رئيس قسم علم المكتبات المؤسسة هي عبارة عن كيان معنوي ،ينشأ من خالل اجتماع جملة من المكونات المادية والبشرية والتنظيمية ،التي تتكامل مع بعضها لتحقيق رسالة وأهداف المؤسسة ،وال يمكن أن يتحقق هذا التكامل إال من خالل توفر أسلوب للتشاور، األمر واإللزام ،تكون المعلومات بمثابة المحور األساسي له. فالمعلومات هي أداة : لتنشيط العمل المحلي لتحقيق التواصل مع المتعاملين لتحسين وتطوير المنتجات والخدمات للتعرف على المحيط إن المؤسسة بشكل إجمالي مهما كان قطاع نشاطها التي تمارس فيه قدراتها ،تخضع لجملة من الت@حديات ،ندرجها بشكل مختصر في اآلتي : منتجات تتجه نحو التعقي@د شيئا فشيئا. مواد تزدا@د صعوبة في تحضيرها . محيط أ@كثر رقاب@ة لمواجهة هذه ا@لتحديات ن@الحظ شروط عملية أكثر صرامة ،تتميز بالمقومات التالية : مردودية قوية شيئا فشيئ@ا. عولمة السوق أكث@ر فأكثر. ضغوطات مساهمة أكثر فأكثر. متابعات حكومية أكث@ر فاكثر. هذه االعتبارات تجرنا إلى إضافة أو إدماج عدد من التحديات األخرى التي تواجه المؤسسة أهمها : تعدد المنافسين مواد ومن@تجات بديلة قوا@نين وتقانين مستمرة مظاهر اجتماعية مستفيدون جدد موردون وموزعون بحث وت@جديد مستمر محيط اقتصادي متطور إذا أخذنا في هذا اإلطار بالعالقة االقتصادية التي مفادها " يولد أي قرار نتيجة التوليف بين القدرة والمعلومة ” فإننا نجزم أنه لمواجهة الزيادة في الصعوبات والتحديات ،وتدني الوقت المخصص التخاذ القرارات، فإن هناك واحد من بين الحلول الممكنة المتمثلة في: تعظيم المعرفة من خالل استعمال عقالني، مبرر وانتظامي لمختلف أنواع المعلومات. توظيف المعارف المتاحة ،سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.
من هذا المنطلق نستطيع القول أن المعلومات
أصبحت سالح استراتيجي للمنافسة لكي نتدخل بطريقة منهجية ،يجب أن نباشر قضية تسيير المعلومات والمعرفة المرت@بطتين معا من خالل تميز ب@ين الجانب الخفي والجانب الظاهر للمعلومات (المعلومات ا@لمدون@ة وغير المدونة) ،وهي تسمح لنا بتحديد أربعة أشكال لتوزيع المعلومات ما بي@ن مجموعة من األفراد : اإلشراك :بمعنى إضافة معلومات خفية إلى معلومات خفي@ة أخرى ،ومثال ذلك المعلومات الت@ي يكتسبها الطالب من األستاذ من خالل المالحظة ،التقليد، المحاكاة والتطبيق ،هذه المعارف ال يمكن استغاللها على مستوى جماعي. ا@لتجسيد :كشف المعلومات الخفية ،وهو ما نجده في التوضيحات ،المنشورات، وتحويل المعطيات. ا@لتوطين :ويتم ذلك من خالل استيعاب المعلومات البينة ،وهذا ينتج بتقريب المعلومات ،وتصدير الت@كنولوجيا. التنسي@ق :يتحقق من خالل نقل معلومات بينة إلى معلومات بينة أخرى ،ويكون من خالل الشرح والتوضيح ،ا@ستيعاب موضوع معين ،التكوين ،وغيرها. يمكن أن نقدم المالحظتي@ن التاليتين : إذا كان من السهل التعبير عن المعارف البين@ة في وثائق ،فهي من الناذر أن تؤدي إلى ابتكارات مقارنة بالمعارف الخفية التي في الحقيقة هي المصدر الحقيقي لالب@تكار .إن تجميع هذه المعارف هو بمثابة مصدر لتقنيات المعلومات ا@لوثائقية ،وهي ا@لتي ت@ولد تقنيات ا@إلدارة العلمية. المعارف الخفية ال يمكن ا@لوصول إليها بسهولة من الوثائق ،لذلك ينبغي تشجيع عمليات تبادل وتداول المعلومات ،والعمل على الشبكة ،وتقاسم الخبرات والتجارب، وهذا كله يحقق اإلبداع واالبت@كار .إن تجميع هذه المعارف هو مصدر لتقنيات ا@لذكاء االقتصادي ،وهو يولد تقن@يات إدارة المعرفة. هناك ثالثة أسباب تدفعنا للتزود بالمعلومات: البحث عن المعلومات المفيدة من أجل اتخاذ القرار والتدخل. تقديم مساعدة التخاذ قرارات ذات بعد استراتيجي للمؤسسات ،بمعنى المساهمة في تقليص المخاطر. ربط النظرة المستقبلية بالتسيير اليومي للمؤسسة، من خالل التطوير المستقبلي وتوجيه البحث. نستنتج اتجاهين للمعلومات ،التي بدورها هي مصدر لعدد من مهن المعلومات : المعرفة الجيدة :نجد في هذا الصنف المهن التقليدية التي لها عالقة بالتوثيق .وتتميز الوظائف المرتبطة بها : تسيير األدوات الوثائقية معرفة مصادر وبروتوكوالت البحث القطاع الذي تغطيه عمليات البحث المعلوماتي. التسيير الجيد :تشمل مهن اإلدارة العلمية، وهي مهن الت@سيير ،األرشفة ،واستغالل الرصيد الوثائقي للمؤسسة .وهي المهن التي لها عالقة بالمؤسسة التي تحدد هدف ا@إلدارة العلمية لتسيير عمليات التطوير مع االعت@ماد على عنصر التجديد الفعال. وفي هذا اإلطار يأخذ التسيير التقني لألرشيف األهمية القصوى من خالل سياسة ترمي إلى اإلجابة عن احتياجات دقيقة .هذه االحتياجات يمكن جمعها في أربعة أبواب :التجميع، الحفظ ،االستيعاب واالتصال. وفي ظل هذه الشروط فإن هذه الوظيفة تصبح ال غنى عنها ،ضرورية ،مفيدة ،ثقافية وتحقق مردودية. ا@نطالقا من كون المعلومات لها قي@مة إضافية عالية ،وبشكل خاص بالنسبة للمعلومات الغير مدرجة في أ@وعية ،فإننا يمكن أن نعتبر@ أن تسيير المعارف (اإلدارة العلمية) تسجل ضمن وا@قع المؤسسة ،فالمعارف ت@مثل أهم معترك ا@قتصادي مستقبلي للمؤسسة. إن عمليات إن@شاء وتثمين وتقاسم الرصيد ا@لمعرفي هي من انشغاالت أية مؤسسة ن@اجحة، غير أن تسيير الرصيد المعلوماتي ال ينحصر فقط في توزيع المعلومات من خالل توظيف التكنولوجيا الحديثة ،بل هو عبارة عن برنامج طويل المدى ين@طلق من اإلرادة االست@را@تيجية للمؤسسة. وهذا بطبيعة الحال يدفع المسئولين إلى تسيير المعلومات اإلضافية ،اعتمادا على منهج اإلدارة العلمية ،والتزود بشبكة جيدة لجمع المعلومات وتحليلها ،ب@ما يضمن تسيير الخبرات واألهداف، وتبني أسلوب التعاون القوي الذي ي@قلل من المخاطر . نظام المعلومات
التسيير الجيد للمؤسسة هو تسيير مستقبلها،
وتسيير مستقبلها هو تسيير المعلومات الخاصة بها والتي تفيدها. في الوقت الراهن ال يمكن قيادة مؤسسة من دون الحيازة على المعلومات الكافية. إن قيادة النشاطات تعني أيضا حسن استخدام األدوات التي تساعدنا في تجميع المعلومات التي تفيدنا في اتخاذ القرارات الصحيحة ،من خالل التعرف على المؤسسات التي تربطنا بها عالقات شراكة. كذا التزود بالمعلومات الخاصة بالتجهيزات واألدوات التي نريد اقتناءها ،والتعرف على التقانين والتشريعات والتطبيقات التي لها عالقة بمجال عملنا، وأخذ صورة شاملة عن المستفيدين من نشاطاتنا المعلومات واالتصال في المؤسسة يجب على المؤسسة أن توجه ن@شاطاتها في اتجاهين: تحدي@د عناصر تجميع ،معالجة ،تخزين وإتاحة المعلومات ،بما يحقق القدرة ،السرعة والفعالية التحكم في المعلومات المستعملة إلى أبعد ما يمكن (انتقاء المعلومات). االتصــــــــــــــــال
يتحقق دوران المعلومات في المؤسسة من
خالل االتصال ،فالمعلومات المنتجة أو المجمعة من قب@ل مصلحة معينة توزع إلى مصلحة أخرى ،وهكذا. معوقات االتصال .1القناة :تسبب قناة االتصال بعض االنقطاعات ،ا@ألصوات ،الت@ي تعمل على تحريف الرسالة .2محطات المعالجة :نجد في معظم األحيان أن الخلل ين@جم عن محطات المعالجة التي تؤثر سلبا على المعلومات ا@لمحولة بقصد أو من دون قصد. .3المرسل والمرسل إليه :يؤثر كل من المرسل والمرسل إليه في عمليات االتصال بما يؤدي إلى إلحاق الخلل برسالة االتصال من خالل : عدم إعطاء أهمية لمحتوى الرسالة@ لكونها ال تدخل ضمن مجال اهتماماتهم. كل مصلحة تأخذ بعين االعتبار الم@علومات التي تخصها ،وهي بذلك ال تعطي أهمية للمعلومات التي تفيد الم@صالح األخرى. الصعوبات اللغوية التي تطرح أحيانا. من الواجب إرساء أساليب لمراقبة استقبال الرسائل من خالل: االستقبال الفعلي للرسائل تكامل ا@لمحت@وى فهم معنى ا@لمحت@وى متابعة الرسائ@ل التي ينتظر الحصول عليها من المرسل. أساليب تحسين االتصال إفادة باالستالم :يوجه المرسل إليه إشارة باستالم الرسالة المراجعة :إعادة الرسالة إلى المرسل التأكد :التحويل المتعدد للرسالة الواحدة أرقام أو حروف مفتاحية :ترميز الرسالة تقرير بالتنفيذ :يقدم الم@رسل تقرير عن التبعات المتعلقة بالرسالة والنتائج التي تم التوصل إليها االتصال السلمي واالتصال الوظيفي االتصال السلمي هو الذي يوجه من خالل الطريق السلمي للمؤسسة تصاعديا أو تنازليا ،يمكن أن تكون عملية االتصال شفويا أو كتابيا ،وأن الرسالة قد تكون طويلة أو مختصرة ،رديئة النوعية إذا كانت محرفة. االتصال الوظيفي :هو الذي يأخذ بعين االعتبار الجانب الوظيفي دون األخذ بعين االعتبار التدرج في السلطة ،أو درجة السلطة درجة تأسيس االتصال
هي التي تسمح لنا باستنتاج
االتصال الرسمي من االتصال غير الرسمي االتصال الرسمي يكون من خالل إنشاء شبكات اتصال لهياكل المؤسسة يتم في إطار هيكلة ،وإجراءات محددة ،ووظائف معينة يوضع على أساس قرارات المسيرين له صبغة إجبارية لكل أفراد المؤسسة يتمثل في االتصال السلمي ،والعالقات الوظيفية، والمعلومات الشرعية التي تقدمها إدارة المؤسسة إلى موظفيها. االتصال غير الرسمي هو كل ما هو غير صادر في النصوص التنظيمية للمؤسسة .وهو ينشأ من خالل عالقات الموظفين بغيرهم، بما يتطلبه العمل حركية المعلومات تكون بشكل تقديري حسب الظروف له أهمية على اعتبار أن االتصال الرسمي يتصف أحيانا بالصرامة ،وال يتوقع جميع المتطلبات يتصف بالسرعة والمرونة االتصال الرسمي واالتصال غير الرسم@ي يكم@ل بعضهما البعض :الجهات المعنية باالتصال االتصال البيني :يكون بين شخصين أو عدد محدد من الموظفين االتصاالت المعنية هي السلمية ،الوظائفية، والعرضية. االتصال الوسطي (الجماهيري) :اتصاالت اإلدارة بمجموع الموظفين بواسطة مجلة المؤسسة ،مراسالت ،إعالنات، فيديو …الخ االتصال الالمؤسساتي :يمر من خالل المحطات غير السلمية. تقييم نظام المعلومات يمكن تقييم نظام المعلومات في المؤسسة من خالل جملة من العناصر أهمها : المالءمة :أن يحقق صالحية وفائدة في اتخاذ القرارات. الواقعية :أن ال يتعارض مع الحقي@قة الدقة :القدرة على قياس الظواهر ا@لسرعة :التقيد ب@مواعيد تجميع ،معالجة وتحويل المعلومات السرية :النفاذ االنتقائي إلى المعلومات القيمة :أن تتناسب تكاليف المعلومات مع قيمتها ا@الستعمالية قواعد تقييم نظام المعلومات تبني أساليب تجميع ،ومعالجة المعلومات ،وتوزيع النتائج بالنسبة للمعلومات الدورية الضرورية للتسيير ال تخضع المعلومات الضرورية لبناء استراتيجية للمؤسسة ،ألساليب موحدة ألنها ال تتكرر وليس لها حدود كمية أو نوعية معينة .وهي تحضر بشكل تدريجي من خالل شبكة تكون المصالح المعنية طرفا مهما فيها. يجب معالجة المعلومات الضرورية التخاذ القرارات على المستوى األدنى للسلم الوظيفي، بما يؤدي إلى انسجام القرارات مع إمكانيات المؤسسة وأهدافها. يجب أن تكون األساليب المستخدمة صالحة لمعالجة المعلومات الظرفية ،الشاذة ،والعارضة. الخالصـــــــــــة يتوقف نجاح المؤسسة مهما كان نوعها على : حيازتها على نظام معلومات أن يكون هذا النظام على أسس علمية التحكم في المعلومات ” التجميع ،الحفظ ،المعالجة، اإلتاحة ” االستمرارية لمواجهة الزيادة التي تطرأ على الرصيد المعلوماتي ال يتحقق ذلك إال بتوفير : دعم مادي كاف موارد بشرية متخصصة وكفأة إطار تنظيمي أو قانوني حوافز لمسيري النظام شكرا على حسن المتابعة واإلصغاء