You are on page 1of 97

‫ال‬

‫رسالة لنيل املاستر في القانون العام‬

‫بإيقاف‬ ‫الطبيعة القانونية لألمر الفوري‬


‫‪:‬إشراف الدكتور‬
‫‪:‬إنجاز الطالبة‪$‬‬
‫‪ -‬محمد الغالي‬
‫‪ -‬يونس ابالغ‬ ‫األشغال‬ ‫‪ -‬ابتسام الحمامي‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫د‪ .‬محمد الغالي‪ :‬أستاذ التعليم‪ $‬العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ..................‬رئيسا‬
‫ومشرفا‬
‫د‪ .‬يونس أبالغ‪ :‬أستاذ التعليم‪ $‬العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية قلعة السراغنة‪........‬عضوا‬
‫ومشرفا‬
‫د‪ .‬يونس الشامخي‪ :‬أستاذ التعليم‪ $‬العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪.........................‬‬
‫عضوا‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫د‪ .‬عبد املجيد ابوغازي‪ :‬أستاذ التعليم‪ $‬العالي‪ $‬بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مراكش‪ .................‬عضوا‬

‫السنة الدراسية ‪2022-2021‬‬


‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫إهــــــــــداء‪:‬‬
‫أهدي مجهود بحثي هذا‬

‫إلى من فرشت األيام طريقا إليصالي‬

‫إلى من سهرت فصبرت طلبا آلمالي‬

‫إلى من أضاءت عمرها لتنير‪ $‬لي كل األزمان‬

‫إلى أمي‬

‫قدوتي ومثلي األعلى في حياتي‬

‫إلى من أضناه العمر حتى رآني أكبر‬

‫إلى من كان صبري حين عجزت أن أصبر‬

‫أبي‬

‫إلى من حبهم يجري في عروقي‬

‫إلى أخواتي أخي وأصدقائي‬

‫إلى من صاغوا لي علمهم حروفا ومن فكرهم منارة تنير لي سيرة العلم والنجاح‪$‬‬

‫أساتذتي الكرام‪.‬‬

‫أهدي هذا البحث املتواضع إلى كل األهل واألصدقاء‬

‫ولكل من ساهم في إنجازه‪.‬‬

‫شكر خــــاص‪:‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور محمد الغالي املنسق البيداغوجي لسلك املاستر املتخصص‬

‫السياسات الحضرية والهندسة املجالية ملا قدمه لنا من جهد ودعم مستمر طيلة السنتين‬

‫املنصرمتين‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر لألستاذ الفاضل يونس أبالغ‪ ،‬لقبوله اإلشراف على إنجاز هذا‬

‫العمل‪.‬‬

‫كما أشكره على سعة صدره‪ ،‬وكذا لنصائحه‪ $‬وتوجيهاته القيمة التي كانت سندا لي اثناء‬

‫إعداد هذا البحث‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع األساتذة الذين تعلمنا على أيديهم وفي حضرتهم‪،‬‬

‫متمنياتنا‪ $‬لهم بدوام الصحة والعافية‬


‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يف‪$$ $ $‬ترض أن التعم‪$$ $ $‬ير أك‪$$ $ $‬ثر املي‪$$ $ $‬ادين حيوي‪$$ $ $‬ة وحساس‪$$ $ $‬ية‪ ،‬وك‪$$ $ $‬ان مجال‪$$ $ $‬ه يتعل‪$$ $ $‬ق بطبيع‪$$ $ $‬ة‬

‫مزدوج ‪$$‬ة‪ ،‬ف ‪$$‬إن التعم ‪$$‬ير ب ‪$$‬ذلك يرتب ‪$$‬ط بالتنمي ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة واملحلي ‪$$‬ة‪ ،1‬وال ‪$$‬ذي يش ‪$$‬رف على إنج ‪$$‬ازه‬

‫مختلف األجهزة اإلدارية‪ ،‬الوطنية منها واملحلية والالمركزية‪.2‬‬

‫كما يعتبر من الظواهر االجتماعية الحديث‪$‬ة‪ ،‬ال‪$‬تي احتلت الص‪$‬دارة على املس‪$‬توى الع‪$‬المي‬

‫مباش‪$‬رة بع‪$‬د الح‪$‬رب العاملي‪$‬ة الثاني‪$‬ة‪ ،3‬بحيث لوح‪$‬ظ انبث‪$‬اق واس‪$‬ع لقض‪$‬ايا التعم‪$‬ير واإلس‪$‬كان ال‪$‬تي‬

‫أص ‪$$‬بحت من أهم املش ‪$$‬اكل ال ‪$$‬تي تش ‪$$‬غل ب ‪$$‬ال الق ‪$$‬ائمين على قض ‪$$‬ايا الش ‪$$‬أن ال ‪$$‬دولي واملحلي‪ ،‬نتيج ‪$$‬ة‬

‫انتش‪$$ $‬ار وتفش ي مجموع‪$$ $‬ة من اإلخالالت كالس‪$$ $‬كن العش‪$$ $‬وائي الص‪$$ $‬لب والغ‪$$ $‬ير الالئ‪$$ $‬ق‪ ،‬وارتف‪$$ $‬اع‬

‫الكثاف‪$$ $‬ات الس‪$$ $‬كانية في األحي ‪$$ $‬اء الش ‪$$ $‬عبية‪ ،‬واهم ‪$$ $‬ال وان ‪$$ $‬دثار العدي ‪$$ $‬د من املس‪$$ $‬اكن باإلض ‪$$ $‬افة الى‬

‫انع‪$$‬دام وض‪$$‬عف التجه‪$$‬يزات األساس‪$$‬ية‪ ،4‬وعلى ال‪$$‬رغم من مختل‪$$‬ف املجه‪$$‬ودات ال‪$$‬تي ب‪$$‬ذلت من ط‪$$‬رف‬

‫ال ‪$$‬دول لتج ‪$$‬اوز ه ‪$$‬ذه الوض ‪$$‬عية إال أنه ‪$$‬ا ظلت تع ‪$$‬رف ص ‪$$‬عوبات متع ‪$$‬ددة للح ‪$$‬د من ه ‪$$‬ذه الظ ‪$$‬اهرة‬

‫التعميري‪$$‬ة وخصوص‪$$‬ا م‪$$‬ع التزاي‪$$‬د الهائ‪$$‬ل لع‪$$‬دد الس‪$$‬كان‪ ،‬وارتف‪$$‬اع نس‪$$‬بة التم‪$$‬دن واس‪$$‬تفحال أزم‪$$‬ة‬

‫السكن في املدن الكبرى ‪.5‬‬

‫‪ - 1‬يونس ابالغ‪ ،‬الرأي االستشاري في ميدان التعمير‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫سال‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط السنة ‪ 2018-2017‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 2‬محمد محجوبي‪ ،‬قراءة عملية في قوانين التعمير املغربية"‪ ،‬مذيلة بمختلف قوانين التعمير واجتهادات الغرفة باملجلس األعلى واملحاكم اإلدارية‬
‫والدوريات واملناشير املتعلقة بالتعمير‪ ،‬مطبعة دار النشر القلم‪ ،‬الرباط الطبعة الثانية ‪ 2011‬ص‪1 :‬‬
‫‪ - 3‬بوشكورت فيصل‪ ،‬الرقابة القضائية على قرارات الهدم وإيقاف االشغال‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال الرباط السنة الجامعية ‪ 2005-2004‬ص ‪.1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Rachid filali meknassi, la condition du locataire urbain la part du droit dans la régulation de la crise du logement, thèse de doctorat‬‬
‫‪d’état faculté de droit et sciences économiques AGDAL RABAT 1985 p: 2.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Georges Mesmin, urbanisme et logement analyse d’une crise, 1 er édition novembre 1992 presses universitaires de France page : 8.‬‬

‫‪5‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وقد عرف املغرب بدوره مراحل متعددة في مجال اإلسكان والتعمير‪  ،6‬وحاول من خالل‬

‫محط‪$$ $‬ات قانوني‪$$ $‬ة مختلف‪$$ $‬ة‪ ،‬الت‪$$ $‬دخل لحماي‪$$ $‬ة النس‪$$ $‬يج الحض‪$$ $‬ري‪ ،‬وك‪$$ $‬انت تدخالت‪$$ $‬ه بين التخفي‪$$ $‬ف‬

‫والتش ‪$$ $‬ديد‪ ،7‬حيث يعت ‪$$ $‬بر ظه ‪$$ $‬ير ‪ 19‬أبري ‪$$ $‬ل ‪1914‬بش ‪$$ $‬أن تص ‪$$ $‬نيف األبني ‪$$ $‬ة والط ‪$$ $‬رق والتص ‪$$ $‬اميم‬

‫املوضوعة لتهيئة املدن وتوسيع نطاقها‪ ، 8‬االنطالقة التشريعية األولى في هذا املجال‪ ،‬وأول نص‬

‫ق‪$$‬انوني ينظم التعم‪$$‬ير ب‪$$‬املغرب‪ ،‬وال‪$$‬تي تم وض‪$$‬عه من ط‪$$‬رف إدارة املس‪$$‬تعمر‪ ،‬إال أن‪$$‬ه وب‪$$‬الرغم من‬

‫اعتباره بداية لتاريخ جديد عرفه املغرب‪ ،‬وهو تقنين ميدان التعمير‪ ،‬فإن‪$‬ه ق‪$‬د أب‪$‬ان عن قص‪$‬وره‬

‫وع‪$$ $‬دم مس‪$$ $‬ايرته للمس‪$$ $‬تجدات‪ ،‬فتم الغ‪$$ $‬اؤه بمقتض ى ظه‪$$ $‬ير ‪ 30‬يولي‪$$ $‬وز ‪1952‬املتعل‪$$ $‬ق بالش‪$$ $‬ؤون‬

‫املعمارية‪.9‬‬

‫غ‪$$ $ $‬ير أن م‪$$ $ $‬ا تج‪$$ $ $‬در اإلش‪$$ $ $‬ارة إلي‪$$ $ $‬ه هن‪$$ $ $‬ا أن ه‪$$ $ $‬ذه الق‪$$ $ $‬وانين ال‪$$ $ $‬تي وض‪$$ $ $‬عت إب‪$$ $ $‬ان الحقب‪$$ $ $‬ة‬

‫االس ‪$$ $‬تعمارية‪ ،‬حملت في طياته ‪$$ $‬ا مجموع ‪$$ $‬ة من الس ‪$$ $‬لبيات والن ‪$$ $‬واقص على مختل ‪$$ $‬ف املس ‪$$ $‬تويات‪،‬‬

‫وورثت املغرب إرثا ثقيال من انعدام التوازن في هذا املجال‪ ،10‬الشيء الذي دفع باملش‪$‬رع املغ‪$‬ربي‬

‫بع‪$$ $‬د أربعين س‪$$ $‬نة الى اتخ‪$$ $‬اذ املب‪$$ $‬ادرة باستص‪$$ $‬داره ق‪$$ $‬وانين جدي‪$$ $‬دة‪ ،‬تالئم التط‪$$ $‬ورات والتغ‪$$ $‬يرات‬

‫االقتص‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة ال‪$$‬تي عرفه‪$$‬ا املغ‪$$‬رب‪ ،‬وذل‪$$‬ك بغي‪$$‬ة تنظيم وهيكل‪$$‬ة ه‪$$‬ذا القط‪$$‬اع‪ ،‬ويتعل‪$$‬ق‬

‫‪6‬‬
‫‪- Abdalilah mkinsi, le droit marocain de urbanisme, l’imprimerie AGDAL décembre 1989 p: 9.‬‬
‫‪ - 7‬هجر الشريعي‪ ،‬مخالفات التعمير‪ ،‬التكييف واملتابعة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون العقود والعقار كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2015-2014‬ص ‪.2‬‬
‫‪ - 8‬الظهير الشريف املؤرخ في ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 1332‬املوافق ل ‪ 16‬أبريل ‪ 1914‬بشأن تصنيف األبنية والطرق والتصاميم‪ $‬املوضوعة لتهيئة املدن‬
‫وتوسيع نطاقها‪ $‬والحرمات والجبايات املفروضة على الطرق‪.‬‬
‫‪ - 9‬الظهير الشريف املتعلق بالشؤون املعمارية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 1371‬املوافق ل ‪ 30‬يوليوز ‪.1952‬‬
‫‪ - 10‬محمد وليد بوفردي‪ ،‬الرقابة القضائية في مجال التعمير‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش ‪ 2021-2020‬ص ‪.2‬‬

‫‪6‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫األمر بالقانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير‪ ،11‬والقانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات‬

‫العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪.12‬‬

‫إال أن ه ‪$$ $‬ذه الق ‪$$ $‬وانين ب ‪$$ $‬دورها ق ‪$$ $‬د أب ‪$$ $‬انت عن عجزه ‪$$ $‬ا في الح ‪$$ $‬د من اإلخالالت املجالي ‪$$ $‬ة‪،‬‬

‫وبالخص‪$$‬وص تل‪$$‬ك املتعلق‪$$‬ة بنظ‪$$‬ام املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مي‪$$‬دان التعم‪$$‬ير‪ ،‬إذ أثبت الواق‪$$‬ع‬

‫العملي كث‪$$ $ $‬يرا من م‪$$ $ $‬واطن الخل‪$$ $ $‬ل به‪$$ $ $‬ذه املنظوم ‪$ $ $‬ة‪ $‬القانوني‪$$ $ $‬ة‪ ،‬ب‪$$ $ $‬ل وربم‪$$ $ $‬ا التط‪$$ $ $‬ور االقتص‪$$ $ $‬ادي‬

‫واالجتماعي‪ ،‬والحاجة امللحة للسكن واملباني سيزيد من عددها وحدتها‪.‬‬

‫وملا ك‪$$‬انت املقتض‪$$‬يات القانوني‪$$‬ة ع‪$$‬اجزة عن ض‪$$‬بط الخروق‪$$‬ات املرتكب‪$$‬ة في مج‪$$‬ال اإلس‪$$‬كان‬

‫والتعم‪$$‬ير‪ ،‬فإن‪$$‬ه ك‪$$‬ان من الض‪$$‬روري للمش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي الت‪$$‬دخل من جدي‪$$‬د واص‪$$‬داره للق‪$$‬انون رقم‬

‫‪66.12‬املتعل‪$$ $‬ق بمراقب‪$$ $‬ة وزج‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات في مج‪$$ $‬ال التعم‪$$ $‬ير والبن‪$$ $‬اء‪ .13‬ال‪$$ $‬ذي عم‪$$ $‬ل على تع‪$$ $‬ديل‬

‫وتتميم ونس ‪$$‬خ م ‪$$‬ع تع ‪$$‬ويض بعض مقتض ‪$$‬يات ك ‪$$‬ل من الق ‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬والق ‪$$‬انون رقم ‪25.90‬‬

‫املذكورين سلفا‪ ،‬ثم الظهير الشريف رقم ‪ 1.60.063‬بشأن توسيع نطاق العمارات القروية‪.‬‬

‫ويه‪$$ $‬دف ه‪$$ $‬ذا الق‪$$ $‬انون إلى تعزي‪$$ $‬ز الحكام‪$$ $‬ة في مي‪$$ $‬دان مراقب‪$$ $‬ة وزج‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات‪ ،‬وتج‪$$ $‬اوز‬

‫اإلخالالت ال ‪$$ $‬تي عرفته ‪$$ $‬ا ه ‪$$ $‬ذه املنظوم ‪$$ $‬ة‪ ،‬وال ‪$$ $‬تي تك ‪$$ $‬ون مس ‪$$ $‬طرية في بعض األحي ‪$$ $‬ان وق ‪$$ $‬د تع ‪$$ $‬وق‬

‫التنميـة املجـاليـة املس ‪$$‬تدامة كلم ‪$$‬ا تعل ‪$$‬ق األم ‪$$‬ر بتع ‪$$‬دد املت ‪$$‬دخلين في معاين ‪$$‬ة ومراقب ‪$$‬ة املخالف ‪$$‬ات‪،‬‬

‫‪ - 11‬القانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير‪ ،‬الصادر‪ $‬بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.92.31‬بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ 14( 1412‬يونيو ‪ ،)1992‬الجريدة‬
‫الرس ‪$$‬مية ع ‪$$‬دد ‪ 4159‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 14‬مح ‪$$‬رم ‪ 15( 1413‬يولي ‪$$‬وز ‪ ،)1992‬ص ‪ ،887‬كم ‪$$‬ا تم تعديل ‪$$‬ه بم ‪$$‬وجب الق ‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر‬
‫املخالف ‪$$‬ات في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء‪ ،‬الص ‪$$‬ادر بتنفي ‪$$‬ذه الظه ‪$$‬ير‪ $‬الش ‪$$‬ريف رقم ‪ 1.16.124‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 21‬ذي القع ‪$$‬دة ‪ 25( 1437‬غش ‪$$‬ت ‪ ،)2016‬الجري ‪$$‬دة‬
‫الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬ذو الحجة ‪ 19( 1437‬سبتمبر ‪ ،)2016‬ص ‪.6630‬‬
‫‪ - 12‬القانون‪ $‬رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات العقارية‪ $‬واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‪ $‬الشريف رقم ‪1.92.7‬‬
‫بت‪$$‬اريخ ‪ 15‬ذي الحج‪$$‬ة ‪ 17( 1412‬يوني‪$$‬و ‪ ،)1992‬الجري‪$$‬دة الرس‪$$‬مية بت‪$$‬اريخ ‪ 14‬مح‪$$‬رم ‪ 15( 1413‬يولي‪$$‬وز ‪ ،)1992‬ص ‪ ،880‬كم‪$$‬ا تم تعديل‪$$‬ه بالق‪$$‬انون‬
‫رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‪ $‬الشريف رقم ‪ 1.16.124‬بتاريخ ‪ 21‬ذي القع‪$$‬دة ‪1437‬‬
‫(‪ 25‬غشت ‪ ،)2016‬الجريدة الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬ذو الحجة ‪ 19( 1437‬سبتمبر ‪ ،)2016‬ص ‪.6630‬‬
‫‪ - 13‬القانون رقم ‪ 66-12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‪ $‬الشريف رقم ‪ 1.124.16‬الصادر‪ $‬في ذي‬
‫القعدة ‪ 25(1437‬أغسطس ‪ )2016‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 17( 6501‬ذو الحجة ‪ 1437‬املوافق ل ‪ ،)19/09/2016‬ص ‪.6630‬‬

‫‪7‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وبطء املس ‪$$ $ $‬اطر واإلج ‪$$ $ $‬راءات‪ ،‬باإلض ‪$$ $ $‬افة الى ض ‪$$ $ $‬عف العقوب ‪$$ $ $‬ات الزجري ‪$$ $ $‬ة وع ‪$$ $ $‬دم تحدي ‪$$ $ $‬د‬

‫مسؤولية املتدخلين في ميدان البناء‪.‬‬

‫ولبل‪$$ $‬وغ ه‪$$ $‬ذه الغاي‪$$ $‬ات فق‪$$ $‬د س‪$$ $‬ن املش‪$$ $‬رع املغ‪$$ $‬ربي مجموع‪$$ $‬ة من املقتض‪$$ $‬يات املس‪$$ $‬تندة في‬

‫أساس‪$$‬ها إلى قاع‪$$‬دة الفص‪$$‬ل بين منظوم‪$$‬ة ال‪$$‬ترخيص ومنظوم‪$‬ة‪ $‬املراقب‪$$‬ة والزج‪$$‬ر‪ ،‬وذل‪$$‬ك بم‪$$‬ا يمكن‬

‫من توضيح املسؤوليات وتيسير تنزيل املبدأ الدستوري القاضي بربط املسؤولية باملحاسبة‪.14‬‬

‫كم‪$$‬ا أن‪$$‬اط الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املذكور مه‪$$‬ام مراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات بض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة‬

‫القضائية وبمراقبي التعمير التابعين للوالي أو العامل أو اإلدارة واملخولة لهم الص‪$$‬فة الض‪$$‬بطية‪،‬‬

‫م‪$$‬ع تحدي‪$$‬د مه‪$$‬امهم وص‪$$‬الحياتهم وك‪$$‬ذا املس‪$$‬طرة ال‪$$‬واجب اتباعه‪$$‬ا في ه‪$$‬ذا املج‪$$‬ال‪ .‬كم‪$$‬ا أس‪$$‬ند مهم‪$$‬ة‬

‫االش ‪$$‬راف على ه ‪$$‬ذه املس ‪$$‬طرة الى الس ‪$$‬لطة اإلداري ‪$$‬ة املحلي ‪$$‬ة‪ ،‬اعتب ‪$$‬ارا لل ‪$$‬دور املن ‪$$‬وط به ‪$$‬ا في الس ‪$$‬هر‬

‫على اح‪$$‬ترام تط‪$$‬بيق الق‪$$‬انون‪ ،‬وك‪$$‬ذا تنس‪$$‬يق ت‪$$‬دخالت مختل‪$$‬ف القطاع‪$$‬ات املعني‪$$‬ة في ه‪$$‬ذا املج‪$$‬ال‪،‬‬

‫نظ ‪$$ $ $ $‬را ملا يكتس ‪$$ $ $ $‬يه مي ‪$$ $ $ $‬دان التعم ‪$$ $ $ $‬ير من أهمي ‪$$ $ $ $‬ة قص ‪$$ $ $ $‬وى مرتبط ‪$$ $ $ $‬ة بالتنمي ‪$$ $ $ $‬ة في م ‪$$ $ $ $‬داها اآلني‬

‫واالستراتيجي‪.15‬‬

‫كم ‪$$‬ا لج ‪$$‬أ املش ‪$$‬رع التب ‪$$‬اع سياس‪$$ $‬ة اتص‪$$ $‬فت باالزدواجي ‪$$‬ة في الح ‪$$‬د من املخالف ‪$$‬ات املتعلق‪$$ $‬ة‬

‫بالبناء والتعمير هذه املخالفات التي أضحت تعرف انتشارا واسعا في اآلونة األخيرة‪.‬‬

‫وعلي‪$$‬ه فه‪$$‬ذه االزدواجي‪$$‬ة تمثلت في إق‪$$‬راره لنظ‪$$‬ام الزج‪$$‬ر اإلداري باعتب‪$$‬اره ي‪$$‬دخل ض‪$$‬من‬

‫سياس‪$$‬ة الوقاي‪$$‬ة من ه‪$$‬ذه الج‪$$‬رائم من جه‪$$‬ة‪ ،‬ومن جه‪$$‬ة أخ‪$$‬رى ملا أض‪$$‬حى يتس‪$$‬م ب‪$$‬ه ه‪$$‬ذا النم‪$‬ط من‬

‫الزجر بأهمية كبرى على املستوى العملي‪ ،‬لذلك فقد أوكل املش‪$$‬رع إلى بعض الس‪$$‬لطات املتدخل‪$$‬ة‬

‫‪ - 14‬سعيد الوردي‪ ،‬اإلجراءات املسطرية ملراقبة وزجر املخالفات‪ $‬في مجال التعمير والبناء‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة الثالثة الرباط ‪ 2020‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 15‬يونس ابالغ‪ ،‬قراءة في القانون رقم ‪ 66.12‬بشأن املراقبة وزجر املخالفات في ميدان التعمير والبناء‪ ،‬مجلة ملفات عقارية عدد ‪ 6‬محكمة‬
‫النقض ‪ 2017‬ص ‪.160‬‬

‫‪8‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫في عملي‪$$‬ات التعم‪$$‬ير ص‪$$‬الحيات متع‪$$‬ددة ولع‪$$‬ل من أبرزه‪$$‬ا م‪$$‬ا يمكن أن نس‪$$‬ميه بق‪$$‬رارات وق‪$$‬ف‬

‫أش‪$‬غال البن‪$$‬اء املخالف‪$‬ة لق‪$‬وانين التعم‪$$‬ير‪ ،‬وذل‪$$‬ك من أج‪$‬ل الحف‪$‬اظ على س‪$‬المة‪ $‬املواط‪$$‬نين وجمالي‪$‬ة‬

‫املدينة‪.‬‬

‫وت ‪$$ $‬دخل الت ‪$$ $‬دابير املتعلق ‪$$ $‬ة بإيق ‪$$ $‬اف األش ‪$$ $‬غال الص ‪$$ $‬ادرة في ه ‪$$ $‬ذا الش ‪$$ $‬أن ض ‪$$ $‬من إج ‪$$ $‬راءات‬

‫املسطرة‪ ،‬وذلك قصد استباق اإلخالالت التي يمكن أن تحد من فعالية التعمير‪.‬‬

‫لكن وعلى ال ‪$$‬رغم من ك ‪$$‬ل ه ‪$$‬ذا ف ‪$$‬إن الزج ‪$$‬ر اإلداري يبقى غ ‪$$‬ير ك ‪$$‬اف لوض ‪$$‬ع ح ‪$$‬د لالنتش ‪$$‬ار‬

‫امله‪$$‬ول ملخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير مم‪$$‬ا يبقى مع‪$$‬ه الزج‪$$‬ر القض‪$$‬ائي ض‪$$‬روريا‪ ،‬إذ ال محي‪$$‬د عن‪$$‬ه في وض‪$$‬ع ح‪$$‬د‬

‫لهذا النمط من املخالفات‪.16‬‬

‫ونظ‪$$‬را ملا تش‪$$‬كله مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء من تهدي‪$$‬د لس‪$$‬المة األف‪$$‬راد وألمنهم وللمجتم‪$$‬ع‬

‫بص‪$$ $ $‬فة عام‪$$ $ $‬ة‪ ،‬ولل‪$$ $ $‬دور املهم ال‪$$ $ $‬ذي تلعب‪$$ $ $‬ه اإلدارة في ض‪$$ $ $‬بط ومراقب‪$$ $ $‬ة العم‪$$ $ $‬ران وال‪$$ $ $‬ذي يتجلى‬

‫بالخص‪$$‬وص في القي‪$$‬ام ببعض اإلج‪$$‬راءات ال‪$$‬تي يخوله‪$$‬ا له‪$$‬ا الق‪$$‬انون كالقي‪$$‬ام بوق‪$$‬ف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء‬

‫الغ ‪$$‬ير املرخص ب ‪$$‬ه قانون ‪$$‬ا‪ ،‬فق ‪$$‬د ج ‪$$‬اء موض ‪$$‬وعنا املتمث ‪$$‬ل في ''الطبيع ة القانوني ة لألم ر الف وري‬

‫بإيقاف األشغال'' كوقفة تأمل نطل من خاللها على هذه القرارات والتي تخض‪$$‬ع لرقاب‪$$‬ة القاضي‬

‫اإلداري في حالة إذا ما تطلب الطعن بإلغائها من طرف كل متضرر منها‪.‬‬

‫ه ‪$$‬ذه األهمي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تظه ‪$$‬ر من خالل اإلش ‪$$‬كاالت ال ‪$$‬تي يطرحه ‪$$‬ا مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير واإلس ‪$$‬كان‪،‬‬

‫بالرغم من املجهودات املبذولة من قبل الدولة قصد معالج‪$‬ة ه‪$‬ذه الظ‪$$‬اهرة التعميري‪$‬ة‪ ،‬وب‪$‬الرغم‬

‫من الترس‪$$ $‬انة القانوني‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي تم وض‪$$ $‬عها‪ ،‬ف‪$$ $‬إن الواق‪$$ $‬ع العملي يثبت عكس ذل‪$$ $‬ك خصوص‪$$ $‬ا بع‪$$ $‬د‬

‫االطالع على القضايا املعروضة على مختلف املحاكم اإلدارية والتي من خالله‪$$‬ا يمكن التأكي‪$$‬د أن‬
‫‪ - 16‬عبد العزيز اليوبي‪ ،‬زجر مخالفات التعمير بين النص القانوني والعمل القضائي‪ $،‬بحث نهاية التدريب باملعهد العالي للقضاء‪ ،‬اململكة املغربية‬
‫وزارة العدل والحريات ‪ 2013-2011‬ص ‪.8‬‬

‫‪9‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫التعم ‪$$ $‬ير م ‪$$ $‬ازال يط ‪$$ $‬رح العدي ‪$$ $‬د من املش ‪$$ $‬اكل ال ‪$$ $‬تي تعت ‪$$ $‬بر أك ‪$$ $‬ثر تعقي ‪$$ $‬دا وتش ‪$$ $‬عبا من أي وقت‬

‫مضى‪.17‬‬

‫لكن ه ‪$$‬ذه األهمي ‪$$‬ة س ‪$$‬تزداد حينم ‪$$‬ا نع ‪$$‬رف أن ج ‪$$‬ل الق ‪$$‬رارات الص ‪$$‬ادرة في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير‬

‫تدخل ضمن اختص‪$‬اص اإلدارة‪ ،‬وم‪$‬ا يعني‪$‬ه ذل‪$‬ك من ارتب‪$‬اط تل‪$‬ك الق‪$‬رارات بالنظ‪$‬ام الع‪$‬ام‪ ،‬ملا ل‪$‬ه‬

‫من دور فع‪$$‬ال في ص‪$$‬يانة حق‪$$‬وق وحري‪$$‬ات األف‪$$‬راد والجماع‪$$‬ات من تعس‪$$‬ف وانح‪$$‬راف اإلدارة عن‬

‫الحدود القانونية املرسومة‪ $‬لها‪.‬‬

‫ومن الق‪$$ $ $‬رارات ال‪$$ $ $‬تي تتخ‪$$ $ $‬ذها الس‪$$ $ $‬لطات في إط‪$$ $ $‬ار العقوب‪$$ $ $‬ات اإلداري‪$$ $ $‬ة املفروض‪$$ $ $‬ة على‬

‫املخ‪$$ $‬الفين لض‪$$ $‬وابط البن‪$$ $‬اء والتعم‪$$ $‬ير‪ ،‬نج‪$$ $‬د الق‪$$ $‬رار بإيق‪$$ $‬اف أش‪$$ $‬غال البن‪$$ $‬اء كلم‪$$ $‬ا ك‪$$ $‬انت األش‪$$ $‬غال‬

‫موضوع املخالفة مازالت في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫ويعت‪$$ $‬بر األم‪$$ $‬ر بإيق‪$$ $‬اف األش‪$$ $‬غال من الق‪$$ $‬رارات اإلداري‪$$ $‬ة الوقائي‪$$ $‬ة والردعي‪$$ $‬ة‪ ،‬وأح‪$$ $‬د أهم‬

‫اإلج‪$$ $‬راءات املس‪$$ $‬طرية ال‪$$ $‬تي اعتم‪$$ $‬دها ق‪$$ $‬انون التعم‪$$ $‬ير رقم ‪ 12.90‬وأك‪$$ $‬دها الق‪$$ $‬انون رقم ‪66.12‬‬

‫السالف الذكر‪ ،‬الهدف منه حماية املجال ومصالح األغيار املتضررين من البناء‪.‬‬

‫ونظ ‪$$‬را لألهمي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يحظى به ‪$$‬ا ق ‪$$‬رار وق ‪$$‬ف االش ‪$$‬غال‪ ،‬ف ‪$$‬إن املش ‪$$‬رع ق ‪$$‬د ح ‪$$‬اول إحاطت ‪$$‬ه‬

‫بمجموع‪$$‬ة من الض‪$$‬مانات ال‪$$‬تي يجب على اإلدارة احترامه‪$$‬ا‪ ،‬تحت طائل‪$$‬ة تع‪$$‬ريض قرارته‪$$‬ا لإللغ‪$$‬اء‬

‫في حال‪$$ $‬ة الطعن فيه‪$$ $‬ا أم‪$$ $‬ام القض‪$$ $‬اء اإلداري‪ ،‬فه ل هي إذن ق رارات ممه دة التخ اذ االج راء‬

‫املالئم أو لنوعي ة املخالف ة املرتكب ة؟ أم هي قابل ة ذاته ا للطعن باإللغ اء للتج اوز فيه ا‬

‫‪ - 17‬عبد الهادي وردغ‪ ،‬رقابة قضاء اإللغاء على القرارات الصادرة في مجال التعمير‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون‪ $‬العام كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪ 2010-2009‬ص ‪.74‬‬

‫‪10‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫باس تعمال الس لطة علم ا أن املادة ‪ 29‬من ق انون املس طرة الجنائي ة جعلت الرقاب ة‬

‫على أعمال الضابطة القضائية تنظر فيها الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف؟‬

‫ويعت‪$$‬بر القض‪$$‬اء اإلداري وقواع‪$$‬د املس‪$$‬ؤولية اإلداري‪$$‬ة عموم‪$$‬ا الض‪$$‬مانة واملالذ ال‪$$‬ذي يمكن‬

‫للم ‪$$‬واطن املتض ‪$$‬رر من تل ‪$$‬ك الق ‪$$‬رارات اإلداري ‪$$‬ة اللج ‪$$‬وء إلي ‪$$‬ه لحماي ‪$$‬ة مص ‪$$‬الحه‪ .‬ألج ‪$$‬ل ك ‪$$‬ل ذل ‪$$‬ك‬

‫يت‪$$‬دخل في مراقب‪$$‬ة ه‪$$‬ذه الق‪$$‬رارات‪ .18‬ذل‪$$‬ك أن س‪$$‬لطة الض‪$$‬بط اإلداري كم‪$$‬ا ه‪$$‬و معل‪$$‬وم هي الح‪$$‬ق في‬

‫اتخ‪$$‬اذ أس‪$$‬اليب مختلف‪$$‬ة لتقيي‪$$‬د أو تنظيم النش‪$$‬اط الف‪$$‬ردي أو الس‪$$‬ماح ب‪$$‬ه كالحض‪$$‬ر أو املن‪$$‬ع أو‬

‫واجب اإلش‪$$‬عار مق‪$$‬دما أو التقيي‪$$‬د بتوجيه‪$$‬ات مح‪$$‬ددة في ش‪$$‬أن نش‪$$‬اط معين‪ ،‬وأب‪$$‬رز ه‪$$‬ذه األس‪$$‬اليب‬

‫ضرورة الحصول على إذن أو ترخيص من قبل الجهة املختصة‪.‬‬

‫ولإلحاط‪$$‬ة به‪$$‬ذا املوض‪$$‬وع ارت‪$$‬أيت تقس‪$$‬يمه الى فص‪$$‬لين‪ ،‬أتن‪$$‬اول في الفص‪$$‬ل األول الح‪$$‬ديث‬

‫عن األس ‪$$ $‬س القانوني ‪$$ $‬ة في تحدي ‪$$ $‬د الطبيع ‪$$ $‬ة القانوني ‪$$ $‬ة لألم ‪$$ $‬ر الف ‪$$ $‬وري بإيق ‪$$ $‬اف األش ‪$$ $‬غال‪ ،‬بينم ‪$$ $‬ا‬

‫أخص‪$‬ص الفص‪$‬ل الث‪$‬اني للح‪$‬ديث عن الطبيع‪$‬ة القانوني‪$‬ة لألم‪$‬ر الف‪$‬وري بإيق‪$‬اف األش‪$‬غال في ض‪$‬وء‬

‫األحكام القضائية‪.‬‬

‫الفص ل االول‪ :‬األس س القانوني ة في تحدي د الطبيع ة القانوني ة لألم ر الف وري بإيق اف‬

‫األشغال‬

‫الفص ل الث اني‪ :‬الطبيع ة القانوني ة لألم ر الف وري بإيق اف األش غال في ض وء األحك ام‬

‫القضائية‬

‫‪18‬‬
‫‪- jean pierre Lebreton, droit de l’urbanisme, presses universitaires de France, paris 1ere édition 1993, p: 211‬‬

‫‪11‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفصل االول‪ :‬األسس القانونية في تحديد الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف‬

‫األشغال‬

‫يقص‪$$‬د باملراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مي‪$$‬دان التعم‪$$‬ير اإلج‪$$‬راءات ال‪$$‬تي يتم اتباعه‪$$‬ا من ل‪$$‬دن‬

‫ض ‪$$‬باط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية أثن ‪$$‬اء مع ‪$$‬اينتهم للمخالف ‪$$‬ات املرتكب ‪$$‬ة في مي ‪$$‬دان التعم ‪$$‬ير وعمليات ‪$$‬ه‪ ،‬أو‬

‫املخالفات التي من املحتمل أن ترتكب‪.‬‬

‫واذ ع‪$$‬زز الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املذكور اختصـاصـات رئيس مجلس الجماع‪$$‬ة في مج‪$$‬ال منح‬

‫رخص التعم‪$$‬ير‪ ،‬ف‪$$‬إن املادة ‪ 65‬من ذات الق‪$$‬انون‪ ،‬ق‪$$‬د ح‪$$‬ددت في مقاب‪$$‬ل ذل‪$$‬ك الجه‪$$‬ات ال‪$$‬تي تق‪$$‬وم‬

‫بمعاين‪$$‬ة املخالف‪$$‬ات ال‪$$‬واردة في املادة ‪ 64‬من الق‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير كم‪$$‬ا تم تغي‪$$‬يره‬

‫وتتميم‪$‬ه‪ ،‬وهم ض‪$‬باط الش‪$‬رطية القض‪$‬ائية ومراق‪$$‬بي التعم‪$$‬ير الت‪$‬ابعين لل‪$$‬والي أو العام‪$‬ل أو اإلدارة‬

‫واملخول‪$$ $‬ة لهم الصـفة الض‪$$ $‬بطية‪ ،‬وبالتبعي‪$$ $‬ة أص‪$$ $‬بح موظف‪$$ $‬و الجماع‪$$ $‬ات الترابي‪$$ $‬ة‪ ،‬خ‪$$ $‬ارج مج‪$$ $‬ال‬

‫‪12‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫معاين‪$$‬ة وض‪$$‬بط مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬واالقتص‪$$‬ار على إخب‪$$‬ار رؤس‪$$‬ائهم باملخالف‪$$‬ات ال‪$$‬تي تبل‪$$‬غ الى‬

‫علمهم أو يقمون بمعاينتها‪.19‬‬

‫ويظل صحيحا بأن مض‪$‬امين الق‪$‬انون رقم ‪ 66.12‬املذكور ق‪$‬د عملت على ت‪$‬دقيق وتوض‪$‬يح‬

‫االختص ‪$$ $‬اص على إث ‪$$ $‬ر إس ‪$$ $‬نادها مه ‪$$ $‬ام املراقب ‪$$ $‬ة وزج ‪$$ $‬ر املخالف ‪$$ $‬ات لض ‪$$ $‬باط الش ‪$$ $‬رطة القض ‪$$ $‬ائية‬

‫وملراق‪$$‬بي التعم‪$$‬ير الت‪$$‬ابعين ل‪$$‬والة الجه‪$$‬ات وعم‪$$‬ال العم‪$$‬ال العم‪$$‬االت واألق‪$$‬اليم املخول‪$$‬ة لهم الص‪$$‬فة‬

‫الض ‪$$‬بطية وعم ‪$$‬ال العم ‪$$‬االت واألق ‪$$‬اليم م ‪$$‬ع إناط ‪$$‬ة مهم ‪$$‬ة االش ‪$$‬راف للس ‪$$‬لطة املحلي ‪$$‬ة م ‪$$‬ع تعزيزه ‪$$‬ا‬

‫للمراقب ‪$$ $‬ة القبلي ‪$$ $‬ة‪( :‬دف ‪$$ $‬تر ال ‪$$ $‬ورش‪ ،‬إل ‪$$ $‬زام رئيس مجلس الجماع ‪$$ $‬ة بإرس ‪$$ $‬ال نس ‪$$ $‬خ من الق ‪$$ $‬رارات‬

‫الفردي ‪$$‬ة لس ‪$$‬لطة املراقب ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة املختص ‪$$‬ة)‪ ،20‬إال أن تطبيق ‪$$‬ات الق ‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬س ‪$$‬الف‬

‫الذكر ال زالت تنطوي على تحديات كلما تعلق األمر بطبيعة محاضـر معاين‪$$‬ة املخالف‪$‬ات وحجيته‪$$‬ا‬

‫وش ‪$$‬كليات تحريره ‪$$‬ا‪ .‬وتبـديـد هـذا الغم ‪$$‬وض يتطلب اللج ‪$$‬وء لقـواعـد قـانـونيـة أخ ‪$$‬رى منصـوص‬

‫عليها في نصـوص خاصـة كاملتعلقة منها بالقانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق باملسطرة الجنائية‪.21‬‬

‫إن مس‪$$‬طرة املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مي‪$$‬دان التعم‪$$‬يرة ت‪$$‬روم مراقب‪$$‬ة املرخص إلي‪$$‬ه في‬

‫مدى التزامه باحترام قوانين التعمير‪ .‬كما تستهدف املسطرة بي‪$$‬ان طبيع‪$$‬ة ج‪$$‬رائم التعم‪$$‬ير وت‪$‬دابير‬

‫واجراءات انهائها‪.‬‬

‫وق‪$$‬د أرسى الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬ب‪$$‬ذلك مس‪$$‬طرة خاص‪$$‬ة باملراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات‪ ،‬وال‪$$‬تي‬

‫تروم ح‪$‬د وإنه‪$‬اء املخالف‪$‬ات التعميري‪$‬ة‪ .‬غ‪$‬ير أن تبدي‪$‬د ه‪$‬ذه اإلش‪$‬كاالت املس‪$‬طرية‪ ،‬يس‪$‬تدعي البحث‬

‫م ‪$$‬ع ذل ‪$$‬ك في األس ‪$$‬س القانوني ‪$$‬ة لطبيع ‪$$‬ة الت‪$$‬دخالت في مج ‪$$‬ال املراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر املخالف ‪$$‬ات في مي‪$$‬دان‬
‫‪ - 19‬جدر التذكير أنه بموجب القانون‪ 66 12 $‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في ميدان التعمير والبناء‪ ،‬تغيرت وتممت أحكام املواد ‪ 41 ،40‬و‪55‬‬
‫من القانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪ - 20‬یونس ابالغ‪ ،‬محاضرات في قانون التعمير‪ ،‬ماستر‪ $‬السياسات الحضرية والهندسة املجالية‪ ،‬جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬السنة الجامعية ‪ 2021-2020‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪ - 21‬القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق باملسطرة الجنائية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.02.255‬الصادر‪ $‬في ‪ 25‬رجب ‪ 3 $( 1423‬أكتوبر ‪)2002‬‬
‫املنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5087‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 30‬يناير ‪.2003‬‬

‫‪13‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫التعم ‪$$‬ير‪ ،‬وذل ‪$$‬ك في نصـوص قانوني ‪$$‬ة خاصـة غ ‪$$‬ير الق ‪$$‬انون رقم ‪ ،66.12‬ثم تحدي ‪$$‬د الس ‪$$‬لطات‬

‫املختصـة بض‪$$‬بط املخالف ‪$$‬ات في ه‪$$‬ذا الب ‪$$‬اب‪ ،‬والطبيع ‪$$‬ة القانوني ‪$$‬ة لت‪$$‬دخالتها في معاين‪$$‬ة املخالف‪$$‬ات‬

‫التعميري‪$$ $ $ $‬ة من خالل تمي‪$$ $ $ $‬يز املح‪$$ $ $ $‬ررات ال‪$$ $ $ $‬تي ال يمكن الطعن فيه‪$$ $ $ $‬ا إال زورا عن ال‪$$ $ $ $‬تي ال يوث‪$$ $ $ $‬ق‬

‫بمضمونها إلى أن يثبت ما يخالفها‪ ،‬وغيرها من اإلشكاليات التي تنطوي عليها املسطرة كلما تعلق‬

‫األم‪$$‬ر باتخ‪$$‬اذ األوام‪$$‬ر الفوري‪$$‬ة بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال وغيره‪$$‬ا من اإلج‪$$‬راءات والت‪$$‬دابير املتخ‪$$‬ذة في ه‪$$‬ذا‬

‫الصدد‪.‬‬

‫املبحث االول‪ :‬الجهات املؤهلة للبحث عن املخالفات في مجال التعمير والبناء‬

‫وضوابط انجاز محضر املعاينة‬

‫إذا ك‪$$ $‬ان التعم‪$$ $‬ير يش‪$$ $‬رف على إنج‪$$ $‬ازه مختل‪$$ $‬ف األجه‪$$ $‬زة اإلداري‪$$ $‬ة املختص‪$$ $‬ة‪ ،‬فإن‪$$ $‬ه أم‪$$ $‬ام‬

‫التط‪$$‬ور ال‪$$‬ديمغرافي الس‪$$‬ريع‪ ،22‬وأم‪$$‬ام ه‪$$‬اجس القض‪$$‬اء على األحي‪$$‬اء الص‪$$‬فيحية والهامش‪$$‬ية‪ ،‬وخل‪$$‬ق‬

‫مجال عمراني سليم من كل أشكال الخروقات واملخالفات لضوابط وقوانين التعمير‪ ،23‬ونظرا‬

‫ملا يترتب من اثار جد س‪$$‬لبية على جمالي‪$‬ة العم‪$‬ران وتنظيم‪$‬ه‪ ،‬تم إص‪$‬دار العدي‪$‬د من الق‪$$‬وانين من‬

‫أج‪$‬ل ض‪$‬بط التعم‪$‬ير في اتج‪$‬اه خل‪$‬ق ن‪$‬وع من الت‪$‬وازن و التناس‪$$‬ق في ه‪$‬ذا املج‪$$‬ال‪ ،‬واله‪$‬دف من ذل‪$‬ك‬

‫بطبيعة الحال ه‪$‬و حماي‪$‬ة املش‪$‬هد املعم‪$‬اري والعم‪$‬راني للمدين‪$$‬ة و ع‪$‬دم املس بجماليته‪$‬ا‪ ،‬وعلى ه‪$‬ذا‬

‫األس‪$$‬اس تعت‪$$‬بر قواع‪$$‬د التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء املنص‪$$‬وص عليه‪$$‬ا قانون‪$$‬ا بمثاب‪$$‬ة اإلط‪$$‬ار ال‪$$‬ذي يجب احترام‪$$‬ه‬

‫من ط‪$$‬رف ك‪$$‬ل من يباش‪$$‬ر عملي‪$$‬ة من عملي‪$$‬ات البن‪$$‬اء والتج‪$$‬زيء وتقس‪$$‬يم األراضي‪ ،‬وتط‪$$‬بيق ه‪$$‬ذه‬

‫القواع‪$$ $ $‬د واح‪$$ $ $‬ترام ه‪$$ $ $‬ذا اإلط‪$$ $ $‬ار ال يمكن أن يك‪$$ $ $‬ون فع‪$$ $ $‬اال إال إذا تمت حمايت‪$$ $ $‬ه بمجموع‪$$ $ $‬ة من‬

‫‪ - 22‬مصطفى البوداني‪ ،‬األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق أخر التشريعات القانونية‪ ،‬مداخلة في أشغال الندوة الوطنية املنظمة من‬
‫ط‪$$‬رف املاس‪$$‬تر املتخص‪$$‬ص في ق‪$$‬انون العق‪$$‬ار والتعم‪$$‬ير‪ ،‬بالكلي‪$$‬ة املتع‪$$‬ددة التخصص‪$$‬ات بالن‪$$‬اظور أي‪$$‬ام ‪ 4-3-2‬م‪$$‬ارس ‪ 2017‬منش‪$$‬ورات مخت‪$$‬بر البحث في‬
‫قانون العقار والتعمير بالناظور طبعة ‪ 2018‬ص ‪.375‬‬
‫‪ - 23‬محمد جواد‪ ،‬ضبط مخالفات التعمير باملغرب أزمة قانون أم اكراهات الواقع‪ ،‬سلسلة االجتهاد القضائي العدد ‪ 3‬سنة ‪ 2013‬ص ‪.154‬‬

‫‪14‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫اإلجراءات اإلدارية والتدابير الزجرية الهادفة أساسا إلى الوقاية وتف‪$‬ادي ك‪$‬ل املخالف‪$‬ات قب‪$‬ل‬

‫وقوعه‪$$ $‬ا‪ .‬ل‪$$ $‬ذلك فق‪$$ $‬د أف‪$$ $‬رد الق‪$$ $‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل‪$$ $‬ق بمراقب‪$$ $‬ة وزج‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات في مج‪$$ $‬ال‬

‫التعم‪$$ $‬ير والبن‪$$ $‬اء‪ ،‬العدي‪$$ $‬د من املقتض‪$$ $‬يات لض‪$$ $‬مان احترام‪$$ $‬ه‪ ،‬كم‪$$ $‬ا خ‪$$ $‬ول ملجموع‪$$ $‬ة من املوظفين‬

‫العموم ‪$$ $‬يين وض ‪$$ $‬باط الش ‪$$ $‬رطة القض ‪$$ $‬ائية مه ‪$$ $‬ام مراقب ‪$$ $‬ة أش ‪$$ $‬غال البن ‪$$ $‬اء والبحث عن املخالف ‪$$ $‬ات‬

‫وض‪$$‬بطها‪( ،‬مطلب أول)‪ .‬كم‪$$‬ا ح‪$$‬دد ض‪$$‬وابط وش‪$$‬كليات انج‪$$‬از محاض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة وحجيته‪$$‬ا في اثب‪$$‬ات‬

‫املخالفة (مطلب ثان)‪.24‬‬

‫املطلب األول‪ :‬االشخاص املؤهلون ملعاينة مخالفات التعمير والبناء‪ ،‬وتمثيل اإلدارة‬

‫أمام القضاء‬

‫يع‪$$ $ $‬د نظ‪$$ $ $‬ام الرقاب‪$$ $ $‬ة والزج‪$$ $ $‬ر في مج‪$$ $ $‬ال التعم‪$$ $ $‬ير والبن‪$$ $ $‬اء من أص‪$$ $ $‬عب العملي‪$$ $ $‬ات بس‪$$ $ $‬بب‬

‫ديناميكي‪$$‬ة الظ‪$$‬اهرة واإلمكاني‪$$‬ات الض‪$$‬خمة ال‪$$‬تي تحتاجه‪$$‬ا أجه‪$$‬زة املراقب‪$$‬ة وهيئاته‪$$‬ا املكلف‪$$‬ة ب‪$$‬ذلك‪،‬‬

‫بفع ‪$$‬ل املش ‪$$‬اكل املتع ‪$$‬ددة ال ‪$$‬تي ته ‪$$‬دد الط ‪$$‬ابع العم ‪$$‬راني للمدين ‪$$‬ة يوم ‪$$‬ا بع ‪$$‬د ي ‪$$‬وم‪ ،‬مم ‪$$‬ا يتطلب مع ‪$$‬ه‬

‫وج‪$$‬ود أجه‪$$‬زة رقابي‪$$‬ة قوي‪$$‬ة واض‪$$‬حة املع‪$$‬الم من حيث الص‪$$‬الحيات وامله‪$$‬ام املكلف‪$$‬ة به‪$$‬ا على جمي‪$$‬ع‬

‫املس‪$$‬تويات‪ ،25‬وه‪$$‬و م‪$$‬ا دف‪$$‬ع باملش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي الى تكلي‪$$‬ف ع‪$$‬دة أش‪$$‬خاص ومن ع‪$$‬دة إدارات به‪$$‬دف‬

‫القضاء على كل مخالفات التعمير‪ ،26‬وعلى هذا االعتبار فان القانون رقم ‪ 66.12‬املذكور سلفا‬

‫ق ‪$$‬د ح ‪$$‬دد قائم ‪$$‬ة األش ‪$$‬خاص املؤهلين وال ‪$$‬ذين لهم الح ‪$$‬ق في البحث عن مخالف ‪$$‬ات ق ‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير‬

‫‪ - 24‬حنان النحاس‪ ،‬نظام‪ $‬املراقبة والزجر في مجال‪ $‬التعمير والبناء باملغرب دراسة حول إشكاالت تفعيل مستجدات القانون رقم ‪ 66.12‬في مجال‬
‫التعمير والبناء‪ ،‬تدبير املجاالت الحضرية باملغرب في سياق متغير منشورات تكامل للدراسات واألبحاث الطبعة األولى دار الس‪$‬الم الرب‪$‬اط ‪ 2020‬ص‬
‫‪ 138‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ - 25‬مصطفى البوداني‪ ،‬األجهزة املتدخلة في مجال التعمير والبناء وفق أخر التشريعات القانونية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.376‬‬
‫‪ - 26‬جواد كموني‪ ،‬ضبط مخالفات التعمير باملغرب‪ ،‬أزمة قانون أم إكراهات الواقع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في قانون العقود والعقار كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪ .2011-2010‬ص ‪.25‬‬

‫‪15‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ومعاينته‪$$‬ا وتحري‪$$‬ر املحاض‪$$‬ر في ش‪$$‬أنها (فق‪$$‬رة أولى)‪ ،‬كم‪$$‬ا خ‪$$‬ول لبعض‪$$‬هم الح‪$$‬ق في تمثي‪$$‬ل اإلدارة‬

‫أمام القضاء واملحاكم التي تنظر في املخالفات املتعلقة بالتعمير والبناء (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االشخاص املؤهلون ملعاينة مخالفات التعمير والبناء‬

‫ش‪$$‬كل ص‪$$‬دور الق‪$$‬انون ‪ 66.12‬الس‪$$‬الف ذك‪$$‬ره‪ ،‬وال‪$$‬ذي بموجب‪$$‬ه تم تع‪$$‬ديل وتتميم ك‪$$‬ل من‬

‫القانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير‪ ،‬والقانون رقم ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموع‪$$‬ات‬

‫الس ‪$$‬كنية وتقس ‪$$‬يم العق ‪$$‬ارات‪ ،‬والظه ‪$$‬ير الش ‪$$‬ريف رقم ‪ 1.60.063‬بش ‪$$‬أن توس ‪$$‬يع نط ‪$$‬اق العم ‪$$‬ارات‬

‫القروي ‪$$‬ة‪ 27‬تم تج ‪$$‬اوز اإلش ‪$$‬كاالت املتعلق ‪$$‬ة بط ‪$$‬ول وتعقي ‪$$‬د املس ‪$$‬طرة وتع ‪$$‬دد األجه ‪$$‬زة املتدخل ‪$$‬ة في‬

‫مجال املراقبة‪ ،‬مما كان يؤدي الى تشتت املسؤولية‪ .28‬وفي هذا الصدد تم الفصل التام بين‬

‫منظومة املراقبة ومنظومة التراخيص‪.29‬‬

‫إن اختص ‪$$‬اص منح ال ‪$$‬رخص يع ‪$$‬ود الى رئيس الجماع ‪$$‬ة‪ ،‬ام ‪$$‬ا بخص ‪$$‬وص منظوم ‪$$‬ة املراقب ‪$$‬ة‬

‫فحسب املادة ‪ 65‬القانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبن‪$$‬اء‬

‫واملادة ‪ 65‬من الق‪$$ $‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $‬ق ب‪$$ $‬التعمير واملادة ‪ 1-63‬الق‪$$ $‬انون رقم ‪ 25.90‬املتعل‪$$ $‬ق‬

‫بالتجزئ‪$$ $ $‬ات العقاري‪$$ $ $‬ة واملجموع‪$$ $ $‬ات الس‪$$ $ $‬كنية وتقس‪$$ $ $‬يم العق‪$$ $ $‬ارات والفص‪$$ $ $‬ل ‪ 5-12‬من الظه‪$$ $ $‬ير‬

‫الش‪$$‬ريف رقم ‪ 1.60.063‬بش‪$$‬أن توس‪$$‬ع نط‪$$‬اق العم‪$$‬ارات القروي‪$$‬ة تم حص‪$$‬رها في ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة‬

‫القضائية (أوال) واملراقبون التابعون للوالي والعامل ولإلدارة املخولة لهم صفة ضباط الشرطة‬

‫القضائية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 27‬الظهير الشريف ‪ 1.60.063‬بشأن توسيع نطاق العمارات القروية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2489‬بتاريخ ‪ 13‬محرم ‪ 8( 1380‬يوليوز ‪ )1960‬ص‬
‫‪ ،2098‬كم ‪$$‬ا تم تعديل ‪$$‬ه بالق ‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب‪$$ $‬ة وزج‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات في مج‪$$ $‬ال التعم‪$$ $‬ير والبن‪$$ $‬اء‪ ،‬الص ‪$$‬ادر بتنفي‪$$ $‬ذه الظه‪$$ $‬ير الش ‪$$‬ريف رقم‬
‫‪ 1.16.124‬بتاريخ ‪ 21‬ذي القعدة ‪ 25( 1437‬غشت ‪ ،)2016‬الجريدة الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬ذو الحجة ‪ 19( 1437‬سبتمبر ‪ ،)2016‬ص ‪.6630‬‬
‫‪ - 28‬تقرير اللجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة املدينة حول مشروع قانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في‬
‫مجال التعمير والبناء‪.‬‬
‫‪ - 29‬الدورية املشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة اعداد التراب والتعمير واإلسكان وسياسة املدينة ‪ 17.07‬بشأن تفعيل مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أوال‪ :‬ضباط الشرطة القضائية في مجال املراقبة وزجر املخالفات في ميدان التعمير‬

‫إن اس‪$$‬ناد االختص‪$$‬اص للش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق بض‪$$‬بط مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير ال يعت‪$$‬بر‬

‫ولي ‪$$‬د الق ‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر املخالف ‪$$‬ات في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء ب ‪$$‬ل أن ‪$$‬ه‬

‫منص‪$$ $ $‬وص علي‪$$ $ $‬ه في مقتض‪$$ $ $‬يات الق‪$$ $ $‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $ $‬ق ب‪$$ $ $‬التعمير والق‪$$ $ $‬انون رقم ‪25.90‬‬

‫املتعل‪$$ $‬ق بالتجزئ‪$$ $‬ات العقاري‪$$ $‬ة والظه‪$$ $‬ير ‪ 1.60.063‬بش‪$$ $‬أن توس‪$$ $‬يع نط‪$$ $‬اق العم‪$$ $‬ارات القروي‪$$ $‬ة قب‪$$ $‬ل‬

‫التع‪$$‬ديل‪ ،‬وبالت‪$$‬الي لم يق‪$$‬دم أي مس‪$$‬تجد به‪$$‬ذا الخص‪$$‬وص‪ ،‬مم‪$$‬ا يحيلن‪$$‬ا مباش‪$$‬رة الى ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة‬

‫الجنائي ‪$$‬ة‪ ،30‬فق ‪$$‬د أوردهم املش ‪$$‬رع على س ‪$$‬بيل الحص ‪$$‬ر في امل ‪$$‬ادة ‪ 20‬من ذات الق ‪$$‬انون‪ ،‬وجع ‪$$‬ل‬

‫الباش‪$$‬وات والق‪$$‬واد وض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية املنتمين لجه‪$$‬ازي األمن وال‪$$‬درك امللكي‪ ،‬في رأس‬

‫الئح ‪$$‬ة الجه ‪$$‬ات املكلف ‪$$‬ة بض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات ق ‪$$‬وانين التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء‪ ،‬وذل ‪$$‬ك ح ‪$$‬تى ال ي ‪$$‬ترك املج ‪$$‬ال‬

‫للجهات األخرى التي لها ارتباط وثي‪$‬ق بالقط‪$‬اع‪ ،‬وح‪$‬دها‪ ،‬القي‪$‬ام بمهم‪$‬ة ض‪$‬بط املخالف‪$‬ات املتعلق‪$‬ة‬

‫بالتعمير والبناء والتجزيء والتقسيم واحداث املجموعات السكنية‪.31‬‬

‫إال أن الواق‪$$‬ع العملي‪ ،‬اثبت ب‪$$‬امللموس ع‪$$‬دم مس‪$$‬اهمة ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة املنتم‪$$‬ون الى جه‪$$‬از‬

‫الش‪$$‬رطة وال‪$$‬درك‪ ،‬في عملي‪$$‬ات املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات وك‪$$‬أنهم غ‪$$‬ير معن‪$$‬يين ب‪$$‬ذلك‪ ،32‬مم‪$$‬ا ي‪$$‬ؤدي‬

‫الى اثق ‪$$‬ال كاه ‪$$‬ل الس ‪$$‬لطة املحلي ‪$$‬ة في ص ‪$$‬فة (الق‪$$ $‬واد والباش ‪$$‬وات)‪ ،‬حيث ي ‪$$‬دخلون بش ‪$$‬كل مباش‪$$ $‬ر‬

‫والس ‪$$ $‬يما وأن املش ‪$$ $‬رع منحهم اختصاص ‪$$ $‬ات واس ‪$$ $‬عة بمقتض ى ه ‪$$ $‬ذا الق ‪$$ $‬انون وص ‪$$ $‬ارت الس ‪$$ $‬لطة‬

‫‪ -30‬القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق باملسطرة الجنائية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.02.255‬بتاريخ ‪ 25‬رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪،)2002‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5078‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 30( 1423‬يناير ‪ ،)2003‬ص ‪.315‬‬
‫‪ - 31‬محمد أمزيان‪ $،‬ضبط وزجر مخالفات التعمير والبناء في ضوء أخر املستجدات‪ ،‬املجلة املغربية للدراسات واالستشارات القانونية العدد ‪9|8‬‬
‫‪ 2019‬مطبعة األمنية الرباط ص ‪.12‬‬
‫‪ -32‬أحمد والي علمي‪ ،‬دور القضاء‪ $‬في ميدان زجر املخالفات أشغال اليوم الدراسي حول موضوع إشكالية البناء غير القانوني وزجر املخالفات‬
‫املتعلقة بميدان التعمير والبناء‪ ،‬املنعقد بمقر إقليم القنيطرة بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪ 2002‬ص ‪.15‬‬

‫‪17‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫املحلية العمود الفقري في محاربة هذه الظاهرة‪ .33‬كما أن الباشوات والقواد هم موظفو‬

‫اإلدارة الترابية الذين يمثلون السلطة املحلية ويخضعون إداريا لوزارة الداخلية‪ ،34‬برغم من‬

‫ذل‪$$‬ك ف‪$$‬إنهم يخض‪$$‬عون اثن‪$$‬اء عملهم كض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية للس‪$$‬لطات القض‪$$‬ائية في التس‪$$‬يير‬

‫واملراقبة‪.35‬‬

‫وعموما يمكن القول على أن عدم االلتقائية بين رهانات النص القانوني وواقع املمارسة‬

‫يمكن ارجاعه ‪$$ $ $‬ا الى ع ‪$$ $ $‬املين مح ‪$$ $ $‬وريين‪ ،‬العام ‪$$ $ $‬ل األول في قل ‪$$ $ $‬ة املوارد البش ‪$$ $ $‬رية مقارن ‪$$ $ $‬ة بك ‪$$ $ $‬ثرة‬

‫االلتزامات واملهام اليومية املنوطة باملتدخلين وهو ما يمكن رص‪$‬ده بالنس‪$‬بة للش‪$‬رطة وال‪$‬درك في‬

‫ظ‪$‬ل ارتف‪$$‬اع مؤش‪$$‬ر الجريم‪$$‬ة مم‪$$‬ا ال يس‪$$‬عفهم للوق‪$$‬وف على مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير بالش‪$$‬كل ال‪$$‬ذي أراده‬

‫املش ‪$$‬رع‪ ،36‬ام ‪$$‬ا العام ‪$$‬ل الث ‪$$‬اني فيمكن إرجاع ‪$$‬ه الى النقص في التك ‪$$‬وين‪ ،‬على املس ‪$$‬توى التق ‪$$‬ني او‬

‫الق‪$$‬انوني حيث في كث‪$$‬ير من األحي‪$$‬ان يس‪$$‬توجب االطالع على التص‪$$‬اميم املعماري‪$$‬ة او الطبوغرافي‪$$‬ة‬

‫وإجراء مقارنة مدى التزام صاحب الورش بالتصميم املرخص له أم ال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراقبو التعمير التابعون للوالي او العامل او لإلدارة‬

‫إن مهم ‪$$‬ة ض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير ال تقتص ‪$$‬ر فق ‪$$‬ط على ض ‪$$‬باط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية ب ‪$$‬ل‬

‫تشمل أيضا حسب املادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مج‪$$‬ال‬

‫التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء "ملراق‪$$‬بي التعم‪$$‬ير الت‪$$‬ابعين لل‪$$‬والي أو العام‪$$‬ل أو لإلدارة‪ ،‬املخول‪$$‬ة لهم ص‪$$‬فة ض‪$$‬باط‬

‫الش ‪$$ $‬رطة القض ‪$$ $‬ائية"‪ .‬لكن املش ‪$$ $‬رع اش ‪$$ $‬ترط في الفق ‪$$ $‬رة األخ ‪$$ $‬يرة من نفس املادة على ان ‪$$ $‬ه س ‪$$ $‬يتم‬
‫‪ - 33‬محمد امزيان‪" ،‬الضبط‪ $‬التشريعي الجديد لعملية املراقبة وزجر مخالفات التعمير والبناء"‪ ،‬التعمير والحكامة املجالية وفق اخر املستجدات‬
‫التشريعية والقضائية‪ $،‬منشور املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،11‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 34‬وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬الدعوى العمومية السلطات املختصة بالتحري عن الجرائم‪ ،‬جمعية نشر املعلومات القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬مطبعة افضال‪ ،‬املحمدية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2005 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 35‬املادة ‪ 75‬من املسطرة الجنائية التي تنص على انه " إذا حضر قاضي التحقيق بمكان وقوع الجناية او الجنحة املتلبس بها‪ ،‬فإن وكيل العام‬
‫امللك او وكيل امللك وضباط الشرطة القضائية يتخلون عن القضية بقوة القانون"‪.‬‬
‫‪ - 36‬محمد أمزيان‪ ،‬ضبط وزجر مخالفات التعمير والبناء في ضوء أخر املستجدات‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.12‬‬

‫‪18‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫تخويل صفة ضباط الشرطة القضائية بنص تنظيمي‪ ،37‬وهذا ما جعل املشرع يصدر نص‬

‫تنظيمي واملتمثل في املرسوم رقم ‪ 2.19.409‬املتعلق بتحديد كيفيات مراقبة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في‬

‫مي ‪$$‬دان التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء‪ ،38‬ال ‪$$‬ذي يح ‪$$‬دد حس ‪$$‬ب امل ‪$$‬ادة األولى من ‪$$‬ه "كيفي ‪$$‬ات تخوي ‪$$‬ل ص ‪$$‬فة ض ‪$$‬باط‬

‫الشرطة القضائية‪ ،‬للمراقبين في مجال التعمير والبناء ونطاق ممارستهم مهامهم‪.‬‬

‫وبذلك يكون املشرع قد حسم في األمر بالنسبة لألشخاص الذين تخول لهم صفة‬

‫ض‪$$ $‬باط الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية‪ ،‬بحيث خص‪$$ $‬ص الفص‪$$ $‬ل الث‪$$ $‬اني من املرس‪$$ $‬وم املذكور الح‪$$ $‬ديث عن‬

‫ص ‪$$‬فة م ‪$$‬راقب في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير ونط ‪$$‬اق ممارس ‪$$‬ته مهام ‪$$‬ه‪ ،‬ففي املادة ‪ 3‬نج ‪$$‬د على أن ‪$$‬ه " تطبيق ‪$$‬ا‬

‫ألحك ‪$$‬ام املادة ‪ 65‬من الق ‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬واملادة ‪ 1-63‬من الق ‪$$‬انون رقم ‪ 25.90‬والفص ‪$$‬ل ‪5-12‬‬

‫من الظه‪$$ $‬ير الش‪$$ $‬ريف رقم ‪ ،1.60.063‬الس‪$$ $‬الف ذك ‪$$ $‬ره‪ .‬تمنح ص‪$$ $‬فة ض‪$$ $‬ابط الش ‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية‬

‫ملمارسة مهام مراقب التعمير والبناء‪:‬‬

‫للموظفين التابعين للوالي او العام‪$‬ل املح‪$‬دد أس‪$‬ماؤهم بم‪$‬وجب الدوري‪$‬ة املش‪$‬تركة للس‪$‬لطة‬ ‫‪‬‬

‫الحكومية املكلفة بالداخلية والسلطة الحكومية املكلفة بالعدل؛‬

‫للم ‪$$‬وظفين الع ‪$$‬املين باملص ‪$$‬الح الالممرك ‪$$‬زة الت ‪$$‬ابعين للس ‪$$‬لطة الحكومي ‪$$‬ة املكلف ‪$$‬ة ب ‪$$‬التعمير‬ ‫‪‬‬

‫املح‪$$‬ددة أس‪$$‬ماؤهم بم‪$$‬وجب ق‪$$‬رار املش‪$$‬ترك للس‪$$‬لطة الحكومي‪$$‬ة املكلف‪$$‬ة ب‪$$‬التعمير والس‪$$‬لطة‬

‫الحكومية املكلفة بالعدل"‪.‬‬

‫وإذا ك ‪$$‬ان مراقب ‪$$‬و التعم ‪$$‬ير الت ‪$$‬ابعون لل ‪$$‬والي او العام ‪$$‬ل حس ‪$$‬ب املادة ‪ 65‬من الق ‪$$‬انون رقم‬

‫‪ 66.12‬ال يث‪$$ $ $ $‬يرون أي اش‪$$ $ $ $‬كال باعتب‪$$ $ $ $‬ارهم يتم تعينهم من املوظفين الت‪$$ $ $ $‬ابعين ألقس‪$$ $ $ $‬ام التعم‪$$ $ $ $‬ير‬

‫‪ - 37‬محمد ملحاوي السياسات العمومية في ميدان التعمير أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية جامعة محمد األول وجدة‪2019-2018 ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ - 38‬املرسوم رقم ‪ ، 2.19.409‬املتعلق بتحديد كيفيات املراقبة وزجر املخالفات في ميدان التعمير والبناء‪ ،‬صادر في ‪ 9‬صفر ‪ 8( 1441‬أكتوبر‬
‫‪ ،)2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6859‬الصادرة‪ $‬بتاريخ ‪ 29‬جمادى ‪ 24( 1441‬فبراير ‪ ،)2020‬ص ‪.1033‬‬

‫‪19‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫بالوالي ‪$$‬ة او العمال ‪$$‬ة‪ ،‬ف ‪$$‬إن مفه ‪$$‬وم مراق ‪$$‬بي التعم ‪$$‬ير الت ‪$$‬ابعين لإلدارة أث ‪$$‬ار إش ‪$$‬كاال ح ‪$$‬ول عب ‪$$‬ارة‬

‫"اإلدارة" هل املقصود بها الجماعات او الوكالة الحضرية او إدارة التعمير‪39‬؟‬

‫وه ‪$$ $‬ذا م ‪$$ $‬ا أج ‪$$ $‬اب عن ‪$$ $‬ه املش ‪$$ $‬رع في املادة الثاني ‪$$ $‬ة من املرس ‪$$ $‬وم ‪ 2.19.409‬املتعل ‪$$ $‬ق بتحدي ‪$$ $‬د‬

‫كيفي‪$$ $‬ات مراقب ‪$$ $‬ة وزج ‪$$ $‬ر املخالف ‪$$ $‬ات في مي‪$$ $‬دان التعم ‪$$ $‬ير والبن ‪$$ $‬اء‪ ،‬بحيث يقص ‪$$ $‬د بعب ‪$$ $‬ارة "اإلدارة"‬

‫الواردة في املادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 12.90‬واملادة ‪ 1-63‬من الق‪$‬انون رقم ‪ 25.90‬والفص‪$‬ل ‪-12‬‬

‫‪ 5‬من الظهير الشريف رقم ‪ ،1.60.063‬السلطة الحكومية املكلفة بالتعمير‪.‬‬

‫وبذلك‪ ،‬فإن املشرع حصر األشخاص املعنيين باملراقبة وحدد كيفيات تخويل صفة‬

‫ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية بنس‪$$‬بة املوظفين الت‪$$‬ابعين لل‪$$‬والي أو العام‪$$‬ل أو لإلدارة‪ ،‬وبالت‪$$‬الي فص‪$$‬ل‬

‫بين املنظوم‪$$ $‬ة املانح‪$$ $‬ة لل‪$$ $‬رخص واملنظوم ‪$ $‬ة‪ $‬ال‪$$ $‬تي تق‪$$ $‬وم باملراقب‪$$ $‬ة‪ ،‬غ‪$$ $‬ير أن‪$$ $‬ه لم يغيب دور رئيس‬

‫الجماع‪$$‬ة أو األع‪$$‬وان الت‪$$‬ابعين للس‪$$‬لطة املحلي‪$$‬ة او الجماع‪$$‬ة في مراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مج‪$$‬ال‬

‫التعمير والبناء‪ ،‬انطالقا من املادة ‪ 66‬من القانون ‪ 66.12‬السالف الذكر‪.‬‬

‫وتج ‪$$‬در اإلش ‪$$‬ارة الى أن الجه ‪$$‬ة الش ‪$$‬رقية انف ‪$$‬ردت بجه ‪$$‬از اداري مكل ‪$$‬ف بض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات‬

‫التعم‪$$‬ير ويطل‪$$‬ق علي‪$$‬ه اس‪$$‬م "ش‪$$‬رطة التعم‪$$‬ير"‪ ،‬اال أن ه‪$$‬ذا الجه‪$$‬از اص‪$$‬طدم بجمل‪$$‬ة من االكراه‪$$‬ات‬

‫منه ‪$$‬ا م ‪$$‬ا ه ‪$$‬و ق ‪$$‬انوني واملتمث ‪$$‬ل في غي ‪$$‬اب نظ ‪$$‬ام أساس ي خاص ‪$$‬ة بش ‪$$‬رطة التعم ‪$$‬ير يح ‪$$‬دد اختصاص ‪$$‬ه‬

‫ومسؤوليته‪ .‬ومنها ما هو واقعي واملتجسد في شساعة النف‪$‬وذ ال‪$‬ترابي ملدين‪$‬ة وج‪$‬دة مقاب‪$‬ل ض‪$‬عف‬

‫املوارد البشرية لهذا الجهاز‪.40‬‬

‫‪ - 39‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.19‬‬


‫‪ - 40‬غيتة دكراوي‪ ،‬منازعات‪ $‬التعمير بين املحاكم اإلدارية واملحاكم العادية‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‬
‫الخاص رقم ‪ ،13‬الطبعة األولى ‪ 2019‬ص ‪.114‬‬

‫‪20‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الأشخاص املؤهلون لتمثيل اإلدارة أمام القضاء‬

‫ان إمكاني‪$‬ة تمثي‪$‬ل اإلدارة أم‪$‬ام املح‪$‬اكم بمناس‪$$‬بة بث‪$$‬ه في قض‪$‬ايا مخالف‪$‬ات التعم‪$‬ير والبن‪$‬اء‪،‬‬

‫ليس حقا مخوال لإلدارة وانما للمحاكم التي يمكنها اللجوء لهذا االج‪$‬راء م‪$$‬تى اعت‪$‬برت أن الوث‪$$‬ائق‬

‫املتواج‪$$ $‬دة بمل‪$$ $‬ف النازل‪$$ $‬ة ال تس‪$$ $‬عفها في تحدي‪$$ $‬د درج‪$$ $‬ة خط‪$$ $‬ورة املخالف‪$$ $‬ة املرتكب‪$$ $‬ة‪ ،‬فتعم‪$$ $‬ل على‬

‫اس ‪$$‬تدعاء ممث ‪$$‬ل اإلدارة ال ‪$$‬ذي يف ‪$$‬ترض في ‪$$‬ه العلم بمكون ‪$$‬ات املخالف ‪$$‬ة وحيثياته ‪$$‬ا لتن ‪$$‬وير املحكم ‪$$‬ة‬

‫ورفع اللبس حول املخالفة‪.‬‬

‫فممث ‪$$‬ل إدارة التعم‪$$ $‬ير ال يمكن‪$$ $‬ه حض‪$$ $‬ور الجلس ‪$$‬ات أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء من تلق ‪$$‬اء نفس ‪$$‬ه وانم ‪$$‬ا‬

‫فق ‪$$‬ط بع ‪$$‬د اس ‪$$‬تدعائه من ط ‪$$‬رف املح‪$$‬اكم‪ ،41‬كم‪$$‬ا تم التنص ‪$$‬يص عليه ‪$$‬ا في امل ‪$$‬ادة ‪ 65‬من الق ‪$$‬انون‬

‫‪ 66.12‬املذكور س ‪$$‬ابقا‪" :‬يس تدعى عن د االقتض اء‪ ،‬ممث ل الس لطة الحكومي ة املكلف ة ب التعمير‬

‫لحض ور جلس ات املح اكم ال تي تبث في املخالف ات املنص وص عليه ا في املادة ‪ 64‬من ه ذا‬

‫القانون‪ ،‬ويحضر ممثل السلطة املذكور‪ ،‬في حالة استدعائه‪ ،‬لتنوير املحكمة حول خطورة‬

‫املخالفات املرتكبة"‬

‫إن املش‪$$‬رع قد ك‪$$‬ان موفق‪$$‬ا إلى ح‪$$‬د م‪$$‬ا في ه‪$$‬ذا املقتض ى‪ ،‬لكون‪$$‬ه يس‪$$‬مح لإلدارة بتتب‪$$‬ع م‪$$‬آل‬

‫املخالف ‪$$‬ات وال ‪$$‬دفاع عن وجه ‪$$‬ة نظره ‪$$‬ا أم ‪$$‬ام املح ‪$$‬اكم من جه ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا يس ‪$$‬مح له ‪$$‬ا من جه ‪$$‬ة أخ ‪$$‬رى‬

‫بتعمي ‪$$‬ق البحث ورف ‪$$‬ع ك ‪$$‬ل لبس ح ‪$$‬ول املخالف ‪$$‬ة مم ‪$$‬ا يجعله ‪$$‬ا تالئم العقوب ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي تحكم به ‪$$‬ا م ‪$$‬ع‬

‫خطورة األفعال املرتكبة‪.‬‬

‫بالخصوص وأن م‪$‬وظفي إدارة التعم‪$‬ير يعت‪$‬برون من بين املوظفين ال‪$‬ذين يمكنهم اكتس‪$‬اب‬

‫صفة مراقب للتعمير ويكون لهم الحق في تحرير محاضر املخالفات‪.42‬‬

‫‪ - 41‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.23‬‬


‫‪ - 42‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.24‬‬

‫‪21‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫غ‪$$‬ير أن إدارة التعم‪$$‬ير ق‪$$‬د ال تك‪$$‬ون على علم بجمي‪$$‬ع املخالف‪$$‬ات املرتكب‪$$‬ة‪ ،‬اذ أن املش‪$$‬رع لم‬

‫يجعل هذه اإلدارة من ض‪$‬من الجه‪$‬ات ال‪$‬تي يجب أن يوج‪$‬ه إليه‪$‬ا محض‪$‬ر املخالف‪$‬ة بع‪$‬د تحري‪$‬ره من‬

‫طرف ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬مما يحيلنا للتساؤل ح‪$$‬ول كيفي‪$$‬ة تنويره‪$$‬ا للمحكم‪$$‬ة عن أش‪$$‬ياء‬

‫تجهلها في األصل؟‬

‫ل‪$$‬ذلك ك‪$$‬ان من االحس‪$$‬ن لتحقي‪$$‬ق الغاي‪$$‬ة املرج‪$$‬وة على املش‪$$‬رع‪ ،‬أن يل‪$$‬زم ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة‬

‫القض‪$$ $ $‬ائية بتوجي‪$$ $ $‬ه نس‪$$ $ $‬خ من املحاض‪$$ $ $‬ر ال‪$$ $ $‬تي يتم تحريره‪$$ $ $‬ا إلى املص‪$$ $ $‬الح الالممرك‪$$ $ $‬زة للس‪$$ $ $‬لطة‬

‫الحكومي‪$$ $‬ة املكلف‪$$ $‬ة بقط‪$$ $‬اع التعم‪$$ $‬ير على غ‪$$ $‬رار م‪$$ $‬ا فعل‪$$ $‬ه بالنس‪$$ $‬بة للمج‪$$ $‬الس الجماعي‪$$ $‬ة والوكال‪$$ $‬ة‬

‫الحضرية‪.‬‬

‫وفي ظ‪$$‬ل الق‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل ‪$$‬ق ب ‪$$‬التعمير‪ ،‬ك‪$$‬ان رؤس ‪$$‬اء املج ‪$$‬الس الجماعي ‪$$‬ة يخ ‪$$‬ولهم‬

‫الق ‪$$‬انون الح ‪$$‬ق في تق ‪$$‬ديم الش ‪$$‬كاية ض ‪$$‬د املخ ‪$$‬الفين لق‪$$ $‬انون التعم ‪$$‬ير‪ ،‬الش يء ال ‪$$‬ذي ك ‪$$‬ان يخ‪$$ $‬ولهم‬

‫بص‪$$ $‬فة مباش‪$$ $‬رة الح‪$$ $‬ق في االنتص‪$$ $‬اب كمط‪$$ $‬البين ب‪$$ $‬الحق املدني‪ ،‬فلهم الح‪$$ $‬ق في حض‪$$ $‬ور جلس‪$$ $‬ات‬

‫املحاكم ‪$$‬ة والح ‪$$‬ق في تق ‪$$‬ديم طلب ‪$$‬ات مدني ‪$$‬ة‪ ،‬والح ‪$$‬ق في االس ‪$$‬تئناف وغيره ‪$$‬ا من الحق ‪$$‬وق املخول ‪$$‬ة‬

‫ألطراف الدعوى‪.‬‬

‫لكن في ظل القانون الجديد ومع إلغ‪$‬اء الش‪$‬كاية كش‪$‬رط لتحري‪$‬ك املتابع‪$‬ة لم يع‪$‬د بإمك‪$‬ان‬

‫رؤساء املجالس الجماعية االنتصاب كطرف مدني في الدعوى العمومي‪$$‬ة‪ ،‬مم‪$$‬ا يجعلن‪$$‬ا نتس‪$$‬اءل في‬

‫هذا اإلطار عن إمكانية انتصاب السلطة الحكومية املكلفة بالتعمير كمطالب بالحق املدني‪43‬؟‬

‫‪ -43‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص‪ 24‬بتصرف‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ان الج‪$$‬واب على ه‪$$‬ذا الس‪$$‬ؤال س‪$$‬يكون ب‪$$‬النفي ألن املش‪$$‬رع لم يخ‪$$‬اطب اإلدارة املذكورة كجه‪$$‬ة‬

‫متض ‪$$ $‬ررة من مخالف ‪$$ $‬ات التعم ‪$$ $‬ير أو كجه ‪$$ $‬ة مش ‪$$ $‬تكية‪ ،‬إنم ‪$$ $‬ا تم إقحامه ‪$$ $‬ا لتلعب دور ال ‪$$ $‬دفاع وهي‬

‫قاصرة عن لعب هذا الدور کما سبق بيان أسباب ذلك‪.44‬‬

‫ولق‪$$ $ $‬د ك‪$$ $ $‬ان حري‪$$ $ $‬ا باملش‪$$ $ $‬رع منح الح‪$$ $ $‬ق للجماع‪$$ $ $‬ات الترابي‪$$ $ $‬ة في االنتص‪$$ $ $‬اب املدني وطلب‬

‫التع ‪$$‬ويض عن األض ‪$$‬رار ال ‪$$‬تي ق ‪$$‬د تتس ‪$$‬بب فيه ‪$$‬ا مخالف ‪$$‬ات البن ‪$$‬اء‪ ،‬على غ ‪$$‬رار م ‪$$‬ا ه ‪$$‬و معم ‪$$‬ول ب ‪$$‬ه في‬

‫بعض التش‪$$‬ريعات املقارن‪$$‬ة كالتش‪$$‬ريع الفرنسي ال‪$$‬ذي منح الح‪$$‬ق للبلدي‪$$‬ة للمطالب‪$$‬ة ب‪$$‬التعويض عن‬

‫املخالفات التي تقع في دائرتها في إطار الدعوى املدنية التابعة‪.‬‬

‫ب‪$$ $‬ل منح أيض‪$$ $‬ا للجمعي‪$$ $‬ات املع‪$$ $‬ترف بص‪$$ $‬فتها في حماي‪$$ $‬ة البيئ‪$$ $‬ة الح‪$$ $‬ق في ممارس‪$$ $‬ة الحق‪$$ $‬وق‬

‫املع‪$$ $‬ترف به‪$$ $‬ا للط‪$$ $‬رف املدني في الخص‪$$ $‬ومة‪ ،‬فيم‪$$ $‬ا يتعل‪$$ $‬ق باألفع‪$$ $‬ال ال‪$$ $‬تي تش‪$$ $‬كل مخالف‪$$ $‬ة لق‪$$ $‬انون‬

‫التعم ‪$$‬ير وذل ‪$$‬ك بش ‪$$‬رط أن تتس ‪$$‬بب هات ‪$$‬ه األفع ‪$$‬ال في ض ‪$$‬رر مباش ‪$$‬ر أو غ ‪$$‬ير مباش ‪$$‬ر للمص ‪$$‬الح ال ‪$$‬تي‬

‫تسعى الجمعية الحفاظ عليها‪.‬‬

‫إذن يتض ‪$$ $ $‬ح من خالل م ‪$$ $ $‬ا س ‪$$ $ $‬بق أن الق ‪$$ $ $‬انون ق ‪$$ $ $‬د أوك ‪$$ $ $‬ل لض ‪$$ $ $‬باط الش ‪$$ $ $‬رطة القض ‪$$ $ $‬ائية‬

‫واملراق ‪$$ $ $‬بين الت ‪$$ $ $‬ابعين لل ‪$$ $ $‬والة والعم ‪$$ $ $‬ال أو اإلدارة املتمتعين ب ‪$$ $ $‬دورهم بص ‪$$ $ $‬فة ض ‪$$ $ $‬ابط للش ‪$$ $ $‬رطة‬

‫القضائية مهام مراقبة البناء وضبط املخالفات املرتبطة به‪.45‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ضوابط وشكليات انجاز محضر املعاينة‬

‫يعت ‪$$‬بر محض ‪$$‬ر املعاين ‪$$‬ة ال ‪$$‬ذي ينج ‪$$‬زه ض ‪$$‬باط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية ومراقب ‪$$‬و التعم ‪$$‬ير أثن ‪$$‬اء‬

‫م ‪$$‬راقبتهم ملج ‪$$‬ال البن ‪$$‬اء والتعم ‪$$‬ير من املس ‪$$‬اطر اإلجرائي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي ج ‪$$‬اء به ‪$$‬ا املش ‪$$‬رع املغ ‪$$‬ربي من خالل‬

‫‪ - 44‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.24‬‬


‫‪ - 45‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.25‬‬

‫‪23‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫قوانين التعمير‪ ،46‬يهدف من خاللها تثبيت وجود املخالفة‪ ،‬من خالل ما تمت مشاهدته من‬

‫قبل األعوان املكلفين باملراقبة‪ ،‬طبقا ألحكام املادة ‪ 24‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،47‬وهي‬

‫وثيق‪$$ $‬ة رس‪$$ $‬مية مكتوب‪$$ $‬ة مهم‪$$ $‬ة ج‪$$ $‬دا‪ ،‬ال تك‪$$ $‬ون ص‪$$ $‬حيحة ومعتم‪$$ $‬دة اال باحترامه‪$$ $‬ا ملجموع‪$$ $‬ة من‬

‫الش ‪$$‬كليات القانوني ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي أوجبه ‪$$‬ا الق ‪$$‬انون(فق رة أولى)‪ ،‬واحترامه ‪$$‬ا ألحك‪$ $‬ام ش ‪$$‬كلية وموض ‪$$‬وعية‬

‫مهم‪$$ $ $‬ة‪ ،‬وال‪$$ $ $‬تي ي‪$$ $ $‬ترتب عن اختالل بعض‪$$ $ $‬ها عيوب‪$$ $ $‬ا في املحض‪$$ $ $‬ر ق‪$$ $ $‬د ت‪$$ $ $‬ؤدي الى اس‪$$ $ $‬تبعاده من أداء‬

‫الوظ ‪$$‬ائف ال ‪$$‬تي أنج ‪$$‬ز ألجله ‪$$‬ا‪ ،‬وح ‪$$‬تى ال تك ‪$$‬ون مح ‪$$‬ل دف ‪$$‬وع ال ‪$$‬تي ته ‪$$‬دف الى اس ‪$$‬تبعادها‪ ،48‬ويمكن‬

‫تحدي‪$$ $ $‬د ه‪$$ $ $‬ذه الش‪$$ $ $‬كليات من خالل اس‪$$ $ $‬تقراء نص‪$$ $ $‬وص ق‪$$ $ $‬انون املس‪$$ $ $‬طرة الجنائي‪$$ $ $‬ة كنص ع‪$$ $ $‬ام‪،‬‬

‫والق‪$$ $ $ $‬انون رقم‪ 66.12‬املتعل‪$$ $ $ $‬ق باملراقب‪$$ $ $ $‬ة وزج‪$$ $ $ $‬ر مخالف‪$$ $ $ $‬ات التعم‪$$ $ $ $‬ير كنص خ‪$$ $ $ $‬اص في التقي‪$$ $ $ $‬د‬

‫باالختصاص الترابي والنوعي ملحرر املحضر(فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬احترام الشكليات القانونية في تحرير محضر املعاينة‬

‫حس‪$$‬ب املادة ‪ 24‬من ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة الجنائي‪$$‬ة ودون االخالل بالبيان‪$$‬ات املش‪$$‬ار إليه‪$$‬ا في م‪$$‬واد‬

‫أخ‪$$ $‬رى من نفس الق‪$$ $‬انون أو في نص‪$$ $‬وص خاص‪$$ $‬ة أخ‪$$ $‬رى‪ ،49‬فإن‪$$ $‬ه ينبغي أن يتض‪$$ $‬من املحض‪$$ $‬ر‬

‫مجموعة من البيانات األساسية وهي كالتالي‪:‬‬

‫اسم محرر املحضر وصفته ومكان عمله وتوقيعه؛‬ ‫‪-‬‬

‫ت ‪$$‬اريخ وس ‪$$‬اعة انج ‪$$‬از االج ‪$$‬راء‪ ،‬وس ‪$$‬اعة تحري ‪$$‬ر املحض ‪$$‬ر إذا ك ‪$$‬انت تخ ‪$$‬الف س ‪$$‬اعة انج ‪$$‬از‬ ‫‪-‬‬

‫االجراء؛‬

‫‪ - 46‬عمار الرزيق‪ ،‬مراقبة وزجر مخالفات التعمير‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر الدراسات العقارية والتعمير كلية العلوم القانونية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة الحسن األول سطات السنة الجامعية ‪ 2016-2015‬ص ‪.64‬‬
‫‪- 47‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.35‬‬
‫‪ - 48‬هش ام بنعلي‪ ،‬ال دفع ببطالن محاض ر الش رطة القض ائية‪ ،‬مجل ة األبح اث والدراس ات القانوني ة‪ ،‬ع دد خ اص عن القض اء الجن ائي بين السياس ة‬
‫الجنائية والسياسة العقابية العدد الرابع نونبر‪ -‬دجنبر ‪ ،2014‬ص‪.33‬‬
‫‪ - 49‬محفوض حجيو‪ ،‬حجية محاضر األجهزة املكلفة بمعاينة مخالفات‪ $‬البناء والتعمير أمام القضاء الجنائي على ضوء القانون ‪ 66.12‬مداخلة في‬
‫أش‪$$‬غال الن‪$$‬دوة الوطني‪$$‬ة املنظم‪$$‬ة من ط‪$$‬رف املاس‪$$‬تر املتخص‪$$‬ص في ق‪$$‬انون العق‪$$‬ار والتعم‪$$‬ير‪ ،‬بالكلي‪$$‬ة املتع‪$$‬ددة التخصص‪$$‬ات بالن‪$$‬اظور أي‪$$‬ام ‪ 4-3-2‬م‪$$‬ارس‬
‫‪ 2017‬منشورات مختبر البحث في قانون العقار والتعمير بالناظور طبعة ‪ 2018‬ص ‪.481‬‬

‫‪24‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫‪ -‬هوي‪$$‬ة الش‪$$‬خص املس‪$$‬تمع الي‪$$‬ه ورقم بطاق‪$$‬ة تعريف‪$$‬ه عن‪$$‬د االقتض‪$$‬اء وتص‪$$‬ريحاته واالجوب‪$$‬ة‬

‫التي يرد بها عن أسئلة ضابط الشرطة القضائية؛‬

‫اإلشارة الى اشعار املشتبه فيه باألفعال املنسوبة اليه؛‬ ‫‪-‬‬

‫قراءة املصرح تصريحاته أو تتلى عليه؛‬ ‫‪-‬‬

‫توقيع املصرح على املحضر الى جانب ضابط الشرطة القضائية وي‪$‬دون اس‪$‬مه بخ‪$‬ط ي‪$‬ده‬ ‫‪-‬‬

‫الى ج‪$$‬انب التوقي‪$$‬ع وإذا ك‪$$‬ان ال يحس‪$$‬ن الكتاب‪$$‬ة والتوقي‪$$‬ع يض‪$$‬ع بص‪$$‬مته ويش‪$$‬ار في املحض‪$$‬ر‬

‫الى ذل ‪$$‬ك‪ ،‬وإذا امتن ‪$$‬ع يش ‪$$‬ار الى ذل ‪$$‬ك م ‪$$‬ع بي ‪$$‬ان الس ‪$$‬بب‪ .‬وإذا لم يتم اإلش ‪$$‬ارة ب ‪$$‬ذلك يص ‪$$‬بح‬

‫املحض ‪$$‬ر ب‪$$‬اطال النتف‪$$‬اء ش ‪$$‬رط من الش ‪$$‬روط الش‪$$‬كلية للمحض ‪$$‬ر املنص ‪$$‬وص عليه‪$$‬ا في املادة‬

‫‪ 24‬أعاله‪.50‬‬

‫غ‪$$‬ير أن ه‪$$‬ذه املحاض‪$$‬ر تش‪$$‬كل نقط‪$$‬ة الض‪$$‬عف األساس‪$$‬ية في نظ‪$$‬ام الزج‪$$‬ر املعم‪$$‬ول ب‪$$‬ه نظ‪$$‬را ملا‬

‫يش ‪$$ $‬وبها من أخط ‪$$ $‬اء وعي ‪$$ $‬وب أثن ‪$$ $‬اء تحريرها‪،51‬وذل ‪$$ $‬ك إم ‪$$ $‬ا لع ‪$$ $‬دم ت ‪$$ $‬وفر الع ‪$$ $‬ون املحل ‪$$ $‬ف على‬

‫املعلوم ‪$$ $‬ات التقني ‪$$ $‬ة والفني ‪$$ $‬ة‪ ،‬وع ‪$$ $‬دم درايت ‪$$ $‬ه باملج ‪$$ $‬ال الق ‪$$ $‬انوني وق ‪$$ $‬انون التعم ‪$$ $‬ير على وج ‪$$ $‬ه‬

‫الخصوص‪.52‬‬

‫ويس‪$$‬تفاد من ه‪$$‬ذه املادة أن املحاض‪$$‬ر ال‪$$‬تي ينجزه‪$$‬ا ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية يمكن التمي‪$$‬يز فيه‪$$‬ا‬

‫بين ثالثة أنواع‪:‬‬

‫محضر االستماع أو االستجواب؛‬ ‫‪.1‬‬


‫محضر التفتيش؛‬ ‫‪.2‬‬
‫محضر املعاينة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ - 50‬هش ‪$$‬ام بنعلي‪ ،‬الش ‪$$‬روط الش ‪$$‬كلية ملحاض ‪$$‬ر الض ‪$$‬ابطة القض ‪$$‬ائية‪ $‬واالش ‪$$‬كاالت املطروح ‪$$‬ة‪ ،‬مجل ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم الجنائي ‪$$‬ة‪ ،‬الع ‪$$‬دد الث ‪$$‬اني مطبع ‪$$‬ة األمني ‪$$‬ة‬
‫الرباط ‪ ،2015‬ص ‪.251‬‬
‫‪ - 51‬عمار الرزيق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.66‬‬
‫‪52‬‬
‫‪- M’HAMMED Dryef, urbanisation et droit de l’urbanisme au Maroc, CNRS éditions paris 1993, page 314.‬‬

‫‪25‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ففي محض ‪$$‬ر االس ‪$$‬تماع يق ‪$$‬وم ض ‪$$‬ابط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية عن ‪$$‬د إنج ‪$$‬ازه للمحض ‪$$‬ر في إط ‪$$‬ار‬

‫البحث التمهيدي باالستماع للشخص املشتبه في ارتكاب‪$$‬ه ملخالف‪$‬ة أو جنح‪$$‬ة أو جناي‪$‬ة‪ ،‬ويك‪$$‬ون‬

‫ملزما في هذا اإلطار باحترام جميع مقتضيات املادة ‪ 24‬أعاله تحت طائلة بطالن املحضر‪.‬‬

‫وفي محض‪$$‬ر التف‪$$‬تيش ف‪$$‬األمر يتعل‪$$‬ق بمحض‪$$‬ر ينج‪$$‬زه ض‪$$‬ابط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية لتوثي‪$$‬ق‬

‫عملية‬

‫التف ‪$$‬تيش ال ‪$$‬تي يق ‪$$‬وم به ‪$$‬ا في إط ‪$$‬ار إج ‪$$‬راءات البحث ح ‪$$‬ول جريم ‪$$‬ة معين ‪$$‬ة‪ ،‬ويك ‪$$‬ون ملزم ‪$$‬ا في ه ‪$$‬ذا‬

‫اإلط ‪$$ $‬ار ب ‪$$ $‬احترام مجموع ‪$$ $‬ة من املقتض ‪$$ $‬يات املؤطرة لعملي ‪$$ $‬ة التف ‪$$ $‬تيش‪ ،‬الس ‪$$ $‬يما إذا تعل ‪$$ $‬ق األم ‪$$ $‬ر‬

‫بتفتيش املنازل‪ ،‬ويجب تضمين املحضر مجموعة‪ $‬من البيانات اإللزامية تحت طائلة البطالن‪.53‬‬

‫أما عند انجاز محضر املعاينة فاألمر يتعلق بإجراء معاينة صرفة ح‪$$‬ول موض‪$$‬وع معين‪،‬‬

‫وتضمين املحضر ما تمت معاينته فقط دون زيادة أو نقصان‪ .‬ويدخل في هذا اإلطار محضر‬

‫املعاين ‪$$‬ة الخ ‪$$‬اص بض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير حيث ال يج ‪$$‬د ض ‪$$‬ابط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية نفس ‪$$‬ه‬

‫ملزم‪$$ $ $ $‬ا بجمي‪$$ $ $ $‬ع البيان‪$$ $ $ $‬ات املذكورة في املادة ‪ 24‬أعاله‪ ،‬ألن البعض منه‪$$ $ $ $‬ا يتعل‪$$ $ $ $‬ق باالس‪$$ $ $ $‬تماع‬

‫للمخ‪$$ $‬الف‪ ،‬ومحض‪$$ $‬ر املعاين‪$$ $‬ة ال يتض‪$$ $‬من البيان‪$$ $‬ات الخاص‪$$ $‬ة باالس‪$$ $‬تماع ب‪$$ $‬ل يكتفي بالوص‪$$ $‬ف‬

‫ال‪$$‬دقيق ملكون‪$$‬ات املخالف‪$$‬ة‪ ،‬م‪$$‬ع إض‪$$‬افة بعض البيان‪$$‬ات األخ‪$$‬رى املتعلق‪$$‬ة باملهن‪$$‬دس املعم‪$$‬اري‪،‬‬

‫املهن ‪$$‬دس املختص‪ ،‬مهن ‪$$‬دس املس ‪$$‬احة‪ ،‬املق ‪$$‬اول واملش ‪$$‬رف‪ .‬وك ‪$$‬ل األش ‪$$‬خاص ال ‪$$‬ذين ق ‪$$‬د تنطب ‪$$‬ق‬

‫عليهم أحك ‪$$‬ام املش ‪$$‬اركة في املخالف ‪$$‬ة كم ‪$$‬ا هي منص ‪$$‬وص عليه ‪$$‬ا في الفص ‪$$‬ل ‪ 78‬من الق ‪$$‬انون رقم‬

‫‪ 66.12‬املذكور سابقا والفصل ‪ 129‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫وفيم‪$$‬ا يخص املش‪$$‬اركة في مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير يالح‪$$‬ظ أن النياب‪$$‬ة العام‪$$‬ة ال تفع‪$$‬ل في بعض‬

‫األحي‪$$‬ان املقتض‪$$‬يات الخاص‪$$‬ة باملش‪$$‬اركة في ه‪$$‬ذا الن‪$$‬وع من املخالف‪$$‬ات‪ ،‬حيث يتض‪$$‬ح من خالل‬

‫‪ - 53‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.38‬‬

‫‪26‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫تفحص العدي‪$$‬د من امللف‪$$‬ات أن ض‪$$‬ابط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية ق‪$$‬د أورد في محض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة اس‪$$‬م‬

‫املقاول الذي ينجز أشغال املخالفة وأشار إلى أنه لم يبل‪$‬غ عن املخالف‪$$‬ة طبق‪$‬ا للفص‪$$‬ل املذكور‬

‫أعاله‪ ،‬لكن النياب ‪$$‬ة العام ‪$$‬ة اكتفت بمتابع ‪$$‬ة املخ ‪$$‬الف دون غ ‪$$‬يره‪ .‬وتك ‪$$‬ريس مث ‪$$‬ل ه ‪$$‬ذا التوج ‪$$‬ه‬

‫سيس‪$$‬اهم في إض‪$$‬عاف الج‪$$‬انب الزج‪$$‬ري تج‪$$‬اه املش‪$$‬اركين في مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬كم‪$$‬ا من ش‪$$‬أنه‬

‫أن يؤسس ملمارسة غير سليمة من الناحية القانونية تجعل املتابعة تقتصر على مال‪$$‬ك البن‪$‬اء‬

‫دون املشاركين معه مما يفرغ هذا املستجد الهام من محتواه‪.54‬‬

‫أم ‪$$ $‬ا محض ‪$$ $‬ر االس ‪$$ $‬تماع للمخ ‪$$ $‬الف في قض ‪$$ $‬ايا التعم ‪$$ $‬ير تت ‪$$ $‬ولى مه ‪$$ $‬ام القي ‪$$ $‬ام ب ‪$$ $‬ه الض ‪$$ $‬ابطة‬

‫القض ‪$$ $‬ائية بن ‪$$ $‬اء على تعليم ‪$$ $‬ات النياب ‪$$ $‬ة العام ‪$$ $‬ة بع‪$$ $‬د توص ‪$$ $‬لها بمحض ‪$$ $‬ر املعاين ‪$$ $‬ة إن هي ارت ‪$$ $‬أت‬

‫ض‪$$‬رورة االس‪$$‬تماع للمخ‪$$‬الف‪ ،‬وق‪$$‬د تص‪$$‬رف النظ‪$$‬ر عن ه‪$$‬ذا اإلج‪$$‬راء ف‪$$‬األمر موك‪$$‬ول لس‪$$‬لطتها‬

‫التقديري‪$$ $‬ة‪ .‬فق‪$$ $‬د الحظن‪$$ $‬ا خالل تجربتن‪$$ $‬ا العملي‪$$ $‬ة أن بعض املح‪$$ $‬اكم تس‪$$ $‬تلزم ت‪$$ $‬وفر محض‪$$ $‬ر‬

‫االستماع للمخالف ضمن ملف املتابعة للبث في امللف‪ ،‬في حين البعض اآلخر يص‪$$‬رف النظ‪$$‬ر‬

‫عن هذا اإلجراء ويكتفي باستدعاء املخالف للمثول أمام املحكمة وفي غالبية األحيان تصدر‬

‫األحك‪$$‬ام غيابي‪$$‬ا بغي‪$$‬ة تص‪$$‬ريف امللف‪$$‬ات وتج‪$$‬اوز مش‪$$‬اكل التبلي‪$$‬غ ال‪$$‬تي تطي‪$$‬ل أم‪$$‬د رواجه‪$$‬ا‪ .‬إذن‬

‫ك ‪$$‬انت ه ‪$$‬ذه أهم الش ‪$$‬كليات ال ‪$$‬تي اس ‪$$‬توجب املش ‪$$‬رع احترامه ‪$$‬ا من ض ‪$$‬باط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية‬

‫بمناسبة إنجازهم ملحاضر معاينة مخالفات التعمير والبناء‪ ،‬تنضاف إليها ش‪$$‬كليات أخ‪$$‬رى إذا‬

‫تعلق األمر بمحالت معتمرة‪.55‬‬

‫‪ - 54‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.39‬‬


‫‪ - 55‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.40‬‬

‫‪27‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التقيد باالختصاص الترابي والنوعي ملحرر املحضر‬

‫التقي‪$$‬د باالختص‪$$‬اص الق‪$$‬انوني يس‪$$‬تلزم بالض‪$$‬رورة أن يك‪$$‬ون مح‪$$‬رر املحض‪$$‬ر يتمت‪$$‬ع بص‪$$‬فة‬

‫ضابط للشرطة القض‪$‬ائية‪ ،‬فه‪$‬ذا األخ‪$‬ير ه‪$‬و وح‪$‬ده املؤه‪$‬ل لتحري‪$‬ر املحاض‪$‬ر‪ .‬وق‪$‬د أك‪$‬د املش‪$‬رع في‬

‫املادة ‪ 23‬من ق‪$$ $‬انون املس‪$$ $‬طرة الجنائي‪$$ $‬ة على ض‪$$ $‬رورة أن تش‪$$ $‬ير املحاض‪$$ $‬ر إلى أن ملحرره‪$$ $‬ا ص‪$$ $‬فة‬

‫ض ‪$$‬ابط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية‪ .‬ويجب أن يم ‪$$‬ارس ض ‪$$‬ابط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية اختصاص ‪$$‬ه في نط ‪$$‬اق‬

‫الح‪$$‬دود الترابي‪$$‬ة ال‪$$‬تي ي‪$$‬زاول فيه‪$$‬ا وظائف‪$$‬ه‪ ،‬وفق‪$$‬ا ملا ه‪$$‬و مفص‪$$‬ل في املادة ‪ 22‬من ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة‬

‫الجنائية‪ ،‬والتي أكدتها املادة ‪ 5‬من املرسوم رقم ‪ 2.19.409‬بنص‪$$‬ها على أن‪$$‬ه يح‪$$‬دد النط‪$$‬اق ال‪$$‬ترابي‬

‫الذي يزاول فيه املراقب في مجال التعمير والبناء مهامه‪ ،‬بموجب القرار املشترك املش‪$$‬ار إلي‪$$‬ه في‬

‫املادة ‪ 3‬أعاله‪ ،‬حس ‪$$‬ب الحال ‪$$‬ة‪ .‬ويل ‪$$‬زم املراقب بالتقي ‪$$‬د باالختص ‪$$‬اص ال ‪$$‬ترابي حيث إن ك ‪$$‬ل إج ‪$$‬راء‬

‫قام به خارج هذا اإلطار يعتبر باطال بسبب عيب االختصاص‪.‬‬

‫وفض‪$$‬ال عن االختص‪$$‬اص ال‪$$‬ترابي يجب أيض‪$$‬ا التقي‪$$‬د باالختص‪$$‬اص الن‪$$‬وعي وال‪$$‬ذي يع‪$$‬ني أن‬

‫ض ‪$$ $‬ابط الش ‪$$ $‬رطة القض ‪$$ $‬ائية يجب أن يك ‪$$ $‬ون مختص ‪$$ $‬ا نوعي ‪$$ $‬ا ملعاين ‪$$ $‬ة الجريم ‪$$ $‬ة‪ .‬وإذا ك ‪$$ $‬انت ه ‪$$ $‬ذه‬

‫القض‪$$‬ية ال تث‪$$‬ير إش‪$$‬كاال نظ‪$$‬را لك‪$$‬ون ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية يمت‪$$‬ازون بالوالي‪$$‬ة العام‪$$‬ة ملعاين‪$$‬ة‬

‫وضبط مختل‪$‬ف أن‪$‬واع الج‪$‬رائم واملخالف‪$‬ات ف‪$‬إن ه‪$‬ذا االش‪$‬كال غ‪$‬ير مس‪$‬تبعد الح‪$‬دوث على اعتب‪$‬ار‬

‫أن املراق‪$$ $ $‬بين الت‪$$ $ $‬ابعين لل‪$$ $ $‬والي أو للعام‪$$ $ $‬ل أو االدارة ال ‪$$ $‬ذين خ‪$$ $ $‬ولتهم املادة ‪ 65‬من الق ‪$$ $‬انون رقم‬

‫‪ 66.12‬صفة ضابط الش‪$‬رطة القض‪$$‬ائية ال يتمتع‪$$‬ون بالوالي‪$‬ة العام‪$‬ة ب‪$‬ل ال يتمتع‪$$‬ون به‪$‬ذه الص‪$‬فة‬

‫إال عن‪$$‬دما يمارس‪$$‬ون مه‪$$‬ام مراقب‪$$‬ة البن‪$$‬اء والتعم‪$$‬ير داخ‪$$‬ل نف‪$$‬وذهم ال‪$$‬ترابي‪ .‬حيث يس‪$$‬ري عليهم م‪$$‬ا‬

‫ينطب ‪$$ $‬ق على املوظفين واألع ‪$$ $‬وان املكلفين ببعض مه ‪$$ $‬ام الش ‪$$ $‬رطة القض ‪$$ $‬ائية املنص ‪$$ $‬وص عليهم في‬

‫املادة ‪ 27‬من ق ‪$$ $‬انون املس‪$$ $ $‬طرة الجنائي ‪$$ $‬ة‪ .‬فال يج‪$$ $ $‬وز مثال ملوظفي إدارة املي ‪$$ $‬اه والغاب ‪$$ $‬ات معاين ‪$$ $‬ة‬

‫‪28‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫مخالف‪$$ $‬ات التعم‪$$ $‬ير‪ ،‬وال يح‪$$ $‬ق ملراق‪$$ $‬بي التعم‪$$ $‬ير معاين‪$$ $‬ة مخالف‪$$ $‬ات ق‪$$ $‬انون املاء‪ .‬فع‪$$ $‬دم التقي‪$$ $‬د‬

‫باالختصاص النوعي يؤدي حتما إلى إعدام االجراءات املنجزة بس‪$‬بب عيب االختص‪$‬اص ش‪$‬أنه في‬

‫ذلك شأن عدم احترام شكليات إنجاز املحضر‪.56‬‬

‫وكما جاء في املادة ‪ 289‬من قانون املسطرة الجنائية بأنه‪ " :‬ال يعتد باملحاضر والتقارير‬

‫التي يحررها ضباط وأعوان الشرطة القضائية واملوظفون واألعوان املكلفون ببعض مهام‬

‫الشرطة القضائية‪ ،‬اال إذا كانت صحيحة في الشكل وضمن فيها محررها وهو يمارس مهام‬

‫وظيفته ما عاينه أو تلقاه شخصيا في مجال اختصاصه''‬

‫إن األش‪$$ $‬خاص املمن‪$$ $‬وح لهم ص‪$$ $‬فة ض‪$$ $‬باط الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية ملعاين‪$$ $‬ة وتحري‪$$ $‬ر محاض‪$$ $‬ر‬

‫مخالف‪$$‬ات البن‪$$‬اء والتعم‪$$‬ير‪ ،‬خاص‪$$‬ة مراقب‪$$‬وا التعم‪$$‬ير الت‪$$‬ابعون لل‪$$‬والي أو العام‪$$‬ل أو اإلدارة‪ ،‬ينبغي‬

‫أن يك‪$$‬ون لهم تك‪$$‬وين خ‪$$‬اص ومتمك‪$$‬نين من ش‪$$‬كليات تحري‪$$‬ر محاض‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات وف‪$$‬ق م‪$$‬ا تقتض‪$$‬يه‬

‫املادة ‪ 24‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬واال كان مصير هذه املحاضر البطالن‪.57‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية ملحضر املعاينة‬

‫إن أهم ركن في مج ‪$$‬ال ض‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير والبن‪$$‬اء ه ‪$$‬و املحض ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي يح ‪$$‬رر بش‪$$‬أنها‬

‫من قب‪$$‬ل األش‪$$‬خاص املكلفين باملعاين‪$$‬ة‪ ،‬ويعت‪$$‬بر أيض‪$$‬ا من بين أهم الوس‪$$‬ائل املعتم‪$$‬دة وذات حجي‪$$‬ة‬

‫في اإلثب ‪$$‬ات أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء في ه ‪$$‬ذا املج ‪$$‬ال‪ ،58‬وبالح ‪$$‬ديث عن حجي ‪$$‬ة ه ‪$$‬ذه املحاض ‪$$‬ر املنج ‪$$‬زة إلثب ‪$$‬ات‬

‫مخالف ‪$$‬ات ق ‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير تجرن ‪$$‬ا للح ‪$$‬ديث أيض ‪$$‬ا عن وس ‪$$‬ائل اإلثب ‪$$‬ات أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء‪ ،‬إذ أن ‪$$‬ه يمكن‬

‫‪ - 56‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.36‬‬


‫‪ - 57‬محف‪$$‬وض حجي‪$$‬و‪ ،‬حجي‪$$‬ة محاض‪$$‬ر األجه‪$$‬زة املكلف‪$$‬ة بمعاين‪$$‬ة مخالف‪$$‬ات‪ $‬البن‪$$‬اء والتعم‪$$‬ير أم‪$$‬ام القض‪$$‬اء الجن‪$$‬ائي على ض‪$$‬وء الق‪$$‬انون ‪ 66.12‬مداخل‪$$‬ة في‬
‫أش‪$$‬غال الن‪$$‬دوة الوطني‪$$‬ة املنظم‪$$‬ة من ط‪$$‬رف املاس‪$$‬تر املتخص‪$$‬ص في ق‪$$‬انون العق‪$$‬ار والتعم‪$$‬ير‪ ،‬بالكلي‪$$‬ة املتع‪$$‬ددة التخصص‪$$‬ات بالن‪$$‬اظور أي‪$$‬ام ‪ 4-3-2‬م‪$$‬ارس‬
‫‪ 2017‬منشورات مختبر البحث في قانون العقار والتعمير بالناظور طبعة ‪ 2018‬ص ‪.482‬‬
‫‪ - 58‬سعيد الحافظي‪ ،‬حجية محاضر الشرطة القضائية على ضوء العمل القضائي‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات واألبحاث القانوني ة والقض ائية‪ ،‬سلس لة‬
‫المنهاج في الدراسات القانونية الجزء الثاني‪ ،‬دار القلم الرباط ‪ ،2021‬ص‪.116‬‬

‫‪29‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫إثب‪$$‬ات الج‪$$‬رائم ب‪$$‬أي وس‪$$‬يلة لإلثب‪$$‬ات م ‪$$‬ا ع‪$$‬دا في األح‪$$‬وال ال ‪$$‬تي يقض ي الق‪$$‬انون بخالف ذلك‪.59‬‬

‫فللنياب‪$$‬ة العام‪$$‬ة كام‪$$‬ل الحري‪$$‬ة في اس‪$$‬تعمال م‪$$‬ا ه‪$$‬و مع‪$$‬روف من أدل‪$$‬ة اإلثب‪$$‬ات الجن‪$$‬ائي‪ ،‬وللمحكم‪$$‬ة‬

‫أيضا أن تركن إلى مبدأ االقتناع الوجداني فتستبعد ش‪$‬هادة ش‪$‬اهد االثب‪$‬ات وتقب‪$‬ل بش‪$‬هادة ش‪$‬اهد‬

‫النفي شرط تعليلها هذا االختيار حسب ظروف النازلة‪.60‬‬

‫وبخص‪$$ $ $‬وص ق ‪$$ $‬انون التعم ‪$$ $‬ير نج ‪$$ $‬ده ق ‪$$ $‬د نص على خالف ذل ‪$$ $‬ك وأل ‪$$ $‬زم ض ‪$$ $‬ابط الش‪$$ $ $‬رطة‬

‫القض ‪$$‬ائية ال‪$$‬ذي ع‪$$‬اين مخالف ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء بتحري‪$$‬ر محض‪$$‬ر بم‪$$‬ا عاين ‪$$‬ه‪ ،‬مم ‪$$‬ا يع‪$$‬ني أن ه‪$$‬ذه املخالف ‪$$‬ة ال‬

‫يمكن إثباته‪$$‬ا أم‪$$‬ام القض‪$$‬اء إال باملحض‪$$‬ر دون غ‪$$‬يره من وس‪$$‬ائل اإلثب‪$$‬ات‪(،61‬مطلب أول) بش‪$$‬رط أن‬

‫يت‪$$‬وفر في‪$$‬ه الش‪$$‬روط الش‪$$‬كلية والجوهري‪$$‬ة للمحضر‪ ،62‬باإلض‪$$‬افة أيض‪$$‬ا الى ش‪$$‬رط ع‪$$‬دم وج‪$$‬ود أي‬

‫نص خاص ينص على عدم إمكانية الطعن في تلك املحاضر بالزور‪ ، 63‬بحيث تعتبر هذه املحاضر‬

‫حجة ودليال على صحة محتواها وال يمكن استبعادها إال بإثب‪$‬ات م‪$$‬ا يخالفها‪ ،64‬ب‪$‬ل تعت‪$‬بر الوثيق‪$$‬ة‬

‫املعتمدة لتحريك املتابعة القضائية ضد املخالفين لقانون التعمير والبناء (مطلب ثان)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حجية محاضر الضابطة القضائية‬

‫إن املحض ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي يعت ‪$$‬د ب ‪$$‬ه كوس ‪$$‬يلة لإلثب ‪$$‬ات ام ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء ه ‪$$‬و املحض ‪$$‬ر املس ‪$$‬توفي لكاف ‪$$‬ة‬

‫الش‪$‬روط القانوني‪$$‬ة الش‪$‬كلية واملوض‪$‬وعية‪ ،‬ال‪$‬تي تم ذكره‪$‬ا س‪$$‬لفا‪ .‬وه‪$‬ذا م‪$$‬ا نص‪$$‬ت علي‪$$‬ه املادة ‪289‬‬

‫من ق ‪$$‬انون املس ‪$$‬طرة الجنائي ‪$$‬ة بحيث ال يعت ‪$$‬د باملحاض ‪$$‬ر والتق ‪$$‬ارير ال ‪$$‬تي يحرره ‪$$‬ا ض ‪$$‬باط وأع ‪$$‬وان‬

‫الشرطة القضائية واملوظفون واألعوان املكلف‪$‬ون ببعض مه‪$‬ام الش‪$‬رطة القض‪$‬ائية‪ ،‬إال إذا ك‪$‬انت‬

‫‪ - 59‬املادة ‪ 286‬من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬


‫‪ - 60‬محمد جواد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.161‬‬
‫‪ - 61‬سعيد الوردي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.41‬‬
‫‪ - 62‬املادة ‪ 292‬من قانون املسطرة الجنائية‬
‫‪ - 63‬الدوري‪$$‬ة الثالثي‪$$‬ة رقم ‪ 2911‬الص‪$$‬ادرة‪ $‬في ‪ 12‬م‪$$‬اي ‪ 2008‬عن وزارتي الع‪$$‬دل والداخلي‪$$‬ة ووزارة اإلس‪$$‬كان والتعم‪$$‬ير والتنمي‪$$‬ة املجالي‪$$‬ة ح‪$$‬ول تفعي‪$$‬ل‬
‫املقتضيات القانونية املتعلقة بمراقبة التعمير والبناء‪.‬‬
‫‪ - 64‬محمد أحداف‪ ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول مطبعة سجلماسة الطبعة األولى‪ ،‬مكناس سنة ‪ 2000‬ص ‪.468‬‬

‫‪30‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ص‪$$ $‬حيحة في الش‪$$ $‬كل وض‪$$ $‬من فيه‪$$ $‬ا محرره‪$$ $‬ا وه‪$$ $‬و يم‪$$ $‬ارس مه‪$$ $‬ام وظيفت‪$$ $‬ه م‪$$ $‬ا عاين‪$$ $‬ه او تلق‪$$ $‬اه‬

‫شخصيا في مجال اختصاصه‪.‬‬

‫وتتم‪$$ $ $‬يز محاض‪$$ $ $‬ر الش‪$$ $ $‬رطة القض‪$$ $ $‬ائية بمكانته‪$$ $ $‬ا الهام‪$$ $ $‬ة على مس‪$$ $ $‬توى قوته‪$$ $ $‬ا وحجيته‪$$ $ $‬ا في‬

‫اإلثب‪$$‬ات‪ ،‬فلق‪$$‬د عم‪$$‬ل املش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي على ال‪$$‬ترجيح بين محاض‪$$‬ر الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية على مس‪$$‬توى‬

‫قوته‪$$ $‬ا الثبوتي‪$$ $‬ة‪ ،‬وفق‪$$ $‬ا ملا تتض‪$$ $‬منه من ج‪$$ $‬رائم‪ ،‬حيث يوث‪$$ $‬ق ببعض‪$$ $‬ها وال يطعن فيه‪$$ $‬ا إال ب‪$$ $‬الزور‬

‫(فق‪$$‬رة أولى)‪ ،‬بينم‪$$‬ا يوث‪$$‬ق ب‪$$‬البعض األخ‪$$‬ر منه‪$$‬ا‪ ،‬وال يمكن إثب‪$$‬ات م‪$$‬ا يخالفه‪$$‬ا ب‪$$‬أي وس‪$$‬يلة ك‪$$‬انت‪ ،‬في‬

‫حين يعتبر ما تبقى منها مجرد بيانات ومعلومات (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفق رة األولى‪ :‬املحاض ر والتق ارير ال تي يحرره ا موظف ون وأع وان ينص الق انون على‬

‫عدم إمكانية الطعن فيها اال بالزور‬

‫إن املش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي ع‪$$‬الج ه‪$$‬ذا الن ‪$$‬وع من املحاض ‪$$‬ر ض‪$$‬من املادة ‪ 292‬من ق‪$$‬انون املس ‪$$‬طرة‬

‫الجنائي‪$$‬ة وال‪$$‬تي ج‪$$‬اء فيه‪$$‬ا بأن‪$$‬ه ''إذا نص ق‪$$‬انون خ‪$$‬اص على أن‪$$‬ه ال يمكن الطعن في مض‪$$‬مون بعض‬

‫املحاض‪$$ $ $‬ر أو التق‪$$ $ $‬ارير إال ب‪$$ $ $‬الزور فال يمكن ‪-‬تحت طائل‪$$ $ $‬ة البطالن‪ -‬إثب‪$$ $ $‬ات عكس‪$$ $ $‬ها بغ‪$$ $ $‬ير ه‪$$ $ $‬ذه‬

‫الوسيلة‪.‬‬

‫ومف‪$$‬اد ه‪$$‬ذه املادة أن ه‪$$‬ذا الص‪$$‬نف من املحاض‪$$‬ر ينب‪$$‬ني على حجي‪$$‬ة قوي‪$$‬ة قائم‪$$‬ة على قرين‪$$‬ة‬

‫قانونية‪ ،‬ال تقبل إثب‪$‬ات العكس ب‪$‬الطرق العادي‪$$‬ة‪ ،‬وال يمكن معارض‪$‬تها بوس‪$$‬ائل إثب‪$‬ات أخ‪$$‬رى‪ ،‬فال‬

‫يقب‪$$‬ل من املترافعين معارض‪$$‬تها بش‪$$‬هادة الش‪$$‬هود أو ب‪$$‬القرائن أو ب‪$$‬الخبرة أو بغ‪$$‬ير ذل‪$$‬ك من وس‪$$‬ائل‬

‫‪31‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫اإلثب‪$$‬ات‪ ،‬كم‪$$‬ا ال يح ‪$$‬ق للمحكم ‪$$‬ة أن تس‪$$‬تبعدها اعتم‪$$‬ادا على وس ‪$$‬يلة من ه‪$$‬ذه الوس ‪$$‬ائل‪ .‬وإنم‪$$‬ا‬

‫يطعن فيها بطريقة واحدة‪ ،‬وهي دعوى الزور‪ ،65‬وفقا ملسطرة االدعاء بالزور‪.66‬‬

‫وبعب‪$$ $‬ارة أخ‪$$ $‬رى ف‪$$ $‬إن ه‪$$ $‬ذا الن‪$$ $‬وع من املحاض‪$$ $‬ر يك‪$$ $‬ون اس‪$$ $‬تثناء املب‪$$ $‬دأ الع‪$$ $‬ام في اإلثب‪$$ $‬ات‬

‫الجن‪$$‬ائي‪ ،‬وال تمل‪$$‬ك املحكم‪$$‬ة إزاءه الس‪$$‬لطة التقديري‪$$‬ة ال‪$$‬تي خوله‪$$‬ا إياه‪$$‬ا الق‪$$‬انون بالنس‪$$‬بة لس‪$$‬ائر‬

‫وسائل اإلثبات األخرى‪.67‬‬

‫وتبعا لذلك فكل ما يضمنه محرر املحضر من وق‪$‬ائع ح‪$‬دثت أمام‪$‬ه أو ع‪$‬اين وقوعه‪$$‬ا وم‪$‬ا‬

‫يض‪$$ $‬منه من تص‪$$ $‬ريحات لألش‪$$ $‬خاص ال‪$$ $‬ذين يس‪$$ $‬تمع إليهم‪ ،‬يعت‪$$ $‬بر حج‪$$ $‬ة قاطع‪$$ $‬ة ودليال ثابت‪$$ $‬ا على‬

‫وقوعها وال يمكن الطعن فيها إال بالزور‪.‬‬

‫ومن الق‪$$‬وانين والنص‪$$‬وص الخاص‪$$‬ة ال‪$$‬تي نص‪$$‬ت على ه‪$$‬ذا املقتضى ن‪$‬ذكر مدون‪$$‬ة الجم‪$$‬ارك‬

‫والض ‪$$‬رائب غ ‪$$‬ير املباش ‪$$‬رة ال ‪$$‬تي تنص في مادته ‪$$‬ا ‪ 242‬على أن املحاض ‪$$‬ر املح ‪$$‬ررة بش ‪$$‬أن الجنح ‪$$‬ة أو‬

‫املخالف‪$$‬ة ألحك‪$$‬ام ه‪$$‬ذه املدون‪$$‬ة من ط‪$$‬رف ع‪$$‬ونين لإلدارة أو أك‪$$‬ثر يعتم‪$$‬د عليه‪$$‬ا في اإلثبات‪$$‬ات املادي‪$$‬ة‬

‫املض‪$$ $ $ $‬منة في املحاض ‪$$ $ $‬ر إلى أن يطعن في ص ‪$$ $ $‬حتها‪ .‬ويعتم ‪$$ $ $‬د عليه ‪$$ $ $‬ا في ص ‪$$ $ $‬حة وص ‪$$ $ $‬دق اإلق‪$$ $ $ $‬رارات‬

‫والتصريحات املتلقات إلى أن يثبت ما يخالفها‪.68‬‬

‫‪ - 65‬الحبيب بيهي‪ ،‬شرح قانون املس‪$‬طرة الجنائي‪$‬ة‪ ،‬الج‪$‬زء األول البحث التمهي‪$‬دي‪ ،‬التحقي‪$‬ق اإلع‪$‬دادي‪ ،‬اإلثب‪$‬ات الجن‪$‬ائي‪ ،‬دار القلم للطباع‪$‬ة والنش‪$‬ر‬
‫والتوزيع الرباط الطبعة الثانية‪ 2006 ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ - 66‬نظم املشرع املغربي مسطرة االدعاء بالزور من املادة ‪ 575‬إلى املادة ‪ 587‬من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪ - 67‬أحمد الخمليشي‪ :‬شرح قانون املسطرة الجنائية الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع الرباط‪ ،‬ص ‪184‬‬
‫‪ - 68‬الفصل ‪ 242‬من مدونة الجمارك‪ $‬والضرائب غير املباشرة املصادق عليه بالظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.77.339‬بتاريخ ‪ 25‬ش‪$‬وال ‪1397‬‬
‫املوافق ل ‪ 9‬أكتوبر ‪ 1977‬كما وقع تغييرها وتتميمها على الخص‪$‬وص بمقتضى الق‪$‬انون رقم ‪ 99.02‬املص‪$‬ادق علي‪$‬ه ب‪$‬الظهير رقم ‪ 1-00-222‬بت‪$‬اريخ‬
‫‪ 2‬ربيع األول ‪ 1421‬املوافق ل ‪ 5‬يونيو ‪.2000‬‬

‫‪32‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أما املحاضر املحررة من طرف عون واحد لإلدارة فيعتمد عليها إلى أن يثبت م‪$$‬ا يخالفه‪$$‬ا‬

‫وك‪$$‬ذا الش‪$$‬أن بالنس‪$$‬بة للمحاض‪$$‬ر املح‪$$‬ررة من ط‪$$‬رف األع‪$$‬وان مح‪$$‬رري املحاض‪$$‬ر الت‪$$‬ابعين إلدارات‬

‫أخرى ما لم تكن هناك نصوص خاصة‪.69‬‬

‫كم‪$$ $‬ا أص‪$$ $‬بغ املش‪$$ $‬رع نفس الحجي‪$$ $‬ة على محاض‪$$ $‬ر أع‪$$ $‬وان إدارة املي‪$$ $‬اه والغاب‪$$ $‬ات‪ ،70‬اذ نص‬

‫الفص ‪$$ $‬ل ‪ 65‬من ق ‪$$ $‬انون حف‪$$ $‬ظ الغاب‪$$ $‬ات واس ‪$$ $‬تغاللها‪ ،71‬على أن التق ‪$$ $‬ارير ال ‪$$ $‬تي يكتبه ‪$$ $‬ا املوظف ‪$$ $‬ون‬

‫واألعوان بإدارة املي‪$‬اه والغاب‪$‬ات على اختالف طبق‪$‬اتهم وعليه‪$‬ا إمض‪$‬اءاتهم تعت‪$‬بر حج‪$‬ة ص‪$‬حيحة في‬

‫ثب‪$$ $‬وت املخالف‪$$ $‬ات املتق‪$$ $‬ررة فيه‪$$ $‬ا كيفم‪$$ $‬ا ك‪$$ $‬انت العقوب‪$$ $‬ة الناتج‪$$ $‬ة عنه‪$$ $‬ا بش‪$$ $‬رط أن تك‪$$ $‬ون التق‪$$ $‬ارير‬

‫أنج ‪$$ $‬زت ووقعت من ط ‪$$ $‬رف ع ‪$$ $‬ونين اث ‪$$ $‬نين أو أك ‪$$ $‬ثر ويعت ‪$$ $‬بر م ‪$$ $‬ا تض ‪$$ $‬منته التق ‪$$ $‬ارير من املخالف ‪$$ $‬ات‬

‫صحيحا كيفما كانت معاقبته ما لم يدع التزوير فيها‪.‬‬

‫ويضيف الفصل ‪ 66‬من نفس الق‪$‬انون على أن التق‪$‬ارير املذكورة إذا ك‪$‬انت غ‪$$‬ير مس‪$$‬توفاة‬

‫لش‪$$‬روط الفص‪$$‬ل ‪ 65‬فال تعت‪$$‬بر حج‪$$‬ة كافي‪$$‬ة م‪$‬ا لم ي‪$‬دع فيه‪$$‬ا ال‪$‬تزوير لكن يعتم‪$‬د عليه‪$$‬ا إلى أن يظه‪$‬ر‬

‫ما يناقضها‪.‬‬

‫وعلي ‪$$‬ه فاملحاض ‪$$‬ر ال ‪$$‬تي يحرره ‪$$‬ا اث ‪$$‬نين من م ‪$$‬وظفي وأع ‪$$‬وان إدارة املي ‪$$‬اه والغاب ‪$$‬ات تعت ‪$$‬بر‬

‫حج‪$$‬ة معتم‪$$‬دة في اإلثب‪$$‬ات أم‪$$‬ام املح‪$$‬اكم وال يمكن الطعن فيه‪$$‬ا إال ب‪$$‬الزور‪ ،‬غ‪$$‬ير أن‪$$‬ه إذا اخت‪$$‬ل أح‪$$‬د‬

‫شروطها تصبح أقل حجية ويمكن إثبات عكسها بسائر وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫‪ - 69‬الفصل ‪ ،242‬املرجع أعاله‪.‬‬


‫‪ - 70‬وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬إجراءات املحاكمة وطرق الطعن منشورات جمعية نشر املعلومة القضائية والقانونية‬
‫سلسلة الشرح والدالئل عدد ‪7‬الطبعة الثالثة أكتوبر ‪ ،2005‬مطبعة فضالة الرباط ص ‪.45‬‬
‫‪ - 71‬الظه‪$‬ير الش‪$$‬ريف بت‪$‬اريخ ‪ 23‬ذي الحج‪$$‬ة ‪ 1335‬املواف‪$‬ق ل ‪ 10‬أكت‪$‬وبر ‪ 1917‬في حف‪$$‬ظ الغاب‪$‬ات واس‪$‬تغاللها‪ ،‬املنش‪$‬ور بالجري‪$‬دة الرس‪$‬مية بت‪$‬اريخ ‪12‬‬
‫محرم ‪ 29 - 1336‬أكتوبر ‪.1917‬‬

‫‪33‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وتكمن العل‪$$‬ة من إض‪$$‬فاء ه‪$$‬ذا الن‪$$‬وع من الحجي‪$$‬ة القطعي‪$$‬ة على ه‪$$‬ذا الص‪$$‬نف من املحاض‪$$‬ر‬

‫في صعوبة إثبات الجرائم املضمنة بها بباقي وسائل اإلثب‪$‬ات‪ ،‬إذ ال يش‪$$‬هدها في الغ‪$‬الب إال األع‪$$‬وان‬

‫واملوظف ‪$$‬ون املكلف ‪$$‬ون بإنج ‪$$‬از تل ‪$$‬ك املحاض ‪$$‬ر‪ ،‬كم ‪$$‬ا أنه ‪$$‬ا ال ت ‪$$‬ترك أث ‪$$‬را يمكن مع ‪$$‬ه أن يس ‪$$‬تدل على‬

‫مرتكبيه‪$$‬ا‪ ،‬عالوة على رغب‪$$‬ة املش‪$$‬رع في تف‪$$‬ادي الطعن في ه‪$$‬ذا الن‪$$‬وع من املحاض‪$$‬ر ب‪$$‬الطرق الس‪$$‬هلة‬

‫مما سيترتب عنه ضياع الوقت والجهد‪.72‬‬

‫وإلى ج‪$$ $‬انب ذل‪$$ $‬ك نج‪$$ $‬د الفق‪$$ $‬رة الثاني‪$$ $‬ة من الفص‪$$ $‬ل ‪ 71‬من ق‪$$ $‬انون ال‪$$ $‬درك امللكي لس‪$$ $‬نة‬

‫‪ 1958‬والتي جاء فيها ما يلي‪ ...'' :‬تكون املحاضر موضوع ثقة لدى املح‪$$‬اكم القض‪$$‬ائية إن لم يثبت‬

‫خالف م ‪$$‬ا تض ‪$$‬منته من مخالف ‪$$‬ات أو بعض الجنح يعه ‪$$‬د ص ‪$$‬راحة لل ‪$$‬درك بمش ‪$$‬اهدتها إن لم ي ‪$$‬دع‬

‫ال‪$$ $‬زور فيم ‪$$‬ا يتعل‪$$ $‬ق ب ‪$$‬الجرائم الجمركي‪$$ $‬ة والص ‪$$‬يد البح ‪$$‬ري‪ ''...‬وال تعت‪$$ $‬بر س‪$$ $‬وى مج‪$$ $‬رد بيان ‪$$‬ات في‬

‫الحاالت األخرى‪ .‬وهذا يعني أن القاعدة في حجية محاضر الدرك هي إمكانية إثبات ما يخالفها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املحاضر التي يوثق بمضمنها الى أن يثبت ما يخالفها‪ ،‬واملحررات التي‬

‫تعتبر مجرد بيانات‬

‫ولقد تط‪$‬رق املش‪$‬رع املغ‪$‬ربي له‪$‬ذا الن‪$‬وع من املحاض‪$‬ر ض‪$‬من املادة ‪ 290‬من ق م ج‪ ،‬وال‪$‬تي‬

‫ج ‪$$‬اء فيه ‪$$‬ا ب ‪$$‬أن "املحاض ‪$$‬ر والتق ‪$$‬ارير ال ‪$$‬تي يحرره ‪$$‬ا ض ‪$$‬باط الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية في ش ‪$$‬أن التثبت من‬

‫الجنح واملخالفات‪ ،‬يوثق بمضمنها إلى أن يثبت العكس بأي وسيلة من وسائل اإلثبات"‪.‬‬

‫ويتضح من خالل مضمون املادة أعاله‪ ،‬بأن ه‪$‬ذا الن‪$‬وع من املحاض‪$‬ر يقب‪$$‬ل إثب‪$‬ات عكس‪$$‬ه‬

‫ب‪$$ $‬أي وس‪$$ $‬يلة من وس‪$$ $‬ائل اإلثب‪$$ $‬ات‪ ،‬وذل‪$$ $‬ك تكريس‪$$ $‬ا ملا اس‪$$ $‬تقر علي‪$$ $‬ه االجته‪$$ $‬اد القض‪$$ $‬ائي ب‪$$ $‬املجلس‬

‫‪ - 72‬محم‪$$‬د ب‪$$‬ازي‪ ،‬االع‪$$‬تراف الجن‪$$‬ائي في الق‪$$‬انون املغ‪$$‬ربي دراس‪$$‬ة مقارن‪$$‬ة‪ $،‬أطروح‪$$‬ة لني‪$$‬ل دكت‪$$‬وراه الدول‪$$‬ة في الق‪$$‬انون الخ‪$$‬اص‪ ،‬كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق الدار البيضاء السنة الجامعية ‪ 2007-2006‬ص ‪.397‬‬

‫‪34‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫األعلى‪ ،‬محكمة النقض حاليا‪ ،73‬على اعتبار أن هذه الوسائل كله‪$$‬ا متس‪$‬اوية من حيث القيم‪$$‬ة‬

‫الثبوتي ‪$$‬ة في الجنح واملخالف ‪$$‬ات‪ ،‬وال ‪$$‬تي تقي ‪$$‬د القاض ي في الح ‪$$‬دود القانوني ‪$$‬ة من حيث حجيته ‪$$‬ا‪ ،‬إذ‬

‫يمكن له ‪$$‬ذا األخ ‪$$‬ير‪ ،‬أو للمحكم ‪$$‬ة أن تس ‪$$‬تمع إلى الش ‪$$‬هود أو تق ‪$$‬رر إج ‪$$‬راء خ ‪$$‬برة او اعتم ‪$$‬اد ق ‪$$‬رائن‬

‫قوية كالتناقض‪$‬ات ال‪$‬واردة باملحاض‪$‬ر في مختل‪$$‬ف أجزائه‪$$‬ا أو في حال‪$$‬ة وج‪$$‬ود محاض‪$‬ر متع‪$‬ددة‪ ،‬إذا‬

‫كان هناك تعارض في محتواها‪.74‬‬

‫ولق‪$$‬د عم‪$$‬ل املش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي على حص‪$$‬ر الق‪$$‬وة الثبوتي‪$$‬ة له‪$$‬ذا الن‪$$‬وع من املحاض‪$$‬ر في الجنح‬

‫واملخالف ‪$$‬ات‪ ،‬دونم ‪$$‬ا تل ‪$$‬ك ال ‪$$‬تي تنص بعض الق ‪$$‬وانين على ع ‪$$‬دم إمكاني ‪$$‬ة إثب ‪$$‬ات عكس ‪$$‬ها س ‪$$‬وى عن‬

‫طريق الطعن فيها بالزور‪.75‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا الن‪$‬وع من املحاض‪$‬ر تقتص‪$‬ر حجيت‪$‬ه فق‪$‬ط على الوق‪$‬ائع املادي‪$‬ة‬

‫ال‪$$ $‬تي أثبته‪$$ $‬ا منج‪$$ $‬ز املحض‪$$ $‬ر‪ ،‬وال تمت‪$$ $‬د إلى تق‪$$ $‬دير قيمته‪$$ $‬ا الثبوتي‪$$ $‬ة ف‪$$ $‬ذلك مج‪$$ $‬ال خ‪$$ $‬اص بقض‪$$ $‬اة‬

‫املوضوع‪.76‬‬

‫ه ‪$$‬ذا وي ‪$$‬دخل ض ‪$$‬من نط ‪$$‬اق املحاض ‪$$‬ر املنص ‪$$‬وص عليه ‪$$‬ا في املادة ‪ 290‬من ق ‪$$‬انون املس ‪$$‬طرة‬

‫الجنائي‪$$ $‬ة تل‪$$ $‬ك الوق‪$$ $‬ائع ال‪$$ $‬تي يش‪$$ $‬هد ض‪$$ $‬ابط الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية بمعاينته‪$$ $‬ا شخص‪$$ $‬يا‪ ،‬أو بح‪$$ $‬دوثها‬

‫‪ - 73‬ج‪$$‬اء في ق‪$$‬رار للمجلس األعلى محكم‪$$‬ة النقض حالي‪$$‬ا ''لم يح‪$$‬دد الق‪$$‬انون نوعي‪$$‬ة الحجج ال‪$$‬تي يك‪$$‬ون من ش‪$$‬أنها أن تع‪$$‬ارض مض‪$$‬من محاض‪$$‬ر ض‪$$‬باط‬
‫الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية‪ $،‬ق‪$$‬رار ع‪$$‬دد ‪ 59‬بت‪$$‬اريخ ‪ ،09/06/1969‬أورده محس‪$$‬ن س‪$$‬رحان‪ ،‬الرقاب‪$$‬ة القض‪$$‬ائية على محاض‪$$‬ر الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية‪ $،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل‬
‫دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر في الق‪$$‬انون الخ‪$$‬اص كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة‪ ،‬جامع‪$$‬ة القاضي عي‪$$‬اض م‪$$‬راكش الس‪$$‬نة الجامعي‪$$‬ة ‪2012-2011‬‬
‫ص‪.73‬‬
‫‪ - 74‬وزارة العدل شرح قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.43-42‬‬
‫‪ - 75‬جاء في قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض)‪" :‬محضر الضابطة‪ $‬القضائية تقتصر حجيته وفق املادة ‪ 290‬من قانون املسطرة الجنائي‪$$‬ة على م‪$$‬ا‬
‫يتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التثبت من الجنح واملخالف‪$$‬ات وال يمكن ان يتع‪$$‬دى ذل‪$$‬ك"‪ ،‬ق‪$$‬رار ع‪$$‬دد ‪ 1/803‬بت‪$$‬اريخ ‪ 2009/05/06‬مل‪$$‬ف جنحي ع‪$$‬دد‪ ،2005/12783 ،‬املل‪$$‬ف‪،‬‬
‫االجتهاد القضائي املغربي‪ ،‬املجموعة الكاملة مجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،17‬اإلصدار الرقمي أكتوبر ‪ ،2010‬ص ‪.276‬‬
‫‪ - 76‬جاء في قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض) ‪" :‬إن فحوى ما يرد في محاضر الض‪$‬ابطة‪ $‬القض‪$‬ائية يخض‪$‬ع لتق‪$‬دير قض‪$‬اة املوض‪$‬وع لهم أن يعمل‪$‬وا‬
‫ب‪$$‬ه فيم‪$$‬ا يتعل ‪$$‬ق ب‪$$‬الجنح واملخالف ‪$$‬ات إذا اقتنع‪$$‬وا ب‪$$‬ه‪ ،‬ق ‪$$‬رار ع ‪$$‬دد ‪ 3481‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 7‬يولي‪$$‬و ‪ 1998‬مل ‪$$‬ف جن‪$$‬ائي ع‪$$‬دد ‪ ،67983‬االجته ‪$$‬اد القض ‪$$‬ائي املغ ‪$$‬ربي‪،‬‬
‫املجموعة الكاملة مجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،36/35‬اإلصدار الرقمي دجنبر ‪ ،2004‬ص ‪.200‬‬

‫‪35‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أمامه‪ ،77‬في حين ال يعت ‪$$‬د بم ‪$$‬ا ينقل ‪$$‬ه الغ ‪$$‬ير ل ‪$$‬ه‪ ،‬وذل ‪$$‬ك بحكم أن املش ‪$$‬رع وض ‪$$‬ع ثقت ‪$$‬ه في منج ‪$$‬ز‬

‫املحضر وافترض فيه الصدق والحياد والتجرد‪.78‬‬

‫أم‪$$ $‬ا فيم‪$$ $‬ا يخص املحاض‪$$ $‬ر واملح‪$$ $‬ررات ال‪$$ $‬تي تعت‪$$ $‬بر مج‪$$ $‬رد بيان‪$$ $‬ات فاملادة ‪ 291‬من ق‪$$ $‬انون‬

‫املس‪$$ $ $‬طرة الجنائي‪$$ $ $‬ة تنص على أن‪$$ $ $‬ه "ال يعت‪$$ $ $‬بر ماع‪$$ $ $‬دا ذل‪$$ $ $‬ك من املحاض‪$$ $ $‬ر أو التق‪$$ $ $‬ارير إال مج‪$$ $ $‬رد‬

‫معلومات"‪.‬‬

‫اس ‪$$‬تنادا إلى مض ‪$$‬مون ه ‪$$‬ذه املادة‪ ،‬يت ‪$$‬بين لن ‪$$‬ا على أن ‪$$‬ه باس ‪$$‬تثناء املحاض ‪$$‬ر ال ‪$$‬تي نص عليه ‪$$‬ا‬

‫املشرع ض‪$‬من املادتين ‪ 290‬و‪ 292‬من ق‪$‬انون املس‪$‬طرة الجنائي‪$‬ة ف‪$‬إن ب‪$‬اقي املحاض‪$‬ر ال تعت‪$‬بر س‪$‬وی‬

‫مج‪$$ $‬رد بيان‪$$ $‬ات ومعلوم‪$$ $‬ات يمكن للمحكم‪$$ $‬ة أن تس‪$$ $‬تند إليه‪$$ $‬ا على س‪$$ $‬بيل االس‪$$ $‬تئناس فق‪$$ $‬ط‪ ،‬ح‪$$ $‬تى‬

‫تس‪$$‬اهم في تك‪$$‬وين قناعته‪$$‬ا‪ ،‬وليس له‪$$‬ا أي ق‪$$‬وة ملزم‪$$‬ة‪ .‬كم‪$$‬ا يمكنه‪$$‬ا اس‪$$‬تبعادها تلقائي‪$$‬ا أو بطلب من‬

‫املتهم‪.‬‬

‫ولع ‪$$ $‬ل من أب ‪$$ $‬رز أن ‪$$ $‬واع املحاض ‪$$ $‬ر ال ‪$$ $‬تي ت ‪$$ $‬دخل ض ‪$$ $‬من ه ‪$$ $‬ذه الفئ ‪$$ $‬ة نج ‪$$ $‬د محاض ‪$$ $‬ر البحث‬

‫التمهي‪$$‬دي املنج‪$$‬زة في ش‪$$‬أن الجناي‪$‬ات‪ 79‬واملح‪$$‬ررة من ط‪$$‬رف ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية‪ ،‬ألن املادة‬

‫‪ 290‬من قانون املسطرة الجنائية تتحدث فقط على املخالفات والجنح‪.‬‬

‫‪ - 77‬جاء في قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض)‪" :‬إن محاضر الضابطة القضائية‪ $‬التي يوثق بمضمنها ما لم يثبت ما يخالفها هي تلك املحاضر ال‪$$‬تي‬
‫يثبت فيه‪$$‬ا محرروه‪$$‬ا م‪$$‬ا ش‪$$‬اهدوه وع‪$$‬اينوه"‪ ،‬ق‪$$‬رار ع‪$$‬دد ‪ 1573‬بت‪$$‬اريخ ‪ 28‬دجن‪$$‬بر مل‪$$‬ف جن‪$$‬ائي ع‪$$‬دد ‪ ،53639‬مجموع‪$$‬ة ق‪$$‬رارات املجلس األعلى‪ ،‬املادة‬
‫الجنائية‪ ،‬ج ‪ ،1‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،1986-1996 $،‬ص ‪.540‬‬
‫‪ - 78‬محم‪$$‬د ب‪$$‬ازي‪ ،‬س‪$$‬لطة القاضي في تق‪$$‬دير االع‪$$‬تراف الجن‪$$‬ائي في الق‪$$‬انون املغ‪$$‬ربي واملق‪$$‬ارن‪ $،‬املجل‪$$‬ة املغربي‪$$‬ة للدراس‪$$‬ات القانوني‪$$‬ة والقض‪$$‬ائية‪ $،‬ع‪$$‬دد ‪4‬‬
‫املطبعة والوراقة الوطنية ‪ 2009/2010‬مراكش‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪ - 79‬جاء في قرار املجلس األعلى (محكم‪$‬ة النقض)‪ :‬تعت‪$‬بر محاض‪$‬ر الض‪$‬ابطة القض‪$‬ائية‪ $‬أو التق‪$‬ارير في الجناي‪$‬ات مج‪$‬رد بيان‪$‬ات يس‪$‬تأنس به‪$‬ا"‪ ،‬ق‪$‬رار ع‪$‬دد‬
‫‪ 3751‬بتاريخ ‪ 13‬دجنبر ‪ 1995‬ملف جنحي ع‪$‬دد ‪ ،94/34720‬االجته‪$‬اد القض‪$‬ائي املغ‪$‬ربي‪ ،‬املجموع‪$‬ة الكامل‪$‬ة ملجل‪$‬ة قض‪$‬اء املجلس األعلى‪ ،‬ع‪$‬دد م‪$‬زدوج‬
‫‪ 49/50‬اإلصدار الرقمي دجنبر‪ 2000‬ص ‪.117‬‬

‫‪36‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وفي ه ‪$$ $‬ذا الص ‪$$ $‬دد ف ‪$$ $‬إن املجلس األعلى (محكم ‪$$ $‬ة النقض) ذهب في ق ‪$$ $‬راره إلى م ‪$$ $‬ا يلي‪" :‬إن‬

‫املحاض‪$$ $‬ر ال‪$$ $‬تي ال تعت‪$$ $‬بر إال مج‪$$ $‬رد بيان‪$$ $‬ات‪ ،‬فيم‪$$ $‬ا يخص الجناي‪$$ $‬ات هي محاض‪$$ $‬ر ض‪$$ $‬باط الش‪$$ $‬رطة‬

‫القضائية وجنود الدرك‪ ،‬أما االستنطاقات أمام النيابة العامة فليست كذلك‪.80‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن التساؤل عن ن‪$‬وع محاض‪$‬ر املعاين‪$‬ة ال‪$‬تي ينجزه‪$‬ا ض‪$‬باط الش‪$‬رطة‬

‫القض‪$$ $‬ائية واملراقب‪$$ $‬ون الت‪$$ $‬ابعون لل‪$$ $‬والي أو العام‪$$ $‬ل أو اإلدارة إلثب‪$$ $‬ات مخالف‪$$ $‬ات التعم‪$$ $‬ير ض‪$$ $‬من‬

‫الحاالت السابقة ذكرها‪ ،‬ودورها في تحريك املتابعة القضائية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حجية محضر املعاينة ودوره في تحريك املتابعة القضائية‬

‫إن القض‪$$ $‬اء الزال يعت‪$$ $‬بر محاض‪$$ $‬ر املعاين‪$$ $‬ة املنج‪$$ $‬زة من قب‪$$ $‬ل ض‪$$ $‬باط الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية‬

‫مح‪$$‬ررات رس‪$$‬مية تتمت‪$$‬ع ب‪$$‬القوة الثبوتي‪$$‬ة رغم انع‪$$‬دام حال‪$$‬ة التلبس‪ ،‬وبالت‪$$‬الي فهي منزه‪$$‬ة عن أي‬

‫مناقشة وال يمكن للباطل أن يأتيها من أي جانب‪.81‬‬

‫فاملحاض ‪$$ $ $‬ر املنج ‪$$ $ $‬زة من قب ‪$$ $ $‬ل ض ‪$$ $ $‬باط الش ‪$$ $ $‬رطة القض ‪$$ $ $‬ائية تخض ‪$$ $ $‬ع للكث ‪$$ $ $‬ير من البحث‬

‫والت‪$$‬دقيق خالل جمي‪$$‬ع املراح‪$$‬ل‪ ،‬م‪$$‬رورا بمرحل‪$$‬ة النياب‪$$‬ة العام‪$$‬ة‪ ،‬ثم قض‪$$‬اء التحقي‪$$‬ق ووص‪$$‬وال إلى‬

‫قضاء الحكم‪ ،‬كما أن وجود محامي في جميع املراحل أي منذ البدء في التحقيق إلى نهايت‪$$‬ه يش‪$$‬كل‬

‫ضمانة أساسية لتوفير ظروف املحاكمة العادلة‪.‬‬

‫وقب ‪$$‬ل التط ‪$$‬رق لبي ‪$$‬ان ال ‪$$‬دور ال ‪$$‬ذي يلعب ‪$$‬ه محض ‪$$‬ر املعاين ‪$$‬ة في تحري ‪$$‬ك املتابع ‪$$‬ة القض ‪$$‬ائية‬

‫(فق رة ثاني ة)‪ ،‬ال ب ‪$$‬د من الح ‪$$‬ديث أوال عن حجي ‪$$‬ة ه ‪$$‬ذا املحض ‪$$‬ر ودوره في اإلثب ‪$$‬ات أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء‬

‫(فقرة أولى)‪.‬‬
‫‪ - 80‬قرار املجلس األعلى (محكمة النقض) عدد ‪ 935‬بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،1985‬االجتهاد القضائي املغربي‪ ،‬املجموعة الكامل‪$‬ة ملجل‪$$‬ة قض‪$$‬اء املجلس األعلى‪،‬‬
‫عدد مزدوج ‪ ،38/37‬اإلصدار الرقمي دجنبر ‪ ،2000‬ص ‪.161‬‬
‫‪ - 81‬مص‪$‬طفى‪ $‬الطوي‪$‬بي‪ ،‬محاض‪$‬ر الض‪$‬ابطة القض‪$‬ائية‪ :‬الحجي‪$‬ة واالثب‪$‬ات في الواق‪$‬ع العملين رس‪$‬الة لني‪$‬ل دبل‪$‬وم املاس‪$‬تر في الق‪$‬انون الخ‪$‬اص كلي‪$‬ة العل‪$‬وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2012-2013‬ص ‪66‬‬

‫‪37‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حجية محضر املعاينة ودوره في اإلثبات أمام القضاء‬

‫إن محاض ‪$$ $‬ر املعاين ‪$$ $‬ة املخالف ‪$$ $‬ة ألحك ‪$$ $‬ام ق ‪$$ $‬انون التعم ‪$$ $‬ير كم ‪$$ $‬ا س ‪$$ $‬بقت االش ‪$$ $‬ارة اليه ‪$$ $‬ا يتم‬

‫تحريرها في ضوء أحكام قانون املسطرة الجنائية وبالخصوص األحكام الواردة في املادة ‪.290‬‬

‫وبغض النظر عن أنواع الحجية املعطاة للمحاضر بوجه ع‪$‬ام‪ ،‬ف‪$$‬إن املحاض‪$$‬ر املنج‪$$‬زة من‬

‫ط ‪$$‬رف الجه ‪$$‬ات املكلف ‪$$‬ة بض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء تن ‪$$‬درج ض ‪$$‬من أحك ‪$$‬ام الن ‪$$‬وع الث ‪$$‬اني من‬

‫املحاض‪$$‬ر أي ال‪$$‬تي يوث‪$$‬ق بمض‪$$‬منها إلى أن يثبت م‪$$‬ا يخالفه‪$$‬ا ب‪$$‬أي وس‪$$‬يلة من وس‪$$‬ائل االثب‪$$‬ات‪ ،‬م‪$$‬ادام‬

‫املشرع لم ينص عليها في القوانين املنظمة للبناء والتعمير وفي غياب أي مقتضى خ‪$‬اص بالق‪$‬انون‬

‫رقم ‪ 66.12‬املتعل‪$$ $ $‬ق بمراقب‪$$ $ $‬ة وزج‪$$ $ $‬ر املخالف‪$$ $ $‬ات في مج‪$$ $ $‬ال التعم‪$$ $ $‬ير والبن‪$$ $ $‬اء ينص على أن ه‪$$ $ $‬ذه‬

‫املحاضر املنجزة في هذا الشأن ال تقبل الطعن إال بالزور‪.82‬‬

‫وعن‪$$‬د اطالعن‪$$‬ا على مجموع‪$$‬ة من األحك‪$$‬ام القض‪$$‬ائية نج‪$$‬دها تش‪$$‬ير إلى أن محاض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة‬

‫ال يمكن الطعن فيها إال بالزور‪ ،83‬وهذا راجع لعدم التدقيق في املقتضيات القانونية املنظم‪$$‬ة‪ ،‬أو‬

‫االس‪$‬تهانة بملف‪$‬ات مخالف‪$‬ات التعم‪$$‬ير وال‪$‬دأب على تحري‪$$‬ر األحك‪$‬ام املتعلق‪$‬ة به‪$‬ا ض‪$‬من نم‪$‬اذج مع‪$‬دة‬

‫س ‪$$‬ابقا له ‪$$‬ذه الغاي ‪$$‬ة دون قراءته ‪$$‬ا والت ‪$$‬دقيق فيم ‪$$‬ا ي ‪$$‬رد فيه ‪$$‬ا حيث يتم في أغلب الح ‪$$‬االت االكتف ‪$$‬اء‬

‫بتغيير تواريخ الجلسات‪ ،‬وهوية املخالف ومبلغ الغرامة‪.84‬‬

‫‪ - 82‬أس‪$‬امة بلعمري‪$$‬ة‪ ،‬النظ‪$$‬ام الزج‪$‬ري في مي‪$‬دان التعم‪$$‬ير والتجزئ‪$‬ات العقاري‪$‬ة‪ :‬دراس‪$$‬ة في ض‪$‬وء ق‪$$‬انون ‪ 12.90‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير وق‪$‬انون ‪ 25.90‬املتعل‪$$‬ق‬
‫بالتجزئ ‪$$‬ات العقاري ‪$$‬ة‪ ،‬رس ‪$$‬الة لني ‪$$‬ل دبل ‪$$‬وم املاس ‪$$‬تر في الق ‪$$‬انون الخ ‪$$‬اص كلي ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم القانوني ‪$$‬ة واالقتص ‪$$‬ادية واالجتماعي ‪$$‬ة‪ ،‬جامع ‪$$‬ة القاض ي عي ‪$$‬اض‬
‫مراكش السنة الجامعية ‪ 2012-2013‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 83‬األحكام القضائية األتية وكلها أحكام غير منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن محكمة االستئناف بالقنيطرة في امللف الجنحي العادي رقم ‪ 2018-2017-6‬بتاريخ‪.06/03/2018‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن املحكمة االبتدائية بسوق اربعاء الغرب في امللف الجنحي العادي رقم ‪ 2018-2017-5‬بتاريخ ‪.2018-03-06‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن محكمة االستئناف بوجدة ملف عدد ‪ 02/2017/2018‬بتاريخ ‪.20/09/2017‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن محكمة االستئناف ببني مالل ملف جنحي عادي رقم ‪ 2014/1059‬بتاريخ ‪ ،2014 /18/12‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 84‬مصطفى‪ $‬الطويبي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.70‬‬

‫‪38‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫لكن ه‪$$‬ذا ال ينفي أن هن‪$$‬اك توجه‪$$‬ا قض‪$$‬ائيا يس‪$$‬ير في االتج‪$$‬اه الص‪$$‬حيح‪ ،‬ويعت‪$$‬بر ان محاض‪$$‬ر‬

‫معاين‪$$ $‬ة مخالف‪$$ $‬ات ق‪$$ $‬انون التعم‪$$ $‬ير‪ ،‬هي محاض‪$$ $‬ر يوث‪$$ $‬ق بمض‪$$ $‬منها إلى أن يثبت م‪$$ $‬ا يخالفه‪$$ $‬ا بس‪$$ $‬ائر‬

‫وس ‪$$‬ائل اإلثب ‪$$‬ات‪ .‬فق ‪$$‬د اعتم ‪$$‬دت محكم ‪$$‬ة االس ‪$$‬تئناف بت ‪$$‬ازة الخ ‪$$‬برة في إثب ‪$$‬ات م ‪$$‬ا يخ ‪$$‬الف محض ‪$$‬ر‬

‫املعاين‪$$‬ة وقض‪$$‬ت ب‪$$‬براءة املخ‪$$‬الف من املنس‪$$‬وب إلي‪$$‬ه اس‪$$‬تنادا للحيثي‪$$‬ات التالي‪$$‬ة‪ " :‬وحيث أن الث‪$$‬ابت‬

‫من وث‪$$‬ائق املل‪$$‬ف ومس‪$$‬تنداته وخاص‪$$‬ة ص‪$$‬ك املتابع‪$$‬ة ان‪$$‬ه تمت متابع‪$$‬ة املتهم أعاله من أج‪$$‬ل البن‪$$‬اء‬

‫ب‪$$ $‬دون رخص‪$$ $‬ة طبق‪$$ $‬ا للم‪$$ $‬واد ‪ 70،66،41،40‬و‪ 77‬من الق‪$$ $‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $‬ق ب‪$$ $‬التعمير‪ ،‬في‬

‫حين أن‪$$‬ه ب‪$$‬الرجوع ملحض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة طي املل‪$$‬ف يتض‪$$‬ح أن الفع‪$$‬ل املرتكب من ط‪$$‬رف املتهم يتجلى في‬

‫تقس‪$$‬يم عق‪$$‬ار الى م‪$$‬ا ال يق‪$$‬ل عن ثالث ‪$$‬ة بق‪$$‬ع أرض‪$$‬ية وبيعه‪$$‬ا بم ‪$$‬وجب عق ‪$$‬ود رس‪$$‬مية وعرفي ‪$$‬ة وه‪$$‬و‬

‫املحض‪$$ $ $‬ر املنج‪$$ $ $‬ز حس‪$$ $ $‬ب م‪$$ $ $‬ا ه‪$$ $ $‬و مض‪$$ $ $‬من ب‪$$ $ $‬ه وف‪$$ $ $‬ق املادة ‪ 66‬من الق‪$$ $ $‬انون رقم ‪ 25.90‬املتعل‪$$ $ $‬ق‬

‫بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪.‬‬

‫وحيث أن ‪$$ $ $ $‬ه ب ‪$$ $ $ $‬الرجوع الى مقتض ‪$$ $ $ $‬يات املادة ‪71‬من الق ‪$$ $ $ $‬انون ‪ 12.90‬املتعل ‪$$ $ $ $‬ق ب ‪$$ $ $ $‬التعمير‬

‫املؤسس‪$$ $‬ة عليه‪$$ $‬ا متابع‪$$ $‬ة النياب‪$$ $‬ة العام‪$$ $‬ة كنص مع‪$$ $‬اقب على الفع‪$$ $‬ل موض‪$$ $‬وع املتابع‪$$ $‬ة ق‪$$ $‬د جع‪$$ $‬ل‬

‫العقوبة محدد غرامة من ‪ 10000‬الى ‪ 100000‬درهم عن مخالفة قواعد التعم‪$$‬ير املح‪$$‬دد حص‪$$‬را‬

‫بم ‪$$‬وجب املادة املذكورة وذل ‪$$‬ك بمباش ‪$$‬رة بن ‪$$‬اء من غ ‪$$‬ير الحص ‪$$‬ول على اذن‪ ،‬او تش ‪$$‬ييد بن ‪$$‬اء خالف ‪$$‬ا‬

‫للرخصة املسلمة‪ ،‬أو مباشرة عمليات بناء بعقارات تقرر نزع ملكيتها‪.‬‬

‫وحيث إن قي‪$$ $‬ام املتهم ب‪$$ $‬بيع بق‪$$ $‬ع بتجزئ‪$$ $‬ة تم اح‪$$ $‬داثها من غ‪$$ $‬ير الحص‪$$ $‬ول على اذن يجع‪$$ $‬ل‬

‫النص الق ‪$$‬انوني ال ‪$$‬واجب التط ‪$$‬بيق على الفع ‪$$‬ل املرتكب من طرف ‪$$‬ه مح ‪$$‬دد في املادتين ‪ 64‬و‪ 63‬من‬

‫القانون رقم ‪ 25.90‬السالف الذكر خالفا ملا تمت متابعته من طرف النيابة العامة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وحيث أن ‪$$ $‬ه اس‪$$ $‬تنادا للحيثي‪$$ $‬ات أعاله يك‪$$ $‬ون مع ‪$$ $‬ه الحكم القاض ي بإدان‪$$ $‬ة املتهم من اج‪$$ $‬ل‬

‫الجنحة املتابع بها غير مؤسس قانونا‪ ،‬األمر الذي يتعين معه الغ‪$‬اءه فيم‪$‬ا قضى ب‪$$‬ه من ادان‪$$‬ة من‬

‫أجل ما ذكر وبعد التصدي القول من جديد ببراءته منها‪.‬‬

‫وحيث يتعين تحمي‪$$‬ل الخزين‪$$‬ة الص‪$$‬ائر‪ ،‬وتطبيق‪$$‬ا للق‪$$‬انون‪ ،‬ال يس‪$$‬ع املحكم‪$$‬ة تبع‪$$‬ا ل‪$$‬ذلك إال‬

‫إلغ ‪$$‬اء الحكم املس ‪$$‬تأنف في جمي ‪$$‬ع م ‪$$‬ا قض ى ب ‪$$‬ه وبع ‪$$‬د التص ‪$$‬دي الحكم من جدي ‪$$‬د بع ‪$$‬دم مؤاخ ‪$$‬ذة‬

‫املتهم من أجل املنسوب اليه والتصريح ببراءته منه وبتحميل الخزينة الصائر‪.85‬‬

‫وفي نفس االتجاه اعت‪$‬برت املحكم‪$$‬ة االبتدائي‪$$‬ة بص‪$$‬فرو أن املادة ‪ 290‬من ق‪$‬انون املس‪$‬طرة‬

‫الجنائي‪$$ $‬ة تنص على أن "املحاض‪$$ $‬ر والتق‪$$ $‬ارير ال‪$$ $‬تي يحرره‪$$ $‬ا ض‪$$ $‬باط الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية في ش‪$$ $‬أن‬

‫التثبت من الجنح واملخالفات يوثق بمضمنها إلى أن يثبت العكس بأي وسيلة من وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫وق ‪$$‬د أدلى دف ‪$$‬اع املتهم بمحض ‪$$‬ر خ ‪$$‬برة بن ‪$$‬اء على طلب أنج ‪$$‬زه الخب ‪$$‬ير املحل ‪$$‬ف م ب بت ‪$$‬اريخ‬

‫‪ 2018/01/08‬يفي‪$$‬د ب‪$$‬أن البناي‪$$‬ة البالغ‪$$‬ة مس‪$$‬احتها ‪ 60‬م‪$$‬تر مرب‪$$‬ع هي بناي‪$$‬ة قديم‪$$‬ة وأن اإلص‪$$‬الحات‬

‫ال‪$$ $‬تي ش‪$$ $‬ملتها ح‪$$ $‬ديثا ال تتج‪$$ $‬اوز التبلي‪$$ $‬ط والص‪$$ $‬باغة‪ .‬وحيث أدلى ال‪$$ $‬دفاع إض‪$$ $‬افة ل‪$$ $‬ذلك بش‪$$ $‬هادة‬

‫صادرة عن املهندس املساح الطب‪$‬وغرافي م ب بت‪$‬اريخ ‪ 2016/04/03‬تفي‪$‬د بتواج‪$‬د البناي‪$‬ة بالعق‪$‬ار‬

‫املسمى مطاطة‪.‬‬

‫وحيث أن ه‪$‬اتين الوثيق‪$‬تين تقوم‪$$‬ان دليال على إثب‪$‬ات م‪$‬ا يخ‪$‬الف املعاين‪$$‬ة وفق‪$‬ا للم‪$‬ادة ‪290‬‬

‫أعاله‪ .‬وحيث إن‪$$ $‬ه ب‪$$ $‬النظر إلى م‪$$ $‬ا س‪$$ $‬بق ذك‪$$ $‬ره تك‪$$ $‬ون األفع‪$$ $‬ال املنس‪$$ $‬وبة للمتهم غ‪$$ $‬ير ثابت‪$$ $‬ة ويتعين‬

‫التص‪$$‬ريح ببراءت‪$$‬ه منها‪ .86‬وهك‪$$‬ذا تك‪$$‬ون املحكم‪$$‬ة ق‪$$‬د اس‪$$‬تندت إلى تقري‪$$‬ر الخب‪$$‬ير ال‪$$‬ذي يفي‪$$‬د بك‪$$‬ون‬

‫‪ - 85‬حكم عدد ‪ 303‬صادر عن محكمة االستئناف بتازة في امللف الجنحي العادي رقم ‪ 279/2016‬بتاريخ‪ 12/04/2016 :‬وهو غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 86‬حكم صادر عن املحكمة االبتدائية بصفرو في امللف الجنحي العادي رقم ‪ 1481/17‬بتاريخ ‪ ،06/11 /2018‬أورده سعيد الوردي في اإلجراءات‬
‫املسطرية ملراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.48‬‬

‫‪40‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫البناية موضوع محضر املعاينة قديمة‪ ،‬وكذا إلى ش‪$‬هادة ص‪$‬ادرة عن مهن‪$‬دس طب‪$‬وغرافي تفي‪$‬د‬

‫بك‪$‬ون نفس البناي‪$$‬ة ك‪$‬انت تتواج‪$‬د بالعق‪$‬ار ال‪$‬ذي ق‪$‬ام بمس‪$‬حه قب‪$$‬ل ح‪$‬والي س‪$$‬نتين لتقتن‪$‬ع بع‪$‬د ذل‪$‬ك‬

‫ب‪$$‬أن م‪$$‬ا ذك‪$$‬ر يش‪$$‬كل إثبات‪$$‬ا ملا يخ‪$$‬الف مض‪$$‬مون محض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة‪ ،‬فق‪$$‬ررت اس‪$$‬تبعاده والحكم تبع‪$$‬ا‬

‫لذلك ببراءة املتهم من جنحة البناء بدون رخصة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور محضر املعاينة في تحريك املتابعة القضائية‬

‫تعت‪$$‬بر محاض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة بمثاب‪$$‬ة نقط‪$$‬ة االلتق‪$$‬اء في العالق‪$$‬ة بين الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية والنياب‪$$‬ة‬

‫العامة‪ ،‬حيث تعتم‪$‬دها ه‪$‬ذه األخ‪$‬يرة في مراقب‪$‬ة أعم‪$‬ال الش‪$‬رطة القض‪$‬ائية وذل‪$‬ك بغي‪$‬ة التأك‪$‬د من‬

‫مدى التزامها بالشروط والشكليات املنصوص عليها في القانون‪.87‬‬

‫ومن اجل ذلك عمل املشرع املغربي على التنص‪$‬يص على ض‪$‬رورة توجي‪$‬ه أص‪$‬ول املحاض‪$‬ر‬

‫املنج ‪$$‬زة من ط ‪$$‬رف الش ‪$$‬رطة القض ‪$$‬ائية إلى النياب ‪$$‬ة العام ‪$$‬ة‪ ،‬فب ‪$$‬الرجوع الى املادة ‪ 66‬من الق ‪$$‬انون‬

‫رقم ‪ ،88 66.12‬يتبين أن املراقب أو ضابط الشرطة القضائية الذي عاين املخالفة يل‪$‬زم بتوجي‪$‬ه‬

‫أص ‪$$‬ل محض ‪$$‬ر املعاين ‪$$‬ة مرفوق ‪$$‬ا بنس ‪$$‬ختين من ‪$$‬ه مش ‪$$‬هود بمطابقته ‪$$‬ا لألص ‪$$‬ل وك ‪$$‬ذا بجمي ‪$$‬ع الوث ‪$$‬ائق‬

‫واملستندات املتعلقة باملخالفة مباشرة إلى النيابة العامة‪.‬‬

‫مما يعني أن هذه األخيرة ستعتمد مباشرة على هذا املحض‪$‬ر لتحري‪$‬ك املتابع‪$‬ة القض‪$‬ائية‪،‬‬

‫ودون الحاج‪$$‬ة إلى إي‪$$‬داع ش‪$$‬كاية من رئيس مجلس الجماع‪$$‬ة على غ‪$$‬رار م‪$$‬ا ك‪$$‬ان معم‪$$‬وال ب‪$$‬ه في إط‪$$‬ار‬

‫الق‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬قب‪$$‬ل تعديل‪$$‬ه‪ ،‬حيث أص‪$$‬بح محض‪$$‬ر املعاين‪$$‬ة في ظ‪$$‬ل الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬ه‪$$‬و‬

‫الوثيقة األساسية املعتمدة لتحريك الدعوى العمومية‪.‬‬


‫‪ - 87‬محسن سرحان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.47‬‬
‫‪ - 88‬جاء في املادة ‪ 66‬من القانون ‪66.12‬يقوم املراقب الذي عاين املخالفات املشار إليها في املادة ‪ 64‬أعاله‪ ،‬بتحرير محضر بذلك طبقا ألحكام املادة‬
‫‪ 24‬من ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة الجنائي‪$$‬ة‪ ،‬يوج‪$$‬ه أص‪$$‬له إلى وكي‪$$‬ل املل‪$$‬ك في أج‪$$‬ل أقص‪$$‬اه ثالث‪$$‬ة أي‪$$‬ام من ت‪$$‬اريخ معاين‪$$‬ة املخالف‪$$‬ة مرفق‪$$‬ا بنس‪$$‬ختين من‪$$‬ه‪ ،‬مش‪$$‬هود‬
‫بمطابقته‪$‬ا‪ $‬لألص‪$$‬ل وك‪$$‬ذا بجمي‪$$‬ع الوث‪$$‬ائق واملس‪$$‬تندات املتعلق‪$$‬ة باملخالف‪$$‬ة‪ .‬توج‪$$‬ه نس‪$$‬خة من محض‪$$‬ر معاين‪$$‬ة املخالف‪$$‬ة إلى ك‪$$‬ل من الس‪$$‬لطة املحلي‪$$‬ة ورئيس‬
‫املجلس الجماعي ومدير الوكالة الحضرية وكذا إلى املخالف"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫إن االدع‪$$‬اء أص‪$$‬بح حق‪$$‬ا مخ‪$$‬وال للنياب‪$$‬ة العام‪$$‬ة دون غيره‪$$‬ا على غ‪$$‬رار ب‪$$‬اقي الج‪$$‬رائم ال‪$$‬تي ال‬

‫يش ‪$$‬ترط فيه ‪$$‬ا املش ‪$$‬رع الش ‪$$‬كاية لتحري ‪$$‬ك املتابع ‪$$‬ة‪ .‬وب ‪$$‬ذلك أص ‪$$‬بح رئيس املجلس الجم ‪$$‬اعي يتوص ‪$$‬ل‬

‫بمحضر املعاينة على سبيل اإلخبار فقط شأنه في ذلك شأن الس‪$‬لطة املحلي‪$‬ة‪ ،‬الوكال‪$‬ة الحض‪$‬رية‬

‫واملخالف‪.‬‬

‫وب ‪$$ $ $‬الرجوع أيض ‪$$ $ $‬ا إلى املادة‪ 23‬من ق ‪$$ $ $‬انون املس ‪$$ $ $‬طرة الجنائي ‪$$ $ $‬ة يس ‪$$ $ $‬تفاد على أن ض ‪$$ $ $‬باط‬

‫الشرطة القضائية ملزمين بتوجيه أصول املحاض‪$‬ر ال‪$$‬تي يحررونه‪$$‬ا مرفق‪$$‬ة بنس‪$$‬ختين منه‪$$‬ا مش‪$‬هود‬

‫بمطابقته‪$$ $‬ا لألص‪$$ $‬ل على وكي‪$$ $‬ل املل‪$$ $‬ك أو الوكي‪$$ $‬ل الع‪$$ $‬ام للمل‪$$ $‬ك‪ ،‬وفق‪$$ $‬ا لنوعي‪$$ $‬ة املحاض‪$$ $‬ر والجه‪$$ $‬ة‬

‫املختصة باإلجراءات املضمنة بها‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن القانون قد ألزم ض‪$‬ابط الش‪$$‬رطة القض‪$‬ائية بتبلي‪$$‬غ نس‪$‬خة من محض‪$$‬ر‬

‫املعاين ‪$$‬ة ومرفقات ‪$$‬ه إلى املخ ‪$$‬الف‪ ،‬وه ‪$$‬و األم ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي تح ‪$$‬رص علي ‪$$‬ه النياب ‪$$‬ة العام ‪$$‬ة‪ ،‬حيث تق ‪$$‬وم في‬

‫بعض األحي‪$$ $‬ان بحف‪$$ $‬ظ املل‪$$ $‬ف وع‪$$ $‬دم تحري‪$$ $‬ك املتابع‪$$ $‬ة بس‪$$ $‬بب ع‪$$ $‬دم توفره‪$$ $‬ا على م‪$$ $‬ا يفي‪$$ $‬د تبلي‪$$ $‬غ‬

‫الوثائق املذكورة للمخالف‪.89‬‬

‫ونظ‪$$ $‬را ألهمي‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬ذه املقتض‪$$ $‬يات فق‪$$ $‬د أك‪$$ $‬دتها املادة ‪ 12‬من املرس‪$$ $‬وم الس‪$$ $‬الف ال‪$$ $‬ذكر‪،90‬‬

‫وال‪$$‬تي تنص على أن‪$$‬ه يق‪$$‬وم املراقب بتحري‪$$‬ر محض‪$$‬ر معاين‪$$‬ة م‪$$‬ؤرخ وم‪$$‬رقم وموق‪$$‬ع‪ ،‬يتض‪$$‬من اس‪$$‬مه‬

‫وص‪$$‬فته ومك‪$$‬ان عمل‪$$‬ه‪ ،‬ويض‪$$‬منه م‪$$‬ا عاين‪$$‬ه ب‪$$‬الورش وم‪$$‬ا تلق‪$$‬اه‪ ،‬عن‪$$‬د االقتض‪$$‬اء‪ ،‬من تص‪$$‬ريحات في‬

‫شأن املخالفة‪.‬‬

‫يرفق مراقب التعمير والبناء أص‪$‬ل املحض‪$‬ر ال‪$‬ذي ح‪$‬رره بنس‪$‬ختين من‪$‬ه مش‪$‬هود بمطابقته‪$‬ا‬

‫لألصل‪ ،‬وك‪$‬ذا بجمي‪$‬ع الوث‪$‬ائق واملس‪$‬تندات والص‪$‬ور الفتوغرافي‪$‬ة املتعلق‪$‬ة باملخالف‪$‬ة‪ ،‬ويوجه‪$‬ه إلى‬

‫‪ - 89‬سعيد الودي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.49‬‬


‫‪ - 90‬املرسوم رقم ‪ 2.19.409‬املتعلق بتحديد كيفيات مراقبة وزجر املخالفات‪ $‬في ميدان التعمير والبناء‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وكيل امللك املختص‪ ،‬كما يوجه نسخا من مختلف املحاضر واألوام‪$‬ر‪ ،‬حس‪$‬ب الحال‪$‬ة‪ ،‬إلى ك‪$‬ل‬

‫من الس ‪$$‬لطة اإلداري ‪$$‬ة املحلي ‪$$‬ة ورئيس مجلس الجماع ‪$$‬ة وم ‪$$‬دير الوكال ‪$$‬ة الحض ‪$$‬رية‪ ،‬باإلض ‪$$‬افة إلى‬

‫املخالف‪.‬‬

‫ومن بين املظ‪$$‬اهر التش‪$$‬ريعية ال‪$$‬تي ت‪$$‬برز ض‪$$‬رورة توجي‪$$‬ه املحاض‪$$‬ر إلى النياب‪$$‬ة العام‪$$‬ة‪ ،‬نج‪$$‬د‬

‫م‪$$‬ا نص علي‪$$‬ه املش‪$$‬رع في املادة ‪ 28‬من ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة الجنائي‪$$‬ة‪ ،‬وذل‪$$‬ك في حال‪$$‬ة ت‪$$‬دخل ال‪$$‬والي أو‬

‫العامل بصفته ضابطا للشرطة القضائية عند ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة‪.‬‬

‫وأخيرا يج‪$‬در التنبي‪$‬ه إلى أن ك‪$‬ل م‪$‬ا تم تناول‪$‬ه بخص‪$‬وص مراق‪$‬بي التعم‪$‬ير يس‪$‬ري أيض‪$‬ا على‬

‫ض‪$$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية‪ ،‬وذل‪$$‬ك اس‪$$‬تنادا ألحك‪$$‬ام املادة ‪ 16‬من املرس‪$$‬وم رقم ‪ 2.19.409‬وال‪$$‬تي‬

‫تنص على أن‪$$‬ه يم‪$‬ارس ض‪$‬باط الش‪$$‬رطة القض‪$‬ائية مه‪$‬امهم املتعلق‪$$‬ة بمراقب‪$‬ة ومعاين‪$‬ة املخالف‪$‬ات في‬

‫مجال التعمير والبناء وفق املقتضيات الواردة في هذا املرسوم‪.‬‬

‫اس ‪$$‬تنادا ملا س ‪$$‬بق ذك ‪$$‬ره يمكن الق ‪$$‬ول ب ‪$$‬أن تحري ‪$$‬ر محض ‪$$‬ر معاين ‪$$‬ة املخالف ‪$$‬ة وتوجيه ‪$$‬ه إلى‬

‫النياب ‪$$‬ة العام ‪$$‬ة يعت ‪$$‬بر نقط ‪$$‬ة انطالق عملي ‪$$‬ة زج ‪$$‬ر مخالف ‪$$‬ات البن ‪$$‬اء والتعم ‪$$‬ير‪ ،‬وال ‪$$‬تي تت ‪$$‬وج بت ‪$$‬دابير‬

‫أخرى للزجر منها ما هو إداري ومنها ما هو قضائي‪.‬‬

‫الفص ل الث اني‪ :‬الطبيع ة القانوني ة لألم ر الف وري بإيق اف األش غال في ض وء األحك ام‬

‫القضائية‬

‫ان مراقبة وض‪$‬بط ش‪$‬ؤون البن‪$‬اء والتعم‪$‬ير تلعب دورا مهم‪$‬ا وخط‪$‬يرا باعتب‪$‬ار أن أي ته‪$‬اون‬

‫في ه ‪$$ $‬ذا الب ‪$$ $‬اب س ‪$$ $‬يؤدي حتم ‪$$ $‬ا إلى تض ‪$$ $‬خم ع ‪$$ $‬دد البن ‪$$ $‬اءات العش ‪$$ $‬وائية بس ‪$$ $‬بب مخالف ‪$$ $‬ة ق ‪$$ $‬وانين‬

‫‪43‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫التعم‪$$‬ير‪ ،91‬مم‪$$‬ا ق‪$$‬د ي‪$$‬ؤثر على الص‪$$‬حة العام‪$$‬ة للمواط‪$$‬نين بس‪$$‬بب ع‪$$‬دم ت‪$$‬وفر ه‪$$‬ذه البن‪$$‬اءات على‬

‫التجهيزات األساسية كاملاء العذب وقنوات املاء واإلنارة والطرق‪.‬‬

‫لذا فإن صالحيات السلطة اإلدارية واسعة النطاق في هذا املجال‪ ،‬وقد حدد املشرع‬

‫اإلج ‪$$‬راءات املس ‪$$‬طرية ال ‪$$‬تي يجب على اإلدارة اتباعه ‪$$‬ا خالل معاقب ‪$$‬ة املخ ‪$$‬الف ح ‪$$‬تى ال تخ ‪$$‬رج عن‬

‫إطاره‪$$‬ا الش‪$$‬رعي‪ ،‬وذل‪$$‬ك بإص‪$$‬دار ق‪$$‬رار بوق‪$$‬ف األش‪$$‬غال من ط‪$$‬رف الجه‪$$‬ة املختص‪$$‬ة‪ ،‬وه‪$$‬و بمثاب‪$$‬ة‬

‫إنذار للمخالف بإعادة األمور إلى حالتها األولى أو إن‪$‬ذاره بتع‪$‬ديل البن‪$‬اء ح‪$‬تى يص‪$‬بح قانوني‪$‬ا‪ ،‬طبق‪$‬ا‬

‫للرخص ‪$$‬ة املس ‪$$‬لمة إلي ‪$$‬ه‪ .‬وتعت ‪$$‬بر ق ‪$$‬رارات إيق ‪$$‬اف وق ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال من بين أخط ‪$$‬ر اإلج ‪$$‬راءات ال ‪$$‬تي‬

‫نص‪$$‬ت عليهـا ق‪$$‬وانين التعم‪$$‬ير‪ ،‬اذ تعت‪$$‬بر من الق‪$$‬رارات اإلداري‪$$‬ة املؤثرة ب‪$$‬ذاتها في املراك‪$$‬ز القانوني‪$$‬ة‬

‫للمعن‪$$ $‬يين به ‪$$‬ا‪ ،‬وق ‪$$‬د أث ‪$$‬ارت العدي ‪$$‬د من اإلش ‪$$‬كاالت تتمث ‪$$‬ل في مخالف ‪$$‬ة الق ‪$$‬انون س‪$$ $‬واء من ط ‪$$‬رف‬

‫اإلدارة أو األف ‪$$ $‬راد؛ ل ‪$$ $‬ذلك ف ‪$$ $‬ان الش ‪$$ $‬خص املتض ‪$$ $‬رر من ه ‪$$ $‬ذه الق ‪$$ $‬رارات وال ‪$$ $‬ذي يظن ب ‪$$ $‬أن ه ‪$$ $‬ذه‬

‫األخ‪$$ $‬يرة متس‪$$ $‬مة بالش‪$$ $‬طط في اس‪$$ $‬تعمال الس‪$$ $‬لطة‪ ،‬أو بأح‪$$ $‬د عي‪$$ $‬وب املش‪$$ $‬روعية األخ‪$$ $‬رى‪ ،‬يمكن‪$$ $‬ه‬

‫اللج‪$$‬وء الى القض‪$$‬اء اإلداري‪ ،‬اذ يعت‪$$‬بر القض‪$$‬اء اح‪$$‬دى الس‪$$‬لط ال‪$$‬تي ترتك‪$$‬ز عليه‪$$‬ا الديمقراطي‪$$‬ة فه‪$$‬و‬

‫ال‪$$ $‬ذي يحف‪$$ $‬ظ وجوده ‪$$‬ا وكيانه‪$$ $‬ا من االنهي‪$$ $‬ار‪ ،92‬فال وج‪$$ $‬ود للق‪$$ $‬انون ب ‪$$‬دون قض‪$$ $‬اء‪ .‬وباعتب ‪$$‬ار هـذا‬

‫األخيـر ضـامن للحقـوق والحري‪$$ $‬ات‪ ،‬من أهم م‪$$ $‬ا يمكن االس‪$$ $‬تناد علي‪$$ $‬ه لفحص مش‪$$ $‬روعية تل‪$$ $‬ك‬

‫الق‪$$‬رارات ال‪$$‬تي تتخ‪$$‬ذها اإلدارة من أج‪$$‬ل توقي‪$$‬ف األش‪$$‬غال كم‪$$‬ا أن القض‪$$‬اء اإلداري ومن‪$$‬ذ إنش‪$$‬ائه‬

‫ببالدنا‪ ،93‬أص ‪$$‬بح ل ‪$$‬ه دور فع ‪$$‬ال في العدي ‪$$‬د من املج ‪$$‬االت ذات الص ‪$$‬لة ب ‪$$‬اإلدارة‪ ،‬فه ‪$$‬ل يتحق ‪$$‬ق نفس‬

‫النهج في مجال مخالفات التعمير والبناء؟‬


‫‪ - 91‬ادريس قشار‪ ،‬الشرطة االدارية الجماعية‪ ،‬رسالة دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية سنة‪ 1981‬ص ‪ 80‬أورده محمد‬
‫أقديم في رقابة قاضي اإللغاء في منازعات‪ $‬التعمير باملغرب رسالة نيل شهادة املاستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪ 2015-2016‬ص ‪.171‬‬
‫‪ - 92‬فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.40‬‬
‫‪ - 93‬تم احداث املحاكم اإلدارية بمقتضى ظهير شريف رقم ‪ 41.90‬الصادر في ‪ 22‬من ربي‪$‬ع األول ‪ 1414‬املواف‪$‬ق ل ‪ 1993‬منش‪$‬ور بالجري‪$‬دة الرس‪$‬مية‬
‫عدد ‪ 4227‬ص‪.69‬‬

‫‪44‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وعلي‪$$ $‬ه س‪$$ $‬أحاول معالج‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬ذا الفص‪$$ $‬ل من خالل مبح‪$$ $‬ثين أساس‪$$ $‬يين‪ ،‬أع‪$$ $‬رض في (مبحث‬

‫أول) رقاب ‪$$‬ة قاض ي اإللغ ‪$$‬اء على ق ‪$$‬رارات وق ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال‪ ،‬ثم في (مبحث ث ‪$$‬ان) س ‪$$‬أتطرق إلى رقاب ‪$$‬ة‬

‫القاضي اإلداري على قرارات وقف االشغال‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬رقابة قاضي االلغاء على قرارات وقف االشغال‬

‫ب ‪$$‬الرجوع الى الق ‪$$‬انون ‪ 12.90‬املتعل ‪$$‬ق ب ‪$$‬التعمير والق ‪$$‬انون ‪ 12.66‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر‬

‫مخالف‪$$ $‬ات التعم‪$$ $‬ير‪ ،‬نج‪$$ $‬د أن الس‪$$ $‬لطات املختص‪$$ $‬ة في مج‪$$ $‬ال التعم‪$$ $‬ير تت‪$$ $‬وفر على إمكاني‪$$ $‬ة اص‪$$ $‬دار‬

‫ق ‪$$‬رارات لزج ‪$$‬ر مخالف ‪$$‬ات ض ‪$$‬وابط البن ‪$$‬اء‪ ،‬تتمث ‪$$‬ل ه ‪$$‬ذه الق ‪$$‬رارات في ق ‪$$‬رار إيق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال‪ ،‬وهي‬

‫ق‪$$‬رارات إداري‪$$‬ة ردعي‪$$‬ة ووقائي‪$$‬ة‪ ،‬اله‪$$‬دف منه‪$$‬ا حماي‪$$‬ة املج‪$$‬ال ومص‪$$‬الح الغ‪$$‬ير املتض‪$$‬رر من البن‪$$‬اء‪،‬‬

‫كم ‪$$ $‬ا تعت ‪$$ $‬بر أحس ‪$$ $‬ن اج ‪$$ $‬راء اداري يس ‪$$ $‬اعد على ت ‪$$ $‬دارك املخالف ‪$$ $‬ات ال ‪$$ $‬تي ال تش ‪$$ $‬كل اخالال خط ‪$$ $‬يرا‬

‫بض‪$$ $ $ $ $‬وابط التعم‪$$ $ $ $ $‬ير والبن‪$$ $ $ $ $‬اء‪ ،‬ويعم‪$$ $ $ $ $‬ل على تف‪$$ $ $ $ $‬ادي االنعكاس‪$$ $ $ $ $‬ات املتمثل‪$$ $ $ $ $‬ة في ض‪$$ $ $ $ $‬ياع الجه‪$$ $ $ $ $‬د‬

‫واملال‪،94‬ونظرا لألهمية التي يحظى بها‪ ،‬فان املشرع املغ‪$‬ربي ق‪$‬د أحاط‪$‬ه بمجموع‪$‬ة من الض‪$‬مانات‬

‫التي يجب على اإلدارة احترامها تحت طائلة تعرض قراراتها لإللغاء‪ ،‬والق‪$‬رار اإلداري ح‪$‬تى يك‪$‬ون‬

‫ق‪$$‬ابال للطعن باإللغ‪$$‬اء يجب أن ي‪$$‬ؤثر بداي‪$$‬ة في الوض‪$$‬عية القانوني‪$$‬ة للمع‪$$‬ني ب‪$$‬األمر بإلحاق‪$$‬ه الض‪$$‬رر‬

‫بمصلحة من مصالحه‪.95‬‬

‫ومن هن‪$$ $‬ا س‪$$ $‬يتم التط‪$$ $‬رق الى بعض أوج‪$$ $‬ه الطعن في ق‪$$ $‬رارات وق‪$$ $‬ف االش‪$$ $‬غال في (مطلب‬

‫أول) بينم‪$$ $‬ا س‪$$ $‬يتم التط‪$$ $‬رق في (مطلب ث ان) الى الطعن باإللغ‪$$ $‬اء في ح‪$$ $‬االت التعس‪$$ $‬ف في اص‪$$ $‬دار‬

‫قرار وقف األشغال‪.‬‬

‫‪ - 94‬عبد هللا حداد‪ ،‬قطاع اإلسكان باملغرب‪ ،‬دراسة قانونية وقضائية‪ ،‬منشورات عكاظ الرباط سنة ‪ 2004‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -95‬يوس ‪$$‬ف املداني‪ ،‬الت ‪$$‬دخل اإلداري والقض ‪$$‬ائي‪ $‬في ض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير‪ ،‬رس ‪$$‬الة لني ‪$$‬ل دبل ‪$$‬وم املاس ‪$$‬تر في ق ‪$$‬انون العق ‪$$‬ود والعق ‪$$‬ار‪ $،‬كلي ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪ 2011-2010‬ص ‪.83‬‬

‫‪45‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫املطلب األول‪ :‬نماذج ألوجه الطعن في قرارات وقف األشغال‬

‫ك‪$$ $‬ل ق‪$$ $‬رار إداري ل‪$$ $‬ه أرك‪$$ $‬ان يتعين توافره‪$$ $‬ا ح‪$$ $‬تى ي‪$$ $‬رتب آث‪$$ $‬اره ونتائج‪$$ $‬ه من حيث التنفي‪$$ $‬ذ‬

‫املباش ‪$$ $‬ر وقابليت ‪$$ $‬ه للطعن باإللغ ‪$$ $‬اء‪ ،96‬وتس ‪$$ $‬تمد أوج ‪$$ $‬ه اإللغ ‪$$ $‬اء ع ‪$$ $‬ادة من إح ‪$$ $‬دى عناص ‪$$ $‬ر الق ‪$$ $‬رار‬

‫اإلداري‪ ،‬ف‪$$‬إذا م‪$$‬ا ش‪$$‬اب إح‪$$‬دى ه‪$$‬ذه العناص‪$$‬ر عيب من العي‪$$‬وب أمكن املطالب‪$$‬ة بإلغ‪$$‬اء ه‪$$‬ذا الق‪$$‬رار‬

‫اإلداري عن طريق دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫ومادام األمر القاضي بإيقاف األشغال هو قرار اداري يكون قابال للطعن باإللغ‪$$‬اء عن‪$$‬دما‬

‫يش ‪$$‬وبه أح ‪$$‬د عي ‪$$‬وب املش ‪$$‬روعية‪ .‬وتبع ‪$$‬ا له ‪$$‬ذا يمكن املطالب ‪$$‬ة بإلغ ‪$$‬اء ه ‪$$‬ذا الق ‪$$‬رار ألح ‪$$‬د األس ‪$$‬باب‬

‫التالي ‪$$ $ $‬ة املعيب ‪$$ $ $‬ة للق ‪$$ $ $‬رار اإلداري‪ :‬عيب ع ‪$$ $ $‬دم االختص ‪$$ $ $‬اص‪ ،‬عيب الش ‪$$ $ $‬كل‪ ،‬عيب االنح ‪$$ $ $‬راف في‬

‫اس‪$$ $‬تعمال الس‪$$ $‬لطة‪ ،‬عيب انع‪$$ $‬دام األس‪$$ $‬باب‪ ،‬عيب املوض‪$$ $‬وع‪ ،‬عيب مخالف‪$$ $‬ة الق‪$$ $‬انون‪ .‬غ‪$$ $‬ير أن‪$$ $‬ني‬

‫سأقتص‪$$ $ $ $‬ر على ع‪$$ $ $ $‬رض ك‪$$ $ $ $‬ل من عيب االختص‪$$ $ $ $‬اص (فق‪$$ $ $ $‬رة أولى)‪ ،‬وعيب الس‪$$ $ $ $‬بب ملا تث‪$$ $ $ $‬يره من‬

‫إشكاالت على مستوى قرارات إيقاف األشغال (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن لعيب االختصاص‬

‫ع‪$$‬ادة م‪$$‬ا يعين الق‪$$‬انون الس‪$$‬لطة اإلداري‪$$‬ة املختص‪$$‬ة بإص‪$$‬دار الق‪$$‬رار اإلداري ف‪$$‬إذا ص‪$$‬در من‬

‫غيره‪$$‬ا وس‪$$‬م ه‪$$‬ذا العم‪$$‬ل بعيب ع‪$$‬دم االختص‪$$‬اص ويك‪$$‬ون بالت‪$$‬الي معرض‪$$‬ا للطعن في‪$$‬ه باإللغ‪$$‬اء‪،97‬‬

‫واالختص‪$‬اص ه‪$‬و الس‪$‬لطة أو الص‪$‬الحية القانوني‪$‬ة ال‪$‬تي يتمت‪$‬ع به‪$‬ا متخ‪$‬ذ الق‪$‬رار في إص‪$‬دار ق‪$‬راره‪،‬‬

‫بمعنى مدى صالحية عضو السلطة اإلدارية للتعبير عن اإلرادة امللزمة لإلدارة‪.98‬‬

‫‪ - 96‬محمد أنور حمادة‪ ،‬القرارات اإلدارية ورقابة القضاء‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ 2004 ،‬ص ‪ ،20‬أورده فيصل بوشكورت‪ ،‬مرج‪$‬ع س‪$‬ابق ً‬
‫‪.42‬‬
‫‪ - 97‬ن ‪$$ $‬ور ال ‪$$ $‬دين عس ‪$$ $‬ري‪ ،‬منازع ‪$$ $‬ات‪ $‬التعم ‪$$ $‬ير والبن ‪$$ $‬اء محاول ‪$$ $‬ة في التأص ‪$$ $‬يل‪ ،‬أطروح ‪$$ $‬ة لني ‪$$ $‬ل ال ‪$$ $‬دكتوراه في الق ‪$$ $‬انون الع ‪$$ $‬ام‪ ،‬كلي ‪$$ $‬ة العل ‪$$ $‬وم القانوني ‪$$ $‬ة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .2011-2010‬ص ‪.99‬‬
‫‪ - 98‬فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪42‬‬

‫‪46‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وعيب ع‪$$‬دم االختص‪$$‬اص يعت‪$$‬بر نتيج‪$$‬ة طبيعي‪$$‬ة ملب‪$$‬دأ فص‪$$‬ل الس‪$$‬لطات ال‪$$‬ذي يمن‪$$‬ع على ك‪$$‬ل‬

‫س‪$$‬لطة إداري‪$$‬ة أو ك‪$$‬ل س‪$$‬لطة من الس‪$$‬لطات الثالث التش‪$$‬ريعية والقض‪$$‬ائية والتنفيذي‪$$‬ة الت‪$$‬دخل في‬

‫مجال اختصاص األخرى وحتى على مستوى السلطة الواحدة‪ .99‬وق‪$‬د تم تعري‪$‬ف ه‪$‬ذا العيب من‬

‫طرف محكمة القضاء اإلداري املصرية بانه "عدم قدرة سلطة إداري‪$$‬ة معين‪$$‬ة على ممارس‪$$‬ة عم‪$‬ل‬

‫ق‪$$ $‬انوني او م‪$$ $‬ادي جعل‪$$ $‬ه املش‪$$ $‬رع من اختص‪$$ $‬اص س‪$$ $‬لطة إداري‪$$ $‬ة أخ‪$$ $‬رى‪ ،100‬ولق‪$$ $‬د اس‪$$ $‬تقر الفق‪$$ $‬ه‬

‫والقض ‪$$‬اء اإلداري على تعري ‪$$‬ف عيب ع ‪$$‬دم االختص ‪$$‬اص في دع ‪$$‬وى اإللغ ‪$$‬اء بأن ‪$$‬ه ع ‪$$‬دم الق ‪$$‬درة على‬
‫ً‬
‫مباش ‪$$ $‬رة عم ‪$$ $‬ل ق ‪$$ $‬انوني معين ألن املش ‪$$ $‬رع جعل ‪$$ $‬ه من اختص ‪$$ $‬اص س ‪$$ $‬لطة أخ ‪$$ $‬رى طبق ‪$$ $‬ا للقواع ‪$$ $‬د‬

‫املنظم ‪$$‬ة لالختص ‪$$‬اص ‪ ‬وبس ‪$$‬بب ه ‪$$‬ذا التعري ‪$$‬ف فق ‪$$‬د ش ‪$$‬به بعض الفقه ‪$$‬اء قواع ‪$$‬د االختص ‪$$‬اص في‬

‫القانون العام بقواع‪$‬د األهلي‪$‬ة في الق‪$‬انون الخ‪$‬اص ألن كالهم‪$‬ا يق‪$‬وم في األس‪$‬اس على الق‪$‬درة على‬
‫‪101‬‬
‫مباشرة التصرف القانوني ‪.‬‬

‫ولقد ميز الفقه واالجتهاد القضائي بين ثالث أنواع من االختصاصات‪:‬‬

‫االختص اص الزم اني‪ :‬يتحق‪$$ $ $‬ق عيب االختص‪$$ $ $‬اص الزم‪$$ $ $‬اني عن‪$$ $ $‬دما تتج‪$$ $ $‬اوز الس‪$$ $ $‬لطة‬ ‫‪.1‬‬

‫اإلداري ‪$$‬ة ح ‪$$‬دود اختصاص ‪$$‬اتها بع ‪$$‬د انته ‪$$‬اء مهامه ‪$$‬ا أو قب ‪$$‬ل تقل ‪$$‬د ه ‪$$‬ذه امله ‪$$‬ام أو بع ‪$$‬د ال ‪$$‬زمن املح ‪$$‬دد‬

‫قانون ‪$$‬ا ملزاول ‪$$‬ة نش ‪$$‬اطها‪ ،‬ك ‪$‬أن يص ‪$$‬در الق ‪$$‬رار اإلداري خ ‪$$‬ارج م ‪$$‬دة تقلي ‪$$‬د االختص ‪$$‬اص أي ص ‪$$‬دوره‬

‫قب‪$$ $‬ل أو بع‪$$ $‬د ف‪$$ $‬وات امليع‪$$ $‬اد ال‪$$ $‬ذي أوجب الق‪$$ $‬انون ص‪$$ $‬دوره في‪$$ $‬ه وإذا ك‪$$ $‬انت القاع‪$$ $‬دة هي س‪$$ $‬ريان‬

‫الق ‪$$ $‬رارات اإلداري ‪$$ $‬ة بت‪$$ $‬اريخ ص‪$$ $‬دورها‪ ،‬فق‪$$ $‬د ي‪$$ $‬رى املس‪$$ $‬ؤول اإلداري لس‪$$ $‬بب أو آلخ‪$$ $‬ر أن يجع‪$$ $‬ل‬

‫لقرارت‪$$‬ه أث‪$$‬را يمت‪$$‬د إلى م‪$$‬ا قب‪$$‬ل ت‪$$‬اريخ ص‪$$‬دورها أي ب‪$$‬أثر رجعي وإم‪$$‬ا على العكس فإن‪$$‬ه ق‪$$‬د يص‪$$‬در‬
‫‪ - 99‬سمير عبد هللا السمعانة‪ ،‬عيب عدم االختصاص وأثره في الق‪$‬رار اإلداري‪ ،‬دراس‪$‬ات عل‪$‬وم الش‪$‬ريعة والق‪$‬انون‪ $‬املجل‪$‬د ‪ 42‬الع‪$‬دد ‪ 2‬عم‪$‬ادة البحث‬
‫العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية ص ‪.1‬‬
‫‪ - 100‬أن ‪$$‬ور ش ‪$$‬قروني‪ ،‬الرقاب ‪$$‬ة القض ‪$$‬ائية‪ $‬على ق ‪$$‬رارات الش ‪$$‬رطة االداري ‪$$‬ة‪ ،‬بحث لنهاي ‪$$‬ة الت ‪$$‬دريب باملعه ‪$$‬د الوط ‪$$‬ني للدراس ‪$$‬ات القض ‪$$‬ائية ف ‪$$‬وج القض ‪$$‬اء‬
‫اإلداري رقم ‪ 30‬لسنة ‪ 2003-2001‬ص‪.62‬‬
‫‪ - 101‬أحمد عطا‪ ،‬أوجه الطعن على القرار اإلداري‪ ،‬منشورات مجلة املحاماة العدد األول لعام ‪ 2021‬منش‪$‬ور ببواب‪$$‬ة التش‪$‬ريعات واالحك‪$$‬ام املص‪$‬رية‬
‫‪ https://egyls.com‬تمت زيارته يوم ‪ 2022-04-23‬على الساعة ‪.18:30‬‬

‫‪47‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ق ‪$$ $‬رارات قب ‪$$ $‬ل أوانه ‪$$ $‬ا والحقيق ‪$$ $‬ة أن ه ‪$$ $‬ذا العيب ال يط ‪$$ $‬رح بح ‪$$ $‬دة في مج ‪$$ $‬ال ش ‪$$ $‬رطة التعم ‪$$ $‬ير‬

‫وبالخصوص في مجال قرارات وقف األشغال‪.102‬‬

‫االختصاص املكاني‪ :‬ام‪$$‬ا فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق باالختص‪$$‬اص املك‪$$‬اني وال‪$$‬ذي يقضي ب‪$$‬أن الس‪$$‬لطة‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلداري ‪$$ $‬ة ال يمكن ان تتخ ‪$$ $‬ذ قراره ‪$$ $‬ا إال ليش ‪$$ $‬مل النط ‪$$ $‬اق الجغ ‪$$ $‬رافي أو ال ‪$$ $‬ترابي ال ‪$$ $‬ذي يمت ‪$$ $‬د إلي ‪$$ $‬ه‬

‫اختصاص‪$$ $‬ها‪ .103‬وكم‪$$ $‬ا ه‪$$ $‬و الح‪$$ $‬ال بالنس‪$$ $‬بة لالختص‪$$ $‬اص الزم‪$$ $‬اني قليال م‪$$ $‬ا تط‪$$ $‬رح نزاع‪$$ $‬ات به‪$$ $‬ذا‬

‫الخصوص في مجال شرطة التعم‪$‬ير وب‪$‬األخص في ق‪$‬رارات وق‪$‬ف األش‪$‬غال‪ ،‬ألن ك‪$‬ل س‪$‬لطة تع‪$‬رف‬

‫حدود اختصاصاتها التي ال يمكن أن تتجاوزها‪ ،‬فمن الص‪$$‬عب أن تج‪$$‬د رئيس مجلس جم‪$$‬اعي مثال‬

‫يصدر ق‪$‬رارا لوق‪$‬ف أش‪$‬غال بن‪$‬اء مخ‪$‬الف في دائ‪$‬رة اختص‪$‬اص رئيس آخ‪$‬ر لجماع‪$‬ة مج‪$‬اورة‪ ،‬حيث‬

‫إن مجال التعمير يحدد بوثائق تعميرية تظهر حدود كل جماعة على ح‪$$‬دة تمكن رؤس‪$$‬اء املج‪$$‬الس‬

‫من معرفة حدود اختصاصاتهم باإلضافة إلى تعدد املتدخلين في قطاع مراقب‪$‬ة البن‪$‬اءات املخالف‪$$‬ة‬

‫ال ‪$$‬تي تس ‪$$‬اعد رؤس ‪$$‬اء املج ‪$$‬الس على معرف ‪$$‬ة ه ‪$$‬ل البن ‪$$‬اء املخ ‪$$‬الف يوج ‪$$‬د في دائ ‪$$‬رتهم‪ $‬ام ال بن ‪$$‬اء على‬

‫املحاضر املقدمة من طرف هؤالء ملتدخلين‪.‬‬

‫عيب االختص اص املوض وعي‪ :‬يتجلى عيب اإلختص ‪$$‬اص املوض ‪$$‬وعي في الق ‪$$‬رار اإلداري‬ ‫‪.3‬‬

‫املتعلق بوقف األشغال عندما يتخذ ه‪$‬ذا الق‪$‬رار من قب‪$‬ل س‪$‬لطة إداري‪$‬ة أخ‪$‬رى علم‪$‬ا ان‪$‬ه ليس من‬

‫اختصاص ‪$$ $‬ها‪ ،‬ويعت ‪$$ $‬بر ه ‪$$ $‬ذا العيب من أك ‪$$ $‬ثر ح ‪$$ $‬االت التن ‪$$ $‬ازع ال ‪$$ $‬تي تط ‪$$ $‬رح أم ‪$$ $‬ام القض ‪$$ $‬اء اإلداري‬

‫باملقارنة مع باقي عيوب اإلختصاص السابق ذكرها"‬

‫‪ - 102‬إن من الناذر أن يطرح نزاع يتعلق به‪$‬ذا الخص‪$‬وص أم‪$‬ام‪ $‬القض‪$‬اء اإلداري‪ .‬إال أن ه‪$‬ذا ال يمن‪$‬ع من وض‪$‬ع بعض االفتراض‪$‬ات ال‪$‬تي يمكن ان تك‪$‬ون‬
‫مح‪$$‬ل منازع‪$$‬ة فمثال‪ :‬إن هيئ‪$$‬ة انتخابي‪$$‬ة انتهت م‪$$‬دتها ال يمكن أن تس‪$$‬تمر في ممارس ‪$‬ة‪ $‬اختصاص‪$$‬اتها‪ $‬الس‪$$‬ابقة في إيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال بناي‪$$‬ات مخالف‪$$‬ة للق‪$$‬انون‬
‫وعلى العكس من ذل‪$$‬ك فالهيئ‪$$‬ات املنتخب‪$$‬ة ال‪$$‬تي لم يحن موع‪$$‬د ممارس‪$$‬ة اختصاص‪$$‬اتها‪ $‬ال يمكن أن تم‪$$‬ارس نفس االختص‪$$‬اص في اإليق‪$$‬اف‪ ،‬وإال عرض‪$$‬ت‬
‫قراراتها لإللغاء عند الطعن فيها أمام قاضي اإللغاء‪.‬‬
‫‪ - 103‬سفيان كندو‪ ،‬مراقبة وزجر مخالفات‪ $‬التعمير والبناء على ضوء مستجدات القانون رقم ‪ 66.12‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون الخاص‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش ‪ 2018-2017‬ص ‪.88‬‬

‫‪48‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫حيث قض ‪$$‬ت املحكم ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة بم ‪$$‬راكش‪ 104‬بإلغ ‪$$‬اء األم ‪$$‬ر بإيق ‪$$‬اف البن ‪$$‬اء الص ‪$$‬ادر عن عام ‪$$‬ل‬

‫إقليم أس ‪$$‬في معلل ‪$$‬ة حكمه ‪$$‬ا بم ‪$$‬ا يلي‪" :‬حيث ان الق ‪$$‬انون اإلط ‪$$‬ار بالنس ‪$$‬بة لتنظيم رخص البن ‪$$‬اء ه ‪$$‬و‬

‫ق ‪$$‬انون ‪ 12-90‬املتعل ‪$$‬ق ب ‪$$‬التعمير‪ ،‬حيث منح الفص ‪$$‬ل ‪ 41‬من ‪$$‬ه ‪ 105‬ل ‪$$‬رئيس مجلس الجماع ‪$$‬ة الح ‪$$‬ق في‬

‫تسليم رخصة البناء كم‪$‬ا ان الق‪$‬انون في باب‪$‬ه الراب‪$‬ع املتعل‪$‬ق بالعقوب‪$‬ات اس‪$‬ند س‪$‬لطة إيق‪$‬اف أعم‪$‬ال‬

‫البن ‪$$‬اء عن ‪$$‬د وج ‪$$‬ود مخالف ‪$$‬ة إلى نفس الجه ‪$$‬ة بحيث خص الفصل‪106 65‬رئيس املجلس ‪ -‬في الحال ‪$$‬ة‬

‫التي تكون فيها األشغال مازالت في طور اإلنجاز‪ -‬سلطة إصدار أمر إلى املخالف بوقف األعم‪$$‬ال في‬

‫الح ‪$$‬ال‪ ،‬وان عام ‪$$‬ل اإلقليم أو العمال ‪$$‬ة ال يمل ‪$$‬ك ه ‪$$‬ذا الح ‪$$‬ق من حيث املب ‪$$‬دأ‪ ،‬إال أن ‪$$‬ه وفي إط ‪$$‬ار حـق‬

‫الحل‪$$‬ول املخ‪$$‬ول للس‪$$‬لطة املحلي‪$$‬ة بص‪$$‬فة عام‪$$‬ة يجـوز ل‪$$‬ه بموجـب الفص‪$$‬ل ‪ 49‬من ق‪$$‬انون ‪ 30‬ش‪$$‬تنبر‬

‫‪ 1976‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التنظيم الجم‪$$‬اعي‪107‬باعتب‪$$‬اره يش‪$$‬كل س‪$$‬لطة الوص‪$$‬اية ان يح‪$$‬ل مح‪$$‬ل رئيس املجلس‬

‫إذا رفض ه ‪$$‬ذا األخ‪$$ $‬ير أو امتن‪$$ $‬ع عن القي‪$$ $‬ام باألعم‪$$ $‬ال الواجب‪$$ $‬ة علي‪$$ $‬ه بمقتض ى الق‪$$ $‬انون وبع‪$$ $‬د أن‬

‫يلتمس من‪$$‬ه الوف‪$$‬اء بواجب‪$$‬ه ب‪$$‬دون ج‪$$‬دوى‪ ،‬وه‪$$‬و شيء لم يتم احترام‪$$‬ه البت‪$$‬ة في نازل‪$$‬ة الح‪$$‬ال‪ .‬وحيث‬

‫إن الق‪$$‬رار املطع‪$$‬ون في‪$$‬ه ص‪$$‬در من جه‪$$‬ة غ‪$$‬ير مختص‪$$‬ة من الناحي‪$$‬ة املبدئي‪$$‬ة باعتب‪$$‬ار ان اإلختص‪$$‬اص‬

‫ال ينعق ‪$$‬د له ‪$$‬ذه الجه ‪$$‬ة إال اس ‪$$‬تثناء وبش ‪$$‬روط يتحق ‪$$‬ق توافره ‪$$‬ا بامتن ‪$$‬اع رئيس املجلس عن تط ‪$$‬بيق‬

‫القانون‪ ،‬وهو شيء لم يثبت حصوله في النازلة"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن لعيب السبب‬

‫‪ - 104‬حكم عدد ‪ 664‬بتاريخ ‪ 1998-12-10‬منشور باملحلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد ‪ 1998 -23‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 105‬الذي تم تعديله بموجب القانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪.‬‬
‫‪ - 106‬الذي تم تعديله بموجب القانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء بحيث أص‪$$‬بحت تنص املادة ‪ 67‬على أن‬
‫املراقب أو ض‪$$‬ابط الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية يتخ‪$$‬ذ مباش‪$$‬ر بع‪$$‬د معاين‪$$‬ة املخالف‪$$‬ة أم‪$$‬را بإيق‪$$‬اف االش‪$$‬غال في الح‪$$‬ال‪ ،‬إذا ك‪$$‬انت أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء املكون‪$$‬ة للمخالف‪$$‬ة‪،‬‬
‫مازالت في طور اإلنجاز‪...‬‬
‫‪ - 107‬حلت مح‪$$ $‬ل ه‪$$ $‬ذه املادة‪ ،‬املادة ‪ 77‬من ق‪$$ $‬انون ‪ 78-00‬املتعل‪$$ $‬ق بامليث‪$$ $‬اق الجم‪$$ $‬اعي‪ ،‬ظه‪$$ $‬ير ش‪$$ $‬ريف رقم ‪ 1-02-297‬الص‪$$ $‬ادر في ‪ 25‬رجب ‪3( 1423‬‬
‫أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 78-00‬املتعلق بامليثاق الجماعي‬

‫‪49‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫تش‪$$‬كل الرقاب‪$$‬ة القض‪$$‬ائية على أس‪$$‬باب ق‪$$‬رارات ش‪$$‬رطة التعم‪$$‬ير ض‪$$‬مانة هام‪$$‬ة وأساس‪$$‬ية اذ‬

‫تخضع ملب‪$‬دأ املش‪$‬روعية ال‪$‬ذي يس‪$$‬تدعي أن تك‪$‬ون اإلدارة خاض‪$‬عة في جمي‪$‬ع تص‪$‬رفاتها للق‪$‬انون‪،108‬‬

‫وبالت‪$$‬الي حماي‪$$‬ة الحري‪$$‬ات العام‪$$‬ة ال‪$$‬تي تقي‪$$‬د من ه‪$$‬امش ممارس‪$$‬تها الختصاص‪$$‬اتها املخول‪$$‬ة إياه‪$$‬ا في‬

‫ه ‪$$‬ذا املج ‪$$‬ال ملزم ‪$$‬ة ب ‪$$‬أن تس ‪$$‬تند في ك ‪$$‬ل م ‪$$‬ا ستص ‪$$‬دره من ق ‪$$‬رارات على أس ‪$$‬باب واقعي ‪$$‬ة تس ‪$$‬مح له ‪$$‬ا‬

‫باتخاذها‪ ،109‬وعلي‪$$‬ه ومن املس‪$$‬تقر فقه‪$$‬ا وقض‪$$‬اء أن‪$$‬ه الب‪$$‬د لك‪$$‬ل تص‪$$‬رف ق‪$$‬انوني من س‪$$‬بب‪ ،‬وق‪$$‬رار‬

‫وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال باعتب‪$$‬اره نوع‪$$‬ا من التص‪$$‬رفات القانوني‪$$‬ة الص‪$$‬ادرة عن اإلدارة تعب‪$$‬يرا عن ارادته‪$$‬ا‬

‫البد أن يقوم على سبب يبرره‪.110‬‬

‫ويع‪$$‬رف الس‪$$‬بب في الق‪$$‬انون اإلداري بأن‪$$‬ه ه‪$$‬و ك‪$$‬ل واقع‪$$‬ة قانوني‪$$‬ة أو مادي‪$$‬ة تح‪$$‬دث وتق‪$$‬وم‬

‫خارجي‪$$‬ا وبعي‪$$‬دة عن إرادة الس‪$$‬لطة اإلداري‪$$‬ة املختص‪$$‬ة‪ ،‬فتحركه‪$$‬ا وت‪$$‬دفعها إلى اتخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار إداري‬
‫‪111‬‬
‫معين في مواجهة هذه الواقعة املادية أو القانونية‪.‬‬

‫وب‪$$‬ذلك يختل‪$$‬ف س‪$$‬بب الق‪$$‬رار ال‪$$‬ذي يعت‪$$‬بر مقدم‪$$‬ة ض‪$$‬رورية ل‪$$‬ه عن الغاي‪$$‬ة من‪$$‬ه ال‪$$‬تي تمث‪$$‬ل‬

‫اله‪$$‬دف النه‪$$‬ائي ال‪$$‬ذي يس‪$$‬عى الق‪$$‬رار اإلداري إلى تحقيق‪$$‬ه‪ ،‬ك‪$$‬ذلك الس‪$$‬بب يختل‪$$‬ف عن التعلي‪$$‬ل من‬

‫خالل ان الس ‪$$‬بب يعت ‪$$‬بر ركن‪$$‬ا في الق ‪$$‬رار اإلداري إال أن دوره يختل ‪$$‬ف من ق ‪$$‬رار إلى آخ ‪$$‬ر‪ ،‬ذل ‪$$‬ك أن‬

‫املش ‪$$ $‬رع ق ‪$$ $‬د يف ‪$$ $‬رض على اإلدارة اال تت ‪$$ $‬دخل إال إذا ق ‪$$ $‬ام س ‪$$ $‬بب بعين ‪$$ $‬ه وفي ه ‪$$ $‬ذه الحال ‪$$ $‬ة يص ‪$$ $‬بح‬

‫اختص‪$$‬اص اإلدارة مقي‪$$‬دا‪ ،‬وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا فعل‪$$‬ه املش‪$$‬رع املغ‪$$‬ربي من خالل تقيي‪$$‬ده اإلدارة باملقتض‪$$‬يات‬

‫القانوني‪$$‬ة ال‪$$‬تي تح‪$$‬دد األس‪$$‬باب القانوني‪$$‬ة الس‪$$‬امحة إلص‪$$‬دار ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال ومث‪$$‬ال ذل‪$$‬ك م‪$$‬ا‬
‫‪ - 108‬ج‪$$‬ودي زينب‪ ،‬الض‪$$‬بط اإلداري‪ ،‬محاض‪$$‬رة منش‪$$‬ورة ب‪$$‬املوقع الرس‪$$‬مي لكلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة والسياس‪$$‬ية جامع‪$$‬ة محم‪$$‬د ملين دب‪$$‬اغين‪ $‬س‪$$‬طيف ‪2‬‬
‫الجزائر ‪ https://cte.univ-setif2.dz‬تمت زيارته يوم ‪ 2022-05-01‬على الساعة ‪.15.40‬‬
‫‪- 109‬عادل السعيد محمد أبو الخير الضبط اإلداري وحدوده‪ ،‬مطابع الهيئة املصرية العامة للكتاب جامعة القاهرة ‪ ،1995‬ص ‪.553‬‬
‫‪ - 110‬رضا عبد هللا حجازي‪ ،‬الرقابة القضائية‪ $‬على ركن السبب في إجراءات الضبط اإلداري‪ ،‬دراسة مقارن‪$‬ة‪ $،‬رس‪$‬الة لني‪$$‬ل ال‪$$‬دكتوراه في الحق‪$‬وق في‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬شعبة الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،2001‬ص‪.8‬‬
‫‪  - 111‬جاسم كاظم كباشي العب‪$‬ودي‪ ،‬س‪$‬لطة القاضي االداري في تق‪$‬دير عي‪$‬وب االلغ‪$‬اء في الق‪$‬رار اإلداري دراس‪$‬ة مقارن‪$‬ة‪ ،‬أطروح‪$‬ة لني‪$‬ل ال‪$‬دكتوراه في‬
‫القانون اإلداري كلية القانون‪ $‬قسم القانون العام‪ ،‬جامعة بغداد ‪ 2005‬ص ‪.116-115‬‬

‫‪50‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫نصت علي‪$‬ه املادة ‪ 70‬من الق‪$‬انون رقم ‪ 66-12‬بتأك‪$‬ديها على أن‪$‬ه ال يمكن إص‪$‬دار األم‪$‬ر بوق‪$‬ف‬

‫األش‪$$ $‬غال إال إذا ك‪$$ $‬انت األش‪$$ $‬غال ال‪$$ $‬تي تمت معاينته‪$$ $‬ا تتمث‪$$ $‬ل في ارتك‪$$ $‬اب أفع‪$$ $‬ال ممنوع‪$$ $‬ة بم‪$$ $‬وجب‬

‫الفق‪$$‬رات الثاني‪$$‬ة والثالث‪$$‬ة والرابع‪$$‬ة من املادة ‪ 68‬من نفس الق‪$$‬انون‪ ،‬أو اذا ك‪$$‬انت املخالف‪$$‬ة تتمث‪$$‬ل‬

‫في القيام ببن‪$‬اء من غ‪$‬ير الحص‪$‬ول على رخص‪$‬ة س‪$‬ابقة ب‪$‬ذلك‪ ،‬أو ك‪$‬ان البن‪$‬اء غ‪$‬ير مط‪$‬ابق للرخص‪$‬ة‬

‫املسلمة في شأنه من حيث عدم تقييده بالعلو املسموح به‪...‬‬

‫وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا قض‪$$‬ت ب‪$$‬ه املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بمكن‪$$‬اس‪ .112‬بش‪$$‬رعية ق‪$$‬رار إيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال لوج‪$$‬ود‬

‫ن ‪$$‬زاع ح ‪$$‬ول األرض مح ‪$$‬ل البن ‪$$‬اء املس ‪$$‬لم بخصوص ‪$$‬ه الرخص ‪$$‬ة معلل ‪$$‬ة حكمه ‪$$‬ا بم ‪$$‬ا يلي‪...« :‬حيث إن‬

‫اس‪$$‬تناد اإلدارة على وج‪$$‬ود ن‪$$‬زاع بخص‪$$‬وص العق‪$$‬ار إلص‪$$‬دار ق‪$$‬رار إيق‪$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء‪ ،‬ه‪$$‬و س‪$$‬بب‬

‫صحيح ملنازع‪$‬ة بعض املالكين على الش‪$‬ياع في القس‪$‬مة (االتفاقي‪$‬ة) املس‪$‬تند عليه‪$‬ا في الحص‪$‬ول على‬

‫رخص‪$$ $‬ة البن‪$$ $‬اء حس‪$$ $‬ب الث‪$$ $‬ابت من وق‪$$ $‬ائع الحكم ع‪$$ $‬دد‪ 691‬بت‪$$ $‬اريخ ‪ 2016/11/02‬في املل‪$$ $‬ف رقم‬

‫‪ 2016/1404/139‬والذي لم يتم اإلدالء لإلدارة به‪ ،‬وأن ال‪$‬ترخيص بالبن‪$‬اء يف‪$‬ترض ص‪$‬حة املرك‪$‬ز‬

‫الق‪$$‬انوني لط‪$$‬الب رخص‪$$‬ة البن‪$$‬اء بخص‪$$‬وص ملكي‪$$‬ة العق‪$$‬ار‪ ،‬مم‪$$‬ا تك‪$$‬ون مع‪$$‬ه هات‪$$‬ه الوس‪$$‬يلة غ‪$$‬ير ذي‬

‫أساس مما يتعين معه استبعادها‪.‬‬

‫وحيث إن‪$$‬ه بع‪$$‬دم ثب‪$$‬وت عي‪$$‬بي املش‪$$‬روعية املؤس‪$$‬س الطعن عليهم‪$$‬ا‪ ،‬يك‪$$‬ون الق‪$$‬رار املطع‪$$‬ون‬

‫فيه قرار مشروع‪ ،‬ويتعين معه رفض الطعن‪.‬‬

‫كما ذهبت إدارية وجدة‪ 113‬في قضية أحميد لقويري إلى إلغ‪$‬اء ق‪$$‬رار عام‪$‬ل إقليم الن‪$‬اظور‬

‫القاض ي بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال لك ‪$$‬ون القطع ‪$$‬ة األرض‪$$‬ية املرخص للط ‪$$‬اعن بالبن‪$$‬اء فوقه ‪$$‬ا هي موض ‪$$‬وع‬

‫ن ‪$$‬زاع بين ‪$$‬ه وبين ش ‪$$‬خص آخ ‪$$‬ر تط ‪$$‬وع بج ‪$$‬زء من العق ‪$$‬ار املذكور إلح ‪$$‬داث ش ‪$$‬ارع عم ‪$$‬ومي باملدين ‪$$‬ة‪،‬‬
‫‪ - 112‬حكم رقم ‪ 43/1710/2017‬الص‪$$ $‬ادر في مل‪$$ $‬ف رقم ‪ 02/7110/2017‬بت‪$$ $‬اريخ ‪ 15/02/2017‬أوردت‪$$ $‬ه غيث‪$$ $‬ة دك‪$$ $‬راوي‪ ،‬منازع‪$$ $‬ات املح‪$$ $‬اكم‪ $‬اإلدارة‬
‫واملحاكم العادية‪ ،‬املجلة املغربية لألنظمة القانونية والسياسية العدد الخاص رقم ‪ 13‬الطبعة األولى سنة ‪ 2019‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 113‬حكم ع‪$$‬دد ‪ 429‬بت‪$$‬اريخ ‪ 27‬دجن‪$$‬بر ‪ 1990‬في املل‪$$‬ف اإلداري ع‪$$‬دد ‪ 88/8887‬أورده محم‪$$‬د االع‪$$‬رج‪ ،‬املنازع‪$$‬ات‪ $‬املترتب‪$$‬ة عن تط‪$$‬بيق ق‪$$‬انون التعم‪$$‬ير‬
‫واحكام القضاء‪ $‬اإلداري املغربي‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية عدد ‪ 74‬ماي‪ /‬يونيو‪ ،‬سنة ‪ 2007‬ص ‪71-70‬‬

‫‪51‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫واس‪$$ $‬تندت املحكم‪$$ $‬ة في تعليله‪$$ $‬ا إلى‪« :‬أن القطع‪$$ $‬ة األرض‪$$ $‬ية املذكورة ال يخترقه‪$$ $‬ا أي ش‪$$ $‬ارع أو‬

‫طري‪$$ $‬ق عم‪$$ $‬ومي حس‪$$ $‬ب تص‪$$ $‬ميم التهيئ‪$$ $‬ة ملدين‪$$ $‬ة الع‪$$ $‬روي‪ ،‬فض‪$$ $‬ال عن ت‪$$ $‬وفر الط‪$$ $‬اعن على رخص‪$$ $‬ة‬

‫البناء‪ ،‬فاعتبرت لذلك أن القرار املطعون فيه مشوبا بتجاوز السلطة لعيب انعدام السبب»‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫وعن التج‪$$ $‬اوز في اس‪$$ $‬تعمال الس‪$$ $‬لطة فق‪$$ $‬د قض‪$$ $‬ت املحكم‪$$ $‬ة اإلداري‪$$ $‬ة بال‪$$ $‬دار البيض‪$$ $‬اء‬

‫بإلغ‪$$‬اء الق‪$$‬رار الص‪$$‬ادر عن رئيس الجماع‪$$‬ة بإيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء‪ ،‬معت‪$$‬برة أن‪« :‬حص‪$$‬ول الط‪$$‬اعن‬

‫على رخص‪$$‬ة للقي‪$$‬ام ببعض أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء وص‪$$‬دور ق‪$$‬رار بإلغ‪$$‬اء ه‪$$‬ذه األش‪$$‬غال بع‪$$‬دما باش‪$$‬ر املدعي‬

‫علي‪$$ $‬ه في البن‪$$ $‬اء ودونم‪$$ $‬ا ارتك‪$$ $‬اب مخالف‪$$ $‬ة من املخالف‪$$ $‬ات ليع‪$$ $‬رض الق‪$$ $‬رار املذكور لإللغ‪$$ $‬اء بس‪$$ $‬بب‬

‫التجاوز في استعمال السلطة»‪.‬‬

‫كما قض‪$$‬ت محكم‪$$‬ة النقض‪« :‬ب‪$‬أن املجلس الجم‪$‬اعي ال يمكن أن ي‪$‬أمر بإيق‪$$‬اف أش‪$‬غال بن‪$‬اء‬

‫م‪$$‬رخص ل‪$$‬ه إال إذا أثبت أن ه‪$$‬ذا البن‪$$‬اء ج‪$$‬اء مخالف‪$$‬ا للق‪$$‬وانين أو الض‪$$‬وابط العام‪$$‬ة أو غ‪$$‬ير مط‪$$‬ابق‬

‫للتصميم املصادق عليه ‪.115‬‬

‫وتج‪$$‬در اإلش‪$$‬ارة‪ ،‬إلى أن ق‪$$‬رار إيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال يجب على الس‪$$‬لطة ال‪$$‬تي تص‪$$‬دره أن تض‪$$‬ع‬

‫نصب عينها الحالة الواقعية باملشاكل املطروحة والقاعدة القانونية املتماشية معه‪.116‬‬

‫وه‪$$‬و م‪$$‬ا يع‪$$‬رف بالس‪$$‬بب ال‪$$‬ذي يش‪$$‬ترط في‪$$‬ه أن يك‪$$‬ون حقيقي‪$$‬ا الص‪$$‬وريا أو وهمي‪$$‬ا‪ ،‬وقانوني‪$$‬ا تت‪$$‬وفر‬

‫في‪$$‬ه الش‪$$‬روط ال‪$$‬تي يتطلبه‪$$‬ا الق‪$$‬انون‪ ،‬وبالت‪$$‬الي إذا فق‪$$‬د الق‪$$‬رار اإلداري س‪$$‬ببه الص‪$$‬حيح ك‪$$‬ان معيب‪$$‬ا‬

‫وب ‪$$‬اطال‪ ،117‬ألن الس ‪$$‬بب ه ‪$$‬و أهم ال ‪$$‬دعامات للتأك ‪$$‬د من س ‪$$‬المة الق ‪$$‬رار اإلداري‪ ،‬كم ‪$$‬ا أن ‪$$‬ه يع ‪$$‬د من‬

‫‪ - 114‬احمد اجعون حماية القضاء اإلداري للملكية العقارية باملغرب‪ ،‬املجلة املغربي‪$‬ة لإلدارة املحلي‪$‬ة والتنمي‪$‬ة‪ ،‬سلس‪$‬لة مواض‪$‬يع الس‪$‬اعة‪ ،‬الع‪$‬دد ‪59‬‬
‫سنة ‪ 2008‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 115‬احمد اجعون‪ ،‬املرجع أعاله ص ‪.49‬‬
‫‪ - 116‬ادريس الحالبي الكت‪$$ $‬اني‪ ،‬مس‪$$ $‬طرة التقاض ي اإلداري‪$$ $‬ة‪ ،‬الج‪$$ $‬زء الث‪$$ $‬اني‪ ،‬منش‪$$ $‬ورات املجل‪$$ $‬ة املغربي‪$$ $‬ة لإلدارة املحلي‪$$ $‬ة والتنمي‪$$ $‬ة‪ ،‬سلس‪$$ $‬لة مواض‪$$ $‬يع‬
‫الساعة عدد ‪ 17‬سنة ‪ ،1998-1997‬ص ‪.75‬‬
‫‪ - 117‬غيثة دكراوي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.42‬‬

‫‪52‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أهم أركانه‪ .118‬ومن جه ‪$$‬ة ثاني ‪$$‬ة‪ ،‬فإن ‪$$‬ه إذا ت ‪$$‬بين أن الق ‪$$‬رار اإلداري القاض ي بإيق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال‬

‫ج‪$$‬اء معلال ومبين‪$$‬ا للمخالف‪$$‬ات املرتكب‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إن القاضي اإلداري ال يت‪$$‬وانى عن رفض طلب إلغائ‪$$‬ه‪،‬‬

‫وفي ذل‪$$‬ك فق‪$$‬د قض‪$$‬ت إداري‪$$‬ة ال‪$$‬دار البيض‪$$‬اء‪ 119‬ب‪$$‬رفض طلب املدعي‪$$‬ة ال‪$$‬ذي ي‪$$‬رمي إلى الحكم بإلغ‪$$‬اء‬

‫قرار عامل عمالة مقاطع‪$‬ة الحي الحس‪$‬ني عين الش‪$‬ق القاضي بإيق‪$‬اف أش‪$‬غال البن‪$‬اء لع‪$‬دم ارتك‪$‬ازه‬

‫على أساس قانوني معللة حكمها بما يلي‪:‬‬

‫«وحيث إن‪$$‬ه واس‪$$‬تنادا ملا ذك‪$$‬ر تك‪$$‬ون الطاعن‪$$‬ة في موض‪$$‬ع املخ‪$$‬الف لق‪$$‬انون التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء حس‪$$‬ب‬

‫الث‪$$‬ابت من تقري‪$$‬ر الخ‪$$‬برة‪ ،‬األم‪$$‬ر ال‪$$‬ذي يك‪$$‬ون مع‪$$‬ه طلبه‪$$‬ا غ‪$$‬ير مرتك‪$$‬ز على أس‪$$‬اس ق‪$$‬انوني وواقعي‬

‫سليم مما يناسب التصريح برفضه»‪.‬‬

‫وبالت ‪$$ $‬الي يمكن الق ‪$$ $‬ول إن للقاض ي اإلداري دور ذو طبيع ‪$$ $‬ة مزدوج ‪$$ $‬ة؛ فمن جه ‪$$ $‬ة يق ‪$$ $‬وم‬

‫بحماي ‪$$‬ة األف ‪$$‬راد من ش ‪$$‬طط اإلدارة في اس ‪$$‬تعمال س ‪$$‬لطتها باعتب ‪$$‬اره ه ‪$$‬و ض ‪$$‬امن حق ‪$$‬وق األف ‪$$‬راد في‬

‫اتج‪$$ $‬اه اإلدارة‪ ،‬ومن جه‪$$ $‬ة ثاني‪$$ $‬ة فه‪$$ $‬و يعت‪$$ $‬بر ك‪$$ $‬رادع للمخ‪$$ $‬الفين والخروق‪$$ $‬ات ال‪$$ $‬تي يعرفه‪$$ $‬ا مج‪$$ $‬ال‬

‫التعمير والبناء من خالل التصريح بشرعية بعض قرارات وقف األشغال‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن باإللغاء في حاالت التعسف في اصدار قرار وقف األشغال‬

‫إذا ك‪$$‬ان األم‪$$‬ر بإيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء قب‪$$‬ل اتمام‪$$‬ه يعت‪$$‬بر عمال ردعي‪$$‬ا ووقائي‪$$‬ا في أن واح‪$$‬د‪،‬‬

‫فإن ‪$$‬ه في بعض الح ‪$$‬االت يك ‪$$‬ون ه ‪$$‬ذا األم ‪$$‬ر غ ‪$$‬ير مش ‪$$‬روع‪ ،‬خاص ‪$$‬ة عن ‪$$‬دما يك ‪$$‬ون املع ‪$$‬ني ب ‪$$‬األمر ق ‪$$‬د‬

‫حص‪$$ $‬ل على رخص‪$$ $‬ة البن‪$$ $‬اء‪ ،‬وه‪$$ $‬و مطمئن إلتم‪$$ $‬ام مش‪$$ $‬روعه‪ ،‬فيفاج‪$$ $‬أ والحال‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬ذه ب‪$$ $‬أمر يش‪$$ $‬ل‬

‫مشروعه من أساسه‪ ،‬ويفقد الثقة في اإلدارة التي أعطته باليمنى وسلبت منه أحالمه باليس‪$$‬رى‪،‬‬

‫‪ - 118‬حامد عبد الحليم الشريف‪ ،‬املشكالت العملية في جريمة البناء بدون ترخيص‪ ،‬املكتبة القانونية لدار املطبوعات‪ $‬الجامعية اإلسكندرية ب‪$$‬دون‬
‫طبع‪$$‬ة س‪$$‬نة‪ 1994‬ص‪ ،73‬بحيث أورد حكم‪$$‬ا للمحكم‪$$‬ة العلي‪$$‬ا املص‪$$‬رية الص‪$$‬ادر في ‪ 4‬نون‪$$‬بر س‪$$‬نة ‪ 1995‬قض‪$$‬ت في‪$$‬ه‪'' :‬إن الق‪$$‬رار اإلداري يجب أن يق‪$$‬وم‬
‫على سبب يبرره فال تتدخل اإلدارة إال إذا قامت حالة واقعية أو قانونية تسوغ تدخلها"‪$.‬‬
‫‪ - 119‬حكم ع‪$$ $‬دد ‪ 07‬بت‪$$ $‬اريخ ‪ 02/01/2008‬مل‪$$ $‬ف ع‪$$ $‬دد ‪ 528/2005‬أورده أحم‪$$ $‬د بويحي‪$$ $‬اوي‪ ،‬توج‪$$ $‬ه مح‪$$ $‬اكم‪ $‬االس‪$$ $‬تئناف اإلداري‪$$ $‬ة في بعض املنازع‪$$ $‬ات‬
‫املرتبطة بميدان التعمير‪ ،‬مجلة املنازعات‪ $‬اإلدارية والجمركية الرقيب العدد األول أكتوبر ‪ 2011‬ص‪.26‬‬

‫‪53‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الشيء الذي يؤثر ال محالة على مركزه القانوني‪ ،‬مما يدفعه إلى الطعن في قرار اإليق‪$‬اف ه‪$$‬ذا‬

‫أم‪$$‬ام قاضي اإللغ‪$$‬اء‪ ،‬إن ك‪$$‬ان ذل‪$$‬ك الق‪$$‬رار مش‪$$‬وبا بتج‪$$‬اوز الس‪$$‬لطة‪ .120‬وباعتب‪$$‬ار أن األم‪$$‬ر بإيق‪$$‬اف‬

‫األشغال هو قرار اداري فهو بالتالي يخضع ملا تخضع له القرارات اإلدارية بوجه عام‪.121‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن كل قرار إداري له مجموعة من األركان يتعين توافرها حتى يرتب‬

‫آثاره‪ ،122‬وتستمد أوجه اإللغاء عادة من إحدى عناصر القرار اإلداري فإذا ما ش‪$‬اب إح‪$‬دى ه‪$‬ذه‬

‫العناص ‪$$‬ر عيب من العي ‪$$‬وب أعاله‪ ،‬أمكن املطالب ‪$$‬ة بإلغ ‪$$‬اء ه ‪$$‬ذا الق ‪$$‬رار اإلداري عن طري ‪$$‬ق دع ‪$$‬وى‬

‫اإللغاء‪.‬‬

‫ذل‪$$‬ك أن ع‪$$‬دم تس‪$$‬بيب أو ع‪$$‬دم بي‪$$‬ان األعم‪$$‬ال املخالف‪$$‬ة في ص‪$$‬لب ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال أو‬

‫ع ‪$$‬دم ص ‪$$‬دوره في الش ‪$$‬كل ال ‪$$‬ذي يتطلب ‪$$‬ه الق ‪$$‬انون أو ع ‪$$‬دم تبليغ ‪$$‬ه يلغي ق ‪$$‬رار وق ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال عن ‪$$‬د‬

‫الطعن فيه أمام قاضي اإللغاء‪.‬‬

‫وعلي ‪$$‬ه س ‪$$‬يتم التط ‪$$‬رق إلى ع ‪$$‬دم تس ‪$$‬بيب أو تعلي ‪$$‬ل الق ‪$$‬رارات الص ‪$$‬ادرة بوق ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال‬

‫(فقرة أولى)‪ ،‬وعدم بيان األعمال املخالفة في صلب قرار وقف األشغال (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عدم تسبيب أو تعليل القرار الصادر بوقف األشغال‬

‫يش‪$$‬كل ق‪$$‬انون إل‪$$‬زام اإلدارة بتعلي‪$$‬ل قراراته‪$$‬ا في ص‪$$‬لب الق‪$$‬رار اإلداري ض‪$$‬مانة حقيقي‪$$‬ة في‬

‫مج‪$$‬ال إق‪$$‬رار الحق‪$$‬وق والحري‪$$‬ات وتفعي‪$$‬ل املفه‪$$‬وم الجدي‪$$‬د للس‪$$‬لطة وض‪$$‬مان رقاب‪$$‬ة قض‪$$‬ائية فعال‪$$‬ة‬

‫وعميقة‪ ،‬ذلك أن التعليل الوجوبي يحمل على االقناع واالقتن‪$‬اع وض‪$‬مان ح‪$$‬ق ال‪$$‬دفاع والح‪$$‬د من‬

‫الس‪$$ $‬لطة التقديري‪$$ $‬ة لإلدارة ومغاالته‪$$ $‬ا ويض‪$$ $‬من تناس‪$$ $‬ق عمله‪$$ $‬ا اإلداري مم‪$$ $‬ا يجنبه‪$$ $‬ا ك‪$$ $‬ل تعس‪$$ $‬ف‬

‫‪ - 120‬محمد محجوبي‪ ،‬رقابة قاضي اإللغاء على مشروعية القرارات املتعلقة بالتعمير‪ ،‬مرجع سابق ص‪.61‬‬
‫‪ - - 121‬حامد عبد الحليم الشريف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.180‬‬
‫‪ - 122‬عبد القادر باينة‪ ،‬تطبيقات القضاء‪ $‬اإلداري باملغرب‪ ،‬دار توبقال للنشر الطبعة األولى الرباط ‪ 1988‬ص ‪.68‬‬

‫‪54‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وارتج ‪$$‬ال ويع ‪$$‬زز الرقاب ‪$$‬ة القض ‪$$‬ائية على أس ‪$$‬باب الق ‪$$‬رار اإلداري وك ‪$$‬ل انح ‪$$‬راف في اس ‪$$‬تعمال‬

‫السلطة‪.123‬‬

‫وي‪$$‬راد بتعلي‪$$‬ل الق‪$$‬رارات ذك‪$$‬ر م‪$$‬بررات اتخاذها‪ 124‬مباش‪$$‬رة ض‪$$‬من البن‪$$‬ود املكون‪$$‬ة ملنطوقه‪$$‬ا‪،‬‬

‫وبهذا املنظور يصبح التعليل في صلب القرار اإلداري شرطا ملشروعيته‪.‬‬

‫وي‪$$ $‬ؤدي ذل‪$$ $‬ك إلى اعتب‪$$ $‬ار أن الق‪$$ $‬رار الخ‪$$ $‬الي من التعلي‪$$ $‬ل ق‪$$ $‬رار مش‪$$ $‬وبا بالش‪$$ $‬طط ش‪$$ $‬كال‪،‬‬

‫ويخرج من نطاق الحماية القانونية ليقع في وعاء الالمشروعية‪.125‬‬

‫ف‪$$ $ $‬إذا ف‪$$ $ $‬رض املش‪$$ $ $‬رع على اإلدارة تعلي‪$$ $ $‬ل قراراته‪$$ $ $‬ا اإلداري‪$$ $ $‬ة‪ ،‬يتعين عليه‪$$ $ $‬ا اح‪$$ $ $‬ترام ه ‪$$ $‬ذا‬

‫االلتزام القانوني‪ ،‬بحيث يؤدي غياب التعليل في هذه الحالة إلى تعيب القرار اإلداري غ‪$$‬ير املعل‪$$‬ل‬

‫بعيب الشكل‪ ،‬ويجعله عرضة لإللغاء القضائي فيما لو طعن فيه بدعوى اإللغاء‪.‬‬

‫وتج‪$$ $ $‬در اإلش ‪$$ $ $‬ارة أن ‪$$ $ $‬ه يتعين أن تت ‪$$ $ $‬وافر ش ‪$$ $ $‬روط معين ‪$$ $ $‬ة لكي يكتس ‪$$ $ $‬ب التعلي‪$$ $ $‬ل ص ‪$$ $ $‬فة‬

‫املشروعية وتفي اإلدارة بالتزامها القانوني‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بشروط صحة التعليل‪.126‬‬

‫ولع‪$$‬ل أول الش‪$$‬روط ال‪$$‬تي يجب أن يس‪$$‬توفيها التعلي‪$$‬ل الق‪$$‬انوني‪ ،‬أن يك‪$$‬ون واردا في ص‪$$‬لب الق‪$$‬رار‪،‬‬

‫وأن يكون كافيا ومشتمال على كافة العناصر القانونية‪ ،‬والواقعية‪.127‬‬

‫‪ - 123‬وزارة االقتص ‪$$‬اد واملالي ‪$$‬ة‪ ،‬تعلي ‪$$‬ل الق ‪$$‬رارات اإلداري ‪$$‬ة ض ‪$$‬مانة للحق ‪$$‬وق والحري ‪$$‬ات ورقاب ‪$$‬ة قض ‪$$‬ائية فعال ‪$$‬ة‪ ،‬التقري ‪$$‬ر الس ‪$$‬نوي للوكال ‪$$‬ة القض ‪$$‬ائية‬
‫للمملكة ‪ 2014‬ص ‪.52‬‬
‫‪124‬‬
‫‪- Bernard pacteau, le juge de l’excès de pouvoir et les motifs de l’acte administratif, diffusion librairie générale de droit et de‬‬
‫‪jurisprudence paris 1977 page 47.‬‬
‫‪ - 125‬عب‪$$‬د هللا ادريسي‪ ،‬نظ‪$$‬رات في تعلي‪$$‬ل الق‪$$‬رارات اإلداري‪$$‬ة ش‪$$‬كال ومض‪$$‬مونا‪ :‬حيل‪$$‬ة وأف‪$$‬اق‪ ،‬أعم‪$$‬ال الن‪$$‬دوة العلمي‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة املنعق‪$$‬دة بكلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش أيام ‪ 5-4‬فبراير ‪ 1994‬منشورات كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ 1996‬ص‪.45‬‬
‫‪ - 126‬محمد األعرج‪ ،‬إلزام اإلدارة املربية بتعليل قراراتها اإلدارية على ضوء قانون رقم ‪ ،03-01‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانون‪ $،‬دوري‪$‬ة مغربي‪$‬ة‬
‫نصف سنوية عدد ‪ 2002 6‬وجدة ص‪.74 :‬‬
‫‪ - 127‬يقصد باألسباب القانونية‪ ،‬األسس القانونية التي يقوم عليها القرار اإلداري‪ ،‬وتتمثل هذه األسس اما في قاعدة قانونية مكتوبة وإما في قاعدة‬
‫قانونية غير مكتوبة‪.‬‬
‫ويقص‪$$‬د باألس‪$$‬باب الواقعي‪$$‬ة‪ ،‬العناص‪$$‬ر الواقعي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تس‪$$‬تند اليه‪$$‬ا اإلدارة إلص‪$$‬دار الق‪$$‬رار اإلداري‪ ،‬إذ تقتضي ممارس ‪$‬ة‪ $‬معظم الص‪$$‬الحيات اإلداري‪$$‬ة‬
‫قيام حاالت واقعية عمليا‪ ،‬فممارسة تلك الصالحيات مشروطة بقيام تلك الحاالت الواقعية‪ ،‬محمد االعرج املرجع أعاله ص ‪.75-76‬‬

‫‪55‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وبهذا يتحول التعليل إلى شكلية جوهرية للق‪$‬رار‪ ،‬حيث يتع‪$‬رض للبطالن أي ق‪$‬رار ال يتض‪$‬من‬

‫علته بين طياته‪ ،‬وال يغني عن هذا التعليل األسباب التي ق‪$‬د ت‪$‬دلي به‪$‬ا اإلدارة الحق‪$‬ا لقاضي اإللغ‪$‬اء‬

‫بمناسبة جوابها على مقال الطعن‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا يمكن لعملي‪$$‬ة التعلي‪$$‬ل الش‪$$‬كلي للق‪$$‬رار أن تحق‪$$‬ق بعض األه‪$$‬داف اإليجابي‪$$‬ة وال‪$$‬تي من‬

‫شأنها تسهيل عملية املراقبة القضائية‪ ،‬وتحقيق الش‪$‬فافية الالزم‪$‬ة للنش‪$‬اط اإلداري‪ ،‬باعتب‪$‬ار أن‬

‫التعلي‪$$‬ل ‪ -‬ه‪$$‬و الحج‪$$‬ة القاطع‪$$‬ة واملطلق‪$$‬ة على ال‪$$‬تزام اإلدارة بقواع‪$$‬د املش‪$$‬روعية والق‪$$‬انون‪ ،‬وعلى‬

‫أساسها يتم محاسبتها‪.128‬‬

‫وبالت‪$$ $‬الي ف‪$$ $‬إن ع‪$$ $‬دم تس‪$$ $‬بيب الق‪$$ $‬رارات اإلداري‪$$ $‬ة بص‪$$ $‬فة عام‪$$ $‬ة ق‪$$ $‬د يجع‪$$ $‬ل الق‪$$ $‬رار اإلداري‬

‫موس‪$$‬وما ب‪$$‬البطالن‪ ،‬باعتب‪$$‬ار أن تس‪$$‬بيب الق‪$$‬رارات اإلداري‪$$‬ة من الض‪$$‬مانات ال‪$$‬تي يقرره‪$$‬ا الق‪$$‬انون‬

‫لألف‪$$ $‬راد كم‪$$ $‬ا س‪$$ $‬بقت اإلش‪$$ $‬ارة إلى ذل‪$$ $‬ك ألنه‪$$ $‬ا تمكنهم من مراجع‪$$ $‬ة مش‪$$ $‬روعية الق‪$$ $‬رارات وبالت‪$$ $‬الي‬

‫إمكانية الطعن فيها‪.‬‬

‫وبالتالي فإن عدم تعليل القرار اإلداري يجعله باطال بطالنا مطلقا‪ ،‬ل‪$$‬ذلك يجب أن يك‪$$‬ون‬

‫التعلي‪$$ $‬ل ج‪$$ $‬ديا وواض‪$$ $‬حا ومعق‪$$ $‬وال بم‪$$ $‬ا في‪$$ $‬ه الكفاي‪$$ $‬ة‪ ،‬وفي حال‪$$ $‬ة م‪$$ $‬ا إذا تض‪$$ $‬من ه‪$$ $‬ذا الق‪$$ $‬رار علال‬

‫غامضة ومبهمة‪ ،‬اعتبر قرارا خاليا من التعليل شكال وتعرض لإللغاء‪.‬‬

‫وتج ‪$$‬در اإلش ‪$$‬ارة إلى أن ‪$$‬ه إذا ك ‪$$‬ان في الس ‪$$‬ابق ليس هن ‪$$‬اك م ‪$$‬ا يل ‪$$‬زم اإلدارة بتعلي ‪$$‬ل قراراته ‪$$‬ا‬

‫فإن‪$$ $ $ $‬ه بص‪$$ $ $ $‬دور الق‪$$ $ $ $‬انون رقم ‪ 03-01‬بش‪$$ $ $ $‬ان أل‪$$ $ $ $‬زام اإلدارات العمومي‪$$ $ $ $‬ة والجماع‪$$ $ $ $‬ات املحلي‪$$ $ $ $‬ة‬

‫واملؤسس ‪$$‬ات العمومي ‪$$‬ة بتعلي ‪$$‬ل قراراته ‪$$‬ا اإلدارية‪ ،129‬وال ‪$$‬ذي يل ‪$$‬زم في ‪$$‬ه اإلدارة بتعلي ‪$$‬ل قراراته ‪$$‬ا‪،‬‬

‫‪ - 128‬يوس‪$‬ف اش‪$‬ويطر‪ ،‬ض‪$‬بط مخالف‪$‬ات التعم‪$‬ير بين عم‪$‬ل اإلدارة ورقاب‪$‬ة قاضي اإللغ‪$‬اء‪ ،‬رس‪$‬الة لني‪$‬ل دبل‪$‬وم املاس‪$‬تر في ق‪$‬انون العق‪$‬ود والعق‪$‬ار‪ ،‬كلي‪$‬ة‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪ 2013-2012‬ص‪.146‬‬
‫‪ - 129‬الظه ‪$$‬ير الش ‪$$‬ريف رقم ‪ 2002-02-01‬الص ‪$$‬ادر في ‪ 12‬جم ‪$$‬ادى األولى ‪ 1423‬املواف ‪$$‬ق ل ‪ 23‬يوني ‪$$‬و ‪ 2002‬بتنفي ‪$$‬ذ الق ‪$$‬انون رقم ‪ 03-01‬بش ‪$$‬أن إل ‪$$‬زام‬
‫اإلدارات العمومي‪$$‬ة والجماع‪$$‬ات املحلي‪$$‬ة واملؤسس‪$$‬ات العمومي‪$$‬ة بتعلي‪$$‬ل قراراته‪$$‬ا اإلداري‪$$‬ة‪ ،‬منش‪$$‬ور بالجري‪$$‬دة الرس‪$$‬مية ع‪$$‬دد ‪ 5029‬بت‪$$‬اريخ ‪12‬غش‪$$‬ت‬
‫‪ ،2002‬ص‪.2282‬‬

‫‪56‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫فإن‪$$‬ه أص‪$$‬بح من الالزم وال‪$$‬واجب على اإلدارة تعلي‪$$‬ل قراراته‪$$‬ا‪ ،‬وبالت‪$$‬الي م‪$$‬تى ص‪$$‬در ق‪$$‬رار إيق‪$$‬اف‬

‫األش‪$$ $ $ $‬غال غ‪$$ $ $ $‬ير مس‪$$ $ $ $‬بب أو معل‪$$ $ $ $‬ل أمكن للمتض‪$$ $ $ $‬رر من‪$$ $ $ $‬ه الطعن في‪$$ $ $ $‬ه باإللغ‪$$ $ $ $‬اء أم ‪$$ $ $‬ام املحكم‪$$ $ $ $‬ة‬

‫اإلداري‪$$‬ة‪....‬وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا أكدت‪$$‬ه إداري‪$$‬ة وج‪$$‬دة‪ ،‬في قض‪$$‬ية بين الط‪$$‬اعنين ض‪$$‬د قائ‪$$‬د قي‪$$‬ادة س‪$$‬لوان إقليم‬

‫الن‪$$ $‬اظور وال‪$$ $‬تي قض‪$$ $‬ت بإلغ‪$$ $‬اء الق‪$$ $‬رار املطع‪$$ $‬ون في‪$$ $‬ه معتم‪$$ $‬دة التعلي‪$$ $‬ل الت‪$$ $‬الي‪'' :‬حيث يس‪$$ $‬تفاد من‬

‫املق ‪$$ $ $‬ال والوث ‪$$ $ $‬ائق املرفق ‪$$ $ $‬ة ب ‪$$ $ $‬ه أن الط ‪$$ $ $‬اعنين حص ‪$$ $ $‬ال على رخص ‪$$ $ $‬ة بن ‪$$ $ $‬اء ع ‪$$ $ $‬دد ‪ 07/16‬بت ‪$$ $ $‬اريخ‬

‫‪ 2007/02/15‬مس‪$$‬لمة من الجماع‪$$‬ة القروي‪$$‬ة لس‪$$‬لوان قص‪$$‬د بن‪$$‬اء القطع‪$$‬ة األرض‪$$‬ية اململوك‪$$‬ة لهم‪$$‬ا‬

‫مناص ‪$$‬فة إال أن ‪$$‬ه وعن ‪$$‬د مباش ‪$$‬رتهما ألش ‪$$‬غال البن ‪$$‬اء في األس ‪$$‬بوع األول حض ‪$$‬ر قائ ‪$$‬د قي ‪$$‬ادة س ‪$$‬لوان‬

‫وأمرهم‪$$‬ا بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال تحت طائل‪$$‬ة اله‪$$‬دم ورغم استفس‪$$‬ارهما عن س‪$$‬بب إيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال لم‬

‫يتوص‪$‬ال ب‪$‬اي ج‪$‬واب‪ ،‬وبم‪$‬ا ان البن‪$‬اء ال‪$‬ذي يقوم‪$‬ان ب‪$‬ه منص‪$‬ب على عقارهم‪$‬ا بن‪$‬اء على رخص‪$‬ة بن‪$‬اء‬

‫قانوني‪$$‬ة فإنهم‪$$‬ا يلتمس‪$$‬ان إلغ‪$$‬اء الق‪$$‬رار القاضي بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال الص‪$$‬ادر عن قائ‪$$‬د قي‪$$‬ادة س‪$$‬لوان‪.‬‬

‫وحيث أن‪$$ $‬ه بع‪$$ $‬د دراس‪$$ $‬ة املحكم‪$$ $‬ة لكاف‪$$ $‬ة معطي‪$$ $‬ات القض‪$$ $‬ية ت‪$$ $‬بين له‪$$ $‬ا أن الطعن ق‪$$ $‬د اس‪$$ $‬س على‬

‫وسيلة واحدة وهي‪ - :‬االنحراف في استعمال السلطة‪.‬‬

‫وحيث أن ‪$$‬ه بع ‪$$‬د دراس ‪$$‬ة املحكم ‪$$‬ة ملا أورده الطاعن‪$$‬ان بخص ‪$$‬وص ه‪$$‬ذه الوس‪$$‬يلة وال‪$$‬دفوع‬

‫املقدم‪$$‬ة بش‪$$‬أنها وبع‪$$‬د اطالعه‪$$‬ا على ق‪$$‬رار ال‪$$‬ترخيص بالبن‪$$‬اء املس‪$$‬لم للط‪$$‬اعنين ت‪$$‬بين له‪$$‬ا أن‪$$‬ه م‪$$‬ا دام‬

‫ق‪$$‬رار ال‪$$‬ترخيص ص‪$$‬در عن جه‪$$‬ة إداري‪$$‬ة مختص‪$$‬ة وهي رئيس املجلس الق‪$$‬روي لس‪$$‬لوان ف‪$$‬إن ش‪$$‬روع‬

‫الطاعنان في البناء يجعله في مركز قانوني سليم‪.‬‬

‫ف ‪$$ $‬إن م ‪$$ $‬ا دفعت ب‪$$ $ $‬ه اإلدارة املطلوب‪$$ $ $‬ة في الطعن من وج‪$$ $ $‬ود ن‪$$ $ $‬زاع ح‪$$ $ $‬ول ملكي‪$$ $ $‬ة القطع‪$$ $ $‬ة‬

‫األرضية موضوع البناء بين الطاعنين وأشخاص آخ‪$$‬رين وعلى ف‪$‬رض ص‪$‬حته فإن‪$$‬ه ال يعت‪$$‬بر م‪$‬بررا‬

‫للت ‪$$ $‬دخل إليق ‪$$ $‬اف األش ‪$$ $‬غال ويخ ‪$$ $‬رج عن اختص ‪$$ $‬اص القائ ‪$$ $‬د املطل ‪$$ $‬وب في الطعن ورئيس املجلس‬

‫البلدي وغيرهم‪ ،‬ما دام ان القض‪$‬اء ه‪$‬و وح‪$‬ده الجه‪$‬ة املؤهل‪$‬ة واملختص‪$‬ة قانون‪$‬ا للبت في مث‪$‬ل ه‪$‬ذا‬
‫‪57‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ال‪$$‬نزاع مم‪$$‬ا يك‪$$‬ون مع‪$$‬ه الق‪$$‬رار الطعين مش‪$$‬وبا بتج‪$$‬اوز الس‪$$‬لطة لعيب االنح‪$$‬راف في اس‪$$‬تعمالها‬

‫ويتعين إلغاؤه مع ترتيب اآلثار القانونية على ذلك‪.130‬‬

‫إن الس ‪$$‬بب ه ‪$$‬و ك ‪$$‬ل واقع ‪$$‬ة قانوني ‪$$‬ة خارج ‪$$‬ة عن إرادة املس ‪$$‬ؤول اإلداري وال ‪$$‬تي تدفع ‪$$‬ه إلى‬

‫إص ‪$$‬دار الق ‪$$‬رار‪ ،‬فال تس ‪$$‬تطيع اإلدارة الت ‪$$‬دخل إذا لم يوج ‪$$‬د في الواق ‪$$‬ع س ‪$$‬بب ي ‪$$‬برر ت ‪$$‬دخلها‪ ،‬له ‪$$‬ذا‬

‫فعندما يلزم القاضي اإلدارة بالكشف عن األسباب فإنه يكون قد الزمها بالتعليل‪.‬‬

‫ذل‪$$‬ك أن متخ‪$$‬ذ الق‪$$‬رار علي‪$$‬ه ان ي‪$$‬راعي مجموع‪$$‬ة من املح‪$$‬ددات القانوني‪$$‬ة والتنظيمي‪$$‬ة ال‪$$‬تي‬

‫تعت‪$$‬بر م‪$$‬بررات كافي‪$$‬ة لعمل‪$$‬ه‪ .‬كم‪$$‬ا أن ممارس‪$$‬ة الرقاب‪$$‬ة على األس‪$$‬باب تجع‪$$‬ل القاضي اإلداري ام‪$$‬ام‬

‫مجموع‪$$ $‬ة من الفرض‪$$ $‬يات املعق‪$$ $‬دة ال‪$$ $‬تي لم يس‪$$ $‬تطيع الق‪$$ $‬انون التنب‪$$ $‬ؤ به‪$$ $‬ا‪ ،‬ألن عيب الس‪$$ $‬بب ل‪$$ $‬ه‬

‫ارتباط وعالقة بباقي عيوب عدم الشرعية‪.131‬‬

‫لهذا ونتيجة لخطورة قرار وقف األشغال وما سيتبعه من آثار كالهدم بعد مرور أجل ال‬

‫يتعدى شهر واحد من صدور القرار بإصالح املخالفة‪132‬وحتى يتمكن املعني ب‪$$‬األمر من الطعن في‬

‫ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال أم‪$$‬ام املح‪$$‬اكم اإلداري‪$$‬ة‪ ،‬أوجب املش‪$$‬رع ض‪$$‬رورة تبلي‪$$‬غ ه‪$$‬ذا الق‪$$‬رار إلى املع‪$$‬ني‬

‫باألمر‪.133‬‬

‫ومن هن ‪$$‬ا يس ‪$$‬تنتج أن اإلدارة املعني ‪$$‬ة ب ‪$$‬األمر قب ‪$$‬ل إق ‪$$‬دامها على اتخ ‪$$‬اذ قراره ‪$$‬ا في موض ‪$$‬وع‬

‫معين مث ‪$$ $ $‬ل ال ‪$$ $ $‬ترخيص أو املن ‪$$ $ $‬ع‪ ،‬فهي تلج ‪$$ $ $‬أ إلى القي ‪$$ $ $‬ام بمجموع ‪$$ $ $‬ة من األعم ‪$$ $ $‬ال ذات الص ‪$$ $ $‬بغة‬

‫التحض‪$$‬يرية وذل‪$$‬ك ك‪$$‬أن تق‪$$‬وم بمراس‪$$‬الت للمعن‪$$‬يين ب‪$‬األمر تخ‪$$‬برهم فيه‪$$‬ا بم‪$$‬ا س‪$$‬وف تق‪$$‬وم ب‪$$‬ه‪ ،‬ومن‬
‫‪ - 130‬حكم املحكم ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة بوج ‪$$‬دة‪ ،‬رقم ‪ 351‬الص ‪$$‬ادر‪ $‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 2011 $ $-07-08‬في املل ‪$$‬ف رقم ‪ 73/08/5‬أوردت ‪$$‬ه ابتس ‪$$‬ام ال ‪$$‬درقاوي‪ ،‬رقاب ‪$$‬ة القض ‪$$‬اء‪$‬‬
‫اإلداري على مش‪$‬روعية ق‪$‬رارت التعم‪$‬ير – رخص البن‪$$‬اء وق‪$‬ف االش‪$‬غال واله‪$‬دم نموذج‪$‬ا – رس‪$‬الة لني‪$$‬ل دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر في ق‪$$‬انون العق‪$$‬ود والعق‪$‬ار كلي‪$$‬ة‬
‫العلم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪ 2012-2013‬ص ‪.83‬‬
‫‪ - 131‬عبد هللا حداد‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون املغربي‪ ،‬منشورات عكاظ‪ 1999 ،‬الرباط ص ‪.127‬‬
‫‪ - 132‬وه‪$$‬و م‪$$‬ا نص‪$$‬ت علي‪$$‬ه املادة ‪ 68‬من الق‪$$‬انون رقم ‪ 12-90‬املع‪$$‬دل بم‪$$‬وجب الق‪$$‬انون رقم‪ 66-12‬على أن‪$$‬ه‪" :‬يص‪$$‬در املراقب ال‪$$‬ذي ع‪$$‬اين املخالف‪$$‬ة ام‪$$‬را‬
‫باتخ‪$$‬اذ الت‪$$‬دابير الالزم‪$$‬ة إلنه ‪$$‬اء املخالف‪$$‬ة في أج‪$$‬ل ال يمكن أن يق ‪$$‬ل عن عش‪$$‬رة أي‪$$‬ام وال أن يتج‪$$‬اوز ش ‪$$‬هرا واح ‪$$‬دا‪ ،‬إذا ك ‪$$‬انت األفع ‪$$‬ال املكون‪$$‬ة للمخالف‪$$‬ة‬
‫يمكن تداركها‪ $‬لكونها ال تمثل إخالال خطيرا بضوابط التعمير والبناء التي خرقها‪."...‬‬
‫‪ - 133‬وهو ما نصت عليه الفقرة األولى من املادة ‪ 67‬من القانون رقم القانون رقم ‪ 12-90‬املعدل بموجب القانون رقم‪.66-12‬‬

‫‪58‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫بين ه‪$$‬ذه األعم‪$$‬ال قي‪$$‬ام اإلدارة بتوجي‪$$‬ه إن‪$$‬ذار للمع‪$$‬ني ب‪$$‬األمر قب‪$$‬ل اتخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال‪،‬‬

‫باعتب‪$$‬اره دع‪$$‬وى لتس‪$$‬وية الوض‪$$‬عية الغ‪$$‬ير قانوني‪$$‬ة‪ ،‬وتج‪$$‬در اإلش‪$$‬ارة إلى أن ه‪$$‬ذه األخ‪$$‬يرة ال يمكن‬

‫ان تك‪$$‬ون موض‪$$‬وعا للطعن بس‪$$‬بب التج‪$$‬اوز في اس‪$$‬تعمال الس‪$$‬لطة‪ ،‬ألنه‪$$‬ا ال ت‪$$‬ؤثر ب‪$$‬ذاتها في األوض‪$$‬اع‬
‫‪134‬‬
‫القانونية للمعني باألمر وإنما تعتبر أعمال تحضيرية وفي هذا ذهبت املحكمة االدارية بالرب‪$$‬اط‬

‫الى أن اإلج ‪$$‬راءات التحض ‪$$‬يرية الحبي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تتخ ‪$$‬ذها اإلدارة وال تكتس ي ط ‪$$‬ابع اإلل ‪$$‬زام تعت ‪$$‬بر غ ‪$$‬ير‬

‫م‪$$‬ؤثرة في املرك‪$$‬ز الق‪$$‬انوني ملن ص‪$$‬درت في حق‪$$‬ه وهي ل‪$$‬ذلك ال ت‪$$‬رقى إلى مس‪$$‬توى الق‪$$‬رار اإلداري وال‬

‫تقبل في حد ذاتها الطعن عن طريق دعوى اإللغاء"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم بيان األعمال املخالفة في صلب قرار وقف األشغال‬

‫إن ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال إذا ص‪$$‬در خالي‪$$‬ا من اإلش‪$$‬ارة إلى األعم‪$$‬ال املخالف‪$$‬ة للق‪$$‬انون املراد‬

‫وقفه‪$$ $‬ا فإن‪$$ $‬ه يعت‪$$ $‬بر ق‪$$ $‬رارا ب‪$$ $‬اطال‪ ،‬ومتس‪$$ $‬ما بالش‪$$ $‬طط في اس‪$$ $‬تعمال الس‪$$ $‬لطة؛ إذ يجب أن يحت‪$$ $‬وي‬

‫الق ‪$$‬رار اإلداري على بي ‪$$‬ان مفص ‪$$‬ل لألعم ‪$$‬ال املخالفة‪ 135‬ومح ‪$$‬ددا لتل ‪$$‬ك األعم‪$$‬ال وماهيته ‪$$‬ا‪ ،‬وب‪$$‬ذلك‬

‫اس‪$$‬تقر القض‪$$‬اء على أن إيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال يجب أن يرتب‪$$‬ط بمخالف‪$$‬ة من مخالف‪$$‬ات ق‪$$‬انون التعم‪$$‬ير‪،‬‬

‫وأن أي أم‪$$ $ $‬ر يخ‪$$ $ $‬الف ذل‪$$ $ $‬ك ي‪$$ $ $‬ؤدي الى الغ‪$$ $ $‬اء ه‪$$ $ $‬ذا الق‪$$ $ $‬رار‪ ،‬حيث ج‪$$ $ $‬اء في ق‪$$ $ $‬رار املجلس األعلى‪:‬‬

‫"‪...‬وحيث أن إيق ‪$$ $‬اف البن ‪$$ $‬اء ال يمكن أن يتخ ‪$$ $‬ذ من ط ‪$$ $‬رف رئيس املجلس البل ‪$$ $‬دي إال إذا أثبت أن‬

‫املرخص له قد خالف الضوابط في مادة التعمير‪.136...‬‬

‫‪ - 134‬ق‪$$‬رار املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بالرب‪$$‬اط‪ ،‬رقم ‪ 786‬في املل‪$$‬ف اإلداري رقم ‪ 260/1‬ص‪$$‬ادر بت‪$$‬اريخ ‪ ،2006/06/13‬أورده فيص‪$$‬ل بوش‪$$‬كورت مرج‪$$‬ع س‪$$‬ابق‬
‫ص ‪.55‬‬
‫‪ -135‬األعم‪$$ $‬ال املخالف‪$$ $‬ة حس‪$$ $‬ب املادة ‪ 64‬من الق‪$$ $‬انون ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $‬ق ب‪$$ $‬التعمير واملتمم واملع‪$$ $‬دل بم‪$$ $‬وجب الق‪$$ $‬انون‪ $‬رقم ‪ 66.12‬تش‪$$ $‬مل‪ :‬انج‪$$ $‬از بن‪$$ $‬اء أو‬
‫الشروع في إنجازه من غير رخصة سابقة؛ دون احترام مقتضيات الوثائق املكتوبة واملرسومة موضوع الرخص املسلمة بشأنها‪...‬‬
‫‪ - 136‬ق‪$$‬رار املجلس األعلى رقم ‪ 9‬في املل‪$$‬ف اإلداري رقم ‪ ،8865‬ص ‪$$‬ادر بت ‪$$‬اريخ ‪ ،1988/1/7‬منش‪$$‬ور بمجل‪$$‬ة املجلس األعلى ع ‪$$‬دد ‪ 58‬س ‪$$‬نة ‪ ،1997‬ص‪:‬‬
‫‪.165‬‬

‫‪59‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وفي قرار آخر صدر عن الغرفة اإلدارية باملجلس األعلى أيضا ‪ ،137‬والذي نص على نفس‬

‫الش يء معتم ‪$$‬دا التعلي ‪$$‬ل اآلتي‪..." :‬وحيث أن ‪$$‬ه تبع ‪$$‬ا للفص ‪$$‬لين ‪ 19‬و‪ 20‬من ظه ‪$$‬ير ‪ 30‬يولي ‪$$‬وز ‪1952‬‬

‫املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير‪ ،‬ف‪$$‬إن املجلس الجم‪$$‬اعي ال يمكن‪$$‬ه أن ي‪$$‬أمر بإيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء‪ ،‬إال إذا ثبت أن‬

‫ه‪$$ $‬ذا البن‪$$ $‬اء ج‪$$ $‬اء مخالف‪$$ $‬ا للق‪$$ $‬وانين أو الض‪$$ $‬وابط الج‪$$ $‬اري به‪$$ $‬ا العم‪$$ $‬ل‪ ،‬أو غ‪$$ $‬ير مط‪$$ $‬ابق للتص‪$$ $‬ميم‬

‫املصادق عليه"‪.‬‬

‫له ‪$$‬ذا إذا ص ‪$$‬در ق ‪$$‬رار الوق ‪$$‬ف خالي ‪$$‬ا من اإلش ‪$$‬ارة إلى األعم ‪$$‬ال املخالف ‪$$‬ة املراد وقفه ‪$$‬ا فإن ‪$$‬ه‬

‫يبط‪$$‬ل‪ ،‬ومن ثم ف‪$$‬إن الق‪$$‬رار يجب أن يحت‪$$‬وي على بي‪$$‬ان مفص‪$$‬ل لألعم‪$$‬ال املخالف‪$$‬ة ومح‪$$‬ددا ملاهي‪$$‬ة‬

‫تلك األعمال‪.‬‬

‫ومحاض‪$$‬ر ض‪$$‬بط املخالف‪$$‬ات تعت‪$$‬بر ك‪$$‬ذلك األس‪$$‬اس في إص‪$$‬دار ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال‪ ،‬إذ أن‬

‫هذه املحاضر لها قوة ثبوتية على ارتكاب الفعل املخالف من عدمه‪.‬‬

‫وبه ‪$$‬ذا اس ‪$$‬تقر القض ‪$$‬اء على أن ايق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال يجب أن يرتب‪$$‬ط بمخالف ‪$$‬ة ق‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير‬

‫وأن أي أمر يخالف ذلك ي‪$‬ؤدي إلى إلغ‪$‬اء ه‪$‬ذا الق‪$‬رار‪ .‬ف‪$‬ني قض‪$‬ية بين الط‪$‬اعن ض‪$‬د رئيس املجلس‬

‫الجم‪$$‬اعي بتط‪$$‬وان ق‪$$‬ررت الغرف‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة ب‪$$‬املجلس األعلى إلغ‪$$‬اء الق‪$$‬رار املطع‪$$‬ون في‪$$‬ه بن‪$$‬اء على م‪$$‬ا‬

‫يلي‪:138‬حيث أن‪$$‬ه من الث‪$$‬ابت من أوراق املل‪$$‬ف وب‪$$‬اعتراف البلدي‪$$‬ة نفس‪$$‬ها أن الط‪$$‬اعن ق‪$$‬د رخص ل‪$$‬ه‬

‫في البناء حسب الرخصة عدد (‪ )...‬كما رخص له في االستمرار في عملية البناء‪.‬‬

‫إن إيق‪$$ $ $ $‬اف البن‪$$ $ $ $‬اء ال يمكن أن يتخ‪$$ $ $ $‬ذ من ط‪$$ $ $ $‬رف رئيس املجلس البل‪$$ $ $ $‬دي إال إذا ثبت أن‬

‫املرخص له قد خالف الضوابط في مادة التعمير والبناء والطرق املنصوص عليه‪$$‬ا في الفص‪$$‬ل ‪20‬‬

‫‪ - 137‬ق‪$$‬رار املجلس األعلى ع‪$$‬دد ‪ ،429‬بت‪$$‬اريخ ‪ 27‬دجن‪$$‬بر ‪ ،1990‬في املل‪$$‬ف االداري ع‪$$‬دد ‪ 88/8487‬منش‪$$‬ور في املجل‪$$‬ة املغربي‪$$‬ة لإلدارة املحلي‪$$‬ة والتنمي‪$$‬ة‬
‫عدد ‪ ،1‬ص‪.61‬‬
‫‪ - 138‬ق‪$$‬رار املجلس األعلى‪ ،‬ع‪$$‬دد ‪ ،4‬بت‪$$‬اريخ ‪ 14‬ين‪$$‬اير ‪ ،1988‬في املل‪$$‬ف اإلداري ع‪$$‬دد ‪ ،8856‬أورده الش‪$$‬ريف البق‪$$‬الي‪ ،‬رقاب‪$$‬ة القاضي اإلداري‬
‫على مشروعية قرارات وقف األشغال واله‪$‬دم‪ ،‬منش‪$‬ورات املجل‪$‬ة املغربي‪$‬ة لإلدارة املحلي‪$‬ة والتنمي‪$‬ة ع‪$‬دد م‪$‬زدوج ‪ 62-63‬الرب‪$‬اط‪.2005‬ص‬
‫‪.79‬‬

‫‪60‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫من الظه‪$$‬ير الش‪$$‬ريف املؤرخ في ‪ 30‬يولي‪$$‬وز ‪ 1952‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير في حين أن اإلدارة تس‪$$‬كت‬

‫في م‪$$‬ذكرتها الجوابي‪$$‬ة ب‪$$‬أن الس‪$$‬بب ال‪$$‬ذي ح‪$$‬ذا به‪$$‬ا إلى من‪$$‬ع الط‪$$‬اعن من االس‪$$‬تمرار في عملي‪$$‬ة البن‪$$‬اء‬

‫ه‪$$‬و الش‪$$‬كاية ال‪$$‬تي تق‪$$‬دمت به‪$$‬ا وزارة األحب‪$$‬اس وورث‪$$‬ة (‪ )...‬وال‪$$‬ذين ق‪$$‬دموا له‪$$‬ا حجج‪$$‬ا ثبت ملكيتهم‬

‫لج ‪$$ $‬زء من ه ‪$$ $‬ذه القطع ‪$$ $‬ة والح ‪$$ $‬ال أن البت في مث ‪$$ $‬ل ه ‪$$ $‬ذا ال ‪$$ $‬نزاع ال ي ‪$$ $‬دخل في اختص ‪$$ $‬اص املجلس‬

‫البل ‪$$‬دي وال رئيس ‪$$‬ه ب ‪$$‬ل يجب أن يع ‪$$‬رض على القض ‪$$‬اء ال ‪$$‬ذي ل ‪$$‬ه في ه ‪$$‬ذه الحال ‪$$‬ة الص ‪$$‬الحية وح ‪$$‬ده‬

‫لألمر بإيقاف عمليات البناء‪.‬‬

‫وحيث أن م ‪$$‬ؤدى ذل ‪$$‬ك أن املجلس البل ‪$$‬دي لتط ‪$$‬وان عن ‪$$‬دما اتخ ‪$$‬ذ املق ‪$$‬رر القاض ي بإيق ‪$$‬اف‬

‫البناء يكون اشتط في استعمال سلطته وعرض بالتالي قراره لإللغاء"‪.‬‬

‫وفي نفس الص‪$$ $‬دد ذهبت املحكم‪$$ $‬ة اإلداري‪$$ $‬ة بوج ‪$$‬دة‪ 139‬في قض‪$$ $‬ية بين الط‪$$ $‬اعن ض‪$$ $‬د رئيس‬

‫املجلس الجماعي بالناظور إلى إلغاء القرار املطعون فيه معتمدة التعليل التالي‪:‬‬

‫''‪ ....‬لكن حيث إن الق ‪$$ $ $‬رار القاض ي بإيق ‪$$ $ $‬اف األش ‪$$ $ $‬غال يجب أن يتض ‪$$ $ $‬من بيان ‪$$ $ $‬ا مفص ‪$$ $ $‬ال‬

‫لألعم‪$$ $‬ال املخالف‪$$ $‬ة وتحدي‪$$ $‬دا ملاهي‪$$ $‬ة تل‪$$ $‬ك األعم‪$$ $‬ال طبق‪$$ $‬ا ملقتض‪$$ $‬يات املادة ‪ 65‬من الق‪$$ $‬انون رقم‬

‫‪ 12.90‬املتعلق ب‪$‬التعمير‪ ،‬كم‪$‬ا أن ق‪$‬رار اإليق‪$‬اف يجب أن يرتب‪$‬ط بمخالف‪$‬ة ق‪$‬انون التعم‪$‬ير‪ ،‬في حين‬

‫أنه بالرجوع إلى وثائق امللف وخاصة القرار املطعون فيه‪.‬‬

‫وم ‪$$ $ $‬ا راج بجلس ‪$$ $ $‬ة البحث يت ‪$$ $ $‬بين أن املطل ‪$$ $ $‬وب في الطعن لم تنس ‪$$ $ $‬ب ل ‪$$ $ $‬ه أي مخالف ‪$$ $ $‬ة من‬

‫مخالفات التعمير بشكل محدد‪.‬‬

‫وحيث أن م‪$$‬ؤدى ذل‪$$‬ك أن رئيس املجلس الجم‪$$‬اعي بالن‪$$‬اظور عن‪$$‬دما اتخ‪$$‬ذ املق‪$$‬رر القاضي‬

‫بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال يك‪$$‬ون ق‪$$‬د تج‪$$‬اوز في اس‪$$‬تعماله للس‪$$‬لطة مم‪$$‬ا يس‪$$‬توجب مع‪$$‬ه الحكم بإلغائ‪$$‬ه م‪$$‬ع‬

‫ترتيب اآلثار القانونية"‪.‬‬

‫‪ - 139‬حكم املحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬رقم ‪ ،476‬الصادر بتاريخ ‪ 01.11.2011‬في امللف رقم ‪ 5.6.75‬أوردته ابتسام الدرقاوي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.90‬‬

‫‪61‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وقض‪$$‬ت املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بوج‪$$‬دة أيضا‪ 140‬في قض‪$$‬ية بين الطاعن‪$$‬ان ض‪$$‬د املجلس البل‪$$‬دي‬

‫ملدين ‪$$‬ة برك ‪$$‬ان بإلغائه ‪$$‬ا الق ‪$$‬رار املطع ‪$$‬ون في ‪$$‬ه معلل ‪$$‬ة ذل ‪$$‬ك بم ‪$$‬ا يلي‪..." :‬وحيث أج ‪$$‬اب رئيس املجلس‬

‫البل ‪$$ $‬دي ببرك ‪$$ $‬ان وأن املجلس املذكور يتمت ‪$$ $‬ع بالشخص ‪$$ $‬ية املعنوي ‪$$ $‬ة واإلس ‪$$ $‬تقالل املالي وأن رئيس‬

‫املجلس اتخذ القرار موضوع الطعن في إطار املادة ‪ 45‬من امليثاق الجماعي والتمس إخراجه من‬

‫الدعوى‪.‬‬

‫وحيث ان‪$$‬ه بع‪$$‬د دراس‪$$‬ة املحكم‪$$‬ة لكاف‪$$‬ة معطي‪$$‬ات القض‪$$‬ية ت‪$$‬بين له‪$$‬ا أن الطعن أس‪$$‬س على‬

‫أرب ‪$$ $‬ع وس ‪$$ $‬ائل هي‪ :‬انع ‪$$ $‬دام التعلي ‪$$ $‬ل‪ ،‬مخالف ‪$$ $‬ة الق ‪$$ $‬رار املطع ‪$$ $‬ون في ‪$$ $‬ه للق ‪$$ $‬انون‪ ،‬انع ‪$$ $‬دام الس ‪$$ $‬بب‪،‬‬

‫االنحراف في استعمال السلطة‪.‬‬

‫وحيث أن فيم ‪$$‬ا يخص الوس ‪$$‬يلة األولى واملس ‪$$‬تمدة من انع ‪$$‬دام التعلي ‪$$‬ل فإن ‪$$‬ه ب ‪$$‬الرجوع إلى‬

‫نص الق ‪$$‬رار املطع ‪$$‬ون في ‪$$‬ه يتض ‪$$‬ح أن ‪$$‬ه ب ‪$$‬ني على عل ‪$$‬ة واح ‪$$‬دة واملض ‪$$‬منة في ديباج ‪$$‬ة الق ‪$$‬رار مفاده ‪$$‬ا‬

‫املادة ‪ 65‬من الق‪$$ $‬انون ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $‬ق ب‪$$ $‬التعمير‪ ،‬وأن‪$$ $‬ه باس‪$$ $‬تقراء املادة املذكورة نج‪$$ $‬دها تتض‪$$ $‬من‬

‫مخالف‪$$ $‬ات ق‪$$ $‬انون التعم‪$$ $‬ير‪ ،‬مم‪$$ $‬ا يك‪$$ $‬ون مع‪$$ $‬ه الق‪$$ $‬رار املطع‪$$ $‬ون في‪$$ $‬ه ق‪$$ $‬د ج‪$$ $‬اء معلال‪ ،‬وتبقى مع‪$$ $‬ه‬

‫الوسيلة املثارة غير منتجة ويتعين استبعادها‪.‬‬

‫وحيث أن‪$$ $ $‬ه فيم‪$$ $ $‬ا يخص الوس‪$$ $ $‬يلة الثاني‪$$ $ $‬ة واملتمثل‪$$ $ $‬ة في مخالف‪$$ $ $‬ة الق‪$$ $ $‬رار املطع‪$$ $ $‬ون في‪$$ $ $‬ه‬

‫للق‪$$‬انون ف‪$$‬إن املجلس املطل‪$$‬وب في الطعن وإن ك‪$$‬ان ق‪$$‬د عل‪$$‬ل ق‪$$‬راره بن‪$$‬اء على املادة ‪ 65‬من ق‪$$‬انون‬

‫التعمير‪ ،‬كما تم بيانه في الحيثيات أعاله‪ ،‬فإنه فض‪$$‬ال على أن املجلس املذكور ع‪$$‬زف عن الج‪$$‬واب‬

‫ف‪$$ $‬إن إيق‪$$ $‬اف البن‪$$ $‬اء ال يمكن أن يتخ‪$$ $‬ذ من ط‪$$ $‬رف رئيس املجلس إال إذا ثبت أن املرخص ل‪$$ $‬ه ق‪$$ $‬د‬

‫خ ‪$$ $‬الف الض‪$$ $ $‬وابط املنص‪$$ $ $‬وص عليه‪$$ $ $‬ا في ق ‪$$ $‬انون التعم‪$$ $ $‬ير املنص‪$$ $ $‬وص عليه‪$$ $ $‬ا في املادة ‪ 64‬من ه‪$$ $ $‬ذا‬

‫الق‪$$‬انون‪ .‬وحيث أن‪$$‬ه م‪$$‬ا دام لم ينس‪$$‬ب إلى الط‪$$‬اعن أي مخالف‪$$‬ة من مخالف‪$$‬ات ق‪$$‬انون التعم‪$$‬ير وان‬

‫‪ - 140‬حكم املحكمة اإلدارية بوحجة‪ ،‬رقم ‪ ،391‬الصادر بتاريخ ‪ 12.09.2011‬في امللف رقم ‪ 5.10.23‬أوردته ابتسام الدرقاوي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.91‬‬

‫‪62‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫املادة ‪ 65‬املؤسس عليه‪$‬ا الق‪$‬رار ج‪$‬اءت عام‪$‬ة بحيث لم تح‪$‬دد بش‪$‬كل جلي املخالف‪$‬ة ال‪$‬تي ارتكبه‪$‬ا‬

‫الط ‪$$‬اعن كم ‪$$‬ا امتن ‪$$‬ع املجلس عن الج ‪$$‬واب رغم منح ‪$$‬ه أجال كافي ‪$$‬ا وإع ‪$$‬ذاره ف ‪$$‬إن الوس ‪$$‬يلة املث ‪$$‬ارة‬

‫تكون مبنية على أساس سليم ويتعين اعتمادها‪.‬‬

‫وحيث أن ‪$$‬ه فيم ‪$$‬ا يخص الوس ‪$$‬يلة الثالث ‪$$‬ة واملس ‪$$‬تمدة من انع ‪$$‬دام الس ‪$$‬بب املتمث ‪$$‬ل في ع ‪$$‬دم‬

‫ثبوت مخالفات في حق الطاعن والتي تتداخل مع الوس‪$$‬يلة الثاني‪$‬ة‪ ،‬فإن‪$$‬ه بع‪$‬د اطالع املحكم‪$‬ة على‬

‫الق‪$$‬رار الطعين ت‪$$‬بين له‪$$‬ا أن‪$‬ه اس‪$‬تند إلى املادة ‪ 65‬من ق‪$‬انون التعم‪$‬ير‪ .‬وحيث أن‪$‬ه أم‪$‬ام ص‪$‬حة ه‪$‬اتين‬

‫الوس‪$$‬يلتين وب‪$$‬دون حاج‪$$‬ة ملناقش‪$$‬ة الوس‪$$‬يلة الرابع‪$$‬ة مش‪$$‬وبا بتج‪$$‬اوز الس‪$$‬لطة مم‪$$‬ا يس‪$$‬توجب مع‪$$‬ه‬

‫الحكم بإلغائ ‪$$‬ه م‪$$ $‬ع ت ‪$$‬رتيب اآلث ‪$$‬ار القانوني‪$$ $‬ة"‪ .‬املتمثل‪$$ $‬ة في االنح ‪$$‬راف في اس ‪$$‬تعمال الس‪$$ $‬لطة يك‪$$ $‬ون‬

‫الق ‪$$‬رار املطع ‪$$‬ون مش ‪$$‬وبا بتج ‪$$‬اوز الس ‪$$‬لطة مم ‪$$‬ا يس ‪$$‬توجب مع ‪$$‬ه الحكم بإلغائ ‪$$‬ه م ‪$$‬ع ت ‪$$‬رتيب االث ‪$$‬ار‬

‫القانونية‪.‬‬

‫ويستنتج من خالل هذه األحكام أن هناك عدة قرارات ق‪$‬د تتع‪$‬رض لإللغ‪$‬اء بس‪$‬بب ع‪$‬دم‬

‫التثبت من م ‪$$‬دى مخالف ‪$$‬ة ق ‪$$‬وانين التعم ‪$$‬ير عن ‪$$‬د ص ‪$$‬دورها‪ ،‬وهي ق ‪$$‬رارات ال ش ‪$$‬ك أن من ص ‪$$‬درت‬

‫عن ‪$$ $‬ه اعتم ‪$$ $‬د في إص ‪$$ $‬دارها على محض ‪$$ $‬ر ح ‪$$ $‬رر من ط ‪$$ $‬رف أش ‪$$ $‬خاص يف ‪$$ $‬ترض فيهم أنهم مؤهل ‪$$ $‬ون‬

‫لتحريرها‪ ،‬بينما ثبت العكس‪ ،141‬الشيء الذي يدفع بالقاضي إلى إلغائها‪.‬‬

‫خصوص‪$$ $‬ا وأن محاض‪$$ $‬ر ض‪$$ $‬بط املخالف‪$$ $‬ات تع‪$$ $‬د بمثاب‪$$ $‬ة االنطالق‪$$ $‬ة األساس‪$$ $‬ية في الطري‪$$ $‬ق‬

‫املؤدي إلى تطبيق العقوبات في حق املخالف‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على قرارات وقف االشغال‬

‫تعت‪$$ $‬بر اإلدارة هي ص ‪$$‬احبة الس‪$$ $‬لطة واالمتي‪$$ $‬از ب ‪$$‬النظر لإلمكاني ‪$$‬ات والوس‪$$ $‬ائل ال‪$$ $‬تي تت‪$$ $‬وفر‬

‫عليه‪$$‬ا‪ ،‬وك‪$$‬ذا الس‪$$‬لطات املخول‪$$‬ة له‪$$‬ا وال‪$$‬تي تمكنه‪$$‬ا من اص‪$$‬دار ق‪$$‬رارات إداري‪$$‬ة تل‪$$‬زم االف‪$$‬راد‪ ،‬لكن‬

‫‪ - 141‬محمد محجوبي‪ ،‬قراءة عملية في قوانين التعمير املغربية مرجع سابق ص‪123 :‬‬

‫‪63‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ه‪$$‬ذا األم‪$$‬ر ال يجع‪$$‬ل منه‪$$‬ا إدارة ح‪$$‬رة وطليق‪$$‬ة في تص‪$$‬رفاتها ب‪$$‬ل تخض‪$$‬ع للرقاب‪$$‬ة القض‪$$‬ائية على‬

‫أعمالها‪.‬‬

‫ومن الق‪$$ $ $‬رارات ال‪$$ $ $‬تي تتخ‪$$ $ $‬ذها الس‪$$ $ $‬لطات في إط‪$$ $ $‬ار العقوب‪$$ $ $‬ات اإلداري‪$$ $ $‬ة املفروض‪$$ $ $‬ة على‬

‫املخ‪$$ $‬الفين لض‪$$ $‬وابط التعم‪$$ $‬ير والبن‪$$ $‬اء‪ ،‬نج‪$$ $‬د الق‪$$ $‬رار بإيق‪$$ $‬اف أش‪$$ $‬غال البن‪$$ $‬اء كلم‪$$ $‬ا ك‪$$ $‬انت األش‪$$ $‬غال‬

‫موض‪$$ $ $‬وع املخالف‪$$ $ $‬ة م‪$$ $ $‬ازالت في ط‪$$ $ $‬ور اإلنج‪$$ $ $‬از وذل‪$$ $ $‬ك في حال‪$$ $ $‬ة ارتك‪$$ $ $‬اب مجموع‪$$ $ $‬ة من األفع‪$$ $ $‬ال‬

‫املنص ‪$$‬وص عليه ‪$$‬ا في ق ‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير‪ .‬وه ‪$$‬ذه الق ‪$$‬رارات كم ‪$$‬ا يمكن أن تك ‪$$‬ون مش ‪$$‬روعة وقانوني ‪$$‬ة‪،‬‬

‫يمكن أن تك ‪$$‬ون مش ‪$$‬وبة بعيب تج ‪$$‬اوز الس ‪$$‬لطة‪ ،‬ل ‪$$‬ذلك يت ‪$$‬دخل القض ‪$$‬اء اإلداري في مراقب ‪$$‬ة ه ‪$$‬ذه‬

‫القرارات‪.142‬‬

‫املطلب االول‪ :‬تطبيقات خاصة للطعن في قرار وقف األشغال‬

‫يعت‪$$ $‬بر ق‪$$ $‬رار إيق‪$$ $‬اف األش‪$$ $‬غال أهم إج‪$$ $‬راء إداري ردعي ووق‪$$ $‬ائي في آن واح‪$$ $‬د‪ ،‬فه‪$$ $‬و يس‪$$ $‬مح‬

‫بتدارك املخالفات وتفادي جسامتها واس‪$$‬تفحالها‪ ،143‬ومن خالل املمارس‪$$‬ة العملي‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إن ق‪$$‬رارات‬

‫إيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء تك‪$$‬ون موض‪$$‬وع نزاع‪$$‬ات قض‪$$‬ائية ام‪$$‬ام املح‪$$‬اكم اإلداري‪$$‬ة‪ ،‬بحيث يتم الطعن‬

‫فيه‪$$‬ا من ك‪$$‬ل ش‪$$‬خص يعتبره‪$$‬ا تعس‪$$‬فا ض‪$$‬د حقوق‪$$‬ه‪ ،‬وعلى ه‪$$‬ذا األس‪$$‬اس س‪$$‬يتم التط‪$$‬رق في (فقرة‬

‫أولى) ل الطعن في األعم ‪$$‬ال التحض ‪$$‬يرية‪ ،‬أم ‪$$‬ا في (فق رة ثاني ة) س ‪$$‬يم التط ‪$$‬رق الى وق ‪$$‬ف االش ‪$$‬غال‬

‫لوجود رخصة ضمنية‪.‬‬

‫‪ - 142‬يوس‪$$‬ف املداني‪ ،‬الت‪$$‬دخل اإلداري والقض‪$$‬ائي في ض‪$$‬بط مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر في ق‪$$‬انون العق‪$$‬ود والعق‪$$‬ار‪ ،‬كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪ 2011-2010‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 143‬محم‪$$‬د محج‪$$‬وبي‪ ،‬رقاب‪$$‬ة قاضي اإللغ‪$$‬اء على مش‪$$‬روعية الق‪$$‬رارات املتعلق‪$$‬ة ب‪$$‬التعمير‪ ،‬منش‪$$‬ورات مجل‪$$‬ة رس‪$$‬الة املحام‪$$‬اة الع‪$$‬دد ‪ 22‬س‪$$‬نة ‪ 2004‬دار‬
‫القلم للطباعة‪ $‬والنشر الرباط ص ‪.65‬‬

‫‪64‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في األعمال التحضيرية‬

‫اس‪$$ $‬تنادا على اجته‪$$ $‬اد مجلس الدول‪$$ $‬ة الفرنس ي‪ ،‬فق‪$$ $‬د ذهب املجلس األعلى إلى الق‪$$ $‬ول ب ‪$$‬أن‬

‫الق‪$$‬رار اإلداري القاب‪$$‬ل للطعن باإللغ‪$$‬اء ه‪$$‬و ذل‪$$‬ك الق‪$$‬رار املؤثر على وض‪$$‬عية الط‪$$‬اعن وامللح‪$$‬ق ب‪$$‬ه‬

‫ض‪$$‬ررا‪ ،‬وقضى بع‪$$‬دم قب‪$$‬ول بعض الطع‪$$‬ون باإللغ‪$$‬اء لكونه‪$$‬ا وجهت ض‪$$‬د ق‪$$‬رارات لم تكتس‪$$‬ب بع‪$$‬د‬

‫الصبغة النهائية واعتبر مثل هذه األعمال مجرد اعمال تحضيرية ال تقبل الطعن باإللغاء‪.144‬‬

‫ف‪$‬اإلدارة قب‪$$‬ل إق‪$‬دامها على اتخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار م‪$$‬ا في موض‪$$‬وع معين مث‪$‬ل ال‪$$‬ترخيص أو املن‪$$‬ع‪ ،‬تلج‪$$‬أ‬

‫إلى القي‪$$ $ $‬ام بمجموع‪$$ $ $‬ة من األعم‪$$ $ $‬ال ذات الص‪$$ $ $‬بغة التحض‪$$ $ $‬يرية‪ ،‬وذل‪$$ $ $‬ك ك‪$$ $ $‬أن تق‪$$ $ $‬وم بمراس‪$$ $ $‬الت‬

‫للمعن‪$$‬يين ب‪$$‬األمر تخ‪$$‬برهم فيه‪$$‬ا بم‪$$‬ا س‪$$‬وف تق‪$$‬دم علي‪$$‬ه‪ ،‬بحيث تق‪$$‬وم اإلدارة بتوجي‪$$‬ه إن‪$$‬ذار للمع‪$$‬ني‬

‫ب‪$$‬األمر قب‪$$‬ل اتخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال أو اله‪$$‬دم‪ ،‬وذل‪$$‬ك بتق‪$$‬ديم اقتراح‪$$‬ات أو تهدي‪$$‬دات ال يمكن‬

‫أن تكون موضوعا للطعن بس‪$‬بب الش‪$‬طط في اس‪$‬تعمال الس‪$‬لطة‪ ،‬ألنه‪$‬ا ال ت‪$‬ؤثر ب‪$‬ذاتها في االوض‪$‬اع‬

‫القانونية للمعنيين باألمر‪ ،‬وذلك بأن تلحق أضرارا بمصالحهم‪.‬‬

‫ومن خالل اس ‪$$ $ $‬تقراء بعض األحك ‪$$ $ $‬ام القض ‪$$ $ $‬ائية في ه ‪$$ $ $‬ذا املج ‪$$ $ $‬ال‪ ،‬نالح ‪$$ $ $‬ظ أن املحكم ‪$$ $ $‬ة‬

‫اإلدارية بالرباط في حكم لها ‪145‬بت‪$‬اريخ ‪ 2 $/2000/11‬ذهبت إلى الق‪$‬ول ب‪$‬أن‪ ..":‬وحيث إن‪$‬ه لئن ك‪$‬ان‬

‫الط‪$$‬اعن ق‪$$‬د وج‪$$‬ه دع‪$$‬واه ض‪$$‬د الس‪$$‬يد عام‪$$‬ل عمال‪$$‬ة الص‪$$‬خيرات‪ ،‬إال أن‪$$‬ه بع‪$$‬د إطالع املحكم‪$$‬ة على‬

‫الق‪$$‬رار املطع‪$$‬ون في‪$$‬ه ت‪$$‬بين له‪$$‬ا أن‪$$‬ه عب‪$$‬ارة عن رس‪$$‬الة موجه‪$$‬ة من العام‪$$‬ل املذكور إلى الس‪$$‬يد رئيس‬

‫املجلس البل‪$$‬دي بالص‪$$‬خيرات يطلب بواس‪$$‬طتها من‪$$‬ه العم‪$$‬ل على اتخ‪$$‬اذ اإلج‪$$‬راءات إليق‪$$‬اف أش‪$$‬غال‬

‫تجزئة النصيري‪.‬‬

‫‪ - 144‬بوشكورت فيصل‪ ،‬مرجع سابق ص ّ‪.53‬‬


‫‪ - 145‬حكم ص‪$$‬ادر عن املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بالرب‪$$‬اط ع‪$$‬دد ‪ 873‬في املل‪$$‬ف رقم ‪ 99/394‬أورده عب‪$$‬د هللا ح‪$$‬داد‪ ،‬قط‪$$‬اع اإلس‪$$‬كان ب‪$$‬املغرب‪ ،‬مرج‪$$‬ع س‪$$‬ابق ص‬
‫‪.207‬‬

‫‪65‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وحيث لم ي ‪$$‬بين الط ‪$$‬اعن في مقال‪$$‬ه م‪$$‬ا إذا ك‪$$‬ان الس‪$$‬يد رئيس املجلس البل‪$$‬دي بالص ‪$$‬خيرات‬

‫ق ‪$$‬د ق ‪$$‬ام بتنفي ‪$$‬ذ م ‪$$‬ا ج ‪$$‬اء في الرس ‪$$‬الة اعاله أم ال‪ ،‬ذل ‪$$‬ك أن ‪$$‬ه ه ‪$$‬و الجه ‪$$‬ة املختص ‪$$‬ة ب ‪$$‬األمر بإيق ‪$$‬اف‬

‫األش ‪$$‬غال‪ ،‬وأن الرس ‪$$‬الة املوجه ‪$$‬ة إلي ‪$$‬ه من ط ‪$$‬رف الس ‪$$‬يد العام ‪$$‬ل ال تع ‪$$‬دو أن تك ‪$$‬ون مج ‪$$‬رد عم ‪$$‬ل‬

‫تحضيري التخاذ القرار اإلداري من طرف رئيس املجلس البلدي املذكور‪.‬‬

‫وهك‪$$‬ذا اعت‪$$‬برت املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بالرب‪$$‬اط أن األعم‪$$‬ال التحض‪$$‬يرية املمه‪$$‬دة التخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار‬

‫وق‪$$‬ف األش‪$$‬غال كالرس‪$$‬الة ال‪$$‬تي يوجهه‪$$‬ا العام‪$$‬ل إلى ال‪$$‬رئيس قص‪$$‬د القي‪$$‬ام بجمي‪$$‬ع الت‪$$‬دابير الالزم‪$$‬ة‬

‫إليقاف األشغال ال تعتبر قرارات إدارية وال يمكن الطعن فيها باإللغاء‪.‬‬

‫وه‪$$‬و نفس الشيء ال‪$$‬ذي س‪$$‬ارت علي‪$$‬ه املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بف‪$$‬اس حينم‪$$‬ا اعت‪$$‬برت أن الق‪$$‬رار‬

‫الذي تتخذه اللجنة التقنية التابعة ملصلحة التصاميم الجماعية هو مجرد عمل تحضيري لقرار‬

‫إيقاف األشغال‪...".146 .‬حيث إن األمر متعلق بطلب رام إلى الحكم بإلغاء القرار املتخذ من ط‪$$‬رف‬

‫اللجنة التقنية التابعة ملصلحة التصاميم الجماعية القاضي بإزالة األبواب من املحل الذي تقيم‬

‫في‪$$‬ه الطاعن‪$$‬ة بعنوانه‪$$‬ا أعاله‪ .‬لكن حيث إن‪$$‬ه بتفحص أوراق املل‪$$‬ف يت‪$$‬بين أن م‪$$‬ا ق‪$$‬امت ب‪$$‬ه اللجن‪$$‬ة‬

‫املدعى عليه‪$$ $‬ا ال يتع‪$$ $‬دى ح‪$$ $‬د إثب‪$$ $‬ات املخالف ‪$$ $‬ة لض ‪$$ $‬وابط التعم ‪$$ $‬ير وف ‪$$ $‬ق االختص ‪$$ $‬اص املن‪$$ $‬اط إليه‪$$ $‬ا‬

‫بمقتض ى الفص‪$$ $‬ل ‪ 66‬من ق‪$$ $‬انون التعم‪$$ $‬ير ‪ 12-90‬ومت‪$$ $‬ل ه‪$$ $‬ذا العم‪$$ $‬ل ال يعت‪$$ $‬بر مق‪$$ $‬رر ذي ص‪$$ $‬بغة‬

‫تنفيذي‪$$ $‬ة ب‪$$ $‬ل مج‪$$ $‬رد إج‪$$ $‬راء تحض‪$$ $‬يري للعقوب‪$$ $‬ات ال‪$$ $‬تي ق‪$$ $‬د يس‪$$ $‬فر عنه‪$$ $‬ا والعائ‪$$ $‬د إلى غ‪$$ $‬ير اللجن‪$$ $‬ة‬

‫املذكورة إص‪$$‬دارها‪ ،‬باعتباره‪$$‬ا التص‪$$‬رفات املؤثرة لوح‪$$‬دها في املراك‪$$‬ز القانوني‪$$‬ة ال‪$$‬تي تخاطبه‪$$‬ا مم‪$$‬ا‬

‫استوجب القضاء بعدم قبول الطلب لعدم مصادفة محله لقرار إداري قائم لذاته‬

‫‪ - 146‬حكم صادر عن املحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 3772/99‬بتاريخ ‪ 16/10/1999‬أورده عب‪$‬د هللا ح‪$‬داد‪ ،‬قط‪$‬اع اإلس‪$‬كان ب‪$‬املغرب‪ ،‬مرج‪$‬ع س‪$‬ابق ص‬
‫‪.207‬‬

‫‪66‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وفي اتج‪$$ $ $‬اه مع‪$$ $ $‬اكس تمام‪$$ $ $‬ا فيم‪$$ $ $‬ا يخص األعم‪$$ $ $‬ال التحض‪$$ $ $‬يرية لض‪$$ $ $‬بط املخالف‪$$ $ $‬ة‪ ،‬ذهبت‬

‫املحكمة اإلداري‪$$‬ة بوج‪$‬دة وذل‪$$‬ك في حكمه‪$$‬ا رقم ‪ ،14794/10‬ال‪$‬ذي ج‪$‬اء في حيثيات‪$$‬ه م‪$$‬ا يلي‪ ..." :‬حيث‬

‫إن الط ‪$$ $‬اعن يه ‪$$ $‬دف من دع ‪$$ $‬واه إلغ‪$$ $‬اء أعم‪$$ $‬ال املجلس البل‪$$ $‬دي لجماع‪$$ $‬ة س‪$$ $‬يدي زي‪$$ $‬ان املتمثل‪$$ $‬ة في‬

‫اعتماده ‪$$‬ا على وق ‪$$‬ائع خاطئ ‪$$‬ة‪ ،‬ولع ‪$$‬دم اتب ‪$$‬اع املس ‪$$‬طرة القانوني ‪$$‬ة في إثب ‪$$‬ات مخالف ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء ب ‪$$‬دون‬

‫رخصة‪.‬‬

‫‪ ...‬وحيث إن إج ‪$$‬راءات املعاين ‪$$‬ة والتحقي ‪$$‬ق إلثب ‪$$‬ات املخالف ‪$$‬ة املذكورة ح ‪$$‬ددها الفص ‪$$‬ل ‪71‬‬

‫من الق ‪$$‬انون رقم ‪ 12-90‬املتعل ‪$$‬ق ب ‪$$‬التعمير كم ‪$$‬ا أس ‪$$‬ندت املس ‪$$‬طرة الجنائي ‪$$‬ة في فص ‪$$‬ليها ‪ 19‬و‪،32‬‬

‫والفص ‪$$ $ $ $‬ل ‪ 64‬من ق ‪$$ $ $ $‬انون التعم‪$$ $ $ $ $‬ير إلى بعض املوظفين في إط ‪$$ $ $ $‬ار اختصاص ‪$$ $ $ $‬اتهم مهم‪$$ $ $ $ $‬ة البحث‬

‫والتقصي وإثبات املخالفات‪.‬‬

‫وحيث إن املوظ‪$$ $‬ف البل‪$$ $‬دي وه‪$$ $‬و يثبت مخالف‪$$ $‬ة البن‪$$ $‬اء ب‪$$ $‬دون رخص‪$$ $‬ة إنم‪$$ $‬ا يق‪$$ $‬وم بعمل‪$$ $‬ه‬

‫بصفته عونا للضابطة القضائية ولحساب النيابة العامة وتحت إدارته‪$$‬ا‪ ،‬وبالت‪$$‬الي فإن‪$$‬ه يخ‪$$‬رج من‬

‫والية املحكمة اإلدارية طلب الغائه‪.‬‬

‫في حكم آخ‪$$ $‬ر‪ ،‬فق‪$$ $‬د ق‪$$ $‬ررت إداري‪$$ $‬ة الرب‪$$ $‬اط قاع‪$$ $‬دة مفاده‪$$ $‬ا أن "اإلج‪$$ $‬راءات التحض‪$$ $‬يرية‬

‫الحبي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تتخ ‪$$‬ذها اإلدارة وال تكتس ي ط ‪$$‬ابع اإلل ‪$$‬زام تعت ‪$$‬بر غ ‪$$‬ير م ‪$$‬ؤثرة في املرك ‪$$‬ز الق ‪$$‬انوني ملن‬

‫صدرت في حقه‪ ،‬وهي لذلك ال ترقى إلى مستوى القرار اإلداري وال تقب‪$$‬ل في ح‪$‬د ذاته‪$$‬ا الطعن عن‬

‫طري ‪$$‬ق دع ‪$$‬وى اإللغ ‪$$‬اء"‪ ،‬وعلى ه ‪$$‬ذا األس ‪$$‬اس قض ‪$$‬ت بع ‪$$‬دم قب ‪$$‬ول الطعن في ق ‪$$‬را ايق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال‬

‫شكال‪ ،‬دون ان تناقش باقي الوسائل األخرى‪.148‬‬

‫‪ - 147‬حكم صادر عن املحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 10/94‬بتاريخ ‪ 21/09/1994‬أورده فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.54‬‬
‫‪ - 148‬حكم ص‪$$‬ادر عن املحكم‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة بالرب‪$$‬اط ع‪$$‬دد ‪ 786‬بت‪$$‬اريخ ‪ 13/06/2002‬في املل‪$$‬ف رقم ‪ 01/126‬بين ودادي‪$$‬ة املغ‪$$‬رب الع‪$$‬ربي ورئيس املجلس‬
‫البلدي لجماعة ملريسة سال‪ ،‬أورده فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.55‬‬

‫‪67‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وقف األشغال لوجود رخصة ضمنية‬

‫إن األم‪$$‬ر هن‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق باملادة ‪ 48‬من ق‪$$‬انون ‪ 12.90‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير وال‪$$‬تي تنص على أن‪$$‬ه في‬

‫حالة س‪$‬کوت رئيس املجلس الجم‪$‬اعي تعت‪$‬بر رخص‪$‬ة البن‪$‬اء مس‪$‬لمة عن‪$‬د انقض‪$‬اء ش‪$‬هرين من ت‪$‬اريخ‬

‫إيداع طلب الحصول عليها‪.149‬‬

‫وتض ‪$$‬يف املادة ‪ 8‬من ق ‪$$‬انون ‪ 25.90‬املتعل ‪$$‬ق بالتجزئ ‪$$‬ات العقاري ‪$$‬ة واملجموع ‪$$‬ات الس ‪$$‬كنية‬

‫وتقسيم العقارات بأنه " إذا كانت األغراض املخصصة له‪$‬ا األراضي مح‪$‬ددة في تص‪$‬ميم التنطي‪$‬ق‬

‫أو تصميم التهيئة‪ ،‬فإن سكوت اإلدارة يعتبر بمثابة اإلذن في القي‪$‬ام بالتجزئ‪$‬ة عن‪$‬د انص‪$‬رام أج‪$‬ل‬

‫‪ 3‬أش‪$$‬هر من تق‪$$‬ديم طلب إح‪$$‬داثها‪ ،‬ويجب إنج‪$$‬از التجزئ‪$$‬ة في ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة وف‪$$‬ق م‪$$‬ا تتطلب‪$$‬ه األنظم‪$$‬ة‬

‫املعم ‪$$‬ول به ‪$$‬ا والس ‪$$‬يما األحك ‪$$‬ام ال ‪$$‬واردة في تص ‪$$‬اميم التنطي ‪$$‬ق وتص ‪$$‬اميم التهيئ ‪$$‬ة‪ ،‬وينقط ‪$$‬ع األج ‪$$‬ل‬

‫املح ‪$$‬دد أعاله بك ‪$$‬ل طلب ص ‪$$‬ادر عن اإلدارة يه ‪$$‬دف إلى إدخ ‪$$‬ال تغي ‪$$‬ير على التجزئ ‪$$‬ة املراد إح ‪$$‬داثها"‬

‫كم‪$$‬ا يجب على ط‪$$‬الب اإلذن باإلض‪$$‬افة إلى ذل‪$$‬ك‪ ،‬أن يخ‪$$‬بر بواس‪$$‬طة رس‪$$‬الة مض‪$$‬مونة م‪$$‬ع اإلش‪$$‬عار‬

‫بالتوص‪$$‬ل للس‪$$‬لطة ال‪$$‬تي توص‪$$‬لت بطلب‪$$‬ه للحص‪$$‬ول على اإلذن بإنج‪$$‬از التجزئ‪$$‬ة بالب‪$$‬دء في األش‪$$‬غال‬

‫بالطريقة املقررة بامللف املرفق بطلبه ولعل املش‪$‬رع ق‪$‬د ت‪$$‬وخي من التنص‪$‬يص على ه‪$‬ذا املب‪$‬دأ من‬

‫خالل املادتين املذكورتين اعاله‪ ،‬حف‪$$ $‬ظ حق‪$$ $‬وق األف‪$$ $‬راد من اإلهم‪$$ $‬ال‪ ،‬وح‪$$ $‬تى ال تبقى طلب‪$$ $‬اتهم في‬

‫أدراج املك‪$$‬اتب يطاله‪$$‬ا النس‪$$‬يان‪ .‬كم‪$$‬ا أن القض‪$$‬اء من جه‪$$‬ة يف‪$$‬رض رقاب‪$$‬ة ص‪$$‬ارمة على م‪$$‬دى اح‪$$‬ترام‬

‫اإلدارة لألجـال املق‪$$‬ررة‪ ،‬ويلزمه‪$$‬ا ب‪$$‬اإلدالء بم‪$$‬ا يفي‪$$‬د جوابه‪$$‬ا على الطلب داخ‪$$‬ل اآلج‪$$‬ال املنص‪$$‬وص‬

‫عليها اعاله‪.‬‬

‫‪ - 149‬ال يطب‪$$‬ق ه ‪$$‬ذا الفص ‪$‬ل‪ $‬على املن‪$$‬اطق القروي ‪$$‬ة الخاض ‪$$‬عة ملقتني ‪$$‬ات ظه‪$$‬ير ‪ 15‬يوني ‪$$‬و ‪ 1960‬املتعل‪$$‬ق بتوس ‪$$‬يع نط‪$$‬اق العم ‪$$‬ارات القروي ‪$$‬ة ال‪$$‬تي يش‪$$‬ملها‬
‫تص‪$$‬ميم النم‪$$‬و حيث ينص الفص‪$‬ل‪ 10 $‬من الظه‪$$‬ير املذكور على ان س‪$$‬كوت رئيس الجماع‪$$‬ة القروي‪$$‬ة وع‪$$‬دم رده على ص‪$$‬احب الطلب يع‪$$‬د رفض‪$$‬ا ض‪$$‬منيا‬
‫ويص ‪$$‬بح من ح ‪$$‬ق املج ‪$$‬زئ أن يطل ‪$$‬ع عام ‪$$‬ل اإلقليم على ذل ‪$$‬ك ليبث في الطلب في ظ ‪$$‬رف ‪ 3‬أش ‪$$‬هر‪ ،‬ويعت ‪$$‬بر مش ‪$$‬روع التجزئ ‪$$‬ة مرخص ‪$$‬ا ب ‪$$‬ه ض ‪$$‬منيا في ه ‪$$‬ذه‬
‫الحالة إذا لم يتوصل باي جواب طيلة هذه املدة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وق ‪$$ $‬د ح ‪$$ $‬اولت الغرف ‪$$ $‬ة اإلداري ‪$$ $‬ة ت ‪$$ $‬دارك بعض األخط ‪$$ $‬اء ال ‪$$ $‬تي وقعت فيه ‪$$ $‬ا بعض املح ‪$$ $‬اكم‬

‫اإلداري‪$$‬ة بخص‪$$‬وص التمي‪$$‬يز بين حال‪$$‬ة الس‪$$‬كوت ال‪$$‬تي تعت‪$$‬بر قب‪$$‬وال ض‪$$‬منيا وحالت‪$$‬ه ال‪$$‬تي تع‪$$‬د رفض‪$$‬ا‬

‫ض ‪$$‬منيا‪ ،‬فمن املعل ‪$$‬وم أن تس ‪$$‬ليم رخص ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء تعت ‪$$‬بر حق ‪$$‬ا لطالبه ‪$$‬ا وليس ‪$$‬ت امتي ‪$$‬ازا ل ‪$$‬ه‪ ،‬حيث ال‬

‫تك‪$$ $‬ون مش‪$$ $‬روعة إال في الحال‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي يك‪$$ $‬ون فيه‪$$ $‬ا طلب‪$$ $‬ه مس‪$$ $‬توفيا لجمي‪$$ $‬ع الش‪$$ $‬روط وغ‪$$ $‬ير مخ‪$$ $‬الف‬

‫للق‪$$ $‬وانين‪ .‬وع‪$$ $‬ادة م‪$$ $‬ا تملح الجه‪$$ $‬ات املختص‪$$ $‬ة رخص‪$$ $‬ة البن‪$$ $‬اء بق‪$$ $‬رار مكت‪$$ $‬وب‪ ،‬أم‪$$ $‬ا ال‪$$ $‬رفض فيتم‬

‫برسالة‪.‬‬

‫إال أن الرخص ‪$$ $ $‬ة الض ‪$$ $ $‬منية تط ‪$$ $ $‬رح مش ‪$$ $ $‬اكل عدي‪$$ $ $‬دة على ص‪$$ $ $‬عيد التط ‪$$ $ $‬بيق العملي حيث‬

‫يص‪$$‬عب على املع‪$$‬ني ب‪$$‬األمر تعلي‪$$‬ل وجوده‪$$‬ا في حال‪$$‬ة تع‪$$‬رض مش‪$$‬روعة للمراقب‪$$‬ة كم‪$$‬ا أن الرخص‪$$‬ة‬

‫الض‪$$‬منية تف‪$$‬وت على الجماع‪$$‬ة فرص‪$$‬ة اس‪$$‬تيفاء الرس‪$$‬وم املتعلق‪$$‬ة برخص‪$$‬ة البن‪$$‬اء إلى غ‪$$‬ير ذل‪$$‬ك من‬

‫املشاكل التي ستظل مطروحة في غياب التنصيص على املسطرة ال‪$‬واجب اتباعه‪$$‬ا في حال‪$‬ة تط‪$‬بيق‬

‫الرخصة الضمنية‪.150‬‬

‫ل‪$$ $‬ذلك فليس من الغ ‪$$ $‬ريب أن تج ‪$$ $‬د أن معظم من يظن‪$$ $‬ون أنهم ق‪$$ $‬د حص ‪$$ $‬لوا على رخص ‪$$ $‬ة‬

‫ض‪$$‬منية ق‪$$‬د تم إيق‪$$‬افهم من إتم‪$$‬ام أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء لع‪$$‬دم استس‪$$‬اغة ه‪$$‬ذه الرخص‪$$‬ة س‪$$‬واء من ط‪$$‬رف‬

‫الس ‪$$‬لطات املنتخب ‪$$‬ة أو املعين ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا أن هن ‪$$‬اك بعض األع‪$$ $‬وان املكلف‪$$ $‬ون باملراقب‪$$ $‬ة يجهل‪$$ $‬ون ح ‪$$‬تى‬

‫مض‪$$‬مون ه‪$$‬ذه الرخص‪$$‬ة واملقتض‪$$‬يات القانوني‪$$‬ة املتعلق‪$$‬ة به‪$$‬ا‪ ،‬إال أن املح‪$$‬اكم اإلداري‪$$‬ة تص‪$$‬دت في‬

‫العديد من أحكامها لهذه الحالة‪ ،‬وقد أبدتها الغرفة اإلدارية في كثير من أحكامها تقريبا‪.‬‬

‫فاملحكم‪$$ $ $‬ة اإلداري‪$$ $ $‬ة بالرب‪$$ $ $‬اط تص‪$$ $ $‬دت الى نازل‪$$ $ $‬ة تتعل‪$$ $ $‬ق ب‪$$ $ $‬الترخيص الض‪$$ $ $‬مني في مج‪$$ $ $‬ال‬

‫التجزئات وتتلخص حيثيات هذه القضية ال‪$‬تي فص‪$‬لت فيه‪$‬ا املحكم‪$‬ة اإلداري‪$‬ة بالرب‪$‬اط فيم‪$‬ا يلي‪" :‬‬

‫وحيث إنه بعد إطالع املحكمة على الوث‪$‬اق املدلى به‪$‬ا ت‪$‬بين له‪$‬ا أن املدعين تق‪$‬دموا بطلب الرخص‪$‬ة‬

‫‪ - 150‬فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص‪.62‬‬

‫‪69‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫إلى السيد رئيس املجلس البلدي‪ ،‬توصل بها هذا األخير بتاريخ ‪ 94/4/5‬ولم يجبهم على طلبهم‬

‫داخ‪$$‬ل أج‪$$‬ل الثالث‪$$‬ة أش‪$$‬هر‪ ،‬وإن الج‪$$‬واب املدرج ب‪$$‬امللف‪ 151‬واملؤرخ في ‪ 94/11/2‬ج‪$$‬اء بع‪$$‬د ‪ 3‬أش‪$$‬هر‬

‫من ت‪$$ $‬اريخ إي‪$$ $‬داع طلب الرخص ‪$$ $‬ة كم ‪$$ $‬ا أن‪$$ $‬ه ليس هن‪$$ $‬اك م‪$$ $‬ا يفي‪$$ $‬د تبليغ ‪$$ $‬ه إلى املدعين‪ ...‬وحيث إن‬

‫س ‪$$‬كوت الس ‪$$‬يد رئيس املجلس البل ‪$$‬دي ملدة ثالث ‪$$‬ة أش ‪$$‬هر عن الج ‪$$‬واب على طلب رخص ‪$$‬ة التجزئ ‪$$‬ة‬

‫العقاري‪$$ $‬ة‪ ،‬ال يعت‪$$ $‬بر رفض‪$$ $‬ا‪ ،‬وإنم‪$$ $‬ا يعت‪$$ $‬بر قب‪$$ $‬وال ض‪$$ $‬منيا طبق‪$$ $‬ا ملقتض‪$$ $‬يات الفص‪$$ $‬ل ‪ 8‬من الظه‪$$ $‬ير‬

‫الش‪$$‬ريف املؤرخ في ‪ 93/6/7‬بش‪$$‬أن التجزئ‪$$‬ات العقاري‪$$‬ة واملجموع‪$$‬ات الحض‪$$‬رية‪ ،‬وبالت‪$$‬الي فليس‪$$‬ت‬

‫للم‪$$‬دعين اي‪$$‬ة مص‪$$‬لحة في إقام‪$$‬ة ه‪$$‬ذه ال‪$$‬دعوى‪ ،‬م‪$$‬ا دامت الرخص‪$$‬ة ال‪$$‬تي يطلبونه‪$$‬ا ق‪$$‬د أص‪$$‬بحت من‬

‫حقهم بحكم الق‪$$‬انون‪ ،‬ل‪$$‬ذا وبغض النظ‪$$‬ر عن ب‪$$‬اقي ال‪$$‬دفوع املش‪$$‬ار إليه‪$$‬ا يتعين الحكم بع‪$$‬دم قب‪$$‬ول‬

‫الطلب شكال مع إبقاء الصائر على رافعه"‪.‬‬

‫كم ‪$$‬ا أن املتمت ‪$$‬ع برخص ‪$$‬ة ض‪$$‬منية يح ‪$$‬ق ل ‪$$‬ه اللج ‪$$‬وء إلى قاض ي املس ‪$$‬تعجالت إليق‪$$‬اف تنفي‪$$‬ذ‬

‫قرار ايقاف األشغال إذا كان يتمتع برخصة ضمنية‪.‬‬

‫تج‪$$‬در اإلش‪$$‬ارة في األخ‪$$‬ير إلى أن‪$$‬ه إذا ك‪$$‬انت غاي‪$$‬ة املش‪$$‬رع من س‪$$‬نه مس‪$$‬طرة ال‪$$‬ترخيص ه‪$$‬و‬

‫إل ‪$$‬زام الجه ‪$$‬ات املتدخل ‪$$‬ة في عملي ‪$$‬ة التعم ‪$$‬ير وعلى رأس ‪$$‬ها الجماع ‪$$‬ات بض ‪$$‬رورة التعجي ‪$$‬ل بدراس ‪$$‬ة‬

‫الطلبات الرامية إلى الترخيص بإنجاز مشاريع البناء والبث فيه‪$$‬ا ب‪$$‬القبول أو ب‪$$‬الرفض داخ‪$‬ل اج‪$$‬ل‬

‫معقول‪ ،‬وذلك تفاديا لألضرار التي قد تنجم عن بقاء هذه الطلبات قيد ال‪$‬درس ملدة طويل‪$$‬ة‪ ،‬إال‬

‫أن منط‪$$‬ق األم‪$$‬ور وه‪$$‬اجس الحف‪$$‬اظ على تناس‪$$‬ق النس‪$$‬يج العم‪$$‬راني وعلى س‪$$‬المة‪ $‬وجمالي‪$$‬ة املج‪$$‬ال‬

‫يس‪$$‬توجبان م‪$$‬ع ذل‪$$‬ك تفس‪$$‬ير ه‪$$‬ذا النص على نح‪$$‬و يقلص من ص‪$$‬يغة العم‪$$‬وم‪ ،‬واإلطالق ال‪$$‬تي ورد‬

‫به‪$$‬ا‪ ،‬وذل‪$$‬ك لتجنب الت‪$$‬داعيات الس‪$$‬لبية ال‪$$‬تي ق‪$$‬د ت‪$$‬ترتب عن تطبيق‪$$‬ه على ح‪$$‬االت يك‪$$‬ون فيه‪$$‬ا طلب‬

‫‪ - 151‬حكم املحكم ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة بالرب ‪$$‬اط ع ‪$$‬دد ‪ 303‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 2003/04/03‬في املل ‪$$‬ف رقم ‪ 438/01‬بين ش ‪$$‬ركة منش ‪$$‬ورات عك ‪$$‬اظ والس ‪$$‬يد رئيس املجلس‬
‫البلدي لجماعة أكدال الرياض بالرباط أورده فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.66‬‬

‫‪70‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الرخص ‪$$‬ة مفتق ‪$$‬دا إلى الش ‪$$‬روط القانوني ‪$$‬ة والفني ‪$$‬ة املطلوب ‪$$‬ة‪ ،‬ل ‪$$‬ذلك ارت ‪$$‬أت املحكم ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة‬

‫بالرباط أنه العتبار حصول طلب ما على رخصة ضمنية بالبناء وفق مفهوم الفصل ‪ 48‬املذكور‬

‫أعاله فإنه يشترط توافر شرطين مجتمعين‪:‬‬

‫الش‪$$ $ $‬رط األول‪" :‬أن تنص‪$$ $ $‬رم م‪$$ $ $‬دة س‪$$ $ $‬تين يوم‪$$ $ $‬ا كامل‪$$ $ $‬ة أو أك‪$$ $ $‬ثر على ت‪$$ $ $‬اريخ إي‪$$ $ $‬داع طلب‬ ‫‪-‬‬

‫الرخص ‪$$ $‬ة دون أن يتلقى طالبه ‪$$ $‬ا من املص ‪$$ $‬الح البلدي ‪$$ $‬ة أي ج ‪$$ $‬واب ب ‪$$ $‬ات في موض ‪$$ $‬وع ه ‪$$ $‬ذا‬

‫الطلب"‪.‬‬

‫الش‪$$‬رط الث‪$$‬اني‪" :‬أن يك‪$$‬ون الطلب املذكور مش‪$$‬فوعا بوث‪$$‬ائق وتص‪$$‬اميم تجعل‪$$‬ه منس‪$$‬جما م‪$$‬ع‬ ‫‪-‬‬

‫الش‪$‬روط الفني‪$‬ة ال‪$$‬واردة في النص‪$‬وص التش‪$‬ريعية والتنظيمي‪$‬ة وفي وث‪$‬ائق التعم‪$$‬ير الج‪$‬اري‬

‫بها العمل''‪.‬‬

‫وق ‪$$ $‬د طبقت إداري ‪$$ $‬ة الرب ‪$$ $‬اط ه ‪$$ $‬ذين الش ‪$$ $‬رطين في قض ‪$$ $‬ية ش ‪$$ $‬ركة منش ‪$$ $‬ورات عك ‪$$ $‬اظ‪ ،152‬وفي‬

‫مع ‪$$‬رض تعليله ‪$$‬ا للحكم وجوابه ‪$$‬ا عن م ‪$$‬دى ت ‪$$‬وافر الش ‪$$‬رطين املذكورين‪ ،‬فق ‪$$‬د أك ‪$$‬دت "وحيث إن ‪$$‬ه‬

‫ولئن ك‪$$‬انت الجماع‪$$‬ة املطلوب‪$$‬ة في الطعن ق‪$$‬د أدلت بص‪$$‬ورة شمس‪$$‬ية ملراس‪$$‬لة هي عب‪$$‬ارة عن ج‪$$‬واب‬

‫ب ‪$$‬رفض ال ‪$$‬ترخيص ص ‪$$‬ادر عن رئيس مجلس ‪$$‬ها يحم ‪$$‬ل ت ‪$$‬اريخ ‪ 13‬يولي ‪$$‬وز ‪ 2001‬للدالل ‪$$‬ة على كونه ‪$$‬ا‬

‫اح‪$$ $‬ترمت أج‪$$ $‬ل الس‪$$ $‬تين يوم‪$$ $‬ا املش‪$$ $‬ار إلي‪$$ $‬ه‪ ،‬إال أن‪$$ $‬ه من جه‪$$ $‬ة فق‪$$ $‬د ت‪$$ $‬بين للمحكم‪$$ $‬ة أن أص‪$$ $‬ل ه‪$$ $‬ذه‬

‫املراس ‪$$‬لة‪ ...‬س ‪$$‬بق أن أدلى ب ‪$$‬ه ممث ‪$$‬ل الجماع ‪$$‬ة خالل املعاين ‪$$‬ة املج ‪$$‬راة‪ ...‬وطلب اس ‪$$‬ترجاعه وس ‪$$‬حبه‬

‫من املل‪$$‬ف بع‪$$‬دما ت‪$$‬بين أن ه‪$$‬ذه الوثيق‪$$‬ة تحم‪$$‬ل تش‪$$‬طيبا واض‪$$‬حا يلي‪$$‬ه تحري‪$$‬ف للت‪$$‬اريخ‪ ..‬ومن جه‪$$‬ة‬

‫أخ‪$$‬رى فلق‪$‬د ق‪$‬ررت املحكم‪$‬ة م‪$$‬ع ذل‪$$‬ك لزي‪$$‬ادة التحق‪$$‬ق في املل‪$‬ف الح‪$‬الي تكلي‪$‬ف الط‪$‬رف املطل‪$$‬وب في‬

‫الطعن ب ‪$$ $‬اإلدالء بأص ‪$$ $‬ل الوثيق ‪$$ $‬ة املذكورة وبم ‪$$ $‬ا يفي ‪$$ $‬د توص ‪$$ $‬ل الطاعن ‪$$ $‬ة به ‪$$ $‬ا في حين ‪$$ $‬ه إال أن ‪$$ $‬ه لم‬

‫‪ - 152‬حكم املحكم ‪$$‬ة اإلداري ‪$$‬ة بالرب ‪$$‬اط ع ‪$$‬دد ‪ 303‬بت ‪$$‬اريخ ‪ 2003/04/03‬في املل ‪$$‬ف رقم ‪ 438/01‬بين ش ‪$$‬ركة منش ‪$$‬ورات عك ‪$$‬اظ والس ‪$$‬يد رئيس املجلس‬
‫البلدي لجماعة أكدال الرياض بالرباط أورده فيصل بوشكورت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.66‬‬

‫‪71‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫يس‪$$‬تجب ل‪$$‬ذلك رغم إمهال‪$$‬ه أج‪$$‬اال كافي‪$$‬ة مم‪$$‬ا يجع‪$$‬ل ادع‪$$‬اءه اح‪$$‬ترام أج‪$$‬ل الس‪$$‬تين يوم‪$$‬ا مفتق‪$$‬را‬

‫إلى اإلثب‪$$‬ات ويك‪$$‬ون ب‪$$‬ذلك الش‪$$‬رط األول املتطلب العتب‪$$‬ار حص‪$$‬ول الطاعن‪$$‬ة على رخص‪$$‬ة ض‪$$‬منية‬

‫للبناء متوافرا في نازلة الحال‪.‬‬

‫وحيت إن‪$$ $‬ه فيم‪$$ $‬ا يتعل‪$$ $‬ق بالش‪$$ $‬رط الث‪$$ $‬اني املتمث‪$$ $‬ل في م‪$$ $‬دى طلب الرخص‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬ذي تق‪$$ $‬دمت ب‪$$ $‬ه‬

‫الطاعن ‪$$‬ة على الش ‪$$‬روط الفني ‪$$‬ة والقانوني ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تجعل ‪$$‬ه متك ‪$$‬امال وحري ‪$$‬ا ب ‪$$‬القبول‪ ،‬فق ‪$$‬د تأك ‪$$‬د‬

‫للمحكم‪$$‬ة ذل‪$$‬ك بش‪$$‬كل جلي من خالل الرج‪$$‬وع إلى تص‪$$‬ريحات ممث‪$$‬ل قس‪$$‬م التص‪$$‬اميم بجماع‪$$‬ة‬

‫أك‪$$‬دال الري‪$$‬اض ال‪$$‬ذي أكـد خـالل املعاين‪$$‬ة‪ ...‬ب‪$$‬ان "مل‪$$‬ف الطاعن‪$$‬ة املتعل‪$$‬ق بطلب ال‪$$‬ترخيص ق‪$$‬ام‬

‫قس‪$$‬م التص‪$$‬اميم بدراس‪$$‬ته بتنس‪$$‬يق م‪$$‬ع جمي‪$$‬ع الجه‪$$‬ات املتدخل‪$$‬ة طبق‪$$‬ا للمس‪$$‬طرة املعم‪$$‬ول به‪$$‬ا‪،‬‬

‫وه ‪$$‬و مس ‪$$‬توف لجمي ‪$$‬ع الش ‪$$‬روط التقني ‪$$‬ة املتطلب ‪$$‬ة"‪ .‬وحيث إن ‪$$‬ه تأسيس ‪$$‬ا على م ‪$$‬ا س ‪$$‬بق وأم ‪$$‬ام‬

‫ثب ‪$$ $‬وت ت ‪$$ $‬وفر مل ‪$$ $‬ف طلب ال ‪$$ $‬ترخيص على الش ‪$$ $‬رطين املش ‪$$ $‬ار إليهم ‪$$ $‬ا تك ‪$$ $‬ون وض ‪$$ $‬عية الطاعن ‪$$ $‬ة‬

‫منسجمة مع مقتضيات الفصل ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 12 $-90‬املتعلق ب‪$‬التعمير‪ ،‬ويتعين ل‪$‬ذلك‬

‫اعتباره‪$$‬ا حاص‪$$‬لة على رخص‪$$‬ة ض‪$$‬منية بالبن‪$$‬اء وف‪$$‬ق م‪$$‬ا توخ‪$$‬اه املش‪$$‬رع في الفص‪$$‬ل املذكور مم‪$$‬ا‬

‫يجع‪$$‬ل ق‪$$‬رار إيق‪$$‬اف أش‪$$‬غال البن‪$$‬اء ال‪$$‬تي باش‪$$‬رتها على إث‪$$‬ر ذل‪$$‬ك موس‪$$‬وما بتج‪$$‬اوز الس‪$$‬لطة لعيب‬

‫مخالفة القانون‪ ،‬ويتعين لذلك الحكم بإلغائه"‪.‬‬

‫املطلب الث اني‪ :‬نم اذج لتوجه ات واحك ام قض ائية ح ول طبيع ة االم ر الف وري بإيق اف‬

‫االشغال‬

‫إن الخ ‪$$ $‬وف من العقوب ‪$$ $‬ة أو الج ‪$$ $‬زاء يص ‪$$ $‬بح في أح ‪$$ $‬وال كث ‪$$ $‬يرة رادع ‪$$ $‬ا لتجنب الوق ‪$$ $‬وع في‬

‫املخالف‪$$‬ات الس‪$$‬لوكية ال‪$$‬تي تتعل‪$$‬ق ب‪$$‬الحق الع‪$$‬ام للمجتم‪$$‬ع‪ ،‬ف‪$$‬الخوف من العقوب‪$$‬ة ه‪$$‬و ال‪$$‬دافع وراء‬

‫‪72‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫االل‪$$ $ $‬تزام‪ ،‬إن لم يكن ه‪$$ $ $‬ذا ال‪$$ $ $‬دافع أخالقي‪$$ $ $‬ا أو نابع‪$$ $ $‬ا من فهم وإدراك الحاج‪$$ $ $‬ة إلى االل ‪$$ $ $‬تزام‬

‫بالنظام واحترام القانون‪.‬‬

‫ل‪$$ $‬ذلك يق‪$$ $‬ال بأن‪$$ $‬ه ل‪$$ $‬وال الزج‪$$ $‬ر والعق‪$$ $‬اب ألض‪$$ $‬حت القواع‪$$ $‬د القانوني‪$$ $‬ة مج‪$$ $‬رد التزام‪$$ $‬ات‬

‫أخالقي‪$$ $ $‬ة‪ ،‬تختل‪$$ $ $‬ف درج‪$$ $ $‬ة االل‪$$ $ $‬تزام باحترامه‪$$ $ $‬ا ب‪$$ $ $‬اختالف درج‪$$ $ $‬ات ال‪$$ $ $‬وعي ل‪$$ $ $‬دى املواطن داخ‪$$ $ $‬ل‬

‫املجتمع‪.153‬‬

‫ل ‪$$‬ذلك ف ‪$$‬إن غالبي ‪$$‬ة التش ‪$$‬ريعات نج ‪$$‬دها تس ‪$$‬عى إلى تب ‪$$‬ني سياس ‪$$‬ة زجري ‪$$‬ة وردعي ‪$$‬ة تتجلى في‬

‫إق ‪$$ $‬رار عقوب ‪$$ $‬ات مالي ‪$$ $‬ة أو س ‪$$ $‬البة للحري ‪$$ $‬ة ض ‪$$ $‬د من يخالفه ‪$$ $‬ا‪ ،‬ونظ ‪$$ $‬را لحساس ‪$$ $‬ية قط ‪$$ $‬اع التعم ‪$$ $‬ير‬

‫وخط ‪$$‬ورة مخالف ‪$$‬ة القواع ‪$$‬د ال ‪$$‬تي تنظم ‪$$‬ه ف ‪$$‬إن املش ‪$$‬رع املغ ‪$$‬ربي ق ‪$$‬د تب ‪$$‬نى نظام ‪$$‬ا زجري ‪$$‬ا يق ‪$$‬وم على‬

‫ت ‪$$‬دابير وإج ‪$$‬راءات خوله ‪$$‬ا للجه ‪$$‬از القض ‪$$‬ائي‪ .‬وه ‪$$‬ذا م ‪$$‬ا يحيلن ‪$$‬ا للتس ‪$$‬اؤل عن طبيع ‪$$‬ة األم ‪$$‬ر بإيق ‪$$‬اف‬

‫األش ‪$$‬غال وم ‪$$‬ا إذا ك ‪$$‬ان يعت ‪$$‬بر من ض ‪$$‬من الق ‪$$‬رارات اإلداري ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يقب ‪$$‬ل فيه ‪$$‬ا الطعن أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء‬

‫اإلداري للتحقق من مشروعيتها‪.‬‬

‫اذ أن املح‪$$ $ $‬اكم اإلداري‪$$ $ $‬ة ب‪$$ $ $‬املغرب أص‪$$ $ $‬درت بعض األحك‪$$ $ $‬ام رفض‪$$ $ $‬ت من خالله‪$$ $ $‬ا الغ‪$$ $ $‬اء‬

‫ق‪$$ $‬رارات إيق‪$$ $‬اف االش‪$$ $‬غال (فق رة أولى)‪ ،‬وأحك‪$$ $‬ام أخ‪$$ $‬رى بثت من خالله‪$$ $‬ا في مش‪$$ $‬روعية األوام‪$$ $‬ر‬

‫بإيق ‪$$‬اف أش ‪$$‬غال البن‪$$‬اء والتحق ‪$$‬ق من م ‪$$‬دى س ‪$$‬المتها القانوني ‪$$‬ة‪ ،‬واس ‪$$‬تجابت فيه ‪$$‬ا املحكم ‪$$‬ة لطلب ‪$$‬ات‬

‫الغاء قرار إيقاف االشغال (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬رفض املحكمة الغاء قرارات إيقاف االشغال‬

‫رفض إلغ‪$$‬اء األم‪$$‬ر الف‪$$‬وري بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال لوج‪$$‬ود منازع‪$$‬ة جدي‪$$‬ة ح‪$$‬ول تمل‪$$‬ك الط‪$$‬اعن‬

‫للقطعة األرضية‪:154‬‬

‫‪ - 153‬سعيد وردي‪ ،‬مردع سابق ص ‪.51‬‬


‫‪ - 154‬حكم املحكم ‪$$ $‬ة اإلداري ‪$$ $‬ة بالرب ‪$$ $‬اط رقم ‪ 838‬م ‪$$ $‬ؤرخ‪ $‬في ‪ 2012/3/8‬في املل ‪$$ $‬ف رقم ‪ ،2009/5/564‬أورده عب ‪$$ $‬د الحكيم زروق‪ ،‬منازع ‪$$ $‬ات التعم ‪$$ $‬ير‬
‫والبناء أمام‪ $‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات سلسة الشؤون القانونية واملنازعات‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط ‪2017‬ص ‪.71‬‬

‫‪73‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أوال‪ :‬القاعدة األساسية‪:‬‬

‫األم‪$$ $‬ر الف‪$$ $‬وري بإيق‪$$ $‬اف األش‪$$ $‬غال يعت‪$$ $‬بر ق‪$$ $‬رارا تنفي‪$$ $‬ذيا ماس‪$$ $‬ا وض‪$$ $‬ارا وم‪$$ $‬ؤثرا في املرك‪$$ $‬ز‬

‫الق‪$$ $‬انوني للط‪$$ $‬اعن تت‪$$ $‬وافر في‪$$ $‬ه ش‪$$ $‬روط الق‪$$ $‬رار اإلداري القاب‪$$ $‬ل للطعن‪ ،‬غ‪$$ $‬ير أن وج‪$$ $‬ود منازع‪$$ $‬ة‬

‫جدي ‪$$‬ة ح ‪$$‬ول تمل ‪$$‬ك الط ‪$$‬اعن للقطع ‪$$‬ة األرض ‪$$‬ية موض ‪$$‬وع الرخص ‪$$‬ة بش ‪$$‬هادات إداري ‪$$‬ة تقي ‪$$‬د الط ‪$$‬ابع‬

‫الجم‪$$‬اعي للعق‪$$‬ار يجع‪$$‬ل م‪$$‬ا أث‪$$‬ير بش‪$$‬أن ع‪$$‬دم مش‪$$‬روعية الق‪$$‬رار املطع‪$$‬ون في‪$$‬ه غ‪$$‬ير مؤس‪$$‬س وحليف‪$$‬ه‬

‫الرفض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوقائع والدفوعات‬

‫بن‪$‬اء على املق‪$‬ال االفتت‪$‬احي لل‪$‬دعوى املق‪$$‬دم من ط‪$$‬رف املدعي بواس‪$$‬طة نائب‪$$‬ه بكتاب‪$$‬ة ض‪$$‬بط‬

‫ه‪$$ $‬ذه املحكم‪$$ $‬ة بت‪$$ $‬اريخ ‪ 2009/12/3‬واملعفى من أداء الرس‪$$ $‬وم القض‪$$ $‬ائية بق‪$$ $‬وة الق‪$$ $‬انون‪ ،‬وال‪$$ $‬ذي‬

‫يع ‪$$‬رض في ‪$$‬ه أن ‪$$‬ه يمل ‪$$‬ك القطع ‪$$‬ة األرض ‪$$‬ية الواقع ‪$$‬ة (‪ )...‬بطنج ‪$$‬ة من ‪$$‬ذ م ‪$$‬ا يزي ‪$$‬د عن عش ‪$$‬ر س ‪$$‬نوات‬

‫وبت ‪$$ $ $‬اريخ ‪ 1996/9/6‬حص ‪$$ $ $‬ل على رخص ‪$$ $ $‬ة البن ‪$$ $ $‬اء ع ‪$$ $ $‬دد ‪ 999-551‬ص ‪$$ $ $‬ادرة عن رئيس الجماع ‪$$ $ $‬ة‬

‫الحض ‪$$‬رية لب ‪$$‬ني مك ‪$$‬ادة طنج ‪$$‬ة ي ‪$$‬رخص ل ‪$$‬ه ببن ‪$$‬اء س ‪$$‬فلي وط ‪$$‬ابقين ‪ ،‬وأن ‪$$‬ه بمج ‪$$‬رد االنته ‪$$‬اء من بن ‪$$‬اء‬

‫الس‪$$ $‬فلي وش‪$$ $‬رع في إتم‪$$ $‬ام البن‪$$ $‬اء ف‪$$ $‬وجئ بق‪$$ $‬رار ف‪$$ $‬وري بإيق‪$$ $‬اف األش‪$$ $‬غال من ط‪$$ $‬رف رئيس مجلس‬

‫مقاطعة بني مكادة‪ ،‬وأنه بادر إلى التظلم إلى نفس الجهة املصدرة للق‪$‬رار وإلى ال‪$$‬والي لجه‪$‬ة طنج‪$$‬ة‬

‫تط ‪$$‬وان‪ ،‬وأن الق ‪$$‬رار ق ‪$$‬د ج ‪$$‬اء غ ‪$$‬ير معل ‪$$‬ل ومش ‪$$‬وب بش ‪$$‬طط في اس ‪$$‬تعمال الس ‪$$‬لطة ألجل ‪$$‬ه يلتمس‬

‫الحكم بإلغ ‪$$‬اء الق ‪$$‬رار الص ‪$$‬ادر عن رئيس مجلس مقاطع ‪$$‬ة ب ‪$$‬ني مك ‪$$‬ادة طنج ‪$$‬ة بت ‪$$‬اريخ ‪2009 11-2‬‬

‫والقاضي بإيقاف أشغال البناء م‪$‬ع النف‪$‬اد املعج‪$‬ل والص‪$‬ائر وأرف‪$‬ق الطلب بأص‪$‬ل الق‪$‬رار املطع‪$‬ون‬

‫في ‪$$‬ه وبص ‪$$‬ورة مطابق ‪$$‬ة لألص ‪$$‬ل من رس ‪$$‬م ش ‪$$‬راء ورخص ‪$$‬ة بن ‪$$‬اء ومحض ‪$$‬ر تبلي ‪$$‬غ التظلم‪ ،‬ومحض ‪$$‬ر‬

‫‪74‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫امتن‪$$‬اع عن تس‪$$‬لم التظلم‪ ،‬ومحض‪$$‬ر معاين‪$$‬ة وبطلب ي‪$$‬رمي إلى تس‪$$‬ليم الوص‪$$‬ول ومحض‪$$‬ر تبلي‪$$‬غ‬

‫كتاب‪.‬‬

‫وبنا‪ ،‬على املذكرة الجوابية املقدمة من طرف نائب الجماع‪$$‬ة الحض‪$$‬رية بطنج‪$$‬ة واملودع‪$$‬ة‬

‫بكتاب‪$$‬ة ض‪$$‬بط ه‪$$‬ذه املحكم‪$$‬ة بت‪$$‬اريخ ‪ 2011-1-24‬وال‪$$‬ذي يع‪$$‬رض فيه‪$$‬ا أن الطلب غ‪$$‬ير مقب‪$$‬ول ش‪$$‬كال‬

‫لكون ‪$$‬ه منص ‪$$‬ب على ق ‪$$‬رار تمهي ‪$$‬دي يتعل ‪$$‬ق بإيق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال ال يقب ‪$$‬ل الطعن‪ ،‬وان ص ‪$$‬يغة الط ‪$$‬اعن‬

‫منعدم‪$$‬ة لك‪$$‬ون املل‪$$‬ك من‪$$‬ازع في‪$$‬ه منازع‪$$‬ه جدي‪$$‬ة يع‪$$‬ود للجماع‪$$‬ة الس‪$$‬اللية وورث‪$$‬ة الس‪$$‬عدية زري‪$$‬وح‪،‬‬

‫وأن رس ‪$$‬م التس‪$$‬ليم ال يثبت املل ‪$$‬ك وأن‪$$‬ه مج‪$$‬رد عن أص‪$$‬ل التمل‪$$‬ك فض ‪$$‬ال عن أن الرخص‪$$‬ة س ‪$$‬لمت‬

‫بن‪$‬اء على ت‪$‬دليس ووث‪$$‬ائق غ‪$$‬ير س‪$$‬ليمة‪ ،‬وأن الس‪$‬لطة الوص‪$$‬ية على األراضي الجماعي‪$$‬ة ت‪$$‬دخلت بع‪$‬د‬

‫ش ‪$$‬كاية ن ‪$$‬ائب اراض ي الجم ‪$$‬وع بغ ‪$$‬رض حماي ‪$$‬ة املل ‪$$‬ك الس ‪$$‬اللي وتوقي ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال ورخص ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء‬

‫وذلك حسب كتاب رئيس مجلس مقاطعة ب‪$‬ني مك‪$‬ادة‪ ،‬ورئيس دائ‪$‬رة م‪$‬رس الخ‪$‬ير املجم‪$‬ع الحس‪$‬ني‬

‫بالدائرة الحضرية املذكورة‪.‬‬

‫وبناء على املذكرة التعقيبية املقدمة من ط‪$‬رف ن‪$‬ائب املدعي واملودع‪$‬ة بكتاب‪$‬ة ض‪$‬بط ه‪$‬ذه‬

‫املحكم‪$$‬ة بت‪$$‬اريخ ‪ 2011/8/5‬وال‪$$‬تي يع‪$$‬رض فيه‪$$‬ا ان الط‪$$‬اعن ه‪$$‬و املال‪$$‬ك الوحي‪$$‬د للقطع‪$$‬ة األرض‪$$‬ية‬

‫وأن‪$$‬ه ال مص‪$$‬لحة للم‪$$‬دعى في التمس‪$$‬ك ب‪$$‬دفع يتعل‪$$‬ق بملكي‪$$‬ة الغ‪$$‬ير للقطع‪$$‬ة موض‪$$‬وع األم‪$$‬ر بإيق‪$$‬اف‬

‫األشغال‪.‬‬

‫(‪ )...‬وبن ‪$$‬اء على ع ‪$$‬رض القض ‪$$‬ية بجلس ‪$$‬ة ‪ ،2012-2-23‬تخل ‪$$‬ف خالله ‪$$‬ا نائب ‪$$‬ا الطرف ‪$$‬ان رغم‬

‫س‪$$‬ابق اإلعالم‪ ،‬ف‪$$‬اعتبرت املحكم‪$$‬ة القض‪$$‬ية ج‪$$‬اهزة‪ ،‬وأعطيت الكلم‪$$‬ة للس‪$$‬يد املف‪$$‬وض امللكي ال‪$$‬ذي‬

‫أكد مستنتجاته الكتابية فتقرر وضع القضية في املداولة قصد النطق بالحكم اآلتي بعده‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ثالثا‪ :‬املرتكزات والتعليالت‬

‫من حيث الش‪$$‬كل‪ :‬حيث دفعت املدعى عليه‪$$‬ا أساس‪$$‬ا بك‪$$‬ون االم‪$$‬ر الف‪$$‬وري بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال‬

‫مجرد إجراء تمهيدي غير قابل للطعن‪.‬‬

‫وحيث إن األم ‪$$‬ر الف ‪$$‬وري بإيق ‪$$‬اف األش ‪$$‬غال يعت ‪$$‬بر ق ‪$$‬رارا تنفي ‪$$‬ذيا ماس ‪$$‬ا وض ‪$$‬ارا وم ‪$$‬ؤثرا في‬

‫املرك‪$$‬ز الق‪$$‬انوني للط‪$$‬اعن تت‪$$‬وافر في‪$$‬ه ش‪$$‬روط الق‪$$‬رار اإلداري القاب‪$$‬ل للطعن في املنازع‪$$‬ة اإلداري‪$$‬ة‬

‫مما يتعين معه رد الدفع‪.‬‬

‫وحيث ب‪$$‬ذلك يك‪$$‬ون الطلب ق‪$‬د ق‪$‬دم وف‪$$‬ق الش‪$$‬روط املتطلب‪$$‬ة قانون‪$$‬ا مم‪$$‬ا يتعين مع‪$$‬ه قبول‪$$‬ه‬

‫شكال‪.‬‬

‫من حيث املوض‪$$ $‬وع‪ :‬بحيث يه‪$$ $‬دف الطلب إلى الحكم بإلغ‪$$ $‬اء الق‪$$ $‬رار اإلداري الص‪$$ $‬ادر عن‬

‫رئيس مجلس مقاطع‪$$‬ة ب‪$$‬ني مك‪$$‬ادة طنج‪$$‬ة القاضي بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال موض‪$$‬وع الرخص‪$$‬ة املمنوح‪$$‬ة‬

‫للطاعن‪.‬‬

‫حيث دفعت املدعى عليه‪$$ $‬ا بك‪$$ $‬ون الق‪$$ $‬رار املطع‪$$ $‬ون في‪$$ $‬ه اس‪$$ $‬تند على قي‪$$ $‬ام م‪$$ $‬ا يفي‪$$ $‬د ك‪$$ $‬ون‬

‫املنازعة حول امللك جدية تعود للجماعة الساللية‪.‬‬

‫وحيث إن وجود منازعة جدية حول تملك الطاعن للقطع‪$‬ة األرض‪$‬ية موض‪$‬وع الرخص‪$‬ة‬

‫بش‪$$ $‬هادات إداري‪$$ $‬ة تفي‪$$ $‬د الط‪$$ $‬ابع الجم‪$$ $‬اعي للعق‪$$ $‬ار يجع‪$$ $‬ل م‪$$ $‬ا أث‪$$ $‬ير بش‪$$ $‬أن ع‪$$ $‬دم مش‪$$ $‬روعية الق‪$$ $‬رار‬

‫املطعون فيه غير مؤسس وحليفه الرفض‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬منطوق املحكمة‬

‫في الشكل بقبول الطلب‪ .‬وفي املوضوع يرفض الطلب‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬استجابة املحكمة لطلبات الغاء قرارات إيقاف االشغال‬

‫إلغ‪$$‬اء ق‪$$‬رار إيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال لك‪$$‬ون تس‪$$‬ليم رخص‪$$‬ة البن‪$$‬اء يقتضي العلم املس‪$$‬بق بالوض‪$$‬عية‬
‫‪155‬‬
‫القانونية والواقعية للعقار‬

‫أوال‪ :‬القاعدة األساسية‪:‬‬

‫إن تعلي ‪$$ $‬ل األم ‪$$ $‬ر الف ‪$$ $‬وري بض ‪$$ $‬رورة الحص ‪$$ $‬ول على رخص ‪$$ $‬ة اله ‪$$ $‬دم ه ‪$$ $‬و تعلي ‪$$ $‬ل مخ ‪$$ $‬الف‬

‫للق ‪$$‬انون النع ‪$$‬دام النص الق ‪$$‬انوني ال ‪$$‬ذي يس ‪$$‬تلزم ذل ‪$$‬ك كم ‪$$‬ا ان تس ‪$$‬ليم رخص ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء ي ‪$$‬رفض أن‬

‫الجماع‪$$ $‬ة ك‪$$ $‬انت عاملة بالوض‪$$ $‬عية الواقعي‪$$ $‬ة للعق‪$$ $‬ار األم‪$$ $‬ر ال‪$$ $‬ذي يك‪$$ $‬ون مع‪$$ $‬ه الس‪$$ $‬بب املعتم‪$$ $‬د من‬

‫مقاطع ‪$$ $‬ة الجماع ‪$$ $‬ة مفتق ‪$$ $‬دا لألس ‪$$ $‬اس ال ‪$$ $‬واقعي والق‪$$ $‬انوني مش ‪$$ $‬وبا بالت‪$$ $‬الي يعيب التعلي‪$$ $‬ل ويتعين‬

‫الغاؤه‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬املرتكزات والتعليالت‬

‫في الش ‪$$‬كل‪ ،‬حيث إن ‪$$‬ه خالف ‪$$‬ا ملا تمس ‪$$‬ك ب ‪$$‬ه ن ‪$$‬ائب الجماع ‪$$‬ة الحض ‪$$‬رية بال ‪$$‬دار البيض ‪$$‬اء من‬

‫ع ‪$$‬دم اح ‪$$‬ترام مقتض ‪$$‬يات املادة ‪ 48‬من ظه ‪$$‬ير التنظيم الجم ‪$$‬اعي‪ ،‬ف ‪$$‬إن الث ‪$$‬ابت من وث ‪$$‬ائق املل ‪$$‬ف أن‬

‫الطاعن‪$$‬ة بواس‪$$‬طة الع‪$$‬ون القض‪$$‬ائي الس‪$$‬يد بوش‪$$‬عيب له‪$$‬راس عملت على مراس‪$$‬لة الجماع‪$$‬ة وعام‪$$‬ل‬

‫عمال ‪$$‬ة الف ‪$$‬داء م ‪$$‬رس الس ‪$$‬لطان وك ‪$$‬ذا والي والي ‪$$‬ة ال ‪$$‬دار البيض ‪$$‬اء الك ‪$$‬برى‪ ،‬مم ‪$$‬ا يك ‪$$‬ون من ‪$$‬ه ال ‪$$‬دفع‬

‫عديم األساس ويتعين رده‪.‬‬

‫وحيث إن الطلب قدم من ذي صفة ومصلحة للتقاضي ج‪$‬اء مس‪$‬توفيا للش‪$$‬روط املتطلب‪$$‬ة‬

‫قانونا مما يتعين معه التصريح بقبوله شكال‪.‬‬

‫في املوض‪$$‬وع‪ :‬حيث إن الطلب ي‪$$‬رمي إلى الحكم بإلغ‪$$‬اء ق‪$$‬رار رئيس مجلس مقاطع‪$$‬ة م‪$$‬رس‬

‫السلطان عدد ‪ 23/16/2009‬وتاريخ ‪ 2009/10/4‬بعلة انعدام التعليل‪.‬‬

‫‪ - 155‬حكم املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عدد ‪ 1282‬بتاريخ ‪ 20/09/2010‬أورده عبد الكريم زروق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.166‬‬

‫‪77‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وحيث إن س‪$$ $‬بب الق‪$$ $‬رار اإلداري ه‪$$ $‬و الحال‪$$ $‬ة الواقعي‪$$ $‬ة أو القانوني‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي دفعت اإلدارة‬

‫التخ‪$$ $‬اذ قراره‪$$ $‬ا فالب‪$$ $‬د لك‪$$ $‬ل تص‪$$ $‬رف ق‪$$ $‬انوني من س‪$$ $‬بب وملا ك‪$$ $‬ان الق‪$$ $‬رار اإلداري يعت‪$$ $‬بر نوع‪$$ $‬ا من‬

‫التص‪$$‬رفات القانوني‪$$‬ة ال‪$$‬تي تع‪$$‬بر به‪$$‬ا اإلدارة عن إرادته‪$$‬ا امللزم‪$$‬ة‪ ،‬فإن‪$$‬ه ال ب‪$$‬د له‪$$‬ذا الق‪$$‬رار من س‪$$‬بب‬

‫فم ‪$$ $‬تى انع ‪$$ $‬دام الب ‪$$ $‬اعث من الناحي ‪$$ $‬ة القانوني ‪$$ $‬ة أو الواقعي ‪$$ $‬ة ك ‪$$ $‬ان الق ‪$$ $‬رار اإلداري مش ‪$$ $‬وبا بعيب‬

‫التعلي‪$$‬ل ومع‪$$‬رض لإللغ‪$$‬اء وتق‪$$‬ع مهم‪$$‬ة مراقب‪$$‬ة الوق‪$$‬ائع املادي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تس‪$$‬ند إليه‪$$‬ا اإلدارة والوص‪$$‬ف‬

‫الق‪$$‬انوني له‪$$‬ذه الوق‪$$‬ائع على القاضي اإلداري ال‪$$‬ذي يس‪$$‬تطيع ان يحكم بإلغ‪$$‬اء الق‪$$‬رار للعيب ال‪$$‬ذي‬

‫لحقه سواء من الناحية املادية أو القانونية‪.‬‬

‫وحيث إن الث‪$$‬ابت من وق‪$$‬ائع املل‪$$‬ف أن الطاعن‪$$‬ة استص‪$$‬درت عن مقاطع‪$$‬ة م‪$$‬رس الس‪$$‬لطان‬

‫ت‪$$ $ $‬راخيص بالبن‪$$ $ $‬اء تحت ع‪$$ $ $‬دد ‪ 1090‬بت‪$$ $ $‬اريخ ‪ ،2006/4/18‬وع‪$$ $ $‬دد ‪ 05/07‬بت‪$$ $ $‬اريخ ‪،2010/4/10‬‬

‫وتجدي‪$$‬دا له‪$$‬دف ال‪$$‬تراخيص‪ ،‬لتف‪$$‬اجئ بق ‪$$‬رار املقاطع ‪$$‬ة املذكورة باإليق‪$$‬اف الف‪$$‬وري لألش‪$$‬غال بعل‪$$‬ة‬

‫عدم استصدار ترخيص بالهدم‪.‬‬

‫وحيث إن ‪$$‬ه فض ‪$$‬ال على ان مقتض ‪$$‬يات ق ‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير رقم ‪ 12-90‬لم تتض ‪$$‬من مقتض ‪$$‬يات‬

‫خاص‪$$‬ة ت‪$$‬وجب الحص‪$$‬ول على رخص‪$$‬ة اله‪$$‬دم قب‪$$‬ل الش‪$$‬روع في عملي‪$$‬ة البن‪$$‬اء وأن طلب استص‪$$‬داره‬

‫يش‪$$ $‬كل مخالف‪$$ $‬ة للق‪$$ $‬انون‪ ،‬ف‪$$ $‬إن تس‪$$ $‬ليم الش‪$$ $‬ركة الطاعن‪$$ $‬ة رخص البن‪$$ $‬اء ورخص اس‪$$ $‬تغالل املل‪$$ $‬ك‬

‫العم‪$$ $ $‬ومي يقتض ي أن مقاطع‪$$ $ $‬ة م‪$$ $ $‬رس الس‪$$ $ $‬لطان ق‪$$ $ $‬د أطلعت مب‪$$ $ $‬دئيا على الوض‪$$ $ $‬عية القانوني‪$$ $ $‬ة‬

‫والواقعي‪$$‬ة للعق‪$$‬ار موض‪$$‬وع ال‪$$‬ترخيص بالبن‪$$‬اء تطبيق‪$$‬ا ملقتض‪$$‬يات الفص‪$$‬ل ‪ 43‬من ق‪$$‬انون التعم‪$$‬ير‪،‬‬

‫وبالتالي فإن الترخيص للطاعنة بالبناء يشكل ترخيصا ضمنيا بالهدم‪.‬‬

‫وحيث إن تعلي‪$$‬ل األم‪$$‬ر الف‪$$‬وري بض‪$$‬رورة الحص‪$$‬ول على رخص‪$$‬ة اله‪$$‬دم ه‪$$‬و تعلي‪$$‬ل مخ‪$$‬الف‬

‫للق ‪$$‬انون النع ‪$$‬دام النص الق ‪$$‬انوني ال ‪$$‬ذي يس ‪$$‬تلزم ذل ‪$$‬ك كم ‪$$‬ا ان تس ‪$$‬ليم رخص ‪$$‬ة البن ‪$$‬اء ي ‪$$‬رفض ان‬

‫الجماع‪$$ $‬ة ك‪$$ $‬انت عاملة بالوض‪$$ $‬عية الواقعي‪$$ $‬ة للعق‪$$ $‬ار األم‪$$ $‬ر ال‪$$ $‬ذي يك‪$$ $‬ون مع‪$$ $‬ه الس‪$$ $‬بب املعتم‪$$ $‬د من‬
‫‪78‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫مقاطع ‪$$‬ة م ‪$$‬رس الس ‪$$‬لطان مفتق ‪$$‬دا لألس ‪$$‬اس ال ‪$$‬واقعي والق ‪$$‬انوني مش ‪$$‬وبا بالت ‪$$‬الي بعيب التعلي ‪$$‬ل‬

‫ويتعين إلغاؤه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬منطوق املحكمة‬

‫في الشكل‪ ،‬قبول الطلب‪.‬‬

‫في املوض‪$$ $‬وع‪ ،‬بإلغ‪$$ $‬اء ق‪$$ $‬رار رئيس مقاطع‪$$ $‬ة م‪$$ $‬رس الس‪$$ $‬لطان ع‪$$ $‬دد ‪ 2009/16/23‬بت‪$$ $‬اريخ‬

‫‪ 2009/10/14‬مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لق‪$$ $‬د ش‪$$ $‬كل ه‪$$ $‬ذا البحث فرص‪$$ $‬ة للوق‪$$ $‬وف على طبيع‪$$ $‬ة األم‪$$ $‬ر الف‪$$ $‬وري بإيق‪$$ $‬اف األش‪$$ $‬غال‪،‬‬

‫وال‪$$‬ذي يرج‪$$‬ع ه‪$$‬ذا األم‪$$‬ر حس‪$$‬ب الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬بش‪$$‬أن املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير إلى‬

‫اختصاص املراقب أو ضابط الشرطة القضائية ال‪$‬ذي ع‪$‬اين املخالف‪$‬ة‪ ،‬وأص‪$‬بح ه‪$‬ذا األخ‪$‬ير ملزم‪$‬ا‬

‫باتخ ‪$$‬اذ ه ‪$$‬ذا األم ‪$$‬ر ف ‪$$‬ور معاين ‪$$‬ة املخالف ‪$$‬ة‪ ،‬غ ‪$$‬ير أن ال ‪$$‬ذي يمكن أن يث ‪$$‬ار في ه ‪$$‬ذا املج ‪$$‬ال ه ‪$$‬و اتخ ‪$$‬اذ‬

‫اإلج‪$$‬راء الالزم في اللحظ‪$$‬ة املالئم‪$$‬ة بم‪$$‬ا يس‪$$‬مح من خن‪$$‬ق املخالف‪$$‬ة في امله‪$$‬د أي من‪$$‬ذ انطالقه‪$$‬ا ال بع‪$$‬د‬

‫أن تكون قد وصلت إلى شوط متقدم في إنجازها هذا إن لم يقع إتمامها‪.‬‬

‫ويعت‪$$‬بر األم‪$$‬ر الف‪$$‬وري بإيق‪$$‬اف األش‪$$‬غال من الوس‪$$‬ائل ال‪$$‬تي خوله‪$$‬ا الق‪$$‬انون لإلدارة ملجابه‪$$‬ة‬

‫ارتكاب املخالفات املتعلقة بالبناء‪.‬‬

‫إال أن ه ‪$$‬ذا الق‪$$ $‬رار اإلداري ال يك‪$$ $‬ون دائم ‪$$‬ا ص ‪$$‬ائبا ويج‪$$ $‬انب مب‪$$ $‬دأ الش ‪$$‬رعية خاص ‪$$‬ة وأن ‪$$‬ه‬

‫يم‪$$ $‬ارس اتج‪$$ $‬اه األف‪$$ $‬راد‪ ،‬وفي ه‪$$ $‬ذا الش‪$$ $‬أن ف‪$$ $‬إن القض‪$$ $‬اء اإلداري يلعب دور ج‪$$ $‬د مهم في مراقبت‪$$ $‬ه‬

‫لألعم ‪$$‬ال اإلداري ‪$$‬ة في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير‪ ،‬كم ‪$$‬ا يعت ‪$$‬بر الح ‪$$‬امي لحق ‪$$‬وق وحري ‪$$‬ات األف ‪$$‬راد فيم ‪$$‬ا يتعل ‪$$‬ق‬

‫باألضرار التي قد تلحقهم من طرف اإلدارة‪.‬‬

‫ل ‪$$‬ذلك قي ‪$$‬د املش ‪$$‬رع ه ‪$$‬ذه الس ‪$$‬لطة بقي ‪$$‬ود قانوني ‪$$‬ة نابع ‪$$‬ة من املب ‪$$‬ادئ الدس ‪$$‬تورية واملب ‪$$‬ادئ‬

‫العام‪$$‬ة للق‪$$‬انون وحق‪$$‬وق العدال‪$$‬ة واإلنص‪$$‬اف‪ ...‬فجمي‪$$‬ع ق‪$$‬رارات التعم‪$$‬ير هي خاض‪$$‬عة ملراقب‪$$‬ة م‪$$‬دى‬

‫مش‪$$‬روعيتها من ط‪$$‬رف قاضي اإللغ‪$$‬اء اإلداري‪ ،‬ل‪$$‬ذا تعين إص‪$$‬دارها من ط‪$$‬رف جه‪$$‬ة مختص‪$$‬ة‪ ،‬وفي‬

‫الشكل الذي يتطلبه القانون‪ ،‬في إطار املشروعية‪ ،‬وبن‪$‬اء على أس‪$‬باب واض‪$‬حة ت‪$‬برر ص‪$‬دورها بع‪$‬د‬

‫روي‪$$ $ $‬ة وت‪$$ $ $‬أني‪ ،‬وأن تس‪$$ $ $‬تهدف اإلدارة من وراء إص‪$$ $ $‬دارها تحقي‪$$ $ $‬ق الغاي‪$$ $ $‬ة ال‪$$ $ $‬تي من أجله‪$$ $ $‬ا منحت‬

‫اإلختصاص بذلك اإلصدار‪ ،‬وهي املحافظة على تدبير املجال بشكل يوافق قانون التعمير‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وم ‪$$ $‬ا يجب اإلش ‪$$ $‬ارة إلي ‪$$ $‬ه أن القاض ي اإلداري ال يت ‪$$ $‬وانى عن ف ‪$$ $‬رض رقاب ‪$$ $‬ة ص ‪$$ $‬ارمة على‬

‫قرارات وقف األشغال‪ ،‬وال يتردد في إلغائها إذا ما شابها عيب من عيوب املشروعية‪ ،‬ب‪$$‬ل ويمكن‬

‫الق ‪$$‬ول إن القض ‪$$‬اء اإلداري املغ ‪$$‬ربي ق ‪$$‬د أفلح إلى ح ‪$$‬د م ‪$$‬ا في التوفي ‪$$‬ق بين حاج ‪$$‬ات العم ‪$$‬ل اإلداري‬

‫ألداء رس ‪$$‬الته املتمثل ‪$$‬ة في ض ‪$$‬بط العم ‪$$‬ران في الجماع ‪$$‬ة وتوجيه‪$$ $‬ه إلى خدم ‪$$‬ة الص ‪$$‬الح الع ‪$$‬ام‪ ،‬وبين‬

‫احترام الواجب والضروري للحريات والنشاط الفردي في مجالي التعمير والبناء‪.‬‬

‫هذا النجاح يمكن ملسه في الشق املتعلق بدعوى اإللغاء‪ ،‬وخاصة الجانب املتعلق بإيقاف‬

‫تنفيذ قرارات إيقاف األشغال‪ ،‬حيث إن فئة هامة من األحك‪$‬ام ال‪$$‬تي تط‪$‬رقت إليه‪$‬ا قض‪$$‬ت بإيق‪$‬اف‬

‫تنفي ‪$$‬ذ ق ‪$$‬رار وق ‪$$‬ف األش ‪$$‬غال كلم ‪$$‬ا ت ‪$$‬بين له ‪$$‬ا أن هن ‪$$‬اك أس ‪$$‬باب جدي ‪$$‬ة وحال ‪$$‬ة اس ‪$$‬تعجالية تس ‪$$‬تدعي‬

‫إيق ‪$$‬اف الق ‪$$‬رار املطع ‪$$‬ون في ‪$$‬ه‪ .‬ل ‪$$‬ذلك فليس من املبالغ ‪$$‬ة في ش يء الق ‪$$‬ول ب ‪$$‬أن القض ‪$$‬اء اإلداري في‬

‫املغرب ق‪$‬د أفلح في بعض اجتهادات‪$‬ه في التوفي‪$‬ق بين تالفي النت‪$‬ائج الخط‪$‬يرة ال‪$‬تي تمس ب‪$‬األفراد من‬

‫جراء تنفيذ قرارات إيقاف األشغال‪ ،‬وبين الح‪$‬رص في ال‪$‬وقت ذات‪$‬ه على قاع‪$‬دة س‪$‬المة الق‪$‬رارات‬

‫اإلدارية ونفاذها في حق األفراد‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الئحة املراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪.‬‬

‫الكتب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪$$ $‬عيد ال‪$$ $‬وردي‪ ،‬اإلج‪$$ $‬راءات املس‪$$ $‬طرية ملراقب‪$$ $‬ة وزج‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات في مج‪$$ $‬ال التعم‪$$ $‬ير‬ ‫‪-‬‬

‫والبناء‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة الثالثة الرباط ‪.2020‬‬

‫محم ‪$$‬د أمزي ‪$$‬ان‪ ،‬ض ‪$$‬بط وزج ‪$$‬ر مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء في ض ‪$$‬وء أخ ‪$$‬ر املس ‪$$‬تجدات‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫املجل‪$$ $ $‬ة املغربي‪$$ $ $‬ة للدراس‪$$ $ $‬ات واالستش‪$$ $ $‬ارات القانوني‪$$ $ $‬ة الع‪$$ $ $‬دد املزدوج ‪ 9|8‬مطبع‪$$ $ $‬ة‬

‫األمنية الرباط ‪.2019‬‬

‫غيت‪$$‬ة دك‪$$‬راوي‪ ،‬منازع‪$$‬ات التعم‪$$‬ير بين املح‪$$‬اكم اإلداري‪$$‬ة واملح‪$$‬اكم العادي‪$$‬ة‪ ،‬منش‪$$‬ورات‬ ‫‪-‬‬

‫املجل ‪$$ $‬ة املغربي ‪$$ $‬ة لألنظم ‪$$ $‬ة القانوني ‪$$ $‬ة والسياس ‪$$ $‬ية‪ ،‬الع‪$$ $‬دد الخ ‪$$ $‬اص رقم ‪ ،13‬الطبع ‪$$ $‬ة‬

‫األولى ‪.2019‬‬

‫محم‪$$‬د محج‪$$‬وبي‪ ،‬ق‪$$‬راءة عملي‪$$‬ة في ق‪$$‬وانين التعم‪$$‬ير املغربي‪$$‬ة"‪ ،‬مذيل‪$$‬ة بمختل‪$$‬ف ق‪$$‬وانين‬ ‫‪-‬‬

‫التعم‪$$‬ير واجته‪$$‬ادات الغرف‪$$‬ة ب‪$$‬املجلس األعلى واملح‪$$‬اكم اإلداري‪$$‬ة وال‪$$‬دوريات واملناش‪$$‬ير‬

‫املتعلقة بالتعمير‪ ،‬مطبعة دار النشر القلم‪ ،‬الرباط الطبعة الثانية ‪.2011‬‬

‫الح‪$$ $ $‬بيب بيهي‪ ،‬ش‪$$ $ $‬رح ق‪$$ $ $‬انون املس‪$$ $ $‬طرة الجنائي‪$$ $ $‬ة‪ ،‬الج‪$$ $ $‬زء األول البحث التمهي‪$$ $ $‬دي‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫التحقي ‪$$‬ق اإلع ‪$$‬دادي‪ ،‬اإلثب ‪$$‬ات الجن ‪$$‬ائي‪ ،‬دار القلم للطباع ‪$$‬ة والنش ‪$$‬ر والتوزي ‪$$‬ع الرب ‪$$‬اط‬

‫الطبعة الثانية‪.2006 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫وزارة الع‪$$‬دل‪ ،‬ش‪$$‬رح ق‪$$‬انون املس‪$$‬طرة الجنائي‪$$‬ة‪ ،‬الج‪$$‬زء ‪ ،2‬إج‪$$‬راءات املحاكم‪$$‬ة وط‪$$‬رق‬ ‫‪-‬‬

‫الطعن منش‪$$ $ $‬ورات جمعي‪$$ $ $‬ة نش‪$$ $ $‬ر املعلوم‪$$ $ $‬ة القض‪$$ $ $‬ائية والقانوني‪$$ $ $‬ة سلس‪$$ $ $‬لة الش‪$$ $ $‬رح‬

‫والدالئل عدد ‪ 7‬الطبعة الثالثة أكتوبر‪ ،‬مطبعة فضالة الرباط‪.2005‬‬

‫عبد هللا حداد‪ ،‬قطاع اإلسكان باملغرب‪ ،‬دراسة قانونية وقضائية‪ ،‬منش‪$$‬ورات عك‪$$‬اظ‬ ‫‪-‬‬

‫الرباط سنة ‪.2004‬‬

‫محم‪$$ $‬د أح‪$$ $‬داف‪ ،‬ش‪$$ $‬رح ق‪$$ $‬انون املس‪$$ $‬طرة الجنائي‪$$ $‬ة‪ ،‬الج‪$$ $‬زء األول مطبع‪$$ $‬ة سجلماس‪$$ $‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬مكناس سنة ‪.2000‬‬

‫عب‪$$‬د هللا ح ‪$$‬داد‪ ،‬تطبيق ‪$$‬ات ال‪$$‬دعوى اإلداري ‪$$‬ة في الق‪$$‬انون املغ ‪$$‬ربي‪ ،‬منش ‪$$‬ورات عك‪$$‬اظ‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرباط‪.1999‬‬

‫أحم‪$$ $‬د الخمليش ي‪ :‬ش‪$$ $‬رح ق‪$$ $‬انون املس‪$$ $‬طرة الجنائي‪$$ $‬ة الج‪$$ $‬زء الث‪$$ $‬اني‪ ،‬الطبع‪$$ $‬ة الثاني‪$$ $‬ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مكتبة املعارف للنشر والتوزيع الرباط‪.‬‬

‫ع ‪$$‬ادل الس ‪$$‬عيد محم ‪$$‬د أب ‪$$‬و الخ ‪$$‬ير الض ‪$$‬بط اإلداري وح ‪$$‬دوده‪ ،‬مط ‪$$‬ابع الهيئ ‪$$‬ة املص ‪$$‬رية‬ ‫‪-‬‬

‫العامة للكتاب جامعة القاهرة ‪.1995‬‬

‫عب ‪$$‬د الق ‪$$‬ادر باين ‪$$‬ة‪ ،‬تطبيق ‪$$‬ات القض ‪$$‬اء اإلداري ب ‪$$‬املغرب‪ ،‬دار توبق ‪$$‬ال للنش ‪$$‬ر الطبع ‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫األولى الرباط ‪.1988‬‬

‫سمير عب‪$$‬د هللا الس‪$‬معانة‪ ،‬عيب ع‪$‬دم االختص‪$‬اص وأث‪$$‬ره في الق‪$‬رار اإلداري‪ ،‬دراس‪$$‬ات‬ ‫‪-‬‬

‫عل‪$$ $ $ $‬وم الش‪$$ $ $ $‬ريعة والق‪$$ $ $ $‬انون املجل‪$$ $ $ $‬د ‪ 42‬الع‪$$ $ $ $‬دد ‪ 2‬عم‪$$ $ $ $‬ادة البحث العلمي‪ ،‬الجامع‪$$ $ $ $‬ة‬

‫األردنية‪.‬‬

‫األطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪83‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫‪ ‬األطروحات‪:‬‬

‫محم‪$$‬د ملح‪$$‬اوي السياس‪$$‬ات العمومي‪$$‬ة في مي‪$$‬دان التعم‪$$‬ير أطروح‪$$‬ة لني‪$$‬ل ال‪$$‬دكتوراه في‬ ‫‪-‬‬

‫الق‪$$ $‬انون الع‪$$ $‬ام‪ ،‬كلي‪$$ $‬ة العل‪$$ $‬وم القانوني‪$$ $‬ة واالقتص‪$$ $‬ادية واالجتماعي‪$$ $‬ة جامع‪$$ $‬ة محم‪$$ $‬د‬

‫األول وجدة ‪.2019-2018‬‬

‫ي ‪$$ $‬ونس ابالغ‪ ،‬ال ‪$$ $‬رأي االستش ‪$$ $‬اري في مي ‪$$ $‬دان التعم ‪$$ $‬ير‪ ،‬أطروح ‪$$ $‬ة لني ‪$$ $‬ل ال ‪$$ $‬دكتوراه في‬ ‫‪-‬‬

‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية س‪$‬ال‪ ،‬جامع‪$‬ة محم‪$‬د‬

‫الخامس الرباط السنة ‪.2018-2017‬‬

‫ن ‪$$‬ور ال ‪$$‬دين عس ‪$$‬ري‪ ،‬منازع ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء محاول ‪$$‬ة في التأص ‪$$‬يل‪ ،‬أطروح ‪$$‬ة لني ‪$$‬ل‬ ‫‪-‬‬

‫ال ‪$$ $‬دكتوراه في الق ‪$$ $‬انون الع ‪$$ $‬ام‪ ،‬كلي ‪$$ $‬ة العل ‪$$ $‬وم القانوني ‪$$ $‬ة واالقتص ‪$$ $‬ادية واالجتماعي ‪$$ $‬ة‬

‫جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫محم ‪$$‬د ب ‪$$‬ازي‪ ،‬االع ‪$$‬تراف الجن ‪$$‬ائي في الق ‪$$‬انون املغ ‪$$‬ربي دراس ‪$$‬ة مقارن ‪$$‬ة‪ ،‬أطروح ‪$$‬ة لني ‪$$‬ل‬ ‫‪-‬‬

‫دكت ‪$$ $ $ $‬وراه الدول ‪$$ $ $ $‬ة في الق ‪$$ $ $ $‬انون الخ ‪$$ $ $ $‬اص‪ ،‬كلي ‪$$ $ $ $‬ة العل ‪$$ $ $ $‬وم القانوني ‪$$ $ $ $‬ة واالقتص ‪$$ $ $ $‬ادية‬

‫واالجتماعي‪$$ $‬ة‪ ،‬جامع‪$$ $‬ة الحس‪$$ $‬ن الث‪$$ $‬اني‪ ،‬عين الش‪$$ $‬ق ال‪$$ $‬دار البيض‪$$ $‬اء الس‪$$ $‬نة الجامعي‪$$ $‬ة‬

‫‪.2007-2006‬‬

‫جاس ‪$$‬م ك ‪$$‬اظم كباش ي العب ‪$$‬ودي‪ ،‬س ‪$$‬لطة القاض ي االداري في تق ‪$$‬دير عي ‪$$‬وب االلغ ‪$$‬اء في‬ ‫‪-‬‬

‫الق ‪$$‬رار اإلداري دراس ‪$$‬ة مقارن ‪$$‬ة‪ ،‬أطروح ‪$$‬ة لني ‪$$‬ل ال ‪$$‬دكتوراه في الق ‪$$‬انون اإلداري كلي ‪$$‬ة‬

‫القانون قسم القانون العام‪ ،‬جامعة بغداد ‪.2005‬‬

‫‪84‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫رض‪$$ $‬ا عب‪$$ $‬د هللا حج‪$$ $‬ازي‪ ،‬الرقاب‪$$ $‬ة القض‪$$ $‬ائية على ركن الس‪$$ $‬بب في إج‪$$ $‬راءات الض‪$$ $‬بط‬ ‫‪-‬‬

‫اإلداري‪ ،‬دراس ‪$$‬ة مقارن ‪$$‬ة‪ ،‬أطروح ‪$$‬ة لني ‪$$‬ل ال ‪$$‬دكتوراه في الحق ‪$$‬وق في جامع ‪$$‬ة الق ‪$$‬اهرة‪،‬‬

‫شعبة الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬دار الفكر العربي‪.2001‬‬

‫‪‬الرسائل‪:‬‬

‫محم‪$$‬د ولي‪$$‬د ب‪$$‬وفردي‪ ،‬الرقاب‪$$‬ة القض‪$$‬ائية في مج‪$$‬ال التعم‪$$‬ير‪ ،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر‬ ‫‪-‬‬

‫في الق‪$$‬انون الع‪$$‬ام‪ ،‬كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة جامع‪$$‬ة القاض ي‬

‫عياض مراكش ‪.2021-2020‬‬

‫س‪$$‬فيان كن‪$$‬دو‪ ،‬مراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء على ض‪$$‬وء مس‪$$‬تجدات الق‪$$‬انون‬ ‫‪-‬‬

‫رقم ‪ 66.12‬رس‪$$ $‬الة لني‪$$ $‬ل ش‪$$ $‬هادة املاس‪$$ $‬تر في الق‪$$ $‬انون الخ‪$$ $‬اص كلي‪$$ $‬ة العل‪$$ $‬وم القانوني‪$$ $‬ة‬

‫واالقتصادية واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش ‪.2018-2017‬‬

‫محم ‪$$‬د أق ‪$$‬ديم‪ ،‬رقاب ‪$$‬ة قاض ي اإللغ ‪$$‬اء في منازع ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير ب ‪$$‬املغرب رس ‪$$‬الة ني ‪$$‬ل ش ‪$$‬هادة‬ ‫‪-‬‬

‫املاس ‪$$‬تر في الق‪$$‬انون الع‪$$‬ام‪ ،‬كلي‪$$‬ة العل ‪$$‬وم القانوني ‪$$‬ة واالقتص ‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة‪ ،‬جامع ‪$$‬ة‬

‫القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪.2015-2016‬‬

‫عم‪$$‬ار الرزي‪$$‬ق‪ ،‬مراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل دبل‪$$‬وم ماس‪$$‬تر الدراس‪$$‬ات‬ ‫‪-‬‬

‫العقاري‪$$‬ة والتعم‪$$‬ير كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة واالجتماعي‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية‪ ،‬جامع‪$$‬ة الحس‪$$‬ن‬

‫األول سطات السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬

‫هج‪$$‬ر الش‪$$‬ريعي‪ ،‬مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬التك‪$$‬ييف واملتابع‪$$‬ة‪ ،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر في‬ ‫‪-‬‬

‫ق‪$$ $‬انون العق‪$$ $‬ود والعق‪$$ $‬ار كلي‪$$ $‬ة العل‪$$ $‬وم القانوني‪$$ $‬ة واالقتص‪$$ $‬ادية واالجتماعي‪$$ $‬ة‪ ،‬جامع‪$$ $‬ة‬

‫محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2015-2014‬‬

‫‪85‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫أس ‪$$‬امة بلعمري ‪$$‬ة‪ ،‬النظ ‪$$‬ام الزج ‪$$‬ري في مي ‪$$‬دان التعم ‪$$‬ير والتجزئ ‪$$‬ات العقاري ‪$$‬ة‪ :‬دراس ‪$$‬ة في‬ ‫‪-‬‬

‫ض ‪$$ $‬وء ق‪$$ $‬انون ‪ 12.90‬املتعل‪$$ $‬ق ب‪$$ $‬التعمير وق‪$$ $‬انون ‪ 25.90‬املتعل ‪$$ $‬ق بالتجزئ‪$$ $‬ات العقاري ‪$$ $‬ة‪،‬‬

‫رس ‪$$‬الة لني ‪$$‬ل دبل ‪$$‬وم املاس ‪$$‬تر في الق ‪$$‬انون الخ ‪$$‬اص كلي ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم القانوني ‪$$‬ة واالقتص ‪$$‬ادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪.2012-2013‬‬

‫مص‪$$‬طفى‪ $‬الطوي‪$$‬بي‪ ،‬محاض‪$$‬ر الض‪$$‬ابطة القض‪$$‬ائية‪ :‬الحجي‪$$‬ة واالثب‪$$‬ات في الواق‪$$‬ع العملين‬ ‫‪-‬‬

‫رس ‪$$‬الة لني ‪$$‬ل دبل ‪$$‬وم املاس ‪$$‬تر في الق ‪$$‬انون الخ ‪$$‬اص كلي ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم القانوني ‪$$‬ة واالقتص ‪$$‬ادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪2012-2013‬‬

‫يوس ‪$$‬ف اش ‪$$‬ويطر‪ ،‬ض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير بين عم ‪$$‬ل اإلدارة ورقاب ‪$$‬ة قاض ي اإللغ ‪$$‬اء‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫رس ‪$$ $ $‬الة لني ‪$$ $ $‬ل دبل ‪$$ $ $‬وم املاس ‪$$ $ $‬تر في ق ‪$$ $ $‬انون العق ‪$$ $ $‬ود والعق ‪$$ $ $‬ار‪ ،‬كلي ‪$$ $ $‬ة العل ‪$$ $ $‬وم القانوني ‪$$ $ $‬ة‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬

‫محس‪$$ $‬ن س‪$$ $‬رحان‪ ،‬الرقاب‪$$ $‬ة القض‪$$ $‬ائية على محاض‪$$ $‬ر الش‪$$ $‬رطة القض‪$$ $‬ائية‪ ،‬رس‪$$ $‬الة لني‪$$ $‬ل‬ ‫‪-‬‬

‫دبل‪$$‬وم املاس‪$$‬تر في الق‪$$‬انون الخ‪$$‬اص كلي‪$$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة‪،‬‬

‫جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪.2012-2011‬‬

‫ج ‪$$‬واد كم ‪$$‬وني‪ ،‬ض ‪$$‬بط مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير ب ‪$$‬املغرب‪ ،‬أزم ‪$$‬ة ق ‪$$‬انون أم إكراه ‪$$‬ات الواق ‪$$‬ع‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫رس ‪$$ $ $‬الة لني ‪$$ $ $‬ل دبل ‪$$ $ $‬وم املاس ‪$$ $ $‬تر في ق ‪$$ $ $‬انون العق ‪$$ $ $‬ود والعق ‪$$ $ $‬ار كلي ‪$$ $ $‬ة العل ‪$$ $ $‬وم القانوني ‪$$ $ $‬ة‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫يوس‪$$‬ف املداني‪ ،‬الت‪$$‬دخل اإلداري والقض‪$$‬ائي في ض‪$$‬بط مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‪ ،‬رس‪$$‬الة لني‪$$‬ل‬ ‫‪-‬‬

‫دبل ‪$$ $ $‬وم املاس ‪$$ $ $‬تر في ق‪$$ $ $‬انون العق ‪$$ $ $‬ود والعق‪$$ $ $‬ار‪ ،‬كلي ‪$$ $ $‬ة العل‪$$ $ $‬وم القانوني‪$$ $ $‬ة واالقتص‪$$ $ $‬ادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫‪86‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫عب‪$$ $‬د اله‪$$ $‬ادي وردغ‪ ،‬رقاب‪$$ $‬ة قض‪$$ $‬اء اإللغ‪$$ $‬اء على الق‪$$ $‬رارات الص‪$$ $‬ادرة في مج‪$$ $‬ال التعم‪$$ $‬ير‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫رس‪$$ $‬الة لني‪$$ $‬ل دبل‪$$ $‬وم املاس‪$$ $‬تر في الق‪$$ $‬انون الع‪$$ $‬ام كلي‪$$ $‬ة العل‪$$ $‬وم القانوني‪$$ $‬ة واالقتص‪$$ $‬ادية‬

‫واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪.2010-2009‬‬

‫بوشكورت فيصل‪ ،‬الرقابة القضائية على قرارات الهدم وإيق‪$‬اف االش‪$‬غال‪ ،‬بحث لني‪$‬ل‬ ‫‪-‬‬

‫دبلوم الدراسات العليا املعمقة في الق‪$‬انون الع‪$‬ام‪ ،‬كلي‪$‬ة العل‪$$‬وم القانوني‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال الرباط السنة الجامعية ‪.2004-2003‬‬

‫أخرى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد العزيز اليوبي‪ ،‬زجر مخالفات التعمير بين النص الق‪$$‬انوني والعم‪$$‬ل القض‪$$‬ائي‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫بحث نهاي ‪$$ $ $‬ة الت ‪$$ $ $‬دريب باملعه ‪$$ $ $‬د الع ‪$$ $ $‬الي للقض ‪$$ $ $‬اء‪ ،‬اململك ‪$$ $ $‬ة املغربية وزارة الع ‪$$ $ $‬دل‬

‫والحريات ‪.2013-2011‬‬

‫ط‪$$‬ارق جعف‪$$‬ري‪ ،‬رج‪$$‬اء بنعزي‪$$‬زي‪ ،‬اختصاص‪$$‬ات الغرف‪$$‬ة الجنحي‪$$‬ة من خالل ق‪$$‬انون‬ ‫‪-‬‬

‫املسطرة الجنائية‪ $‬والعمل القضائي‪ ،‬بحيث نهاية التدريب في املعهد الع‪$$‬الي للقض‪$$‬اء‬

‫اململكة املغربية‪ ،‬وزارة العدل ‪.2011-2009‬‬

‫أن‪$$ $‬ور ش‪$$ $‬قروني‪ ،‬الرقاب‪$$ $‬ة القض‪$$ $‬ائية على ق‪$$ $‬رارات الش‪$$ $‬رطة االداري‪$$ $‬ة‪ ،‬بحث لنهاي‪$$ $‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫التدريب باملعهد الوطني للدراسات القضائية فوج القضاء اإلداري رقم ‪ 30‬لسنة‬

‫‪.2003-2001‬‬

‫‪ ‬املجالت‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫س‪$$‬عيد الح‪$$‬افظي‪ ،‬حجي‪$‬ة محاض‪$$‬ر الش‪$‬رطة القض‪$‬ائية على ض‪$$‬وء العم‪$‬ل القض‪$$‬ائي‪ ،‬مجل‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫الب ‪$$ $‬احث للدراس ‪$$ $‬ات واألبح ‪$$ $‬اث القانوني ‪$$ $‬ة والقض ‪$$ $‬ائية‪ ،‬سلس ‪$$ $‬لة املنه ‪$$ $‬اج في الدراس ‪$$ $‬ات‬

‫القانونية الجزء الثاني‪ ،‬دار القلم الرباط ‪.2021‬‬

‫حن‪$$‬ان النح‪$$‬اس‪ ،‬نظ‪$$‬ام املراقب‪$$‬ة والزج‪$$‬ر في مج‪$$‬ال التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء ب‪$$‬املغرب دراس‪$$‬ة ح‪$$‬ول‬ ‫‪-‬‬

‫إش ‪$$ $‬كاالت تفعي ‪$$ $‬ل مس ‪$$ $‬تجدات الق ‪$$ $‬انون رقم ‪ 66.12‬في مج ‪$$ $‬ال التعم ‪$$ $‬ير والبن ‪$$ $‬اء‪ ،‬ت ‪$$ $‬دبير‬

‫املج ‪$$‬االت الحض ‪$$‬رية ب ‪$$‬املغرب في س ‪$$‬ياق متغ ‪$$‬ير منش ‪$$‬ورات تكام ‪$$‬ل للدراس ‪$$‬ات واألبح ‪$$‬اث‬

‫الطبعة األولى دار السالم الرباط ‪.2020‬‬

‫وائ ‪$$ $‬ل العي‪$$ $‬اط‪ ،‬ق ‪$$ $‬راءة في ق‪$$ $‬انون ‪ 12.66‬املتعل ‪$$ $‬ق بمراقب ‪$$ $‬ة وزج ‪$$ $‬ر املخالف‪$$ $‬ات في مج ‪$$ $‬ال‬ ‫‪-‬‬

‫التعم‪$$ $‬ير والبن‪$$ $‬اء‪ ،‬مجل‪$$ $‬ة الب‪$$ $‬احث للدراس‪$$ $‬ات واألبح‪$$ $‬اث القانوني‪$$ $‬ة والقض‪$$ $‬ائية‪ ،‬الج‪$$ $‬زء‬

‫الرابع‪ ،‬مكتبة الرشاد سطات‪.‬‬

‫محم‪$$‬د امزي‪$$‬ان‪" ،‬الض‪$$‬بط التش‪$$‬ريعي الجدي‪$$‬د لعملي‪$$‬ة املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر مخالف‪$$‬ات التعم‪$$‬ير‬ ‫‪-‬‬

‫والبن ‪$$‬اء"‪ ،‬التعم ‪$$‬ير والحكام‪$$ $‬ة املجالي ‪$$‬ة وف ‪$$‬ق اخ‪$$ $‬ر املس ‪$$‬تجدات التش ‪$$‬ريعية والقض ‪$$‬ائية‪،‬‬

‫منش‪$$ $ $‬ور املجل‪$$ $ $‬ة املغربي‪$$ $ $‬ة لألنظم‪$$ $ $‬ة القانوني‪$$ $ $‬ة والسياس‪$$ $ $‬ية‪ ،‬الع‪$$ $ $‬دد الخ‪$$ $ $‬اص رقم ‪،11‬‬

‫الطبعة األولى ‪.2019‬‬

‫ي‪$$‬ونس ابالغ‪ ،‬ق‪$$‬راءة في الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬بش‪$$‬أن املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مي‪$$‬دان‬ ‫‪-‬‬

‫التعمير والبناء‪ ،‬مجلة ملفات عقارية عدد ‪ 6‬محكمة النقض سنة ‪.2017‬‬

‫هش‪$$‬ام بنعلي‪ ،‬الش‪$$‬روط الش‪$$‬كلية ملحاض‪$$‬ر الض‪$$‬ابطة القض‪$$‬ائية واالش‪$$‬كاالت املطروح‪$$‬ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجلة العلوم الجنائية‪ ،‬العدد الثاني مطبعة األمنية الرباط ‪.2015‬‬

‫‪88‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫هش‪$$‬ام بنعلي‪ ،‬ال‪$$‬دفع ببطالن محاض‪$$‬ر الش‪$$‬رطة القض‪$$‬ائية‪ ،‬مجل‪$$‬ة األبح‪$$‬اث والدراس‪$$‬ات‬ ‫‪-‬‬

‫القانوني‪$‬ة‪ ،‬ع‪$‬دد خ‪$‬اص عن القض‪$‬اء الجن‪$‬ائي بين السياس‪$‬ة الجنائي‪$‬ة والسياس‪$‬ة العقابي‪$‬ة‬

‫العدد الرابع نونبر‪ -‬دجنبر ‪.2014‬‬

‫محم‪$$ $‬د ج‪$$ $‬واد‪ ،‬ض‪$$ $‬بط مخالف‪$$ $‬ات التعم‪$$ $‬ير ب‪$$ $‬املغرب أزم‪$$ $‬ة ق‪$$ $‬انون أم اكراه‪$$ $‬ات الواق‪$$ $‬ع‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫سلسلة االجتهاد القضائي العدد ‪ 3‬سنة ‪.2013‬‬

‫محم‪$$‬د ب‪$‬ازي‪ ،‬س‪$$‬لطة القاضي في تق‪$‬دير االع‪$$‬تراف الجن‪$‬ائي في الق‪$‬انون املغ‪$$‬ربي واملق‪$$‬ارن‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫املجل ‪$$‬ة املغربي ‪$$‬ة للدراس ‪$$‬ات القانوني ‪$$‬ة والقض ‪$$‬ائية‪ ،‬ع ‪$$‬دد ‪ 4‬املطبع ‪$$‬ة والوراق ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة‬

‫‪ 2009/2010‬مراكش‪.‬‬

‫احم‪$$ $‬د اجع‪$$ $‬ون حماي‪$$ $‬ة القض‪$$ $‬اء اإلداري للملكي‪$$ $‬ة العقاري‪$$ $‬ة ب‪$$ $‬املغرب‪ ،‬املجل‪$$ $‬ة املغربي‪$$ $‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ 59‬سنة ‪.2008‬‬

‫محم‪$$ $‬د محج‪$$ $‬وبي‪ ،‬رقاب‪$$ $‬ة قاض ي اإللغ‪$$ $‬اء على مش‪$$ $‬روعية الق‪$$ $‬رارات املتعلق‪$$ $‬ة ب‪$$ $‬التعمير‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫منشورات مجلة رسالة املحاماة العدد ‪ 22‬دار القلم للطباعة والنشر الرباط‪.2004‬‬

‫محم‪$$‬د األع‪$$‬رج‪ ،‬إل‪$$‬زام اإلدارة املربي‪$$‬ة بتعلي‪$$‬ل قراراته‪$$‬ا اإلداري‪$$‬ة على ض‪$$‬وء ق‪$$‬انون رقم‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،03-01‬املجل‪$$ $‬ة املغربي‪$$ $‬ة لالقتص‪$$ $‬اد والق‪$$ $‬انون‪ ،‬دوري‪$$ $‬ة مغربي‪$$ $‬ة نص‪$$ $‬ف س‪$$ $‬نوية ع‪$$ $‬دد ‪6‬‬

‫وجدة‪.2002‬‬

‫ادريس الحالبي الكت‪$$‬اني‪ ،‬مس‪$$‬طرة التقاض ي اإلداري‪$$‬ة‪ ،‬الج‪$$‬زء الث‪$$‬اني‪ ،‬منش‪$$‬ورات املجل‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫املغربي‪$$ $‬ة لإلدارة املحلي‪$$ $‬ة والتنمي‪$$ $‬ة‪ ،‬سلس‪$$ $‬لة مواض‪$$ $‬يع الس‪$$ $‬اعة ع‪$$ $‬دد ‪ 17‬س ‪$$ $‬نة ‪-1997‬‬

‫‪.1998‬‬

‫‪‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الق‪$$‬انون رقم ‪ 12.90‬املتعل‪$$‬ق ب‪$$‬التعمير‪ ،‬الص‪$$‬ادر بتنفي‪$$‬ذه الظه‪$$‬ير الش‪$$‬ريف رقم ‪1.92.31‬‬ ‫‪-‬‬

‫بت‪$$‬اريخ ‪ 15‬ذي الحج‪$$‬ة ‪ 14( 1412‬يوني‪$$‬و ‪ ،)1992‬الجري‪$$‬دة الرس‪$$‬مية ع‪$$‬دد ‪ 4159‬بت‪$$‬اريخ‬

‫‪ 14‬مح‪$$‬رم ‪ 15( 1413‬يولي‪$$‬وز ‪ ،)1992‬ص ‪ ،887‬كم‪$$‬ا تم تعديل‪$$‬ه بم‪$$‬وجب الق‪$$‬انون رقم‬

‫‪ 66.12‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر املخالف ‪$$‬ات في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء‪ ،‬الص ‪$$‬ادر بتنفي ‪$$‬ذه‬

‫الظه‪$$ $ $‬ير الش‪$$ $ $‬ريف رقم ‪ 1.16.124‬بت‪$$ $ $‬اريخ ‪ 21‬ذي القع‪$$ $ $‬دة ‪ 25( 1437‬غش‪$$ $ $‬ت ‪،)2016‬‬

‫الجريدة الرسمية ‪ 6501‬بتاريخ ‪ 17‬ذو الحجة ‪ 19( 1437‬سبتمبر ‪.)2016‬‬

‫القانون ‪ 25.90‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموع‪$$‬ات الس‪$$‬كنية وتقس‪$‬يم العق‪$‬ارات‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫الص‪$$‬ادر بتنفي‪$$‬ذه الظه‪$$‬ير الش‪$$‬ريف رقم ‪ 1.92.7‬بت‪$$‬اريخ ‪ 15‬ذي الحج‪$$‬ة ‪ 17( 1412‬يوني‪$$‬و‬

‫‪ ،)1992‬الجريدة الرسمية بت‪$‬اريخ ‪ 14‬مح‪$‬رم ‪ 15( 1413‬يولي‪$‬وز ‪ ،)1992‬ص ‪ ،880‬كم‪$‬ا‬

‫تم تعديل ‪$$‬ه بالق ‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل ‪$$‬ق بمراقب ‪$$‬ة وزج ‪$$‬ر املخالف ‪$$‬ات في مج ‪$$‬ال التعم ‪$$‬ير‬

‫والبناء‪ ،‬الصادر بتنفي‪$‬ذه الظه‪$$‬ير الش‪$$‬ريف رقم ‪ 1.16.124‬بت‪$‬اريخ ‪ 21‬ذي القع‪$‬دة ‪1437‬‬

‫(‪ 25‬غش‪$$‬ت ‪ ،)2016‬الجري‪$$‬دة الرس‪$$‬مية ‪ 6501‬بت‪$$‬اريخ ‪ 17‬ذو الحج‪$$‬ة ‪ 19( 1437‬س‪$$‬بتمبر‬

‫‪.)2016‬‬

‫الق‪$‬انون رقم ‪ 22.01‬املتعل‪$$‬ق باملس‪$$‬طرة الجنائي‪$$‬ة الص‪$$‬ادر بتنفي‪$$‬ذه الظه‪$$‬ير الش‪$$‬ريف رقم‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1.02.255‬الص ‪$$‬ادر في ‪ 25‬رجب ‪ 3( 1423‬أكت ‪$$‬وبر ‪ )2002‬املنش ‪$$‬ور بالجري ‪$$‬دة الرس ‪$$‬مية‬

‫عدد ‪ 5087‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 30‬يناير ‪.2003‬‬

‫الظه ‪$$ $‬ير الش ‪$$ $‬ريف املتعل ‪$$ $‬ق بالش ‪$$ $‬ؤون املعماري ‪$$ $‬ة‪ ،‬الص ‪$$ $‬ادر بت ‪$$ $‬اريخ ‪ 7‬ذي الحج ‪$$ $‬ة ‪1371‬‬ ‫‪-‬‬

‫املوافق ل ‪ 30‬يوليوز ‪.1952‬‬

‫املراسيم التنظيمية والدوريات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪90‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫املرس‪$$‬وم رقم ‪ 2.19.409‬املتعل‪$$‬ق بتحدي‪$$‬د كيفي‪$$‬ات املراقب‪$$‬ة وزج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات في مي‪$$‬دان‬ ‫‪-‬‬

‫التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء‪ ،‬ص‪$$‬ادر في ‪ 9‬ص‪$$‬فر ‪ 8( 1441‬أكت‪$$‬وبر ‪ ،)2019‬الجري‪$$‬دة الرس‪$$‬مية ع‪$$‬دد‬

‫‪ 6859‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬جمادى ‪ 24( 1441‬فبراير ‪.)2020‬‬

‫الدوري‪$$‬ة الثالثي‪$$‬ة رقم ‪ 2911‬الص‪$$‬ادرة في ‪ 12‬م‪$$‬اي ‪ 2008‬عن وزارتي الع‪$$‬دل والداخلي‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫ووزارة اإلسكان والتعمير والتنمية املجالية حول تفعيل املقتض‪$‬يات القانوني‪$‬ة املتعلق‪$‬ة‬

‫بمراقبة التعمير والبناء‪.‬‬

‫الدوري‪$$ $ $‬ة املش‪$$ $ $‬تركة بين وزارة الداخلي‪$$ $ $‬ة ووزارة اع‪$$ $ $‬داد ال‪$$ $ $‬تراب والتعم‪$$ $ $‬ير واإلس‪$$ $ $‬كان‬ ‫‪-‬‬

‫وسياس‪$$‬ة املدين‪$$‬ة ‪ 17.07‬بش‪$$‬أن تفعي‪$$‬ل مقتض‪$$‬يات الق‪$$‬انون رقم ‪ 66.12‬املتعل‪$$‬ق بمراقب‪$$‬ة‬

‫وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪.‬‬

‫‪‬التقارير‪:‬‬

‫وزارة االقتص‪$$‬اد واملالي‪$$‬ة‪ ،‬تعلي‪$$‬ل الق‪$$‬رارات اإلداري‪$$‬ة ض‪$$‬مانة للحق‪$$‬وق والحري‪$$‬ات ورقاب‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫قضائية فعالة‪ ،‬التقرير السنوي للوكالة القضائية للمملكة ‪.2014‬‬

‫تقري‪$$‬ر اللجن‪$$‬ة الداخلي‪$$‬ة والجماع‪$$‬ات الترابي‪$$‬ة والس‪$$‬كنى وسياس‪$$‬ة املدين‪$$‬ة ح‪$$‬ول مش‪$$‬روع‬ ‫‪-‬‬

‫قانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء‪.‬‬

‫‪‬محاضرات جامعية‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫ی ‪$$‬ونس ابالغ‪ ،‬محاض ‪$$‬رات في ق ‪$$‬انون التعم ‪$$‬ير‪ ،‬ماس ‪$$‬تر السياس ‪$$‬ات الحض ‪$$‬رية والهندس ‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫املجالي ‪$$‬ة‪ ،‬جامع ‪$$‬ة القاض ي عي ‪$$‬اض كلي ‪$$‬ة العل ‪$$‬وم القانوني ‪$$‬ة واالقتص ‪$$‬ادية واالجتماعي ‪$$‬ة‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪ 2021-2020‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪‬ندوات‬

‫محف ‪$$‬وض حجي ‪$$‬و‪ ،‬حجي ‪$$‬ة محاض ‪$$‬ر األجه ‪$$‬زة املكلف ‪$$‬ة بمعاين ‪$$‬ة مخالف ‪$$‬ات البن ‪$$‬اء والتعم ‪$$‬ير‬ ‫‪-‬‬

‫أم ‪$$‬ام القض ‪$$‬اء الجن ‪$$‬ائي على ض ‪$$‬وء الق ‪$$‬انون ‪ 66.12‬مداخل ‪$$‬ة في أش ‪$$‬غال الن ‪$$‬دوة الوطني ‪$$‬ة‬

‫املنظم‪$$ $‬ة من ط‪$$ $‬رف املاس‪$$ $‬تر املتخص‪$$ $‬ص في ق‪$$ $‬انون العق‪$$ $‬ار والتعم‪$$ $‬ير‪ ،‬بالكلي‪$$ $‬ة املتع‪$$ $‬ددة‬

‫التخصص‪$$ $‬ات بالن‪$$ $‬اظور أي‪$$ $‬ام ‪ 4-3-2‬م‪$$ $‬ارس ‪ 2017‬منش‪$$ $‬ورات مخت‪$$ $‬بر البحث في ق‪$$ $‬انون‬

‫العقار والتعمير بالناظور طبعة ‪.2018‬‬

‫مص‪$$‬طفى الب‪$$‬وداني‪ ،‬األجه‪$$‬زة املتدخل‪$$‬ة في مج‪$$‬ال التعم‪$$‬ير والبن‪$$‬اء وف‪$$‬ق أخ‪$$‬ر التش‪$$‬ريعات‬ ‫‪-‬‬

‫القانونية‪ ،‬مداخل‪$$‬ة في أش‪$‬غال الن‪$‬دوة الوطني‪$‬ة املنظم‪$‬ة من ط‪$‬رف املاس‪$$‬تر املتخص‪$$‬ص في‬

‫ق ‪$$‬انون العق ‪$$‬ار والتعم ‪$$‬ير‪ ،‬بالكلي ‪$$‬ة املتع ‪$$‬ددة التخصص ‪$$‬ات بالن ‪$$‬اظور أي ‪$$‬ام ‪ 4-3-2‬م ‪$$‬ارس‬

‫‪ 2017‬منشورات مختبر البحث في قانون العقار والتعمير بالناظور طبعة ‪.2018‬‬

‫أحم‪$$‬د والي علمي‪ ،‬دور القض‪$$‬اء في مي‪$$‬دان زج‪$$‬ر املخالف‪$$‬ات أش‪$$‬غال الي‪$$‬وم الدراسي ح‪$$‬ول‬ ‫‪-‬‬

‫موض ‪$$ $‬وع إش ‪$$ $‬كالية البن ‪$$ $‬اء غ ‪$$ $‬ير الق ‪$$ $‬انوني وزج ‪$$ $‬ر املخالف ‪$$ $‬ات املتعلق ‪$$ $‬ة بمي ‪$$ $‬دان التعم ‪$$ $‬ير‬

‫والبناء‪ ،‬املنعقد بمقر إقليم القنيطرة بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪.2002‬‬

‫عب‪$$‬د هللا ادريسي‪ ،‬نظ‪$$‬رات في تعلي‪$$‬ل الق‪$$‬رارات اإلداري‪$$‬ة ش‪$$‬كال ومض‪$$‬مونا‪ :‬حيل‪$$‬ة وأف‪$$‬اق‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫أعم ‪$$ $ $‬ال الن ‪$$ $ $‬دوة العلمي ‪$$ $ $‬ة الدولي ‪$$ $ $‬ة املنعق ‪$$ $ $‬دة بكلي ‪$$ $ $‬ة العل ‪$$ $ $‬وم القانوني ‪$$ $ $‬ة واالقتص ‪$$ $ $‬ادية‬

‫‪92‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫واالجتماعي‪$$ $ $‬ة بم‪$$ $ $‬راكش أي‪$$ $ $‬ام ‪ 5-4‬ف‪$$ $ $‬براير ‪ 1994‬منش‪$$ $ $‬ورات كلي‪$$ $ $‬ة العل‪$$ $ $‬وم القانوني‪$$ $ $‬ة‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‬

‫أحكام وقرارات قضائية‬ ‫‪‬‬

‫ق‪$$ $ $‬رار ع‪$$ $ $‬دد ‪ 1/803‬بت‪$$ $ $‬اريخ ‪ 2009/05/06‬مل‪$$ $ $‬ف جنحي ع‪$$ $ $‬دد‪ ،2005/12783 ،‬املل‪$$ $ $‬ف‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫االجته ‪$$‬اد القض ‪$$‬ائي املغ ‪$$‬ربي‪ ،‬املجموع ‪$$‬ة الكامل ‪$$‬ة مجل ‪$$‬ة قض ‪$$‬اء املجلس األعلى‪ ،‬ع ‪$$‬دد ‪،17‬‬

‫اإلصدار الرقمي أكتوبر ‪.2010‬‬

‫حكم ع‪$$‬دد ‪ 664‬بت‪$$‬اريخ ‪ 1998-12-10‬منش‪$$‬ور باملجل‪$$‬ة املغربي‪$$‬ة لإلدارة املحلي‪$$‬ة والتنمي‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫عدد ‪.1998 -23‬‬

‫حكم ع‪$$ $‬دد ‪ 303‬ص ‪$$ $‬ادر عن محكم ‪$$ $‬ة االس ‪$$ $‬تئناف بت‪$$ $‬ازة في املل‪$$ $‬ف الجنحي الع‪$$ $‬ادي رقم‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 279/2016‬بتاريخ‪ 12/04/2016 :‬وهو غير منشور‪.‬‬

‫ق‪$$‬رار ع‪$$‬دد ‪ 3481‬بت‪$$‬اريخ ‪ 7‬يولي‪$$‬و ‪ 1998‬مل‪$$‬ف جن‪$$‬ائي ع‪$$‬دد ‪ ،67983‬االجته‪$$‬اد القض‪$$‬ائي‬ ‫‪-‬‬

‫املغربي‪ ،‬املجموعة الكاملة مجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬ع‪$$‬دد م‪$$‬زدوج ‪ ،36/35‬اإلص‪$$‬دار‬

‫الرقمي دجنبر ‪.2004‬‬

‫ق‪$$ $‬رار ع‪$$ $‬دد ‪ 1573‬بت‪$$ $‬اريخ ‪ 28‬دجن ‪$$ $‬بر مل ‪$$ $‬ف جن‪$$ $‬ائي ع‪$$ $‬دد ‪ ،53639‬مجموع‪$$ $‬ة ق‪$$ $‬رارات‬ ‫‪-‬‬

‫املجلس األعلى‪ ،‬املادة الجنائي‪$$ $‬ة‪ ،‬ج ‪ ،1‬منش ‪$$‬ورات جمعي ‪$$‬ة تنمي‪$$ $‬ة البح ‪$$‬وث والدراس‪$$ $‬ات‬

‫القضائية‪.1986-1996 ،‬‬

‫ق‪$$ $ $‬رار ع‪$$ $ $‬دد ‪ 3751‬بت‪$$ $ $‬اريخ ‪ 13‬دجن‪$$ $ $‬بر ‪ 1995‬مل‪$$ $ $‬ف جنحي ع‪$$ $ $‬دد ‪ ،94/34720‬االجته‪$$ $ $‬اد‬ ‫‪-‬‬

‫القض‪$$‬ائي املغ‪$$‬ربي‪ ،‬املجموع‪$$‬ة الكامل‪$$‬ة ملجل‪$$‬ة قض‪$$‬اء املجلس األعلى‪ ،‬ع‪$$‬دد م‪$$‬زدوج ‪49/50‬‬

‫اإلصدار الرقمي دجنبر‪.2000‬‬

‫‪93‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫حكم ص‪$‬ادر عن محكم‪$$‬ة االس‪$$‬تئناف ب‪$$‬القنيطرة في املل‪$‬ف الجنحي الع‪$‬ادي رقم ‪-2017-6‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2018‬بتاريخ‪ ،06/03/2018‬غير منشور‪.‬‬

‫حكم ص ‪$$‬ادر عن املحكم‪$$ $‬ة االبتدائي‪$$ $‬ة بس‪$$ $‬وق اربع‪$$ $‬اء الغ‪$$ $‬رب في املل‪$$ $‬ف الجنحي الع‪$$ $‬ادي‬ ‫‪-‬‬

‫رقم ‪ 2018-2017-5‬بتاريخ ‪ ،2018-03-06‬غير منشور‪.‬‬

‫حكم ص‪$$ $ $‬ادر عن محكم‪$$ $ $‬ة االس‪$$ $ $‬تئناف بوج‪$$ $ $‬دة مل‪$$ $ $‬ف ع‪$$ $ $‬دد ‪ 02/2017/2018‬بت‪$$ $ $‬اريخ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،20/09/2017‬غير منشور‪.‬‬

‫مواقع إلكترونية‬ ‫‪‬‬

‫ج ‪$$ $‬ودي زينب‪ ،‬الض ‪$$ $‬بط اإلداري‪ ،‬محاض ‪$$ $‬رة منش ‪$$ $‬ورة ب ‪$$ $‬املوقع الرس ‪$$ $‬مي لكلي ‪$$ $‬ة العل ‪$$ $‬وم‬ ‫‪-‬‬

‫القانوني‪$‬ة والسياس‪$‬ية جامع‪$‬ة محم‪$‬د ملين دب‪$‬اغين س‪$‬طيف ‪ 2‬الجزائ‪$‬ر ‪https://cte.univ-‬‬

‫‪setif2.dz‬‬

‫أحم‪$$‬د عط‪$$‬ا‪ ،‬أوج‪$$‬ه الطعن على الق‪$$‬رار اإلداري‪ ،‬منش‪$$‬ورات مجل‪$$‬ة املحام‪$$‬اة الع‪$$‬دد األول‬ ‫‪-‬‬

‫لعام ‪ 2021‬منشور ببوابة التشريعات واالحكام املصرية ‪https://egyls.com‬‬

‫‪REFERENCES EN FRANÇAIS‬‬

‫‪ Les ouvrages :‬‬

‫‪- Abdalilah mkinsi, le droit marocain de l’urbanisme, l’imprimerie AGDAL‬‬

‫‪décembre 1989.‬‬

‫‪94‬‬
''‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال‬

- Bernard pacteau, le juge de l’excès de pouvoir et les motifs de l’acte

administratif, diffusion librairie générale de droit et de jurisprudence paris

1977.

- Georges Mesmin, urbanisme et logement analyse d’une crise, 1 er édition

novembre 1992 presses universitaires de France.

- Jean pierre Lebreton, droit de l’urbanisme, presses universitaires de France,

paris 1ere édition 1993.

- M’HAMMED Dryef, urbanisation et droit de l’urbanisme au Maroc, CNRS

éditions paris 1993.

- Rachid filali meknassi, la condition du locataire urbain la part du droit dans la

régulation de la crise du logement, thèse de doctorat d’état faculté de droit et

sciences économiques AGDAL RABAT 1985.

:‫الفهرس‬

4.................................................................................................................................................. :‫مقدمة‬
11. ‫ األسس القانونية في تحديد الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال‬:‫الفصل االول‬
‫از‬$$ ‫وابط انج‬$$ ‫اء وض‬$$ ‫ير والبن‬$$ ‫ال التعم‬$$ ‫ات في مج‬$$‫ة للبحث عن املخالف‬$$ ‫ات املؤهل‬$$ ‫ الجه‬:‫املبحث االول‬
13................................................................................................................................... ‫محضر املعاينة‬

95
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫املطلب األول‪ :‬االش ‪$$‬خاص املؤهل ‪$$‬ون ملعاين ‪$$‬ة مخالف ‪$$‬ات التعم ‪$$‬ير والبن ‪$$‬اء‪ ،‬وتمثي ‪$$‬ل اإلدارة أم ‪$$‬ام‬
‫القضاء ‪14................................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االشخاص املؤهلون ملعاينة مخالفات التعمير والبناء‪14...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الأشخاص املؤهلون لتمثيل اإلدارة أمام القضاء‪19.....................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ضوابط وشكليات انجاز محضر املعاينة ‪22................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬احترام الشكليات القانونية في تحرير محضر املعاينة‪22...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التقيد باالختصاص الترابي والنوعي ملحرر املحضر‪25.................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية ملحضر املعاينة ‪27...........................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حجية محاضر الضابطة القضائية ‪28..........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬املحاضر والتقارير التي يحررها موظفون وأع‪$$‬وان ينص الق‪$$‬انون على ع‪$‬دم‬
‫إمكانية الطعن فيها اال بالزور ‪29...............................................................................................‬‬
‫الفق ‪$$‬رة الثاني ‪$$‬ة‪ :‬املحاض ‪$$‬ر ال ‪$$‬تي يوث ‪$$‬ق بمض ‪$$‬منها الى أن يثبت م ‪$$‬ا يخالفه ‪$$‬ا‪ ،‬واملح ‪$$‬ررات ال ‪$$‬تي‬
‫تعتبر مجرد بيانات ‪32.................................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬حجية محضر املعاينة ودوره في تحريك املتابعة القضائية‪35..................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حجية محضر املعاينة ودوره في اإلثبات أمام القضاء‪35...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور محضر املعاينة في تحريك املتابعة القضائية ‪39.....................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال في ضوء األحكام القضائية‪41..‬‬
‫املبحث األول‪ :‬رقابة قاضي االلغاء على قرارات وقف االشغال ‪42...................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نماذج ألوجه الطعن في قرارات وقف األشغال ‪43.....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن لعيب االختصاص ‪44.............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن لعيب السبب ‪47....................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن باإللغاء في حاالت التعسف في اصدار قرار وقف األشغال‪51.....................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عدم تسبيب أو تعليل القرار الصادر بوقف األشغال‪52..............................‬‬

‫‪96‬‬
‫''الطبيعة القانونية لألمر الفوري بإيقاف األشغال''‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم بيان األعمال املخالفة في صلب قرار وقف األشغال‪56.......................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على قرارات وقف االشغال ‪61..............................................‬‬
‫املطلب االول‪ :‬تطبيقات خاصة للطعن في قرار وقف األشغال ‪61....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في األعمال التحضيرية ‪62......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وقف األشغال لوجود رخصة ضمنية ‪64.......................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نماذج لتوجهات واحكام قضائية حول طبيعة االمر الفوري بإيقاف االشغال‪69..‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬رفض املحكمة الغاء قرارات إيقاف االشغال ‪70............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬استجابة املحكمة لطلبات الغاء قرارات إيقاف االشغال‪73........................‬‬
‫خاتمة‪76................................................................................................................................................. :‬‬
‫الئحة املراجع‪76.................................................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪91.............................................................................................................................................. :‬‬

‫‪97‬‬

You might also like