You are on page 1of 12

‫ٍ‬

‫ثـــــوان‪...‬‬ ‫فـي‬
‫�سلعة ثمينة ملن ميتلكونها‪ ،‬و�أثمن ملن يعرفون كيف ي�ستثمرونها‬ ‫“الإن�سان �أمامه خياران‪� :‬إما �أن يكون تاب ًعا �أو مباد ًرا‪ ،‬ونحن‬
‫باحلكمة والتوجه �صوب م�ستقبل �أف�ضل‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد �أردنا اخت�صار‬ ‫نرغب يف �أن نكون مبادرين ومتقدمني”‪ .‬مقولة ل�سيدي �صاحب‬
‫الكلمات وو�ضع احلروف يف ن�صابها من خالل �إتاحة املجال‬ ‫ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم رعاه اهلل‪ ،‬هي كلمات‬
‫لقيادات دولتنا لالطالع على جديد املعارف يف �أق�صر مدة زمنية‬ ‫نعتز بها ون�ستلهمها د�ستورا نهتدي به يف كل ما تقدمه امل�ؤ�س�سة‬
‫متاحة‪ .‬مما �سيبقي العقول متقدة والقلوب متوثبة‪.‬‬ ‫من مبادرات و�أفكار ترتقي باملجتمع وتنه�ض بفكره وثقافته‪ .‬ولن‬
‫نر�ضى ب�أن نكون تابعني بل �سنوا�صل العمل واالجتهاد دائم ًا لنكون‬
‫�إنه م�شروع قدمي حديث‪ ،‬فعلماء العرب وامل�سلمني قاموا يف ع�صر‬
‫من املبادرين واملتقدمني‪.‬‬
‫النه�ضة برتجمة الكتب وتلخي�صها مبا يتنا�سب مع توجهات‬
‫الباحثني والراغبني يف املعرفة‪ .‬وزخرت مكتبات الأندل�س والعراق‬ ‫من هنا تت�شرف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم ب�إطالق م�شروع‪:‬‬
‫وال�شام وم�صر ب�آالف امللخ�صات لكتب الأدب والفل�سفة والعلوم‪.‬‬ ‫“كتاب يف دقائق” الذي �سي�سهم يف ن�شر املعرفة من خالل تقدمي‬
‫واليوم ت�سعى م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم �إلى �إحياء تراث‬ ‫�أف�ضل ما كتب‪� ،‬إ�ضافة �إلى نقل العلوم واملعارف من لغتها الأ�صلية‬
‫قدمي �ساهم يف ن�شر املعرفة وبناء احل�ضارة العربية والإ�سالمية‬ ‫�إلى اللغة العربية على �شكل خال�صة ممتعة وغنية بامل�ضمون واملعاين‬
‫قبل �أكرث من �ألف عام‪.‬‬ ‫ملجموعة من �أهم املجاالت احليوية يف ع�صرنا الراهن وهي‪ :‬القيادة‬
‫والإدارة احلديثة ومدار�سها املختلفة‪ ،‬التنمية الب�شرية والطاقة‬
‫ي�أتي هذا امل�شروع �ضمن دعم منظومة ن�شر املعرفة التي تت�صدرها‬
‫الإيجابية وفنون الدافعية والتحفيز‪ ،‬والأ�سرة وحتدياتها الع�صرية‬
‫امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ولدينا كافة الأ�سباب التي جتعلنا ن�ؤمن ب�أنه �سيخدم‬
‫وق�ضايا املجتمع الآنية‪.‬‬
‫�شريحة وا�سعة من �أبناء بالدنا على امتداد الوطن‪ ،‬ملا فيه من فائدة‬
‫كربى تتجلى يف نقل �أكرب قدر من املعارف يف �أ�سرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫نعي�ش ع�صرا تت�سابق فيه عقارب ال�ساعة؛ ع�صر �أ�صبح فيه الوقت‬
‫جمال بن حويرب ‬
‫الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‬

‫كيف نحكم على ال�شخ�صيــة‬


‫عندما نلتقي الآخرين �سرعان ما نبادر �إلى �إ�صدار الأحكام‬
‫عليهم وعلى �شخ�صياتهم‪ .‬ويت�ضح �أننا حينما نتخذ قرا ًرا‬
‫ب�ش�أن كنه م�شاعرنا جتاه �أحد الأ�شخا�ص ف�إننا حينئذ ن�صدر‬
‫حكمني‪ ،‬ال حك ًما واحدً ا‪ .‬واملعياران اللذان يعت ّد بهما يف هذا‬
‫ال�سياق هما “املقدرة” �أو قوة الأداء والقدرة على الفعل‪،‬‬
‫و“الدفء” �أو قوة امل�شاعر واحلميمية والإح�سا�س بالآخر‪.‬‬

‫املقدرة‪ :‬تعني قدرة املرء على الفعل و�إجناز املهام بح�شد‬


‫الإمكانات و�إنفاذ الإرادة‪ .‬وحينما يظهر ال�شخ�ص املقدرة يكون على الآخرين �أن يطيعوه ويتبعوه ويحرتموه وين�صتوا �إليه‪.‬‬
‫�شخ�صا ما ي�شاركنا م�شاعرنا واهتماماتنا ور�ؤيتنا للعامل‪ .‬وحينما يظهر ال�شخ�ص عن�صر الدفء ف�إننا نعجب به‬
‫ً‬ ‫الدفء‪ :‬هو الإح�سا�س ب�أن‬
‫ونتعاطف معه ونتفهم دوافعه ومننحه دعمنا وحما�سنا وت�أييدنا حتى دون �أن يطلب ذلك‪.‬‬
‫ال�شخ�ص الذي يبدي كال العن�صرين يرتك ت�أث ًريا كب ًريا فينا‪ ،‬لأنه ي�ؤدي بجر�أة ويعمل ب�صدق لتحقيق �أف�ضل م�صلحة لنا؛ ولذا فنحن نوليه‬
‫ثقتنا ونع ّده من �أ�صحاب الر�أي ال�سديد والفكر الر�شيد‪ ،‬ومن قادة التجديد‪ .‬مثل هذا ال�شخ�ص يتمتع بالإرادة (الدفء) والقدرة (القوة)‬
‫لالعتناء مب�صاحلنا‪ ،‬لذا فنحن نعتربه قائدً ا‪ ،‬ون�شعر بالراحة لأننا نعلم �أنه مي�سك بزمام الأمور‪.‬‬

‫“املقدرة والدفء هما املعياران الرئي�سيان اللذان تتمحور حولهما‬


‫كل الأحكام االجتماعية التي ن�صدرها على الدوام‪”.‬‬
‫‪1‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫�إلى العامل (�إلى الآخرين)‪ .‬فهل نختار �أن نربز الدفء‪ ،‬الذي‬
‫من �ش�أنه �أن ي�ؤمن لنا �إعجاب الآخرين؟ �أم الأف�ضل �أن نظهر‬
‫املقدرة‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن تفر�ض احرتامنا على الآخرين ً‬
‫فر�ضا؟‬
‫�أم الأف�ضل �أن نبذل ق�صارى جهدنا لإظهار املقدرة والدفء م ًعا‪،‬‬
‫ونحن ندرك �أنّ �أحدهما قد يطغى ويق ّو�ض الآخر فينتهي بنا الأمر‬
‫�إلى الف�شل يف �إظهار �أي منهما‪ ،‬يف ذات املوقف ونف�س الوقت؟‬

‫قدرتنا على ت�س ُّيد املوقف والتحكم يف توتر مب�ستوى هذا ال�ضغط‬
‫العايل‪ ،‬لكي نظهر ونعرب عن قوتنا وحميميتنا‪ ،‬وعن ثقتنا‬
‫ب�أنف�سنا ورحابة م�شاعرنا‪ ،‬يف الوقت ذاته فهو �أمر �صعب ونادر‬ ‫�إال �أنّ التحدي الذي يواجهنا ب�ش�أن هذين املعيارين هو �صعوبة‬
‫احلدوث‪ ،‬لدرجة �أننا نحتفي ونحتمي بالأ�شخا�ص الذين يتمكنون‬ ‫�إبرازهما م ًعا‪ ،‬والتعامل معهما ب�شكل متكامل‪ .‬لأنّ كال منهما‬
‫من التح ّكم فيهما م ًعا‪ ،‬فن�ضعهم يف القمة ويتملكنا �شعور بالغبطة‬ ‫ً‬
‫ومتناق�ضا مع الآخر‪ .‬فم�صدر ال�صعوبة هو �أنّ‬ ‫يبدو م�ضادًا‬
‫نحوهم‪ .‬ولقد �أطلقنا م�سميات كثرية على هذه “الهبة الإلهية”‬ ‫املقدرة والدفء بينهما توتر ومواجهة مبا�شرة‪� ،‬أحدهما مقابل‬
‫منها‪ :‬عظمة‪ ،‬وقيادة‪ ،‬وبطولة‪ ،‬و�شجاعة‪ ،‬وت�أثري‪ ،‬ومتيز‪ ،‬وت ّفرد‪،‬‬ ‫الآخر‪ .‬ومن �ش�أن هذا التوتر �أن يطرح �أمامنا مع�ضلة‪ :‬حيث علينا‬
‫ونلخ�صها �أحيانا بكلمة واحدة كبرية ن�سميها‪“ :‬كاريزما”‪.‬‬ ‫�أن نقرر يف كل حلظة � ّأي نوع من الإ�شارات االجتماعية �سرن�سل‬

‫كيف نفهم املقدرة‬

‫املقدرة ت�ضمن �إجناز املهام‪ .‬وبو�صفها �سمة �شخ�صية فهي معيار للقدر الذي يتمكن به املرء من‬
‫فر�ض �إرادته على عاملنا‪ .‬فكل من يظهر هذه ال�سمة يجذب اهتمامنا‪ ،‬و�سبب ذلك‪ ،‬هو �أن ّنا نحتاج‬
‫�أن نعرف ما �إذا كان �سي�ستغل مقدرته هذه مل�ساعدتنا �أم �ضدنا؛ ل�صاحلنا وهو معنا‪� ،‬أم ل�صاحله هو‬
‫فقط‪ .‬و�سواء خاجلنا �شعور باحل�سد �أو بالغبطة‪ ،‬فنحن نظهر االحرتام لكل الأ�شخا�ص الذين تربز‬
‫فيهم �سمة املقدرة‪.‬‬

‫ارتباطا ال تنف�صم عراه‪ .‬ونحن ننظر �إلى ال�شخ�ص �صاحب املقدرة‬ ‫ً‬ ‫وترتبط القيادة ب�سمة املقدرة‬
‫كقائد لأنه ي�ستطيع �أن يوفر احلماية لنا �ضد املخاطر التي تتهددنا �شخ�ص ًيا �أو تهدد جمتمعنا‪ .‬لأنّ‬
‫املقدرة تت�شكل بدورها من عن�صرين �أ�سا�سيني‪ :‬القدرة على �إحداث الت�أثري يف العامل‪ ،‬والتح ّلي بروح‬
‫املبادرة للقيام بعمل ما‪.‬‬

‫• القدرة‬
‫تت�ضمن القدرة �أي �شيء ي�سمح لك بالت�أثري يف العامل‪ .‬وي�شتمل هذا على �سمات القوة اجل�سمانية واملهارات التقنية‬
‫املكت�سبة واملهارات االجتماعية الذكية واحلكمة التي هي ثمرة التجارب املح َّنكة‪ .‬وي�شري علماء االجتماع �إلى جممل ذلك‬
‫كله مب�صطلح �أو مفهوم‪“ :‬الكفاءة”‪.‬‬

‫• الإرادة‬
‫�إذا كانت القدرة تعني �أن متتلك الأدوات لإجناز املهام‪ ،‬فالإرادة هي املقدرة ال�شخ�صية الالزمة لل�شروع يف الفعل‪.‬‬
‫قدما‪ ،‬بل (�أو على وجه اخل�صو�ص) يف مواجهة العقبات واملقاومة وال�صمود‪.‬‬ ‫التزاما بامل�ضي ً‬
‫ً‬ ‫فالإرادة تتب ّدى بو�صفها‬
‫فنحن نتحدث عن هذه ال�صفة طوال الوقت ون�سميها الت�صميم‪� ،‬أو العزم‪� ،‬أو التحفيز‪� ،‬أو الطموح‪� ،‬أو املرونة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫• الدفء‬
‫�أما الدفء فهو ما ي�ست�شعره النا�س حينما يدركون �أنهم يت�شاركون يف امل�صالح والهموم‪� .‬إ ّنه ال�شعور باالنتماء �إلى فريق �أو م�ؤ�س�سة �أو جمتمع‬
‫ومتحم�سا لقطف‬
‫ً‬ ‫�أو وطن‪ .‬ف�إذا كانت املقدرة تتعلق با�ستطاعة املرء تنفيذ ما عزم عليه‪ ،‬فالدفء يتعلق مبا �إذا كنت �ستكون �سعيدً ا ومتفائلاً‬
‫ثمار جهودك‪ .‬فحينما يظهر الأ�شخا�ص الدفء ف�إننا نعجب بهم‪ ،‬ونعمل على توطيد عالقتنا معهم‪ .‬والدفء ي�شتمل على مفاهيم ومكونات‬
‫ذات �صلة منها‪ :‬التعاطف‪ ،‬والألفة‪ ،‬واحلب‪.‬‬

‫• التعاطف �أو التفهم‬


‫�إظهار التعاطف يعني �أن ت�ضع نف�سك مو�ضع الآخرين‪.‬‬
‫التعاطف مينحنا الراحة‪ ،‬ذلك ال�شعور ب�أننا ل�سنا وحدنا‪� .‬إال �أنّ التعاطف ال ينتهي عند امل�شاعر وح�سب؛ فثمة ُبعد �إدراكي للتعاطف‪� ،‬إذ �إنّ‬
‫درك هذا”‪،‬‬ ‫ال�شعور امل�شرتك يقوم على �إدراك م�شرتك‪ ،‬وتتوثق و�شائجه بامل�شاركة والتفهم املتبادل‪ .‬ويتجلى هذا بو�ضوح عندما نقول‪�“ :‬أُ ُ‬
‫أفهم �سبب �شعورك هذا‪”.‬‬
‫مبعنى “� ُ‬

‫• الألفة‬
‫�شخ�صا �أو �شي ًئا غري م�ألوف ف�إننا نكون حذرين – �أي نكون‬
‫الأ�شياء والأحا�سي�س امل�ألوفة م�صدر �ضروري خللق ال�شعور باالرتياح‪ .‬فحينما نواجه ً‬
‫م�ستعدين لال�ستجابة بقوة (لأننا خائفون) – ونبقى مت�أهبني حتى نت�أكد �أن ال خطر حقيقيا وكبريا يتهددنا‪.‬‬

‫• احلب‬
‫حدد الباحثون ثالث منظومات �أو حاالت بيولوجية خمتلفة نطلق عليها ا�سم “احلب”‪ :‬وهي احلب الرومان�سي �أو الأفالطوين احلامل‪،‬‬
‫واالجنذاب اجل�سدي يف احلب الغريزي‪ ،‬وم�شاعر املودة العامة �أو التفاعل ال�شخ�صي واجلماعي‪ .‬والنوع الثالث – �أي م�شاعر املودة والتعلُّق‬
‫والتفهم – هي التي تعنينا يف مو�ضوع الدفء وتطبيقاته يف القيادة والت�أثري‪.‬‬

‫الهالة والطاقة املتحركة‬


‫املقدرة والدفء عن�صران يكمل �أحدهما الآخر‪ ،‬ولي�سا �ضدان �إذا ح�ضر �أحدهما غاب الآخر‪ ،‬وهناك قدر كبري من‬
‫التفاعل املتبادل بينهما‪.‬‬
‫فهناك �أو ًال ت�أثري الهالة‪ :‬فنحن منيل �إلى �أن نن�سب �سمات �إيجابية للأ�شخا�ص الذين يتمتعون ب�سمات �إيجابية �أخرى‪.‬‬
‫على �سبيل املثال‪� :‬إذا كان املرء منا يعجب بطبيبه اخلا�ص فلرمبا �أخرب الأ�صدقاء ب�أن الطبيب نبيه للغاية وبارع‪ ،‬حتى‬
‫�إذا مل يكن لدينا �أي مربر لإ�صدار �أحكام ب�ش�أن الكفاءة الطبية التي يتمتع بها �أو م�ستوى ذكائه العلمي وقدراته الفنية‪.‬‬

‫طاقة الدفء واملقدرة متحركة ومتنقلة‬

‫مبجرد �أن نعجب ب�شخ�ص ما ينطلق ت�أثري الهالة ويبد�أ عمله‪ ،‬فنجد �أنه من ال�سهولة مبكان �أن نك ّون‬
‫ر�أ ًيا مغال ًيا ب�ش�أنه وي�صبح من ال�صعب �أن نظن �أي �شيء �آخر‪ .‬غري �أنّ هناك �آلية �أخرى تتدخل هنا‪،‬‬
‫وهي يف �صراع مع ت�أثري الهالة‪.‬‬

‫هناك ت�أثري هيدروليكي ومتحرك ومتنقل ومتبادل بني املقدرة والدفء‪ :‬فحينما يرتفع �أحد العن�صرين‬
‫عادة‪ ،‬يهبط من�سوب العن�صر الآخر‪ .‬ارفع �صوتك حتى ي�صل �إلى م�سامع الآخرين خالل اجتماع‪،‬‬
‫و�ستبدو وك�أنك غا�ضب‪� .‬أظهر مزيدً ا من االحرتام ب�صدر رحب جتاه زمالئك‪ ،‬و�ستبدو كما لو كنت‬
‫�شخ�صا م�ستكي ًنا‪ .‬فكل ما تفعله تقري ًبا لزيادة مقدرتك يقلل من �سمة �أو طاقة الدفء لديك‪ .‬وكل ما‬
‫ً‬
‫تفعله لزيادة حميميتك يقلل من �سمة ومن طاقة املقدرة لديك �أي�ضا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫املقدرة ‪ +‬الدفء‬
‫�أب�سط طريقة للتفكري ب�ش�أن كم املقدرة والدفء اللذين يظهرهما �شخ�ص ما هو قيا�س امل�شاعر التي تعرتينا حيال ت�صرفاته‪ .‬لقد ر�أى‬
‫مكيافيلي �أن املقدرة العالية ميكن �أن تثري اخلوف‪ ،‬بينما ميكن للإ�سراف يف الدفء �أن يثري املحبة‪ .‬وتبدو ال�صورة �أعقد قلي ًال حينما ننظر �إلى‬
‫�أ�شكال خمتلفة من امتزاج املقدرة بالدفء‪ .‬فقد قدمت “�إميي كادي” من جامعة هارفارد‪ ،‬بح ًثا هو مبثابة بذرة ملا تاله من �أبحاث‪ .‬وبينما‬
‫ركز البحث على فهم كيفية �إ�صدار الأحكام ب�آلية منطية‪ ،‬فقد اعترب عن�صري‪( :‬املقدرة والدفء) عاملني عامليني ي�شكالن �أحكامنا ب�ش�أن‬
‫الآخرين‪ .‬ويو�ضح ال�شكل التايل ا�ستجاباتنا ال�شعورية جتاه الأ�شخا�ص الذين يظهرون م�ستويات خمتلفة من املقدرة والدفء‪.‬‬

‫املقدرة‬
‫الركن الأمين يف الأعلى هو بكل و�ضوح ركن امل�ستقبل‪.‬‬
‫الأ�شخا�ص املوجودون به ينتمون �إلى فريقنا‪ ،‬وهم �أف�ضل‬
‫احل�سد‪/‬اخلوف‬ ‫الإعجاب‬ ‫الالعبني‪ .‬هناك‪ ،‬يقبع الأ�شخا�ص �أو القادة الذين نخلع‬
‫عليهم �سمة “الكاريزما”‪ .‬وهناك‪ ،‬ال ترى �أ�شخا�صا‬
‫الإزدراء‬ ‫التعاطف‬ ‫كثريين‪ ،‬لأنه من ال�صعب ال�سيطرة على التوتر �أو حالة‬
‫ال�شد واجلذب بني كل من املقدرة والدفء و�إظهار ما‬
‫يكفي من كليهما يف الوقت ذاته من �أجل ك�سب عميق‬
‫االحرتام وخال�ص املودة‪.‬‬

‫الدفء‬

‫قانون “الطماطم”‬

‫تعمل �سمة الدفء على �أ�سا�س نطلق عليه ا�سم “قاعدة �أو مبد�أ الطماطم”‪ :‬فمثلما ميكن لليلة باردة‬
‫واحدة �أن تدمر حقل طماطم ب�أكمله‪ ،‬كذلك قد تت�سبب واقعة واحدة تظهر فيها ال مباالتك – ب�أنك‬
‫اهتماما مبا ي�شعر – مما يجعل �إعادة بث ال�شعور‬ ‫ً‬ ‫�شخ�صا �آخر م�صاحله �أو ال تبدي‬ ‫ً‬ ‫ال ت�شارك‬
‫بالدفء بينكما �أم ًرا �صع ًبا‪� .‬إذا ما ت�صرفت بـال مباالة ولو ملرة واحدة ف�إنّ االنطباع ال�سلبي �سيلت�صق‬
‫بالأذهان‪� .‬أما املقدرة فتعمل بطريقة معاك�سة‪ :‬ف�إذا ما �أظهرت مقدرتك و�أكدتها ملرة واحدة وح�سب‬
‫فمن �ش�أن هذا �أن يث ّبت قدميك ك�شخ�ص مقتدر وقوي وم�ؤثر‪.‬‬

‫بطاقاتك و�أدواتك و�إدارة اللعبة‬

‫من �أول الأ�شياء التي يعرفها النا�س عنك ال�سمات اجل�سمانية‪ :‬جن�سك‪ ،‬ج�سمك‪ ،‬مالحمك‪،‬‬
‫عرقك‪� ،‬أ�صلك وف�صلك‪ ،‬وعمرك‪ .‬وبقدر ما تتكون هذه املعرفة املبدئية بطريقة �سريعة و�سطحية‪،‬‬
‫ف�إنّ هذه ال�سمات توحي بالفعل ب�صورة ظلية �أو �شبحية �أو منعك�سة ل�صورتك العامة املكونة من‬
‫املقدرة والدفء‪.‬‬

‫جن�سك وانتما�ؤك العرقي ومالحمك هي البطاقات التي بحوزتك‪ .‬و�أ ًيا كانت �صفات وم�سميات‬
‫هذه البطاقات فب�إمكانك �أن تلعب بها جيدً ا بحيث يدرك الآخرون ال�سمات العظيمة ل�شخ�صيتك‪.‬‬
‫ولكي تبد�أ ف�سوف ي�ساعدك كث ًريا �أن تفهم كيف ت�سري الأمور بينك وبني النا�س‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫القائمة على التفكري ال�سريع “�آلة القفز �إلى اال�ستنتاجات‪”.‬‬ ‫لقد طورنا كب�شر‪ ،‬جمموعة من الدوائر الع�صبية الكثرية لإ�صدار‬
‫من �ش�أن القفز �إلى اال�ستنتاجات حول الآخرين �أن يجعلنا ن�شعر‬ ‫�أحكام قيمية وحلظية قائمة على عوامل ج�سدية �أ�سا�سية‪ .‬هذه‬
‫بثقة �أكرب وقدر �أقل من ال�شك �إزاء العامل من حولنا‪ .‬لكن مبجرد �أن‬ ‫احل�سابات ال�سريعة حتدث ب�صورة تلقائية‪ ،‬فيما وراء العقل‬
‫�شخ�صا ما‪ ،‬ف�إننا جنري عملية تر�شيح‬
‫ً‬ ‫نبد�أ يف التفكري ب�أننا نفهم‬ ‫الواعي‪ ،‬بقدر �ضئيل للغاية من املجهود‪ .‬ولي�ست الأولويات هنا هي‬
‫للمعلومات الآتية ومنيل �إلى ا�ستبعاد الأفكار التي ال تتواءم وال�صورة‬ ‫حتري املو�ضوعية والدقة‪ ،‬فالتقييمات الكافية وال�سليمة قد تفي‬
‫التي ر�سمناها يف �أذهاننا على عجل‪ ،‬بو�صفها جمرد انحرافات‬ ‫بالغر�ض و�إن كانت �سريعة‪ .‬يف كتابه “التفكري ب�سرعة والتفكري‬
‫تفتقر �إلى املغزى‪ .‬وبهذا ي�صبح املرء �سجني ت�صوراته امل�سبقة‪،‬‬ ‫ببطء ‪ -‬ال�صادر عام ‪ )2011‬يطلق عامل النف�س “دانيال كامنان”‬
‫وكذلك يكون الآخرون الذين يخ�ضعون لأفكارنا النمطية امل�سبقة‪.‬‬ ‫احلا�صل على جائزة نوبل يف االقت�صاد ال�سلوكي‪ ،‬على هذه العمليات‬

‫النوع االجتماعي (اجلن�س)‬

‫من امل�سلمات �أن الرجال �أقوياء‪ ،‬و�أنهم غري ودودين �إلى حد ما‪ .‬باملقابل نفرت�ض �أنّ الن�ساء يتمتعن بدفء �أكرب لكنهن �أ�ضعف‪.‬‬
‫وهناك �سبب بيولوجي وراء ذلك‪ :‬فلدى الرجال ن�سبة �أكرب من هرمون “التي�ستو�سرتون” مقارنة بالن�ساء الالئي لديهن ن�سبة �أكرب من هرمون‬
‫أي�ضا باالنف�صال االجتماعي والعاطفي‪ .‬وعلى النقي�ض‬ ‫“�إ�سرتوجني‪ ”.‬يرتبط هرمون التي�ستو�سرتون بالقوة اجل�سمانية والت�صميم‪ ،‬لكنه يتعلق � ً‬
‫يت�صل هرمون �إ�سرتوجني بالتناغم �أكرث مع م�شاعر الآخرين‪ .‬كما ينظر �إلى الرجال على �أنهم �أقدر على املوازنة بني املقدرة والدفء ب�شكل‬
‫عام‪ .‬يف حني تعترب الن�ساء �أ�ضعف‪ ،‬مع جرعات فائ�ضة من الدفء العاطفي‪.‬‬

‫االنتماء العرقي‬
‫مفتاحا لفهم اخلربات احلياتية التي رمبا يكون‬ ‫مثل اجلن�س والعمر يعد االنتماء العرقي �أحد املحددات املرئية التي تقدم للرائي ً‬
‫�شخ�ص ما قد مر بها‪ .‬ففي حني �أنّ الب�شر مييلون �إلى التوا�صل االجتماعي مع �أقرانهم من داخل جماعتهم‪ ،‬هناك بالفعل درجة معقولة من‬
‫االتفاق عرب الثقافات ب�ش�أن � ّأي الثقافات تتمتع بدفء �أكرب و�أ ّيها يتمتع مبقدرة �أكرب ب�صورة عامة‪ .‬فمثال يعتقد البلجيكيون �أنّ الربازيليني يتمتعون‬
‫بدفء �أكرب‪ ،‬لكنهم �أقل كفاءة‪ ،‬لكنهم – � ْأي البلجيكيون – يرون اليابانيني �أكف�أ و�أقل متت ًعا بالدفء العاطفي مقارنة بهم‪ .‬فالأ�شخا�ص الذين‬
‫يعي�شون يف دول ذات دخل متو�سط يعتربون الآخرين يف الدول ذات الدخل املادي الأعلى ب�صفة عامة �أقوى‪ ،‬لكنهم �أقل دف ًئا مقارنة ب�أنف�سهم‪.‬‬

‫العمر‬
‫هناك عالقة �أ�سا�سية بني املقدرة والدفء والعمر يف بع�ض الثقافات‪� .‬إذ ينظر �إلى الأطفال وكبار ال�سن باعتبارهم �أقل كفاءة‬
‫وقدرة‪ ،‬لكنهم يتمتعون بدفء �أكرب من البالغني‪ .‬وبالن�سبة �إلى الكفاءة‪ ،‬يحتاج ك ٌّل من �صغار ال�سن وكبار ال�سن �إلى م�ستويات متفاوتة من العون‬
‫أي�ضا‪ :‬فبداخلنا تعاطف �إن�ساين طبيعي جتاه‬‫فيما يتعلق بالوظائف الأ�سا�سية يف احلياة اليومية‪� .‬أما بالن�سبة �إلى الدفء فهو �أمر منطقي � ً‬
‫ال�ضعفاء‪ .‬يولد ال�صغار ولهم جاذبية كبرية لأنهم يعتمدون علينا‪ .‬وتتبع القوة منحنى اجلر�س فت�صل �إلى القمة يف وقت مبكر بالن�سبة �إلى‬
‫الريا�ضيني‪ ،‬ثم �إلى املحرتفني‪.‬‬
‫�أما منط كبار ال�سن فهو مرن‪� ،‬أو على الأقل فيما يتعلق بغياب الكفاءة‪ .‬فلدى الغالبية العظمى م ّنا والد �أو ج ّد �أو عمة �أو خال يجدون �صعوبة‬
‫متاما عن التعامل مع مواقف احلياة اليومية‪.‬‬‫يف تذكر الأ�سماء �أو يقودون �سياراتهم وهم يف حالة �شرود‪ ،‬وفج�أة ي�صبح هذا ال�شخ�ص عاجزً ا ً‬
‫وغال ًبا ما نعترب ذلك عالمة على ال�ضعف واله�شا�شة ال باعتبارها م�س�ألة م�ستقلة‪ ،‬بل باعتبارها بداية منزلق‪ ،‬وهذا يعني �أننا منيل �إلى �إغفال‬
‫�إ�شارات �أخرى ب�أنّ كبار ال�سن ما زالوا �أقوياء وقادرين‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫ا�ستثمار ما لديك‬

‫يف حني �أنّ �أغلب ال�سلوكيات تتم بطريقة غري واعية‪ ،‬ف�إنه ميكن �إخ�ضاعها كلها تقري ًبا لالختيار الواعي‪.‬‬
‫ب�إمكانك �أن تختار ‪ -‬لي�س فقط ‪� -‬أن تت�صرف بطريقة مغايرة‪ ،‬بل و�أن تتعلم كيف تت�صرف بطريقة مغايرة‪:‬‬
‫ميكنك �أن تتخذ خطوات تغري من الأ�سلوب الذي ت�ستجيب به بطريقة غري �شعورية يف امل�ستقبل‪ .‬وهناك‬
‫طرق عديدة ميكنك �أن ُتظهِ ر من خاللها مقدرة �أكرب ودف ًئا �أكرب لتحقق التوازن بني الإ�شارات التي تر�سلها‪.‬‬
‫وبعبارة �أخرى‪ :‬ميكنك تغيري الواقع‪.‬‬

‫التوا�صل بغري كالم‬

‫يرتبط التوا�صل ال�صامت مبا�شرة بالثقة‪ .‬حينما حتت�شد كل الإ�شارات – تعبريات الوجه وو�ضع اجل�سد والإمياءات ونغمة ال�صوت‬
‫والكلمات – لرتوي حكاية مت�سقة‪ ،‬ف�إننا نثق ب�أنّ هذه الإ�شارات هي تعبري دقيق عما ي�شعر به ال�شخ�ص‪ .‬وعلى النقي�ض‪ ،‬حينما تخربنا‬
‫�إ�شارات خمتلفة بق�ص�ص خمتلفة‪ ،‬ف�إنّ ال�شك يخامرنا ب�أن هذا ال�شخ�ص متناق�ض وح�ضوره ال يبعث على االطمئنان‪ ،‬بل رمبا هو يحاول‬
‫�أن يخفي �شي ًئا‪ .‬ومن غري التفكري ب�صورة واعية يف الأمر‪ ،‬نلحظ التناق�ضات غري اللفظية ون�ستخدمها لكي ن�ست�شعر غياب الأمان وال�شك‬
‫وال�ضعف‪ .‬هذه الو�سائل هي التي متكننا من معرفة �أنّ هناك �شي ًئا ما غري �صحيح‪.‬‬

‫امل�ساحة‬

‫امتالك امل�ساحة �أمر يتعلق باملقدرة �أكرث مما يتعلق بالدفء‪ .‬الطريقة التي تَ�ستغل بها امل�ساحات يف املكان تقول الكثري عن مقدرتك‪.‬‬
‫الأقوياء واملقتدرون يت�صرفون ب�أريحية يف �أي مكان‪ ،‬وي�شغلون م�ساحة كبرية ويتحركون بحرية وبال قيود‪ .‬عندما يتوا�صل طرفان‪ ،‬ف�إنّ‬
‫�أحدهما يق ّرب امل�سافة ت�أكيدً ا للهيمنة‪ .‬وقد ي�ستخدم امل�ساحة بطريقة مغايرة‪ْ � :‬أي يبتعد ويتجنب الآخرين‪ .‬فعندما يهيمن �شخ�ص ما‬
‫على معظم امل�ساحة ف�إنه يوحي للآخرين مبن هو القائد يف هذا املكان‪ .‬كما �أنّ تقريب امل�سافات هو ما نفعله ب�صورة منوذجية حينما‬
‫نظهر الدفء‪ .‬وعلى العك�س‪ ،‬فاالبتعاد عن �شخ�ص ما قد يوحي بغياب الدفء‪ ،‬حتى و�إن كان هذا االبتعاد ناجت عن االحرتام‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫و�ضع اجل�سد‬
‫و�ضع اجل�سد وحتريكه ب�صورة م�ستقيمة ومالئمة تظهر املقدرة‪ .‬الأمر هنا يتعلق بامتالك م�ساحة كبرية‪ ،‬ر�أ�س ًيا فقط‪ :‬فمن �ش�أن الوقوف‬
‫بقامة م�ستقيمة �أن يظهر ثقتك بنف�سك‪ .‬كما �إنّ اتخاذ و�ضعية ج�سدية متلأ امل�ساحات من �ش�أنه �أن ير�سل ر�سالة �ضمنية وغري لفظية ال‬
‫تختلف يف فحواها كث ًريا عن امتالكك �سيارة فارهة �أو منز ًال فخ ًما‪ :‬انظروا �إ ّ‬
‫يل؛ �أنا �شخ�ص مهم‪.‬‬

‫الإمياء‬
‫كيف ميكننا �إظهار املقدرة والدفء با�ستغالل الذراعني؟ ل َرن �أو ًال كيف نظهر املقدرة‪.‬‬
‫• امل�سافة‪ :‬ميكنك �أن تظهر مقدرتك بتحريك الذراعني والكوعني‪ ،‬بعيدً ا عن جذعك‪.‬‬
‫وق�صد وهدوءٍ ور�شاق ٍة‪ .‬والهدف من ذلك‬
‫ٍ‬ ‫• التحكم‪ :‬لي�س املحك �أن حترك الذراعني ع�شوائ ًيا ك�أنك م�ستثار‪ ،‬بل �أن حتركهما بت�أنٍّ‬
‫تاما يف مكان ج�سدك ويف امل�ساحة التي ت�شغلها‪.‬‬
‫�أن تظهر حتك ًما ً‬

‫ال�سرعة‬
‫مرتاحا �أو منتب ًها �أو ع�صب ًيا‪ .‬يفيد م�ستوى االرتياح واالنتباه يف �إظهار كل من املقدرة‬
‫ً‬ ‫توحي �إمياءاتك كذلك مب�ستوى طاقتك‪� :‬أي ما �إذا كنت‬
‫منخف�ضا للغاية ف�إن هذا ي�ستنفد كال من مقدرتك ودفئك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والدفء‪ .‬وعلى النقي�ض‪ ،‬حينما يكون م�ستوى طاقتك مرتف ًعا للغاية �أو‬

‫اليدان‬
‫الطريقة التي حترك بها يديك تر�سل �إ�شارة �إلى املحيطني بك‪ .‬ف�إذا ثنيت �أ�صابعك لت�شكل قب�ضة بيديك‪� ،‬أو ب�سطت يديك كما لو كنت ت�ؤدي‬
‫�إحدى حركات لعبة الكاراتيه ف�أنت توحي باملقدرة‪� .‬أما الإ�شارة بال�سبابة فهي حركة توحي بقوة مبالغ فيها‪ ،‬ولذا ف�إن ال�سا�سة يتجنبون مثل‬
‫هذه الإمياءة‪.‬‬

‫الكرة ال�سحرية‬

‫هناك تطبيق ف ّعال ميكنك االعتماد عليه لإظهار “املقدرة” بحركات يديك‪ .‬تخيل �أنك مت�سك بكرة‬
‫لعبة الطائرة بيديك على م�ستوى خ�صرك‪ ،‬وبعيدً ا عن ج�سدك بقليل‪� .‬أثن �أ�صابعك كما لو �أن هناك‬
‫كرة فع ًال بني �أ�صابعك‪ .‬والآن �أنظر يف املر�آة‪ .‬من هذا الو�ضع ميكنك تو�سيع امل�سافة بني كفيك ك�أنك‬
‫مت�سك بكرة �أكرب متاثل كرة ال�سلة‪� ،‬أو كرة �أ�صغر يف حجم كرة �أطفال مت�سكها بيد واحدة‪ ،‬بينما الذراع‬
‫الأخرى �إلى جانبك‪ .‬ميكنك �أن ت�س ّلم الكرة للجمهور اجلال�س �أمامك �أو تتابع حديثك وتهز الكرة بيدك‬
‫قلي ًال كي ت�ضفي مزيدً ا من الت�أكيد على منطقك يف الإقناع‪ .‬قد تبدو هذه ال�صورة غريبة‪ ،‬لكنك �سرتى‬
‫متاما‪ .‬ف�إن �شعرت باحلرج يف‬
‫بنف�سك عددًا ال ح�صر له من املتحدثني يفعلون ذلك‪ ،‬ويبدو الأمر طبيع ًيا ً‬
‫� ّأي وقت و�أنت تتحدث للجمهور‪ ،‬وال تدري ماذا �ستفعل بيديك‪ ،‬تذكر هذه الكرة‪ .‬توفر لك �صورة الكرة‬
‫عددًا ال ح�صر له من الأو�ضاع واحلركات الدائرية التي ت�ضفي دف ًئا على �أدائك‪ ،‬ب�شرط �أن تكون راحة‬
‫اليد مفتوحة والأ�صابع مثنية والكوعان بعيدين عن جذعك قلي ًال‪.‬‬

‫وجه ي�شع دف ًئا‬

‫�أف�ضل بداية لتحليل العنا�صر املرئية املتعلقة بالدفء تبد�أ من الوجه‪ ،‬و�أول طريقة نظهر بها الدفء‬
‫هي االبت�سامة‪ .‬االبت�سامة و�سيلة �أ�سا�سية للتوا�صل غري اللفظي را�سخة يف �أعماق ال�سلوك الإن�ساين يف‬
‫كل العامل‪ .‬فنحن نن�سب ال�صفات احلميدة ملن يبت�سمون يف وجوهنا‪ ،‬ونراهم دائ ًما �سعداء وجذابني‬
‫و�أذكياء وناجحني و�إيجابيني‪ .‬كما �إنّ االبت�سامة ت�صنع الهالة‪ ،‬مما يجعلنا نك ّون عالقات وروابط مع‬
‫كل من يقابلوننا باالبت�سام‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫�سلوكك وت�أثريك يف بيئة العمل‬

‫عقدت �إحدى امل�ست�شارات اجتماعني مع اثنني من املديرين يف �شركتني من �أكرب �شركات‬


‫قائمة جملة “فورت�شن ‪ .”500‬كان �أحدهما مدير بنك‪ ،‬والثاين مدير جمموعة �إعالمية‪.‬‬
‫حمافظا للغاية‪ :‬حلة �سوداء‪ ،‬وت�صفيفة �شعر‬‫ً‬ ‫لبا�سا‬
‫يف لقائها مع مدير البنك ارتدت ً‬
‫كال�سيكية‪ ،‬وكيا�سة يف حديثها و�إتزان يف حركاتها‪ .‬ومل تفاج�أ �أن �سار اجتماعها على نحو‬
‫جيد لأنّ مظهرها نا�سب ثقافة �إدارة البنك وتوقعاتهم‪ .‬يف ذات اليوم‪ ،‬ح�ضرت اجتماع‬
‫ال�شركة الإعالمية بنف�س الهيئة وت�صرفت بنف�س الطريقة‪ .‬يف بداية االجتماع الحظت �أنّ‬
‫مديري ال�شركة كانوا ودودين جتاهها‪ ،‬ثم تبني لها تدريج ًيا �أنهم كانوا �أي�ضا مت�شككني‬
‫ومتحفظني جتاه �شخ�صيتها القوية و�سلوكها اجلاد والر�سمي �أكرث مما ينبغي‪ .‬و�سرعان ما‬
‫وجدت نف�سها جتاهد لكي تقنعهم ب�أنها تفهم ثقافة �شركتهم التي ت�ضع االنفتاح والب�ساطة‬
‫والإبداع والتعاون على ر�أ�س �أولوياتهم‪.‬‬

‫كانت ثقافة البنك قوية ور�سمية وحتتاج لإظهار املقدرة‪ ،‬بينما متتاز ثقافة ال�شركة الإعالمية‬
‫بالدفء واالنطالق واالبتكار �أكرث من الروتني‪ .‬لقد فازت مع البنك لأنها �أبرزت املقدرة‪،‬‬
‫وخ�سرت مع �شركة الإعالم لأنها جتاهلت الدفء‪ ،‬مما �أوحى للمديرين �أنها لن تفهم ثقافتهم‬
‫ولن ت�ستطيع الغور يف �صميم احتياجاتهم‪.‬‬

‫اخرتاق دائرة جمهورك‬


‫�أو ًال‪ :‬عليك �أن تظهر تعاطفك‪ .‬حدد �شي ًئا ما ي�شعر به جمهورك‬ ‫كيف تدخل دائرة م�ستمعيك؟ يريد جمهورك دائما معرفة ما �إذا‬
‫أي�ضا‪ ،‬ثم �أظهر لهم �أنك ت�شعر مثلهم متاما‪.‬‬ ‫وميكنك �أن ت�شعر به � ً‬ ‫كنت تتعاي�ش معهم على نف�س املوجة الوجدانية التي ي�ست�شعرونها‪.‬‬
‫�إذا كنت ترغب يف �أن يتعامل الآخرون مع وجهة نظرك بجدية فعليك‬ ‫مفتاح الولوج �إلى هذه الدائرة ب�سيط‪� :‬أظهر مل�ستمعيك �أنك ت�شعر‬
‫�أن تتعامل مع وجهات نظرهم بنف�س اجلدية‪.‬‬ ‫بالطريقة ذاتها التي ي�شعرون بها لتمنح م�شاعرهم ما ت�ستطيع من‬
‫لكن ماذا لو �أنّ الإجابة مل تعجبك؟‬ ‫امل�شروعية وامل�صداقية‪.‬‬
‫وماذا لو �أن امل�ستمعني �أظهروا حدة يف الطبع و�شي ًئا من العناد وكث ًريا‬ ‫�إذا كان م�ستمعوك ي�شعرون بالإحباط جتاه م�س�ألة ما وكذلك �أنت‪،‬‬
‫من التع�صب‪...‬؟‬ ‫فاظهر لهم �شعورك بالإحباط‪ .‬و�إذا كان م�ستمعوك ي�شعرون‬
‫ا�س�أل نف�سك عن الظروف التي جعلتهم ي�شعرون ب�شعور معنيّ‪� .‬إذا‬ ‫بال�سعادة حيال �أمر ما و�أنت � ً‬
‫أي�ضا‪� ،‬شاركهم الإح�سا�س بال�سعادة‪.‬‬
‫كان م�ستمعوك ي�ضمرون الكراهية‪ ،‬فيمكنك �أن تتعاطف مع م�شاعر‬ ‫و�إذا كان جمهورك ي�شعر باالرتباك والتناق�ض الوجداين ب�ش�أن‬
‫الإحباط التي دفعتهم لتبني هذه الكراهية‪ .‬ا�س�أل نف�سك‪ :‬ماذا لو‬ ‫م�س�ألة ما‪ ،‬ف�أظهر لهم �أنك ت�شعر مبا ي�شعرون‪.‬‬
‫وجدت نف�سك تعي�ش نف�س الظروف وتعاين نف�س املعاناة! ف�أنت دائما‬ ‫عندما ال تتفق مع م�ستمعيك �أو وجدت نف�سك ال ت�شعر بنف�س‬
‫بحاجة لأن تعرب عن ذاتك وتقر‪ ،‬بل وتعلن �أنك وم�ستمعوك ميكن‬ ‫م�شاعرهم‪ ،‬ف�إنّ الولوج �إلى الدائرة يكت�سب �أهمية �أكرب‪ ،‬لكنه لن‬
‫أعم و�أهم من �شكاوى‬‫فعلاً �أن تتفقوا‪ .‬ما �ستتطلع �إليه‪� ،‬سيبقى دائما � ّ‬ ‫يكون �سه ًال بكل ت�أكيد‪ .‬يف هذه احلالة عليك �أن تتوا�صل مع م�ستمعيك‬
‫م�ستمعيك اخلا�صة – التي تختلف معهم ب�ش�أنها – ولذا عليك دائما‬ ‫وجدان ًيا وفكر ًيا‪ ،‬حتى على الرغم من اختالفك مع ر�ؤيتهم‪ .‬فكيف‬
‫�أن تعرب عن امل�شاعر التي وراء ال�شكاوى‪.‬‬ ‫ميكن فعل ذلك؟‬

‫‪8‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫دالالت ا�ستخدام “�أنا” و“نحن”‬
‫ا�ستخدام ال�ضمريين “�أنا” و“نحن” ينبئنا بالكثري عن املقدرة والدفء‪ .‬فقد علمتنا اخلربات واحلياة �أنّ الإفراط يف ا�ستخدام ال�ضمري‬
‫“�أنا” يوحي بالتمركز حول الذات والأنانية‪ ،‬وهو ما يث ّبت �سمة املقدرة ويلغي �سمة الدفء‪ .‬وقد يوحي هذا ال�سلوك �أنّ املتكلم يعاين من بع�ض‬
‫املخاوف التي يحاول �إخفاءها‪ .‬ويف كل الأحوال ف�إن الإ�سراف يف ا�ستخدام ال�ضمري “�أنا” ال يعبرّ عن الدفء‪.‬‬
‫باملقابل ف�إنّ ا�ستخدام ال�ضمري “نحن” يظهر وع ًيا بالآخرين‪ ،‬ويوفر ً‬
‫فر�صا لإبراز �إدراكك وفهمك‬
‫لأفكارهم وم�شاعرهم‪ .‬فهذا ي�ساهم يف �إظهار الدفء من خالل نقل الإح�سا�س باالهتمامات‬
‫وامل�صالح امل�شرتكة‪ .‬عندما ن�ستخدم “نحن” بهذه الطريقة ف�إننا نفكر فيها باعتبارها “لغة الدائرة”؛‬
‫فهي ت�سمح لك بالولوج �إلى الدائرة مع م�ستمعيك من خالل ر�سم الدائرة لت�شملهم وت�شملك معهم‪.‬‬
‫عندما ي�ستخدم قادة امل�ؤ�س�سات ال�ضمري “نحن”‪ ،‬وهو ما يفعلونه كث ًريا‪ ،‬ف�إنهم ي�ستخدمونه للحديث‬
‫نيابة عن امل�ؤ�س�سة كلها‪ ،‬وهذا �أ�سلوب قد يخلق ن�أيا وتباعدً ا عاطف ًيا بد ًال من �أن ي�سد الفجوة؛‬
‫فحينما يخرب رئي�س مر�ؤو�سيه‪“ :‬نحن بحاجة �إلى �إجناز هذا الأمر”‪ ،‬ف�إنّ م�ضمون لهجته‬
‫الآمرة ينبىء بغياب الدفء والتعاطف‪ .‬فهم يدركون �أنه ي�أمرهم‪ ،‬ولن ي�شاركهم العمل‬
‫مبا�شرة‪ .‬الأف�ضل �أن يقول‪�“ :‬أنتم �ستنجزون هذا العمل مبنتهى الفعالية وال�سرعة‪،‬‬
‫و�س�أكون دائما م�ستعدً ا لدعمكم وم�ؤازرتكم‪ ”.‬فهنا متتزج قدرته بقدرتهم‪ ،‬ودفئه‬
‫بدفئهم‪ ،‬وي�شعرون �أنهم فري ًقا واحدً ا‪ ،‬القائد مثل التابع‪ ،‬واملدير مثل الأجري‪.‬‬

‫القيادة‬
‫عندما نفكر بكيفية اختيار امل�ؤ�س�سات للقيادات‪ ،‬فغال ًبا ما نكت�شف عدم املوازنة بني املقدرة والدفء‪ .‬ال مييل من يختارون‬
‫القادة ب�صورة منطية �إلى االهتمام با�صطفاء ال�شخ�ص القادر على �إجناز املهام فقط؛ فهم ال يرون ‪ -‬على الأرجح ‪� -‬إال‬
‫اجلانب امل�شرق يف املوظفني املر�شحني للرتقيات‪ .‬وغال ًبا ما يتم احلط من �ش�أن �سمة الدفء‪.‬‬
‫�أما �إذا نظرنا �إلى املهارات التي يحتاجها القادة الأكفاء‪ ،‬ف�سيت�ضح لنا �أنّ الدفء واملقدرة ي�سريان جنبا �إلى جنب يف �شخ�صية كل قائد م�ؤثر‪.‬‬
‫هناك العديد من مناذج القيادة التي يناف�س بع�ضها ً‬
‫بع�ضا‪ ،‬ومنها‪ :‬النموذج التفاو�ضي والتحويلي واملرن والكاريزمي والرئا�سي والأبوي‪ ،‬وهذه‬
‫جمرد �أمثلة حمدودة وح�سب‪ .‬وقد حاول الدكتور “جوزيف ناي” من جامعة هارفارد ت�صنيف املهارات التي تكون القائد ال�شامل‪� .‬أجرى‬
‫م�سحا لكل ت�صنيفات ودرا�سات القيادة م�ستخدما القيادة الرئا�سية كنموذج‪ ،‬فخرج بتوليفة القائد ال�شامل التي �شملت القدرات التالية‪:‬‬‫“ناي” ً‬
‫املهارات التنظيمية؛‬ ‫الر�ؤية؛‬ ‫التوا�صل؛‬ ‫الذكاء العاطفي؛‬
‫الذكاء املرتبط بال�سياق (القيادة املوقفية)‬ ‫املهارات ال�سيا�سية �أو املكيافيلية؛‬

‫الذكاء العاطفي مي ّكن القادة من فهم �أنف�سهم والآخرين بطريقة ت�سمح لهم بحفز النا�س على العطاء والفعل‪ .‬وقد الحظ “جوزيف ناي”‬
‫�أنّ الذكاء العاطفي ي�شمل‪ :‬ت�صعيد الذات (التحكم واملقدرة)‪ ،‬والو�صول �إلى الآخر (الدفء)‪.‬‬

‫التوا�صل يظهر املقدرة والدفء م ًعا‪ .‬وتعد مهارة التوا�صل الفعال �سمة ملقدرة القائد وحتكمه‪ ،‬بينما تعد القدرة على التوا�صل مع املر�ؤو�سني‬
‫ممار�سة لعن�صر الدفء‪.‬‬

‫الر�ؤية هي منظور القائد الذي ي�صف احلا�ضر وي�صوغ فكره ب�ش�أن كيفية الو�صول مل�ستقبل �أف�ضل‪ .‬فالقدرة على ابتداع ر�ؤية مقنعة تعد و�سيلة‬
‫قوية لت�أ�سي�س �شعور بوجود م�صالح واهتمامات م�شرتكة مما يقوي عن�صر الدفء‪.‬‬

‫املهارات التنظيمية ت�سمح للقادة بفهم وت�صميم وتنفيذ النظم التي توجه املوارد املطلوبة للحفاظ على �سري العمل بفاعلية وكفاءة‪ .‬ويتج ّلى‬
‫�أثر امتالك املهارات التنظيمية املمتازة يف �إبراز عن�صر املقدرة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫الذكاء املوقفي (املرتبط بال�سياق) ويعني القدرة على قراءة‬ ‫املهارات ال�سيا�سية املكيافيلية تكون �أعلى جتليات املقدرة التي‬
‫املوقف وحتديد املقاربة املالئمة للتحدي الذي يفر�ضه‪ .‬وكما �أو�ضح‬ ‫ميكن حتديدها ب�سهولة‪� .‬إ ّنها القدرة على تقييم الآخرين والتعامل‬
‫الربوفي�سور “ناي”‪ ،‬فكل موقف يتطلب اال�ستعداد للتعامل مع ثقافة‬ ‫مع ما يطلق عليه “جوزيف ناي” مواقف “القوة اخل�شنة” التي‬
‫امل�ؤ�س�سة (الدفء)‪ ،‬و�سيا�سات القوة (املقدرة)‪ ،‬واحتياجات �أع�ضاء‬ ‫تتطلب �إما الرتغيب و�إما الرتهيب؛ �أي ا�ستخدام اجلزرة والع�صا‬
‫امل�ؤ�س�سة (الدفء)‪ ،‬والفي�ض املعلوماتي وكرثة اخليارات والبدائل‬ ‫جنبا �إلى جنب‪.‬‬
‫املتاحة (املقدرة)‪.‬‬

‫هذه املهارات جميعها �ضرورية للتعامل مع حتديات القيادة‪ ،‬على الرغم من �أنّ الثقل الن�سبي لكل واحدة من هذه املهارات ومدى �أهميتها هما‬
‫�أمران يعتمدان على ال�سياق‪.‬‬

‫املقدرة والدفء وحاالت التناغم ال الت�صادم‬


‫إح�سا�سا باالنتماء‪ .‬الت�س ّيد واالنتماء‬
‫املقدرة والدفء طاقات‪ ،‬وقوى حياتية �أ�سا�سية‪ .‬املقدرة متنحنا �شعو ًرا بالت�س ّيد‪� ،‬أما الدفء في�سبغ علينا � ً‬
‫هما الو�سيلتان اللتان نتمكن بهما من التحكم يف م�شاعر القلق البدائية لدينا‪ ،‬وعندما ي�سعدنا احلظ ف�إننا ن�ست�شعر الإثارة التي تنطوي عليها‬
‫احلياة‪ .‬املقدرة متكن الدفء‪ ،‬وتعطيه م�ساحة �أرحب‪ .‬ذوو املقدرة فقط‪ ،‬يدافعون عن ر�ؤاهم‪ ،‬وذوو املقدرة والدفء يدافعون عن م�شاعر‬
‫أي�ضا ميكن املقدرة‪ ،‬فيداوي جراحنا ومينحنا هد ًفا يجعلنا �أقوياء‪ .‬لكل من املقدرة والدفء فوائدهما‬ ‫الآخرين وعن ر�ؤاهم‪ .‬والدفء � ً‬
‫اخلا�صة‪ ،‬ولكن حينما يتناغمان وين�سجمان‪ ،‬ف�إنّ احلياة كلها ت�ستقيم وت�صبح لها � ً‬
‫أي�ضا نكهتها اخلا�صة‪.‬‬
‫هذا ما يحدث عندما متتزج العنا�صر بع�ضها ببع�ض‪ .‬فالأمر �أكرب من كونك ال تخ�شى ظلك‪ ،‬و�أكرب من جمرد �إتقان مهارات تواجه بها احلياة‪.‬‬
‫هو �أكرب لأنه ي�صنع حياة من نوع خا�ص؛ بل ي�صنع حيوات لها نكهاتها وغاياتها‪ .‬فالأمر يتعلق باالنخراط وجدان ًيا يف اللحظة‪ ،‬من خالل �إدراك‬
‫�أقوالك‪ ،‬والإح�سا�س ب�أفعالك التي تعرب عن مقدرتك ودفئك‪ .‬يف تلك اللحظات ت�شعر ب�أنك قوي ومت�صل ح ًقا بالعامل وبالآخر‪ .‬وهذا هو ما‬
‫يجعلك مقن ًعا �أما الآخرين‪ ،‬لأنك حتما �ستكون مقنعا �أمام نف�سك‪.‬‬

‫المؤلفان‪:‬‬
‫“جون نيفينجر” و “ماثيو كوهوت” شريكان في شركة “كيه إن بي لالتصاالت”‬
‫االستشارية‪ ،‬وهي شركة متخصصة في فنون العرض والتقديم والتدريب‬
‫واستراتيجيات االتصال‪ .‬ويدرس المؤلفان الشريكان ً‬
‫أيضا في كلية هارفارد لألعمال‪.‬‬

‫كتب مشابهة‪:‬‬
‫‪1. Influence‬‬
‫‪The Psychology of Persuasion.‬‬
‫‪By Robert Cialdini. 2006‬‬

‫التأثير وسيكولوجية اإلقناع‪ .‬تأليف‪ :‬روبرت سيالديني‪2006 .‬‬

‫‪2. Letters from Leaders‬‬


‫‪Personal Advice for Tomorrow’s Leaders from the World’s Most Influential People.‬‬
‫‪By Henry O. Dormann. 2009‬‬

‫رسائل القادة‪ :‬نصائح شخصية للقيادات المستقبلية من أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا‪ .‬تأليف‪ :‬هنري دورمان‪2009 .‬‬

‫‪3. Getting to Yes‬‬


‫‪Negotiating Agreement Without Giving In.‬‬
‫‪By Roger Fisher. 2011‬‬

‫الحصول على “نعم”‪ :‬مفاوضات بال تنازالت‪ .‬تأليف‪ :‬روجر فيشر‪2011 .‬‬
‫‪10‬‬
‫كتاب في دقائق‬
‫“احلقيقة الب�سيطة هي �أنك �إذا �أردت �أن‬
‫حتوز الإعجاب وتقود‪ ،‬فعليك �أن تكون‬
‫حمبو ًبا‪ .‬و�إذا �أردت �أن تكون حمبو ًبا‪،‬‬
‫فعليك �أن حتب النا�س بال �شروط‪”.‬‬

‫“جون نيفينجر”‬
‫و“ماثيو كوهوت”‬

You might also like