You are on page 1of 5

‫خاتم‬

‫ة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يع د احلق يف محاي ة احلي اة الشخص ية من أك ثر احلق وق ال يت متس بكرام ة وش رف اإلنس ان‬
‫بالدرج ة األوىل‪ ،‬ل ذا ن رى أن موض وع احلماي ة القانوني ة للحي اة الشخص ية من أك ثر املواض يع ال يت‬
‫ن الت العدي د من الدراس ات‪ ،‬حيث تعت رب ه ده األخ رية من املواض يع املتج ددة بإس تمرار و ال يت ال‬
‫ت زال حمل إهتم ام العدي د من الدارس ني كوهنا تت أثر ب اجلوانب احمليط ة هبا‪ ،‬و م ع التط ور و التق دم‬
‫التكنولوجي الذي نشهده اليوم أصبحت حياتنا اخلاصة هتددها حتديات العصر‪ ،‬مبا حتمله يف طياهتا‬
‫من مس اس هبذا احلق‪ ،‬حيث أض حت تزع زع إس تقرارها الش يء ال ذي جس د محايته ا من الناحي ة‬
‫القانونية هدا ما جعل املشرع جيرم األفعال اليت متس هبا‪.‬‬

‫و على ضوء ما سبق مت التوصل إىل جمموعة من النتائج و التوصيات‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫نستعرض أهم النتائج املتوصل إليها يف هذه الدراسة كما يلي‪:‬‬

‫_ تبني أن إعطاء تعريف دقيقا للحق يف محاية احلياة الشخصية يواجه الكثري من الصعوبات‬
‫بوصفه من املسائل املختلف فيها قانونا و فقها و قضاءا‪ ،‬و قد ذهبت جل التشريعات إىل حتديد‬
‫نطاق احلق تبعا لظروف اجملتمع و تطوره و أفكاره و معتقداته‪ ،‬و هدا ما سايره املشرع اجلزائري‬
‫اذ أنه مل حيدد مفهوم احلق يف احلياة اخلاصة بل إكتفى بضمان حرمة احلياة اخلاصة مع ذكر صوره‪.‬‬
‫_ أن اإلهتمام مبوضوع احلماية القانونية للحياة الشخصية فرضته كثرة الضغوطات‪ ،‬و تعقد‬
‫احلياة احلديثة و التطور و التقدم العلمي لوسائل اإلعالم و االتصال‬
‫_ أن احلق يف احلياة الشخصية من احلقوق اللصيقة بالذات البشرية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫خاتم‬
‫ة‬

‫_ كم ا مت تبي ان خص ائص احلق يف احلي اة الشخص ية‪ ،‬و ق د إنتهى ال رأي ال راجح يف املس ألة‬
‫فقها و قضاءا أو تشريعا إىل اعتباره واحد من احلقوق املالزمة لصفة اإلنسان‪.‬‬
‫_ و تبني أن يف حتديد طبيعة احلق يف محاية احلياة الشخصية ذهب الرأي الراجح إىل أنه حق‬
‫شخصي و ليس حق ملكية‪ ،‬و هبذا يكون قد وسع من نطاق احلماية ‪ ،‬يثبت لإلنسان مند والدته‬
‫و تالزمه حىت موته و بعده‪.‬‬
‫_ أن احلق يف محاي ة احلي اة الشخص ية ه و ح ق يثبت للجمي ع دون تفرق ة يف اجلنس و ال دين‬
‫والعرق و بالتايل تعترب حرمة احلياة اخلاصة حق و حرية‪.‬‬
‫_كم ا أك د الدس تور اجلزائ ري على محاي ة ه ذا احلق‪ ،‬م ع التنبي ه إىل أن التطبيق ات التش ريعية‬
‫ال يت أورده ا يف ك ل من املش رع الدس توري و املش رع العق ايب ليس ت هي وح دها عناص ر احلي اة‬
‫اخلاصة دون غريها‪ ،‬و إمنا جاء ذكر أمهها فقط ألهنا متثل مستودعا ألسرار الشخص وفقا للمجرى‬
‫الع ادي لألم ور‪ ،‬و بالت ايل فليس اهلدف من إيراده ا بالنص ني أس تبعاد غريه ا‪ ،‬ب ل ميكن أن تتس ع‬
‫لتشمل عناصر أخرى يعترب املساس هبا إنتهاكا للحياة اخلاصة‪.‬‬
‫_ و ق د وج دنا أيض ا أن هن اك العدي د من اإلتفاقي ات الدولي ة ق د إع رتفت ب احلق يف احلي اة‬
‫اخلاص ة‪ ،‬و عق دت العدي د من املؤمترات لدراس ة ه دا احلق و ت زعمت األمم املتح دة ال دعوة إىل‬
‫ضرورة إحرتامه‪.‬‬
‫_ إعرتف املشرع اجلزائري باحلق يف حرمة احلياة الشخصية بوصفه حقا مستقال قائما بذاته‪،‬‬
‫س واء ك ان ذل ك يف نص وص الدس تور أو التش ريعات العادي ة‪ ،‬و نص على محايت ه جنائي ا ض د ك ل‬
‫صور اإلعتداء احملتملة‪.‬‬
‫_ تضمن التشريع اجلزائري جل الصور اليت تضمنت فكرة اخلصوصية املتفق عليها كحرمة‬
‫املسكن و سرية املراسالت و اإلتصاالت اخلاصة‪ ،‬كما أضاف صورا خمتلف فيها كحرمة الشرف‬
‫و اإلعتبار‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫خاتم‬
‫ة‬

‫_ كما رأينا أن املسولية املدنية الناشئة عن املساس باحلق يف محاية احلياة الشخصية و خاصة‬
‫يف اجلزائر ال تتمتع بأحكام خاصة‪ ،‬بل تقوم على القواعد العامة اخلاصة باملسؤولية التقصريية اليت‬
‫تنبين على أركان ثالثة هي اخلطأ و الضرر و العالقة السببية‪.،‬‬
‫_و يف جمال الض رر فق د يك ون مادي ا أو معنوي ا‪ ،‬و مهم ا ك ان فال ب د أن يك ون مق دار‬
‫التعويض متناسبا مع حجم الضرر الذي حلق بالضحية‪.‬‬
‫_جيوز للمعتدى عليه رفع دعوى التعويض كما جيوز لذويه بعد وفاته يف حدود معينة ترتبط‬
‫بالض رر املرت د أن يرفع وا ه ذه ال دعوى‪ ،‬ويف ح ال ك ان املعت دى علي ه غ ري مميز ترف ع ال دعوى من‬
‫طرف وليه‪.‬‬
‫_ لقد إرتأى املشرع اجلنائي ضرورة التدخل لفرض احلماية الالزمة للحق يف احلياة اخلاصة‬
‫بصورة عامة‪ ،‬و إشرتط لقيام هذه اجلرائم وقوعها يف مكان خاص و دون رضاء اجملين عليه بوسيلة‬
‫تت أىب على التحدي د لتبقى النص وص ص احلة ملواجه ة إرتك اب اجلرمية بالوس ائل ال يت ق د ينفتح عنه ا‬
‫العامل يف املستقبل‪.‬‬
‫_ تتميز احلماية املقررة للحق يف احلياة الشخصية بأهنا ليست مطلقة بل مقيدة و ذلك مىت‬
‫تعلق األمر باملصلحة العامة‪ ،‬أو لضرورة التحري يف بعض اجلرائم اليت متس بأمن و إستقرار الدولة‪.‬‬
‫_ أج از التش ريع اجلزائ ري تقيي د احلق يف احلي اة اخلاص ة م ىت ك ان ذل ك‪ ،‬بن اءا على الرض ا‬
‫الصريح من صاحب احلق‪.‬‬
‫_توصلنا من دراستنا أن عقوبة املوظف العام تكون مشددة أكثر من عقوبة الفرد العادي‪،‬‬
‫ألن املوظف يتحلى بالنزاهة و الثقة و األمانة بني املوظفني‪.‬‬
‫اإلقتراحات‪:‬‬
‫بناءا على ما سبق ذكره خنلص إىل التوصيات التالية‪:‬‬
‫_ أن يأخذ املشرع بأحكام الشريعة اإلسالمية يف جمال محاية احلياة الشخصية‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫خاتم‬
‫ة‬

‫_ ضرورة إفراد املشرع اجلزائري احلق يف محاية احلياة الشخصية حبماية مدنية مستقلة و عدم‬
‫اإلكتفاء باحلماية اليت تضمنتها املادة ‪ 47‬من ق‪.‬م اليت تدرجه ضمن احلقوق املالزمة للشخصية‪.‬‬
‫_ على املشرع اجلزائري وضع مواد جترم اإلعتداء على احلياة الشخصية و ختصيص باب من‬
‫قانون العقوبات هلا‪.‬‬
‫_ لقد جرم املشرع اإلعتداء على احلق يف محاية احلياة اخلاصة فقط يف املكان اخلاص وتناسى‬
‫النص على املكان العام الذي أصبح أكثر عرضة لإلنتهاك نظرا لتطور األجهزة اإللكرتونية ‪.‬‬
‫_ يستحس ن على املش رع إدم اج الرس ائل اإللكرتوني ة ص راحة يف مض مون املادتني ‪ 137‬و‬
‫‪ 303‬مكرر من ق‪.‬ع‪.‬ج اليت تتعلق حبرية املراسالت‪ ،‬و كذا تشديدها يف حالة إرتكاهبا من طرف‬
‫املوظف العام‪.‬‬

‫_كم ا نق رتح توس يع ص الحيات القض اء و إعط اء مس احة من اإلجته اد يف القض ايا املتعلق ة‬
‫حبماية احلياة الشخصية‪ ،‬ألهنا تتمتع ببعض املرونة و احلداثة اليت جتعل القانون عاجزا عن مواكبة‬
‫التغريات و التطورات املستمرة‪ ،‬مع األخذ بعني اإلعتبار العرف السائد يف اجملتمع و قواعد السلوك‬
‫و األخالق ملا هلا من تأثري عليه‪.‬‬

‫_جيدر باملش رع اجلزائ ري أن يقت دي باملش رع العق ايب الفرنس ي بإدخ ال نص يف ق انون‬
‫العقوبات جيرم فيه التعامل باألجهزة‪ ،‬اليت تشكل خطورة بالغة على حياة الغري اخلاصة سواء كانت‬
‫أجهزة تنصت أو تصوير أو غريها‪ ،‬مبا يف ذلك تصنيعها و بيعها و إستريادها و تروجيها‪.‬‬

‫_كم ا يستحس ن جترمي أفع ال اإلعت داء على احلي اة اخلاص ة املرتكب ة بواس طة وس ائل اإلعالم‬
‫عام ة و بواس طة الص حافة خاص ة‪ ،‬و ذل ك لت دعيم اجلزاء املق رر هلذا اإلعت داء يف ق انون اإلعالم‪،‬‬
‫لذلك على املش رع اجلزائ ري أن خيصص موضعا مستقال يف قانون العقوبات يتعرض فيه لألفعال‬

‫‪104‬‬
‫خاتم‬
‫ة‬

‫املاس ة هبذا احلق و املقرتف ة بواس طة وس ائل اإلعالم‪ ،‬و ب ذلك يك ون املش رع العق ايب اجلزائ ري ق د‬
‫فصل و ميز بني األفعال املاسة باحلياة اخلاصة للغري‪ ،‬و بني األفعال اليت تقع من أفراد عاديني و اليت‬
‫خص هلا م واد مس تقلة يع اقب من خالهلا ه ؤالء األف راد‪ ،‬و بني تل ك ال يت تق ع بواس طة الص حافة‬
‫واإلعالم‪.‬‬

‫‪105‬‬

You might also like