‫اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑني إﻛﺮاﻫﺎت اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻹﺻﻼح‬

‫ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻨــﺎن وﻟـﺪ اﳌــﺎﻣﻲ‬

‫أﺳﺘﺎذ ﺑﺎﺣﺚ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧــﻮاﻛﺸــــﻮط‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺎ ﻋﺎﻧﺘﻪ اﻟﺪول و اﻷﻣﻢ ﻣﻦ وﻳﻼت اﻟﺤﺮوب وﻋﺪم اﻷﻣﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺣﺮﺑني ﻛﻮﻧﻴﺘني‪،‬‬
‫ﺳﻌﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ إﱃ إﻳﺠﺎد منﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﺤﻜﻤﻪ ﻣﻴﻜﺎﻧﺰﻣﺎت وأﺟﻬﺰة متﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻻق إﱃ اﻟﺤﺮوب‬
‫وأﺗﻮﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣام ﻋﻜﺲ ﻧﻔﺴﺎ ﻟﺪى ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﺪوﱄ إﱃ ﺑﻠﻮرة اﺗﺠﺎه ﻳﺤﻞ اﻟﺘﻌﺎون ﺑني اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﻣﺤﻞ‬
‫اﻟﴫاع ‪ ،‬ﺗﻘﻮدﻫﻢ ﻓﻜﺮة أن ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼم ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺨﺺ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه‪ ،‬ﻓﻜﺎن اﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﺎﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‬
‫اﻟﺘﻲ اﻋﺘﱪت ﺑﺂﻟﻴﺎﺗﻬﺎ وﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﺣﻼ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼم اﻟﺪوﻟﻴني وإمنﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﻣﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻖ‬
‫أﻃﺮ وﺻﻴﻎ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺪوﻟﻴني ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺻﻌﺪة‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫﺬه اﻵﻟﻴﺔ وﺑﻌﺪ أﻛرث ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ أﻇﻬﺮت ﻗﺼﻮرا ﰲ أداء ﻣﻬامﺗﻬﺎ وﺑﻠﻮغ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻣﺜﻠام‬
‫ﻋﻜﺴﺖ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﺑﻞ وﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﰲ إدراك اﻟﺪول ﻟﻠﻘﻴﻢ واﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ واﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺼﺎدﻗﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻴﺜﺎق‬
‫اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ ،‬ﻣام ﺟﻌﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﻳﺮى ﴐورة ﻗﺼﻮى ﻟﻠﻌﻮدة إﱄ اﳌﻨﻄﻠﻘﺎت اﻷوﱃ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‬
‫ﻣﻨﻈﻤﺘﻬﺎ اﻟﻌﺘﻴﺪة‪ ،‬وﺗﺤﺖ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻮى ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮدة ﺑﺪواﻓﻊ إﺻﻼﺣﻬﺎ أم مبﱪرات ﻹﻋﺎدة‬
‫ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺗﺄيت ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﳌﻌﺪة ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان" اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑني إﻛﺮاﻫﺎت اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت‬
‫اﻹﺻﻼح" وﺳﺘﻌﺎﻟﺞ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ﰲ ﺿﻮء اﻟﺤﺮاك اﻟﺬي ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﱰة‬
‫ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼرية‪.‬‬
‫وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﺗﺪور ﺣﻮل ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺼﺪ ﻣﻦ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻣﻨﻊ اﻷﻣﻢ‬
‫واﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ووﻳﻼﺗﻬﺎ وإﻋﺎدة اﻟﺴﻠﻢ إذا ﻣﺎ ﻓﻘﺪ أﺿﺤﺖ أداة ﺑﺄﻳﺪي أوﻟﺌﻚ اﻟﺤﺮاس اﳌﻔﱰﺿني ﰲ ﻇﻞ‬
‫منﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺪول مل ﺗﺤﱰم ﻓﻴﻪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت وﻻ ﺳﻴﺎدة اﻟﺪول أﺣﺮى أن ﺗﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﰲ اﳌﺴﺎواة‬
‫واﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼم‪.‬وﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﺤﺚ إﱃ‪:‬‬