You are on page 1of 13

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/334194323

‫ دراﺳﺔ وﺻﻔﻴﺔ‬:‫اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ دﻋﻢ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ‬

Conference Paper · March 2018

CITATIONS READS

0 25,641

2 authors:

Jamal Alsalmi Said Bani Oraba


University of Nizwa Sultan Qaboos University
33 PUBLICATIONS   25 CITATIONS    1 PUBLICATION   0 CITATIONS   

SEE PROFILE SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

The Reality of Omani Government on Social Media (Twitter) View project

my phd thesis View project

All content following this page was uploaded by Jamal Alsalmi on 03 July 2019.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫المؤتمر السنوي الرابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة ‪ /‬فرع الخليج العربي‬
‫"البيانات الضخمة وآفاق استثمارها‪ :‬الطريق نحو التكامل المعرفي"‬
‫‪ 8-6‬مارس ‪ ،2018‬مسقط – سلطنة عمان‬

‫البيانات الضخمة ودورها في دعم اتخاذ القرار والتخطيط اإلستراتيجي‪:‬‬


‫دراسة وصفية‬

‫الدكتور جمال بن مطر السالمي‪ ،‬أستاذ مساعد‬


‫الطالب‪ :‬سعيد بني عرابة‪ ،‬طالب بكالوريوس‬
‫قسم دراسات المعلومات‪ ،‬جامعة السلطان قابوس‬

‫‪2018‬‬

‫‪1‬‬
‫المستخلص‬
‫ثورة البيانات والمعلومات الضخمة أتاحت فرص كثيرة للمدراء وصناع القرار‪ ،‬كما أنها في الوقت نفسه‬
‫شكلت تحديات عديدة‪ .‬فنجد أن مصادر البيانات تتنوع وتتجدد‪ ،‬كما أن حجمها يتوسع بسرعة شديدة ال يمكن‬
‫التحكم بها‪ .‬ولذلك فإن عالقة البيانات الضخمة باتخاذ القرارات والتخطيط االستراتيجي يعتبر من المواضيع‬
‫المهمة حديثا ً التي تحتاج لمزيد من النقاشات والتحليالت حولها‪.‬‬

‫تهدف الدراسة الحالية إلى استكشاف العالقة بين علم البيانات أو ما يعرف بالبيانات الضخمة وأخصائيي‬
‫المعلومات الذين يتعاملون مع هذه البيانات ودورهم في تحليلها من أجل دعم عملية اتخاذ القرارات‪ .‬كذلك‬
‫تسعى بالتعريف باإلتجاهات الحديثة في البيانات الضخمة والمهارات الالزمة لإلستفادة منها مهنياً‪ .‬المؤسسات‬
‫المهنية ستحتاج إلى خبراء بيانات للتعامل مع هذه البيانات الضخمة‪ ،‬بينما المؤسسات التعليمية تحتاج لفهم هذا‬
‫العلم من أجل تهيئة خبراء قادرين على استخدام هذه البيانات في التخطيط االستراتيجي واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي من حيث تحليل اإلنتاج الفكري المرتبطة بدور علم البيانات "البيانات‬
‫الضخمة" في التخطيط االستراتيجي واتخاذ القرارات على مستوى المؤسسات المهنية والشركات‪ .‬تشير نتائج‬
‫الدراسة إلى الدور المهم والمتعاضم للبيانات الضخمة في توجيه قرارات الشركات والمؤسسات الضخمة‬
‫ودورها اإليجابي في تطوير اإلنتاج وزيادة كفاءة وأرباح هذه الشركات‪ .‬ولإلستفادة القصوى من هذه البيانات‬
‫ال بد من اإلستعانة بخبراء البيانات المؤهلين في مجاالت مختلفة والقادرين على صياغة هذه البيانات بطريقة‬
‫تساعد على اتخاذ قرارات منطقية ودقيقة ووضع خطط إستراتييجة‪ .‬يبقى التأكيد أن نجاح التحول نحو استخدام‬
‫البيانات الضخمة يعتمد أساسا ً على رؤية المؤسسة للنجاح ووجود قيادة لديها رؤية إيجابية حول أهمية البيانات‬
‫الضخمة في عملية التخطيط اإلستراتيجي واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬البيانات الضخمة‪ ،‬اتخاذ القرارات‪ ،‬التخطيط االستراتيجي‪ ،‬علم البيانات‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫تتوسع البيانات والمعلومات المتاحة حاليا ً بشكل متسارع ٍ جداً وتتنوع مصادرها كثيراً‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تتاح‬
‫أشكال وأنماطٍ مختلفة‪ .‬ومما ال شك فيه فإن للبيانات المنظمة والدقيقة دو ٌر كبيرٌ جداً في اتخاذ القرارات‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫السليمة ورسم الخطط والسياسات االستراتيجية لدى متخذي القرار‪ .‬ورغم أن وفرة البيانات لمن يطلبها‬
‫سريع جداً يعتبر ميزة هذا العصر إال أنه في نفس الوقت يضع تحديات ضخمة لمتخذي القرار‪ .‬حيث تعتبر‬ ‫ٍ‬
‫البيانات الضخمة أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات الكبيرة بسبب صعوبة معالجة هذه البيانات‬
‫واإلستفادة منها‪ .‬ولذلك فإن موضوع دور البيانات الضخمة في اتخاذ القرارات يعتبر من المواضيع المهمة‬
‫في الوقت الحالي ويحتاج لمزيد من النقاش والتحليل‪ .‬ولذلك جاءت هذه الدراسة الستعراض أهم اإلنتاج‬
‫الفكري حول أهمية البيانات الضخمة في التخطيط اإلستراتيجي واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ماهية وأهمية البيانات الضخمة ‪Big Data‬‬

‫يعتبر مصطلح البيانات الضخمة من المصطلحات الحديثة التي ظهرت كاتجاه حديث في وصف التدفق الهائل‬
‫للبيانات‪ ،‬فكما هو مالحظ فإننا جميعا ً نقوم بإنتاج كم هائل جداً من البيانات الرقمية يومياً‪ .‬هذه البيانات التي‬
‫ننتجها من أنشطتنا على اإلنترنت ومن مختلف األجهزة واألدوات التي نتعامل معها يتم تسجيلها وعاد ًة ما يتم‬
‫تخزينها سحابيا ً في مختلف التطبيقات والبرامج المتاحة (‪.)Power, 2016‬‬
‫المدراء عاد ًة ما يحتاجون للبيانات الضخمة بعد تحليلها إلدارة العمليات وتقديم خدمات ذات جودة عالية‪ .‬كما‬
‫أن المنظمات الحديثة تحاول جاهد ًة جمع وتخزين وتحليل جميع البيانات المرتبطة بأنشطتها وخدماتها‪ .‬لكن‬
‫التحدي األكبر يكمن في كيفية تحليل هذا الكم الهائل من البيانات المنتجة‪ ،‬ولذلك بدأ يظهر حديثا ً ما يعرف‬
‫بعلم البيانات (‪.)Power, 2016‬‬
‫ومما ال شك فيه فإن متخذي القرار يستفيدون كثيراً من التحليالت التي يحصلون عليها من الكم الهائل من‬
‫البيانات المتاحة لديهم حول أنشطة وخدمات المؤسسات التي يديرونها ( ‪McAfee & Brynjolfson,‬‬
‫‪ .)2012‬ولكن حجم البيانات المنتجة يوميا ً يفوق القدرة على تحليلها ومعالجتها‪ ،‬وبالتالي فإن عدم وجود‬
‫معالجي بيانات مهرة ومدربين سيجعل من الصعب على المدراء التعامل مع هذه البيانات (‪.)Power, 2016‬‬
‫كما أن التقنيات الموجودة قد ال تكون قادرة على التعامل مع الكميات الهائلة من البيانات بطريقة فعالة ومثالية‬
‫(‪)Stryk, 2015‬‬
‫وتتمثل أهمية البيانات الضخمة في التبنؤ أو ما يعرف باستشراف المستقبل‪ ،‬وهوالتنبؤ بما سيحدث مستقبالً‪،‬‬
‫مما يساعد المؤسسات والدول في تفادي المشكالت واإلستعداد لها من خالل اتخاذ القرارات المناسبة والتي‬
‫تتالءم مع األحداث المستقبلية القادمة (الشحي‪ .)2017 ،‬وإليضاح هذه الفكرة نوضح الفرق بين المراكز‬
‫التجارية التقليلدية والمراكز الحديثة اإللكترونية‪ .‬فالمركز التقليدي يستطيع التعرف على المواد المباعة والمواد‬
‫التي لم تبع فقط وكذلك يمكنه معرفة من اشترى هذه المواد على أكثر تقدير‪ .‬بينما نجد في المقابل المراكز‬
‫الحديثة اإللكترونية يمكنها تتبع الزبائن ومعرفة ماذا اشتروا وما هي المواد التي تفحصوها وكيف تصفحوا‬
‫الموقع قبل الشراء‪ ،‬وهل تأثروا بالمواد الدعائية وبالمراجعات والتعليقات‪ ،‬كما أنه يمكنها ربط بين فئات‬
‫الزبائن المتشابهين في الخصائص‪ ،‬ومن خالل تحليل جميع هذه البيانات يمكنها توقع ماذا يريد الزبائن في‬
‫المستقبل (‪.)McAfee & Brynjolfson, 2012‬‬

‫‪3‬‬
‫مميزات البيانات الضخمة‬

‫يعرض الشحي (‪ )2017‬سبع مميزات أو صفات رئيسية تتميز بها البيانات الضخمة وهي‪:‬‬
‫كبيرة الحجم ‪ :volume‬فحجم البيانات الضخمة كبير جداً‪ ،‬وبالتالي تحتاج إلى معالجات وأجهزة‬ ‫‪.1‬‬
‫كبيرة وقادرة على التعامل مع هذه البيانات‪.‬‬
‫متعددة األنواع ‪ :variety‬وذلك بأن البيانات الضخمة تأتي في أشكال وصيغ متعددة ومختلفة مثل‬ ‫‪.2‬‬
‫الصورة‪ ،‬والصوت والفيديو‪ ،‬والنص‪.‬‬
‫متعددة الجودة والمصداقية ‪ : veracity‬بحيث أنه ليس كل المعلومات والبيانات الواردة إلينا يمكن‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلستفادة منها وتوظيفها في خدمة المؤسسة وصناعة القرار‪ ،‬وبالتالي فإنه يتم التخلص وإتالف بعض‬
‫البيانات (‪.)data cleaning‬‬
‫سريعة النمو ‪ : velocity‬بحيث أنها تتضخم بشكل كبير نتيجة التفاعل النشط مع الموضوعات من‬ ‫‪.4‬‬
‫قبل األفراد والعمالء والمستفيدين‪ ،‬فيجب أن تكون اإلستجابة لها سريعة الستخدام البيانات في خدمة‬
‫المؤسسة وتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ذات قيمة كبيرة ‪ :value‬ولإلستفادة من البيانات الضخمة نحتاج إلى متخصصين يمتلكون الخبرات‬ ‫‪.5‬‬
‫والمهارات الكافية للتعامل مع هذه البيانات وتحليلها التحليل المناسب‪ ،‬وفي هذه الحالة تعتبر المعلومات‬
‫ذات قيمة‪.‬‬
‫ذات قيمة متغيرة ‪ : variability‬بمعنى أن نفس المعلومات أو نفس البيانات يمكن أن تعني عدة‬ ‫‪.6‬‬
‫أشياء‪ ،‬واستناداً إلى السياق الذي وردت فيه يمكن تحديد قيمتها الحقيقة وتحليلها تحليالً مناسبا ً‪.‬‬
‫متعددة المظاهر ‪ :visualization‬عند استخدام البيانات الضخمة يجب تحليلها وإظهارها بأشكال‬ ‫‪.7‬‬
‫مختلفة تتناسب مع طبيعة استخدامها‪ ،‬وتأخذ أشكال متعددة مثل‪ :‬اإلحصاءات واألرقام واألشكال‬
‫الهندسية وغيرها‪.‬‬

‫بينما نجد أن ‪ )2016( Power‬و ‪ )2012( McAfee and Brynjolfson‬لخصوا سمات البيانات‬
‫الضخمة في بثالث سمات أساسية وهي السرعة والتنوع والحجم‪ .‬فنجد أن البيانات تنتج بسرعة هائلة جداً‬
‫وخصوصا ً على اإلنترنت وشبكات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬كما أنها تنتج بمختلف األشكال والصيغ الرقمية‪،‬‬
‫وبشكل عام فإن أغلب المؤسسات والمجتمعات تنتج بيانات‬
‫ٍ‬ ‫وهي كذلك تستهلك مساحات هائلة للتخزين الرقمي‪.‬‬
‫ً‬
‫نتيجة الختالف ثقافة المعلومات في كل مؤسسة‪.‬‬ ‫بشكل متنامي‪ ،‬وقد يتفاوت هذا اإلنتاج من مؤسسة ألخرى‬
‫ولكن وجد أن المنظمات التي تقدم التقنيات الحديثة عادة ما تتسم بنمو مضطرد للبيانات التي تنتجها‪.‬‬

‫التخطيط اإلستراتيجي ودعم اتخاذ القرار‪:‬‬

‫يعرف التخطيط اإلستراتيجي بأنه عملية مستمرة تساند عملية اتخاذ القرارات من خالل اإلعتماد على معلومات‬
‫عن مستقبلية القرارات وآثارها في المستقبل‪ ،‬ووضع األهداف واإلستراتيجيات والبرامج الزمنية‪ ،‬والتأكد من‬
‫تنفيذ الخطط والبرامج (سوهام‪ .)2013 ،‬بينما نجد أن إبراهيم يعرف التخطيط اإلستراتيجي بأنه أسلوب‬
‫إبداعي وابتكاري في التفكير لتصميم المستقبل المرغوب فيه للمنظمة‪ ،‬ويتم ذلك بشكل متعمد وبخطوات‬
‫متعارف عليها لمواجهة تهديدات أو فرص بيئية مع األخذ في الحسبان نقاط القوة ونقاط الضعف الداخلية‬
‫للمنظمة سعيا ً لتحقيق رسالة وأهداف المنظمة (‪.)2013‬‬
‫‪4‬‬
‫ولذلك يعتبر التخطيط اإلستراتيجي من المهام الضرورية الواجب توافرها في المؤسسات‪ ،‬فهو المحور الرئيس‬
‫في إدارة المؤسسة‪ ،‬ويعتمد عليه في اكتشاف أخطاء المؤسسة‪ ،‬وذلك للوصول إلى نتائج تتوافق مع أهداف‬
‫المؤسسة في ضوء المعلومات أو التغذية الرجعية التي تستقبلها المؤسسة‪ .‬كما أن من مبررات استخدامه أيضا ً‬
‫وجود ثغرات في أداء المؤسسة عندما يصبح نشاط المؤسسة بعيد عن خدمة أهدافها بسبب عدم تدفق البيانات‬
‫إلى كافة الوحدات اإلدارية‪ ،‬كما أن التخطيط اإلستراتيجي يعمل على تعزيز المؤسسة وتطويرها بما يتناسب‬
‫مع التطورات الحديثة من خالل اتخاذ القرارات المبنية على البيانات التي تجمعها المؤسسة (سوهام‪.)2013 ،‬‬
‫كذلك نجد أن من المفاهيم المرتبطة ما يطلق عليه دعم القرار‪ ،‬حيث يعرفه إبراهيم بأنه الطريق إلى اتخاذ‬
‫القرارات القائمة على الجودة‪ ،‬بحيث يتم اتخاذ القرارات المناسبة بناءاً على نوعية البيانات‪ ،‬والقدرة على‬
‫تحليل البيانات‪ ،‬ومن خاللها يتم إيجاد الحلول واإلستراتيجيات المناسبة (‪ .)2013‬بينما نجد سوهام يستخدم‬
‫مصطلح صناعة القرار ويعتبره من المهام األساسية في المؤسسات‪ ،‬والتي تعمل على اإلختيار الدقيق من بين‬
‫البدائل المتاحة والمتوفرة‪ ،‬وتتم صناعة القرار اعتماداً على المعلومات المتاحة والمتوفرة‪ ،‬وكذلك إستناداً إلى‬
‫القرارات السابقة التي تم اتخاذها‪ ،‬والتوقعات المستقبلية (‪.)2013‬‬
‫كذلك ال بد أنه نشير إلى مصطلح آخر وهو مفهوم القرار اإلستراتيجي والذي يعرفه إبرهيم بأنه القرار الذي‬
‫تم اختياره من مجموعة من البدائل اإلستراتيجية‪ ،‬والذي يمثل أفضل طريقة للوصول إلى أهداف المنظمة‬
‫(‪.)2013‬‬
‫بعد المراحل التمهيدية والتخطيط اإلستراتيجي تأتي مرحلة اتخاذ القرار‪ ،‬حيث يعتبر اتخاذ القرار من الركائز‬
‫األساسية للمؤسسات‪ ،‬فهو يلعب دوراً أساسيا ً في تحقيق أهداف واستراتيجيات المؤسسة‪ ،‬كما يعتبر القرار‬
‫اإلستراتيجي من القرارات التي تعتمد عليها كثير من المؤسسات المهنية‪ ،‬وذلك ألنها تنصب بشكل أساسي في‬
‫تحقيق أهداف المؤسسة‪ .‬وفي هذه العملية تلعب المعلومات دوراً فاعالً في اتخاذ هذه القرارات نظير ما تقدمه‬
‫من بيانات تساهم في تطوير صياغة اإلستراتيجيات بطريقة تتوافق مع البيانات والمعلومات المتوافرة‪.‬‬

‫البيانات الضخمة ودورها في التخطيط اإلستراتيجي واتخاذ القرار‪:‬‬

‫في ظل التطورات المتسارعة في علم البيانات والمعلومات‪ ،‬أصبحت البيانات الهائلة تشكل محوراً أساسيا ً في‬
‫معظم المؤسسات المهنية‪ ،‬وتسعى هذا المنظمات إلى تحسين اإلستفادة من هذه البيانات بأكبر قدر ممكن‪،‬‬
‫ليساعدها في دعم الخطط والقرارات اإلستراتيجية‪ ،‬حيث تتأثر القرارات المتخذة بالعديد من العوامل المتعلقة‬
‫بالبيانات‪ ،‬منها على سبيل المثال مدى توافر البيانات المناسبة لصنع القرار‪ ،‬وكذلك مدى دقة وصحة البيانات‬
‫في ظل التدفق الهائل لها في الوقت الحالي وذلك لتعدد مصادر الحصول على البيانات‪ ،‬وكما أن قدرة العاملين‬
‫في المؤسسات في التعامل مع البيانات الضخمة وتدقيقها له تأثيره على اتخاذ القرارات (إبراهيم‪.)2013 ،‬‬
‫يعتبر تحليل البيانات الضخمة ركيزة أساسية فعالة في تحديد المشكلة وبلورتها‪ ،‬وتحديد البدائل‪ ،‬ومن ثم اتخاذ‬
‫القرار المناسب من بين البدائل المتاحة‪ .‬ويجب اإلشارة هنا إلى أن قيمة البيانات ال تتوقف عند اتخاذ القرار‪،‬‬
‫وإنما تستمر لمعرفة النتائج المترتبة على القرار المتخذ‪ ،‬والعمل على تقييم كفاءته‪ ،‬ومدى خدمته ألهداف‬
‫المؤسسة‪ ،‬ومساهمته في احتواء المشكلة‪ ،‬وكذلك التخاذ اإلجراءات التصويبية له إذا استلزم األمر (ضيات‪،‬‬
‫‪ .)2010‬وقد ذكر ‪ )2016( Power‬مجموعة من الصفات للبيانات التي يحتاجها متخذوا القرار منها أن‬
‫تكون ذات عالقة بالموضوع‪ ،‬وأن تكون دقيقة‪ ،‬وأن تكون في الوقت المناسب‪ .‬عند توافر هذه البيانات بهذه‬
‫الصفات يقوم علماء البيانات بتحليلها ووربطها بالقضايا المناسبة ومن ثم تقديمها في قالب بسيط ومقنع لمتخذي‬
‫‪5‬‬
‫القرار من أجل اتخاذ القرارات المنطقية المناسبة‪ .‬وبالتالي فإن على المؤسسات التعليمية والجامعات التي تعنى‬
‫بتأهيل من لديهم قدرة على التعامل مع البيانات الضخمة أن تقوم بإعداد علماء ومتخصصين يمتلكون مهارات‬
‫في تصميم قواعد البيانات وتصميم البرامج المناسبة ولديهم مهارات إحصائية وقادرين على التعبير عن‬
‫البيانات والمعلومات التي يتعاملون معها وذلك من أجل معالجة البيانات الضخمة بكل فعالية ومن ثم تقديمها‬
‫لمتخذي القرار‪.‬‬
‫وتتضاعف قيمة البيانات الضخمة عندما تتضاعف ثقة وقناعة المدراء (كمستخدمي البيانت) بالبيانات‬
‫المستخدمة في اتخاذ القرارات‪ .‬وتعزى قيمة البيانات كذلك في مدى تأثيرها على اتخاذ القرارات السليمة في‬
‫المؤسسات‪ ،‬وبالتالي فإن قيمة البيانات تمثل قيمة التغيير في القرار‪ ،‬والتفاضل بينها بناءاً على كفاية البيانات‬
‫المتوافرة‪ ،‬والتي تظهر الفارق في اتخاذ قرار معين من بين عدة بدائل متاحة اعتماداً على البيانات المتدفقة‬
‫إلى المؤسسة (ضيات‪ .)2010 ،‬وتعتبر جودة البيانات العامل األساسي في عملية تغيير القرارات‪ ،‬كما يعزى‬
‫تغيير القرارات إلى توفر بيانات إضافية وواضحة‪ ،‬وبالتالي تعتبر هذه البيانات اإلضافية كفيلة بتمييز قرار‬
‫عن آخر‪ ،‬كما أنه في المقابل فإن نقص البيانات يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة مما يؤثر على عملية التخطيط‬
‫اإلستراتيجي وبالتالي إنحراف المؤسسة عن تحقيق أهدافها‪ .‬وقد ذكر ضيات العديد من األسباب لعدم توفر‬
‫البيانات في اتخاذ القرارات ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على البيانات‪ ،‬أو أنها غير متوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال األفراد في المؤسسة لبعض البيانات العتقادهم بأنها غير مهمة‪.‬‬
‫‪ -‬الجهد والتكلفة الكبيرة للحصول على البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬وجود البيانات بصيغة مختلفة عن الصيغة المطلوبة‪.‬‬

‫وكما أ ن التطور التكنولوجي والتقني أسهم في زيادة دور وتأثير البيانات في صنع القرارات‪ ،‬إال أن إهمال‬
‫تهيئة المعلومات والبيانات الستخدامها في اتخاذ القرار يعرض هذه القرارات لإلخفاق والفشل‪ .‬ويشير إبراهيم‬
‫(‪ )2013‬إلى العديد من العوامل التي تؤثر على عملية اتخاذ القرار‪ ،‬حيث قسمها إلى قسمين‪ ،‬يتضمن األول‬
‫العوامل الخارجية المؤثرة على عملية إتخاذ القرار اإلستراتيجي والذي يتمثل في النظام الدولي‪ ،‬والنظام‬
‫اإلقليمي‪ ،‬والرأي العام الدولي‪ ،‬واإلعالم والدعاية العالمية‪ .‬أما العوامل الداخلية المؤثرة على عملية اتخاذ‬
‫القرار اإلستراتيجي فتتمثل في العوامل اإلنسانية والسلوكية‪ ،‬والعوامل البيئية الخارجية‪.‬‬
‫لذلك نجد أن التخطيط اإلستراتيجي يعتبر جزءاً كبيراً من عملية صناعة القرارات وذلك ألن القرار ال يمكن‬
‫أن يتم بدون وجود خطة إستراتيجية تستند عليها عملية صناعة القرار‪ ،‬وهذه العملية تمر بعدة مراحل قبل أن‬
‫يتم اتخاذ القرار‪ ،‬ومن أبرز هذه المراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة جمع البيانات عن المشكلة والقرار الخاص بها‪:‬‬

‫ويتم ذلك من خالل السعي إلى جمع البيانات والمعلومات عن الموضوع الذي يتم اتخاذ القرار من أجله‪ .‬كما‬
‫أن اتخاذ قرار ذات كفاءة يعتمد على كمية البيانات والمعلومات المتوفرة ومدى كفاءتها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .2‬مرحلة تصنيف وتبويب البيانات‪:‬‬

‫تعمل هذه المرحلة على ترجمة البيانات على شكل تقارير وجداول وأشكال بيانية‪ ،‬بحيث تسعى إلى اإلحتفاظ‬
‫بالمعلومات والبيانات المالئمة والتي تضيف قيمة كبيرة لعملية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة التأكد من صحة البيانات‪:‬‬

‫ال تكون لهذه المرحلة أي أهمية وأي قيمة إذا لم تستخدم البيانات في الوقت المناسب التخاذ القرارات في‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة قياس الموارد التي يحتاجها هذا القرار‪:‬‬

‫يتوقف نجاح المؤسسة على كفاءة وفعالية تحكمها في صنع القرار‪ ،‬وبحسب توفر دفعة البيانات وشمولية‬
‫المعلومات‪ ،‬ودقة التوقيت في توفير المعلومات التي تعزز تلك الكفاءة والفعالية‪ ،‬وكذلك فإن توفر بيانات‬
‫ومعلومات بشكل كبير وفعال يحدد قدرة المؤسسة على التكيف والتأقلم مع المحيط الخارجي‪.‬‬
‫‪ .5‬مرحلة المفاضلة بين اإلحتماالت‪:‬‬

‫تختص هذه المرحلة بإفراز أكبر عدد من القرارات‪ ،‬والعمل على حصرها وتحليلها ومن ثم استبعاد القرارات‬
‫التي ال تحقق الهدف والغاية من اتخاذ القرار‪ ،‬وصوالً إلى الحصول على القرارات القابلة للتنفيذ والتي تتوافق‬
‫مع أهداف المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .6‬مرحلة اتخاذ القرار‪:‬‬

‫مروراً بالمراحل السابقة تأتي المرحلة الفاصلة التخاذ القرار واإلعالن عنه‪ ،‬وعندما يطبق وتظهر نتائجه يقوم‬
‫األخصائيون بتقييم النتائج لرؤية فعالية هذا القرار ومدى نجاحه (سوهام‪.)2013 ،‬‬
‫من خالل استعراض هذه المراحل التي تمر بها عملية اتخاذ القرارات نجد أن للمكتبات ومراكز المعلومات‬
‫دور كبير‪ ،‬من خالل سعيها الدؤوب للتزود بمصادر المعلومات الحديثة والقيمة ذات العالقة باهتمامات‬
‫المستفيدين‪ ،‬ومن ثم فهرسة وتصنيف هذه المواد بحيث يمكن للمستفيدين من استرجاع جميع المعلومات ذات‬
‫العالقة من مكان الواحد‪ ،‬كما أنها في كثير من األحيان تقوم بتوفير هذه المصادر على شكل كشافات‬
‫ومستخلصات لتسهل على المستفيد الوقت والجهد‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فإنها توفر المهنيين القادرين على مساعدة‬
‫المستفيدين في الوصول للمعلومات بأسهل وأسرع الطرق‪.‬‬

‫القرارات المنطقية وعلم البيانات‪:‬‬

‫التفكير المنطقي والقرارات المبنية على أدلة وتحليالت منطقية تكون مهمة جداً وهي نتيجة ألنظمة دعم اتخاذ‬
‫القرارات‪ .‬ولكن يبقى التساؤل هل فعالً المدراء ومتخذي القرار يبنون قراراتهم على التفكير المنطقي؟ عاد ًة‬
‫المدراء ومتخذي القرار الذين يعتمدون على البيانات في اتخاذ قراراتهم يسألون نفس األسئلة التالية‪ ،‬ماذا تقول‬
‫البيانات حول هذا الموضوع؟ من أين أتت هذه البيانات؟ ما نوع التحليل الذي أجري على هذه البيانات؟ وإلى‬
‫أي مدى يمكن أن نثق في هذه البيانات؟ (‪.)McAfee & Brynjolfson, 2012‬‬
‫‪7‬‬
‫مما ال شك فيه أن أنظمة دعم اتخاذ القرارات المبنية على التحليل المنطقي والدقيق للبيانات تساعد كثيراً على‬
‫انتقاء الخيارات األفضل والوصول لنتائج أفضل‪ .‬ولذلك على صانعي أنظمة دعم اتخاذ القرارات وكذلك محللي‬
‫البيانات أن يسألوا ما إذا كان من يستخدم هذه األنظمة لديهم تفكير منطقي ويتخذون قرارات منطقية‪.‬‬
‫وبتوسيع نطاق الدائرة من مستوى األفراد إلى مستوى المؤسسات والمنظمات نجد مصطلح مجتمع أو ثقافة‬
‫المعلومات (‪ .)Information Culture‬ثقافة المعلومات تعني أن يكون هناك توقعات وإيمان وأفكار‬
‫مشتركة على مستوى المؤسسة حول أهمية الحصول على ومعالجة ومشاركة واستخدام المعلومات في اتخاذ‬
‫القرارات وإدارة المؤسسة (‪.)Power, 2016‬‬
‫وتوجد عدة تصنيفات لمجتمع المعلومات ومن ضمنها مجتمع المعلومات المنافس (‪)competitor culture‬‬
‫والذي يسعى إلى إيجاد التغيير في داخل المنظمة وبالتالي فإن هذه المنظمات التي يوجد بها هذا النوع من‬
‫مجتمع المعلومات تسعى الستئجار علماء البيانات‪ .‬هذه المجتمعات يسعى مدراؤها إليجاد وتطوير أنظمة‬
‫معلومات أفضل والتي بدورها تؤدي لقرارات أفضل وأداء أفضل والقدرة على اتخاذ قرارات أسرع‬
‫(‪.)Power, 2016‬‬

‫إعداد علماء أو خبراء بيانات‪:‬‬

‫إن الدور األساسي الذي يقوم به علماء البيانات هو دعم متخذي القرار في حاالت القرارات الغير مقننة‪ .‬هذا‬
‫أهمية ألن المدراء يريدون الحصول على أحدث وأفضل‬ ‫ً‬ ‫الدور بدأ يصبح أكثر تحديا ً وفي نفس الوقت أكثر‬
‫المعلومات المتاحة‪ .‬وبالتالي فالمدراء أصبحوا أكثر طلبا ً للمساعدة من محللي البيانات أو علماء القرارات في‬
‫مرحلة اتخاذ القرارات (‪.)Power, 2016‬‬
‫لكي نفهم مفهوم مصطلع علماء البيانات ينبغي لنا أن نتعرف على مفوم علم البيانات أوالً‪ .‬علم البيانات يساعد‬
‫على بناء منتجات البيانات‪ .‬كما يالحظ أن الشركات التي تطبق هذا العلم تسعى من خالله إلنتاج قيمة لها‪.‬‬
‫وبالتالي فإن علماء البيانات يقومون بجمع البيانات‪ ،‬ويصيغونها في أشكال يمكن تتبعها‪ ،‬وتكون مرتبة بطريقة‬
‫يمكنك من خاللها فهم واستنباط ما توحي إليه هذه البيانات‪ ،‬ويقومون أخيراً بعرض هذه اإلستنباطات‬
‫واالستنتاجات لآلخرين‪ .‬هذه اإلستنباطات واإلستنتاجات الدقيقة والموثقة هي ما يسعى إليه المدراء ومتخذي‬
‫القرارات ويدفعون من أجله األموال لعلماء البيانات (‪.)Power, 2016‬‬
‫ولذلك فإن علماء البيانات يكون لديهم تأهيل عال في مجال تحليل البيانات وعلم الحاسوب والتطبيقات والنماذج‬
‫والنظريات‪ ،‬واإلحصائيات وعلم الرياضيات‪ .‬وبالتالي ما يقوم به علماء البيانات هو قدرتهم على إيصال هذه‬
‫النتائج والتحليالت المختلفة للبيانات إلى قيادات التقنية واألعمال بطريقة تساعد على التأثير على كيفية تصرف‬
‫المؤسسة مع التحديات المهنية التي تواجهها‪ .‬كما تجدر اإلشارة هنا إلى أن عالم البيانات الحاذق ال يكتفي‬
‫بتقديم الحلول للتحديات والمشاكل التي تواجهها المنظمات والمؤسسات وإنما يحدد بالضبط المشاكل والتحديات‬
‫األكثر أهمية للمنظمة (‪.)Power, 2016‬‬
‫وإذا ما تم ربط التحليل بالبيانات الضخمة فإن اإلحتياجات ستكون مختلفة حيث نحتاج لبنية تحتية مختلفة‬
‫لمعالجة وتخزين البيانات الضخمة‪ ،‬ونحتاج لتعديل المعادالت وخوارزميات البحث‪ ،‬كما أن التحليل يتم تنفيذه‬
‫بالقرب من مصادر البيانات الضخمة‪ ،‬وتحليالت كثيرة يتم برمجتها (‪ .)Power, 2016‬وبالتالي فإن محلل‬
‫البيانات الضخمة يقوم بثالثة أدوار أساسية هي استكشاف وإيجاد والتعرف على مصادر البيانات المناسبة‬

‫‪8‬‬
‫والعمليات الحسابية المناسبة لها‪ ،‬وكذلك يقوم بدور الوصول إلى البيانات وأخيراً استنباط المعاني من هذه‬
‫البيانات ليقدم معلومات متعلقات بالقرارات التي بدورها ستساعد على تطور ونمو الشركات والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ )2014( Reaney‬ذكر أربعة أنواع من األدوار التي يمكن أن يقوم بها عالم البيانات‪ ،‬تبدأ باألشخاص‬
‫الذين يقودون ويديرون مبادرات البيانات‪ ،‬ومن ثم األشخاص المبدعين القادرين على تحديد مصادر بيانات‬
‫جديدة‪ ،‬فاألشخاص المهندسين والمبرمجين ومطوري برامج تحليل البيانات‪ ،‬وأخيراً األشخاص المتمثلين في‬
‫باحثي البيانات والعلماء واإلحصائيين الذين يحللون ويفسرون البيانات‪ .‬وبتالي يمكن استنتاج أن علم البيانات‬
‫يحتاج إلى تطوير تحليالت منطقية ومعقدة للبيانات‪ .‬إن عملية تحليل البيانات تستدعي مهارات متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫معالجة البيانات الضخمة تحتاج إلى مهارات عالية جداً في التحليل اإلحصائي‪ ،‬استرجاع البيانات وإدارتها‪،‬‬
‫تطوير الفرضيات واختبارها‪ ،‬عرض البيانات وتفسيرها‪ ،‬باإلضافة إلى مهارات في كتابة التقارير ( ‪Power,‬‬
‫‪ . )2016‬وبالتالي فإن علم البيانات يحتاج إلى إعداد أكاديمي متقدم وبالتالي اتجهت العديد من الجامعات‬
‫الستحداث برامج ماجستير ودكتوراة أطلقت عليها علم البيانات (‪.)Provost & Fawcett, 2013‬‬

‫أهمية عالم البيانات‪:‬‬

‫تكمن أهمية عالم البيانات في كونه يمثل المفتاح الستكشاف واستخراج وإدراك الفرص التي تكمن في البيانات‬
‫الضخمة‪ .‬كما أن عالم البيانات ينظر ألعمال ومهام الشركات من منظور البيانات ( ‪Provost & Fawcett,‬‬
‫‪ .)2013‬ومن خالل هذه األهمية يمكن أن نلخص مجموعة من المهام التي يمكن أن يقوم بها عالم البيانات‬
‫وهي‪:‬‬
‫بناء نماذج إحصائية سواء كانت توقعية أو وصفية‬ ‫‪-1‬‬
‫تطوير فهم المنظمة لتأثيرات األعمال المختلفة‬ ‫‪-2‬‬
‫العمل مع الالعبين األساسيين في إدارة األعمال لفهم االحتياجات التحليلية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المساهمة في تطوير األساليب وأنظمة العمل‬ ‫‪-4‬‬
‫مراجعة توثيق البيانات وتكاملها وبناء نماذج توقعية‬ ‫‪-5‬‬
‫تقديم الدعم المطلوب لتطبيق نماذج توقعية في أنظمة العمليات‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫كذلك فإنه ومن خالل استعراض بعض اإلعالنات عن وظيفة عالم البيانات لبعض الشركات يمكن تلخيص‬
‫مهامه في التالي‪:‬‬
‫فهم حركة البيانات داخل المنظمة وتحديد إمكانيات التحليل‬ ‫‪-1‬‬
‫بناء استراتيجة المعلومات حول منصات التحليل‬ ‫‪-2‬‬
‫التأكد من جودة البيانات وتكاملها ومدى موائمتها مع أنظمة التحليل الرقمية‬ ‫‪-3‬‬
‫مراجعة وإصالح كل المشكالت المتعلقة بالبيانات والتواصل مع المطورين والمزودين لحل هذه‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلشكاليات‪ ،‬وبناء عالقات عمل على كل المستويات‬
‫تطوير آليات ونظم تنقيب‪ ،‬وأنظمة تحليل وذكاء اصطناعي وخوارزميات لمعالجة البيانات الضخمة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تقديم تقارير موجزة ودقيقة لموظفي الدعم‬ ‫‪-6‬‬
‫تطوير آليات لقياس جودة العمل‬ ‫‪-7‬‬
‫بناء نماذج لفهم السلوك من أجل اكتشاف وتقديم تعليقات حولها‬ ‫‪-8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -9‬تطوير أساليب للتواصل الكتابي للتعرف على احتياجات المعلومات‬
‫مراجعة وتقييم أنظمة جمع البيانات الموجودة بالمؤسسات وتقديم توصيات لتطويرها‬ ‫‪-10‬‬
‫(‪.)Provost & Fawcett, 2013‬‬

‫كذلك فإنه ومن خالل هذه المهام يمكن فهم مجموعة من الصفات والمزايا التي ينبغي أن يتصف بها عالم‬
‫البيانات المثالي كما تريده الشركات الرائدة‪:‬‬
‫‪ .7‬مهارات في اختزال البيانات الضخمة والمعقدة‪ ،‬وتنظيفها‪ ،‬ومعالجتها‬
‫‪ .8‬مهارات تنقيب البيانات ورسم النماذج التحليلية‬
‫‪ .9‬مهارات التعامل مع البرامج الحسابية‬
‫مهارات في صياغة المشكالت واختبار الفرضيات‪ ،‬وتحليل وتفسير النتائج‬ ‫‪.10‬‬
‫مهارات في استخدام البرامج اإلحصائية المختلفة‬ ‫‪.11‬‬
‫مهارات في لغات البرمجة ولغات األوامر المقننة‬ ‫‪.12‬‬
‫مهارات في تنقيب النصوص وتحليلها ومعالجة البيانات الغير منظمة‬ ‫‪.13‬‬
‫مهارات في تصميم األشكال اإلحصائية ورسم الخرائط الذهنية (‪.)Power, 2016‬‬ ‫‪.14‬‬

‫وللتدليل على أهمية علم البيانات وجدت دراسة أجريت على أكثر من ‪ 330‬شركة في شمال أمريكا أن‬
‫الشركات التي كانت تعتمد في قراراتها على بيانات منظمة وأدلة منطقية كان أداؤها أفضل بكثير من الشركات‬
‫األخرى‪ ،‬كما أن أرباحها وإنتاجيتها كانت أفضل (‪ .)McAfee & Brynjolfson, 2012‬كما أشار‬
‫‪ Provost‬و ‪ )2013( Fawcett‬إلى نتائج دراسات تؤكد على النتيجة السابقة‪.‬‬

‫أساسيات اإلنتقال نحو االستفادة من البيانات الضخمة‬

‫لخص ‪ )2012( McAfee and Brynjolfson‬خمس ركائز أساسية للتحول نحو استخدام البيانات‬
‫الضخمة بفعالية في المؤسسات والمنظمات وهي‪:‬‬
‫القيادة‪ :‬حيث ذكروا أن إدارة المؤسسات ال بد أن يكون لديها أهداف واضحة وأن تكون لديها رؤية‬ ‫‪.1‬‬
‫حول مجاالت النجاح والتطوير الممكنة‪ ،‬وأن تسأل األسئلة المناسبة‬
‫إدارة عبقرية‪ :‬ويقصد بها هنا علماء البيانات القادرين على التعامل مع البيانات الهائلة لدى المؤسسات‬ ‫‪.2‬‬
‫من خالل التخلص من البيانات المزعجة وغير الضرورية وتحليل البيانات المهمة للمؤسسة وتقديمها‬
‫بطريقة علمية وموثقة ومبسطة لمتخذي القرار‬
‫التقنية‪ :‬حيث ال بد من برمجيات معينة وأجهزة خاصة للتعامل مع الكم الهائل من البيانات وسرعة‬ ‫‪.3‬‬
‫إنجاز العمليات‪ ،‬ومن أشهر البرمجيات المستخدمة في التعمل مع البيانات الضخمة برنامج‬
‫‪Hadoop, Hbase, CouchDB‬‬
‫إتخاذ القرار‪ :‬حيث ال بد أن يكون محللي البيانات واألشخاص المعنيين بحل المشكالت والتحديات‬ ‫‪.4‬‬
‫قريبين من بعض ليسهل تبادل وتشارك المعلومات من أجل اتخاذ القرارات المالئمة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .5‬ثقافة الشركة‪ :‬يجب على الشركات أن تتحول من طرح السؤال "ماذا نعتقد؟" إلى طرح السؤال "ماذا‬
‫نعرف؟" وبالتالي تكون ثقافة الشركة مبنية على كمية البيانات الموجودة لديها وإمكانات استخدام هذه‬
‫البيانات بفعالية في تسيير أعمال الشركة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫العديد من المدراء وذوي السلطة وأصحاب القرار يحاولون أن يكونوا حكيمين ومنطقيين ومبدعين في اتخاذ‬
‫قراراتهم‪ .‬وبالتالي فهم يسعون لقرارات مبنية على حقائق وأدلة‪ .‬من هنا يأتي دور علماء البيانات ليقدموا‬
‫الحلول واستنباط الحقائق من مصادر البيانات المختلفة لتساعد بدورها في اتخاذ قرارات إدارية منطقية‪ .‬وكما‬
‫هو مالحظ حاليا ً فإن حجم البيانات الرقمية يتضاعف بسرعات عالية ويتنوع في أشكاله ويختلف في مصادره‬
‫وبالتالي يحتاج إلى أدوات ومهارات مختلفة لكي يقوم علماء البيانات بدورهم في تحديد المشاكل وتقديم الحلول‬
‫لها‪ .‬علماء البيانات يلعبون دور الوسيط بين كمية البيانات الهائلة والمعقدة وبين متخذي القرار‪ ،‬وبالتالي فهم‬
‫يتمتعون بمهارات عالية ومعرفة كبيرة للقيام بتحليل وتفسير معمق للبيانات‪ .‬الشركات الكبيرة والمؤسسات‬
‫المتقدمة تقنيا ً تحتاج لعلماء بيانات أكثر من المؤسسات الصغيرة والبسيطة من أجل االستخدام األمثل للبيانات‬
‫الهائلة التي تنتج من هذه المؤسسات يومياً‪.‬‬
‫كذلك يجدر بالمؤسسات التعليمية واألكاديمية أن تكون مواكبة لهذه اإلحتياجات والمتطلبات التي يجب توافرها‬
‫في علماء البيانات من أجل إعداد مؤهلين لدعم عملية اتخاذ القرارات‪ .‬وأخيراً فإن األدلة تشير إلى أن القرارات‬
‫المبنية على بيانات دقيقة ومنطقية أفضل بكثير من القرارات المبنية على الخبرة فقط دون أدلة علمية تدعمها‪.‬‬
‫وبالتالي على المدراء ومتخذي القرار إدراك هذه الحقيقة والتعامل معها بجدية إن أرادوا النجاح واإلستمرار‬
‫في هذا العالم الرقمي المليء بالبيانات والمعلومات الهائلة‪.‬‬
‫كذلك يبقى التذكير بأن المكتبات ومراكز المعلومات لها دو ٌر كبير في توفير البيانات المناسبة للمستفيدين‬
‫قدر ممكن‪ .‬هذه األدوار‬
‫وترتيبها وتبويبها وتصنيفها في فئات تساعد المستفيدين على اإلستفادة منها بأكبر ٍ‬
‫تستدعي أن يكون لديها مهنيين متخصصين قادرين عى التعامل مع كمية مصادر المعلومات الهائلة في هذه‬
‫المكتبات‪.‬‬

‫‪11‬‬
:‫المراجع‬

:‫ القاهرة‬.)3.‫ (ط‬.‫ المعلومات ودورها في دعم واتخاذ القرار اإلستراتيجي‬.)2013( .‫ السعيد مبروك‬،‫إبراهيم‬
.‫المجموعة العربية للتدريب والنشر‬
‫ المجلة‬.‫ التخطيط اإلستراتيجي وصناعة القرار في المكتبات ومراكز المعلومات‬.)2013( .‫ بادي‬،‫سوهام‬
‫من‬ ‫استرجعت‬ .70-13 ،)4( 48 ،‫والمعلومات‬ ‫للمكتبات‬ ‫األردنية‬
http://search.mandumah.com/Record/500069
.2017/11/11 ‫ مقدمة في علم البيانات الضخمة بتاريخ‬:‫ دورة إلكترونية بعنوان‬.)2017( .‫ حافظ‬،‫الشحي‬
‫ دفاتر السياسة‬.‫ مسألة قيمة المعلومات في اتخاذ القرارات بالمنظمة‬.)2010( .‫ خلفالوي شمس‬،‫ضيات‬
http://search.mandumah.com/Record/85922 ‫ استرجعت من‬.)3( ،‫والقانون‬

McAfee, A., Brynjolfsson, E., & Davenport, T. H. (2012). Big data: the
management revolution. Harvard business review, 90(10), 60-68.
Power, D. J. (2016). Data science: supporting decision-making. Journal of
Decision systems, 25(4), 345-356.
Provost, F., & Fawcett, T. (2013). Data science and its relationship to big
data and data-driven decision making. Big Data, 1(1), 51-59.
Reaney, M. (2014). The 22 skills of a data scientist. Retrieved on 10/12/2017
from http://dataconomy.com/the-22-skills-of-a-data-scientist/
Stryk, B. (2015). How do organizations prepare and clean Big Data to
achieve better data governance? A Delphi Study(Doctoral dissertation,
Capella University).

12

View publication stats

You might also like