Professional Documents
Culture Documents
1
1
قبل محاولة إعطاء تعريف لالستراتيجية ،سنحاول ذكر جذور هذه األخيرة.
تعود جذور مصطلح االستراتيجية إلى األصل اإلغريقي " " Strategiaوتعني "فن
الحرب" ،لذلـك فـإن نقل هذا المصطلح 7إلى اإلدارة سيعني بصورة أولية على األقل "فن
اإلدارة أو القيادة" .
وقد انتقل هذا المفهوم إلى مجال األعمال والمؤسسات ،وكانت أول التطبيقات لنظام
التخطيط االستراتيجي خالل الفترة 1965- 1961بالواليات المتحدة األمريكية ،حيث
احتل العمل الرائد لـ Andrews-R Kennethفي كتابه " The strategy
" corprate of conceptمكانة بارزة في تشكيل حقل اإلدارة االستراتيجية ،حيث
عرف االستراتيجية على أنها مماثلة بين ما تستطيع المؤسسة عمله (أي تحديد عناصر القوة
والضعف) 7،وما يجب أن تفعله (الفرص والتهديدات البيئي).
في الوقت الحالي أصبح مفهوم الميزة التنافسية الشغل الشاغل للباحثين االقتصاديين وعلى
هذا األساس فالدخول في دائرة التنافس ال يعني القضاء على المنافسين وإنما تقديم منتجات
ترضي المستهلكين تختلف عن المنافسين ،ومن التعاريف التي أعطيت لها ما يلي:
تعرف الميزة التنافسية على أنها "ميزة أو عنصر تفوق المؤسسة يتم تحقيقه في حالة اتباعها
لالستراتيجية معينة للتنافس "
ولقد عرفها بورتر على أنها "تنشا أساسا من القيمة التي تستطيع مؤسسة ما أن تخلقها
لزبائنها بحيث يمكن أن تأخذ شكل أسعار اقل بالنسبة ألسعار المنافسين بمنافع مساوية ،أو
بتقديم منافع متفردة في المنتج تعوض بشكل واسع الزيادة السعرية المفروضة ".
كما تعرف أيضا بانها "هي قدرة المؤسسة على صياغة وتطبيق االستراتيجيات التي تجعلها
في مركز أفضل بالنسبة للمؤسسات األخرى العاملة في النشاط ".
يرى فيليب كورت رانها " تلك القدرة على أداء األعمال بأسلوب معين أو مجموعة من
األساليب التي تجعل األخرى عاجزة عن مجاراتها في األمد القريب أو في المستقبل "
ومن هنا يمكن القول بان الميزة التنافسية هي تلك الخاصية التي تحوزها المؤسسة والتي
تمكنها من خلق القيمة ومنه الحصول على مكانة معينة في ظل بيئتها التنافسية وهذا يكون
عن طريق اتباعها لمجموعة من اإلجراءات والسياسات وهذا لتحقيق النجاح باعتبارها
عنصر جوهريا وأساسيا في اقتصاد بلد ما.
استراتيجية خفض التكلفة :تركز هذه االستراتيجية اهتمامها بتخفيض الكلفة إلى أدنى
مستوى ممكن دون التأثير على معدل اإلنتاج وذلك استنادا لمفهوم الخبرة واالستخدام األمثل
لموارد المؤسسة المتاحة ،وهو ما يتفق مع مفهوم الكفاءة اإلنتاجية الذي يركز أحد جوانبه
على الضغط عل التكاليف إلى أدني حد مقبول ،كما يتطلب هذا الخيار بناء اإلمكانيات
التصنيعية ذات الكفاءة العالية واالستمرار على تخفيض التكاليف إضافة إلى تقليل النفقات
إلى الحد األدنى في مجال البحوث والتطوير وخدمات البيع واإلعالن وغيرها.
استراتيجية التمييز ":وفقا لهذه االستراتيجية فان المؤسسة تقوم بتمييز منتجاتها عن
المنتجات األخرى المنافسة ,ويرتكز هذا الخيار في إن تتمكن المؤسسة من تلبية حاجات و
رغبات عمالئها بطريقة فريدة ,من خالل تقديم منتجات مبدعة وذات نوعية عالية ,وذلك
بإضافة أشكال جديدة على خط المنتجات القائمة بشرط عدم التخلي عن ما هو موجود من
المنتجات في خطوط إنتاجها ,ومن اهم السمات التي تسيطر على هذا الخيار هو االهتمام
بالنوعية بحيث تسمح للمؤسسة بالمحافظة على نفسها من المنافسين دون االشتراك معهم في
المنافسة السعرية ,ويمكن تمثيل الميزة التنافسية لهذه االستراتيجية من خالل إنشاء سلسلة
القيمة لكل من المؤسسة و عمالئها ,حيث يمكن إيجاد صالت و روابط بين مجموعة
األنشطة ,و النقطة الهامة هنا تحديد األنشطة التي تستطيع المؤسسة أن تخلق من خاللها
قيمة للمشتري .
استراتيجية التركيز :تستند هذه االستراتيجية على أساس اختيار مجال تنافسي محدود
بحيث يتم التركيز على منتج منفردا أو عدد محدد من المنتجات المتقاربة جدا .أو التركيز
على جزئ معين من السوق وتكثيف نشاط المؤسسة في هذا الجزء من خالل إما قيادة
التكاليف أو التميز داخل قطاع سوقي مستهدف.
قد أضيفت تحسينات مهمة لنموذج بوتر ولم يبقى على حاله بفعل التطور التكنولوجي
وزيادة حدة المنافسة حيث لم تبقى الخيارات االستراتيجية للمؤسسة فقط ثالثة خيارات بل
تطورت أساليب المنافسة وأخذت منحنا جديدا بتنوع واسع ،فعلى سبيل المثال لم يبقى
خيار التميز بالنوعية مرتبطة بالسعر المرتفع ،إنما تعمل بعض المؤسسات على تحسين
النوعية مقابل أسعار منخفضة نسبيا قياسا بل المنافسين.
يعني تفادي المخاطر بواسطة الزبائن ،أن المشترين الذين على ألفة بالمنتجات القائدة
لتكاليف المنخفضة من غير المحتمل أن يتحولوا إلى عالمة تجارية منافسة من نفس المنتج،
ما لم تكن لتلك العالمة التجارية شيء ما مختلف أو متفردة تقدمه.
الشركات المنتجة للتكاليف المنخفضة والتي حققت مركزا ذي حصة تسويقية مسيطرة قد
تحدث نفورا من المخاطر لدى المشترين الصناعيين بحيث يفضل الزبائن الشراء من
شركات مشهورة أنهم يشعرون أن هذه الشركات ستستمر قائمة لفترة زمنية طويلة بعد
شرائهم ،أي شعورهم بالتزام الشركة ناحية دوائر أعمالها وتوفر المكونات وخدمة ما بعد
البيع.
يعني الوجود القوي في السوق أن مؤسسات اإلنتاج منخفض التكاليف تكون أحيانا قادرة
على إقناع منافسيها بعدم بداية حروب أسعار داخل الصناعة يعني هذا أن شركات اإلنتاج
المنخفض التكاليف يمكنها أن تعد المسرح لضبط التسعير داخل الصناعة.
غالبا تستطيع المؤسسات منخفضة التكاليف أن تبقي المنافسين المحتملين خارج دائرة
الصناعة.
لدى المؤسسات ذات التكاليف المنخفضة القدرة على تحمل زيادة األسعار التي يمررها
إليها مورديها .بحيث تستطيع هذه المؤسسات عندما تشغل طاقاتها اإلنتاجية بمستويات
تكاليف أكثر كفاءة أن تمتص بسهولة أكبر الزيادات في أسعار المكونات أو األجزاء
المستخدمة في منتجاتها.
-2إستراتيجية التمييز:
عندما تنفذ استراتيجيات التمييز بنجاح ،فإنها تخفض من حساسية السعر لدى المشتري
وتزيد من والئه ،وتخفض المدى الذي يمكن أن يذهب إليه بحثا عن منتجات بديلة.
أما الميزة الكبيرة فتتمثل في أنها تسمح للشركات بعزل نفسها جزئيا ً من الخصومة
التنافسية في الصناعة فعندما تبدع المؤسسات منتجات عالية التمييز ومطلوبة بإلحاح من
طرف الزبائن فإنها تجد نفسها غير منخرطة في حروب أسعار مدمرة مع منافسيها.
عمليا ً فإن التبني الناجح لمستوى مرتفع من التمييز مع بعض خصائص المنتج أو حاجة
المشتري قد تسمح للشركة بترك بصمة واضحة لمجموعتها استراتيجية في الصناعة كما
هو الحال في صناعة إعداد وجبات الغداء حيث يحاول المنتجون الكبار تفادي المنافسة
المباشرة القائمة على األسعار كل منهم مع اآلخر من خالل تمييز وتقديم منتجات جديدة.
إن عمالء المنتجات المتميزة هم أقل حساسية ألسعار مما يعني أن المؤسسات قد تكون
قادرة على تمرير زيادة السعر لعمائها.
كسب والء الزبون حيث يالحظ زيادة في تكرار حاالت شراء منتجات المؤسسة.
يؤدي الجمع بين كل من اإلبداع وحصة السوق المرتفعة إلى ربحية مرتفعة.
المنتجات المبدعة عالية التميز أو الفريدة تجعل من الصعب على الداخلين الجدد أن
يتنافسوا مع السرعة والمهارة التي تمتلكها الشركات القائمة.
-3إستراتيجية التركيز:
من أهم مزايا استراتيجية التركيز أن المؤسسة تكون قادرة على إنشاء حصن أمان في
السوق يتمثل في خدمة فئة معينة ضد المؤسسات ذات خطوط اإلنتاج األكبر واألوسع.
تمكن استراتيجية التركيز من تحسين مصادر أخرى ألنشطة المضيفة للقيمة على أن
تساهم في تحسين وضع التكاليف أو التمييز.
اكتشاف وخدمة فئة صغيرة في السوق يجعل المؤسسات التي تمارس استراتيجيات
التركيز عادة قادرة على أن تبقى مرتفعة األرباح حتى عندما ا تكون الصناعة جذابة على
نطاق واسع.
المؤسسات التي تمارس استراتيجيات التركيز تبحث عن فئة متميزة في السوق وتتفادى
االنحراف عنها ،تركيز الموارد والجهود للدفاع ومواجهة المنافسة يجعل المؤسسة أقل
تعرضا ً للتغيرات الكبيرة في البيئة التنافسية الصناعية.