميات هائلة من الغبار واْلدخنة واْلتربة التي غطت قرية (نارانجو) فأصبحت مبانيها وكأنها أشباح ماثلة‬
‫للعيان‪.‬‬

‫‪ -8‬بركان جبل سانت هيلين ‪: Mountain St. Helens Vulcano.‬‬


‫حدثت ثورة هذا البركان في ‪ 18‬مايو ‪,1980‬وقد اندفعت منه كميات هائلة من الغازات والرماد والصخور‬
‫وعمت المنطقة بأسرها وكانت تلك الغازات والرماد تنتقل في المنطقة بسرعة ‪ 200‬ميل في الساعة ‪ ,‬حيث غطت‬
‫(‪)34‬‬
‫مقذوفاته مساحة مقدارها ‪ 200‬ميل مربع‪,‬وتسببت في قتل العشرات من الناس‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬التنبؤ بحدوث االنفجارات البركانية ‪:‬‬


‫سجل التاريخ حدوث هزات أرضية قبل حدوث البراكين‪،‬حيث سبق حدوث انفجار هاواي نوعان من الهزات‬
‫اْلرضية نوع قريب من السطح ال يتعدى بعُد مركز الزلزال فيه عن ‪ 8‬كيلومترات عن السطح‪ ،‬والنوع اْلخر حدث‬
‫على أعماق سحيقة وعلى بعد ‪ 60‬كيلومترا تحت سطح اْلرض‪,‬وفي بعض الحاالت تسبق الهزات انفجار البراكين‬
‫بعدة سنوات‪ ,‬ومثال ذلك الهزات اْلرضية التي استمرت ‪ 16‬عاما قبل ثوران بركان فيزوف (‪ 79‬ق‪.‬م)‪ ,‬وكذلك‬
‫الهزات اْلرضية التي استمرت عدة سنوات قبل حدوث انفجار بركان كيلوا ‪ Kilau‬في هاواي‪,‬وفي هذا المجال‬
‫قام (مركز رصد البراكين) في هاواي بعدة دراسات ميدانية حول هذه الظاهرة عام ‪ 1942‬فسجل حدوث هزات‬
‫أرضية عنيفة في مونالوا ‪ Maunaloa‬على أبعاد سحيقة من سطح اْلرض تتراوح بين ‪ 50-40‬كيلومترا‪ ,‬وفي‬
‫‪ 22‬فبراير من تلك السنة حدثت هزات أرضية قريبة من السطح على جوانب الجبل في مناطق الكسور‪ ,‬وكانت هذه‬
‫الهزات إنذارا لحدوث ثورة البركان الذي حدث على جوانب الجبل وعلى ارتفاع ما بين‪3000-2500‬م‪ ،‬بتاريخ ‪26‬‬
‫أبريل ‪ ,1942‬ولكن هل يمكن التنبؤ بصورة دقيقة بوقت حدوث النشاطات البركانية ؟‬
‫ولإلجابة على هذا السؤال من المعلوم أن علماء البراكين مازالوا يتريثون في تقديم أي تنبؤات أكيدة ودقيقة عن‬
‫زمان ومكان حدوث مثل هذه االنفجارات‪ ,‬على الرغم من وجود بعض اْلحداث والشواهد التي يمكننا االستدالل‬
‫منها على احتمال ثوران البراكين ومنها ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حدوث الزالزل التي قد تسبق ثوران البراكين في بعص االحيان وتكون بفترة زمنية ما بين عدة ساعات وبضع‬
‫سنوات‪,‬أي اليوجد زمن محدد‪,‬كما ان الربط بين الزالزل والبراكين لم يكن بشكل منتظم بحيث يمكن االعتماد عليها‬
‫في التنبوء بحدوت البراكين‪.‬‬
‫‪ -2‬التغير في صفات وسلوك الينابيع الحارة والعيون اْلرضية والفوهات والبحيرات البركانية ‪.‬‬
‫‪ -3‬التغير في قوة واتجاهات المجاالت المغناطيسية لألرض‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة الحرارة المنبعثة في المنطقة التي تتعرض للبركان‪.‬‬
‫‪ -5‬االستدالل عليها من التصوير باْلشعة تحت الحمراء‪.‬‬
‫‪ -6‬التحول في القوى الكهربائية المحلية‪.‬‬
‫‪ -7‬السلوك المتوتر لدى بعض أنواع الحيوانات‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدام اْلقمار الصناعية‪ ,‬حيث يمكن بواسطتها استعمال جهاز قياس الميل ‪ Tilt meter‬الذي يوضح تغير‬
‫ميل التراكيب الجيولوجية نتيجة اندفاع الصهير البركاني من باطن اْلرض إلى اْلعلى نحو السطح‪,‬وحدوث‬
‫تفلطح في المنطقة التي يتكون فيها المخروط البركاني والذي تخرج منه الحمم‪.‬‬
‫إن االهتمام العالمي بهذا الخصوص أدى إلى تأسيس معاهد تختص بدراسة الظواهر الفجائية مثل االنفجارات‬
‫البركانية‪,‬ففي مدينة كامبردج في الواليات المتحدة معهد يضم نخبة من الباحثين وعلماء البراكين والجيولوجيا‬
‫وتتصل به شبكات عالمية تزوده بالمعلومات حول الهزات اْلرضية والثورانات البركانية‪,‬وأي عوارض أخرى‬
‫فجائية تحدث في القشرة اْلرضية في أماكن مختلفة من العالم‪,‬ويتم مقارنة ودراسة هذه المعلومات أوال بأول‬
‫(‪)35‬‬
‫للوصول إلى تصورات متكاملة حول هذا الموضوع‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬مخاطر البراكين‪:‬‬


‫عند حدوث البراكين ينتج عنها آثار مباشرة وغير مباشرة و كما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اآلثار المباشرة‪:‬‬
‫‪ -1‬خروج الغازات‪:‬‬
‫يخرج من فوهة البركان غازات بكميات كبيرة تضم بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت والكلور ين وثاني أكسيد‬
‫الكربون وأول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وغيرها‪,‬وهي غازات ذات رائحة كريهة‪,‬وتخرج على شكل‬
‫كتلة ملتهبة تندفع بقوة من فوهة البركان في الجو وقد يصل ارتفاعها إلى اكثر من ‪ 50‬م‪ ,‬الشكل رقم(‪2-64‬أ)‬
‫يوضح أنواع المواد الخارجة من فوهة البركان‪ ,‬وتعمل الرياح على دفعها إلى المناطق الواقعة بمهب الريح‪,‬وتعد‬
‫غازات ذات تأثير شديد على اإلنسان‪ ,‬فقد تسبب في وفاته بعد‪ 15—10‬دقيقة من استنشاقه‪ ,‬لذا تسببت بوفاة ‪142‬‬
‫شخص في جزيرة جاوة اإلندونيسية عام ‪ ,1979‬ووفاة ‪34‬شخص في الكاميرون عام ‪,1984‬وقد تكرر الحادث في‬
‫الكاميرون عام ‪ 1986‬فتسببت الغازات بقتل ‪ 1746‬شخصا وقتل‪ 8300‬رأس من الماشية‪ ,‬وقد أدى انبعاث الغازات‬
‫من البركان إلى تكوين نافورة غازية وصل ارتفاعها إلى‪100‬م فوق فوهة البركان‪ ,‬ثم انتشرت لمسافة ‪60‬كم‪2‬‬
‫حول البركان‪.‬‬

‫‪ -2‬الصهير البركاني(آلما جما)‪:‬‬


‫يخرج الصهير البركاني من باطن اْلرض إلى سطحها ويكون على شكل سائل لزج تختلف لزوجته من‬
‫بركان الخر‪,‬شكل رقم(‪64– 2‬ب)‪ ,‬وينتشر الصهير على مساحة واسعة من اْلرض المحيطة بالبركان وخاصة‬
‫المنخفضة‪ ,‬ويتعرض الصهير إلى االنجماد بعد فترة قصيرة من خروجه لتأثره ببرودة الجو‪,‬ويعمل الصهير على‬
‫تدمير ما يقع أمامه من منشات‪,‬وقد تصل آثاره إلى عدة كيلومترات مما يتسبب في زيادة الخسائر المادية والبشرية‪.‬‬
‫ويمكن مشاهدة عدد من صور البراكين في الملحق رقم(‪.)2-2‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-64‬صور ألنواع المواد الخارجة من فوهة البراكين‬
‫شكل رقم(‪2-64‬ب)‬ ‫شكل رقم(‪2-64‬أ)‬

‫‪ -3‬المقذوفات الصلبة‪:‬‬
‫وتكون على أنواع منها ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرماد البركاني‪:‬‬
‫ينطلق من فوهة البركان كميات كبيرة من الرماد والغبار والتي تتساقط الخشنة منها قرب فوهة البركان‬
‫والناعمة بعيدا عنها‪ ,‬ويعد الرماد البركاني ذا مخاطر كبيرة على حياة اإلنسان والحيوان والنبات‪,‬ومن اْلمثلة على‬
‫ذلك بركان فيزوف الذي تعرضت له مدينة بومبيي في ‪ 1979/8/24‬والذي أودى بحياة ‪ 20‬آلف شخص بسبب‬
‫دفنهم بالرماد البركاني وبطبقة تراوحت بين‪8-5‬م‪,‬كما ارتفع في الجو إلى حوالي ‪ 60‬كم‪.‬‬
‫ومن المخاطر المترتبة على الرماد تزامنها مع اْلمطار فتتحول تلك اْلمطار إلى طين‪ ,‬وقد حدث ذلك في جزيرة‬
‫جاوة سنة ‪ 1919‬والذي تسبب بوفاة اكثر من ‪ 5500‬شخص دفنوا تحت الطين‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحصى البركاني‪:‬‬


‫يخرج من فوهة البركان قطع صخرية صغيرة الحجم تندفع بقوة نحو اْلعلى‪ ,‬وتكون بأشكال وأحجام مختلفة‬
‫وتنتشر فوق المناطق المجاورة لفوهة البركان‪,‬وعلى مسافات تصل مئات اْلمتار حسب شدة ثورة البركان‪.‬‬

‫ج‪ -‬الكتل البركانية‪:‬‬


‫وهي عبارة عن كتل كبيرة تندفع من فوهة البركان نحو اْلعلى أال أنها تكون على ارتفاع منخفض حيث تهبط‬
‫حول الفوهة لثقل وزنها وكبر حجمها‪ ,‬وتأخذ بالتكدس فوق بعضها البعض لذا ترتفع إلى مستوى قد يصل مئات‬
‫اْلمتار وتكون مخروطية الشكل حول الفوهة‪.‬‬

‫ب‪ -‬اآلثار غير المباشرة‪:‬‬


‫‪ -1‬التدفق الطيني واالنهيارات الصخرية‪:‬‬
‫يرافق بعض الثورانات البركانية تدفق طيني من سفوح المرتفعات‪ ,‬وانهيار في الكتل الصخرية غير المستقرة في‬
‫المناطق التي تقع ضمن نطاق تأثير البركان‪,‬كما حدث في كولومبيا عام ‪ 1985‬حيث دمرت االنهيارات والتدفقات‬
‫الطينية المرافقة للبركان مدينة ارميرو‪ ,‬فقد نتج عن الحرارة التي تعرضت لها سفوح تلك الجبال ذوبان الثلوج‬
‫المتجمعة عليها بكميات كبيرة فتحولت إلى مياه تشبعت بها مكونات السفوح فتحولت إلى مجاري طينية غطت مساحة‬
‫واسعة من المناطق الواقعة اسفل تلك السفوح بما فيها المنشآت المختلفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الفيضانات‪:‬‬
‫يعمل الطفح البركاني الذي يصل إلى مجاري بعض اْلنهار على عمل سدود مؤقتة تؤدي إلى رفع مناسيب‬
‫المياه أمامها إلى أن تصل إلى مستوى يعلو تلك السدود فتعمل قوة دفع المياه على دفع تلك السدود وتدميرها فتتدفق‬
‫كميات كبيرة من المياه بحيث تغمر مساحات واسعة من اْلراضي المحيطة بمجرى النهر‪ ,‬والتي قد تكون قرى أو‬
‫مدن اومنشأت‪ ,‬وربما يكون الفيضان في بعض اْلحيان نتيجة تدمير البحيرات البركانية الواقعة في فوهته القديمة‬
‫عند حدوث ثورة بركانية جديدة ‪.‬‬

‫‪ -3‬حدوث أمواج تسونامي‪:‬‬


‫ينتج عن بعض البراكين وخاصة التي تحدث في قاع البحار أو المحيطات حدوث أمواج تسونامي تؤثر على‬
‫السواحل القريبة منها‪,‬وقد تمت اإلشارة أليها في المبحث السابق‪.‬‬

‫‪ -4‬احداث هزات أرضية‪:‬‬


‫يرافق ثوران بعض البراكين هزات أرضية ‪ ,‬وتكون في الغالب ضعيفة ولكنها ربما تحدث نشاطا تكتونيا في‬
‫بعض الفوالق والكسور الباطنية‪ ,‬يترتب عليها حدوث زالزل جديدة ‪.‬‬

‫‪ -5‬التأثير على المناخ ‪:‬‬


‫ينتج عن الثورانات البركانية تأثيرات مناخية مختلفة قد تسبب حدوث بعض الظواهر غير المألوفة في تلك‬
‫المناطق من قبل‪ ,‬منها على سبيل المثال حدوث اْلمطار الطينية‪.‬‬

‫‪ -6‬التأثير على البيئة‪:‬‬


‫( ‪)3 6‬‬
‫يعد التلوث البيئي من النتائج التي ترافق البراكين‪ ,‬والذي تنعكس آثاره على اإلنسان والنبات والحيوان‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬إجراءات الحد من خطر البراكين‪:‬‬


‫ان الحد من آثار البراكين يكون من خالل بعض التدابير الخاصة بها ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مراقبة المناطق التي يحتمل حدوث بركان فيها وخاصة التي تعرضت سابقا إلى ثورة بركانية‪ ,‬ومن خالل بعض‬
‫الدالئل يمكن التعرف على موعد البركان سواء من خالل الهزات اْلرضية اْلولية أو ارتفاع أجزاء من القشرة‬
‫اْلرضية بشكل تدريجي قد يستغرق عدة ساعات أو بضعة أيام قبل ثورانه‪ ,‬فيكون الوقت كافيا إلنقاذ المناطق‬
‫الواقعة تحت تأثير الصهير البركاني أو الغبار والغازات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عمل أجهزة إنذار سريعة تنذر سكان المناطق القريبة بحدوثه وتحديد اْلماكن التي يجب التوجه اليها فربما‬
‫يتجه البعض نحو مناطق تقع تحت تأثير البركان‪.‬‬
‫ج‪ -‬استخدام تقنيات االستشعار عن بعد لمتابعة حدوث البراكين واآلثار الناتجة عنها لتحديد اكثر المناطق‬
‫خطورة‪.‬‬
‫د‪ -‬استخدام الطائرات في مكافحة بعض اآلثار مثل ردم مجاري الصهير البركاني‪ ,‬أو منع تكون سدود على‬
‫مجاري اْلنهار‪,‬اذ يتم رمي بعض الكتل الصخرية امام الصهير للحد من سرعته او ربما تغيير اتجاه جريانه‪,‬‬
‫وكذلك الحال بالنسبة لالنهار‪,‬حيث تندفع كتل من الصهير البركاني او الكتل المنهارة نحو مجاري االنهار فتعمل‬
‫سدا يعمل على رفع مناسيب المياه‪,‬والتي قد تسبب هي االخرى كارثة كبيرة‪,‬لذا تستخدم الطائرات في قصف تلك‬
‫السدود لمنع تجمع المياه امامها‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬عمل بدالت وكممات خاصة لمواجهة الغازات السامة والغبار البركاني‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬البراكين النشطة‪:‬‬

‫‪ -1‬بركان أال سكا ‪:‬‬

‫يقع البركان في منطقة غير مسكونة في أالسكا‪,‬إذ بدأ ثورانه صباح السبت ‪ 2006/2/14‬قاذفا حممه على‬
‫بعد أميال‪،‬ومثيرا قلق السكان الذي يقطنون في المناطق الجنوبية منه‪ ،‬لما يتساقط عليهم من رماد‪,‬وتسبب تطاير‬
‫الرماد الناتج عن حمم البركان في تعطيل حركة النقل الجوي في مناطق كوك وهومرعلى بعد ‪ 75‬ميال نحو‬
‫الشرق‪ ،‬باإلضافة إلى التسبب في إغالق عدد من المدارس‪.‬‬
‫وكان بركان جبل "أوغوستين" البالغ ارتفاعه ‪ 4134‬قدما بدأ بالثوران بعد ‪ 20‬عاما من الهدوء‪،‬‬
‫(‪)37‬‬
‫‪,‬الشكل رقم(‪ )2-65‬بركان أالسكا‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )2-66‬بركان ليما‬ ‫شكل رقم(‪)2-65‬بركان أالسكا‬

‫‪Arabic. cnn.com‬‬

‫‪ -2‬بركان ليما ‪:‬‬


‫أعلنت حكومة بيرو حالة الطوارئ السبت ‪ 2006/4/24‬في بلدات جنوبية أمطرها رماد متصاعد من بركان‬
‫اوبيناس وطلبت من القوات المسلحة المساعدة في إجالء عائالت المزارعين الفقراء من المنطقة‪,‬وبدأ بركان‬
‫اوبيناس الذي استمر خامدا قرابة ‪ 40‬عاما في إطالق رماد ودخان وغازات سامة مما آثار قلق آالف الناس الذين‬
‫يعيشون في المناطق القروية القريبة منه والسيما بعد أن أدى ذلك إلى نفوق الماشية وتلوث مصادر المياه‪. .‬‬
‫وقد ثار جبل اوبيناس البركاني الذي يبلغ ارتفاعه ‪ 5670‬قدم ‪ 23‬مرة منذ عام ‪ 1550‬ويعتبر من أكثر براكين‬
‫(‪)38‬‬
‫بيرو نشاطا‪,‬الشكل رقم(‪ )66-2‬بركان ليما‪.‬‬

‫‪ -3‬بركان تونجوراهوا ر ‪:‬‬


‫أطلق بركان تونجوراهوا في اإلكوادور بتاريخ ‪ 2006/7/16‬رمادا وغازات وصخورا منصهرة مما أجبر‬
‫السلطات على إجالء أربعة قرى قريبة‪.‬‬
‫وزاد نشاط بركان تونجوراهوا الذي يقع على بعد ‪ 129‬كيلومترا جنوبي كيتو منذ مايو أيار عندما أطلق سحبا‬
‫ضخمة من الغازات الساخنة مما دفع بالمسؤولين إلى تجديد حالة الطوارئ في البلدات القريبة‪.‬‬
‫ويعد تونجوراهوا واحدا من بين ثمانية براكين نشطة في اإلكوادور‪,‬وعرضت محطات التلفزيون المحلية مشاهد‬
‫لصخور منصهرة تندفع من فوهة البركان في الوقت الذي أعلن فيه الراديو تغطية الرماد اقليمي تونجوراهوا‬
‫وتشيمبورازو في جبال االنديز‪,‬الشكل رقم(‪ )67-2‬يضح بركان تونجوراهوا‬
‫شكل رقم(‪ )67-2‬بركان تونجوراهوا‬
‫‪ -4‬بركان ميرابي بإندونيسيا‪:‬‬
‫تدفقت الحمم البركانية الثالثاء ‪ 2006/5/17‬على جوانب جبل ميرابي الغامض بإندونيسيا عند سفح الجبل‬
‫الذي يعتبره بعض اإلندونيسيين مقدسا‪,‬حيث كان آالف السكان يمارسون حياتهم الطبيعية ويجمعون الحشائش‬
‫ويحلبون اْلبقار رغم التحذير من ثورة للبركان قد تحدث في أي وقت‪.‬‬
‫وأعلن خبراء البراكين أن بركان جبل ميرابي في المرحلة اْلخيرة للثورة ويخشون من انهيار محتمل لقبة الحمم‬
‫البركانية عند القمة مما قد يفجر انبعاث المزيد من السحب الخطيرة ويقذف بمزيد من الحمم البركانية‪.‬‬
‫وخالل ثورة سابقة للبركان عام ‪ 1994‬لقي ‪ 70‬شخصا حتفهم بسبب الحمم البركانية التي تدفقت عقب انهيار‬
‫القمة‪,‬وقد امتدت السحب على بعد ست كيلومترات قبل أن تبدأ المواد القاتلة في التدفق‪.‬‬
‫(‪)39‬‬
‫وفي عام ‪ 1930‬تسببت ثورة البركان في مقتل ‪ 1300‬شخص‪.‬‬

‫ثامنا‪ -‬معلومات بركانية متنوعة ‪:‬‬


‫‪ -1‬حصلت اكبر ثورة بركانية في التاريخ في تامبورا ‪ Tambora‬في جزيرة سامباوا بإندونيسيا يوم ‪ 7-5‬أبريل‬
‫عام ‪ ,1815‬حيث قدر حجم المواد البركانية المقذوفة بحوالي ‪ 80‬كم‪, 3‬وتكونت له فوهة قطرها ‪ 11‬كم وقتل‬
‫بسببه ‪ 90000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أطول مسافة قطعتها الحمم البركانية كانت ‪70‬كم ناتجة عن بركان الكي ‪ Laki‬جنوب شرق أيسلندا عام‬
‫‪.1873‬‬
‫‪ -3‬حدث اعظم انفجار بركاني في ‪ 27‬أغسطس ‪ 1883‬في جزيرة كراكاتو الواقعة بين سومطرة وجاوه‪ ,‬وقضى‬
‫على ‪ 163‬قرية وقتل حوالي ‪ 40000‬نسمة‪ ,‬وتدفقت الحمم إلى ارتفاع ‪ 55‬كم‪ ,‬وانتقل الغبار البركاني لمسافة‬
‫‪ 5330‬كم خالل عشرة أيام‪.‬‬
‫‪-4‬أوسع فوهة بركانية هي فوهة بركان توبا ‪ Toba‬في جزيرة سومطرة مساحتها ‪ 1775‬كم‪.2‬‬
‫‪ -5‬يقال أن اسم بركان يرجع إلى اإلله فولكان إله النار والحدادة عند الرومان‪ ,‬حيث كانوا يعتقدون أن الجبل الذي‬
‫(‪)40‬‬
‫يشرف على خليج نابولي في إيطاليا ما هو إال مدخنة ْلتون كبير يوقده هذا اإلله‪.‬‬
‫المصادر‬

‫‪ -1‬الزالزل في وداع القرن العشرين‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.islamonline.net.‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬عالء التميمي‪,‬المخاطر الزلزالية في منطقة الخليج العربي‪,‬محاضرة ألقيت في المنتدى الثقافي في دبي سنة‬
‫‪,2000‬ونشرت على موقع اإلنترنت‪www.mmsec.com‬‬
‫‪torbuck.lutgens,Earth science,ninth Edition,prented by Hall.Inc,NewJersy 2000,p.482 -3‬‬

‫‪ -4‬د‪.‬جودت حسنين جودت‪,‬معالم سطح اْلرض‪ ,‬دار المعرفة الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪,‬بدون سنة نشر‪,‬ص ‪-161‬‬
‫‪.162‬‬
‫‪ --5‬إدوارد جي‪.‬تاربوك‪ ,‬فر يدريك ك ‪.‬لو تجنن‪ ,‬اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية‪ ,‬ترجمة د‪.‬عمر سليمان‬
‫حموده ‪ ,‬د‪ .‬البهلول علي اليعقوبي‪ ,‬د‪ .‬مصطفى جمعة سالم‪ ,‬مؤسسة ايلجا للنشر‪,‬مالطا‪,1984.‬ص ‪.383—382‬‬
‫‪ -6‬أنواع اْلمواج الزلزالية‪,‬مقال منشور عبر اإلنترنت على موقع عندما تهتز اْلرض ‪www.eq.4eco.com.‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬عبد القادر عابد‪ ,‬د‪.‬غازي سفاريني‪,‬واخرون‪,‬أساسيات علم البيئة‪,‬دار وائل للطباعة والنشر‪,‬عمان‬
‫اْلردن‪,2004,‬ص ‪.49-48‬‬
‫‪ Earthquake facts and statistices -8‬بحث منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.Earthquake.usgs.gov.‬‬
‫‪-9‬مقال منشور على موقع اإلنترنت عندما تهتز اْلرض‪www.eq.4eco.com,‬‬
‫‪ -10‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alqanat.com‬‬
‫‪ -11‬إدوارد جي‪.‬تاربوك‪ ,‬فر يدريك ك ‪.‬لو تجنن‪ ,‬اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية‪ ,‬مصدر سابق‪,‬ص‪.399‬‬
‫‪ -12‬د‪.‬شاهر جمال اغا‪ ,‬الزالزل حقيقتها أثارها‪,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.194‬‬
‫‪ -13‬المصدر السابق‪,‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -14‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.balagh.com‬‬
‫‪ -15‬إدوارد جي‪.‬تاربوك‪ ,‬فر يدريك ك ‪.‬لو تجنن‪ ,‬اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.397‬‬
‫‪ -16‬د‪.‬شاهر جمال اغا‪ ,‬الزالزل حقيقتها وآثارها‪,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.153‬‬
‫‪ -17‬د‪ .‬بيوار خنسي‪ ,‬باحث جيولوجي؛ الزالزل في كردستان العراق‪,‬مقال منشور على موقع‬
‫اإلنترنت‪www.krg.org‬‬
‫‪-18‬مقال منشور على موقع مركز علوم اْلرض وهندسة الزالزل‪,‬جامعة النجاح‪-‬فلسطين‬
‫‪www.najah.edu/arabic.‬‬
‫‪-19‬د‪.‬شاهر جمال اغا‪,‬الزالزل حقيقتها آثارها‪,‬عالم المعرفة ‪200‬سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس‬
‫الوطني للثقافة واآلداب الكويت ‪,1995‬ص‪.198‬‬
‫‪ -20‬جمال أبو ديب‪,‬المخاطر الزلزالية وتخفيف آثارها‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‪www.nizwa.com‬‬
‫‪Roxanna Mc Donald,introduction to natural and man- made- disasters and their Effects on -21‬‬
‫‪Buildings,opcit,p 30-31‬‬
‫‪ -22‬جمال أبو ديب‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ Tsunami great waves -23‬بحث منشور على موقع اإلنترنت ‪ www.tsunami.noaa.gov‬أو الموقع‬
‫‪www,prh.noaa.gov‬‬
‫‪ -24‬حنان عبد اللطيف‪,‬الخسائر االقتصادية للكوارث الطبيعية‪,‬مقال منشور في صحيفة المشاهد السياسي على موقع‬
‫اإلنترنت ‪www.almushahidassiyiasi.com‬‬
‫‪ -25‬د‪.‬شاهر جمال اغا‪ ,‬الزالزل حقيقتها أثارها‪,‬عالم المعرفة ‪ ,200‬مصدر سابق‪,‬ص‪.258‬‬
‫‪ Tsunami great waves -26‬بحث منشور على موقع اإلنترنت ‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -27‬احمد محمود التالوي‪,‬عندما يغضب المحيط‪ ,‬مقال منشور في صحيفة النور عبر اإلنترنت على‬
‫الموقع‪www.annoormagazine.com‬‬
‫‪ Tsunami great waves-28‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -29‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.basis.wsc.edu‬‬
‫‪ -30‬العوامل التي تزيد من اثر الزالزل على العمران‪,‬مقال منشور على موقع االنترنت عندما تهتز االرض‬
‫‪www.eq.4eco.com‬‬
‫‪ -31‬د‪.‬شاهر جمال اغا‪ ,‬الزالزل حقيقتها أثارها‪,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.194‬‬
‫‪ -32‬إدوارد جي‪.‬تاربوك‪ ,‬فر يدريك ك ‪.‬لو تجنن‪ ,‬اْلرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية‪ ,‬مصدر سابق‪,‬ص‪.108-107‬‬
‫‪ -33‬د‪.‬حسن رمضان سالمة‪ ,‬أصول الجيومورفولوجيا ‪,‬دار المسيرة للنشر التوزيع‪,‬عمان اْلردن ‪,2003‬ص ‪.323-322‬‬
‫‪ -34‬اشهر البراكين في العالم‪ ,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.greenline.com‬‬
‫‪ - -35‬التنبوء بالبراكين‪ ,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.geocities.com‬‬
‫‪ -36‬د‪.‬نادية العوضي‪ ,‬ثورة البراكين دمار مفيد‪,‬مقالة منشورة في صحيفة إسالم اون الين عبر اإلنترنت على‬
‫الموقع ‪www.islamonline.net/arabic‬‬
‫‪ -37‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.arabic.cnn.com‬‬
‫‪ -38‬مقال منشور على موقع القناة ‪www.alqanat.net‬‬
‫‪ -39‬نفس المصدر السابق‬
‫‪ -40‬بحوث وتقارير‪,‬منشورة على موقع اإلنترنت ‪www.greenline.com‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية‬
‫المبحث األول‪ -‬األعاصير والعواصف‬
‫أوال‪ -‬إعصار التورنادو‬
‫ثانيا‪ -‬األعاصير البحرية‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف‬
‫المبحث الثاني‪ -‬ظاهرة النينو‬
‫أوال‪ -‬تعريف النينو‬
‫ثانيا‪ -‬تكون ظاهرة النينو‬
‫ثالثا‪ -‬التطور التاريخي لظاهرة النينو‬
‫رابعا‪ -‬اآلثار السلبية لظاهرة النينو‬
‫المبحث الثالث‪ -‬كوارث ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة وغير منتظمة‬
‫أوال‪ -‬التغير في الحرارة‬
‫ثانيا‪ -‬التساقط‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف الرعدية والبرق‬
‫رابعا‪ -‬الجفاف‬
‫خامسا‪ -‬العواصف الترابية‬
‫سادسا‪ -‬ظاهرة التصحر‬
‫المبحث الرابع‪ -‬التغير المناخي ومشاكله‬
‫أوال‪ -‬تعريف التغير المناخي‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب التغير المناخي ومشاكله‬
‫ثالثا‪-‬مخاطر التغير المناخي‬
‫رابعا‪ -‬اثر التغير المناخي على النشاط البشري والبيئة‬
‫خامسا‪ -‬إجراءات الحد من التغير المناخي‬
‫يشهد العالم كوارث متنوعة ترتبط بالتغيرات المناخية‪,‬حيث توجد تغيرات مناخية فصلية مثل الصيف‬
‫والشتاء والربيع والخريف‪,‬والتي يتمتع كل فصل منها بخصائص مناخية متميزة‪,‬ويرتبط بتلك التغيرات حدوث‬
‫بعض الظواهر التي ينتج عنها كوارث معينة تحدث بشكل منتظم سنويا كما هو الحال في حدوث االعاصير‬
‫المدارية‪,‬كما تحدث تغيرات مناخية غير منتظمة سواء من حيث الوقت او المكان‪,‬وبشكل غير مألوف ويرافقها‬
‫حدوث بعض الظواهر التي تسبب كوارث ينتج عنها خسائر مادية وبشرية‪,‬وفي هذا الفصل سيتم التطرق الى‬
‫الكوارث التي ترافق التغيرات المناخية المنتظمة وغير المنظمة‪,‬والتغير المناخي المحتمل وما يرافقه من مشاكل‪.‬‬

‫المبحث األول‪ -‬األعاصير والعواصف‪:‬‬

‫ينتج عن االضطرابات الجوية وخاصة التغير في الضغط الجوي حدوث ظواهر عدة لها مخاطر كبيرة على‬
‫ا إلنسان من العواصف واْلعاصير‪ ,‬مثل أعاصير التورنادو الهوريكان‪ ,‬وما يصاحبهما من عواصف رعدية ومطرية‪,‬‬
‫والتي تتعرض لها بعض المناطق من العالم بشكل مستمر خالل فصول معينة من السنة‪,‬والتي تسبب الكثير من‬
‫الخسائر باْلرواح والممتلكات‪.‬‬
‫وسيتم التطرق إلى تلك الكوارث بقدر ما يتعلق اْلمر بموضوع الكتاب وهو التعريف بها وبمخاطرها وكما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬إعصار التورنادو‪Tornado:‬‬


‫‪ -1‬تكون اإلعصار‪:‬‬
‫يتميز التورنادو عن غيره من اْلعاصير انه يحدث على اليابس والماء‪ ,‬ويكون نطاق تأثيره اقل من اْلعاصير‬
‫اْلخرى‪ ,‬حيث يمر على مساحة اقل‪ ,‬أال انه شديد التأثير على المناطق التي تتعرض له‪,‬ومن اكثر المناطق تعرضا له‬
‫وسط وجنوب الواليات المتحدة اْلمريكية‪ ,‬وخاصة في نهاية الربيع وبداية الصيف‪ ,‬ويتكون نتيجة اللتقاء كتلتي هواء‬
‫مختلفتي الخصائص كالحرارة والرطوبة‪ ,‬ويكون ذلك في منطقة شديدة االنخفاض في الضغط‪ ,‬فتتولد حركة رياح‬
‫قوية من المناطق المحيطة بالمنخفض نحو مركزه‪ ,‬والتي تأخذ بالدوران حول عين اإلعصار بسرعة تختلف من‬
‫إعصار الخر حسب مقدار المنخفض الجوي‪ ,‬كلما زاد انخفاض الضغط في مركز اإلعصار ازدادت سرعة الرياح‬
‫ومن ثم اإلعصار‪,‬لذا تختلف شدتها من مكان الخر‪,‬أو من وقت الخر في نفس المكان‪ ,‬كما تزداد العواصف الرعدية‬
‫حيث يندفع الهواء الدافئ إلى اْلعلى بحركة لولبية أو حلزونية ويندفع الهواء البارد إلى اْلسفل بحركة حلزونية أيضا‬
‫‪ ,‬ويكون اإلعصار مقمع الشكل قاعدته نحو اْلعلى ومحوره متجه نحو اْلرض‪ ,‬ويكون اعصار التورنادو مصاحبا‬
‫للغيوم المزنية الركامية والعواصف الرعدية‪ ,‬وتكون الرياح سريعة الدوران قرب سطح اْلرض‪,‬وهذا التدفق‬
‫الدوراني سريع وأسطواني الشكل‪,‬الشكل رقم(‪)3-1‬مخطط يوضح تطور اإلعصار‪ ,‬وتتطور في نفس الوقت‬
‫العواصف الرعدية‪,‬وتأخذ الحلقة ألد ورانية للهواء باالرتفاع نحو اْلعلى باالتجاه نحو الغيوم التي تعلوها‪,‬وقد تختلط‬
‫الغيوم بهواء الدوامة وتتجه نحو سطح اْلرض فتكون قريبة جدا منه‪,‬لذا يرافق التورنادو أمطار غزيرة جدا تؤدي‬
‫إلى حدوث فيضانات في المناطق التي تتعرض لإلعصار‪,‬ويتراوح قطره مابين ‪ 150‬و ‪ 1500‬متر‪ ,‬ويسبب التورنادو‬
‫خسائر كبيرة نتيجة لسرعة الرياح التي تصل إلى حوالي ‪ 500‬كم ‪/‬ساعة‪,‬ونتيجة لشدة انخفاض الضغط الجوي في‬
‫عين اإلعصار إلى اقل من ‪ 960‬مليبار مما يجعل اْلشياء خفيفة الوزن على اْلرض‪ ,‬لذا يعمل على قلع اْلشجار‬
‫وسقوف المنازل وحمل السيارات واْلشياء اْلخرى‪,‬وقد ال يستمر اإلعصار طويال فينتهي ويتحول إلى عواصف‬
‫(‪)1‬‬
‫رعدية متحركة تسير لمسافة عدة كيلومترات ثم تنتهي‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )3-1‬مخطط تطور إعصار التورنادو‬

‫‪ -2‬قياس اإلعصار‪:‬‬
‫تقاس تلك اْلعاصير بمقياس فوجينو والذي يصل إلى ست درجات‪ ,‬ولكل درجة آثار معينة تتراوح من طفيفة إلى‬
‫(‪) 2‬‬
‫مدمرة جدا أو كارثية‪,‬كما في الجدول رقم (‪.)3-1‬‬

‫جدول رقم (‪ )3-1‬درجات إعصار التورنادو حسب مقياس فوجينو‬


‫اْلضرار‬ ‫درجة اإلعصار سرعة اإلعصار ميل‪/‬س‬
‫أضرار طفيفة‬ ‫‪72--40‬‬ ‫‪F0‬‬
‫أضرار متوسطة‬ ‫‪112--73‬‬ ‫‪F1‬‬
‫أضرار كبيرة‬ ‫‪157--113‬‬ ‫‪F2‬‬
‫أضرار كبيرة جدا‬ ‫‪206--158‬‬ ‫‪F3‬‬
‫أضرار مدمرة‬ ‫‪260—207‬‬ ‫‪F4‬‬
‫أضرار مدمرة جدا‬ ‫‪318--261‬‬ ‫‪F5‬‬
‫أضرار كارثية‬ ‫‪319‬فأكثر‬ ‫‪F6‬‬
‫المصدر ‪Earth Science,p 482 :‬‬

‫‪ -3‬أشكال اإلعصار‪:‬‬
‫تتخذ أعاصير التورنادو أشكاال وأحجاما مختلفة تعود إلى طبيعة المكان والضروف التي أدت إلى‬
‫تكوينها‪,‬فبعضها تبدو ذات قاعدة واسعة فوق اْلرض وكأنها شجرة ذات أغصان كثيفة تمتد من اْلرض نحو‬
‫اْلعلى‪,‬والبعض اْلخر تكون نحيفة جدا تشبه الحبل أو الثعبان‪,‬أما النوع اآلخر فيشبه اْلشجار الضلية ذات الساق‬
‫الطويل وتتفرع منه أغصان كثيفة من اْلعلى تشبه المضلة‪ ,‬كا تختلف ألوان تلك اْلعاصير من مكان الخر ويعود‬
‫ذلك إلى نوع اْلتربة التي يحملها اإلعصار ونوع الغيوم في منطقة تكونها‪ ,‬الشكل رقم(‪ )3-2‬يوضح عددا من أنواع‬
‫اْلعاصير‪,‬ويمكن مالحظة أنواع مختلفة من صور اْلعاصير في الملحق رقم(‪)3-1‬‬
‫شكل رقم(‪ )3-2‬عدد من أنواع أعاصير التورنادو‬

‫‪ -4‬الحماية من اإلعصار‪:‬‬
‫ان الحماية من مخاطر اإلعصار ليست سهلة وتحتاج إلى الكثير من اإلجراءات لمواجهتها ْلنها تكمن في عدة‬
‫مؤثرات منها سرعة الرياح الشديدة وخاصة عندما يكون من الدرجة الثالثة فأكثر‪,‬أي اكثر من ‪ 160‬ميل في‬
‫الساعة‪,‬أما المؤثر اْلخر فهو انخفاض الضغط في عين اإلعصار إلى اقل من ‪ 1000‬مليبار مما يجعل اْلشياء‬
‫التي يمر عليها خفيفة الوزن لضعف الجاذبية نحو اْلرض مما يسهل رفعها رغم ثقلها ‪.‬لذا يعمل اإلعصار على‬
‫قلع سقوف اْلبنية واْلشجار ورفع السيارات وجميع اْلشياء التي تقع في طريقه‪,‬أما المؤثر الثالث فيكمن في‬
‫غزارة اْلمطار المصاحبة لإلعصار والتي يترتب عليها فيضانات شديدة تغمر مساحات كبيرة من المناطق التي‬
‫تتعرض له‪ ,‬فضال عن البرق والرعد وما ينتج عنهما من آثار مدمرة‪.‬‬
‫ولغرض مواجهة تلك اآلثار المرافقة لإلعصار فالبد من اتخاذ بعض التدابير الألزمة للحد من تلك اآلثار في‬
‫المكان الذي يوجد فيه اإلنسان وكما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إجراءات الحماية في البيت‪:‬‬


‫‪ -1‬التوجه نحو ملجأ العواصف واْلعاصير ان وجد في البيت‪,‬أو أي مكان منخفض في البناء‪.‬‬
‫‪ -2‬التوجه نحو الباحة الداخلية من المسكن (الهول الداخلي) أو أي غرفة صغيرة داخلية بعيدا عن الشبابيك‪.‬‬
‫‪ -3‬االبتعاد عن الشبابيك والنوافذ الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬التوجه نحو مركز أو وسط الغرفة بعيدا عن الزوايا‪,‬وذلك لتركز مخلفات انهدام اْلبنية في تلك الزوايا‪.‬‬
‫‪ -5‬االختباء تحت طاولة أو منضدة ثقلية تتحمل ما ينهار عليها من مواد مختلفة‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع أحد الذراعين فوق الرأس لحمايته من أي شيء يسقط عليه‪,‬أو تغطيته بقبعة أو خوذه فوالذية لزيادة‬
‫اآلمان‪.‬‬
‫‪ -7‬التوجه نحو الطابق السفلي واالبتعاد عن الطوابق العليا ْلنها تتضرر قبل غيرها‪.‬‬
‫‪ -8‬قطع التيار الكهربائي عن البيت‬
‫‪ -9‬قطع الغاز من مصدره الخارجي لمنع حدوث حريق بسبب تسرب الغاز‬
‫ب‪ -‬إجراءات الحماية خارج البيت أو مكان العمل‪:‬‬
‫‪ -1‬محاولة الدخول إلى بناية واالختباء في مكان مناسب يحمي من اإلعصار‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا لم تتوفر الفرصة الكافية للوصول إلى مبنى معين يمكن التوجه إلى مكان منخفض ولكن ال تطوله مياه‬
‫اْلمطار الغزيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع اليدين فوق الرأس لحمايته من اْلذى‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان الشخص يقود سيارة فعليه أن يترك السيارة‪,‬بسبب قدرة اإلعصار على تغيير اتجاه سيرها بسرعة‬
‫وسهولة‪,‬كما يستطيع حملها من مكان الخر في الهواء‪,‬ويحاول الشخص البحث عن مكان آمن‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجراءات ما بعد اإلعصار‪:‬‬
‫يترك اإلعصار أثارا تخريبية كبيرة في المناطق التي تتعرض له‪ ,‬والتي تتطلب اتخاذ بعض اإلجراءات‬
‫لغرض تجنب زيادة اْلضرار بسبب التصرف الخاطئ‪,‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬مساعدة اْلشخاص المتضررين‪,‬وتكون المساعدة بشكل خاص للحاالت الخطرة‪,‬وعدم محاولة تحريك‬
‫الشخص المتضرر بدون التأكد من عدم وجود مخاطر وراء ذلك‪,‬ربما يترتب على المساعدة قتل الجريح‪.‬‬
‫‪ -2‬االستماع إلى الراديو وقنوات التلفاز للحصول على معلومات اإلسعاف اْلولية‪.‬‬
‫‪ -3‬البقاء خارج اْلبنية المتضررة‪,‬وعدم الدخول أليها أال بعد أن تقرر الجهات المسؤولة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام التقنيات الحديثة الخراج القتلى وعدم السماح بانتشار اْلمراض المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام اْلدوية المطهرة في معالجة الجروح الخارجية‪.‬‬
‫‪ -6‬ترك اْلبنية عند شم رائحة غاز أو مادة كيميائية أو أجسام متعفنة‪.‬‬
‫‪ -7‬التقاط صور لألضرار التي تعرضت لها اْلبنية والمحتويات ْلغراض التامين‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪ -8‬مساعدة المحتاجين من كبار وصغار السن وكل من يحتاج المساعدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬األعاصير البحرية‪:‬‬


‫‪ -1‬نشأة اإلعصار‪:‬‬
‫تتعرض مناطق عدة من العالم إلى أعاصير مصدرها المسطحات المائية مثل الهوريكان ‪Hurricane‬‬
‫الذي يحث في المحيط الهادي واْلطلسي ويسمى ‪ Typhoon‬في المحيط الهندي‪ ,‬ويحدث الهوريكان نتيجة‬
‫النخفاض الضغط الجوي فوق المحيطات الدافئة ويتكون في فصلي الصيف والخريف‪ ,‬عندما تسخن مياه المحيط‬
‫وتتجمع في أماكن محددة‪ ,‬الشكل رقم(‪ )3-3‬خريطة توضح توزيع أنواع اْلعاصير في العالم ويكون نطاق تأثير‬
‫الهوريكان والتايفون اكبر من التورنادو‪,‬حيث يمتد إلى حوالي ‪100‬كم‪,‬ويتكون من عين اإلعصار التي تمثل‬
‫مركزه المنخفض الضغط والذي تدور حوله الرياح القادمة من مناطق الضغط المرتفع وبحركة دورا نية سريعة‪,‬‬
‫ويحيط بعين اإلعصار دوامة اإلعصار وهي المنطقة المضطربة التي تدور بها الرياح‪,‬ثم هامش اإلعصار الذي‬
‫يقع خارج نطاق الدوامة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-3‬خريطة توضح توزيع أنواع األعاصير البحرية في العالم‬


‫وتتطور أعاصير الهوريكان والتايفون مع العواصف الرعدية وحسب الخطوات آالتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬دورة من الرياح المحيطية الدافئة الرطبة فيترتب عليها تبخر وتكاثف في طبقات الجو العليا النخفاض حرارتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقارب في نمط الرياح السطحية والعليا المرتفعة السرعة‪,‬فيزداد انخفاض الضغط الجوي وتزداد سرعة الرياح‬
‫القادمة من جهات عدة باردة‪ ,‬فتدفع بالرياح الدافئة نحو اْلعلى‪,‬وتأخذ سرعة الرياح السطحية باالزدياد في حين تحافظ‬
‫الرياح العليا على سرعتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختالف الضغط فوق سطح الماء عن الطبقات العليا‪,‬حيث يؤدي ارتفاع الضغط في طبقات الجو العليا على زيادة‬
‫حركة الرياح ألدورانية‪ ,‬والتي تعمل على تخفيض الضغط الجوي في عين اإلعصار إلى اقل درجة فتساعد على زيادة‬
‫سرعة الرياح القادمة من مناطق الضغط المرتفع المحيطة بها والتي تتحرك بشكل دوراني حول مركز اإلعصار‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ )3-4‬مخطط يوضح بداية تكون أعاصير الهوريكان والتايفون‪.‬‬
‫والشكل رقم(‪ )3-5‬يوضح اتجاه الحركة وسرعة الرياح حول عين اإلعصار‪.‬‬
‫والشكل رقم(‪ )3-6‬يوضح طبيعة اإلعصار فوق البحر أو المحيط‬

‫شكل رقم(‪ )3-4‬مخطط يوضح بداية تكون أعاصير الهوريكان والتايفون‬


‫الشكل رقم(‪ )3-5‬مخطط اتجاه حركة وسرعة الرياح حول عين اإلعصار‬

‫الشكل رقم(‪ )3-6‬يوضح طبيعة اإلعصار فوق البحر أو المحيط‬


‫‪ -2‬قياس سرعة اإلعصار‪:‬‬

‫تكمن قوة اإلعصار وشدة تأثيره بسرعة الرياح ‪,‬والتي تكون اقل قوة من التورنادو‪,‬حيث تصل أعلى سرعة‬
‫للرياح في التورنادو حوالي ‪500‬كم‪/‬ساعة في حين تكون سرعة الرياح في الهوريكان اقل من ‪/300‬كم‪/‬ساعة‪,‬‬
‫وعلى خمس درجات حسب مقياس سافير‪ -‬سيمبسون‪ ,‬جدول رقم(‪ ,)3-2‬والعامل اآلخر يعود إلى انـدفاع اإلعصار‬
‫(‪)4‬‬
‫نحو الساحل وما يرافقه من أمواج عالية تضرب المناطق الساحلية‪,‬كما يصاحب تلك اْلعاصير أمطارغزيرة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )3-2‬درجات األعاصير البحرية حسب مقياس سافير‪ -‬سيمبسون‬


‫قوة التأثير‬ ‫الدرجة ا الضغط‪/‬مل سرعة الرياح كم‪/‬س ا ارتفاع األمواج‪ /‬م‬
‫أضرار بسيطة‬ ‫‪1,5---1,2‬‬ ‫‪153---119‬‬ ‫‪980+ 1‬‬
‫أضرار متوسطة‬ ‫‪2,4---1,8‬‬ ‫‪177---155‬‬ ‫‪965+ 2‬‬
‫أضرار كبيرة‬ ‫‪3,7---2,7‬‬ ‫‪209---178,6‬‬ ‫‪945+ 3‬‬
‫أضرار شديدة‬ ‫‪5,5---4‬‬ ‫‪247,8---210‬‬ ‫‪920+ 4‬‬
‫أضرار شديدة جدا‬ ‫اكثر من ‪5‬‬ ‫اكثر من ‪249‬‬ ‫‪920 + - 5‬‬
‫المصدر‪Roxanna Mc Donald, introduction to natural and man- made-- :‬‬
‫‪disasters and their Effects on Buildings,opcit,p88‬‬

‫وتتعرض لتلك اْلعاصير سواحل أمريكا الشمالية وخاصة الجنوبية والجنوبية الشرقية وسواحل اليابان والصين‬
‫والهند والفلبين وتايالند واستراليا وغيرها من الدول التي تقع ضمن نطاق حدوثها‪,‬والشكل رقم(‪ )3-7‬صور فضائية‬
‫لنماذج من تلك اْلعاصير التي تعرضت لها مناطق مختلفة من العالم‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة نماذج عدة من اْلعاصير البحرية في الملحق رقم(‪. )3-2‬‬

‫الشكل رقم(‪ )3-7‬نماذج من األعاصير البحرية‬


‫‪ -3‬األعاصير التي تعرضت لها بعض الدول‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعصار كاترينا‪:‬‬

‫أعلن المركز الوطني لألعاصير أن إعصار كاترينا وصل صباح االثنين‪2005-8-29‬م إلى ساحل والية‬
‫لويزيانا (جنوب الواليات المتحدة) وتحديدا إلى غراند آيل في دلتا نهر الميسيسيبي‪ ,‬وعلى بعد ‪ 60‬كم جنوب نيو‬
‫اورلينز ‪.‬‬
‫وافاد المركز أن اإلعصار الذي ضرب جزءا من ساحل لويزيانا وسواحل واليتي مسيسيبي واالباما والحدود مع‬
‫فلوريدا ترافقه رياح تصل سرعتها إلى ‪ 240‬كلم في الساعة‪ ,‬أي القريبة من سرعة اْلعاصير المصنفة درجة‬
‫خامسة (إعصار مدمر) وهي أعلى درجة على مقياس سافير‪-‬سيمبسون التي تحدد قوة اْلعاصير‪ ,‬وشهدت لمدينة‬
‫(‪) 5‬‬
‫التي غادرها جزء من سكانها هطول أمطار غزيرة‪.‬‬
‫وقد وصل منسوب المياه إلى مستوى أسطح بعض المنازل‪ ,‬لذا استقل عناصر فرق اإلنقاذ الزوارق للبحث عن‬
‫أشخاص عالقين في منازلهم الخشبية في القسم الشرقي من نيو اورلينز الشكل رقم(‪ )3-8‬صور توضح مستوى‬
‫المياه في المدينة والدمار الحاصل فيها‪.‬‬
‫واشار المتحدث باسم مقاطعة هارسون أن حوالي ‪ 30‬شخصا ماتوا في احد مجمعات الشقق السكنية في مدينة‬
‫بيلوكسي الساحلية على خليج المكسيك‪ ,‬حيث غرقوا أو سحقهم الدمار‪ ,‬كما تسبب سقوط اْلشجار في ‪ 24‬حالة‬
‫( ‪)6‬‬
‫وفاة أخرى في والية مسيسيبي‪.‬‬
‫ورغم فرار قرابة المليون شخص نتيجة للتحذيرات المسبقة تسبب إعصار كاترينا المرعب الذي ضرب خليج‬
‫المكسيك وواليتي لويزيانا ومسيسيبي جنوب شرق الواليات المتحدة اْلمريكية في قتل المئات وتشريد اآلالف‪،‬‬
‫وعملت الرياح التي بلغت سرعتها ‪ 240‬كيلومترا في الساعة على تكوين جدار من اْلمواج العاتية بلغ ارتفاعها‬
‫تسعة أمتار‪ ,‬والتي آدت إلى غمر مناطق شاسعة من السواحل وحاصرت السكان الذين لجئوا إلى أسطح المنازل‪.‬‬
‫وقد أعلنت السلطات اْلمريكية أنها نقلت أكثر من ‪ 78‬آلف شخص إلى مالذات الطوارئ ‪,‬وان عشرات اآلالف‬
‫من المنازل والمكاتب دمرت‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-8‬صور توضح مستوى المياه والدمار الحاصل في نيو اورلينز‬
‫ومن المشاكل التي واجهت المحاصرين هي انقطاع التيار الكهربي وتوقف كافة المرافق عن العمل‪ ،‬حيث تعطلت‬
‫المضخات التي تعمل على تشغيل شبكة المجاري العمومية‪ ,‬مما جعل الشوارع تمتلئ بمياه ملوثة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الجثث التي بقيت ملقاة في الشوارع لساعات لعدة ايام‪ ,‬وقد أعلنت السلطات الصحية اْلمريكية حالة الطوارئ‬
‫وسط مخاوف من تفشي اْلوبئة واْلمراض الخطيرة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى عمت حالة من الفوضى العارمة في المناطق المنكوبة وطلب حكام الواليات المتضررة ‪10‬‬
‫آالف فرد إضافي من الحرس الوطني ليرتفع بذلك العدد اإلجمالي إلى ‪ 21‬ألفا‪ ,‬والذين لم تقتصر مهامهم على‬
‫جهود اإلنقاذ بل تمتد إلى احتواء عمليات السلب والنهب‪ ,‬فقد خرج مواطنون مسلحون إلى الشوارع في بعض‬
‫المناطق في محاولة إلقرار النظام في مدينة نيو اورلينز‪ ,‬وفي المناطق التي لم تغمرها المياه جلس أصحاب‬
‫المتاجر أمام متاجرهم يحرسونها بأسلحتهم الخاصة‪ ,‬وتعرضت العديد من المتاجر التي تبيع الطعام والسلع‬
‫المنزلية لعمليات سلب ونهب وحطمت أبوابها ونوافذها‪ ,‬وشوهد بعض من شاركوا في هذه العمليات وهم‬
‫يخرجون في هدوء من المتاجر المنهوبة وهم يحملون ما سطوا عليه‪.‬‬
‫وفي تطور موازي قالت وزارة الطاقة اْلمريكية إنها اضطرت إلى استخدام كميات من النفط االحتياطي‬
‫االستراتيجي لتعويض الفاقد في خليج المكسيك‪ ,‬حيث أوقف اإلعصار اإلنتاج كليا‪ ,‬فادى ذلك إلى انخفاض أسعار‬
‫النفط الخام اْلمريكي إلى ما دون السبعين دوالرا للبرميل عند نشر هذه اْلنباء‪ ,‬ولكن أسعار البيع اآلجل للبنزين‬
‫قفزت بنحو ‪ 20‬سنتا للجالون لتصل إلى ‪67‬ر‪ 2‬دوالر‪ ,‬وقال خفر السواحل اْلمريكية أن ما ال يقل عن ‪ 20‬منصة‬
‫نفط بحرية دمرت في خليج المكسيك إما غرقا أو جرفتها المياه‪ )7(.‬ملحق رقم(‪ )3-3‬صور الثار إعصار كاترينا‪.‬‬

‫ب‪ -‬إعصار ساومايفي الصين‪:‬‬


‫تعرض شرق الصين بتاريخ ‪ 2006/8/12‬إلى إعصار يعد اْلشد شراسة على مدى خمسين عاما‪,‬حيث أدى‬
‫إلى قتل أكثر من ‪ 100‬شخص وفقدان مئات آخرين‪.‬‬
‫وقالت وكالة شيخوا الصينية لألنباء أن أعتى إعصار يحتاج الصين منذ نصف قرن‪,‬حيث اجتاح مقاطعة كانجنان‬
‫في إقليم جيجيانج ‪ ,‬وقامت السلطات بنقل اكثر من مليون شخص من اإلقليم التجاري المزدحم بالسكان إلى‬
‫مناطق اكثر أمانا‪.‬‬
‫وتشير البيانات إلى مقتل ‪ 104‬أشخاص وفقدان ‪ 190‬في جيجيانج وإقليم فوجيان المجاور‪ ,‬وتدمير نحو ‪ 54‬آلف‬
‫منزل‪.‬‬
‫واشار مسؤولون محليون أن ‪ 41‬قرويا على اْلقل من بينهم ثمانية أطفال قتلوا عندما انهار منزل في بلدة‬
‫جينجيانج‪,‬وكان معظم الضحايا الذين عثر على جثثهم بين اْلنقاض في مبنى اعتقد جيرانهم أن هذا المبنى‬
‫المؤلف من طابقين والمصنوع من الخرسانة سيكون أكثر أمانا من منازلهم المصنوعة من الخشب والطوب ‪.‬‬
‫كما لحقت اْلضرار بالمحاصيل وخطوط الكهرباء والبنية التحتية وخاصة في أطراف كانجنان‪,‬الشكل رقم(‪)3-9‬‬
‫صور الثار إعصار ساوماي ‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-9‬صور الثار إعصار ساوماي‬


‫ج‪ -‬إعصار شانجسين في الفلبين‪:‬‬

‫ضرب إعصار شانجسين أواسط الفلبين اْلربعاء ‪2006/9/27‬فحاصر نحو ‪ 2500‬من المسافرين بحرا‬
‫بالعبارات‪,‬حيث تقطعت بهم السبل‪ ,‬إذ أجبرت الرياح العاصفة التي بلغت سرعتها ‪ 150‬كيلومترا في الساعة‬
‫السفن على البقاء في الميناء‪.‬‬
‫وحذر مسؤولون من الفيضانات المفاجئة واالنهيارات اْلرضية في الوقت الذي ضرب فيه إعصار شانجسين‬
‫مقاطعة سامار في أواسط الفلبين متجها إلى الشمال الغربي‪ ,‬وأغلقت المدارس أبوابها وألغيت بعض الرحالت‬
‫الجوية‪.‬‬
‫وتلقى السكان الذين يعيشون بالقرب من منحدر بركان مايون في مقاطعة ألباي الوسطى تحذيرا بعدم االقتراب من‬
‫البركان حتى دائرة الخطر التي يبلغ قطرها ‪ 8‬كم حول فوهة البركان خشية أن يسقط الطمي والصخور التي‬
‫تجرفها الرياح الشديدة على سفح الجبل‪.‬‬
‫ويعد بركان مايون مرفق سياحي يقصده السياح من كل مكان‪,‬حيث يطلق الحمم المنصهرة والطمي والصخور‬
‫الضخمة والغازات السامة منذ شهر يوليو تموز‪,‬و لكن الحكومة خفضت من مستوى التحذير من الخطر حول‬
‫البركان في وقت سابق ‪.‬‬
‫وتضرب اْلعاصير والعواصف االستوائية بصورة منتظمة الفلبين وهي أرخبيل يتألف من ‪ 7000‬جزيرة‪ .‬وفي‬
‫أسوأ الكوارث التي شهدتها السنوات اْلخيرة لقي أكثر من ‪ 5000‬شخص حتفهم في جزيرة لييت في أواسط‬
‫الفلبين عام ‪ 1991‬في الفيضانات التي سببها اإلعصار‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2004‬أدت سلسلة من العواصف إلى مقتل وفقدان ‪ 1800‬شخص بمن فيهم ‪ 480‬قتلوا عندما طمرت‬
‫(‪)8‬‬
‫االنهيارات الطينية ثالث بلدات في مقاطعة كويزون في شرق الفلبين‪,‬الشكل رقم (‪ )3-10‬إعصار شانجسين ‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )3-10‬إعصار شانجسين‬


‫ومن اْلعاصير المدمرة التي تعرضت لها الفلبين مؤخرا هو إعصار دوريان الذي تعرضت له بتاريخ‬
‫‪ 2006/12/1‬والذي تسبب في خسائر مادية بلغت عدة مليارات وبشرية وصلت إلى حوالي ‪ 1000‬قتيل‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬العواصف‪:‬‬
‫تحدث العواصف في العروض الدنيا والوسطى بشكل متميز‪,‬وتحدث فوق اليابس‪,‬حيث تتطور عند تكون‬
‫غيوم ركامية نتيجة تصاعد هواء رطب فيتكاثف ما به من بخار ماء‪,‬والذي ينتج عنه تحرير طاقة حرارية تعمل‬
‫على تسخين الهواء المحيط بتلك المنطقة‪,‬ويستمر الهواء المتصاعد في انخفاض حرارته فيتغير شكل الكتلة‬
‫الركامية وتكون قاتمة اللون تميل إلى السواد ويتسع نطاقها حتى يصل قطرها إلى حوالي ‪25‬كم‪.‬‬
‫وقد تحدث تلك العواصف نتيجة التقاء كتلتي هواء مختلفتي الخصائص من حيث الحرارة والرطوبة‪,‬ويرافق هذه‬
‫الظاهرة أمطار شديدة ذات قطرات كبيرة الحجم‪ ,‬ورياح قوية تصل مابين ‪ 65‬و ‪75‬ميل في الساعة‪ ,‬ومصحوبة‬
‫برعد وبرق شديدين‪,‬وقد يكون التساقط على شكل برد ذات حبات كبيرة تفوق في حجمها النوع‬
‫االعتيادي‪,‬وتستمر تلك العواصف لفترات زمنية متباينة قد ال تتجاوز بضعة دقائق أو تصل إلى بضع ساعات‪.‬‬
‫وقد يكون للبرق والرعد المصاحب لتلك العواصف أثار كبيرة لما ينتج عنه من شحنة كهربائية كبيرة تتجه نحو‬
‫اْلرض‪,‬والتي تحدث خالل فترة قصيرة ال تتجاوز ثانية واحدة‪,‬حيث ينطلق البرق بسرعة تصل إلى ‪ 300000‬كم‬
‫في الثانية‪ ,‬أما الرعد فيكون بسرعة ‪330‬م‪/‬ثانية‪.‬‬
‫وتحدث هذه الظاهرة في مواسم معينة من السنة‪,‬وقد تعرضت لها العديد من الدول ومنها الوطن العربي‪ ,‬وخاصة‬
‫الدول الواقعة على البحر المتوسط‪,‬أال أنها التكن بشكل مستمر‪,‬بل تحدث في بعض السنوات وقد ال تتكرر أال بعد‬
‫عدة سنوات‪.‬‬
‫أما في المناطق التي تتعرض إلى اْلعاصير فقد تتحول بعض اْلعاصير في النهاية إلى عاصفة من هذا النوع ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬ظاهرة النينو‪EL Nino:‬‬


‫أوال‪ -‬تعريف النينو‪:‬‬
‫وتعني باللغة اْلسبانية الطفل‪ ,‬وهي ظاهرة مناخية محيطيه تتكرر كل بضع سنوات تتراوح بين ‪ 3‬إلى ‪ 7‬سنة‬
‫وتستمر لفترة تتراوح ما بين ‪ 14‬إلى ‪ 22‬شهر‪ ,‬وقد أطلقت تلك التسمية من قبل البحارة البيريون في القرن التاسع‬
‫عشر على المياه االستوائية الدافئة المتجهة غربا والتي تظهر آثارها في أعياد الميالد‪ ,‬وقد رصد علماء المناخ في‬
‫بيرو أن هنالك تغيرات مناخية عنيفة تتكرر كل بضع سنوات يصاحبها فيضانات فصلية مدمرة على طول‬
‫الساحل الجاف‪ ,‬بحيث تستمر درجات الحرارة مرتفعة لفترة من الزمن تزيد عن سنة‪ ,‬وقد تم تسجيل أول حدث‬
‫غير طبيعي لتساقط اْلمطار عام ‪.1525‬‬

‫ثانيا‪ -‬تكون ظاهرة النينو‪:‬‬


‫تحدث تلك الظاهرة عندما تتغير حرارة الجزء الشرقي من مياه المحيط الهادي على امتداد خط االستواء‪,‬فتعمل‬
‫الرياح التجارية على تحريك تلك المياه وتجميعها في بعض المناطق غرب المحيط الهادي‪ ,‬وينتج عن تلك‬
‫الظاهرة ارتفاع في درجات حرارة الماء فوق المعدل االعتيادي وبحوالي ‪ 2‬إلى ‪ 3‬م إذا كان النينو ضعيفا‪ ,‬و‬
‫مابين ‪ 8‬إلى ‪10‬م في النينو العنيفة‪,‬ويصاحب تلك الظاهرة تأثيرات مختلفة على البيئة‪ ,‬وال يقتصر على المناطق‬
‫التي تتعرض لها بشكل مباشر بل يصل إلى مسافات بعيدة‪ ,‬كما يرتفع سطح المياه عما يجاوره حوالي نصف متر‪,‬‬
‫فيعطي شكال غير مألوف في السابق في المناطق التي يحدث فيها‪ ,‬الشكل رقم (‪ ) 3-11‬صورة توضح ظاهرة‬
‫النينو‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )3-11‬صورة لظاهرة النينو‬
‫وقد تفشل الرياح التجارية في بعض اْلحيان في تحريك تلك المياه نحو الغرب وتستقر عند السواحل الشرقية من‬
‫المحيط الهادي‪,‬أي عند السواحل الشمالية الغربية ْلمريكا الجنوبية وسواحل أمريكا الوسطى وسواحل جنوب غرب‬
‫أمريكا الشمالية ‪ ,‬فيؤدي ذلك إلى حدوث تلك الظاهرة في تلك المناطق دون حدوثها في الجهة اْلخرى من المحيط‬
‫الهادي‪,‬الشكالن (‪)3-12‬و(‪ )3-13‬مخططان يوضحان طبيعة تكون النينو عند السواحل الشرقية والغربية للمحيط‬
‫الهادي‪,‬إذ يوضح المخطط اْلول كيفية تحرك الرياح والمياه الدافئة باتجاه سواحل جنوب شرق آسيا واستراليا وتكون‬
‫ظاهرة النينو هناك‪,‬أما المخطط الثاني فيوضح عدم تحرك المياه من الجهة الشرقية أي من جهة اْلمريكيتين فتحدث‬
‫الظاهرة عند سواحلهما‪ ,‬وخاصة أمريكا الجنوبية‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1983/1982‬حدثت تلك الظاهرة عندما ارتفعت درجة حرارة مياه شرق المحيط الهادي االستوائية ومعظم‬
‫المنطقة االستوائية مابين ‪ 5‬إلى ‪ 10‬م وانعكست آثار ذلك على العديد من القارات‪ ,‬وقد تسبب في تساقط أمطار‬
‫غزيرة على شمال غرب أمريكا الجنوبية راح ضحيتها حوالي ‪ 2000‬شخص‪,‬في حين تعرضت استراليا وإندونيسيا‬
‫إلى جفاف وحرائق غابات‪,‬كما تعرض الساحل الشرقي ْلمريكا الشمالية إلى انتشار أمراض متنوعة وقوارض‬
‫وحشرات بشكل غير مألوف من قبل‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫وفي عام ‪ 1988‬ساد الجفاف وسط وغرب الواليات المتحدة اْلمريكية بسبب تأثير ظاهرة الالنينا ‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )3-12‬مخطط يبين انتقال النينو نحو شواطئ استراليا وجنوب شرق آسيا‬
‫شكل رقم(‪ )3-13‬يوضح كيفية تكون ظاهرة النينو عند سواحل األمريكيتين‬
‫وفي عام‪1998 /1997/‬حدثت ظاهرة النينو عندما ارتفعت حرارة مياه المحيط عند المنطقة االستوائية الشرقية إلى‬
‫حوالي ‪ 5‬م عما يجاورها خالل الفترة من شهر ‪ 8‬سنة ‪ 1997‬إلى شهر ‪ 5‬سنة ‪,1998‬حيث اتجهت تلك المياه غربا‬
‫فأثرت على المناطق االستوائية الغربية من المحيط الهادي مثل شمال استراليا وجزر إندونيسيا بهطول أمطار غزيرة‬
‫وفيضانات‪ ,‬بينما تعرضت في نفس الوقت بيرو وتشيلي إلى الجفاف الذي امتدت آثاره إلى مناطق أخرى‪.‬‬
‫وقد تتسبب تلك الظاهرة في حدوث االنزالقات اْلرضية وحدوث أعاصير الهوريكان‪ ,‬ومن اكثر مناطق العالم‬
‫تعرضا إلى تلك الظاهرة أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وجنوب أمريكا الشمالية‪,‬وبدرجة اقل مناطق أخرى من‬
‫العالم‪,‬وقد تمتد آثارها إلى آالف الكيلومترات‪.‬‬
‫وقد تم تتبع تلك الظاهرة بواسطة اْلقمار االصطناعية وذلك من خالل مراقبة التغير في درجات حرارة المياه في‬
‫مواقع معينة دون غيرها‪ ,‬كما تمكنت تقنيات االستشعار عن بعد من تحديد المساحة التي يحدث فيها التغيير‬
‫(‪)10‬‬
‫وسمكها‪ ,‬وهذا يساعد علماء المناخ في تحديد الوقت الذي يمكن أن تحدث فيه ظاهرة النينو‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ -‬التطور التاريخي لظاهرة النينو ‪ El Nino‬الالنينا ‪La Nina‬‬


‫أن االهتمام بظاهرة النينو بدأ بشكل جدي في الربع اْلخير من القرن الماضي‪,‬أي بعد حدوث نينو ‪، 83/82‬‬
‫حيث أصبح حديث الصفحات اْلولى والمقاالت الرئيسية للصحف والمجالت االعتيادية‪ ،‬باإلضافة إلى المجالت‬
‫العلمية‪ ,‬كما اصبح الموضوع حديث السياسيين ورجل الشارع الجاد‪،‬ومناقشات البرلمانات أو الندوات العلمية‬
‫والثقافية وغيرها‪ ,‬وكان اْلمر متعلقا ً بالعواصف العاتية واْلعاصير المدمرة واْلمطار الغزيرة في أماكن مختلفة‬
‫من العالم ‪ ،‬مع جفاف وحرائق في مناطق أخرى‪ ،‬وكأن هذه الظاهرة والتي كانت تسمى النينا‪ ،‬هي آمر جديد لم‬
‫يحدث سابقاً‪ ،‬إذ لم يسمع بها الناس العاديون سابقا ً‪.‬‬
‫وعندما حدث النينو العنيف في سنة ‪ ،1983 - 1982‬وكانت نتائجه مدمرة للبشر والممتلكات‪,‬حيث أدى إلى‬
‫إفالس عدد من شركات التأمين بسبب طلبات التعويضات لألضرار التي وصلت إلى (‪ )8‬مليارات دوالر‪ ،‬وهذا‬
‫اْلمر اصبح المحرك الهتمام الناس‪ ,‬وإن الدول والشعوب المشمولة بهذه الظاهرة هي الدول المطلة على المحيط‬
‫الهادي والهندي وخصوصا ً في المناطق القريبة من خط االستواء‪ ،‬باإلضافة إلى التأثيرات الكبيرة على الجو‬
‫بالنسبة للعواصف واْلمطار الموسمية والجفاف‪,‬والتي شملت مناطق أخرى بعيدة عن موقع الحدث‪ ,‬وتدخلت‬
‫الجمعيات العـلمية القديمة والجديدة والدول المعنية في دراسة هذا اْلمر لفهم الظاهرة ومحاولة الوصول إلى‬
‫توقعات حدوثها وحجمها‪ ،‬للحد من اْلضرار المترتبة على حدوثها مجددا ً‪.‬‬
‫وقد ظهر من دراسة الوثائق التاريخية والعلمية إن هذه الظاهرة قديمة جدا ً ومعقدة‪ ،‬ولم يستطع أحد أن يتوصل‬
‫إلى دراسات واقعية ومقنعة إلى حد ما‪ ،‬أال في أواخر الثمانينات واوائل التسعينات‪,‬حيت تبين أن هذه الظاهرة هي‬
‫حقيقة طبيعية تتم بصورة دورية ومنذ آالف السنين‪ ,‬وإن حوادث النينو مستمرة‪ ,‬وبالرغم من أنها دورية‪ ،‬ولكن‬
‫التحدث بصورة منتظمة بل على فترات تصل بين (‪ )7 - 2‬سنوات‪ ،‬ومعدل حدوثها يكون اعتياديا ً بين (‪)4 - 3‬‬
‫سنوات‪ ،‬والحدث يدوم بين (‪ )18 - 12‬شهر أو اكثر‪ ،‬وإن قوة الحدث وتأثيراته على النطاق المناخي العالمي‬
‫تختلف من حدث الخر‪.‬‬
‫وتظهر الوثائق التاريخية بعد مراجعتها مؤخرا ً أن في سنة ‪ 1567‬م حدثت ظاهرة النينو‪ ,‬ولم يتم الربط في حينه‬
‫بين الحدث وقلة اْلسماك أو الجفاف أو اْلمطار الغزيرة‪ ,‬والتي كانت تتلف المحاصيل الزراعية نتيجة‬
‫الفيضانات‪ ,‬إذ الحظ هذه الظاهرة المالحون وصيادو اْلسماك على شواطئ بيرو‪( ،‬وهي دولة تقع على المحيط‬
‫الهادي على الساحل الشمالي الغربي ْلمريكا الجنوبية ويمر خط عرض ‪ 10‬جنوب خط االستواء في منتصفها)‪.‬‬
‫ففي الظروف االعتيادية كان الصيادون في بيرو واإلكوادور يستخدمون القوارب الصغيرة لصيد اْلسماك على‬
‫السواحل الغربية ْلمريكا الجنوبية‪ ،‬حيث السمك وفير والمياه باردة‪ ،‬واتجاه التيارات المائية من الجنوب إلى‬
‫الشمال‪ ,‬ولكن في سنوات محددة ودورية وبصورة غير منتظمة فإن المياه تصبح دافئة واتجاه التيارات المائية‬
‫يكون معاكساً‪ ،‬ويقل السمك إلى درجة كبيرة ويكون الموسم غير مجدي‪ .‬عندما تحدث هذه الظاهرة فإن قمتها‬
‫تكون في موسم عطلة عيد الميالد‪ ،‬ولذا فإن الصيادين أطلقوا على هذه الظاهرة ‪ ،El Nino‬والتي تعني الطفل‬
‫الصغير باللغة اْلسبانية‪ ،‬تيمنا ً باسم السيد المسيح‪.‬‬
‫وحتى أواخر القرن التاسع عشر لم يكن العلماء يعتقدون بوجود عالقة بين هذه الظاهرة والمناخ‪ ،‬ولو أن علماء‬
‫أمريكا الجنوبية حاولوا تسجيل تأثيرات هذه الظاهرة في العشرينات من القرن الماضي‪ ,‬وأول من اشار أليها‬
‫وحاول وصفها موقعيا ً في دولة البيرو سنة ‪ 1891‬هو رئيس جمعية ليما الجغرافية‪ ،‬فقد تحدث عن هذه الدورة‬
‫عين الخبير اإلنكليزي جلبرت ووكر لـدراسة اْلمطار الموسمية في الهند‬ ‫وقال أن سببها غير معروف‪ ,‬وعندما ُ‬
‫ً‬
‫وسبب التقلبات التي تحدث فيها خصوصا عندما حدث جفاف ومجاعة في سنة (‪ )1899‬بسبب انقطاع اْلمطار‪،‬‬
‫بدأ التفكير الول مرة على النطاق العالمي وليس المحلي بهذه الظاهرة‪ ,‬فبعد أن اطلع ووكر على معلومات المناخ‬
‫في معظم أنحاء العالم الحظ وجود نوع من التناسق لتساقط اْلمطار في أمريكا الجنوبية يصاحبها تبدالت في‬
‫درجات حرارة المحيط‪ ,‬كما الحظ وجود عالقة في قياسات الضغط بين محطات الجانب الشرقي والجانب الغربي‬
‫للمحيط الهادئ‪ ،‬فعندما يرتفع الضغط في شرق المحيط ينخفض في غربه‪ ،‬و بالعكس‪ ,‬واستخدم تعبير “التأرجح‬
‫الجنوبي ‪ ،Oscillation Southern‬والذي ال يزال يستخدم لحد اآلن كجزء من الظاهرة‪ ,‬كما الحظ وجود عالقة‬
‫بين اْلمطار الموسمية في الهند ودفيء الجو في شتاء كندا‪ ,‬وعندما أعلن المالحظة اْلخيرة‪ ،‬آثار ضجة من‬
‫االنتقادات العلنية‪،‬على أساس ال توجد إمكانية علمية لربط المناخ على هذه الرقعة الجغرافية الواسعة‪ ,‬واعترف‬
‫ووكر بأنه ال يستطيع أن يثبت نظريته أو تفسيرها‪ ،‬ولكن أضاف أنه يتصور إن ما يؤثر على المناخ في هذه‬
‫الرقعة الجغرافية الكبيرة هو طريقة تحرك الرياح فوق سطح اْلرض‪ ،‬والتي لم تسجل أو تراقب بصورة اعتيادية‬
‫في ذلك الوقت‪ ،‬وفي حالة إدخالها في المعادلة سيتم التوصل إلى الحل‪ ,‬وما قاله صحيح‪ ،‬ولكن اُثبت ذلك بعد ما‬
‫يزيد عن الخمسين سنة من قوله‪،‬وذلك عندما استطاع عالم المناخ جاكوب جيركنيز ‪Bjerknes‬النرويجي اْلصل‬
‫والذي استطاع أن يعطي التصور الكامل في الستينيات من القرن الماضي في جامعة كاليفورنيا‪ ,‬وكان أول من‬
‫الحظ العالقة بين دفئ درجات سطح البحر والرياح الشرقية الخفيفة وسقوط اْلمطار الغزيرة‪ ,‬وبالنتيجة توصل‬
‫إلى أن المياه الدافئة للنينو في شرق المحيط الهادي (مثل البيرو واإلكوادور)‪ ،‬وتأرجح الضغط (التأرجح الجنوبي‬
‫الذي الحظة ووكر)‪ ،‬هو ظاهرة واحدة وسماها ‪( ENSO‬انسو)‪ ،‬وهو من ‪Southern Oscillation “SO‬‬
‫و ‪ El Nino EN.‬وتستعمل كلمة انسو حاليا ً بدالً من النينو‪ .‬ولكن رغم هذا التقدم لم يستطع أن يُعطى مبررات‬
‫رياضية اكثر لنظريته‪ ،‬وتم ذلك في العقدين اْلخيرين من القرن الماضي (العشرين)‪ ,‬حيث أجريت دراسات‬
‫واسعة حول هذه الظاهرة‪ ،‬وقد ساعد اختراع الكومبيوتر في اختصار الكثير من العمليات الرياضية بسبب‬
‫التداخل الكبير بين العوامل والمؤشرات المختلفة التي تؤثر على المناخ‪ ,‬والتي يصعب حلها بالرياضيات‬
‫االعتيادية‪ ,‬ورغم ذلك‪ ،‬ففي سنة (‪ )1982-1983‬حدث النينو العظيم الذي اُعتبر اعنف الكوارث الطبيعية التي‬
‫واجهت العلماء في القرن العشرين‪ ،‬حيث اُخذوا على حين غرة‪ ،‬ولم يعرفوا أن هذا الحدث هو ظاهرة النينو أال‬
‫بعد شهور من تطوره‪ْ ،‬لنه اختلف عن النينو الذي تم في العقود الثالثة السابقة‪ ،‬حيث لم يسبقه فترة من الرياح‬
‫الشرقية على خط االستواء أقوى من االعتيادية‪ ،‬كما انه بدأ في فترة الحقة من السنة مقارنة بحوادث النينو‬
‫السابقة‪ ,‬إذ تم تشخيصه بعد مرور نصف الوقت‪ ،‬ولكن تأثيراته كانت كبيرة ولوحظت في مختلف بقاع العالم‪,‬‬
‫حيث مرت الواليات المتحدة بجو غير اعتيادي في سنه ‪ 1983‬من أمطار وعواصف وفيضانات‪ ،‬ومرت استراليا‬
‫بجفاف كبير وحرائق غابات على نطاق واسع‪ ،‬وكانت من أسوأ سنين الجفاف في هذه المناطق‪ ،‬كما أن اْلمطار‬
‫الموسمية كانت قليلة في المحيط الهندي‪ ,‬وقُدرت قيمة الدمار الذي حدث ما بين (‪ )8-13‬مليار دوالر‪ ،‬ومقتل‬
‫حوالي (‪ )2000‬شخص‪.‬‬
‫وحدث بعد ذلك نينو ‪ 1987-1986‬وكان اقل قوة من السابق‪ ،‬ولكن نينو (‪ )1997-1998‬كان أطول فترة للنينو‬
‫منذ (‪ )130‬سنة‪ ,‬وفي سنه (‪ )1988-1989‬حدث النينا‪ ،‬والذي يحدث مباشرة بعد انتهاء حاالت النينو ولكن ليس‬
‫بعد جميع هذه الحاالت‪ ،‬والالنينا ‪ La Nina‬تعني باْلسبانية البنت الصغيرة وهي تقريبا ً عملية ذات نتائج‬
‫معاكسة للنينو وتؤدي إلى برودة سطح المحيط في السواحل الشرقية للمحيط الهادي بدالً من تدفئته‪.‬‬
‫ولكن كيف تحدث ظاهرة النينو؟‬
‫تتركز أحداث تلك الظاهرة في المحيط الهادي ثم تنتقل إلى المحيط الهندي‪ ,‬وعلى جانبي خط االستواء‪ ،‬ولذا فإن‬
‫الشرق هو سواحل أمريكا الجنوبية الغربية والسواحل الغربية ْلميركا الوسطى‪ ،‬وإن الغرب يعني إندونيسيا‬
‫واستراليا والهند‪ ,‬في الظروف االعتيادية (أي بدون النينو) تمر الرياح التجارية وتسمى الرياح الشرقية (أي من‬
‫الشرق إلى الغرب) فوق المناطق االستوائية في المحيط الهادئ‪ ,‬وهذه الرياح تدفع وتجمع المياه السطحية الدافئة‬
‫للمحيط في المنطقة االستوائية نحو غرب الباسفيك‪ ،‬وبهذا يكون مستوى الماء أعلى في إندونيسيا منه في‬
‫اإلكوادور بحوالي نصف متر‪ ,‬وتكون درجة حرارة ماء المحيط في الغرب (أي قرب إندونيسيا)‪ ،‬حوالي (‪ 8‬م)‬
‫أعلى من درجة حرارة المحيط االعتيادية‪ ,‬وبنفس الوقت ترتفع تيارات الماء البارد من مستويات اكثر عمقا ً في‬
‫المحيط الهادي في المنطقة الشرقية‪،‬أي جهة أمريكا الجنوبية والوسطى‪ ,‬وهذا الماء يكون باردا ً ْلنه يأتي من‬
‫مناطق منخفضة من المحيط‪ ،‬وهو أيضا يحتوي على مواد غذائية غنية‪ ،‬ويكون مجاالً جيدا ً لمعيشة اْلسماك‬
‫والحياة البحرية في الطبقات العليا من المحيط‪ ،‬وبهذا تنتعش أعمال صيد اْلسماك والحيوانات البحرية‪ ,‬اال ان‬
‫تبخر مياه اقل مما في غرب المحيط بسبب انخفاض درجات الحرارة‪ ,،‬أما غرب الباسفيك على الجانب اآلسيوي‬
‫فإن اْلمطار الموسمية تكون غزيرة بسبب ارتفاع الحرارة وزيادة التبخر‪.‬‬
‫كما يترتب على اختالف مستوى سطح المحيط والذي يكون أعلى في الطبقات العليا من المحيط في الغرب تكون‬
‫تيار ماء دافئ يسير من الشرق إلى الغرب‪ ،‬وبنفس الوقت يكون المستوى اْلدنى من المحيط وهو المنطقة الباردة‬
‫أعلى في المنطقة الشرقية‪ ,‬نتيجة صعود المياه الباردة إلى السطح‪ ،‬وبهذا يهبط مستوى المياه الباردة كلما اتجهنا‬
‫غربا ً‪ ,‬وعمليا ً يتكون تيار من المياه الباردة في الطبقات السفلى يتجه من الغرب إلى الشرق حيث تصعد هذه المياه‬
‫إلى اْلعلى في المناطق الشرقية من المحيط (قرب اإلكوادور وبيرو) حاملة معها المواد الغذائية الموجودة في‬
‫اسفل المحيط‪ ،‬والتي تمثل غذاءا ً ثمينا ً لألسماك في مناطق الصيد السطحية‪.‬‬
‫وقد يحدث أثناء فترة حدوث النينو إن تكون الرياح التجارية الشرقية ضعيفة‪ ,‬أو في بعض اْلحيان تحدث تيارات‬
‫هوائية في اتجاه معاكس بحيث تتجه من الغرب إلى الشرق‪ ,‬وهذه الرياح تسير فوق سطح المحيط الهادي عند‬
‫البديهي‬
‫ً‬ ‫خط االستواء‪,‬فتعمل على دفع المياه الدافئة إلى الساحل الغربي من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية‪ ,‬ومن‬
‫فإن اْلمطار تسير مع المياه الدافئة المتجهة شرقا ً فتسبب فيضانات في البيرو مع جفاف جزئي أو كلي في‬
‫إندونيسيا واستراليا‪.‬‬
‫إن المؤشر اْلساسي لحدوث النينو هو ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية للمحيط على جانبي خط االستواء في‬
‫وسط وشرق المحيط الهادئ‪ ,‬إن الحالة النمطية لحدوث النينو هو إن دفئ المحيط يبدأ في ربيع أو صيف نصف‬
‫الكرة اْلرضية الشمالي‪ ،‬ويزداد الدفيء ليصل الذروة في نهاية السنة‪ ،‬وينتهي بصورة اعتيادية في الصيف‬
‫الالحق‪.‬‬
‫في الواقع إن اْلمر ليس بهذه البساطة‪ ،‬فلو كان اآلمر يقف عند هذا الحد‪ ،‬فهذا يعني أن النينو (أو االنسو) سيؤثر‬
‫فقط على مناطق المحيط الهادئ االستوائية‪ ,‬ولكن من الواضح أن تبدل حرارة البحر يؤثر على الجو‪ ،‬إذ أن‬
‫الهواء الحار والرطب فوق المحيطات يؤدي إلى توليد عواصف رعدية استوائية‪ ,‬كما تسير مياه الباسفيك الدافئة‬
‫نحو الشرق ترافقها اكبر العواصف الرعدية التي تبدأ بضخ الهواء الحار والرطوبة إلى الهواء في طبقات الجو‬
‫العليا تتجاوز ارتفاع(‪ )15‬كم‪ ,‬وهذا بدوره يؤثر على التيارات الهوائية النفاثة في اْلجواء العالية‪ ,‬ويعني ذلك إن‬
‫النينو يؤدي إلى تغيير مواقع التيارات الهوائية النفاثة بصورة جذرية‪ ،‬ويؤدي إلى جو غير طبيعي في جميع أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬وعليه ال يقتصر تأثير النينو على مناخ أمريكا الشمالية والجنوبية فحسب‪ ،‬وانما يشمل مناطق بعيدة مثل‬
‫أفريقيا أو المنطقة القطبية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن الالنينا‪ ،‬تتميز ببرودة مياه المحيط في المنطقة االستوائية للمحيط الهادي (بدالً من دفئها في‬
‫حالة النينو) وهذا يؤدي إلى تأثيرات في المناخ تعاكس حالة النينو‪ ,‬إن حالة النينا القوية التي حدثت في كانون أول‬
‫‪ 1998‬عندما كان المحيط الباسفيكي الشرقي ابرد جدا ً من البرودة االعتيادية بحيث يتحرك الماء السطحي البارد‬
‫إلى مسافات ابعد نحو الغرب‪.‬‬
‫ولغرض الوصول إلى إمكانية التنبؤ بهذه اْلحداث‪ ،‬فقد تم اتخاذ إجراءات لمراقبة درجات حرارة المحيط‬
‫والضغط واتجاه الرياح وغيرها من العوامل المؤثرة‪ ،‬ومن خالل اْلقمار الصناعية‪،‬أو طوافات مثبتة بالمحيط أو‬
‫متحركة تبث يوميا ً المعلومات المطلوبة إلى مراكز البحوث المختلفة‪ ،‬ومنها سفن بحوث خاصة‪ ،‬الشكل رقم(‪-3‬‬
‫‪ )14‬طوافة متحركة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-14‬طوافة متحركة لمراقبة ظاهرة النينو‪.‬‬

‫ويعد كل من النينو والال نينا عوامل مؤثرة في المناخ وخصوصا ً في مناطق خطوط العرض العالية فوق خط‬
‫االستواء‪ ،‬وهذه العوامل تظهر بصورة واضحة في الشتاء‪ ,‬ففي سنوات النينو تكون درجات الحرارة في الواليات‬
‫الشمالية والوسطى من الواليات المتحدة ادفىء مما في الظروف الطبيعية االعتيادية‪ ،‬وتكون ابرد في الواليات‬
‫الجنوبية‪ ,‬أما في سنوات الالنينا فإن اْلمور تنعكس تماما‪.‬‬
‫وإن تأثيرات النينو والالنينا متنوعة على نطاق العالم‪,‬فيما يتعلق باْلمطار والفيضانات واْلعاصير‬
‫والجفاف‪،‬وحركة اْلسماك والحيوانات اْلخرى‪،‬وإشعال الحرائق‪،‬والجوع والتشرد والرخاء‪,‬وتوجد عوامل أخرى‬
‫كثيرة جدا ً تدخل في هذه المجال فتؤثر عليها سلبا ً أو إيجابا‪ ،‬ودراسة هذه العوامل تكون جدية وواقعية من خالل‬
‫(‪)11‬‬
‫تطوير اْلجهزة والمعدات المتعلقة بالمناخ‪,‬وتشجيع البحوث العلمية المتعلقة بذلك‪.‬‬

‫رابعا‪-‬اآلثار السلبية لظاهرة النينو‪:‬‬


‫يؤدي حدوث النينو إلى تغيرات شديدة في المناخ لذا تعمل على انتشار العديد من الفطريات والبكتريا‬
‫والفيروسات‪ ،‬وبالتالي تنتشر بعض اْلمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي‪ ،‬والتيفوئيد‪ ،‬والكوليرا‪ ،‬والمالريا‪،‬‬
‫كما تكثر اآلفات الزراعية مثل القوارض والحشرات؛ لهذا اهتم العلماء كثيرا بالتنبؤ بالنينو؛ فطوروا العديد من‬
‫أجهزة الرصد لمعرفة بداية ارتفاع درجة حرارة سطح ماء المحيط الهادي‪ ,‬وهو ما مكنهم من التنبؤ بالنينو‬
‫‪ 98/1997‬قبل حدوثه بستة أشهر‪ ،‬التي حدثت أواخر النصف الثاني من قرن الماضي‪ ،‬وقد نتج عنها خسائر في‬
‫الواليات المتحدة وحدها تُقدر بـ حوالي‪ 2,4‬مليار دوالر‪ ،‬وتسببت في مقتل ‪ 189‬شخصا‪ ,‬عدا الجرحى‪,‬وكذلك‬
‫الحال النينو الذي حدث عام ‪1983-82‬؛ فقد تسبب في حدوث كوارث على معظم القارات‪ ,‬و منها الجفاف‬
‫والحرائق التي عانت منها كل من أستراليا وأفريقيا وإندونيسيا‪ ,‬واْلمطار الغزيرة في بيرو التي لم تشهد المنطقة‬
‫مثلها من قبل‪ ,‬و قُدرت الخسائر بحوالي ‪ 13‬مليون دوالر‪ ،‬وقُتل مابين ‪ 1300‬إلى ‪ 2000‬شخص‪.‬‬
‫كما انتشرت بعض اْلمراض مثل االلتهاب الـدماغي ‪ encephalitis‬الذي انتشر بشدة في الساحل الشرقي‬
‫للواليات المتحدة‪ ,‬كما ساعد هذا المناخ على انتشار البعوض والفئران والثعابين‪ ،‬وحتى أسماك القرش تكرر‬
‫هجومها على ساحل ‪ Oregon‬بالواليات المتحدة‪.‬‬
‫وربما كان أغرب التأثيرات التي أحدثها نينو عام ‪ "1983-82‬والتي أذهلت العلماء هي ما اكتشفه فريق من‬
‫العلماء في جامعة كامبريدج بوالية ما ساشوستس من تغير لزاوية عزم اْلرض وزيادة طول اليوم بمقدار ‪0.2‬‬
‫ميللي‪ /‬ثانية‪.‬‬
‫وكانت آخر ضربة للنينو عام ‪ 2003 -2002‬لتكون ثامن مرة تضرب فيها النينو اْلرض خالل الخمسين عاما‬
‫(‪)12‬‬
‫اْلخيرة‪ ،‬وقد أحدثت أسوأ موجة جفاف شهدتها أستراليا على مدار القرن الماضي‬
‫وقد أخذ المزارعون في بعض أنحاء بلدان أمريكا الوسطى والكاريبي بإحصاء الخسائر التي لحقت بمحاصيلهم‬
‫نتيجة الطقس الجاف وارتفاع درجات الحرارة‪ ,‬أما في أمريكا الجنوبية فقد اجتاحت الفيضانات الحقول في‬
‫المناطق الساحلية على وجه الخصوص بسبب اْلمطار الغزيرة غير العادية مما أحدث الكثير من اْلضرار في‬
‫المحاصيل والبنى اْلساسية‪ ,‬وتعزى كل هذه اْلحداث إلى ظاهرة النينو التي تتمثل في ارتفاع درجة حرارة سطح‬
‫المياه في وسط وشرق المحيط الهادي‪ ،‬مقابل سواحل البيرو وما يخلفه ذلك من آثار على الدورة الجوية في‬
‫(‪)13‬‬
‫مختلف أنحاء العالم ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬كوارث ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة وغير منتظمة‪:‬‬


‫يتعرض العالم في كل مكان من الكرة اْلرضية إلى كوارث مناخية متنوعة بسبب تغيرات مناخية محلية مفاجئة‬
‫وغير مألوفة وبصورة غير منتظمة ينتج عنها خسائر مادية وبشرية‪,‬ومنها ما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الحرارة‪:‬‬
‫تتعرض بعض المناطق إلى ارتفاع في درجات الحرارة لم يكمن مألوفا من قبل وبمعدالت عالية تتسبب في‬
‫وفاة العديد من اْلشخاص‪ ,‬كما حدث في أوربا عام ‪ ,2003‬وخاصة في فرنسا وإيطاليا‪ ,‬فضال عن الخسائر‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫وقد يحدث العكس تتعرض مناطق إلى انخفاض في الحرارة بشكل غير طبيعي وفي وقت غير الوقت االعتيادي كما‬
‫حدث في أمريكا في خريف ‪ 2005‬حيث تعرضت الجهات الجنوبية الشرقية إلى موجة برد لم تشهدها تلك المنطقة‬
‫من قبل‪ ,‬وينتج عن ذلك خسائر مادية وبشرية‪.‬‬
‫ففي منغوليا حدث فصالن متتابعان من الشتاء القارس (‪ 2000/1999‬و ‪ )2001/2000‬انخفضت فيهما درجة‬
‫الحرارة إلى أقل من‪ 50 -‬درجة مئوية تسببت في نفوق حوالي ‪ 3 ,6‬مليون رأس من الحيوانات‪ ,‬والتي تشكل أكثر‬
‫من ‪ % 10‬من قطعان البالد‪ ,‬ومن المعروف أن أكثر من ثلث سكان البالد يعتمدون اعتمادا كامال على الثروة‬
‫الحيوانية في الحصول على قوتهم ودخلهم‪،‬والسيما أصحاب القطعان الرحل‪ ,‬لذا فإن نسبة كبيرة من السكان‬
‫أصبحت تعاني الفقر وانعدام اْلمن الغذائي‪ ،‬وسوف تظل كذلك لعدة سنوات إلى أن يعاد تكوين هذه القطعان‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫وقد انخفضت درجات الحرارة في يناير‪ /‬كانون الثاني عام ‪ 2001‬إلى أدنى مستوياتها منذ ‪ 50‬عاما في جمهورية‬
‫كوريا الديمقراطية الشعبية اْلمر الذي أدى إلى تفاقم اْلوضاع الخطيرة التي يعانيها السكان الذين أصابهم الوهن‬
‫(‪)14‬‬
‫بالفعل نتيجة لسنوات من ندرة اْلغذية ونقص الكهرباء والوقود الالزم للتدفئة والخدمات الصحية‪.‬‬
‫ولزيادة في المعلومات سيتم تناول بعض موجات الحر والبرد في العالم‪ ,‬ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مواجات الحر‪:‬‬

‫‪ -1‬موجة حر اجتاحت والية كاليفورنيا األميركية‪:‬‬


‫تعرضت والية كاليفورنيا إلى موجة حرارة مرتفعة في كل الوالية في ‪ ,2006/7/25‬مما سبب انقطاع الكهرباء في‬
‫أماكن متفرقة منها‪ ,‬في حين عانت واليات سان لويس ونيويورك سيتي من انقطاع الكهرباء الذي استمر فترة طويلة‬
‫اكثر من أسبوع‪,‬حيث حرم نحو ‪ 100‬ألف من المنازل والمصالح التجارية من الكهرباء في كاليفورنيا‪ ,‬كما أظهر‬
‫مسح للمرافق الكبرى في الوالية وفي مدن عادة ما تنخفض بها درجة الحرارة مثل سان فرانسيسكو ارتفعت‬
‫الحرارة لمستويات قياسية بلغت ‪ 30‬درجة مئوية في باي سيتي‪ ,‬في حين المعدل للعام للحرارة في الفصل الحار هو‬
‫‪ 37.7‬درجة مئوية‪.‬‬
‫وتوفي رجل بسبب مرض مرتبط بالحرارة فيما يبدو بعد نقله من مركز طبي تعطلت به أجهزة التكييف إلى‬
‫مستشفى أخر في ستوكتون بكاليفورنيا مما دفع إلى نقل كل المرضى من المركز الطبي والبالغ عددهم ‪ .105‬وبلغت‬
‫الحرارة في ستوكتون ‪ 46‬درجة مئوية‪.‬‬
‫وقد عانى حوالي ‪ 800‬ألف من سكان كاليفورنيا انقطاعا مؤقتا على اْلقل للكهرباء في الوقت الذي واجهت فيه‬
‫أجهزة التكييف حرارة وصلت إلى ‪ 50‬درجة مئوية في بالم سبرينجز بكاليفورنيا ‪,‬وأكثر من ‪ 43‬درجة مئوية قرب‬
‫لوس انجليس‪.‬‬
‫وفي ميسوري وايلينوي قام الصليب اْلحمر بإيواء سكان ‪ 750‬منزال وسلمت ‪ 50‬ألف وجبة طعام إلى المنازل‬
‫المحرومة من الكهرباء‪.‬‬

‫‪ -2‬موجة حر في الهند‪:‬‬
‫تشير اْلنباء إن الهند تعرضت إلى موجة حر بتاريخ ‪ 2006/5/9‬آدت إلى وفاة ‪ 27‬شخصا على اْلقل بسبب شدة‬
‫الحرارة‪ ,‬وأمرت السلطات في العاصمة ببدء العطالت الصيفية مبكرا لحماية اْلطفال من موجة الحر‪.‬‬
‫وكان معظم الضحايا يقيمون في والية أوتار براديش الشمالية المزدحمة بالسكان‪ ,‬حيث اشارت اْلنباء الى أن ‪16‬‬
‫شخصا توفوا منذ أواخر أبريل نيسان‪ ,‬وتأتي بعدها والية اوريسا في الشرق والتي سجلت ‪ 11‬حالة وفاة‪.‬‬
‫وفي نيودلهي بدأ آالف من تالميذ المدارس إجازتهم قبل أسبوع من موعدها الرتفاع درجة الحرارة العظمى إلى‬
‫‪ 44.4‬درجة مئوية‪ ,‬إي أربع درجات فوق معدلها الطبيعي في هذا الوقت من السنة‪.‬‬
‫وزاد من تأثير موجة الحر نقص المياه والطاقة المعتاد في الصيف في دلهي‪ ,‬وتم إبالغ المكاتب الحكومية بإغالق‬
‫مكيفات الهواء عند الساعة ‪ 6.30‬مساء وطلب من السكان عدم استخدام مكيفات الهواء حتى الساعة ‪ 9‬مساء‪.‬‬
‫وفي اوريسا وصلت درجة الحرارة إلى ‪ 46‬درجة مئوية ‪ ,‬وقالت السلطات أن عدد من المستشفيات أعلنت عن‬
‫دخولها عشرات المصابين بضربة شمس‪.‬‬
‫وفي أوتار براديش حيث يشيع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مع نقص المياه طلب من المستشفيات أن‬
‫تستعد للتعامل مع زيادة كبيرة في حاالت ضربة الشمس‪.‬‬
‫وقد سجلت أعلى درجات الحرارة في بلدة سري جانجاناجار القريبة من حدود باكستان وبلغت ‪ 47.6‬مئوية‪.‬‬

‫‪-3‬موجة حر تجتاح أوربا‪:‬‬


‫اجتاحت جنوب أوربا بتاريخ ‪ 2000/7/11‬موجة حر وصلت إلى اكثر من‪ 40‬مئوية‪ ,‬فادت إلى اندالع‬
‫الحرائق‪ ،‬وذكر تليفزيون شبكة ‪ CNN‬اْلمريكية أن الشرطة في بلغاريا دعت إلى إعالن حالة الطوارئ لمواجهة‬
‫الحرائق التي نجمت عن هذه الموجة الحارة‪,‬وفى إيطاليا دمرت الحرائق أجدى الحدائق الوطنية في البالد‪ ،‬وفى‬
‫اليونان تسبب ارتفاع الحرارة في اندالع أكثر من مائة حريق في الغابات مما أدى إلى إعالن الحكومة حالة‬
‫التأهب القصوى ونشر قوات الشرطة ورجال اإلطفاء لمكافحة الحرائق والمساعدة في إخالء القرى والمناطق‬
‫السياحية‪,‬ومن اكثر المناطق تضررا وسط اليونان‪ ,‬حيث اندلعت عدة حرائق في عدد من القرى والبلديات شملت‬
‫حوالي ‪ 50‬منزال و‪ 7‬كنائس وآالف الهكتارات من اْلراضي الزراعية‪ ,‬ولم تفلح الطائرات في مواجهة ألسنة‬
‫(‪)15‬‬
‫اللهب المتصاعدة والتي تسببت موجة الحر في اشتعالها وانتشارها بسرعة كبيرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬موجات البرد‪:‬‬

‫‪ -1‬موجة برد في هونك كونك‪:‬‬


‫تعرضت جزيرة هونك كونك في ديسمبر سنة ‪ 1999‬إلى موجة برد أدت إلى وفاة ‪ 45‬شخصا والتي لم‬
‫تشهدها الجزيرة من قبل‪ ,‬وقد هبطت درجات الحرارة إلى سبع درجات مئوية وبعد هبوب رياح شمالية جليدية‬
‫حرارتها ثالث درجات تحت الصفر على الجزيرة قادمة من سيبيريا أدت إلى انخفاض الحرارة تحت الصفر‪,‬وقد‬
‫سجلت أدنى درجات الحرارة في الجزيرة في ديسمبر ‪ 1975‬عندما هبطت الحرارة إلى ‪ 4.3‬درجة مئوية ‪.‬‬
‫‪ -2‬موجة برد تضرب موسكو‪:‬‬
‫شهدت مدينة موسكو موجة برد قارس في ‪1999-11-23‬م أدت إلى وفاة ‪ 70‬شخصا استنادا إلى آخر إحصائية‬
‫نقلتها وكالة انترفاكس بسبب هبوط درجة الحرارة إلى ‪ 15‬درجة تحت الصفر‪.‬‬
‫وفي مطلع شهر نوفمبر من تلك السنة اجتاح البرد المناطق الغربية من روسيا وهبطت الحرارة تحت الصفر عدة‬
‫درجات‪ ,‬فنتج عن ذلك حدوث حاالت مرضية كثيرة من البرد الشديد مثل أمراض الصدر والعيون عند اْلطفال‬
‫(‪)16‬‬
‫‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن موسكو تتعرض سنويا إلى شتاء بارد تنخفض فيه الحرارة دون الصفر المئوي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التساقط‪:‬‬
‫تتعرض مناطق مختلفة إلى كميات غزيرة من اْلمطار لم تشهدها من قبل‪ ,‬بحيث تسبب فيضانات وتدمير سدود‬
‫وجسور وسيول جارفة تجرف ما يقع في طريقها من مزارع ومنشآت عمرانية وصناعية ‪,‬وقد تتعرض مدن إلى الغمر‬
‫فتسبب خسائر كبيرة في اْلرواح والممتلكات‪ ,‬كما هو الحال في بعض دول جنوب شرق آسيا ودول البلقان في شرق‬
‫أوربا‪,‬وفيما يلي استعراض لبعض الحاالت التي حدثت في العالم عام ‪.2006‬‬

‫‪ -1‬سيول في اليمن ‪:‬‬


‫شهدت محافظة ذمار اليمنية في ‪ 2006/4/5‬سيول ناتجة عن إمطار غزيرة تسببت في قتل ‪ 14‬شخصا على‬
‫اْلقل وأصابت اكثر من ‪ 20‬آخرين على بعد نحو‪ 100‬كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء‪ ,‬واشارت اْلنباء إن من بين‬
‫القتلى ثالثة أشقاء صغار قتلوا عندما جرفت السيول صخرة ضخمة وألقتها فوق منزلهم في محافظة ذمار‪ ,‬ودمرت‬
‫السيول عشرات المنازل ومساحات من اْلراضي الزراعية وقتلت أعدادا من الماشية في محافظات أخرى من اليمن‪,‬‬
‫(‪)17‬‬
‫والذي يشهد أمطارا موسمية غزيرة جدا‪ ,‬فينتج عنها سيول عارمة بسبب طبيعة أراضيه الجبلية الوعرة‪.‬‬

‫‪ -2‬عواصف مطرية في كوريا الشمالية‪:‬‬


‫تعرضت كوريا الشمالية بتاريخ ‪ 2006/8/8‬إلى عواصف مطرية أودت بحياة أكثر من ‪ 800‬شخص توفوا‬
‫أو فقدوا‪,‬وقد ألحقت أضرارا في المنازل واْلراضي الزراعية‪.‬‬
‫كما ضربت ثالثة عواصف كبيرة كوريا الشمالية في يوليو تموز من نفس السنة آدت إلى غمر المحاصيل‬
‫الزراعية‪,‬مما زاد من احتمال حدوث مجاعة في البالد التي تعاني نقصا مزمنا في اْلغذية‪.‬‬
‫وتشير اْلنباء انه حتى يوم ‪ 17‬يوليو تموز قتل ‪ 549‬شخصا وفقد ‪ 295‬آخرون‪ ,‬فيما أصيب ‪ 3043‬في‬
‫العواصف‪.‬‬
‫وقال االتحاد الدولي لجمعيات الصليب اْلحمر والهالل اْلحمر أن العواصف التي وقعت في اْلسبوع الثاني من‬
‫يوليو قتلت ‪ 151‬شخصا وأدت إلى فقدان ‪ 29‬آخرين‪.‬‬
‫واشار تقرير نشر في موقع على اإلنترنت أن أمطارا غزيرة سقطت على أجزاء من كوريا الشمالية بين ‪ 14‬و‪16‬‬
‫يوليو تموز مسببة أضرارا جسيمة‪.‬‬
‫وأضاف التقرير أن اْلمطار تسببت في تضرر حوالي ‪ 28747‬أسرة‪,‬منها ‪ 7500‬أسرة تهدمت منازلها‪,‬وأشار‬
‫أيضا إلى أن ‪ 24‬ألف هكتار من اْلراضي الزراعية تضررت أما بشكل مباشر حيث غمرتها مياه اْلمطار‪,‬أو‬
‫عندما جرفت المياه مزروعاتها‪.‬‬
‫وتشير وسائل اْلعالم أن العواصف خلفت وراءها مئات القتلى والمفقودين‪,‬شكل رقم (‪)15 -3‬صورة لمنطقة‬
‫مغمورة بمياه اْلمطار‬
‫شكل رقم (‪)3-15‬صورة لمنطقة مغمورة بمياه األمطار‬

‫‪ -3‬أمطار وانهيارات أرضية جنوب الفلبين‪:‬‬


‫شهدت مناطق واسعة من جنوب الفلبين في ‪ 2006/8/16‬فيضانات وانهيارات أرضية سببتها اْلمطار‬
‫الموسمية التي أسفرت عن سقوط ‪ 16‬قتيال بجنوب الفلبين ونزوح عشرات اآلالف‪.‬‬
‫وقال المتحدث باسم مكتب الدفاع المدني أن كميات كبيرة من اْلمطار سقطت خالل ستة أسابيع نتيجة لتعرض‬
‫المنطقة إلى سلسلة من اْلعاصير والرياح الجنوبية الغربية‪.‬‬
‫وتشير اْلنباء أن عشرة أشخاص غرقوا بسبب السيول في اقليمي الناو ديل نورتي وسارانجاني بالجنوب‪ ,‬في‬
‫حين دفن ستة وهم أحياء في زامبوانجا ديل سور‪.‬‬
‫وتسببت الفيضانات واالنهيارات اْلرضية في نزوح عشرات اآلالف من السكان‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن تلك المناطق تتعرض لألعاصير بشكل مستمر‪,‬وقد شهدت خالل الثمانية شهور الماضية‬
‫‪ 11‬إعصارا‪.‬‬

‫‪ -4‬أمطار موسمية في الهند ‪:‬‬


‫تعرضت والية راجستان غرب الهند إلى أمطار موسمية وفيضانات في ‪ 2006/8/29‬تسببت في مقتل‬
‫ما ال يقل عن ‪ 130‬شخصا ‪ ,‬كما غمرت المياه مساحات كبيرة من اْلراضي الصحراوية‪,‬وتسببت في تشريد‬
‫عشرات اآلالف من السكان في منطقة بارمر المترامية اْلطراف والمتاخمة لباكستان والمعروفة بكثبانها الرملية‬
‫وقراها المتباعدة‪ ,‬كما كان عشرات اْلشخاص في عداد المفقودين‪.‬‬
‫وقد تولت طائرات الهليكوبتر العسكرية وزوارق البحرية إنقاذ مئات اْلشخاص الذين تقطعت بهم السبل فوق‬
‫كثبان رملية أحاطت بها المياه بارتفاع يزيد على خمسة أمتار‪.‬‬
‫وكانت معظم الوفيات في راجستان خالل الفيضانات التي استمرت أسبوعا نتيجة الغرق وانهيار المنازل‪.‬‬
‫وقد حالت طبقة من الجبس تحت السطح الرملي دون تصريف مياه الفيضان البنية اللون في اْلرض‪ ,‬مما يسبب‬
‫بطء عمليات اإلغاثة‪.‬‬
‫وذكر مسؤول اْلرصاد الجوية أن اْلمطار التي سقطت على برامر خالل الشهر الجاري كانت اْلكثر غزارة‬
‫(‪)18‬‬
‫خالل ثالثة عقود على اْلقل‪,‬شكل رقم(‪ )3-16‬مناطق صحراوية تحولت إلى بحيرة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )3-16‬مناطق صحراوية تحولت إلى بحيرة‬

‫ثالثا‪ -‬العواصف الرعدية والبرق‪:‬‬


‫يعني البرق تدفق شحنات كهربائية من الغيوم باتجاه اْلرض‪,‬وينتج عن البرق خسائر مادية وبشرية‪,‬وتظهر‬
‫العواصف الرعدية والبرق في كل المناطق التي تتعرض إلى سقوط أمطار وبدرجات متفاوتة‪,‬وتنشط في المناطق التي‬
‫تتعرض إلى اْلعاصير‪,‬وتعد والية فلوريدا من المناطق التي تتعرض لها بشكل متميز‪,‬ويتكون البرق عندما تتحرر‬
‫شحنات كهربائية في الغيوم سالبة وموجبة‪,‬حيث تستقر شحنات موجبة في أعلى الغيوم وسالبة في أسفلها‪,‬وفي بعض‬
‫اْلحيان تستقر شحنات موجبة في وسط الغيوم‪,‬فعندما يحدث تماس بين الشحنات السالبة والموجبة يحدث البرق‪,‬ويكون‬
‫ذلك أما بحركة الشحنات السالبة نحو اْلسفل فيحث برق في وسط الغيوم ‪ ,‬أو إلى اْلسفل منها حسب طبيعة التماس بين‬
‫تلك الشحنات‪ ,‬أو قد يحدث العكس تتحرك الشحنات السالبة نحو الموجبة أي إلى اْلعلى‪,‬فيحدث نوع آخر من البرق في‬
‫أعلى الغيوم‪,‬الشكل رقم(‪ )3-17‬يوضح تكون البرق‪,‬ويرتبط بتكون البرق الرعد‪,‬حيث ينتج عن البرق شرارة كهربائية‬
‫شديدة جدا تصل إلى آالف الميغاواط‪,‬فتؤدي إلى رفع درجة الحرارة بشكل كبير‪ ,‬فتعمل تلك الحرارة على تمدد وتقلص‬
‫الهواء المالمس للبرق بسرعة كبيرة فينتج عنها ما يشبه االنفجار يصل صوته إلى عشرات الكيلومترات‪,‬وتكون سرعة‬
‫البرق كبيرة وتصل إلى حوالي ‪ 160‬آلف كم‪/‬ساعة‪,‬وتكون على شكل تدفقات متتالية تحدث خالل وقت قصير جدا ال‬
‫يتجاوز نصف ثانية‪ ,‬ويتخذ البرق أشكاال مختلفة في الجو حسب نوع الغيوم التي يتكون ضمنها‪ ,‬ملحق رقم (‪ )3-4‬بعض‬
‫أشكال البرق‪,‬وقد ينتج عن حدوث البرق خسائر مادية وبشرية‪,‬فقد تسبب في أحداث حرائق في الغابات والبساتين‪,‬وتدمير‬
‫اْلجهزة الكهربائية‪,‬وتتركز إصابات البرق في اْلجزاء اْلكثر ارتفاعا في أي منطقة‪,‬إذ تنصرف نحوها الشحنات‬
‫الكهربائية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-17‬مخطط تكون البرق‬


‫ومن الجدير بالذكر أن بعض من الشحنات الكهربائية يعود إلى الغيوم بعد اصطدامه باْلرض‪,‬وتسمى الشحنة الكهربائية‬
‫الواصلة إلى اْلرض بالصاعقة‪.‬‬
‫ولغرض التخلص من آثار البرق يتم وضع قضبان حديدية مدببة في أعلى مكان في المنطقة‪ ,‬تعمل على تفريغ الشحنة‬
‫الكهربائية في اْلرض‪,‬وإذا تم تثبيت تلك القضبان فوق اْلبنية العالية يجب ربطها بسلك يمتد إلى اْلرض لغرض توجيه‬
‫(‪)19‬‬
‫الشحنة نحو اْلرض وتجنب اْلبنية والمنشآت والسكان أضرارها ‪.‬‬
‫ومن اْلمثلة على العواصف الرعدية التي حدثت في العالم خالل عام ‪ 2006‬العاصفة الرعدية التي اجتاحت واشنطن‬
‫والمناطق المحيطة بها في‪,2006/6/27‬حيث شهدت العاصمة اْلمريكية واشنطن والمناطق المحيطة بها والتي تعرف‬
‫بواليات وسط اْلطلسي عواصف رعدية رافقتها أمطار غزيرة‪ ,‬مما أدى إلى فيضان اْلنهار وإغالق الطرق في المنطقة‪.‬‬
‫وذكرت التقارير عبر مواقع اإلنترنت انه صدر إنذار حول الفيضانات في المنطقة‪ ,‬وقد بلغ منسوب اْلمطار ما بين خمس‬
‫وسبع بوصات (‪ 12.5‬و‪ 17.7‬سنتيمتر) في المنطقة الممتدة من واشنطن إلى بالتيمور‪,‬وأغلبها سقط في فترة ستة‬
‫ساعات‪,‬وقد تسبب ذلك في توقف رحالت الطيران من والى منطقة واليات وسط اْلطلسي لمدة ساعتين‪,‬والتي تمثل وقت‬
‫ذروة العاصفة ‪.‬وقد أشارت محطات اْلرصاد الجوية أن سقوط أمطار كان بغزارة عالية وفي فترة زمنية قصيرة لم‬
‫تشهدها من قبل واشنطن‪ ,‬وحطم رقما قياسيا سجل يوم ‪ 25‬يونيو حزيران عام ‪.1870‬‬
‫كما توقفت حركة المرور على الطرق السريعة في المنطقة بعد أن غمرت اْلمطار الغزيرة الممرات والشوارع‬
‫(‪)20‬‬
‫المنخفضة‪,‬الشكل رقم(‪ )3-18‬يوضح جانبا من العاصفة الرعدية المطرية في واشنطن‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )18-3‬يوضح جانبا من العاصفة الرعدية المطرية في واشنطن‪.‬‬

‫اثر البرق على األبنية‪:‬‬


‫يحرر البرق هواء ساخن تصل درجة حرارته إلى حوالي ‪3000‬فهرنهايتي‪,‬فعندما يتمدد يحدث أصوات‬
‫انفجارية خطيرة‪,‬يسمع صوتها على بعد حوالي ‪ 20‬كم‪,‬وتنتقل الشحنات الكهربائية نحو اْلرض مصحوبة‬
‫بالفرقعة‪,‬فعندما تضرب أي منطقة تعمل على تدميرها وخاصة اْلبنية العالية‪,‬وتعتمد شدة اْلضرار على القوة‬
‫المحررة والتصريف المباشر للشحنة والمسافة التي تقطعها من الغيوم إلى اْلرض‪.‬‬
‫وتكمن المخاطر في الجوانب آالتية‪:‬‬
‫‪ -1‬شدة انفجار الهواء وانتشاره بسبب الحرارة الشديدة الناتجة عن البرق‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثير القوة الميكانيكية للضربة‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثير الحرارة العالية الناتجة عن الشحنة الكهربائية‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف أجزاء من البناء أو كله‪.‬‬
‫‪ -5‬أحداث اضطراب على طول فواصل المبنى‪.‬‬
‫‪ -6‬اشتعال بعض المواد ضمن المبنى أو خارجه مثل اْلشجار أو المواد القابلة لالشتعال‪.‬‬
‫(‪)21‬‬
‫‪ -7‬آثار ناتجة عن أخطار محلية بسبب مخاطر كهربائية وتجهيزات إلكترونية‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬الجفاف‪:‬‬
‫تعاني العديد من الدول النامية من مشكلة عدم توفر الغذاء الكافي لسكانها‪ ,‬ويتعين على الحكومات التي تعاني‬
‫من مشاكل اقتصادية بالفعل أن تستغل مواردها الشحيحة بشكل امثل للتخفيف من تأثيرات الجفاف والفيضانات أو‬
‫الزالزل‪ ,‬ومن ثم تركيز جهودها القائمة من فترة طويلة لتحسين اْلمن الغذائي والتشجيع على التنمية االقتصادية‪,‬‬
‫ففي الوقت الذي تؤدي فيه الصراعات البشرية إلى تفاقم البؤس الناجم عن الكوارث الطبيعية فإن التقدم صوب‬
‫التحرر من الجوع يتعرض لمزيد من العقبات‪.‬‬
‫ويعد الجفاف من المشاكل اْلساسية الذي تعاني منه معظم الدول النامية‪ ,‬وتصنف اْلراضي الجافة إلى ثالث‬
‫نطاقات مناخية‪ ،‬هي اْلراضي شديدة الجفاف‪ ،Hyper Arid‬واْلراضي الجافة ‪ ،Arid‬واْلراضي شبه الجافة‬
‫‪Semi - Arid.‬وأبسط وسيلة لتعيين الحدود بين كل نوع وآخر ‪-‬ومن ثم تصنيف درجات الجفاف‪ -‬هو اتخاذ‬
‫متوسط كمية المطر السنوي كأسلوب للتمييز‪ ,‬أراضي شديدة الجفاف تتلقى كمية من المطر السنوي تقل في‬
‫المتوسط عن ‪ 25‬ملم‪ ،‬بينما تتلقى اْلراضي الجافة كمية تتراوح بين ‪ 25‬و‪ 200‬ملم‪ ،‬في الوقت الذي تحصل فيه‬
‫اْلراضي شبه الجافة على كمية تتراوح بين ‪ 200‬و‪ 500‬ملم‪ ,‬وعلى مستوى المقارنة العامة تتلقى معظم مناطق‬
‫غرب أوروبا كميات تساقط سنوية يتراوح متوسطها بين ‪ 500‬و‪ 1000‬ملم‪ ،‬بينما تتراوح كمية المطر السنوي في‬
‫المناطق الواقعة قرب خط االستواء من ‪ 1800‬إلى أكثر من ‪ 4000‬ملم‪ ,‬حيث تسود الغابات المدارية المطيرة‪.‬‬
‫وقد تتحول اْلراضي إلى جافة ْلسباب أخرى كوقوعها في ظل المطر بالنسبة للجبال المجاورة‪ ,‬حيث تسقط‬
‫اْلمطار على السفوح المواجهة لهبوب الرياح القادمة من المناطق الرطبة قبل عبورها الجبال إلى السفوح‬
‫اْلخرى‪ ,‬أو الوصول إلى السهول الواقعة وراءها‪ ,‬كما قد يرجع الجفاف إلى طول المسافة التي تقطعها الرياح‬
‫الحاملة للمطر‪ ،‬فتفقدها قبل أن تصل إلى المناطق الداخلية البعيدة عن المسطحات المائية‪.‬‬
‫وفي أماكن أخرى كاْلراضي الساحلية في بيرو وشيلي يرجع جفاف المناخ إلى دور التيار البحري البارد الذي‬
‫يمر إلى جوار هذه المناطق‪ ،‬فيقلل من التبخر‪ ،‬ويخل بحركة الهواء‪ ،‬ويحرم اْلراضي المجاورة من المطر‪,‬فضال‬
‫عن تأثير ظاهرة النينو على تلك السواحل كما أشرنا سابقا‪.‬‬
‫وتغطي اْلراضي الجافة نحو ثلث مساحة اليابس العالمي‪ ،‬ولكنها لم تتوزع بشكل متساوي على مستوى القارات؛‬
‫فأكثر من ‪ %80‬من إجمالي مساحة اْلراضي الجافة توجد في ‪ 3‬قارات فقط‪ ،‬هي أفريقيا وآسيا وأستراليا‪ ,‬حيث‬
‫تحتل القارة اْلفريقية المرتبة اْلولى بنسبة ‪ ،%37‬وقارة آسيا نحو ‪ %33‬وأستراليا نحو ‪, )22(.%14‬الشكل‬
‫رقم(‪ )3-19‬صور لبعض مظاهر الجفاف‬
‫شكل رقم(‪)19 -3‬صور لمظاهر التصحر والجفاف‬

‫ان ظروف الجفاف تأتي بالتدريج مما ييسر التنبؤ بالحاالت الالحقة لها‪ ,‬وحتى إذا كان اْلمر كذلك فإن اإلنذار‬
‫المبكر ال يضمن بالضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة وفى وقتها المناسب‪ ,‬فالفيضانات واْلعاصير‬
‫والعواصف الشديدة وقبل كل شئ الزالزل‪ ،‬تضع السكان المتضررين تحت رحمة ردود فعل دولية تلقائية‬
‫لمعاناتهم‪ ,‬فاْلحوال المناخية غير المواتية تسبب بعض الخسائر في أحسن اْلحوال‪ ،‬إال أنه عندما ترتفع درجة‬
‫الحرارة بصورة متطرفة وغير متوقعة فإن النتائج قد تكون بنفس الشدة التي تسفر عنها الكوارث اْلخرى‪ ،‬مما‬
‫يتسبب في إجهاد شديد لالقتصاديات الهشة‪.‬‬
‫ويمكن تتبع حاالت الجفاف في بعض القارات منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أفريقيا ‪:‬‬

‫أدت حالة الجفاف الشديد التي بدأت في عام ‪ 1999‬واستمرت في عام ‪ 2000‬إلى تدمير المحاصيل والثروة‬
‫الحيوانية في مختلف أنحاء أفريقيا الشرقية‪ ,‬تاركة الماليين من السكان في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية‪,‬‬
‫ففي إثيوبيا وكينيا فقدت أعداد كبيرة من الحيوانات‪،‬وزهقت أرواح العديد من السكان نتيجة لنقص الغذاء‪ ،‬كما‬
‫عانت إريتريا والصومال والسودان وأوغندا وجمهورية تنزانيا من آثار الجفاف‪ .‬وعلى الرغم من اإلنذارات‬
‫المبكرة التي أصدرها النظام العالمي لإلعالم واإلنذار المبكر لدى منظمة اْلغذية والزراعة‪ ،‬فإن االستجابة‬
‫الدولية لحالة الطوارئ الغذائية الوشيكة لم تبدأ إال بشكل متأخر‪ ,‬ولم يمكن تجنب الهالك الجماعي جوعا إال بشق‬
‫اْلنفس‪ ,‬وفى يناير‪ /‬كانون الثاني ‪ 2001‬أصدرت اْلمم المتحدة نداءا مشتركا لجميع الوكاالت للحصول على‬
‫‪ 353‬مليون دوالر لمساعدة البلدان في القرن اْلفريقي للتخلص من آثار الجفاف‪،‬اال ان االستجابة كانت ضعيفة‬
‫ولم يتم الحصول على المبلغ المطلوب‪ ,‬ويشير المنسق إالقليمي لألمم المتحدة أن المساعدات اإلنسانية اإلقليمية‬
‫المتعلقة بكينيا والتي تعد من أكثر البلدان تضررا لم تحقق سوى ‪ %3‬فقط من المبلغ المطلوب في ذلك الوقت‪.‬‬
‫ومن اهم كوارث الجفاف في افريقيا كارثة جفاف اثيوبيا‪,‬حيث كشفت البحوث التي أجريت عن الجفاف ان منطقة‬
‫ويلو الجنوبية في إثيوبيا هي اكثر المناطق تعرضا للجفاف ‪ ،‬أن الجفاف يؤثر على ممتلكات اْلسر بأشكال‬
‫مختلفة‪ ,‬فاْلسرة الغنية تحصل على مزيد من الممتلكات أو تحافظ على ممتلكاتها (من الحيوانات والنقود‬
‫والمعدات) عن طريق شراء الممتلكات من اْلسر الفقيرة بأقل من قيمتها‪،‬والمحافظة على ممتلكاتها ومنتجاتها‬
‫بعيدا عن اْلسواق ذات القيمة المنخفضة‪ ,‬أما اْلسر الفقيرة في ممتلكاتها فإنها تجد نفسها في وضع تتراجع فيه‬
‫قيمة ممتلكاتها الهزيلة مع كساد اْلسواق بالنسبة لهذه السلع‪ ،‬وانخفاض أجور عملهم‪ ،‬وارتفاع تكاليف االقتراض‪،‬‬
‫وقلة فرص الدخول إلى الشبكات االجتماعية ومؤسسات الدعم أثناء فترات االستنزاف الهائل‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من الباحثين تقوم بدراسة جديدة حول هذه المالحظة المجردة‪ ,‬فهذه المجموعة تدرس الفرض‬
‫القائل أن اْلسر الغنية بممتلكاتها ستعيد تراكم اْلصول التي استهلكتها بمعدالت أسرع‪ ،‬بينما اْلسر الفقيرة في‬
‫ممتلكاتهـا قد ال تستطيع مطلقا إعادة تراكم اْلصول التي استهلكتها حتى بعد مرور وقت طويل‪ ,‬وسوف تجد‬
‫اْلسر الفقيرة نفسها في مصيدة الفقر دون أي فرصة للخروج منه‪ ,‬وتساعد المعونات الغذائية الكثير من اْلسر‬
‫خالل الفترة التالية من حدوث للكوارث الطبيعية‪ ،‬بينما قد تجد بعض اْلسر أنها لن تستطيع مطلقا الخروج من‬
‫(‪)23‬‬
‫دائرة الفقر التي وجدت نفسها بداخلها‪.‬‬

‫‪ -2‬آسيا‪:‬‬

‫شهدت مناطق عدة من قارة آسيا جفافا أدى إلى حدوث نقص في المواد الغذائية اْلساسية‪,‬منها آسيا الوسطى‬
‫التي تحتاج إلى المساعدة إلنقاذ حياة حوالي ‪ 4‬ماليين نسمة في البلدان اْلكثر تضررا من الجفاف‪ ,‬وهي أرمينيا‬
‫وجورجيا وطاجيكستان‪ .‬كما أضرت حاالت الجفاف باْلردن والعراق وسوريا لعامين متواليين‪ ،‬وكان صغار‬
‫المزارعين وأصحاب القطعان من أشد الفئات تضررا من هذه الحالة وهم في حاجة إلى معونة غذائية‪.‬‬
‫وفي أفغانستان قضى الجفاف على المحاصيل والثروة الحيوانية في مختلف أنحاء البالد‪ ,‬كما نتجت عنه حدوث‬
‫وفيات نتيجة لنقص اْلغذية‪ ,‬وقد تفاقم الموقف مرة أخرى نتيجة لتصاعد الحرب اْلهلية المستمرة منذ فترة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫وفى إيران كان الجفاف الذي حل بالبالد عام ‪ 2000‬يعد من أسوا حاالت الجفاف التي تصيب البالد منذ ثالثين‬
‫عاما‪,‬والتي أدت إلى أضرار بالغة شملت ‪ 18‬مقاطعة من مجموع ‪ 28‬مقاطعة‪,‬وقد اضطرت الدولة إلى استيراد ما‬
‫يقرب من ‪ 7‬ماليين طن من القمح في ‪, 2000 /1999‬حيث أصبح أكبر بلدان العالم استيرادا للقمح‪.‬‬
‫وفى باكستان دمر الجفاف المحاصيل في مقاطعة بلوخستان الغربية ومقاطعة السند الجنوبية‪.‬‬
‫أما الهند فقد شهدت أسوأ موجة جفاف منذ مائة عام بوالية بوجارات‪,‬حيث عانت أكثر من ‪ 18‬ألف قرية من نقص‬
‫كبير في المياه‪,‬كما شمل الجفاف عدد من الواليات اْلخرى مثل راجستان ومدهيابراديش وأندهار براد يش‪.‬‬
‫وقد وصل عدد السكان الذين يعانون من نقص في المواد الغذائية بسبب الكوارث الطبيعية في تشرين اْلول عام‬
‫‪1999‬الى ‪ 52‬مليون نسمة‪,‬وارتفع بعد سنة أي في تشرين اْلول عام‪ 2000‬إلى‪ 62‬مليون نسمة‪,‬و إلى‪ 60‬مليون‬
‫(‪)24‬‬
‫نسمة في عام‪.2001‬‬

‫‪ -3‬الجفاف في البرازيل‪:‬‬
‫تبنت البرازيل إجراءات عاجلة لمواجهة أسوأ حاالت الجفاف التي تضرب منطقة اْلمزون منذ عقود‪ ,‬وقال العلماء‬
‫إن مستوى المياه وصل إلى أقل معدل له منذ ثالثين عاما مما خلق صعوبات أمام عمليات النقل في النهر‪ ,‬والتي تعد‬
‫الوسيلة الوحيدة للتنقل بين العديد من المناطق الواقعة على ضفاف النهر‪ ,‬سواء بالنسبة لنقل المسافرين أو السلع‪.‬‬
‫وقد أعلنت العديد من المدن على ضفاف ثاني أطول نهر في العالم حالة التأهب وسط مخاوف من أن تصبح‬
‫معزولة‪,‬ويلقي الخبراء بالمسؤولية على لما حدث على الدورة المناخية‪ ,‬وليس ارتفاع درجة حرارة اْلرض‪ ،‬ويعتقد‬
‫هؤالء أن الطقس في اْلمازون يتأثر بدرجة حرارة المياه في المحيط الهادي‪ ،‬وهو أمر يتغير بشكل منتظم‪ ,‬ويصل‬
‫متوسط ارتفاع المياه في نهر اْلمازون ‪ 17,6‬متر‪ ،‬ولكن هبط المعدل إلى ‪ 16,2‬متر حسب تقرير لخبراء برازيليين‪,‬‬
‫وأفادت اْلنباء أن سفينة محملة بالوقود كانت متجهة إلى مدينة ما نواس قد تعطلت منذ أسبوعين بسبب انخفاض منسوب‬
‫المياه‪ ،‬كما لقي ‪ 16‬شخصا حتفهم في حادث عبارة‪ ,‬وتحمل قبطانها مسؤولية ما حدث بسبب الظروف الصعبة في النهر‪.‬‬
‫كما تأثرت أيضا منطقة اْلمزن في بيرو المجاورة حيث وصل االنخفاض بميناء ايكويتوس إلى درجة قياسية‪.‬‬
‫(‪)25‬‬
‫وأفادت اْلنباء بتأخر وصول الغذاء إلى ايكيتوس بسبب صعوبة المالحة في النهر‪.‬‬

‫العالقة بين الجفاف وظاهرة االحتباس الحراري‪:‬‬


‫تشير بعض الدراسات التي آجراها علماء المناخ إن ظاهرة االحتباس الحراري عامل أساسي في ازدياد الجفاف‪,‬‬
‫والجفاف مرده جزئيا ً إلى ارتفاع درجات الحرارة ال إلى نقص في كمية المطر‪.‬‬
‫وفي ما يلي نص البيان الصحفي الذي أصدره المركز القومي لألبحاث الجوية بهذا الشأن‪:‬‬
‫المركز القومي لألبحاث الجوية‬
‫الهيئة الجامعية لألبحاث الجوية‬
‫بيان صحفي‪ 10 ،‬كانون الثاني‪/‬يناير‪ :2005 ،‬امتداد ظاهرة الجفاف ‪:‬دراسة أجراها المعهد القومي االمريكي لألبحاث‬
‫الجوية تعتبر ظاهرة االحتباس الحراري عامالً رئيسيا ً ‪.‬‬
‫وجاء في تحليل أجراه المركز القومي لألبحاث الجوية أن نسبة مساحة اليابسة التي أصابها جفاف كبير ارتفع إلى أكثر‬
‫من الضعفين ما بين السبعينات من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي‪,‬حيث وقع جفاف واسع النطاق في معظم أنحاء‬
‫أوروبا وآسيا وكندا وجنوب وغرب إفريقيا وشرق أستراليا‪ ,‬وقال رئيس فريق العلماء الذي وضع تقرير المركز القومي‬
‫لألبحاث الجوية آيغو داي يبدو أن ارتفاع درجات الحرارة تدريجي بسبب الغازات المنبعثة من المصانع‬
‫والسيارات‪،‬وهو ما يعرف باالحتباس العالمي عامل رئيسي في ذلك ‪.‬‬
‫وعرض داي النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة في ‪ 12‬كانون الثاني‪/‬يناير خالل االجتماع السنوي للجمعية‬
‫اْلميركية لألرصاد الجوية في مدينة سان دييغو ‪.‬‬
‫كما تم نشر نتائج الدراسة في مجلة علم اْلرصاد الجوية المائية في مقال بقلم كيفن ترنبيرث وتاوتاو كيان‪ ،‬وهما عالمان‬
‫في المركز القومي لألرصاد الجوية‪,‬وقد مولت الدراسة المؤسسة القومية للعلوم‪ ،‬وهي الراعي الرئيسي لنشاطات‬
‫المركز‪,‬ووجد داي وزمالؤه أن نسبة ضئيلة جدا ً من مساحة اليابسة التي تعاني من أوضاع جفاف شديد (ثالث تحت‬
‫الصفر أو أقل حسب دليل بالمر لقياس حدة الجفاف ( ارتفعت من حوالي ‪ 15-10‬بالمئة في أوائل السبعينات من القرن‬
‫الماضي إلى حوالي ‪ 30‬بالمئة بحلول عام ‪. 2002‬وقال داي إن نصف هذا التغير يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة ال‬
‫إلى انخفاض منسوب اْلمطار أو الثلوج ‪.‬‬
‫وأضاف ‪:‬تتكهن نماذج اْلحوال الجوية في الكرة اْلرضية بازدياد الجفاف في معظم مساحة اليابسة خالل الفصل الحار‬
‫فيها‪ ،‬مع ازدياد كمية انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات اْلخرى المسببة لظاهرة االحتباس الحراري ‪.‬ويشير‬
‫تحليلنا إلى أن هذا الجفاف ربما يكون قد بدأ بالفعل ‪.‬‬
‫وحتى أثناء تعاظم مساحة اليابسة التي امتد فيها الجفاف ازدادت كمية بخار الماء الموجودة في الهواء خالل العقود‬
‫اْلخيرة‪ ,‬كما ازداد معدل هطول المطر نتيجة تكاثف البخار قليال‪ ,‬ولكن داي أشار إلى أن درجات حرارة طبقة الهواء‬
‫القريبة من سطح اليابسة شهدت ارتفاعا كبيراًًَ مفاجئا ً منذ السبعينات من القرن الماضي ‪.‬‬
‫ويزيد ارتفاع درجة الحرارة الكبير من تبخر الرطوبة من اليابسة‪ ,‬وقال داي إنه يمكن لمجمل مساحة اليابسة التي تمر‬
‫إما بأوضاع من الجفاف الحاد أو من الرطوبة الشديدة أن تتعاظم لتحتل نسبة أكبر من مجمل مساحة اليابسة على الكرة‬
‫اْلرضية في عالم أكثر حرارة‪ ,‬وأشار داي إلى أنه في الوقت الذي شهد فيه معظم القسم الشمالي من نصف الكرة‬
‫الغربي جفافا ً في العقود اْلخيرة‪ ،‬إال أن الواليات المتحدة خرجت عن ذلك المنوال وأصبحت إجماالً أكثر رطوبة في‬
‫اْلعوام الخمسين الماضية‪,‬و يمكن مالحظة ازدياد الرطوبة في المنطقة الممتدة بين جبال الروكي ونهر المسيسيبي‪,‬‬
‫ومن المناطق اْلخرى التي تشهد زيادة في الرطوبة كل من اْلرجنتين وأنحاء من غرب أستراليا‪ ,‬إن هذا االتجاه نحو‬
‫ازدياد الرطوبة يرتبط بازدياد هطول اْلمطار من البخار المتكاثف أكثر من ارتباطه بدرجات الحرارة ‪.‬‬
‫وأوضح داي أن الجفاف والفيضانات ظاهرتان مناخيتان حادتان يرجح أن تتغيرا بسرعة أكبر من تغير المناخ العادي‪,‬‬
‫وبما أنهما من الكوارث التي تلحق أكبر الخسائر بالعالم وتؤثران على عدد كبير من الناس في كل عام‪ ،‬فمن المهم‬
‫رصدهما وربما التكهن بتغيرهما ‪.‬‬
‫ولمعرفة كيفية تغير الرطوبة في التربة خالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬وضع داي وزمالؤه تحليالً فريدا ً يشمل جميع‬
‫أنحاء العالم يعتمد دليل بالمر‪ ،‬وهو الدليل اْلكثر استخداما ً منذ عقود لقياس الجفاف في الواليات المتحدة‪ ,‬ويقيس دليل‬
‫بالمر كمية الرطوبة في طبقة الهواء القريبة من سطح اْلرض ويقارنها بكمية الرطوبة الموجودة في التربة ‪.‬‬
‫وبما أن دليل بالمر ال يعتمد لحساب نسبة الرطوبة بشكل روتيني في معظم أنحاء العالم‪ ،‬لذا لجأ داي وزمالؤه إلى‬
‫استخدام سجالت درجات الحرارة وكمية المطر خالل سنوات طويلة ومن مصادر مختلفة للتوصل إلى دليل للفترة‬
‫الممتدة من عام ‪ 1870‬حتى عام ‪ ,2002‬وكانت النتائج مطابقة للنتائج التي تم الحصول عليها من محاكاة تاريخية‬
‫ْلوضاع سطح اليابسة في العالم تم التوصل إليها عن طريق نموذج شامل بالكمبيوتر وضعه العلماء في المركز القومي‬
‫لألبحاث الجوية ووكالة الطيران والفضاء اْلميركية ناسا وجامعة جورجيا للتكنولوجيا وجامعة تكساس في أوستن‬
‫وجامعة أريزونا ‪.‬‬
‫وبعد أخذ عاملي هطول اْلمطار والثلج في الحسبان‪ ،‬قدر داي وزمالؤه كمية رطوبة التربة في العالم التي يمكن عزوها‬
‫فقط إلى عامل ارتفاع درجة الحرارة من خالل التبخر اإلضافي الذي يحدثانه ‪.‬‬
‫واشار داي إن الجفاف الناجم عن ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة حصل في معظم أنحاء اْلرض منذ أوائل السبعينات‬
‫من القرن العشرين‪ ,‬وقد حصل أعظم تأثير لها في المناطق القريبة والمتوسطة القرب من القطب الشمالي‪ ,‬وعلى العكس‬
‫من ذلك كان انحسار اْلمطار هو العامل الرئيسي الذي أدى إلى ازدياد مساحة اْلراضي المصابة بالجفاف في منطقة‬
‫الساحل اإلفريقي وشرق آسيا‪ ،‬وهي مناطق تحول فيها ظاهرة النينو عادة دون هطول اْلمطار‪ ،‬وهي الظاهرة الجوية‬
‫التي ازداد تكررها منذ السبعينات من القرن الماضي‪,‬والنينو تعمل على أحداث تغيرات في نظام المحيطات والجو في‬
‫(‪)26‬‬
‫المنطقة االستوائية من المحيط الهادئ تؤثر على اْلحوال الجوية في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬العواصف الترابية‪:‬‬


‫تتعرض معظم مناطق الوطن العربي ومناطق مختلفة من العالم إلى عواصف ترابية في مواسم معينة من السنة‪,‬‬
‫وخاصة الربيع والصيف‪ ,‬وتتباين مدتها من سنة ْلخرى‪ ,‬كما تتباين فترة استمرارها‪ ,‬وقد تكون يوم واحد أو عدة أيام أو‬
‫اكثر من أسبوع‪ ,‬وتكون لتلك الظاهرة مشاكل بيئية تنعكس آثارها على اإلنسان والحيوان والنبات‪.‬‬
‫ومما يزيد في مخاطرها حدوث أمطار في نفس الفترة فتتحول إلى أمطار طينية‪.‬‬
‫ومن أهم العواصف الترابية التي شهدها العالم مؤخرا ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عاصفة رملية تغطي العاصمة الصينية بكين‪:‬‬


‫هبت عاصفة رملية على العاصمة الصينية بكين في ‪ 2006/4/18‬وغطت المنازل والشوارع والسيارات‬
‫بغبار بني اللون وجعل اْلجواء تميل إلى اللون اْلصفر العكر في أسوأ تلوث تشهده بكين منذ نصف قرن‪ ,‬وأدى‬
‫تصحر غرب الصين والسهول المنغولية إلى جعل العواصف الرملية الربيعية أشد حدة في السنوات اْلخيرة‪,‬‬
‫والتي تصل إلى مناطق بعيدة مثل كوريا الجنوبية واليابان‪ ,‬وكان للجو البارد والعاصف وزيادة أماكن البناء‬
‫وضعف الغطاء النباتي حول بكين دورا في ذلك‪ ,‬واشارت أجهزة اْلعالم الرسمية أن بكين سجلت ‪ 13‬يوما من‬
‫التلوث في عام ‪, 2006‬وهو ما يزيد مرتين عن إجمالي السنة الماضية‪,‬وأعلى مستوى منذ ست سنوات‪,‬الشكل‬
‫رقم(‪ )20-3‬آثار العواصف الترابية شمال الصين‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )3-21‬آثار العواصف الترابية شمال الصين‪.‬‬

‫‪ -2‬عواصف ترابية تجتاح كوريا الجنوبية‪:‬‬


‫واجهت كوريا الجنوبية في‪ 2006/4/11‬أسوأ عاصفة ترابية صفراء لم تشهدها خالل أربع سنوات‬
‫الماضية‪,‬حيث تكونت سحابة خانقة من الرمال الممتزجة بمواد كيماوية سامة في حين حذر خبراء اْلرصاد من‬
‫المزيد من هذه اْلتربة‪.‬‬
‫وتحولت السماء إلى اللون اْلصفر‪ ,‬وهبط مستوى الرؤية إلى اقل من ‪ 150‬م‪ ,‬وأصدرت كوريا الجنوبية‬
‫توجيهات صحية السبت بسبب العاصفة التي وصفت بأنها اْلسوأ منذ عام ‪.2002‬‬
‫وقال خبراء اْلرصاد أن اْلتربة التي تهب من منطقة صحراء جوبي بالصين تلتقط معادن ثقيلة ومواد سرطانية‬
‫مثل الديوكسين لدى مرورها فوق المناطق الصناعية الصينية قبل أن تصل إلى شبه الجزيرة الكورية واليابان‪.‬‬
‫ويهيل الطقس الجاف والرياح الموسمية في الصين ماليين اْلطنان من الرمال على شبة الجزيرة الكورية واليابان‬
‫في فصل الربيع من كل عام‪.‬‬
‫وقال معهد البيئة الكوري أن اْلتربة تتسبب في موت ما يصل إلى ‪ 165‬من سكان كوريا الجنوبية سنويا معظمهم‬
‫من المسنين أو ممن يعانون مشاكل في التنفس‪ ,‬كما تتسبب في مرض نحو ‪ 1.8‬مليون نسمة‪.‬‬
‫وتشير التقارير أن الخسائر التي تلحق باقتصاد كوريا الجنوبية سنويا من جراء العواصف تقدر بما بين ‪4.273‬‬
‫(‪)27‬‬
‫تريليون و‪ 5.5‬تريليون وون (‪ 4,49‬و ‪ 5.77‬مليار دوالر)‪.‬‬

‫‪-3‬خطر العواصف الترابية‪:‬‬


‫تشير العديد من الدراسات إلى خطر العواصف الترابية فضال عن التلوث ونقل الجراثيم المسببة للجمرة‬
‫الخبيثة‪ ,‬فخالل ندوة عقدت في السعودية بعنوان الصحراء والتصحر ‪ 2006‬كشفت إحصائية مناخية في السعودية‬
‫أن المناطق الشمالية الشرقية من البالد هي اْلكثر عرضة لحدوث عواصف ترابية‪ ،‬يتبعها عدة مؤثرات اقتصادية‬
‫وتشير‬ ‫وبحرية وصحية واجتماعية‪.‬‬
‫المعلومات الصادرة عن الرئاسة العامة لألرصاد وحماية البيئة التي نظمت ندوة دولية في جدة بالتعاون مع‬
‫جامعة الملك عبدا لعزيز‪ ،‬عن «العواصف الترابية وتأثيراتها الصحية والبيئية واالقتصادية»‪ ،‬بمناسبة االحتفال‬
‫بالسنة الدولية «للصحاري والتصحر لعام‪ ،»2006‬أن السعودية هي واحدة من الدول الواقعة في نطاق‬
‫صحراوي‪ ،‬وهو ما يجعلها معنية بدراسة التأثيرات الكبيرة للعواصف الترابية‪.‬‬
‫وأفاد خبراء في البيئة واْلرصاد خالل الندوة أن المركبات الحيوية التي يحملها الهواء من الجراثيم وغبار الطلع‬
‫وفيروسات مرضية وبذور نباتات تتسبب في أمراض الحساسية‪ ،‬كما يحمل الغبار جراثيم مسببة لبعض أمراض‬
‫الحمى مثل أمراض الجمرة الخبيثة‪.‬‬
‫وينتج عن اْلتربة والعواصف الرملية تهيج العيون‪ ،‬وأمراض الجهاز التنفسي كااللتهاب المزمن في الشعب‬
‫الهوائية بالرئتين والربو‪ ,‬إضافة ْلضرار جسيمة على صحة اْلطفال تؤدي إلى صغر أجسامهم بسبب ذوبان‬
‫عنصر الرصاص الملوث لهواء الشهيق في إفرازات الرئتين‪.‬‬
‫وفي شأن متصل حذر الخبراء من مخاطر التصحر نتيجة لزحف الرمال وترسبها على المناطق الزراعية فتتكون‬
‫فيها الكثبان الرملية وتصبح غير قابلة لإلنتاج الزراعي‪ ,‬كما تسبب العواصف الترابية بما تحمله من ذرات رمل‬
‫أضرارا على فروع اْلشجار والذي يؤدي إلى قصور في نمو النباتات‪.‬‬
‫وتؤثر العواصف الرملية على النقل بأنواعه‪ ,‬وإحداث أضرار في المنشآت الصناعية والنفطية وما تحويه من‬
‫أجهزة ميكانيكية وإلكترونية‪ ،‬حيث تترسب ذرات الرمل على تلك اْلجهزة وتحدث أعطاال بالغة بها‪.‬‬
‫وقد تعرضت بعض المناطق والمدن السعودية إلى عواصف رملية مصحوبة بتدني مستويات الرؤية في بعض اْلحيان‬
‫إلى اقل من ‪ 100‬متر‪ ،‬وكان أبرزها العاصفة الرملية التي هبت على محافظة جدة في أبريل (نيسان) ‪ ,2006‬وما‬
‫شهدته منطقتا مكة المكرمة‪ ،‬والمدينة المنورة في فبراير‪ 2005‬من عاصفة مصحوبة باْلتربة والتي أدت إلى توقف‬
‫حركة المالحة الجوية والبحرية والبرية‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم ثورات صناعية وتقدما ً غير مسبوق فان أمراض الصدر والعيون عند اْلطفال‬
‫نتاج طبيعي للتلوث البيئي‪.‬‬
‫ويعد تلوث الهواء أوسع أشكال التلوث انتشارا ً والذي يصعب عالجه والسيطرة عليه بسبب عدم القدرة على حصره‬
‫في أماكن محدودة‪ ,‬وبسبب التزايد المستمر في مسبباته ومعدالته‪ ,‬وهو أمر ال يمكن إيقافه ْلنه يرتبط بعوامل‬
‫طبيعية يصعب التحكم بها‪,‬وعوامل بشرية تتعلق بنشاط اإلنسان وتقدمه المستمر في مختلف المجاالت الصناعية‬
‫والزراعية والحضارية‪ ،‬كما أن النشاط المتزايد في كل هذه المجاالت أمرا ً ضروريا ً ال غنى عنه لتوفير متطلبات‬
‫الحياة‪.‬‬
‫ومن أهم مسببات تلوث الهواء الطبيعي الثورانات البركانية‪ ،‬والتي كانت أكثر حدوثا ً في العصور الجيولوجية‬
‫الماضية من الوقت الحاضر‪ ,‬وتحتوي المقذوفات البركانية عادة على كميات كبيرة من الغازات الضارة مثل‬
‫الغازات الكبريتية‪ ،‬كما تحتوي أحيانا ً على كميات كبيرة من الغبار الذي قد يبقى عالقا ً بالجو لفترات طويلة‪ ،‬ومازال‬
‫التلوث بالغازات البركانية السامة يحدث في الوقت الحاضر بشكل يؤدي ولو في حاالت قليلة جدا ً إلى كوارث‬
‫مروعة ‪ ،‬ومثال ذلك كارثة مدينة سان بيليه في جزر المارتيين بالبحر الكاريبي سنة ‪ ،1902‬حيث انفجر البركان‬
‫المسمى باسمها والذي يبعد عنها بنحو ثمانية كيلو مترات‪ ،‬وخرجت كميات ضخمة من الغازات السامة المختلطة‬
‫بمواد صلبة من فتحة في جانبه واندفعت بشكل سحابة حارقة اشتهرت بأسم سحابة بيليه نحو المدينة بسرعة هائلة‬
‫فقضت في بضع ثوان على كل مظاهر الحياة البشرية والنباتية والحيوانية في طريقها‪ ،‬بما في ذلك كل سكان هذه‬
‫المدينة وعددهم حوالي ثالثين ألفاً‪.‬‬
‫أال أن المصدر الرئيسي لتلوث الهواء هو اْلتربة والرمال الناعمة التي ترفعها التيارات الهوائية الصاعدة أو التي‬
‫تنقلها الرياح من اْلراضي المكشوفة ذات التربة المفككة‪ ،‬إذ تعد مظهرا ً من مظاهر التلوث الطبيعي التي تنتشر‬
‫انتشارا ً واسعا ً في اْلقاليم الجافة وشبه الجافة‪ ،‬ومن أقوى مظاهرها العواصف الترابية والرملية التي قد تؤدى إلى‬
‫نقل كميات ضخمة من اْلتربة والرمال الناعمة إلى مراكز العمران التي تمر بها‪ ,‬أو قد تبقى بعض أتربتها الناعمة‬
‫عالقة بالجو لفترات طويلة‪ ،‬ومن الثابت أن الهواء الملوث بمثل هذه اْلتربة له عالقة قوية ببعض أمراض العيون‬
‫مثل التراخوما وبعض اْلمراض الصدرية وأمراض الحساسية مثل الربو‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر إن تلوث الهواء قد يكون بسبب النشاطات المتنوعة التي يمارسها اإلنسان في مجاالت حياته‬
‫(‪)28‬‬
‫المختلفة‪ ،‬وأهم مسبباته هي النمو الحضري والنشاط الصناعي والنشاط النووي واستخدام المبيدات الحشرية‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬ظاهرة التصحر‪:‬‬

‫‪ -1‬معنى التصحر ومخاطره‬

‫يعني التصحر تعرض اْلرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي فيها‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى فقدان قدرة اْلرض على اإلنتاج الزراعي‪ ,‬والتي‬
‫تأثيرا مفجعًا على الحالة االقتصادية للبالد‪ ،‬حيث‬
‫ً‬ ‫تنعكس أثارها على الحياة الحيوانية والبشرية‪ ,‬ويؤثر التصحر‬
‫يؤدي إلى خسارة تصل إلى ‪ 40‬بليون دوالر سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها‪.‬‬
‫وفي كل عام يفقد العالم حوالي ‪ 691‬كيلومتر مربع من اْلراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر‪ ،‬أي ان حوالي‬
‫ثلث أراضي الكرة اْلرضية معرضة للتصحر بصفة عامة‪ .‬ويؤثر التصحر على القارة اإلفريقية بشكل خاص‪،‬‬
‫حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبًا‪ ,‬كما أنها زحفت جنوبًا‪،‬حيث إنها اقتربت من خط االستواء‬
‫بمقدار ‪ 60‬كم عما كانت عليه قبل ‪ 50‬سنة‪.‬‬
‫وفي أكثر من ‪ 100‬بلد من بالد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم ‪ 6‬باليين‬
‫نسمة بعملية تصحر أراضيهم‪ ,‬مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش‪.‬‬
‫جوا مالئ ًما لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح للتربة‪ ،‬مما يزيد من الضغوط الواقعة على‬‫وينتج عن التصحر ًّ‬
‫أكثر موارد اْلرض أهمية أال وهو الماء‪ ,‬وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت اْلرض حوالي ‪%30‬‬
‫من مواردها الطبيعية ما بين عامي ‪1970‬م و ‪ 1995‬م‪ ,‬حيث تثير الرياح اْلتربة في الصحاري واْلرض الجافة‬
‫وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم‪ ،‬اذ تصل اْلتربة من صحاري إفريقيا إلى أوروبا من خالل رياح‬
‫الخماسين القادمة من الصحراء اْلفريقية‪,‬كما تتعرض أجزاء من جنوب غرب الواليات المتحدة اْلمريكية إلى‬
‫الغبار أيضا‪ ،‬ويتم استنشاق تلك اْلتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدالت المرض والوفيات‪.‬‬
‫ويحتفل العالم يوم ‪ 17‬يونيو من كل عام باليوم العالمي لمواجهة التصحر والجفاف‪.‬‬

‫‪-2‬أسباب التصحر‪:‬‬
‫تساهم في حدوث التصحر عدة عوامل باإلضافة إلى تأثير عوامل الطقس‪ ,‬ومنها العوامل البشرية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬االستغالل المفرط أو غير مناسب لألراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة‪.‬‬
‫‪ -2‬إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة اْلرض‪.‬‬
‫‪ -3‬الرعي الجائر الذي يؤدي إلى حرمان اْلراضي من حشائشها‪.‬‬
‫‪ -4‬أساليب الري الرديئة‪.‬‬
‫‪ -5‬الفقر وعدم االستقرار السياسي‪ ,‬كل هذا يؤثر سلبًا على اْلراضي الزراعية‪.‬‬
‫مؤتمرا دوليًّا لمكافحة التصحر‪ ،‬وأوصت بإيجاد تعاون دولي لمكافحته‪،‬‬
‫ً‬ ‫وفي عام ‪1994‬م نظمت اْلمم المتحدة‬
‫كما أوصت الدول المتعرضة للتصحر والجفاف بإعداد برامج تكون أهدافها التعرف على العوامل المساهمة في‬
‫عملية التصحر واتخاذ اإلجراءات المناسبة لمكافحته والوقاية منه والتخفيف من حدة آثار الجفاف‪ ,‬وينبغي أن‬
‫تحتوي هذه البرامج على ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحسين مستوى قدرات البالد من حيث أساليب علوم اْلرصاد والطقس والمياه ومن حيث التنبؤ بجفاف قادم‪.‬‬
‫ب‪ -‬برامج لتقوية استعداد البالد لمواجهة وإدارة تعرض البالد للجفاف‪.‬‬
‫ج‪ -‬تأسيس نظم لتأمين الغذاء بما في ذلك التخزين والتسويق‪.‬‬
‫د‪ -‬أيجاد مشاريع بديلة لكسب الرزق‪ ,‬مما قد يوفر ْلصحاب اْلراضي وسائل متاحة لمصادر دخولهم في حالة‬
‫إصابة أراضيهم بالجفاف‪.‬‬
‫هـ‪ -‬برامج الري المستدام من أجل المحاصيل والمواشي معًا‪.‬‬
‫و‪ -‬برامج لإلدارة المستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫ز‪ -‬برامج لتعليم اْلساليب المالئمة للزراعة‪.‬‬
‫ح‪ -‬تطوير مصادر مختلفة للطاقة وحسن استغاللها‪.‬‬
‫ط‪ -‬تقوية إمكانات البحث العلمي والتدريب في البالد في مجاالت التصحر والجفاف‪.‬‬
‫ك‪ -‬برامج تدريب للحفاظ على الموارد الطبيعية واالستغالل المستدام لها‪.‬‬
‫ل‪ -‬توفير التدريب المناسب والتكنولوجيا المناسبة الستغالل مصادر الطاقة البديلة‪ ،‬خاصة المصادر المتجددة‬
‫منها‪ ,‬بهدف التقليل من استخدام الخشب كمصدر للوقود‪.‬‬
‫م‪ -‬تنظيم حمالت توعية للمجتمع العام‪.‬‬
‫ن‪ -‬تطوير مناهج الدراسة وزيادة توعية الكبار حول الحفاظ واالستغالل المالئم وحسن إدارة الموارد الطبيعية في‬
‫المناطق المصابة‪.‬‬
‫من اْلمثلة الحية للتصحر ما يعانيه الصين من أشد العواصف الترابية ‪،‬اذ تتعرض أجزاء كبيرة من شمال البالد‬
‫إلى عملية التصحربسبب العواصف الترابية التي ادت الى ابتالع قرية النجباوشان‪ ،‬حيث اختفى أول بيوتها في‬
‫مترا في العام الواحد‪ ,‬وليس‬
‫االختفاء تحت الرمال في خالل عامين‪ ,‬وكان زحف الرمال نحو القرية بمقدار ‪ً 20‬‬
‫بمقدور القرويين مواجهة ذلك وانتظار االندثار البطيء‪ ,‬وهذا هو ثمن إزالة الغابات والرعي الجائر‪،‬وتقود‬
‫الحكومة الصينية اآلن حملة قومية لتشجير الصحراء على أمل أن تمتد اْلشجار بجذورها لتمسك بالرمال‬
‫المتحركة‪ ,‬كما منعت الحكومة إزالة الغابات‪ ،‬ولكن الحكومة الصينية تعترف بأن هذه اإلجراءات ليست كافية‪.‬‬
‫وعليه خصصت اْلمم المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر والجفاف في السابع عشر من يونيو من كل عام‪ ,‬ولعل‬
‫استعراض بعض اْلرقام واإلحصائيات يكون كفيالً بإلقاء الضوء على فداحة المشكلة‪:‬‬
‫مؤثرا على حياة بليون شخص‬ ‫ً‬ ‫فعلى الصعيد العالمي‪ ،‬يتعرض حوالي ‪ %30‬من سطح اْلرض لخطر التصحر‬
‫في العالم‪.‬‬
‫أما ثلث اْلراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من ‪ %25‬من قدرتها اإلنتاجية‪.‬‬
‫كل عام يفقد العالم ‪ 10‬ماليين هكتار من اْلراضي للتصحر‪( .‬الهكتار = ‪ 10‬آالف متر مربع)‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1988‬فقط كان هناك ‪ 10‬ماليين الجئ بيئي‪.‬‬
‫ويكلف التصحر العالم ‪ 42‬بليون دوالر سنويًّا‪ ،‬في حين تقدر اْلمم المتحدة أن التكاليف العالمية من أجل اْلنشطة‬
‫المضادة للتصحر من وقاية وإصالح وإعادة تأهيل لألراضي لن تكلف سوى نصف هذا المبلغ (ما بين ‪- 10‬‬
‫‪ 22.4‬بليون دوالر سنويًّا)‪.‬‬

‫‪-3‬التصحر في أفريقيا‪:‬‬
‫تحتل قارة أفريقيا المرتبة اْلولى من حيث التأثر بالمشكلة‪ ,‬إذ إن ‪ %32‬من أراضي العالم الجافة موجودة‬
‫بالقارة اْلفريقية‪,‬و‪ %73‬من اْلراضي الجافة المستخدمة ْلغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية في تلك‬
‫القارة‪.‬‬
‫في بعض المناطق بالقارة اْلفريقية تفقد أكثر من ‪ 50‬طنًّا من التربة لكل هكتار من اْلرض سنويًّا‪,‬وهذا يساوي‬
‫فقدان ‪ 20‬بليون طن من النيتروجين‪ ،‬و‪ 2‬بليون طن من الفوسفور‪ ،‬و‪ 41‬بليون طن من البوتاسيوم سنويًّا‪.‬‬
‫تأثرا في القارة اْلفريقية موجودة في سيراليون‪ ،‬ليبيريا‪،‬غينيا‪،‬غانا‪،‬نيجيريا‪،‬زائير‪ ،‬جمهورية‬
‫ومن أكثر اْلراضي ً‬
‫أفريقيا الوسطى‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬النيجر‪ ،‬السودان‪ ،‬والصومال‪.‬‬
‫ومشكلة التصحر بالقارة اْلفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة لعل أهم عواملها الفقر‪ ،‬والذي يؤدي إلى سوء استخدام‬
‫اْلراضي الزراعية من أجل إنتاج أكبر كمية ممكنة من المحصول‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تدهور التربة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تعريتها‪ ،‬والتي تمثل بداية عملية التصحر‪ ,‬وبالتالي يؤدي إلى هجرة أصحاب اْلراضي المتصحرة داخليًّا وعبر‬
‫الحدود‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على اْلراضي الزراعية في البالد المستقبلة‪ ،‬وهو ما يزيد من الضغوط‬
‫(‪)29‬‬
‫االجتماعية والسياسية والنزاعات العسكرية‪ ،‬وبالتالي دخلت القارة في حلقة مفرغة ال تنتهي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ -‬التغير المناخي ومشاكله‪:‬‬


‫أوال‪ -‬تعريف التغير المناخي‬
‫التغير المناخي هو اختالل في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والتساقط‪ ,‬حيث تتميز كل‬
‫منطقة على اْلرض عن غيرها في خصائصها المناخية عن بعضها‪.‬‬
‫ويعني التغير المناخي على صعيد الكرة اْلرضية تغيرات في مناخ اْلرض بصورة عامة‪ ,‬وتؤدي وتيرة وحجم‬
‫التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على اْلنظمة الحيوية والطبيعية‪.‬‬
‫وقد شهد العالم تغيرا مناخيا كبيرا ظهرت أثاره في السنوات الحالية ومنها ما حدث في بداية هذا العام ‪ 2007‬فقد‬
‫ارتفعت درجة حرارة موسكو عما كانت عليه منذ ‪ 130‬سنة‪,‬حيث تراوحت درجات الحرارة في شهر كانون‬
‫الثاني مابين ‪ 2‬و‪ 5‬مئوية‪ ,‬في حين كانت تصل في السنوات السابقة إلى اكثر من ‪ 15‬مئوية تحت الصفر‪,‬وعلى‬
‫العكس من ذلك أوربا فقد شهدت انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة لم تشهده من قبل‪,‬وكذلك في الوطن العربي فقد‬
‫شهد تغيرات كبيرة في درجات الحرارة‪,‬ومنها شتاء عام ‪ 2007‬فقد كانت درجات حرارة الشتاء أعلى من‬
‫معدالتها في السنوات السابقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أسباب التغير المناخي ومشاكله ‪:‬‬


‫أن التغير المناخي يحصل بسبب النشاط البشري وما ينتج عنه من زيادة في نسب الغازات الدفيئة في الغالف‬
‫الجوي‪ ,‬والذي يترتب عليه انحباس حراري بسبب تراكم الغازات وخاصة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد‬
‫النيتروز وهي غازات معروفة بغازات البيوت الزجاجية ولها خاصية جذب الحرارة‪ ,‬وينتج عن تجمعها في الجو‬
‫تكون االحتباس الحراري‪ ,‬وبالرغم من أن تفاعل اْلرض مع تغيرات الغالف الجوي ومحاولة هذا الكوكب‬
‫لتعديل مناخه إال أن ارتفاع حرارة اْلرض واضح‪ ,‬فالطاقة الشمسية المنبعثة من الشمس تصطدم باْلرض التي‬
‫تقوم بامتصاص جزء منها وعكس الجزء اآلخر لينتشر في الغالف الجوي وتقوم بتحويل الجزء الذي تمتصه إلى‬
‫طاقة حرارية تسخن سطح اْلرض والهواء المالمس له‪,‬والذي يتمدد إلى اْلعلى‪ ,‬وبالتالي تدفئة الجو فوق‬
‫اْلرض وبدون هذه العملية فإن درجة الحرارة فوق اْلرض ستكون منخفضة جدا ً مما يجعل الحياة مستحيلة‪,‬‬
‫ولكن بزيادة تركيز وتراكم هذه الغازات الحابسة للحرارة يؤدي إلى رفع الحرارة أكثر مما يمكن احتماله فيسبب‬
‫مشاكل للحياة فوق اْلرض‪.‬‬
‫وتفيد التقارير العلمية بأن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي قد زاد بنسبة ‪ %30‬وإن تركيز الميثان‬
‫قد تضاعف وأن تركيز أكسيد النيروز قد زاد حوالي ‪ , %15‬اْلمر الذي زاد من احتباس الحرارة في الغالف‬
‫الجوي لألرض‪ ,‬وبالرغم من وجود اْليروزوالت وهو من ملوثات الهواء الذي يساعد في تخفيض درجة حرارة‬
‫الغالف الجوي عن طريق عكس جزء من اْلشعة الشمسية في طبقات الجو العليا‪ ,‬ولكن عمر اْليروزوالت‬
‫قصير وتركيزه يختلف من مكان آلخر‪ ,‬وبالتالي فأن تأثيره الخافض للحرارة ليس كافيا ً لتعديل درجة الحرارة في‬
‫طبقات الجو‪.‬‬
‫كيف تزداد الغازات في الغالف الجوي ؟ يعتقد العلماء بأن استخدام المحروقات واْلنشطة البشرية اْلخرى هي‬
‫المسبب الرئيسي لزيادة غازات مثل غاز ثاني أكسيد لكربون‪ ،‬وما حصل في القرون اْلخيرة أدى إلى زيادة إنتاج‬
‫ثاني أكسيد الكربون ‪ ,‬فحرق الطاقة لتسيير السيارات والمقطورات وتدفئة المساكن ومقار العمل وتشغيل المصانع‬
‫المختلفة مسئول عن ‪ %80‬من زيادة ثاني أكسيد الكربون‪ ,‬أما زيادة الميثان وأكسيد النيتروز فيرجع السبب فيها‬
‫لزيادة مواقع طمر القمامة‪ ،‬والصناعات المختلفة والتعدين وبعض الغازات اْلخرى مثل الكلوروفلوروكربونات‬
‫والهيدروفلوروكربونات‪ ,‬والتي تنتج بسبب صناعة الرغاوى‪ ,‬وعمليات التكييف والتبريد والتجميد‪ ,‬ونتيجة لكل‬
‫ذلك فإن درجة الحرارة فوق اْلرض تزداد وخالل القرن الماضي فإن درجة الحرارة قد زادت بما يساوي ‪-0.45‬‬
‫‪ 0.6‬درجة مئوية‪ ,‬وهذا االرتفاع الذي يتوقع له االزدياد سيزيد من سرعة التبخر ويقلل من رطوبة اْلرض ويزيد‬
‫من ذوبان الجليد في القطب الشمالي‪ ,‬وكذلك من الجليد العائم فوق المحيط المتجمد الشمالي متسببا ً في ارتفاع‬
‫منسوب مياه البحر‪ ,‬وقد يغمر جزء من اليابسة وتحيلها إلى جزء من البحار ليفقد الكثير من البشر مأواهم‬
‫ومصادر غذائهم‪ ,‬وقياسات معدل ارتفاع منسوب البحر تشير إلى أن مستوى سطح البحر قد ارتفع بحوالي ‪-15‬‬
‫‪ 20‬سم خالل القرن الماضي‪.‬‬
‫ولالحتباس الحراري وارتفاع الحرارة فوق اْلرض تأثير كبير على الحياة‪ ,‬وينقسم تأثير ارتفاع الحرارة على‬
‫اإلنسان إلى تأثير مباشر‪ ,‬حيث يؤدي ارتفاع الحرارة إلى الموت‪ ,‬وانتشار كثير من اْلمراض‪ ,‬وزيادة غاز‬
‫اْلوزون‪ ,‬وهو مفيد في طبقات الجو العليا النه يحمي الحياة من اْلشعة فوق البنفسجية‪ ,‬ولكنه في طبقات الجو‬
‫الدنيا ملوث خطر يفسد رئة اإلنسان ويزيد من مشاكل المرضى المصابين بالربو وأمراض الرئة اْلخرى‪ ,‬الشكل‬
‫رقم(‪ )21-3‬صور لبعض مظاهر تلوث الغالف الجوي‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )3-21‬صور لبعض مظاهر تلوث الغالف الجوي‬

‫ثالثا‪ -‬مخاطر االحتباس الحراري‪:‬‬


‫ذكرت لجنة من خبراء اْلمم المتحدة إن االحتباس الحراري في الكرة اْلرضية أكثر خطورة مما قدره العلماء‬
‫في السابق‪ ،‬وإن آثاره ستبقى لقرون قادمة‪ ,‬وكشف التقرير أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه‬
‫البحر وزيادة درجات الحرارة‪ ،‬مما يهدد اإلنتاج الزراعي ويلوث مصادر المياه‪ ,‬ويعد التقرير استكماال لجهود‬
‫البحث العلمي التي تم التوصل إليها عن ظاهرة زيادة درجة حرارة الكون‪,‬وقد توقع الخبراء زيادة درجة حرارة‬
‫اْلرض ما بين ‪ 1,4‬إلى ‪ 5‬درجات مئوية‪ ،‬مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر من تسعة إلى ‪ 88‬سم خالل‬
‫المائة عام القادمة‪ .‬وأكد التقرير أن درجة حرارة اْلرض زادت بالفعل خالل التسعينات عما كانت عليه وبلغت‬
‫في عام ‪ 1998‬أعلى معدالتها منذ عام ‪ ,1861‬ويستند التقرير إلى تحليل جذوع اْلشجار والشعاب المرجانية‬
‫والثلوج والسجل التاريخي للقطب الشمالي والتي كشفت أن القرن العشرين هو اْلعلى حرارة على مدى ألف عام‪,‬‬
‫ومنذ أواخر الستينات من القرن الماضي انحسرت المناطق التي تغطيها الثلوج بنسبة ‪ %10‬وتراجعت جبال‬
‫الثلوج في المناطق غير القطبية بشكل ملحوظ‪ ,‬كما تقلصت الفترة التي تتكون فيها الثلوج في خطوط العرض‬
‫الوسطى والعليا بنحو أسبوعين عما كانت عليه قبل قرن‪ .‬وأفاد التقرير أن السبب الرئيسي في زيادة حرارة‬
‫اْلرض هو زيادة اْلنشطة البشرية‪.‬‬
‫فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيدا تعتمد على آالت تحتاج إلى مزيد من الطاقة‪ ,‬وهذا يرفع‬
‫الطلب على الطاقة‪ ,‬ويعني حرق المزيد من الوقود االحفوري (النفط‪-‬الغاز‪-‬الفحم)‪ ,‬وبالتالي رفع نسب الغازات‬
‫الحابسة للحرارة في الغالف الجوي‪ ,‬بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول التدفئة الطبيعي على حبس‬
‫الحرارة‪ ,‬وهذا المفعول المتضخم هو ما يدعو إلى القلق‪ ،‬فهو كفيل بان يرفع حرارة الكوكب بسرعة وبشكل غير‬
‫مألوف‪.‬‬
‫وتغير المناخ ليس فارقا طفيفا في اْلنماط المناخية‪ ,‬فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس‬
‫كأنماط الرياح وكمية التساقط وأنواعه‪ ,‬إضافة إلى أنواع أحداث مناخية قصوى محتملة‪ ,‬إن تغير المناخ بهذه‬
‫الطريقة يمكن أن يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير وال يمكن التنبؤ بها‪ ,‬ومن تلك‬
‫العواقب المحتملة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬خسارة مخزون مياه الشرب‪:‬‬


‫أن عدد السكان الذين يعانون من نقص في مياه الشرب سيرتفع في غضون ‪ 50‬عاما من ‪ 5‬مليارات إلى ‪8‬‬
‫مليارات شخص‪,‬فضال عن حاجة اإلنسان إلى المياه في زيادة مستمرة‪.‬‬

‫‪ -2‬تراجع المحصول الزراعي‪:‬‬


‫يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر المنتجات الزراعية المحلية‪ ,‬وبالتالي تقلص المخزون الغذائي‪.‬‬
‫وفي دراسة علمية أعدها باحثون في الفلبين إن االحتباس الحراري يقلل من إنتاج محصول الرز‪,‬حيث تمت‬
‫دراسة المحصول على مدى ‪ 12‬عاما باإلضافة إلى متابعة التغير في درجة الحرارة على مدى ‪ 25‬عاما للتوصل‬
‫إلى هذه النتيجة‪.‬‬
‫والحظ الباحثون أنه كلما ارتفعت الحرارة درجة واحدة انخفض المحصول بمعدل ‪ ,%10‬وهذا يعد أمرا خطيرا‪،‬‬
‫إذ يمثل الرز الغذاء الرئيسي للعدد اْلكبر من سكان العالم‪ .‬ويجب أن يزداد إنتاج اْلرز بمعدل ‪ %1‬سنويا لسد‬
‫حاجة سكان اْلرض الذين يتزايدون بشكل كبير وخاصة في جنوب وشرق أسيا‪.‬‬

‫‪ -3‬تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية‪:‬‬


‫إن تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير أنماط التساقط سيؤدي إلى تفاقم التصحر‪ ,‬وتلقائيا سيزداد بشكل‬
‫غير مباشر استخدام اْلسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام‪.‬‬

‫‪ -4‬انتشار اآلفات واألمراض‪:‬‬


‫يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى خلق ضروفا مالئمة النتشار اآلفات والحشرات الناقلة لألمراض كالبعوض‬
‫الناقل للمالريا‪.‬‬

‫‪ -5‬ارتفاع مستوى البحار‪:‬‬


‫يؤدي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات‪ ،‬إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة‬
‫غرينالند‪ ،‬و يتوقع بعض العلماء أن ذلك سيؤدي إلى رفع مستوى البحر من ‪ 0,1‬إلى ‪ 0,5‬متر مع حلول‬
‫منتصف القرن الحالي‪ ,‬وهذا االرتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية ونشاطاتها‪ ,‬إضافة إلى‬
‫موارد المياه العذبة على السواحل‪ ,‬ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه كليا‪.‬‬

‫‪ -6‬ارتفاع نسبة الكوارث المناخية المتسارع‪:‬‬


‫إن ارتفاع موجات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها وبشكل متصاعد ومتسارع سيعرض اقتصاديات‬
‫المجتمعات إلى مشاكل غير مألوفة سابقا‪ ,‬وقد ينتج عنها أزمة بيئية هائلة‪ ,‬ومن الملفت للنظر أن الدول النامية‬
‫التي تقع عليها مسؤولية اقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من أسوأ عواقبه‪ ,‬كل العالم مسؤول عن السعي إلى‬
‫وقف هذه المشكلة على الفور‪ ,‬أما إذا لم تتخذ اإلجراءات الالزمة اآلن لوقف ارتفاع الحرارة الشامل فقد يعاني‬
‫(‪)30‬‬
‫الجميع من عواقب ال يمكن العودة عنها‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬آثر التغير المناخي على النشاط البشري والبيئة‪:‬‬

‫‪ -1‬اثر ارتفاع حرارة األرض على الغذاء‪:‬‬


‫قام عدد من العلماء كلفتهم اْلمم المتحدة بدراسة آثار ارتفاع حرارة اْلرض‪ ,‬فأكدوا أن التغييرات المناخية‬
‫ستزيد من حدة السيول وشحة المياه في آن واحد‪ ,‬وستقل المحاصيل الزراعية وتزيد خطورة الوضع الصحي في‬
‫القرن الحادي والعشرين‪ .‬ورأت المجموعة الحكومية حول تطور المناخ في تقرير جديد نشر في جنيف بعنوان‬
‫التغييرات المناخية ‪ 2001‬اآلثار والتكيف‪ ,‬أن كل مناطق الكرة اْلرضية ستتأثر على ما يبدو ببعض االنعكاسات‬
‫السلبية الرتفاع حرارة اْلرض‪ ,‬وأضاف التقرير أن الدول النامية ستكون على اْلرجح اْلكثر هشاشة في هذا‬
‫المجال‪ ,‬موضحا أنه يتوقع تسجيل زيادة أو كثافة في الظواهر بحدودها القصوى‪ ,‬ورجح التقرير هطول أمطار‬
‫غزيرة على ما يبدو في عدد كبير من المناطق بما في ذلك الدول المتطورة‪ ،‬مما سيؤدي إلى زيادة الفيضانات‬
‫واالنهيارات اْلرضية والثلجية‪ ,‬وأضاف أن موجات من الحر ستضرب على ما يبدو كل مكان لترفع من الوفيات‬
‫وتزيد من اْلضرار للمحاصيل‪ .‬أما الجفاف الذي ازداد حدة في الدول المعتدلة سيؤثر على منسوب المياه في‬
‫اْلنهار وموارد المياه ونوعيتها‪ ,‬وستشهد دول الجنوب على اْلرجح أعاصير استوائية أكثر كثافة وزيادة في‬
‫الجفاف والسيول‪ ,‬أما الدول الواقعة تحت خط االستواء فستعاني بشكل خاص من شحة في المياه‪ ,‬وسيؤدي‬
‫ارتفاع مستوى مياه البحر إلى سيول وعواصف على السواحل‪ ،‬ويهدد مناطق الدلتا وبعض الجزر الصغيرة‪,‬‬
‫وعلى الصعيد االقتصادي ستتسع الهوة بين الشمال والجنوب مع ارتفاع حرارة اْلرض‪ ,‬وفي الدول الغنية‬
‫سيؤدي ارتفاع الحرارة بضع درجات إلى مكاسب وخسائر‪ ,‬لكن الزيادة في االرتفاع لن تؤدي أال إلى آثار‬
‫اقتصادية سلبية‪ ,‬وستسجل الدول الفقيرة باستمرار خسائر اقتصادية واضحة ستزداد مع ارتفاع حرارة اْلرض‪.‬‬
‫أما على الصعيد الصحي ستتسع اْلمراض االستوائية جغرافيا كما جاء في التقرير‪,‬وفي دول الشمال ستسجل‬
‫الوفيات ارتفاعا بسبب الحرارة والرطوبة والتلوث‪.‬‬
‫وقد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تباطؤ كبير في التيارات الدافئة في المحيطات‪ ،‬وتراجع الكتل الجليدية في‬
‫غرينالند وغرب القطب الجنوبي‪ ,‬ويمكن أن تحول الظاهرة اْلولى أوروبا الغربية إلى منطقة جليدية‪ ،‬في حين‬
‫يمكن أن تسبب الظاهرة الثانية ارتفاع مستوى مياه البحار حتى ثالثة أمتار خالل ألف عام‪ ,‬لتغمر عددا كبيرا من‬
‫الجزر والمناطق الساحلية‪ ,‬ومن أهم المؤشرات على التغير المناخي موت مساحات شاسعة من الشعاب‬
‫المرجانية في العالم نتيجة الرتفاع درجات مياه المحيطات وفي الوقت ذاته بدأت تظهر مالمح الخريف على‬
‫(‪)31‬‬
‫اْلشجار في أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2‬اثر ارتفاع درجة حرارة األرض على المعالم األثرية في العالم‪:‬‬


‫تشير التقارير أن ارتفاع درجة حرارة كوكب اْلرض يهدد المواقع اْلثرية في العالم من بيرو إلى مصر‪ ,‬كما‬
‫تهدد عجائب طبيعية مثل أكبر سلسلة من الشعب المرجانية في الكاريبي‪,‬وقال المدير التنفيذي لبرنامج البيئة التابع‬
‫لألمم المتحدة أن المواقع اْلثرية المرتبطة بحضارة تعود آلالف السنين قد ال تكن متاحة في صورة جيدة ْلجيال‬
‫المستقبل بسبب التغير المناخي‪.‬‬
‫وقال تقرير عن التغير المناخي صدر أثناء مؤتمر اْلمم المتحدة حول ارتفاع درجة حرارة اْلرض المنعقد في‬
‫الفترة من ‪ 17 - 6‬نوفمبر تشرين الثاني ‪ 2005‬أن ارتفاع مستوى المياه في البحار وتكرار هبوب العواصف‬
‫وتآكل اليابسة والفيضانات تعجل باْلضرار التي تلحق بالمواقع اْلثرية في أرجاء العالم‪.‬‬
‫وذكر برنامج البيئة التابع لألمم المتحدة أن الخوف من ضياع تراث ثقافي مثل معسكر الفايكينج في اسكتلندا‬
‫والمعرض للخطر بسبب تآكل اليابسة‪ ,‬أو أن يهدد ارتفاع مستوى مياه البحر اإلسكندرية في مصر‪,‬ويعد ذلك سببا‬
‫إضافيا للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب والناتج عن االستعمال البشري الواسع للوقود االحفوري‪.‬‬
‫وقال توماس داوننج المشارك في اعداد الدراسة التي قدمت أمثلة كالفيضانات في جمهورية التشيك في عام‬
‫‪ 2002‬التي ألحقت ضررا بقاعات الموسيقى والمسارح‪ ,‬أو ارتفاع مستوى مياه البحار التي قد تغمر الجزر‬
‫الواطئة في المحيط الهادي‪ .‬والفيضانات في شمال شرق تايالند ألحقت أضرارا بأطالل أيوتهايا التي كانت‬
‫عاصمة البالد فيما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر‪.‬‬
‫وفي بيرو يهدد ذوبان اْلنهار الجليدية موقعا لما قبل حضارة االنكا في تشافين دي هوانتار في االنديز‪.‬‬
‫وتشير الدراسات أن سلسلة الشعب المرجانية في رصيف جزر بليز القاري وهو جزء من رصيف الكاريبي‬
‫اْلكبر تعاني من ارتفاع درجة حرارة مياه البحار‪ ,‬ووصف داروين العالم البريطاني الذي وضع نظرية التطور‬
‫الرصيف القاري في عام ‪ 1842‬بأنه الرصيف اْلكثر روعة غرب االنديز‪.‬‬
‫وقال كوشيو ماتسيورا المدير العام لمنظمة اْلمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في بيان بعنوان‬
‫التغيرات المناخية تؤثر على كل جوانب النظم البشرية والطبيعية‪.‬‬
‫واشار شتاينر أن بعض الدول اْلفريقية تفكر في نقل مواقع محميات الحياة البرية وإنشاء ممرات في محاولة‬
‫لمساعدة الحيوانات على الهجرة ألي مناطق جديدة إذا أصبحت مواطنها الحالية غير مستقرة‪.‬‬
‫وقال شتاينر ال يمكن أن يكون الرد على التغير المناخي هو وضع اآلثار في المتاحف أو حدائق الحيوان المغلقة‪.‬‬
‫(‪)32‬‬
‫وذكر داوننج أن حماية المواقع ستكون مكلفة مضيفا أن وضع خطة شاملة سيكون أفضل حل‪.‬‬

‫‪ -2‬اثر التغير المناخي على ذوبان الجليد قبل موعده في أالسكا‪:‬‬


‫أكد الباحث والخبير اْللماني في شؤون البيئة هانس فون شتورش ضرورة تعلم البشر كيفية التعامل‬
‫مع التغير المناخي من اجل الحد من اْلضرار والخسائر التي تنجم عن الفيضانات واْلعاصير وغيرها‬
‫من الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫وحذرت دراسة جديدة من أن ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي في والية أالسكا اْلمريكية‬
‫يحدث في وقت مبكر عما هو معتاد‪ ,‬مما يسرع بالتغير المناخي في المنطقة ويساعد على مرورها‬
‫بواحد من اكثر فصول الصيف دفئا خالل ‪ 400‬عام‪.‬‬
‫وقال تيري شابن وهو أستاذ للبيئة في جامعة أالسكا فيربانكس أن الذوبان المبكر للجليد الذي يحدث‬
‫نتيجة لزيادة حرارة الجو هو من العوامل اإليجابية التي تؤدي إلى زيادة درجات حرارة الشمال‬
‫البعيد‪,‬الشكل رقم(‪ )3-22‬يوضح ذوبان الثلوج في أالسكا‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ )3-23‬صورة تنقل الدببة‬ ‫شكل رقم(‪ )3-22‬يوضح ذوبان الثلوج في أالسكا‬

‫وقامت مؤسسة العلوم الوطنية بتمويل الدراسة التي نشرت في موقع دورية (ساينس اكسبرس) على اإلنترنت‪,‬‬
‫واكتشفت الدراسة أن ذوبان الجليد يحدث كل عشر سنوات قبل موعده بيومين ونصف اليوم تقريبا معرضا‬
‫اْلرض التي كان يغطيها الجليد لحرارة الشمس في وقت مبكر عن موعدها خالل الموسم‪.‬‬
‫وقال شابن أن ذوبان الجليد قبل موعده قد يؤدي إلى آثار خطيرة على القطب الشمالي‪.‬‬
‫وتضبط حيوانات غزال الرنة في شمال أمريكا موعد عودتها كي تصل إلى ساحل القطب الشمالي في الوقت الذي‬
‫يبدأ فيه الجليد في الذوبان وتخرج النباتات الصغيرة من اْلرض‪,‬وعليه ذوبان الجليد مبكرا عن موعده يجعل‬
‫غزال الرنة سوف يواجه مشاكل‪ ,‬كما أن جسور الجليد التي تستخدمها الحيوانات في عبور اْلنهار سوف لن تكن‬
‫موجودة في الوقت الذي تصل فيه تلك اْلماكن‪,‬الشكل رقم(‪ )3-23‬صورة توضح كيفية تنقل الدب في مناطق‬
‫( ‪)3 3‬‬
‫ذوبان الثلوج‪.‬‬
‫وتشير الدراسات المتعلقة باثر التغير المناخي على القطب الشمالي ان الغطاء الثلجي بأ بالتراجع بشكل واضح‬
‫خالل الفترة ما بين الربع االخير من القرن الماضي(العشرين) وبداية القرن الحالي‪,‬ويظهر ذلك من خالل مقارنة‬
‫الصور الفضائية التي تم التقاطها عامي ‪ 1979‬و‪, 2007‬الشكل رقم( ‪ )3-24‬صور فضائية توضح انحسار‬
‫الجليد في القطب الشمالي عامي ‪ 1979‬و‪,2007‬وهذا يعني ان الغطاء الجليدي اخذ بالتراجع على نطاق كبير‬
‫(‪)34‬‬
‫وخالل فترة قصيرة من الزمن‪,‬والتي سيكون لها اثار وخيمة على االنسان ونشاطاته المختلفة‪.‬‬

‫الشكل رقم( ‪ )3-24‬صور فضائية عامي توضح انحسار الجليد في القطب الشمالي‬
‫‪ -4‬اثر التغير المناخي على استهالك الطاقة‪:‬‬
‫يرتبط استهالك الطاقة بعناصر المناخ السائدة في كل مكان‪,‬ويكون للتغيرات الفصلية الدور الفاعل في هذا‬
‫المجال سواء ارتفاع الحرارة أو انخفاضها‪,‬ففي الحالتين يحتاج اإلنسان إلى طاقة لمواجهة البرودة أو الحرارة‪,‬‬
‫ومن اْلمثلة على ذلك استراليا التي تواجه نقصا بالطاقة الكهربائية‪,‬وتعد استراليا من اكبر الدول المنتجة لغازات‬
‫االحتباس الحراري لذا ترفض التوقيع على بروتوكول كيتو الذي يرمي إلى خفض انبعاث غازات االحتباس‬
‫الحراري المسببة الرتفاع درجة حرارة اْلرض‪.‬‬
‫وهي اكبر مصدر للفحم‪ ,‬وتعتمد على محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم‪ ,‬إضافة إلى محطات تعمل‬
‫بالغاز‪,‬وتنوي إقامة محطة تعمل بالطاقة الشمسية‪.‬‬
‫وقد رحب مدافعون عن البيئة بمحطة القوى الشمسية لكنهم أعربوا عن خيبة آمل إزاء مواصلة الحكومة تمويل‬
‫محطات الطاقة التي تعمل بالفحم‪.‬‬
‫وحذر مدير إدارة الطاقة في استراليا من ارتفاع شديد في أسعار الكهرباء ما لم ترفع طاقة توليد الكهرباء‪ .‬وقد‬
‫يزيد الطلب على الكهرباء في والية نبو ساوث ويلز اكثر الواليات سكانا بحلول عام ‪ 2010‬أو ‪ 2011‬بسبب‬
‫مكيفات الهواء أساسا‪ ,‬والتي تعد من اْلجهزة التي تجهز بها جميع البيوت الجديدة وتسبب ارتفاع االستهالك إلى‬
‫الذروة في فصل الصيف‪.‬‬
‫وقالت شركة إدارة سوق الكهرباء الوطنية أن واليات فكتوريا وسواث استراليا وكوينزالند اْلصغر قد تواجه‬
‫(‪)35‬‬
‫نقصا في إمدادات الكهرباء قبل ذلك بكثير واعتبارا من عام‪. 2008‬‬

‫‪ -5‬اثر التغير المناخي على استقرار الكتل الصخرية في المرتفعات‪:‬‬

‫ذكر باحثون سويسريون أن ظاهرة االحتباس الحراري وما يترتب عليها من تغيرات في الحرارة قد تؤدي إلى‬
‫زعزعة وانهيار طبقات الصخور على الجبال المرتفعة‪ .‬ويعتقد العلماء أن درجات الحرارة اآلخذة في االرتفاع قد‬
‫تتسبب في زعزعة الصخور عن طريق إذابة الطبقات الثلجية التي توجد في الفواصل والشقوق المنتشرة ضمن‬
‫الكتل الصخرية‪,‬والتي تعمل على تماسك الكتل الصخرية وتمنع تحركها على المنحدرات‪,‬أال أن ذوبان الجليد‬
‫سيقلل من تماسك تلك الكتل‪ ,‬وستعمل المياه الناتجة عن الذوبان والمتسربة بين تلك الكتل على أضعاف‬
‫استقراريتها وسرعة تحركها‪.‬‬
‫وقد القى ما ال يقل عن ‪ 50‬شخصا حتفهم في جبال اْللب عام ‪ 2003‬بسبب الصخور المتساقطة‪ ,‬وأكد نموذج‬
‫بالكمبيوتر طوره ستيفان جروبر من جامعة زيوريخ بمساعدة زمالئه صحة الفكرة بأن ذوبان الطبقة السفلية‬
‫دائمة التجمد تحت الصخور مسؤول عن زعزعة الطبقة التي تعلوها من تلك الصخور‪.‬‬

‫خامسا‪-‬إجراءات الحد من تغير المناخ ‪:‬‬


‫أن حرق الوقود االحفوري هو المصدر اْلساسي لغازات الدفيئة التي ينبغي أن نقلص اعتمادنا على النفط‬
‫كمصدر أساسي للطاقة‪ .‬والحلول البديلة موجودة‪ :‬الطاقة المتجددة "المسالمة" وترشيد استخدام الطاقة‪.‬‬
‫تقدم الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من اجل إنتاج الطاقة‪ .‬ومع توخي ترشيد استعمال الطاقة‪ ،‬تؤمن موارد‬
‫الطاقة المتجددة كالشمس والهواء واْلمواج والكتلة الحيوية مصادر فاعلة وموثوقة وتحترم البيئة لتوليد الطاقة‬
‫التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها‪.‬‬
‫وقد اليتطلب تطبيق هذه الحلول أي تنازل من المواطنين عن أنماط حياتهم‪ ،‬بل سيخولهم الدخول إلى عصر جديد‬
‫من الطاقة يأتي عليهم باالزدهار االقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية‪ ,‬ومن أكثر‬
‫التقنيات تطورا في هذا المجال هو استغالل افضل المصادر البديلة وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬الشمس‪:‬‬
‫إن نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح اْلرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة بحوالي ‪ 3000‬مرة‪,‬‬
‫ويتعرض كل متر مربع من اْلرض للشمس كمعدل بما يكفي لتوليد ‪ 1700‬كيلوواط‪/‬الساعة من الطاقة كل سنة‪,‬‬
‫ويتم تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء‪ ,‬والتيار المباشر الذي يتم توليده يجري تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى‬
‫تيار متواتر على الشبكة من خالل محول كهربائي‪.‬‬
‫و تؤمن مصانع الطاقة الحرارية الشمسية كميات كبيرة من الكهرباء‪ ,‬وقد استنتجت دراسة أجرتها غرينبيس‬
‫تحت عنوان مصانع الطاقة الحرارية الشمسية ‪ 2020‬بالتعاون مع صناعة الطاقة الحرارية الشمسية اْلوروبية أن‬
‫كمية الطاقة الشمسية المنتجة حول العالم قد تصل إلى ‪ 54‬مليار كيلواط‪/‬الساعة (كو‪/‬س) بحلول العام ‪,2020‬‬
‫وفي العام ‪ 2040‬من الممكن توليد أكثر من ‪ %20‬من إجمالي الطاقة الكهربائية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرياح‪:‬‬
‫تعد الطاقة الريحية من أكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا باالعتماد على تقنية حديثة نظيفة وفعالة و مستدامة‪،‬‬
‫وغير ملوثة‪ ,‬حيث تستخدم توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا‪ ,‬فهي قابلة للتعديل‪ ،‬سهلة التركيب‬
‫والتشغيل‪ ,‬وقادرة على توليد طاقة تفوق ‪ 200‬مرة حاجة العالم اليوم‪.‬‬
‫وإلنقاذ الموقف نحتاج إلى وضع إطار عمل عالمي يعتمد على المساواة لوقف التغير المناخي‪ ,‬ويجب أن تكون‬
‫( ‪)3 6‬‬
‫خطط التنمية البشرية صديقة للمناخ‪.‬‬

‫علماء يابانيون يبتكرون مرشحا ً يحد من التلوث‪:‬‬

‫تمكن فريق من العلماء اليابانيين في جامعة ياماغوتشي اليابانية مؤخرا من تصنيع غشاء معدني رخيص يعمل‬
‫على ترشيح ثاني أكسيد الكربون من الغازات المنبعثة من مداخن محطات توليد الكهرباء‪ ,‬وقد يساعد في التخلص‬
‫من الغاز في آبار النفط القديمة‪ ,‬ولكن في الوقت الذي يبدي أقطاب صناعة الطاقة اهتمامهم بالموضوع وآفاقه‬
‫المستقبلية العملية‪ ،‬يقول علماء البيئة أن هذا االختراع لن يفعل شيئا سوى تأجيل المزيد من العمل الجوهري حول‬
‫مسألة الحد من انبعاث غاز الدفيء‪.‬‬
‫ويعمل الغشاء المعدني كمنخل جزيئي‪ ،‬فهو يستغل حقيقة أن جزيئات ثاني أكسيد الكربون اصغر قليال من جزيئات‬
‫النيتروجين‪ ،‬الذي يعتبر المكون الرئيسي لغاز المداخن‪ ,‬فيعمل هذا المرشح تحت درجات حرارة تصل إلى ‪200‬‬
‫درجة مئوية مما يجعله مناسبا لالستخدام مع غازات العادم الحارة المنبعثة من محطات توليد الكهرباء‪ ,‬ويشير أحد‬
‫أعضاء فريق العلماء الذي طور الغشاء لقد اثبت الغشاء رخصه وفاعليته‪,‬وقد تم صنع الغشاء من الزيوليت‪ ،‬وهو‬
‫معدن مؤلف من أكسيد اْللمنيوم واو كسيدات السيليكون‪ ،‬وبعد طالء سقالة أسطوانية من السيراميك ببلورات‬
‫الزيوليت‪ ،‬فانهم يحفظونها تحت درجة حرارة ‪ 100‬مئوية في محلول من الزيوليت لمدة ‪ 30‬ساعة‪.‬‬
‫وبحسب اْلسلوب الجديد للتخلص من ثاني أكسيد الكربون بواسطة الترشيح عبر الغشاء‪ ،‬فان ثاني أكسيد الكربون‬
‫المرشح يتم ضخه مباشرة إلى داخل اْلرض‪ ,‬ويذكر عالم كيمياء في معهد العلوم والتقنية التابع لجامعة مانشستر في‬
‫المملكة المتحدة أن المنخل الجزيئي يبدو انه قد تغلب على جميع نواقص اْلساليب اْلخرى‪,‬ولكن علماء البيئة ال‬
‫يبدون سعادتهم بهذا االبتكار بسبب إمكانية فصل ثاني أكسيد الكربون بكميات إضافية مما يزيد من احتمال تلويث‬
‫(‪)37‬‬
‫جوف اْلرض‪.‬‬
‫المصادر‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد القادر عابد‪ ,‬د‪.‬غازي سفريني‪,‬واخرون‪,‬أساسيات علم البيئة‪,‬دار وائل للطباعة والنشر‪,‬عمان‬
‫اْلردن‪,2004,‬ص ‪.49-48‬‬

‫‪Torbuck.lutgens,Earth Science, ninth Edition,rented by Hall.Inc,NewJersy -2‬‬


‫‪2000,p.482‬‬

‫‪ Origins of xtreme weather-3‬بحث منشور على موقع اإلنترنت ‪www.earthsci.org‬‬

‫‪Roxanna Mc Donald, introduction to natural and man- made- disasters and their -4‬‬
‫‪Effects on Buildings,opcit,p 78‬‬

‫‪ -5‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.masrawy.com‬‬

‫‪ -6‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alarabiya.net‬‬

‫‪ -7‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.dw.world.de/dw‬‬

‫‪ -8‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alqanat.com‬‬

‫‪ -9‬د‪.‬عبدا لقادر عابد‪ ,‬د‪.‬غازي سفاريني‪,‬واخرون‪,‬أساسيات علم البيئة‪ ,‬مصدر سابق‪,‬ص ‪.59‬‬
‫‪-10‬د‪.‬نعمان شحاده‪ ,‬علم المناخ المعاصر‪,‬دار القلم للنشر‪,‬ط‪ 1‬دبي ‪1998‬ص‪.230‬‬
‫‪ -11‬مقال منشور في جريدة الغد العدد ‪ 983‬في ‪ 2004/10/11‬على موقع اإلنترنت ‪www.rezqar.com‬‬
‫‪ -12‬ظاهرة النينو تضرب اْلرض من جديد‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.free.arbi.com‬‬
‫‪ -13‬منظمة اْلغذية والزراعة‪-‬اْلمم المتحدة على موقع اإلنترنت ‪www.fao.org‬‬
‫‪ -14‬المصدر السابق‬
‫‪ -15‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alqanat.com‬‬
‫‪ -16‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.islamonline.net‬‬
‫‪ -17‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alqanat.com‬‬
‫‪ -18‬المصدر السابق‬

‫‪ Origins of xtreme weather-19‬بحث منشور على موقع اإلنترنت ‪www.earthsci.org‬‬

‫‪-20‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.alqanat.com‬‬

‫‪Roxanna Mc Donald, Introduction to natural and man- made disasters and their -21‬‬
‫‪Effects on Buildings, opcit,p94.‬‬

‫‪ 22‬د‪.‬عاطف معتمد عبد الحميد‪,‬التصحر‪ -‬جفاف اْلراضي أم غياب العدل‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪.www.islamonline.net‬‬

‫‪ -23‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت ‪.www.basis.wsc.edu‬‬

‫‪ -24‬تراجع الغطاء الجليدي في القطب الشمالي‪,‬تقرير نشرته منظمة اليونسكو على موقع االنترنت‬
‫‪www.whc.unesco.org/en/climate‬‬
‫‪-25‬منظمة اْلغذية العالمية‪,‬مصلحة السياسات االقتصادية واالجتماعية‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪.www.fao.org‬‬

‫‪ -26‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪.www.news.bbc.co.uk‬‬

‫‪ -27‬الجفاف وظاهرة االحتباس الحراري‪.‬مقال منشورة على موقع اإلنترنت السابق‪.‬‬

‫‪ -28‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت ‪. www.alqanat.com‬‬

‫‪ -29‬خطر العواصف الترابية‪,‬مقال منشور في صحيفة الشرق اْلوسط العدد ‪ 10003‬في أبريل ‪ 2006‬على موقع‬
‫اإلنترنت ‪.www.aaws.at.com‬‬

‫‪ -30‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪.www.sudanradio.info/arabic‬‬

‫‪ -31‬تقرير منظمة السالم اْلخضر منشور على موقع اإلنترنت‪.www.abd.friendsofdemocraty.net‬‬

‫‪ -32‬االحتباس الحراري‪ ,‬تقرير منشور ة على موقع اإلنترنت بحوث وتقارير‪.www.greenline.com‬‬

‫‪ -33‬اثر التغير المناخي على اآلثار في العالم‪,‬مقال منشور على موقع‬


‫اإلنترنت‪.www.newssyrianobles.com‬‬

‫‪ -34‬اثر التغير المناخي على ذوبان الجليد قبل موعده في أالسكا‪ ,‬مقال منشور على موقع شبكة النبأ‬
‫المعلوماتية‪.www.annabaa.org‬‬

‫‪ -35‬استراليا تواجه نقصا بالكهرباء‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‪.www.alqanat.com‬‬

‫‪ -36‬منظمة السالم اْلخضر‪,‬مصدر سابق‬

‫‪ -37‬علماء يابانيون يبتكرون مرشحا يحد من التلوث‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.4eco.com‬‬
‫الفصل الرابع‪ -‬كوارث الفيضانات واالنحدارات وإجراءات الحد منها‬

‫المبحث األول ‪-‬أخطار فيضانات األنهار وإجراءات المواجهة‬


‫أوال ‪ -‬تعريف الفيضان وأسبابه وأضراره‪:‬‬
‫ثانيا‪-‬خطة مواجهة الفيضان‪:‬‬
‫ثالثا‪ -‬إجراءات عند وقوع الفيضانات‪:‬‬
‫رابعا‪ -‬نماذج من كوارث الفيضانات في العالم‬
‫المبحث الثاني‪ -‬المخاطر التي تتعرض لها المنحدرات وأساليب مواجهتها‪:‬‬
‫اوال‪ -‬العمليات التي تحدث على المنحدرات‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب تعرض المنحدرات الى المخاطر‬
‫ثالثا‪ -‬أساليب الحد من مخاطر العمليات التي تتعرض لها المنحدرات‬
‫رابعا‪ -‬إجراءات مواجهة مخاطر المنحدرات‬
‫خامسا‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في دراسة ومراقبة المشاكل على المنحدرات‬
‫سادسا‪ -‬تقييم االضرار الناتجة عن البناء فوق ارض المنحدرات الضعيفة‬
‫المبحث األول ‪-‬أخطار فيضانات األنهار وإجراءات المواجهة‬
‫أوال ‪ -‬تعريف الفيضان وأسبابه وأضراره‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الفيضان‪:‬‬
‫تعني الفيضانات ارتفاع مناسيب المياه اْلنهار عن معدلها الطبيعي بشكل يفوق الطاقة االستيعابية للقناة او‬
‫المجرى‪ ,‬فتتجاوز الضفاف وتغمر المناطق المحيطة بالمجرى والتي تقع ضمن وادي النهر‪,‬وقد تكون بمناسيب‬
‫عالية تعمل على غمر مساحات واسعة من اْلراضي المحيطة بالنهر‪,‬فيؤدي ذلك الى غرق المدن والقرى‬
‫والمزارع والطرق‪,‬وكل ما يقع ضمن نطاق التأثير‪,‬فيتسبب في حدوث خسائر مادية وبشرية كبيرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسباب الفيضانات‪.‬‬


‫‪ -1‬هطول اْلمطار بكميات كبيرة على حوض النهر في مواسم معينة من السنة‪,‬قد تكون في الشتاء او الصيف‬
‫حسب النظام السائد في المنطقة التي يقع فيها النهر‪,‬ومن الجدير بالذكر أن اْلمطار تسقط في مواسم معينة بشكل‬
‫منتظم ولكن كميتها تختلف من سنة ْلخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬ذوبان الثلوج الساقطة عند منابع بعض اْلنهار او قرب مجاريها‪,‬وعند ذوبانها تعمل على زيادة كمية المياه‬
‫في النهر‪,‬ويكون تأثيرها واضحا عندما يتزامن ذوبان الثلوج مع تساقط اْلمطار كما هو الحال في نهري دجلة‬
‫والفرات‪.‬‬
‫‪ -3‬العواصف واْلعاصير‪ ,‬تتعرض بعض المناطق الى عواصف وأعاصير يصاحبها سقوط أمطار غزيرة جدا‬
‫تعمل على رفع مناسيب مياه اْلنهار التي تقع تحت تأثيرها‪,‬اوتتجمع المياه في شوارع المدن واْلراضي المفتوحة‬
‫وتصل الى مستويات عالية قد تغمر الطوابق اْلرضية من اْلبنية‪,‬كما يحدث في جنوب الواليات المتحدة‬
‫اْلمريكية وجنوب شرق أسيا‪ ,‬والتي تتعرض الى أعاصير التورنادو والهوريكان والتايفون‪.‬‬
‫‪-4‬انهيار السدود‪,‬تتعرض بعض السدود المقامة على مجاري اْلنهار والتي تحجز كميات كبيرة من المياه‬
‫وبمستويات عالية تصل مئات اْلمتار‪,‬فعند تعرض تلك السدود الى االنهيار ْلي سبب كان تندفح المياه المحجوزة‬
‫أمام السد بسرعة كبيرة ومناسيب مرتفعة تفوق مناسيب الفيضانات فتعمل على تدمير كل ما يقع ضمن نطاق‬
‫تأثيرها‪,‬وتعد ذات خطورة كبيرة خاصة على اْلنهار الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -5‬قلة الطاقة االستيعابية لقناة النهر‪,‬بعد أن تدخل اإلنسان في شؤون اْلنهار وعمل النواظم والسدود والسداد‬
‫الجانبية التي جعلت فعاليات النهر ضمن نطاق ضيق يتمثل بالقناة التي تجري فيها المياه ‪,‬أدى ذلك الى حفظ‬
‫الطاقة االستيعابية لقنوات اْلنهار بحيث أي زيادة في مناسيب المياه عن المنسوب الطبيعي تظهر أثاره على‬
‫المناطق المجاورة بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم اتخاذ اإلجراءات المناسبة لمواجهة الفيضانات الناتجة عن اْلعاصير في المناطق التي تتعرض لها بشكل‬
‫منتظم‪,‬لذا تتكرر مأساة تلك المناطق بصورة مستمرة‪.‬‬

‫ت‪ -‬األضرار التي تسببها الفيضانات‪:‬‬


‫‪ -1‬هدم وتدمير المنازل وتشريد أالف السكان من مدنهم وقراهم وجعلهم بال مأوىالشكل رقم(‪ ) 4-1‬صورة‬
‫توضح منازل مغمورة بالمياه‪.‬‬
‫‪ -2‬تدمير المزارع و المحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫‪ -3‬تدمير البنية التحتية من طرق وكهرباء وشبكات ماء ومجاري وهاتف‪,‬الشكل رقم(‪ ) 4-2‬صورة توضح قطع‬
‫طريق وخط كهرباء‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬أضرار غير مباشرة مثل انتشار اْلمراض و اْلوبئة بين السكان في المناطق المنكوبة‪.‬‬
‫‪ -5‬أضرار غير مباشرة من خالل حدوث ظاهرة النزيز‪,‬أي تسرب المياه الجوفية نحو المناطق المحيطة بمجرى‬
‫النهر وقد يصل منسوبها الى مستوى يغمر المزروعات والدور السكنية ولكن بصورة منخفضة ‪,‬وقد تصل الى‬
‫نصف متر او اقل‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )4-2‬المياه تقطع الطرق والكهرباء‬ ‫شكل رقم(‪ )4-1‬منازل مغمورة بالمياه‬

‫وتعد الفيضانات اْلكثر شيوعا بين الكوارث الطبيعية ومكلفه من حيث الخسائر البشرية واالقتصادية‪.‬‬
‫وفي دراسة أجريت في الواليات المتحدة عن خسائر الفيضانات على مدى ‪ 10‬سنوات من ‪ 1988‬إلى ‪1997‬‬
‫متوسط الخسائر المادية‪ 3.7 ،‬مليار دوالر سنويا‪,‬وتشير الدراسة ان تلك الخسائر هي على المدى الطويل (‪1940‬‬
‫الى ‪ )1999‬اما الخسائر في اْلرواح فقد كان المتوسط سنوي ‪ 110‬شخص في السنة ‪.‬‬
‫ويشهد العالم سنويا العديد من الفيضانات التي تسبب خسائر كبيرة في اْلرواح والممتلكات سواء في الدول‬
‫المتقدمة صناعيا او الدول النامية‪,‬ومهما توصل اإلنسان من حلول لغرض السيطرة على الفيضانات فلم يفلح‪,‬وذلك‬
‫لعدم قدرته في التحكم بالعوامل الطبيعية التي يتحكم بها هللا سبحانه وتعالى وحده‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬خطة مواجهة الفيضان‪:‬‬

‫‪ -1‬مراقبة الفيضان والتحذير من وقوعه‪:‬‬

‫يجب توضيح الفرق بين مراقبة الفيضانات والتحذير منها‪,‬اذ تعني المراقبة قيام محطات اْلرصاد الجوية‬
‫الوطنية بمراقبة اْلحوال الجوية عندما تظهر بعض المؤشرات التي تدل على أن اْلوضاع تنذر بحدوث تغيرات‬
‫جوية غير اعتيادية تسبب في حدوث مخاطر‪,‬على سبيل المثال توقع حدوث زوبعة رعدية شديدة ‪,‬ومن المتوقع ان‬
‫تحدث في غضون ست ساعات‪,‬وقد تؤثر على مساحة يصل امتدادها مابين ‪ 120‬الى ‪ 150‬ميال او أكثر من ذلك‪,‬‬
‫ربما يصل مابين ‪ 300‬الى ‪ 400‬ميال ‪,‬أي تصل تلك المساحة مابين ‪ 36،000‬الى ‪ 60،000‬ميل مربع‪,‬وقد‬
‫تصدر محطات اْلرصاد الجوية نشرات عن حالة الطقس والظواهر المتوقعة وان يراقب السكان تلك الظاهرة‬
‫التي قد تحدث بعد ‪ 12‬الى ‪ 36‬ساعة على اْلقل‪ ,‬ومن المحتمل ان يترتب على ذلك بعض المخاطر مثل‬
‫الفيضانات‪ ,‬ان تلك التوقعات تعمم على محطات اْلرصاد الجوية المحلية في عموم الدولة او جزء من‬
‫الدولة‪,‬والتي بدورها تبلغ السكان على متابعة اْلخبار عبر اْلجهزة المستخدمة في التبليغ عن الكوارث مثل‬
‫الراديو او التلفزيون‪,‬والتي ستشير ان كانت هنالك مخاطر ام ال‪ ,‬واْلماكن المعرضة للخطر‪.‬‬
‫اما التحذير فيعني حدوث الفيضان وانه وصل الى مناسيب تنذر بالخطر‪,‬لذا يتم تحذير السكان من هذا الخطر‬
‫للتأهب لعمليات اإلخالء عندما تستمر المناسيب في المحافظة على مستوياتها المرتفعة او انها في زيادة سريعة‬
‫ومتواصلة‪,‬وهذا يعني على السكان ان يكونوا في حالة اإلنذار القصوى وتجهيز أنفسهم الخالء مساكنهم واتخاذ‬
‫اإلجراءات المناسبة في المسكن‪ ,‬وإعداد ما يحتاجونه عند اْلجالء‪ ,‬ويترقبون اْلخبار من السلطات المحلية‪,‬التي‬
‫تصدر لهم تعليمات حول ما يقومون به من أعمال عند إنذارهم بترك منازلهم وتحديد المواقع اآلمنة التي يجب‬
‫التوجه نحوها‪.‬‬
‫ان ما يجب ادركه أن الفيضانات قد يصاحبها بعض العمليات التي تزيد من مخاطرها‪ ,‬مثل جلب الجالميد (حصى‬
‫كبيرة) التي تزيد من قوة تدمير الفيضان‪،‬كما تعمل مياه الفيضان الشديدة الجريان والمارة عبر مناطق ذات غطاء‬
‫نباتي كثيف على تدمير وتمزيق اْلشجار‪ ,‬وتدمير المباني والطرق والجسور‪ ،‬او ينتج عن الفيضان تكون قنوات‬
‫وبغض النظر‬ ‫جديدة‪,‬وربما يغير النهر مجراه‪ ,‬و يمكن ان يصل ارتفاع مياه الفيضان من ‪ 10‬الى ‪ 20‬قدما‪.‬‬
‫عن كيفية حدوث الفيضان او السيول فالمطلوب االبتعاد عن مياه الفيضانات نحو مناطق امنة‪,‬حتى وان كانت تلك‬
‫المياه ضحلة العمق اال انها قد تكون سريعة الجريان‪,‬وبقوة اندفاع فوق ما يتصورها معظم الناس‪,‬ويكمن الخطر‬
‫في محاولة البعض عبور تلك المياه مشيا على اْلقدام او سباحه‪ ،‬او استخدام السيارات دون االنتباه الى الخطورة‬
‫الناتجة عن قوة اندفاع المياه وارتفاع مناسيبها بشكل تدريجي‪,‬لذا يقع الكثير ضحية المجازفة‪.‬‬

‫‪ -2‬استخدام األعالم في تثقيف المجتمع‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن االنضمام الى برنامج التأمين الوطني الفيضانات‪,‬ويحق للجميع االنضمام الى برنامج التأمين الوطني‬
‫للفيضانات ‪ , NFIP‬و يمكن ان يشترك في عملية المراقبة مكتب إدارة الطوارئ المحلي للحصول على مزيد من‬
‫المعلومات عن الفيضانات‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر مقطع خاص في الصحف المحلية عن الفيضانات والسيول الجارفة‪ ,‬وحصر المعلومات عن أرقام‬
‫التليفونات الخاصة بالجهات المسئولة مثل السلطات المحلية التي يمكن االتصال بها وقت الحاجة ‪،‬وخدمات‬
‫الطوارئ ‪,‬ومكاتب الصليب اْلحمر‪،‬واقرب المستشفيات‪.‬‬
‫‪ -3‬مقابلة المسئولين المحليين حول إدارة استخدام اْلراضي ونوع المباني في السهول الفيضيه‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل مع خدمات الطوارىء المحلية ومسئولي الصليب اْلحمر الى إعداد تقارير خاصة بذوي العاهات‬
‫لتوضيح ماذا تفعل تلك الجهات لهؤالء اذا صدر امر اإلخالء‪.‬‬
‫‪ -5‬تبليغ المجتمع بشكل دوري بنظم اإلنذار المحلية‪,‬وشرح الفرق بين مراقبة الفيضانات والتحذيرات‪,‬وان يعرف‬
‫كل إنسان الى أين يتجه عند بث معلومات الطوارئ وسماع صوت إنذار من الراديو أو التلفزيون‪.‬‬
‫‪ -6‬مساعدة المستشفيات وغيرها من المنشآت التي تأثرت بشكل بالغ من انقطاع الكهرباء‪ ,‬عن طريق ترتيب‬
‫إجراءات تساعد على إمدادات الطاقة لتلك المؤسسات لكي تستمر في ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫‪ -7‬االتصال بالقيادات المحلية واْلرصاد الجوية الوطنية أو مكتب وكالة إدارة الطوارئ المحلية للحصول على‬
‫معلومات عن أنظمة اإلنذار بالفيضانات‪ ,‬وقيم القراءات عن اْلنهار واْلمطار‪ ,‬وتقييم أوضاع الفيضانات واتخاذ‬
‫اإلجراءات المناسبة‪ ,‬وتوفير أجهزة إنذار متقدمة لغرض االكتشاف المبكر والذي يعد أمرا حيويا إلنقاذ اْلرواح‪,‬‬
‫ان نظم الكشف التلقائي للفيضانات متوفرة تجاريا للمجتمعات المعرضة للفيضانات‪.‬‬
‫‪ -8‬نشر خطة أجالء طارئة لطرق المناطق المعرضه للفيضانات‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلجراءات األولية لمواجهة خطر الفيضان‪:‬‬

‫أن مواجهة خطر الفيضانات يتطلب وضع خطة كوارث‪ ,‬يتطلب ذلك الرجوع الى الجهات المسئولة عن‬
‫الكوارث للحصول على المعلومات العامة المتعلقة بتنظيم خطط الكوارث‪ ,‬لوضع خطة فيضان محددة للمنطقة‬
‫المعرضة لمخاطر الفيضانات لتقييم مرحلة الفيضان‪,‬واالتصال بالقيادات المحلية مثل للصليب اْلحمر‪ ،‬ومكتب‬
‫إدارة الطوارئ المحلية ودائرةاْلرصاد الجوية الوطنية‪،‬او مكتب التخطيط ‪,‬اواْلجهزة االدارية‪ ,‬حول مخاطر‬
‫الفيضانات في تلك المنطقة‪,‬ومعرفة المنسوب التقريبي المتوقع في مياه النهر‪,‬بالنسبة الى النهر والسدود القريبة‬
‫‪,‬والتي ستساعد في معرفة مستويات الفيضان ومدى تأثيرها على اإلنسان في تلك المنطقة‪.‬‬
‫واذا كان اإلنسان في خطر من جراء الفيضانات فعليه اتخاذ اإلجراءات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬االتصال بالمسئولين المحليين‪ ,‬ووكيل التأمين‪,‬التخاذ اإلجراءات المناسبة في حماية المساكن من أخطار‬
‫الفيضانات‪ ,‬فضال عن االتصال بالمسئولين عن برنامج التأمين الوطني للفيضانات (‪.)(NFIP).‬‬
‫‪ -2‬استخدام ‪ NOAA‬راديو الطقس الذي يصدر أشارة تحذير مسموعة بواسطة اإلذاعة او بواسطة التليفيزون ‪،‬‬
‫لتجهيز معلومات الطوارئ‪.‬‬
‫‪-3‬وضع خطة اْلجالء‪ ,‬ويجب على جميع أفراد اْلسرة ان يعرفوا أين يذهبوا اذا كان عليهم ان يغادروا‬
‫منازلهم‪,‬ان محاولة وضع الخطط في اللحظة اْلخيرة يمكن ان يفسد عملية اإلنقاذ ويثير اإلرباك مما يترتب على‬
‫ذلك مخاطر ومشاكل‪.‬‬
‫‪ -4‬مناقشة طبيعة الفيضانات مع أْلسرة‪ ,‬وينبغي ان يعرف كل شخص ما يعمله اذا كان أفراد اْلسرة ليست مع‬
‫بعضهم في مكان واحد‪ ,‬ومناقشة مخاطر الفيضانات في وقت مبكر يساعد على تخفيف الخوف والقلق‪ ,‬ويعرف‬
‫كل شخص كيف يستجيب لمواجهة الخطر‪.‬‬
‫وعلى كل فرد أتباع اإلرشادات العامة لتجنب مخاطر الفيضان وكما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اذا كنت متجه في طريق يقع قرب مياه الفيضانات ‪ ،‬توقف واتجه نحو طريق أخر أكثر أمانا حتى لو كان‬
‫أطول مسافة‪,‬ويفضل التوجه نحو مناطق مرتفعة ان وجدت ‪.‬‬
‫‪,‬ب‪-‬اذا كنت تسير على قدميك في مياه قليلة العمق و يمكن عبورها على القدمين فيجب االنتباه الى تغير العمق‬
‫في بعض أالماكن فيكون اإلنسان في خطر‪ ,‬فكثير من الناس يخوضون في مياه عميقة فتجرفهم مياه الفيضانات‬
‫مما يؤدي إلى إصابتهم او وفاتهم‪.‬‬
‫ت‪ -‬االبتعاد عن المناطق التي غمرتها الفيضانات‪ ,‬حتى لو كان على ما يبدو عمق المياه ضحال ولكن مناسيبها ال‬
‫تزال في ارتفاع مستمر‪.‬‬
‫ث‪ -‬عدم محاولة المشي او السباحة‪ ،‬او التدافع في مياه الفيضان‪ ,‬قد ال يكن اإلنسان قادرا على معرفة سرعة‬
‫جريان المياه ‪,‬أو مواقع الحفر و الثقوب تحت المياه او مواقع تجميع النفايات واْلنقاض والتي تعرض اإلنسان الى‬
‫ج‪-‬اذا‬ ‫الخطر‪.‬‬
‫كنت في سيارة وأصبحت محاطا بالمياه‪ ،‬فيجب الخروج منها بسالم‪ ،‬والقيام بذلك فورا واالنتقال إلى مناطق‬
‫ح‪-‬‬ ‫أعلى‪ ,‬فالمركبات يمكن أن تمحى اإلنسان عندما تكون مناسيب المياه حوالي قدمين‪.‬‬
‫االحتراس من اْلفاعي والعقارب في المناطق التي غمرتها مياه الفيضانات‪ ,‬حيث تدخل مياه الفيضانات مخابيء‬
‫خ‪-‬‬ ‫تلك اْلفاعي فتهرب من ديارها نحو الخارج‪.‬‬
‫االبتعاد عن الشقوق والكسور اْلرضية وضفاف اْلنهار التي غمرتها مياه الفيضان‪ ,‬ان ارتفاع رطوبة الضفاف‬
‫يجعلها غير مستقرة بسبب اْلمطار الغزيرة او المياه التي غمرتها‪ ,‬ويمكن ان تنهار بصورة مفاجئة نحو مياه‬
‫د‪-‬‬ ‫النهر‪.‬‬
‫عدم اللعب قرب المياه المرتفعة ومياه اْلمطار‪،‬وقنوات الري والوديان‪،‬او مجارى مائية‪ ,‬فمن السهل جدا ان‬
‫تجرفه المياه السريعة الجريان‪.‬‬
‫ذ‪ -‬رمى كل االغذيه التي تالمسها مياه الفيضانات بعيدا عن المكان‪ ,‬لتلوث تلك المياه‪ ,‬اذ تحتوي مياه الفيضان‬
‫على البكتيريا والجراثيم‪ ,‬وان أكل اْلغذية التي تعرضت لمياه الفيضانات يمكن ان تعرض اإلنسان الى اإلصابة‬
‫بمرض خطير جدا ربما يتسبب في وفاته‪.‬‬

‫‪ -4‬كيفية حماية الممتلكات ‪:‬‬

‫وضع الوثائق والمستمسكات وغيرها من اْلشياء الثمينة في أماكن آمنة‪ ,‬ويسهل الوصول إليها‬ ‫‪-1‬‬
‫بسرعة‪,‬واالحتفاظ بها في مكان آمن اقل تعرضا للضرر إثناء الفيضان‪.‬‬
‫تجنب البناء في المناطق التي تتعرض الى الفيضانات ما لم تعمل على رفع مستواه بشكل يؤمن عدم تضرره‬ ‫‪-2‬‬
‫‪,‬وفي بعض المجتمعات ال يسمح ببناء المساكن في السهول الفيضية‪,‬وإذا كانت هناك ضرورة لذلك فالبد من‬
‫اتخاذ اْلحتياطات الالزمة لتجنب خطر الفيضان‪.‬‬
‫رفع اْلفران وسخانات المياه واْلجهزة الكهربائية الى الطوابق العليا من المبنى‪ ,‬فالطابق اْلسفل من البيت‬ ‫‪-3‬‬
‫يمكن ان تغمره المياه فتؤدي الى تدمير تلك اْلجهزة‪ ,‬لذا ترفع هذه المعدات لكي ال تتضرر بمياه الفيضان‪.‬‬
‫كما يفضل االستفادة من مياه السخان ْلنها ستكون أفضل مصدر للمياه العذبة عند التعرض للفيضان‪.‬‬
‫سد صمامات مراقبة المجاري لمنع مياه الفيضان من الوصول الى داخل المسكن او البناية‪ ,‬اوكحل أخر‬ ‫‪-4‬‬
‫عندما تهدد الفيضانات الكبيرة اْلبنية يتم استخدام سدادات الفلين لمنع تسرب تلك المياه من أحواض استحمام‬
‫‪ ،‬أو المنافذ اْلخرى‪.‬‬
‫بناء حواجز مثل سدود‪ ،‬والمصدات‪،‬الجدران لمنع مياه الفيضان من دخول المبنى‪ ,‬وان تشييد مثل هذه‬ ‫‪-5‬‬
‫الحواجز التي قد تتطلبها قوانين البناء المحلية تحتاج الى مراجعة قوانين البناء المحلية وأنظمة للسالمة‪.‬‬
‫رفع متانة الجدران السفلية لتجنب تسرب المياه من خالل الشقوق فتعمل على تدمير اْلبنية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫التشاور مع ذوي الخبرة المهنية في البناء للحصول على مزيد من المعلومات حول بعض التدابير اذا كانت‬ ‫‪-7‬‬
‫هذه التدابير وغيرها تقلل من اْلضرار عند اتخاذها‪ ,‬ويمكن مراجعة قوانين البناء المحلية وأنظمة للسالمة‬
‫للتوصل الى أفضل الطرق للحد من إضرار الفيضان على اْلبنية‪.‬‬
‫االتصال بالسلطات المحلية ومكتب إدارة الطوارئ للحصول على مزيد من المعلومات عن خيارات التخفيف‬ ‫‪-8‬‬
‫المحتملة للحد من اْلضرار الناجمة عن الفيضانات والسيول‪,‬و قد تتمكن السلطات المحلية ومكتب إدارة‬
‫الطوارئ من توفير موارد إضافية ومعلومات عن إجراءات للحد من اْلضرار المحتملة‪.‬‬
‫‪ -9‬اذا كنت تعيش في بيئة تتعرض الى الفيضان بصورة مستمرة يجب ان تعتمد مخزون الطوارئ المتمثل‬
‫بمواد البناء‪,‬وتشمل طبقات الخشب واالغطيه البالستيكية والمسامير والمطارق ومعاول وأكياس الرمل‪.‬‬

‫‪ -5‬إجراءات قبل حدوث الفيضان‪:‬‬

‫أ‪-‬اذا كان المطر مستمر منذ عدة ساعات ‪ ،‬اومطر متواصل منذ عدة ايام ‪،‬يجب االنتباه الى احتمال حدوث‬
‫الفيضانات بسرعة بسبب تشبع اْلرض بالمياه وتصريف اكبر كمية من المياه نحو النهر‪.‬‬

‫ب‪ -‬استخدام ‪ NOAA‬الراديو الطقس او جهاز محمول يعمل ببطارية او اإلذاعة او التلفزيون لتحديث معلومات‬
‫الطوارئ‪,‬اذ تعمل المحطات المحلية على تقدم أفضل المشورة للسكان في حالة معينة‪.‬‬

‫ت‪-‬بعد سماع الرعد‪,‬والذي يترتب على بعض أنواعه حدوث تصريف طاقة كهر بائية كبيرة تتجه نحو اْلرض‪ ,‬و‬
‫يصاحبها سقوط أمطار شديدة تجعل اإلنسان ال يستطيع ان يخرج رأسه في مثل تلك الحالة‪ ,‬يجب ان يكون‬
‫الشخص في حالة تأهب قصوى لما يعقب ذلك من مخاطر فيضانات‪.‬‬

‫ث‪ -‬إيقاف السيارات في بارك او حديقة المخيم بعيدا عن مخاطر الفيضان ‪ ،‬وخاصة خالل فترة الخطر او التهديد‪,‬‬
‫فمياه الفيضان يمكن ان تأرتفع بسرعة لذا يجب نقل الممتلكات بعيد عن مكان الخطر‪.‬‬

‫ج‪-‬يجب إدراك المخاطر على طول مجرى النهر او القنوات‪،‬لحدوث انهيار سد او التعرض الى عواصف مطرية‬
‫التي قد تتسبب الفيضانات ووالسيول في المنطقة‪.‬‬

‫‪-6‬إجراءات عند مراقبة فيضان‪:‬‬

‫عندما يكون الفيضان او السيول تحت المراقبة يتم أتباع ما يأتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬يستمع باستمرار الى اذاعة‪ NOAA‬الطقس او اإلذاعة أو التلفزيون لتحديث معلومات الطوارئ‪ ,‬حيث تعمل‬
‫المحطات المحلية على تقديم أفضل المشورة للناس عن كل حالة معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجميع يراقب الوضع و يكون مستعدا لالستجابة والعمل بسرعة‪ ,‬فالفيضانات والسيول يمكن ان تحدث‬
‫بسرعة ودون سابق إنذار‪ ,‬لذا يكون اإلنسان مستعدة للعمل فورا‪.‬‬
‫ت‪ -‬االنتباه الىعالمات الفيضان‪،‬وإذا كان يعيش في منطقة معرضة للفيضانات ان يكون مستعدا لالخالء في أي‬
‫لحظة‪ ,‬فالفيضانات يمكن ان تحدث بسرعة‪ ,‬وقد يضطر اإلنسان الى ترك بعض اْلشياء بدون شعور نتيجة‬
‫اإلرباك الشديد‪.‬‬
‫ث‪ -‬إتباع التعليمات والمشورة الصادرة من السلطات المحلية‪ْ,‬لنها هي المسئولة عن المناطق المتضررة‪,‬وانها‬
‫تمتلك المعلومات الكافية عن مناطق الخطر والمواقع اآلمنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عند اإلقامة في منطقة معرضه للفيضانات يجب أتباع ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ملء البانيو واْلواني والزجاجات البالستيكية بمياه نظيفة‪ ,‬فالمياه قد تصبح ملوثة‪ ,‬او خدمات المياه قد‬
‫تتوقف‪.‬‬
‫‪ -2‬جعل اْلثاث في الهواء الطلق‪،‬مثل باحة المنازل او الطارمة او في اْلبواب‪,‬على ان يكون المكان امن وال‬
‫تطوله مياه الفيضان‪.‬‬
‫‪ -3‬نقل اْلثاث والمقتنيات الثمينة الى الطوابق العليا من البيت‪ ,‬فاذا كانت مياه الفيضانات تؤثر على الجزء اْلسفل‬
‫من البيت فأنها التصل الى الطوابق العليا‪.‬‬
‫‪ -4‬اذا صدرت تعليمات من السلطات المحلية‪ ،‬بإخالء جميع المرافق الرئيسية في المدينة‪,‬يجب قطع التيار‬
‫الكهربائي الرئيسي و إغالق صمام الغاز الرئيسي‪ ,‬وفي بعض المناطق‪ ،‬ان السلطات المحلية قد تبلغ السكان‬
‫بترك المرافق للحد من اْلضرار بالمنازل واْلبنية العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬الحصول على تجهيزات االستعداد للكوارث‪ ,‬فاإلنسان بحاجة الى التصرف بسرعة‪ ,‬لذا يستفاد من اإلمدادات‬
‫الجاهزة التي ستوفر الوقت في سبيل الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -6‬ملء قناني الغاز ووضعها في السيارة‪ ،‬في حال حدوث أشعار باالخالء‪ ,‬سوف ينقطع التيار الكهربائي‪ ،‬ومن‬
‫ثم تتوقف محطات البنزين‪ ,‬والتي قد ال تكن قادرة على تشغيل المضخات لعدة أيام‪.‬‬
‫‪ -7‬االستعداد لإلخالء‪ ,‬السلطات المحلية تسأل المواطن اذا كان يشعر ان بيته مهدد بخطر الفيضان فعليه البحث‬
‫عن مكان امن‪.‬‬

‫‪ -7‬إجراءات عند اإلنذار بخطر الفيضان‪:‬‬

‫عندما يكون الفيضان او السيول في مرحلة اإلنذار يتم اتخاذ ما يأتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستماع باستمرار الى إذاعة ‪ NOAA‬الطقس‪ ،‬اواإلذاعة او التلفزيون لتحديث معلومات الطوارئ‪,‬‬
‫فالمحطات المحلية تقدم أفضل المشورة عن كل حالة معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االنتباه الىعالمات الفيضانات‪ ,‬فالتحذير من الفيضانات يعني انه وشيك الحدوث او حدث في المنطقة‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كنت تعيش في المناطق المعرضه للفيضانات اوتعتقد انك في خطر‪،‬فيجب وإخالؤها على الفور‪, ,‬التحرك‬
‫بسرعة إلى المناطق المرتفعة اآلمنة‪ ,‬النقاذ نفسك‪ ،‬وعدم حمل أمتعة كثيرة لخفة وسرعة الحركة‪,‬أهم شيء هو‬
‫سالمة اإلنسان‪.‬‬
‫ث‪ -‬إتباع مشورة وتعليمات السلطات المحلية‪,‬فهي اْلكثر دراية بالمناطق المتضررة‪,‬وانها تقوم باخبار السكان‬
‫بالمناطق المتضررة لتجنب المرور بتلك المناطق‪.‬‬
‫ج‪ -‬اذا قررت الجالء‪ ،‬فيجب القيام بذلك فورا‪ ,‬واالنتقال الى منطقة آمنة قبل وصول مياه الفيضان وعزل المنطقة‪,‬‬
‫االجالء أكثر بساطة وأكثر أمانا قبل فيضان المياه‪,‬فإذا أصبحت عميقة جدا فال تستطع المركبات او اإلنسان عبور‬
‫تلك المناطق‪.‬‬
‫ح‪ -‬متابعة توصيات طرق اإلخالء‪ ,‬توجد طرق مختصرة او بديلة‪،‬قد تستخدم اذا انقطعت او سدت الطرق‪ ,‬او‬
‫دمرتها مياه الفيضانات‪.‬‬
‫خ‪ -‬المغادرة في وقت مبكر بما يكفي لتجنب انقطاع الطرقات بواسطة مياه الفيضانات‪ ,‬ان التأخر لفترة طويلة قد‬
‫تجعل الهروب صعبا النقطاع الطرق وقلة وسائل النقل او انعدامها‪.‬‬

‫‪ -8‬السالمة من الفيضانات‪:‬‬

‫أ‪ -‬البقاء خارج المناطق المعرضه للفيضانات‪ ,‬والمسابح ‪,‬واْلخاديد والمناطق المنخفضة ‪ 00‬الخ ‪،‬والتي من‬
‫الممكن ان تصبح مملوءة بالماء‪.‬‬
‫ب‪ -‬اذا كان الشخص في العراء فعليه ان يصعد الى ارض مرتفعة‪ ،‬والبقاء هناك لالبتعاد عن خطر مياه‬
‫الفيضانات‪.‬‬
‫ت‪ -‬اذا اضطر اإلنسان الى عبور تيار المياه المتدفقة فيجب التأكد من عمقها ‪,‬فاذا كانت على عمق أكثر من‬
‫نصف متر فيفضل تجنب المرور عبرها والذهاب في اتجاه أخر‪ ,‬وفي حالة االضطرار الى المرور عبرها فيجب‬
‫اجتيازها بسرعة مشيا على اإلقدام او سباحة‪ ,‬ان معظم ضحايا الفيضانات ناجمة عن محاولة الناس العبور خالل‬
‫مياه الفيضان‪،‬أو أشخاص يلعبون في مياه مرتفعة المناسيب‪ ,‬ان اجتياز المياه الضحلة يمكن ان يكون بسرعة‬
‫(‪)2‬‬
‫عكس المياه العميقة فإنها تحتاج الى جهد ووقت أكثر‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬إجراءات عند وقوع الفيضانات‪:‬‬

‫أ‪ -‬ماذا يفعل اإلنسان إذا حدث الفيضان‪:‬‬

‫‪ -1‬تجنب المناطق التي غمرتها الفيضانات فعال ‪ ،‬والمناطق المعرضة للفيضانات المفاجئة‪,‬وعدم عبور اْلنهار‬
‫المتدفقة‪,‬ان معظم ضحايا الفيضانات ناجمة عن محاولة اندفاع الناس عبر مياه الفيضان‪،‬أو أشخاص يلعبون في‬
‫المياه المرتفعة‪,‬ان عمق المياه ليست واضح دائما‪,‬فقد تعمل مياه الفيضان على قطع الطرق من خالل إزالة أجزاء‬
‫منها‪ ,‬وفي حالة استخدام السيارات فقد يؤدي ارتفاع مناسيب المياه الى تعطيل او إيقاف محرك السيارة‪،‬وربما‬
‫تغمر السيارة بأكملها في الماء‪،‬فيجب معرفة الفيضانات في الطرق والجسور والمناطق المنخفضة‪.‬‬
‫‪ -2‬اذا كان الشخص يقود سيارة وصادفته مياه فيضان عالية المنسوب فيجب البحث عن طريق أخر أكثر‬
‫أمانا‪,‬واالنتقال الى ارض مرتفعة وبعيدة عن اْلنهار والسيول والجداول‪،‬وتصريف مياه اْلمطار‪.‬‬
‫‪ -3‬فقد يكون الشخص حريصا على السيارة عندما تصبح محاطة بالمياه‪,‬وقد تتوقف السيارة عن الحركة فيجب‬
‫الخروج منها بسالم‪،‬واالبتعاد عنها فورا‪ ,‬والصعود الى أعلى اْلرض‪,‬فالعديد من الوفيات ناجمة عن محاوالت‬
‫لنقل السيارات المتوقفة‪,‬عندما تكون ألمركبه مغمورة في المياه‪،‬وقد تعمل شدة تدفق المياه على دفع السيارة باتجاه‬
‫التيار ‪,‬وربما تندفع نحو احد الضفاف دون ان تتعرض الى أضرار‪,‬او قد تستقر في حفرة ما وتغطيها طبقة من‬
‫الطين‪,‬او تتعرض الى االنقالب ويدحرجها التيار بطريقه لمسافة طويلة فتتضرر السيارة في مثل تلك الحالة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ماذا يفعل اإلنسان بعد الفيضانات او السيول ‪:‬‬

‫‪ -1‬طلب الرعاية الطبية الالزمة من أقرب مستشفى او مستوصف‪,‬فقد يؤدي تلوث مياه الفيضانات الى زيادة‬
‫احتمال اإلصابة ببعض اإلمراض او الجروح‪,‬وقد تكون تلك اإلصابات خطيرة تتطلب عناية طبية‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدة الجيران الذين قد يحتاجون الى مساعدة‪ ,‬خاصة اْلطفال والمسنين والمعوقين‪,‬المسنون والمعوقون قد‬
‫يحتاجون الى مساعدة أضافية‪ ,‬اْلسر الكبيرة قد تحتاج الى مزيد من المساعدة في حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب مناطق الكوارث‪,‬وقد يعرقل كثرة حضور الناس عمليات اإلنقاذ وعمليات الطوارئ اْلخرى ‪،‬ويجب‬
‫الحظر من اآلثار التي تحدث بعد الفيضانات ‪ ،‬مثل تلوث المياه وانهيار الطرق واالنهيارات االرضيه والتدفقات‬
‫الطينية ‪ ،‬وغيرها من اْلخطار‪.‬‬
‫‪ -4‬مواصلة االستماع الى الراديو اإلذاعة المحلية او المحطات التلفزيونية‪ ,‬وعدم العودة الى الوطن اال عندما‬
‫تشير السلطات ان المكان أمن من جميع المخاطر‪, ,‬أخطار الفيضان ال تنتهي عندما يبدأ الماء يتراجع‪ ,‬فقد تكون‬
‫هناك مخاطر للفيضانات داخل التجمعات‪,‬والذي يتم اإلعالن عنها عبر اإلذاعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -5‬البقاء خارج أي مبنى تحيط به مياه الفيضان مياه الفيضانات في كثير من اْلحيان تبقى المياه تحت اْلسس‬
‫مما يؤدي الى تقويضها ومن ثم غوص المبنى في اْلرض اذا كانت ذات تكوينات طينية او رملية ضعيفة‬
‫التماسك‪ ,‬او قد يحدث تشقق في المباني‪,‬او يمكن ان ينهار المبنى‪.‬‬
‫‪ -6‬تجنب دخول اي مبنى (المنزل ‪ ،‬العمل ‪ ،‬او غيره) قبل ان يؤكد المسئولين المحليين ان ذلك امن‪ .‬قد تكون‬
‫أضرار المباني غير ظاهرة‪ ,‬مما يجعلها غير آمنة‪ ,‬تسرب الغاز او الكهرباء او الماء يخلق أضرارا يترتب عليها‬
‫مشاكل أضافية‪.‬‬
‫‪ -7‬تقرير الى السلطات المختصة عن أضرار خطوط المرافق‪ ,‬واإلبالغ عن المخاطر المحتملة التي ستحصل في‬
‫المرافق اذا لم تعالج بأسرع وقت ممكن‪،‬ومنع مزيد من الخطر والضرر‪,‬ومراقبة شركات المنافع أالن لمعالجة‬
‫أي خلل في خطوط الخدمات من خالل أبالغ الجهات المسئولة عنها‪.‬‬
‫‪ -8‬تجنب التدخين داخل المباني‪ ,‬فالتدخين في المناطق المحصورة يمكن ان يسبب الحرائق‪.‬‬
‫‪ -9‬عند دخول المباني المعرضة الى الفيضان يجب ان يكون بشكل حذر‪,‬لربما تعرض المبنى الى أضرار غير‬
‫واضحة من الخارج‪,‬وقد يكون لتحريك الباب او فتح النافذة دورا في ذلك‪ ,‬وعليه يكون الشخص منتبها في كل‬
‫خطوة يتخذها‪,‬ويجب أتباع ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ارتداء أحذية قوية‪ ,‬من اإلصابات اْلكثر شيوعا بعد الكارثة جروح اإلقدام‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخدام إنارة تعمل بالبطارية والفوانيس عند اإلطالع على المباني من الداخل‪ ,‬والتي تعمل بالطاقة أفضل‬
‫أنواع االضاءه واْلسلم واْلسهل‪ ،‬ومنعا الندالع الحرائق لمستخدميه وشاغلي المبني‪.‬‬
‫ت‪ -‬فحص الجدران واْلرضيات واْلبواب والساللم والنوافذ‪،‬لتتأكد ان المبنى ليس معرضا للسقوط‪.‬‬
‫ث‪ -‬فحص اْلسس من الشقوق او أضرار أخرى‪ ,‬يعني ان المبنى غير صالح لالستعمال ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البحث عن مخاطر الحرائق‪ ,‬قد يكون هناك كسر او تسرب في الغاز‪ ،‬اوغمر الدوائر الكهربائية بالماء‪،‬أو‬
‫اْلفران الكهربائية‪ ,‬او مواد قابلة لالشتعال نقلها النهر من المناطق التي مر بها‪,‬وتعد النار من المخاطر التي قد‬
‫تحدث بعد الفيضانات‪.‬‬
‫ح‪ -‬الكشف عن مواضع تسرب الغاز‪ ,‬إذا كانت رائحة الغاز منتشرة‪ ,‬أو سماع صوت تدفقه‪ ،‬وفتح نوافذ المبنى‬
‫وتركه بسرعة‪,‬ويفضل إغالق أنبوب الغاز من الصمام الرئيسي الخارجي أن أمكن ‪ ،‬ودعوة شركات الغاز لحل‬
‫المشاكل المتعلقة بذلك‪ .‬إذا كنت تحذر من الغاز ْلي سبب ‪ ،‬يجب ان تعود الى الوراء بطريق مهنية‪.‬‬
‫خ‪ -‬البحث عن أضرار الشبكة الكهربائية‪ ,‬إذا رأيت الشرار او قطع في أْلسالك‪،‬اوانبعاث رائحة حرق العازل‬
‫الكهربائي‪ ،‬اعمل على قطع التيار من الكهرباء الرئيسية‪,‬اما المعدات الكهربائية ينبغي مراجعتها وتجفيفها اذا‬
‫غمرتها المياه قبل أعادتها الى الخدمة‪.‬‬
‫د‪ -‬فحص أضرار شبكات مجاري الصرف الصحي والماء‪ .‬اذا كان هنالك اشتباه بتدمير خطوط المجاري‪ ،‬فيجب‬
‫تجنب استعمال الحمامات واستدعاء سباك لمعالجة الخلل‪,‬أما اذا أصيبت أنابيب المياه بأضرار يفضل االتصال‬
‫بشركة المياه وتجنب استخدام المياه من الصنبور‪ ,‬ويمكنك الحصول على مياه صالحة من ما موجود في‬
‫السخانات اوالمياه الذائبة من الجليد او أي مصدر أخر‪.‬‬
‫ذ‪ -‬االحتراس من اْلحياء الضارة وخصوصا اْلفاعي السامة ‪ ،‬والعقارب التي قد تصل الى المباني مع مياه‬
‫الفيضانات‪ ,‬لذا يتم استخدام عصا لمعاينتها في اْلنقاض‪ ,‬حيث تعمل مياه الفيضانات على طرد اْلفاعي‬
‫وحيوانات عديدة من أماكنها‪.‬‬
‫ر‪-‬أجراء فحص لسقف البناء لمعرفة ما أصابها من أضرار نتيجة تعرض اْلساسات الى هبوط جزئي‪.‬‬
‫ز‪ -‬التقاط صورا لألضرار‪ ،‬سواء للمبنى اومحتوياته‪ ،‬لمطالبة التأمين بدفع تعويضات عن تلك اْلضرار‪.‬‬

‫ت‪ -‬إجراءات ما بعد االستقرار‪:‬‬

‫‪ -1‬رمى االغذيه التي مستها مياه الفيضانات‪,‬ويمكن االستفادة من بعض االغذيه المعلبة ‪,‬أما إذا كانت العلب‬
‫متضررة او انتهى تاريخ استعمالها ترمى بعيدا‪,‬ان االغذيه تتلوث عند تعرضها الى مياه الفيضانات‪ ,‬فتسبب‬
‫عدوى شديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اذا كان الماء مشكوك بنقاوته فيجب غليه او إضافة مواد تنقية‪،‬او استخدام طريقة التقطير‪,‬وقد تتسرب مياه‬
‫الفيضانات الى مياه اآلبار‪,‬وقد يترتب على شرب المياه الملوثة اإلصابة بالبكتيريا والجراثيم‪.‬‬
‫‪ -3‬رفع المضخة المغمورة السفلية تدريجيا الى حوالي ثلث عمق المياه يوميا‪( ,‬من اجل تجنب اْلضرار‬
‫ألهيكليه)‪,‬ان ضخ المياه كاملة في فترة قصيرة من الزمن‪ ،‬فقد يتسبب ذلك في هبوط التربة المشبعة بالماء في ومن‬
‫ثم هبوط اْلساسات وانهيار جدران الطابق السفلي‪.‬‬
‫‪-4‬معالجة أضرار خزانات المياه‪ ,‬وحفر آبار جديدة او تحسين الموجود منها ‪،‬وكذلك معالجة أضرار شبكات‬
‫( ‪)3‬‬
‫الصرف الصحي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬نماذج من كوارث الفيضانات في العالم‪:‬‬

‫‪ -1‬فيضانات جنوب افريقيا‪:‬‬


‫تعرضت دول جنوب أفريقيا في ‪/9‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2000‬الى إمطار غزيرة تسببت في حدوث فيضانات في‬
‫مناطق واسعة من دولة جنوب أفريقيا وموزامبيق‪ ,‬الشكل رقم(‪ ) 4-3‬يوضح غمر مياه الفيضان للطريق الواصل‬
‫بين البلدين‪.‬‬
‫وتشير السلطات المحلية في موزنبيق ان عشرات اآلالف من الناس فروا من منازلهم التي دمرتها الفيضانات‪,‬وقد‬
‫فقد حوالي ‪ 26‬شخص في جنوب أفريقيا وخاصة في شمال وشمال شرق البالد‪.‬‬
‫وتشير المصادر المسئولة ان اْلمطار التي تعرضت لها لم تشهدها منذ أكثر من نصف قرن‪ ,‬والتي استمرت لمدة‬
‫أربعة أيام متتالية‪ ,‬ويعزى السبب الى انخفاض الضغط االستوائي مقابل السواحل الموزامبيقية‪ ,‬ومع انخفاض‬
‫منسوب المياه في بعض أالماكن ‪،‬اال ان االضرار كبيرة شملت تدمير المنازل والطرق والجسور‪,‬والبنية التحتية ‪,‬‬
‫وبقيت بعض المدن بدون إمدادات المياه النظيفة والكهرباء‪ ,‬حيث تعرضت عدة محطات للضخ الى التدمير‪,‬وقد‬
‫اضطر عدد من السكان الى العبور نحو الدول المجاورة مثل بتسوانا‪.‬‬
‫ومما زاد في الخسائر ان عدد كبير من السكان يعيشون في مساكن بسيطة ومؤقتة عند أطراف المدن مثل مدينة‬
‫مابوتو‪ ,‬وقد أدى سقوط اْلمطار الى انهيار بعضها على سأكنيها‪.‬‬
‫ومن المشاكل التي واجهها السكان في المناطق المتضررة نقص في المواد الغذائية‪,‬حيث انقطعت الطرق التي‬
‫تربط بين المناطق المتضررة والمدن المجاورة‪,‬كما هو الحال في وموزامبيق حيث تعرض الطريق الممتد من‬
‫شمال البالد الى جنوبها الى عدة تقطعات ‪,‬ونظرا لعدم االستعداد لمثل تلك الكوارث لذا بقي مئات اآلالف من‬
‫السكان بدون مأوى‪.‬‬
‫وفي جنوب أفريقيا تعرض ‪ 15‬شخص للغرق عند محاولتهم عبور نهر رما في المقاطعة الشمالية من البالد‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ورغم تعرض تلك المناطق الى اْلمطار في تلك المواسم اال انها لم تكن بنفس الكميات السابقة‪.‬‬
‫شكل رقم( ‪ )4-3‬يوضح اثر الفيضان على الطريق بين جنوب افريقيا وزامبيا‪.‬‬

‫‪ -2‬تعرض دول البلقان الى الفيضان‪:‬‬

‫شهدت دول شرق أوربا الى فيضانات عارمة بتاريخ ‪,2006/6/23‬حيث وصل منسوب المياه الى مستويات‬
‫قياسية في نهر الدانوب وانهار أخرى‪,‬وغمرت مياه فيضانات اْلنهار الناجمة عن اْلمطار وذوبان الثلوج‬
‫قطاعات واسعة من اْلراضي في رومانيا وبلغاريا وصربيا والمجر مما أدى الى تشريد أكثر من عشرة أالف‬
‫شخص من منازلهم للجوء الى أالماكن المرتفعة اآلمنة‪.‬‬
‫ومن المخاطر التي رافقت الفيضان حدوث تصدع احد السدود في المجر‪,‬مما اضطر سكان المناطق الواقعة تحت‬
‫تأثيره الى ترك منازلهم ونقل ممتلكاتهم التي يمكن نقلها مثل الماشية والحبوب واْلثاث‪.‬‬
‫واضطرت رومانيا أكثر الدول تضررا الى أحداث فتحة في سد كبير على دلتا الدانوب لحماية القرى المنخفضة‪.‬‬
‫ونهر الدانوب هو ثاني أطول انهار أوروبا وينبع من ألمانيا ويمر من خالل عشر دول‪ ,‬او يشكل حدودا معها قبل‬
‫أن يصب في البحر اْلسود‪ .‬وهذه هي المرة الثانية التي تجتاح فيها الفيضانات المنطقة خالل عام‪ ,‬في صيف عام‬
‫‪ 2005‬أدى فيضان اْلنهار الى مقتل عشرات اْلشخاص وتشريد أالف آخرين‪.‬‬
‫وفي بلغاريا استمر هطول اْلمطار الغزيرة‪ ,‬فيما أقامت السلطات مراكز أجالء لنحو ‪ 760‬شخصا في بلدة‬
‫رياهوفو القريبة من ميناء رويس بعد ان تشبعت السدود بمياه فيضان نهر الدانوب وأصبحت مهددة باالنهيار‪,‬‬
‫والى الغرب في فيدين تم أجالء أكثر من ‪ 2000‬شخص من منطقة منخفضة في ضواحي المدينة‪ .‬وأدى سقوط‬
‫(‪)5‬‬
‫اْلمطار الى تعطيل حركة السير على معظم الطرق المؤدية الى المدينة كما عرقل جهود اإلغاثة‪.‬‬

‫‪ -3‬كارثة فيضان هولندا عام ‪:1953‬‬


‫تعرضت هولندا الى كارثة فيضان في شباط ‪ /‬فبراير ‪ 1953‬عندما انهار احد السدود لحمايه جنوب غرب‬
‫البالد بسبب تعرضه الى هجوم مشترك من اْلعاصير القوية ورياح شمالية غربية سريعة‪,‬ومما زاد في المشكلة‬
‫وقوع الحادث في الليل دون إنذار‪ ،‬حيث اندفعت موجة عالية من المياه نحو المناطق الواقعة أسفل السد مما ادى‬
‫الى مقتل ‪ 1835‬شخصا‪ ,‬وحوالي ‪ 200000‬هكتار من اْلراضي غمرتها المياه ‪،‬وتدمير حوالي ‪ 3،000‬منزل و‬
‫‪ 300‬مزرعة ‪,‬وموت ‪ 47،000‬رأس من الماشية غرقا‪,‬وتعد من أسوأ الكوارث التي شهدتها هولندا منذ ‪300‬‬
‫عاما‪,‬والفيضانات الناجمة عن العواصف كانت شيئا جديدا على هولندا لم يكن مألوفا من قبل‪ ،‬لذا أصيب السكان‬
‫بالذهول ْلنها كارثة المثيل لها منذ قرون‪.‬‬
‫وقد تدفقت المعونة الطارئة من كل أنحاء العالم للمساعدة في تخفيف اثر تلك الضربة‪ ,‬ومن المفارقات العجيبة ان‬
‫وزارة النقل واْلشغال العامة وإدارة المياه قد نشرت وثيقة منذ بضعة ايام توضح فيها بدقة خطط مفصلة لمنع هذا‬
‫النوع من الكوارث‪ ,‬واقترحت الوثيقة ان جميع مداخل المد والجزر ومصاب اْلنهار فى محافظات جنوب هولندا‬
‫ينبغي ان تكون محاطة بسدود‪ ,‬ضوء تلك الكارثة اتخذت إجراءات عاجلة لتنفيذ هذه الخطة المعروفة باسم‬
‫مشروع الدلتا‪.‬‬
‫وكان السكان هولندا اْلوائل يقومون بحماية أنفسهم ضد الفيضانات من خالل بناء المتاريس او الروابي المرتفعة‬
‫التي تبنى على المزارع وفوقها المنازل‪ ,‬ثم استخدام هذه المتاريس ا لحماية مساحات أكبر من اْلراضي ومن‬
‫خالل بناء السدود بينهما‪.‬‬
‫وحولي ‪ 1300‬جزء كبير من حاضر هولندا كان يقع تحت سطح الماء‪,‬وفي القرون التي تلت ذلك تم انتزاع‬
‫مساحات كبيرة من البحر عن طريق بناء السدود واستخدام طواحين الهواء لضخ المياه الى أماكن بعيدة‪.‬‬
‫وعلى مر التاريخ كان سكان المقاطعات الهولندية الساحلية تعانون بصورة منتظمة من العواصف المدمرة‬
‫المشهورة ‪ ,‬كما هو في عامي ‪ 1421‬و ‪1570‬م وأودت بحياة اآلالف من الناس وألحقت أضرارا جسيمة‪.‬‬
‫وفي عام ‪1916‬حدثت فيضانات مدمرة‪,‬وقد أعقب ذلك أقامة عدة مشاريع أروائية لمواجهة خطر الفيضانات التي‬
‫( ‪)6‬‬
‫تتعرض لها هولندا ‪.‬‬

‫‪ -3‬فيضانات بنغالدش‪:‬‬
‫شهدت بنغالدش فيضانات عارمة في عام ‪ 1998‬والتي تركت آثارا كبيرة مثل تدمير المنازل وتجريف‬
‫المحاصيل‪،‬وأثار اقتصادية غير مباشرة متمثلة في االستغناء عن العمال‪ ،‬فقد كان للفيضانات تأثيرات أخرى‬
‫على الفقراء منها‪:‬‬
‫أ‪-‬تأثير كبير على اْلسر التي تعتمد على العمل بأجر‪ ،‬السيما العمل الزراعي‪.‬‬

‫ب‪-‬يعد الفقراء أكثر تضررا من الفيضان ْلنهم يملكون أصوال قليلة لتغطية المصروفات الالزمة أثناء الكارثة‪،‬‬
‫وواجهوا مشقة كبيرة في العودة إلى مستوى معيشتهم قبل الكارثة‪.‬‬

‫ت‪-‬الفقراء الذين فقدوا فرص الحصول على دخل بسبب الفيضان‪ ،‬اعتمدوا اعتمادا شديدا على االقتراض (من‬
‫المرابين أساسا) لتغطية احتياجاتهم المادية بعد الفيضان‪.‬‬

‫ث‪-‬انخفاض عدد الفقراء الذين يعتمدون على االقتراض بمرور الوقت‪ ،‬اْلمر الذي يشير إلى أن تأثير الكارثة بدأ‬
‫يتراجع ببطء‪.‬‬

‫ج‪-‬ساءت حالة اْلمن الغذائي للفقراء الذين كانوا يعتمدون على الشراء لتغطية احتياجاتهم الغذائية في أعقاب‬
‫الفيضان بسبب صعوبة شراء اْلغذية لعدم وجود دخل يمكن إنفاقه مع ارتفاع اْلسعار‪ ,‬أو بسبب نقص اْلغذية‬
‫(السيما الرز) في اْلسواق‪.‬‬

‫ح‪-‬ساءت اْلحوال الصحية بسبب اإلصابة باْلمراض وسوء التغذية بعد الفيضان‪ ,‬فالمناطق التي كانت أشد‬
‫تضررا من غيرها بلغت نسبة اْلسر المتضررة نتيجة إصابة معيلها الرئيسي بالمرض ارتفعت من ‪ % 10‬قبل‬
‫الفيضان إلى ‪ % 38‬في أكتوبر‪ /‬تشرين اْلول ‪ ،1998‬واليمكن أن تعود إلى مستوياتها المعتادة إال بعد ستة‬
‫( ‪)7‬‬
‫أشهر‪. .‬‬

‫‪ -5‬فيضانات تركيا‪:‬‬

‫تعرضت تركيا في ‪ 2006/11/3‬إلى فيضانات عارمة اجتاحت جنوب شرق البالد ليصل أجمالي عدد قتلى تلك‬
‫الفيضانات ‪ 32‬شخصا‪.‬‬
‫وتشير اْلنباء أن هذه أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ نصف قرن‪,‬حيث تعرضت بلدة باتمان إلى فيضان‬
‫اْلنهار بسبب اْلمطار الغزيرة مما أدى إلى غمر الشوارع بالمياه والى انهيار عدد من المباني‪ ,‬كما أجلي سكان‬
‫بلدة ايالزيج إلى الشمال الغربي من المنطقة المنكوبة من منازلهم أيضا‪,‬وكذلك ديار بكر المدينة الرئيسية في‬
‫المنطقة التي يغلب اْلكراد على سكانها‪ ,‬والتي اجتاحتها الفيضانات هي اْلخرى‪.‬‬
‫وأغلقت الطرق التي تربط بين باتمان وديار بكر وبلدات أخرى أمام مرور السيارات‪.‬‬
‫وعانت استنبول كبرى المدن التركية من الفيضانات في اْليام اْلخيرة أيضا‪ ,‬والتي تقع على بعد ‪ 1300‬كيلومتر‬
‫( ‪)8‬‬
‫تقريبا شمال غربي ديار بكر و مدينتا أنطاليا ومرسين‪,‬الشكل رقم(‪ )4-4‬صورة لجانب من فيضانات تركيا‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )4-4‬صورة لجانب من فيضانات تركيا‬


‫‪ -6‬فيضانات إندونيسيا‪:‬‬

‫واجهت جاكارتا عاصمة إندونيسيا فيضانات شديدة في ‪,2007/2/3‬بعد ان تعرضت إلى أمطار غزيرة تسببت في‬
‫ارتفاع مناسيب مياه اْلنهار التي تمر عبر المدينة إلى مستوى ما بين ‪ 3‬إلى ‪ 5‬م مما أدى إلى غمر حوالي ‪ %75‬من‬
‫مساحة المدينة‪,‬وقد أودت تلك الفيضانات بحياة حوالي ‪ 25‬شخص وتشريد اكثر من ‪ 300000‬شخص‪.‬كما نتج عن تلك‬
‫الفيضانات خسائر مادية كبيرة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ -‬المخاطر التي تتعرض لها المنحدرات وأساليب مواجهتها‪:‬‬


‫أوال‪ -‬العمليات التي تحدث على المنحدرات‪:‬‬
‫تتعرض السفوح او المنحدرات إلى عمليات السقوط واالنزالق والهبوط والتدفق الطيني والزحف والتي تعد‬
‫من المشاكل التي يتعرض لها النشاط البشري سواء فوق تلك المنحدرات او في أسفلها‪ ،‬وقد ال تقتصر آثارها على‬
‫ذلك بل يشمل مناطق واسعة تقع على مسافة عن المنحدرات تصل عدة كيلومترات وخاصة المجاري الطينية‬
‫واالنهيارات‪ ،‬وقد تعرضت مناطق عديدة في العالم الى تلك المشاكل مثل ما حدث في المغرب عام ‪ 1988‬في‬
‫مدينة فاس الذي تسبب في وفاة ‪ 50‬شخصا‪ ،‬وما حدث في ريودي جانيرو الجبلية الذي أدي الى وفاة ‪ 277‬شخصا‬
‫وتشريد اكثر من ‪ 18000‬فضال عن الخسائر المادية ‪.‬‬
‫و تحدث تلك العمليات بإشكال وأوضاع مختلفة وكما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬السقوط ‪: Falls‬‬
‫تحدث عمليات السقوط في السفوح الشديدة االنحدار التي يتراوح انحدارها مابين ‪ 70‬و ‪ 90‬وتقل في السفوح‬
‫المتكونة من صخور صلبة اال أنها تنشط في التكوينات الضعيفة التماسك حيث تتحرك الكتل المنفصلة من‬
‫الطبقات العليا نحو اْلسفل اما بشكل مباشر دون االحتكاك بالمنحدر كما في المنحدرات الجرفية‪ ،‬او تتدحرج‬
‫بسرعة كبيرة على السفوح الشديدة االنحدار حتى تستقر في أسفلها‪،‬الشكل رقم(‪5-4‬أ)‪ ،‬وتحدث هذه الظاهرة في‬
‫جميع المنحدرات الشديدة كالجراف البحرية والنهرية وسفوح المنحدرات الجبلية او سفوح اْلودية‪ ،‬وتكثر في‬
‫التي تتكون من طبقات صخرية متباينة الخصائص وتتعرض الى عمليات التجوية والتعرية فتعمل على تفكك‬
‫الضعيفة منها فتسقط بفعل الجاذبية نحو اْلسفل‪ ،‬حيث تكون سريعة الحركة في السفوح الشديدة االنحدار وبطيئة‬
‫في السفوح المتوسطة او المعتدلة االنحدار‪ ,‬ومن نتائج تلك العملية تجمع المواد المتساقطة بأنواعها من كتل‬
‫صخرية وجالميد وحصى ومفتتات وأتربة على شكل أكوام كبيرة فوق أسفل المنحدرات وتكون ذات انحدار اقل‬
‫شدة من التي تعلوها وتسمى هذه الظاهرة بالسكري( ‪ ) Scree‬اوألتالوس‪ ,‬الشكل رقم (‪5-4‬ب) وهي ذات‬
‫خصائص تختلف عن السفوح التي ترتكز عليها حيث تكون غير طبقية وقليلة التماسك لذا تتعرض لعمليات‬
‫التعرية والتجوية على نطاق واسع‪ ،‬وقد يستغل بعضها لألغراض الزراعية رغم تعرضها للمخاطر‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر ان عمليات السقوط تختلف من فصل ْلخر ففي الفصول الباردة التي يحدث فيها انجماد‬
‫وذوبان تنشط فيها تلك العمليات‪ ،‬وكذلك المناطق الرطبة حيث تعمل المياه على تفكك الصخور بالتجوية او‬
‫التعرية ‪ ،‬اال أنها على نطاق اقل في المناطق الجافة ولكن تكون في المناطق الحارة ذات المدى الحراري الكبير‬
‫أكثر من المعتدلة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )5-4‬سقوط مكونات السفوح‬
‫أ‬ ‫ب‬

‫سقوط حر‬
‫السقوط‬ ‫سقوط متدحرج‬
‫السكري او‬
‫التالوس‬

‫سقوط‬

‫‪ -2‬االنزالق ‪Slides‬‬

‫ان ظاهرة االنزالق تحدث على السفوح غير الجرفية التي يقل انحدارها عن ‪ 80‬سواء كانت صخرية صلبة او‬
‫هشة‪ ،‬اال انها تكون على نطاق واسع في السفوح التي تتكون من طبقات صخرية مائلة باتجاه االنحدار وذات‬
‫تراكيب مختلفة‪ ،‬حيث تتحرك كتل كبيرة من تلك الصخور نحو اْلسفل وبكل مكوناتها‪ ،‬وتتباين في أوضاعها‬
‫وحركتها وأثارها وما يسفر عن ذلك من تغير في شكل السفح متأثرة بعدة عوامل منها ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوع التكوينات المنزلقة صخرية أم مفتتات هشة‪.‬‬
‫ب‪ -‬شكل السفح الذي تمر فوقه الكتل المنزلقة منتظم أم غير منتظم‪ ،‬محدب أم مقعر‪ ،‬حيث تزداد الحركة فوق‬
‫السفوح المنتظمة والمقعرة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬درجة انحدار السفح‪ ،‬اذ تزداد سرعة الحركة والمسافة التي تقطعها الكتلة المنزلقة بزيادة درجة االنحدار‪.‬‬
‫د‪ -‬طبيعة مكونات السفوح ‪ ،‬حيث تزداد الحركة عندما تكون الطبقة المنزلقة تحتها طبقة هشة أو طينية ضعيفة‬
‫التماسك‪ ،‬او طبقات مائلة نحو اْلسفل‪،‬‬
‫هـ‪ -‬رطوبة السفوح ‪ ،‬تزداد االنزالقات في المناطق الرطبة وتقل في المناطق الجافة الن الماء يقلل من احتكاك‬
‫الكتلة بالسطح الذي تتحرك عليه‪ ،‬كما تنشط عمليات التجوية والتعرية في تلك المناطق والتي تساعد على كثرة‬
‫االنزالقات‪.‬‬
‫و‪ -‬حدوث الزالزل التي تعمل على تفكك الصخور وتحركها من مواقعها وعلى شكل كتل كبيرة تنزلق نحو‬
‫اْلسفل‪.‬‬
‫ز‪ -‬النشاط البشري وما ينتج عنه من اثار تسهم في حدوث االنزالقات مثل إزالة الطبقات الصخرية السفلية التي‬
‫تعد نقطة ارتكاز ما فوقها‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك ان االنزالقات تكون بأوضاع مختلفة ففي بعض اْلماكن تكون على شكل كتل تتحرك في فترات‬
‫متعاقبة حيث تنزلق كتلة من أسفل المنحدر ثم تليها التي تعلوها والتي بعدها بشكل متتالي‪ ،‬فيظهر شكل المنحدر‬
‫غير منتظم اذ تؤدي تلك العملية الى تغير شكل السفح‪ ،‬الشكل رقم(‪.)6-4‬‬
‫اما السفوح التي تتكون من المفتتات الصخرية والتربة ولكن على نطاق محدود‪ ،‬أي تشكل طبقة غير سميكة تصل‬
‫الى عدة أمتار وترتكز على طبقات صخرية‪ ،‬فأنها تتعرض الى االنزالق عندما تتشبع بالمياه فيضعف تماسكها‬
‫فتتحرك فرق السطح الرطب فتغطي السفوح التي تقع الى اْلسفل منها وتظهر التكوينات الواقعة تحتها في‬
‫الموضع المعرض الى االنزالق‪.‬‬
‫وقد شهدت مناطق عدة من العالم حدوث االنزالقات التي كانت ذات اثار مدمرة منها على سبيل المثال ما حدث‬
‫في الواليات المتحدة عام ‪ 1959‬حيث تعرض نهر ماديسون بوالية مونتانا الى انزالق كتلة كبيرة من الصخور‬
‫نحوه تقدر بحوالي ‪ 27‬مليون م‪ 3‬فادت الى سد المجرى وردم طريق سيارات محاذي للمنحدر‪ ,‬وكذلك ما حدث في‬
‫إحدى الخزانات أمام سد في جبال اْللب اإليطالية طوله حوالي ‪1,9‬كم وارتفاعه ‪250‬م‪ ،‬حيث عملت المياه على‬
‫إذابة الصخور ومن ثم تكون فجوات كبيرة خاصة عند سفوح المرتفعات المطلة على الخزان فادت اإلذابة على‬
‫نطاق واسع الى تأكل القاعدة السفلى لتلك السفوح وبالتالي انزالق كتلة صخرية من جانب الجبل المطل على‬
‫الخزان بلغ حجمها ‪240‬م‪ 3‬وعلى ارتفاع ‪150‬م‪ ,‬ونتج عن ذلك حدوث موجة ارتفاعها حوالي ‪90‬م والتي انتقلت‬
‫على طول البحيرة ولمسافة ‪5‬كم وتسببت في وفاة حوالي ‪ 2600‬شخص‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )6 -4‬انزالق الكتل الصخرية‬

‫انزالق‬

‫‪ -3‬الهبوط ‪Slumps‬‬
‫تشهد السفوح ذات التكوينات الهشة عمليات هبوط عندما تتحرك كتلة كبيرة من تلك التكوينات حركة‬
‫دورانية الى الوراء بعد ان تتشبع بالماء فتتعرض في البداية الى هبوط بسيط في التكوينات المتشبعة بالماء‬
‫فتضعف من القاعدة التي ترتكز عليها التكوينات التي تعلوها فتتحرك بشكل دوراني نحو االسفل لتستقر فوق‬
‫التكوينات المتشبعة بالماء‪ ,‬وتكون تلك الحركة في اغلب اْلحيان هاللية الشكل‪ ،‬وفي بعض السفوح تتحرك كتلتين‬
‫أو ثالث بشكل متتالي وخالل فترة قصيرة فتتخذ الكتل الهابطة شكال مميزا حيث تظهر وراء بعضها البعض‬
‫بشكل مصفوف‪ ،‬الشكل رقم(‪7-4‬أ)‪ ،‬وفي بعض اْلحيان تحدث عمليات هبوط كبيرة تعمل على تحرك كتل كبيرة‬
‫من وسط المنحدر فستقر في أسفله وتتحرك كتلة أخرى فتستقر الى اْلعلى من اْلولى وتتحرك كتلة ثالثة تستقر‬
‫الى اْلعلى من الثانية فتظهر سلمية الشكل‪ ،‬الشكل رقم (‪7-4‬ب)‪ ،‬وتحدث عمليات الهبوط في السفوح التي تزال‬
‫فيها القاعدة الصخرية التي ترتكز عليها المكونات التي تعلوها‪ ،‬كما تحدث في اْلجراف البحرية عند تقويض‬
‫التكوينات السفلية‪ ،‬وتحدث أيضا في السفوح التي يزداد فوقها الثقل ْلي سبب كان مثل تجمع الثلوج والمياه او‬
‫الصخور فوق موضع معين او أقامة بناء فتشكل ثقل على تلك المواضع الضعيفة المقاومة فتهبط نحو االسفل‬
‫الشكل رقم(‪7-4‬ج)‪ ,‬ففي المواضع التي تتجمع فوقها الثلوج وتذوب بشكل تدريجي فتتسرب المياه الى داخل‬
‫التربة فتعمل على تفككها من جهة ويؤدي ثقل الثلوج الى هبوطها من جهة أخرى فتتحول الى مناطق منخفضة‬
‫ضمن السفوح والتي تكون مركزا لعمليات التعرية والتجوية في تلك المواضع فتعمل على توسعها وتحول بعضها‬
‫الى تجاويف وحفر عميقة حسب طبيعة تكوينات السفوح وقوة تأثير تلك العمليات‪ ،‬اما اْلبنية التي تقام فوق سفوح‬
‫ضعيفة التحمل تتعرض الى الهبوط فيؤدي الى تشقق الجدران أو االنهيار‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )7-4‬انواع الهبوط‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬

‫موضع تجمع مياه‬


‫وثلوج‬

‫موضع تجمع كتل‬


‫صخرية‬

‫هبوط‬
‫موضع ابنية‬

‫‪ -4‬التدفق الطيني ‪Mudflow‬‬


‫تسمى هذه الظاهرة في بعض اْلحيان االنهيار السريع وتحدث في السفوح التي تتكون من رواسب طينية‬
‫هشة ذات سمك كبير وترتكز على طبقات صلبة‪ ،‬وعندما تتشبع تلك التكوينات بالماء تقلل من تماسكها وتزيد‬
‫من ثقلها‪ ،‬حيث تعمل مسا ميتها وتفاديتها على تسرب تلك المياه خاللها‪ ,‬فتتحرك باتجاه أسفل المنحدر بسرعة‬
‫الن الماء يقلل من احتكاك الطبقة الطينية بالصخرية التي تحتها‪ ،‬كما يؤدي تشبع الطين الى تكون مجاري‬
‫مائية صغيرة سرعان ما تتحول الى كبيرة وسريعة فتعمل على جرف كميات كبيرة من اْلطيان نحو اْلسفل‬
‫والتي تزيد بدورها من عمليات االنجراف بتأثير سرعة الجريان واحتكاك المواد المجروفة بقاع وجوانب‬
‫المجرى‪ ,‬وتكون على أشدها في السفوح الخالية من النبات الطبيعي‪.‬‬
‫وتعد ظاهرة التدفق الطيني من اخطر العمليات التي تتعرض لها السفوح ْلنها تنتقل لمسافة طويلة بعيدا عن‬
‫السفوح التي حدثت فيها‪ ,‬لذا تؤدي الى تدمير ما يعترضها من عمران ومشاريع‪ ،‬الشكل رقم(‪ )8-4‬صور‬
‫للتدفق الطيني‪.‬‬
‫وقد نتج عن العمليات المتكررة التي تعرضت لها بعض السفوح على نطاق واسع تكون الداالت المروحية‬
‫عند أقدامها والتي تعد من مراكز النشاط البشري رغم تعرض بعضها إلى مخاطر التدفق الطيني‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )8-4‬نماذج من التدفق الطيني‬


‫مجر‬
‫ىط‬
‫ي ني‬
‫تدفق طيني‬

‫‪ -5‬الزحف او الحركة البطيئة ‪Creep‬‬


‫تشهد المنحدرات المعتدلة والبطيئة االنحدار عمليات الزحف او الحركة البطيئة التي تتكون من طبقة سميكة‬
‫من التربة والمفتتات الكتل الصخرية‪ ،‬وبشكل واضح في المناطق الرطبة ‪ ،‬حيث تتعرض تلك التكوينات الى‬
‫الزحف نحو اْلسفل عندما تتشبع بالماء بعد سقوط اْلمطار وذوبان الثلوج ودون تكون مجاري مائية‪ ،‬حيث تفقد‬
‫التربة والمفتتات قوة تماسكها الداخلية فتخضع لقوة الجذب نحو اْلسفل وبشكل بطيء لذا ال تترك أثار كبيرة على‬
‫تلك السفوح حيث تظهر بعض التشققات فيها كما تظهر اآلثار واضحة على بعض اْلنشطة البشرية مثل ميل‬
‫أعمدة الكهرباء او التلغراف او اْلشجار او تشقق جدران اْلبنية او واالسيجة الشكل رقم (‪.)9-4‬‬
‫وقد يكون الزحف على شكل كتل صخرية مختلفة اْلحجام وتتحرك ببطيء فوق السفوح ولمسافات قصيرة قد‬
‫تكون من أعالها الى وسطها او من وسطها الى أسفلها‪.‬‬
‫وقد تحدث تلك الظاهرة نتيجة لتبادل ظاهرتي التمدد واالنكماش لمكونات السفوح والناتجة عن عمليات التجمد‬
‫والذوبان او الرطوبة والجفاف‪.‬‬
‫ومن اثار عمليات الزحف أنها تؤدي الى انحناء أنابيب المياه او سكك الحديد او كسرها وانحراف الطرق في‬
‫اْلجزاء التي تتعرض للزحف وميل وتشقق اْلبنية فتقلل من كفاءتها‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )9-4‬زحف مكونات السفوح‬

‫شق‬
‫وق‬

‫بع‬
‫دا‬
‫ر‬ ‫لتع‬
‫ل‬‫ضا‬
‫ى ال‬
‫زح‬
‫ف‬

‫‪ -6‬االنهيال‪:‬‬

‫تحدث هذه الظاهرة في السفوح الرملية الشديدة االنحدار‪ ،‬حيث تتحرك الرمال من أعلى المنحدر الى أسفله‬
‫وكأنها ماء جاري وفي السفوح الجرفية تكون كالشالل‪ ،‬الشكل رقم(‪10-4‬أ)‬
‫ونظرا لضعف تماسك الرمل لذا تتعرض مثل تلك السفوح الى عمليات تجوية وتعرية اكثر من غيرها‪ ،‬وتشهد‬
‫السفوح الرملية عمليات انهيال واسعة عند تقويض اْلجزاء السفلى منها‪ ،‬وعليه تشهد تراجعا كبيرا خاصة وان‬
‫الرمال التي تتحرك من اْلعلى نحو اْلسفل ال تستقر في مكانها لصغر حجمها وخفة وزنها لذا تحملها الرياح الى‬
‫أماكن أخرى‪ ،‬عدا الخشنة والتي تشكل نسبة قليلة تبقى في مكانها‪.‬‬
‫وتسود هذه الظاهرة في المدرجات النهرية المرتفعة التي كانت مجاري سابقة لألنهار فتحدث ظاهرة الترسيب‬
‫المتدرج‪ ,‬أي الرواسب الحصوية الخشنة في اْلسفل تليها الرملية ثم الغرينية والطينية‪ ،‬وقد استغل اإلنسان‬
‫الحصى والرمل في مجاالت عدة لهذا بدأ البحث عنها بإزالة التكوينات التي تغطيها‪ ,‬ونظرا الرتفاع سمك بعض‬
‫طبقات الرمل والحصى لذا ظهرت على شكل مقاطع رأسية مرتفعة وهذا ساعد على سهولة انهيال الرمال ومن ثم‬
‫انهيار الطبقات الطينية والغرينية التي تعلوها على شكل انزالق او سقوط حر اذا كانت السفوح جرفيه الشكل‪,‬‬
‫الشكل رقم(‪10-4‬ب)‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )10 -4‬االنهيال الرملي‬
‫ب‬ ‫أ‬

‫ويتضح مما تقدم ان تعرض السفوح الى الممليات المتنوعة من سقوط وانزالق وهبوط يترتب عليه تغير شكل‬
‫تلك السفوح‪ ,‬فقد تتحول من محدبة الى مقعرة او من منتظمة الى غير منتظمة او بالعكس‪ ,‬الشكل رقم(‪)11 -4‬‬

‫شكل رقم(‪ )11 -4‬تغير شكل السفوح‬


‫نهي ار‬

‫شكل‬
‫عد اال‬

‫السف‬
‫ح‬
‫سفح ب‬

‫قبل‬
‫االن‬
‫كل ال‬

‫هي ار‬
‫ش‬

‫االنهيار االول‬

‫ثانيا – أسباب تعرض المنحدرات الى العمليات الجيومورفولوجية‪.‬‬

‫‪ -1‬تأكل المنحدرات ْلسباب متنوعة كالتعرية المائية او الثلجية او حدوث انهيارات سابقة او أعمال هندسية او أي‬
‫نشاط يترتب عليه تأكل او قطع أجزاء من السفوح‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود أثقال فوق بعض المواضع من السفوح مثل إقامة أبنية او تجمع كتل صخرية منهارة من اْلعلى او‬
‫تجمع الثلوج ومياه اْلمطار‪ ،‬والتي تؤدي الى زيادة وزن مكونات السفوح فتتعرض الى الحركة من موضعها‬
‫متخذة إحدى أشكال الحركة المارة الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع نسبة المياه في الطبقات والتكوينات السطحية وتحت السطحية والتي تعمل على أضعاف تماسك تلك‬
‫التكوينات فينتج عن ذلك انفصال وانزالق أجزاء منها او كتل كبيرة تتحرك نحو اْلسفل‪.‬‬
‫‪ -4‬التعرض الى هزات أرضية بعضها ناتج عن تفجيرات تستخدم في قلع صخور بعض المواضع لغرض‬
‫استغالل السفوح او الصخور‪ ،‬فينتج عن ذلك تفكك الصخور وزيادة الفواصل والشقوق ضمنها والتي تقلل من‬
‫تماسكها وتسمح للمياه و الثلوج بالتغلغل الى داخل تلك الطبقات فتزيد من ضعف تماسكها‪.‬‬
‫‪ -5‬تأثير عناصر المناخ المختلفة من حرارة ورطوبة وتساقط بأنواعه ورياح والتي يترتب عليها عمليات تعرية‬
‫وتجوية‪.‬‬
‫‪ -6‬تباين بنية الطبقات الصخرية المكونة للسفوح رأسيا‪ ,‬ففي بعض السفوح تمتد طبقة صلبة فوق طبقة هشة‬
‫رملية أو طينية تسهل عملية االنزالق خاصة عندما تكون رطبة‪.‬‬
‫‪ -7‬احتواء الطبقات الصخرية على تراكيب ثانوية كالفواصل والشقوق والطيات واالنكسارات التي تسهم في‬
‫تنشيط عمليات التعرية والتجوية‪ ،‬وما يترتب عليها من تطورات مثل تحول بعض المعادن اْلصلية الى معادن‬
‫طينية لها القابلية على امتصاص الماء واالنتفاخ مثل المنتمورولنايت‪ ،‬فتتحول الى مادة صابونية تزيد من سرعة‬
‫حركة الكتل الصخرية فوقها عند سقوط اْلمطار‪ ،‬حيث تؤدي الى حدوث انزال قات مفاجأة ومدمرة‪.‬‬
‫‪ -8‬قلة الغطاء النباتي على السفوح يقلل من تماسك مكوناتها لذا تتعرض السفوح الجرداء الى عمليات تعرية‬
‫وتجوية على نطاق أوسع‪.‬‬
‫‪ -9‬االمتداد اْلفقي للطبقات الصخرية المكونة للسفوح ونوع مكوناتها‪ ،‬اذ تختلف مكونات السفوح من مكان ْلخر‬
‫وحتى في السفح الواحد تختلف العليا عن السفلى فينتج عن ذلك تركز العمليات الجيومورفولوجية في مواضع‬
‫معينة من السفوح اكثر من غيرها‪ ،‬اي تتركز في التكوينات الضعيفة التماسك‪ ،‬وعلى العموم تتخذ الطبقات والكتل‬
‫الصخرية في السفوح أوضاعا وأشكاال مختلفة منها ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االمتداد اْلفقي‪-:‬‬
‫تتخذ الطبقات الصخرية في بعض السفوح وضعا أفقيا في امتدادها رغم تباين سمكها وخصائصها الفيزيائية‬
‫والكيميائية‪ ،‬والتي تعبر عن مدى صالبة وضعف تلك الصخور واستجابتها لعمليات التعرية والتجوية‪ ،‬ويمكن‬
‫مالحظة ذلك بشكل واضح في السفوح المقطوعة كما في الشكل رقم( ‪12 -4‬أ)‪ ،‬ويظهر مكشف الطبقات المتباينة‬
‫الصالبة بشكل متعرج حيث تتراجع الطبقات الضعيفة وتتقدم الصلبة بشكل بارز الى اْلمام‪ ،‬وقد يؤدي التراجع‬
‫الكبير في الطبقات الضعيفة الى انهيار الصلبة التي تعلوها خاصة اذا كانت قليلة السمك ويصل امتدادها الحر الى‬
‫اْلمام اكثر من متر لزوال قاعدة ارتكازها المتمثلة بالطبقة التي تحتها‪ ،‬وتزداد في الطبقات التي تتضمن فواصل‬
‫وشقوق كثيرة الشكل رقم( ‪12-4‬ب)‪.‬‬
‫وقد تكون الطبقات الصخرية في بعض السفوح قليلة التباين في خصائصها‪ ،‬أي تكون متقاربة في الصالبة او في‬
‫الضعف أال انه يوجد تباين في السمك لذا تكون مكاشف تلك الطبقات قليلة التعرج ‪ ،‬حيث تكون استجابة الطبقات‬
‫الصلبة لعمليات التعرية والتجوية قليلة‪ ،‬اما الطبقات الضعيفة فتتراجع بدرجات متقاربة أيضا لذا تتخذ أشكال‬
‫متقاربة‪ ،‬الشكل رقم ( ‪12-4‬ج)‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )12-4‬امتداد الطبقات الصخرية األفقي واثر العمليات الجيومورفولوجية فيها‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬

‫ب‪ -‬امتداد الطبقات الصخرية اْلصلية بشكل مائل باتجاه االنحدار‪:‬‬


‫تمتد الطبقات الصخرية في بعض السفوح بشكل مائل باتجاه االنحدار وهذا ما يجعلها اكثر خطورة من النوع‬
‫السابق حيث يساعد الميل على تحرك الكتل المنفصلة من الطبقات اْلصلية نحو اْلسفل وتزداد سرعة الحركة مع‬
‫زيادة درجة الميل‪ ،‬لذا تشهد مثل تلك السفوح عمليات انزالق وهبوط وسقوط اكثر من غيرها وخاصة في‬
‫المناطق الرطبة‪ ،‬وقد تسهم عمليات قطع أجزاء من السفوح في تنشيط تلك العمليات‪ ،‬الشكل رقم( ‪13 -4‬أ)‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )13-4‬ميل الطبقات‬

‫ب‬ ‫أ‬
‫اتجاه ميل الطبقات عكس االنحدار‬

‫اتجاه ميل الطبقات مع االنحدار‬

‫ت‪ -‬امتداد الطبقات الصخرية اْلصلية باتجاه معاكس لميل المنحدر‪:‬‬


‫تتخذ بعض الطبقات الصخرية وضعا مختلفا عما مر ذكره حيث تميل الطبقات الصخرية بعكس ميل‬
‫المنحدر‪ ،‬ومن المظاهر التي تتضمن ذلك والكويستات اذ تكون شديدة االنحدار باتجاه المنحدر أال أن ميل‬
‫الطبقات الصخرية الى الوراء ببطيء‪ ،‬شكل رقم ( ‪13-4‬ب)‪ ،‬وتعد تلك السفوح اقل خطورة من اْلنواع السابقة‬
‫بسبب عدم تحرك الكتل الصخرية المنفصلة من الطبقات الى اْلسفل بسرعة لميل الطبقات بشكل معاكس لذا‬
‫يكون تأثير الجاذبية محدودا‪.‬‬
‫ث‪ -‬امتداد الطبقة الصخرية السطحية باتجاه االنحدار‪:‬‬
‫تغطي بعض السفوح طبقة صخرية غير سميكة لذا تتأثر بالمؤثرات الخارجية مثل عناصر المناخ فتعمل على‬
‫تفككها وتشققها فينتج عن ذلك انزالق كتل منها نحو أسفل تلك السفوح‪ ،‬وتزداد عمليات انزالق تلك الكتل عندما‬
‫يكون السطح الذي تتحرك فوقه أملس‪،‬أو عند إزالة اْلجزاء السفلى من تلك الطبقة‪ ،‬شكل رقم( ‪14 -4‬أ)‪.‬‬

‫ج‪ -‬طبقات صخرية غير منتظمة البنية‪:‬‬


‫تظهر بعض الطبقات الصخرية بشكل غير منتظم في بعض السفوح أوفى أجزاء منها‪ ،‬حيث يتخذ بعضها‬
‫وضع أفقي وأخرى شكل مائل او التوائي وذلك لتأثرها بالحركات اْلرضية وااللتوائية عبر اْلزمنة المختلفة‪،‬‬
‫شكل رقم( ‪14 -4‬ب)‪ ،‬وقد التكن بشكل واضح في السفوح االعتيادية اْلبعد قطع أجزاء منها فتظهر بنية‬
‫الطبقات‪ ،‬وتعد مثل تلك السفوح غير مستقرة وتتعرض الى عمليات ذات اثار سيئة على المشاريع التي تقام فوقها‬
‫او أسفلها‪.‬‬
‫ح‪ -‬كتل صخرية غير طبقية‪:‬‬
‫تتكون بعض السفوح من تكوينات هشة تتضمن كتل صخرية بأحجام واوضاع مختلفة‪ ،‬والتي تظهر واضحة‬
‫في بعض السفوح وغير واضحة في سفوح أخرى اْلبعد إزالة الطبقات السطحية التي تغطيها‪ ،‬وتكون تلك الكتل‬
‫قابلة للسقوط او االنزالق لعدم تماسك مكونات السفوح التي تتضمنها وعدم ارتباط تلك الكتل بطبقات‪ ،‬لذا تعد‬
‫مصدر خطر على المنشآت التي تقام فوق او اسفل مثل تلك السفوح‪ ،‬الشكل رقم( ‪14 -4‬ج)‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )14-4‬أوضاع متباينة للطبقات والكتل الصخرية‬


‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫ك تل‬

‫ط‬
‫بقة‬
‫ط بق‬
‫صخ‬
‫رية‬

‫ات‬

‫سط‬
‫متن‬

‫غير‬
‫ا‬

‫ح ية‬
‫ثرة‬

‫منت‬

‫مائل‬
‫ظم‬

‫ة‬
‫ةا‬

‫مع‬
‫الم‬

‫االن‬
‫ت‬
‫داد‬

‫ح‬
‫دار‬
‫ثالثا – أساليب الحد من مخاطر العـمليات التي تتعرض لها المنحدرات‪:‬‬

‫‪ -1‬تقليل كمية الرطوبة في تربة وتكوينات المنحدرات المختلفة بواسطة حفر خنادق كونكريتية او مد أنابيب لنقل‬
‫المياه من أعلى السفوح الى أسفلها او حفر أبار عميقة لتجميع المياه وضخها بعيدا عن السفوح‪ ،‬او من خالل‬
‫تغطية تلك السفوح بمواد غير نفيذة كاْلسمنت او اإلسفلت او أي مادة كيميائية تزيد من تماسك المواد المفككة‬
‫السطحية فتقلل من مسا ميتها و تسرب المياه الى داخل تكوينات السفوح‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة جدران ساندة أسفل السفوح لحماية المنشآت والمشاريع المقامة في تلك المناطق للحيلولة دون وصول‬
‫الكتل الصخرية المتحركة من اْلعلى إليها‪ ،‬ويتوقف ذلك على على طبيعة المنحدر وربما ال يسمح وضعه‬
‫الطبيعي من حيث التكوينات وشدة االنحدار بذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬تسوية او تعديل المنحدرات لتقليل درجة انحدارها من خالل قشط المناطق المرتفعة او المحدبة ودفن المناطق‬
‫المنخفضة‪ ،‬اوعمل مصاطب صخرية على شكل مدرجات تستقر عليها الكتل الصخرية والمواد المتحركة من‬
‫اْلعلى وتكون على مستويات ومسافات تحقق الغرض المطلوب‪ ،‬وفي مثل هذه الحالة يجب تنظيم تصريف المياه‬
‫عبر كل مسطبة لمنع ما يترتب عليها من تعرية وتجوية والمشاكل المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬عمل أسالك شائكة ومشبكة وحسب طبيعة المنحدر من حيث الشدة والتكوين‪ ،‬ففي بعض السفوح تكون خط‬
‫واحد من تلك اْلسالك لحجز الكتل المتحركة فوق السفوح ومنع وصولها الى اْلسفل‪ ،‬وفي حالة استخدام اْلسالك‬
‫الشائكة تكون المسافة بين خط وأخر رأسيا التزيد عن ‪20‬سم‪ ،‬وقد تقتضي الحاجة الى إنشاء اكثر من خط وعلى‬
‫مسافات متباعدة‪ ،‬أي تكون مثال في وسط المنحدر وأسفله‪ ،‬وفي بعض اْلحيان يتم مد خطين متوازيين من‬
‫اْلسالك المشبكة وعلى مسافة التزيد عن نصف متر وتثبت بقضبان حديدية او جدران كونكريتية ويمأل وسطهما‬
‫بالصخور او الجالميد فتكون اكثر ثباتا من اْلنواع السابقة‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام مسامير حديدية ضخمة لتثبيت الكتل الصخرية الضعيفة االستقرار في أعلى السفوح ومنع سقوطها‬
‫وخاصة في المناطق التي يوجد في سفل تلك الكتل أنشطة بشرية‪.‬‬
‫‪ -6‬تغطية السفوح الشديدة االنحدار وذات تكوينات غير متماسكة بأسالك مشبكة لحماية ما تحتها من أنشطة مثل‬
‫طريق او سكة حديد‪ ،‬وتحتاج الى هذه العملية السفوح التي يتم قطعها إلقامة نشاط معين‪ ،‬وقد استخدم هذا‬
‫اْلسلوب في اْلردن لحماية جزء من طريق عمان اربد الذي يمر أسفل سفوح مقطوعة ضعيفة التماسك‪.‬‬
‫‪ -7‬إزالة بعض اْلحمال او اْلوزان من فوق السفوح غير المستقرة مثل الكتل الصخرية التي تجمعت فوقها او‬
‫الثلوج المتجمعة او إزالة أبنية في حالة وجود مخاطر عليها‪.‬‬
‫‪ -8‬تثبيت أوتاد حديدية او خشبية في السفوح المعتدلة والبطيئة وذات تكوينات ضعيفة التماسك و يحتمل تحركها‪.‬‬
‫‪ -9‬غرس أشجار في السفوح الهشة وضعيفة التماسك والتي تعمل جذورها على تثبيت مكونات تلك السفوح والحد‬
‫من تحركها‪ ،‬فضال عن الحد من التعرية المائية ‪.‬‬
‫‪ -10‬عمل حواجز من الصخور المتوفرة على السفوح التي تتعرض الى عمليات االنزالق والهبوط وبشكل يتعامد‬
‫(‪) 9‬‬
‫على اتجاه االنحدار وفي المواضع المستقرة من تلك السفوح‪ ،‬ويمكن عمل اكثر من حاجز اذا تطلب اْلمر ذلك‪.‬‬
‫رابعا ‪-‬إجراءات مواجهة مخاطر المنحدرات‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراءات عند تعرض المنحدرات الى العواصف المطرية الشديدة‪:‬‬
‫تعد العواصف المطرية الشديدة من العناصر اْلساسية التي قد تسبب حدوث عمليات على المنحدرات‪,‬لذا‬
‫يجب على اإلنسان الساكن قرب المنحدرات ان يتخذ التدابير اآلتية‪:‬‬
‫أ‪-‬اليقضة والحذر‪ ,‬كثيرا ما تحدث التدفقات الطينية او عمليات االنهيار واالنزالق عندما يكون الناس نائمين مما‬
‫يزيد من الخسائر المادية والبشرية‪,‬وعليه يجب اتخاذ الحيطة والحذر ويكون السكان في حالة انذار‪,‬و االستماع‬
‫الى الراديو الطقس اواإلذاعة او التلفزيون التي تبث تحذيرات من هطول اْلمطار بكثافة‪ ,‬وخصوصا بعد فترات‬
‫مطر طويلة وغزيرة‪.‬‬
‫ب‪-‬اذا كانت المناطق معرضه النهيارات أرضية وتدفقات طينية ‪ ،‬يجب ترك المنطقة بأمان قبل وقوع‬
‫الخطر‪,‬وان عملية اإلخالء أثناء عاصفة كثيفة يمكن ان تكون خطرة جدا‪,‬واذا قررت اْلسرة البقاء في المنزل‬
‫فيجب التجمع في أالماكن اْلكثر أمانا ‪.‬‬
‫ت‪-‬عند سماع اي أصوات غير عادية التي قد تدل على تحرك الصخور او الحطام او أشجار او تصدع صخور‬
‫واحتكت ببعضها‪ ,‬وعاد تدفق الطين او هبوط حطام الذي قد يسبق اكبر االنهيارات االرضيه‪ ,‬تدفق الحطام يمكن‬
‫ان يتحرك بسرعة وأحيانا دون سابق إنذار‪.‬‬
‫ث‪-‬اذا كان الشخص قرب النهر أو قناة‪ ,‬فيجب االنتباه الي زيادة او انخفاض مفاجئ في تدفق المياه‪,‬او وتغيرل‬
‫واضح في نوع الماء من صافي الى عكر‪ ,‬هذه التغييرات قد تبين حدوث نشاط ارضي تمهيدي‪ ،‬حتى يكون‬
‫الشخص على استعداد للتحرك بسرعة‪,‬وعدم التأخر في انقاذ نفسه‪ ،‬وان ال يحمل المزيد من اْلمتعة ْلنها تعرقل‬
‫سرعة االنقاذ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنبيه خاصة عند السير‪ ,‬االنتباه الى الحواجز على طول الطرقات‪ ,‬وبشكل خاص التعرض لالنهيارات‬
‫االرضيه‪ ,‬مشاهدة طرق المجاري وما تتضمنه من عالمات تدل على تدفق الطين والصخور وغيرها من الدالئل‬
‫التي تشير الى احتمال تدفق الحطام من أعلى المنحدرات‪.‬‬

‫‪ -2‬إجراءات عند االشتباه بحدوث انهيار وشيك‪:‬‬


‫أ‪ -‬االتصال بالقيادات المحلية او الدفاع المدني أو الشرطة ‪,‬او أي جهة قادرة على تقييم الخطر المحتمل‪.‬‬
‫ب‪ -‬تبليغ الجيران بالخطر المحتمل‪,‬ربما ال يكونو مدركين للمخاطر المحتملة‪,‬ان علمها باي تهديد محتمل قد‬
‫يساعد على انقاذ اْلرواح‪, ,‬مساعدة الجيران الذين قد يحتاجون الى المساعدة على المغادرة‪.‬‬
‫ت‪ -‬عند عملية اإلخالء يجب تجنب الطريق التي تتعرض الىحدوث انهيار أرضى او تدفق طيني‪,‬وذلك لتجنب‬
‫المخاطر واالبتعاد عن اماكن حدوثها‪.‬‬

‫‪ -3‬إجراءات عند حدوث االنهيارات والتدفقات على المنحدرات‪:‬‬


‫أ‪ -‬سرعة الخروج من الطريق او المكان الذي تعرض الى االنهيارات االرضيه او تدفق طيني‪ ,‬واالبتعاد عن‬
‫طريق التدفق الى منطقة مستقرة ال تتعرض الى الخطر‪.‬‬
‫ب‪-‬اذا لم يمكن بمقدور اإلنسان الفرارمن المواقع التي تعرضت الى االنهيارات والتدفقات فعليه ان يتخذ بعض‬
‫اإلجراءات التي تحافظ على حياته وحسب االمكانات المتاحة‪.‬‬

‫‪ -4‬إجراءات بعد حدوث االنهيار األرضي او التدفق الطيني‪:‬‬


‫أ‪-‬االبتعاد عن منطقة االنهيار او الهبوط‪,‬وقد يكون هناك خطر من عمليات الحقة تتعرض لها نفس المنطقة‬
‫أضافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكشف عن المصابين والمحاصرين من اْلشخاص قرب االنزالق‪ ،‬دون الدخول المباشرالى منطقة االنزالق‬
‫‪ ,‬ويمكن ترك المهمة الىعمال اإلنقاذ ان تواجدو في مكان الحادث‪,‬واذا ما أراد الشخص مساعدة المصابين‬
‫والمحاصرين فيجب ان يكون حذرا من تحريك أي شيء صخرة او خشبة ترتكز عليها المواد المتدفقة فيعرض‬
‫نفسه هو اْلخر الى الخطر‪.‬‬
‫ت‪ -‬مساعدة الجيران الذين قد يحتاجون الى مساعدة‪ ,‬خاصة اْلطفال والمسنين والمعوقين‪ .‬المسنون والمعوقون قد‬
‫يحتاجون الى مساعدة أضافية‪,‬وكذلك اْلسر الكبيرة قد تحتاج الى مزيد من المساعدة في حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫ث‪ -‬االستماع الى اإلذاعات المحلية او المحطات التلفزيونية للتعرف على اخر المعلومات المتعلقة بالطوارئ‪.‬‬
‫ج‪ -‬رصد الفيضانات التي قد تحدث بعد انهيار التربة او تدفق طيني‪ .‬فيضانات وانهيارات أرضية أحيانا تكون‬
‫بشكل متتابع‪.‬‬
‫ح‪ -‬رفع تقرير عن كسر خطوط المرافق الى السلطات المختصة‪ ,‬وإبالغهم عن مواقح الخلل والمخاطر المحتملة‬
‫اذا ما تم معالجة الخلل بأسرع وقت‪.‬‬
‫خ‪ -‬وقف بناء المؤسسات فوق اْلرض المحيطة بالمنطقة المتضررة‪ .‬أضرار المؤسسات او اْلرض المحيطة بها‬
‫قد تساعد على تقييم سالمة المنطقة‪.‬‬
‫د‪ -‬زرع اْلرض المتضررة في أسرع وقت ممكن الن التآكل الناجم عن فقدان الغطاء االراضى يمكن ان يؤدي‬
‫الى فيضانات خاطفة‪.‬‬
‫ذ‪-‬االستعانة بمشورة الخبراء الجيوتقنين لتقييم مخاطر االنهيارات االرضية او تصميم تقنيات فعالة للحد من خطر‬
‫االنهيارات االرضيه‪ ,‬فالمحترف يتمكن من تقديم المشورة الستخدام أفضل السبل لمنع او تقليل مخاطر‬
‫(‪)10‬‬
‫االنهيارات االرضية ‪ ،‬دون خلق مزيد من الخطر‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة المشاكل التي تحدث على المنحدرات‬
‫‪ -1‬االستشعار عن بعد‪:‬‬
‫تعد تقنيات االستشعار عن بعد من الوسائل التي يستفاد منها في دراسة المنحدرات والتعرف على ما يحدث من‬
‫عمليات عليها‪ ,‬حيث يمكن استخالص معلومات عن أسباب وقوع انهيار أرضى‪ ,‬واالهم من ذلك انها تساعد كثيرا‬
‫المساعدة في التنبؤ مستقبال بما يمكن ان يحدث على تلك المنحدرات من عمليات‪ ,‬وهو امر هام جدا ْلولئك الذين‬
‫يعيشون في مناطق تحيط بها المنحدرات غير المستقرة‪,‬وقد تستخدم انواع الصور الجوية والفضائية في لهذا‬
‫الغرض‪,‬وقد يتم االستفادة من المعلومات التي توفرها تلك الصور في تنظيم دراسة وتحليل المنحدرات على ثالثة‬
‫مراحل هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬كشف وتصنيف‬
‫ب‪ -‬رصد نشاط االنهيارات االرضيه الموجودة على المنحدرات‬
‫ت‪ -‬التحليل والتنبؤ بعمليات هبوط المنحدر والتوزيع المكاني والزماني لتلك العمليات‪,‬الشكل رقم( ‪15-4‬و‪) 16‬‬
‫( ‪)1 1‬‬
‫صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات‪.‬‬
‫‪ .‬شكل رقم( ‪ ) 15-4‬صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات‬

‫شكل رقم( ‪ ) 16-4‬صور جوية توضح مواقع بعض العمليات على المنحدرات‬
‫‪ -2‬نظام تحديد المواقع العالمي‪:GPS‬‬

‫ان أول استخدام لنظام المواقع العالمي في هذا المجال كان في محافظة كوشي‪ Kochi‬التي تعاني من كثرة‬
‫اْلمطار والسيول وما يترتب عليها من مشاكل خالل موسم اْلعاصير‪.‬‬
‫ففي ايلول ‪ /‬سبتمبر ‪ 1998‬تعرض الطريق السريع في تلك المحافظة الى امطار غزيرة لم يسبق لها مثيل‬
‫وصلت الى ‪ 117‬ملم في الساعة‪ ,‬واستمرار سقوط اْلمطار الى ان بلغ ‪ 951‬ملم‪ ,‬ويمر الطريق عبر منطقة جبلية‬
‫شديدة االنحدار ‪ ,‬حيث توجد العديد من المنحدرات العالية والطويلة التي ال تتطلب الكثير من العمل والوقت للتأكد‬
‫من سالمة الطريق المار عبرها من االنهيارات واالنزالقات والتدفق الطيني خالل اْلمطار الغزيرة‪,‬والتي يمكن‬
‫ان تسبب كارثه كبرى اذا ما حدثت‪,‬وقد تبين بعد تلك السيول ان بعض المنحدرات مشوهة وغير مستقرة واحتمال‬
‫حدوث مشاكل عليها فتحدث انزالقات او زحف او تدفق طيني وغيرها‪.‬‬
‫‪،‬لذا تقرر بشكل عاجل وضع المنحدرات تحت نظام إدارة ومراقبة قادر على كشف المخاطر بسرعة‪ ,‬مثل خطر‬
‫الهبوط او االنهيار بسبب السيول والزالزل‪ ,‬وفي ايلول ‪ /‬سبتمبر ‪1999‬بدأ نظام رصد المنحدرات بشكل مستمر‬
‫باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي ‪,GPS‬الشكل رقم( ‪ ) 17-4‬يوضح طبيعة استخدام النظام‪ ,‬وقد تم تركيز‬
‫عمليات المراقبة على المواقع اْلكثر خطورة‪,‬حيث توجد خمسة مواقع لمنحدرات كبيرة وخطيرة على طول‬
‫طريق كوشي السريع‪ ,‬وهذا النظام مصمم لعرض معلومات عن تحرك المنحدرات على شاشات المركبات في‬
‫مكتب تشغيل‪ ,‬وإرسال رسائل عبر الهاتف المحمول الى الموظفين المسئولين عن حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫وتوجد دراسات تتضمن تحليل التقلبات اليومية والموسمية اعتمادا على البيانات التي تم الحصول عليها من هذا‬
‫النظام ‪ ،‬وستواصل تحسين دقة النظام ‪ ،‬وتتيح استخدامه كوسيلة للتنبؤ بالكوارث ونتائج فحص المنحدر‪.‬‬
‫ويتم جمع البيانات باستخدام مرصد كبير يوضع فوق المنحدرات الكبيرة ‪ ،‬مع مرصد ثابت أسفل المنحدر‪,‬الشكل‬
‫( ‪)1 2‬‬
‫رقم(‪ ) 18-4‬مواقع المراصد فوق وأسفل المنحدر‪.‬‬

‫شكل رقم( ‪ ) 17-4‬يوضح طبيعة استخدام نظام‪GPS‬‬

‫رامقا‪GPS‬‬

‫تاراشا ‪GPS‬‬

‫دائرة العمليات‬

‫شكل رقم(‪ ) 18-4‬مواقع المراصد فوق وأسفل المنحدر‬

‫مراصد اعلى المنحدر‬

‫مراصد اسفل المنحدر‬


‫‪ -3‬استخدام نظم المعلومات الجغرافية‪:‬‬
‫تستخدم نظم المعلومات الجغرافية في تحليل العمليات التي تحدث على المنحدرات والتنبوء بها‪,‬حيث يتطلب‬
‫ذلك قاعدة بيانات ضخمة للتحليل والتنبؤ بهبوط المنحدر‪ ,‬وانه يحتاج الى أن يكون قادرا على تخزين وتداول‬
‫وتطبيق البيانات التى تم جمعها في المرحلتين اْلوليتين ومنها التعرف والرصد‪ ,‬نظم المعلومات الجغرافية تعد‬
‫مثالية في مثل تلك الدراسات المتعلقة بحدوث انهيار ارضية ‪ْ ,‬لنها قادرة على معالجة كميات ضخمة من‬
‫البيانات تخص الماضي والحاضر والمستقبل ودمج هذه البيانات لغرض التنبؤات‪ ,‬وهي قادرة على تخزين‬
‫البيانات وعرضها بأشكال مختلفة‪ ,‬ويمكن أيضا عمل قواعد بيانات اقليمية تؤدي عملها على الصعيدين المحلي‬
‫واإلقليمي‪.‬‬
‫وتتضمن قواعد البيانات معلومات متنوعة عن المنحدرات والتي تكون على شكل طبقات لغرض إدخالها في‬
‫برامج نظم المعلومات‪,‬الشكل رقم(‪ ) 19-4‬نموذج ْلنواع الطبقات التي تستخدم في ‪, GIS‬والتي من خاللها يمكن‬
‫الحصول على خريطة تمثل المنحدر الذي قيد الدراسة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ ) 19-4‬نموذج ألنواع الطبقات التي تستخدم في ‪GIS‬‬

‫معظم االنهيارات االرضيه المحتملة نماذج توضح عدم االستقرار المنحدرات ‪,‬وتسهم في ذلك عدة عناصر مثل‬
‫تآكل شديد ‪ ,‬قلة الغطاء النباتي‪ ,‬نوع التربة‪,‬شدة االنحدار‪ ,‬وغيرها من العناصر التي مر ذكرها‪.‬‬
‫وقاعدة البيانات المتاحة مرتبة حسب االهميه‪ ,‬الوضع الطوبوغرافي‪,‬بيانات بيئية‪ ,‬الغطاء النباتي‪,‬الوضع‬
‫‪)13(.‬‬
‫الهيدرولوجي‪,‬بيانات مناخية‪,‬بيانات تاريخية‪,‬بيانات ثقافية‬

‫سادسا‪ --‬تقييم األضرار الناتجة عن البناء فوق أرض المنحدرات الضعيفة‪:‬‬


‫ان ارض المنحدر الضعيفة التماسك تؤدي الى انهيار المنحدر وما عليه من أبنية‪ ,‬ويمكن ان تؤثر فيها قوى‬
‫طبيعية مثل وقوع زلزال بالقرب منها‪,‬واذا كانت هناك بعض المباني فوق هذه المواقع يمكن ان تتعرض الى‬
‫أضرار بالغة وخاصة فوق اْلرض الضعيفة التماسك والتحمل‪.‬‬
‫وسيتم في هذا المجال استخدام بعض الطرق لتقييم اْلضرار الناتجة عن البناء فوق أراضي المنحدرات‬
‫الضعيفة‪,‬ومن خالل تناول تجارب بعض الدول في هذا المجال‪,‬وكما يأتي‪:‬‬
‫أ‪-‬الحد من الكوارث الكبرى في مدينة طوكيو اليابانية (‪)1997 ، 1991‬‬

‫‪ -1‬المدخالت والمخرجات‪:‬‬

‫وتعتمد على شروط مسبقة منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬اعداد وتوزيع بيانات البناء بالقرب من المنحدرات‬

‫ب‪ -‬اعداد وتوزيع المناطق الخطرة الشديدة الهبوط على المنحدرات‪ ,‬والتي اختارتها الحكومة المحلية‬

‫ت‪- -‬تقييم ذروة التسارع االرضي‬

‫البيانات المدخلة‪:‬‬

‫أ‪-‬عدد المباني القريبة من المنحدرات‬

‫ب‪-‬قمة التسارع اْلرضي‬

‫ت‪-‬البيانات المخرجة‪:‬عدد المباني المتضررة بسبب انهيار المنحدر‬

‫‪-2‬الخطوات االساسية لطريقة التقييم‪:‬‬

‫تستخدم هذه الطريقة لتقييم مخاطر تحدث على السفوح الشديد االنحدار في اليابان‪ ,‬تم اختيارها على أساس‬
‫المعايير آالتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬ارتفاع المنحدر ‪ :‬أكثر من ‪ 5‬أمتار‬

‫ب‪ -‬ميل المنحدر ‪ :‬أكثر من ‪ 30‬درجة‬

‫ت‪-‬عدد المباني في موقع تعاني فيه من انهيار المنحدر ‪ :‬أكثر من ‪ 5‬منازل او أكثر من المباني العامة‪.‬‬

‫مركز وقاية مدينة طوكيو من الكوارث (‪ )1991‬أنشأ االفتراضات التالية لتقييم اْلضرار‪:‬‬

‫أ‪ -‬يبدأ االنهيار حتى من أعلى المنحدر‪.‬‬

‫ب‪ -‬انهيار اْلرض والرمال تصل الى المسافة التي تساوي ارتفاع المنحدر‪.‬‬

‫ت‪-‬انهيارات من ارتفاع يساوي نصف ارتفاع المنحدر‪.‬‬

‫ث‪-‬منطقة انهيار المنحدر تتضمن متغيرات تكون معادلة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ :‬منطقة انهيار المنحدر‬


‫‪ :‬عرض المنحدر‬

‫‪ :‬أعلى منحدر‬

‫‪ :‬نسبة المساحة المنهارة‬

‫‪ :‬عرض المنحدر المنهار‬

‫تعني نسبة المساحة المنهارة معدل المساحة المنهارة من مجموع مساحة المنحدر‪.‬‬

‫عدد المباني المتضررة هو على نحو عند توزيع المباني في نطاق يعاني من مشاكل انهيار المنحدر ‪,‬يفترض أن‬
‫يكون منظما‪.‬‬

‫‪ :‬عدد المباني المتضررة‬

‫‪ :‬عدد المباني التي في نطاق تعاني فيه من انهيار المنحدر‬

‫ان نسبة المنطقة المنهارة من مساحة اْلرض تكون واضحة عندما تصل ذروة التسارع الى ‪ , gal300‬هذه‬
‫تعطي قيمة تساوي ‪ , ٪ 2,1‬والقيمة تستند على التحقيق او التحري في انهيار منحدر كاوازو ‪ -‬شو مقاطعة‬
‫لذا‬ ‫شيزوكا ‪ ،‬الذي حدث عام ‪ 1978‬على اثر زلزال ‪ -‬ووشيما ‪ -‬كينكاي‪.‬‬
‫فإن عدد المباني المتضررة في منطقة ذروة تسارعها االرضي هو ‪ gal300‬يحصل عليها من العالقة اآلتية‪.‬‬
‫(لحالة عندما تكون ذروة تسارع اْلرض ‪ 300‬غال)‬
‫نسبة اْلبنية المتضررة في المنطقة تقل عندما ذروة تسارع اْلرض تكون اقل من ‪300‬غال ‪,‬ويمكن مالحظة‬
‫ذلك في الجدول رقم (‪ ) 4-1‬الذي يوضح العالقة بين التسارع االرضي ونسبة االنهيار ونسبة أضرار اْلبنية ما‬
‫بين سنتي ‪ ,1998-1985‬وهو من تقرير عن الوقاية من الكوارث في العاصمة طوكيو (‪ 1997‬اعده مجلس‬
‫الكوارث في العاصمة طوكيو)‪ ،‬وتم الحصول عليه باستخدام نسبة انهيار المنحدر الذي يستند على التحري عن‬
‫المنحدرات التي تنهار بسبب الزالزل اْلربعة الماضية بواسطة هيئة الحريق والتأمين البحري اليابانية عام‬
‫‪.1994‬‬
‫جدول رقم (‪ )4-1‬يوضح العالقة بين تسارع األرض ونسبة اضرار األبنية ‪ 98-85‬بسبب انهيار المنحدر‬

‫> ‪200‬‬ ‫‪ 200-100‬غال‬ ‫‪ 100-50‬غال‬ ‫تسريع‬


‫غال‬
‫‪% 29‬‬ ‫‪% 11‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫نسبة انهيار المنحدر‬
‫‪% 4.0‬‬ ‫‪% 1.5‬‬ ‫‪% 0.4‬‬ ‫نسبة أضرار المباني‬

‫تطبيق هذه الطريقة تقتصر على منطقة قريبة من منطقة الخطر على المنحدر الحاد الهبوط ‪ ,‬كالذي اختارته‬
‫الحكومة المحلية في اليابان‪.‬‬

‫ب‪ -‬مكتب والية شيزووكا (‪)1993‬‬


‫‪ -1‬المدخالت‪/‬المخرجات‪:‬‬

‫شروط مسبقة‬

‫أ‪-‬اعداد بيانات توزيع المباني في التالل‬

‫ب‪-‬تقييم اْلضرار التي يسببها بناء على أرض مقترحة‬

‫بيانات مدخلة‪:‬‬

‫أ‪-‬عدد المباني على اْلرض المبنية والتي خصصت كقطع سكنيه فى مناطق التالل‬

‫ب‪ -‬متوسطة نسبة ضرر المباني بسبب اقتراح اْلرض بواسطة دراسات المنطقة‬

‫بيانات مخرجة‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدد المباني المتضررة بسبب هبوط اْلرض التي خصصت كقطع سكنيه في مناطق التالل‬

‫‪ -2‬الخطوات االساسية لطريقة التقييم‪:‬‬

‫جمعية تقدير الحرائق والتأمين البحري اليابانية (‪ )1992‬تحقق في الضرر الذي لحق باْلراضي المبنياة بسابب‬
‫الزالزل الماضية ‪ ،‬وتشير الجمعياة ان نسابة اْلضارار فاي مبااني اْلرض ذات الكثافاة العالياة التاي تام تخطيطهاا‬
‫كقطع سكنيه في مناطق التالل وصل الى ‪ 4,65‬أضعاف اْلرض االقل كثافة‪ ,‬والتقييم تم على أسااس هاذه النسابة‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬فهم لتوزيع اْلرض المملية و لقطع سكنية تم اختيارها فى مناطق التالل والتي تصل الى اكثر من ‪ 10‬هكتارا‬
‫‪-2‬إحصاء عدد من المباني في منطقة ‪1‬‬
‫‪ -3‬حساب متوسط نسبة ضرر اْلبنية فوق اْلرض الهابطة المقترحة في مجال ‪1‬‬
‫‪ - 4‬حساب عدد المباني المتضررة بسبب هبوط اْلرض في اْلرض المملية المطورة للسكن في مناطق التالل‪,‬و‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ :‬نسبة اْلضرار في اْلبنية المقامة فوق اْلرض المملية والمصممة كقطع سكنيه في مناطق التالل‪.‬‬

‫‪ :‬متوسط نسبة الضرر في المباني اْلرضية المقترحة في مجال ‪1‬‬

‫‪ :‬عدد المباني الموجودة على اْلرض المملية والمخططة كقطع سكنيه في مناطق التالل‬

‫‪ :‬عدد المباني المتضررة في اْلرض المملية المصممة كقطع سكنيه في مناطق التالل‬

‫ويشمل متوسط نسبة اْلبنية المنهارة المتعلقة باْلرض المقترحة‪ ,‬لذا تكون نسبة اْلبنية المنهارة وفق‬
‫الصيغة االتية‪:‬‬

‫(‬ ‫‪).‬‬

‫مالحظة‪ :‬تستخدم هذه الطريقة الوحيدة لتقييم اْلبنية الخشبية ‪,‬كما تطبق الطريقة لتقييم أضرار المباني من‬
‫( ‪)1 4‬‬
‫أنواع الهياكل اْلخرى‪.‬‬
‫المصادر‬

www.montada.com/showthread ‫ مقال منشور على موقع االنترنت‬,‫ ماهي الفيضانات‬-1


‫ تقرير منشور على موقع‬what preventions should be taken before floods -2
www.iitr.ernet.in/centers‫االنترنت‬

Flooding and flash floods, national disaster education coalition, American Red cross.-3
www.oem.cab.us/disaster ‫تقرير على موقع االنترنت‬
‫ مقال على موقع االنترنت‬Flood disaster hits southern Africa .-4
www.news.bbc.co.uk/olmedia
www.mooga.com/mooganews ‫مقال منشور على موقع االنترنت‬,‫ دول البلقان تكافح الفيضان‬-5
www.thehollandring.com/1953 ‫ مقال منشور على موقع االنترنت‬1953-flood disaster .-6
www.fao.org ‫اْلمم المتحدة تقريرعلى موقع اإلنترنت‬-‫ منظمة اْلغذية والزراعة‬-7
www.alqanat.com ‫مقال منشور على موقع اإلنترنت‬-8
‫دار صفاء‬,1‫ط‬,‫التضاريس اْلرضية دراسة جيومورفولوجية عملية تطبيقية‬,‫خلف حسين علي الدليمي‬.‫د‬-9
.‫ص‬,2005-‫ اْلردن‬-‫عمان‬,‫للنشر‬
‫ مقال منشور على موقع االنترنت‬Landslide and debris flow -10
www.redcross.org/service
Natural hazards and disaster, assessment and management landslides, -11
www.satimagingcorp.com ‫تقرير منشور على موقع االنترنت‬
Continuous monitoring system for excavated slopes using GPS-12
www.jice.org.jp,‫تقرير منشور على موقع االنترنت‬
‫تقرير منشور على موقع االنترنت‬Analysis and prediction of landslides in GIS. -13
www. satimagingcorp.com
‫ تقرير منشور على موقع االنترنت‬Assessment of building damage due to ground failure -14
www.iisee.kenken.go.jp/net
‫الفصل الخامس‪ -‬إجراءات الحد من آثار الكوارث الطبيعية‬
‫المبحث األول‪ -‬اإلجراءات القانونية‬
‫المبحث الثاني‪ -‬إدارة الكارثة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬ستراتيجية الحد من آثار الكوارث‬
‫المبحث الرابع‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الخامس‪ -‬التخطيط لإلغاثة‬
‫المبحث السادس‪ -‬استخدام نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬في الحد من اثار الكوارث‬
‫المبحث السابع‪ -‬دور الدفاع المدني في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الثامن‪ -‬اجراءات الحد من اثار الكوارث على العمران‬
‫المبحث التاسع‪ -‬الجهات المسئولة عن الكوارث في العالم‬
‫المبحث العاشر‪ -‬المقترحات والتوصيات العامة المتعلقة بمواجهة الكوارث‬
‫المبحث األول – اإلجراءات القانونية‪:‬‬
‫اتخذت اْلمم المتحدة عدة إجراءات للحد من آثار الكوارث التي تصاعدت وتيرتها في السنوات اْلخيرة‬
‫وخاصة الربع اْلخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي‪ ,‬ومن تلك اإلجراءات ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حث المجتمعات على مواجهة المخاطر من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة ومنها ما يأتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقد معاهدات بين السلطات العامة لمواجهة الكوارث‪.‬‬
‫ب‪ -‬زيادة الوعي العام بين السكان في كيفية مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫ج‪ -‬تشجيع وتسهيل نقل بيانات ومعلومات تتعلق بالكوارث بين الدول‪.‬‬
‫د‪ -‬تحفيز القطاعات المشتركة المختصة في مجال الكوارث للتعاون فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير اْلساليب اْلكثر تأثيرا في مواجهة الكوارث والحد من آثارها االقتصادية والبشرية بما يحقق طوق‬
‫آمني مستمر‪.‬‬
‫‪ -3‬اتخاذ اإلجراءات المنسجمة مع نوعية الكوارث‪ ,‬والتكن على نطاق دولة بل عدة دول ‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير حضري شامل ووضع ستراتيجيات ومخططات الستعماالت اْلرض تناسب طبيعة الكوارث في كل‬
‫منطقة‪.‬‬
‫‪ -5‬إعادة النظر في صيانة آثار البيئة من خالل تشريعات تغطي مناطق الخطر‪ ,‬ووفق معايير مناسبة تقلل من‬
‫المخاطر البيئية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -6‬تشجيع الحلول المناسبة لمواجهة مخاطر الكوارث‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬إدارة الكوارث‪:‬‬


‫تعتمد إدارة الكوارث على مراعاة الجوانب آالتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تطبيق مبدأ التخصص وتقسيم العمل لرفع كفاءة اْلداء‪.‬‬
‫‪ -2‬توزيع المسؤوليات بشكل متدرج من أعلى مستوى في السلطة إلى أدنى مستوى‪.‬‬
‫‪ -3‬يطبق مبدأ المركزية في المواجهة للحد من الفوضى بما يحقق الحد من الخسائر ووفق سياق عمل منظم وعلى‬
‫أسس علمية تتماشى مع نوع وحجم الكارثة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون العمل لتحقيق اْلهداف العليا الوطنية والقومية وليست الفردية‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام أسلوب الترتيب في العمل والتحضير ويكون كل شيء في محله أو مكانه المناسب سواء كان أجهزة أم‬
‫أفراد‪ ,‬فيترتب على ذلك كفاءة في اْلداء‪.‬‬
‫‪ -6‬تطبيق مبدأ المساواة في التعامل مع المتضررين‬
‫‪ -7‬الحفاظ على العاملين في مجال الكوارث كل في مجاله المتخصص فيه وحسب الكفاءة‪ ,‬وعدم أشغالهم في‬
‫مجاالت أخرى العالقة لها بطبيعة تخصصه‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪ -8‬العمل بشكل فريق متكامل حسب طبيعة العمل الموكل إلى كل شخص‪.‬‬
‫ولغرض حسن اْلداء في إدارة الكوارث يجب التعرف على المراحل التي يجب مالحظتها عند مواجهة الكوارث‬
‫ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪-‬مرحلة اإلنذار المبكر بحدوث الكارثة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة تهديد الكارثة‪.‬‬
‫ت‪ -‬مرحلة تأثير الكارثة‪.‬‬
‫ث‪ -‬مرحلة تحديد المناطق المصابة بالكارثة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة اإلنقاذ من الكارثة‪.‬‬
‫ح‪ -‬مرحلة وضع الحلول المناسبة والمعالجات‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫خ‪ -‬مرحلة إعادة اْلعمار واإلصالح‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬ستراتيجية الحد من آثار الكوارث‪:‬‬


‫أن العالقة الدورية بين الفقر وتدهور البيئة وزيادة حدوث الكوارث اليمكن تجاوزها إال عن طريق استراتيجية‬
‫قطرية سليمة للتنمية تجمع سياسات وبرامج قصيرة وطويلة اْلجل مع هدف مزدوج للحد من آثار الكوارث‬
‫الطبيعية واإلسراع بالتنمية االجتماعية واالقتصادية المستدامة‪.‬‬
‫وقد تتفاوت طبيعة الستراتيجيات القطرية ومضمونها بحسب نوع الكارثة التي يتعرض لها البلد‪ ،‬وتوافر الموارد‬
‫البشرية وغير البشرية‪ ،‬وقوة المؤسسات الموجودة في البلد‪ .‬ورغم ذلك فقد توجد في هذه الستراتيجيات عناصر‬
‫مشتركة من حيث النهج والهدف‪ ,‬فمن بين أهداف الستراتيجيات هو تقليل أخطار الكوارث‪,‬ولكي تكون هذه‬
‫الستراتيجيات فعالة وتحقق اهدفها فالبد أن يكون لها نهجا في اتجاهين هما‪:‬‬
‫أوال‪ -‬إجراءات قصيرة اْلجل لالستجابة السريعة والفعالة عند حدوث الكارثة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إجراءات طويلة اْلجل لتقليل التعرض للكوارث وضمان التنمية المستدامة السريعة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬إجراءات قصيرة األجل‪:‬‬


‫تتضمن أي ستراتيجية قصيرة اْلجل إلدارة الكوارث عدة عناصر منها ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلنذار المبكر والتنبؤ بالكوارث‪:‬‬

‫هو نظام إلعطاء معلومات مسبقة حول احتمال حـدوث كارثة متوقعـــة‪ ،‬وهو عنصـر ال غنى عنه في أي‬
‫ستراتيجية للتخفيف من شدة الكوارث وإدارتها‪ ,‬وهذا النظام مهم في تـذكير أصحاب القرار وإثارة الوعي العام‬
‫والتأهب لمواجهة الكوارث وتخفيف آثارها‪ ,‬وإذا ما توفر وقت طويل قبل حدوث بعض اْلخطار مثل الجفاف فإن‬
‫هذا الوقت يكون قصيرا نسبيا بالنسبة ْلنواع أخرى من الكوارث‪ ،‬وإن كان قد حدث تحسن ملموس في التنبؤ‬
‫باْلخطار نتيجة تطور التقنيات الحديثة في هذا المجال‪ ,‬فاستخدام اْلقمار الصناعية للحصول على معلومات مسبقة‬
‫عن توقيت العواصف االستوائية وأماكن وجودها ضاعف من فترة التحذير من ‪ 24‬ساعة عام ‪ 1990‬إلى ‪ 48‬ساعة‬
‫عام ‪ ،1999‬بينما تحسنت فترة التحذير من اْلعاصير من ‪ 8‬أو تسع دقائق إلى ‪ 17‬دقيقة‪ ,‬ويبدو أن اإلنذار المبكر‬
‫بالنسبة للعواصف االستوائية قد تحسن بصورة ملموسة بالنسبة لفترة التحذير بحيث يمكن نقل السكان وممتلكاتهم‬
‫من المناطق التي ستضربها هذه العواصف إلى مواقع آمنة‪ ,‬ويكتسب ذلك أهمية خاصة بالنسبة إلنقاذ المزارعين‬
‫وصيادي اْلسماك الذين يعملون في المناطق الساحلية المهددة بالخطر‪ ,‬ومع تحسن المعلومات وفهم الظواهر‬
‫الطبيعية‪ ،‬حدث تحسن في وضع معايير لمواجهة الكوارث في كثير من أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪ -2‬تقدير المخاطر‪:‬‬

‫يتضمن تقدير المخاطر معلومات كمية ونوعية تفصيلية‪ ،‬مع معرفة أخطار الكارثة‪ ،‬أي انعكاساتها الطبيعية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬واآلثار التي قد تنجم عنها‪ ,‬ويشمل ذلك االستخدام المستمر للمعلومات لتحديد‬
‫احتمال حدوث بعض الحوادث ومدى جسامة نتائجها المحتملة‪ ,‬وقد يشتمل ذلك على اْلنشطة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد طبيعة الكارثة المحتملة ومكانها واحتماالتها ومدى جسامتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد درجة التعرض لهذه الكارثة المحتملة‪.‬‬
‫ج‪ -‬معرفة القدرات المؤسساتيه والموارد المتوفرة لتحمل النتائج المحتملة للكارثة‪.‬‬
‫د‪-‬وضع تصورات وتدابير لمواجهة الكارثة‪.‬‬

‫‪ -3‬برنامج التأهب لمواجهة الكارثة‪:‬‬

‫يحدد برنامج التأهب اإلجراءات التي ستتخذ‪ ،‬والمسؤوليات والترتيبات المؤسساتيه‪ ،‬وكذلك الموارد والسياسات‬
‫واإلجراءات التي ينبغي تجهيزها‪،‬وتشغيلها عند حدوث الكارثة‪ ,‬وينطوي ذلك على إدارة إمدادات كافية لحالة‬
‫الطوارئ (أغذية وأدوية ومواد أخرى) في مواقع استراتيجية‪ ،‬واإلبقاء على آليات طارئة للتمويل‪ ،‬وخطة‬
‫للوجيستيات التي قد يتطلبها اْلمر‪.‬‬
‫وقد أوضحت مختلف التجارب القطرية أن برامج التأهب السليمة لمواجهة الكوارث تلعب دورا رئيسيا في التقليل‬
‫من الخســائر في اْلرواح والممتلكات أثنــاء الكوارث‪ ,‬فعنـدما ضرب اإلعصار ميتشيل كوبا في نوفمـبر‪ /‬تشرين‬
‫الثـاني ‪ 2001‬وهو أقوى عاصفة تتعرض لها كوبا منذ عـام ‪ 1944‬تكفلت برامج التأهـب والتخطيـط الفعالة‬
‫بمواجهة الكارثــة وقامت بإجالء ‪ 700 000‬شخص إلى مالجئ للطوارئ في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وعندما تعرضت موزمبيق لسنتين متتاليتيــن من الفيضانــات‪ ،‬نجحت الخطـط المحلية والقطرية المعـدة إعدادا جيدا‬
‫في إنقــاذ ‪ 34 000‬شخـص من الغــرق‪.‬‬
‫وفي بنغالدش عندمـا تعرضت إلعصار قوي في عام ‪ ،1997‬نجح برنامج التأهب لمواجهة هذا اإلعصار في إجالء‬
‫‪ 1 000 000‬شخص إلى أماكن آمنة‪ ،‬وكانت الخسائر في اْلرواح أقل من ‪ 200‬شخص‪ ،‬مقابل ‪500 000‬‬
‫شخص لقوا حتفهم في فيضانات ‪ ,1970‬والشك أن انخفاض عدد حاالت الوفاة في العالم بسبب الكوارث في‬
‫التسعينات مقارنة بالعقود السابقة يعود إلى برامج التأهب المتعلقة بالفيضانات‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬إجراءات طويلة األجل‪:‬‬

‫تعد استراتيجيات التنمية الزراعية المستدامة والسريعة التي تنطوي على خطط للحد من آثار الكوارث هي‬
‫أكثر الطرق نجاحا على المستويين المحلي والقطري‪ ,‬فالدراسات المتوفرة تشير إلى أن جزءا ال يكاد يذكر من‬
‫اْلموال التي تنفق على مواجهة الكوارث‪ ،‬أو يستخدم في االستثمار من أجل تقليل التعرض لهذه الكوارث‪ ,‬كما‬
‫أظهرت البحوث أن مبلغ ‪ 40‬مليار دوالر الذي أنفق على تخفيف حدة الكوارث يفترض أن يقلل الخسائر االقتصادية‬
‫في العالم بنحو ‪ 280‬مليار دوالر‪ ،‬لو أن هذا المبلغ استثمر في مشروعات طويلة اْلجل تقلل من تعرض المجتمعات‬
‫إن التنمية الزراعية‬ ‫المحلية للكوارث‪.‬‬
‫الناجحة التي تقوم على قاعدة عريضة مع خطط فعالة لتخفيف آثار الكوارث تعد ضمانا الستدامة قاعدة الموارد‬
‫وعملية التنمية‪ ،‬وبإمكانها أن تقلل من التعرض للكوارث عن طريق‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيف شدة الفقر بإيجاد فرص للعمل وتوفير دخل في المناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحفيز النمو االقتصادي العام‪ ،‬إذ أن الزراعة في كثير من بلدان الدخل المنخفض هي القطاع الرائد الذي له‬
‫ارتباطات وتأثيرات مضاعفة على جميع فروع االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -3‬تنويع قاعدة االقتصاد من خالل تحفيز نمو القطاعات اْلخرى وزيادة نصيبها في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مع‬
‫تقليل نصيب الزراعة باعتبارها أكثر القطاعات حساسية من الكوارث المائية والجوية‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على زيادة الدخل‪ ،‬وزيادة قدرة اْلسر والمجتمعات المحلية والبلد ككل على تحمل تأثير الكوارث‪.‬‬
‫‪ -5‬النهوض بقدرة المجتمعات المحلية من أجل تحسين المحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها‪.‬‬
‫‪ -6‬التخطيط الستخدام اْلراضي هو اْلساس في أي جهود قطرية لتخفيف وطأة الكوارث الطبيعية‪ ,‬فبمجرد صياغة‬
‫خطط مناسبة تعمل على توفير عدد من التوجهات الزراعية والسمكية‪ ,‬والتي يمكن تطبيقها عمليا للحد من التعرض‬
‫للكوارث وزيادة المرونة في مواجهتها‪ ,‬أن دمج استراتيجيات الحد من أخطار الكوارث في خطط التنمية يسهم في‬
‫بذل الجهود لتخفيف آثار الكوارث بصورة مستمرة‪ ،‬وبالتالي الحد من أي انقطاع محتمل لجهود التنمية بسبب تكرار‬
‫الكوارث‪ ,‬والشك أن إجراءات التخفيف من الكوارث تتفاوت بحسب نوع الكارثة وكما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إجراءات التخفيف من آثار الجفاف‪ ,‬وتتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إقامة شبكات ري صغيرة‪ ،‬وعلى اْلخص في المناطق شبه القاحلة‪ ،‬مع إجراءات لمكافحة الملوحة والتغدق‬
‫وتلوث المياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة المتكاملة للموارد الطبيعية على مستوى مكامن المياه‪ ،‬بما في ذلك إحياء اْلراضي المتدهورة وإدارة‬
‫المياه بصورة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬إصالح اْلراضي المتصحرة والموارد المائية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬ويدخل في ذلك مكافحة تآكل‬
‫التربة‪ ،‬وغرس اْلشجار‪ ،‬وإدخال الزراعة الحرجية في نظم الزراعة‪ ،‬وإدارة المياه بأسلوب مقنن‪ ،‬والتكامل بين‬
‫اإلنتاج الزراعي والحيواني ضمانا الستدامة النظم الزراعية‪.‬‬
‫‪ -4‬تنويع المحاصيل والمنتجات الزراعية لسد الحاجة وتجنب أخطار إصابة بعض المحاصيل يتم اعتمادها دون‬
‫غيرها‪.‬‬
‫‪ -5‬إدخال اْلصناف الوفيرة الغلة‪ ،‬بما في ذلك أصناف المحاصيل المحسنة والمهجنة التي تقاوم الجفاف واآلفات‪.‬‬

‫ب‪ -‬المناطق المعرضة للفيضانات واألعاصير‪:‬‬

‫تتضمن إجراءات تخفيف شدة الكوارث المتعلقة بالزراعة ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬زراعة محاصيل لها القدرة على مقاومة العواصف (مثل القلقاس والزنجبيل واْلناناس والجذور والدرنات)‬
‫وتنويع نظم زراعة المحاصيل التي يمكن تأمينها ضد الخسائر‪.‬‬
‫‪ -2‬زراعة محاصيل تتحمل الملوحة‪.‬‬
‫‪-3‬غرس أشجار كمصدات للرياح أو أحزمة للوقاية‪.‬‬
‫‪-4‬غرس أشجار أو أصناف من الحشائش لتثبيت المنحدرات الطبيعية‪.‬‬
‫‪-5‬زراعة أشجار المنجروف في المناطق المعرضة للعواصف والفيضانات لتقوم بدورها كمصدات للرياح ومناطق‬
‫عازلة ‪(,‬تأكد عمليا الدور الوقائي لألشجار ومستعمرات المنجروف أثناء العواصف والفيضانات التي حدثت في‬
‫خليج البنغال في ربيع عام ‪.)1991‬‬
‫‪-6‬إقامة شبكات للصرف على المنحدرات أو السفوح عندما تكون الطرق والمستوطنات واْلراضي الصالحة‬
‫للزراعة معرضة لالنهيارات اْلرضية والفيضانات التي تأتي في أعقاب اْلمطار الغزيرة‪.‬‬
‫‪-7‬إنشاء جسور وسدود وقنوات صغيرة وشبكات صرف محسنة لحماية المراعي واْلراضي الصالحة للزراعة من‬
‫الفيضانات وأمواج المد في المناطق الساحلية‪.‬‬
‫‪ -8‬توفير زوارق محسنة ووسائل للمحافظة على حياة الصيادين الذين يعملون في المحيطات‪.‬‬
‫‪ -9‬تزويد صيادي اْلسماك بأجهزة راديو تمكينهم من االستفادة من عمليات اإلنذار المبكر بالعواصف‪.‬‬

‫ت‪ -‬المساكن والمستوطنات‪:‬‬


‫تشمل إجراءات التخفيف من آثار الكوارث على اْلبنية ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تصميم وإنشاء أبنية تتحمل العواصف وتحمي من بداخلها‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة مصاطب ترابية لرفع مستوى المنازل عن اْلرض‪.‬‬
‫‪ -3‬إقامة مالجئ تحمي من اْلعاصير في المناطق المهددة حيث تستطيع أعداد كبيرة من اْلسر االحتماء بها من‬
‫اْلعاصير والفيضانات‪ ,‬ويمكن استخدام مثل هذه المالجئ للخدمات العامة كمدارس أو مراكز صحية أو أي خدمات‬
‫مجتمعية‪ ,‬فبناء مثل هذه المالجئ وتحسين نظم اإلنذار المبكر واإلجالء‪ ،‬أصبح لها دورا مهما في تقليل الخسائر في‬
‫اْلرواح في بنغالدش‪.‬‬
‫‪ -4‬نقل المجتمعات المحلية إلى مناطق أقل خطرا‪.‬‬

‫ث‪ -‬وضع معايير ونظم للبناء يتم تطبقها من قبل شركات اإلنشاءات لحماية المباني من تأثير الزالزل‪.‬‬
‫يشير تقرير اْلمم المتحدة المعنون العيش مع الخطر ‪ -‬استعراض عالمي لمبادرات الحد من الكوارث ‪ ،‬أن‬
‫العديد من البلدان اتخذت خطوات إلدخال عملية الحد من خطر الكوارث في تخطيطها القطري للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ,‬وبدأت بعض البلدان وفي مقدمتها الصين في التنفيذ التدريجي لخططها القطرية للحد من الكوارث في‬
‫إطار خططها العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ,‬وفي كثير من البلدان اْلخرى نجد أنه في الوقت الذي يوجد فيه‬
‫إطار أساسي لستراتيجية الحد من أخطار الكوارث‪ ،‬فإن عملية إدماج هذا اإلطار وتنفيذه في سياسات وبرامج التنمية‬
‫الوطنية مازال يمثل تحديا لهذه البلدان‪.‬‬
‫ومن اْلمثلة على مواجهة الكوارث هي إجراءات الحد من االضطرابات التي تسببها الكوارث في بلدان الجزر‬
‫الصغيرة في البحر الكاريبي‪:‬‬
‫أن اقتصاديات الجزر الصغيرة التي تتعرض كثيرا للكوارث شرقي البحر الكاريبي مازالت تعاني بصورة دورية من‬
‫آثار اْلعاصير االستوائية‪ ,‬ولكن االضطرابات التي تسفر عنها هذه الكوارث أصبحت أقل حدة وأقصر تأثيرا‪ ،‬ولم تعد‬
‫تشكل تهديدا لألمن الغذائي على المدى البعيد‪,‬على سبيل المثال الدومينيكان لم تحتاج إلى معونات غذائية دولية في‬
‫أعقاب اإلعصار المدمر الذي تعرضت له في عام ‪ ,1979‬فهناك مجموعة مناسبة من التطورات ساهمت في تقليل‬
‫التعرض للكوارث منها التنوع االقتصادي وخطط لحماية البنية اْلساسية‪ ,‬ومن بين اإلجراءات التي قللت من التعرض‬
‫للكوارث ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬إدخال تغييرات هيكلية في االقتصاد‪:‬‬


‫انخفض نصيب الزراعة في االقتصاد بسرعة وبمقدار النصف في الدومينيكان ليصبح ‪ % 19‬فقط فيما بين عامي‬
‫‪ 1977‬و‪ 1997‬بينما زاد نصيب الصناعة والسياحة والخدمات المالية في الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪ -2‬توزيع المخاطر‪:‬‬
‫تحمي خطة ‪ WINCROP‬اإلجبارية للتأمين على محصول الموز‪،‬وهي الخطة التي وضعها مجلس تسويق الموز‬
‫في ‪ 1988-1987‬في الجزر اْلربعة المواجهة للريح (دومينيكان وغرينادا وغر ينادين وسانت لوسيا) لدعم‬
‫مزارعي الموز‪ ،‬بتقديم تعويضات مالية جزئية في حالة فشل المحصول بسبب العواصف‪.‬‬

‫‪ -3‬االستثمار في تخفيف شدة الكوارث‪:‬‬


‫أن وضع معايير للبنية اْلساسية الجديدة والموسعة‪ ،‬وإصالح المرافق التي دمرتها الكوارث يقلل تدريجيا من‬
‫التعرض لألخطار‪.‬‬

‫‪ - 4‬حصر نتائج الكوارث على نطاق محدد‪.‬‬


‫(‪)4‬‬
‫تتمتع اْلسر بقدر من المرونة في االقتصاد المفتوح الذي يسمح نسبيا بحراك العمال وتحويل الدخول‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة الكوارث‪:‬‬

‫أوال‪ -‬استخدام تقنيات االستشعار عن بعد في التنبؤ بحدوث الكوارث‪:‬‬


‫استفادت بعض الدول من تقنيات االستشعار عن بعد الحديثة والمصممة لتصوير موارد اْلرض مثل قمر الندسات‬
‫اْلمريكي وسبوت الفرنسي وارس الهندي‪,‬حيث زودت تلك اْلقمار بأجهزة استشعار تتضمن كواشف إلكترونية تقوم‬
‫بمسح الكرة اْلرضية مسحا مستمرا وعلى فترات زمنية تتراوح ما بين ثالثة أيام وأسبوعين حسب نوع القمر الصناعي‬
‫وارتفاع مساره عن اْلرض‪.‬‬
‫وتقوم تلك اْلقمار بالتقاط صور فضائية رقمية وتبثها إلى محطات أرضية ْلجراء معالجات رقمية بهدف تصحيح كل‬
‫اْلخطاء في مجال المسح باستخدام أنظمة معالجة رقمية تعمل على دمج البيانات الطيفية للحصول على صورة‬
‫فوتوغرافية محسنة‪ ,‬كما تجرى تعديالت على الصور في المحطات اْلرضية حسب الغرض من الصورة‪ ,‬ومنها‬
‫الجوانب الجيولوجية‪,‬حيث يتم استخدام برامجيات خاصة تظهر الخصائص التضاريسية والتشوهات اْلرضية‪ ,‬فالماسح‬
‫المستخدم في قمر الندسات مزود بسبع قنوات طيفية تمثل اْللوان المرئية وغير المرئية‪,‬لذا يعطي راسم الخرائط سبع‬
‫صور منتقاة من القنوات الطيفية السبع وتدمج ثالث منها للحصول على صورة واحدة ملونة‪ ,‬وتسمح هذه التقنية بدمج‬
‫القنوات الطيفية المرئية وغير المرئية للحصول على بيانات الترى بالعين المجردة أال بعد معالجتها إلكترونيا‪.‬‬
‫ويمكن للماسح التقاط صور رادارية مستقاة من قنوات رادارية عدة تتميز بقدرتها على تصوير اْلرض دون أن تتأثر‬
‫بعوامل المناخ من أمطار وغيوم وغيرها‪ ,‬عكس الصور الضوئية التي تتأثر بتلك العوامل‪ ,‬فضال عن قدرة تلك الصور‬
‫الرادارية على خرق اْلرض إلى عمق ‪40‬م في بعض المواقع‪ ,‬وبواسطة تلك الصور يمكن تحديد الفوالق النشطة‬
‫تكتونيا تحت سطح اْلرض‪.‬‬
‫ويمكن بواسطة الصور الضوئية الرادارية تحديد مواقع الفوالق النشطة التي يحتمل حدوث زالزل فيها‪ ,‬وعن طريق‬
‫تلك الصور يمكن تحديد مواقع التشوه الناتجة عن تحرك الصفائح التكتونية التي ترتكز عليها القشرة اْلرضية‪ ,‬والذي‬
‫يعد من العوامل المهمة في تقدير نشاط الفوالق الزلزالي‪,‬الشكل رقم(‪ )5-1‬صورة فضائية توضح فالقا نشطا‪ ,‬وعن‬
‫طريق تلك الصور يمكن رصد حاالت التأين الغازي لعناصر اْلوكسجين والهيدروكسيد والنتروجين وزيادة تركز غاز‬
‫الرادون المشع والمتسرب من المياه الجوفية‪ ,‬وهو الغاز الذي يزداد نشاطا قبل حصول الهزة بفترة قصيرة واثناء‬
‫حدوثها‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )5-1‬صورة فضائية بواسطة الرادار توضح موقع الزلزال‬

‫وقد استخدمت تلك التقنية في دراسة الفالق الذي يمتد من شرق أفريقيا إلى فلسطين وسوريا و لبنان‪ ,‬وتمت عمليات‬
‫الرصد لمواقع معينة خالل الفترات ‪ 1985‬و ‪ 1988‬و‪ 1993‬و ‪ 1998‬و‪ ,2003‬وجرى المسح باستخدام أقمار الندسات‬
‫اْلمريكي وسبوت الفرنسي وارس –‪ 1‬اْلوربي‪ ,‬وقد ساعدت تلك الصور والبيانات في التعرف على البنية التكتونية‬
‫والمفاصل الفالقية في الطبقات تحت السطحية واْللواح اْلرضية الرئيسة‪ ,‬ومن خالل تحليل القيم الرقمية لتقسيمات‬
‫المواقع اْلرضية عموما تم التنبؤ بحدوث عدد من الزالزل‪,‬ومنها زلزال ازميت في تركيا‪ ,‬حيث أشارت البيانات‬
‫الفضائية إلى وجود تشوهات باالستطاليات المتداخلة والناجمة عن حركات الضغط الصفيحي ونشاط في الفوالق‬
‫المتباعدة في منطقة ازميت التركية‪ ,‬فضال عن حدوث تأين كبير في الغازات وزيادة في تسرب غاز الرادون المشع‪,‬‬
‫وقد اقترنت البيانات الفضائية التي قدمتها اْلقمار المتخصصة بالقياسات الجيوفيزيائية الفضائية بمعلومات عن تغير‬
‫( ‪)5‬‬
‫الحقول المغناطيسية وازدياد حرارة اْلرض على نحو عزز من التوقعات بحدوث الزلزال في تلك المنطقة‪.‬‬
‫كما يستخدم المسح الجيوفيزيائي الفضائي في تحديد مواقع البراكين بواسطة اْلشعة تحت الحمراء‪ ,‬وفي التنبوء‬
‫الجوي باستخدام اْلشعة فوق البنفسجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في عمليات اإلنقاذ‪:‬‬


‫استطاعت اليابان من إنتاج أجهزة حديثة وربورتات تستخدم لرصد ضحايا الكوارث‪ ,‬منها أجهزة توضع في المنازل‬
‫والبعض اْلخر أجهزة تصوير وتسجيل أصوات والبعض يشبه الثعبان يمكن أن يتحرك بين اْلنقاض‪ ,‬ومرتبطة تلك‬
‫( ‪)6‬‬
‫اْلجهزة بأقمار صناعية معدة لهذا الغرض‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬استخدام التصاميم المناسبة لمواجهة الكوارث‪:‬‬
‫تعد اليابان الرائدة في هذا المجال حيث توصلت إلى تصاميم مناسبة لمواجهة الكوارث وخاصة الزالزل واْلعاصير‬
‫ْلنها تتعرض لها بشكل مستمر‪,‬ورغم شدة تلك الكوارث التي تحدث في اليابان أال أن الخسائر تعد طفيفة جدا مقارنة بما‬
‫يحدث في الدول اْلخرى وخاصة المتخلفة تكنولوجيا‪,‬حيث تم أعداد تصاميم لألبنية لها القدرة على مواجهة تلك‬
‫الكوارث ‪,‬فضال عن استخدام بعض التقنيات التي تحمي اإلنسان من خطر الكوارث‪ ,‬لذا يجب االستفادة من تلك التجربة‬
‫في بقية دول العالم‪.‬‬
‫وقد استطاع الدكتور لوط جزائري اْلصل من التوصل إلى تصميم نمط بناء قادر على امتصاص الصدمات الناتجة عن‬
‫الكوارث الطبيعية مثل الزالزل والفيضانات والحرائق‪ ,‬والذي سيعلن عنه في المستقبل القريب‪ ,‬وقد حصل صاحب‬
‫( ‪)7‬‬
‫االختراع على الجائزة اْلولى في معرض اختراعات اجري في لندن‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬تقنية التصوير الحراري‪:‬‬


‫تعود تقنية التصوير الحراري إلى بداية عام ‪1960‬م من القرن الماضي‪ ,‬ويعتمد مبدأ هذه التقنية على أن كل‬
‫جسم تحت درجة حرارة ما يصدر طيفا ً حراريا ً (أشعة تحت حمراء مرئية) ذو طاقة إشعاعية ما‪،‬وكلما ارتفعت‬
‫حرارته كلما كانت هذه الطاقة اإلشعاعية أكبر‪،‬وبالتالي إذا تم قياس هذه الطاقة باستخدام حساسات (مجسات)‬
‫حرارية تستطيع أن تسجلها وتحللها حسب درجة حرارة الجسم‪،‬وإذا استخدمت كاميرا خاصة تدعى بالكاميرا‬
‫الحرارية فإنه يمكن أن تتشكل صورة حرارية (غير عادية) تبين فيها خطوط متوازية أو غير متوازية‪ ,‬وموزعة‬
‫حسب درجة حرارة الجسم المدروس‪ ،‬هذا وقد بدأت هذه التقنية بكاميرات تصوير تقوم بالتقاط صور ثابتة تتدرج‬
‫ألوانها من اْلبيض إلى اللون اْلسود ضمن عشر تدرجات لونية‪،‬حيث يشير اللون الكاشف إلى ارتفاع درجة‬
‫الحرارة‪ ,‬واللون اْلسود الداكن إلى انخفاض الحرارة‪.‬‬
‫وتم تطوير تقنية التصوير الحراري في بداية السبعينات عن طريق إدخال كاميرات الفيديو اللتقاط صور حرارية‬
‫متحركة ساعدت على تحديد التغيرات الحرارية اآلنية في لحظة ما‪ ،‬وأصبحت دقتها أكبر عندما أدخل عليها تقنية‬
‫التصوير الملون في بداية الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬أي أن اْللوان ساعدت على تحديد البقع الحرارية‬
‫الساخنة بصورة أدق وذلك من خالل اْللوان الفاتحة اللون كاْلصفر والبرتقالي‪ ،‬أما اللون اْلزرق الداكن فيحدد‬
‫درجات الحرارة المنخفضة‪ ،‬كما ساعدت تقنية التصوير الحراري اللوني في المهمات الليلية إن كان ذلك في‬
‫تطبيقات مدنية أو عسكرية‪ ،‬حيث أصبح تحديد الجسم وشكله من خالل معرفة توزع درجة حرارته وإرسالها‬
‫ضمن شبكة حاسب مركزية إلى الجهات المسؤولة أو المختصة‪ ,‬أما أهم تطبيقات التصوير الحراري في الحماية‬
‫المدنية فتتلخص بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة التسربات المائية في المباني المزدحمة بالسكان وذلك ضمن جداول وأزمنة مراقبة وتحكم دورية‬
‫منتظمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد موقع اْلعطال الكهربائية في العقد الكهربائية وخطوط نقل القدرة بالقرب من المناطق المزدحمة كالمدن‬
‫الكبيرة ومواسم الحج والعم رة‪ ،‬حيث يمكن تفاادي الحرائاق الطارئاة إذا تام تحدياد موقاع الساخونة الزائادة‪ ،‬ويمكان‬
‫إنجاااز ذلااك عاان طريااق برنااامج دوري خاااص ينفااذه أفااراد وفاارق الاادفاع الماادني المختصااة البريااة أو البحريااة أو‬
‫الجوية‪.‬‬
‫مراقبة درجة المستودعات والمخازن المركزية (أغذية‪ ،‬ألبسة‪ ،‬غازات‪ ،‬ومواد متفجرة‪ ،‬ومواد كهربائية وكيميائية وغيرها)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬مراقبة درجة حرارة المخيمات البشرية كمواسم الحج والعمرة‪ ،‬ومخيمات الالجئين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -5‬تدريب كوادر بشرية متخصصة في مجال ابتكار تطبيقات تفيد أجهزة الحماية المدنية في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ -6‬مراقبة الحدود وكشف المتسللين والهاربين في النقاط اْلمنية الهامة‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬تقنية الكواشف اإلشعاعية‪:‬‬


‫تتوفر حاليا ً وعلى المستوى التجاري أعداد كبيرة من الحساسات (المجسات اإللكترونية) والكواشف‬
‫اإلشعاعية المختلفة‪ ،‬تختلف تطبيقاتها حسب المجال المطلوب كقياسات الكشف عن مستويات الحرارة والضغط‬
‫والغازات واْلبخرة وغيرها‪.‬‬
‫ويقصد بالكواشف اإلشعاعية بأنها اْلدوات التي تتحسس وجود إشعاع تحت طول موجة محدد في الوسط‬
‫المحيط‪,‬حيث يعتمد أساسا ً على تحويل الموجة اإلشعاعية الملتقطة إلى إشارة كهربائية يسهل مسحها وتحليلها‬
‫والتحكم بها فراغيا ً على هيئة صور ثالثية اْلبعاد (‪ ،)x,y,z‬وبناء على ما سبق فإنه يمكن تصميم وتصنيع‬
‫كواشف إشعاعية مختلفة تتحسس كافة اْلطوال الموجية المطلوبة‪,‬وحسب طبيعة اإلشعاع المدروس‪ ,‬كما يمكن‬
‫لجهاز الـدفاع المدني أن يقوم بدور هام في التوسع في استخدام معدات الكشف اإلشعاعي الضوئي والذري وفوق‬
‫البنفسجي والشمسي وغيرها‪ ،‬حيث يتم تخزين البيانات لتحليلها في وقت الحق‪،‬وإضافة إلى ذلك فإنه يمكن عمل‬
‫دورات تدريب وتأهيل بالتعاون مع الجهات اْلكاديمية المحلية واإلقليمية والدولية والتي تهدف بمجملها إلى‬
‫تطوير وسائل الدفاع المدني في هذا المجال‪ ,‬هذا ويمكن أيضا ً تطوير أجهزة كاشفة (صوت وصورة) ْلجسام حية‬
‫أو ميتة وذلك بطريق التحسس اإلشعاعي أوكشف مواقعها أو الروائح الغريبة عن بعد‪،‬حيث تتواجد عادة هذه‬
‫اْلجسام أو الضحايا تحت أنقاض المباني المهدمة نتيجة حدوث زلزال أو سقوط المباني أو حدوث إعصار ما‬
‫وغيرها‪،‬وذلك لغرض استبدالها مع الطريقة المعروفة التي تستخدم الكالب الشمامة‪ ،‬وهذا الموضوع يبحث حاليا ً‬
‫في بلدان عديدة وخاصة بعد أن أثبتت الطرق التقليدية فشلها في الزالزل التي حدثت مؤخرا ً في كل من تركيا‬
‫وتايوان واليابان وغيرها‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬تقنية معدات الطاقة‪:‬‬
‫أن التعرف والتدريب على آخر المستجدات الجديدة في معدات الطاقة الكهربائية المختلفة يكون من خالل‬
‫إدخال معدات الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية والرياح‪ )..‬والتي يمكن لجهاز الدفاع المدني أن يتابعها من خالل‬
‫برامج تعليمية وتدريبية محددة وذلك كوسيلة احتياطية عند حدوث كارثة طبيعية أو كارثة عارمة كانهيار خطوط‬
‫نقل الطاقة الكهربائية أو حدوث حرائق في محطات ومراكز تحويل الطاقة أو في مناطق منكوبة بعيدة عن الخدمة‬
‫الكهربائية التقليدية‪ ,‬أما أهم اْلدوات والمعدات التي يمكن التدرب عليها فتتمثل باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أدوات ال تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء مثل لمبات اإلنارة الجديدة‪ ،‬وأجهزة التهوية‪،‬وأجهزة االتصال‪,‬‬
‫حيث تدخل هذه اْلدوات بصورة عامة تحت مسمى وسائل ترشيد الطاقة‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام الطاقة المتجددة وخاصة الخاليا الكهروضوئية ونظم السخانات الشمسية‪ ,‬حيث تتوفر تجاريا ً على‬
‫شكل أحجام ومساحات مختلفة ثابتة أو مرنة‪ ،‬حيث يمكنها أن تؤمن الكهرباء والحرارة لمناطق منكوبة بأكملها‬
‫والتي تصلها المعونة واإلغاثة‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬تقنية المياه‪:‬‬


‫يمكن ْلجهزة الدفاع المدني أن تتبنى نظم مائية جديدة ثابتة أو متنقلة ذات سعات صغيرة يمكن إنشاؤها في‬
‫نقاط معينة وتشغيلها بصورة آلية عند الضرورة‪ ،‬وكذلك عمل شبكة طوارئ مائية في المناطق البعيدة‬
‫والصحراوية والمنكوبة‪ ،‬وفي هذه المناسبة فإن استخدام الخاليا الشمسية ونظم تقنية المياه بالطاقة الكهروضوئية‬
‫(الشمسية) تعد حالً ميدانيا ً جيدا ً يعمل على تقليل الخسائر البشرية‪.‬‬

‫ثامنا‪ -‬تقنية المالجئ‪:‬‬


‫إن مساهمة أجهزة الدفاع المدني في تطوير المالجئ الميدانية واالستراتيجية يتطلب وضع الدراسات‬
‫المناسبة بالتعاون مع الجهات المختصة المدنية والعسكرية‪ ،‬وخاصة أن متطلبات الدفاع المدني ومهامه أصبحت‬
‫معروفة في المناطق المنكوبة‪,‬ومنها توفير المالجئ الثابتة أو الخندقية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن التحديات والمخاطر القادمة تدخل ضمن نطاق الخطط التنموية في بلدان عربية‪ ,‬وعلى سبيل‬
‫المثال فقد أشارت دراسات حديثة في سويسرا إلى أهمية تطوير نظام طوارئ جديد يتبع إدارة الدفاع المدني‪,‬‬
‫وذلك استنادا ً إلى تغيرات اجتماعية وتقنية مختلفة والتي تخلق كوارث ال يستطيع نظام الطوارئ القديم أن يعالجها‬
‫‪ ,‬كما أن التحديث المستمر لشبكات الحاسب اآللي وقواعد المعلومات وزيادة سعتها التخزينية لتشمل كافة‬
‫قطاعات الخدمات المدنية ستساعد على تحقيق أسرع المنجزات في الحماية المدنية‪ ،‬وقد ورد مؤخرا ً أن استخدام‬
‫شبكة الحاسب السريع (‪ )high-peformance‬والذي تصل سرعته إلى ‪ 100‬مليون مرة مقارنة مع ألحوا‬
‫سب التقليدية سيساعد على تقديم خدمات منتظمة ودقيقة للقطاعين العسكري والمدني‪ ،‬حيث جاء ذلك في دراسة‬
‫أمريكية حديثة‪ )8(.‬الشكل رقم(‪ )2-5‬يوضح تصميم ملجأ للحماية من اْلعاصير‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )5-2‬تصميم ملجأ للحماية من األعاصير‬


‫تاسعا‪ -‬استخدام أجهزة اإلنذار المتطورة‪:‬‬
‫استطاع علماء اْلبحاث الجيولوجية من تطوير نظام إنذار مبكر يتميز هذا النظام بسرعته الفائقة في تحليل‬
‫المعلومات القادمة من البحار ومواقع الزالزل ‪ ,‬ويتكون من مجسات مثبتة في قاع البحار تعمل على تسجيل حدوث‬
‫الزالزل في أعماق البحار‪,‬فضال عن وجود أقمار صناعية تراقب سطح المياه وترصد أي تغير في حركة‬
‫اْلمواج‪,‬ويستخدم في التحذير من البراكين واْلعاصير‪ ,‬ويحتاج هذا النظام إلى ثالث سنوات إلنجازه وبكلفة تصل إلى‬
‫‪ 45‬مليون يورو‪.‬‬
‫وتمتلك ألمانيا خمسين محطة إنذار مبكر للزالزل وتروم إضافة مابين ‪ 30‬إلى ‪ 40‬محطة أخرى في منطقة المحيط‬
‫( ‪)9‬‬
‫الهادي لغرض الدقة في جمع المعلومات‪.‬‬
‫ومن أهم تجارب اْلنظمة المبكرة ما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬نظام اإلنذار المبكر في المحيط الهادئ ‪:‬‬

‫يضم مركز المحيط الهادئ ‪ 170‬محطة مراقبة‪ ،‬تتجمع معلوماتها للتحذير من تسونامي‪ ،‬ومقره هونولولو في‬
‫جزر هاواي اْلميركية‪ ،‬وترتبط بهذا المركز ‪ 26‬دولة‪ ،‬ليس بينها أي من دول جنوب شرق آسيا ‪.‬‬
‫وبدأ تنفيذ نظام اإلنذار المبكر باْلمواج العاتية الدولي في العام ‪ ,1965‬وكان زلزاال قوته ‪ 9‬درجات على مقياس‬
‫ريختر قد وقع في العام ‪ 1964‬في المناطق البحرية بأالسكا واجتاحت اْلمواج العاتية الخطيرة الناتجة عنه معظم‬
‫مناطق الوالية‪ ,‬وبعد وقوع الكارثة بدأت مصلحة البحار والمناخ الوطنية اْلميركية العمل في البحوث المعنية‬
‫بنظام اإلنذار المبكر باْلمواج العاتية الدولي وحققت نجاحا بشكل تدريجي‪ ,‬وبعد ذلك انضمت إلى هذا النظام‬
‫بالتتابع بعض الدول بأميركا الشمالية وآسيا وأميركا الجنوبية وبعض الدول الجزرية الواقعة على حزام الزالزل‬
‫في المحيط الهادئ‪ .‬ويتمكن هذا النظام من إبالغ الدول المعنية بحدوث أمواج عاتية مدمرة فيها قبل ‪ 3‬إلى‬
‫‪4‬ساعة من وقوعها‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ ،2001‬قامت اإلدارة القومية للمحيطات والطقس اْلميركية بتطوير أجهزة ووسائل قياس أطلقت عليها‬
‫تسمية «توسناميترز» وهي أجهزة دالة على قياس موجات المد البحري أو«التسونامي» كما تشير العبارة‪,‬‬
‫وبفضل تركيب ستة من هذه اْلجهزة في عمق يتراوح بين ‪ 2،5‬إلى ‪ 4‬أميال داخل المحيط الهادئ فقد أصبح في‬
‫اإلمكان قياس التغيرات التي تطرأ على ارتفاع موجات المحيط في حال مرور موجات تسونامي في ذلك العمق‪,‬‬
‫وما أن ترصد تغيرا ما بفعل الموجات المذكورة حتى تعجل بإرسال إشارات إنذار صوتية إلى عوامة طافية فوق‬
‫السطح‪ ,‬ومن هناك تنبعث اإلشارة الصوتية إلى اْلقمار االصطناعية المتصلة بها‪ ،‬لتعود منها ثانية إلى اْلرض‪،‬‬
‫حيث مراكز اإلنذار المبكر عن التسونامي‪ ،‬والمنصوبة في كل من هاواي وأالسكا‪ ,‬وال تستغرق كل هذه العملية‬
‫أكثر من دقيقتين لكي تصل اإلشارة إلى مراكز اإلنذار المبكر‪.‬‬

‫‪ -2‬التجربة اليابانية ‪:‬‬

‫تمتلك اليابان خبرة كبيرة في التعامل مع أمواج تسونامي باعتبارها أحد أكثر الدول المعرضة للزالزل في‬
‫العالم‪ ،‬ومصطلح تسونامي نفسه هو ياباني المنشأ واْلصل‪ ،‬كما أن لوحة فنان القرن الثامن عشر الياباني الشهير‬
‫هوكوساي التي تصور أمواج تسونامي وهي تجتاح جبل فوجي‪ ،‬ربما كانت اْلشهر على اإلطالق‪ .‬وتأخذ‬
‫اليابان مخاطر التعرض لتسونامي مأخذ الجد‪ ,‬حتى أن إحدى الجامعات اليابانية لديها كلية هندسة تخصصية في‬
‫مجال دراسة هذه الظواهر وتأثيراتها‪ ,‬ويوجد في اليابان أيضا هيئة مواجهة تسونامي‪ ،‬أنشئت في عام ‪,1952‬‬
‫وتديرها جمعية اْلرصاد اليابانية‪ ,‬ولدى اليابان ستة مراكز إقليمية متصلة بـ ‪ 300‬جهاز استشعار موزعة في‬
‫أنحاء الجزر اليابانية‪ ،‬وتشمل ‪ 80‬جهاز استشعار طافية في مياه البحار لرصد النشاط الزلزالي على مدار‬
‫الساعة‪.‬‬
‫وفي حال ظهور مؤشرات على أن زلزاال ما قد يسبب موجات تسونامي فإن هيئة اْلرصاد تصدر إنذارا خالل‬
‫ثالثة دقائق من تحديد طبيعته‪ ,‬ويتم بث اإلنذار على جميع اإلذاعات والقنوات التلفزيونية‪ ،‬وفي حالة الضرورة‬
‫يتم إصدار أوامر باإلجالء‪ ,‬وتهدف هيئة اْلرصاد من ذلك إلى إصدار تحذير للمواطنين قبل ‪ 10‬دقائق على‬
‫اْلقل إلخالء المنطقة المعنية‪ ,‬وتصل التحذيرات للسلطات المحلية والحكومة المركزية ومنظمات اإلغاثة‬
‫والطوارئ أيضا عبر قنوات خاصة لتمكينها من التحرك السريع لمواجهة الكارثة‪.‬‬
‫وتعد شبكة المعدات والتجهيزات لدى هيئة اْلرصاد اليابانية متطورة للغاية حتى أنه يمكنها التنبؤ بارتفاع‬
‫وسرعة واتجاه وموعد وصول أي تسونامي يحتمل أن يضرب الشواطئ اليابانية‪.‬‬
‫ويضاف إلى نظام اإلنذار المبكر المتطور هذا قوانين البناء الصارمة الجديدة للحماية ضد أي تسونامي أو‬
‫زالزل‪ ،‬والتخطيط الجيد لمواجهة الكوارث والذي ساعد حتى اآلن في تقليص عدد الضحايا من اليابانيين في مثل‬
‫هذه الكوارث الطبيعية ‪.‬‬
‫وعندما اكتسحت تسونامي جزءا من جزيرة هوكايدو الشمالية في العام ‪ 1993‬وبلغ ارتفاعها ‪ 30‬مترا لم يتجاوز‬
‫عدد الضحايا ‪ 239‬شخصا بسبب امواج تسونامي والزلزال المسبب لها‪ ,‬حيث تمكنت هيئة اْلرصاد من بث‬
‫التحذير بحدوث تسونامي خالل خمس دقائق من وقوعها‪ ،‬و كانت الهزة الزلزالية قريبة من الشاطئ بشكل كبير‬
‫حتى أنه في الوقت الذي صدر فيه اإلنذار كانت الموجة اْلولى قد ضربت ضربتها‪ ,‬وفي عام ‪ 1999‬أدخل‬
‫نموذج جديد للتنبؤ بتسونامي في الخدمة‪.‬‬

‫‪-3‬التجربة الروسية ‪:‬‬


‫وضعت روسيا اقتراحات حول إنشاء نظام أرضي فضائي لمنع الكوارث في عهد االتحاد السوفيتي بعد‬
‫الزلزال الرهيب الذي أصاب أرمينيا في كانون اْلول ديسمبر من العام ‪ ،1988‬وتم الحصول على معلومات‬
‫معينة خالل التحليقات الطويلة اْلمد لرواد الفضاء على متن محطة مير وعلى المحطتين السابقتين ساليوت‪6-‬‬
‫و‪ ,7‬ويتم تنفيذ هذا العمل اآلن في الجزء الروسي من المحطة الفضائية المدارية الدولية في إطار برنامج أوراغان‬
‫الذي يعد هدفه النهائي وضع المتطلبات للمصلحة اْلرضية الفضائية لمنع الكوارث‪ ,‬ويتمثل المحتوى الرئيسي‬
‫للبرنامج في تصوير سطح اْلرض بواسطة آالت تصوير رقمية‪ ،‬علما بأن البرنامج يرمي إلى رصد كل‬
‫الكوارث الطبيعية اإليكولوجية الصناعية التي تقع على اْلرض ‪ ,‬ويتم تصوير سطح اْلرض على ارتفاع تحليق‬
‫المحطة الفضائية الدولية ‪ 380‬كم ولمساحة تصل حوالي‪ 150‬كم‪ 2‬مع تبيين الصورة لمسافة حوالي خمسة أمتار‬
‫مربعة‪ ،‬أو عشرة أمتار مربعة إذا كانت المساحة أكبر بمرتين (أي ‪ 300‬كم‪ .)2‬وعند تغيير بؤرة العدسة من‬
‫الممكن زيادة مساحة التصوير أكثر ولكن دقة التصوير تكون غير واضحة‪ ,‬ومن الممكن أحيانا تصوير أفق‬
‫اْلرض‪ ,‬وقد قامت أول بعثة رئيسية إلى المحطة الفضائية الدولية باْلعمال الخاصة ببرنامج أوراغان‪ ,‬وكان‬
‫تصوير مناطق حقول النفط والغاز التي يجري استثمارها منذ زمن على الساحل الشمالي الشرقي لبحر قزوين‬
‫(كازاخستان) هو أهم مهمة‪ ,‬فقد أدت الطرق التكنولوجية غير المتقنة الستخراج النفط إلى ظهور بحيرات مائية‬
‫نفطية بعرض كيلومتر إلى كيلومترين نتيجة استخراج المياه الجوفية وتسرب النفط‪ ,‬وطمر بعضها بالتربة لمنع‬
‫استمرار تسرب النفط‪ ,‬وأظهرت الصور التي التقطت من الفضاء أن مياه بحر قزوين قد اجتازت هذه السدود في‬
‫بعض اْلماكن وجرفتها ‪.‬‬
‫ويرى الخبراء الروس أن الكارثة اإليكولوجية تندفع بسرعة‪ ,‬وال يقتصر آثرها على كازاخستان وحدها بل والجزء‬
‫الروسي لبحر قزوين‪ ,‬قبل أن يتفق السياسيون في نهاية المطاف على تقسيم المجال المائي للبحر‪.‬‬
‫أما المنطقة الثانية التي يتم رصدها من على متن المحطة الفضائية الدولية فهي منطقة بحر أرال في آسيا‬
‫الوسطى‪ ,‬وتدل عمليات اْلرصاد من الفضاء على أن بحر أرال سيزول كليا في القريب العاجل‪ ,‬والسبب الرئيسي‬
‫هو استمرار سوء استخدام مياه نهري جيحون وسيحون‪ ,‬وبقدر جفاف بحر أرال تظهر مشكلة جديدة وهي إخراج‬
‫الطبقات المعدنية من اليابسة‪ ,‬وسجلت رواد المحطة الفضائية الدولية انتشار طبقات الملح إلى طشقند وبخارى‬
‫وسمرقند‪ ,‬وأخذت تنتشر في الفترة اْلخيرة باتجاه جنوب أرال وحوض الفولغا‪ ,‬وتؤثر هذه اْلمالح باإلضافة إلى‬
‫اْلضرار التي تلحقها بالمزارع تأثيرا سلبيا على صحة الناس‪ ,‬الشكل رقم (‪ )5-3‬صورة فضائية لبحر ارال‪.‬‬
‫وبفضل الصور الفضائية تم الحصول على معلومات مهمة عن كارثة النهر الجليدي التي وقعت عام ‪ 2004‬في‬
‫وادي كار مادون في القوقاز‪ ,‬ويدل تحليل هذه المعلومات على أن شيئا مماثال يمكن أن يحدث للنهر الجليدي‬
‫ميدفيجي على جبال بامير‪ ,‬وبشكل عام ظهرت بفضل طرق اْلبحاث الروسية حاليا إمكانية مراقبة العديد من‬
‫الكوارث الطبيعية من الفضاء وكذلك الظواهر التي يسببها نشاط اإلنسان‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )5-3‬صورة فضائية لبحر ارال‬

‫‪-4‬التجربة الصينية ‪:‬‬

‫نجح الصينيون في تحسين وتكامل أنظمة مراقبة الكوارث الطبيعية واإلنذار المبكر في مختلف أنحاء‬
‫البالد‪,‬وتعد الصين من الدول التي تعانى من اخطر الكوارث الطبيعية‪ ،‬فمنذ عام ‪ 1999‬كان حجم الخسائر‬
‫االقتصادية المباشرة من الكوارث الطبيعية ومنها الفيضانات والجفاف والزالزل واالنهيارات الجبلية‬
‫واْلعاصير والسيول المحملة بالطين والحجارة وحرائق الغابات واآلفات الزراعية مابين ‪ 3‬إلى ‪ 5‬بالمائة من‬
‫إجمالي الناتج المحلى‪,‬وحتى نهاية العام ‪ 2000‬تم تشكيل شبكات مراقبة عامة في الصين ومنها شبكات‬
‫اْلرصاد الجوية ومراقبة الزالزل واإلنذار المبكر ومكافحة اآلفات الزراعية والغابية ومراقبة البيئة البحرية‪,‬‬
‫وهذه الشبكات مزودة بأجهزة االتصاالت الالسلكية واإلنترنت والتلفزيون ومحطات اإلذاعة اْلساسية لبث‬
‫أخبار الكوارث الطبيعية ‪ ,‬كما تستخدم الصين تكنولوجيا متقدمة مثل أنظمة االستشعار عن بعد باْلقمار‬
‫الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية وتحديد المواقع على نطاق العالم والية مكافحة الفيضانات وأعمال‬
‫اإلنقاذ وأنظمة القيادة‪,‬وقد حققت الصين إنجازات في سلسلة البحوث العلمية لمكافحة الكوارث وتخفيض‬
‫الخسائر الناتجة عنها مثل ارتفاع نسبة التنبوء بوقوع الزالزل واْلمطار الجارفة خالل ‪ 24‬إلى ‪ 48‬ساعة‬
‫وكذلك هبوب العواصف واْلعاصير خالل ‪ 3 -2‬أيام ‪.‬‬

‫‪-5‬التجربة األوروبية ‪:‬‬


‫أن مسلسل الرعب من اْلمواج القاتلة‪ ،‬وهي غير ناجمة عن الزالزل في تلك المناطق‪ ،‬قد دفع الوكالة‬
‫الفضائية اْلوروبية) ‪ (ESA‬إلى وضع قمرين اصطناعيين لتحليل بحار اْلرض‪ ،‬وجرى توجيههما إلى المياه ال‬
‫إلى اليابسة‪ ,‬وقد أطلقت الوكالة قمرا ً يسمى قمر المصادر اْلرضية ‪(Earth Resource Satellite) ERS- 1‬‬
‫على متن الصاروخ أريان‪ 4 -‬في ‪ 16‬تموز يوليو من العام ‪, 1991‬في مدار على ارتفاع ‪ 777‬كيلومتراً‪ ،‬حيث‬
‫قام بدورة استمرت ‪ 35‬يوما ً وثلث اليوم‪ ,‬وكانت تكاليف برنامج اْلقمار ‪ ERS‬المخصص لدراسة المحيطات‬
‫‪ 860‬مليون دوالر ‪,‬واشترك في دراسة بياناتها وتحليلها آالف من علماء المحيطات واْلقمار االصطناعية من‬
‫جميع أنحاء العالم‪ ,‬ثم أطلق قمر ثان من مجموعة ‪ ERS‬نفسها هو ‪ ERS- 2‬في العام ‪ ,1995‬وقد حققت هذه‬
‫اْلقمار نتائج كبيرة في مجال رصد المحيطات‪ ،‬دلت على أن في قاع المحيطات تضاريس تشبه تضاريس‬
‫(‪)10‬‬
‫اليابسة‪ ،‬ولم يكن المقصود بهذه التضاريس قاع المحيط تحت الماء‪ ،‬بل تضاريس سطح الماء نفسه‪.‬‬
‫عاشرا‪ -‬استخدام تقنيات االتصال المتطورة‪:‬‬
‫تستخدم تقنيات االتصال الحديثة في مواجهة الكوارث الطبيعية‪ ,‬ومنها أجهزة الهاتف النقال التي يمكن‬
‫استخدامها في تنبيه السكان عن حدوث كارثة ما‪,‬وقد تم تطبيق ذلك في تجربة آجرتها ماليزيا حيث تم تنبيه ‪300‬‬
‫ألف شخص خالل دقيقة واحدة‪ ,‬ويمكن االستفادة من هذه التقنية في تنبيه سكان المنطقة التي ستتعرض إلى كارثة‬
‫ما قبل وقوعها للحد من اآلثار الناتجة عن تلك الكارثة‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ -‬التخطيط لإلغاثة‪:‬‬


‫أوال‪ -‬تعريف اإلغاثة‪:‬‬
‫يعد كتاب مساعد بن مشيط اللحياني ومحمود عوض اْلسمري اإلغاثة في حاالت الكوارث (‪1417‬هـ) من‬
‫أكثر الكتب العربية التي تناولت موضوع اإلغاثة‪،‬حيث خصص المؤلفان فصالً كامالً لتعريف اإلغاثة‬
‫وتاريخها‪،‬مع تعريف لهذا المفهوم‪ ،‬من حيث اللغة واالصطالح‪،‬والقرآن والسنة‪،‬كما أوردا بعض الشواهد‬
‫والحاالت التطبيقية عن مفهوم اإلغاثة من المنظور اإلسالمي ليتحدثا بعد ذلك عن واقع اإلغاثة على أنها مجموع‬
‫المساعدات المادية والعينية والطبية التي ترسلها الجهات المسؤولة في الدولة أو خارجها للمتضررين من آثار‬
‫الكوارث‪ ,‬أما اإلغاثة في مفهوم الدفاع المدني فقد تم تعريفها على أنها توفير الطعام والكساء والمأوى والعالج‬
‫واإلسعافات النقدية وغير ذلك للمتضررين في أوقات الكوارث وفق الئحة يضعها مجلس الدفاع المدني‪.‬‬
‫وتعد اإلغاثة من بين أهم أنشطة إدارة الكوارث حيث أنها تالزم جميع مراحل إدارة الكوارث اْلساسية المتمثلة‬
‫في مرحلة ما قبل الكارثة‪ ,‬وذلك فما يتصل بالتخطيط لعمليات اإلغاثة‪ ،‬ثم في مرحلة وقوع الكارثة‪ ,‬وذلك فيما‬
‫يتعلق بخطط اإلخالء واإليواء وأخيرا ً في مرحلة ما بعد الكارثة‪ ,‬فيما يتصل بمجاالت اإلغاثة المتعلقة باإلسكان‬
‫والصحة والتعليم والنواحي االجتماعية والقضايا التوظيفية فمعالجة مشكالت اللجوء والالجئين‪.‬‬
‫وإجماالً يمكن القول بأن هناك العديد من المهام المناطة بالجهات المعنية باإلغاثة‪ ،‬التي يمكن استعراض بعضها‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطيط لعمليات اإلغاثة المتعلقة باإلخالء واإليواء وتطبيقها بشكل عملي للتأكد من وقتها وشموليتها‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على تأمين كافة مواد اإلغاثة (طعام‪ ،‬كساء‪ ،‬ماء‪ ،‬دواء‪ )..‬سواء بالشراء المباشر أو قبول الهبات والتبرعات‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد المستودعات الالزمة لتخزين مواد اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -4‬عمل الكشف الدوري على مواد اإلغاثة للتأكد من استمرارية صالحيتها‪.‬‬
‫‪ -5‬االستعانة بالمتطوعين في كافة أعمال اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -6‬إعداد خطط إعادة اْلوضاع وتحديد اْلدوار والمهام المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -7‬التهيؤ لتقديم مساعدات خارجية تحقيقا ً للتعاون الدولي وكسبا ً للخبرة واالحتكاك‪.‬‬
‫‪ -8‬التنسيق مع المنظمات والجمعيات الدولية في االستفادة من خبراتها وأنظمتها وتشكيالتها لتطوير إدارة‬
‫اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -10‬إيجاد قاعدة بيانات من أجل االستفادة منها في عمليات اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -11‬إعداد البرامج التدريبية لرفع مستوى العاملين بأجهزة اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -12‬إعداد اللوائح المنظمة لعمليات اإلغاثة المحلية والدولية‪.‬‬
‫‪ -13‬توثيق جهود اإلغاثة لالستفادة من تقريرها في أنشطة البحوث والتطوير المتعلقة بعمليات وخطط اإلغاثة‪.‬‬
‫ولما كانت العمليات التي تستوجبها إدارة الكوارث بشكل عام ونشاط اإلغاثة بشكل خاص متعددة ومتشابكة سيتم‬
‫التركيز في هذا المجال على عملية التخطيط لإلغاثة باعتبارها من العمليات اْلساسية بالنسبة لنجاح أية جهود في‬
‫مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫ويعرف التخطيط بشكل عام بأنه توفير البدائل المناسبة لمواجهة الظروف المستقبلية‪ .‬وفي مجال اإلغاثة فإنه يمكن‬
‫تعريف التخطيط على أنه البدائل المناسبة المتعلقة بالمساعدات المادية والعينية والطبية للمتضررين من آثار الكوارث‪,‬‬
‫ويعتبر التخطيط لإلغاثة الركيزة اْلساسية لنجاح عمليات اإلغاثة إذا ما تم إعداد خطط اإلغاثة من قبل خبراء‬
‫ومختصين في القطاعات المختلفة‪ ,‬إذ تؤدي اإلجراءات اآلنية العشوائية الى تشتت الجهود وضياع الوقت‪ ,‬وتسبب‬
‫مضاعفات ونتائج سلبية كبيرة‪ ,‬كما أكدت ذلك نتائج الدراسات والتقارير عن الدول بعد تعرضها للكوارث‪.‬‬
‫ومما يجدر التنبيه إليه أن تشكيل فرق إلدارة الكارثة بشكل عام واإلغاثة بشكل خاص ووضع الخطط لمواجهتها ال‬
‫يعني أن ذلك سوف يؤدي إلى إيقاف الكارثة أو الحد منها‪ ،‬ولكن الهدف من ذلك هو تحقيق درجة استجابة سريعة‬
‫وفعالة تهدف إلى درء أخطار الكارثة باالستعداد المسبق لها‪ ,‬مما قد يؤدي إلى التخفيف من آثارها التدميرية ويقلص‬
‫من أضرارها ويوفر المساعدات والمعونات الالزمة العادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المنكوبة‪.‬‬
‫وانطالقا ً من أهمية التخطيط لإلغاثة فإن هناك عددا ً من المبادئ التي يجب مراعاتها عند القيام بإعداد خطط‬
‫الكوارث‪,‬ومن هذه المبادئ تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬مبدأ العملية‪ :‬بمعنى االستناد إلى أساس علمي مبني على الخبرات العلمية في مجال اإلغاثة‪.‬‬
‫ب‪-‬مبدأ المركزية‪ :‬وهذا يعني مركزية التخطيط ال مركزية التنفيذ‪.‬‬
‫ت‪-‬مبدأ اإللزامية‪ :‬أي االلتزام في التنفيذ من قبل جميع المشتركين في عمليات اإلغاثة التزاما تاماً‪.‬‬
‫ث‪-‬مبدأ المرونة‪ :‬أي استجابة الخطة للظروف الطارئة‪ ،‬ومدى قابليتها لمواجهة أي مشاكل عند التنفيذ‪ ،‬دون أن تفشل‪.‬‬
‫ج‪-‬مبدأ الواقعية‪ :‬أي مالئمة الخطة بأخذها في االعتبار للواقع واإلمكانات المتاحة‪.‬‬
‫ح‪-‬مبدأ االستمرارية‪ :‬ويعني االستمرار في التخطيط وعدم حصره في ظرف أو وقت معين‪.‬‬
‫خ‪-‬مبدأ المشاركة‪ :‬وتتمثل في مشاركة جميع المعنيين بأعداد الخطة في االجتماعات واللقاءات التي تدرس‬
‫فيها الجوانب المختلفة للخطة ودراسة جميع االحتماالت المتوقعة وغير المتوقعة للحصول على بيئة ودراية‬
‫كافية بأدق التفاصيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مراحل التخطيط لإلغاثة‪:‬‬


‫ال توجد في الواقع مراحل خاصة بالتخطيط لإلغاثة وأخرى للكوارث اوالقوى العاملة‪،‬وإنما توجد مراحل‬
‫عامة يمكن االستفادة منها وتوظيفها في أي نشاط من اْلنشطة التنظيمية أو اإلدارية‪ ,‬ومن ناحية أخرى فإنه ال‬
‫يوجد اتفاق بين المتخصصين والعاملين في مجال التخطيط فيما يتعلق بعدد هذه المراحل ولكن يوجد اتفاق عام‬
‫حول أبرز هذه المراحل‪ ,‬وسوف يتم عرض مراحل التخطيط بما يتالءم وطبيعة اإلغاثة وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود أهداف واضحة ومحددة ألعمال اإلغاثة‪:‬‬


‫ان الشروع في أية خطة لإلغاثة ال يمكن دون تحديد لألهداف التي يجب تحقيقها من هذه الخطة‪ ,‬فبدون وجود‬
‫أهداف محددة وواضحة سيكون من الصعب تقييم النتائج ومحاسبة المنفذين‪ ,‬بل يحبب أن ندرك بأنه قد ال يكون‬
‫من المفاجئ بالنسبة للجهة المعنية بالتخطيط لإلغاثة أال تحصل على النتائج المتوقعة من التخطيط إذا كانت‬
‫أهدافها غير واضحة‪ ,‬أو أنها كتبت بعبارات غامضة أو غير قابلة للقياس‪ ,‬ومن أجل صياغة هذه اْلهداف بدقة‬
‫فإن هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن تساعد القائمين على التخطيط في وضع أهدافهم‪ ،‬ومن بين هذه الوسائل‬
‫وأهمها االستعانة بآليات اإلدارة لتحقيق اْلهداف‪.‬‬

‫‪ -2‬التوقعات المستقبلية‪:‬‬
‫أن الخطط في جوهرها تعد قرارات تخص المستقبل‪,‬وحتى تكون هذه القرارات موضوعية وعملية فمن‬
‫الضروري أن تضع اإلدارة توقعاتها حول المستقبل‪,‬وفي مجال اإلغاثة فإن توقعات المستقبل تقتضي دراسة‬
‫الموقف الحالي واالنتقال منه على المستقبل‪ ,‬وذلك من حيث دراسة أبعاد الكوارث التي تواجه المجتمع الذي تعد‬
‫له خطط اإلغاثة وتأثيراتها المختلفة على المجتمع‪ ،‬وتقييم ما لدى الدولة من إمكانات وكذلك الموقف اإلقليمي‬
‫والدولي‪ ,‬وتحديد الجهات التي يمكن االستعانة بها ْلغراض اإلغاثة‪ ,‬بمعنى توقع أكثر االحتماالت التي يمكن أن‬
‫تحدث كي يتم على ضوئها اتخاذ الخطوات المالئمة في مجال إعداد خطط اإلغاثة ‪.‬‬
‫ومن أجل تحديد هذه التوقعات بشكل دقيق فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن توظيفها في هذا الشأن‪ ,‬ابتداءا‬
‫من مجرد وضع تخمينات غير مدروسة إلى االستعانة بجلسات العصف الذهني‪ ,‬واالستفادة من الطرق اإلحصائية‬
‫وتقنية المعلومات الحديثة‪.‬‬

‫‪ -3‬وضع البدائل‪:‬‬
‫ان التحدث عن التخطيط وأعداد الخطط يعني الكالم عن بدائل مختلفة يمكن أن طرحها ومقارنتها فيما بينها من‬
‫أجل اختيار البديل أو البدائل المالئمة‪.‬‬
‫ونظرا ً لتعدد أعمال وأنشطة اإلغاثة لذا يتوفر عدد كبير من البدائل تفرضها طبيعية النشاط اإلغاثي الذي يتم‬
‫التخطيط له‪ ,‬لذا عند وضع الخطط البد أن يؤخذ بنظر االعتبار طبيعة نوع الكارثة‪ ,‬أو الكوارث التي يتوقع‬
‫حدوثها‪ ,‬والمنظمات المحلية واإلقليمية والدولية التي سوف نتعامل معها‪ ،‬وطبيعة النشاط اإلغاثي الذي سوف يتم‬
‫القيام به‪ ,‬وذلك فيما يتعلق باإلخالء واإليواء وإعادة اْلوضاع إلى ما كانت عليه قبل الكارثة‪ ,‬أو أفضل مما كانت‬
‫عليه‪ ,‬ثم كيفية التعامل مع مواد اإلغاثة من حيث تأمينها وتخزينها وتوزيعها‪ ،‬إلى جانب طبيعة القوى البشرية‬
‫المشاركة في اإلغاثة‪ ,‬وذلك من حيث كونهم رسميين أو متطوعين‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وايا ً كان اْلمر فإن الوصول إلى هذه البدائل واالختيار من بينها البد أن يتم وفقا ً لمعايير محددة يأتي من بينها‬
‫الظروف اإلنسانية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالقتصادية التي تحكم اختيار بديل دون سواه بالنسبة‬
‫لوضع بدائل اإلغاثة‪.‬‬

‫‪ -4‬إقرار الخطة وتنفيذها‪:‬‬


‫بعد أن يتم اختيار البديل أو البدائل المالئمة لعمليات اإلغاثة تشرع الوحدات المعنية بالتخطيط في إعداد‬
‫خططها وذلك من حيث تحديد مشاريع اإلغاثة في خطة موحدة وتحديد أولوياتها والقوى العاملة الالزمة لها‬
‫وتوزيع هذه المشاريع في جدول زمني لفترة الخطة‪ ,‬ومن هذه الخطة تتوضح المشاريع التي سوف يتم البدء في‬
‫تنفيذها مع بداية تنفيذ الخطة‪ ,‬والمشاريع التي سوف يتم تأجيل تنفيذها‪.‬‬
‫و في هذه المرحلة البد من التأكيد على ضرورة توفير المعلومات بالنسبة لعناصر الخطة ومشاريعها‪ ,‬وذلك‬
‫ليتسنى لإلدارة والمخططين الدفاع عن الخطة واقناع الجهة صاحبة السلطة بإقرار تلك الخطة‪ ،‬وقبل أن تقوم‬
‫اإلدارة بمناقشتها تفصيليا ً مع المخططين ْلنها هي التي ستوجه لها اْلسئلة وتجيب عليها عند مناقشة الخطة‬
‫إلقرارها‪.‬‬
‫إن إقرار الخطة يعني البدء بعملية تنفيذها في ظل مبدأ المرونة مع ضرورة تزويد اإلدارة أو الفريق المعني‬
‫بالتنفيذ بالمعلومات المستجدة التي تمكنه من سرعة التقدير والتصرف في الوقت المناسب‪ ,‬واتخاذ القرار المالئم‬
‫بالسرعة الممكنة‪ ,‬وهذا يعني أن إقرار الخطة ال يعني التمسك الصارم أو الحرفي بجميع محتوياتها‪ ،‬بل يجب أن‬
‫تتسم هذه الخطة بالمرونة والقابلية للتعديل إذا ما كانت هناك ظروف طارئة تستدعي مثل هذا اإلجراء‪ ,‬وذلك ْلنه‬
‫مهما كان المخططون بارعون فإننا ال يمكن أن نتجاهل بروز أحداث غير متوقعة تستدعي تدخل اإلدارة للعمل‬
‫على تعديل الخطة في الوقت المناسب‪ ,‬وقد حدد لي بريستون وهننج سنة ‪1961‬م ثالث مؤشرات للمرونة المتعلقة‬
‫بتعديل الخطة وهي سهولة إلغاء الخطة بدون تحمل خسارة كبيرة‪ ،‬وسهولة تأجيل تنفيذ الخطة بعد أن يكون قد بدأ‬
‫تنفيذها‪ ,‬وسهولة تعديل الخطة ‪.‬‬

‫‪ -5‬مراجعة وتقييم نتائج تنفيذ الخطة‪:‬‬


‫إن الخطط ليست شيئا جامدا‪ ،‬لهذا ينبغي التأكيد على أن الخطة قد وضعت من أجل المساعدة على تحقيق‬
‫أهداف معينة‪ ,‬وبالتالي فإن الغرض منها ليس مجرد التنفيذ واالنقياد لها‪ ,‬بل يجب أن تكون قوة القرار قادرة على‬
‫تسخير تلك الخطة بما يخدم أهداف وطموحات وضعت من اجلها‪ ,‬وهذا يعني أنه البد أن تقوم اإلدارة المعنية من‬
‫حين آلخر بمراجعة وتقييم نتائج تنفيذ الخطة حسب الجدول الزمني المعتمد‪ ،‬وأن تجري تعديالت عليها بالشكل‬
‫الذي يساعد على فعالية الخطة ونجاحها‪ ,‬هذا من ناحية‪,‬أما من ناحية أخرى فإن مراجعة وتقييم نتائج تنفيذ خطة‬
‫أو خطط اإلغاثة يقتضي ضرورة االستفادة من التجارب السابقة في مجال التخطيط لإلغاثة‪ ,‬سواء ما تعلق منها‬
‫بتجارب اإلدارة ذاتها أو تجارب المجتمعات اْلخرى‪ ,‬بحيث يتم تفادي تكرار اْلخطاء السابقة والقيام باستخالص‬
‫الدروس المفيدة‪ ،‬بما يحقق اْلهداف والكشف عن الجوانب اإليجابية والسلبية في عملية التخطيط‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكن القول بأن التخطيط لإلغاثة يعتبر من بين أهم مهام واختصاصات إدارات اإلغاثة‪ ,‬وذلك نظرا ً‬
‫لتعدد وتشعب العمليات التي يتوجب على اإلدارة التعامل معها وتنفيذها‪ ,‬ومن هذا المنطلق فإنه يمكن لإلدارة‬
‫المعنية باإلغاثة االستفادة من مفاهيم اإلدارة الحديثة في تحسين وتطوير عملياتها في مجال التخطيط بما يحقق‬
‫(‪)11‬‬
‫أهدافها‪ ،‬ويأتي في مقدمة هذه المفاهيم التي يمكن االستفادة منها مفهوم إعادة هندسة عمليات اإلدارة‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في الحد من اثار الكوارث‪:‬‬


‫تعد ‪ GIS‬من الوسائل المهمة التي تستخدم في إدارة الكوارث على نطاق واسع في الدول المتقدمة لما تتمتع به‬
‫برامجبات تلك النظم من مميزات تنفرد بها عن غيرها في تنظيم البيانات أو المعلومات المختلفة مهما كانت كميتها‪,‬‬
‫وقدرتها على التحليل والخزن واخراجها بأشكال مختلفة‪,‬كما تمتلك القدرة على إدارة خدمات البنى التحتية‬
‫والكوارث الطبيعية والبشرية بأسلوب علمي وعلى درجة عالية من التطور‪,‬بحيث تسهم تلك التقنية في الحد من آثار‬
‫الكوارث وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية‪,‬وفيما يلي استعراض الستخدام تلك النظم في مجال الكوارث‪:‬‬

‫‪ -1‬التخطيط للكارثة‪:‬‬
‫يتضمن التخطيط للكوارث التنبؤ بحدوثها المحتمل وتأثيرها على حياة اإلنسان واْلضرار بالممتلكات‬
‫والبيئة‪,‬أن التعرف على تلك العناصر يساعد على تحديد فعالية إجراءات التخطيط للتخفيف من آثار الكارثة‬
‫المحتملة‪,‬مثل الحماية من الزلزال أو اْلعاصير أو الحرائق أو الفيضانات أو الجفاف أو اْلمراض وغيرها من‬
‫الكوارث ‪,‬وهذا يحتاج إلى مراكز إخالء متطورة‪ ,‬ويمكن تحديد المناطق التي تتعرض إلى خطر كبير‪,‬والتخطيط‬
‫لذلك بفاعلية وسرعة يمكن أن يكون من خالل استخدام ‪, GIS‬إذ تعد تلك النظم أداة جيدة جدا في إدارة‬
‫الكوارث‪,‬فمن خاللها يتم تحديد مدى وحجم الكارثة في المناطق المعرضة للخطر‪,‬وكيفية االستجابة السريعة‬
‫لمواجهة تلك المخاطر‪,‬ومن خالل مرافق وشبكة النقل التي تستخدم بشكل امثل ْلغراض اإلغاثة واإلجالء في‬
‫المدى القصير‪,‬أي اإلجراءات السريعة للمواجهة‪,‬والتي قد تكون قبل وقوع الكارثة بزمن قصير جدا‪ ,‬فمن خالل ما‬
‫توفره نظم المعلومات من بيانات على شكل خرائط ومخططات تتعلق بالمناطق التي تتعرض إلى المخاطر يتم‬
‫أجراء عملية اإلغاثة‪.‬‬

‫‪ -2‬إدارة الكارثة‪:‬‬
‫تحدث بعض الكوارث دون سابق إنذار أو تحذيرات مثل الزلزال‪,‬وهذا النوع من الكوارث يحتاج إلى اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة لمواجهتها والحد من آثارها‪,‬لذا تعمل الجهات المسؤولة عن إدارة الكوارث على تحديد مراكز‬
‫المساعدة فور حدوث الكارثة‪,‬وتوفير مراكز إخالء آمنة ومالئمة‪,‬حيث يكون لنظم المعلومات ‪ GIS‬دورا فاعال‬
‫في هذا المجال من خالال توفير خرائط عن موقع الكارثة واقصر الطرق الواصلة أليها واْلماكن اآلمنة‬
‫لإلخالء‪,‬كما تعمل تلك النظم على التنسيق الفعال للبيانات المكانية لهدف معين‪ ,‬ومن خالل سرعة توفير‬
‫المعلومات وبشكل مرئي أو مكتوب أو مخطط أو مجدول عن موقع الكارثة‪.‬‬
‫وهذه المعلومات تسهم في وضع خطط العمل التي يمكن أن تتحول إلى مواجهة الكارثة من خالل تنسيق عمل‬
‫المسؤولين عن الطوارئ‪ ,‬وطوارئ الكوارث يتطلب ردا سريعا على المخاطر‪ ,‬وتحديد اْلولوية ووضع خطط‬
‫متكاملة لغرض حماية اْلرواح والممتلكات والبيئة‪.‬‬
‫وقد تواجه شبكة مرافق النقل ضغطا كبيرا بسبب الحركة غير االعتيادية بين المناطق المنكوبة والمناطق‬
‫المجاورة اْلخرى‪,‬حيث تكون الحركة من المناطق المجاورة لغرض اإلغاثة واإلنقاذ بأنواعها الحكومية وغير‬
‫الحكومية‪,‬أما من المناطق لمتضررة فيكون الخالء المصابين وهروب السكان الناجين إلى مناطق آمنة‪,‬وربما‬
‫تكون الحركة فوضوية‪.‬‬
‫ويمكن عن طريق برامج نظم المعلومات تحديد افضل واقصر الطرق إلى موقع الكارثة‪,‬وتنظيم الحركة بشكل‬
‫صحيح عبر الطرق المتاحة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد المتطلبات االساسية في حاالت الكوارث‪:‬‬


‫أن العناصر الحيوية في أي مكان تتمثل بالبنية التحتية‪ ,‬مثل النقل والماء والكهرباء واالتصاالت وغيرها‪,‬والتي‬
‫تمثل جزءا من شبكة جغرافية متكاملة بحيث أي تغير في جزء من تلك الشبكة يؤثر على اْلجزاء اْلخرى التي‬
‫تقع ضمن تلك الشبكة‪.‬‬
‫وفي الغالب توجد صلة بين قرارات التخطيط واالستثمارات تحقق منافع إضافية‪ ,‬ولكن على نطاق محدود ودون‬
‫مستوى الطموح‪,‬وذلك لغياب النموذج الذي يأخذ بنظر االعتبار الجوانب الشمولية لالستثمار في البنية التحتية‪.‬‬
‫أن التقدم السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والنقل‪ ,‬والتحليل باستخدام نظم المعلومات‬
‫الجغرافية التي أعطت مرونة كبيرة في العالقات بين مناطق مختلفة من العالم‪ ,‬وفي كافة المجاالت‪,‬وهذا له دور‬
‫فاعل في تبادل المعلومات في مجال الكوارث التي لم تمنعها حدود وتوقفها المسافات‪,‬فقد تقدم نظم المعلومات‬
‫الجغرافية خدمات خاصة ومتميزة عند حدوث كارثة طبيعية أو من صنع اإلنسان‪,‬إذ تعمل على تحديد موقع‬
‫الكارثة عبر تلك النظم والذي يعد نقطة أساسية لمواجهة الكارثة‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد موقع الكارثة‪:‬‬
‫أن من مشاكل المجتمعات في الوقت الحاضر هو تداخل وتشابك مكونات البنية التحتية‪,‬فقد تحدث كوارث‬
‫محلية صغيرة فيكون لها تأثيرا كبيرا على مناطق تقع بعيدا عن مكان الكارثة‪,‬مثل ظاهرة النينو‪,‬لها آثار سيئة‬
‫تصل آالف الكيلومترات‪.‬‬
‫أن تقييم المخاطر يمكن أن يوفر خطة طوارئ أساسية ومنطقية للحد من لمخاطر‪ ,‬والصورة الجغرافية تعد وسيلة‬
‫وصف قوية لتوفير كميات كبيرة من البيانات لحل اْلنماط المعقدة ‪,‬وتوفير إطارا مناسبا لتحليل وعرض‬
‫البيانات‪,‬وتستخدم الصور الجوية والفضائية والمسح الميداني في تحليل المواقع وتحديد المناطق الخطرة وفق‬
‫المعطيات التضاريسية الحتمال حدوث فيضانات أو انزالق في التربة أو زالزل‪,‬والتي ستؤثر على المنشآت‬
‫القريبة منها مثل المصانع ومحطات الطاقة النووية‪,‬وجميع ما يقع في محيطها‪.‬‬
‫وقد تعمل ‪ GIS‬على تحديد موقع الكارثة والخسائر المترتبة عليها وما يمكن أن تتعرض له بعد وقوع الكارثة أو‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد مسارات شبكة الطرق والنقل‪:‬‬


‫تعد ‪ GIS‬أداة جيدة لعملية تخطيط وتصميم الطرق وبمساعدة برامج التصميم بالحاسوب‪, CAD‬رغم وجود‬
‫تباين بين النظم والتصميم بالحاسوب‪,‬حيث تتمتع النظم بقدرة كبيرة ال تمتلكها النظم والبرامج اْلخرى‪,‬ومن بين‬
‫تلك القدرات إمكانية تحديد مسارات الطرق على الطبيعية‪,‬حيث يتم توفير رسوم هندسية وخرائط تعطي تصورا‬
‫واضحا لصناع القرار في اتخاذ اإلجراءات المناسبة على ضوء ما توفره تلك الوسائل‪ ,‬وتتم االستفادة من الصور‬
‫الجوية في توفير خيارات عدة ‪,‬إذ تظهر الطرق على شكل خطوط في تلك الصور أال أنها التعطي معلومات‬
‫أخرى عن موقع تلك الطرق‪,‬و يعد تخطيط الطرق من الجوانب المهمة التي تستخدم نظم إدارة النقل لغرض‬
‫التعرف عليها عبر برامج ‪, GIS‬وتشكل الطرق العمود الفقري في أي مجتمع‪,‬وقد تتعرض الطرق إلى اختناقات‬
‫عند حدوث الكوارث‪,‬حيث تستخدم المركبات المختلفة للمساعدة في تخفيف آثار الكوارث‪,‬ومن المثير لالهتمام‬
‫معرفة افضل الطرق أو السبل للوصول إلى مكان الكارثة‪,‬بحيث تكون أقصرها واقلها كلفة وزمن‪,‬وتحقيق افضل‬
‫المنافع‪,‬وقد تؤثر بعض الكوارث على شبكة الطرق مثل الزالزل واْلعاصير والفيضانات والسيول‪,‬وعليه يجب‬
‫تقييم الضرر الذي يلحق بالطرق بأسرع وقت وتحديد اقصر الطرق البديلة لمواجهة الكارثة‪,‬وقد يترتب على ذلك‬
‫إرباكا كبيرا في عملية الوصول إلى موقع الكارثة‪,‬لذا تتم االستعانة بنظم المعلومات الجغرافية ومن خالل ما‬
‫توفره من خرائط عن منطقة الكارثة‪ ,‬ومن ضمن المعلومات المثبتة على تلك الخرائط الطرق بأنواعها‪,‬فيتم‬
‫اختيار اقصر تلك الطرق واكثرها أمانا وسرعة‪,‬إذ تضم ‪ GIS‬قاعدة بيانات خاصة بالطرق تسهم في اختيار‬
‫أفضلها عند الحاجة‪,‬وقد تكون العملية غير سهلة في بعض اْلحيان وتحتاج شبكة الطرق إلى تحليل باستخدام‬
‫أساليب إحصائية ورياضية لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪ -6‬تحديد األنشطة في موقع اكارثة‪:‬‬


‫يسبق التخطيط للكارثة تحديد المجاالت التي ربما قد تكون أعلى كثافة بسبب الكارثة‪,‬و‪ GIS‬تساعد في أيجاد‬
‫مثل هذه المناطق بواسطة مخطط بسيط أو ضمن خريطة معينة‪,‬والتعرف على أولويات هذه اْلنشطة المتوقعة‬
‫الحدوث في تخطيط الكوارث‪,‬و‪ GIS‬يمكن استخدامها لمتابعة اكثر المناطق تضررا وافضل خطة إجالء للناس‬
‫ونقل الجرحى إلى المستشفيات‪,‬كما تستخدم في تحديد مواقع الهجمات اإلرهابية وعمليات السطو وتحليل‬
‫اْلحداث ومالحقة الجناة‪.‬‬

‫‪ -7‬تتبع ومراقبة حركة مرور المركبات‪:‬‬


‫تستخدم ‪ GIS‬مع ‪ GPS‬في تحديد حركة المركبات في أي مكان بالعالم وتؤمن االتصال معها عبر ‪GPS‬‬
‫بحيث يمكن تغيير مسارها في أي اتجاه حسب ما تقره الجهة المشرفة على إدارة الكارثة‪ ,‬حيث توجد برامج‬
‫ضمن نظم المعلومات يمكن من خاللها رسم خرائط متحركة تحدد عليها اْلهداف المتحركة ‪ ,‬كما توجد أجهزة‬
‫هاتف نقالة لها القدرة على تحليل المعلومات الجغرافية وإظهارها‪.‬‬
‫كما يوجد نظام اتصال متطور هو ‪ GSM‬الذي يؤمن االتصال في أي مكان من العالم‪,‬والتي من خاللها يمكن‬
‫معالجة بعض الجوانب المتعلقة بالكوارث أيضا‪.‬‬
‫‪ -8‬تحديد مراكز اإلغاثة والخدمات‪:‬‬
‫تستخدم ‪ GIS‬والصور الجوية والفضائية أو خرائط المسح في تزويد الكمبيوتر بمعلومات هائلة لتقييم‬
‫المخاطر في زمن قصير جدا‪ ,‬وهذه المعلومات يمكن أن تساعد أصحاب القرار في تحديد اكثر المناطق تضررا‬
‫لكي تولى اهتماما عاجال أو في اقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫‪ -9‬خطط لمواجهة الكوارث‪:‬‬


‫أ‪ -‬خطط قصيرة المدى‪:‬‬
‫أن مواجهة الكوارث يحتاج إلى خطط قصيرة المدى تتركز حول تقليل الخسائر في اْلرواح‬
‫والممتلكات‪,‬وتتطلب تلك الخطط معلومات جغرافية متنوعة لغرض اتخاذ بعض القرارات في تلك المرحلة‪ ,‬مثل‬
‫تحديد الظروف المناسبة والكلفة المتوقعة والوقت وازدحام الحركة وقيود اإلخالء واْلدوية المطلوبة حسب نوع‬
‫الكارثة‪ ,‬مرض‪,‬فيضان‪,‬زلزال‪,‬وسبل اإلغاثة‪ ,‬ونوع اْلنشطة التي تحتاج إلى مركبات ومواعيد وأماكن انطالق‪.‬‬
‫ويمكن االستعانة بنظم المعلومات في أعداد تلك الخطط وتجهيزها وتنفيذ ما جاء فيها من إجراءات يصعب تتبعها‬
‫بوسائل أخرى افضل من النظم‪.‬‬
‫ب‪ -‬خطة طويلة اْلمد‪:‬‬
‫تستخدم ‪ GIS‬على نطاق واسع في الخطط الطويلة اْلمد لمواجهة الكوارث الطبيعية‪,‬ويكون ذلك من خالل‬
‫تحديد موقع الكارثة ونوعها والوسيلة التي يمكن استخدامها للوصول إلى مكان الكارثة‪,‬واإلجراءات الالزمة‬
‫(‪) 12‬‬
‫لمواجهة الكارثة‪.‬‬
‫ولمزيد من المعلومات يمكن استعراض بعض المجاالت التي تستخدم فيها نظم المعلومات لمواجهة الكوارث ومنها‪:‬‬

‫أوال‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في تخطيط و إدارة الكارثة‪:‬‬


‫تعد نظم المعلومات الجغرافية أداة ً فاعلةً في إدارة الكوارث‪ ,‬وقد استخدمت في العديد من أنحاء العالم في‬
‫عمليات اإلنقاذ و إطفاء الحرائق الضخمة و الفيضانات والزالزل‪,‬وذلك من خالل تحديد الموقع اْلمثل لمنشآت‬
‫الدفاع المدني وإدارة اْلعمال اللوجستية ورصد الموارد‪ ,‬الشكل رقم(‪ )5-4‬يوضح مخططات لمنظرين ثالثيي‬
‫اْلبعاد لألنماط العامة للتضرر اإلنشائي في نورثريدج‪,‬حيث توضح الصورة اْلولى مظهر المدينة والثانية الوضع‬
‫التضاريسي لموضع المدينة‪ .‬وأحد اْلمثلة على ذلك كان إدارة نظم الدفاع المدني عل إثر زلزال نورثريدج في‬
‫كاليفورنيا ‪ 1994/1/17‬الساعة ‪ 4:31‬و بشدة ‪ 6,7‬على مقياس ريختر‪ ,‬وقد يكون ذلك هو أول تطبيق فعلي على‬
‫إدارة كارثة زلزالية باعتماد نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استخدمت نظم المعلومات الجغرافية في رسم خرائط المناطق المتضررة وفقا لمقياس ميركالي المعدَل‪،‬‬
‫والمناطق المتأثرة بالهزات االرتدادية‪ ،‬وفي تقييم السالمة اإلنشائية للمباني‪ ،‬كما ساعدت في فهم العالقة بين تركز‬
‫المباني المتضررة واحتمالية حدوث فوران في التربة‪ ،‬وفي إدارة الموارد المائية ومصادر مياه الشرب ما بعد‬
‫الكارثة‪،‬ونظرا ً لخصوصية المنطقة حيث يتواجد فيها العديد من الجنسيات غير الناطقة باإلنكليزية فقد ساعدت نظم‬
‫المعلومات الجغرافية في رصد الموارد البشرية لمساعدة الناس في المناطق المتضررة‪,‬لذا كان الستخدام نظم‬
‫المعلومات الجغرافية دور فاعل في التخفيف من وطأة الكارثة و تحسين سرعة االستجابة وإدارتها بالشكل اْلمثل‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )5-4‬شكل وموقع مدينة نورثريدج‬


‫ثانيا‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في رسم بؤر الزالزل‪:‬‬
‫تعني بؤر الزلزال العمق الذي يمتد من سطح اْلرض حتى موقع حدوث الزلزال في باطن اْلرض‪ ,‬حيث‬
‫يوصف الزلزال عادة ً بالموقع الجغرافي لمركزه السطحي و عمق بؤرته ودرجته‪,‬إن الزالزل ذات عمق بؤري‬
‫أقل من ‪ 60‬كم تصنف على أنها زالزل قليلة العمق‪ ,‬وهذا النوع من الزالزل ناتج عن التصدعات في القشرة‬
‫اْلرضية ‪,‬مما يؤدي إلى انزالق الصفائح واالحتكاك فيما بينها‪،‬وزالزل خليج العقبة هي زالزل قليلة العمق مثال‬
‫على هذا النوع‪ ,‬أما الزالزل التي يتراوح عمق بؤرتها ما بين ‪ 60‬كم إلى ‪ 300‬كم فهي زالزل متوسطة‪ ,‬أما‬
‫الزالزل العميقة فربما يصل عمق بؤرتها حتى ‪ 800‬كم‪ ,‬ومثال عليها زالزل كوريا الشمالية‪,‬الشكل رقم(‪)6-5‬‬
‫اعمق زلزال تعرضت له اليابان‪,‬حيث تمثل المناطق اْلكثر قتامة اعمق زلزال تعرضت له تلك المنطقة‪.‬‬
‫إن الزالزل التي تكون قليلة العمق هي أكثر خطورة عادةً‪ ،‬حيث أن طاقة الزلزال تتناقص تدريجيا ً مع زيادة‬
‫المسافة المقطوعة‪ ,‬وذلك بسبب االحتكاك‪ ،‬كما أن أعماق الزالزل تعطي مؤشرا ً على الوضع التكتوني لمنطقة ما‪،‬‬
‫إن الصورة في الشكل رقم (‪ )5-6‬تظهر وجود عالق ٍة ما بين شكل اْلرض و عمق الزالزل‪,‬إذ يمثل كنتور بؤر‬
‫و‬ ‫الزلزال في وسط اليابان‪.‬‬
‫من المعروف في علم مقاومة المواد أن التغيرات الحادة في جسم ما تؤدي إلى زيادة التشوهات عند هذه‬
‫التغيرات‪،‬وفي الهندسة الزلزالية هناك أمر مشابه هو دور حركة الصفائح التكتونية في تولد الزالزل‪ ،‬إن معظم‬
‫الزالزل تتبع الحدود بين الصفائح التكتونية و يظهر ذلك في الشكل رقم(‪ )5-7‬خريطة توضح كيفية توزيع الماء‬
‫واليابس وحدود الصفائح التكتونية‪ ,‬ومع ذلك هناك الكثير من الزالزل التي تشذ عن هذه القاعدة‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )5-5‬اعمق زلزال تعرضت له اليابان‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )5-6‬خطوط كنتور بؤر الزلزال في وسط اليابان‬

‫شكل رقم (‪ )5-7‬خريطة توضح توزيع الماء واليابس وحدود الصفائح التكتونية‬
‫ثالثا‪ -‬استخدام نظم المعلومات الجغرافية في الدراسات الزلزالية‪:‬‬
‫تعد نظم المعلومات الجغرافية إحدى نظم المعلوماتية الحديثة العهد‪،‬وقد القت رواجا ً في العديد من مجاالت‬
‫العلوم المختلفة مثل تخطيط المدن وإدارة الشبكات والتطبيقات اْلخرى التي تعتمد على الطوبولوجيا ‪Topology‬‬
‫(علم الخصائص والعالقات المكانية) والتحليل المكاني ‪. Spatial Analysis.‬‬
‫وبدأ التفكير جديا ً في استخدام نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الكوارث وتأمين السالمة العامة منذ أواخر‬
‫القرن الماضي نتيجةً لتوفر التجهيزات الحاسوبية وتزايد كفاءتها باإلضافة إلى انتشار االستخدام المدني للصور‬
‫الفضائية‪,‬الشكل رقم(‪ )5-8‬يوضح صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )5-8‬يوضح صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية‪.‬‬
‫إن الغاية من عرض بعض التطبيقات في هذا المجال هو بيان أهمية استخدام نظم المعلومات الجغرافية في‬
‫الدراسات الزلزالية والوصول إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬توجد ضرورة الستخدام نظم المعلومات الجغرافية في إجراء الدراسات الزلزالية لمنطق ٍة ما‪.‬‬
‫‪ -2‬إن نظم المعلومات الجغرافية ترفع من كفاءة إدارة الكارثة الزلزالية ولذلك فإن اعتمادها وتطبيقها أمر هام في‬
‫التخفيف من الضرر الزلزالي وبالتالي الحفاظ على اْلرواح والممتلكات‪.‬‬
‫‪ -3‬إن استخدام نظم المعلومات الجغرافية يتطلب طيفا ً كبيرا ً من البيانات والمخططات‪ ,‬ولكن ما ينتج عنها على‬
‫مقدار كبير من اْلهمية يبرر صرف المال والجهد في اإلعداد والتحضير‪.‬‬
‫‪ -4‬إن التدريب على إدارة الكارثة الزلزالية هو أمر ضروري ولكنه غير كافٍ لمواجهة الكارثة الحقيقية‪ ،‬ويجب‬
‫أن تكون جهات الدفاع المدني مستعدة للتعامل مع حاالت انعدام المعلومات ومصاعب رصد الموارد‪,‬و إن نظم‬
‫المعلومات الجغرافية قادرة على محاكاة الكارثة الحقيقية وبالتالي بناء تصور أولي لحجم الكارثة‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫يساعد في رصد الموارد وتحريكها‪.‬‬
‫‪ -5‬إن النمذجة الزلزالية للمدن باعتماد نظم المعلومات الجغرافية لها دور فاعل في كشف مواطن الخلل التي ال‬
‫يمكن كشفها بالطرق التقليدية (موضع منشآت الدفاع المدني‪ ،‬مناطق ذات احتمال خطر مرتفع) وبالتالي يمكن‬
‫تالفي مواطن الخلل هذه قبل فوات اْلوان‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في دراسة تاريخ الزالزل‪:‬‬

‫تساهم دراسة تاريخ الزالزل السابقة التي أصابت منطقة ما في تحديد زلزالية هذه المنطقة‪ ,‬وبالتالي تساعد في‬
‫تحديد ورسم خرائط النطاق الزلزالي‪,‬حيث توجد أكثر من طريقة لرسم خارطة النطاق الزلزالي‪ ،‬ومنها على‬
‫مصدر للبيانات الزلزالية‬
‫ٍ‬ ‫سبيل المثال الطريقة التقليدية لتقييم الخطر الزلزالي من خالل العودة إلى أكثر من‬
‫باعتبار فترة رجوع محددة تكون غالبا ً ‪ 50‬سنة‪ ,‬وشدة زلزالية ال تقل عن قيمة محددة (‪ 5.5‬ريختر مثالً)‪,‬حيث‬
‫يجري تحليل هذه الزالزل بإهمال الزالزل السابقة و االرتدادية وإعطاء وزن أكبر للزالزل التي حدثت في فترات‬
‫أقرب‪ ،‬ومن خالل دراسة احتمالية التكرار و التوافق مع الفوالق والصدوع المجاورة وباستخدام عالقات التوهين‬
‫يتم رسم الخريطة الزلزالية االحتمالية‪.‬‬
‫وتستخدم الخرائط الزلزالية عند إجراء الدراسة اإلنشائية لمنشأة ما وتصميمها لمقاومة اإلجهادات الناجمة عن‬
‫حركة اْلساسات بفعل الزالزل‪،‬وهي قيمة تصميميه يعبر عنها بالرمز ‪ Z‬في عالقة الكود العربي السوري‬
‫لحساب قوة القص القاعدية ‪. )V=Z.I.K.C.S.W).‬‬
‫وتعد نظم المعلومات الجغرافية من أكثر النظم مرونة في الربط بين البيانات و المخططات‪ ,‬أو توليد المخططات‬
‫من قواعد البيانات‪ ،‬ويمكن استخدامها في توليد الخرائط الزلزالية‪ ,‬كما في الشكل رقم (‪ )5-9‬خريطة زلزالية‬
‫لليابان‪.‬‬
‫أن تلك الخريطة تم توليدها من السجالت التاريخية للزالزل التي أصابت اليابان خالل الخمسة والعشرين عاما ً‬
‫الماضية‪,‬أما الشكل رقم (‪ )5-10‬خريطة توضح الشدات الزلزالية في اليابان‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )5-9‬خريطة زلزالية لليابان‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )5-10‬خريطة توضح الشدات الزلزالية في اليابان‪.‬‬


‫خامسا‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في نمذجة المدن لمعرفة الضرر الزلزالي المتوقع‪:‬‬

‫أن التنبوء بالزالزل أمر تكتنفه الكثير من العقبات حالياً‪ ،‬حيث تسعى جميع الكودات العالمية المستخدمة في‬
‫تصميم المنشآت المدنية التقليدية إلى الحد من تضرر العناصر اإلنشائية وغير اإلنشائية في الهزات المنخفضة‬
‫الشدة‪,‬والحد من تضرر العناصر اإلنشائية وغير اإلنشائية بالمستوى الذي يتيح اإلصالح والترميم في الزالزل‬
‫المتوسطة‪،‬ومنع االنهيار الكلي أو الجزئي في الزالزل عالية الشدة من أجل تجنب الخسائر في اْلرواح‪ ,‬و هذا‬
‫اْلمر مرهونا ً بمدى االلتزام بتطبيق المواصفات التصميمية التي تطالب بها الكودات وااللتزام بتنفيذها من ناحية‪,‬‬
‫و شدة الزلزال الحاصل من ناحية أخرى‪ ،‬ففي الزالزل الشديدة تنهار العديد من المنشآت رغم أنها مطابقة‬
‫لموصفات الكود التصميمية‪ ،‬ويكون السبب عندها إما أن الكود متساهل في احتياطاته‪ ،‬أو أن الزلزال قوي جدا ً‬
‫وال تستطيع أي منشأة تحمله‪ ,‬لذا ال يعد انهيار المنشآت هو السبب الوحيد لكثرة الخسائر البشرية و المادية‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال في زلزال كوبي في اليابان ‪ 1995/1/17‬الساعة ‪ 4:25‬بشدة ‪ 6.2‬على مقياس ريختر كانت الخسائر‬
‫البشرية ناتجة أساسا ً عن انتشار الحرائق التي تلت الزلزال‪ ,‬وتأخرت السيطرة عليها‪.‬‬
‫‪.‬إن توقع حدوث الزلزال هو أمر فائق اْلهمية ولكنه بالغ الصعوبة‪ ،‬إن إدارة الكارثة بشكل جيد ومنظم تساهم في‬
‫اإلقالل من الخسائر‪ ,‬وهذه اإلدارة يجب أن تستند على معلومات عن مواقع الضرر وتوزيعه‪ ,‬والحصول على‬
‫هذه المعلومات ودراستها أمر صعب في الساعات اْلولى بعد حدوث الكارثة‪ ،‬ولكن باعتماد نظم المعلومات‬
‫الجغرافية يمكن عمل نموذج افتراضي يتوقع الضرر الحاصل‪ ,‬والقيام بتحديث هذا النموذج وفقا ً للمعطيات الفعلية‬
‫الواردة‪,‬ويمكن بناء هذا النموذج من خالل تأمين البيانات مسبقا ً عن المنشآت وميزاتها‪ ،‬حيث يمكن منح كل منشأة‬
‫وزنا ً يعتمد على مدى تحقيقها لمواصفات السالمة وكفاءتها على مقاومة الزلزال‪ ،‬وتحول هذه المواصفات إلى‬
‫أرقام ترتبط بمواصفات المنشأة مثل وجود الجمل المقاومة‪ ،‬الطابق اللين‪ ،‬الطابق الضعيف‪ ،‬اْلعمدة القصيرة‪،‬‬
‫التناظر‪ ،‬الخ‪.‬والبد من أخذ موقع المنشأة وتربة التأسيس بعين االعتبار مثل احتمال حصول ظاهرة فوران التربة‬
‫أو انزالقها أو حصول طنين وتضخيم الطاقة الزلزالية‪ ،‬إلخ‪.‬باإلضافة إلى مالحظة عوامل أخرى تتعلق بتأثير‬
‫المنشآت المجاورة مثل ارتفاع المنشآت المجاورة ووجود الفواصل والضرر الذي قد ينشئ عن تضرر البنية‬
‫التحتية‪ ،‬إلخ‪.‬إن ما سبق هو جزء من العوامل التي يجب أخذها بعين االعتبار عند نمذجة مدينة ما زلزاليا ً و يجب‬
‫تحويل هذه العوامل إلى أرقام تعتمد على التناسب (كأن تعطى درجة تظهر مدى مالئمة طبيعة تربة التأسيس من‬
‫ويجب أن ترتبط‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ 5‬مثالً) أو تعتمد على معايير نسبية حقيقية (اعتماد ارتفاع البناء بقيمته الفعلية)‪.‬‬
‫هذه البيانات بنموذج ثالثي اْلبعاد يبين موضع المنشآت والعالقات المكانية بينها‪ ،‬كما تظهر فعاليات الطوارئ‬
‫ومتطلباتها (مراكز اإلطفاء و المستشفيات و الطرق…)‪,‬الشكل رقم (‪ )5-11‬يوضح مواضع اْلبنية وارتفاعاتها‬
‫ومواقعها‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )5-11‬يوضح مواضع األبنية وارتفاعاتها ومواقعها‬


‫إن النموذج السابق يحدد له سيناريو يعتبر مبدأ التوازن وتسلسل الحدث‪ ,‬ويفترض بهذا السيناريو أن يعتمد على‬
‫معطيات الزلزال عند حدوثه (إحداثياته‪ ،‬طيف استجابته‪ ،‬عمقه…)‪ ،‬وبالتالي يمكن توفير خارطة الضرر التي يتم‬
‫وفقها إدارة الكارثة‪ ،‬مع مالحظة تحديثها وتعديلها مع تزايد المعلومات عن اْلضرار الفعلية‪.‬‬
‫إن ما سبق هو شرح مبسط يتطلب دراسة متعمقة وخبرة واسعة في سلوك المنشآت ديناميكيا ً باإلضافة إلى الخبرة‬
‫المكتسبة من الزالزل السابقة‪ ،‬وعمل هكذا نموذج يتطلب طيفا ً هائالً من المعلومات ويستغرق وقتا ً طويالً‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫وبالرغم من ذلك فإن النتائج التي يمكن الحصول عليها على درجة كبيرة من اْلهمية‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬استخدام ‪ GIS‬في دراسة البراكين‪:‬‬


‫قامت دائرة المسح الجيولوجي اْلمريكي (‪ )ASGS‬باستخدام ‪ GIS‬في دراسة مخاطر البراكين‪,‬وطبقت ذلك‬
‫على بركان إقليم شاستا لكونه قذف كميات كبيرة من المواد البركانية بأنواعها المختلفة خالل فترة طويلة وصلت‬
‫إلى اكثر من ‪4000‬سنة‪,‬وبلغ ارتفاع الجبل الذي خلفه البركان اكثر من ‪3000‬م ‪ ,‬كما ترك كثير من المظاهر‬
‫المختلفة في المناطق المجاورة له شمال كاليفورنيا‪ ,‬الشكل رقم( ‪ )12-5‬موقع البركان بالنسبة للمناطق المحيطة‬
‫به‪,‬حيث تغطي الثلوج المرتفعات المحيطة بالمنطقة‪,‬وتظهر مخاطر البركان شمال كاليفورنيا‪,‬وتشمل بعض‬
‫اْلنشطة التي يمارسها السكان قرب منطقة البركان‪ ,‬وقد شهدت المناطق القريبة منه انتشار الصهير البركاني‬
‫فوقها بمرور الزمن‪ ,‬الشكل رقم(‪ )13-5‬مناطق انتشار الصهير البركاني والمقذوفات البركانية‪,‬ويوضح الشكل‬
‫رقم (‪ )14-5‬مخطط للوضع التضاريسي في منطقة الجبل‪.‬‬
‫وقد قامت دائرة المسح الجيولوجي بأعداد خرائط بمقياس رسم ‪ 24000 /1‬وتتضمن المعلومات اْلساسية عن‬
‫البركان‪,‬وتم تقسيم المنطقة إلى أربعة أجزاء يتضمن كل جزء مجموعة من العناصر المتعلقة بخصائص منطقة‬
‫الدراسة‪ ,‬وتم إدخال تلك المعلومات في برامج ‪ GIS‬مثل برامج ‪, Arc Info‬وقد تم تدوين تلك البيانات بطريقة‬
‫البيانات المساحية واالتجاهية‪,‬وقد تم تناول تلك البيانات بأسلوب مبسط وسهل ومكملة لبعضها البعض كبيانات‬
‫جغرافية خاصة بالبراكين‪ ,‬وتضم بيانات عن السكان وتجمعاتهم ونشاطاتهم‪ ,‬والمخاطر المتوقعة للبراكين ونطاق‬
‫( ‪) 14‬‬
‫تأثيرها‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ ) 5-12‬موقع الجبل البركاني‬


‫شكل رقم( ‪ ) 5-13‬أنواع المواد المتدفقة من البركان‬

‫تدفق الالفا‬ ‫تدفق مواد بركانية‬ ‫تدفق طيني‬

‫شكل رقم(‪ )14 -5‬الوضع التضاريسي في منطقة البركان‬


‫السطح االساسي‬ ‫جانب جبل بركاني‬

‫المبحث السابع‪ -‬دور الدفاع المدني في مواجهة الكوارث‪- :‬‬

‫أوال‪ -‬التطور التاريخي للدفاع المدني‪:‬‬


‫إن مصطلح اْلمن بصورة عامة هو مفهوم شامل يتضمن أمن السياسة واالقتصاد والطاقة والمياه والغذاء‬
‫والمجتمع‪,‬وإن قطاع اْلمن هو الجهاز العصبي في المجتمع العصري الذي يتطلب بناؤه أسسا ً قوية وقواعد متينة‬
‫ومقومات شرعية‪ ,‬وقد عمدت معظم دول العالم إلى تأسيس نظام أو جهاز فعال يستطيع فيها توفير اْلمن‪ ،‬حيث‬
‫تعرف تحت مسمى الدفاع المدني‪ ,‬وذلك ْلن الحروب والكوارث تخلق دمارا ً وأضرارا ً مفاجئة تؤثر في جوانب‬
‫الحياة المختلفة االجتماعية واالقتصادية والسياسية والبيئية‪ ,‬لذا عملت البلدان المتقدمة على تطوير نظام دفاعي‬
‫مدني إنساني لدرء المخاطر واْلزمات‪،‬وفي نفس الوقت يساهم هذا النظام في تقوية الجبهة الداخلية في المجتمع قبل‬
‫تعرضه إلى كوارث طبيعية أو مواجهات خارجية ‪,‬وقد تم تأسيس جمعية ليود وجنيف في باريس عام ‪1931‬م‬
‫والتي أصبحت حاليا ً معروفة تحت مسمى المنظمة الدولية للحماية المدنية‪،‬وقد نشطت هذه المنظمة في الثالثينات‬
‫بإقامة مناطق أمان خلف خطوط اْلعمال الحربية يعترف بها العدو والصديق‪ ،‬ثم تطورت في العقود التالية ونظمت‬
‫معارض تقنية وتوعية مختلفة شملت تجهيزات الحماية واإلنقاذ واْلمن‪ ,‬وكذلك الحماية من اإلشعاع وحماية‬
‫المنشآت وتجنب الكوارث وغيرها‪ ،‬كما أدى ذلك إلى تبادل المعلومات والخبرة‪ ,‬ومع تقدم الحاسب اآللي تطورت‬
‫قواعد المعلومات المختصة في هذا المجال في الدول الصناعية والنامية معاً‪ ,‬وتشرف المنظمة الدولية للحماية‬
‫المدنية أيضا ً على تقوية وتدعيم المنظمات الوطنية للحماية المدنية المنتشرة في مختلف دول العالم‪ ,‬وذلك من خالل‬
‫برامج تعاون فني إقليمي – دولي‪ ,‬وتعد المملكة المتحدة الدولة اْلولى التي نظمت بصورة رسمية الحماية المدنية‬
‫في عام ‪1935‬م‪ ،‬مما قلل من خسائرها أثناء الحرب العالمية الثانية‪ ,‬حيث وصلت إلى ‪ 60‬ألف قتيل وجريح مقارنة‬
‫شخص بين قتيل وجريح في ألمانيا و ‪ 640‬ألف شخص‬ ‫ً‬ ‫مع ألمانيا وفرنسا ‪,‬حيث وصلت خسائرهما إلى ‪ 550‬ألف‬
‫بين قتيل وجريح في فرنسا‪ ،‬وبالتالي ظهر جديا ً ضرورة تنظيم هيكل الحماية المدنية في عام ‪1960‬م الذي شمل‬
‫معظم دول العالم‪ ،‬حتى أن هناك وزارات مختصة بشؤون الحماية المدنية في بلدان مختلفة مثل نيوزيلندة ‪.‬‬
‫أما على مستوى اْلمم المتحدة فقد تم تسجيل المنظمة الدولية للحماية المدنية رسميا ً في ‪ 17‬أكتوبر (تشرين اْلول)‬
‫‪1966‬م وفقا ً للمادة ‪ 102‬من الميثاق حيث تضمن نشاطها المهام اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تدريب مستخدمي الحماية المدنية‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد ونشر المستندات الفنية اْلساسية والمراجع من أجل تسهيل واجبات ومهام اْلجهزة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬تجميع وتسجيل جميع ما ينشر من بيانات حول النظم التابعة للحماية المدنية في العالم‪.‬‬
‫‪ -4‬تنميااة تاادريس اإلسااعافات ومكافحااة النيااران واإلنقاااذ باادءا ً ماان التعلاايم االبتاادائي وحتااى التعلاايم‬
‫العالي‪.‬‬
‫‪ -5‬تخطيط وتنظيم حماية المنشآت الصناعية والتجارية والحكومية‪.‬‬
‫‪ -6‬إجراء دراسات وبحوث تهتم باْلخطار النوعية مثل الفيضانات والزالزل واْلعاصير‬
‫واالنزالق اْلرضي أو الثلجي‪ ،‬واْلوبئة واالنفجارات والتلوث والحرائق وغيرها‪.‬‬
‫‪ -7‬تنظيم المساعدة اإلقليمية في حال وقوع كارثة‪.‬‬
‫‪ -8‬التعاون مع المنظمات والمؤسسات المختصة‪.‬‬
‫أما على المستوى العربي فقد تم إنشاء المكتب العربي للحماية المدنية واإلنقاذ وذلك بناء على قرار مجلس وزراء‬
‫الداخلية العرب في عام ‪1983‬م ويتبع إداريا ً جامعة الدول العربية‪ ،‬وعلى صعيد دول مجلس التعاون الخليجي فقد‬
‫توالت اجتماعات عديدة تخص تشكيل لجان تقييم ومتابعة لألجهزة اْلمنية في وزارات الداخلية‪،‬وعقد أول اجتماع‬
‫متخصص للدفاع المدني في أبو ظبي في الفترة ‪ 31-29‬مارس (آذار) ‪1987‬م‪ ،‬ثم في الرياض ‪ 13-12‬سبتمبر‬
‫(أيلول) ‪1988‬م‪،‬حيث تتوالى االجتماعات سنويا ً لتدارس آخر المستجدات في هذا الموضوع‪.‬‬
‫وعلى الصعيد المحلي في السعودية فقد أنشئت في عام ‪1402‬هـ (‪1982‬م) إدارة اإلغاثة والحماية من الكوارث ثم‬
‫أعيد تشكيلها عام ‪1406‬هـ (‪1986‬م) إلى مسمى الحماية المدنية بموجب القرار اإلداري ‪1406/416‬هـ وتاريخ‬
‫‪1406/4/9‬هـ حيث تحولت إلى إدارة عامة مستقلة باسم اإلدارة العامة لشؤون الحماية المدنية بموجب القرار‬
‫‪ 418/6/2‬في ‪1409/4/19‬هـ‪ ،‬ونظرا ً لحداثة هذه اإلدارة فقد وضعت خطة عمل تتماشى مع المتطلبات الحالية‬
‫والمستقبلية في مجال الحماية المدنية في السعودية شملت النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تصنيف المعلومات المختلفة بأشكال المخاطر القدرية والصناعية ودرجة خطورتها ومواقعها وتأثيراتها‬
‫ووضع الخطط الالزمة لمواجهتها‪.‬‬
‫‪ -2‬التنسيق مع هيئة حماية البيئة لتحديد المخاطر التي تهدد السكان من أجل تزويدها بأجهزة اإلنذار المبكر‪.‬‬
‫‪ -3‬إصدار بيانات وسجالت المواد الخطرة وخصائصها ونطاق خطرها والعمليات الالزمة للتغلب عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع الخطط الكفيلة لالستجابة للطوارئ في مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -5‬التنسيق مع المراكز العلمية وهيئة حماية البيئة في كيفية التخلص من مخاطر النفايات‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلشراف على تسجيل مستويات الحماية في المخابئ أو المالجئ وخالفها‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلشراف على وضع الخطة العامة للعمل التطوعي‪.‬‬
‫‪ -8‬وضع القواعد واْلسس الالزمة لوسائل اإلنذار المستخدمة‪.‬‬
‫‪ -9‬تحديد نغمات اإلنذار وإبالغها للجهات المعنية‪.‬‬
‫‪ -10‬إصدار تعليمات استخدام وسائل اإلنذار‪.‬‬
‫‪ -11‬اإلشراف المباشرة على أعمال اإلغاثة وتوزيع المواد على المتضررين‪.‬‬
‫‪ -12‬متابعة عمليات اإلنقاذ وإقامة معسكرات اإليواء ونقل المتضررين إلى أماكن آمنة‪.‬‬
‫‪ -13‬التنسيق الدوري الدولي لعمليات اإلغاثة‪.‬‬
‫‪ -14‬متابعة وإعداد التدابير اإلحصائية السكانية بالتعاون مع الجهات المختصة‪.‬‬
‫‪ -15‬التنسيق مع الوزارات والمصالح والمؤسسات العامة والخاصة لوضع إمكاناتها تحت تصرف الدفاع‬
‫المدني في الحاالت الطارئة‪.‬‬
‫‪ -16‬تحديد متطلبات وأساليب العمل في مراكز العمليات الثابتة والمتحركة‪.‬‬
‫‪ -17‬التنسيق مع وزارة اإلعالم لوضع السياسة اإلعالمية وتوعية السكان في المناطق المعرضة للخطر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مهام الدفاع المدني في مواجهة الكوارث الطبيعية الرئيسية ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الفيضانات‪:‬‬
‫تعد عمليات رصد الفيضانات والتنبؤ بها من العمليات المعقدة التي يواجهها اإلنسان المعاصر‪ ،‬وحتى في ظل‬
‫التطور العلمي الذي وصلت إليه محطات الطقس والمناخ فإن التنبؤات الدقيقة لم تصل إلى مرحلة تستطيع تحديد‬
‫زمن حدوث الفيضان وخاصة في الدول التي تتعرض إلى أمطار بشكل غير منتظم‪ ,‬لذا البد من االستعداد‬
‫لمواجهة موجة الفيضانات المدمرة التي تصل خسائرها حتى في الدول المتقدمة من ‪ %60‬إلى ‪ ،%90‬إن‬
‫المنشآت الواقية من الفيضانات كثيرة وتختلف في شكلها ونوعها حسب ظروف المنطقة الجغرافية والمناخية‬
‫واالقتصادية‪ ,‬وعلى العموم تتميز هذه المنشآت بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن جميع المنشآت والوسائل الواقية من الفيضان متعددة اْلغراض كالسدود الترابية والخزانات وأحواض‬
‫اْلنهار‪ ،‬حيث يمكن االستفادة منها في أغراض مياه الشرب والري وتربية الحيوان والصناعة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬إن منشآت الفيضان ال تسبب عبئا ً أو ضررا ً لإلنسان مقارنة مع المنشآت الحربية‪ ،‬وليس لها عبئا ً اقتصاديا أو‬
‫ً‬
‫أمنيا ً حتى وإن لم يحدث الفيضان ْلنها تستغل ْلغراض مفيدة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن منشآت الفيضانات قليلة التكلفة بكافة مراحلها من دراسات وتصميم وإنشاء وتنفيذ وصيانة وتشغيل‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تحتاج منشآت الفيضان إلى حراسة أو حماية من التلف أو السرقة أو الحريق إال في ظروف استثنائية نادرة‬
‫الحدوث‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحرائق‪:‬‬
‫تمثل الحرائق احد الكوارث االساسية التي تتعرض لها مناطق واسعة من العالم‪,‬حيث تتعرض الغابات والدور‬
‫السكنية والمنشأت والمؤسسات المختلفة للحريق السباب مختلفة‪,‬قد تكون بسبب ارتفاع درجات الحرارة او‬
‫لحدوث زلزال او تماس كهربائي او تسرب غاز او أي سبب اخر طبيعي او بشري‪,‬حيث تمتلك اجهزة الدفاع‬
‫المدني المعدات الالزمة لمواجهة تلك الكارثة ومحاولة السيطرة على الحريق والحد من الخسائر المادية‬
‫والبشرية‪.‬‬
‫ت‪ -‬الكوارث الطبيعية االخرى‪:‬‬
‫تتعرض العديد من المناطق الى الزالزل والبراكين واالعاصير والتي تخلف وراءها دمار كبير في االرواح‬
‫والممتلكات‪,‬وهنا يبرز دور الدفاع المدني في مواجهة مثل تلك الكوارث النقاذ حياة الناس الذين تعرض والى تلك‬
‫الكوارث من خالل انقاذ من هو في خطر تحت االنقاض او حياة المشردين بدون مأوى‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬أساليب مواجهة الكوارث‪:‬‬


‫توجد طرق عديدة في مجال البحث عن الضحايا الناتجة عن كوارث طبيعية أو كوارث عامة‪,‬ومن أهمها‬
‫طريقة المسح المتوازي في أراضى مفتوحة‪ ،‬وطريقة البحث الكنتوري في المناطق الجبلية والمنعزلة‬
‫والهضاب‪،‬وكذلك هناك طرق البحث الجوي باستخدام الطائرات العمودية وغيرها‪.‬‬
‫أما في حاالت الطوارئ التي قد يكون سببها كارثة أو حرب ما فإنه يجب بناء المالجئ أو المخابئ المعدة للحماية‬
‫المدنية التي تتمتع باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الموقع المناسب والمواد اْلساسية الالزمة وقطع الغيار وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬تأمين تجهيزات خاصة بالتهوية واإلضاءة والطاقة الكهربائية (ديزل‪ ،‬طاقة شمسية‪ )..‬ومياه الشرب والغسيل‬
‫والطهي‪.‬‬
‫‪ -3‬تأمين مصادر الغذاء المناسبة وطرق تصريفه‪.‬‬
‫‪ -4‬تأمين الدواء والكساء وتخزينه بطرق مناسبة‪.‬‬
‫‪ -5‬إنشاء اْلنفاق اْلرضة‪.‬‬
‫‪ -6‬تأمين احتياطي استراتيجي للوقود والمياه تحت اْلرض‪.‬‬
‫وتختلف هندسة بناء المالجئ حسب الظروف والمتطلبات الميدانية‪ ،‬فتتضمن مالجئ للقيادات (غرف العمليات‬
‫الرئيسية) والوثائق الهامة وكنوز الدولة‪ ،‬ومالجئ أرضية وأقبية المباني‪ ،‬ومالجئ سطحية‪ ،‬وخنادق أرضية‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬دور الدفاع المدني في استخدام التقنيات الحديثة لمواجهة مخاطر القرن الجديدة‪:‬‬
‫تحاول أجهزة الدفاع المدني في بعض دول العالم إدخال تقنيات وأفكار جديدة تساعدعلى تخفيف المخاطر‬
‫الحالية والمتوقعة مستقبالً‪،‬وعلى سبيل المثال يمكن التوسع في استخدامات نظم المعلومات واالتصاالت‬
‫(‪)15‬‬
‫والتصوير الحراري والكواشف اإلشعاعية الدقيقة ومعدات الطاقة والمياه والمالجئ الحديثة‪.‬‬

‫المبحث الثامن‪ -‬إجراءات الحد من آثار الزالزل على العمران‪:‬‬


‫أوال‪ -‬أهم التوصيات وإجراءات الحد من آثار الزالزل على العمران‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيف الوزن الميت للمنشأ قدر المستطاع ْلن القوى الزلزالية تزداد بزيادة وزن المنشأ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق التماثل ْلشكال المباني في المساقط اْلفقية والرأسية‪ ،‬وان تعذر تحقيق ذلك ْلسباب معمارية أو بسبب‬
‫طبيعية شكل اْلرض فيمكن استخدام الفواصل الزلزالية‪ ,‬وفي حالة صغر مساحة قطعة اْلرض يكون الحل‬
‫اْلمثل بضبط توزيع العناصر اإلنشائية الرأسية بحيث يتم تأمين توزيع متماثل لصالبات العناصر اإلنشائية‬
‫وخصوصا في الجدران الخارجية‪.‬‬
‫‪ -3‬تأمين توزيع متماثل للكتل أفقيا ورأسيا‪.‬‬
‫‪ -4‬توزيع العناصر اإلنشائية الرأسية (اْلعمدة و الجدران) بشكل متماثل حول المحورين ‪ Y‬و ‪, X‬ويفضل‬
‫استخدام نظام الشبكات في التوزيع‪ ،‬وان تعذر ذلك ْلسباب معمارية يجب مراعاة أال تزيد الفرو قات بين أبعاد‬
‫الفتحات المتتالية لألعمدة والجدران عن ‪.% 20‬‬
‫‪ -5‬تأمين استمرارية العناصر اإلنشائية والصالبات بشكل متماثل من اْلسفل إلى اْلعلى‪ ،‬ويسمح بحصول‬
‫اختزال تدريجي لصالبة العناصر اإلنشائية الرأسية بما يتناسب مع اختزال مقاطعها كلما اتجهنا من أسفل إلى‬
‫أعلى‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كان ارتفاع المبنى يزيد عن ‪ 4‬أضعاف عرضه يوصى بااللتزام بالتصميم الزلزالي الخاص بالمباني‬
‫البرجية‪.‬‬
‫‪ -7‬عند استخدام الفواصل الزلزالية سواء بين أجزاء المباني الجديدة (بهدف تحقيق التماثل أو أي أسباب إنشائية‬
‫أخرى) أو بين المباني القديمة القائمة والجديدة‪ ،‬فيجب في كلتا الحالتين تأمين مسافة كافية لعرض الفاصل‬
‫الزلزالي‪,‬ولها عالقة بارتفاع المبنى ونوع النظام اإلنشائي المستخدم وذلك تجنبا لتصادم المبنيين أو جزئي المبنى‬
‫المتجاورين‪.‬‬
‫‪ -8‬تأمين ترابط الحجر مع الخرسانة باستخدام الوسائل المناسبة‪,‬وذلك تجنبا لسقوطها في حالة حصول‬
‫زالزل‪,‬وخصوصا في المباني التي يزيد ارتفاعها عن ‪ 4‬طوابق‪.‬‬
‫‪ -9‬تجنب البناء على أراضي شديدة االنحدار‪ ,‬وخصوصا تلك التي تتكون تربتها ضعيفة التماسك أو تتكون من‬
‫صخور مفككة‪.‬‬
‫‪ -10‬تجنب البناء على اْلراضي المنحدرة ذات التركيب الجيولوجي القابل لالنزالقات‬
‫(مثل التربة الطينية والكلسية ) حين تتشبع بالرطوبة‪،‬علما أن هذا النوع من اْلراضي مرشح إلثارة المشاكل‬
‫واالنزالقات حتى بدون هزات أرضية‪ ،‬وذلك نتيجة االستخدام الخاطئ لألراضي و الناتج عن الحفر والقطع‬
‫والبناء‪.‬‬
‫‪ -11‬تجنب استخدام أو تشكيل الطابق (أو الطوابق) الرخو أو الضعيف‪,‬وهو أن يكون طابق أو أكثر في المبنى‬
‫مكونا من أعمدة فقط بدون جدران وبقية الطوابق تحتوي على جدران محمولة أو حاملة من الخرسانة المسلحة‪،‬‬
‫وان تعذر تجنب ذلك ْلسباب معمارية أو وظيفية كطابق الكراج مثال‪ ،‬فيمكن إضافة عدد مناسب من الجدران و‬
‫توزيعها بشكل متماثل في المسقط‪،‬وفي حالة عدم إمكانية تحقيق ذلك فيجب تصميم المبنى وفق التحليل اإلنشائي‬
‫الديناميكي الخاص‪.‬‬
‫‪ -12‬تجنب استخدام الطيران أو نظام البلكونات في المباني‪ ,‬وخصوصا إذا كانت الطيرانات كبيرة وعليها أحمال‬
‫ميتة عالية‪،‬وان تعذر ْلسباب وظيفية أو معمارية فيجب االلتزام بطرق التصميم الخاصة‪.‬‬
‫‪ -13‬االنتباه لألعمدة القصيرة أو لظاهرة تشكيل اْلعمدة القصيرة‪ ،‬والتي تكون عرضة للقوى القاصة الزلزالية‬
‫العالية‪ ،‬وان تشكلت هذه اْلعمدة ْلسباب معمارية يوصى بتأمين مقاومة كافية للقوى القاصة من خالل تكثيف‬
‫خاص للكانات‪،‬وتأمين نوعية عالية للخرسانة‪ ,‬ومن اْلمثلة على تشكيل اْلعمدة القصيرة المنطقة التي تفصل‬
‫نافذتين متجاورتين في الجدار الواحد تعتبر عمودا قصيرا‪.‬‬
‫‪ -14‬االهتمام بالجدران الخارجية الخرسانية أو الخرسانية المسلحة أو جدران الخرسانة والحجر‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تأمين تفاصيل التنفيذ المناسبة‪,‬وتحقيق التماثل نظرا لتأثيرها الكبير والمميز على تصرف البناء تحت تأثير‬
‫الزالزل‪.‬‬
‫‪ -15‬عند استخدام اإلطارات الخرسانية المسلحة يجب االلتزام بتحقيق العالقة بين اْلعمدة و الجسور‪,‬وذلك‬
‫بتصميم عمود قوي وجسر أقل قوة أو ما يقال علميا عمود قوي وجسر ضعيف‪ ،‬وفي هذه الحالة هناك حاجة‬
‫الستخدام أشكال وأبعاد مناسبة لألعمدة‪,‬واعتماد ضوابط خاصة‪.‬‬
‫‪ -16‬تكثيف الكانات في أطراف اْلعمدة والجسور‪.‬‬
‫‪ -17‬تأمين استمرارية كانات اْلعمدة في منطقة تقاطع الجسور مع اْلعمدة‪ ،‬بل يفضل تكثيفها واستبدال قطر ‪8‬مم‬
‫بقطر ‪10‬مم‪.‬‬
‫‪ -18‬لتجنب حصول إجهادات إضافية معقدة في العناصر اإلنشائية للمبنى يجب تأمين صالبة كافية لقاعدة المبنى‪،‬‬
‫وذلك باستخدام أساسات ذات صالبة عالية بما يتالءم مع نوع التربة‪ ،‬فمثال إذا كان نوع التربة يسمح باستخدام‬
‫القواعد المنفصلة ففي هذه الحالة يجب توفير صالبة عالية لجسور الربط اْلرضية بين القواعد‪.‬‬
‫‪ -19‬استخدام الجسور الساقطة قدر المستطاع مع تخفيف استخدام الجسور المحسورة‪.‬‬
‫‪ -20‬تجنب مرور خطوط التمديدات الصحية وغيرها من خالل العناصر اإلنشائية الرئيسية اْلفقية و الرأسية‪ ،‬مع‬
‫استخدام تشكيالت غير إنشائية خاصة بهذه التمديدات كالمناور‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تجنب أخطاء التنفيذ‪:‬‬


‫وهذا يتطلب أن يؤخذ بنظر االعتبار عدة أمور‪ ,‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ربط الكانات بشكل جيد حتى تبقى في مكانها أثناء عملية التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأمين طول كاف لحديد التشريك‪.‬‬
‫‪ -3‬ضبط خط مسار الحديد الطولي وخصوصا في أطراف العناصر اإلنشائية وفي مناطق التقاطعات‪.‬‬
‫‪ -4‬صب الخرسانة حسب المواصفات مثل عدم صب الخرسانة من ارتفاعات أكبر من المسموح به‪,‬وذلك حتى ال‬
‫تتفكك ويحدث (انفصال حبيبي)‪.‬‬
‫(‪)16‬‬
‫‪ -5‬تأمين الشاقولية للعناصر اإلنشائية الرأسية‪.‬‬

‫المبحث التاسع‪ -‬الجهات المسؤولة عن الكوارث في العالم‪:‬‬


‫أوال‪ -‬مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية‪:‬‬
‫يقوم مكتب اْلمم المتحدة لتنسيق الشئون اإلنسانية باعتباره جزء من اْلمانة العامة لألمم المتحدة بتنسيق‬
‫مساعدات اْلمم المتحدة في اْلزمات اإلنسانية آلتي تخرج عن قدرات وسلطات أي وكالة إنسانية منفردة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬شبكة اإلغاثة‪:‬‬
‫تسعى شبكة اإلغاثة أحد مشروعات مكتب تنسيق الشئون اإلنسانية لتدعيم قدرات االستجابة لدى مجتمع اإلعانة‬
‫اإلنسانية من خالل نشر المعلومات آلتي يمكن االعتماد عليها في الوقت المناسب حول منع الكوارث واالستعداد‬
‫واالستجابة لها‪.‬‬

‫قام‬ ‫ثالثا‪ -‬برنامج األغذية العالمي‪:‬‬


‫البرنامج العالمي للغذاء في عام ‪ 2000‬بإطعام ‪ 83‬مليون شخص في ‪ 83‬دولة بما في ذلك معظم الجئى العالم‬
‫واْلشخاص النازحين داخليا َ‪ ,‬ويتضمن موقع البرنامج تغطية شاملة لإلجراءات آلتي اتخذت لمساعدة ضحايا‬
‫الفيضانات والجفاف وخسارة المحصول والنزاعات‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬برنامج الحد من الكوارث والتغلب عليها الخاص ببرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪:‬‬
‫يقدم قسم االستجابة للطوارئ التابع لبرنامج الحد من الكوارث والتغلب عليها الخاص ببرنامج اْلمم المتحدة‬
‫اإلنمائي معلومات على اإلنترنت حول الطوارئ والبرامج الميدانية لبرنامج اْلمم المتحدة اإلنمائي لكل دولة‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬جهود صندوق األمم المتحدة للسكان في مجال اإلغاثة‪:‬‬


‫يعمل صندوق اْلمم المتحدة للسكان أثناء النزاعات وحاالت الكوارث الطبيعية على إنقاذ حياة السيدات واْلطفال‬
‫حديثي الوالدة عن طريق تقديم خدمات رعاية صحية إنجابية شاملة تتضمن منع فيروس نقص المناعة ‪ /‬اإليدز‬
‫من االنتشار‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬مفوضية األمم المتحدة العليا لالجئين‪:‬‬


‫يقدم موقع مفوضة اْلمم المتحدة العليا لالجئين لمستخدميه معلومات شاملة لكل دولة حول الالجئين في جميع‬
‫أنحاء العالم باإلضافة إلى بيانات حول اآلثار المترتبة على النزاعات اْلخيرة في كوسوفا وإقليم البلقان وأسيا‬
‫وأفريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬اليونسيف – التغذية في حاالت الطوارئ‪:‬‬


‫تعمل اليونسيف على منع الوفيات بسبب المجاعات وسوء التغذية في حاالت الطوارئ وخفض معدالت سوء‬
‫التغذية وحماية وضع التغذية لدى المجموعات اْلكثر عرضة لسوء التغذية خاصة اْلطفال الصغار والحوامل‬
‫والمرضعات‪.‬‬

‫ثامنا‪ -‬المركز اآلسيوي الستعدادات الكوارث‪:‬‬


‫يعد المركز اآلسيوي الستعدادات الكوارث مركزا إقليميا للخبرة من أجل نشر الوعي حول الكوارث وتطوير‬
‫القدرات المحلية في آسيا والمحيط الهادي‪.‬‬

‫تاسعا‪ -‬مركز التنسيق لمواجهة الكوارث الطبيعية في أمريكا الوسطى‪:‬‬


‫تم تأسيس المركز عام ‪ 1993‬من قبل كل من كوستاريكا والسلفادور وجواتيماال وهوندوراس ونيكاراجوا وبنما‬
‫لتبادل الخبرات والتكنولوجيا والمعلومات حول الكوارث الطبيعية في أمريكا الوسطى لتحليل االستراتيجيات‬
‫المشتركة وتوزيع المساعدات الخارجية‪.‬‬

‫عاشرا‪ -‬أعمال الطوارئ واألعمال اإلنسانية من اجل الصحة‪:‬‬


‫يقدم هذا الموقع الذي يتبع منظمة الصحة العالمية أحدث اْلخبار حول عمل المنظمة في المجال اإلنساني‪,‬‬
‫ويتضمن معلومات حول الصحة أثناء الطوارئ والتوجيه ألفني حول االستجابة للطوارئ في مناطق ودول معينة‪.‬‬

‫إحدى عشر‪ -‬االتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهالل األحمر‪:‬‬


‫يعمل االتحاد الدولي لجمعيات الصليب اْلحمر والهالل اْلحمر في معظم دول العالم تقريبا َ‪ ,‬ويتم التعاون فيما بين‬
‫الجهات المعنية لتحسين معيشة اْلشخاص اْلكثر عرضة للكوارث‪.‬‬
‫اثنا عشر‪ -‬منظمة إنقاذ الطفولة البريطانية – وحدة األمن الغذائي‪:‬‬
‫تعمل منظمة إنقاذ الطفولة في أكثر من ‪ 70‬دولة حول العالم وتقوم بمجهودات اإلغاثة في المجاعات وحاالت‬
‫اْلزمات الغذائية‪.‬‬

‫ثالثة عشر‪ -‬لجنة اإلنقاذ الدولية‪:‬‬


‫لجنة اإلنقاذ الدولية منظمة تطوعية تقدم خدمات اإلغاثة والحماية وإعادة االستيطان لالجئين وضحايا االضطهاد‬
‫أو النزاعات العنيفة‪.‬‬

‫أربعة عشر‪ -‬مرصد عالم واحد لألزمات‪:‬‬


‫أن مرصد لألزمات أسسته شبكة المنظمات التطوعية للتعاون في الطوارئ التي تجمع سويا أكثر من ‪ 80‬منظمة‬
‫(‪)17‬‬
‫غير حكومية تعمل في مجال استعدادت الكوارث ومنع النزاعات في جميع أنحاء أوروبا‪.‬‬

‫خمسة عشر‪-‬مبادرات لمواجهة الكوارث على مستوى العالم‪:‬‬

‫‪ -1‬نظام منع حدوث الطوارئ من اجل أمراض وأوبئة الحيوانات والنباتات عبر الحدود‪:‬‬
‫تأسس هذا النظام عام ‪ 1994‬من أجل تقليل مخاطر الطوارئ آلتي تسببها اْلمراض واْلوبئة الزراعية المهاجرة أو‬
‫المنتشرة عبر الحدود وتعطى اْلولوية إلى موضوعين أساسين وهما اْلمراض الحيوانية و الجراد الصحراوي‪.‬‬

‫‪ -2‬حملة الحد من الكوارث العالمية لعام‪:2001‬‬


‫تهدف حملة االستراتيجية الدولية لتقليل الكوارث إلى زيادة الوعي الشعبي حول ما يمكن عمله لتقليل قابلية‬
‫تعرض المجتمعات لآلثار االجتماعية واالقتصادية لألخطار الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -3‬االستراتيجية الدولية للحد من الكوارث‪:‬‬


‫تتطلع االستراتيجية الدولية بصفتها اإلجراء الذي تلى العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية إلى تمكين جميع‬
‫المجتمعات من تحمل آثار المخاطر الطبيعية والكوارث التكنولوجية والبيئة المتصلة بها‪.‬‬

‫‪ -4‬إعالن النوايا الخاص بالعقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية‪:‬‬


‫وقعت الدول المشاركة في عام ‪ 1999‬في منتدى البرنامج الدولي الخاص بالعقد الدولي للحد من الكوارث‬
‫الطبيعية إعالنا َ للنوايا إلدراكها أن العالم مهدد بشكل متزايد بالكوارث الضخمة وقبولها العمل لضمان عالم أكثر‬
‫أمنا َ لألجيال القادمة‪.‬‬

‫المبحث العاشر‪ -‬المقترحات والتوصيات العامة المتعـلقة بمواجهة الكوارث‪:‬‬


‫‪ -1‬استخدام تصاميم لألبنية تتناسب مع طبيعة الكوارث المحتمل حدوثها في كل منطقة ‪ ,‬وخاصة الزالزل والبراكين‬
‫واْلعاصير والفيضانات التي تعد اكثر أضرارا من غيرها‪ ,‬ويمكن االستفادة من تجارب دول العالم في هذا المجال‬
‫وخاصة اليابان التي عملت تصاميم عمرانية عالية الكفاءة في مواجهة الزالزل واْلعاصير‪ ,‬فالمال يعوض ولكن اإلنسان‬
‫اليمكن تعويضه والهدف في الحياة المحافظة على أرواح الناس‪ ,‬وعليه مهما كانت الكلفة التعني شيء مقابل الحفاظ على‬
‫اْلرواح‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء محطات رصد ومراقبة متطورة بما يضمن التنبوء بحدوث الكوارث قبل وقوعها ولو بوقت قصير جدا أال أن‬
‫ذلك سيقلل من الخسائر في اْلرواح‪ ,‬ويمكن االستفادة من التجارب التي شهدها العالم‪ ,‬ويجب استخدام اْلجهزة المتطورة‬
‫في هذا المجال ومنها تقنية االستشعار عن بعد‪ ,‬والتي تستخدم في العديد من الدول المتقدمة‪ ,‬ونحن في الوطن العربي‬
‫بحاجة ماسة إلى مثل تلك التقنيات‪.‬‬
‫‪ -3‬إنشاء محطات رصد جوية متطورة جدا‪ ,‬وتطوير خبرات العاملين بتلك المحطات‪ ,‬وتوجيه عدد من العاملين في مجال‬
‫بحوث المناخ لتحليل التغيرات في المناخ واآلثار المترتبة عليها‪ ,‬والفترات المحتملة لتكرار بعض الظواهر المناخية مثل‬
‫ظاهرة النينو والجفاف‪ ,‬ويمكن االستفادة من التجارب والخبرات في العالم ومن الصور الفضائية والجوية المتخصصة في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -4‬إنشاء مركز معلومات الكوارث على نطاق العالم عامة و الوطن العربي خاصة يأخذ على عاتقه توفير المعلومات‬
‫المتعلقة بالكوارث على نطاق عام يشمل كل دول العالم وعلى نطاق اقليمي يضم كل الوطن العربي‪ ,‬وتستخدم تقنيات نظم‬
‫المعلومات الجغرافية واإلنترنت لتوفير تلك البيانات بأشكالها المختلفة‪ ,‬كما يتم عقد ندوات ومؤتمرات علمية تضم كل‬
‫الباحثين في هذا المجال من الوطن العربي والعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬نشر الوعي بين الناس عن طبيعة الكوارث ومخاطرها وكيفية الحد من آثارها‪ ,‬ويفضل تدريس تلك المادة في‬
‫الجامعات وفي كل التخصصات ْلنها تهم الجميع‪.‬‬
‫‪ -6‬تزويد المستشفيات بمحطات توليد طاقة كهربائية احتياطية للطوارئ الستخدامها عند حدوث الكارثة فضال عن توفير‬
‫المعدات التي تسهل عملية توفير اإلسعافات الالزمة لجميع المصابين ‪.‬‬
‫‪ -7‬عمل قاطع دورة كهربائية لمحطات توليد الطاقة لغرض إغالق المحطة عند حدوث الكارثة‪ ,‬للحد من الحرائق التي‬
‫تترتب على تدمير أسالك ومحوالت الطاقة‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدام تقنيات االتصال الحديثة في تنبيه السكان عن حدوث الكارثة مثل استخدام أجهزة الهاتف اْلرضية أو النقال‪,‬‬
‫وذلك عن طريق محطات االتصال الرئيسة‪ ,‬أي توجيه رسائل تحذيرية عن حدوث الكارثة‪.‬‬
‫‪ -9‬العمل المشترك بين الدول في مواجهة الكوارث وتجاوز اإلجراءات الروتينية في عمليات تنقل فرق اإلنقاذ عبر‬
‫الحدود‪.‬‬
‫‪ -10‬اختيار مواقع مالئمة للسدود والخزانات للحد من آثارها على الفوالق والكسور التي تقع تحتها‪ ,‬أو تجنبا لحدوث‬
‫فيضانات تفوق طاقة تلك الخزانات والسدود‪ ,‬أو تعرض تلك السدود إلى عمليات تخريب ينتج عنها فيضانات عارمة تدمر‬
‫كل ما يقع بعد تلك السدود من عمران ومنشآت وبشر‪.‬‬
‫‪ -11‬الحد من استغالل الموارد المائية وخاصة في المناطق الحضرية الكبيرة خوفا من تعرضها إلى عمليات الهبوط‬
‫والتي تعرضت لها العديد من المدن والمناطق في العالم‪.‬‬
‫‪ -12‬منع أجراء التجارب النووية تحت اْلرض أو تحت المسطحات المائية والتي تسبب نشاط تكتوني في الفواق‬
‫والكسور والتي تسبب الزالزل‪.‬‬
‫‪ -13‬عدم السماح بكثافة سكانية كبيرة في المناطق التي تتعرض إلى كوارث بصورة مستمرة والعمل على نشر المراكز‬
‫السكنية وتقليل اْلبنية العمودية فيها‪.‬‬
‫‪ -14‬تحديد نوع الكارثة التي تتكرر في كل منطقة لغرض اتخاذ اإلجراءات المناسبة للحد من آثارها‪,‬على سبيل المثال‬
‫تعرض سواحل المحيط الهادي إلى الزالزل بصورة مستمرة ْلنها تقع على ما يسمى خط النار‪.‬ومناطق تتعرض إلى‬
‫الجفاف مثل شرق أفريقيا ومناطق تتعرض إلى اْلعاصير مثل أمريكا الوسطى وجنوب شرق الواليات المتحدة وشرق‬
‫أسيا‪ ,‬ومناطق تتعرض إلى الفيضان مثل جنوب شرق آسيا وشرق أوربا‪.‬‬
‫‪ -15‬عمل مصدات أمواج على السواحل المحاذية للمدن وخاصة التي تقع على منسوب منخفض بالنسبة لسطح البحر‬
‫على أال يقل ارتفاعه عن ‪ 3‬م ‪,‬ويكون على شكل سد بمحاذاة الساحل ويغلف بالصخور المقاومة للرطوبة للحد من اثر‬
‫اْلمواج التي تسببها الكوارث الطبيعية مثل الزالزل والبراكين‪ ,‬والتي قد تحدث في مكان بعيد أال أن أثارها تطول أماكن‬
‫عدة تبعد آالف الكيلومترات‪.‬‬
‫‪ -16‬تخصص كل دولة صندوق خاص لمواجهة الكوارث وتصرف أرصدته على التجارب والبحوث المتعلقة بالكوارث‬
‫وتوفير اْلجهزة والمعدات الالزمة‪,‬وتدريب الكوادر المتخصصة في هذا المجال‪ ,‬ولمواجهة الكوارث التي قد يتعرض لها‬
‫البلد‪.‬‬
‫‪ -17‬توعية الناس حول اتخاذ بعض اإلجراءات عند حدوث كل كارثة ‪,‬على سبيل المثال عند حدوث الزلزال محاولة‬
‫االبتعاد عن اْلبنية نحو الحدائق ومواقف السيارات والمناطق المكشوفة‪,‬وإذا لم يستطع فعليه االمتداد أو الجلوس تحت‬
‫الطاوالت المتينة أو أي جزء من المبنى اكثر مقاومة‪,‬كما يجب عليه أن ال يقف قرب النوافذ أو على الشرفات‪,‬وكذلك عدم‬
‫التوجه نحو الطوابق العليا‪.‬‬
‫‪ -18‬مكافحة اآلفات التي تسبب أمراض مزمنة مثل البعوض والذباب ومن خالل رش المبيدات في أماكن تواجد تلك‬
‫الحشرات‪,‬ومن خالل تعاون اقليمي ودولي‪.‬‬
‫‪ -19‬مكافحة اْلمراض المعدية ومنع انتشارها من خالل عزل المصابين واعطاء التطعيمات الالزمة لألشخاص غير‬
‫المصابين للتحصن ضد المرض‪.‬‬
‫‪ -20‬مكافحة اآلفات الزراعية التي تسبب كوارث اقتصادية وأزمة في الغذاء وخاصة الجراد‪,‬والذي التمنعه حدود‬
‫والمسافات‪,‬ويحتاج ذلك إلى تظافر الجهود اإلقليمية ‪.‬‬
‫المصادر‬

‫‪ -1‬ثقافة الكارثة ‪,‬مقالة منشورة في مجلة الدفاع المدني الكويتية على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.gdocd,gov.,ae./magazine‬‬
‫‪ -2‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الكوارث التواجه بالوسائل العادية‪ ,‬مقال منشور في صحيفة باب المقال‪,‬على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.bab.com‬‬
‫‪ -4‬لجنة اْلمن الغذائي العالمي‪,‬الدورة التاسعة والعشرون – روما من ‪12‬لغاية ‪ 16‬أيار ‪,2003‬نشر مقررات الدورة‬
‫على موقع اإلنترنت ‪.www.fao.org‬‬
‫‪ - -5‬استخدام تقنيات االستشعار عن بعد في التنبؤ عن الزالزل‪ ,‬مقال منشور في صحيفة النور السورية على‬
‫موقع اإلنترنت‪www.an-nour.com/212/science,‬‬
‫‪ -6‬اليابان تطور أجهزة إنقاذ من الكوارث‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.ebaa.net/khaber‬‬
‫‪ -7‬اختراع تصاميم مقاومة للكوارث‪ ,‬مقال منشور في صحيفة شبكة اْلخبار العربية على موقع‬
‫اإلنترنت‪www.moheet.com‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬محمد بن صالح ود‪.‬أسامة احمد العاني‪ ,‬تقنيات الدفاع المدني ومستجدات المخاطر‪,‬بحث مقدم إلى مؤتمر الدفاع‬
‫المدني الثامن عشر في السعودية تحت شعار التقنيات المتطورة‪ -‬استعداد ومواكبة للفترة من ‪.2001/10/10-8‬‬
‫‪ – -9‬أسامة أمين‪ ,‬مؤتمر الكوارث في اليابان‪ ,‬مقال منشور في صحيفة ‪ DW-World‬على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.dw-world.de/dw‬‬
‫‪ -10‬خمس تجارب عالمية لتوقع التسونامي والزالزل قبل وقوعها‪,‬مقال منشور في جريدة الرياض اليومية بتاريخ‬
‫‪ 2005/4/6‬وعلى موقع اإلنترنت ‪www.alriyadh.com‬‬
‫‪ -11‬د‪.‬عبد الرحمن احمد هيجان‪,‬إعادة هندسة العمليات اإلدارية وتطبيقاتها في عملية التخطيط لإلغاثة‪,‬بحث مقدم إلى‬
‫مؤتمر الدفاع المدني الثامن عشر في السعودية تحت شعار التقنيات المتطورة‪ -‬استعداد ومواكبة للفترة من ‪-8‬‬
‫‪.2001/10/10‬‬
‫‪ GIS for transporation management hn disaster sttuations-12‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.ec-gis.org‬‬
‫‪ -13‬مقال منشور على موقع اإلنترنت عندما تهتز اْلرض ‪.www.4eco.com‬‬
‫‪ Digital Shasta ,Applying GIS technology to volcano Hazards-14‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.esri.com‬‬
‫‪ -15‬د‪ .‬محمد بن صالح ود‪.‬أسامة احمد العاني‪ ,‬تقنيات الدفاع المدني ومستجدات المخاطر‪ ,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪-16‬‬
‫‪ -17‬الطوارئ التأهب والتغلب عليها واالستجابة‪,‬مقال منشور على موقع شبكة منظومة اْلمم المتحدة المعنية بالتنمية الريفية واآلمن‬
‫الغذائي ‪www.rdfs.net‬‬
‫الفصل السادس‪ -‬الكوارث الطبيعية في الوطن العربي‬
‫المبحث األول‪ -‬النشاط الزلزالي في الوطن العربي‬
‫المبحث الثاني‪ -‬النشاط الزلزالي في المناطق المجاورة للوطن العربي‬
‫المبحث الثالث‪ -‬اثر التجارب النووية اإلسرائيلية على النشاط الزلزالي في المنطقة‬
‫العربية‬
‫المبحث الرابع‪ -‬خطر تسو نامي البحر المتوسط‬
‫المبحث الخامس‪ -‬الكوارث المناخية في الوطن العربي‬
‫المبحث السادس‪ -‬المخاطر التي تحدث على سفوح المرتفعات‬
‫المبحث السابع‪ -‬كوارث االعاصير في الوطن العربي‬
‫المبحث الثامن‪ -‬مواجهة الكوارث في الوطن العربي‬
‫المقدمة‬
‫يتمتع الوطن العربي بموقع متميز بالنسبة للعالم‪,‬إذ يمثل نقطة التقاء كل شعوب العالم النه يربط بين الشرق‬
‫والغرب والشمال والجنوب‪ ,‬كما يلتقي به كل شعوب العالم سنويا في موسم الحج‪,‬كما انه يمتلك افضل الثروات‬
‫وهو النفط الذي يستخدم مصدرا للطاقة ومادة أولية في العديد من الصناعات‪ ,‬ولكن خيره لغيره‪,‬حيث اصبح‬
‫سكان المنطقة العربية كالبعير يحمل الذهب ويأكل الشوك‪,‬وتحيط بالوطن العربي المياه من جميع الجهات مما‬
‫سهل إقامة عالقة مع كافة أرجاء العالم‪.‬‬
‫كما أن أهمية الموقع ال تقتصر على ذلك فقط بل أن تلك المنطقة اقل تعرضا للكوارث الطبيعية من أي مكان أخر‬
‫في العالم‪,‬أال أنها ابتليت بكوارث بشرية تفوق ما يحدث في العالم‪ ,‬وهذا ناتج عن سوء عمل أهلها وجهل‬
‫مسؤوليها‪ ,‬وانتشار ظاهرة التخلف الحضاري والتي تعد اكثر خطرا من اْلمية اْلبجدية (القراءة والكتابة)‪,‬على‬
‫آية حال نحن في صدد الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها العالم بشكل مستمر وبدرجات مختلفة‪,‬ونحن جزء من‬
‫هذا العالم فقد تعرضت الدول المجاورة للوطن العربي إلى زالزل أودت بحياة آالف اْلشخاص‪,‬مثل إيران وتركيا‬
‫وإيطاليا‪,‬كما تعرضت بعض المناطق في الوطن العربي إلى هزات أرضية مثل الجزائر والمغرب وفلسطين‬
‫ومصر‪,‬واْلمر لم يقتصر على التأثير المباشر بل التأثير غير المباشر‪,‬مثل ما حدث بعد زلزال جنوب شرق أسيا‬
‫في ‪,2004/12/26‬وما أعقبه من أمواج تسونامي التي وصلت آثارها إلى سواحل شرق أفريقيا قاطعة آالف‬
‫الكيلومترات‪ ,‬وبسرعة تساوي أو تفوق سرعة الطائرة‪,‬أن تعرض المناطق المحيطة بالوطن العربي يعني نحن‬
‫لسنا في مأمن مما يحدث حولنا‪.‬‬
‫أن حدوث زلزال في منطقة البحر المتوسط السامح هللا سوف تكون له أثار كارثية على الدول الواقعة ضمن‬
‫حوض البحر‪,‬خاصة وان الدول العربية تقع على ساحله الجنوبي من بدايته إلى نهايته‪,‬وتوجد العديد من المدن‬
‫الكبيرة على ساحل البحر‪ ,‬واغلبها على ارتفاع قليل عن مستوى سطح البحر‪,‬وكذلك الحال بالنسبة إلى الخليج‬
‫العربي ومنطقة المحيط الهندي والبحر اْلحمر‪,‬فكلها مناطق مهددة بالكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫وتمثل منطقة المغرب العربي المطلة على البحر المتوسط والمحيط اْلطلسي منطقة غير مستقرة تتعرض إلى‬
‫الزالزل بصورة مستمرة‪,‬كما تمثل منطقة شمال العراق أيضا منطقة غير مستقرة‪,‬كما تضم منطقة البحر اْلحمر‬
‫وخليج العقبة والبحر الميت‪,‬ولغرض تأكيد ذلك سيتم تناول الكوارث التي تعرضت لها المنطقة العربية والمناطق‬
‫المجاورة لها‪ ,‬والتي قد ينجم عما يصيبها من كوارث أثار وخيمة على المنطقة العربية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ -‬النشاط الزلزالي في المنطقة العربية‪:‬‬


‫تشمل الصفيحة العربية شبه الجزيرة العربية وحدودها الغربية هي البحر اْلحمر وغور االنهدام في فلسطين‬
‫والفالق السوري اللبناني الذي يمر بين جبال لبنان الشرقية والغربية‪ ,‬وإلى منخفض الغاب والروج في سوريا‪,‬‬
‫والى فالق شرق اْلناضول في تركيا ‪,‬وحدودها الشمالية هي جبال طوروس وحدودها الشرقية جبال زاجروس‬
‫والخليج العربـي ‪.‬‬
‫ويبدو أن النشاط الزلزالي حول الصفيحة العربية يزداد بشكل واضح‪ ،‬فمن زالزل اليمن إلى زلزال القاهرة ثم‬
‫زلزال العقبة وزالزل قبرص على الحدود الغربية للصفيحة‪ ،‬إلى الزالزل التي حدثت على الحدود الغربية‬
‫والشرقية للصفيحة في تركيا وإيران‪ ,‬فزلزال تدمر في سوريا داخل الصفيحة‪ ،‬وزالزل االسكندرونة في الثاني‬
‫والعشرين من كانون الثاني ‪,1997‬كل ذلك يقودنا إلى التساؤل عن المخاطر الزلزالية وآلية حدوث الزالزل‪،‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وخاصة في المنطقة المحيطة بالوطن العربي أو الصفيحة العربية‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن الصفيحة العربية واْلفريقية تتحركان نحو الشمال والشمال الشرقي والغربي بسرعة‬
‫(‪3‬سم‪/‬سنة)‪ ,‬لتصطدم بالصفائح الصغيرة المجاورة لها في تلك االتجاهات فيتولد ضغط شديد بحيث يغور أحد‬
‫أطراف تلك الصفائح تحت اْلخر فيحدث انكسار في الطبقات الصخرية فيؤدي إلى حدوث الزالزل الشديدة‬
‫الشائعة في تركيا وإيران وشمال العراق ومنطقة أرمينيا السوفيتية‪ ,‬علما أن صفيحة أوروبا وأمريكا تبتعد بمعدل‬
‫‪ 5‬سم ‪/‬سنة ‪.‬‬
‫وتحيط بالصفيحة العربية العديد من اْلحزمة الزلزالية الناتجة عن حركة الصفائح‪ ,‬حيث تتحرك الصفيحة العربية‬
‫باتجاه الشمال الشرقي مبتعدة عن الصفيحة اْلفريقية و مصطدمة بالصفيحة اليوراسية‪ ,‬ومن الغرب يمتد فالق‬
‫البحر اْلحمر من أقصى جنوبه حتى يرتبط بفالق البحر الميت والذي يمتد إلى جنوب تركيا‪ ,‬ومن الشمال والشرق‬
‫يمتد الحزام الزلزالي على طول منطقة التصادم مع الصفيحة اليوراسية والتي تشمل جبال زاجروس و جنوب‬
‫(‪) 2‬‬
‫وتشير‬ ‫تركيا‪.‬‬
‫بعض الدراسات إلى احتمال تعرض فلسطين والدول المجاورة إلى زالزل يرافقها أمواج مائية (تسونامي)‪ ،‬فقد‬
‫أظهرت اْلحداث الزلزالية التي تعرضت لها المنطقة أن هذه الظاهرة قد حصلت أكثر من مره خالل القرون‬
‫الماضية وأدت إلى دمار وأضرار في المباني والمنشآت المحاذية لبعض المناطق في الشاطئ الفلسطيني‬
‫واللبناني‪ ،‬ولم تقتصر هذه الظاهرة على البحار والمحيطات‪ ،‬فقد تعرضت القرى المحيطة ببحيرة طبريا عام‬
‫‪ 1759‬إلى أمواج مائية أدت إلى وقوع خسائر في القرى الفلسطينية المحيطة بالبحيرة‪.‬‬
‫ويبقى السؤال هل يمكن أن تتعرض المنطقة إلى زالزل يرافقها أمواج تسونامي‪ ,‬وكيف يمكن تجنب اْلضرار‬
‫التي تحدثها هذه اْلمواج ؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا حصل زلزال ال سمح هللا وكان مركزه في البحر فانه من المتوقع حصول أمواج مائية‪ ،‬أما ارتفاع‬
‫تلك اْلمواج وسرعتها ومساحة انتشارها فتعتمد على درجة قوة الزلزال‪ ,‬أما مدى تأثير هذه اْلمواج فسيعتمد‬
‫إضافة إلى قوة الزلزال على بعد مركزه عن الشاطئ‪,‬ففي السابق أصدر عدد من الباحثين والمؤسسات العلمية‬
‫ذات العالقة في الوطن العربي العديد من التوصيات والتحذيرات حول ضرورة مراعاة احتمال تعرض المناطق‬
‫المحاذية لشواطئ الدول العربية إلى أمواج تسونامي‪ ،‬وخصوصا ً أن هناك عدد كبير من المشروعات الهامة في‬
‫الدول العربية يـقـع عـلـى هـذه الشـواطـئ‪ ،‬ولـلـتـخـفـيـف مـن الـخـسـائـر الـتـي تحـدثـهـا هـذه اْلمـواج هـنـاك‬
‫حـاجـة لـاللـتـزام بـضوابط ومعايير هندسة الزالزل وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط سياسة استخدام اْلراضي‪ ،‬ودراسة تأثير ظاهرة اْلمواج المائية على المنشآت التي تقام على الشواطئ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء مراكز لمراقبة ورصد الحركات المائية البحرية على غرار المركز الذي أنشئ بالقرب من هونولولو في‬
‫المحيط الهادئ‪ ،‬والذي يهدف إلى تحذير سكان شواطئ المحيط المذكور من اقتراب الموجات المائية الضخمة‬
‫(يُشار إلى أن أحد أسباب ارتفاع عدد الخسائر في اْلرواح في الدول التي تعرضت لزلزال سومطرة اْلخير هو‬
‫عدم وجود نظام إنذار عند بعض هذه الدول)‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام أنظمة المصدات أو كاسرات اْلمواج أمام الشواطئ‪ ،‬وخصوصا ً المناطق المأهولة ومنااطق المنشاآت‬
‫الهامة‪.‬‬
‫ً‬
‫وتدعو الحاجة أيضا إلى سن قوانين وتشريعات واضحة في فلسطين والدول العربية تتعلق بضرورة تصميم‬
‫المنشآت بما يتناسب وأفعال الزالزل‪ ،‬وهذا يتطلب ضرورة العمل بمبدأ اْلخذ باْلسباب من خالل عمل‬
‫مؤسساتي متكامل يجمع بين التخصصات المختلفة ذات العالقة وفق خطط ومنهجية شاملة تأخذ بعين االعتبار‬
‫(‪)3‬‬
‫ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب‪.‬‬
‫ولزيادة في المعلومات واإليضاح سوف يتم تناول التقارير الزلزالية في المنطقة العربية والمناطق المحيطة بها‬
‫وكما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬التقرير الزلزالي الخاص بزلزال العقبة سنة ‪ 1995‬وبعض الزالزل األخرى‪:‬‬

‫إن هذا التقرير المعد من قبل البروفيسور أشرف عثمان من قسم الهندسة اإلنشائية بجامعة القاهرة ‪ -‬مصر و‬
‫البروفيسور أحمد غبارة من قسم الهندسة المدنية بجامعة ماك ماستر –اونتاريو‪ -‬كندا يصل إلى خالصة مفادها أن‬
‫تميع التربة و سوء نوعية التنفيذ وقلة تقدير قوة القص القاعدية التصميمية هي العوامل اْلساسية النتشار الخراب‬
‫الملحوظ باْلبنية عند حدوث الزالزل‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬تشرين الثاني ‪ 1995‬وعند الساعة ‪ 6:15‬صباحا ً بالتوقيت المحلي ضربت هزة أرضية بقوة ‪6.2‬‬
‫على مقياس ريخترمنطقة خليج العقبة‪ ،‬حيث يقع المركز السطحي للزلزال في منتصف الممر المائي بين المدينتين‬
‫المصريتين دهب ونويبع في شبه جزيرة سيناء‪،‬وقد تلى هذه الهزة آالف الهزات االرتدادية أقواها اليوم الثاني عند‬
‫الساعة ‪ 8:07‬مساءا ً بالتوقيت المحلي و بلغت قوتها ‪ 5.4‬حسب مقياس ريختر‪.‬‬
‫وقد استمر االهتزاز الناتج عن الهزة الرئيسية ما يقارب دقيقة واحدة وشعر به السكان في سوريا و لبنان شماالً‬
‫وعند الحدود السودانية جنوبا ً‪ ,‬وقد ترتب على ذلك اْلضرار اإلنشائية في المباني باإلضافة إلى أضرار في البنى‬
‫التحتية في العديد من المدن الممتدة على طول ساحل الخليج بما فيها شرم الشيخ‪ ،‬دهب‪ ،‬ونويبع في مصر‪،‬‬
‫وإيالت في جنوب فلسطين‪،‬والعقبة في اْلردن‪ ،‬وحقل في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫الطبيعة الجيولوجية والتكتونية للمنطقة‪:‬‬
‫ينقسم البحر اْلحمر الذي يشكل منطقةً حدية بين الصفيحة اْلفريقية والصفيحة العربية إلى فرعين هما خليج‬
‫السويس وخليج العقبة‪ ،‬حيث يستمر خليج السويس مع فالق البحر اْلحمر ويشكل فاصالً بين الصفيحة اإلفريقية‬
‫وشبه صفيحة سيناء‪ ,‬أما خليج العقبة الذي يتجه من الجنوب إلى الشمال بطول ‪ 110‬كم فهو يشكل الجزء الجنوبي‬
‫من انهدام البحر الميت الذي يفصل الصفيحة العربية عن شبه صفيحة سيناء‪ ,‬ويمتد صعودا ً حتى منطقة التصادم‬
‫عند حزام جبال طوروس‪ -‬زاجروس مارا ً بوادي عربة (عرفة)‪ ،‬البحر الميت‪ ،‬وادي اْلردن‪ ،‬البقاع‪ ،‬وأجزاء من‬
‫حوض العاصي‪.‬‬
‫إن بنية صدع البحر الميت ضمن منطقة خليج العقبة تصل إلى ‪ 100‬كم عرضا ً مع الخليج الذي يقع بشكل تقريبي‬
‫في المركز‪ ,‬واإلزاحات الحاصلة لألجسام الصخرية الهائلة في صدوع قشرة ما قبل الكامبري والميوسين المبكر‬
‫على طول جانبي الخليج أظهرت حركةً انزالقية يسارية االتجاه واضحة (حركة قصية) ناتجة عن الخليج الشكل‬
‫رقم( ‪ )6-1‬موقع منطقة العقبة‪.‬‬

‫شكل رقم( ‪ )6-1‬موقع منطقة العقبة‬

‫خليج العقبة‬
‫خليج السويس‬

‫البحر االحمر‬

‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫زلزالية المنطقة‪:‬‬

‫يعد خليج العقبة منطقة زلزالية نشطة‪,‬حيث شهد العديد من الزالزل المدمرة‪ ,‬وتشير الوثائق التاريخية العربية‬
‫إلى حصول ثالث هزات مميزة تقدر شدتها وفقا ً لميركالي المعدل ما بين‪ 6‬و ‪ 4‬للسنوات ‪1588 ،1212 ،1068‬‬
‫‪,‬وهناك هزتان قويتان شعر بهما سكان العقبة حصلتا على طول االنهدام عامي ‪ 1072‬و‪,1293‬والجدول رقم( ‪6-‬‬
‫‪ )1‬يوضح اهم الزالزل التي حدثت في منطقة العقبة يبين عامي (‪.)1927-1995‬‬

‫الجدول رقم( ‪ )_6-1‬يوضح اهم الزالزل التي حدثت في منطقة العقبة يبين عامي (‪)1927-1995‬‬

‫الدرجة(مقياس ريختر)‬ ‫الموقع‬ ‫التاريخ‬


‫‪4,5‬‬ ‫منطقة نويبع‬ ‫‪1927/12/24‬‬
‫‪4,2‬‬ ‫نويبع‬ ‫‪1934/3/12‬‬
‫‪4‬‬ ‫قرب نويبع‬ ‫‪1958/4/13‬‬
‫‪5,1‬‬ ‫شمال خليج العقبة‬ ‫نيسان‪1983/‬‬
‫‪4‬‬ ‫قرب نويبع‬ ‫‪1984/5/28‬‬
‫‪4,1‬‬ ‫=‬ ‫‪1989/9/9‬‬
‫‪4,2‬‬ ‫=‬ ‫نيسان‪1990/‬‬
‫‪5,9‬‬ ‫بين دهب ونويبع‬ ‫أب‪1993/‬‬
‫‪6,2‬‬ ‫=‬ ‫تشرين الثاني‪1995/‬‬

‫إن الزالزل التي حدثت خالل أعوام ‪ 1993 ، 1990 ،1983‬سيتم التطرق لها نظرا ً ْلهميتها وكما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬خالل الفترة من ‪ 21‬كانون الثاني و حتى ‪ 20‬نيسان ‪ 1983‬سجلت أكثر من ‪ 500‬هزة محلية في خليج العقبة‬
‫بين خطي عرض ‪ 29‬وَ‪ 29, 25‬و خطي طول ‪ 33َ,34‬وَ‪ 34, 45‬في الجزء الشمالي من الخليج جنوب ميناء‬
‫إيالت‪ ،‬اثنتان من هذه الهزات كانت درجتهما ‪ 5.1‬و ‪ 4.9‬و حصلتا في ‪ 3‬و ‪ 4‬شباط ‪،1983‬وقد شعر بهما بشدة‬
‫في المنطقة‪ ,‬وجميع هذه الهزات كان عمق بؤراتها بحدود ‪ 10-7‬كم و نادرا ً ما كان أقل من ذلك‪ ،‬مما يشير إلى‬
‫أن النشاط محصور بالقشرة العلوية من اْلرض‪.‬‬
‫ت أقل وتقع جنوب المجموعة‬ ‫‪ -2‬خالل الفترة بين‪ 27-20‬نيسان ‪ 1990‬حصلت مجموعة ثانية من الهزات بدرجا ٍ‬
‫اْلولى بشك ٍل طفيف‪،‬وكانت الدرجة العظمى المسجلة ‪.4.2‬‬
‫‪ -3‬عام ‪ 1993‬حدثت المجموعة الثالثة من الهزات والتي بلغت ‪ 600‬هزة بينها ‪ 47‬هزة ساوت أو تجاوزت‬
‫درجاتها ‪ 4.0‬على مقياس ريختر‪,‬وذلك في القسم المركزي من الخليج‪،‬حيث بدأت في ‪ 31‬تموز و استمرت إلى‬
‫نهاية آب‪ ,‬وكانت الهزة اْلشد فيها ‪ 5,9‬بتاريخ ‪ 2‬آب ‪ 1993‬وشعر بها السكان في مصر‪ ،‬اْلردن‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫فلسطين‪ ,‬ومرة ً أخرى كانت جميع الهزات ذات عمق بؤري أقل من ‪ 15‬كم‪.‬‬
‫إن تحليل هذه اْلحداث يقود الباحثين في التوصل إلى أن زلزالية خليج العقبة تتصف بهزات رئيسية عادة ً ما‬
‫تسبقها وتعقبها هزات صغيرة‪ ,‬وأن الطبقة العلوية من القشرة اْلرضية والتي يبلغ عمقها ‪ 15‬كم هي قشرة مولدة‬
‫للهزات وهي المسؤولة عن جميع ما يحدث من زالزل‪.‬‬

‫المعطيات الزلزالية ‪:‬‬


‫أن حدوث زلزال ‪1995‬بدون تحذير‪ ,‬فعلى جوار الفوالق الناتجة عن الهزات المسجلة عامي ‪ 1983‬و‬
‫‪ 1993‬وقع زلزال مدمر بقوة مقدارها ‪ 6.2‬في منطقة خليج العقبة صبيحة يوم ‪ 22‬تشرين الثاني ‪,1995‬حيث‬
‫يقع المركز السطحي للزلزال عند دائرة عرض ‪ 28‬شماالً وخط طول ‪ 34‬شرقا ً و بعمق بؤري بلغ ‪ 12‬كم‪ ,‬وقد‬
‫قدر العزم الزلزالي المتولد للهزة الرئيسية ‪ ,5.8‬واعقب الهزة الرئيسية آالف الهزات االرتدادية‪ ,‬حيث تناقص‬
‫عدد الهزات المسجلة بشكل متسارع يوميا ً‪ ,‬وقد كانت تسجل ثالث هزات على اْلقل بشدة تزيد عن ‪ 4‬بشكل يومي‬
‫طوال الفترة من ‪ 22‬تشرين الثاني وحتى ‪ 5‬كانون اْلول‪.‬‬
‫وقد غطى النشاط الزلزالي منطقتي هزات عامي ‪ 1983‬و ‪ ,1993‬وكانت معظم الهزات تحدث في الخليج شمال‬
‫دائرة عرض ‪ 28‬شماال وخط طولَ‪ 30‬شرقا‪ ,‬إن تحليل أعماق البؤر الزلزالية للهزات االرتدادية دعم فرضية‬
‫عمق ‪ 15‬كم من القشرة اْلرضية‪ ,‬والتي تشكل القشرة المولدة للهزات‪.‬‬
‫كما أدت الهزة الرئيسية إلى توليد حركة قوية سجلت من قبل شبكات الرصد المحلية في مدينتي العقبة و إيالت‪،‬‬
‫وبالتالي فقد أشار االستقراء اْلولي لتسجيالت الحركة القوية عند مدينة إيالت (على مسافة ‪ 92.7‬كم من المركز‬
‫السطحي) إلى تسارعات أرضية بالنسبة لالتجاهات شرق غرب‪ ،‬شمال جنوب‪ ،‬شاقول بلغت ‪, g 0.093‬و‬
‫‪ g0,113‬و ‪ g0,080‬على التوالي‪ ,‬ومن الشبكة اْلردنية كانت هناك قيمتان مسجلتان للتسارع اْلرضي الشاقولي‬
‫في محطتين‪ ،‬اْلولى تواجدت على تربة رملية والثانية على أرض صخرية في العقبة‪ ،‬وهما ‪g 0.010‬‬
‫و‪ g0,045‬على التوالي‪ ,‬و قد يكون االختالف ناتج عن تأثير ظروف الموقع المحلية‪.‬‬
‫وال توجد محطات رصد بالقرب من المركز السطحي في مدينة نويبع التي تبعد ‪ 40‬كم شمال المركز‬
‫السطحي‪,‬وتبين من اْلضرار أن تسارع أرضي أفقي بحدود‪ g.0 .16-0 .25‬وتسارع أرضي شاقولي بحدود‬
‫‪g0 .16- 0 .20‬‬
‫إن الضرر الناتج عن الزلزال تراوح بشكل ملحوظ من ضرر بسيط نسبيا ً في مدن العقبة (اْلردن)‪ ،‬إيالت‬
‫(فلسطين)‪ ،‬وشرم الشيخ (مصر)‪ ،‬إلى ضرر شديد في مدينتي نويبع (مصر) وحقل (المملكة العربية‬
‫السعودية)‪,‬ويمكن التعرف على اْلضرار التي لحقت بالدول التي اثر فيها الزلزال وكما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬فلسطين‬
‫أدى الزلزال إلى حدوث أضرار في ميناء إيالت‪ ،‬حيث تسبب الطرق بين الجناح القديم و الجناح المنشأ‬
‫حديثا ً في فندق سبورت هوتيل على شاطئ الخليج في تشقق الجدران والقواطع‪ ,‬وبالقرب من فواصل التمدد في‬
‫معظم المباني‪ ،‬فضال عن تصدع اْلرض و تشقق سطوح الطرقات‪ ,‬وبالقرب من شاطئ الخليج حصلت ظاهرة‬
‫التميع وفوران التربة‪ ،‬ووفقا ً للمواصفات القائمة يجب أن تصمم المنشآت في إيالت لتتحمل حركة اْلرض بشدة ‪7‬‬
‫إلى ‪ 5‬وهذه المستويات أعلى من الشدة المقدرة لهذه الهزة في إيالت‪ ,‬وقد يكون هذا هو السبب لتدني اْلضرار‬
‫المسجلة في هذه المدينة‪ ,‬وقد تسببت الهزة في وفاة شخص واحد بسبب نوبة قلبية‪ ,‬وأصيب العديد بجروح‪ ,‬وقد‬
‫شعر السكان بالهزة إلى الشمال من إيالت و لكن لم تسجل أية أضرار‪.‬‬

‫األردن‬ ‫‪-2‬‬
‫تعرضات مديناة العقباة إلااى الهازة اْلرضاية لوقوعهاا علااى خلايج العقباة قارب موقااع الزلازال‪ ،‬مماا أدى إلااى‬
‫انهيار إحدى المنشآت المبنية بشكل سيئ‪ ،‬وقد بدت الشقوق واْلضرار غير اإلنشائية واضحة على معظم المباني‪,‬‬
‫كما سجلت أضرار إنشائية بسيطة في فواصل التمادد بفنادق العقباة الاذي أنشائ مان عناصار مسابقة الصانع‪ ،‬ومان‬
‫المنااطق المتضااررة اْلخارى بعااض اآلثااار فاي مدينااة إيااال التاريخياة‪ ،‬وشااعر النااس بااالهزة فااي مديناة عمااان ومااا‬
‫جاورها ولكن لم تسجل أضرار ملحوظة‪ ،‬وقد شوهدت أمواج مرتفعة على طول شاطئ الخليج بالقرب مان مديناة‬
‫العقبة‪.‬‬

‫‪ -3‬المملكة العربية السعودية‬


‫أدى الزلزال في السعودية إلى قتل شخص على اْلقل وأصابة اثنان آخران بجروح بسيطة‪ ,‬وقد كانت حاالت‬
‫الضرر في اْلبنية ناتجةً إما عن ضعفٍ في التصميم أو سوءٍ في التنفيذ‪ ،‬ومن بين هذه الحاالت انهيار كامل في‬
‫منشآت البيتون المسلح لمكتب الجمارك في الدورا‪ ،‬حيث نتج انهيار أحد ألواح السقف المصنوع من البيتون‬
‫المسلح المسبق الصب بسبب سوء تثبيت الفاصل‪،‬ومن بين اْلضرار أيضا ً تضرر الجوائز البيتونية المسلحة‬
‫الحاملة لخزان الماء في المركز الرئيسي لحرس حدود مدينة حقل‪.‬‬

‫‪ -4‬مصر‬
‫تعد مصر اكثر تضررا من غيرها‪ ،‬والذي ضم مناطق واسعة بما فيها القاهرة التي تبعد مسافة ‪ 350‬كم من‬
‫المركز السطحي للزلزال‪ ،‬باإلضافة للمدن الواقعة على طول قناة السويس وشرم الشيخ‪,‬ودهب‪ ،‬ونويبع في شبه‬
‫جزيرة سيناء‪ ،‬ووفقا ً للمصادر الرسمية المصرية فقد قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من ‪ 38‬آخرون‪ ،‬وتضرر‬
‫ما يقارب ‪ 50‬منزالً‪ ,‬وتأثرت ‪ 33‬مدرسة من بينها سبعة مدارس تضررت بشدة‪ ،‬كما تعرضت خمسة فنادق إلى‬
‫أضرار إنشائية باإلضافة إلى أضرار ملحوظة في ‪ 12‬أثر إسالمي‪,‬وقد شهد ميناء نويبع ومرافقه أضرارا شديدة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وفي القاهرة كانت اْلضرار خفيفة نسبيا ً‪ ,‬حيث تعرضت بعض البيوت الحجرية والمدارس المنفذة بشكل سيئ إلى‬
‫تشقق الجدران والسقوف بدرجات مختلفة‪ ,‬وكذلك الحال في المدن الواقعة على طول قناة السويس بما فيها مدينة‬
‫السويس واإلسماعيلية وبور سعيد‪.‬‬
‫أضرار‬
‫ٍ‬ ‫أما في شرم الشيخ ‪ 120‬كم جنوب المركز السطحي للزلزال فقد تعرض برج المراقبة في المطار إلى‬
‫طفيفة‪ ,‬كما أصيب فندق مارينا‪-‬شرم بأضرار بالغة عند فواصل التمدد‪.‬‬
‫وفي دهب ‪ 40‬كم جنوب المركز السطحي للزلزال فقد انهارت مدرسة المدينة ولم تسجل أية إصابات في‬
‫اْلشخاص بسبب وقوع الزلزال في ساعات الصباح الباكر قبل توجه الطلبة إلى مدرستهم‪ ،‬وتضررت معظم أبنية‬
‫ق واح ٍد‬‫مبان متناثرة ذات طاب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫المدينة ولكن بدون انهيارات‪ ,‬ومن الجدير بالذكر أن هذه المدينة مؤلفة من عدة‬
‫على اْلغلب‪.‬‬
‫وكذلك نويبع كانت اْلضرار في المباني و المرافق شديدة‪ ،‬فقد انهار فندق بارا كودا المؤلف من ثالثة طوابق‬
‫بسبب سوء نوعية التنفيذ‪ ,‬الشكل رقم(‪ ,)6-2‬والمشيد عام ‪ 1985‬بشكل تام مؤديا ً إلى مقتل أربعة أشخاص‪ ،‬وقد‬
‫أشار التدقيق في حطام المبنى إلى انه لم يكن يملك جملة كافية لمقاومة القوى اْلفقية في جميع اْلعمدة التي‬
‫وجهت مع عزوم عطاالتها الكبرى بنفس االتجاه‪ ،‬مما أدى إلى حصول االنهيار في االتجاه المتعامد‪ ,‬باإلضافة‬
‫إلى استخدام إسمنت دون المواصفات ونسبة الماء إلى اإلسمنت متدنية‪ ,‬وكبر حجم حبات الرمل وسوء مواضع‬
‫أضرار محدودة هي‬
‫ٍ‬ ‫قضبان التسليح في المقاطع البيتونية‪ ,‬وفي نويبع أيضا ً تعرضت ثالثة فنادق أخرى إلى‬
‫دولفين فيالج‪ ،‬وفندق كورال نويبع‪ ،‬وفندق هيلنان‪ ,‬ففي دولفين فيالج انهار قسمان في أحد أجنحة الفندق بشك ٍل‬
‫شخص واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جزئي‪ ,‬وفي فندق كورال نويبع سقطت عناصر تجميلية حجرية عند مدخل الفندق مؤدية إلى مقتل‬
‫شكل رقم(‪ )6-2‬انهيار فندق بارا كوبا في منطقة نويبع المصرية‬

‫كما سجلت أضرار في القاعة الرئيسية وفي المطبخ‪ ،‬أما في فندق هيلنان سجلت أضرار غير إنشائية في ردهة‬
‫الفندق‪,‬وتضمنت هذه اْلضرار الزجاج المتكسر والقطع الكريستالية المتساقطة من الثريات واْللواح الواقعة من‬
‫السقف المستعار‪,‬وتضرر رخام اإلكساء وجدران القواطع الداخلية‪ ،‬كما تداعت أحجار تكسية جدران واجهة‬
‫أضرار إنشائية عند اتصال اْلعمدة بالجوائز في طابق الميزانين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الفندق‪ ،‬باإلضافة إلى حصول‬
‫كما تضرر أحد المباني مؤلفا ً من طابقين مع قبو بني ليستثمر كمقر ْلحد اْلطباء‪,‬شكل رقم(‪ )6-3‬حيث استخدمت‬
‫أعمدة قصيرة على طول محيط البناء لتسمح لضوء الشمس بالمرور إلى القبو‪ ،‬وقد انهارت جميع هذه اْلعمدة‬
‫القصيرة بسبب سوء تفاصيل تسليح القص‪ ,‬وقلة الروابط والشناجات بين اْلعمدة‪ ,‬إذ لم تكن اْلعمدة قادرة على‬
‫مقاومة قوى القص الزائدة المتولدة بنتيجة الزلزال‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )6-3‬تضرر مبنى في النويبع‬


‫وكذلك تضرر مبنى محطةَ كهربائية فرعية جديدة مؤلفة من ثالثة طوابق ولكن علاى نطااق محدود‪,‬شاكل رقام(‪6-‬‬
‫‪ )4‬حيث حصلت تشققات قطرية باإلضافة إلى انفصال بين جدران القواطع الحجرية الداخلية والخارجية والهيكال‬
‫البيتوني المسلح‪ ،‬وقد تضرر هذا البناء بسبب المرونة الزائدة في الجملة المقاومة للقوى اْلفقية‪ ,‬ومن المادهش أناه‬
‫لم تحدث أضرار في الهيكل البيتوني المسلح لهذا البناء‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )6-4‬محطة الكهرباء الفرعية‬

‫وفي ميناء نويبع تضرر مرسيان من أصل أربعة بشكل شديد‪ ,‬حيث أدى الدوران الملحوظ لجدران رصيف‬
‫الميناء باتجاه البحر إلى انفصا ٍل بين جوائز التغطية والردم خلفها‪,‬وكان هبوط البالطات كبيرا‪,‬وانهيار هذين‬
‫المرسيين كان ناتجا ً عن نشوء ضغط الماء المسامي الزائد والذي سبب ميالن وانفصال البالطات البيتونية‪ ,‬وقال‬
‫شهود عيان أن ينابيع من الماء تدفقت من البالطات حاملةً معها حبيبا ٍ‬
‫ت ناعم ٍة من الرمل‪ ,‬واستنادا ً إلى الدليل‬
‫المتوفر‪,‬ومن فحص حبيبات الرمل التي غطت البالطات يمكن االستنتاج بحصول تميع ترب ٍة و فوران رم ٍل في‬
‫مواد الردم‪.‬‬
‫وقد عانت المرافق اْلخرى في الميناء من أضرار متفاوتة‪,‬وانهارت الجدران الحجرية في العديد من اْلماكن مثل‬
‫الجدران الحجرية التزينية قي قاعة الوصول التي كانت مبنية من هياكل معدنية مستقلة عن المبنى وبدون أية‬
‫عناصر إنشائية داعمة‪.‬‬
‫واستنادا ً لألضرار المدروسة في نويبع‪ ،‬تبين أن أسباب الضرر الرئيسة كانت كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬فقدان الجملة المالئمة لمقاومة القوى اْلفقية‪،‬وذلك إما لكون هذه اْلبنية نفذت قبل تطبيق الكود الزلزالي‬
‫المصري اْلول الصادر عام ‪ ،1994‬أو أن هذه اْلبنية صممت وفقا ً لقوة قص قاعدي منخفضة محددة من قبل هذا‬
‫الكود‪ ,‬وتنسجم مع شدة قيمتها ‪( 6‬الكود المصري لحساب الحموالت و القوى في اْلعمال اإلنشاء و البناء‪،‬‬
‫‪.)1994‬‬
‫‪ -2‬سوء التنفيذ بسبب استخدام نسبة ماء‪ -‬إسمنت منخفضة‪ ،‬وقد لوحظ الحجم الكبير لحبات الرمل البحري و‬
‫النوعية المتدنية لإلسمنت في معظم اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم ضبط تفاصيل التسليح مثل استخدام نسبة منخفضة من فوالذ التسليح‪ ,‬واستخدام الجوائز العميقة واْلعمدة‬
‫القصيرة بدون تسليح قص مالئم‪.‬‬
‫‪ -4‬اختيار اْلماكن غير المناسبة‪ ,‬وسوء تنفيذ اْلعمال في اْلعمدة والوصالت‪.‬‬
‫‪ -5‬تنفيذ جدران حجرية غير مسلحة‪،‬وحواجز وشرفات دون تأمين التدعيم اْلفقي المالئم‪.‬‬
‫‪ -6‬أن استخدام المواد الناعمة غير المرصوصة كمواد ردم في مرافق الميناء‪،‬ونقص الفالتر إلقالل ضغط الماء‬
‫(‪)4‬‬
‫المسامي الزائد هما السببان الرئيسيان النهيار المراسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الزالزل في شمال العراق ‪:‬‬


‫يقع الجزء الشمالي من العراق من الناحية التكتونية في منطقة حساسة ما بين محل االنتقال بين الوحدتين‬
‫التكتونيتين( وحدة الجيوسنكالين القديمة االلبية لسالسل زاجروس من جهة والصفيحة العربية من جهة ثانية)‪,‬‬
‫ويمتاز شمال العراق بتركيبه التكتوني المقعد انعكاسا لمراحل التطور الجيولوجي والتكتوني المعقد فيها‪,‬فعملية‬
‫تكوين وتطور التراكيب التكتونية الحديثة الزالت مستمرة نتيجة استمرار حركة الصفيحة العربية بأتجاة الشمال‬
‫والشمال الشرقي مولدة ضغطا شديدا على التراكيب الجيولوجية في شمال العراق‪,‬ويزداد هذا الضغط على المناطق‬
‫الضعيفة التي تخترقها أحزمة من الفوالق العميقة( السطحية والمدفونة) فيها‪ ,‬والمتقاطعة والمشعبة ‪,‬مما يزيد من‬
‫الضغط على مناطق (التقاطع ‪ ,‬التشعب ‪,‬انحراف الفوالق)‪ ,‬لذا تقع مراكز اغلب النقاط الزلزالية في شمال العراق‬
‫في مثل تلك المواقع‪.‬‬
‫فقد تم تسجيل (‪ )185‬زلزال بموجب المعطيات الزلزالية على الخريطة الزلزالية لشمال العراق‪ ,‬وتبين بأن ‪70‬‬
‫مركزا زلزاليا يقع في المنطقة الزاحفة و‪ 40‬منها يقع في منطقة الطيات العالية و‪ 65‬في منطقة الطيات الواطئة(‬
‫السهلية) ‪,‬كما تم تحديد موقع ‪29‬زلزال على أساس العمق‪,‬فتبين بأن عمق‪ 22‬منها اقل من ‪33‬كم وزلزال واحد يقدر‬
‫عمقه مابين (‪33-59‬كم) ‪ ,‬وان ‪ 6‬زالزل يتراوح عمقها مابين (‪59-99‬كم)‪ ,‬علما بان معدل سمك القشرة اْلرضية‬
‫في شمال العراق يتراوح مابين( ‪ 62-63‬كم )‪,‬وهذا يعني أن مركز عمق بعض الزالزل يصل إلى طبقة المانتال‬
‫العليا(الوشاح الصخري) التي تقع تحت القشرة اْلرضية‪,‬وهناك عالقة بين قوة الزلزال وعمقه‪.‬‬
‫أن حدوث عدة زالزل في موقع واحد أو بالقرب منه دليل على النشاط الزلزالي في تلك المواقع‪,‬وعلى ضوء‬
‫معرفة معدل الفترة الزمنية بين زلزال وآخر وفق تاريخ تسجيل تلك الهزات اْلرضية يمكن التنبؤ بتحديد الوقت‬
‫التقريبي لزلزال مرتقب‪ ,‬هذا هو الحال بالنسبة للزالزل الحديثة المسجلة في السجل الزلزالي‪ ,‬أما الزالزل القديمة‬
‫التي تعرضت لها المنطقة السيما القوية والمدمرة يدلل على احتمال تكرارها‪,‬على سبيل المثال ضرب زلزال قوي‬
‫منطقة الموصل في عام ‪ 1068‬وتكرر الزلزال في سنة ‪ ,1666‬الفترة الزمنية التي تفصل بينهما ‪598‬سنة وهذا هو‬
‫الزمن التقريبي لتكرار زالل محتمل في منطقة الموصل‪ ,‬وهنا يطرح تسائل هل ستتكرر تلك الزلزال مستقبال بعد‬
‫‪ 598‬سنة من وقوع زلزال عام ‪ ,1666‬أي في عام(‪ 2264 =598+1666‬؟ جواب هذا السؤال مرتبط بجواب‬
‫السؤال الذي يطرح نفسه هل تعرضت منطقة الموصل إلى زلزال سبق زلزال عام‪ 1068‬بفترة ‪598‬سنة ‪ ,‬أي في‬
‫عام ‪ 470‬ميالدية ؟ إذا حصلنا على جواب‪ ,‬يمكن القول بأنها ستتكرر مرة أخرى بحلول عام ‪ 2264‬ميالدية‪.‬‬
‫أن عدم توفر المعلومات عن الزالزل القديمة‪ ,‬يدفعنا إلى البحث عن جواب للسؤال السابق من خالل دراسة بقايا‬
‫اآلثار المتروكة للزالزل القديمة‪ ,‬وتظهر غالبا تلك اآلثار في الصور الجوية والفضائية للمنطقة‪ ,‬مثل مقاطع‬
‫الترسبات الحديثة‪ ,‬االنهيارات اْلرضية‪ ,‬الغطاء النباتي‪ ,‬المناطق اْلثرية التي تعرضت لالنهيارات‪ ,‬كما هو الحال‬
‫في ( آثار خنس)‪ ,‬العيون المائية القديمة‪ ,‬مواقع القرى ‪,‬السيما التي تقع على امتداد ضفتي الشبكة النهرية في شمال‬
‫العراق‪ ,‬حيث توجد في بعض القرى بقايا أثار زالزل قديمة أثناء تعرضها للزالزل‪.‬‬
‫أن دراسة مثل هذه المواضيع وغيرها ستعطي نتائج علمية مهمة ال تقدر بثمن في الحاضر والمستقبل‪,‬وخاصة إذا‬
‫تحققت النتائج التي ستؤدي إلى حماية اإلنسان من الكوارث الطبيعية ( الزالزل)والتي ال يستطيع اإلنسان منع‬
‫حدوثها أو تكرارها‪ ,‬أال انه يمكن الحذر من مثل تلك المواقع من خالل اتخاذ اإلجراءات العلمية والعملية الكفيلة في‬
‫تقليل الخسائر البشرية والمادية ‪.‬‬
‫وتعد المناطق الواقعة شرق نهر دجلة من المناطق النشطة زلزاليا وان حوالي ‪ %80‬من الهزات اْلرضية المسجلة‬
‫في العراق قد حدثت في تلك المنطقة تحديدا‪.‬‬
‫وقد شهد العراق منذ عام ‪ 1987‬عدة هزات أرضية‪ ,‬منها ما وقع في منطقة ربيعية والمناطق القريبة من الحدود‬
‫السورية العراقية وبقوة ‪ 3,9‬على مقياس ريختر وسببت أضرارا بالشبكة االروائية في المنطقة‪ ,‬وتعرضت مدينة‬
‫اربيل في عام ‪ 1991‬لهزة مماثلة وبقوة‪ 5,4‬درجة فأوقعت خسائر بشرية ومادية‪,‬كما تعرضت منطقة الحضر في‬
‫الموصل عام ‪ 1994‬إلى هزة بقوة‪ 4,1‬درجة على مقياس ريختر مسببتا أضرارا في اآلثار الموجودة فيها‪,‬وتم‬
‫تسجيل آخر زلزال في سنة ‪ 1999‬في مدينة السليمانية بقوة ‪ 2,5‬درجة على مقياس ريختر وسبب هلعا بين‬
‫المواطنين بسبب تكرارها بشكل متتالي‪.‬‬
‫ويعد ذلك من خصائص النشاط الزلزالي على امتداد الفوالق العميقة في المناطق المندفعة والزاحفة كما هو الحال‬
‫في فالق زاجروس الذي يفصل منطقة الطيات ا لعالية عن المنطقة الزاحفة والمندفعة‪ ,‬وان مدينة السليمانية قريبة‬
‫جدا من فالق زاجروس‪,‬لذا فان مثل تلك الهزات الضعيفة تتكرر باستمرار في شمال العراق‪,‬وال سيما على امتداد‬
‫الشبكة النهرية التي تتطابق تقريبا مع شبكة الفوالق‪,‬وان خرائط توزيع المراكز الزلزالية في شمال العراق تؤكد‬
‫صحة ذلك ‪ ,‬ومن الجدير بالذكر تقع معظم الزالزل في مواقع تقاطع اْلنهار( تقاطع الزاب اْلعلى مع دجلة ‪,‬‬
‫تقاطع نهر الخازر مع نهر الكومل في سهل عقرة‪ -‬شيخان)‪ ,‬أو في مواقع انعطاف مجارى اْلنهار‪ ,‬ومنها‬
‫منعطفات نهر دجلة في شمال مدينة الموصل‪ ,‬ونهر الزاب اْلسفل‪,‬وفي الوديان العميقة التي تجري فيها اْلنهار (‬
‫نهر الزاب اْلعلى‪,‬نهر الخابور‪,‬نهر رويي شين وغيرها ) ‪,‬ولألسف لم يتم تسجيل تلك الهزات اْلرضية المحلية‬
‫لعدم وجود مراكز الرصد الزلزالي فيها‪ ,‬وعند الحديث عن هذا الموضوع مع سكان المنطقة يمكن الحصول على‬
‫معلومات كثيرة ومفيدة عن الهزات اْلرضية التي تعرضت لها خالل ‪ 30‬سنة اْلخيرة ‪ ,‬كما يتحدثون عن‬
‫تصرفات الحيوانات مثل ( القطط‪ ,‬الكالب‪ ,‬الفئران ‪ ,‬الجرذان ‪ ,‬الدواب ‪ ,‬اْلغنام ‪,‬الديك ‪ ,‬النحل‪ ,‬الثعبان‪,‬وكيفية‬
‫اختفاء البعض منها مثل القطط والكالب قبل حدوث الزلزال‪ ,‬وظهور البعض اآلخر مثل الفئران‪ ,‬الجرذان‬
‫والثعبان قبل حدوث زلزال ما ‪ ,‬وقد أكدت نتائج الدراسات الزلزالية من إحساس مثل تلك الحيوانات في التنبؤ‬
‫بحدوث زلزال مرتقب وثبتت النتائج عمليا وعلميا على مدى قابلة مثل تلك الحيوانات في التنبؤ بحدوث الزلزال‬
‫قبل وقوعه ‪.‬‬
‫أن الدراسات الزلزالية تتطلب االهتمام بتوفير المعلومات عن اْلحداث الزلزالية خالل الفترة التاريخية الماضية‬
‫وحتى سنة ‪ 1900‬لسد النقص الموجود في الملفات الزلزالية مع االهتمام في أعداد سجل زلزالي تاريخي حديث‬
‫للعراق والمناطق المجاورة لالستفادة منه في تقييم المخاطر الزلزالية فيها‪ ,‬وخاصة في مواقع التجمعات السكنية(‬
‫المدن والقرى) والمنشآت االستراتيجية والصناعية مستقبال‪.‬‬
‫واإلسراع في إنشاء شبكة مترابطة من مراكز الرصد الزلزالي على مستوى العراق عامة والشمال خاصة النها‬
‫تمثل منطقة نشاط زلزالي في العراق‪ ,‬وعدم توفر مراكز حديثة للرصد الزلزالي لتسجيل الهزات اْلرضية التي‬
‫تحدث فيها والتي يمكن االستفادة منها في التقييم الحقيقي للنشاط الزلزالي في العراق ‪,‬وضرورة ربط شبكة‬
‫الرصد الزلزالي في العراق مع شبكات الرصد الزلزالي في للدول المجاورة لها‪ ,‬ودعوة منظمة اليونسكو التي‬
‫تهتم بهذا الشأن إنشاء مراكز للرصد الزلزالي في العراق وربطها مع شبكة الرصد الزلزالي العالمي اْلوربي‪,‬‬
‫الياباني‪ ,‬الروسي وغيرها من الشبكات العالمية للرصد الزلزالي‪ ,‬إضافة إلى االهتمام بتوعية سكان المنطقة( ثقافة‬
‫الحماية من الكوارث الطبيعية)والتي تؤدي حتما إلى استعداد سكان المنطقة في التعامل مع اْلحداث وخاصة‬
‫المفاجئة مثل الزلزال‪,‬والتي تسهل على سكان المنطقة اتخاذ اإلجراءات الضرورية قبل وأثناء وبعد حدوث‬
‫الزلزال‪ ,‬فينتج عن ذلك قلة الخسائر البشرية والمادية‪.‬‬
‫واالهتمام في إنشاء وتطوير فرق الطوارئ الخاصة في المناطق السكنية والمناطق ذات النشاط الزلزالي الشديد‬
‫مثل منطقة الطيات العالية والمنطقة الزاحفة التي تصل قوة الزالزل فيها أحيانا ما بين (‪ )7-9‬درجة على مقياس‬
‫ريختر‪ ,‬وتدريب العاملين فيها وتزويدهم بالخبرة والتكنولوجيا التي تستخدم في مجال الزالزل وما لها عالقة‬
‫بالمضاعفات التي تنجم عن وقوع الزالزل ‪.‬‬
‫تمتاز الزالزل بأنها ال تعترف بالحدود الجغرافية بين الدول‪ ,‬خاصة وان العراق محاط تقريبا بمجموعة من‬
‫أحزمة الفوالق العميقة التي تظهر على سطح اْلرض ومنها فالق( زاجروس ‪ ,‬طوروس ‪ ,‬اْلناضول ‪ ,‬عقبة ‪-‬‬
‫لبنان ) إضافة إلى شبكة من الفوالق العميقة المدفونة تحت سطح اْلرض في العراق التي تمتد اغلبها من البحر‬
‫اْلحمر باتجاه جنوب غربي – شمال شرقي( فالق عقبة ‪ -‬لبنان) وباتجاه شمال شرقي – جنوب غربي( فالق‬
‫الفرات)‪ ,‬ويصل تأثير بعض الزالزل ومنها الزالزل القوية إلى مئات اواآلف الكيلومترات من مركز الزلزال‪,‬‬
‫وهذا ما يزيد من قلق سكان كل المنطقة التي تقع تحت تأثيرها ‪ ,‬أن تاريخ الزالزل القوية المدمرة خالل آلفي سنة‬
‫اْلخيرة التي تقع مراكزها الزلزالية على امتداد تلك الفوالق شاهد على صحة ذلك‪.‬‬
‫وقد تعرضت المنطقة الواقعة على امتداد فالق عقبة – لبنان ( فالق البحر الميت) خالل الفترة اْلخيرة (‪-9‬‬
‫‪.12‬شباط‪ )2004.‬إلى تكرار تعرضها لهزات أرضية متتالية ضعيفة‪ ,‬مما اقلق سكان الدول التي تقع تحت‬
‫تأثيرها‪ ,‬السيما بعد تسرب تقارير علمية عن احتمال تعرض المنطقة إلى زلزال قوي على ضوء المعطيات‬
‫العلمية المتوفرة‪,‬وهذا يعني حماية سكان المنطقة قبل كل شئ في الدول التي تقع ضمن التأثير الزالزلي‪ ,‬ويتحمل‬
‫مسؤولية ذلك حكومات تلك الدول‪ ,‬أن مثل هذه اْلحداث تتطلب تكثيف التعاون المشترك بين المؤسسات العلمية‬
‫في تلك الدول للعمل على تقييم الوضع بدقة‪ ,‬وفي أجواء هادئة لتخطيط ما تتطلبه من عمل قبل واثناء وبعد‬
‫الزلزال المرتقب‪ ,‬ولتحقيق ذلك يجب تجاوز كافة اْلجواء وخاصة السياسية( التوتر السياسي في المنطقة) والتي‬
‫( ‪)5‬‬
‫تعيق هذا العمل المشترك‪.‬‬
‫واخر زلزال شهدته المنطقة هو زلزال جنوب البحر الميت في ‪ 2007 /2/10‬بقوة ‪ 4,8‬على مقياس ريختر‬
‫والتي لم تتسبب في أضرار مادية أو بشرية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الزالزل في المغرب العربي‪:‬‬


‫تعد منطقة المغرب العربي شمال غرب القارة اْلفريقية من المناطق غير المستقرة جيولوجيا لذا تتعرض إلى‬
‫الزالزل بشكل مستمر‪,‬ولزيادة في التوضيح سيتم التطرق إلى اْلحداث الزلزالية في تلك المنطقة وكما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الزالزل في الجزائر‪:‬‬
‫تعرضت الجزائر إلى عدد من الزالزل المدمرة‪ ,‬ففي ‪ 10‬تشرين أول‪/‬أكتوبر ‪ 1980‬تعرضت مدينة اْلصنام‬
‫(الشليف حالياً) إلى زلزال شديد بلغت شدته ‪ 7.1‬على مقياس ريختر‪ ,‬والذي تسبب في قتل اكثر من ‪5000‬‬
‫شخص على اْلقل‪ ,‬وتقع مدينة اْلصنام على بعد ‪ 220‬كيلومتر إلى الغرب من مدينة بومرداس‪ ,‬وقد تعرضت‬
‫مدينة اْلصنام سابقا في ‪ 9‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ 1954‬إلى زلزال بلغت شدته ‪, 6.7‬والذي أودى بحياة أكثر من ألف‬
‫شخص‪.‬‬
‫وفي ‪ 29‬تشرين اْلول‪/‬أكتوبر ‪ 1989‬ضرب زلزال بشدة ‪ 5.9‬منطقة تقع على بعد ‪ 110‬كم غرب مدينة‬
‫بومرداس وتسبب بوفاة ‪ 30‬شخصا ً‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 21‬أيار‪/‬مايو ‪ 2003‬وعند الساعة السابعة وأربع وأربعين دقيقة مساءا ضرب زلزال بشدة ‪ 6.8‬على‬
‫مقياس ريختر مدينة بومرداس شمالي الجزائر والتي تبعد ‪ 60‬كيلومترا ً عن العاصمة الجزائر‪ ,‬حيث كان الزلزال‬
‫ذي بؤرة سطحية بلغ عمقها ‪ 10‬كيلومترات فقط‪,‬الشكل رقم(‪ )5-6‬موقع الزلزال ‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )6-5‬موقع الزلزال بومرداس شكل رقم(‪ )6-6‬انهيار بعض األبنية‬

‫وتسبب الزلزال بوفاة ‪ 2266‬شخص وإصابة ‪ 10261‬آخرين‪ ,‬وقد تضرر أو انهار أكثر من ‪ 1243‬بناء‪,‬شكل‬
‫رقم(‪ )6-6‬جانب من انهيار بعض اْلبنية‪ ,‬باإلضافة إلى تضرر البنية التحتية في منطقة الجزائر‪ -‬بومرداس‪-‬‬
‫رغية‪ -‬ثنية‪ ,‬كما أدى الزلزال إلى تضرر كوابل االتصال البحرية أيضا ً‪ ,‬وقُدرت اْلضرار بما يقارب ‪ 100‬مليون‬
‫دوالر أمريكي‪.‬‬
‫كما أدى الزلزال إلى حدوث تسونامي بلغ ارتفاع موجته حوالي مترين وتسبب في تضرر القوارب على شواطئ‬
‫جزر البليار اْلسبانية التي تبعد قرابة ‪ 300‬كيلومتر شمال مركز الزلزال‪,‬وقد شعر بهذا الزلزال في برشلونة‬
‫وموناكو في الجانب اْلوربي‪.‬‬
‫وقد وقع الزلزال في المنطقة الحدودية بين الصفيحة اْلوراسية والصفيحة اْلفريقية‪ ,‬حيث تتحرك الصفيحة‬
‫اْلفريقية على طول هذه المنطقة باتجاه شمال‪ -‬غرب إزاء الصفيحة اْلوراسية وبسرعة تقارب ‪ 6‬مليمتر في‬
‫العام‪ ,‬وتشكل بيئة تكتونية ضاغطة تحدث فيها الزالزل‪,‬شكل رقم(‪)7-6‬يوضح الحركة بين الصفيحتين اْلوربية‬
‫واْلفريقية‪.‬‬
‫شكل رقم(‪)6-7‬يوضح الحركة بين الصفيحتين األوربية واألفريقية‪.‬‬

‫وقد ساعدت الصور الفضائية على تشكيل رؤية حقيقية لمقدار الضرر الحاصل في المناطق التي تعرضت الى‬
‫الزلزال‪ ,‬وبالتالي توجيه فرق اإلنقاذ والبحث إلى المواقع اْلكثر احتماالً في حجز الضحايا‪ ،‬كما هو ظاهر من‬
‫الصور في الشكل رقم(‪.)8-6‬‬

‫الشكل رقم(‪ )8-6‬صورة فضائية لمنطقة الزلزال بومرداس‪.‬‬


‫ومن خالل تحليل هذه المعطيات‪ ،‬يمكن القول إن الزالزل العنيفة في الجزائر نادرة‪ ،‬ما عدا الزلزال الذي‬
‫ضرب مدينة اْلصنام في ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،1980‬حيث بلغت شدته ‪ 7.3‬درجة‪ ,‬أما الزالزل المعتدلة الشدة فهي كثيرة‬
‫في الجزائر‪ ,‬وتحدث عموما كل خمس سنوات‪،‬وهو ما يفرض على السكان التعايش معها من خالل إرساء ثقافة‬
‫زلزالية للمواجهة المادية والمعنوية‪.‬‬
‫وعند حدوث هزات أرضية يمكن مالحظة ظواهر ثانوية مرتبطة بالعملية تتمثل عموما في تسجيل صوت هدير‬
‫يدلل على تشوه القشرة اْلرضية بسبب عبور الموجات الزلزالية‪ ،‬فضال عن نفاذ وظهور ينابيع تفسر تغيير مسار‬
‫جريان المياه الباطنية‪ ،‬وكذا تسرب الغازات المختلفة نتيجة الضغوط المرتفعة داخل القشرة اْلرضية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫ظهور أشعا عات ضوئية تعرف بـكهربة الهواء المحيط نتيجة احتكاك حواف االنفالق‪.‬‬
‫‪ -2‬الزالزل في المغرب‬
‫تعرضت بعض المناطق في دولة المغرب إلى الزالزل منها منطقة الحسيمة في ‪ 24‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2003‬والذي‬
‫أدى إلى سقوط اكثر من ‪ 600‬قتيل‪.‬‬
‫كما تعرضت مدينة الناظور في ‪ 2004/12/5‬إلى هزة أرضية بقوة ‪ 5‬على مقياس ريختر عند الساعة‬
‫‪10,30‬بتوقيت غرينتش‪.‬‬
‫ونقلت وكالة أنباء المغرب عن السلطات المحلية قولها أن الهزة لم تؤد إلى وقوع ضحايا‪ .‬وتم تسجيل ثالث هزات‬
‫بقوة تتراوح بين ‪ 3‬إلى ‪ 5‬درجات على مقياس ريختر بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال في المنطقة نفسها ولكنها‬
‫لم تؤد إلى وقوع ضحايا أو أضرار‪.‬‬
‫‪ -3‬زلزال المرج في ليبيا‪:‬‬
‫شهدت مدينة المرج الواقعة شمال شرق ليبيا زلزال بشدة‪ 6‬على مقياس ريختر بتاريخ ‪1963/2/21‬‬
‫وقد تسبب بخسائر مادية وبشرية ذهب ضحيتها اكثر من ‪ 500‬شخص‪,‬اما ماديا فقد دمر الزلزال‬
‫غالبية االبنية مما اضطر الدولة الى اختيار موقع بديل لها ويتمثل بمدينة المرج الجديدة الى الغرب‬
‫(‪)7‬‬
‫من موقع المدينة القديم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬النشاط الزلزالي في المناطق المجاورة للوطن العربي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬النشاط الزلزالي في إيران‪:‬‬


‫تعد إيران من الدول الواقعة ضمن الخطوط الزلزالية والتي تضم جميع جهات إيران‪,‬ويظهر ذلك واضحا من‬
‫مواقع الزالزل التي وقعت فيها ‪ ,‬والتي شملت شمال غربها وشمال شرقها وجنوبها‪,‬وكانت بدرجات متفاوتة‪,‬حيث‬
‫بلغت شدة بعضها اكثر من ‪ 7,5‬واقلها ‪ ,5‬الشكل رقم (‪ )9-6‬خريطة إيران الزلزالية ‪ ,‬وهذا يعني أن النشاط‬
‫الزلزالي كبير جدا‪,‬وعليه يجب على الدول العربية المجاورة أن تأخذ االحتياطات الالزمة لمواجهة ما قد تنتقل‬
‫أثاره أليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪,‬أي اْلمواج التي تعقب الزلزال‪ ,‬ولغرض الزيادة في المعلومات سيتم‬
‫التعرف على أهم الزالزل التي تعرضت لها إيران خالل السنوات الخمس الماضية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )6-9‬خريطة إيران الزلزالية‬


‫‪0‬‬ ‫‪100 KM‬‬

‫ويشير التاريخ الزلزالي إليران خالل القرن العشرين أنها شهدت ‪ 65‬زلزاالً رئيسيا ً تزيد شدتها عن ‪ 6‬ريختر‬
‫وتسببت بمقتل أكثر من مائة ألف ضحية‪ ,‬إن السبب الرئيس الرتفاع عدد ضحايا زالزل إيران وكثرة الخراب‬
‫الناتج عنها يعود إلى ممارسات البناء السيئة في مجتمع اعتاد سكانه أن يقوموا ببناء بيوتهم بأنفسهم وباستخدام‬
‫مواد تعد اْلسوأ لمقاومة الزالزل مثل الطين‪.‬‬
‫تقع إيران في منطقة فوالق زلزالية‪,‬لذا تتعرض لها بشكل مستمر‪,‬وكان أسوأها الزلزال الذي وقع في عام ‪1990‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫وبلغت شدته ‪ 7,7‬درجة على مقياس ريختر في شمال شرق البالد وقتل فيه ‪ 35‬آلف شخص‪.‬‬

‫ومن أهم الزالزل التي حدثت في إيران ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬زلزال بم ‪:2003‬‬
‫تعرضت مدينة بم التاريخية عند الساعة الخامسة وست وعشرين دقيقة من صباح يوم الجمعة ‪ 26‬كانون‬
‫أول‪/‬ديسمبر ‪ 2003‬إلى زلزال بشدة ‪ 6.6‬على مقياس ريختر‪ .‬وكالعادة تعرضت البيوت المبنية من الطوب وال ِلبن‬
‫إلى االنهيار مما تسبب ذلك في دفن عشرات آالف من الضحايا تحت اْلنقاض‪.‬‬
‫وتركز الزلزال على بعد ‪ 10‬كيلومترات جنوب غرب مدينة بم المجاورة لصحراء داشت لوت في إقليم كرمان‪,‬‬
‫وأشارت التحريات اْلولية إلى أن الزلزال قد حصل عند فالق بم نتيجة الحركة الشمالية للصفيحة العربية باتجاه‬
‫الصفيحة اْلوراسية‪,‬الشكل رقم(‪ )10-6‬يوضح موقع الزلزال‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )10-6‬موقع زلزال بم‪.‬‬


‫وقد تركز الضرر في منطقة صغيرة نسبيا ً يبلغ نصف قطرها ‪ 16‬كم تقريبا ً حول مدينة بم التي تعد واحدة من‬
‫المقاصد السياحية على طريق الحرير وتشتهر بقلعتها اْلثرية أرغ بم التي يبلغ عمرها ‪ 2500‬عام‪,‬الشكل رقم (‪-6‬‬
‫‪ )11‬يبين تضرر قلعة بم‪ ,‬وبلغ عدد ضحايا هذا الزلزال ‪ 26,200‬قتيالً و ‪ 30,000‬مصاب كما تضرر أو انهار‬
‫‪ %85‬من مباني المدينة باإلضافة إلى تضرر البنية التحتية‪.‬‬
‫وبالرغم من أن بم بحد ذاتها ليس لديها سجل سابق من الضرر الزلزالي المعتبر ولكن ضمن مسافة ‪ 100‬كم كان‬
‫هناك ‪ 14‬زلزاالً بشدةٍ تزيد عن ‪ 5‬ريختر خالل خمسين عاما ً بين ‪.1998-1948‬‬

‫شكل رقم (‪ )6-11‬تضرر قلعة بم‬


‫القلعة بعد الزلزال‬ ‫القلعة قبل الزلزال‬
‫‪ -2‬زلزال زرند‪ ،‬إيران ‪2005‬‬
‫تعرضت مدينة زرند اإليرانية في إقليم كرمان البالغ تعداد سكانها قرابة ‪ 384‬ألف نسمة إلى زلزال عند‬
‫الساعة الخامسة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الثالثاء ‪ 22‬شباط‪/‬فبراير ‪,2005‬بقوة ‪ 6.4‬على مقياس‬
‫ريختر‪ ،‬وقد كان عمق بؤرة الزلزال ‪ 42‬كم‪ ,‬وأسفر عن مقتل أكثر من ‪ 600‬شخص وتدمير عدد من القرى‬
‫‪,‬الشكل رقم (‪ )12-6‬يوضح موقع الزلزالين في عامي ‪2003‬و ‪.2005‬‬

‫شكل رقم (‪ )12-6‬يوضح موقع الزلزالين في عامي ‪ 2003‬و ‪.2005‬‬

‫تقع مدينة زرند على بعد ‪ 250‬كم شمال غرب مدينة بم التي ضربها زلزال كبير في ‪ 26‬ديسمبر‪/‬كانون أول‬
‫( ‪)9‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫وذكرت وسائل أعالم إيرانية أن جزيرة قشم الواقعة في الخليج العربي قبالة الساحل الجنوبي إليران تعرضت‬
‫اْلحد ‪2005-11-27‬م لزلزال قوي أودى بحياة سبعة أشخاص على اْلقل‪ ,‬وأصيب عدد كبير بجروح عندما دمر‬
‫قرى مبنية بالطوب أو اللبن‪ ،‬وقد شعر السكان في مدن دبي والشارقة ورأس الخيمة في دولة اإلمارات بالزلزال‬
‫وأثار الذعر بينهم فنزلوا إلى الشوارع‪.‬‬
‫واشارت مصادر إيرانية أن الزلزال الذي بلغت قوته ‪ 5,9‬درجة على مقياس ريختر هز جنوب إيران ما بين‬
‫عشر ثوان إلى ‪ 15‬ثانية في الساعة ‪ 1,53‬بعد الظهر (‪ 10,23‬بتوقيت غر ينتش) وتبع الزلزال الرئيسي ثالث‬
‫هزات ارتدادية قوية‪.‬‬
‫وتعد قشم اكبر جزيرة إيرانية في الخليج العربي ‪,‬ومنطقة تجارة حرة في إقليم هرمزجان الجنوبي الذي يبلغ عدد‬
‫سكانه نحو ‪ 120‬آلف نسمة‪ ,‬وتشتهر بغابات النخيل وشواطئها مرغوبة لدى السياح‪,‬وتعد موطن للسالحف‬
‫البحرية‪.‬‬
‫وقال المرصد الجيولوجي اْلمريكي أن قوة الزلزال بلغت ‪ 6,1‬درجة وانه وقع على مسافة ‪ 58‬كيلومترا جنوب‬
‫غربي ميناء بندر عباس الواقع على الخليج العربي‪.‬‬
‫وقد شعر بزلزال جزيرة قشم سكان اإلمارات العربية المتحدة المجاورة‪ ,‬مما دفع بالكثير من اْلشخاص للخروج‬
‫من المباني‪ ,‬وقال شهود عيان في المباني الشاهقة االرتفاع انهم شعروا بان اْلرض اهتزت من تحتهم لمدة دقيقة‪,‬‬
‫وخرج كثير من السكان من المباني وانتظروا في الشوارع‪ ,‬وأفاد سكان من إمارات دبي والشارقة وراس الخيمة‬
‫انهم شعروا بالهزة‪ ,‬وغادر عدد كبير من الناس منازلهم ومقار أعمالهم خشية حصول انهيارات‪ ,‬وقال أحد هؤالء‬
‫السكان لوكالة اْلنباء الفرنسية أن الكثير من السكان غادروا بيوتهم ونزلوا إلى الشوارع في إمارة الشارقة بعد‬
‫شعورهم بالهزة‪ ,‬وأفاد سكان آخرون انه تم إخالء مبان في شارع الشيخ زايد اكبر شوارع أمارة دبي‪ ,‬كما أشار‬
‫السكان في راس الخيمة انهم شعروا بالهزة في اْلمارة‪.‬‬
‫كما تعرض إقليم لورستان شمال غرب إيران إلى زلزال أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص بتاريخ‬
‫‪ 2006/1/4‬بلغت قوته ‪ 6‬درجات وفق مقياس ريختر‪ ,‬وأودى بحياة سبعين شخصا باإلضافة إلى تدمير عدد كبير‬
‫في اْلبنية والممتلكات‪ ,‬والحق أضرارا بعدد من القرى‪,‬وقال رئيس فريق الطوارئ اإلقليمي المعني بالتعامل مع‬
‫الكوارث أن اكثر من ‪ 1200‬شخص أصيبوا في المناطق المحيطة بمدينتي دورود وبروجرد بإقليم لورستان‪,‬ومن‬
‫أكثر المناطق تضررا انهيار مبان مبنية بالطوب وتحولت إلى أنقاض‪ ,‬فيما تحولت البيوت الطينية إلى أكوام من‬
‫قطع اللبن والتراب‪.‬‬
‫وتشير التقارير أن حوالي ‪ 330‬قرية في المنطقة لحقت بها أضرارا مادية بالغة‪.‬‬
‫كما تعرض إقليم كرمان بجنوب شرق إيران إلى زلزال متوسط القوة في ‪2006/5/8‬بلغت قوته ‪ 5.2‬درجة‬
‫بمقياس ريختر تسبب في إصابة عدد من اْلشخاص بجروح‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬النشاط الزلزالي في تركيا ‪:‬‬


‫شهدت تركيا عدد من الزالزل وبشكل واضح في أواخر القرن الماضي واوائل القرن الحالي‪,‬وتعد تركيا من‬
‫الدول التي تقع ضمن منطقة النشاط زلزالي ْلنها ضمن نطاق الكتل غير المستقرة ويمر عبرها عدد من الفوالق‬
‫النشطة تكتونيا والتي تسهم بشكل فاعل في اْلحداث الزلزالية‪ ,‬ومن أهم الزالزل التي تعرضت لها تركيا في‬
‫اآلونة اْلخيرة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬زلزال ازميت ‪:‬‬


‫تعرضت منطقة ازميت شمال غرب تركيا إلى زلزال قوي بلغت درجته ‪ ، 7.4‬بتاريخ ‪ 17‬آب ‪1999‬‬
‫وتسبب في مقتل ‪ 17118‬شخص على اْلقل وإصابة ‪ 50000‬آخرين‪ ,‬وآالف المفقودين و ‪ 600000‬مشرد‪،‬‬
‫وأضرار شديدة في مقاطعات استنبول و كوكايلي وساكاريا‪ ،‬وقد شعر به السكان في مناطق واسعة شملت أنقرة‬
‫شرقا ً‪ ،‬وقدرت اْلضرار بـ ‪ 3‬إلى ‪ 6.5‬مليار دوالر‪,‬الشكل رقم (‪ )13-6‬يوضح موقع زلزال ازميت ونطاق‬
‫تأثيره‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )13-6‬موقع زلزال ازميت ونطاق تأثيره‪.‬‬


‫البحر االسود‬
‫تركيا‬

‫بحر مرمرة‬

‫وقد تسبب الزلزال بانزالق جانبي على طول ‪ 120‬كم من فالق اْلناضولي الشمالي‪ ،‬و تشققات من الغرب إلى‬
‫الشرق‪ ،‬وقد دامت الهزة ‪ 37‬ثانية‪ ،‬وبلغ االنزياح اْلعظم الفالقي خمسة أمتار‪ ،‬والتسارع اْلعظم ‪ g 0.4 -0.3‬و‬
‫قد تلى هذا الزلزال العديد من الهزات الكبيرة الالحقة‪ ،‬فقد حدثت بتاريخ ‪ 31‬آب هزة درجتها ‪ Mw 5.2‬و أدت‬
‫إلى مقتل شخص و إصابة ‪ 166‬آخرين‪ ،‬وبتاريخ ‪ 13‬أيلول حدثت هزة درجتها ‪ 5.9‬على مقياس ريختر فأدت إلى‬
‫مقتل ستة أشخاص وإصابة ‪ 422‬آخرين‪ ،‬وبتاريخ ‪ 11‬تشرين الثاني حدثت هزة أيضا درجتها ‪ 5.7‬على مقياس‬
‫ريختر‪ ,‬تسببت بمقتل شخص واحد و إصابة ‪ 156‬آخرين‪.‬‬
‫كما حدث زلزال آخر بتاريخ ‪ 12‬تشرين الثاني بدرجة ‪ 7.1‬على مقياس ريختر وأدى إلى مقتل ما يزيد عن ‪900‬‬
‫شخص‪.‬‬

‫‪ -2‬زالزل غرب تركيا‪:‬‬


‫ضربت ثالث هزات أرضية بلغت شدتها ‪ 5.7‬و‪ 5.9‬و‪ 5.6‬درجة على مقياس ريختر‬
‫االثنين‪ 2005/10/18‬السواحل التركية الواقعة على بحر إيجة غرب البالد دون أن تتسبب في وقوع ضحايا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ثالثين هزة ارتدادية صغيرة ضربت المنطقة الواقعة إلى الجنوب والغرب من ازمير‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫وتقع تركيا في منطقة صدوع زلزالية وتعد الزالزل الخفيفة أو المتوسطة حدثا شبه يومي تقريبا هناك‪. .‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬اثر التجارب النووية اإلسرائيلية على النشاط الزلزالي‪:‬‬


‫اوال‪ -‬معلومات اساسية عن التجارب النووية واثرها على النشاط الزلزالي‪:‬‬
‫تقوم إسرائيل بتجارب نووية أثرت على القشرة اْلرضية وتهددها بعدم االستقرار‪ ,‬ويشير تقرير بريطاني‬
‫خطير إلى تحذير مصر من زالزل في البحر اْلحمر يهدد مصر واْلردن وفلسطين‪,‬حيث يوجد اتصال بين فالق‬
‫البحر اْلحمر والفالق اْلناضولي الذي فجر زلزال إيران المدمر‪.‬‬
‫ويحذرا التقرير من احتمال دخول مصر منطقة الزالزل المدمرة خالل السنوات المقبلة‪,‬ويشير إلي أن استئناف‬
‫نشاط وادي الصدع للزالزل يجعل مصر ضمن منطقة زلزالية نشطة في الفترة القادمة ‪.‬‬
‫وقد اعد التقرير الخبير البريطاني المتخصص في شئون الزالزل داييد مايسور يكشف الكثير من المخاطر التي‬
‫يمكن أن تتعرض لها مصر‪ ،‬وهذا يتطلب االستعداد من اآلن لمواجهة الخطر قبل أن يداهمنا الخطر‪.‬‬
‫ويشير التقرير إن المشكلة بالنسبة لمصر أنها من الدول ذات الكثافة السكانية العالية‪ ،‬وأن أي نشاط زلزالي قد‬
‫يترك آثارا كبيرة‪ ،‬وأن مصر ظلت لفترة طويلة خارج حزام الزالزل القاتلة أو الخطيرة‪ ،‬وأن ما استجد من‬
‫أحداث منذ فترة قصيرة أن وادي الصدع الذي يمتد علي طول خمسة آالف كيلو متر تقريبا قد بدأ يعاود نشاطه‪،‬‬
‫وأن هذا هو الذي تسبب في زالزل غير مؤثرة في السنوات واْلشهر القليلة الماضية في كل من اْلردن ومصر‪،‬‬
‫إال أن هذا الوادي كان نشيطا قبل قرون عدة في مصر‪ ،‬وأن نشاطه هذا أدي إلي حدوث زالزل قوية جدا تسبب‬
‫في فقدان جزءا كبيرا من الحضارة المصرية حتى اآلن‪ ،‬وأن الزالزل في القرون الماضية كانت تؤدي إلى موت‬
‫آالف اْلشخاص‪ ،‬وقد توقف منذ فترة طويلة بعد أن قتل عشرات اآلالف منهم‪ ،‬وظل لفترة طويلة هادئا دون نشاط‬
‫حتى أن نشاطه في الدول المجاورة لمصر قد بدأ يضعف ويفقد تأثيره‪ ,‬ويذكر التقرير إن وادي الصدع الزلزالي‬
‫نشأ أساسا منذ أكثر من ‪ 20‬مليون سنة‪ ،‬وأن سبب ظهوره الرئيسي في تلك المنطقة هو تحرك الصفائح التكتونية‬
‫لألرض‪،‬وأنه ربما كان هذا الوادي أحد اْلسباب المباشرة عن تكون البحر اْلحمر‪ ،‬وامتداد اْلنهار في العديد من‬
‫دول هذه المنطقة‪,‬ومشكلة هذا الوادي الزلزالي بحسب التقرير أنه ال يضم دولة واحدة‪ ،‬وأنه قد ينشط في منطقة‬
‫معينة‪ ،‬إال أنه يؤثر في منطقة أخري‪ ،‬فهذا الوادي يبدأ في شمال سوريا أال انه ظل هادئا‪ ,‬وأن الزالزل التي‬
‫وقعت قبل ذلك في سوريا لم تكن نشيطة إال بقدر محدود‪ ,‬وبالرغم من أن هذه البداية توحي بالخطر‪ْ ،‬لنه من‬
‫المفترض أن هذا الوادي يلتقي مباشرة مع الفالق اْلناضولي اْلكثر شهرة‪ ،‬والمسئول عن زالزل تركيا وإيران‬
‫التي أدت في كثير من اْلحيان إلي خسائر مادية وبشرية كبيرة ‪.‬‬
‫وعلي الرغم من اتصال وادي الصدع بالفالق اْلناضولي إال أن المشكلة في الفترة القادمة وكما أظهرتها‬
‫التقسيمات الجغرافية الجديدة بأن مكمن الخطورة ليس في اْلراضي السورية أو اللبنانية‪ْ ،‬لنه من المعروف أن‬
‫وادي الصدع يفصل بين جبال لبنان الشرقية والغربية‪ ،‬ثم يدخل إلي اْلراضي اْلردنية عبر البحر الميت‪ ،‬ومنه‬
‫إلي اْلراضي المصرية في البحر اْلحمر ‪.‬‬
‫وتمثل منطقة البحر الميت أقصي انخفاض لألرض‪ ،‬والذي يمتد حتى سيناء والعقبة‪ ،‬ثم اْلراضي المصرية بعد‬
‫ذلك ‪ ,‬إال أن التقسيمات الجغرافية أظهرت أن تجدد النشاط القوي لوادي الصدع خاصة في المنطقة الواقعة بين‬
‫اْلراضي اْلردنية والمصرية يعود إلي متغيرات غير طبيعية‪ ،‬وأن هذه المتغيرات سببها 'اإلنسان‪.‬‬
‫ويشير التقرير إلي أنه قد ثبت من صور التقسيمات الجغرافية لتضاريس اْلرض‪ ،‬وحسب صور اْلقمار‬
‫الصناعية التي تتابع النشاط الزلزالي في هذه المنطقة أن هناك ثقوبا كبيرة في سطح اْلرض خاصة في المناطق‬
‫الصحراوية بين مصر واْلردن‪،‬وأن هذه الثقوب الكبيرة هي نتيجة نشاط انفجارات نووية قوية حدثت في هذه‬
‫المناطق‪،‬وأن كل هذه االنفجارات البـد أن تكون للتجارب النووية‪ْ ،‬لنه ليست هناك أهداف للنشاط النووي في هذه‬
‫المنطقة سوي للتجريب‪ ,‬ولكن الذي كشف عنه التقرير أن هذا النشاط بدأ مع أوائل السبعينات‪،‬ولكنه زاد بصورة‬
‫ملحوظة في الثمانينات‪ ،‬وكان أكثر بروزا وخطورة في النصف الثاني من التسعينات وحتى أعوام أو أشهر قليلة‬
‫مضت‪ْ ،‬لن أحد الثقوب البارزة يدل علي أن هناك تجربة كبري ربما تكون قد وقعت في فترة ال تزيد علي ‪ 7‬أو‬
‫‪ 8‬شهور‪ ،‬وأن هذا النشاط مازال مستمرا حتى اآلن ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬خطورة التجارب النووية‪:‬‬


‫يبين تقرير داييد أنه لم يكن معنيا بالسياسة‪ ،‬أو تطور اْلسلحة في الشرق اْلوسط قبل هذا الحدث‪ ،‬واالكتشاف‬
‫المهم‪ ،‬إال أنه نظرا لخطورة الموقف وما قد يترتب عليه من خسائر بشرية كبيرة وهائلة خاصة في مصر التي‬
‫ستتأثر أكثر من اْلردن‪ ،‬ويجب أن يولي المسؤول عن النشاط النووي اهتماما في هذه المنطقة‪ ،‬والمستفيد من ذلك‪،‬‬
‫وأنه لم يجد غير دولة واحدة هي إسرائيل في المنطقة ذات التقنيات التكنولوجية النووية العالية‪ ،‬وأن اإلسرائيليين‬
‫يقومون بإجراء تجارب نووية دورية ومستمرة‪ ،‬كما إنهم مهتمون بنقل ودفن المواد النووية التي تتفاعل في بعض‬
‫اْلحيان مع القشرة الضعيفة من اْلرض ‪.‬‬
‫وقد تملك داييد اعتقادا جازما بأن اإلسرائيليين ال يقدرون خطورة ما يقدمون عليه‪ ،‬وكذلك لجهلهم بطبيعة القشرة‬
‫اْلرضية في هذه المنطقة‪ ،‬وأنه قرر أن ينصحهم بأن يبتعدوا بتجاربهم النووية أو دفن هذه المواد في منطقة وادي‬
‫الصدع‪ ،‬أو يقتربوا منها‪ ،‬وإال فإن الزالزل الضعيفة لن ترحم اإلسرائيليين أنفسهم‪ْ،‬لن هذا الوادي في أحد ممراته‬
‫يمتد إلي فلسطين‪،‬وبالتالي إسرائيل‪,‬وكتب تقريرا بذلك إلي رئيس الوزراء اإلسرائيلي شارون‪ ،‬حذره فيه من‬
‫االستمرار في النشاط النووي اإلسرائيلي‪ ،‬وشرح له أبعاد خطورة الموقف‪ ،‬موضحا أن القشرة اْلرضية أصبحت‬
‫ملتهبة وغير قادرة علي تحمل هذا النشاط ‪.‬‬
‫كما أظهرت التقسيمات أن قشرة وادي الصدع خاصة في الجزء الذي يدخل إلي اْلراضي المصرية‪ ،‬والذي يعد‬
‫المسبب الرئيسي لجميع أنواع الزالزل في مصر قد تأثر كثيرا بسبب ‪ 8‬تجارب نووية كانت أكثر قوة‪ ،‬وأن هذه‬
‫التجارب جرت مع نهاية الثمانينات واستمرت حتى أواخر التسعينات‪ ،‬وأن بعضا من تلك االهتزازات العنيفة لهذه‬
‫القشرة اْلرضية هو الذي تسبب في الزلزال العنيف الذي ضرب مصر في التسعينات‪ ،‬إال أن المشكلة اْلكثر‬
‫خطورة هي أنه بعد هذا الزلزال كان من المنتظر أن يعود وادي الصدع إلي هدوئه‪،‬كما أن ما يقلق المصريين مرة‬
‫أخرى أن النشاط النووي العنيف إلسرائيل زادت حركته مع النصف الثاني من التسعينات‪ ،‬باإلضافة إلي كثافة عدد‬
‫هذه التجارب‪،‬أو االنشطارات النووية في هذه المنطقة‪,‬ويعد ذلك اكبر خطر يواجهها‪ْ ،‬لنها تمثل حدا فاصال بين‬
‫الحياة الموت‪ ،‬وأن كل المشكالت اْلخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية ال تعادل في أهميتها ولو بنسبة قليلة هذا‬
‫الحدث اْلكثر أهمية‪ ،‬والذي قد يكون له الوقع والتأثير اْلكبر في السنوات القليلة القادمة ‪.‬‬
‫ويشير التقرير إلى 'إن التحدي اْلكبر الذي يواجه مصر واْلردن تحديدا وفلسطين بدرجة أقل هو أن وادي الصدع‬
‫يسير في طريق طولي‪ ،‬ومن هذه الممرات الطويلة يأخذ أحيانا اتجاهات عرضية ومتعرجة في بعض المناطق‬
‫ويحاصر الدول الثالث حصارا كبيرا‪ ،‬فعلي سبيل المثال فإن الوادي يحاصر مصر من البحر اْلحمر‪ ،‬وتلك أخطر‬
‫مناطقه‪ ،‬ثم من البحر اْلحمر يدخل عرضيا إلي إريتريا ومنها إلي أثيوبيا ومنها يسير في خطوط متعرجة ليعود‬
‫إلي مصر من جديد‪ ،‬ليس من المناطق الجنوبية فقط‪ ،‬ولكن أيضا من المناطق الشرقية والغربية‪ ،‬مما يعني أن وادي‬
‫الصدع الذي تميز بهدوئه ْلكثر من قرن كامل يكاد يحاصر في السنوات القادمة مصر ‪.‬‬
‫ويقول داييد أن هذا الوادي أصبح اآلن يستغيث‪ ،‬وكأن لسان حاله يقول للمصريين 'أنقذوني قبل أن أقتـلكم ‪ ..‬أنقذوني‬
‫من النشاط النووي اإلسرائيلي‪.‬‬
‫وقد اعترف داييد بأن المراكز العلمية الحكومية في أمريكا تلقت أمرا بأن تكون نتائج هذه الدراسات سرية للغاية‪،‬‬
‫وال يجوز االطالع عليها ْلي سبب من هذه اْلسباب‪ ،‬وقد استنكر داييد هذا التصرف اْلمريكي‪ ،‬معتبرا أن هذا‬
‫اْلمر ال يمكن أن يكون سريا‪ْ ،‬لنه ال يتعلق بأسلحة يمكن إخفاؤها‪ ،‬أو مشكالت سياسية‪ ،‬أو تقارير اقتصادية‪ ،‬وإنما‬
‫يتعلق بحياة شعب بأكمله‪ ،‬وشعوب أخري مجاورة مهددة بنشاط زلزالي عنيف‪ ،‬وطلب من الحكومة اْلمريكية أن‬
‫يكون لديها ضمير علمي وإنساني يقظ إلنقاذ الماليين من البشر ‪.‬‬
‫وبعد عملية بحث قام بها داييد تأكد أن العالقات الخاصة جدا بين اْلمريكيين واإلسرائيليين وراء هذا الموقف‪ ،‬وأن‬
‫اْلمريكيين ال يريدون إثارة المزيد من التوتر بالمنطقة بالكشف عن أخطر ما في جعبة اْلقمار الصناعية من صور‬
‫لتضاريس وجغرافية القشرة اْلرضية في هذه المنطقة ‪.‬‬
‫ويؤكد تقرير داييد ما أوضحته هذه الصور بجالء من خالل مقارنتها ببعضها في سنوات متفرقة من آثار التجارب‬
‫النووية التي يتم إجراؤه في مناطق محددة‪ ،‬حتى عندما يتم االبتعاد عن هذه المناطق فإن ذلك ال يكون إال بأقل من‬
‫‪ 100‬كيلو متر‪ ،‬والتي تعني عمليا أنها تدخل في منطقة واحدة‪ ،‬وأن إسرائيل عن غير عمد هكذا يقول التقرير وقع‬
‫اختيارها علي مناطق محيطة وقريبة جدا من التصدع الزلزالي‪ ،‬وأحيانا في ذات المنطقة‪ ،‬وهذا يحدث مرتين أو‬
‫ثالث‪ ،‬وفي المرات الثالث التي أجريت فيها التجارب في منطقة التصدع‪ ,‬إذ حدث بعدها بأيام قليلة زالزل في‬
‫المنطقة‪ ،‬وأن مصر تأثرت بهذه الزالزل‪.‬‬
‫وقد اطلع داييد علي التقارير العلمية في وقتها‪ ،‬ودرس المبررات التي أكدت علي التصدع الزلزالي في البحر‬
‫اْلحمر‪ ،‬وميناء العقبة اْلردني‪ ،‬إال أن الصور واْلبحاث القديمة التي كانت لديه تؤكد أن المنطقة الزلزالية ذات‬
‫نشاط هادئ‪ ،‬وأن هذا يعني علميا خروج مصر من منطقة الحزام الزلزالي في منطقة الشرق اْلوسط‪ ،‬وأنه كان‬
‫يبدي اندهاشا من تحرك هذا النشاط الزلزالي في هذه المنطقة‪ْ ،‬لن حركته لم تكن طبيعية‪ ،‬وأنه كان يري أن هناك‬
‫عوامل أخري يجب الوقوف عليها ‪ ,‬وقد تولد لديه شك في لحظة معينة بأن دولة ما في هذه المنطقة‪ ،‬أو دولة من‬
‫خارجها لديها برنامج نووي‪ ،‬وتستغل هذه المنطقة في تجارب أسلحة نووية حديثة‪ ،‬مما يزيد من خطورة التصدع‬
‫الزلزالي ‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬أدلة يقينية على التجارب النووية االسرائلية ‪:‬‬


‫يقول داييد في تقريره إن شكوكه هذه لم يكن يدعمها أي منطق علمي‪ ،‬أو مبررات علمية لديها اْلدلة اليقينية‬
‫علي ذلك‪ ،‬حتى أتيحت له فرصة االطالع بوصفه خبيرا دوليا في النشاط الزلزالي علي صورة اْلقمار الصناعية‬
‫اْلمريكية في مراكز لم يسميها التقرير‪ ,‬وأنه قد رأى حجم الثقوب التي أبرزتها هذه الصور في القشرة اْلرضية‪،‬‬
‫وأن الصور الحديثة أبرزت زيادة حجم هذه الثقوب‪ ,‬إال أن الخطورة كما يقول داييد نظرا لوقوع النشاط النووي‬
‫اإلسرائيلي في مناطق متقاربة من بعضها وتكاد تكون واحدة وبالقرب من البحر اْلحمر‪ ،‬فهذا يجعل الفجوات‬
‫العميقة التي تصيب التصدع الزلزالي ليست كثيرة فحسب بل كل فجوة تزداد اتساعا وهوة‪ ,‬ومع كل اتساع تبدأ‬
‫فعالية الفجوة في تحريك هذا التصدع‪ ،‬وبالتالي زيادة الهشاشة في القشرة اْلرضية‪ ،‬مما يجعلها عرضة مباشرة ْلي‬
‫تحرك زلزالي ‪.‬‬
‫ويوضح إن الوضع حتى اآلن يبدو خطيرا‪ ،‬ولكنه سيزداد خطورة ويصبح شديدا في السنوات القليلة المقبلة‪ ,‬والذي‬
‫حدث أنه في الثمانينيات كان حجم الثقوب صغيرا‪ ،‬وعلي الرغم من أنها لم تكن مؤثرة في ذلك الوقت إال أنها زادت‬
‫من طول التعرجات في التصدع الزلزالي‪ ،‬وأنه يعتقد أن هذا أحد اْلسباب المباشرة التصال هذا التصدع بالفالق‬
‫اْلناضولي اْلكثر شهرة في تاريخ الزالزل‪ ,‬والذي يعتبر أحد اْلسباب المباشرة في الزالزل اْلخيرة والمدمرة التي‬
‫شهدتها إيران‪ ,‬وهذا يعني من وجهة نظره العلمية أن زالزل الفالق اْلناضولي سوف يتأثر بها حتما التصدع‬
‫الزلزالي في البحر اْلحمر‪ ،‬وأن هذا السبب في حد ذاته كافي للزالزل الخطيرة التي يمكن أن تضرب مصر‬
‫واْلردن في السنوات واْلشهر القادمة ‪ ,‬ولكن ذلك يتفاعل مع نشاط وتفجيرات نووية مازالت قائمة حتى اآلن ‪.‬‬
‫كما يـذكر إن مشكلة التفجيرات النووية وما تحدثه من فجوات عميقة في مناطق هذا التصدع غير قابلة للعالج‬
‫المستقبلي‪ ،‬أي أن ما حدث يجعل اْلوضاع قائمة علي ما هي عليه‪ ،‬ولكن هذه اْلوضاع تتغير مع أي أنشطة جديدة‪،‬‬
‫ْلنها تزيد من فعاليتها وتحرك اْلنشطة الزلزالية ‪ ,‬هذا باإلضافة إلي أن هذه الفجوات من جراء التجارب النووية قد‬
‫تبدو ساكنة ظاهريا ‪ ,‬ولكن فجأة ونظرا لحدوث أية متغيرات جديدة قد تتغير وتضرب بشدة في كل اتجاه ‪.‬‬
‫ويرى كاتب التقرير أنه إذا كانت اْلراضي في مصر هي اْلشد تأثرا إال أن ذلك لن يعفي المناطق الخاضعة‬
‫للسيطرة اإلسرائيلية ‪,‬و'يذكر أن الهزة الزلزالية اْلخيرة التي ضربت اْلراضي الفلسطينية أدت إلي تصدع سقف‬
‫الكنيست اإلسرائيلي علي الرغم من الطبقة العازلة القوية في هذا السقف‪ ،‬كما أن وزارة التعليم العالي اإلسرائيلية‬
‫أصيبت بأضرار في الزلزال الذي وقع في تلك المنطقة ‪ ,‬ولكن ضعف تأثيره في مصر يعود إلي أن النشاط‬
‫الزلزالي في هذه المرة كان مصدره البحر الميت قريب الصلة بالبحر اْلحمر‪ ،‬مما يعني من وجهة النظر العلمية‬
‫لبعض التقارير أن مواطن الخطر قد بدأت فعال‪ْ ،‬لنه حسب تقرير داييد فإن الفجوات العميقة والتي أبرزتها صور‬
‫اْلقمار الصناعية كثقوب في اْلرض قد زادت بصورة ملحوظة كميا وكيفيا‪ ،‬حتى أن إحدى هذه التجارب القوية في‬
‫التسعينات أبرزت وجود تعرج جديد في التصدع الزلزالي ‪ ,‬أي أنه بدأ يشق طريقا جديدا له في منطقة البحر‬
‫اْلحمر‪ ،‬وأن هذا التعرج ضرب مصر واريتريا معا ‪ ,‬مما يعني أن أفريقيا التي كانت بعيدة عن النشاط الزلزالي‬
‫أصبحت هي اْلخرى بفعل النشاط النووي اإلسرائيلي في داخل الدائرة الزلزالية المنشأة حديثا‪.‬‬

‫رابعا‪-‬تطور هائل في البرنامج النووي اإلسرائيلي‪:‬‬


‫يوضح التقرير إن صور اْلقمار الصناعية كشفت مدي التطور الهائل في البرنامج النووي اإلسرائيلي‪ْ ،‬لن‬
‫القشرة اْلرضية منذ تكوينها قادرة علي امتصاص الصدمات القوية‪ ،‬والتي هي من نتاج عوامل بشرية‪ ،‬فالقنابل‬
‫لم تستطع أن تنال منها أو تؤثر فيها‪ ،‬وأن جميع اْلنشطة العسكرية اْلخرى لم تؤثر أيضا إال بقدر محدود جدا‪،‬‬
‫مما يدل علي التطور الهائل في البرنامج اإلسرائيلي النووي الذي اثر في تلك القشرة ‪ ,‬ومما يؤكد هذه الحقيقة أن‬
‫إحدى التجارب المهمة والتي تعمل إسرائيل علي اتخاذ احتياطات بالغة من أجل منع عالنيتها أو شعور الدول‬
‫المجاورة بها ‪ ,‬ويرجح التقرير أن تكون هذه التجربة قد تمت بعد عام ‪ ،1994‬وأنه من سوء حظ القشرة اْلرضة‬
‫أن هذه التجربة جاءت مباشرة في التصدع الزلزالي‪ ،‬وأنها أدت إلي تباعده بمقدار أضعاف مضاعفة‪ ،‬مما أدي‬
‫إلي زيادة النشاط البركاني في هذه المنطقة ‪.‬‬
‫ويضيف التقرير 'أن هذا التصدع الزلزالي يصل حاليا إلي منطقة البحيرات‪ ،‬ويمتد إلي كينيا وتنزانيا وأثيوبيا‪ ،‬مما‬
‫يعني أنه أصبح لصيق الصلة بدول نهر النيل‪ ,‬أي أن هناك تعرجات جديدة تمتد من البحر اْلحمر لتشكل في‬
‫الجنوب امتدادا مع نهر النيل‪ ،‬وأنه مع زيادة النشاط النووي اإلسرائيلي يزداد اتساع امتداد التصدع‪ ،‬مما يجعل‬
‫دول نهر النيل تتأثر مباشرة بأي زلزال قادم من البحر اْلحمر‪ْ ،‬لن هناك تعرجا نيليا يتصل به ‪.‬‬
‫ويذكر التقرير أنه وفق التقديرات والزالزل السابقة فإن الزالزل في هذه المنطقة ال تكن ضعيفة‪ ،‬أو محدودة‬
‫التأثير‪ ،‬وإنما تكون متوسطة وأحيانا قوية‪ ،‬وأنها سوف لن تقل عن ‪ 1،5‬علي مقياس ريختر‪ ،‬وأن مصدر الهزات‬
‫اْلرضية ليس بعيدا عن باطن اْلرض‪ ،‬وهذا ما يعطي لهذه الزالزل خاصية أخري‪ ,‬فوفق ما حدث فإن مصدر‬
‫الهزة لم يكن يبتعد أكثر من ‪ 16‬أو ‪ 17‬كيلو مترا عن باطن اْلرض‪ ،‬وكلما اقترب مصدر الهزة من سطح‬
‫اْلرض فهذا بحد ذاته يعطي قوة إضافية كبري لهذه الهزات والزالزل ‪.‬‬
‫ويذكر التقرير أن التجارب النووية اإلسرائيلية أو النشاط البشري في تلك المنطقة هو الذي يؤدي لذلك‪ ,‬أي يقترب‬
‫مصدر الهزة من سطح اْلرض‪ ,‬ولكن المشكلة الحقيقية في هذه المنطقة أن هذا النشاط يتفق مع الصفائح التكتونية‬
‫للقشرة اْلرضية‪ ،‬وهي مهيأة أصال لنشاط زلزالي‪ ،‬أي أن ما يحدث في مصدر الهزة والقريب من سطح اْلرض‬
‫من تحركات وتبدالت بفعل النشاط النووي فإن ما تحته أي علي بعد حوالي ‪ 50‬كيلو مترا من باطن اْلرض هو‬
‫في ذاته يحمل عوامل مهيجة للنشاط البركاني‪ ,‬وعندما يتفق االثنان فإن الزلزال البد أن يكون قويا ومؤثرا وفعاال‬
‫ومسببا أضرارا جسيمة ‪.‬‬
‫وفي الختام حذر التقرير من أن استمرار هذا النشاط البشري قد يؤدي إلي اختفاء العديد من المدن الواقعة في هذه‬
‫(‪)11‬‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ -‬مخاطر التسونامي على الوطن العربي‬


‫اوال‪ -‬مخاطر تسونامي محتمل في البحر المتوسط‪:‬‬
‫كشف خبراء في علم الجيولوجيا أن خطر وقوع حركة مد بحري هائل (تسونامي) قائم في البحر المتوسط‪,‬‬
‫حيث سجلت هذه الظاهرة في الماضي‪ ,‬ويوضح ميشال فيلنوف عالم الجيولوجيا الفرنسي في جامعة بروفانس انه‬
‫عندما يكون هناك نشاط زلزالي ومسطح مائي فان خطر وقوع حركة مد بحري كبيرة قائم وال يمكن االستهانة‬
‫به‪,‬ويضيف فيلنوف أن محرك النشاط الزلزالي هي منطقة اندساس اللوح اْلفريقي تحت اللوح االورو‪-‬أسيوي‬
‫الواقع تحت منطقة اْلطلس في شمال أفريقيا من المغرب حتى تونس‪ ,‬وتمتد أيضا في البحر حتى شمال صقلية‪.‬‬
‫وعلى مدى آلفي سنة سجل حوالي عشرين مد عال في المتوسط كان بعضها قاتال‪ ,‬كما حصل في العام ‪551‬‬
‫ميالديا على طول الشاطئ اللبناني‪ -‬السوري‪ ,‬وفي مصر في القرن الرابع والقرن الرابع عشر‪ ,‬وفي مسينيا‬
‫(إيطاليا) عام ‪, 1908‬وهذا ليس بالكثير على ما يقول بول تابونييه عالم الجيولوجيا في معهد فيزياء الكرة‬
‫اْلرضية في باريس‪.‬‬
‫وتنتشر الصدوع في المتوسط مثل اليونان‪ ,‬حيث يوجد صدع شبيه بصدع سومطرة يمتد من البحر االيوني حتى‬
‫رودوس‪,‬وقد حدث زلزال في عام ‪ 365‬م تسبب بمد بحري وصلت اثاره الى جزيرة صقلية ومصر‪ ,‬وأدى إلى‬
‫مقتل عشرات اآلالف من اْلشخاص حسب ما يقول خبير الزالزل اليوناني فاسيليس بابازاخوس‪.‬‬
‫ويرى الخبراء أن ‪ %80‬من موجات تسونامي تسجل في المحيط الهادئ و ‪ %10‬في المحيط الهندي‪ ,‬وبين ‪ 5‬إلى‬
‫‪ %10‬في المتوسط حيث قوتها اضعف بشكل وسطي‪ ,‬وهذا ما يطمئن فيليب لونيونيه مدير قسم الجيوفيزياء‬
‫الفضائية والكونية في معهد فيزياء الكرة اْلرضية في باريس‪.‬‬
‫وثمة سببان وراء ذلك‪,‬حيث تنخفض في المتوسط القوة الوسطية للزالزل‪ ,‬كما أن مسطح المياه اصغر‪ ,‬اْلمر‬
‫الذي ال يسمح للموجة بان تجمع الكثير من القوة كما حصل في آسيا‪.‬‬
‫ونظريا ال يمكن استبعاد سيناريو أن تضرب موجة تسونامي السواحل الفرنسية عند مستوى سهل الكا ما رغ‬
‫ويصل المد حتى مدينة آرل على بعد ‪ 25‬كيلومترا من الساحل كما يحذر فيلنوف‪.‬‬
‫وطالت أخر موجة تسونامي صغيرة خلفها زلزال بومرداس (الجزائر) في مايو ‪ 2003‬من دون أن تسفر عن‬
‫ضحايا‪ ،‬كل من جزر البالييار والسواحل الفرنسية‪,‬حيث ارتفع مستوى المياه الى ‪ 1,50‬متر في بعض اْلماكن‪.‬‬
‫ويتوقع تابونييه أن بحر مرمرة في تركيا قد يكون على اْلرجح المسرح المقبل لموجة تسونامي اصغر من تلك‬
‫التي شهدتها آسيا‪ ,‬ولكن الكثافة السكانية الكبيرة قد تجعل منها موجة قاتلة‪ ,‬ويقول لونيونه أن هذه الظواهر تتكرر‬
‫فقط كل عشر أو خمسين سنة‪ ,‬مما يخفف من شدة الخطر في أذهان السلطات والسكان‪ ,‬في حين يتمتع المحيط‬
‫الهادئ بنظام إنذار تشارك فيه ‪ 26‬دولة‪ ,‬في حين يفتقر المتوسط والمحيط الهندي إلى نظام كهذا‪.‬‬
‫ويقول تابونييه أن ما حصل في آسيا سيدفعنا ربما إلى التفكير حتى ولو يشكل أولي بالنسبة للدول‪ ,‬وهذا اْلمر‬
‫مؤسف جدا‪.‬‬
‫ويوضح باتريك سيمون مدير مكتب المخاطر الطبيعية في وزارة البيئة الفرنسية اْلمر الذي يعقد اإلنذار هو أن‬
‫عرض المتوسط يبلغ آلف كيلومتر فقط مما يعني أن موجة تسونامي يمكن أن تعبره في ساعة أو اكثر بقليل‪,‬‬
‫وشدد على أن فرنسا بدأت دراسة لتحديد تواتر حدوث موجة من هذا النوع‪.‬‬
‫ويؤكد جيراسيموس بابادوبولوس من معهد الجيوديناميك في مرصد أثينا أن في اليونان التي تشهد اكبر نشاط‬
‫زلزالي في أوروبا يقوم خبراء الزلزال بأول إجراءات لمسح مخاطر التسونامي ووضع نظام إنذار بعد فترة من‬
‫‪.‬‬
‫الزمن‬

‫ثانيا‪ -‬مخاطر تسونامي المحيطين الهندي واالطلسي‪:‬‬


‫تعد المنطقة العربية من المناطق التي تقع ضمن نطاق تأثير ما يحدث من امواج تسونامي في جنوب وجنوب‬
‫شرق اسيا‪,‬والدليل على ذلك ماحدث على اثر الزلزال الذي ضرب المنطقة في ‪ 2004/12/26‬والذ نتج عنه‬
‫تسونامي شدشد جدا وصلت اثاره الى سواحل افريقيا الشرقية ‪,‬وكانت اثاره واضحة في الصومال‪,‬حيث أعلنت‬
‫اْلمم المتحدة أن ما يتراوح بين ‪ 30‬و‪ 50‬ألف صومالي شردو من ديارهم في البلدات الساحلية التي ضربتها‬
‫اْلمواج الناجمة عن زلزال آسيا‪ ,‬وتعد بلدة هافون من اكثر البلدات الساحلية تضررا من تلك االمواج‪,‬حيث‬
‫(‪)12‬‬
‫اكتسحت الطريق المؤدي إلى البلدة‪,‬كما انتشرت اْلمراض بين سكان تلك المناطق في شمال شرق الصومال‪.‬‬
‫وعليه يجب على الدول العربية ان تتخذ االجراءات المناسبة لمواجهة مثل تلك المخاطر‪,‬حيث تتعرض جنوب شرق اسيا الى‬
‫الزالزل بشكل مستمر ومتميز وهذا مؤشر على ان تلك المنطقة تتعرض الى كارثة في أي لحظة والتي ستكون اثارها على نطاق‬
‫واسع اذا مارافقها حدوث امواج تنتقل عبر مياه المحيطات والبحار االف الكيلومترات فتصل الى االمارات وعمان واليمن‬
‫والصومال ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ -‬الكوارث الطبيعية المناخية في الوطن العربي‪:‬‬


‫أوال‪ -‬السيول والفيضانات‪:‬‬
‫تتعرض مناطق واسعة من الوطن العربي إلى سيول وفيضانات ينجم عنها أضرار بشرية ومادية‪,‬وفيما يلي‬
‫وصف لبعض حاالت الفيضان والسيول في الوطن العربي‪:‬‬

‫‪ -1‬السيول جنوب الرباط في المغرب ‪:‬‬


‫تعرضت منطقة الراشيدية جنوبي الرباط في ‪ 2006/5/28‬إلى السيول واْلمطار الغزيرة التي هطلت على‬
‫المنطقة ودمرت عددا من المنازل‪ ,‬وتشير مصادر رسمية أن ستة أشخاص لقوا حتفهم‪ ,‬وقد تعرض حوالي ‪60‬‬
‫منزال في منطقة افرير تنجدات إلى أضرار بالغة‪ ,‬أما تهدمت أو غمرتها المياه أو تشققت‪ ,‬شكل رقم(‪)14-6‬‬
‫جريان المياه في المنطقة‪ ,‬كما فقد عدد من رؤوس الماشية‪ ,‬وتشير اْلنباء أن المنطقة قطعت عنها جميع الطرق‬
‫التي تربطها بالمناطق المجاورة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )14-6‬جريان المياه في المنطقة المعرضة لألمطار في المغرب‬

‫‪ -2‬فيضانات في السودان‪:‬‬
‫تعرضت مناطق واسعة من السودان إلى فيضان نهر النيل بتاريخ ‪ 2006/8/15‬فأجبرت أكثر من ‪ 1100‬أسرة‬
‫على النزوح إلى مناطق آمنة ‪,‬حيث ارتفع منسوب المياه في نهر النيل إلى مستوى خطير‪,‬إذ بلغ في‬
‫الخرطوم‪ 16.40‬مترا‪ ,‬وهذا مستوى يزيد على المستوى الذي سجل في نفس اليوم من عام ‪ 1988‬والذي تسبب في‬
‫قتل عشرات اْلشخاص‪ ,‬وفقد مئات اآلالف منازلهم بسبب اْلمطار الغزيرة والفيضانات‪,‬حيث غمرت المياه أجزاءا‬
‫من العاصمة الخرطوم‪ ,‬وتحولت الطرق الترابية إلى مساحات طينية‪ ,‬وأدت العواصف المطرية إلى قطع التيار‬
‫الكهربائي عن أجزاء من المدينة‪,‬الشكل رقم(‪ )6-15‬يوضح منسوب مياه نهر النيل في احدى المناطق‪.‬‬
‫كما غمرت المياه مناطق في جزيرة توتي الواقعة في منطقة التقاء النيل اْلزرق واْلبيض‪.‬‬
‫وقد بلغت الخسائر االولية للفيضان تدمير‪7331‬منزال‪,‬وتدمير ‪ 24‬قرية‪ ,‬فضال عن تدمير مساحات واسعة من‬
‫(‪)13‬‬
‫االراضي الزراعية الواقعة على جانبي النه‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ )6-15‬يوضح منسوب مياه نهر النيل في احدى المناطق‬
‫‪ -3‬فيضان انهار الصومال‪:‬‬
‫تعرضت الصومال إلى فيضانات شديدة أدت إلى غمر مساحات واسعة من اْلراضي المحيطة بمجاري‬
‫اْلنهار في ‪ ,2006/11/9‬والتي أدت إلى تشريد آالف اْلشخاص من القرى الواقعة على جانبيي نهري جوبا‬
‫وشبيلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أالمواج البحرية‪:‬‬

‫يحيط بالوطن العربي مسطحات ما ئية كبيرة كالمحيط االطلسي والمحيط الهندي والبحر المتوسط ‪,‬فضال عن‬
‫البحار والخلجان الداخلية‪,‬وقد نتج عن ذلك سعة المناطق الساحلية المفتوحة نحو تلك المسطحات المائية‪,‬ورغم‬
‫الفائدة الكبيرة من هذه الخاصية اال انها ذات مخاطر كبيرة بسبب االمواج التي تتعرض لها المناطق الساحلية‪,‬‬
‫وخاصة عند التعرض الى رياح شديدة او عواصف تدفع بامواج عالية نحو تلك السواحل فتدمر ما يقع تحت‬
‫نطاق تأثيرها من ابنية وطرق ومشأت‪ ,‬وقد شهدت عدة مناطق ساحلية في الوطن العربي مثل تلك الحالة ‪,‬فقد‬
‫تعرضت سواحل اإلمارات العربية إلى أمواج بحرية غير مسبوقة‪ ,‬وتحديدا يوم الثالثاء ‪ 11‬يناير (كانون الثاني)‬
‫‪, 2005‬فقد حدث ارتفاع في منسوب مياه البحر بسبب هبوب رياح شمالية شديدة‪ ،‬والتي تزامنت مع التغييرات‬
‫في حاالت المد العالي في مثل هذه الفترة من الزمن‪ ,‬ورصدت أجهزة المسح ارتفاعا في مستوى اْلمواج على‬
‫شاطئ جميرا المفتوح في دبي الذي يتم بناء جزيرة النخلة ـ جميرا فيه‪ ،‬وقد كان أعلى مستوى لألمواج نحو‬
‫‪ 2.46‬متر‪ ،‬بينما وصل مستوى البحر إلى حوالي ‪ 1.3‬متر فوق خط الشاطئ الساحلي‪ ,‬وتسببت اْلمواج القوية‬
‫والرياح في اندفاع المياه قرب الشواطئ لتضيف ‪ 0.5‬مترا إضافية في ارتفاع المياه‪ ,‬وطالت الرياح الشمالية‬
‫سواحل دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة في ذلك اليوم‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع موج البحر الذي غمر مناطق‬
‫عديدة من الكورنيش‪ ,‬حيث تخطت مياه البحر طريق الكورنيش‪ ,‬شكل رقم(‪ )6-16‬صورة لكورنيش الشارقة‬
‫ومشروع النخلة‪.‬‬
‫وتنفذ شركة نخيل المملوكة لحكومة دبي ثالثا من جزر النخلة وأرخبيال يدعى جزر العالم قبالة سواحل دبي‪,‬وقد‬
‫أكدت الشركة في أعقاب تلك الظروف المناخية أن مشروع النخلة جميرة والمشاريع الساحلية اْلخرى تمكنت من‬
‫مواجهة العواصف الشمالية الشديدة البالغ سرعتها ‪ 30‬عقدة‪/‬ساعة‪ ,‬ووصل ارتفاع الموج حول الكاسر المحيط‬
‫بالنخلة إلى حوالي ‪ 2.5‬متر‪ ،‬وقد أدى ارتفاع معدل المد الذي تزامن مع قوة الرياح الشمالية إلى ارتفاع منسوب‬
‫المياه‪ ،‬بحيث وصل ارتفاع الموجة في حالة معينة إلى متر ونصف تقريبا‪,‬واشار رئيس مجلس اإلدارة التنفيذي‬
‫لمشروع النخلة أن المشروع قد صمم ونـفذ لمواجهة أمواج يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار‪ ,‬فيما تم بناء الحواجز‬
‫(‪)14‬‬
‫المائية بصخور يبلغ وزنها ما بين ستة إلى عشرة أطنان‪ ,‬والتي ال يمكن أن تجرفها المياه‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )6-16‬صورة لكورنيش الشارقة ومشروع النخلة‬

‫ثالثا‪ -‬التغير في درجة الحرارة‪:‬‬


‫اجتاحت موجات من الحر الشديد معظم الدول العربية في بداية القرن الحالي الواحد والعشرين‪ ,‬وتسببت‬
‫بوقوع عدد من الضحايا باإلضافة إلى حصول حرائق في العديد من الغابات واْلحراش‪.‬‬
‫ففي الكويت سجلت هيئة اْلرصاد الجوية في أواسط شهر تموز‪ 2005‬درجة حرارة مرتفعة عن المعدل‬
‫االعتيادي بلغت ‪ 50.6‬درجة مئوية في الظل لتقترب من الرقم القياسي الذي تم تسجيله في ‪ 16‬يوليو‪/‬تموز‬
‫‪ 2000‬حيث بلغت درجة الحرارة ‪ 50.8‬درجة مئوية‪ ،‬وقد تراوحت درجات الحرارة المسجلة بين ‪ 45‬و ‪50‬‬
‫درجة مئوية اعتبارا ً من بداية هذا الشهر‪.‬‬
‫أما في الجزائر فقد تسببت موجة الحر في وفاة ‪ 9‬أشخاص في والية إدرار في الصحراء الجزائرية‪ ,‬حيث بلغت‬
‫الحرارة ‪ 48‬درجة مئوية‪ ،‬وتشهد الجزائر موجات حر استثنائية تصل فيها درجات الحرارة في العاصمة‬
‫الجزائرية وضواحيها ‪ 45‬درجة مئوية‪,‬وقد تسببت موجة الحر باندالع ‪ 28‬حريقا ً في غابات ‪ 14‬والية بشمال‬
‫الجزائر وفق ما أفادت به مديرية الغابات‪, ,‬الشكل رقم(‪ )6-17‬حرائق في الجزائر‬
‫وكذلك الحال في تونس فقد اندلع حريق ضخم في غابة جبلية ضمن الضاحية الجنوبية من العاصمة تونس‪ ,‬وقد‬
‫نتج عنه حرق سبعة هكتارات من اْلشجار والغابات‪،‬وقد رجحت المؤشرات أن يكون الحريق ناتجا ً بفعل‬
‫درجات الحرارة المرتفعة والتي تجاوزت ‪ 42‬درجة مئوية‪ ,‬ويعد ثاني حريق منذ ارتفاع درجات الحرارة في‬
‫شهر تموز بعد حريق شب في غابة بمدينة عين دراهم شمال غربي العاصمة تونس‪ .‬واشار معهد اْلرصاد‬
‫الجوية أن معدالت الحرارة هذه اْليام تتجاوز المعدالت العادية لشهر يوليو تموز ولكنها لم تصل إلى اْلرقام‬
‫القياسية المسجلة في السنوات السابقة في البالد والتي وصلت إلى ‪ 49‬درجة عام ‪.1997‬‬
‫وفي سوريا فقد طرأ ارتفاع على درجات الحرارة لتصبح أعلى من معدالتها عما كانت عليه في السنوات السابقة‬
‫بنحو ‪ 3‬إلى ‪ 6‬درجات مئوية‪,‬لتصل إلى ‪ 40‬درجة مئوية في الظل‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ )6-17‬حرائق في الجزائر‬

‫كما تتعرض الدول العربية إلى انخفاض في درجات الحرارة بشكل غير مألوف مما نتج عنها حدوث ظاهرة‬
‫الصقيع التي تسبب خسائر اقتصادية لما تتركه من أثار على المحاصيل الزراعية‪ ,‬وخاصة عندما تنخفض‬
‫الحرارة في وقت متقدم في فصل الخريف أو متأخر في فصل الربيع‪ ,‬وقد ينتج عن انخفاض الحرارة تساقط‬
‫الثلوج في مناطق لم تتعرض له من قبل‪,‬كما هو الحال في منطقة اإلمارات العربية‪ ,‬ففي حالة نادرة اكتست‬
‫المرتفعات الجبلية بالثلوج في أمارة رأس الخيمة‪ ,‬حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر‪ ,‬فقد‬
‫تجمعت كميات كبيرة من الثلوج اثر تساقطها أواخر شهر كانون أول‪/‬ديسمبر وعلى مساحة واسعة من المرتفعات‬
‫الجبلية‪ ,‬خصوصا في جبل جيس الذي يبعد ‪ 25‬كيلومترا شمال مدينة رأس الخيمة‪,‬وكانت اْلمارة قد شهدت‬
‫هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة مصحوبة برياح نشطة وانخفاض ملحوظ في درجات‬
‫( ‪)15‬‬
‫الحرارة‪,‬شكل رقم(‪ )6-18‬تساقط الثلوج في أمارة رأس الخيمة‪.‬‬
‫كما تعرضت المملكة العربية السعودية الى تساقط البرد بكميات كبيرة بتاريخ ‪ 2007/3/24‬بحيث كان حجم حبة‬
‫البرد بقدر حجم البرتقالة وفي حالة لم تشهدها السعودية من قبل‪,‬وقد نتج عن ذلك خسائر مادية في المناطق التي‬
‫تعرضت الى تلك الظاهرة‪,‬الشكل رقم(‪ )6-19‬صور للبرد في السعودية‪,‬والملحق رقم(‪ )6-1‬صور فضائية للبرد‬
‫الذي سقط على السعودية‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )6-18‬تساقط الثلوج في أمارة رأس الخيمة‪.‬‬


‫شكل رقم(‪ )6-19‬صور للبرد في السعودية‬

‫رابعا‪-‬الجفاف والتصحر‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف بعض المصطلحات‪:‬‬
‫يضم علم الجغرافية تخصصات طبيعية وبشرية متنوعة‪,‬وكل فترة ينضم تخصصا جديدا في هذا‬
‫المجال‪,‬ومنها جغرافية الجوع التي حضيت بمكانة بالغة اْلهمية‪ ،‬وتزداد هذه اْلهمية مع تزايد أعداد السكان‬
‫في مقابل التدهور في استغالل الموارد الطبيعية الذي تشهده الدول النامية يو ًما بعد يوم‪ ,‬والنتيجة اتساع الفجوة‬
‫بين اإلنتاج واالستهالك‪ ,‬وهو ما يجبر سكان العالم الثالث في آسيا وأفريقيا على وجه الخصوص في االعتماد‬
‫على الدول المانحة للمعونات االقتصادية‪،‬وهو ما يكبل إرادتها السياسية نتيجة لتبعيتها الغذائية‪.‬‬
‫ويمكن تقدير حجم هذه المشكلة حين يعرف العالم أن أكثر من ‪ 150‬مليون نسمة في أفريقيا وحدها يعيشون كل‬
‫عام تحت طائلة خطر الجفاف بالدرجة اْلساسية‪ ،‬وقد سقط صريع الموت جوعا ً من جراء الجفاف الذي عاشته‬
‫القارة اْلفريقية منذ عقدين من الزمان أكثر من ‪ 250000‬نسمة‪ ،‬كما هجر نحو ‪ 30‬مليون نسمة مساكنهم‬
‫وهاموا في اْلرض بحثًا عن الغذاء‪ ،‬وانتهى بهم الحال إلى معسكرات لالجئين الفارين من الجوع‪ ,‬والتي ال‬
‫تتوفر في معظمها ابسط مقومات الحياة‪.‬‬
‫وهناك عشرات اْلسباب التي تؤدي إلى انتشار الجوع في أنحاء متفرقة من الكرة اْلرضية وعلى رأسها‬
‫كوارث الفيضانات والعواصف وتأثير الزالزل والبراكين والحروب والكوارث التقنية‪ ،‬غير أن أكثر أسباب‬
‫انتشارا هي وقوع التصحر وحدوث نوبات الجفاف‪.‬‬
‫ً‬ ‫الجوع‬
‫أ‪-‬مفهوم التصحر والجفاف‪:‬‬
‫تقوم بعض الدول العربية ومنها مصر بتنفيذ مشروعات االستصالح الزراعي في المناطق الصحراوية‬
‫وتنفق من أجلها ماليين الدوالرات‪ ،‬بينما أجزاء أخرى من التربة السوداء في قلب الوادي والدلتا هجرها أهلها‬
‫لتملحها وارتفاع المياه في مكوناتها‪ ،‬كما أن للتلوث اإلسمنتي والترابي الذي تعانيه اْلشجار والنباتات في‬
‫بعض اْلماكن حتى تذبل أوراقها وتتدهور عافيتها فهي أيضا ً صورة من صور التصحر ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التصحر هو ليس اتساع الصحراء على حساب اْلراضي الزراعية المجاورة وانكماش الرقعة‬
‫الخضراء الخصبة‪ ,‬وانما يقصد به انخفاض قدرة التربة على اإلنتاج‪,‬بسبب تدهور في التربة والنبات الطبيعي‬
‫وموارد المياه بما يؤثر سلبًا على صحة الحيوان واإلنسان ويحرمهما من فرص الحياة‪.‬‬
‫وتتداخل المصطلحات في هذا المضمار‪ ،‬فقد يتخيل البعض أن التصحر يعني أرضاا تشابه الصاحراء الفعلياة‪ ،‬أو‬
‫أن التصحر يمثل عملية ال رجعة فيها من تحول اْلراضي المنتجة إلى أراض صحراوية مع مرور الزمن‪ ,‬أوان‬
‫التصحر ال يحدث إال على أطاراف الصاحراء‪ ,‬ورغام أن تنااقص اإلنتاجياة الزراعياة ومان بعادها الحيوانياة يعاد‬
‫مظهاارا ً أساساايا لألراضااي المتصااحرة‪ ،‬وإن النتيجااة قااد ال تكاان بالضاارورة تحااول اْلرض إلااى شااكل الصااحراء‬
‫برمالها الصفراء وخلوها من النباتات‪ ،‬كما يتصور البعض‪.‬‬
‫وتتبنى اْلمم المتحدة (عبر برامجها اإلنمائية والبيئية) تعريفًا للتصحر مفاده حدوث تدني في المقدرة البيولوجية‬
‫لألرض يؤدي إلى سيادة ظروف شبيهة بالظروف الصحراوية في ظل تأثير مزدوج من تغير وتذبذب في‬
‫الظروف المناخية مع حدوث نشاط بشري كثيف يؤثر سلبا على التربة‪ ،‬وتكون النتيجة إصابة اْلنظمة البيئية‬
‫عا‪.‬‬
‫بالتدهور ك ًّما ونو ً‬
‫دورا أساسيا فيها‪ ،‬بفعل أنشطته غير‬
‫أن التصحر نتاج عملية متصلة من تدهور اْلرض يكون لإلنسان ً‬
‫المدروسة‪ ،‬مثل اإلفراط في الزراعة‪،‬والرعي الجائر‪ ،‬وقطع الغابات‪ ،‬وسوء استغالل الموارد المائية‪.‬‬
‫ويتصور بعض الباحثين أن التصحر ناجم عن أسباب طبيعية‪ ،‬أهمها قلة اْلمطار‪ ،‬وتكرار سنوات الجفاف‪،‬‬
‫وتتابع هبوب العواصف الترابية‪،‬وأثرها على جرف التربة‪ ،‬وارتباط ذلك بظواهر مناخية عالمية‪ ,‬وبين الفريقين‬
‫يرى البعض تداخل العاملين معًا الطبيعي والبشري‪.‬‬
‫أما الجفاف فيعني معاناة منطقة ما من تناقص كمية اْلمطار السنوية مع معاناتها في نفس الوقت من درجات‬
‫حرارة مرتفعة‪ ,‬ولعل أحد مظاهر النطاقات الجافة هو شدة تباين مطرها‪،‬وهو ما يتضح من أمرين‪,‬اْلول تركز‬
‫سقوط المطر في فصل أو فصلين من فصول السنة‪ ،‬والثاني التباين الكبير من سنة ْلخرى في كمية المطر‪,‬‬
‫بحيث يصبح من المعتاد وجود سنوات غزيرة المطر تتبعها سنوات قليلة المطر‪ ,‬وحينما تزداد تكرارية الفترات‬
‫العجاف تصل المنطقة إلى مرحلة الجفاف ‪ ,Drought.‬وهناك ثالثة أنماط من الجفاف هي الجفاف المترولوجي‬
‫وفيه تكون كمية المطر دون متوسطها العام خالل سنة أو أكثر‪ ،‬والجفاف الزراعي وفيه اْلمطار التفي بحاجات‬
‫نمو المحصول من الماء‪ ،‬أما الجفاف الهيدرولوجي ففيه تكون كميات تصريف اْلنهار قليلة لدرجة تعجز معها‬
‫عن الوفاء باحتياجات المحاصيل أو توفير مياه الشرب لإلنسان‪ ,‬ويعد التمييز بين الجفاف المترولوجي‬
‫والزراعي أمرا مهما ً للغاية؛ ْلن منطقة ما يمكن أن تتلقى كمية من اْلمطار قريبة من المتوسط العام إال أنها مع‬
‫ذلك ال تنجو بإنتاجية المحصول من الخطر‪ْ ,‬لن اْلمطار تسقط في فصول أخرى غير فصل نمو المحصول‪.‬‬
‫ب‪-‬األراضي الجافة‪:‬‬
‫ضا مع مصطلح اْلراضاي الجافاة الاذي يشاير إلاى إقلايم منااخي عاام ثابات القاوانين‬
‫يتداخل مفهوم التصحر أي ً‬
‫(ليس متذبذبا في خصائص عناصره المناخية كما هو فاي اْلراضاي التاي يصايبها الجفااف)‪ ,‬ويرجاع جفااف هاذا‬
‫اإلقليم المناخي إلى قوانين اْلنظمة العامة لدورة الهواء‪ ،‬والتي تتسم بارتفاع الهواء عند خط االستواء‪ ،‬ثم تحركه‬
‫نحو القطبين ليعيد توزيع الطاقة الشمسية الزائدة‪ ,‬وكجزء من هذه العملية يهبط نوعان من التيارات الهوائية نحو‬
‫المدارين في جانبيهما المواجهين للقطبين‪ ،‬وذلك عند دائرة عرض ‪ ،30‬و من المعلوم أن ساقوط اْلمطاار يحتااج‬
‫إلى أن يرتفع الهواء الدافئ الرطاب مان ساطح اْلرض إلاى اْلعلاى‪ ،‬وتحادث عملياة التكااثف فاي طبقاات الهاواء‬
‫الباردة العليا‪ ,‬ولما كان الهواء في المناطق شبه المدارية يميل للهبوط أكثر من االرتفاع فإن هذه المناطق ال تانعم‬
‫بكميات كافية من اْلمطار‪.‬‬
‫ت‪-‬الساحل والصحراء‪:‬‬
‫أن الحديث عان نوباات الجفااف والتصاحر وطبيعاة اْلراضاي الجافاة يشايع اساتخدام مصاطلح إقلايم السااحل‪,‬‬
‫والساحل هو ذلك اإلقليم اْلفريقي اْلكثر اقترانا بمشكلتي الجفااف والتصاحر‪ ,‬وقاد اشاتق مصاطلح السااحل مان‬
‫كلمة محلية تعني حافة الصحراء‪ ،‬وعلى الرغم من تعدد اساتخدام هاذا المصاطلح فاإن التعبيار الادقيق لاه يجعلاه‬
‫مقترن باإلقليم شبه الجاف بغرب أفريقياا‪ ,‬والاذي يتلقاى كمياة مان المطار السانوي يتاراوح متوساطها باين ‪200‬‬
‫و‪ 400‬ملم‪ ،‬متضمنا بذلك أجزاءا من ‪ 6‬دول‪ ،‬هي‪ :‬السنغال‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬مالي‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬النيجر‪ ،‬تشاد‪.‬‬
‫ويتلقى اإلقليم الواقع إلى الجنوب مباشرة من إقليم الساحل ‪,‬والمعروف باسم السفانا السوداني مابين ‪ 400‬إلى‬
‫‪ 1000‬ملم كمتوسط مطر سنوي‪ ،‬وضمن هذا اإلقليم تقع أجزاء من دول غامبيا‪ ،‬وبنين‪ ،‬ونيجيريا‪ ,‬ويمتد إقليما‬
‫الساحل والسفانا السودانيان شرقًا ليضما السودان وإثيوبيا‪.‬‬
‫وقد استخدمت اْلمم المتحدة تعبير اإلقليم السوداني الساحلي للتعبير عن ‪ 19‬دولة أفريقية‪ ،‬هي تلك الدول‬
‫المرتبطة بنفس االسم في منظمة اليونسو ‪UNSO‬التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬وتضم باإلضافة إلى دول الساحل‬
‫والسفانا جزر الرأس اْلخضر‪ ،‬جيبوتي‪ ،‬غينيا‪ ،‬غينيا بيساو‪ ،‬أوغندا‪ ،‬كينيا‪ ،‬والصومال‪ ,‬وهناك إقليمان آخران‬
‫هما أفريقيا شبه الصحراوية‪ ،‬وأفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬وكالهما يشير إلى كل تلك الدول الواقعة إلى الجنوب‬
‫من الصحراء اْلفريقية الكبرى‪ ،‬أما إقليم شمال أفريقيا فيتضمن المغرب‪ ،‬والجزائر‪ ،‬وليبيا‪ ،‬وتونس‪ ،‬ومصر‪.‬‬
‫وبعيدا ً عن المصطلحات وتعريفاتها اإلجرائية يعاني سكان قارتي آسيا وأفريقيا من نسب عالية للجفاف‬
‫والتصحر في العالم؛ فمساحة اْلراضي المتصحرة في أفريقيا تقترب من ‪ ،%35‬وفي آسيا من ‪ ,%45‬ويعيش‬
‫في خطر الجفاف والتصحر في القارتين ما يزيد عن ‪ 250‬مليون نسمة‪ ،‬وهو ما ينعكس على تناقص حصتهم‬
‫من الغذاء‪ ،‬وانخفاض نصيب الفرد من السعرات الحرارية في كثير من بلدان هاتين القارتين عن الحد اْلدنى‬
‫(‪ 2400‬سعرة حرارية‪/‬يوم)‪ ،‬وهو ما يجعل قطاعات كبيرة من السكان بهاتين القارتين يعانون من سوء التغذية‬
‫والعيش دون خط الفقر‪.‬‬
‫وال ترتبط هذه المشكالت بمصطلحات أخرى كالفقر والمجاعات فحسب‪ ،‬بل تمتد إلى مستويات أكثر تعقيدا ً‬
‫من المشكالت االجتماعية والنفسية التي يتوقف عالجها على جهود ضخمة من تعاون الدول‪ ،‬وإيقاف الحروب‬
‫(‪)16‬‬
‫والنزاعات البينية‪ ،‬والنهوض بالتعليم‪ ,‬فالتصحر والجفاف والجهل والتخلف شركاء في الكارثة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدول العربية المهددة بالجفاف هي‪:‬‬
‫أ‪-‬المغرب‪:‬‬
‫يشير مسؤولون زراعيون في المغرب إن ‪% 21‬من مناطق زراعة الحبوب في حالة جيدة‪ ,‬بينما تعاني‬
‫بقية المناطق من الجفاف‪ ,‬مما يثير مخاوف من تراجع اإلنتاج السنوي للعام الثالث على التوالي ‪.‬‬
‫وأشار مسؤول بوزارة الزراعة أن ‪% 38‬من بين خمسة ماليين هكتار مزروعة بالحبوب في حالة متوسطة‪,‬‬
‫وأصبح المغرب من الدول الرئيسية المستوردة للحبوب في أفريقيا بسبب موجات الجفاف المتكررة في العقد‬
‫الماضي ‪.‬‬
‫وأضاف أن اْلمطار اْلخيرة أدت إلى ارتفاع متوسط إجمالي كمية اْلمطار التي هطلت على البالد إلى ‪220‬‬
‫مليمترا حتى ‪ 22‬مارس‪/‬آذار ‪ , 2005‬ويشير المسؤول نفسه إن الرقم ال يزال أقل بنسبة ‪% 21‬عن المتوسط‬
‫في اْلحوال العادية‪,‬ومضيفا أن متوسط مستويات المياه خلف السدود أقل منه في نفس الفترة من العام الماضي ‪.‬‬
‫ويذكر هؤالء المسؤولون إن من الصعب أن تحقق المغرب الهدف المبدئي إلنتاج الحبوب‪,‬وهو ستة ماليين‬
‫طن‪,‬وقدر رئيس اتحاد المنتجين محصول الحبوب المتوقع بنحو أربعة ماليين طن‪ ,‬وقال إن الوصول إلى هذا‬
‫الرقم يعتمد على هطول أمطار في أبريل‪/‬نيسان‪ ,‬مضيفا أن البالد قد تواجه أسوأ موسم منذ ‪ 20‬عاما إذا استمر‬
‫(‪)17‬‬
‫جفاف الطقس‪.‬‬

‫ب‪ -‬السعودية‪:‬‬
‫إن اإلمكانيات التي هيأتها الدولة حالت دون اإلحساس في الوقت الحاضر بآثار موجة الجفاف‪،‬ولكن بيئة‬
‫السعودية والتي تتعايش مع ظروف مناخية قاسية لن تتحمل أي ضغوطا ً مناخية إضافية‪,‬فتأثير الجفاف سيكون له‬
‫آثار سلبية على المدى الطويل على الحياة الفطرية والعديد من القطاعات مثل الزراعة والرعي ومصادر المياه‬
‫والهجرة والتوزيع السكاني‪,‬ولهذا فإن المصلحة تتطلع إلى تظافر الجهود مع العديد من الجهات ذات العالقة‬
‫لمراقبة الجفاف وتأثيراته على المدى الطويل ‪.‬‬
‫بدأت مؤشرات موجة الجفاف في منتصف عام ‪1998‬م والتي كان تأثيرها واضحا ً في نقص كمية اْلمطار‬
‫الساقطة خالل موسم عام ‪99/98‬م ليس على المملكة فحسب بل على معظم دول الشرق اْلوسط‪،‬وقد عانت دول‬
‫المنطقة من جفاف ذلك الموسم وخاصةً الدول العربية الواقعة شرق حوض البحر اْلبيض المتوسط‪,‬حيث حدث‬
‫تراجع في قطاع الزراعة والرعي ونقص منسوب المياه المتدفقة نتيجة النحسار وتراكم الثلوج على المرتفعات‬
‫الجبلية‪,‬وقد اتضحت آثار الجفاف بشكل كبير خالل صيف عام ‪1999‬م على المملكة‪ ،‬فمن خالل جوالت ميدانية‬
‫قام بها أخصائيون بالمصلحة لوحظت آثاره المباشرة على المناطق الزراعية والتي تعتمد على الري من مياه‬
‫اآلبار المتجددة في المناطق الداخلية‪,‬كما تبين تأثيره السلبي على قطاع الرعي وخاصةً في المناطق الداخلية‬
‫والمناطق الساحلية الواقعة وسط وشمال البحر اْلحمر‪,‬وقد ساد المملكة عدد من الموجات الساخنة خالل صيف‬
‫عام ‪1999‬م وصلت درجات الحرارة العظمى فيها ما بين ‪ 46‬إلى ‪ 49‬درجة مئوية ‪،‬المناطق الداخلية وكذلك‬
‫جفاف التربة ‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن العديد من النباتات واْلحياء البرية التي قاومت موسم الجفاف لن يكون بوسعها تحمل موسم آخر‬
‫أشد جفافا ً‪ ,‬وهو موسم ‪2000/99‬م‪،‬فقد كانت نسبة الهطول فيه أقل بكثير من المعدل المناخي‪،‬وبعض المناطق لم‬
‫تشهد هطوالً يـ ُذكر‪،‬كما تميز هذا الموسم بارتفاع في درجة الحرارة عن معدلها المناخي وبانخفاض في كمية‬
‫تعمق تأثير الجفاف ‪.‬‬
‫الرطوبة‪،‬وهي من العوامل التي ِ‬
‫ويمر الجفاف في السعودية بثالثة مراحل هي ‪-:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬جفاف جوي‪ ,‬ويمثل بداية موجة جفاف نتجت عن قلة التيارات الرطبة وانحسار العوامل‬
‫الديناميكية التي تؤدي إلى تكون السحب‪ ,‬مثل مرور الجبهات الهوائية الباردة والمنخفضات الجوية أثناء فصلي‬
‫الشتاء والربيع ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬جفاف مائي‪ ,‬والذي تلى المرحلة اْلولى نتيجة لنقص التساقط وقلة السيول‪,‬فقد أدى إلى نقص‬
‫في منسوب مياه اآلبار وزيادة معدالت التبخر وجفاف التربة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬جفاف كلي‪ ,‬بسبب تأثير العوامل المناخية على السطح فنتج عنها جفاف كامل للتربة‪ ,‬وأدت إلى‬
‫تأثيرات مباشرة على الغطاء النباتي واْلحياء البرية ‪.‬‬
‫إن جفاف عام ‪ 2000‬كانت آثاره واضحة من خالل تحليل معلومات مؤشر الغطاء النباتي ومن الصور التي‬
‫التقطتها اْلقمار الصناعية‪ ,‬حيث يتضح من الشكل ( ‪ ) 20-6‬انحسار الرقعة الخضراء والمتمثلة في اللون‬
‫اْلخضر على قمم من المرتفعات الجبلية وخالل شهر يناير لعام ‪2000‬م فقط ‪ ,‬وبعض المسطحات الخضراء‬
‫المحدودة في المناطق الداخلية والتي تعتمد على مصادر ميـاه اآلبــار‪ ,‬في حين ينعدم وجود مؤشرات الغطاء‬
‫النباتي كالمعتاد على ما تبقى من مناطق المملكة‪ ,‬وبمقارنة حالة الغطاء النباتي بالنسبة لحالته المناخية‪ ,‬والشكل (‬
‫‪ )21-6‬يبين أن أجواء المملكة تعاني من تقلص حاد في المسطحات الخضراء خالل شهر يناير ‪2000‬م مقارنة‬
‫بالسنوات الماضية ‪.‬‬
‫كما يالحظ حدة الجفاف الذي يمتد من منطقة القرن اْلفريقي والمناطق الساحلية للبحر اْلحمر والقطاع الغربي‬
‫إلى الشمالية الغربية ممتدا ً إلى اْلجزاء الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية ‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )20-6‬المسطحات الخضراء خالل شهر يناير‪2000‬م من خالل المعلومات ال ُمعالجة للقناة الفضائية‬
‫الخاصة بمؤشر الغطاء النباتي من القمر الصناعي ‪NOAA-14‬‬
‫شكل رقم (‪ )21-6‬حالة المسطحات الخضراء مقارنة بمعدلها المناخي من المعلومات المأخوذة من أل‬
‫‪ ( AVHRR‬القمر الصناعي ‪ ) NOAA‬خالل شهر يناير ‪2000‬م ‪.‬‬

‫شكل رقم(‪)21-6‬‬ ‫شكل رقم(‪)20-6‬‬

‫وقد لوحظ قلة محتويات الماء السحابي على أجزاء المملكة فيما عدا المرتفعات الغربية للمملكة وامتداده على‬
‫الجزء الجنوبي للمنطقة الوسطى‪ ,‬كما يتضح من الشكل رقم ( ‪ , ) 22-6‬وكان محصورا ً في طبقات الجو العليا‬
‫وتأثيره في الهطول محدودا ً لعدم مرور جبهات هوائية في طبقات الجو العليا خالل فصل الشتاء ونهاية موسم‬
‫الربيع لهذا العام‪ ,‬وفي النصف اْلول لشهر مايو‪ 2000‬تم تحليل حالة الغطاء النباتي مقارنة بنفس الفترة خالل‬
‫العشرة سنوات الماضية‪ ,‬مع اْلخذ بنظر االعتبار بعض العوامل المؤثرة مثل درجة الحرارة والرطوبة‪ ,‬باإلضافة‬
‫إلى مؤشر الغطاء النباتي من معلومات القمر الصناعي ‪ NOAA-14‬وبالتعاون مع مركز التوقعات المناخية‬
‫بوكالة علوم المحيطات والغالف الجوي اْلمريكية يتضح من الشكل رقم ( ‪ ) 23-6‬ضغوط الجفاف الممثلة‬
‫بتدرج اللون اْلحمر على معظم مناطق المملكة‪ ,‬حيث يقع الجزء الممتد من شمال المنطقة الجنوبية مرورا ً‬
‫بالمنطقة الغربية إلى اْلجزاء الداخلية الواقعة جنوب المنطقة الوسطى‪,‬وكذلك الجزء الشرقي للمملكة تحت‬
‫ضغوط جفاف شديدة‪،‬ويالحظ أن بعض اْلمطار التي هطلت على أجزاء متفرقة من المرتفعات الجنوبية‬
‫والمرتفعات الغربية في أواخر شهر أبريل واْلسبوع اْلول من شهر مايو لم يحدث تحسنا ً في حالة الغطاء النباتي‬
‫نظرا ً لكونها قليلة مقارنة بمعدل الهطول المناخي‪ ,‬فضال عن درجات الحرارة المرتفعة التي زادت من معدالت‬
‫التبخر وكانت استجابة النباتات لها محدودة ‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )23-6‬تدرج الجفاف‬ ‫شكل رقم(‪ )22-6‬المحتوى المائي‬

‫إجراءات مواجهة موجات الجفاف‪:‬‬

‫فيمااا يلااي بعااض الخطااوات اإلرشااادية التااي يجااب إتباعهااا عنااد التوقااع بحاادوث الجفاااف لغاارض المواجهااة‪,‬ومنها‬
‫المعلومات اآلنية ‪:‬‬

‫‪ -1‬المعلومات البيئية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األمطار ‪:‬‬


‫تعد اْلمطار أهم مصادر المياه باإلضافة إلى تأثيرها المباشر في العديد من اْلحياء في البيئة الصحراوية‪,‬لذا فإن‬
‫تحليل المعلومات المناخية لألمطار سيحدد التصور المبدئي لمدى خطورة الجفاف‪ ,‬وتوجد في مصلحة اْلرصاد‬
‫وحماية البيئة معلومات مناخية تصل إلى أكثر من ‪ 30‬عاما ً عن معظم مدن المملكة ويمكن الحصول عليها على‬
‫شكل معلومات مطبوعة أو رقمية على أقراص صلبة الستخدامها بالكمبيوتر‪,‬وهذه المعلومة ستفيد في معرفة‬
‫معدل الهطول السنوي والهطول الفصلي والتغيرات الحادة في الهطول وتوزيع التساقط على المناطق‪,‬والتي‬
‫بدورها ستحدد اإلجابة عن المعلومات اْلولية المطلوبة ‪.‬‬

‫هل تعرضت المنطقة لموجة جفاف من قبل ؟‬ ‫•‬


‫كيف كانت شدة موجة الجفاف ؟‬ ‫•‬
‫ما مدى نطاقها وتكرار حدوثها ؟‬ ‫•‬
‫ما هي أطول موجة جفاف تم التعرض لها ؟‬ ‫•‬

‫ب‪ -‬مصادر المياه‪:‬‬


‫يتطلب التخطيط لمواجهة موجة الجفاف أن يتم التعرف على مصادر المياه في المنطقة المعنية بالدراسة ‪ ،‬فمثالً‬
‫هل تعتمد المنطقة على مياه اآلبار المتجددة ومياه السدود‪ ,‬مثل المنحدرات الشرقية والساحلية لجبال السرات ؟ أم‬
‫على المياه الجوفية العميقة مثل منطقة وادي الدواسر ومنطقة تبوك ؟ ‪ ,‬إن معرفة حاالت الجفاف السابقة وتأثيرها‬
‫على مصادر المياه يمكن أن تعطي دالئل أولية عن مدى تأثير موجة الجفاف المتوقعة على قطاع المياه ‪ ،‬ومن هنا‬
‫يمكن أن تتخذ بعض اإلجراءات لمواجهة مشكلة المياه‪،‬ولعل من أهمها وضع ضوابط الستخدامات المياه بما فيها‬
‫مياه اآلبار ومياه السدود‪.‬‬

‫‪ -2‬اثر الجفاف على البيئة‪:‬‬

‫أ‪ -‬تأثير الجفاف على التربة‪:‬‬


‫أن أهم تأثيرات الجفاف على التربة عامل التعرية نظرا ً لفقدانها للنباتات وجذورها‪ ,‬والتي كانت تعمل على‬
‫تثبيت التربة وتحميها من تعرية الرياح ‪ ،‬فكما هو معروف أن طقس المملكة يتميز بحدوث العواصف الرملية‬
‫أثناء مواسم الجفاف‪ ,‬حيث تحمل الرياح اْلتربة بأنواعها وتنقلها إلى أماكن أخرى‪ ,‬وقد تؤثر على تربة المناطق‬
‫التي تتساقط فيها‪ ,‬وخاصة الرمال التي ال تصلح للزراعة‪ ,‬وبالتالي فإن تساقطها يؤثر على نوعية التربة ويقلل من‬
‫جودتها وانتاجها ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأثير الجفاف على الهواء‪:‬‬


‫تحمل الرياح جزيئات التربة والرمل من المناطق الجافة لذا يكون الهواء جافا ً وحارا ً ومغبرا ً‪ ,‬وتكثر الدوامات‬
‫الترابية ويحصل شبة انعدام في الرؤية اْلفقية‪ ,‬حيث أن الموسم الجاف تقل فيه الرطوبة وتنعدم اْلمطار‪ ,‬وبذلك‬
‫ال توجد فرصة لتهدئة العوالق الترابية مما يؤدي إلى زيادة نسبة العوالق والملوثات اْلخرى في الهواء ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تأثير الجفاف على النظام األيكولوجي‪:‬‬


‫أن النظام اْليكولوجي للبيئة الصحراوية في المملكة يعتمد بشكل أساسي على رطوبة التربة ولو بنسب ضئيلة‬
‫وإلى حد ما على مصادر المياه السطحية المحدودة‪،‬ويتأثر بشكل كبير إذا تعرضت التربة للجفاف‪،‬وقد ال يسترد‬
‫عافيته إذا ما تدهورت التربة نتيجة لتأثيرات الرياح ‪ ،‬كما أنه سيخدم فقط بعض اْلحياء النباتية وبعض الفصائل‬
‫من الحيوانات البرية نتيجة لعدم توفر الغذاء وانتشار اْلمراض ‪ ،‬كما أن الجفاف سيؤدي إلى هجرة وتغيير‬
‫مواطن الحيوانات البرية ‪.‬‬

‫د‪ -‬الجفاف والحرائق‪:‬‬


‫يعد الجفاف أحد أهم العوامل التي تساعد على نشوب الحرائق بصفة عامة وحرائق الغابات والمزروعات‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬فقد تعرضت بعض مزارع النخيل للحريق خالل فصل الصيف في وادي الدواسر ومنطقة بيشة‬
‫نتيجة الرتفاع درجة الحرارة وجفاف اْلشجار‪ ,‬ونظرا ً لوجود اْلشجار والغابات في المرتفعات الجبلية للمملكة‬
‫وأجزاء من منحدراتها فإن احتمالية تعرضها للحرائق ( ال سمح هللا ) تكون كبيرة‪ ,‬لذا يجب توعية المواطنين‬
‫والسياح في أخذ الحيطة عند ارتيادهم للمنتزهات الجبلية ‪.‬‬

‫‪ -3‬المعلومات االقتصادية‬
‫أن للجفاف انعكاسات كبيرة على االقتصاد خاصة في حالة اعتماده على الموارد الطبيعية التي تتأثر‬
‫بالجفاف‪،‬وفي ظل سياسة تنويع القاعدة االقتصادية لموارد الدولة فإن قطاع الزراعة والصناعات المعتمدة على‬
‫هذا القطاع ستكون من أكثر النشاطات االقتصادية تضررا ً بالجفاف‪،‬وقد تشمل هذه المعاناة العديد من القطاعات‬
‫ذات العالقة مثل البنوك وخاصة في قروض المشاريع الزراعية ‪.‬‬
‫ويؤثر الجفاف أيضا ً على صناعة السياحة فقلة اْلمطار والجفاف وارتفاع درجات الحرارة تعتبر من المتغيرات‬
‫التي ال يحبذها السائح‪ ,‬وعليه عند حدوثها تنعكس على النواحي االقتصادية في المنطقة المعنية بالسياحة ‪.‬‬
‫ويعد الجفاف من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضغوط متزايدة على موارد المياه في المملكة ‪,‬وبالتالي فإن توفير‬
‫مصادر أخرى لسد االحتياجات المتنامية للمياه يتطلب أعبا ًء اقتصادية‪,‬وبما أن الجفاف يكون مرتبطا ً ببعض‬
‫الظواهر الجوية اْلخرى مثل ازدياد حدة الموجات الحارة فبالتالي تؤثر على استهالك الكهرباء وقطاع‬
‫الطاقة‪,‬والتي تنعكس آثارها االقتصادية على الفرد والدولة ‪.‬‬
‫كما أن للجفاف العديد من التأثيرات االقتصادية السلبية والتي تتضح أثارها على المدى الطويل‪ ,‬مثل التأثيرات‬
‫على البيئــة‪ ،‬تعريــة التـربــة‪ ،‬التصحر وزحف الرمال‪,‬ومن هذا المنطلق تكمن أهمية تحليل النواحي االقتصادية‬
‫الناتجة عن الجفاف ومدى خطورتها ‪.‬‬

‫‪ -4‬المعلومات االجتماعية ‪:‬‬


‫تعد البادية في السعودية أحد أهم الموارد الطبيعية وخاصة في مجال الثروة الحيوانية والزراعية‪،‬وخالل مواسم‬
‫الجفاف يتعرض هذا القطاع إلى ضغوط كبيرة مما يؤدي إلى الهجرة باتجاه المدن‪ ,‬وينتج عن ذلك آثار سلبية‬
‫للنواحي االجتماعية والتوزيع السكاني‪,‬كما أن الجفاف بصفة عامة يؤثر على النواحي الصحية لإلنسان ‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن تقييم جميع المعلومات بالنسبة لمواسم الجفاف التي حصلت في الماضي ومن ثم تطبيقها على‬
‫الوضع الحالي أو االحتمالية القادمة لحدوث أو استمرار موجة الجفاف‪ ,‬ومن ثم الوصول إلى تقييم اآلثار المتوقعة‬
‫(‪)18‬‬
‫للجفاف‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ -‬المخاطر التي تحدث على المنحدرات‪:‬‬


‫تعد االنهيارات واالنزالقات اْلرضية والتدفقات الطينية من المشاكل البيئية التي تهدد العالم وتحدث عادة ً على‬
‫المنحدرات عندما تتوفر العوامل المسببة لذلك‪،‬وقد يحدث االنهيار بشكل مفاجئ أوعلى مراحل أو فترات‬
‫متباعدة‪,‬وتحدث هذه الظاهرة في معظم الدول العربية وبدرجات متفاوتة‪,‬وقد تتعرض بعض الدول إلى حدوث‬
‫انهيارات وانزالقات بشكل مستمر وينتج عنها خسائر مادية وبشرية ومنها اليمن‪,‬لذا سيتم التركيز في دراسة هذه‬
‫الظاهرة في تلك الدولة لغرض التعرف على اْلسباب الكامنة وراء حدوثها بشكل متكرر في هذا المكان‪,‬الشكل‬
‫رقم(‪ ) 6-24‬انزالق كتل صخرية في قرية الظفير في صنعاء‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ ) 6-24‬انزالق كتل صخرية في قرية الظفير في صنعاء‬

‫وتعد اليمن من البلدان النامية التي تحتاج إلى الدعم في مواجهة الكوارث الطبيعية والتخفيف منها‪ ,‬وقد بداء‬
‫االهتمام بدراسة االنهيارات واالنزالقات اْلرضية في اآلونة االخيره وخاصة بعد حدوث العديد منها في مناطق‬
‫مختلفة من الدولة باإلضافة إلى الزيادة في أعداد السكان وما أعقبها من زيادة في ظاهرة التحضر والحاجة إلى‬
‫إنشاء مباني جديدة حول المدن التي تحيط بها المرتفعات‪ ,‬إذ يهملون اثر تلك المخاطر التي تؤدي إلى تدمير‬
‫المساكن والبنية التحية للبالد‪ ,‬لذلك فانه من الضروري تحديد مواطن االستيطان في المناطق التي ال تتعرض إلى‬
‫ظاهرة االنزالقات اْلرضية أو إيجاد الوسائل الالزمة للحماية منها‪ ,‬حيث تقوم هيئة المساحة الجيولوجية‬
‫والثروات المعدنية بأعداد الدراسات والحلول المناسبة‪ ,‬وتقييم تلك المخاطر‪ ,‬باإلضافة إلى تأهيل وتدريب الكوادر‬
‫من اجل القيام بتلك اْلعمال ‪.‬‬
‫و يمكن أيجاز بعض اْلسباب اْلساسية التي تؤدي إلى حدوث االنهيارات اْلرضية في اليمن‪:‬‬

‫‪ -1‬التراكيب الجيولوجية (الصدوع والفواصل والشقوق)‪:‬‬


‫تتميز مناطق االنزالقات اْلرضية في اليمن بوجود الصدوع والشقوق والفواصل في تكويناتها الصخرية‬
‫بسبب تعرضها إلى الحركات التكتونية القديمة والمصاحبة النفتاح البحر اْلحمر وخليج عدن‪ ,‬والتي أدت إلى رفع‬
‫وخفض بعض القطاعات الجيولوجية في تلك المناطق‪ ,‬وقد اتخذت بعض الصدوع والشقوق والفواصل العديدة‬
‫اتجاهات مختلفة‪ ,‬مما جعلها غير مستقرة جيولوجيا ً و شديدة االنحدار‪ ,‬مما أدى إلى تركز عملية التعرية في تلك‬
‫المواضع والتي أسهمت في حدوث االنهيار وتساقط الكتل الصخرية ‪.‬‬
‫وهذه اْلحداث التكتونية جعلت تلك المناطق غير مستقرة جيولوجيا ً كونها تقع على ملتقى حواف الصدوع ‪ ،‬وهذه‬
‫الصدوع نشطة أي مازلت في وضع غير مستقر نتيجة وجود بعض الشقوق السطحية فيها والتي تظهر بين الحين‬
‫واْلخر في بعض المناطق وتأخذ نفس اتجاه الصدوع التي تقع فوقها‪ ,‬وهذا ساعد على حدوث االنهيارات‬
‫اْلرضية وخاصة في المواضع التي أقيمت عليها المباني السكنية عند ملتقى هذه الصدوع‪ ,‬باإلضافة إلى أجراف‬
‫المدرجات الزراعية‪ ,‬كما أن عوامل التعرية القديمة والحديثة في تلك المناطق أدت إلى تهشم وتفتت وتحلل بعض‬
‫أجزاء الصخور وتحولها إلى مفتتات هشة ضعيفة التماسك على امتداد واسع‪ ,‬حيث تنكشف هذه الصخور في‬
‫أماكن عدة في مواضع االنهيار اْلرضي‪ ,‬والتي يظهر من خاللها سمك التكوينات المتحللة والذي إلى اكثر من ‪3‬‬
‫متر في بعض اْلماكن‪ ,‬وهذه التكوينات لها دورا ً أساسيا في عملية االنهيار اْلرضي ‪ ،‬والبعض منها تنكشف على‬
‫هيئة عدسات إذ يتراوح سمكها في بعض اْلماكن إلى اكثر ‪ 30‬سم‪.‬‬

‫‪ -2‬الميل واالنحدار‪:‬‬
‫أن معظم مناطق االنهيارات واالنزالقات اْلرضية في اليمن تمتاز بانحدارات شديدة تؤدي إلى عدم استقرار‬
‫الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليها‪،‬وكلما زاد الميل اختل الثبات واالستقرار وبدأ االنهيارات واالنزالقات‬
‫بالحركة نحو اْلسفل‪ ,‬أو تبقى تلك السفوح في وضع غير مستقر ‪ ،‬والميل مظهر طبيعي لتركيب جيولوجي أولي‬
‫أو ثانوي‪ ,‬وتحدث العمليات الجيومورفولوجية على المنحدر الذي يتمتع بزاوية ميل اكبر من زاوية توازن القوى‬
‫المؤثرة فيه‪،‬وقد تصل في بعض المناطق إلى اكثر من ‪ º85‬درجة ‪ ،‬وبالتالي تصبح هذه المناطق عرضة لتساقط‬
‫الكتل اآليلة للسقوط وزحف التربة نحو اْلسفل تحت تأثير الجاذبية اْلرضية الطبيعية وبعض العوامل اْلخرى‪,‬‬
‫وهذه االنحدارات الشديدة ناتجة عن الحركات التكتونية العنيفة والصدوع التي حدثت في العصور الجيولوجية‬
‫الغابرة باإلضافة إلى عوامل التعرية الالحقة التي أدت إلى تكوين انحدارات شديدة والى تشققها وخلخلتها‬
‫وانهيارها بفعل أضعاف قوى الترابط فيما بينها‪ .‬وتعد االنحدارات من أهم اْلسباب الرئيسية التي تؤدي إلى‬
‫انزالق الكتل الصخرية وزحف التربة وجعل المنطقة غير مستقرة جيولوجيا ً‪.‬‬

‫‪ -3‬تأثير الجاذبية األرضية‪:‬‬


‫تعد الجاذبية اْلرضية من العوامل المؤثرة في عملية االنهيارات واالنزالقات الصخرية وزحف التربة المفككة‬
‫والركام الصخري على المنحدرات‪ ,‬والتي تؤدي إلى تدمير المدرجات الزراعية والمباني السكنية والبنية التحية‪,‬‬
‫وقوة الجاذبية اْلرضية تزداد بزيادة مقداري الكتلة ودرجة الميل ‪ ،‬أي تتناسب تناسبا طرديا مع مقدار الكتلة‬
‫ودرجة الميل‪ ,‬وتزداد أيضا عندما تمتلئ مسامات الصخور بالمياه أثناء تساقط اْلمطار‪ ,‬وكلما زادت درجة الميل‬
‫كلما زادت هذه القوة ‪ ,‬لذا تزداد ظواهر االنزالقات اْلرضية وتساقط الكتل الصخرية وزحف التربة في‬
‫المنحدرات الجبلية الشديدة االنحدار عما في المناطق ذات االنحدارات المتوسطة‪ ,‬وعليه فان مناطق االنهيارات‬
‫واالنزالقات اْلرضية وزحف التربة في اليمن تتمييز بانحدارات شديدة تصل في بعض اْلماكن إلى اكثر من‬
‫‪º 85‬درجة ‪ ،‬ويوجد فيها كتل صخرية معلقة ومتشققة على ارتفاعات مختلفة نتيجة الحركات التكتونية القديمة‬
‫وعوامل التعرية المختلفة‪ ,‬حيث غطتها الرواسب الحديثة الناتجة عن عوامل التعرية‪ ,‬مما شكل كتل غير مستقرة‬
‫تراكمت على المنحدرات الشديدة االنحدار والكتل المعلقة على ارتفاعات متباينة أدت جميعا إلى تكون قوى ضغط‬
‫رأسي ومائل إلى اْلسفل تحت تأثير وزنها‪ ,‬فتعمل الجاذبية اْلرضية على شد تلك المواد إلى اْلسفل وانهيارها‪.‬‬
‫كما أن وجود العديد من الشقوق والفواصل في الكتل الصخرية المعلقة تساعد الجاذبية اْلرضية على جذبها إلى‬
‫اْلسفل نتيجة لثقلها وامتالء مسامات هذه الكتل بالمياه أثناء تساقط اْلمطار‪ ,‬وضعف قوى التماسك بين حبيباتها‪.‬‬
‫وقد يكون عدم االستقرار ناتج عن تأثير التجوية والتعرية التي تقلل من مقاومة ا سطح المنحدرات الصخرية‬
‫وتسهل عملية انزالق الصخور غير المتماسكة‪ ,‬أو زحف التربة إلى اسفل المنحدرات بواسطة قوة جذب اْلرض‬
‫لها‪.‬‬
‫وبمعنى أخر يحدث االنهيار نتيجة لزيادة القوى المسببة لالنهيار عن القوى المعاكسة لها‪ ,‬فاْلولى سببها قوة‬
‫الجاذبية والثانية مقاومة ناتجة عن قوة التماسك واالحتكاك بين الحبيبات‪ ,‬ويحدث هذا االنزالق عادة عند نقاط‬
‫الضعف الموجودة مثل الشقوق الناتجة عن اجهادات الشد‪.‬‬

‫‪ -4‬تأثير مياه األمطار والينابيع‪:‬‬


‫تعد اْلمطار من أهم عناصر المناخ ارتباطا ً بحياة اإلنسان في اليمن ْلنها المصدر الوحيد لمياه الشرب والري‬
‫في اليمن ومتمثلة في اْلودية المنتشرة على نطاق واسع باليمن ‪ ،‬كما أنها تتحكم في عناصر البيئة المختلفة‬
‫كالتربة ونوع الغطاء النباتي وكثافته وتوزيع السكان‪ ,‬إذ يتركز سكان اليمن في المناطق الغزيرة اْلمطار‪ ,‬وتعتبر‬
‫اْلمطار أحد اْلسباب الرئيسة التي تؤدي إلى االنهيارات واالنزالقات اْلرضية في اليمن نتيجة لتأثر الصخور‬
‫بالعديد من الشقوق والفواصل أثناء تكوينها أو من خالل العمليات الجيولوجية الالحقة لتكوينها‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫عوامل التعرية اْلخرى‪ .‬فعندما تتشبع هذه الصخور بمياه اْلمطار أو الضباب الكثيف المشبع ببخار الماء الذي‬
‫يستمر إلى عدة اشهر خالل فصول السنة‪ ,‬أو العيون والينابيع من خالل الشقوق والفواصل الموجودة في الطبقات‬
‫الصخرية‪،‬والتي تؤدي إلى تقليل واضعاف قوى التماسك والشد واالحتكاك بين أسطح التالمس للكتل الصخرية‪,‬‬
‫وتعمل أيضا على غسيل واذابة المواد الالحمة في الصخور‪ ,‬وتكوين مادة غروية أو صابونية تسهل عملية‬
‫انزالق الصخور أو التربة التي تعلوها‪ ,‬كما أنها تشكل حمل وثقل إضافي على الطبقات الصخرية فيؤدي إلى‬
‫زيادة الوزن وتشقق الصخور نتيجة الثقل الواقع عليها‪ ,‬مما يسهل عملية االنزالق للمكونات الصخرية‪ ,‬كما أن‬
‫وجود بعض الطبقات الطينية التي ترتكز عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على حدوث االنهيارات‬
‫الصخرية‪ ,‬الن هذه الطبقات لها قابلية شديدة المتصاص المياه واالنتفاخ والتشقق بعد فقدانها للمياه وبذلك تكون‬
‫محفزة لحدوث االنهيارات وتساقط الكتل الصخرية‪.‬‬
‫كما أن من أهم خصائص التربة في اليمن أنها خفيفة إلى متوسطة القوام‪،‬وذات مسامية متوسطة إلى جيدة‪،‬الن‬
‫الكثير منها غني بالجزيئات الرملية والحصى والحجارة‪،‬وتسمح هذه التربة بتغلغل جيد لمياه اْلمطار ومياه‬
‫الري‪،‬وبالتالي أضعاف تماسك التربة‪ ,‬باإلضافة إلى الرطوبة سواء كانت متوفرة على شكل مطر أو ندى فإنها‬
‫تعمل على إضعاف الصخر كيميائيا وميكانيكيا‪.‬‬

‫‪ -5‬الزالزل‪:‬‬
‫ً‬
‫تمثل الزالزل أو الهزات اْلرضية إحدى الظواهر الطبيعية التي تصيب بقاعا عديدة من اْلرض‪,‬‬
‫وبصورة مفاجئة مسببة خسائر مادية وبشرية إذا كانت شدتها كبيرة ‪ ،‬وإذا صادفت ووقعت بؤرتها تحت مناطق‬
‫مأهولة بالسكان‪ ,‬أو بمعنى آخر تحرك وتموج عنيف لسطح اْلرض يعقب ذلك تحرر الطاقة من الغالف‬
‫الصخري وهذه الطاقة تتولد نتيجة إلزاحة عمودية آو أفقية بين صخور اْلرض عبر الصدوع التي تحدث بسبب‬
‫تعرضها المستمر للتقلصات والضغوط الكبيرة‪.‬‬
‫فالزالزل اْلرضية تولد أمواجا طولية وأخرى عرضية والتي تتراكب فيما بينها بالقرب من القشرة اْلرضية‬
‫فتزداد سعتها مما يولد قوى تزعزع استقرار الصخور على المنحدرات فتؤدي إلى حصول االنهيارات اْلرضية‬
‫أو إلى انزالق المنحدرات‪ ,‬والهزات اْلرضية يصاحبها العديد من الشقوق واالنهيارات اْلرضية وتساقط الكتل‬
‫الصخرية‪,‬والتي تنطلق من المرتعفات والسفوح بفعل القوى الرأسية واْلفقية للموجات الزلزالية في مناطق البؤر‬
‫السطحية للزالزل والمناطق المجاورة‪ ,‬أو في تلك المناطق التي تصلها الموجات الزلزالية المدمرة بحسب قوة‬
‫الزلزال وحدة التضاريس وتأثير قوى الجاذبية اْلرضية وبعض العوامل اْلخرى‪ ,‬وان التأثير غير المباشر‬
‫للموجات الزلزالية يؤدي إلى خلخلة الكتل الصخرية والتربة غير المستقرة فيعمل على أضعاف مستويات اإلسناد‬
‫في الحواف والمنحدرات الجبلية ‪ ،‬كما لوحظ العديد من تلك االنهيارات اْلرضية بعد زلزال ذمار ‪ 1982‬وزلزال‬
‫العدين‪,‬والهزات اْلرضية التي تحدث بين الحين واْلخر في كل من البحر اْلحمر وخليج عدن وخليج تاجورا في‬
‫جيبوتي‪ ,‬وخاصة التي تبلغ قوتها ‪ 4.5‬على مقياس ريختر نتيجة االجهادات للتوسع المحوري لكل من البحر‬
‫اْلحمر وخليج عدن‪,‬والتي لها تأثير مباشر أوغير مباشرعلى بعض المناطق بحكم ارتفاعها من ناحية وقربها من‬
‫مصدر الهزات اْلرضية أو إنها تقع ضمن الصدوع الموازية النفتاح البحر اْلحمر وخليج عدن من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وهنا يمكن القول أن الزالزل تعتبر كعامل محفز لحدوث االنهيارات واالنزالقات اْلرضية‪.‬‬

‫‪ -6‬تأثير درجة الحرارة‪:‬‬


‫تمثل الحرارة أهم عناصر المناخ لما لها من تأثير مباشر على عناصر المناخ اْلخرى‪ ,‬واليمن تتميز بدرجات‬
‫حرارة مرتفعة صيفيا ً ومنخفضة شتاء وتنخفض درجات الحرارة بفعل عامل االرتفاع‪ .‬ونتيجة الختالف درجات‬
‫الحرارة أثناء الليل والنهار‪,‬وتنعكس آثار ذلك على معامل التمدد الحراري لمعادن الصخور‪,‬حيث تضم الصخور‬
‫معادن ذات معامل حراري كبير وأخرى ذات معامل صغير‪,‬فتتعرض إلى التمدد واالنكماش حسب تغير درجات‬
‫الحرارة ‪,‬وهذا يؤدي بدورة إلى خلخلة أجزائها وتفتتها‪،‬كما أن التغير في درجة الحرارة يؤدي إلى تولد ضغوط‬
‫واجهادات متباينة في الصخر وفي اتجاهات مختلفة ينتج عنها بمرور الزمن حدوث التشققات في االتجاهات‬
‫المختلفة مما يساعد على تهشم الصخر وتفتته خصوصا ً في الطبقات الخارجية منه ‪ ،‬ثم يمتد التأثير إلى الطبقات‬
‫التي تليها من الداخل وهكذا‪.‬‬
‫كما إن الصخور ليست جيدة لتوصيل الحرارة وان انتقال الحرارة من السطح إلى الداخل يكون قليال وبالتالي ال‬
‫تتمدد اْلسطح الداخلية بنفس تمدد وتقلص السطوح الخارجية وهذا يؤثر على مدى انفراط وتكسر الصخر‪ ,‬حيث‬
‫انه كلما زادت الرطوبة تزداد التجوية الكيميائية وإذا قلت الرطوبة زادت التجوية الميكانيكية‪ ,‬ويظهر تنوع‬
‫عمليات التجوية وتفاوتها حسب كميات اْلمطار والحرارة‪ ,‬حيث تصبح التجوية الكيميائية نشطة في المناطق التي‬
‫تزداد فيها اْلمطار‪ ,‬كما أن انخفاض درجة حرارة الماء إلى ما دون نقطة التجمد يزيد من نشاطه الميكانيكي ‪،‬‬
‫ففي حالة تجمد الماء يزداد حجمه في الفراغان الصخرية بنسبة ‪ %9‬مما يضغط على الصخور ويفتتها ويشققها‪,‬‬
‫وقد يصل ضغط الماء المتجمد والمحصور في الصخور عند درجة الحرارة – ‪22‬م إلى ‪ 2100‬طن ‪ /‬قدم مربع‪.‬‬

‫‪ -7‬الغطاء النباتي‪:‬‬
‫أن وجود بعض اْلشجار والحشائش ذات الجذور الكبيرة الموجودة في مناطق االنزالق اْلرضي تلعب دورا ً‬
‫كبيرا َ في عملية االنزالق‪ ,‬حيث تمتد أو تنمو جذورها داخل شقوق وفجوات الصخور الموجودة فيها وهذا يؤدي‬
‫إلى توسعها وتكسرها نتيجة نمو وحركة هذه الجذور داخل الشقوق كما أنها تساعد على غور وتسرب المياه إلى‬
‫الطبقات السفلى مما يؤدي إلى تفتت الصخور وتحولها إلى حطام مع مرور الزمن‪.‬‬
‫أما المناطق الخالية من اْلشجار والنباتات فتكون عرضة لعمليات التعرية والتجوية من المناطق التي تغطيها‬
‫النباتات‪.‬‬
‫‪ -8‬النشاط البشري‪:‬‬
‫أن العوامل البشرية أو الصناعية لها تأثير كبير كونها تعد عوامل محفزة لحدوث الكوارث الطبيعية وعلى نطاق‬
‫واسع في مختلف المناطق اليمنية‪,‬وعلى امتداد التوسع والنشاط العمراني والزراعي والصناعي المرتبط باستخدام‬
‫اْلراضي في المدن الرئيسية والثانوية وعلى مستوى اْلرياف‪.‬‬
‫أما في الوقت الحاضر فان قلة رقعة اْلرض المنبسطة دفع الناس إلى البناء على المنحدرات وعلى مجاري‬
‫السيول وجوانب الوديان وإزالة الغطاء النباتي‪ ,‬باإلضافة إلى شق الطرق التي تصل إلى مواقع تلك المنشات‬
‫وبصورة عشوائية‪،‬كما أن عمليات الحفر والتحجير لألطراف السفلية للمنحدرات باستخدام المتفجرات‬
‫(الديناميت) من اجل استخراج الصخور والتربة ْلغراض البناء ورصف الطرقات وبعض االحتياجات اْلخرى‪,‬‬
‫فادى إلى رفع جزء كبير من هذه الكتل الصخرية التي يمثل معظمها جدران ساندة للركام الصخري والتربة‬
‫المتحركة من أعلى السفوح ‪,‬مما يؤدي إلى عدم استقرار الصخور في تلك المناطق ‪ ،‬باإلضافة إلى توسع الشقوق‬
‫القديمة وتكون شقوق جديدة في اتجاهات مختلفة‪ ,‬كما تؤدي إلى خلخلة قوى الترابط بين الطبقات الصخرية في‬
‫تلك المناطق وسقوطها نتيجة العوامل الطبيعية المحفزة لذلك‪.‬‬
‫ولغرض تجاوز المشاكل المتوقعة يمكن اتخاذ اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع من خالل وسائل اْلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة من اجل توعية‬
‫الناس بمخاطر االنهيارات اْلرضية والبناء العشوائي ومدى أهمية الرجوع إلى جهات االختصاص لتفادي أي‬
‫أضرار وخسائر مادية وبشرية‪ ,‬مما يؤدي إلى صعوبة مواجهة الدولة لمثل هذه الكوارث نظرا لعدم توفر‬
‫اإلمكانيات المناسبة لذلك‪.‬‬
‫‪- 2‬الرجوع إلى جهة االختصاص عند تنفيذ أي مشاريع إنشائية لغرض أجراء دراسات ميدانية جيولوجية وتكتو‬
‫نية وزلزالية‪ ,‬باإلضافة إلى دراسة ميكانيكية التربة والصخور للمواقع المراد استخدامها‪.‬‬
‫‪ -3‬تصميم وتنفيذ قنوات تصريف لمياه اْلمطار لمنعها من التغلغل والوصول إلى الكتل الصخرية اآليلة للسقوط ‪،‬‬
‫بحيث ال تخترق هذه القنوات الطبقات الطينية حتى الوصول إلى السطح الصلب من اجل منع تشبع تلك الطبقات‬
‫الطينية بالمياه‪ ,‬وعدم استحداث أي تصريف عشوائي غير مدروس لمياه اْلمطار في مواقع االنهيار اْلرضي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى رفع مخلفات االنهيار في بعض المجاري المائية التي تعمل حاليا على تغيير مسار اتجاه مياه‬
‫اْلمطار‪.‬‬
‫‪ -4‬تفتيت وتكسير الكتل الصخرية المعلقة والتي تهدد المباني المتناثرة اسفل المنحدرات بطرق فنية حديثة من‬
‫اجل عدم أحداث أي أضرار في تلك المناطق كونها مزدحمة بالسكان‪ .‬أو عمل جدران وحواجز أسمنتية تمنع‬
‫تساقط الكتل الصخرية وتعبئة الشقوق والفواصل بالمواد اْلسمنتية من اجل منع وصول مياه اْلمطار وتخللها‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪- 5‬عدم البناء على المنحدرات أو على المساكن المتواجدة فيه كونه تشكل حمل إضافي على المنحدرات وعدم‬
‫استحداث أي مباني أو ا دوار إضافية على المباني التي تتواجد أو تتناثر أعلى واسفل المنحدرات لما تشكل حمل‬
‫إضافي على المنحدر‪.‬‬
‫‪ -6‬إخالء المنازل التي تعرضت للشقوق نتيجة تساقط الكتل وتحسبا لسقوط مفاجئ للكتل الصخرية أعالها التي‬
‫سوف تؤدي إلى تدمير المنازل والمدرجات الزراعية اسفل المنحدرات‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم االقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية وبالذات خالل سقوط اْلمطار الن بعض مجاري مياه‬
‫اْلمطار آالتية من قمم الجبال تمر عبر مناطق االنهيار‪،‬حيث تعمل المياه على تعرية واذابة وجرف المواد الساندة‬
‫لهذه الصخور‪.‬‬
‫‪-8‬المراقبة المستمرة للشقوق والفواصل الموجودة في تلك المناطق خالل موسم سقوط اْلمطار وذلك لمعرفة‬
‫مدى اتساع هذه الشقوق وظهور شقوق جديدة‪.‬‬
‫‪ - 9‬أعداد خرائط جيوبيئية يحدد عليها مواقع االنهيارات اْلرضية ومدى خطورتها من اجل االستفادة منها‬
‫َ‪)19(.‬‬
‫مستقبال‬

‫المبحث السابع – مخاطر االعاصير في الوطن العربي‪:‬‬

‫ان الموقع الجغرافي للوطن العربي في وسط مسطحات مائية كبيرة ساعد على انتقال اثار مايحدث في اماكن‬
‫بعيدة من كوارث الى سواحله‪ ,‬ومنه االعاصير المدارية التي تحدث في جنوب وشرق اسيا‪,‬والتي تسبب خسائر‬
‫مادية وبشرية كبيرة‪ ,‬ولم تكن المنطقة العربية بمعزل عما يحدث في تلك االماكن‪,‬فقد تعرضت سواحل البحر‬
‫العربي الى تلك االعاصير ولكن بشكل غير منتظم‪,‬ولفترات طويلة‪,‬وقد يكون لتلك الظاهرة اثار وخيمة على‬
‫المناطق التي تتعرض لها لما تسببه من دمار وخراب وخسائر مادية وبشرية كبيرة‪ ,‬ومن االمثلة على ذلك‬
‫اعصار جونو الذي تعرضت له سلطنة عمان وجزء من دولة االمارات‪,‬وفيما يلي عرض مختصر لالعصار‪:‬‬
‫إعصار جونو أو غونو‪:‬‬
‫يعد جونو أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة على بحر العرب منذ ستين عاما ً حسب تصريحات‬
‫لمسئولي اْلرصاد الجوية ‪ ،‬اذ بلغ الذروة في سرعة دورانه بعد التكون إلى ‪ 260‬كم في الساعة‪ ,‬في ‪3‬‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪ 2007‬وصاحبه ارتفاع في أمواج البحر بلغ ارتفاعها على سواحل عمان ‪ 12‬متراً‪ ،‬وظهرت‬
‫تشكيالت من السحب المتوسطة والعالية‪ ،‬وتحدث تلك اْلعاصير في بحر العرب وتكون سريعة التالشي ونادرا‬
‫ما تصل الى المنطقة والعربية‪ ,‬ولكن يعد هذا اإلعصار اْلعنف واْلشد هذه المرة‪ ,‬ويمكن متابعة اتجاه اإلعصار‬
‫من خالل الصور الفضائية‪,‬ففي الشكل رقم(‪6-25‬أوب) صور فضائية لمواقع اإلعصار يومي ‪ 4‬و‪.2007/6/5‬‬

‫شكل رقم(‪6-25‬أ) مركز اإلعصار يوم‪ 6/4‬شكل رقم(‪6-25‬ب)مركز اإلعصار يوم ‪6/5‬‬
‫وقد تعرضت لإلعصار السواحل الشرقية لسلطنة عمان وجنوب شرق إيران وأمارة الفجيرة في اإلمارات العربية‬
‫المتحدة وباكستان‪,‬الشكل رقم (‪ )26 -6‬يوضح مسار مركز اإلعصار‪ ,‬وقد صاحب اإلعصار إمطار غزيرة منذ‬
‫بداية تكوينه في ‪ 2007/5/31‬وحتى ‪, 2007/6/7‬والشكل رقم (‪ )6-27‬صورة فضائية توضح كثافة‬
‫اْلمطار‪,‬حيث يوضح اللون اْلحمر كثافة تساقط المطر التي تزيد على ‪200‬ملم‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ )26 -6‬يوضح مسار مركز اإلعصار‬

‫لشكل رقم (‪ )6-27‬صورة فضائية توضح كثافة األمطار‬


‫المناطق التي اصابها االعصار‪:‬‬

‫قام اآلالف من سكان جزيرة مصيرة العمانية ومسقط بإخالء مناطق سكناهم و االنتقال إلى مناطق أخرى قبل‬
‫أن يضربها اإلعصار‪,‬كما أغلقت السلطات العمانية مطار السيب الدولي‪ ,‬ولكن لم تتوقف حركة المالحة البحرية‬
‫عبر مضيق هرمز حتى ‪ 6‬حزيران ‪ ,2007‬وقد تسبب اإلعصار إلى شل الحركة المرورية بالكامل في العاصمة‬
‫العمانية مسقط بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ 2007‬وبقي اغلب السكان في منازلهم بعد أن ضرب اإلعصار سواحل العاصمة‪,‬‬
‫وقد انقطع التيار الكهربائي في بعض مناطق العاصمة وقعطت أيضا شبكات االتصاالت الرئيسية‪ ,‬وقد تسبب‬
‫اإلعصار إلى قلع اْلشجار من مكانها وأدى إلى فيضانات في معظم مناطق العاصمة‪,‬الشكل رقم (‪ )6-28‬صورة‬
‫توضح جانب من التدمير الذي إصاب السواحل العمانية‪,‬والشكل رقم(‪ )6-29‬يوضح الفيضان في مدينة مسقط‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )6-28‬صورة توضح جانب من التدمير الذي إصاب السواحل العمانية‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ )6-29‬يوضح الفيضان في مدينة مسقط‬

‫وقد تسببت الفيضانات إلى تحطيم وكسر الشوارع الرئيسية في العاصمة مسقط واقتالع خطوط الكهرباء مما‬
‫أدى إلى قطع التيار الكهربائي في غالبية مناطق العاصمة‪,‬كما نتج عن اإلعصار حدوث انهيار جبلي في مسقط‬
‫أدى إلى إغالق العديد من الطرق‪ ,‬وقد أعلنت إحصائية أولية أن أكثر من ‪ 60‬شخص قتلوا‪,‬وحوالي ‪ 20‬ألف‬
‫شخص شردوا من ديارهم‪.‬‬
‫وقد تراجعت قوة اإلعصار ‪-‬الذي تشكل في المحيط الهندي‪ -‬من الفئة الخامسة المدمرة إلى ما بين الفئة اْلولى‬
‫والثانية برياح تبلغ سرعتها بين ‪ 130‬و‪ 170‬كلم في الساعة متحركا نحو المناطق الشمالية الغربية من سلطنة‬
‫عمان ومن ثم باتجاه مضيق هرمز والسواحل الجنوبية إليران مع بعض التأثير على بعض مناطق اإلمارات‪.‬‬
‫أما في دولة اإلمارات العربية المتحدة فقد كان التأثير متركزا ً في إمارة الفجيرة شرقي البالد‪ ,‬حيث أدى‬
‫اإلعصار واْلمواج الناجمة عنه إلى غمر شوارع بأكملها بالمياه في الفجيرة ‪.‬‬
‫كما غمرت المياه منطقتي كلباء في أمارة ابوظبي قرب معبر الغويفات ‪.‬‬
‫أما في إيران فأن شواطىء إقليم هرمزجان و سيستان‪-‬بلوشستان هي اْلكثر تأثرا باإلعصار‪ ,‬وقامت السلطات‬
‫المحلية في إقليم سيستان‪-‬بلوشستان بترحيل الطالب والتالميذ إلى المناطق المرتفعة‪,‬و شهدت مدينة بندر عباس‬
‫اإليرانية الساحلية يوم ‪ 6‬حزيران عاصفة غبارية كثيفة مع سقوط زخات من المطر وانقطاع التيار الكهربائي‪,‬و‬
‫ً (‪) 20‬‬
‫في يوم ‪ 8‬يونيو‪/‬حزيران أعلن عن حصيلة القتلى في إيران قد وصلت إلى ‪ 12‬قتيال ‪.‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬مواجهة الكوارث في الوطن العربي‪:‬‬


‫اوال‪ -‬االستعداد لمواجهة الكارثة‬
‫تؤدي الكوارث الطبيعية بشكل عام والزالزل بشكل خاص إلى أحداث أضرار كبيرة مادية وبشرية‪,‬ينتج‬
‫عنها قتل وجرح أعداد كبيرة من سكان اْلرض‪ ،‬وتسبب الدمار للمنشآت والبنى التحتية‪ ،‬فالزالزل ظاهرة كونية‬
‫ال يعلم ساعة حدوثها بالضبط إال عالم الغيب هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬وال يمكن منعها ولكن يمكن التخفيف من‬
‫مخاطرها من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة قبل وأثناء وبعد حصول الزالزل‪ ،‬وبالتنسيق والتعاون المشترك‬
‫على جميع المستويات ابتداء من المواطن العادي ووصوال إلى المسؤولين وأصحاب القرار‪.‬‬
‫إن الزالزل بحد ذاتها ال تقتل اإلنسان‪ ،‬ومن يفعل ذلك هو المبنى أو الحرائق والحوادث اْلخرى التي يحدثها أو‬
‫يسببها الزالزل‪ ,‬كاالنزالقات اْلرضية وانهيار الشوارع وخطوط المواصالت واالتصاالت وغيرها‪.‬‬
‫وقد أثبتت الوقائع والتجارب أن الدول والمنظمات التي عملت بجد في أيام اْلمان لتهيئة نفسها لمواجهة الكوارث‬
‫(التخطيط والتهيئة واالستعداد قبل الكارثة)‪ ،‬تصرفت في أوقات الكوارث بهدوء وثقة عالية ودقة فائقة‪،‬وبالتالي‬
‫كان نصيبها من الخسائر والفوضى أقل كثيرا بالمقارنة مع تلك التي لم تعمل بمنهجية التهيئة واالستعداد المسبق‪.‬‬
‫وأظهرت نتائج الدراسات الزلزالية احتمال حصول زالزل في دول العالم العربي‪ ،‬وأن هناك أكثر من منطقة في‬
‫العالم العربي يحتمل أن تتعرض لزالزل معتدلة أو قوية نسبيا (بحدود ‪ 6.5-5‬درجة حسب مقياس ريختر‪ ،‬وقد‬
‫يصل مقدار بعضها إلى ‪ 7‬درجات) وذلك وفقا ً للدراسة التي أعدها مركز علوم اْلرض وهندسة الزالزل بجامعة‬
‫النجاح في فلسطين والتي نشرها مركز اإلعالم والمعلومات الفلسطيني‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬وعي وسلوك المجتمعات العربية ‪:‬‬


‫أن طريقة تفكير وأداء اإلنسان تنعكس على نتائج أعمال مؤسسات المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫وإن مشكلة الدول النامية مع موضوع الكوارث هي تعاملها بردة الفعل وليس الفعل‪ ،‬فمثال إذا حصل حريق في‬
‫مصنع أو حصلت حادثة في مصعد أو انهار مبنى تقوم بعد الحادث بتشكيل لجنة لمتابعة الحدث‪ ،‬وغالبا ما يكون‬
‫أعضاء اللجنة غير منسجمين‪ ،‬وأحيانا يكون معظم أعضاء اللجنة غير مختصين بالموضوع الموكل إليهم‪.‬‬
‫إن الخطط الفعالة هي التي تستند إلى إجراءات وقوانين وآليات للتعامل مع الحدث أو الكارثة المحتملة‪ ،‬لذا يجب‬
‫أن يتضمن التخطيط للتعامل مع الكوارث إلى ثالثة مراحل هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما قبل الحدث‪ :‬االستعداد‬
‫‪ -2‬أثناء الحدث‪ :‬المواجهة‬
‫‪ -3‬ما بعد الحدث‪ :‬المتابعة والتقييم واستخالص النتائج ‪:‬‬
‫وهنا يطرح السؤال أين عالمنا العربي من كل ذلك؟ أين برامج تخفيف مخاطر الكوارث الطبيعية؟ وأين خطط‬
‫إدارة الكوارث وإسناد الطوارئ؟‬

‫ثالثا‪-‬إدارة الكوارث‪:‬‬
‫إدارة الكوارث عبارة عن مجموع اإلجراءات والخطوات الضرورية والالزمة للتعامل مع وضع غير طبيعي‬
‫أو غير عادي‪ ،‬وذلك بهدف تقليل اْلضرار والخسائر في اْلرواح والممتلكات ْلقصى حد ممكن‪ ،‬فهي عملية‬
‫طويلة تحتوي على العديد من عمليات التخطيط والنشاطات وأخذ القرارات والتجربة والممارسة‪ ،‬وهي تغطي‬
‫المسافة الكبيرة بين اإلجراءات الوقائية وصوال إلى اإلجراءات العالجية المتأخرة‪ ،‬لذلك فإن أي خطة مدروسة‬
‫وناجحة على المستوى الوطني إلدارة الكوارث واْلزمات يجب أن يتداخل معها دور العديد من الجهات ذات‬
‫العالقة‪.‬‬
‫وإلنجاز خطة ناجحة وفعاله إلدارة الكوارث يجب أن يستند بناء هذه الخطة إلى عدد من الخطوات المتتالية‪ ،‬وأن‬
‫يكون تتابع تنفيذ هذه الخطوات حلقيا وليس خطيا‪ ،‬فعندما تبدأ العملية يجب أن تستمر‪ ,‬وتستفاد من سلبيات‬
‫وإيجابيات ما حدث‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه الخطوات كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬الخطوة األولى‪ :‬الشروع في إدارة الكوارث‪:‬‬
‫إن العملية الطبيعية إلدارة الكارثة عادة ما تبدأ بعد حصول كارثة كبيرة (حروب‪ ،‬زالزل‪ ،‬الخ)‪ ،‬وهذه الكارثة‬
‫تعمل كمحفز التخاذ اإلجراءات واالحتياطات‪.‬‬
‫‪-2‬الخطوة الثانية‪ :‬المخاطر المحتملة واألخطار التي قد تنتج عنها‪:‬‬
‫أن التعرض إلى الكوارث الزلزالية مثال تبدأ الخطوة الثانية بجمع المعلومات وإعداد الخرائط‪ ،‬وذلك لتحديد‬
‫أماكن وحجم اْلخطار‪ ،‬ومن ثم يتم إجراء دراسات لتقييم قابلية اإلصابة لإلنسان والممتلكات‪ ,‬باإلضافة إلى تقدير‬
‫وتقييم اإلمكانيات والمصادر المحلية‪.‬‬
‫‪-3‬الخطوة الثالثة‪ :‬تحديد مستويات األخطار التي يمكن تقبلها واحتمالها‪:‬‬
‫إن المعلومات المتوفرة التي يتم تجميعها في المرحلة الثانية يجب أن تعرض على صانعي القرار بشكل‬
‫مناسب‪،‬وذلك لتمكينهم من اتخاذ إجراءات تنفيذية مناسبة وفق أولويات وطنية ومراحل تنفيذ واضحة‪.‬‬
‫‪-4‬الخطوة الرابعة‪ :‬خطط الجاهزية ‪:‬‬
‫تتضمن هذه الخطوة خطط يجب تنفيذها على المدى القريب مثل تحضير المسؤولين على مختلف المستويات‬
‫للتعامل مع الكوارث (تشكيل لجان وحمالت توعية وتدريب وغيرها)‪ ،‬وأخرى على المدى البعيد‪ ،‬مثال في حالة‬
‫الزالزل كاعتماد الكودات والمواصفات الزلزالية‪ ،‬ووضع سياسة الستخدامات اْلراضي وتأهيل المباني القائمة‪.‬‬
‫‪-5‬الخطوة الخامسة‪ :‬فحص الخطة ‪:‬‬
‫أن فحص الخطة والتأكد من الجاهزية ال بد من إجراء مناورات أو سيناريوهات وهمية لكوارث محتملة‪ ،‬وذلك‬
‫لحماية الخطة من الالمباالة والتدخالت السياسية التي يمكن أن تظهر في فترات الهدوء بين الكوارث‪.‬‬
‫‪-6‬الخطوة السادسة‪ :‬العبر المستفادة ‪:‬‬
‫إن جميع المعلومات حول التغيرات الالزمة في الجاهزية يجب أن تمر بشكل راجع ومن خالل مرحلة مناسبة في‬
‫عملية التخطيط الحلقي‪ ،‬وهذا يعني أن نستفيد من حوادث سابقة مماثلة‪ ،‬ويمكن الرجوع من الخطوة السادسة إلى‬
‫الخطوة الثانية أو الثالثة وهكذا‪.‬‬
‫وللوصول إلى الهدف المرجو يتطلب تنفيذ الخطط االستعانة بعدد كبير من قطاعات الشعب‪،‬وهذا يعني ضرورة‬
‫إعدادهم وإعداد المؤسسات التي سيعملون من خاللها بشكل مسبق‪،‬أي قبل حصول الكارثة‪ ،‬فأي خطة أو أي‬
‫برنامج لم يصغ لمحاكاة المواطن العادي والمختص والمسؤول سيؤدي إلى فشل كلي أو جزئي في تنفيذ الخطط‪.‬‬
‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن خطة إدارة الكوارث ترتبط ارتباطا مباشرا بطبيعة المجتمع المحيط ومستوى‬
‫معيشته‪ ،‬إذ إنها تنطلق أساسا من واقع المجتمع ومرافقه‪ ،‬لذا فإنه من الضروري لخطة إدارة الكوارث أن تمتاز‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫• أن تكون الخطة بسيطة التعبير واالستذكار‪.‬‬
‫• سهلة االتباع والتنفيذ‪.‬‬
‫• سريعة التوزيع والتطبيق‪.‬‬
‫• مجدية وقابلة للتحقيق واإلثبات‪.‬‬
‫• مرنة في المراجعة والتحديث‪.‬‬
‫(‪)21‬‬
‫ولتحقيق الخطوات المذكورة أعاله ال بد من تحديد من هم أصحاب العالقة أو المؤثرون في إدارة الكوارث‪.‬‬

‫المبحث الثاسع‪ -‬توصيات ومقترحات لتخفيف مخاطر الكوارث‬


‫اوال‪ -‬توصيات ندوة فلسطين األولى لتخفيف مخاطر الزالزل‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشاء محطات رصد زلزالية‪,‬والتعاون مع محطات الرصد العربية المجاورة‪.‬‬
‫‪ -2‬تشجيع التعليم المستمر في مجال الهندسة الزلزالية من خالل عقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات الدورية‬
‫والدورات المتخصصة‪ ،‬والعمل على توعية المجتمع من أخطار الزالزل و االستعداد لها‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير عملية التصميم و التنفيذ لتتناسب مع أنماط البناء المحلية والجديدة من خالل أعداد كود وطني مختص‬
‫لمقاومة الزالزل مع أيجاد آلية للتطبيق‪.‬‬
‫‪ -4‬إنشاء جمعية وطنية للتخفيف من المخاطر الزلزالية‪ ,‬تضم في عضويتها كافة االختصاصات ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ -5‬تشكيل لجنة علمية متخصصة لدراسة قوانين النقابة والبلديات‪،‬وسياسات استخدام اْلراضي وتقديم التوصيات‬
‫المناسبة لتخفيف مخاطر الزالزل‪.‬‬
‫‪ -6‬تقديم التوصيات التالية كأجراء سريع لكل من النقابة والبلديات والوزارات ذات العالقة وكذلك المكاتب‬
‫الهندسية وتتضمن ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تجنب إنشاء الطابق الرخو بقدر المستطاع‬
‫ب‪ -‬أجراء دراسة ديناميكية لمنشآت الطوابق الرخوة والمنشآت متعددة الطوابق‪ ،‬والمنشآت الهامة مثل المدارس‬
‫والمستشفيات والمباني الدينية كالمساجد والكنائس ‪..‬الخ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أجراء دراسة ستاتيكية للمنشآت دون خمسة طوابق أن أمكن‪.‬‬
‫د‪ -‬العمل على إلزامية أجراء الدراسات الجيوتقنية وفحوصات ضبط الجودة للمواد اإلنشائية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تجنب استخدام البلكونات المحملة بجدران أال على نطاق محدود وضمن أسس إنشائية ومعمارية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -7‬العمل على تطوير صناعة اإلنشاءات بما يتالءم مع متطلبات التصميم والتنفيذ لمقاومة أفعال الزالزل‪.‬‬
‫‪ -8‬ضرورة تخصيص أو زيادة ميزانية البحث العلمي في النقابة والجامعات المحلية و المؤسسات ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ -9‬أجراء دراسات على أنماط البناء المحلية ومدى مقاومتها ْلفعال الزالزل‪ ،‬مع تقييم المنشآت القائمة حسب‬
‫اْلولويات‪.‬‬
‫‪ -10‬تدريس منهاج الهندسة الزلزالية ضمن مساقات الكليات والجامعات‪.‬‬
‫‪ -11‬تشكيل لجنة من الجهات المعنية لمتابعة كافة التوصيات ونشرها إعالميا‪.‬‬
‫‪ -12‬تشكيل فريق وطني الدارة و مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫وفيما يلي نماذج من التصاميم المرغوب بها وغير المرغوبة والتي يمكن االستفادة منها في مواجهة المخاطر‬
‫الزلزالية‪:‬‬
‫‪ -1‬شكل رقم (‪ )30-6‬يوضح نوع مسطح البناء وتوزيع العناصر اإلنشائية الرأسية المالئمة للزالزل وغير المالئمة‬

‫شكل رقم(‪ )30-6‬نوع مسطح البناء وتوزيع العناصر اإلنشائية الرأسية‬


‫‪ -2‬شكل رقم(‪ )31-6‬يبين الفواصل الزلزالية المرغوب بها وغير المرغوب بها‬
‫‪ -3‬الشكل رقم( ‪)6-32‬تصاميم ابنية حسب طبيعة التوزيع المكاني‬
‫(‪)22‬‬
‫‪-4‬الشكل رقم (‪ )6-33‬يبين ابعاد المباني ومناظرها الجانبية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المقترحات والتوصيات‪:‬‬

‫أن مواجهة الكوارث في الوطن العربي يتطلب ما يأتي‪:‬‬


‫‪ -1‬التعاون بين الدول العربية بعيدا عن الخالفات السياسية‪,‬الن الكارثة التقف عند حدود معينة‪,‬ويكون ذلك من‬
‫خالل تطوير أجهزة مراقبة الكوارث بكل أنواعها‪.‬‬
‫‪ -2‬التعاون مع الدول المجاورة في سبيل توفير نظام شامل واليقف عند حدود إقليمية معينة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير مراكز دراسة الكوارث القائمة‪ ,‬وفتح مراكز أخرى بحيث تغطي كل الوطن العربي‪,‬على أن تمارس‬
‫تلك المراكز دورها بشكل صحيح من خالل أعداد دراسات وعقد ندوات ومؤتمرات حول الكوارث‪,‬وتعد‬
‫جامعة النجاح في فلسطين من المؤسسات العلمية الرائدة في إنشاء مركز علوم اْلرض وهندسة‬
‫الزالزل‪,‬والذي اعد العديد من الدراسات المفيدة والمهمة في هذا المجال‪,‬كما عملت السعودية على إنشاء قسم‬
‫للكوارث الطبيعية مع مركز علوم اْلرض ‪.‬‬
‫‪ -5‬إقرار مادة الكوارث الطبيعية كمقرر يدرس في الجامعات كافة‪,‬ولجميع التخصصات بدون استثناء‪ ,‬ومن مبدأ‬
‫نشر ثقافة الكارثة‪.‬‬
‫‪ -6‬االشتراك في النظام العالمي لإلنذار المبكر‪,‬والذي يعمل على مراقبة الكوارث الطبيعية الرئيسية‪,‬وتوجيه‬
‫اإلنذار إلى الدول التي يحتمل تعرضها إلى مخاطر معينة‪,‬وخاصة المشتركة بالنظام‪.‬‬
‫‪ -7‬إنشاء صندوق مالي خاص بمواجهة الكوارث التي يحتمل أن تتعرض لها المنطقة العربية‪.‬‬
‫‪ -8‬أتشاء هيئة عليا في الوطن العربي خاصة بالكوارث ولها فروع في كل الوطن العربي‪,‬تأخذ على عاتقها‬
‫تنسيق الجهود الخاصة بإغاثة المناطق المنكوبة‪.‬‬
‫‪ -9‬وضع معايير معينة يجب تطبيقها في البناء وخاصة في المناطق التي تتعرض إلى الزالزل‪,‬للحد من اآلثار‬
‫التي تترتب على انهيار اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -10‬وضح أسس علمية وعملية لمواجهة اْلمواج العالية في المناطق الساحلية‪,‬والتي يحتمل أن تتعرض إلى‬
‫أمواج التسونامي‪.‬‬
‫‪ -11‬استخدام التقنيات الحديثة في توفير البيانات المتعلقة بالكوارث‪,‬مثل اْلقمار االصطناعية ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية‪ GIS‬ونظام المواقع العالمي‪.GPS‬‬
‫‪ -12‬تشجيع البحث العلمي في هذا المجال‪,‬ومن خالل االستعانة بالكوادر العلمية ذات العالقة ‪,‬ويتم فتح دورات‬
‫لتطوير الكوادر المتخصصة في مجال إدارة الكوارث‪..‬‬
‫‪-12‬ربط خطط التنمية المحلية واإلقليمية بأخطار الكوارث الطبيعية التخاذ اإلجراءات المناسبة في مواجهة اثر‬
‫الكوارث على اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫المصادر‬

‫‪ -1‬جمال أبو ديب‪,‬المخاطر الزلزالية والتخفيف من أثارها‪,‬مصدر سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.kast.edu.‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬جالل الدبيك‪,‬الزالزل ظاهرة كونية اليمكن منعها أو التنبوء بلحظة وقوعها ولكن يمكن التخفيف من‬
‫مخاطرها‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت لجامعة النجاح‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬تقرير عن زلزال ‪ 1995‬منشور على موقع عندما تهتز اْلرض‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.4eco.com‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬بيوار خنسي‪,‬الزالزل في كردستان العراق‪,‬شمال العراق‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.krg.org‬‬
‫‪ -7‬زلزال المرج‪,‬مقال منشور على موقع االنترنت ‪www.marefa.org‬‬
‫‪ -8‬أ‪.‬عبد هللا طمين‪,‬نحو ثقافة زلزالية بالجزائر‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.marwakf-dz.org‬‬
‫‪ -9‬مقال منشور على موقع انترنت القناة‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -10‬عارف محمد عثمان الجبلي‪,‬االنهيارات واالنزالقات الصخرية في اليمن ‪,‬تقرير منشور في صحيفة المؤتمر‬
‫على موقع االنترنت ‪www.almotamar.net‬‬
‫‪ -11‬مقال منشور على موقع عندما تهتز اْلرض‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -12‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت القناة‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -13‬مخاطر التجارب النووية اإلسرائيلية‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‪www.asharqalarbi.org‬‬
‫‪ -14‬تسونامي يهدد البحر المتوسط‪,‬تقرير منشور على موقع اإلنترنت‪www.fgenerations.com‬‬
‫‪ -15‬مقال منشور على موقع القناة ‪,‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -16‬مقال منشور في جريدة الشرق اْلوسط وعلى موقع اإلنترنت ‪www.asharq.com‬‬
‫‪ -17‬د‪.‬عاطف معتمد عبد الحميد‪ ,‬التصحر – جفاف اْلرض أم غياب العدل‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‬
‫‪.www.islamonline.net‬‬
‫‪ -18‬الجفاف يهدد اإلنتاج الزراعي في المغرب‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪.www.news.bbc.co.uk‬‬
‫‪ -19‬إجراءات مواجهة الجفاف في السعودية‪,‬تقرير نشرته رئاسة اْلرصاد الجوي وحماية البيئة على موقع‬
‫اإلنترنت‪. www.pme.gov.sa‬‬
‫‪ -20‬تقرير منشور على موقع االنترنت ‪http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫‪ -21‬دراسة متخصصة تكشف الوجه الغائب الدارة الكوارث وإسناد الطوارئ‪,‬مقال منشور في جريدة الوطن على‬
‫موقع اإلنترنت ‪www.egptiongreens.com.‬‬
‫‪ -22‬تقريرعن ندوة حول الزالزل نشرعلى موقع مركز علوم اْلرض وهندسة الزالزل جامعة النجاح في‬
‫فلسطين ‪.www.najah.edu/arabic‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم (‪ )2-1‬انواع امواج تسونامي‬


‫ملحق رقم (‪ )2-2‬انواع البراكين‬
‫ملحق رقم(‪ )3-1‬نماذج من أنواع اعاصير التورنادو‬
‫الشكل رقم(‪ )3-2‬نماذج من االعاصير الهوريكان‬
‫ملحق رقم ( ‪)3 -3‬صور إلعصار كاترينا‬
‫ملحق رقم(‪ )3-4‬انواع البرق‬
‫ملحق رقم(‪)7-1‬سقوط البرد في السعودية بتاريخ ‪2007/3/24‬‬
‫برد في السعودية بتاريخ ‪2007/3/24‬‬

‫ملحق رقم( ‪ )6-2‬اثار اعصار جونو‬


‫المؤلف في سطور‪:‬‬
‫مواليد ‪ 1952‬مدينة الرمادي ‪ -‬محافظة االنبار‪ -‬العراق‪.‬‬
‫حاصل على شهادة البكالوريوس آداب جغرافيا عام ‪.1976‬‬
‫حاصل على شهادة الماجستير في تخطيط المدن ‪.1990‬‬
‫حاصل على شهادة الدكتوراه في الجيومورفولوجيا ‪.1996‬‬
‫المرتبة العلمية استاذ مشارك‬
‫مجاالت العمل في التعليم العالي‪:‬‬
‫معاهد المعلمات والمعلمين في االنبار‬
‫قسم الجغرافيا كلية التربية جامعة االنبار العراق‬
‫قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة درنه ليبيا‬
‫قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة عمر المختار ليبيا‬
‫استاذ معتمد في الجامعة االمريكية في لندن لالشراف على طلبة الماجستير والدكتوراه‬
‫ومن اإلنجازات العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب الجيومورفولوجيا التطبيقية ‪.2001‬‬
‫‪ -2‬كتاب التخطيط الحضري أسس ومفاهيم‪.2002‬‬
‫‪ -3‬كتاب التضاريس األرضية دراسة جيومورفولوجية عملية تطبيقية ‪.2005‬‬
‫‪ -4‬نظم المعلومات الجغرافية أسس وتطبيقات ‪.2006‬‬
‫‪ -4‬االتجاهات الحديثة في البحث العلمي الجغرافي ‪.2007‬‬
‫‪ -5‬كتاب تخطيط الخدمات المجتمعية والبنية التحتية‪,‬اسس‪-‬معايير –تقنيات‪2009,‬‬
‫‪ -6‬كتاب جغرافية الصحة‪2009,‬‬
‫إنجاز عدد كبير من البحوث بعضها منشور في عدد من المجالت العلمية‪.‬‬
‫المشاركة في عدد من المؤتمرات والندوات العلمية‪.‬‬

You might also like