Professional Documents
Culture Documents
النظرية النقدية الكلاسيكية
النظرية النقدية الكلاسيكية
ترتبط النظرية النقدية بالنظرية االقتصادية العامة ارتباطا قويا ،فالنشاط االقتصادي يتأثر بالكثري من العوامل املتغرية اليت تتشابك مع بعضها
يف الواقع العملي و من بينها النقود وتشغل النظرية النقدية حيزا هاما يف الفكر االقتصادي احلديث من خالل األحباث و الدراسات اليت
تناولت هذا املوضوع بغية شرح وفهم اآلليات وعمل وتفاعل العناصر املكونة هلذه النظرية كإطار لتفسري جمموعة كبرية من الظواهر و
املتغريات اليت تصحب التغري يف كمية النقود املتداولة يف اجملتمع كالتضخم و الكساد .......
وهتدف النظرية النقدية إىل التعرف على العوامل احملددة لقيمة النقد يف أي حلظة من الزمن وعلى اختالف املفاهيم و التفاسري هلا جيمع
الكثري أو معظم االقتصاديني على أن جوهر وحمل النظرية هو تفسري التغري يف كمية النقود وانعكاس ذلك على املستوى العام لألسعار
خاصة واملتغريات االقتصادية األخرى عامة وكانت النظرية النقدية حمل دراسة العديد من املدارس االقتصادية فما هو حتليل الكالسيك
للنقود و ما هو دور النقود عند الكالسيك ?
إن فكرة النظرية قدمية فقد تعرض لبعض عناصرها فالسفة اليونان و الرومان كما ميكن تتبع صورها يف آراء بعض مفكري oو علماء
اإلسالم ( املقريزي ) إال أهنا تطورت أكثر بعد ثورة األسعار يف القرن السادس عشر 16م خاصة بعد ذلك التدفق الكبري للمعادن النفيسة
من أمريكا إىل أوروبا مما دفع الكثري من االقتصاديني إىل البحث يف العالقة بني زيادة كمية النقود و ارتفاع األسعار نتيجة تدفق الذهب و
الفضة .
كان جون بودان أول من أعطى مالحظة مفادها أن الزيادة يف كمية النقود املتداولة هي السبب يف ارتفاع األسعار ومن مث اخنفاض يف
قيمة النقود.
ويقصد بالنظرية النقدية الكالسيكية تلك النظرية اليت نشأت و تطورت بفضل جهود االقتصاديني يف املدرسة الكالسيكية واليت تبلورت
فيما بعد وأصبحت تعرف باسم نظرية كمية النقود .
لقد اعترب الكالسيك أن التوازن االقتصادي يتحقق دائما بصورة تلقائية عند مستوى التشغيل الكامل و من بينهم ادم مسيث و دافيد
ريكاردو و جون باتيست ساي كما اعتقدوا اعتقادا تاما بان اثر التغريات يف كمية النقود يتصف باحلياد التام.
وهلذا فان الثروة احلقيقية يف نظر الكالسيك تتمثل يف السلع االستهالكية واالستثمارية اما النمو االقتصادي فيقاس بالقدرة على زيادة
السلع احلقيقية و اهتموا اهتماما خاصا مبشكلة النمو االقتصادي يف األجل الطويل واالدخار واالستثمار وتوازهنما والسبب يف ذلك هو
املشكلة اليت تطرح حول تغري قيمة النقود مع الزمن .
و قد اعتمد الكالسيك عموما يف مناقشاهتم على األسعار النسبية بدال من استخدام األسعار
وحدتني من السلعة ﭐ=وحدة من السلعة ب بينما األسعار aاملطلقة هي األسعار املقدرة بوحدات النقود مثال:وحدة من السلعة = 1دج
ووحدة من السلعة ب= 2دج
مما سبق نستطيع أن نستنتج أن أي شخص أو أي مشروع حينما حيصل على نقود من جراء معامالته فانه يف رأي املدرسة الكالسيكية لن
حيقق منها أي نفع حقيقي حىت يقوم بإنفاقها كلها ويستبعد الكالسيك اختزان النقود ألنه تصرف غري رشيد.
إذن فالطلب على النقود يف نظر الكالسيك يكون من اجل املعامالت فقط
لقد أكد الكالسيك مسالة التوازن التلقائي بني االدخار واالستثمار يف نظريتهم عن سعر الفائدة ويرون أن املتغريات الكربى يف النشاط
االقتصادي التتاثر بالنقود .وورد يف املناقشات الكالسيكية احتمال أن تؤدي التغريات يف عرض النقود( تغري كمياهتا أو سرعة دوراهنا) إىل
اإلخالل األسعار النسبية أي اإلخالل بني معدالت التبادل احلقيقية بني السلع لكن الكالسيك أن مثل هذه االختالالت لن تبقى يف األجل
الطويل حيث أن املرونة التامة لألسعار يف ظروف املنافسة التامة يف السوق كفيلة بإعادة األمور مرة أخرى إىل جمراها .
و لقد كانت آراء مالتوس متثل االستثناء الوحيد من الفكر االقتصادي فقد اعتقد أن مسالة حتقيق التوازن ليست حتمية .
ويعتمد الكالسيك يف معارضتهم إىل زميلهم مالتوس إىل قانون ساي لألسواق الذي مفاده أن العرض خيلق طلبه اخلاص والذي يرتكز على
ثالث فرضيات:
إن النظرية النقدية الكالسيكية تعرب عن جمموعة من اآلراء واملفكرين واألفكار املفسرة واحملللة لعمل النظام الرأمسايل احلر وباختصار فيما
يلي :
احلرية االقتصادية:
إن ترك الفرد احلر يف اختيار نشاطه و عمله ل فقط بل سوف يعمل على حتقيق املنفعة العامة.
امللكية اخلاصة:
إن امللكية الفردية هي احد أركان النظام الرأمسايل وان إميان الفرد هبا جيعله يسعى إىل حتقيق أقصى منفعة ممكنة وحتقيق أقصى منفعة
للمجتمع وعليه الكالسيك ال يرون أي تعارض بني مصلحة الفرد و مصلحة اجلماعة .
إن املنافسة غري املقيدة هي وحدها القوة االجتماعية املنظمة للحياة االقتصادية وهي الكفيلة بتحقيق التقدم االقتصادي.
قانون السوق :يقوم هدا على أساس مبدأ السوق وان جهاز الثمن هو القوة احلقيقية املوجهة للنشاط اإلنتاجي وحتقيق التوازن.
مبدأ مرونة جهاز سعر الفائدة :فهي تفرتض حتقيق التوازن بني االستثمار و االدخار.
مبدأ التوظيف الكامل :فالكالسيك يفرتضون حسب قانون ساي لألسواق أن االقتصاد يف حالة العمالة الكاملة.
ظهرت النظرية النقدية الكالسيكية يف القرن الثامن عشر 18م أين كان يسيطر على النشاط االقتصادي قانون ساي لألسواق و الذي يرى
ضرورة أن كل عرض خيلق طلبه اخلاص به فاإلنتاج خيلق معه قوته الشرائية وبتعبري نقدي كل إنتاج خيلق معه إنفاقا مساويا له وان زيادة أو
اخنفاض العرض عن الطلب سرعان ما يزول حبكم فعالية السوق أو جهاز األسعار ووفقا للتحليل الكالسيكي قامت النظرية الكمية للنقود
يف معادلة التبادل على:
وهذا الثبات هو وفقا ألحد مقومات ودعائم الفكر الكالسيكي الذي يعتقد أن النظام االقتصادي ميلك القدرة الذاتية على التحرك بصورة
تلقائية حنو مستوى التوظيف الكامل للموارد اإلنتاجية.
نقصد سرعة دوران النقود معدل متوسط عدد املرات اليت انتقلت فيها وحدة النقد من يد إىل يد أخرى يف تسوية املبادالت االقتصادية يف
فرتة زمنية معينة.
و تقوم هذه النظرية على أساس أن سرعة دوران النقود هي ثابتة على األقل يف املدى القصري ألهنا حتدد بعوامل بطيئة التغري ومستقلة عن
كمية النقود فافرتاض التحليل الكالسيكي ثبات سرعة دوران النقود على أساس أن تغريها يرتبط بتغري عوامل أخرى منها درجة كثافة
السكان وتطور العادات املصرفية ومستوى تطور وتقدم اجلهاز املصريف واألسواق املالية والنقدية وهذه العامل كلها ال تتغري يف األجل
القصري مع V T. :ثبات
يتبقى يف املعادلة متغريين اثنني فقط ومها كمية النقود يف الطرف األمين من املعادلة واملستوىل العام لألسعار يف الطرف األيسر تقتصر نظرية
كمية النقود على بيان العالقة بينهما.
-3ارتباط تغري املستوى العام لألسعار بتغري كمية النقود :
تقوم النظرية الكمية للنقود على افرتاض أساسي مفاده أن أي تغري يف كمية النقود سيحدث تغري بنفس النسبة واالجتاه يف املستوى العام
لألسعار أي أن هناك عالقة طردية بني كمية النقود وذلك بافرتاض ثبات حجم املعامالت وسرعة دوران النقود أي أن نظرية كمية النقود
هي دالة كمية النقود متغري مستقل واملستوى العام لألسعار متغري تابع.
يستند أصحاب هذا الرأي إىل منطق معني يتمثل يف أن زيادة كمية النقود يعين يف واقع األمر زيادة يف وسائل الدفع األمر الذي يؤدي إىل
زيادة األسعار ذلك أن كمية اكرب من النقود سوف تتنازع لشراء نفس الكمية الثابتة من السلع واخلدمات و يف هذه احلالة سوف يتناسب
التغري يف أسعار السلع واخلدمات مع التغري يف كمية النقود .
و يسمى هذا الشكل لنظرية كمية النقود بالشكل اجلامد فحدوث التغري يف كمية النقود يؤدي إىل تغري بنفس النسبة ويف نفس االجتاه يف
املستوى العام لألسعار.
كما سبق وقلنا أن فكرة النظرية قدمية حىت قبل الكالسيك إال أن أهم من اخذ بالتحليل السابق و استخدمه يف حتليل ظاهرة التضخم اليت
عرفتها بريطانيا يف القرن 19هو االقتصادي دافيد ريكاردو الذي كان له دور أساسي يف بناء النموذج الكالسيكي حيث توصل يف هذا
الشأن إىل أن قيمة النقود تتناسب عكسيا مع قيمتها باعتبار أن أي زيادة يف العرض النقدي ستؤدي إىل زيادة يف املستوى العام لألسعار
بنفس النسبة .
املطلب األول :معادلة التبادل
تقوم نظرية كمية النقود يف تفسريها العالقة بني كمية النقود وبني املستوى العام لألسعار وتؤكد هذه النظرية على وجود عالقة تناسبية بني
كمية النقود و مستوي األسعار وذلك بافرتاض ثبات حجم املعامالت وسرعة دوران النقود حيث يكون جمموع قيم عمليات التبادل
مساويا للمبالغ اليت دفعت يف تسويتها .
إذن فالنظرية الكمية هي دالة املستوى العام لألسعار متغري تابع وكمية النقود متغري مستقل و بثبات كمية املبادالت وسرعة دوران النقود
فانه ميكن صياغة املعادلة رياضيا كما يلي:
M V= P T
إن كمية النقود مضروبة يف سرعة دوراهنا تساوي كمية املبادالت مضروبة يف املستوى العام لألسعار و منها ميكن حتديد املستوى العام
لألسعار كالتايل:
P = M V / T
حيث املستوى العام لألسعار =(كمية النقود مضروبة يف سرعة دوراهنا)(xمقلوب حجم املعامالت ).
ولقد حاول فيشر٭( وهو من الكالسيك اجلدد ) الوصول إىل ما هو ابعد من ذلك وذلك بإدخال النقود املصرفية ( الداخلية) يف معادلة
التبادل أي انه سعى إىل التمييز بني النقود القانونية ( اخلارجية ) و النقود املصرفية بغرض إبراز أمهية كل منهما يف حتقيق مستوى معني من
املبادالت وهلذا جاءت معادلة التبادل كاآليت :
ن :النقود القانونية
س:سرعة دوراهنا
ن':النقود املصرفية
ن س +ن'س'= م xك
ومن مث م = ن س +ن'س'/
املطلب الثاين :نقد معادلة التبادل
تعرضت هده النظرية إىل النقد أو إىل انتقادات عديدة ميكن إجيازها فيم يلي :
- 1افرتاضها دوما ثبات العوامل احملددة لقيمة النقد ( باستثناء مستوى األسعار ) إال انه إذا رجعنا إىل التجارب الواقعية جند عدم صحة
ثبات هذه الفروض.
- 2مل تأخذ النظرية التقليدية النقدية بعني االعتبار متغريات أخرى هامة كسعر الفائدة حيث اعتربته ظاهرة حقيقية.
-تقوم هذه النظرية على العالقة االلية بني Mو Pإال أن كمية النقود ليست العامل الوحيد الذي يؤثر يف Pفقد ترتفع هذه األخرية
ألسباب ال عالقة هلا بزيادة النقود كما أن زيادة النقود ال تؤدي بالضرورة oإىل ارتفاع األسعار خاصة إذا كانت هناك طاقات عاطلة .
- 3إن العالقة بني كمية النقود و بني املستوى العام لألسعار ليست مباشرة أو تناسبية فقد أشار باتنكان يف خضم االنتقادات الشديدة اليت
تعرضت هلا النظرية إىل أن العملية اليت تعقب حدوث زيادة يف النقود سوف تصبح أكثر تعقيدا من العالقة البسيطة اليت تصفها النظرية
الكمية للنقود
- 4تعتمد النظرية الكمية للنقود يف حتليلها على التحليل الساكن و ليس على التحليل الديناميكي.
املطلب الثالث:تقييم النظرية النقدية الكالسيكية
تعد نظرية كمية النقود من أوىل النظريات اليت حاولت تفسري حتديد املستوى العام لألسعار و ما حيدث فيها من تقلبات وهي تتمثل يف
جمموعة من الفروض املتعلقة بأمهية كمية النقود بالنسبة إىل غريها من العوامل يف التأثري على قيمتها.
االجيابيات :
-إن النظرية الكمية للنقود كانت متفقة متاما مع التحليل والواقع االقتصادي السائد آنذاك .
-إن لنظرية كمية النقود أمهية ودور كبريين يف تفسري ظاهرة التضخم.
االنتقادات :
عقب ظهور أزمة الكساد العاملي و قبل ذلك ظهرت عدة انتقادات للنظرية النقدية الكالسيكية و بصفة عامة ميكن تقدمي نوعني من
االنتقادات:
لقد قدم الكالسيك اجلدد أمثال " مارشال و روبنسون و بيجو " طلبا جديدا على النقود كمخزن للقيمة أي أداة للوفاء باملدفوعات
اآلجلة.
حيث يرغب األفراد يف االحتفاظ بالنقود يف صورة أرصدة نقدية حاضرة أي طريقة األرصدة النقدية احلاضرة كالتايل:
M=pyk
انتقادات عامة:
ا عدم واقعية افرتاض ثبات احلجم احلقيق لإلنتاج :
افرتاض ثبات الناتج الوطين يستند إىل افرتاض حالة التوظيف الكامل ولكن اثبت عدم صحة هذا االفرتاض عند حدوث األزمة العاملية
1933-1929وإذا ختلينا على هذا االفرتاض يزول اثر التغري يف املستوى العام لألسعار .
فسرعة الدوران ميكن أن تتغري يف املدى الطويل و بالتايل تؤثر على حجم املعامالت وتتغري النتيجة :
خامتة
لقد أسس التحليل الكالسيكي للنقود على فرضيات و أسس تبني فيما بعد أهنا غري صحيحة كفاية أو غري صاحلة لكل األوقات كحياد
النقود والتشغيل الكامل و هذا أثناء األزمة العاملية 1929وعجز التحليل الكالسيكي عن تفسري األزمة آنذاك.
و لكن ال ميكن إلغاء دور التحليل الكالسيكي يف شق البداية إىل تفسري عدة ظواهر كالتضخم و اعتمد كقاعدة للتحليل احلديث للنظرية
النقدية عند فريدمان