Professional Documents
Culture Documents
6 خاتمة
6 خاتمة
ة
خاتمة:
يع د احلق يف محاي ة احلي اة الشخص ية من أك ثر احلق وق ال يت متس بكرام ة وش رف اإلنس ان
بالدرج ة األوىل ،ل ذا ن رى أن موض وع احلماي ة القانوني ة للحي اة الشخص ية من أك ثر املواض يع ال يت
ن الت العدي د من الدراس ات ،حيث تعت رب ه ده األخ رية من املواض يع املتج ددة بإس تمرار و ال يت ال
ت زال حمل إهتم ام العدي د من الدارس ني كوهنا تت أثر ب اجلوانب احمليط ة هبا ،و م ع التط ور و التق دم
التكنولوجي الذي نشهده اليوم أصبحت حياتنا اخلاصة هتددها حتديات العصر ،مبا حتمله يف طياهتا
من مس اس هبذا احلق ،حيث أض حت تزع زع إس تقرارها الش يء ال ذي جس د محايته ا من الناحي ة
القانونية هدا ما جعل املشرع جيرم األفعال اليت متس هبا.
النتائج:
_ تبني أن إعطاء تعريف دقيقا للحق يف محاية احلياة الشخصية يواجه الكثري من الصعوبات
بوصفه من املسائل املختلف فيها قانونا و فقها و قضاءا ،و قد ذهبت جل التشريعات إىل حتديد
نطاق احلق تبعا لظروف اجملتمع و تطوره و أفكاره و معتقداته ،و هدا ما سايره املشرع اجلزائري
اذ أنه مل حيدد مفهوم احلق يف احلياة اخلاصة بل إكتفى بضمان حرمة احلياة اخلاصة مع ذكر صوره.
_ أن اإلهتمام مبوضوع احلماية القانونية للحياة الشخصية فرضته كثرة الضغوطات ،و تعقد
احلياة احلديثة و التطور و التقدم العلمي لوسائل اإلعالم و االتصال
_ أن احلق يف احلياة الشخصية من احلقوق اللصيقة بالذات البشرية.
101
خاتم
ة
_ كم ا مت تبي ان خص ائص احلق يف احلي اة الشخص ية ،و ق د إنتهى ال رأي ال راجح يف املس ألة
فقها و قضاءا أو تشريعا إىل اعتباره واحد من احلقوق املالزمة لصفة اإلنسان.
_ و تبني أن يف حتديد طبيعة احلق يف محاية احلياة الشخصية ذهب الرأي الراجح إىل أنه حق
شخصي و ليس حق ملكية ،و هبذا يكون قد وسع من نطاق احلماية ،يثبت لإلنسان مند والدته
و تالزمه حىت موته و بعده.
_ أن احلق يف محاي ة احلي اة الشخص ية ه و ح ق يثبت للجمي ع دون تفرق ة يف اجلنس و ال دين
والعرق و بالتايل تعترب حرمة احلياة اخلاصة حق و حرية.
_كم ا أك د الدس تور اجلزائ ري على محاي ة ه ذا احلق ،م ع التنبي ه إىل أن التطبيق ات التش ريعية
ال يت أورده ا يف ك ل من املش رع الدس توري و املش رع العق ايب ليس ت هي وح دها عناص ر احلي اة
اخلاصة دون غريها ،و إمنا جاء ذكر أمهها فقط ألهنا متثل مستودعا ألسرار الشخص وفقا للمجرى
الع ادي لألم ور ،و بالت ايل فليس اهلدف من إيراده ا بالنص ني أس تبعاد غريه ا ،ب ل ميكن أن تتس ع
لتشمل عناصر أخرى يعترب املساس هبا إنتهاكا للحياة اخلاصة.
_ و ق د وج دنا أيض ا أن هن اك العدي د من اإلتفاقي ات الدولي ة ق د إع رتفت ب احلق يف احلي اة
اخلاص ة ،و عق دت العدي د من املؤمترات لدراس ة ه دا احلق و ت زعمت األمم املتح دة ال دعوة إىل
ضرورة إحرتامه.
_ إعرتف املشرع اجلزائري باحلق يف حرمة احلياة الشخصية بوصفه حقا مستقال قائما بذاته،
س واء ك ان ذل ك يف نص وص الدس تور أو التش ريعات العادي ة ،و نص على محايت ه جنائي ا ض د ك ل
صور اإلعتداء احملتملة.
_ تضمن التشريع اجلزائري جل الصور اليت تضمنت فكرة اخلصوصية املتفق عليها كحرمة
املسكن و سرية املراسالت و اإلتصاالت اخلاصة ،كما أضاف صورا خمتلف فيها كحرمة الشرف
و اإلعتبار.
102
خاتم
ة
_ كما رأينا أن املسولية املدنية الناشئة عن املساس باحلق يف محاية احلياة الشخصية و خاصة
يف اجلزائر ال تتمتع بأحكام خاصة ،بل تقوم على القواعد العامة اخلاصة باملسؤولية التقصريية اليت
تنبين على أركان ثالثة هي اخلطأ و الضرر و العالقة السببية.،
_و يف جمال الض رر فق د يك ون مادي ا أو معنوي ا ،و مهم ا ك ان فال ب د أن يك ون مق دار
التعويض متناسبا مع حجم الضرر الذي حلق بالضحية.
_جيوز للمعتدى عليه رفع دعوى التعويض كما جيوز لذويه بعد وفاته يف حدود معينة ترتبط
بالض رر املرت د أن يرفع وا ه ذه ال دعوى ،ويف ح ال ك ان املعت دى علي ه غ ري مميز ترف ع ال دعوى من
طرف وليه.
_ لقد إرتأى املشرع اجلنائي ضرورة التدخل لفرض احلماية الالزمة للحق يف احلياة اخلاصة
بصورة عامة ،و إشرتط لقيام هذه اجلرائم وقوعها يف مكان خاص و دون رضاء اجملين عليه بوسيلة
تت أىب على التحدي د لتبقى النص وص ص احلة ملواجه ة إرتك اب اجلرمية بالوس ائل ال يت ق د ينفتح عنه ا
العامل يف املستقبل.
_ تتميز احلماية املقررة للحق يف احلياة الشخصية بأهنا ليست مطلقة بل مقيدة و ذلك مىت
تعلق األمر باملصلحة العامة ،أو لضرورة التحري يف بعض اجلرائم اليت متس بأمن و إستقرار الدولة.
_ أج از التش ريع اجلزائ ري تقيي د احلق يف احلي اة اخلاص ة م ىت ك ان ذل ك ،بن اءا على الرض ا
الصريح من صاحب احلق.
_توصلنا من دراستنا أن عقوبة املوظف العام تكون مشددة أكثر من عقوبة الفرد العادي،
ألن املوظف يتحلى بالنزاهة و الثقة و األمانة بني املوظفني.
اإلقتراحات:
بناءا على ما سبق ذكره خنلص إىل التوصيات التالية:
_ أن يأخذ املشرع بأحكام الشريعة اإلسالمية يف جمال محاية احلياة الشخصية.
103
خاتم
ة
_ ضرورة إفراد املشرع اجلزائري احلق يف محاية احلياة الشخصية حبماية مدنية مستقلة و عدم
اإلكتفاء باحلماية اليت تضمنتها املادة 47من ق.م اليت تدرجه ضمن احلقوق املالزمة للشخصية.
_ على املشرع اجلزائري وضع مواد جترم اإلعتداء على احلياة الشخصية و ختصيص باب من
قانون العقوبات هلا.
_ لقد جرم املشرع اإلعتداء على احلق يف محاية احلياة اخلاصة فقط يف املكان اخلاص وتناسى
النص على املكان العام الذي أصبح أكثر عرضة لإلنتهاك نظرا لتطور األجهزة اإللكرتونية .
_ يستحس ن على املش رع إدم اج الرس ائل اإللكرتوني ة ص راحة يف مض مون املادتني 137و
303مكرر من ق.ع.ج اليت تتعلق حبرية املراسالت ،و كذا تشديدها يف حالة إرتكاهبا من طرف
املوظف العام.
_كم ا نق رتح توس يع ص الحيات القض اء و إعط اء مس احة من اإلجته اد يف القض ايا املتعلق ة
حبماية احلياة الشخصية ،ألهنا تتمتع ببعض املرونة و احلداثة اليت جتعل القانون عاجزا عن مواكبة
التغريات و التطورات املستمرة ،مع األخذ بعني اإلعتبار العرف السائد يف اجملتمع و قواعد السلوك
و األخالق ملا هلا من تأثري عليه.
_جيدر باملش رع اجلزائ ري أن يقت دي باملش رع العق ايب الفرنس ي بإدخ ال نص يف ق انون
العقوبات جيرم فيه التعامل باألجهزة ،اليت تشكل خطورة بالغة على حياة الغري اخلاصة سواء كانت
أجهزة تنصت أو تصوير أو غريها ،مبا يف ذلك تصنيعها و بيعها و إستريادها و تروجيها.
_كم ا يستحس ن جترمي أفع ال اإلعت داء على احلي اة اخلاص ة املرتكب ة بواس طة وس ائل اإلعالم
عام ة و بواس طة الص حافة خاص ة ،و ذل ك لت دعيم اجلزاء املق رر هلذا اإلعت داء يف ق انون اإلعالم،
لذلك على املش رع اجلزائ ري أن خيصص موضعا مستقال يف قانون العقوبات يتعرض فيه لألفعال
104
خاتم
ة
املاس ة هبذا احلق و املقرتف ة بواس طة وس ائل اإلعالم ،و ب ذلك يك ون املش رع العق ايب اجلزائ ري ق د
فصل و ميز بني األفعال املاسة باحلياة اخلاصة للغري ،و بني األفعال اليت تقع من أفراد عاديني و اليت
خص هلا م واد مس تقلة يع اقب من خالهلا ه ؤالء األف راد ،و بني تل ك ال يت تق ع بواس طة الص حافة
واإلعالم.
105