You are on page 1of 22

‫اطيةّالشعبي ّة ّ‬

‫امجلهوري ّةّاجلزائري ّةّادلميقر ّ‬


‫ّ‬
‫جامعةّتلمسانّ ّ‬
‫ّلكيةّالعلومّالإنسانيةّوّالعلومّالاجامتعيةّ ّ‬
‫ّقسمّالعلومّالإنسانيةّ ّ‬
‫ّشعبةّالفلسفةّ ّ‬
‫ّعنوانّاملاسرتّ‪ّ:‬فلسفةّغربيةّحديثةّوّمعارصةّ ّ‬
‫ّالسدايس‪ّ:‬ا ألولّ ّ‬
‫ثّ‬
‫امسّاملادة‪ّ:‬اترخيّالعملّاحلدي ّ‬
‫الرصيدّ‪ّ 05:‬‬
‫املعاملّ‪ّ 02:‬‬
‫أأس تاذّاملادةّ ُمنجزّالعمل‪ّ:‬غوزيّمصطفىّ ّ‬
‫العنوانّالالكرتوين‪mus.ghouzi@gmail.com ّّ:‬‬
‫ّ أأهدافّالتعلميّ‪ّ ّ:‬‬
‫تعريفّ ّ الطالبّ ببعضّ الاكتشافاتّ العلمية‪ ّ،‬وّ وضعّ التطوراتّ اليتّ نتجتّ عهناّ يفّ س ياقهاّّالتارخييّ وّ‬ ‫✓‬

‫الاجامتعي‪ّ.‬‬
‫متكنيّالطالبّمنّقراءةّوّحتليلّوّنقدّالنصوصّالعلميةّوّالتارخيية‪ّ.‬‬ ‫✓‬

‫متكنيّالطالبّمنّفهمّادلللتّالفلسفيةّوّالابس متولوجيةّلالكتشافاتّالعلميةّ‪ّ.‬‬ ‫✓‬

‫حمتوىّاملادة‪ّ ّ:‬‬
‫مفرداتّمادةّاترخيّالعلومّالغربية‪ّ ّ:‬‬
‫مدخلّمفاهمييّ‬ ‫✓‬

‫التطورّالعلميّ(ّمناذجّ)ّ‬ ‫✓‬

‫الرايضياتّمنّا ألزمةّاإىلّالأكسمة‪ّ.‬‬ ‫✓‬

‫الفزيايءّ(ّالنسبيةّالعامة‪ّ،‬مياكنياكّالكوانتاّ)ّ‬ ‫✓‬

‫البيولوجياّ(ّالبيولوجياّاجلزيئية‪ّ،‬الهندسةّالوراثيةّ)ّ‬ ‫✓‬

‫بعضّاإفرازاتّتطورّالعمل‪ّ ّ:‬‬
‫‪ّ-‬العقالنيةّوّاملهنجّالعلميّ ّ‬
‫‪ّ-‬تطورّالعلومّبنيّالتواصلّوّالقطيعةّ ّ‬
‫‪ّ-‬تطورّالعلومّوّ أأزمةّالإنسانّاملعارص‪ّ ّ.‬‬
‫متهيدّ‪ّ ّ:‬‬
‫ّّّّّّ أأسوةّبطبيعةّالعملّاحلديث‪ّ،‬تكونّبدايةّاحلديثّعنّمقياسّالعملّاحلديث‪ّ،‬منّواقعةّلّغبارّعلهيا‪ّ،‬‬
‫وّيهّس يطرةّالعملّاليومّوّبدونّمنازعّعىلّاحلقلّاملعريف‪ّ،‬وّ أأقصدّابلعمل‪ّ،‬علومّاّبعيهناّبرهنتّعنّجدارةّ‬
‫فواهجة‪ّ،‬وّعىلّ ر أأسّهذهّالعلوم‪ّ ،‬عملّالرضياتّ‪ّ،‬فعملّالفزيايء‪ّ ،‬عمل ّالكميياء‪ّ،‬وّ أأخرياّالبيولولوجيا‪ّ ،‬لتأأيتّ‬
‫بعدّذكل‪ّ،‬وّمبراحل‪ّ،‬عملّالاجامتع‪ّ،‬عملّالنفس‪ّّ.‬وّالس يطرةّيهّيفّالواقع‪ّ،‬نتيجةّلتطورّمس متر‪ّ،‬انطالقتهّ‬
‫ماّقبلّاحلضارةّالهلينية‪ ّ،‬أأيّمنذّزمنّاحلضاراتّالرشقيةّالقدميةّيفّبالدّالرافدين‪ّ،‬وّيفّمرصّالفرعّونية‪ّ،‬‬
‫يفّالصني‪ّ،‬وّيفّالهندّ أأيضا‪ّ.‬يفّتكلّا ألزمنةّالقدميةّاكنّالعملّلصيقّابلفلسفة‪ّ،‬وّمتصلّهبا ّاتصالّوثيقا‪ّ،‬‬
‫وّلكنّوّمعّمرورّا ألايمّاتضحّللعيانّ أأنّالواثقّالغليظ‪ّ،‬صارّيتألكّشيئاّفشيئا‪ّ،‬حىتّانفرطّالرابطّاإىلّ‬
‫حدّبعيد‪ّ.‬وّلكنّوّخبصوصّتكلّالواقعةّوّاليتّقلناّعهنا‪ّ،‬لّغبارّعلهيا‪ّ ،‬ينبغيّ أأنّنعرتفّ أأيضاّ أأهناّ‬
‫حتتويّبداخلهاّعىلّمفارقة‪ّ،‬حفيناّنقولّعلامّابملفرد‪ّ،‬وّحيناّأخرّنقولّعلوما‪ّ ،‬وّالسؤالّاذليّيطرح‪ّ،‬‬
‫عندماّنتلفظّابلفظني‪ّ،‬معّفارقّاحلني‪ّ،‬فهلّنتحدثّعنّيشءّواحد؟ّوّماّدلةلّمتيزيّالعملّعنّالعلومّ؟ّ‬
‫أألّيعتربّهذاّرضابّلوحدةّالعمل؟ ّوّهلّمبقدورانّيف ّالوقتّاحلارضّاحلديثّعنّالعمل؟ ّ ّلنّ نمتكنّمنّ‬
‫الإجابةّعنّهذهّا ألس ئةلّ اإلّمنّخاللّ اإبرازّماهيةّ(ّطبيعةّ)ّاملعرفةّالعلمية‪ّ،‬وّاذليّلنّيتحققّ اإلّ‬
‫ابعامتدّحتريّ ّ أأوّحبثّ"ّ أأركيولويج" ّ أأوّحفري‪ ّ،‬أأيّ ابإعادةّتشكيلّالرشوط‪ّ ،‬اليتّ أأفضتّ اإىلّمعرفةّ‬
‫علمية‪ّ ّ.‬‬
‫ث‪ّ ،‬حداثّفريداّمنّنوعهّيفّاترخي ّالبرشية‪ّ ،‬وّالاجنازاتّاليتّجسدته‪ّ،‬املنبثقةّ‬ ‫يشلكّظهورّالعملّاحلدي ّ‬
‫ابتداءّيفّا ألرضّا ألوروبية‪ّ،‬اتسمتّبطابعّاملعرفةّاملنظمة‪ّ،‬القامئةّعىلّمهنجّجترييب‪ّ،‬فاقتّبأأشواطّماّمتّ‬
‫الوصولّ اإليهّمنّقبلّعلامءّوّمفكرين‪ ّ،‬ينمتونّ اإىلّحضاراتّقدميةّتربعتّعىلّعرشّاملعرفة‪ّ،‬قبلّقرونّ‬
‫منّ بزوغّ نورّ العملّ عىلّّا ألصقاعّ ا ألوروبية‪ّّ،‬وّ قدّ أأكدّ عىلّ ذكلّ الفيلسوفّ اكرلّ ايسربسّ أأنّ العملّ‬
‫احلديثّا ألورويبّابملاهيةّ‪ّ"ّ:‬هوّظاهرة‪ّ،‬يكونّمضيعةّوقتّ اإنّحبثناّمثيلّلهاّيفّاترخيّالبرشية‪ّ،‬فهييّ‬
‫خاصةّغربيةّوّحسب‪ّ.‬فملّتعرفّالصنيّوّلّالهندّاإلّاإرهاصاتّغريّواحضةّاملعامل‪ّ،‬وّخبصوصّالإغريقّ‬
‫حننّمدينونّهلمّبعددّمنّا ألفاكرّالرائعة‪ّ،‬وّلكنّمنّدونّّروابطّجتمعها‪ّ،‬وّمنّدونّ أأنّتذهبّبعيدا‪ّ،‬‬
‫وّلكن ّوّمنّانحيةّ أأخرى‪ّ،‬هاّهوّالغربّقدّ أأعطىّالإشارة ّوّمنذّقرونّخلت‪ّ ،‬لالنطالقةّالفكرية‪ّ،‬وّ‬
‫التقنيةّوّسوس يولوجية‪ّ،‬جاراّمعهّلكّالبرشيةّ اإىلّساحته‪ّ.‬حالياّتعرفّهذهّاحلرّكةّتسارعاّغريّمتحمكّ‬
‫فيه"‪ّ ّّ1‬‬
‫‪ّ-1‬ضبطّمصطل ّحّالعملّ‪ّ :‬‬
‫ّّّّالعملّلغة‪ّ،‬مصدرّعَ م َملّوّهوّاإدراكّاليشءّعىلّحقيقته‪ّ،‬وّمعرفةّاليشءّيقينا‪ّ ّ.‬‬

‫‪1ّ-‬‬‫‪Philippe Fontaine, qu'est-ceّqueّlaّscienceّ?ّdeّlaّphilosophieّàّlaّscienceّ– les origines de la‬‬


‫‪rationalitéّmoderne,ّhttp:ّcairnّ–info / revue- recherche-en soin-infirmier-2008, p06.‬‬
‫ّّّّّّّّّاصطالحا‪ّ،‬نسقّمنّاملعارفّاملنظمةّوّاملتسلسةل‪ّ،‬املرتكزةّلكيةّعىلّمهنجّبعينه‪ّ،‬حمددّاملراحلّ‬
‫وّاخلطوات‪ّ ّ.‬‬
‫اإنّتوقفنا‪ّ،‬لرمباّاكنّحتديدّّمصطلحّالعملّيعرتيهّنقصاّمنّالناحيةّالفلسفية‪ّ،‬وّهذاّاذليّلّحنبذّيفّمطلقّ‬
‫ا ألحوال‪ّ.‬ذلاّاكنّلزاماّعليناّ أأنّنلقيّضوءاّعىلّهذاّاملصطلحّيفّعالقتهّمعّالفلسفة‪ّ،‬وّ ألجلّحتقيقّهذاّ‬
‫الغرض‪ّ،‬رجعتّ اإىلّكتابّالفيلسوفّوّالطبيبّوّاملعجميّوّرجلّالس ياسةّ اإميلّليرتيّ‪Emile ّ ،2‬‬
‫‪ ّ،ّّLittré‬املوسومّ ب"ّ العملّ منّ زاويةّ نظرّ فلسفية"ّ ‪La science au point de vue ّّ،‬‬
‫‪ّ ّ.philosophique‬‬
‫يعرتفّالفيلسوفّوّابتداءّمنّمقدمة ّالكتاب‪ّ،‬بوجودّاختالفّبنيّفلسفةّعملّوّفلسفةّالعمل‪ّ،‬فا ألوىلّ‬
‫تُعىنّوّعىلّوجهّخمصوصّابملهنجّاخلاصّبلكّعمل‪ّ،‬الثانيةّتُعىنّابلروابطّفاميّبنيّالعلوم ّ‪ّ ،‬وّقانونّتطورّ‬
‫لكّ عملّ منّ هذهّ العلوم‪ّّ،‬وّ تداخلهاّ املتنايمّ حبسبّ درجاتّ الرتاتبية‪ّّّّ3.‬ليتابعّ ذاكراّ أأنهّ وّ ابتداءّ منّ‬
‫الرّايّضيات ّ– ّعىلّاعتبارهاّالعملّا ألول ّ– ّاإىلّغايةّعملّالاجامتع ّ– ّابعتبارهّالعنقودّا ألخري ّ– ّ[ينبغيّ‬
‫الإشارةّاإىلّ أأنّ أأولّاإصدارّللكتابّمتّس نةّ‪ّ.]1872‬تُشلكّتراتبية‪ُ ّ،‬مقيدةّالصفوفّلّتغيريّعلهياّحيدث‪ّ،‬‬
‫لكّ يشءّ حمتوىّ يفّ هذاّ اللك‪ّّ،‬ا ألعداد‪،‬وّّمعرفةّ ا ألجرامّ الساموية‪ّّ،‬وّّاخلصائصّ الفزيايئيةّ للامدة‪ّّ،‬وّ‬
‫احلياةّاليتّتتطورّعىلّشلكّمادّةّمنظّمة‪ّ،‬وّالظّواهرّاليتّحتدثّيفّاجملمتعات‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‬ ‫التفاعالتّاجلزيئيّة‪ّ،‬وّ‬
‫‪ّ-2‬التط ّورّالعلميّ(ّمناذجّ)ّ‪ّ ّ:‬‬
‫ّّّّّأّأ‪ّ-‬بد أأتّحركةّالعمل‪ّ،‬منذّ أأنّبد أأّالإنسانّيعملّوّيفكر‪ ّ،‬أأيّمنذّس نواتّطويةلّللغاية‪ّ،‬وّقدّيكونّ‬
‫منّاملس تحيل ّنسب ّفضلّاملنجزاتّ أأوّالاكتشافاتّالعلمية‪ ّ،‬اإىلّمجموعةّبرشية ّبعيهنا‪ّ،‬بلّاللكّسامه‪ّ،‬‬
‫يفّبناءّرصحّالعملّوّش يده‪ّ ،‬وّنكونّغريّمنصفنيّ اإنّقلناّعكسّماّقيل‪ ّ،‬ألنّ اإسهامّ أأيّ جممتعّوّيفّ‬
‫مرحةلّّاترخيية‪ ّ،‬جاءّ نتيجةّ تظافزّّعواملّ موضوعية‪ ّ،‬دفعتّ ابلعقلّ البرشي‪ ّ،‬اإىلّ اإجيادّ حلولّ انجعة‪ّ،‬‬
‫يتّاكنّوقودهاّالرضورةّ أأوّاحلاجة‪ّ،‬اليتّ‬ ‫ملشالكتّ واقعية‪ّ،‬حفركةّالعملّيهّمنّحركةّالعقلّالبرشي‪ّ،‬ال ّ‬
‫سريتّاحلياةّاليوميةّللجامعاتّالبرشيةّا ألوىل‪ّ،‬وّاليتّاضطرتّاضطرارا‪ّ،‬اإىلّاس تخدامّالعقل‪ّ،‬حىتّتبقىّ‬
‫وّتس مترّيفّالعيش‪ّ":ّ،‬وّقدّكتبّيفّاترخيّالعملّمنّقدمي‪ّ،‬فعوجلتّبعضّالعلومّيفّاس تقاللّاكلطبّوّ‬
‫أ‬
‫‪ّ.‬وّللتوضيحّأكرثّخبصوصّ‬ ‫الرايضة‪ ّ،‬أأوّمجعتّلكهاّيفّعرض ّشاملّيتحدثّعهناّالواحدّتلوّالخر"ّ‪4‬‬

‫مسأأةلّالتطورّالعلمي‪ّ،‬س نأأخذّبعضّالامنذجّاليتّتطلعنا ّعىل ّاجلهودّالفكريةّاملعتربة‪ّ،‬اليتّبذلهاّعلامءّلكّ‬


‫يفّجماهل‪ّ،‬مساهامّبذكلّيفّتقدمّالعمل‪ّ،‬وّحمققاّمذاك‪ّ،‬قدراّمنّالرفاهيةّوّالهناءّللبرشيةّمجعاء‪ّ ّ:‬‬
‫✓ الرايّضياتّمنّا ألزمةّاإىلّالأكسمة‪ّّ:‬‬

‫‪ّ-ّ2‬ودلّس نةّ‪ّ،1801‬وّتويفّس نةّ‪ّ،1881‬منّكتبه"ّمعجمّاللغةّالفرنس ية‪ّ .‬‬


‫ّ‪3ّ- E.ّLittré,ّlaّscienceّauّpointّdeّvueّphilosophique,ّlibrairieّacadémiqueّDidier,ّcinquièmeّédition,‬‬

‫ّترمجةّخشصي ّة‪paris,ّ1884,ّpréface.‬‬
‫‪ّ-ّ4‬جورجّسارتون‪ّ،‬اترخيّالعملّ–ّالعملّالقدميّيفّالعرصّاذلهيبّلليوانن‪ّ-‬اجلزءّا ألول‪ّ،‬ا ألصولّالرشقيةّوّاليواننية‪ّ،‬ترمجةّمحمدّخلفّهللا‪ّ،‬‬
‫مصطفىّا ألمري‪ّ،‬طهّالباقر‪ّ،‬محمدّعبدّالهاديّأأبوريده‪ّ،‬محمدّسلميّسامل‪ّ،‬رش يدّالناضوري‪ ّ،‬أأمحدّفؤادّا ألهواين‪ّ،‬املركزّالقويمّللرتمجة‪ّ،2010،‬‬
‫ص‪،‬صّ‪.ّ10ّ،09‬‬
‫رش‪ ّ،‬أأحدثّ عىلّ مس توىّ اذلهنّّصورا‪ ّ،‬كصورةّ الوضوحّ وّ‬ ‫ّّّّّّّّّّّّّّّّّتوطئة‪ ّ:‬لكامّ ُّطرحّ موضوعّ الرايضياتّ وّ ن ُ م ّ‬
‫ادلقة‪ّ،‬اإنّكناّيفّضفةّالإجيابية‪ ّ،‬أأماّاإذاّاحتوتناّالصورةّالسلبية‪ّ،‬تبادرتّاإىلّاذلهنّصورةّالغموض‪ ّ،‬أأوّالإهبام‪ّ،‬وّقدّّيتودلّ‬
‫عندّالبعضّعقدةّ‪ّ،‬تصد ّالفهمّوّمتنعهّمنّاحلدوث‪ّّ،‬فكيفّلعملّقدّبلغّدرجةّمنّاليقنيّلّتضاىه ّ‪ّ،‬وّرمزاّابهراّ‬
‫للمعقولية‪ ّ،‬أأنّيضمّبنيّثناايهّالغموض‪ّ،‬حىتّوّاإنّقلّمقداره‪ّ،‬كيفّلعملّمثلّعملّالرايضياتّيقبلّبتواجد ّداخلّ ّلمعقولّ‬
‫واحداّحىت‪ّ.‬منّبنيّاذلينّتصدواّلهذهّا ألس ئةلّالباحثّجوالّماركرّ‪ّ،ّ JoëlّMerkerّّ ّ 5‬خاصةّيفّرساةلّادلكتوراه‪ّ،‬وّ‬
‫املوسومّبّ‪ّ"ّ:‬الفلسفةّالعامةّللرايضياتّ‪ّ "..‬نوقشتّيف ّ‪ّ 03‬ينايرّس نة ّ‪ّ .2012‬حيثّوّيفّبدايةّالفصلّا ألول‪ ّ،‬يُقرّ‬
‫الباحثّبوجود ّترادف ّبنيّالغموضّاذليّيّكتنفّبعضّامليادين ّيفّالرايضيات‪ّ،‬وّمصطلحّاملنفتح ّ‪ّ،L'ouvert‬اذليّقدّ‬
‫يعدّمنّسامتّهذاّالعمل‪ّ ،‬وّ ألنّاملنفتحّل ّقّبلّلناّعىل ّاإدراكهّوّالإحاطةّبه‪ّ ،‬وّيعودّالسببّيفّذكلّ‪ّ ،‬و ّ ّوفقا ّللرؤيةّ‬
‫الرايضية‪ّ ،‬اإىلّتعقيداتّاترخييةّلّعكوسةّمنّانحيةّاملضمون‪ّ،‬ميكثّغالباّاملنفتح‪ّ،‬عصياّعىلّلكّرؤية‪ّ،‬لّتتعنيّيفّ‬
‫ُ‬
‫اتّوّاليتّحتيل ّاإىلّخالفاتّفلسفيةّمشهورة‪ّ،‬فاإنّاملنفتحّ‬ ‫النس يجّاحليّالطلوبّللبحث‪ّ.‬وّهكذا‪ّ،‬وّابلرمغ ّمنّالتحفظ‬
‫س يوضعّيفّالبدايةّاملطلقة ّللفلسفةّالرايضية‪ّ ،‬ابعتبارهّ أأول‪ّ،‬لّيقومّعىلّ أأيّقبيل‪ّ،‬ملاّتكونّعليهّالرضيات‪ّ،‬وّلّ اثنياّ‬
‫ابعتباره‪ّ،‬لّيطرحّكشلكّللفوريةّالالواسطيةّللكّا ألس ئةلّاليتّتثريهاّالرايضياتّ‪ّ .ّّ6‬‬
‫وّاحلال‪ّ،‬هذهّماّعىسّنصنع؟ّلإجنازّهذهّاملهمة‪ّ،‬وّاملمتثةلّيفّاجنالءّالغموضّوّتبديده‪ّ،‬وّيفّالوقتّنفسهّالإحاطةّ‬
‫ابملنفتح‪ّ،‬وّابجملهول‪ّ،‬عليناّابتداء‪ّ،‬التفكريّمتوضعاّيفّالالمفكرّفيه‪ ّ،‬أأيّّيفّاملنفتحّ‪Penser en situation le non-ّّ-‬‬
‫‪ّ -ّpenséّdeّl'ouverture‬وّالتفكريّحبسبّالوضعية‪ّ،‬يكونّابلنس بةّللباحثّجوالّماركر‪ّ،‬يمكنّوّفاميّخيصّ‬
‫الرايضيات‪ّ،‬ابلتأأملّالفلسفيّاملتوضع‪ ّ،‬أأوّاملتعني‪ّ،‬وّبفضلّهذاّالنوعّمنّالتفكريّيمثرّالفهمّمثالياتّ ‪ّ-ّidéalités-‬رايضيةّ‪ّ.‬‬
‫‪ّ ّ.‬‬
‫بنيتّالرّايضياتّالالكس يكيةّعىلّمجةلّمنّاملبادئ‪ّ،‬وّيهّيفّاحلقيقةّثالثةّ أأنواع‪ّ:‬البدهييات‪ّ،‬وّاملصادراتّّ أأوّاملسلامت‪ّ،‬‬
‫وّالتعريفات‪ّ،‬وّمنّ أأشهرّالبدهييات‪ّ :‬‬
‫ّّ‪ّ-‬ا ألش ياءّاملساويةّلغريهاّمتساويةّفاميّبيهنا‪ّ ّ.‬‬
‫ّّ‪ّ-‬اإذاّ أأضفناّمكياتّمتساويةّاإىلّ أأخرىّمتساويةّتكونّالنتيجةّمتساوية‪ّ .‬‬
‫ّّ‪ّ-‬اإذاّطرحناّمكياتّمتساويةّمنّ أأخرىّمتساويةّتكونّالنتيجةّمتساوية‪ّ ّ.‬‬
‫ّّّ‪ّ-‬ا ألش ياءّاملتطابقةّمتساويةّ‪ّ ّ.‬‬
‫ّّّ‪ ّ-‬أ‬
‫اللكّأكربّمنّاجلزء‪ّ ّ.‬‬

‫‪ّ5‬أأس تاذّوّابحثّفرنيسّمنّمواليدّ‪ّ،1970‬منّمؤلفاتهّ"ّجزيرةّالرايضياتّ ّ"ّ‪.‬‬


‫ّ‪6ّ- JoëlّMerker,ّphilosophieّgénéraleّdesّmathématiques:ّTechniquesّetّmétaphysiquesّdeّl'Irréversible‬‬

‫( ‪– synthétiqueّproblèmeّdeّReimann- Helmholtz- Lieّthéorieّdesّgroupesّcontinusّde transformations‬‬


‫‪d'aprèsّl'œuvreّde SophusّLieّetّFriedrichّEngel(,ّThèseّdirigéeّparّM.ّJean- jacques Szczeciniarz,‬‬
‫ّ"ّ‪UniversitéّParisّDiderotّ)ّParisّ7(ّ,ّEcoleّdoctoraleّ"ّSavoirsّscientifiques"ّ)ّEDّ400(,ّDoctorat‬‬
‫ترمجة خشصية ‪épistémologie,ّhistoireّdesّsciences & techniques" p19.‬‬
‫ّّوّ أأشهرّاملسلامتّالقدمية‪ّ،‬مسلامتّاإقليدس‪ّ،‬امخلس‪ّ ّ:‬‬
‫ّ‪ّ-‬منّنقطتنيّمعلومتنيّميرّمس تقميّواحد‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‪ّ-‬اخلطّاملس تقميّلهنايةّهل‪ّ ّ.‬‬
‫ّ‪ّ-‬منّنقطةّمعلومة‪ّ،‬ميكنّرمسّقوسّدائرةّواحد‪ّ ّ.‬‬
‫ّّ‪ّ-‬لكّالزواايّالقامئةّمتطابقة‪ّ ّ.‬‬
‫ّّّ‪ّ-‬منّنقطةّمعلومة‪ّ،‬ميكنّرمسّمس تقميّ ّواحدّيوازيّمس تقامي‪ّ ّ.‬‬
‫ُ‬
‫ايضيات‪ّ،‬حيدد‪ّ،‬فيعرفّبه‪ّ،‬وّيُعني‪ّ،‬وّمنّبنيّالتعريفات‪ّ،‬نذكرّعىلّسبيلّاملثال‪ّ،‬تعريفّ‬ ‫‪ّ-‬التعريفات‪ّ:‬لكّموضوعّيفّالر‬
‫املثلث‪ّ،‬وّحفواه‪ّ":‬هوّسطحّمس تويّحماطّبثالثةّخطوطّ ُمتقاطعةّمثىنّمثىن‪ّ،‬مجموعّزواايهّ‪ّ180‬درجة"ّ[ّتعريفّ‬
‫اإقليدس]ّ ّ‬
‫وّقدّاعتربّاإقليدسّهذهّاملسلامتّحقائقّواحضة‪ّ،‬وّعليه‪ّ،‬فالّحاجةّلناّاإىلّاإثباتّحصهتا‪ّ.‬وّاس تنتجّمنّاملسلمةّاخلامسةّ‬
‫نظرايت‪ّ،‬وّمهناّاش تقّنظرايتّ أأخرى‪ّ.‬وّقدّهمينّهذاّالتصورّالعامّللرّايضيات‪ّ،‬قرونّعديدة‪ّ،‬اإىلّ أأنّحلّالقرنّالتاسعّ‬
‫عرش‪ّ،‬وّلعلّّهذاّالتّعمريّللرايضياتّالالكس يكيةّبصفةّعامّة‪ّ،‬انشئّعنّالهندسةّالإقليدية‪ّ،‬ملاّاتّسمتّبهّمنّخصائصّ‬
‫داخليّة‪ّ،‬قاومتّتعاقبّا ألزمنةّوّا ألحقاب‪ّ ّ.‬‬
‫وّ ألنّللكّبدايةّهناية‪ّ،‬فاإنهّقدّترسبتّعواملّالضّعفّوّالهوانّيفّاملادةّاملعرفيّةّالرّايضيةّالالكس يكية‪ّ،‬وّحتديدا‪ّ،‬يفّ‬
‫الهندسة‪ّ،‬فبد أأّعلامءّالرّايضياتّالقرنّالتاسعّعرش‪ّ،‬بطرحّتساؤلتّحولّمدىّحصّةّاملسلامتّالإقليدية‪ّ،‬وّهلّالنّسقّ‬
‫الإقليدي‪ّ،‬هوّالنسقّالوحيدّاملمكنّيفّاملقاربةّالرّايضيةّللموضوعات‪ّ.‬فاكنتّالإجابةّبطبيعةّاحلالّابلنفي‪ّ،‬فظهرتّ أأنساقّ‬
‫رايضيةّجديدة‪ّ،‬تدحضّتصوراتّاإقليدسّالرّايضيّة‪ّ،‬وّمنّنتاجئّهذهّالفتوحاتّالرّايضية‪ّ،‬صارّابلإماكن‪ّ،‬الإجابةّعنّ‬
‫ثّمساوايّاإىلّ‪ّ180‬‬ ‫هلّمنّالرضوريّ أأنّيكونّاملثل ّ‬
‫ّ‬ ‫تساؤلّالفيلسوفّس بينوزا‪ّ،‬خبصوصّمجموعّزواايّاملثلث‪ّ،‬القائل‪ّ:‬‬
‫‪ّ،‬فليسّمنّالرضوريّ أأنّيكونّمجموعّزواايّاملثلثّب‪ّ،ّ180‬فالعاملّالراييضّلوابّتش يفسيسيكّ‬
‫ّ‬ ‫درجة‪ّ،‬تكونّالإجابةّابلنفي‬
‫برهنّعىلّ أأنهّيّساوي‪ ّ،‬أأقلّمنّ‪ّ180‬درجة‪ّ،‬وّذكلّانطالقاّمنّتصورّاملاكن‪ّ،‬عىلّ أأنهّسطحّبيضاويّالشلكّ ُم ْحدَ ْودَبّ‬
‫واايه‪ّ،‬أكربّمنّ‪ّ،180‬عىلّافرتاضّاملاكنّسطحّكرويّالشلك‪ّ.‬‬ ‫ثّمجموعّ ّز أ‬ ‫القطبني‪ّ،‬وّبنيّالعاملّا ألملاينّرميانّعىلّوجودّمثل ّ‬
‫ملّيتوقفّا ألمرّعندّهذهّاحلد‪ّ،‬بلّاتبعّعلامءّالرايضياتّاكتشافاهتم‪ّ،‬ليكتشفواّالرايضياتّالتحليلية‪ ّ،‬أأوّاب ألحرىّالهندسةّ‬
‫التحليلية‪ّ،‬حىتّوّا ْإنّعرفّهذاّالنوعّمنّاملعرفةّالرايضية‪ّ،‬يفّاحلضارةّالعربيةّالإسالمية‪،‬وّمسيتّ أأيضاّيفّعرصّالهنضةّ‬
‫ابلهندسةّادلياكرتية؛ّوّيفّ أأوقاتناّهاتهّتسمى‪ّ،‬ابلهندسةّالإحداثيةّ أأوّالتنس يقية‪ّ.‬تدرسّالهندسةّالتحليليةّّابس تعاملّنظامّ‬
‫الإحداثياتّوّمبادئّاجلربّوّالتحليلّالراييض‪ّ،‬وّجمالتّتطبيقّهذاّالفرعّمنّاملعرفةّالرايضية‪ّ،‬يفّالفزيايءّوّالهندسةّ‬
‫التطبيقية‪ّ،‬وّتعتربّالعملّاذليّيؤسسّعليه‪ّ،‬علومّمثلّالهندسةّاجلربية‪ّ،‬وّالهندسةّالتفاضليةّوّالهندسةّاملتقطعةّوّالهندسةّ‬
‫احلاسوبية‪ّ،‬وّتعمتدّطريقاّ أأسهلّللربهنةّعىلّالكثريّمنّالنظرايت‪ّ،‬وّلهاّدورّيفّحسابّاملثلثاتّوّحسابّالتفاضلّوّ‬
‫التاكمل‪ّ،‬وّتُعىنّ أأيضاّبدّراسةّاخلواصّالهندس يّةّل ألشاكلّابس تخدامّالوسائلّاجلربية‪ّ.‬اس مترّعلامءّالرايضياتّعىلّهذاّ‬
‫الهنجّالابتاكري‪ ّ،‬أأوّالتجديديّعىلّا ألقل‪ّ،‬فقامواّابلتحولّمنّالهندسةّاإىلّاحلسابّكأساسّللرايضيات‪ّ،‬وّاس تخدمواّ‬
‫نظامّاجملموعاتّوّاذليّيطلقّعليهّابللغةّالاجنلزييةّب‪ّSet Systemّ:‬لتقس ميّا ألعدادّاإىلّ أأعدادّحصيحةّوّكسورّوّ أأعدادّ‬
‫حقيقيةّوّ أأخرىّختيلية‪ّ.‬وّقدّسعىّالفيلسوفّبرتراندّراسلّوّاستناداّعىلّنظريةّاجملموعات‪ّ،‬اإىلّحتويلّالرايضياتّاإىلّ‬
‫املنطق‪ّ،‬وّتكريسّاملبد أأّالقائل‪ّ:‬ماّيصدقّعىلّاملنطقّمنّمبادئّيصدقّعىلّالرايضيات‪ّ،‬منّمبادئّاكلعةلّّوّالتعارضّوّ‬
‫الاس تنتاج‪ّ،‬وّخاصيةّمعقوليةّاحلجج‪ّ،‬وّسالمةّالتفكري‪ّ،‬غريّ أأنّمسعىّراسلّوّوايهتيد‪ّ،‬ملّ ُيلكلّابلنجاح‪ّ،‬عىلّالرمغّمنّ‬
‫مترتّأكرثّمنّعرشينّس نةّجنحاّيفّاإثباتّ أأنّ‪ّ2ّ=1+1‬ابعامتدّقواننيّمنطقيةّمعقدة‪ّ،‬بسطهاّيفّ‬ ‫بذهلامّهجوداّمضنيةّاس أ‬
‫صفحاتّعديدةّقدرتّحبوايلّ‪ّ379‬صفحةّمنّكتابّ"ّ أأصولّالرايضياّتّ"ّاجلزءّا ألول‪ّ،‬الطبعةّا ألوىل‪ّ،‬بعثّراسلّبرساةلّ‬
‫اإىلّفرجيه‪ّ،‬يومّ‪ّ16‬جوانّ‪ّ1902‬عارضاّفهياّالالمحليةّ أأوّالالخباريةّ‪ّimprédicativité‬تُعطلّمنطوقّمفارقتهّاملشهورة‪ّ7‬وّ‬
‫هناكّمنّيذهبّاإىلّ أأنّهذاّالتارخيّهوّالبدايةّاحلقيقيةّل ألزمةّاليتّ أأملتّبعملّالرايضيات‪ّ،‬وّاليتّلّتُعرفّهنايهتا‪ّ،‬اإنّ‬
‫ارتبطّبتفسريّاملقصودّاب ألزمة‪ّ،‬مفصطلحّأأزمة‪ّ،‬يس توجبّتوقفاّعندهّبغيةّدراس ته‪ّ.‬وّحبسبّتصورّا ألس تاذّاإمانويلّابروّ‪ّ8‬‬
‫‪ّ،‬فاإنّهذهّا ألزمة‪ ّ،‬أأزمةّثورية‪ ّ،‬ألهناّسامهتّبشلكّمنّا ألشاكلّاإىلّاإعادةّاس تخدامّاملفاهميّوّاملناجه‪ّ،‬ماّ أأسفرّعنّبروزّ‬

‫‪-1‬جاءّيفّكتابّحسانّالبايهّاملوسومّب‪ ّ":‬اللغةّوّاملنطق ّ– ّحبثّيفّ املفارقات‪ّ -‬ماّمعناهّ أأنّالفيلسوفّبرتراندّ راسلّاس تغلّتصورّ‬


‫اجملموعةّليكّيقميّتفرقةّبنيّ‪ّ-ّّ:‬مجموعاتّحتتويّعىلّنفسهاّ ّ‬

‫‪ّ-‬مجموعاتّلّحتتويّعىلّنفسهاّّ ّ‬

‫اإذاّ أأخذانّالمنطّالثاينّفتسأألناّعنّاإماكنّمعرفةّماّاإنّاكنتّهذهّاجملموعةّحتتويّعىلّنفسهاّ أأوّلّحتتويّعىلّنفسها‪ّ،‬فاإنناّس نقعّيفّادلورّهمامّ‬


‫اكنّجوابنا‪ّ،‬فافرتاضّاحتواهئاّعىلّنفسهاّ أأوّعدمّاحتواهئاّعىلّنفسهاّينجرّعهنامّمعاّتناقضاّيمتظهرّفاميّييل‪ّ ّ:‬‬

‫أّأ‪ّ-‬اإذاّافرتضناّ أأهناّحتتويّعىلّنفسها‪ّ،‬فالّميكنّالقولّيفّمثلّهذهّاحلاةلّابنامتهئاّاإىلّمجموعةّاجملموعاتّاليتّلّحتتويّعىلّنفسها؛ّوّابلتايلّلّ‬
‫تنمتيّاإىلّنفسها‪ّ،‬يفّحنيّتُشلكّنفسهاّمجموعةّاجملموعاتّاليتّلّحتتويّعىلّنفسهاّ‪ّ .‬‬

‫بّ–ّاإذاّافرتضناّ أأهناّلّحتّتويّعىلّنفسهاّفهذاّجيعلناّيفّموقعّتشلكّفيهّاإحدىّاجملموعاتّاليتّلّحتتويّعىلّنفسها‪ّ.‬ا ألمرّاذليّيلزمناّمضهاّ‬


‫اإىلّمجموعةّاجملموعاتّاليتّلّحتتويّعىلّنفسهاّلكنّكوهناّتُشلكّاجملموعةّابذلاتّيس تلزمّرضورةّانامتهئاّلنفسها‪ّ،‬وّابلتايلّاحتواهئاّعىلّنفسها‪ّ.‬‬
‫يفّتصورّا ألسّتاذّحسانّالبايهّّاملشلكّاملطروحّيفّهذهّاملفارقةّيمكنّيفّمعرفةّماّاإذاّاكنّابلإماكنّجملموعةّماّ أأوّفئةّماّاحتواهئاّعىلّنفسهاّ‬
‫ابعتبارهاّعنرصا‪ّ.‬فاإذاّ اكنتّاجملموعةّاليتّتعرفّبواسطةّخاصيةّاحتواهئاّعىلّنفسها‪ ّ،‬اإذنّفس تحتويّعىلّنفسهاّكعنرص‪ّ،‬وّ اإذاّشلكتّ‬
‫عنرصاّيفّذاهتاّفس تحتويّاإذنّعىلّنفسها‪ّ،‬وّهذاّمس تحيلّلكونّ أأنهّمتّحتديدّاجملموعةّابلستنادّعىلّخاصيةّتتحددّيفّكوهناّلّحتتويّاإلّ‬
‫عىلّاجملموعاتّاليتّلّحتتويّعىلّنفسها‪ّ.‬يشريّالباحثّحسانّالبايهّاإىلّ أأنّراسلّمعلّعىلّمتديدّهذاّالتناقضّليشملّمفاهميّوّتصوراتّ‬
‫أأخرىّ تمتثلّ أأساساّيف ّالفئاتّوّالعالقاتّوّادلوالّالقضوية‪ ّ،‬اإخل‪ّ.‬وّهوّماّجعلّالتناقضّالواردّعىلّ"مس توىّمجموعةّاجملموعاتّاليتّلّ‬
‫حتتويّعىلّنفسها"ّميتدّليشملّجمالتّ أأخرىّمثلّ"فئةّالفئاتّاليتّلّحتتويّعىل ّنفسهّا‪ّ[ّ ّ .‬د‪ّ.‬حسانّالبايه‪ ّ،‬اللغةّوّ املنطق ّ–حبثّيفّ‬
‫املفارقات‪ّ-‬املركزّالثقايف‪.‬دارّا ألمانّللنرش‪ّ،‬الطبعةّا ألوىل‪.‬الرابط‪.‬ادلارّالبيضاء‪ّ.‬بترصفّقليلّ‪ّ].‬وّجلعلّهذهّاملفارقةّقريبةّاإىلّالإدراكّأأكرث‪ّ،‬‬
‫ن ّهباّمفارقةّاحلالق‪ّ ّ:‬تنطلقّهذهّ املفارقةّمنّالفرضيةّ‬ ‫نقرتحّمفارقةّ أأخرى‪ّ،‬يهّيفّالاجتاهّنفسهّوّلكنّمنطوقهاّليسّرمزاّ اإمناّلفظا‪ّ،‬وّ أأع ّ‬
‫اليتّتفيدّ أأنّالرجالّاذلينّحيلقونّرؤوسهمّمنّقبلّحالقّالقريةّالوحيد‪ّ،‬مهّاذلينّلّحيلقونّرؤوسهمّبأأنفسهم‪ّ،‬يفّهذهّاحلاةلّهل ّحيلقّ‬
‫احلالقّنفسهّبنفسهّ أأمّل؟ّاإنّحيلقّنفسهّبنفسه‪ّ،‬فاإنهّلّحيلقّنفسهّبنفسه‪ ّ،‬ألنهّلّحيلقّاإلّلذلينّلّحيلقونّ أأنفسهمّبأأنفسهم‪ّ،‬وّاإنّملّحيلقّ‬
‫نفسهّبنفسه‪ّ،‬فاإنهّحيلقّنفسهّبنفسهّ‪.‬‬
‫‪ّ-ّ8‬أأس تاذّفلسفةّجبامعةّجونّجوراسّمبدينةّتولوزّمنّمؤلفاتهّ"ّسارترّوّاملاركس ية"‪.‬‬
‫اديغمّأكس يو‪-‬مجموعايتّ ‪ّ،axiomatico-ensembliste‬اذليّحيملّعنوانّ"ّالعنارصّالرايضيةّ‬ ‫براديغمّ أأصيل‪ّ،‬يمتثلّيفّبر أ‬
‫لبورابيك"ّ‪ّ،9‬وّالسمةّاليتّمزيتّهذهّا ألزمة‪ّ،‬هوّذاكّالطابعّالالمتنايهّامللحقّابلرضيات‪ّ،‬بصفهتاّعلوما‪ّ،‬لّعلام‪ّ ّ.‬‬
‫ُّ‬
‫خر‪ّ،‬وّطلبّمنّاّ أأنّنقولّعبارةّجامعةّاإىلّحدّّما‪ّ،‬تلخصّماّ‬ ‫اإذاّرغبناّأّأنّنضعّحداّلهذاّالعنرص‪ّ،‬حىتّننتقلّاإىلّعنرصّأ‬
‫ُ‬
‫حرىّحتملّوجاهةّما‪ّ،‬اخرتتّمجةلّذكرتّمنّقبلّا ألس تاذّجونّاإيفّجريارّ‪Jean ّ،10‬‬ ‫ُذكرّ أأعاله‪ّ،‬عبارةّذاتّدلةل‪ ّ،‬أأوّاب أل‬
‫ت‪ّ 17‬جوانّس نة ّ‪ّ،2000‬يفّ اإطارّمرشوعّ‬ ‫‪ ّ،Yves Girard‬انزتعهتاّمنّمداخةل ّ أأوّاب ألحرىّحمارضة‪ ّ ،‬أألقاها ّيومّّالسب ّ‬
‫جامعةّمجيعّاملعارف‪ ّ،‬إارشافّا ألس تاذّاإيفّميشوّ‪ّ،ّYves Michaud‬امجلةلّاخزتلتّطبيعةّالرايضياتّوّماّتكونّعليه‪ّ،‬‬
‫مجةلّانفية‪ّ،‬تنفيّعنّالرايضياتّالشلكيةّ‪ ّ،ّle formalisme‬أأوّعىلّحدّتّعبريّا ألس تاذ‪ّ،‬البريوقراطية‪ّ،‬فالرايضياتّنشاطّ‬
‫تفكري‪ّ،‬نشاطّابتاكرّوّخلق‪ّ،‬تتجىلّفيهّقدراتّالإنسانّالعقلية‪ّ،‬وّاليتّيستبعدّ أأنّنلقاهاّيفّاحلاسوب‪ّ،‬مثال‪ّ .‬احلقائقّ‬
‫الرايضية‪ّ،‬ممكنّالتحققّمهنا‪ّ،‬وّابلتايلّيهّشالكنية‪ّ،formalisableّ،‬وّيفّاملقابلّاحلاسوبّشلكيّيفّ أأداءه‪ّ ،‬‬
‫خضوعاّّوّرضوخاّملاّمتليهّعليناّاللحظةّاملعيشة‪،‬حلظةّجربوتّالطبيعةّوّماّتفرزهّمنّ أأمراضّوّ أأوبئة‪ّ،‬تُلزمّالإنسانّ‬
‫التكيفّمعها‪ّ،‬وّتس يريّاحلياةّاليوميةّوّفقاّمقتضياتّاس تثنائية‪ّ،‬نضطرّكرها‪ ّ،‬أأنّندمغّيفّعنرصّمركب‪ّ،‬عنرصيّالفزيايءّ‬
‫بنيّالنسبيةّالعامةّوّنظريةّالكوانتا‪ّ،‬وّالبيولوجياّبنيّالهندسةّاجلزئيةّوّالهندسةّالوراثية‪ّ.‬وّمنّبنيّاذلينّحيققونّالإدغامّوّ‬
‫اذليّنرجوّ أأنّيكونّموفقا‪ّ،‬وّلوّمبقدارّقليل‪ّ،‬حيققونهّمنّخاللّمعلّ أأوّ أأعاملّ أأجنزوها‪ّ،‬الطّبيبّوّالفيلسوفّّ‬
‫نيسّجورجّاكنغيالم‪ّ،Georges Canguilhemّ،ّ11‬وّلتكنّبدايةّالاس تئناسّبكتابهّاملوسومّب‪ّ":‬‬ ‫الابس متولويجّالفر ّ‬
‫دراساتّيفّاترخيّالعلومّوّفلسفهتا"ّوّاذليّمتّتعريبهّمنّقبلّادلكتورّمحمدّبنّسايس‪ّ،‬يفّمقدمةّالكتاب‪ّ،‬وّاليتّيهّيفّ‬
‫أ‬
‫نغيالم‪ّ،‬يفّشهرّأكتوبرّمنّالعامّ‪ّ1966‬يفّمدينةّمونرتايلّبكندا‪ّ،‬وّقدّحنيّموضوعّ‬ ‫الواقعّحمارضةّأألقاهاّالس يدّجورجّاك‬
‫ادلراسةّحىتّينسجمّوّمالبساتّوّجمرايتّملتقىّمنّامللتقياتّالفكرية‪ّ،‬ماّجيعلناّنعتقدّأّأنّاحلديثّعنّ أأيّيشء‪ّ،‬وّيفّ‬
‫هذهّاحلاةل‪ّ،‬حديثّ ُم ْر َسل‪ّ،‬جيبّ أأنّيُدعنّاإىلّمقتضياتّاملُواكبّللحديث‪ّ،‬وّقبلّ أأنّيبسطّحيثياتّاحلديثّبنيّموضوعّ‬
‫اترخيّالعلومّوّمفهومّاترخيّالعلوم‪ّ،‬حيثّيرىّ أأنّجمالّا ألول‪ّ،‬غريّحمدود‪ّ،‬وّالسببّيفّذكل‪ ّ،‬ألنهّليسّاإلّعنواانّلّغري‪ّ،‬‬
‫أكنهّيريدّمناّ أأنّلّنتوقفّعندهّكثرياً‪ّ،‬بيامنّاذليّميثلّقميةّيفّعنيّالس يد‪ّ،‬هوّمفهومّاترخيّالعلوم‪ ّ،‬أأيّدللته‪ّ،‬فا ْإنّتغريتّ‬
‫لسببّ أأوّلخر‪ّ،‬تغريّاملقصودّمتام ًا‪ّ،‬وّمنّمثةّاجلديرّابذلكرّتساؤل‪ّ،‬هوّذاكّالسؤالّاذليّملّيطرحّبعد‪ّ[ّ،‬وّهوّاذليّ‬
‫بّهاهنا‪ّ،‬‬‫سوفّيطرحهّ]‪ّ،‬مفادهّ‪ّ:‬بأأيّموضوعّيكونّاترخيّالعلومّاترخيا؟ّمنّجانبنا‪ّ،‬وّنتيجةّلسؤالّالفيلسوف‪،‬وج ّ‬
‫ترس ميّحدودّّجمالّتدخلّالفلسفة‪ّ،‬عندماّيتعلقّا ألمرّابلعملّ أأوّالعلوم؟ّفأأولّماّينبغيّعىلّالابسّمتولويجّالقيامّبه‪ّ،‬رمسّ‬
‫خريطةّتعنيّمناطقّالتدخل‪ّ،‬تدخلّالفلسفةّيفّمحىّالعمل‪ّ،‬وّهذهّيهّالنقطةّاملهنجيةّاليتّينبغيّ أأخذهاّبعنيّالاعتبارّمنّ‬
‫حرىّالرتاكامتّاملعرفية‪ّ،‬وّتوقفّعندّلكّحقبةّمعرفيةّوّمقاربهتاّيهّ‬
‫ّ‬ ‫قبلّالابس متولويجّاملتدرب‪ّ،‬فتتبعّاحلقبّ أأوّاب أل‬
‫املهمةّا أّلوىلّاملولكةّللفلسفة‪ّّ.‬وّ ألنهّابس متولويج‪ّ،‬لّيتعجلّجورجّاكنغيالمّيفّا إلابنةّعنّاإجابتهّعىلّالسؤالّاذليّ‬
‫اقرتحه‪ّ،‬وّاعتربهّاخلليقّابلطرح‪ّ،‬بلّفضلّبداعّمهنجي‪ّ،‬اإجراءّمسحّوّلوّعىلّ ّعل‪ّ،‬عىلّتكلّا ألس ئةلّاليتّتطرحّكثرياً‪ّ،‬‬
‫وّالقصدّمنّوراءّهذاّاملسح‪ّ،‬ليسّاإبرازّحمتوىّالإجاابتّاملمتخضة‪ّ،‬بلّالوقوفّعندّمرايمّهذهّالإجاابت‪ّ،‬وّخيزتلّهذهّ‬
‫‪ّ-ّ9‬نيكولّبورابيكّامسّمس تعارّتعمدتهّمجم ّوعةّمنّالرايضينيّ أأغلهبمّفرنس يني‪ّ،‬التمئتّمنذّالس نةّاجلامعيةّ‪ّ،1935-1934‬منّدونّ أأنّيُعرفواّ‬
‫ابمسّالشهرةّتكل‪ّ ،‬يفّس نة ّ‪ ّ،1939‬أألفواّكتاابّخضام ّ‪ّ ،‬مشلّاحلديثّعنّعنارصّالرايضة(ّابملفردّلّابمجلعّ)ّلعتقادمهّابلوحدةّادلّاخليةّاليتّ‬
‫تتسمّهباّالرايضة‪ّ،‬عالوةّعىلّذكل‪ّ،‬التطرقّاإىلّالبىنّا ألساس يةّللتحليلّ‪ّ .ّ.‬‬
‫‪ّ-ّ10‬منطقيّوّراييض‪ّ،‬ودلّس نةّ‪ّ1947‬منّكتبهّ"ّالنقطةّالعمياءّ"‬
‫‪ّ-ّ11‬وّدلّس نةّ‪ّ1904‬وّتويفّس نةّ‪ّ،1995‬منّمؤلفاتهّالطبيعيّوّالباثولويجّ‪.‬‬
‫املرايمّيفّمرىمّواحد‪ّ،‬هوّ أأنّالهدفّمنّدراسةّاترخيّالعلومّوّتعلميه‪ّ،‬هدفّنفعي‪ّ،‬متعلقّحتديداّمبدىّاملنفعةّاملتحصلّ‬
‫علهيا‪ّ،‬مىتّمثالّمقناّبدراسةّاترخيّعملّالفزيايء‪ ّ،‬أأوّ أأيّعملّأخر‪ّ.‬يسهبّالفيّلسوفّيفّهذهّالنقطة‪ّ،‬ذاكراّ أأنّهناكّنوعنيّمنّ‬
‫ادلّراساتّاملرتبطةّبتارخيّالعلوم‪ّ،‬هناكّاترخيّعلوم‪ّ،‬ميارسهّعلامءّحينا‪،‬وّحيناّأخر‪ّ،‬اترخيّخاصّبعملّبعينه‪ّ،‬فهمّاإنّحاولواّ‬
‫ولوجّاترخيّالعلوم‪ّ،‬فلأس بابّلّعالقةّلهاّمبارشة‪ّ،‬مبقتضياتّحبوهثم‪ّ،‬وّلتبيانّذكلّميثلّبعلامءّفعال‪ ّ،‬أأقدمواّعىلّهذاّالنوعّ‬
‫منّالتمرين‪ ّ.‬أأماّاإذاّاهتّّفيلسوفاّماّبتارخيّالعلوم‪ّ،‬فاإنهّيفعلّذكل‪ّ،‬اإماّابختاذّطريقةّتقليديةّوّغريّمبارشة‪ّ،‬تمتثلّيفّدفعّعملّ‬
‫منّالعلومّراجئّوّابلغّالتأأثريّيفّحقبةّما‪ّ،‬هذاّالفيلسوفّللحديثّعنه‪ ّ،‬أأوّبطريقةّمبارشةّّمنّخاللّمبحثّالفّلسفةّ‬
‫ا ألصيل‪ّ،‬الابس متولوجياّ‪ ّ.‬أأماّعالقةّاترخيّالعلومّابلبس متولوجيا‪ّ،‬فيحدّدهاّجورجّاكنغيالمّهبذاّالشلكّ‪ّ":‬ميكنّ أأنّتُفهمّ‬
‫العالقاتّبنيّاترخيّالعلومّوّالابس متولوجياّيفّمعنينيّمتعاكسني‪ّ،‬فديكتارويسّ )ّ‪ّ..ّ،ّ12)ّDijksterhuis‬يعتقدّ أأنّاترخيّ‬
‫العلومّليسّذاكرةّالعملّفقط‪ّ،‬اإنامّهوّكذكلّخمتربّالابيس متولولوجيا‪ّ.‬وّكثرياّماّذكرتّهذهّالعبارةّوّكثرياّماّحظيتّ‬
‫ا ألطروحةّبقبولّاملتخصصني"ّ‪ّ.ّّ13‬وّحىتّيربزّوظيفةّاترخيّيش تغلّعىلّعملّمنّالعلوم‪ّ،‬يقرتحّالفيلسوفّجورجّاكنغيالمّ‬
‫عىلّالقارئّمتثيالّابلعامتدّعىلّتعارضّلصورتنيّعىلّاعتبارهامّمنوذجنيّالقصدّمهنامّالبسطّلتسهيلّالفهم‪ّ،‬منوذجّاخملترب‪ّ،‬منّ‬
‫هجة‪ّ،‬وّمنّهجةّ أأخرى‪ّ،‬منوذجّاحملمكة‪ّ،‬المنوذجّا ألول‪ّ،‬يقدمهّاإحاةلّاإىلّماّميزيّالعلوم‪ّ،‬املمثةلّللهنضةّا ألوروبيةّالصاعدة‪ ّ،‬أأوّ‬
‫اإنّشئتّتعبرياّأخر‪ ّ،‬أأوّمنوذجّبوصفهّتعبرياّعنّالسمةّالفاصةل‪ّ،‬بنيّعلومّاكنتّيفّاملايض‪ّ،‬وّعلومّجديدة‪ّ،‬يهّعلومّ‬
‫حبق‪ ّ،‬ألهناّعلومّخمتربيةّابلقوةّ أأوّابلفعل؛ّالمنوذجّالثاين‪ّ،‬يقدمهّاإشادةّبدورّالفلسفةّيفّحقلّالعلوم‪ ّ،‬أأوّالوظيفةّاملنوطّ‬
‫ابلفلسفةّالقيامّهبا‪ّ،‬وّحتديداّدورّالابس متولوجيا‪ّ،‬وّاذليّيمكنّيفّبلورةّاللغةّاملعمتدّعلهياّعملّيفّأخرّمرحةلّمنّمراحلّ‬
‫تطوره‪ّ،‬وّمىتّ أأجنزّذكل‪ّ،‬صارّمتاحاّالاطالعّعىلّمايضّهذاّالعملّ أأوّذاك‪ّ،‬فالتعرفّعىلّلغةّعملّراهن‪ّ،‬عىلّفضائل‪ّ،‬وّ‬
‫بطريقةّغريّمبارشة‪ّ،‬معرفةّاللغةّاليتّاستندّاإلهياّهذاّالعملّيفّ أأزمنةّخلت‪ّ.‬وّحىتّيكتيسّقولّالفيلسوفّالقوةّالاقناعيةّ‬
‫املطلوبة‪ّ،‬يُقدمّالفيلسوفّمثالّتوضيحياّ‪ّ":‬لقدّوجدتّلغةّكمييايئّالقرنّالتاسعّعرشّشغورهاّادلليلّيفّالفرتةّالسابقةّ‬
‫لالفوازييه‪ ّ،‬ألنّلفوازييه‪ ّ14‬أأنشأأّمنظومةّتسميةّجديدة‪ّ.‬ملّنالحظّوّملّنعجبّمباّفيهّالكفايةّ أأنّيكونّلفوازييهّيفّخطابهّ‬
‫المتهيديّلرساةلّمبادئّالكميياءّقدّاضطلعّيفّالوقتّذاتهّمبسؤوليةّقرارينّ أأوخذّهبامّ أأوّاكنّميكنّ أأوّيؤاخذّهبام‪ّ،‬قرارّ"ّ‬
‫تغيريّاللغةّاليتّتلكمّهباّمعلموان"ّوّقرارهّبأأنّلّيُعطيّيفّكتابهّ"ّ أأيّاترخيّلنظرايتّاذلينّس بقوين"‪ّ.‬وّكأمناّهوّاكنّقدّ‬
‫فهم‪ّ،‬عىلّالطريقةّادلياكرتية‪ ّ،‬أأنّ أأمرّتأأسيسّمعرفةّجديدةّوّقطعّالصةلّمباّاكنّحيتلّماكهناّبغريّحق‪ّ،‬هوّ أأمرّواحد"ّ‪ّّ15‬وّ‬
‫منّجتلياتّ أأمهيةّالابس متولوجياّحبسبّتصورّالفيلسوف‪ّ،‬التفرقةّبنيّنوعنيّمنّالتّارخيّاذليّيعىنّابلعلوم‪ّ،‬اترخيّاملعرفةّ‬
‫العلميةّالراهنة‪ّ،‬وّماّاكنّسائداّمنّمعارفّيفّاملايض‪ّ،‬وّ أأولّابس متولويجّانتبهّلهذاّا ألمرّالفيلسوفّغاس تونّابشالرّ‪ّ،‬وّ‬
‫قدّيكونّ أأيضاّالفيلسوفّوّمؤرخّالعلومّأألكس ندرّكوريه‪ّ،16‬منّذهبّاإىلّهذهّالتفرقةّوّقصدها‪ّ ّ.‬‬
‫وّيرىّجورجّاكنغيالمّ أأنناّ أأمامناّخيارينّملقاربةّاترخيّالعلوم‪ّ،‬املقاربةّاخلارجيةّ أأوّاملقاربةّادلاخلية‪ّ،‬تقومّا ألوىلّعىلّاش ّرتاطّ‬
‫عددّمنّا ألحداثّيفّعالقهتاّمبصاحلّاقتصاديةّوّاجامتعية‪ّ،‬مبعىنّأخرّف إاّنّكتابةّاترخيّلعملّمنّالعلوم‪ّ،‬يأأيتّتلبيةّوّاس تجابةّ‬

‫‪ّ-ّ12‬مؤرخّعلومّهولنديّمنّمواليدّ‪ّ1892‬تويفّس نةّ‪ّ،1965‬منّكتبهّ"ّمكننةّالكومسوس"ّّ‪.‬‬
‫‪ّ-ّ13‬جورجّاكنغيالم‪ّ،‬دراساتّيفّاترخيّالعلومّوّفلسفهتا‪ّ،‬ترمجةّد‪ّ.‬محمدّبنّسايس‪ّ،‬مراجعةّد‪ّ.‬محمدّحمجوب‪ّ،‬املنظمةّالعربية‪ّ،‬الطبعةّ‬
‫ا ألوىل‪ّ،‬بريوت‪ّ،2007ّ،‬ص‪.ّ41‬‬
‫‪ّ-ّ14‬فيلسوفّوّكامييئّوّاقتصاديّوّقانوينّفرنيسّودلّس نةّ‪ّ1743‬وّ أأعدمتهّالثورةّالفرنس يةّس نةّ‪ّ،1794‬يعتربّ أأبّعملّالكميياءّ‪ّ .‬‬
‫‪ّ-ّ15‬املصدرّنفسه‪ّ،‬ص‪،‬صّ‪.ّ42،43‬‬
‫‪ّ-ّ16‬ودلّس نةّ‪ّ،1892‬وّتويفّس نةّ‪ّ،1964‬منّمؤلفاتهّ"ّمقدمةّاإىلّقراءةّ أأفالطون"ّ‪.‬‬
‫لإكراهاتّخارجّالنشاطّالعلميّاحملض‪ّ،‬فالظّروفّاخلارجيةّيهّاليتّحتتّّعىلّالاكتبّالاش تغالّعىلّكتابةّاترخيّالعلوم‪ّ.‬وّ‬
‫تمتثّلّهذهّالإكراهاتّاقتصاديةّوّاجامتعية‪ّ،‬تس تخدمّ ألجلّبلوغّاملرادّتقنياتّمعينة‪ّ،‬وّحتتّوصايةّدينيةّأأوّس ياس ية‪ّ.‬ماّ‬
‫جيعلّجورجّاكنغيالمّيعتربّهذهّاملقاربةّ أأقربّماّتكونّابملقاربةّاملاركس يةّاملعدةلّنوعاّما‪ّ.‬بيامنّتقومّاملقاربةّالثانيةّوّاليتّ‬
‫توصفّمنّقبلّ أأحصابّاملقاربةّا ألوىل‪ّ،‬بأأهناّمقاربة‪ّ،‬وّيهّكذكلّيفّنظران‪ ّ،‬ألهناّ أألغتّابللكية‪ّ،‬احملركّالرئيسّللكّنشاطّ‬
‫اإنساين‪ّ،‬همامّظهرّبعيداّعنّالواقعّاملعّيش‪ّ،‬وّ أأقصدّابحملركّاحلاجةّاإىل‪ّ..‬مفهامّجتردّالنشاطّ أأوّالفعل‪ّ،‬اإلّوّاكنّهلّمس تقرّ‬
‫حيتضنهّوّمينحهّوجوداّوّتعينا‪ّ.‬اإذنّتقترصّاملقاربةّالثانيةّعىلّالاش تغالّاب ألثرّالعلميّوّحسب‪ّ،‬دراسةّاملنطقّاملتحمكّيفّ‬
‫الإنتاجّالعلمي‪ّ،‬بعيداّعنّاملؤثراتّاخلارجية‪ّ،‬سواءّاكنتّتقنيةّ أأوّ أأيديولوجية؛ّذلاّينبغيّعىلّاكتبّاترخيّالعلومّحائزاّعىلّ‬
‫قادرّحمرتماّمنّالثقافةّالعلمية‪ّ،‬تسمحّهلّمبحأاكةّالعلامءّعندماّيبارشونّموضوعاّعلميا‪ّ،‬منّاس تعاملّفرضياتّوّبراديغامتّ‪ّ ّ17‬‬
‫ّوّا ألحرىّبناّيفّهذاّالس ياق‪ّ،‬وّحبسبّتصورّالفيلسوفّجورجّاكنغيالمّ أأنّنتساءلّماّهوّاليشءّاذليّجيعلّمنّاترخيّ‬
‫العلومّاترخيا‪ّ،‬قبلّ أأنّجنيبّعىلّالسؤال‪ ّ،‬أأنّّمن ُوقعّماكنّعملّاترخيّالعمل‪ ّ،‬أأيّعىلّالعملّهذاّ أأنّيكونّخلفّالعملّاملعني‪ّ،‬‬
‫مبعىنّأخرّ أأنّالوضعّهذا‪ّ،‬كفيلّبتارخيّعملّماّابلنظرّوّاإدراكّماّينتجهّهذاّالعمل‪ّ،‬وّاحلالّهذه‪ّ،‬يُفرتضّ أأنّتعكسّالإجابةّ‬
‫ىنّتنطلقّمنّالواقعّاحليس‪ّ،‬وّهذاّماّاكن‪ّ،‬فقدّبنيّاملقصود‪ّ،‬منّخاللّاحلديثّ‬ ‫املقرتحة‪ّ،‬حتايكّطّبيعةّالعملّالوضعي‪ّ،‬مبع ّ‬
‫عنّعملّالبلورات‪ّ،‬وّعنّعالقةّهذاّالعملّوّالبلورات‪ّ،‬فالعالقةّاليتّتربطّالعملّمبوضوعه‪ّ،‬وّهناّالبلورات‪ّ،‬ليستّعالقةّ‬
‫أأبوة‪-‬بنوة‪ ّ،‬أأيّ أأنّهذاّالعملّملّيودلّولدةّمنّاملعدنّهذا‪ّ،‬اإنامّهناكّخطابّمهنجيّيعىنّبطبيعةّمعدنّالبلورات‪ّ،‬وّالنتيجةّ‬
‫املس تخلصةّمبقتىضّرؤيةّالفيلسوفّجورجّاكنغيالم‪ ّ،‬أأنّاترخيّالعملّ أأوّالعلومّهوّحبدّذاتهّاترخيا‪ّ،‬وّيفّالقابلّفاإنّالعملّمنّ‬
‫حيثّطبيعتهّلّهوّبتارخيّوّلّميتّبصةلّمبارشةّابلتارخي‪ّ ّ.‬‬
‫ُحيدّدّالفّيلسوفّجورجّاكنغيالمّالقرنّالثامنّعرشّحلظةّميالدّاترخيّالعلومّبصفتهّجنسّ أأديب‪ّ،‬وّملّيكنّالظهورّممكنا‪ّ،‬اإلّ‬
‫عندماّحتقّقتّرشوطّاإماكنّاترخيية‪ّ،‬ممتثّةلّيفّثورتنيّعلميتنيّوّ أأخرينيّفلسفتني‪ّ،‬هندسةّدياكرتّاجلربيةّوّحسابّ‬
‫الالهنائياتّلليبنزتّوّنيوتن‪ّ،‬وّمبادئّدياكرتّالفلسفية‪ّ،‬وّاملبادئّالرايضيةّلنيوتنّيفّاملياكنياكّوّعملّالكون‪ّ.‬وّمنّالناحيةّ‬
‫الفلسفيةّنظريةّدياكرتّيفّاملعرفةّاملبنيةّعىلّمبداإّالفطرةّ‪ّ،‬وّنظريةّجونّلوكّيفّاملعرفة‪ّ،‬املبنيةّعىلّ أأساسّحيس‪ّ،‬‬
‫فبفضلّمقاومةّدياكرتّللتقليدّوّسطوته‪ّ،‬فُتحّاجملالّلتارخيّالعمل‪ّ،‬حىتّوّاإنّاكنّالإنتاجّاملعريفّادلياكريت‪ّ،‬قدّ أألغىّالعنرصّ‬
‫التارخيي‪ّ.‬وّلكنّنيوتنّعىلّالعكسّمنّدياكرتّس يربزه‪ّ ّ.‬‬
‫أأعتقدّ أأنناّوّاإىلّعندّهذهّالنقطة‪ّ،‬قدّكوانّتصوراّعاماّملاّيعنيهّاترخيّالعملّ أأوّالعلوم‪ّ،‬منّوهجةّنظرّ أأحدّالابس متولوجينيّ‬
‫البارزين‪ّ،‬وّاذليّهوّعالوةّعىلّأّأنهّمنّالعلامءّالوضعيني‪ّ،‬هوّيفّالوقتّنفسهّفليسوف‪ّ،‬وّ ألنّاملقرتحّالرمسيّيطالبناّ‬
‫ابلتعرضّاإىلّعنارصّالنسبيةّالعامةّوّالكوانتا‪ّ،‬وّ أأيضاّالبيولوجياّالوراثيةّوّالهندسةّالوراثية‪ّ،‬فاإنهّوّحبسبّتصوريّهذاّ‬
‫املطلبّقابلّل إالجنازّوّلكنّرمباّاجلدوىّمنّوراءّالعرضّ أأوّالتّقدمي‪ّ،‬لنّيكونّملبياّ أأوّحمققاّللمراد‪ّ،‬منّدرسّهوّيفّاملقامّ‬
‫فلسفي‪ّ،‬قدّوطأأّمدينةّالعمل‪ّ،‬وّيفّتقديرانّتكلّالعنارص‪ّ،‬عنارصّمنّطبيعةّتقنية‪ّ،‬عنارصّلهاّ أأمهيهتاّالقصوى‪ّ،‬مىتّقدمتّ‬
‫لطلبةّالبيولوجيا‪ّ،‬ابلطبعّتس تنبطّمهناّمعوميات‪ّ،‬لهاّدللتّفلسفية‪ّ.‬وّتعويضاّنقرتحّعرضاّموجزاّلبعضّا ألفاكرّالواردةّيفّ‬

‫‪ّ17‬يُعرفّتوماسّ ُكونّالرباديغ ّمّ(ّمفكرّ أأمرييك‪ّ،‬اش تغلّعىلّقضاايّاترخيّالعلوم‪ّ،‬منّمواليدّس نةّ‪ّ،1922‬وّتويفّس نةّ‪ّ1996‬منّكتبهّ"ّ‬


‫الثورةّالكوبرنيكيةّ ّ"ّ‪ّ":‬مجموعةّالقوانني‪ّ،‬وّالتقنيات‪ّ،‬وّا ألدواتّاملرتبطةّبنظريةّعلميةّوّاملسرتشدةّهبا‪ّ،‬وّاليتّهباّميارسّالباحثونّمعلهمّوّ‬
‫يديرونّنشاطاهتم‪ّ.‬وّحاملاّتتأأسسّتتخذّامسّالعملّالعادي"ّ[ّتوماسّس‪ُ ّ،‬كون‪ّ،‬بنيةّالثوراتّالعلمية‪ّ،‬تر‪ّ:‬د‪ّ.‬حيدرّاإسامعيل‪ّ،‬مراجعةّد‪ّ.‬‬
‫محمدّدبس‪ّ،‬املنظمةّالعربيةّللرتمجة‪ّ،‬بريوت‪ّ،‬ط‪ّ،2007ّ،1‬صّ‪.ّّ]340‬‬
‫مؤلفّالباحثّ أأندريّبيشوّ‪ّAndréّPichotّ18‬املوسومّبّ‪ّ"ّ:‬عنارصّ ألجلّنظريةّللبيولوجيا"‪ّ،‬عددّصفحاتهّ‪ّ237‬صفحة‪ّ،‬‬
‫وزعتّوفقّهذاّالرتتيب‪ّ،‬توطئة‪ّ،‬بقملّجورجّاكنغيالم‪ّ،‬مقدمةّلصاحبّالكتاب‪ّ،‬تطرقّيفّالفصلّا ألولّاإىلّالبيولوجياّوّ‬
‫البيوكميياء‪ّ،‬الفصلّالثاين‪ّ،‬خصهّملوضوعّالبيولوجيا‪ّ،‬الفصلّالثالثّحديثّعنّا ألمنوذجّالعام‪ّ،‬الفصلّالرابعّالمنوّوّاإعادةّ‬
‫الإنتاج‪ّ،‬الفصلّاخلامس‪ّ،‬الكمّعنّاجلنسانية‪ّ،‬الفصلّالسادسّحوصةلّجزئية‪ّ،‬الفصلّالسابعّجاءّبعنوانّالتطورّ‬
‫البّيولويج‪ّ،‬الفصلّالثامنّاحلاةلّماّقبلّالبيوتيكية‪ّ،‬الفصلّاملوايلّتطرقّفيهّاإىلّاخلالاي‪ّ،‬بعدّذكلّاإىلّتعددّاخلالاي‪ّ،‬وّختامّ‬
‫الفصولّالعرشةّخالصة‪ّ ّ.‬‬
‫ثّالشاب‪ّ،‬صاحبّالاكتب‪ّ،‬واصفاّماّ أأقدمّ‬ ‫بعدّتوطئةّبقملّالفيلسوفّجورجّاكنغيالم‪ّ،‬يُنوهّابلعملّاملنجزّمنّقبلّالباح ّ‬
‫عليهّابملرشوعّالشجاع‪ّ،‬الهادفّاإىلّبناءّ أأصاةلّللموضوعّاخلاصّابلبيولوجيا‪ّ،‬مرشوعّبعيدّعنّالتبس يطّوّالاخزتال‪ّ،‬حىتّ‬
‫لميكنّوصفهّابملرشوعّالابتاكريّاذليّحيملّيفّطياتهّبس يكو‪-‬بيولوجياّجديدة‪ّ..‬يُقدمّالباحثّملوضوعهّابإبرازّالقصدّمنّ‬
‫وراءّاإجنازّهذاّالعمل‪ّ،‬وّاذليّيمكنّيفّال ّربهنةّعىلّوجودّمنطقّ ُمسريّللاكئنّاحلي‪ّ،‬ذاكرّابملناس بةّ أأنّاذلينّاش تغلواّعىلّ‬
‫هذاّاملشلك‪ّ،‬ركزواّكثرياًّعىلّوصفّالعملياتّالبيوكمييائية‪ ّ،‬أأثناءّانشغاهلمّابملنطقّادلاخيلّللاكئنّاحلي‪ ّ،‬أأوّعىلّاعتبارهّ‬
‫أأمنوذجاّداروينياّجديد‪ّ،‬عندماّيكونّمرتبطاّمبجموعّمملكةّا ألحياءّ‪ّ.‬املنشغلونّهؤلء‪ّ،‬عندماّيُقاربونّاملشلك‪ّ،‬اإماّيعملونّ‬
‫عىلّاإلغاءّوجودّبيو‪-‬منطقيةّمسريةّللاكئنّاحليّ أأوّمنظمةّهل‪ّ،‬وّتعويضّذكل‪ّ،‬بوصفّبس يطّللظواهرّاملتعلقةّابملنطقّ‬
‫وّحيالّهذاّاملنطقّوّيُفهمّعىلّ أأنهّحتولتّابملصادفةّللجينوم‪ّ19‬يس تنسخّرضورةّنفسه‪ّ،‬منّدونّ‬ ‫البس يكو‪-‬كمييايئ‪ ّ،‬أأ ُ‬
‫ي ُس تخلصّمنطق‪ّ،‬غريّالانتقاءّالطبيعيّ‪ّ.‬ماّجيعلّالباحثّمدفوعاّاإىلّنتيجةّمفادها‪ ّ،‬أأنّيفّلكتاّاحلالتني‪ّ،‬مفقاربةّهؤلءّلّ‬
‫تسمحّببناءّنظريةّموحدة‪ّ،‬تأأخذّبعنيّالاعتبارّالاكئنّاحليّبكيفيةّمعقوةلّوّمرحجة‪ّ،‬اإنّالبيولوجياّاملعارصةّمازالتّهممينّ‬
‫علهياّالنظريةّادلارونيةّاحلديثةّ أأوّاجلديدةّ‪ّ،20‬وّاليتّ أأابنتّعنّقصورّجيلّ‪ّ ّ.‬‬

‫يجّوّمؤرخّعلومّفرنيس‪ّ،‬‬ ‫‪ّ18‬ودلّس نةّ‪ّ،1950‬هوّابحثّابملركزّالوطنّللبحثّالعلميّاملشهورّاختصاراّب‪ّ،ّC.N.R.Sّ:‬وّابس متولو ّ‬


‫اش هترّبكتاابتهّالنقديةّاليتّتعرضتّلتارخيّالبيولوجيا‪ّ،‬خباصةّماّتعلقّابدلروانية‪ّ،‬وّال موراثياتّ أأوّعملّالوراثة‪ّ،‬وّكذا‪ّ،‬البيولوجياّاجلزئية‪ّ،‬وّ‬
‫ثّ–ّالواردّيفّكتابهّاملوسومّب‪ّ":‬‬ ‫تأأثريّالبيولوجياّاحلديثةّعىلّتكلّالإيديولوجياتّاملُنارصةّلفكرةّحتسنيّالنسلّوّالعرقية‪ّ.‬يبىنّحتليلّالباح ّ‬
‫عنارصّ ألجلّنظريةّيفّالبيولوجيا"ّالصادرّس نةّ‪ّ1980‬معّمقدمةّمش يدةّابملنجز‪ّ،‬لصاحهباّالابس متولويجّوّالطبيبّجورجّاكنغيالمّّ‪ّّ-‬‬
‫عىلّنقدّالاكئنّاحليّّمىتّاعتربّأةل‪ّ،‬وّحبسبّتصوره‪ّ،‬البيولوجياّاحلديثةّتُعاينّمنّمأأزق‪،‬بسببّابعتبارّالاكئنّاحليّجمردّمكننةّ‬
‫‪ّ،mécanisme‬وّاكنّخليقّهبا‪ ّ،‬أأنّتَنظرّاإليهّعىلّ أأنهّألية‪ّ..machinisteّ،‬يؤسسّنقدهّعىلّتصورّ أأصيلّللاكئنّاحلي‪ّ.‬يطلعناّالباحثّ‪ّّ-‬‬
‫منّخاللّالواردّمنّ أأفاكرّيفّكتابهّاملذكورّأنفاّ–ّوّبفعلّمسحّاترخييّعىلّنظرايتّبيولوجيةّتعىنّابحلياة‪ّ،‬ابتداءّمنّاإسهاماتّعلامءّاحلقبةّ‬
‫الالكس يكية‪ّ،‬اإىلّغايةّنظرايتّظهرتّيفّالقرنّالتاسعّعرش‪ّ،‬متوقفاّعندّنظريةّلمارك‪ّ،‬وّلكودّبرانر‪ّ،‬وّداروين‪ُ ّ،‬مقوماّدورّلماركّوّ‬
‫داروين‪ُ ّ،‬معيداّالاعتبارّل ألول‪ّ،‬وّ ُمقلالّمنّشأأنّماّقدمهّالثاين‪ُ ّ،‬موحضاّ أأنّلماركّقدّنسجّمرشوعاّحولّالاكئنّاحلي‪ّ،‬عندماّاكنّبصددّ‬
‫اإنشاءّعملّالبيولوجياّس نةّ‪ّ،1802‬معترباّهذهّالاكئناتّاحلية‪ّ،‬ظواهرّفزيايئية‪ّ،‬بيامنّفكرةّتطورّا ألنواعّتشغلّابلنس بةّهلّوضعّالنتيجةّلّغري‪ّ.‬‬
‫ينتقدّبيشوّبشدة‪ّ،‬اترخيّالبيولوجياّوّتدريسه‪ّ،‬وّتقدميه ّللمهمتني‪ّ،‬فاحضاّا ألخطاءّوّالتشويهّوّاإغفالّالبيولوجيني‪ّ،‬وّاملؤرخنيّاحلاليني‪ّ،‬وّ‬
‫مواقفهمّالغامضةّ إازاءّالعرقيةّوّحتسنيّالنسل‪ّ،‬وّ أأيضا‪ ّ،‬إازاءّالهندسةّالوراثيةّ أأوّالتعديلّالورايث‪ّ ّّّّ.‬‬
‫‪ّ-ّ19‬اجلينومّ أأوّاجملنيّهوّاكملّاملادةّالوراثيةّاملكونةّمنّامحلضّالرييبّالنوويّمزنوعّالأكسجني‪ّ،‬وّاذليّيُعرفّاختصاراًّب‪ّ.D.N.Aّ:‬وّ‬
‫خيتلفّجحمّاجلينومّوّنوعهّوّعددّاجليناتّبنيّالاكئناتّاختالف ًاّكبرياً‪ّ،‬وّحيتويّاجلينومّالبرشيّعىلّبنيّ‪ ّ25-20‬أألفّجنيّ(ّمورثّ)ّ‬
‫موجودّيفّنواةّاخلليةّوّ ُمرتبةّعىلّهيئةّثالثةّوّعرشينّزوج ًاّمنّالكرومسوماتّأأوّالصبغيات‪ّ.‬عن‪ّ[ّ:‬د‪ّ.‬طارقّقابيل‪ّ21ّ،‬أأكتوبرّ‪ّ،2020‬‬
‫الوقتّ‪ّ،11:44‬ماّهوّاجلينومّ‪ّ.‬وّماّيهّ أأمهيةّدراس ته‪ّ،‬اترخيّالاطالع‪ّ،2021-02-13ّ:‬عىلّالساعةّ‪Arab Scientific ّ،12:32‬‬
‫‪ّ ]ّ ّCommunity Organization , England.‬‬
‫‪ّ-ّ20‬ادلارونيةّاجلديدةّ أأوّالاصطناعّالتطوريّاحلديث‪ّ،‬مصطلحّقامّبصياغتهّالعاملنيّ أألفريدّراسلّوالاس‪ّ،‬وّ أأوغستّويزمان‪ّ،‬اس تخدمّ‬
‫ألولّمرةّس نةّ‪ّ،1895‬لتوضيحّ أأنّالتطورّحيدثّمنفرداً‪ّ،‬خاللّالانتقاءّأأوّالاصطفاءّالطبيعي‪ّ،‬رافضنيّالنظريةّالالماركية‪-ّ،‬نس بةّللعاملّ‬
‫وّعىلّضوءّماّتقدم‪ّ،‬يذهبّالباحثّاإىلّالاعتقاد‪ّ،‬بأأنهّيكونّمنّاحلسنّالسعيّاإىلّبلورةّمعلّنظريّيكونّمبثابةّمقرتحّ‬
‫يُعربّنظريةّبيو‪-‬منطقيةّموحدة‪ّ،‬ملحقةّبفاحتةّابس متولوجية‪ّ،‬مقارعةّلدلارونيةّاحلديثة‪ّ ّ.‬‬
‫وّبعبارةّ أأخرى‪ّ،‬فاإنّمسعىّالباحث‪ّ،‬يمكنّيفّاإثباتّمسلمةّ أأنّهناكّمنطقّداخيلّيسوسّالاكئنّاحليّوّيُنظمّحياته‪ّ،‬‬
‫منطقّيستندّعىلّماّ أأجنزهّعملّالبيو‪-‬كميياء‪ّ،‬وّيُطبقّعىلّمجيعّالاكئناتّاحلية‪ّ،‬مبعزلّعنّ أأيةّقاعدةّفزياي‪-‬كميياءّ‪ّ،‬وّمنّمثةّ‬
‫ابإماكنّلهذاّاملنطقّداخيلّالتعبريّعنّمنطقّللتطورّوّاذليّهوّاب ألساسّمنّطبيعةّاإحصائية‪ّ ّ.‬‬
‫يفتتحّالباحثّالفصلّا ألولّبنصّّرساةل‪ّ،‬قدّبعهثاّالعاملّجورجّكوفييهّ‪ّ21‬اإىلّصديقهّجونّلكودّ َم ْرتريد‪ّ،‬يقولّفهياّ"بأأنّمجيعّ‬
‫أأ أأعضاءّاجلسدّالواحدّمرتبطةّفاميّبيهنا‪ّ،‬وّلّميكنّلهاّالنشاطّاإلّوّيهّمتألفة‪ّ،‬وّ أأيّانفصالّ أأوّعزلّعضوّمنّهذهّ‬
‫ا ألعضاء‪ّ،‬معناهّاحلمكّعّليهّابملوت‪ّ،‬وّاإحلاقّتغيريّاتمّابملاهيةّ"ّ‪ّ ّ.22‬‬
‫يُطلعناّالباحثّ أأندريّبيشوّعىلّ أأمرّابلغّا ألمهيةّقدّحدثّوّمنذّفرتةّوجزية‪ّ،‬يفّميدانّالبيولوجيا‪ّ،‬هوّحتولّهذاّالعملّاإىلّ‬
‫كميياءّللامدةّاحلي ّة‪ّ،23‬وّملّيقترصّهذاّالتحولّعىلّفرعّواحدّمنّهذاّالعمل‪ّ،‬بلّغطىّمجيعّالفروع‪ّ،‬منّعملّالوراثة‪ّ،‬اإىلّعملّ‬
‫وظائفّا ألعضاء‪ّ،‬اإىلّعملّالبكرتاي‪ّ،‬وّملّيتوقفّعندّهذاّاحلد‪ّ،‬فطالّعملّاحليوان‪ّ،‬وّعملّالنبااتت‪ّ،‬فعملّالترشحي‪ّ.‬وّوصلتّ‬
‫درجةّ أأوّالاستبدال‪ّ،‬اإىلّ أأنّ أأصبحتّالبيولوجياّتُدعىّابلبي ّولوجياّاجلُزيئية‪ّ،‬وّمنّدونّ أأنّيُالحظّ أأنّهناكّجتاوزّملدلولّ‬
‫مصطلحّ"ّبيولوجياّ"‪ّ ّ.‬‬
‫لّ أأحدّمبقدورهّاإناكرّيفّنظرّالباحثّاملس توىّاذليّ أأدركتهّالبيولوجياّ‪ّ،‬عندماّاستبدتّهباّاملقاربةّالكمييائيةّوّاليتّتتحىلّ‬
‫تّمس توىّالعلومّادلقيقة؟ّجييبّالباحث‪ّ،‬ابلنفي‪ّ،‬فملّيتوقفّهذاّالعملّمنّ‬ ‫ابلرصامةّوّالعلمية‪ّ،‬وّلكنّهلّهذا‪ ّ،‬أأهناّبلغ ّ‬
‫ّ‬
‫التضاؤلّ أأوّالتناقص‪ّ،‬ابعتبارهّعلامّللامدةّاحلية‪ّ،‬حىتّاس تحالّاإىلّفرعّمنّفروعّالكميياء‪ ّ.‬أأيّاإىلّعملّمنّعلومّمادية‪ّ،‬طغىّ‬
‫عليهّالتصورّاملياكنييك‪ّ،‬وّلكّمنّحياولّ أأنّيقفّضدّهذاّالتصورّاملعلن‪ّ،‬سُّّيومصّبأأنهّينمتيّاإىلّالزنعةّاحليويةّاملثالية‪ّ،‬وّ‬
‫ابلتايلّس تنّتفيّالصفةّالعلميةّعىلّ"البيولوجيا"‪ ّ.‬أأمامّهذاّالوضعّماّالعملّ؟ ّ‬
‫ليكّلّنسقطّيفّالفخ‪ّ،‬فالّن ُّْلزمّتبنّ أأحدّالتصورين‪ّ،‬يقرتحّ أأندريّبيشوّطريقاّاثلث ًا‪ّ،‬يسلكهّعملّبيولوجياّجديدّيرتكزّعىلّ‬
‫البّيو‪-‬كميياء‪ّ،‬منّدونّ أأنّيامتىهّمعه‪ّ،‬وّذكلّمنّخاللّالانتقالّمنّدراسةّاملادةّاحليةّاإىلّدراسةّاحلياة‪ّ.‬وّينبغيّالإشارة‪ّ،‬‬
‫أأنّهذاّاملسعىّالعلميّاجلديدّليسّالغرضّمنهّالبتةّالتشكيكّأأوّالتقليلّمنّشأأنّالنتاجئّالكثريةّوّاملمتازةّاملنجزةّيفّعملّ‬

‫تّبيارّ أأنطوانّدومنيهّشوفالييهّدولماركّودلّس نةّ‪ّ،1744‬وّتويفّس نةّ‪ّ،1829‬منّمؤلفاتهّ"ّنظامّاحليواانتّ‬ ‫لمارك‪ّ(ّ-‬هوّجونّابتيّس ّ‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الالفقارية"‪ّ،‬يؤكدّلماركّعىلّأمرين‪ّ،‬الولّأنّالبيئةّتؤديّاإىلّاإحداثّتغيرياتّيفّاحليواانت‪ّ،‬المرّالثاين‪ّ،‬اكنتّاحلياةّ ُمنظمةّبطريقةّما‪ّ،‬وّ‬
‫أأنّالعديدّمنّ أأجزاءّخمتلفةّمنّمجيعّالهيئاتّجتعلّاحلراكتّالعضويةّللحيواانتّممكنةّ)‪ّ.‬وّيهّعندّالبعضّفرضيةّتقولّبأأنّالاكئنّاحليّ‬
‫ميكنهّ أأنّينقلّاإىلّنسلّاخلصائصّاليتّاكتس هباّمنّخاللّالاس تخدامّأأوّعدمّالاس تخدامّلهذهّاخلصائصّخاللّحياته‪ّ،‬وّتعرفّ أأيضا‪ّ،‬‬
‫صّاملكتس بةّ أأوّالوراثةّاللينة‪..‬‬
‫ابمسّوراثةّاخلصائ ّ‬
‫رشحي‪ّ.‬اكنّانقداّلنظرايتّالتطور‪ّ،‬منّ‬ ‫ارزين‪ّ،‬خمتصّيفّعملّالت‬ ‫‪ّ-ّ21‬ودلّس نةّ‪ّ1769‬وّتويفّس نةّ‪ّ1832‬منّعلامءّالقرنّالتاسعّعرشّالب‬
‫مؤلفاتهّ"ّالتارخيّالعامّل ألسامك"ّ‪.‬‬
‫ّ‪22ّ- AndréّPichot,ّElémentsّpourّuneّthéorieّdeّlaّbiologie,ّPréfaceّdeّGeorgesّCanguilhem,ّEdition‬‬

‫ّ‪originale:ّéd.Maloine,ّcoll.ّRecherchesّinterdisciplinaireّcopy rate:ّNumérisation,ّnovembreّ2007,ّmise‬‬
‫ّ‪enّpage,ّfévrierّ2011,ّpّ07.‬‬
‫‪ّ-ّ23‬تنبيهّمنّقبلّالباحث‪ّ،‬برضورةّ أأنّلّيغيبّعنّاذلهنّاملقصودّابملادةّاحلية‪ّ،‬وّاليتّتعتربّقاعدةّاحلياة‪ّ،‬ملادةّالاكئنّاحلي‪ّ،‬وّعليهّفهييّ‬
‫ختتلفّمنّحيثّالطبيعةّعنّاملادةّاجلامدةّ‪ّ .‬‬
‫الكميياءّيفّالونةّّا أّلخرية‪ّ،‬بلّاملأأمولّمنّقبلّالباحثّمنّغلوّهذهّالزنعةّالاخزتاليةّ‪ّ،24‬يقصدّهبا‪ّ،‬الزنعةّاليتّتسعىّاإىلّ‬
‫حتويلّالبيولوجياّاإىلّفرعّمنّفروعّالكميياء‪ّ.‬وّينبغيّ أأنّيدركّالقارئّ أأنّانتقاءّالباحثّللزنعةّالاخزتالية‪ّ،‬ليسّرفضاّلهاّ‬
‫مجةلّوّتفصيال‪ّ،‬اإمناّغلوها‪ّ،‬ابعتبارهاّقميةّتفسرييةّعىلّاملس توىّالبيولويج‪ّ،‬وّعىلّالرمغّمنّذكلّتبقىّهذهّاملقاربةّمرحةلّ‬
‫رضوريةّ ألجلّتقدمّمعرفةّالاكئنّاحلي‪ ّ،‬ألنّهذهّاملقاربة‪ّ،‬مقاربةّحتليلية‪ّّ،‬وّتُعزىّشهرهتا‪ّ،‬لطابعهاّالتحلييل‪ّ ّ.‬‬
‫ابلنس بةّللباحثّالنجاحّاذليّحترزهّالبيو‪-‬كميياء‪ّ،‬يُفرزّابملوازاةّضياعاّللبيولوجيا‪ّ،‬وّيرجعّالسببّيفّذكل‪ّ،‬اإىلّ أأنهّينسيناّ أأنّ‬
‫البيو‪-‬كميياءّيفّمسارّالبحثّالبيولويج‪ّ،‬ماّيهّاإلّمرحةلّوّفقط‪ّ،‬ابلطبعّرضورية‪ّ،‬وّلكهناّغريّرضورية‪ّ،‬مادمتّتس تدعيّ‬
‫مرحةلّ أأخرىّمتتازّبطابعهاّ ّالرتكييب‪ّ ،‬وّاملمكلّللطابعّالتحلييل‪ّ،‬اذليّميزيّاملرحةلّا ألوىل‪ّ ،‬وّهذاّالرتكيبّيفّنظرّالباحثّلّ‬
‫يُمثلّجتميعاّ أأوّتراصاّلنتاجئّالبيو‪-‬كميياء‪ّ،‬بلّهوّدراسةّملوضوعّالاكئنّاحليّيفّحدّذاته‪ّ،‬انطالقاّمنّاملرحةلّالتحليليةّا ألوىلّ‬
‫ابلطبع‪ّ،‬منّدونّالانس ياقّالتامّمعّهذهّالنتاجئ‪ّ ّ .‬نظراّ ألهناّحباجةّ اإىلّ أأنّتتحول ّالتحويل ّالكيفي‪ّ ،‬فتنتقلّمنّالصعيدّ‬
‫الفزياي‪-‬كمييايئّاإىلّالصعيدّالبيولويج‪ ّ،‬أأيّمنّاملادةّاحليةّاإىلّاحلياة‪ّ ّ.‬‬
‫وّمىتّ أأدركناّالاختالفّالقامئّبنيّاحلياةّوّاملادةّاحلية‪ّ،‬قبلناّحينئذّوّاعتبارانّاحلياةّعىلّ أأهناّخاصيةّخارجيةّللامدة‪ّ،‬لّعىلّ‬
‫أ‬
‫‪ّ.‬وّهكذاّتصبحّاحلياةّأكرثّقرابّمنّاحلركةّمنهّاإىلّالكتةلّ أأوّالرتكيبّالكمييايئ‪ّ ّ.‬‬ ‫أأهناّمسةّداخليةّلها‬
‫وّيُعزيّالباحثّسببّكونّالبيولوجياّالي ّومّعملّاملادةّاحلية‪ّّ،‬رمباّلعدمّقدرةّهذاّالعملّ أأنّيصريّعلامّللحياة‪ّ،‬وّذكلّ ألنناّملّ‬
‫نمتكن ّبعدّمنّحتديدّدلةلّاحلياة‪ّ ،‬وّ أأمامّصعوبةّحتديدّموضوعه‪ ّ،‬أأيّموضوعّالبيولوجيا‪ّ،‬اقترصّ انشغالّهذاّالعملّعىلّ‬
‫دراسةّجزءّمعنيّمنّاملادة‪ ّ،‬أأيّذاكّاجلزءّاذليّيطلقّعليهّاحلسّاملشرتك‪ّ ،‬ابملادةّاحلية‪ّ ،‬وّهذاّاحلسّاملشرتكّهوّ‬
‫املصدرّالوحيدّاذليّنعودّاإليه‪ّ،‬مىتّ أأردانّتعريفّالاكئنّاحلي‪ ّ،‬ألنّالتعريفّالعلميّلّحيوزّيفّهذاّامليدانّعىلّمجيعّاملعايريّ‬
‫اليتّختولّهلّضبطّاملصطلحّالضبطّالعلمي‪ّ،‬وّماّحيوزّعليهّفعال‪ّ،‬يمتثلّفقطّيفّسلسةلّمنّالقرائنّاملتقاربةّاإىلّحدّّما‪ّ.‬وّ‬
‫قدّيذهبّالبعضّاإىلّالاعتقاد‪ّ،‬بأأنّّاحلسّاملُشرتكّيكتيسّبعض ّمنّالتفوقّ أأوّالتمزي‪ّ،‬يفّهذاّامليدانّاملعريفّحتديدا‪ّ،‬وّ‬
‫لكنّيفّالواقعّا ألمرّغريّذكل‪ ّ،‬ألنّاملقتضياتّاملتحمكةّيفّاحلسّاملُشرتكّخمتلفّمتاما‪ّ،‬عنّاملقتضياتّالرصامةّاليتّ تُسريّ‬
‫النشاطّالعلمي‪ّ .‬و ّاإنّفهمناّجيداّهذاّالواقع‪ ّ،‬أأدركناّجيدا‪ّ،‬ملاذاّاحلسّاملُشرتكّيسمحّبورودّهذهّالقطعيةّيفّالتناولّ أأوّ‬
‫الطرح‪ّ ّ.‬‬
‫املمتخضّعنّحتليلّهذهّاملادةّ أأمرينّ أأثننيّهممني‪ّ،‬ا ألول‪ ّ،‬أأنّاملادةّاحليةّتتأألفّمنّالعنارصّالكمييائيةّنفسهاّاليتّتتأألفّمهناّ‬
‫املادةّاجلامدة؛ّا ألمرّالثاين‪ ّ،‬أأنّالقواننيّالفزياي‪-‬كمييائيةّالناظمةّلهذهّالعنارصّفاميّبيهناّيهّمتطابقةّيفّاملادةّاحلية‪ّ،‬وّيفّاملادةّ‬
‫اجلامدة‪ّ،‬وّلهذا‪ّ،‬اإذنّمنّغريّاملمكنّالمتيزيّبيهنامّعىلّالصعيدّالتحليلّالكمييايئّالكيفي‪ّ ّ.‬‬
‫يطلعناّالتحليلّالمكي‪ّ،‬عىلّ أأنّهناكّاختالفّيفّنسبّالعنارصّللكّمادةّعىلّحدا‪ّ،‬ففيّاملادةّاجلامدةّنالحظّتغرياّجلياّ‬
‫لهذهّالنسب‪ّ،‬عىلّعكسّماّهوّموجودّيفّاملادةّاحلية‪ّ،‬فنجدّنوعّمنّالتجانس‪ّ،‬وّغلبةّعنارصّ أأربعةّيهّالكربونّوّ‬

‫‪ّ-ّ24‬لهذاّاملصطلحّمعنيني‪ّ،‬املعىنّا ألولّمهنجي‪ّ،‬فهوّطريقةّلفهمّالظواهرّاملعقدةّبردهاّاإىلّجمردّتفاعالتّبنيّ أأجزاءّالظاهرةّالواحدة‪ ّ،‬أأوّ‬


‫حتليلّالظواهرّاإىلّظواهرّأأكرثّبساطة‪ّ،‬وّأأكرثّأأساس ية‪ّ،‬وّيعنّيفّاملقامّالثاينّاملعىنّالفلسفي‪ّ،‬فأأيّنظامّمعقدّيس تحيلّأخرّمطافّإّاىلّ‬
‫مجموعّ أأجزائه‪ّ،‬وّ أأنهّميكنّاخزتالّ أأيّجزءّاإىلّ أأجزاءّتتأألفّمنّمقوماتّأأساس يةّفردية‪ّ،‬وّميكنّ أأنّيُقالّهذاّعىلّا ألش ياءّوّالظواهرّوّ‬
‫التفسرياتّوّالنظرايتّوّاملعاينّ‪ّ .‬‬
‫الهيدروجنيّوّالأكسجنيّوّا ألزوت‪ّ،‬وّاليتّتوجدّيفّاملادةّاجلامدةّوّلكنّبطريقةّغريّمنتظمة ّوّبنسبّ أأقلّثباات‪ّ،‬مماّهوّ‬
‫عليهّيفّاملادةّاحلية‪ّ ّ.‬‬
‫أأماّفاميّتعلقّابجلزيئاتّالناجتةّعنّجتميعّخمتلفّالعنارصّالكمييائية‪ّ،‬فالبعضّمهنا‪ّ،‬لّيوجدّ اإلّيفّاملادةّاجلامدة‪ّ،‬وّالبعضّ‬
‫الخرّيفّاملادتني‪ّ،‬وّالبعضّالخرّموجودّفقطّيفّاملادةّاحلية‪ّ .‬العنارصّا ألوىل‪ّ ،‬موادّسامة‪ّ ،‬أأوّيهّغريّمس تعمةلّيفّ‬
‫التفاعالتّاخلاصةّابملادةّاحلية‪ّ ،‬العنارصّالثانية‪ّ ،‬وّبصفةّعامة‪ّ،‬يهّجزئياتّصغريةّدامئةّالوجود‪ّ،‬كجزئياتّاملاء‪ّ ،‬وّ أأخرياً‪ّ،‬‬
‫يفّالعنارصّالثالثة‪ّ،‬حتتويّعىلّ أأحامضّأأمينيهّوّالنيلكوتيداتّوّاملوجودةّمجيعهاّتقريباّيفّاملادةّاحلية‪ّ،‬وّحتديداّعىلّهيئةّ‬
‫مبلمراتّ(ّبروتيناتّوّ أأحامضّنوويةّ)ّ‪ّ .‬‬
‫وّاإنّمعلتّاملادةّاحليةّابلعنارصّنفسهاّوّمبقتىضّذاتّالقواننيّالفزياي‪-‬كمييائيةّمعّاملادةّاجلامدة‪ّ،‬فاإهناّمتتازّعهنا‪ّ،‬خبصوصيةّ‬
‫عىلّمس توىّالرتكيب‪ّ،‬وّابلتايل‪ّ،‬عىلّمس توىّالتفاعالتّاخلاصةّهبا‪ّ ّ.‬‬
‫يؤكدّالباحثّ أأندريّبيشوّعىلّ أأنّالبيو‪-‬كميياءّوّخاصةّيفّصورهتاّاحلديثة‪ ّ،‬أأيّالبيولوجياّاجل ّزيّئية‪ّ،‬قطعا‪ّ،‬ليستّكميياءّ‬
‫عضوية‪ّ،‬وّيردفّقوهلّهذا‪ّ،‬بسؤالني‪ ّ،‬أأحدهام‪ّ،‬يتساءلّفيهّعنّالاختالفّبنيّالكميياءّالعضويةّوّالبيو‪-‬كميياء‪ّ،‬هلّيعودّ‬
‫اإىلّالطابعّاحليّ أأوّاجلامدّللامدةّاملدروسةّ أأمّالاختالفّيرجعّاإىلّاختالفّعىلّمس توىّاخلصوصيةّالكمييائيةّ؟ّقبلّالإجابةّ‬
‫عنّالسؤالني‪ّ،‬يرىّالباحثّمنّالرضوريّرشحّماّتعنيهّعبارةّاخلصوصيةّالكمييائيةّيفّس ياقّالسؤال‪ّ،‬حيثّيذكرّ أأنهّمنّ‬
‫غريّاملمكنّاخزتالّالطابعّاحليّاإىلّخاصيةّخارجيةّللامدة‪ّ،‬يفّحنيّ أأنّهذهّاخلص ّوصيةّيهّخاصيةّداخليةّاب ألساس‪ّ.‬يُمكنّ‬
‫أأنّننجزّجلّالتفاعالتّالبيو‪-‬كمييائية‪ّ،‬مضنّرشوطّلحيوية‪ّ-abiotiquesّ،‬انطالقاّمنّخالصةّخالايّو‪ ّ/‬أأوّمنّموادّ‬
‫صناعية‪ّ.‬يس تطردّالاكتبّشارحاّ أأنّهذهّالتفاعالتّاخملربيةّبعيدةّلكّالبعدّعنّاحلياة‪ّ،‬وّلّمتكلّالقدرةّعىلّاإعادةّبناءّ‬
‫احلياة‪ّ،‬وّلّحىتّقطعةّمنّاحلياة‪ّ،‬فاحلياةّغريّقابةلّللتجزئةّ أأوّالقسمة‪ّ،‬وّعليهّاحلياة‪ّ،‬انبثاقّ‪ّ25‬منّهذاّاللكّّالبيو‪-‬كمييايئ‪ّ،‬‬
‫فهييّليستّمجموعّلهذهّالتفاعالتّالكمييائية‪ّ،‬وّيفّاملقابل‪ّ،‬فاإنّهذهّالتفاعالتّالكمييائيةّمنّطبيعةّفزياي‪-‬كمييائية‪ّ.‬اإنّاحلياةّ‬
‫لك"ّ أأكرثّمنّماّيهّمجموعّ أأجزاء‪ّ ّ.‬‬
‫يهّ" لّ‬
‫وّقدّ أأدركناّاملقصودّ أأوّدلةلّاحلياةّبوصفهاّ"ّانبثّاقّ"‪ّ،‬قدّيظنّالبعض‪ّ،‬مباّ أأنهّقدّتوفرتّدليناّالعواملّاملوضوعية‪ّ،‬فقدّ‬
‫حانّالوقتّلإنشاءّعملّبيولوجياّجديد‪ّ،‬غريّ أأنّهذاّالظنّقدّيتبددّحبسبّتصورّ أأندريّبيشو‪ ّ،‬أّلنّهذاّالتعريفّي ُش بهّ‬
‫كثرياًّمربراّ أأوّ ُمسوغاّبعدايّّللمقاربةّالاخزتالية‪ّ،‬وّاليتّس ُّتثبّتّيقنيّمنّيمتسكّهبا‪ّ،‬فتدفعّاإىلّالاعتقاد‪ ّ،‬أأنهّمعّمتامّجردّ‬
‫التفاعالتّالبيو‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّذكلّمنّخاللّجتميعها‪ّ،‬وّالتعبريّعهناّوفقّمنوذجّسرباين‪ّ،cybernétiqueّ،‬حينئذّس نعرفّيفّ‬
‫أخرّاملطافّمعىنّاحلياة‪ّّ.‬الاس تعانةّابلسربانتيةّيفّر أأيّالباحث‪ّ،‬لّتقفّسداّمنيعاّ أأمامّالزنعةّالاخزتالية‪ ّ،‬أأيّنعمّتسمحّ‬

‫‪ّّ-ّ25‬تدورّالفكرةّاحملوريةّملصطلحّانبثاق‪ّ،‬حولّبلوغّنسقّ ُمكونّمنّجتميعّ(ّترامكّ)ّللامدةّاإىلّدرجةّمعينةّمنّالتعقيدّالتنظميي‪ّ،‬منطلقهّ‬
‫انبالجّخصائصّجديدة‪ّ،‬ملّتكنّلتعرفّمنّذيّقبل‪ّ،‬خصائصّانبثاقية‪ّ،‬ملّتكنّلرتد‪ّ،‬وّلّلتتوقع‪،‬عىلّقاعدةّخبصائصّوّعالقاتّبنيويةّتُمزيّ‬
‫لك‪ّ-‬معقدّحيوزّعىلّخصائصّجديدةّغريّقابةلّلالخزتالّخلصائصّوّعالقاتّ أأجزائه‪ّ.‬وّ‬ ‫ا ألجزاءّاملؤلفةّلنسق‪ّ.‬وّصفوةّالقول‪ّ،‬الانبثاقّ‪ ّ-‬لّ‬
‫عالوةّعىلّهذا‪ّ،‬فاإنّاخلصائصّالانبثاقية‪ّ،‬خصائصّ أأصيةل‪ّ،‬مبعىنّ أأهناّمؤثرةّعليا‪ّ..‬وّعادةّماّيُنسبّالانبثاقّكفكرة‪ّ،‬اإىلّالفيلسوفّالربيطاينّ‬
‫جونّس توارتّمل‪ّ،‬يفّس ياقّمتيزيهّبنيّاخلصائصّاملثليةّوّتكلّاملُغايرة‪ّ،‬وّلكنّاصطالحاّيُنسبّاإىلّمعارصهّجورجّهرنيّلويسّ[ّ‬
‫فيلسوفّوّانقدّ أأديبّبريطاين‪ّ،‬ودلّس نةّ‪ّ،1817‬وّتويفّس نةّ‪ّ،1878‬منّكتبهّ"ّادلراماّالاس بانية"ّ]ّ‪ّ Kim.J ( 2000). .‬‬
‫‪Lemergence, les modles de reduction et le mental. Philosophiques, 27(1), 11-‬‬
‫‪26.https://doi.org/10.702/004937ar.‬‬
‫منّت ّصورّالاكئنّاحليّكلكية‪ّ،‬وّلكنّغريّقادرةّلوحدهاّمنّصياغةّمفهومّاحلياة‪ّ،‬فليسّيفّمقدورهاّاإلّاإثباتّانبثاقّاحلياة‪ّ،‬‬
‫وّذكلّانطالقاّمنّالتنظميّالفزياي‪-‬مكينايئّللاكئنّاحلي‪ّ،‬مربرةّادلراسةّالبيوكمييائية‪ّ.‬تضعّحداّللخطابّالبيوكمييايئ‪ّ،‬وّلكنّلّ‬
‫تفتحّاخلطابّالبيولويج‪ّ ّ.‬‬
‫بعدّهذاّالعرضّلواقعّالبيولوجيا‪ّ،‬وّالتحدايتّاليتّينبغيّجتاوزهاّلبناءّبيولوجياّحقيقية‪ّ،‬تعكسّحقيقةّهذاّالعمل‪ّ،‬وّتُكرسّ‬
‫لّخيصصهّالباحثّ‬ ‫طبيعتهّاخلاصة‪ّ،‬اليتّمتزيهّعنّابيقّالعلوم‪ّ،‬خاصةّعلمي‪ّ،‬الكميياءّوّالفزيايء؛ّمفاّتبقىّمنّالفصلّا ألو ُ‬
‫أأندريّبيشو‪ّ،‬لتقدميّرؤيتهّملاّينبغيّ أأنّتكونّعليهّالبيولوجيا‪ّ ّ.‬‬
‫وّحننّمنّجانبناّس نحاولّتقدميّ أأمهّالنقاطّاليتّتُشلكّرؤيةّهذاّالباحثّلعملّيُدعىّعملّالبيولوجيا‪ّ ّ:‬‬
‫لكّبيولوجياّجديدةّعلهياّحنتّمفاهميهاّاخلاصةّهبا‪ّ،‬وّعلهياّاس تعاملهاّ أأثناءّمقاربهتاّ أأوّّاش تغالهاّ‬ ‫✓‬

‫عىلّموضوعاهتا‪ّ.‬‬
‫لّمانعّ أأنّتكونّهذهّاملفاهميّلهاّقاعدةّفزياي‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّلكنّمباّ أأنناّاعرتفناّابلظاهرةّاحلية‪ّ،‬مفنّ‬ ‫✓‬

‫غريّاملمكنّنس يانّ أأصاةلّهذهّالظاهرة‪ّ،‬مثّدراس هتاّبعدّذكل‪ّ،‬كامّتدرسّاملادةّاجلامدة‪ّ.‬‬


‫ابلرمغّمنّ أأنّهذهّاملفاهميّلهاّقاعدةّفزياي‪-‬كميياء‪ّ،‬فينبغيّ أأنّتُطبقّعىلّمجيعّّا ألشاكلّاحلية‪ّ،‬‬ ‫✓‬

‫همامّاكنتّخصائصهاّالبيوكمييائيةّوّالفزييولوجيةّأأوّالفس يولوجية‪ّ.‬‬
‫وّنتيجةّملاّتقدم‪ّ،‬خيلصّالباحثّاإىلّالقول‪ّ"ّ:‬اإنهّوّمبقتىضّهذاّالامتسفّ إازاءّاملادة‪ّ،‬س تختلفّ‬ ‫✓‬

‫البيولوجياّعنّالبيو‪-‬كميياءّمنّغريّ أأنّتتنكرّللامدية‪ ّ،‬أأوّ أأنّتنفصلّعهناّمتاما‪ّ.‬‬


‫ماّيهّاملهامّاملولكةّللبيولوجياّاجلديدة‪ّ :‬‬
‫أأول‪ّ،‬تعينيّاملس توىّالعملّاملنوطّابلبيولوجيا‪ّ،‬معّحتديدّموضوعها‪ّ.‬‬ ‫✓‬

‫ا ْإنّ أأردانّحتييدّاحلسّاملشرتك‪،‬وّ إازاحته‪ّ،‬جيبّ أأنّيكونّتعريفّاملوضوعّابلطبعّقاعدةّ‬ ‫✓‬

‫للكّبناءّبيولويج‪ّ،‬وّ أأنّيكونّهذاّالتعريفّجز ًءّ ُمكوانّللبناء‪ّ.‬‬


‫عدمّاختالفّمعايريّاخّتيارّاملوضوع‪ّ،‬عنّتكلّاملعايريّاملعمتدةّيفّابيقّالعلومّا ألخرى‪ّ،‬‬ ‫✓‬

‫أ‬
‫ساسّأكس يومايت‪ّ.‬‬ ‫أأيّمعايريّتُبىنّعىلّ أأ‬
‫أخرياًّ‪ّ،‬الاس تنتاجّاملنطقيّ"ّالغيبّ"ّ–ّوّذكلّحبسبّتصورّالباحثّبطبيعةّاحلالّ‪ّّ-‬اذليّنصلّاإليهّمىتّاعمتدانّيفّ‬
‫دراستناّللامدةّاحلية‪ّ،‬عىلّاملقاربةّالاخزتالية‪ّ،‬هو‪ّ:‬ا ّْإنّاكنّمصطلحّاحلياةّهوّمنشأأّللكثريّمنّالعلومّاجملمتعةّحتتّامسّعامّ‬
‫البيولوجيا‪ّ،‬فاإنهّليسّابملصطلحّالعلمي‪ّ،‬وّلكنّحمكّمس بقّمصدرهّاحلسّاملُشرتك‪ّ.‬ابلنس بةّللباحث‪ّ،‬هذهّاملقاربةّليسّ‬
‫ابإماكهناّتقدميّتعريفّعلميّملصطلحّاحلياة‪ّ،‬وّلّتس تعملّكأكس يوم‪ ّ،‬ألهناّلّتُدجمهّيفّخطاهبا‪ّ.‬وّقدّيبدوّا ألمرّمفارقا‪ّ،‬ا ْإنّ‬
‫علمناّ أأنّعملّالبيولوجيا‪ّ،‬حىتّوّاإنّحددتّاش تقاقيا‪ّ،‬عىلّ أأهناّعملّاحلياة‪ّ،‬فهييّحالياّلّمتتّبأأيّّصّةلّاكنتّابحلياة‪ّ،‬وّلّ‬
‫يعنّلهاّهذاّاملصطلحّشيئًّا‪ّ،‬وّبناءّعىلّماّيذكرّحينا‪ّ،‬نفهمّالنّاإذنّاستبدالّالبيولوجياّابلبيوكميياء‪ّ،‬ماّيؤديّرضورةّاإىلّ‬
‫حسبّاملّوضوعّالبيولويج‪ّ،‬ماّدمناّملّنسعّاإىلّتعريفهّابتداء‪ّ،‬وّمنّمثةّصارّعصياّعىلّالبحثّالعلمي‪ّ،‬وّاملقاربةّالوحيدةّ‬
‫يتّمتكنتّمنه‪ّ،‬يهّاملقاربةّالاخزتاليةّوّحسب‪ّ،‬وّذكلّعندماّ أألغتّوجودّلكّخصوصيةّتُمزيه‪.‬فثُّبتّعليهّالطابعّ‬ ‫ال ّ‬
‫الكمييايئّحرصاًّ‪ّ.‬وّ ألجلّجعلّالبيولوجياّعلامً‪ّ،‬اكنّينبغيّرفضّوجودّلكّموضوعّخاصّابلبيولوجيا‪ّ،‬ليكّتصريّبعدّذكل‪ّ،‬‬
‫علامّكمييائيا‪ّ،‬قدّتكونّكميياءّمنّنوعّخاصّ‪ّ،‬خصوصيةّمتأأتيةّمنّالطبيعةّالكمييائيةّملوضوعها‪ّ،‬وّليسّخصوصيةّمتعلقةّ‬
‫بطابعهّاحليوي‪ّ ّ.‬‬
‫ماّنسعىّاإىلّتقدميهّبعدّهذا‪ّ،‬حوصةلّمقتضبةّملاّطرحهّالاكتبّمنّ أأفاكرّوّرؤىّيفّالفصولّاليتّ أأعقبتّالفصلّا ألول‪ّ ّ:‬‬
‫خالصةّالفصلّالثاين‪ّ:‬يفّهنايةّهذاّالفصل‪ّ،‬يرىّالباحثّ أأنهّيكونّمنّاملُناسبّالتوقفّعندّمصطلحّ‬ ‫✓‬

‫"الانبثاق"ّوّتعريفهّتعريفاّدقيقا‪ّ،‬حيثّيس تعملّالباحثّالاس تعاملّاملتعارفّعليه‪ّ،‬وّلكن‪ّ،‬ينبغيّمعّذكلّ‬


‫تربيرّاس تعامهلّ أأمامّعنيّالقارئ‪ّ،‬فعندماّيُقالّ أأنّالبيولويجّمنبثقّعنّالفزيايّكمييايئّيفّاإطارّعالقةّجدليةّ‬
‫تؤسسّللاكئنّاحليّيفّوسطهّاخلاريج‪ّ،‬فاإنناّننوهّبأأولويةّالفزياي‪-‬كامييئّعىلّالبيولويجّ‪ّ،‬وّيفّالوقتّنفسهّعدمّ‬
‫اخزتاليةّالبيولويجّاإىلّالفزياي‪-‬كمييايئ‪ّ.‬اإنّالإحاطةّابلبيولوجياّيفّنظرّالباحثّغريّمتاحةّمنّدونّالفزياي‪-‬كمييايئ؛ّ‬
‫وّلكنّلّميكنّاخزتالهاّاإليه‪ّ.‬‬
‫يُعنيّمصطلحّالانبثاقّظهورّخصائصّنوعيةّجديدةّانجتةّعنّتركيبّلعنارصّتتحىلّبشلكّانفراديّعىلّ‬
‫خصائصّفزياي‪-‬كمييائيةّاعتيادية‪ّ.‬وّحبسبّالباحثّفاإنّمصطلحّانبثاقّليسّوس يةلّحتليلّوّحسب‪،‬بلّوجودهّ‬
‫مثبتّمنّقبلّالاكئنّاحليّبنفسه‪ّ،‬وّ ألنهّموجودّالوجودّاملس تقلّاملمتزيّعنّوسطه‪ّ،‬مبعزلّعنّلكّحتليلّمنّ‬
‫قبلّمالحظ‪ّ ّ..‬‬
‫خالصةّالفصلّالثالث‪ّ:‬رشوطّانبثاقّالفردّالبيولويجّتتطابقّمعّرشوطّوجودّالاكئنّاحليّابعتبارهّكينونةّممتزيةّ‬ ‫✓‬

‫عنّوسطه‪ّ.‬وّالرشطّا ألسايسّهوّ أأنّالكينونةّتتحدّدّبذاهتاّابعتبارهاّكينونةّابلنس بةّلوسط ّخاريج‪ّ ،‬وّلّ‬


‫ّ‬
‫ُحتدّدّ فقطّ ابعتبارهاّ فعلّ حتلييلّ منّ قبلّ مالحظّّما‪ ّ،‬حبيثّ مبقدورانّ اإذاك‪ ّ،‬اس تنتاجّ مصطلحيّ الاتساقّ‬
‫ادلاخيل‪ّ،‬وّالاتساقّاخلاريج‪ّ.‬الاتساقّادلاخيلّيوحّدّخمتلفّ أأجزاءّالاكئنّاحليّيف ّلكلّ‪ّ.‬الاتساقّاخلاريجّ‬
‫ُحييلّهذا ّاللكّ ّاإىلّوسطّخاريج‪ّ،‬ليتفاعلّمعه‪.‬ضامنّالاتساقّادلاخيلّيكونّبشلكّفعالّعنّطريقّ حمتيةّ‬
‫دائرية‪ّ،‬يفّ اإطارها ّ ّلكّعنرصّمنّالاكئنّاحلي ّ ُمتعلقّببايقّالعنارص‪ّ،‬وّعليهّفاإنّالاكئنّاحلي‪ّ،‬هوّيفّالوقتّ‬
‫نفسهّيكونّمبقتىضّ حمتيتهّاخلاصة‪ّ،‬وّمبقتىضّغايته‪ّ.‬وّبنيةّالكينونةّتكونّ ُمحددةّيفّلكّحنيّبفعلّتقاطعّ‬
‫املعل ّوماتّادلاخليةّوّاخلارجية‪ّ.‬وّ اإحقامّهذهّاملعلوماتّاخلارجيةّيفّهذهّالبنية ّغريّمتوافقّمعّ حمتيةّالاكئنّ‬
‫ادلائريةّادلاخلية‪ّ،‬فهذهّا ألخريةّتضمنّاب ألساسّرساينّالطابعّاللكيّللبنية‪ّ،‬بيامنّالبنيةّبوصفهاّبنيةّميكنّ أأنّتتغريّ‬
‫تبعاّللوسطّاذليّتكونّفيه‪ّ،‬وّهذاّماّندعوهّابلس تقاللّاملرهون‪ّ.‬هذهّالتغرياتّحتدثّيفّالوسطّتُنجزّنتيجةّ‬
‫معلياتّمعقدةّجتعلّمنّالاتساقّ أأمراّ واقعاّ‪ّ.‬وّهذاّالاتساقّمسارّنش يطّمتعلقّابحلمتيةّادلائرية‪ّ،‬حيثّ‬
‫تكونّالكينونةّاذلات‪ّ.‬وّلكنّ أأيضاّبواسطةّالتعديالت ّالطارئةّعىلّالوسط؛ّوّهذاّالتعديلّحيدثّعامةّمنّ‬
‫خاللّماّيطر أأّعىلّحساسيتهّمنّتعديل‪ّ،‬نتيجةّمعلوماتّخارجية‪ّ،‬وّلكنّ أأحياانّ أأيضا‪ّ،‬يتّهذاّالتعديلّبفعلّ‬
‫تعديلّفزياييئّللوسط‪ّ.‬وّيفّا ألخري‪ّ،‬نشريّ اإىلّ أأنهّميكنّاعتبارّالبنيةّ(ّاملادةّ)ّاحليةّكتعبريّعنّمعلوماتّ‬
‫ملعلوماتّخارجيةّبواسطةّشفرة‪ّ،‬مفتاهحاّمتدهّطبيعةّاملعلوماتّادلاخلية‪ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالرابع‪ّ :‬يتبنيّوّنتيجةّالتحاليل‪ ّ،‬أأنّاحلمتيةّادلائريةّماّيهّ اإلّبنيةّنظرية؛ّففيّالواقع‪ّ،‬لّميكنّ‬ ‫✓‬

‫للاكئنّاحليّ أأنّيكونّنفسهّ حمتيةّنّفسهّوّغايهتاّيفّأنّمعا‪ّ.‬فهوّ يُعاينّ ّدوما ّمن ّخللّيفّالوجود‪ّ،‬لعدمّاكامتلّ‬


‫ُ‬
‫ة‪ّ،‬وّاليتّملّحتدده‪ّ.‬وّ‬ ‫اتساقهّادلاخيل‪ّ،‬يظهرّهذاّاخلللّخباصة‪ّ،‬يفّكينونةّمتتكلّجينومّحاملّملعلوماتّداخلي‬
‫تبعاّدلائريةّاحلمتية ّالنظرية‪ّ،‬فاإنّالكينونةّمضطرةّ اإىلّ اإنتاجّجينومّمطابقّذلاكّاذليّحتمل‪ّ.‬عندّا ألشاكلّ ّلّ‬
‫يتوقفّهذاّاخلللّيفّالوجوديّ أأوّالوجودي‪ّ،‬عندّهذاّالشلكّالالخزتايل‪ّ،‬وّاذليّجيعلّمنّالتاكثرّاذلايت‪ّ،‬بلّ‬
‫يُكرسّاخلللّبفعلّاإدماجّيسءّللجينومّيفّالبنيةّاحلية‪،‬فاإنّهذا ّالنموّيُرجعّهذاّاخلللّاإىلّشلكهّالالخزتايلّ‪ّ.‬وّ‬
‫يكونّ هذاّ النموّّممكنا‪ّّ،‬نظرا‪ ّ،‬ألنهّ وّ يفّ لكّ حلظة‪ ّ،‬تظلّ وّ ابس مترارّ احلمتية‪ ّ،‬ادلائرية‪،‬والاكئنّّاحلي ّ‬
‫اّأكرثّفأأكرث‪ّ،‬منّبنيتهّالنظرية‪ ّ،‬أأيّبتضعيفّخلل‪ّ،‬اإىلّغايةّالانشطارّالثنايئّ‪ّ،ّ 26‬الفردّيلجّالهرمّ أأوّ‬ ‫متجهّ دنو أ‬
‫الش يخوخةّ ‪ّ،ّsénescence‬لكامّدانّخللّالوجودي‪ ّ،‬أأدركّحلظةّالاستيفاء‪ّ،‬بفعلّحركةّالنمو‪ّ،‬اإىلّخللّ أأخري‪ّ،‬‬
‫ُعني ّ إازاءّعددّمتنايهّلعنارصّ‬ ‫فاملوت‪ّ.‬يرافقّهذاّالنمو‪ّ ،‬تعاظمّلس تقاللّالكينونة‪ّ،‬اليتّمبقدورهاّ أأ ُ‬
‫نّحتدَّدّ أأوّ ت َّ ّ‬
‫الوسط‪ّ،‬وّاليتّتصريّداةلّ(ّ أأوّغريّداةلّ)‪ّ،‬الوسطّذاكّاذليّ يُعدّذاتياّابلنس بةّللكينونة‪ّ،‬يعملّعىلّمتكلّ‬
‫الوسطّاملوضوعيّلتكلّالكينونة‪ّ.‬‬
‫عليناّ أأنّنالحظ ّ–ّيذكرّالباحثّ–ّأأنّاتّساعّالوسطّاخلاريجّهوّتقريباّموازاي‪ّ،‬لتّساعّقدّحلّ أأثناء ّمرحةلّ‬
‫النساةلّ‪ّphylogénèse27‬؛ّوّابملوازاةّوّنتيجةّلتاكثرّالاكئنّاحلي‪ّ،‬نشهدّتضاءلّلتساقهّ أأثناءّمنوهّ ّ‬
‫خالصةّالفصلّاخلامسّ‪ّ:‬لّيقترص ّخللّالاكئنّاحليّعىلّخللّمرتبطّابلتساقّادلاخيل‪ّ،‬بلّ أأيضا‪ّ،‬عىلّاتساقّ‬ ‫✓‬

‫خاريج‪ّ،‬وّنشأأةّهذاّاخلللّيفّاس تحاةل ّمطابقةّخارجيةّللجينوم‪ّ.‬فهذاّا ألخري‪ّ،‬مباّ أأنهّشفرةّتعبريّللمعلوماتّ‬


‫اخلارجيةّ اإىلّبنيةّحية‪ّ،‬لّميكنّ أأنّيعرفّ أأوّيعنيّ ّبواسطةّمعلوماتّخارجية‪ّ .‬كام ّ أأنه ّيعملّعىلّحتقيقّاتساقهّ‬
‫ادلاخيل‪ّ،‬فاإنّالاكئنّاحلي‪ ّ،‬أأيضا‪ّ،‬يعملّعىلّحتقيقّوّبشلكّنشطّاتساقهّاخلاريج‪ّ.‬وّعليه‪ّ،‬فالكينونةّتسعىّوّ‬
‫بدافع ّالطابعّالنشطّلتساقها ّاخلاريج‪ ّ،‬اإىل ّالبحثّعنّهذاّالنوعّمنّاحلمتية‪ّ ،‬وّمنّغريّاملمكنّحدوثّهذهّ‬
‫احلمتيةّ اإلّابحتادّتكلّالكينونةّأّأوّالكيان‪ّ،‬معّكينونةّصنوّلها‪ّ.‬وّميكنّالمتيزيّوّبطريقةّنظريةّبنيّالكينونتني‪ّ،‬‬
‫كر‪ّ"ّ،‬حتددّ"ّوسطاّخارجيا‪ّ،‬يقومّ‬ ‫ُ‬ ‫فاإحداهامّوّيهّا ألنىت‪ّ،‬تس تقبلّمبارشةّحمتيةّخارجية‪ّ،‬وّا ألخرى‪ّ،‬وّيهّاذل‬
‫بدورهّ حتديدها‪ّ،‬الشالكنّهذانّمتاكفئانّملقابالهتامّ حبمتيةّخارجيةّ شامةل ّللكينونة ّ(ّّلإعطاهئام ّحمتيةّخارجيةّ‬
‫للجينومّ)‪ّ.‬هذاّالاحتادّالكينوينّهوّالشلكّالنظريّللتناسل؛ّوّالتطورّيُظهرّ أأشاكلّكثريةّمنّالتحقق‪ّ،‬خباصةّ‬
‫لتجس يدّالاختالفّالنظريّبنيّاجلنسني‪ّ.‬ل إالشارة‪ّ،‬فاإنّرغبةّاحلمتيةّاخلارجيةّالشامةل‪ّ،‬متأأصلّللطابعّالنشطّ‬
‫لالتساقّاخلاريج‪ّ،‬هوّغايةّيفّالغموض‪،‬لزنوعهّحنوّكاملّوجودي‪ّ،‬وّ أأيضاّوّيفّالوقتّنفسه‪ّ،‬لتحللّيفّالوسطّ‬
‫اخلاريج‪ ّ،‬أأيّيفّالالوجود‪ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالسادس‪ّ :‬وّيهّمبثابةّخالصةّجزئيةّملاّجاءّذكرهّيفّالفصولّالسابقة‪ّ:‬يذهبّا ألس تاذّ أأندريّ‬
‫بيشو‪ّ،‬اإىلّالاعتقادّابلإماكنّفهمّاخلصائصّالرئيس يةّللاكئناتّاحلية‪ّ،‬ابعامتدّمقاربةّمنطقيةّحمضة‪ّ،‬مبعزلّعنّلكّّ‬
‫املصادرّالبيوكمييائيةّادلّقيقة‪ّ،‬فالّداعيّعىلّالإطالق ّمعرفةّطبيعةّا ألساسّاملاديّللحياة‪ّ ،‬كاميّينخرطّيفّهذاّ‬
‫املنطقّمنّالتفكري‪ّ،‬حىت‪ّ،‬وّبطبيعةّاحلال‪ّ،‬معرفةّكتكل‪ّ،‬تُّسهلّالفهمّ(ّوّمنّجانبّأخر‪ّ،‬بدهيييّحىتّتؤصلّ‬
‫اإىلّهذاّالنوعّاجلديدّمنّاملقارابتّو‪ّ،‬وّاليتّيطلقّعلهياّالباحثّابلبيو‪-‬منطق‪ّ،‬وّاليتّتعدّابلنس بةّهلّنظريةّ‬
‫أ‬
‫‪ّ،‬رضوريّوّأكيدّاملرورّمبرحةلّحتليلية‪ ّ،‬أأيّابلبيو‪-‬كميياء)‪ّ.‬‬ ‫جديدةّتتعرضّابدلرسّللاكئنّاحليّ أأوّقلّالكيانّاحلي‬
‫وّلتبيانّ أأطروحته‪ّ،‬يرىّالباحثّ أأندرّبيشوّ أأنهّمنّاملناسب‪ّ،‬تقدميّ ُملخصاّلها‪ّ،‬وّ أأ ّولّمشلكةّينبغيّالتصديّ‬

‫‪ّ26‬مصطلحّيفّالبيولوجياّ(ّعملّا ألحياءّ)ّيفيدّتاكثرّالاكئناتّبدائيةّالنواةّالالجنيس‪ّ،‬وّذكلّعنّطريقّالانشطارّالثنايئ‪ ّ،‬أأوّالانقسامّ‬


‫اخللوي‪ّ،‬مقابلّيفّاللغةّالفرنس يةّّ‪ّ scissiparité‬‬
‫‪ّ-ّ27‬عملّالوراثةّالعريقّهوّعملّدراسةّالعالقاتّالتطوريةّاخملتلفةّبنيّمجموعاتّالاكئناتّاحليةّاليتّتكتشفّعربّالتحاليلّاجلزيئيةّوّدراسةّ‬
‫تشكيلّالاكئناتّاخملتلفة‪ّ.‬لعملّالوراثةّالعريقّ أأمهيةّكبريةّيفّجمالّعملّا ألحياء‪ّ،‬حيثّ أأنّالعديدّمنّجمالتهّتعمتدّعليهّاإىلّحدّكبري‪ّ ..‬‬
‫لهاّقصدّحتقيقّفهمّمنطقيّللاكئنّاحلي؛ّيمتثلّهويةّموضوعّالبيولوجياّ أأوّعملّا ألحياء‪ّ،‬تمكنّيفّالاعرتافّبدميومةّ‬
‫الطابعّالشمويلّللاكئن‪ّ،‬وّذكلّعىلّالرمغّمنّتنوعاتهّعىلّمس توىّالبنية‪ّ.‬وّهكذا‪ّ،‬مفىتّ فُهمّاملوضوعّابلكيفيةّ‬
‫املذكورةّسلف ًا‪ ّ،‬أأيّ ّفَهممّالاكئنّنفسهّبنفسه‪ ّ،‬إازاءّوسطّخاريج‪ّ،‬وّاذليّ يُفهمّ أأوّ يُعرفّابلكيفيةّنفسها‪ ّ،‬أأوّ‬
‫اب ألحرىّابعامتدّاحلركةّنفسها‪،‬حبيثّيرتتبّعنّهذا‪ّ،‬مفاهميّالاتّساقّادلاخيل‪ّ،‬وّالاتّساقّاخلاريج‪ّ ،‬الاتساقّ‬
‫ا ألول‪ ّ،‬يُضمنّعنّطريقّ حمتيةّدائرية‪،‬حبيثّيكونّلكّعنرصّحمددّعنّطريقّلكّالعنارص‪ّ،‬وّهكذا‪ّ،‬يكونّ‬
‫الاكئنّاحليّ حمتيةّنفس يةّوّغائيّةّنفسها‪ّ .‬بيامنّالاتساقّاخلاريج‪ّ،‬ف ُيضمنّعنّطريقّمعلياتّمعقدةّلعالقاتّمعّ‬
‫الوسطّيفّالاجتاهنيّمعليا‪ّ،‬الاتساقّادلاخيلّليسّاكم ًالّيفّلكّحني‪ّ ّ ،‬وّ يُعزىّسببّذكلّ اإىلّخللّوظيفيّّ‬
‫ميسّاحلمتيةّادلائريةّبفعلّتدخلّالزمن‪،‬لهذا‪ّ،‬لّميكنّللاكئنّاحليّالتاكثرّذاتيا‪ّ،‬وّلكن ّ أأ ْنّيتاكثرّوّحسب‪ّ،‬ماّ‬
‫يس تلزمّمنواّيفّاحلركة‪ّ،‬حبيثّجيدّالاتساقّنفسهّ ُمتحققا‪ّ.‬منّجانبّأخر‪ّ،‬وّنظراّ ألنّاجلينومّليسّمقدوره‪ّ،‬‬
‫التحدد‪ ّ،‬أأوّالتعنيّعنّطريقّمعلومةّخارجية‪ّ،‬هناكّخللّخاريجّلّميكنّحتاش يه‪ّ،‬وّابل ُكرهّمنّذكل‪ ّ،‬تمتكنّ‬
‫الكينونةّمنّاإجيادّحمتيةّخارجيةّشامةلّيفّعالقهتاّالتناسلية‪ّ.‬ينتقلّبعدّهذاّالبيان‪ّ،‬التطرقّاإىلّطبيعةّا ألطروحةّ‬
‫املتبناةّمنّقبل‪ّ،‬فيذكرّ أأول‪ ّ،‬أأساسها‪ّ،‬وّاذليّيتوافقّيفّظنّمعّالتوجهّاملنطقي‪ّ،‬وّاذليّيرغّبّيفّ أأنّتطبعّبهّ‬
‫لكّ دراسةّ للاكئنّ احلي‪ ّ،‬مسلمةّ يطلقّ علهياّ مبسلمةّ التعينيّ اذلايتّ للاكئنّ احليّ‪ ّ،‬وّ حبسبّ فهمي‪ ّ،‬فاإنّ هذهّ‬
‫املسلمةّتعنّ أأنّاملوضوعّاملدروسّ كفيلّبتقدميّلناّاملادةّاملعرفيةّاخملربةّعنه‪ّ،‬الاكشفةّعنّخباايهّ ا ْإنّ حصتّ‬
‫العبارة‪ّ،‬وّبعدّذكل‪ّ،‬معّعىلّادلارس ّاإلّالإفراجّعهناّلفظاّ ُمصوات‪ّ،‬فالاكئنّاحليّكتابّمفتوح ّقابلّللقراءة‪ّ.‬وّ‬
‫مبقتىضّهذاّالتعينيّاذلّايت‪ّ،‬ميكنّالاس تنتاجّمفاهميّالاتساقّادلاخيلّوّالاتساقّاخلاريج‪ّ،‬ابعتبارهامّمعليتنيّ‬
‫نشطتنيّمرتبطتنيّبدائريةّاحلمتيةّادلاخلية‪ّ.‬وّيفّا ألخري‪ّ،‬وّنظراّخلللّلّميكنّتالفيهّّحيدّمنّحتقيقّالاتساقني‪ّ-‬‬
‫مبقدورانّاس تنتاجّاخلصائصّالرئيس يةّللاكئنّاحلي‪ّ،‬و ّاملمتثةلّيفّالتاكثر‪ّ،‬وّالنمو‪ّ،‬وّالوفاة‪ّ،‬وّالتناسل‪ ّ،‬اإنّ‬
‫الوظائفّالكربىّاحليويةّاملتعلقةّابلبيئةّوّالنموّوّالتاكثرّوّالتناسل‪ّ،‬متأأصةلّيفّالاكئنّلّريبّيفّذكل‪ّ.‬يفّاملبد إاّ‬
‫املُسريّللنظام‪ ّ،‬أأيّنظامّالتعينيّاذلايتّللاكئنّاحليّعنّطريقّالبناءّاذلايت‪ّ،‬مفهامّ اكنتّاخلصائصّالبيو‪-‬كمييائيةّ‬
‫للامدةّامل ُ َن مظمة‪ّ،‬مبقتىضّهذاّاملبد أأ‪ّ،‬خاصةّهمامّ اكنتّاخلصائصّالبيو‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّلكنّمبنطقّخاصّبه‪ّ،‬املتواجدّ‬
‫أ‬
‫يفّاحلياة‪ّ.‬أكرثّ‬ ‫عندّمجيعّ أأشاكلّالاكئناتّاحلية‪ّ.‬منطق‪ّ،‬يفّتصورّالباحثّ أأندريّبيشو‪ّ،‬هوّالأكرثّجدارةّلتعر‬
‫منّتكلّالالمتغرياتّالبيو‪-‬كمييائية‪ّ،‬يردفّالباحثّذاكراّ أأنّهذاّاملنطقّيصدقّعىلّمجيعّالاكئناتّاحلية‪ّ،‬وحيدةّ‬
‫اخلالاي‪ّ،‬وّكثريةّاخلالاي‪ّ،‬حيوانيةّسابقة‪ّ:‬نظامّ يمتظهرّيفّلبوساتّبيو‪-‬كمييائيةّخمتلفة‪ّ.‬وّاإنّمسحتّالفزي‪-‬كمييائية‪ّ،‬‬
‫ميكنّلهذاّاملنطقّ أأنّيكونّهلّ أأساسّماديّخمتلفّلكيةّعنّذاكّاذلّيّاعتدانّعىلّمعرفته ّ(واذليّيرتكزّعىلّ‬
‫مكوانتّ أأربعةّأأساس يةّوّيهّالكربونّ–ّ‪ّ،ّ-ّC‬الهيدروجنيّ–ّ‪ّ،ّ-H‬الأكسجنيّ–ّ‪ّ،ّ-ّO‬وّ أأخرياّا ألزوتّ–ّ‪ّN‬‬
‫‪ّ.)-‬وّيرىّالباحث‪ ّ،‬أأنهّيفّهذهّاحلاةل‪ ّ،‬س تكونّالبيو‪-‬كميياءّعاجزةّعنّ حتديدّ اخلصوصيةّ احليويةّملثلّهذهّ‬
‫الكياانت‪ّ،‬فاإنهّوّيفّاملقابل‪ّ،‬يبدوّ أأنّالبيو‪-‬منطقّاملقرتحّمنّقبلّلقادرّعىلّذكل‪ّ.‬وّلكنّينبغيّابتداء‪ّ،‬حتليلّ‬
‫للتنظميّاملُسريّلهذهّالكياانت؛ّفالاكتبّلّيزدريّالبتةّاملرحةلّالتحليلية‪ّ،‬وّلكنّالقصدّتمكلهتا‪ّ.‬فا ْإنّاكنّعملّالبيو‪-‬‬
‫كميياءّلّميكنّهلّالعثورّعىلّهذهّالالمتغريات‪ّ،‬وّمنّمثةّالاس تحاةلّعليهّبلوغّمرحةلّالتقيمي؛ّفاإنهّيفّاملُقابل‪ّ،‬‬
‫البيو‪-‬منطقّاملقرتحّمنّقبلّالباحثّمبقدورهاّبلوغّهذهّاملرحةل‪ّ،‬لنشغالهاّابلبنية‪ّ،‬لّبطرقّحتقيقها‪ّ.‬‬
‫هذهّالنظريةّاجلديدةّحتملّبعدينّمتعارضني‪ّ،‬فهييّمس تقةلّنّهجة‪ّ،‬وّمنّهجةّ أأخرىّاتبعةّ ُمتعلقة‪ ّ،‬إازاءّالقواننيّ‬
‫الفزياي‪-‬كمييائية‪ّ،‬فهييّمس تقةل‪ّ،‬لحرتاهماّهذهّالقواننيّبدونّ انقطاع‪ّ،‬وّ ا ْإنّملّتلزتمّهبذا‪ّ،‬فلنّتأأخذّبعنيّالاعتبارّ‬
‫ابخلللّالوجوديّاملتعلق ّابلاكئنّاحلي‪ّ،‬خللّمتأأيتّ أأوّصادرّعنّالواقعّالفزياي‪-‬كمييايئ‪ّ،‬وّاذليّلّ يُذعنّمتاما‪ّ،‬‬
‫للخطاطةّالنظريةّالتنظميية؛ّوّيهّاتبعةّ ُمتعلقة‪ّ،‬فاإنّرستّمبقتىضّمنطقّالفزياي‪-‬كميياء‪ّ،‬فاإهناّوّابلرمغّمنّذكلّ‬
‫ليستّ منساقةّ هلّ الانس ياقّ التام‪ ّ،‬بلّ تمتتعّ حبريةّ احلركة‪ ّ،‬نظرا‪ ّ،‬دلائريةّ خطاهبا‪ ّ.‬مثلامّ الاكئنّ احليّ ميكنّ هلّ‬
‫الانفالتّمنّالتيارّاحلراريّعنّطريقّبنيتهّالشامةلّوّاليتّتس يطرّعىلّالصدفة‪ّ،‬فاإنّا ألمرّيصدقّعىلّالبيو‪-‬‬
‫منطق‪ّ،‬مفنّخاللّبنيتهّاملنغلقة‪ّ،‬مبقدورهّ أأنّيتشلكّعىلّهيئةّخطابّمس تقلّحبيثّتكونّالغائيةّمطلقة‪ّ،‬وّ‬
‫تقىصّالصدفةّالتّابعةّللقواننيّالإحصائيةّلعلميّالفزيايءّوّالكميياء‪ّ ّ.‬‬
‫ابملقارنةّبعملّاللسانياتّ(ّاذليّ أأسهمّيفّهذاّاملنتّمبفهويمّادلالّوّاملدلولّ)‪ّ،‬ميكنّالقولّ أأنّعملّالبيو‪-‬منطقّهوّ‬
‫خطابّمشويل‪ّ،‬حيثّحتددّلكّلكمةّمعّابيقّاللكامت‪ّ.‬وّينحرصّمعلّالفزياي‪-‬كميياءّ حينئذ‪ ّ،‬اإىلّمنحّالظّواهرّ‬
‫ُ‬
‫الرضوريةّاإىلّتشكيلّاللكامت‪ّ.‬مثلّعالقةّالبيو‪-‬منطقّمعّالفزياي‪-‬كميياء‪ّ،‬مكثلّعالقةّعملّادلللتّبعملّا ألصوات‪ّ،‬‬
‫هذاّالوضعّاخلاصّ(ّاذليّيكونّعليهّالبيو‪ّ-‬منطقّ)ّوّهذاّالاندماجّالتامّبنيّالبيو‪-‬منطقّوّالاكئنّاحليّمتأأيتّ‬
‫منّ أأنّهذاّا ألخريّهوّخطابّ يُعرفّالاكئنّاحلي‪ّ،‬وّجيعلّهوّاذليّ يُعرفّنفسهّبنفسه‪ّ،‬وّعليه‪ّ،‬فاإنّهذاّ‬
‫اخلطابّوّ بطريقةّ ماّهوّ خطابّ الاكئنّ احليّ فقط‪ ّ،‬منّخالهلّ يتشلكّوّيربز‪ّ.‬عندّهذهّالنقطةّيس تدركّ‬
‫الباحثّ أأندريّبيشو‪ّ،‬طالباّمنّالقارئّ أأنّلّيذهبّيفّالاعتقادّبأأنّاس تخدامّمصطلحّ"ّخطاب"ّغريّمناسبّ‬
‫يفّهذاّالسّياق‪ّ،‬فاس تخدامّهذاّاملصطلحّيفّحمل‪ّ،‬مادامّقدّمتّاس تغاللّمفهويمّادلالّوّاملدلولّيفّالبيانّعنّ‬
‫املوضوع‪ّ.‬لّيقترصّوجودّالاكئنّاحلي‪ّ،‬فقطّعىلّ أأنهّكينونةّ أأوّكيانّقدّقُطعّ أأوّ ُجزءّمنّقبلّمالحظّما‪ّ،‬يفّعاملهّ‬
‫املوضوعي‪ّ،‬بلّهناكّذااتّبصفتهّذااتّلوجوده‪ّ،‬وّعليناّ أأنّلّنأأخذّهذاّالطرح‪ّ،‬يفّتقديرّالباحث‪ّ،‬عىلّ أأنهّطرحّ‬
‫نفساين‪ّ،‬فالاكئنّوّوسطهّاخلاريجّمنتجنيّلعمليةّفزياي‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّاليتّلّذااتّلهاّابملعىنّالعاديّللمصطلح‪ّ.‬وّ‬
‫عندماّيُنسبّدورّاذلاتّللاكئنّاحليّ‪ّ،‬فاإنهّعندماّيُنجزّذكل‪ّ،‬لّيغدوّا ألمرّاإلّطريقةّلإبرازّا ألمهيّةّا ألساس يةّ‬
‫وّاليتّتُقدهماّحمتيةّادلائريةّموضوعاّخلطابّعلمي‪ّ،‬هوّخطابّذاته‪ّ ّ.‬‬
‫وّينبغيّالتنويهّ أأنّالبيوّ‪-‬منطق‪ّ،‬مقاربةّتأأيت ّلتعرتفّعىلّ أأنّالاكئنّاحليّهلّوضعّخاص‪ّ،‬ماّينجرّعنه‪ّ،‬نتاجئّ‬
‫ُمغايرةّملاّهوّمتعارفّعليهّيفّعلومّاملادةّاجلامدة‪ّ ّ.‬‬
‫عالوةّعىلّذكل‪ّ،‬يدعوان ّالباحثّ أأندريّبيشو‪ ّ،‬اإىلّ أأنّنالحظّ أأنّمسعاهّهذا‪ّ،‬مسعىّغريّمأألوف‪ّ،‬فاميّارتبطّ‬
‫ابملهنجّالعلميّاملعمتدّمنّقبل‪ّ،‬وّاذليّيقومّعىلّاقرتاحّمنوذجّللاكئنّاحلي‪ّّ،‬مثّبعدّذكل‪ّ،‬تفسريّخصائصّهذاّ‬
‫الاكئنّاحلي‪ّ،‬وّاليتّلّ تُناسبّ أأوّلّتتوافقّمعّالمنوذجّالنظريّاملقرتح‪ّ.‬فاملّسعىّالعلميّاملعتاد‪ّ،‬عندماّيقرتحّ‬
‫منوذجا‪ّ،‬حياولّعادةّتفسريّخصائصّاملوضوعّاملدروسّمنّخاللّخصائصّالنموذج‪ّ.‬مثّيردف‪ّ،‬ذاكراّ أأنّتبيناّ‬ ‫ُ‬
‫لهذاّاملسعىّاجلديدّلّيعنّبأأيّحالّمنّا ألحوالّ أأنهّتكريسّللمسعىّالغايئّاذليّلّمتتهّصةلّبأأيّمقاربةّعلميةّ‬
‫تقومّعىلّ أأساسّمبادئ‪ّ،‬مثلّاملوضوعيةّوّاملوضوعيةّوّالشكّوّالنقد‪ّ.‬بلّعىلّالعكسّمنّذكل‪ّ،‬فالّحاجةّلناّ‬
‫عىلّالإطالقّيفّحاةلّتبنيناّالنظريةّاجلديدة‪ّ،‬اإىلّالتصورّالغايئ‪ّ.‬لنكتفيّابلرجوعّاإىلّحمتيةّدائرية‪ّ،‬تعويضاّملفاهميّ‬
‫مثلّالغائيةّوّاحلمتية‪ّ،‬وّاليتّ س متيسّمفاهميّفاقدةّللكّ قمية ّيفّهذاّالنظامّادلائري‪ّ .‬وّ اإذاّطلبّمنّالباحثّ‬
‫أأندريّبيشوّرشعنةّمقاربته‪ّ،‬وّتقدميّمسوغّداخيلّ أأوّمسوغاتّداخلية‪ّ،‬مدمعةّاإىلّماّيذهبّاإليه‪ّ،‬فاإنهّجييبّ‬
‫ابلنفي‪ّ،‬مبعىنّأخرّلّجحةّميتكلّمنّهذاّالنوع‪ّ،‬وّمربره‪ّ،‬يراهّيفّ أأنّمقاربتهّمازالتّيفّبدايهتا‪ّ،‬ملّتصلّبعدّاإىلّ‬
‫درجةّالاكامتل‪ّ،‬لكن‪ّ،‬لّمينعهّمنّاللجوءّقصدّاحملاجة‪ّ،‬اإىلّالقميةّالتفسرييةّاليتّحتفلّهباّنظريته؛ّفاإنّاكنّعضوّ‬
‫أأوّعنرصّمنّالاكئنّاحلي‪ّ،‬منظوراّ اإليهّمنّزوايةّبيو‪-‬كمييائية‪ّ ،‬لّدورّمولكّللعضوّ أأوّالعنرص‪ ّ،‬اإلّذاكّادلورّ‬
‫اذليّمينحهّهلّماكنهّداخلّالسلسةلّا أليضية ّ‪ّ،métabolique‬بيامنّ اإذاّ ن ُظرّ اإىلّالعضوّ أأوّالعنرصّمنّ زاويةّنظرّ‬
‫بيو‪-‬منطقيةّفا ألمرّخمتلفّمتاما‪ّ،‬فالعضوّ أأوّالعنرصّيلعبّدوراّيفّمجيعّاخلصائصّا ألصيةلّيفّالاكئنّاحلي‪ّ،‬سواءّ‬
‫تعلقّا ألمرّابلتواصلّمعّالوسط‪ ّ،‬أأاكنّذاكّالتواصلّمنوا‪ ّ،‬أأوّتاكثرا‪ ّ،‬أأوّتناسال؛ّفلكّاخلصائصّتصري ّرضورةّ‬
‫منطقية ّحمددة‪ّ،‬ليسّ كامّهوّ الشأأنّ اإنّحرصانّالرؤيةّيفّرؤيةّ واحدةّيهّ الرؤيةّالبيولوجية‪ّ،‬لغلبةّ التفسريّ‬
‫ابملصادفة‪ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالسابع‪ّ :‬يلحقّابملعلومةّادلاخليةّالتغريّمعّتعاقبّا ألجيال‪ّ،‬وّذكلّمبوجبّالطفراتّالفجائية‪ ّ،‬حينئذّ‬
‫نكونّبصددّالتطور‪ّ،‬املطبوعّابلطابعّالاصطفايئّبواسطةّالطفرة‪ّ،‬وّاليتّتنخرطّابتداءّيفّاحلمتيةّادلائرية‪ّ،‬وّ أأنّحيرتمّ‬
‫الاتساق ّوّالوحدةّادلاخلية؛ّ اإنّالاصطفاءّادلاخيلّهوّاملوجهّللتطورّيفّدروبّحمددة‪ّ.‬وّا ألشاكلّاملثبتةّاصطفاءّ‬
‫ختضعّلنتخابّبواسطةّالوسط‪ّ..‬و ّعىلّاملدىّالطويلّيزنعّالاصطفاءّاإىلّاحملافظةّعىلّا ألشاكلّالأكرثّاس تقاللية‪ّ،‬وّ‬
‫اليتّيهّكذكلّالأكرثّتبعية‪ّ،‬وّالتطورّالبيولويجّ يُقدمّعىلّ أأنهّمعليةّمس تقةلّاتبعة‪ّ،‬وّاخلطوطّ ّالكبرية‪ ّ،‬أأيّا ألنواعّ‬
‫الكربىّلتنظميّالاكئنّاحلي‪ّ،‬حمددةّمبعزلّعنّالوسط‪ّ.‬اإذاّاعتربانّاجلينومّلّيتاكثرّالبتةّابدلقةّاملامثةلّلنفسه‪ّ،‬نرفعّنس بةّ‬
‫التحولت‪ّ،‬حبيثّتصريّالصدفةّعدميةّا ألمهيةّيفّتوجيهّالتطور‪ّ.‬فضالّعىلّهذا‪ّ،‬يصريّالتطورّمعليةّحمتومة‪ّ،‬مضهناّ‬
‫ليسّأّأمامّالنوعّ اإلّ الانداثر‪ ّ،‬اإماّمنّخاللّ اإنتاجّ أأنواعّجديدة‪ ّ،‬أأوّابلوفاة ّوّعدمّتركّالعقب‪ّ،‬وّتكلّيهّحاةلّهنايةّ‬
‫سلسةلّتطورية‪ّ.‬تطلعناّالتطورّ أأنّاملعلومةّادلاخليةّمنظمةّعىلّهيئةّ أأنظمةّفرعيةّمدجمةّفاميّبيهناّكدىمّروس ية‪ّ،‬الكّ‬
‫النظامنيّالفرعينيّتُشلكّصورةّحقةّشامةلّتُناسبّتقريبا‪ّ،‬صورةّمنّصورّسابقةّيفّتطورّالصورةّاملدروسة‪ّ،‬وّهامّ‬
‫أأيضاّيتوافقانّمعّجزءّمنّالبنيةّاحلية‪ّ.‬جديرّابلإشارةّ أأنّمنطقّالتطورّوّاملنطقّادلاخيلّمتسقانّمتاماّبيهنام‪ّ،‬الواحدّ‬
‫ُيمكلّالخر‪ّ،‬لتفاعلهامّاملس متر‪ّ ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالثامن‪ّ :‬ظه ّر ّالنظامّاحليّ اإابن ّمرحةل ّماّقبلّالبيوتيكية‪ّ،28‬وّ أأثناءّهذهّاملرحةلّمنىّتكتلّجزييئ‪ّ،‬‬
‫ُ‬
‫اقعا‪ّ،‬وّاذليّحيافظّعىلّهذهّاخلصائص‪ّ،‬ليدخلّبعدّ‬ ‫مبقتىضّمبادئّفزياي‪-‬كمييائيةّخالصة‪ّ،‬حىتّصارّالتاكثرّحداثّ و‬
‫ذكل‪ّ،‬مرحةلّالتطورّالبيولويج‪ّ ،‬فيصبحّالنظامّاحليّاكئناّحيا‪ّ.‬وّ أأثناءّاملرحةلّماّقبلّالبيوتيكية‪ّ،‬يتكونّماّقبلّ‬
‫اجلّينومّابلاكملّمتعنيّوّحمدد‪ّ،‬منّخاللّاملعلوماتّاخلارجيةّعنّطريقّغشاءّتكونّجفأأةّيفّرشوطّفزياي‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّ‬
‫أ‬
‫تعودّهذهّاملرحةلّوّيفّجزءّأكربّمهناّاإىلّاقتضاءّقواننيّفزياي‪-‬كمييائية‪ّ،‬وّالصدفةّالوحيدة‪ّ،‬تمتثلّيفّالرشوطّغريّفزياي‪-‬‬
‫كمييائيةّالسائدةّيفّاملاكنّاذلي ّظهرتّفيهّاحلياة‪ّ،‬يفّهذهّالنقطةّوّرمغّمنّالتقليلّمنّشأأهناّمنّقبلّالباحث‪ ّ،‬أألّ‬
‫يكونّطرحّتساؤلّمثلّ أأليستّهذهّالرشوطّغريّالفزيايّ‪-‬كمييائية‪ّ،‬مدخالّمنهّيترسبّالتفسريّالغايئّلظهورّاحلياةّ‬
‫عىلّكوكبّا ألرض؟و ّهذاّالظهور ّللحياةّيتوافقّمعّصورةّاحلمتيةّاخلارجية ّاملبحوثّعهناّمنّقبلّالكينونةّا ألنىثّيفّ‬
‫عالقةّجنس يّة‪ ّ،‬حينئذّيبد أأّالتطورّالبيولويجّيرنوّبفعلّالتعقيداتّاملشفرةّاملفصحةّعنّاملعلوماتّاخلارجية ّاإىلّبنيةّ‬
‫حيةّحنوّتشلكّوجوديّيتوافقّمعّاملبحوثّعهناّمنّقبلّالكينونةّاذلكريةّيفّهذهّالعالقةّاجلنس يةّلّهيمّالّنوعّاذليّ‬
‫تنمتيّ اإليهّالكينوانتّ أأوّالكياانت ّاليتّيهّيفّهذه ّالعالقة ّاجلّنس ية‪ّ(ّ،‬لّهيمّالنوعّاذليّ تنمتيّ اإليهّالكينوانتّ أأوّ‬
‫‪ّ-ّ28‬البيوتيكياتّموادّغذائيةّمكونةّعادةّمنّالسكرايتّاملرتابطة‪ّ:‬سكرايتّقليةلّالتعددّتتكونّمنّاحتادّ‪ّ03‬اإىلّ‪ّ10‬جزيئياتّمنّساككرّ‬
‫أأحدايتّوّالصّيغةّالعامةّيهّ‪ّ.CmH₂nOn‬وّلسكرايتّاملتعددةّهوّ أأحدّ أأنواعّالسكرايتّاملعقدة‪ّ،‬وّهوّبولميرّمكونّمنّاحتادّ أأعدادّ‬
‫كبريةّمنّالسكرايتّا ألحاديةّبرابطةّغاليكوس يدية‪ّ.‬وّتولكّلهذهّالسكرايتّحتسنيّوّبطريقةّاصطناعيةّبعضّالبكتريايّ أأوّمعززاتّاحليويةّ‬
‫وّيهّمامتتّغذائيةّمنّالبكتريايّاحليةّ أأوّامخلائرّ‪ّ..‬عنّموقعّويكييبداي‪ّ ّ.‬‬
‫الكياانت ّاليتّيهّيفّعالقةّجنس ية‪ ّ،‬ألنّالوضعّاملبحوثّعنهّهوّ حمتيةّخارجيةّشامةلّ)ّيفّلكتاّاحلالتني‪ّ،‬لّحياةّ‬
‫عىلّ أأعقابّ انقطاعّالتواصل‪ّ،‬بفعلّ اإقصاءّ أأوّحذفّ أأحدّاملصطلحني؛ّل إالشارة‪ّ،‬فاإنّاخلللّالوظيفيّ للحمتيةّادلائريةّ‬
‫يسمحّّللكيانّا ألولّهلّيفّالزمن ّ‪ ّ،ّ T‬حمتيةّخارجية‪ّ،‬زايدة ّعىلّ حمتيةّنظريةّدائرية‪ّ،‬ابلامتم‪ ّ.‬انبثاقّاحلياةّموسومّ‬
‫ابكامتلّادلورةّوّاليتّيهّاحلمتيةّالنظرية‪ّ،‬وّاليتّتشكوّمنّخللّوحيد‪ّ،‬هوّخللّوظيفيّلّبنيوي‪ّ ّ.ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالتاسع‪ّ :‬يفّتصورّالباحثّ أأندريّبيشو‪ّ،‬تكوينّاخلليةّينسجمّمتاما‪ّ ،‬معّماّهوّ واردّيفّالنظريةّاليتّيدعوّ‬
‫اإليهّ ل إالحاطةّ ابلاكئنّ احلي‪ ّ،‬عالوةّ عىلّ املقاربةّ الاخزتاليةّ املعمتدةّ يفّ ادلراساتّ البيولوجية‪،‬وّ جتلياتّ هذاّ الانسجامّ وّ‬
‫التوافقّيرهاّالباحثّيفّ‪ -‬أأول‪ّ-‬بلّجيدهّقامئاّيفّاحلمتيةّادلائرية‪ّ،‬يفّصورةّتفاعالتّبنيّخمتلفّالطرقّالضيئيةّوّيفّالتنظميّ‬
‫ا ألنزمييّالتفارغي‪ّ،‬وّحتديداّيفّتعبريّاجلينومّ‪ّ.ّ29‬وّبفضلّهذهّالش بكةّالبيو‪-‬كمييائية‪ّ،‬فاإنّاخلليةّتعتربّالك‪ّ،‬حيثّلكّجزءّ‬
‫ُحيددّاجلزءّالخر‪ّ،‬وّهبذاّالشلكّتربزّاخلليةّكياانّممتزياّعنّوسطها‪ّ.‬ووفقّالنظريةّاجلديدة‪ّ،‬فاإنّقيامّاخلللّالوجوديّواردّ‬
‫فهيا‪،‬وّاخلليةّلّحتضّمضنّهذاّالإطار‪ّ،‬بأأيّ حمتية ّخاصة‪ّ ،‬اإنامّترهثاّمنّاخللية ّاليتّصدرتّعهناّعنّطريقّاجلينومّاذليّ‬
‫حبوزهتا‪ّ.‬وّيتّتفاعلهاّمعّالوسطّعنّطريقّالغشاءّوّاملتأأثرّمبؤثراتّخارجية‪ّ،‬وّشلكّتاكثرّاخللية‪ّ،‬هوّالانشطارّالثنايئّ‬
‫‪ّّ،scissiparité‬وّيوافقّالمنوذجّاذليّسابقا‪ّ،‬وّ أأحياانّللخلية ّنشاطّتناسيلّأّأوّجنساين‪ّ ،‬وّلّيرىقّاإىلّدرجةّالرضورة‪ّ،‬‬
‫ألهناّيهّاب ألساسّوحيدةّاخللية‪ّ،‬وّلّيهّمس تقةلّابلقدرّالاكيف‪ّ،‬وّ أأمهّمنّهذاّوّذاك‪ّ،‬لهاّدورةّحياتيةّقصرية‪ّ ّ.‬‬
‫خالصةّالفصلّالعارشّ‪ّ ّ:‬وّه ّوّالفصلّا ألخري‪ّ،‬لتفسريّمنوّالاكئناتّاحليةّمتعددةّاخلالاي‪ّ،‬اكنّعليناّالعودةّفالس تعانةّبفرضيةّ‬
‫ش بكةّا ألغش يةّالبالزميةّوّاليتّتسمحّوّيفّأنّواحدّاإىلّالتاميزّاخللويّأأوّاخلليويّوّهوّمصطلحّمس تخدمّبكرثةّيفّعملّ‬
‫ا ألحياءّالتمنويّيصفّالعمليةّاليتّتأأخذّهباّلكّخليةّمنطهاّاخلاص‪ّ،‬قدّتتضمنّتغيرياّجذرايّيفّشلكيةّاخلالايّخاللّمعليةّ‬
‫متايزها‪ّ.‬لكنّاملادةّاجلينيةّتبقىّنفسها‪ّ،‬ابس تثناءّحالتّحمدودةّجدا‪ّ.‬التغرياتّ تش متلّالشلكّوّبعضّالوظائفّاحليويةّ‬
‫لتتالمئّاخلليةّاحليويةّاليتّجيبّ أأنّتقومّهبا‪ ّ.‬أأوّاإىلّختلقّا ألعضاء‪ّ،‬يهّمرحةلّالتطورّاجلينّاليتّتبد أأّيفّهنايةّاملُع ْيدةّ‪ّ30‬؛ّوّ‬
‫بفضلّهذاّالنظامّتكونّاخلليةّعىلّعملّمبوقعهاّداخلّالاكئنّعنّطريقّملسّاخلالايّاجملاورة‪ّ،‬ذلا‪ّ،‬تتبىنّالتاميزّاملناسب‪ّ،‬‬
‫فتتحدّ معّ جاراهتاّ بطريقةّ تتشلكّ عىلّ أأعقابّ ذكلّ الاجامتع‪ ّ،‬أأنسجةّ وّ أأعضاء‪ ّ.‬هذهّ الش بكةّ تضمنّّمنّ هجةّ أأخرى‪ّ،‬‬
‫التنس يقّبنيّاخلالايّالقريبةّفا ألقرب‪،‬منتجاتّاحلمتيةّادلائريةّعىل ّمس توىّمتعددةّاخلالاي‪ّ ،‬تُّرفقّهذهّالش بكةّيفّمعليةّ‬
‫التنس يقّبأأنظمةّنقلّاملعلومةّملسافةّطويةل‪،‬للنظامّالهرموينّوّللنظامّالعصيب‪ّ،‬ابإعادةّاإنتاجّ أأوّبتكثريّاحلمتيةّادلائرية‪ّ،‬حيثّ‬
‫يكونّلكّعنرصّبداخلها‪ّ،‬حمدداّبواسطةّمجيعّالعنارصّا ألخرى‪ّ ،‬تضمنّالش بكةّ حمتيةّخارجيةّشامةلّللكّخلية‪ّ،‬وّمجموعّ‬
‫بكةّحيددّالتعبريّعنّهذاّاجلينوم‪ّ،‬وّميكنّافرتاضّ أأنهّوّنظراّ ألنّ‬ ‫بكةّحتددّجينومّلكّخلية‪ّ ،‬بيامنّموقعّاخلليةّيفّالش ُ‬ ‫الش ُ‬
‫الش بكةّّتُعيدّاإنتاجّا ّحلمتيةّادلائريةّمثلّبنيةّمبسافةّمتاسّمعّوسطّالاكئن‪ّ،‬متوازيةّتنظميّمتعددةّاخلالايّ(ّمتوازيّمعّالتعبريّ‬
‫عنّاجلينومّيفّبنيةّمتعددةّاخلالاي)‪ّ.‬وّيفّنقطةّمنّالش بكة‪ّ،‬فاإنّاخلالايّاملنتجةّيهّمس تقةلّتصبحّحينئذّمنّدونّحمتيةّ‬

‫‪ّّ-ّ29‬هوّالعمليةّاليتّيتّمنّخاللهاّاس تخدامّاملعلوماتّاجلينيةّلصطناعّاملنتجاتّاجلينيةّالوظيفية‪ّ،‬وّهذهّاملنتجاتّقدّتكونّبروتيناتّيتّ‬
‫صنعهاّابس تخدامّاملعلوماتّمنّالر ّانّالرسولّ أأوّقدّتكونّ أأحدّا ألنواعّالعديديةّمنّا ألحامضّالنوويةّمثلّالرانّالريبوبيسويمّ(‪ّ،)rRNA‬‬
‫والرانّالناقلّ(ّ‪ّ،ّ)ّtRNA‬وّالرانّالنوويّالصغريّ(ّ‪ّ.ّ)snRNA‬عنّموقعّويكبييدايّ ّ‬
‫‪ّّ-ّ30‬يهّمرحةلّ أأوليةّيفّالتطورّاجلينّملعظمّاحليواانت‪ّ،‬وّيهّتسمىّ أأيضاّتكونّا محل ْسرتوةل‪ّ،‬حيثّحتدثّفهياّاإعادةّترتيبّللزميةّّوحيدةّ‬
‫أ‬
‫الطبقةّل ُتصبحّهيالكّ ُمتعددةّالطبقاتّيُعرفّابمسّاملُع ْيدة‪ّ،‬حيثّتتكونّاملُع ْيدةّّمنّطبقةّخارجيةّمنّخالايّا ألدميّاخلاريج‪ّ،‬وّطّبقةّ‬
‫داخلية‪ّ،‬عنّطريقّا ألدميّالباطن‪ّ،‬معّطبقةّمنّا ألدميّاملتوسط‪ّ،‬بيامنّيفّاملرحةلّالالحقة‪ّ.‬وّجتويفّاملُع ْيدةّ أأوّاملُع ْيدةّالبدائية‪ّ،‬تتصلّمنّ‬
‫اخلارجّيفّهنايةّاخللفيةّعنّطريقّا ألزمية‪ّ،‬وّيهّاإحدىّاملراحلّاملبكرةّيفّتطورّاجلننيّدلىّاحليواانتّ‪ّ.‬عنّموقعّويكيبيدايّ‬
‫خارجيةّشامةل‪ّ.‬هذهّاخلالايّتؤلفّاإذنّ أأفراداّبيولوجيةّمس تقةلّعنّالكيانّاذليّ أأنتجها‪ّ.‬وّ ألنّلّحمتيةّخارجيةّشامةلّلهذهّ‬
‫اخلالاي‪ّ،‬فاإهناّحتتفظّبروابط ّمعّ اإماكانهتاّاجلنس ية ّ‪ّ ،potentialitésّsexuelles‬ماّجيعلهاّ أأميل ّاإىلّالاحتادّمعّخالايّمنّاجلنسّ‬
‫ت‪ ّ..ّ31‬أأماّماّارتبطّبتناسلّالنبات‪ّ،‬فيذهبّالباحثّ أأندريّبيشوّاإىلّالاعتقادّ‬ ‫املقابل‪ّ.‬وّتُدعىّهذهّاخلالايّاب ألمشاجّ أأوّا أّلعراسّ أأوّاجلامي ّ‬
‫بأأنّلّتناسلّ واقعّيفّالنبات‪ّ،‬وّدليلّهوّ أأنّعالقةّالنباتّابلوسط ّيهّمنّالطبيعةّنفسهاّاليتّتربطّخالايهّمعّهذاّالوسط‪ّ.‬ماّجيعلّ‬
‫يس تنتجّانعدامّالتناسلّعندّهذاّالنوعّمنّالاكئناتّاحلية‪ّ،‬ماّعداّذاكّاملُتحققّعىلّمس توىّخالايه‪ّ.‬وّكامّهوّمعلومّا ألمرّخمتلفّعندّمملكةّ‬
‫احليوان‪ّ،‬وّالعةلّيفّذكل‪ ّ،‬أأنّعالقةّاحليوان ّابلوسطّختتلفّمنّحيثّالطبيعة‪ّ،‬عالقةّخالايهّمعّهذاّالوسط؛ّحليازةّاحليوانّعىلّهجازّ‬
‫عصيب‪ّ،‬ماّيّس تدعيّتدخلّالنفساين‪ّ،‬ماّجيعلّ أأمرّدراسةّعالقاتّالبيولويجّوّالنفساين‪ ّ،‬أأمراّ ُمحامتّ‪ّ .‬‬

‫خالصةّعام ّةّ‪ّ:‬يعرتفّالاكتبّيفّا ألخريّ أأنّاملقاربةّاليتّيقرتهحاّمازالتّيفّبدايهتا‪ّ،‬وّمنّمثةّغريّاكمةل‪ّ،‬لك ّنّهذّاّالواقع‪ّ،‬لّمينعّمنّالتأأكيدّ‬


‫عىلّ أأنّالاكئنّاحلي‪ّ،‬يعيشّمبقتىضّمنطقّصارم‪ّ،‬عالوةّعىلّمنطقّالفزياي‪-‬كميياء‪ّ.‬وّعدمّبلوغّهذهّالنظريةّمس توىّالاكامتلّ‬
‫لّيعزىّيفّنظرّالاكّتبّبأأيّحالّمنّا ألحوالّ اإىلّعدمّوجودّمنطقّخاصّابلاكئنّاحلي؛ّبلّ يُعزى ّاإىلّ أأنّلكّحماوةلّ‬
‫حتديدّيفّميدانّمثلّهذاّامليدانّ أأقصدّميدانّالبيولوجيا‪ّ،‬تفتقرّالاكامتل‪ّ،‬وّا ألمرّطبيعي‪ّ،‬يفّعملّ تُس يطرّعليهّالنظرةّ‬
‫الاخزتالية‪ّ.‬وّ أأيّ انتقادّ أأوّمأأخذّقدّوجهّابجتاهّهذهّالنظرةّوّ قُيد ّ(ّحتديداّيفّالفصلّا ألولّلهذاّالكتابّ)ّلّ يُقصدّمنّ‬
‫ورائهّالنيلّوّالتجرحيّيفّعملّكعملّالبيوّكميياء‪ّ،‬وّ ألدلّعىلّحصةّماّ يُذكر‪ّ،‬هوّتبنّالباحثّلنتاجئّهذاّالعملّوّ اإدخالهاّيفّ‬
‫منتّالكتاب؛ّوّ لكّ مأأخذّ قدّ يُوجه‪ ّ،‬اإمناّالقصدّمنهّ فضحّالاس تخدامّاملفرطّللنظرةّالاخزتاليةّ املتأأصةلّيفّدراسةّ أأوّ‬
‫التحليلّالبيو‪-‬كميياء‪ ّ،‬كقميةّتفسرييةّللظاهرةّاحلية‪ّ..‬وّعىلّضوءّماّتقدم‪ّ،‬وّ ا ْإنّبدتّالنظريةّاملقرتحةّمنّقبلّالباحث‪ّ،‬‬
‫يقةّأكرثّكفاية‪ّ،‬مقارنةّابعامتدّالنظرة ّالاخزتالية‪ّ،‬وّاليتّتتأأسسّعىلّمنوذجّ‬ ‫انقصة‪ّ،‬فاإهناّ تُربزّبأأنّالظاهرةّاحليةّ تُفرسّبطر أ‬
‫الصدفة‪ّ-‬الاصطفاء‪ّ.‬اإنّالنّظريةّاملقرتحةّمنّقبلّالباحث‪ّ،‬عندماّتبسطّرؤيهتا‪ّ،‬تفعلّذكلّلكه‪ّ،‬منّغريّ أأنّتتجاوزّاملنطقّ‬
‫املعمتد‪ّ،‬وّلّتريمّنفسهاّيفّ أأحضانّالزنعةّاحليوية‪ّ.‬وّمنّاملؤكدّ أأنّهذهّالنظريةّليستّابلبساطةّاليتّيه ّعلهيا ّا ألطروحةّ‬
‫النيودارونيةّّ أأوّ ادلارونيةّ اجلديدة‪ّّ ّ،‬وّ اليتّ تُفرسّ اليشءّ ابلعودةّ ابس مترارّ اإىلّ الصدفةّ وّ الاصطفاء‪ ّ.‬ماّ جيعلّ الاكتبّ‬
‫يس تخلصّ أأنّهذهّا ألطروحةّلّحتضّعىلّ أأيةّ قميةّعلمية‪ّ،‬وّلكنّهذاّلّيعنّ أأنّهذهّا ألطروحة‪ّ،‬ترفضّ رفضاّمجةلّوّ‬
‫تفصيال‪ّ،‬اإنامّالقصدّمنّوراءّذكل‪ّ،‬بيانّ أأنّلهذاّالنموذجّحدودّبطبيعةّاحلال‪ّ ّ.‬‬
‫وّمنّمزاايّالنظريةّاملقرتحةّمنّقبلّا ألس تاذّ أأندريّبيشو‪ ّ،‬أأهناّجتمعّيفّمنوذجّواحدّمتسقّالنتاجئّاملتحصلّعلهياّيفّخمتلفّ‬
‫العلومّوّاليتّتنصهرّيفّعملّجامعّيطلقّعليهّامسّالبيولوجياّ أأوّعملّا ألحياء‪ّ،‬وّاتساقّهذاّالنموذجّليسّاتساقاّداخليا‪ّ،‬‬
‫وحسب‪ ّ،‬أأيّاتساقّغريّمتناقضّمعّنفسه‪ّ،‬وّلكنّهوّ أأيضاّاتساقّخاريج‪ ّ،‬أأيّلّيتعارضّمعّماّنعرفهّحالياّ(ّيفّس نةّ‬
‫‪ّ،1980‬س نةّصدورّالكتابّ)ّعنّالظاهرةّاحلي أ‬
‫ة‪ّ.‬أكيدّ أأنّالبيو‪-‬منطقّحيضّبوضعّخاصّابملقارنةّمعّالفكرةّاليتّنكوهناّ‬
‫عادةّعنّالعمل‪ّ،‬خاصةّعملّالبيولوجيا‪ّ،‬فعىلّالعكسّمنّالبيولوجياّالاخزتالية‪ّ،‬فاإنّنظريةّبيشوّتبتعدّعنّلكّخطابّعلميّ‬
‫حيرصّالاكئنّاحليّموضوعاّقابالّلدلراسةّوّالتحليلّمنّاخلارج‪.‬لتنكبّعىلّخطابّالاكئنّاحليّوّهوّخيربانّعنّنفسه‪ّ.‬وّ‬
‫لّينبغيّيرسحّعقلّعاقلّبعيدا‪ّ،‬فيظنّ أأنّماّيذكرّدعوةّمبطنةّاإىلّالغائية‪ ّ،‬ألنّالباحثّيفّمسعاهّالعلمي‪ّ،‬يفرتضّحمتّيةّ‬
‫داخليةّدائريةّاتمةّبنيواي‪ّ،‬معّورودّخللّوظيفيّيطالّالاكئن‪ّ،‬وّتسمحّهذهّالنظريةّبتفاعلّالبيولوجياّمعّعملّالنفسّوّ‬
‫اذليّي ُشلكّمبقتىضّمنوذجّمماثل‪ّ.‬التعريفّاذلايتّللاكئنّاحليّسواءّعىلّمس توىّالمنو‪ّ،‬أأوّعىلّمس توىّالتطور‪ّ،‬ي ُش بهّ‬

‫‪ّ-ّ31‬خّليةّجنس يةّ أأحاديةّتتكونّ أأثناءّالانقسامّامل ُ منصف‪ّ.‬وّيُمكهناّالاحتادّمعّخليةّجنس يةّ أأحاديةّ أأخرىّلإنتاجّبويضةّ ُمخصبةّّثنائيةّ‬


‫اجملموعةّالكروموسومية‪ّ..‬عنّموقعّويكبييداي‪ّّ.‬‬
‫كثرياّمعليةّمعرفيةّ(ّمعليةّالنموّتُش بهّمعليةّالنموّاملنطقيّللتفكري‪ّ،‬بيامنّمعليةّالتطورّشبهيةّابلتعملّعنّطريقّاحملاوةلّوّ‬
‫اخلطّأأ‪ّ ّ.‬‬
‫أ‬
‫فضلّبدرجةّأ ّكرب‪ّ،‬معاّيكونّاإنّاكنّالاعامتدّعىلّ‬ ‫أأخريا‪ّ،‬حيلّالبيوّ‪-‬منطقّحملّالاكئنّاحليّيفّالعاملّاملادي‪ّ،‬فيمتزيّبنفسه‪ ّ،‬أأ‬
‫النظرةّالاخزتالية‪ّ،‬وّالرافضةّللمتزي؛ّوّيفتحّمذاكّالبابّ أأمامّفرضيات‪ّ،‬تعودّيفّا ألصلّاإىلّ‪ ّ،aima‬أأيّاإىلّالروح‪ّ،‬ف ُيفرسّ‬
‫ماّليسّابس تطاعةّالبيوّ‪-‬كميياءّتفسريه‪ّ،‬وّيُنجزّذكل‪ّ،‬اعرتافا‪ّ،‬خبصوصيةّالاكئنّاحليّوّمتزيهّعنّاملادةّاجلامدةّ‪ّ ّّّّّّّّّ.ّ32‬‬
‫ّّّّّّّّّّّّّّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬
‫ّ‬
‫ّّّّّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬

‫رشّةّيفّميدانّ‬ ‫‪ّّ-ّ32‬رمباّقدّيقولّقائل‪ ّ،‬أأنّبسطّ أأفاكراّقدّوردتّيفّكتابّ أأندريّبيشو‪ّ،‬لّطائلّمهنا‪ّ،‬وّلّيُّرىّلهاّّفائدةّ أأوّفوائدّمبا ّ‬


‫الفلسفة‪ّ،‬منّجانبناّنقولّللقائلّوّلغريه‪ ّ،‬أأولّ أأنّالقولّمردودّعليهّبأأكرثّمنّردّواحد‪ّ،‬وّانطالقاّمنّأأكرثّمنّمس توى‪ّ،‬سأأذكرّيفّهذاّ‬
‫الس ياقّرداّواحداّوّأأكتفي‪ّ،‬اإذاّمتعناّالواحدّمناّّماّجاءّ ّيفّملخصاتّالاكتبّ أأندريّبيشو‪ّ،‬قدّخيرجّبفكرةّغايةّيفّ"الفلسفية"‪ّ،‬وّ ّ‬
‫يهّ أأنّّ‬
‫ؤسسةّوّ‬ ‫اليشء‪ّ،‬وّيفّهذاّالس ياقّالاكئنّاحلي‪ّ،‬هوّيفّذاتهّاملُعربّّعنّنفسه‪ّ،‬تعبرياّيبىنّعىلّمنطقّواحضّاملعامل‪ّ،‬معلومّاملراحل‪ّ،‬مبقدماتّ ُم م‬
‫نتاجئّلزمة‪ّ،‬وّماّتدخلّاذلاتّالعارفّيفّهذاّالصددّإّالّتكريسّملاّهوّواقعّابلفعل‪ّ،‬حتتّا ألنظار‪ّ،‬تكريسّابللفظّاملكتوبّوّاملقولّ‪ّ.‬وّمنّ‬
‫ذهانّالتواقةّاإىلّالاس متداد‪ّ.‬ا ّإنّاملعرفة‪ّ،‬طريق‪ّ،‬وّنشاطّالفكر‪ّ،‬سريّعىلّهذاّالطريقّيس متر‪ّ.‬يتوقف‪ّ،‬لّ‬ ‫ّ‬ ‫ادللئلّالعميقةّاليتّترخسّيفّا أل‬
‫يتوقف‪ّ،‬يتعرثّّلّيّتعرثّ‪ّ،‬يصلّلّيصل‪ّ،‬لّهيمّكثريا‪ّ،‬اإنامّا ألمهّيفّهذا‪ّ،‬هذهّاحلركةّادل ّؤوبّاملثابرة‪ّ،‬اجملنونةّمتأأصةلّيفّالإنسان‪ّ،‬ماّعليناّاإلّ‬
‫اس تجالهئا‪ ّ.‬أأوّالإفراجّعهنا‪ّ ّ.‬‬
‫أأمرّأخرّخمتلف‪ّ،‬اكتفيناّهبذاّالقدرّمنّاملعلومات‪ّ،‬وّملّنرغبّيفّمواصةلّطرحّالبايقّمنّالعنارصّالواردةّيفّاملس هتلّ‪ّّّّ..‬‬

You might also like