Professional Documents
Culture Documents
كتاب في دقائق المؤثرون السمات الخفية التي تصنع الشخصية المقنعة القوية
كتاب في دقائق المؤثرون السمات الخفية التي تصنع الشخصية المقنعة القوية
ثـــــوان... فـي
�سلعة ثمينة ملن ميتلكونها ،و�أثمن ملن يعرفون كيف ي�ستثمرونها “الإن�سان �أمامه خياران� :إما �أن يكون تاب ًعا �أو مباد ًرا ،ونحن
باحلكمة والتوجه �صوب م�ستقبل �أف�ضل .وعليه ،فقد �أردنا اخت�صار نرغب يف �أن نكون مبادرين ومتقدمني” .مقولة ل�سيدي �صاحب
الكلمات وو�ضع احلروف يف ن�صابها من خالل �إتاحة املجال ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم رعاه اهلل ،هي كلمات
لقيادات دولتنا لالطالع على جديد املعارف يف �أق�صر مدة زمنية نعتز بها ون�ستلهمها د�ستورا نهتدي به يف كل ما تقدمه امل�ؤ�س�سة
متاحة .مما �سيبقي العقول متقدة والقلوب متوثبة. من مبادرات و�أفكار ترتقي باملجتمع وتنه�ض بفكره وثقافته .ولن
نر�ضى ب�أن نكون تابعني بل �سنوا�صل العمل واالجتهاد دائم ًا لنكون
�إنه م�شروع قدمي حديث ،فعلماء العرب وامل�سلمني قاموا يف ع�صر
من املبادرين واملتقدمني.
النه�ضة برتجمة الكتب وتلخي�صها مبا يتنا�سب مع توجهات
الباحثني والراغبني يف املعرفة .وزخرت مكتبات الأندل�س والعراق من هنا تت�شرف م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم ب�إطالق م�شروع:
وال�شام وم�صر ب�آالف امللخ�صات لكتب الأدب والفل�سفة والعلوم. “كتاب يف دقائق” الذي �سي�سهم يف ن�شر املعرفة من خالل تقدمي
واليوم ت�سعى م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم �إلى �إحياء تراث �أف�ضل ما كتب� ،إ�ضافة �إلى نقل العلوم واملعارف من لغتها الأ�صلية
قدمي �ساهم يف ن�شر املعرفة وبناء احل�ضارة العربية والإ�سالمية �إلى اللغة العربية على �شكل خال�صة ممتعة وغنية بامل�ضمون واملعاين
قبل �أكرث من �ألف عام. ملجموعة من �أهم املجاالت احليوية يف ع�صرنا الراهن وهي :القيادة
والإدارة احلديثة ومدار�سها املختلفة ،التنمية الب�شرية والطاقة
ي�أتي هذا امل�شروع �ضمن دعم منظومة ن�شر املعرفة التي تت�صدرها
الإيجابية وفنون الدافعية والتحفيز ،والأ�سرة وحتدياتها الع�صرية
امل�ؤ�س�سة ،ولدينا كافة الأ�سباب التي جتعلنا ن�ؤمن ب�أنه �سيخدم
وق�ضايا املجتمع الآنية.
�شريحة وا�سعة من �أبناء بالدنا على امتداد الوطن ،ملا فيه من فائدة
كربى تتجلى يف نقل �أكرب قدر من املعارف يف �أ�سرع وقت ممكن. نعي�ش ع�صرا تت�سابق فيه عقارب ال�ساعة؛ ع�صر �أ�صبح فيه الوقت
جمال بن حويرب
الع�ضو املنتدب مل�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم
قدرتنا على ت�س ُّيد املوقف والتحكم يف توتر مب�ستوى هذا ال�ضغط
العايل ،لكي نظهر ونعرب عن قوتنا وحميميتنا ،وعن ثقتنا
ب�أنف�سنا ورحابة م�شاعرنا ،يف الوقت ذاته فهو �أمر �صعب ونادر �إال �أنّ التحدي الذي يواجهنا ب�ش�أن هذين املعيارين هو �صعوبة
احلدوث ،لدرجة �أننا نحتفي ونحتمي بالأ�شخا�ص الذين يتمكنون �إبرازهما م ًعا ،والتعامل معهما ب�شكل متكامل .لأنّ كال منهما
من التح ّكم فيهما م ًعا ،فن�ضعهم يف القمة ويتملكنا �شعور بالغبطة ً
ومتناق�ضا مع الآخر .فم�صدر ال�صعوبة هو �أنّ يبدو م�ضادًا
نحوهم .ولقد �أطلقنا م�سميات كثرية على هذه “الهبة الإلهية” املقدرة والدفء بينهما توتر ومواجهة مبا�شرة� ،أحدهما مقابل
منها :عظمة ،وقيادة ،وبطولة ،و�شجاعة ،وت�أثري ،ومتيز ،وت ّفرد، الآخر .ومن �ش�أن هذا التوتر �أن يطرح �أمامنا مع�ضلة :حيث علينا
ونلخ�صها �أحيانا بكلمة واحدة كبرية ن�سميها“ :كاريزما”. �أن نقرر يف كل حلظة � ّأي نوع من الإ�شارات االجتماعية �سرن�سل
املقدرة ت�ضمن �إجناز املهام .وبو�صفها �سمة �شخ�صية فهي معيار للقدر الذي يتمكن به املرء من
فر�ض �إرادته على عاملنا .فكل من يظهر هذه ال�سمة يجذب اهتمامنا ،و�سبب ذلك ،هو �أن ّنا نحتاج
�أن نعرف ما �إذا كان �سي�ستغل مقدرته هذه مل�ساعدتنا �أم �ضدنا؛ ل�صاحلنا وهو معنا� ،أم ل�صاحله هو
فقط .و�سواء خاجلنا �شعور باحل�سد �أو بالغبطة ،فنحن نظهر االحرتام لكل الأ�شخا�ص الذين تربز
فيهم �سمة املقدرة.
ارتباطا ال تنف�صم عراه .ونحن ننظر �إلى ال�شخ�ص �صاحب املقدرة ً وترتبط القيادة ب�سمة املقدرة
كقائد لأنه ي�ستطيع �أن يوفر احلماية لنا �ضد املخاطر التي تتهددنا �شخ�ص ًيا �أو تهدد جمتمعنا .لأنّ
املقدرة تت�شكل بدورها من عن�صرين �أ�سا�سيني :القدرة على �إحداث الت�أثري يف العامل ،والتح ّلي بروح
املبادرة للقيام بعمل ما.
• القدرة
تت�ضمن القدرة �أي �شيء ي�سمح لك بالت�أثري يف العامل .وي�شتمل هذا على �سمات القوة اجل�سمانية واملهارات التقنية
املكت�سبة واملهارات االجتماعية الذكية واحلكمة التي هي ثمرة التجارب املح َّنكة .وي�شري علماء االجتماع �إلى جممل ذلك
كله مب�صطلح �أو مفهوم“ :الكفاءة”.
• الإرادة
�إذا كانت القدرة تعني �أن متتلك الأدوات لإجناز املهام ،فالإرادة هي املقدرة ال�شخ�صية الالزمة لل�شروع يف الفعل.
قدما ،بل (�أو على وجه اخل�صو�ص) يف مواجهة العقبات واملقاومة وال�صمود. التزاما بامل�ضي ً
ً فالإرادة تتب ّدى بو�صفها
فنحن نتحدث عن هذه ال�صفة طوال الوقت ون�سميها الت�صميم� ،أو العزم� ،أو التحفيز� ،أو الطموح� ،أو املرونة.
2
كتاب في دقائق
• الدفء
�أما الدفء فهو ما ي�ست�شعره النا�س حينما يدركون �أنهم يت�شاركون يف امل�صالح والهموم� .إ ّنه ال�شعور باالنتماء �إلى فريق �أو م�ؤ�س�سة �أو جمتمع
ومتحم�سا لقطف
ً �أو وطن .ف�إذا كانت املقدرة تتعلق با�ستطاعة املرء تنفيذ ما عزم عليه ،فالدفء يتعلق مبا �إذا كنت �ستكون �سعيدً ا ومتفائلاً
ثمار جهودك .فحينما يظهر الأ�شخا�ص الدفء ف�إننا نعجب بهم ،ونعمل على توطيد عالقتنا معهم .والدفء ي�شتمل على مفاهيم ومكونات
ذات �صلة منها :التعاطف ،والألفة ،واحلب.
• الألفة
�شخ�صا �أو �شي ًئا غري م�ألوف ف�إننا نكون حذرين – �أي نكون
الأ�شياء والأحا�سي�س امل�ألوفة م�صدر �ضروري خللق ال�شعور باالرتياح .فحينما نواجه ً
م�ستعدين لال�ستجابة بقوة (لأننا خائفون) – ونبقى مت�أهبني حتى نت�أكد �أن ال خطر حقيقيا وكبريا يتهددنا.
• احلب
حدد الباحثون ثالث منظومات �أو حاالت بيولوجية خمتلفة نطلق عليها ا�سم “احلب” :وهي احلب الرومان�سي �أو الأفالطوين احلامل،
واالجنذاب اجل�سدي يف احلب الغريزي ،وم�شاعر املودة العامة �أو التفاعل ال�شخ�صي واجلماعي .والنوع الثالث – �أي م�شاعر املودة والتعلُّق
والتفهم – هي التي تعنينا يف مو�ضوع الدفء وتطبيقاته يف القيادة والت�أثري.
مبجرد �أن نعجب ب�شخ�ص ما ينطلق ت�أثري الهالة ويبد�أ عمله ،فنجد �أنه من ال�سهولة مبكان �أن نك ّون
ر�أ ًيا مغال ًيا ب�ش�أنه وي�صبح من ال�صعب �أن نظن �أي �شيء �آخر .غري �أنّ هناك �آلية �أخرى تتدخل هنا،
وهي يف �صراع مع ت�أثري الهالة.
هناك ت�أثري هيدروليكي ومتحرك ومتنقل ومتبادل بني املقدرة والدفء :فحينما يرتفع �أحد العن�صرين
عادة ،يهبط من�سوب العن�صر الآخر .ارفع �صوتك حتى ي�صل �إلى م�سامع الآخرين خالل اجتماع،
و�ستبدو وك�أنك غا�ضب� .أظهر مزيدً ا من االحرتام ب�صدر رحب جتاه زمالئك ،و�ستبدو كما لو كنت
�شخ�صا م�ستكي ًنا .فكل ما تفعله تقري ًبا لزيادة مقدرتك يقلل من �سمة �أو طاقة الدفء لديك .وكل ما
ً
تفعله لزيادة حميميتك يقلل من �سمة ومن طاقة املقدرة لديك �أي�ضا.
3
كتاب في دقائق
املقدرة +الدفء
�أب�سط طريقة للتفكري ب�ش�أن كم املقدرة والدفء اللذين يظهرهما �شخ�ص ما هو قيا�س امل�شاعر التي تعرتينا حيال ت�صرفاته .لقد ر�أى
مكيافيلي �أن املقدرة العالية ميكن �أن تثري اخلوف ،بينما ميكن للإ�سراف يف الدفء �أن يثري املحبة .وتبدو ال�صورة �أعقد قلي ًال حينما ننظر �إلى
�أ�شكال خمتلفة من امتزاج املقدرة بالدفء .فقد قدمت “�إميي كادي” من جامعة هارفارد ،بح ًثا هو مبثابة بذرة ملا تاله من �أبحاث .وبينما
ركز البحث على فهم كيفية �إ�صدار الأحكام ب�آلية منطية ،فقد اعترب عن�صري( :املقدرة والدفء) عاملني عامليني ي�شكالن �أحكامنا ب�ش�أن
الآخرين .ويو�ضح ال�شكل التايل ا�ستجاباتنا ال�شعورية جتاه الأ�شخا�ص الذين يظهرون م�ستويات خمتلفة من املقدرة والدفء.
املقدرة
الركن الأمين يف الأعلى هو بكل و�ضوح ركن امل�ستقبل.
الأ�شخا�ص املوجودون به ينتمون �إلى فريقنا ،وهم �أف�ضل
احل�سد/اخلوف الإعجاب الالعبني .هناك ،يقبع الأ�شخا�ص �أو القادة الذين نخلع
عليهم �سمة “الكاريزما” .وهناك ،ال ترى �أ�شخا�صا
الإزدراء التعاطف كثريين ،لأنه من ال�صعب ال�سيطرة على التوتر �أو حالة
ال�شد واجلذب بني كل من املقدرة والدفء و�إظهار ما
يكفي من كليهما يف الوقت ذاته من �أجل ك�سب عميق
االحرتام وخال�ص املودة.
الدفء
قانون “الطماطم”
تعمل �سمة الدفء على �أ�سا�س نطلق عليه ا�سم “قاعدة �أو مبد�أ الطماطم” :فمثلما ميكن لليلة باردة
واحدة �أن تدمر حقل طماطم ب�أكمله ،كذلك قد تت�سبب واقعة واحدة تظهر فيها ال مباالتك – ب�أنك
اهتماما مبا ي�شعر – مما يجعل �إعادة بث ال�شعور ً �شخ�صا �آخر م�صاحله �أو ال تبدي ً ال ت�شارك
بالدفء بينكما �أم ًرا �صع ًبا� .إذا ما ت�صرفت بـال مباالة ولو ملرة واحدة ف�إنّ االنطباع ال�سلبي �سيلت�صق
بالأذهان� .أما املقدرة فتعمل بطريقة معاك�سة :ف�إذا ما �أظهرت مقدرتك و�أكدتها ملرة واحدة وح�سب
فمن �ش�أن هذا �أن يث ّبت قدميك ك�شخ�ص مقتدر وقوي وم�ؤثر.
من �أول الأ�شياء التي يعرفها النا�س عنك ال�سمات اجل�سمانية :جن�سك ،ج�سمك ،مالحمك،
عرقك� ،أ�صلك وف�صلك ،وعمرك .وبقدر ما تتكون هذه املعرفة املبدئية بطريقة �سريعة و�سطحية،
ف�إنّ هذه ال�سمات توحي بالفعل ب�صورة ظلية �أو �شبحية �أو منعك�سة ل�صورتك العامة املكونة من
املقدرة والدفء.
جن�سك وانتما�ؤك العرقي ومالحمك هي البطاقات التي بحوزتك .و�أ ًيا كانت �صفات وم�سميات
هذه البطاقات فب�إمكانك �أن تلعب بها جيدً ا بحيث يدرك الآخرون ال�سمات العظيمة ل�شخ�صيتك.
ولكي تبد�أ ف�سوف ي�ساعدك كث ًريا �أن تفهم كيف ت�سري الأمور بينك وبني النا�س.
4
كتاب في دقائق
القائمة على التفكري ال�سريع “�آلة القفز �إلى اال�ستنتاجات”. لقد طورنا كب�شر ،جمموعة من الدوائر الع�صبية الكثرية لإ�صدار
من �ش�أن القفز �إلى اال�ستنتاجات حول الآخرين �أن يجعلنا ن�شعر �أحكام قيمية وحلظية قائمة على عوامل ج�سدية �أ�سا�سية .هذه
بثقة �أكرب وقدر �أقل من ال�شك �إزاء العامل من حولنا .لكن مبجرد �أن احل�سابات ال�سريعة حتدث ب�صورة تلقائية ،فيما وراء العقل
�شخ�صا ما ،ف�إننا جنري عملية تر�شيح
ً نبد�أ يف التفكري ب�أننا نفهم الواعي ،بقدر �ضئيل للغاية من املجهود .ولي�ست الأولويات هنا هي
للمعلومات الآتية ومنيل �إلى ا�ستبعاد الأفكار التي ال تتواءم وال�صورة حتري املو�ضوعية والدقة ،فالتقييمات الكافية وال�سليمة قد تفي
التي ر�سمناها يف �أذهاننا على عجل ،بو�صفها جمرد انحرافات بالغر�ض و�إن كانت �سريعة .يف كتابه “التفكري ب�سرعة والتفكري
تفتقر �إلى املغزى .وبهذا ي�صبح املرء �سجني ت�صوراته امل�سبقة، ببطء -ال�صادر عام )2011يطلق عامل النف�س “دانيال كامنان”
وكذلك يكون الآخرون الذين يخ�ضعون لأفكارنا النمطية امل�سبقة. احلا�صل على جائزة نوبل يف االقت�صاد ال�سلوكي ،على هذه العمليات
من امل�سلمات �أن الرجال �أقوياء ،و�أنهم غري ودودين �إلى حد ما .باملقابل نفرت�ض �أنّ الن�ساء يتمتعن بدفء �أكرب لكنهن �أ�ضعف.
وهناك �سبب بيولوجي وراء ذلك :فلدى الرجال ن�سبة �أكرب من هرمون “التي�ستو�سرتون” مقارنة بالن�ساء الالئي لديهن ن�سبة �أكرب من هرمون
أي�ضا باالنف�صال االجتماعي والعاطفي .وعلى النقي�ض “�إ�سرتوجني ”.يرتبط هرمون التي�ستو�سرتون بالقوة اجل�سمانية والت�صميم ،لكنه يتعلق � ً
يت�صل هرمون �إ�سرتوجني بالتناغم �أكرث مع م�شاعر الآخرين .كما ينظر �إلى الرجال على �أنهم �أقدر على املوازنة بني املقدرة والدفء ب�شكل
عام .يف حني تعترب الن�ساء �أ�ضعف ،مع جرعات فائ�ضة من الدفء العاطفي.
االنتماء العرقي
مفتاحا لفهم اخلربات احلياتية التي رمبا يكون مثل اجلن�س والعمر يعد االنتماء العرقي �أحد املحددات املرئية التي تقدم للرائي ً
�شخ�ص ما قد مر بها .ففي حني �أنّ الب�شر مييلون �إلى التوا�صل االجتماعي مع �أقرانهم من داخل جماعتهم ،هناك بالفعل درجة معقولة من
االتفاق عرب الثقافات ب�ش�أن � ّأي الثقافات تتمتع بدفء �أكرب و�أ ّيها يتمتع مبقدرة �أكرب ب�صورة عامة .فمثال يعتقد البلجيكيون �أنّ الربازيليني يتمتعون
بدفء �أكرب ،لكنهم �أقل كفاءة ،لكنهم – � ْأي البلجيكيون – يرون اليابانيني �أكف�أ و�أقل متت ًعا بالدفء العاطفي مقارنة بهم .فالأ�شخا�ص الذين
يعي�شون يف دول ذات دخل متو�سط يعتربون الآخرين يف الدول ذات الدخل املادي الأعلى ب�صفة عامة �أقوى ،لكنهم �أقل دف ًئا مقارنة ب�أنف�سهم.
العمر
هناك عالقة �أ�سا�سية بني املقدرة والدفء والعمر يف بع�ض الثقافات� .إذ ينظر �إلى الأطفال وكبار ال�سن باعتبارهم �أقل كفاءة
وقدرة ،لكنهم يتمتعون بدفء �أكرب من البالغني .وبالن�سبة �إلى الكفاءة ،يحتاج ك ٌّل من �صغار ال�سن وكبار ال�سن �إلى م�ستويات متفاوتة من العون
أي�ضا :فبداخلنا تعاطف �إن�ساين طبيعي جتاهفيما يتعلق بالوظائف الأ�سا�سية يف احلياة اليومية� .أما بالن�سبة �إلى الدفء فهو �أمر منطقي � ً
ال�ضعفاء .يولد ال�صغار ولهم جاذبية كبرية لأنهم يعتمدون علينا .وتتبع القوة منحنى اجلر�س فت�صل �إلى القمة يف وقت مبكر بالن�سبة �إلى
الريا�ضيني ،ثم �إلى املحرتفني.
�أما منط كبار ال�سن فهو مرن� ،أو على الأقل فيما يتعلق بغياب الكفاءة .فلدى الغالبية العظمى م ّنا والد �أو ج ّد �أو عمة �أو خال يجدون �صعوبة
متاما عن التعامل مع مواقف احلياة اليومية.يف تذكر الأ�سماء �أو يقودون �سياراتهم وهم يف حالة �شرود ،وفج�أة ي�صبح هذا ال�شخ�ص عاجزً ا ً
وغال ًبا ما نعترب ذلك عالمة على ال�ضعف واله�شا�شة ال باعتبارها م�س�ألة م�ستقلة ،بل باعتبارها بداية منزلق ،وهذا يعني �أننا منيل �إلى �إغفال
�إ�شارات �أخرى ب�أنّ كبار ال�سن ما زالوا �أقوياء وقادرين.
5
كتاب في دقائق
ا�ستثمار ما لديك
يف حني �أنّ �أغلب ال�سلوكيات تتم بطريقة غري واعية ،ف�إنه ميكن �إخ�ضاعها كلها تقري ًبا لالختيار الواعي.
ب�إمكانك �أن تختار -لي�س فقط � -أن تت�صرف بطريقة مغايرة ،بل و�أن تتعلم كيف تت�صرف بطريقة مغايرة:
ميكنك �أن تتخذ خطوات تغري من الأ�سلوب الذي ت�ستجيب به بطريقة غري �شعورية يف امل�ستقبل .وهناك
طرق عديدة ميكنك �أن ُتظهِ ر من خاللها مقدرة �أكرب ودف ًئا �أكرب لتحقق التوازن بني الإ�شارات التي تر�سلها.
وبعبارة �أخرى :ميكنك تغيري الواقع.
يرتبط التوا�صل ال�صامت مبا�شرة بالثقة .حينما حتت�شد كل الإ�شارات – تعبريات الوجه وو�ضع اجل�سد والإمياءات ونغمة ال�صوت
والكلمات – لرتوي حكاية مت�سقة ،ف�إننا نثق ب�أنّ هذه الإ�شارات هي تعبري دقيق عما ي�شعر به ال�شخ�ص .وعلى النقي�ض ،حينما تخربنا
�إ�شارات خمتلفة بق�ص�ص خمتلفة ،ف�إنّ ال�شك يخامرنا ب�أن هذا ال�شخ�ص متناق�ض وح�ضوره ال يبعث على االطمئنان ،بل رمبا هو يحاول
�أن يخفي �شي ًئا .ومن غري التفكري ب�صورة واعية يف الأمر ،نلحظ التناق�ضات غري اللفظية ون�ستخدمها لكي ن�ست�شعر غياب الأمان وال�شك
وال�ضعف .هذه الو�سائل هي التي متكننا من معرفة �أنّ هناك �شي ًئا ما غري �صحيح.
امل�ساحة
امتالك امل�ساحة �أمر يتعلق باملقدرة �أكرث مما يتعلق بالدفء .الطريقة التي تَ�ستغل بها امل�ساحات يف املكان تقول الكثري عن مقدرتك.
الأقوياء واملقتدرون يت�صرفون ب�أريحية يف �أي مكان ،وي�شغلون م�ساحة كبرية ويتحركون بحرية وبال قيود .عندما يتوا�صل طرفان ،ف�إنّ
�أحدهما يق ّرب امل�سافة ت�أكيدً ا للهيمنة .وقد ي�ستخدم امل�ساحة بطريقة مغايرةْ � :أي يبتعد ويتجنب الآخرين .فعندما يهيمن �شخ�ص ما
على معظم امل�ساحة ف�إنه يوحي للآخرين مبن هو القائد يف هذا املكان .كما �أنّ تقريب امل�سافات هو ما نفعله ب�صورة منوذجية حينما
نظهر الدفء .وعلى العك�س ،فاالبتعاد عن �شخ�ص ما قد يوحي بغياب الدفء ،حتى و�إن كان هذا االبتعاد ناجت عن االحرتام.
6
كتاب في دقائق
و�ضع اجل�سد
و�ضع اجل�سد وحتريكه ب�صورة م�ستقيمة ومالئمة تظهر املقدرة .الأمر هنا يتعلق بامتالك م�ساحة كبرية ،ر�أ�س ًيا فقط :فمن �ش�أن الوقوف
بقامة م�ستقيمة �أن يظهر ثقتك بنف�سك .كما �إنّ اتخاذ و�ضعية ج�سدية متلأ امل�ساحات من �ش�أنه �أن ير�سل ر�سالة �ضمنية وغري لفظية ال
تختلف يف فحواها كث ًريا عن امتالكك �سيارة فارهة �أو منز ًال فخ ًما :انظروا �إ ّ
يل؛ �أنا �شخ�ص مهم.
الإمياء
كيف ميكننا �إظهار املقدرة والدفء با�ستغالل الذراعني؟ ل َرن �أو ًال كيف نظهر املقدرة.
• امل�سافة :ميكنك �أن تظهر مقدرتك بتحريك الذراعني والكوعني ،بعيدً ا عن جذعك.
وق�صد وهدوءٍ ور�شاق ٍة .والهدف من ذلك
ٍ • التحكم :لي�س املحك �أن حترك الذراعني ع�شوائ ًيا ك�أنك م�ستثار ،بل �أن حتركهما بت�أنٍّ
تاما يف مكان ج�سدك ويف امل�ساحة التي ت�شغلها.
�أن تظهر حتك ًما ً
ال�سرعة
مرتاحا �أو منتب ًها �أو ع�صب ًيا .يفيد م�ستوى االرتياح واالنتباه يف �إظهار كل من املقدرة
ً توحي �إمياءاتك كذلك مب�ستوى طاقتك� :أي ما �إذا كنت
منخف�ضا للغاية ف�إن هذا ي�ستنفد كال من مقدرتك ودفئك. ً والدفء .وعلى النقي�ض ،حينما يكون م�ستوى طاقتك مرتف ًعا للغاية �أو
اليدان
الطريقة التي حترك بها يديك تر�سل �إ�شارة �إلى املحيطني بك .ف�إذا ثنيت �أ�صابعك لت�شكل قب�ضة بيديك� ،أو ب�سطت يديك كما لو كنت ت�ؤدي
�إحدى حركات لعبة الكاراتيه ف�أنت توحي باملقدرة� .أما الإ�شارة بال�سبابة فهي حركة توحي بقوة مبالغ فيها ،ولذا ف�إن ال�سا�سة يتجنبون مثل
هذه الإمياءة.
الكرة ال�سحرية
هناك تطبيق ف ّعال ميكنك االعتماد عليه لإظهار “املقدرة” بحركات يديك .تخيل �أنك مت�سك بكرة
لعبة الطائرة بيديك على م�ستوى خ�صرك ،وبعيدً ا عن ج�سدك بقليل� .أثن �أ�صابعك كما لو �أن هناك
كرة فع ًال بني �أ�صابعك .والآن �أنظر يف املر�آة .من هذا الو�ضع ميكنك تو�سيع امل�سافة بني كفيك ك�أنك
مت�سك بكرة �أكرب متاثل كرة ال�سلة� ،أو كرة �أ�صغر يف حجم كرة �أطفال مت�سكها بيد واحدة ،بينما الذراع
الأخرى �إلى جانبك .ميكنك �أن ت�س ّلم الكرة للجمهور اجلال�س �أمامك �أو تتابع حديثك وتهز الكرة بيدك
قلي ًال كي ت�ضفي مزيدً ا من الت�أكيد على منطقك يف الإقناع .قد تبدو هذه ال�صورة غريبة ،لكنك �سرتى
متاما .ف�إن �شعرت باحلرج يف
بنف�سك عددًا ال ح�صر له من املتحدثني يفعلون ذلك ،ويبدو الأمر طبيع ًيا ً
� ّأي وقت و�أنت تتحدث للجمهور ،وال تدري ماذا �ستفعل بيديك ،تذكر هذه الكرة .توفر لك �صورة الكرة
عددًا ال ح�صر له من الأو�ضاع واحلركات الدائرية التي ت�ضفي دف ًئا على �أدائك ،ب�شرط �أن تكون راحة
اليد مفتوحة والأ�صابع مثنية والكوعان بعيدين عن جذعك قلي ًال.
�أف�ضل بداية لتحليل العنا�صر املرئية املتعلقة بالدفء تبد�أ من الوجه ،و�أول طريقة نظهر بها الدفء
هي االبت�سامة .االبت�سامة و�سيلة �أ�سا�سية للتوا�صل غري اللفظي را�سخة يف �أعماق ال�سلوك الإن�ساين يف
كل العامل .فنحن نن�سب ال�صفات احلميدة ملن يبت�سمون يف وجوهنا ،ونراهم دائ ًما �سعداء وجذابني
و�أذكياء وناجحني و�إيجابيني .كما �إنّ االبت�سامة ت�صنع الهالة ،مما يجعلنا نك ّون عالقات وروابط مع
كل من يقابلوننا باالبت�سام.
7
كتاب في دقائق
�سلوكك وت�أثريك يف بيئة العمل
كانت ثقافة البنك قوية ور�سمية وحتتاج لإظهار املقدرة ،بينما متتاز ثقافة ال�شركة الإعالمية
بالدفء واالنطالق واالبتكار �أكرث من الروتني .لقد فازت مع البنك لأنها �أبرزت املقدرة،
وخ�سرت مع �شركة الإعالم لأنها جتاهلت الدفء ،مما �أوحى للمديرين �أنها لن تفهم ثقافتهم
ولن ت�ستطيع الغور يف �صميم احتياجاتهم.
8
كتاب في دقائق
دالالت ا�ستخدام “�أنا” و“نحن”
ا�ستخدام ال�ضمريين “�أنا” و“نحن” ينبئنا بالكثري عن املقدرة والدفء .فقد علمتنا اخلربات واحلياة �أنّ الإفراط يف ا�ستخدام ال�ضمري
“�أنا” يوحي بالتمركز حول الذات والأنانية ،وهو ما يث ّبت �سمة املقدرة ويلغي �سمة الدفء .وقد يوحي هذا ال�سلوك �أنّ املتكلم يعاين من بع�ض
املخاوف التي يحاول �إخفاءها .ويف كل الأحوال ف�إن الإ�سراف يف ا�ستخدام ال�ضمري “�أنا” ال يعبرّ عن الدفء.
باملقابل ف�إنّ ا�ستخدام ال�ضمري “نحن” يظهر وع ًيا بالآخرين ،ويوفر ً
فر�صا لإبراز �إدراكك وفهمك
لأفكارهم وم�شاعرهم .فهذا ي�ساهم يف �إظهار الدفء من خالل نقل الإح�سا�س باالهتمامات
وامل�صالح امل�شرتكة .عندما ن�ستخدم “نحن” بهذه الطريقة ف�إننا نفكر فيها باعتبارها “لغة الدائرة”؛
فهي ت�سمح لك بالولوج �إلى الدائرة مع م�ستمعيك من خالل ر�سم الدائرة لت�شملهم وت�شملك معهم.
عندما ي�ستخدم قادة امل�ؤ�س�سات ال�ضمري “نحن” ،وهو ما يفعلونه كث ًريا ،ف�إنهم ي�ستخدمونه للحديث
نيابة عن امل�ؤ�س�سة كلها ،وهذا �أ�سلوب قد يخلق ن�أيا وتباعدً ا عاطف ًيا بد ًال من �أن ي�سد الفجوة؛
فحينما يخرب رئي�س مر�ؤو�سيه“ :نحن بحاجة �إلى �إجناز هذا الأمر” ،ف�إنّ م�ضمون لهجته
الآمرة ينبىء بغياب الدفء والتعاطف .فهم يدركون �أنه ي�أمرهم ،ولن ي�شاركهم العمل
مبا�شرة .الأف�ضل �أن يقول�“ :أنتم �ستنجزون هذا العمل مبنتهى الفعالية وال�سرعة،
و�س�أكون دائما م�ستعدً ا لدعمكم وم�ؤازرتكم ”.فهنا متتزج قدرته بقدرتهم ،ودفئه
بدفئهم ،وي�شعرون �أنهم فري ًقا واحدً ا ،القائد مثل التابع ،واملدير مثل الأجري.
القيادة
عندما نفكر بكيفية اختيار امل�ؤ�س�سات للقيادات ،فغال ًبا ما نكت�شف عدم املوازنة بني املقدرة والدفء .ال مييل من يختارون
القادة ب�صورة منطية �إلى االهتمام با�صطفاء ال�شخ�ص القادر على �إجناز املهام فقط؛ فهم ال يرون -على الأرجح � -إال
اجلانب امل�شرق يف املوظفني املر�شحني للرتقيات .وغال ًبا ما يتم احلط من �ش�أن �سمة الدفء.
�أما �إذا نظرنا �إلى املهارات التي يحتاجها القادة الأكفاء ،ف�سيت�ضح لنا �أنّ الدفء واملقدرة ي�سريان جنبا �إلى جنب يف �شخ�صية كل قائد م�ؤثر.
هناك العديد من مناذج القيادة التي يناف�س بع�ضها ً
بع�ضا ،ومنها :النموذج التفاو�ضي والتحويلي واملرن والكاريزمي والرئا�سي والأبوي ،وهذه
جمرد �أمثلة حمدودة وح�سب .وقد حاول الدكتور “جوزيف ناي” من جامعة هارفارد ت�صنيف املهارات التي تكون القائد ال�شامل� .أجرى
م�سحا لكل ت�صنيفات ودرا�سات القيادة م�ستخدما القيادة الرئا�سية كنموذج ،فخرج بتوليفة القائد ال�شامل التي �شملت القدرات التالية:“ناي” ً
املهارات التنظيمية؛ الر�ؤية؛ التوا�صل؛ الذكاء العاطفي؛
الذكاء املرتبط بال�سياق (القيادة املوقفية) املهارات ال�سيا�سية �أو املكيافيلية؛
الذكاء العاطفي مي ّكن القادة من فهم �أنف�سهم والآخرين بطريقة ت�سمح لهم بحفز النا�س على العطاء والفعل .وقد الحظ “جوزيف ناي”
�أنّ الذكاء العاطفي ي�شمل :ت�صعيد الذات (التحكم واملقدرة) ،والو�صول �إلى الآخر (الدفء).
التوا�صل يظهر املقدرة والدفء م ًعا .وتعد مهارة التوا�صل الفعال �سمة ملقدرة القائد وحتكمه ،بينما تعد القدرة على التوا�صل مع املر�ؤو�سني
ممار�سة لعن�صر الدفء.
الر�ؤية هي منظور القائد الذي ي�صف احلا�ضر وي�صوغ فكره ب�ش�أن كيفية الو�صول مل�ستقبل �أف�ضل .فالقدرة على ابتداع ر�ؤية مقنعة تعد و�سيلة
قوية لت�أ�سي�س �شعور بوجود م�صالح واهتمامات م�شرتكة مما يقوي عن�صر الدفء.
املهارات التنظيمية ت�سمح للقادة بفهم وت�صميم وتنفيذ النظم التي توجه املوارد املطلوبة للحفاظ على �سري العمل بفاعلية وكفاءة .ويتج ّلى
�أثر امتالك املهارات التنظيمية املمتازة يف �إبراز عن�صر املقدرة.
9
كتاب في دقائق
الذكاء املوقفي (املرتبط بال�سياق) ويعني القدرة على قراءة املهارات ال�سيا�سية املكيافيلية تكون �أعلى جتليات املقدرة التي
املوقف وحتديد املقاربة املالئمة للتحدي الذي يفر�ضه .وكما �أو�ضح ميكن حتديدها ب�سهولة� .إ ّنها القدرة على تقييم الآخرين والتعامل
الربوفي�سور “ناي” ،فكل موقف يتطلب اال�ستعداد للتعامل مع ثقافة مع ما يطلق عليه “جوزيف ناي” مواقف “القوة اخل�شنة” التي
امل�ؤ�س�سة (الدفء) ،و�سيا�سات القوة (املقدرة) ،واحتياجات �أع�ضاء تتطلب �إما الرتغيب و�إما الرتهيب؛ �أي ا�ستخدام اجلزرة والع�صا
امل�ؤ�س�سة (الدفء) ،والفي�ض املعلوماتي وكرثة اخليارات والبدائل جنبا �إلى جنب.
املتاحة (املقدرة).
هذه املهارات جميعها �ضرورية للتعامل مع حتديات القيادة ،على الرغم من �أنّ الثقل الن�سبي لكل واحدة من هذه املهارات ومدى �أهميتها هما
�أمران يعتمدان على ال�سياق.
المؤلفان:
“جون نيفينجر” و “ماثيو كوهوت” شريكان في شركة “كيه إن بي لالتصاالت”
االستشارية ،وهي شركة متخصصة في فنون العرض والتقديم والتدريب
واستراتيجيات االتصال .ويدرس المؤلفان الشريكان ً
أيضا في كلية هارفارد لألعمال.
كتب مشابهة:
1. Influence
The Psychology of Persuasion.
By Robert Cialdini. 2006
رسائل القادة :نصائح شخصية للقيادات المستقبلية من أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا .تأليف :هنري دورمان2009 .
الحصول على “نعم” :مفاوضات بال تنازالت .تأليف :روجر فيشر2011 .
10
كتاب في دقائق
“احلقيقة الب�سيطة هي �أنك �إذا �أردت �أن
حتوز الإعجاب وتقود ،فعليك �أن تكون
حمبو ًبا .و�إذا �أردت �أن تكون حمبو ًبا،
فعليك �أن حتب النا�س بال �شروط”.
“جون نيفينجر”
و“ماثيو كوهوت”