Professional Documents
Culture Documents
محاضرات- سلطات الضبط الإداري-سنة أولى ماستر-قانون عام
محاضرات- سلطات الضبط الإداري-سنة أولى ماستر-قانون عام
إن التمتع بالحقوق والحريات المكفولة دستوريا ال يكون بصفة مطلقة ،بل يخضع
لقيود والتي تدخل ضمن أحد أهم الوظائف األساسية للسلطة اإلدارية ،والمتمثلة في وظيفة
الضبط اإلداري.
ولقد اختلفت التعريفات الفقهية الحديثة للضبط اإلداري .على أن المالحظ من خالل
تلك التعريفات أنها اعتمدت في مجملها على أحد المعيارين وهما ،المعيار العضوي الذي
يعرف الضبط اإلداري على أنه مجموعة األشخاص أو األعوان العاملين أو المكلفين بتنفيذ
األنظمة وحفظ النظام العام .أما المعيار الموضوعي ،فيعرف الضبط اإلداري على أنه
مجموعة من اإلجراءات والتدابير التي تقوم بها الهيئات اإلدارية بهدف حفظ النظام العام.
ويتميز الضبط اإلداري بمجموعة من الخصائص أهمها :الصفة االنفرادية ،والصفة
الوقائية ،والصفة التقديرية.
يختلف الضبط اإلداري عن غيره من األنظمة المشابهة كالضبط التشريعي ،حيث
يمارس الضبط اإلداري من طرف السلطة اإلدارية التي تتجسد في السلطة التنفيذية ،وهو
يتضمن مجموعة اإلجراءات التي تهدف للحفاظ على النظام العام .أما الضبط التشريعي
فيمارس من طرف السلطة التشريعية ،وهو يتضمن مجموعة القوانين التي تصدرها السلطة
التشريعية والتي يكون موضوعها الحد الحقوق والحريات.
كما يتميز الضبط اإلداري عن الضبط القضائي السيما من حيث أن هدف الضبط اإلداري
هو وقائي سابق على وقوع اإلخالل بالنظام العام .أما الضبط القضائي فهو الحق على وقوع
اإلخالل بالنظام العام يتضمن مجموعة اإلجراءات التي تتخذها سلطة الضبط القضائي في
1
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
التحري عن الجرائم بعد حدوثها .هذا ،مع مراعاة أن بعض هيئات الضبط اإلداري تجتمع
فيها صفة الضبطية القضائية وصفة الضبطية اإلدارية (الوالي ورئيس المجلس الشعبي
البلدي).
يوجد نوعين من الضبط اإلداري وهما .الضبط اإلداري العام يهدف للمحافظة على
النظام العام بمختلف عناصره .والضبط اإلداري الخاص يتقرر بموجب نص قانوني خاص،
ويكون محددا من حيث النشاط ،أو األشخاص ،أو الهدف.
أهداف الضبط اإلداري:
يهدف الضبط اإلداري للمحافظة على النظام العام بعناصره التقليدية والحديثة.
-العناصر التقليدية للنظام العام:
األمن العمومي:
هو اطمئنان الشخص على نفسه وماله من أي خطر مهما كان مصدره.
الصحة العامة:
هي اتخاذ كافة التدابير للحفاظ على صحة األفراد والقضاء على كل مساس بها.
السكينة العامة:
يقصد بها المحافظة على مستويات الراحة والهدوء العموميين في كل األوقات واألماكن.
-العناصر الحديثة للنظام العام :تتمثل في:
-النظام العام الخلقي (اآلداب العامة):
يرتبط هذا العنصر بالمثل العليا في المجتمع .تأخذ الجزائر بهذا العنصر حيث تتدخل
سلطة الضبط لحفظ اآلداب العامة انطالقا من طبيعة المجتمع الجزائري المحافظ المبني على
أساس ديني وأخالقي.
-النظام العام الجمالي (جمال الرونق والرواء):
يتعلق بجمال الشوارع والمدن .ومن مظاهر تدخل سلطة الضبط هو في مجال
التعمير( االهتمام بنمط البناء ،واجهة المباني ،)...وحماية البيئة.
-النظام العام االقتصادي واالجتماعي:
2
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
يتجسد النظام العام االقتصادي من خالل تدخل الدولة بتنظيم حرية التجارة
والصناعة ،تحديد الرسوم...إلخ .أما النظام العام االجتماعي فيتجسد من خالل ضمان األمن
االجتماعي (توفير السكن ،الحد من البطالة...إلخ).
هيئات الضبط اإلداري:
-1هيئات الضبط اإلداري على المستوى الوطني:
-رئيس الجمهورية:
يمارس سلطة الضبط من خالل سلطته التنظيمية ،وكذا سلطة التشريع بأوامر .كما له سلطة
الحفاظ على أمن الدولة في الحاالت االستثنائية.
-الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة:
يمارس سلطة الضبط من خالل سلطته التنظيمية بموجب مراسيم تنفيذية.
-الوزراء:
ال يتمتع الوزراء بسلطة الضبط اإلداري إال بموجب نص قانوني خاص (ضبط
إداري خاص) ،فيمارس كل وزير الضبط اإلداري الخاص في مجال اختصاصه وقطاعه.
-وزير الداخلية:
يتمتع وزير الداخلية بسلطة الضبط اإلداري في الظروف العادية والظروف
االستثنائية .كما يمارس هذه السلطة باعتباره الرئيس اإلداري للوالة.
-2هيئات الضبط اإلداري على المستوى المحلي :
-الوالي:
يتمتع الوالي بسلطة الضبط اإلداري باعتباره ممثال للدولة ،ومفوضا للحكومة.
ويستمد الوالي تلك السلطة من قانون الوالية ،وقوانين أخرى .حيث أوكل له المشرع مهمة
حفظ النظام العام في واليته في الظروف العادية والظروف االستثنائية.
-رئيس المجلس الشعبي البلدي:
يتمتع رئيس المجلس الشعبي البلدي بسلطة المحافظة على النظام العام على مستوى
البلدية ،وذلك بصفته ممثال للدولة وتحت إشراف الوالي .ويستمد رئيس المجلس الشعبي
البلدي هذه السلطة من قانون البلدية ،وقوانين أخرى.
3
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
4
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
وفي هذه الحالة فإن نطاق السلطة التقديرية لإلدارة ،قد يضيق وقد يتسع بحسب ما إذا
وجد نص تشريعي ينظم الحرية أم ال.
كما تخضع سلطة الضبط اإلداري في الظروف العادية للرقابة القضائية ،السيما
رقابة القاضي اإلداري من خالل دعوى اإللغاء أو دعوى التعويض.
يراقب القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء مختلف عناصر وأركان القرار الضبطي،
سواء المتعلقة بالمشروعية الخارجية أو المشروعية الداخلية.
بالنسبة للرقابة على المشروعية الخارجية ،فالقاضي اإلداري يراقب مدى احترام
اإلدارة لقواعد االختصاص المقررة قانونا ،كما يراقب مدى احترامها لقواعد الشكل
واإلجراءات الجوهرية .حيث يترب على مخالفة تلك القواعد بطالن القرار.
بالنسبة للرقابة على المشروعية الداخلية فالقاضي اإلداري يراقب سبب القرار
الضبطي ،وهو ما أكدته تطبيقات القضاء اإلداري الجزائري ،حيث يتحقق القاضي اإلداري
من الوجود المادي للوقائع والتكييف القانوني لها.
كما يراقب القاضي اإلداري محل القرار الضبطي والذي يتجسد في تقييد الحريات.
والعيب الذي يلحق محل القرار هو مخالفة القانون.
كما يراقب القاضي اإلداري الهدف والذي يتجسد في المحافظة على النظام العام .مع
مراعاة حالة تخصيص األهداف.
بالنسبة لرقابة القاضي اإلداري على مبدأ المالءمة ،فتطبيقات القضاء اإلداري
الجزائري هي نادرة ،حيث يكتفي القاضي اإلداري في الظروف العادية بالرقابة على مبدأ
المشروعية .أما القضاء اإلداري الفرنسي فأخذ بمبدأ المالءمة في عدة قضايا ،كما عمل على
وضع أسس لهذه النظرية ،وتطويرها.
إلى جانب دعوى اإللغاء يمكن رفع دعوى التعويض ،حيث تلتزم سلطة الضبط
بالتعويض وذلك إما على أساس الخطأ .أو المسؤولية بدون خطأ (نظرية المخاطر) ،أو على
أساس اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة.
-2حدود سلطة الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية:
5
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
قد تعترض الدولة أخطارا تهدد كيانها ،مما يجعلها غير قادرة على التحكم في الوضع
بمقتضى التدابير العادية ،األمر الذي يدفعها إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة الخطر ،ما
تعرف بنظرية الظروف االستثنائية.
بالنسبة لتعريف الظروف االستثنائية ،فإنه ال يوجد تعريف تشريعي ،حيث اكتفت
بعض النصوص القانونية باإلشارة إلى اإلجراءات االستثنائية المتخذة في الظروف
االستثنائية ،كما هو الشأن بالنسبة للدستور ،وبعض االتفاقيات الدولية ،وقوانين أخرى.
أما التعريفات الفقهية فقد أكدت في مجملها على عناصر نظرية الظروف االستثنائية،
والتي تتجسد في :وجود ظرف استثنائي خطير كحالة الحرب ،مع إمكانية مخالفة القواعد
القانونية القائمة ،إلى جانب اختيار الوسيلة المالئمة ،مع التقيد بالهدف وهو الحفاظ على
النظام العام.
أما عن أساس نظرية الظروف االستثنائية ،فقد اختلفت اآلراء الفقهية ،حيث توجد
عدة آراء واتجاهات.
فاالتجاه األول يرى أن أساس نظرية الظروف االستثنائية هي المشروعية االستثنائية،
حيث ال يترتب على الظروف االستثنائية زوال المشروعية ،بل هي امتداد للمشروعية.
على أن أنصار هذا االتجاه اختلفوا في المبررات التي اعتمدوا عليها ،حيث انطلق رأي من
فكرة الفراغ القانوني ،أي أن أساس اتخاذ سلطة الضبط لإلجراءات االستثنائية هو عدم
وجود نص قانوني ،كما هو الشأن بالنسبة لعمل القاضي عندما يجتهد .أما الرأي الثاني فيقول
بأن الظروف االستثنائية هي تكريس للدستور (أساسها الدستور) .على أن كال الرأيين
تعرضا لالنتقاد.
أما االتجاه الثاني فيرى أن أساس الظروف االستثنائية هو زوال مبدأ المشروعية.
فاستحالة قيام السلطة المختصة باختصاصها يفرض حلول سلطة أخرى تحل محلها .كما
يرون أن مبدأ المشروعية هو مجرد قاعدة قانونية يمكن أن تظهر قاعدة مخالفة لها .ومما ال
شك فيه أن مختلف هذه المبررات هي مردود عليها.
6
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
أما االتجاه الثالث فيفرق بين المشروعية والشرعية .وهذه األخيرة تعني الشعور
المشترك للحكام والمحكومين بأن تلك اإلجراءات االستثنائية هي أصلح للمجتمع .وهو الرأي
الراجح.
*تطبيقات نظرية الظروف االستثنائية في الجزائر:
من أهم تطبيقاتها الحاالت المنصوص عليها في الدستور (حالة الحصار والطوارئ ،الحالة
االستثنائية ،حالة التعبئة العامة ،وحالة الحرب):
-حالة الحصار وحالة الطوارئ:
يختص رئيس الجمهورية بإعالن حالة الطوارئ أو حالة الحصار ،مع مراعاة
إجراءات معينة ،والمتمثلة في إلزامية اجتماع المجلس األعلى لألمن ،واالستشارة اإللزامية
لرئيس مجلس األمة ،ورئيس المجلس الشعبي الوطني ،والوزير األول أو رئيس الحكومة
حسب الحالة ،ورئيس المحكمة الدستورية.
تعلن حالة الحصار أو حالة الطوارئ لمدة أقصاها 30يوما ،مع إمكانية تمديدها بعد موافقة
البرلمان بغرفتيه المجتمعيتين معا .أما عن رفع الحالتين ،فلم تتعرض المادة لإلجراءات
المتبعة.
لقد عرفت الجزائر حالة الحصار وحالة الطوارئ .حيث أعلنت حالة الحصار في
الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 196-91المؤرخ في .1991/06/04تم إلغاءها
بموجب المرسوم الرئاسي رقم 336-91المؤرخ في .1991/09/22وقد كلفت السلطة
العسكرية بتطبيقها حيث كانت لها عدة صالحيات.
أما حالة الطوارئ فتم اإلعالن عنها بموجب المرسوم الرئاسي 44-92المؤرخ في
.1992/02/08لمدة 12شهر قابلة للتمديد .تم رفع حالة الطوارئ بموجب األمر رقم -11
01المؤرخ في .2011/02/23
وفي إطار حالة الحصار وحالة الطوارئ اتخذت عدة تدابير وإجراءات استثنائية
والتي كان لها تأثير على الحقوق والحريات الفردية والجماعية .ومن بين تلك اإلجراءات:
إجراء االعتقال اإلداري ،اإلقامة الجبرية ،حضر التجوال ،منع التظاهرات والتجمعات،
إمكانية حل المجالس المنتخبة....إلخ.
7
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
-الحالة االستثنائية:
يقررها رئيس الجمهورية إذا كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب
مؤسساتها الدستورية أو اسىتقاللها أو سالمة ترابها لمدة أقصاها 60يوم .ال يتم تمديدها إال
بعد موافقة أغلبية أعضاء البرلمان المجتمعتين معا .وال يتم اإلعالن عنها إال بعد استشارة
رئيس مجلس األمة ،ورئيس المجلس الشعبي الوطني ،ورئيس المحكمة الدستورية،
واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن ومجلس الوزراء .ويجتمع البرلمان وجوبا.
يجوز لرئيس الجمهورية اتخاذ كافة اإلجراءات االستثنائية التي تستوجب المحافظة
على استقالل األمة ،وا لمؤسسات الدستورية في الجمهورية .يوجه رئيس الجمهورية خطابا
لألمة .تنتهي الحالة االستثنائية حسب األشكال واإلجراءات التي أوجبت إعالنها.
يعرض رئيس الجمهورية بعد انقضاء مدة الحالة االستثنائية القرارات التي اتخذها أثناءها
على المحكمة الدستورية إلبداء الرأي بشأنها.
-حالة التعبئة العامة:
يقرها رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء بعد االستماع إلى المجلس األعلى لألمن
واستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني.
-حالة الحرب:
تتعلق بعدوان فعلي على البالد أو وشيك الوقوع حسب ما جاء النص عليه في
الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة .يعلنها رئيس الجمهورية ،بعد اجتماع مجلس
الوزراء ،واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن ،واستشارة رئيس مجلس األمة ،ورئيس
المجلس الشعبي الوطني ورئيس المحكمة الدستورية .ويجتمع البرلمان وجوبا .مع توجيه
رئيس الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك.
ومن النتائج المترتبة على إعالن حالة الحرب هي توقف العمل بالدستور مدة حالة
الحرب ،ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات .وإذا انتهت المدة الرئاسية لرئيس
الجمهورية تمدد وجوبا إلى غاية نهاية الحرب .وفي حالة استقال رئيس الجمهورية أو وفاته
أو حدوث أ ي مانع آخر له ،يخول رئيس مجلس األمة باعتباره رئيسا للدولة ،كل
الصالحيات التي تستوجبها حالة الحرب ،حسب الشروط نفسها التي تسري على رئيس
8
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
الجمهورية .وفي حالة اقتران شغور رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس األمة ،يتولى رئيس
المحكمة الدستورية وظائف رئيس الدولة حسب الشروط المبينة سابقا.
*نطاق الرقابة القضائية على سلطة الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية:
تخضع سلطة الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية للرقابة القضائية .على أن
رقابة القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ال تمتد لكل عناصر وأركان القرار اإلداري
الضبطي.
فبالنسبة لقواعد االختصاص والشكل واإلجراءات ،يمكن لسلطة الضبط اإلداري في
الظروف االستثنائية مخالفتها ،وهو ما أثبتته تطبيقات القضاء اإلداري الجزائري.
بالنسبة للمحل ،يمكن لسلطة الضبط مخالفة المحل في الظروف االستثنائية ،إذا كان
الهدف هو حفظ النظام العام.
أما الهدف ،فيجب أن يبقى قائما بحيث إذا كان هدف اإلدارة تحقيق هدف غير النظام
العام والمصلحة العامة فهو قرار غير مشروع ،مع مراعاة حالة تخصيص األهداف.
أما بالنسبة للرقابة على ركن السبب في الظروف االستثنائية ،فقد عرف موقف
القضاء اإلداري تطورا .حيث كان القاضي اإلداري في البداية يسلم بما تدعيه اإلدارة دون
أن يتأكد من الوجود الفعلي للوقائع ،وهو ما أدى إلى المساس بالحقوق والحريات .فتطور
موقفه لتمتد رقابته على الوجود المادي للوقائع وكذا على التكييف القانوني لها حتى في
الظروف االستثنائية.
بالنسبة للرقابة على المالءمة فاألكيد أنها تتسع في الظروف االستثنائية ،بسبب اتساع
السلطات االستثنائية ،حيث يراقب القاضي اإلداري مدى تناسب القرار المتخذ مع الظرف
االستثنائي.
وإلى جانب دعوى اإللغاء ،تلتزم سلطة الضبط اإلداري بالتعويض عن األضرار التي
سببتها أعمالها الضبطية ،وذلك إما على أساس الخطأ (على أن يكون الخطأ هنا جسيما) .أو
المسؤولية بدون خطأ(نظرية المخاطر) ،أو التعويض على أساس اإلخالل بمبدأ المساواة أمام
األعباء العامة.
* مدى خضوع الحاالت االستثنائية المنصوص عليها في الدستور للرقابة القضائية:
9
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
10
أة .عفيف محاضرات في سلطات الضبط اإلداري
في نفس اإلطار ،ينبغي مراعاة المستجدات التي جاء بها تعديل دستور 2020حيث
نص على أن القرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية في الحالة االستثنائية يعرضها عند
انتهاء الحالة على المحكمة الدستورية إلبداء رأيها .مما يعني أن تلك القرارات ،وقبل
عرضها على المحكمة الدستورية تعد أعماال إدارية تخضع لرقابة القضاء اإلداري .أما عند
انتهاء الحالة االستثنائية فتعرض على المحكمة الدستورية إلبداء رأيها ،وهو ما يؤكد على
أهمية نوع آخر من الرقابة على سلطات الضبط اإلداري وهي الرقابة الدستورية.
-3بالنسبة لحالة الحرب:
يترتب على حالة الحرب توقيف العمل بالدستور ،مما يعني عدم خضوع القرارات
التي يتخذها رئيس الجمهورية ألية رقابة ،بما فيها الرقابة القضائية.
11