Professional Documents
Culture Documents
www.etudpdf.com
فالداللة كاليداية ليما معنى متقارب إال أف ثمة فرؽ بينيما ،كقد كضحو أبك البقاء الكفكم بقكلو:
(كالداللة أعـ مف اإلرشاد كاليداية ،كاالتصاؿ بالفعؿ معتبر في اإلرشاد لغة دكف الداللة ككذلؾ في
االستعماؿ ،ألف اليداية تككف إلى الخير فقط ،أما الداللة فقد تككف لغيره).
كما أف الداللة ال تككف إال بكضكح اإلشارة كبياف األمارة ،لذلؾ يقكؿ ابف فارس في مجمؿ المغة:
ت َما َدلَّيُ ْـ َعمَى َم ْكتِ ِو إِال
ض ْيَنا َعمَ ْي ِو ا ْل َم ْك َ
(الدليؿ في الشيء األمارة .كمثاؿ ذلؾ قكلو تعالى َ ﴿:فمَ َّما قَ َ
ِ َد َّابةُ األ َْر ِ
نسأَتَوُ﴾ [سبأ ، ]14فالداللة عمى المكت كقعت بأمارة تتمثؿ في ىيئة سميماف -عميو ض تَْأ ُك ُؿ م َ
السالـ -أم سقكطو بعد أف أكمت دابة األرض منسأتو .
كذىب الخميؿ بف أحمد الفراىيدم (ت 175ىػ) إلى أف كممة(داللة) تككف بالفتح كالكسر قاؿ:
(كالداللة مصدر الدليؿ بالفتح كالكسر).
،فذىب ابف دريد لكف عمماء العربية اختمفكا في بياف الفركؽ الداللية بيف صيغتي الفتح كالكسر
الداللة مف الدليؿ كدليؿ بيف ِّ
الداللة). الداللة ،حرفة َّ
الدالؿ ،ك ِّ (ت321ىػ) إلى التمييز بينيما بقكلو َّ ( :
كأضاؼ عميو الزبيدم (ت 1205ىػ) عبارة (كالداللة بالكسر ما جعمتو لو أم َّ
لمدالؿ ...ألنيا مف جنس
الحرفة أك الصناعة).
بالطرؽ ذك َدالَالت .
ُّل إمرٌء
كجمع (الداللة) ( َدالالت) ،أنشد أبك عبيد :إني ُ
كالفاعؿ (الداؿ) كىك مف حصؿ منو فعؿ الداللة .قاؿ الزمخشرم (ت 538ىػ) :كمف المجاز الداؿ
عمى الخير كفاعمو ،كدلو عمى الصراط المستقيـ ،أرشده إليو كسدده نحكه كىداه .
كيسمى بػ(الدليؿ) أيضا .قاؿ أبك البقاء الكفكم :الدليؿ المرشد إلى المطمكب كيذكر كيراد بو
الداؿ ...كيذكر كيراد بو العالمة المنصكبة لمعرفة المدلكؿ ،كمنو سمي الدخاف دليال عمى النار
ككذلؾ سمي المفظ داال عمى معناه .
كالمفعكؿ ( َم ْدلكؿ عميو كاليو) ،استدؿ عميو طمب أف يدؿ عميو ،كبالشيء عمى الشيء اتخذه
استَ َد ّؿ عمى األمر بكذا كجد فيو ما َي ُدؿ عميو ،كعميو طمب أف َي ُدؿ عميو .
دليال عميو .ك ْ
كجمع الدليؿ) (أ َِدلَّة) ك( ِأدالَّء) ،قاؿ عمي بف أبي طالب -رضي ا﵀ عنو -في صفة الصحابة :
(كتخرجكف مف عنده أ َِدلَّة) ،أم بما قد عممكا فيدلكف عميو الناس.
ك(الدليؿ) فاعؿ الداللة ،كقد تسمى الداللة دليال مجا از ،كقد يككف الدليؿ برىانا ،كقد يككف اسما
،فذلؾ المفظ الذم يعرؼ بو المسمى ،كعبارة يتبيف بيا المراد ،كرجؿ دلؾ عمى طريؽ تريد قصده
خاطبؾ بو ىك دليؿ ما طمبت ،كقد يسمى المرء الداؿ دليال أيضا .كىذه المعاني يحددىا سياؽ
االستعماؿ ،ألف ىناؾ فركقا داللية بينيا .
2
www.etudpdf.com
الداؿ) كالجمع (دكاؿ) ،كالدكاؿ األربع ىي -كما قاؿ الجاحظ - الدالة) مؤنث ( ّ كمنيا أيضا لفظ ( ّ
الخط كاإلشارة كالعقد كالحاؿ التي تسمى النصبة .
أدلُّل ُك ْـ َعمى
﴿ى ْؿ ُ
كخالصة القكؿ :أف الداللة لغة :تعني اليداية كاإلرشاد ،كما في قكلو تعالى َ :
ذاب أَ ؿيـ﴾ (الصؼ . )10أم ىؿ أرشدكـ إلى نكع مف التجارة كأكجيكـ إلييا .كفي تِجارٍة تُْنجي ُكـ ِم ْف َع ِ
ْ َ
ؽ َجديد﴾ (سبأ . )7فالداللة قكلو تعالى ﴿ :ىؿ َن ُدلُّل ُكـ عمى َر ُج ٍؿ ُيَنب ُِّئ ُك ْـ إذا ُمِّزْقتُ ْـ ُك َّؿ ُم َم َّز ٍ
ؽ َّإن ُك ْـ لَفي َخ ْم ٍ
بيذا المعنى ال تخرج عف إبانة الشيء كايضاحو كاإلرشاد إلى معناه كاليداية إليو .
الداللة (بالفتح) أصح ألف الداللة (بالكسر) عمى كزف ( ِفعالة) التي تدؿ عمى المينة أك الحرفة ك َّ
3
www.etudpdf.com
مف غير إلزاـ عقمي ؛ كىي إما داللة مطابقة ،أك داللة تضمف أك داللة التزاـ ،ككؿ ذلؾ يدخؿ في
الداللة الكضعية ،ألف المفظ الداؿ بالكضع يدؿ عمى تماـ ما كضع لو بالمطابقة كعمى جزئو بالتضمف
كعمى ما يمزمو في الذىف بااللتزاـ كاإلنساف فإنو يدؿ عمى تماـ الحيكاف الناطؽ بالمطابقة ،كعمى جزئو
بالتضمف كعمى قابؿ العمـ بااللتزاـ.
أك قم ككف الشيء بحالة إذا عممت بكجكده انتقؿ ذىنؾ إلى كجكد شيء آخر كفيـ معنى الذكر
البالغ اآلدمي مف لفظ الرجؿ.
يقكؿ التيانكم :كالمطمكب بالشيئيف ما يعـ المفظ كغيره ،فتتصكر أربع صكر ،األكلى ككف كؿ
مف الداؿ كالمدلكؿ لفظا كأسماء األفعاؿ المكضكعة أللفاظ األفعاؿ .كالثانية ككف الداؿ لفظا كالمدلكؿ
غير لفظ ،كزيد الداؿ عمى الشخص اإلنساني .كالثالثة عكس الثانية ،كالخطكط الدالة عمى األلفاظ .
كالرابعة ككف كؿ منيا غير لفظ ،كالعقكد الدالة عمى األعداد.
فالداللة نكعاف :لغكية ،كمادتيا ألفاظ المغة ،كغير لغكية ،كىي كؿ ما عداىا.
.بمعنى أنيا تمثؿ الداللة المغكية :ىي ككف المفظ بحيث إذا أرسؿ فيـ المعنى لمعمـ بكضعو
الصمة بيف الداؿ كالمدلكؿ .كالدكاؿ فييا ىي ألفاظ المغة ،كىي تجرم مجرل العالمات المغكية ،كال
معنى لمعالمة حتى يحتمؿ الداؿ ما جعمت العالمة دليال عميو ،أم المدلكؿ أك المعنى.
كعرفيا ابف سينا بقكلو :كمعنى داللة المفظ أف يككف إذا ارتسـ في الخياؿ مسمكع اسـ ارتسـ في
النفس معنى ،فتعرؼ النفس أف ىذا المسمكع ليذا المفيكـ ،فكمما أكرده الحس عمى النفس التفتت إلى
كمما حضر المدلكؿ بالباؿ صحبو الداؿ .
معناه ،كالعكس كارد ؼ
كعرفيا الراغب األصفياني (ت 356ىػ) بقكلو :اعمـ أف داللة المفظ عبارة عف ككنو بحيث إذا
ُس ِمع أك تُخيِّؿ ،الحظت النفس معناه ،كىذا ألف النفس تعرؼ ألم معنى كضع ىذا المفظ أك ذاؾ.
جاء في مرآة األصكؿ :إف معنى الداللة فيـ المعنى مف المفظ ،إذا أطمؽ بالنسبة إلى العمـ بالكضع
لفيمو منو متى أطمؽ ،فالداللة ىي فعؿ الدليؿ ،أم العالمة.
العالمة :يقكؿ أبك ىالؿ العسكرم (ت 395ىػ) :إف الكالـ ألفاظ يشتمؿ عمى معاف تدؿ عمييا
كتعبر عنيا ،كيعرؼ الداللة بذكر خاصتيا ،كما يميزىا عف غيرىا مف المصطمحات كالدليؿ كالشبية
كاألمارة كالعالمة كاالستدالؿ.
كتعريؼ الداللة عنده ىك ما يمكف االستدالؿ بو ،كالداللة عمى الشيء ما يمكف لمناظر فييا أف
يستدؿ بيا عميو.
كمف ىذا المنطمؽ اصطمح عمى األلفاظ بػاألدلة المغكية ،أم العالمات المغكية ،ألف ىذا
االصطالح يشير إلى تمؾ العمميات الذىنية التي تربط بيف األلفاظ كمدلكالتيا.
4
www.etudpdf.com
كقد ميز بيف العالمة كالداللة كبيف العالقة بينيما بقكلو :كعالمة الشيء ما يعرؼ بو المعمـ لو
كمف شاركو في معرفتو دكف كؿ كاحد ،كالحجر تجعمو عالمة لدفيف تدفنو ،فيككف دكلة (أم داللة) لؾ
دكف غيرؾ ،ثـ يجكز أف تخرج الداللة عمى الشيء مف أف تككف داللة عميو ،فالعالمة تككف بالكضع
كالداللة باالقتضاء .
المعنى كالمدلكؿ :المعنى أىـ شيء في الداللة كغايتيا ،كىك الصكرة الذىنية التي كضع بإزائيا
المفظ .فمما كاف المدلكؿ أك المعنى ىك الغاية مف المغة ،أطمؽ مجا از كتعميما عمى الداللة ،فأصبح
لدل البعض مرادفا ليا .كقد ظير المغكيكف في ىذه النقطة عمى ثالثة مكاقؼ ،ىي:
الرأم األكؿ :يرل أف ىناؾ ترادفا بيف المعنى كالداللة .
الرأم الثاني :يرل أف المعنى أكسع مف الداللة ،الىتماـ المعنى بالعبارة كالجممة ،كاىتماـ الداللة
بالمفظة المفردة .
الرأم الثالث :يرل أف الداللة أكسع مف المعنى ،فالداللة عامة ،كالمعنى خاص ،كالداللة تشمؿ
الداؿ كالمدلكؿ كالعالقة بينيما ،كيقابؿ المعنى المدلكؿ.
كعمـ الداللة ىك فرع مف فركع عمـ المغة ،كمستكل مف مستكيات التحميؿ المساني شأنو في ذلؾ
،لكف أشيرىا كأكثرىا استعماال ىك شأف األصكات كالصرؼ كالتراكيب ،كليذا العمـ أسماء عديدة
مصطمح sémantiqueفي الفرنسية ،كمقابمو semanticsفي اإلنجميزية .
sémantique أما في العربية فقد اختمؼ الدارسكف في تحديد المصطمح الذم يقابؿ مصطمح
،عمـ الداللة ،الدالليات حيث ظيرت تسميات كثيرة ليذا العمـ منيا :عمـ المعنى ،السيمانتيؾ
الداللية ...إال أف مصطمح عمـ الداللة ىك األشير .
كىذا العمـ الذم ييتـ بدراسة معنى الكممة كمدلكليا كيسمى عمـ المعنى أك عمـ الداللة ،كالذم
يفيـ منو داللة المفظ عمى المعنى اىتـ بو العمماء العرب القدماء ،حيث درسكا المعنى كحددكا قكاعد
استنباطو ،كما درسكا العالقة المكجكدة بيف المفظ كالمعنى ،حيث أخذت ىذه القضية جانبا كاسعا مف
اىتماميـ ،كقد اختمفكا حكؿ ىذه العالقة ىؿ ىي تكقيفية طبيعية أـ اصطالحية عرفية.
كيعرؼ عمـ الداللة عند معظـ المغكييف بأنو العمـ الذم يدرس المعنى ،أك ذلؾ الفرع مف عمـ
المغة الذم يتناكؿ نظرية المعنى ،أك ذلؾ الفرع الذم يدرس الشركط الكاجب تكفرىا في الرمز حتى
يككف قاد ار عمى حمؿ المعنى ،كعمـ الداللة عمكما ىك العمـ الذم يدرس معاني الكحدات المسانية
كىذه الكحدات قد تككف كممات أك جمؿ أك ممفكظات .
كقد عرفو بيمر جيرك Pierre Guiraudبأنو العمـ الذم ييتـ بدراسة معاني الكممات ،ككأنو
يشير إلى أف عمـ الداللة يقتصر عمى دراسة المعنى المعجمي .لكنو ع اد كعرفو مرة أخرل بأنو :العمـ
5
www.etudpdf.com
الذم ينطمؽ مف مجمكع جزئيات ،ليضبطيا في شكؿ قكانيف كنظـ ،تتحكـ في مسيرة الباحث عف
الداللة ،أك المعنى بصكرتو الكمية .
كعرفو جكف الينز John Lyonsبأنو العمـ الذم يعالج إشكالية الكقكع عمى قكانيف المعنى كالتي
تكشؼ أس ارره ،كتبيف السبؿ إليو ككيفية حركتو.
كعرفو بايمكف Christian Baylonكميجنكت Xavier Mignotبأنو الدراسة العممية لممعنى
أك لمداللة ،كذلؾ دكف أف يحددا طبيعة ىذا المعنى أك الداللة.
في حيف فصَّؿت كيربرات Catherine Kerbrat-Orecchioniفي تعريفو بقكلو ا :ىك دراسة
معنى الكممات كالجمؿ كالخطابات في المساف الطبيعي .
كيظير مف تعدد تعريفات عمـ الداللة ،صعكبة االستقرار عمى تعريؼ ليا ،كيعبر الدالليكف
الغربيكف عمى لساف جكف الينز بقكلو :تعرؼ الداللة بمادة كدراسة لممعنى ،كىذا التعريؼ المؤقت الذم
نرتضيو حاليا .
كعبارة نرتضيو حاليا تدؿ عمى عدـ االستقرار عمى تعريؼ ليذا العمـ ،كذلؾ يعكد إلى الخمط بيف
الداللة Significationكعمـ الداللة ، Semanticsكالداللة Significationكالمعنى Sensمف
ناحية ،كبينيا كبيف السيمياء Sémioticsمف ناحية ثالثة .كىي مصطمحات متحدة األصؿ االشتقاقي
مما يجعؿ ىناؾ صعكبة في فرز معاني اؿمشتقات.
كبصفة عامة يمكف تعريؼ عمـ الداللة ،عمى أنو الدراسة العممية لممعنى المغكم ،دكف غيره مف
المعاني األخرل ،كىك بذلؾ يعد جزء مف عمـ المغة الحديث ،إال أف إرىاصاتو األكلى تعكد إلى زمف
بعيد ،حيث سبؽ اؿقدماء إلى كثير مف قضاياه.
كقد تعددت تعريفات عمـ الداللة ،حيث ذكر أكجدف Charles Ogdenكريتشاردز Ivor
كالقاسـ المشترؾ بيف ىذه التعريفات كميا ،ىك Armstrong Richardsلو حكالي عشريف تعريفا
أنو (العمـ الذل يدرس المعنى) ،أك كما قاؿ جكف ليكنز كفكدكر (الداللة ىي دراسة المعنى).
كالبحث في الداللة قديـ قدـ الكجكد اإلنساني ،فمنذ أف حصؿ لإلنساف كعي لغكم كىك يبحث
،لكف في الداللة ،فكانت النتيجة مجمكعة مف األبحاث كالدراسات القيمة التي تمس مكضكع الداللة
ىذه األبحاث ال تجعمنا نعتقد أف عمـ الداللة – كعمـ قائـ بذاتو – قديـ ىك اآلخر ،ألنو يعتبر عمما
حديثا ،حيث ظيرت بكادره خالؿ القرف التاسع عشر في أعماؿ مجمكعة مف الباحثيف ،مثؿ ماكس
مكلر Friedrich Max Müllerالذم صرح في كتابو the science of langageالذم صدر سنة
1862ككتابو the science of thoughtالذم صدر سنة 1887أف الكالـ كالفكر متطابقاف تماما
6
www.etudpdf.com
كرايزغ Christian Karl Reisigالذم نشر سنة 1839كتابا عنكف جزءه الثاني بػ sémasiologie
لكف عمـ الداللة عنده لـ يكف عمما قائما بذاتو كانما كاف جزء مف النحك .
كاذا كانت ىذه األعماؿ التي أشرنا إلييا ىي مجرد أكليات ،فإف ظيكر ىذا العمـ كدراسة عممية
لمداللة ككعمـ مستقؿ بذاتو ،يعكد في رأم معظـ المغكييف إلى المغكم الفرنسي ميشاؿ بلاير Michel
Jules Alfred Bréalمف خالؿ كتابو الشيير اؿذم نشره سنة 1897بعنكاف (مقالة في السيمانتيؾ )
Sémantiqueلمداللة عمى عمـ ، Essai de sémantiqueحيث كاف أكؿ مف استعمؿ مصطمح
خاص لدراسة المعنى ،كعرفو بأنو العمـ الذم يدرس القكانيف التي تسير عمى تحكؿ المعنى ،فمكضكع
،كمحاكلة اكتشاؼ عمـ الداللة حسب بلاير ىك البحث في التحكالت التي تط أر عمى معاني الكممات
القكانيف المتحكمة في ىذه التحكالت.
قاؿ في مقدـ ة الكتاب ( :إف الدراسة التي ندعك إلييا القارئ ىي نكع حديث لمغاية بحيث لـ تسـ
بعد ،نعـ لقد اىتـ معظـ المسانييف بجسـ كشكؿ الكممات ،كما انتبيكا قط إلى القكانيف التي تنتظـ تغير
المعاني كانتقاء العبارات الجديدة كالكقكؼ عمى تاريخ ميالدىا ككفاتيا ،كبما أف ىذه الدراسة تستحؽ
اسما خاصا بيا ،فإننا نطمؽ عمييا اسـ (سيمانتيؾ) لمداللة عمى عمـ المعاني) .
Arsène Darmesteterفي كتابو (حياة األلفاظ) الصادر عاـ ثـ تبعو في ذلؾ دارمستر
، 1887كتطرؽ فيو إلى مسائؿ داللية متعددة.
ككاف عمـ الداللة في تمؾ المرحمة يعرؼ بعمـ الداللة التطكرم أك التاريخي ،حيث انشغؿ العمماء
في تمؾ المرحمة أساسا بدراسة مكضكع تغير المعنى كصكر ىذا التغير ،ك قد أجمعكا عمى أف تغير
المعنى لو أسباب كثيرة ،يمكف حصرىا في األسباب المغكية كالتاريخية كاالجتماعية كالثقافية كالنفسية
،أىميا تخصيص الداللة أك تعميميا كالعقمية ،كتكصمكا إلى أف لمتغير الداللي عدة طرؽ كأشكاؿ
كرقييا أك انحطاطيا ،إلى غير ذلؾ .
كقد تكالى التأليؼ في مجاؿ الداللة بعد بلاير بيدؼ تطكير الدرس الداللي ،حيث خصص العالـ
فيركب السكيدم Adolf Gotthard Noreenجزء مف كتابو (لغتنا) لدارسة المعنى ،كخصص
Christophe Nyropمجمدا كامال في كتابو (دراسة تاريخية لنحك المغة الفرنسية) لدراسة التطكر
الداللي ،كما نشر Gustaf sternدراسة عف المعنى كتطكره.
أما فرديناند دم سكسير Ferdinand de Saussureفقد تطرؽ في محاضراتو إلى عدة مباحث
تعد مف صميـ البحث الداللي حيث خصص فصال كامال لمداللة ،تحدث فيو عف الدليؿ المغكم
كمجمكعة مف المسائؿ المتعمقة بالدليؿ ،كمسألة اعتباطية الدليؿ ،كخطية الداؿ ،كالتحكؿ كالثبات
كغير ذلؾ .
7
www.etudpdf.com
كفي سنة 1923ظير كتاب (معنى المعنى) لألستاذيف أكجدف Charles Ogdenكريتشاردز
، Ivor Armstrong Richardsالذم انتشر انتشا ار كبي ار في األكساط المعرفية عامة ،كالمغكية عمى
كجو الخصكص ،كقد حاكال فيو أف يضعا نظرية لمعالمات كالرمكز ،كقدما فيو ستة عشر تعريفا
لممعنى ،تمثؿ أشير التعريفات ،كاستثنكا مف ذلؾ كؿ التعريفات الفرعية لممعنى .
كاذا كاف بلاير قد دشف المرحمة األكلى مف مراحؿ عمـ الداللة ،أم المرحمة التاريخية فإف كتاب
دم سكسير قد فتح الباب أماـ مجمكعة مف الدارسيف كالباحثيف ،الذيف ساىمكا في ميالد المرحمة الثانية
مف عمـ الداللة ،كىي مرحمة عمـ الداللة البنيكم .
كفي أمريكا خصص بمكمفيمد Leonard Bloomfieldفي كتابو (المغة) فصال لمداللة ،لكنو
خمص إلى أف تحميؿ الداللة أمر يستعصي عمى الدراسة العممية ،كال يمكف أف تعالج الداللة في إطار
المسانيات كما تعالج األصكات مثال ،فدراسة المعنى في نظر بمكمفيمد كأتباعو مف البنيكييف األمريكييف
تعتبر أضعؼ نقطة في الدراسة المغكية .
دراسة المعنى ،فإف ىذا األمر قد كاذا كاف العمماء في أمريكا خالؿ المرحمة البنيكية قد أىممكا
تغير خالؿ المرحمة الثالثة مف مراحؿ تطكر ىذا العمـ ،كىي المرحمة التكليدية التي انتصر فييا لممعنى
Jerrold Katzكفكدكر Jerry Fodorكبكسطاؿ Paul بشكؿ كاضح ،خاصة في أبحاث كاتز
، Martin Postalكفي نمكذج 1965عند تشكمسكي . Noam Chomskyكال زاؿ التأليؼ مستم ار
في ىذا العمـ الذم أصبح حاض ار في الدراسات المسانية الحديثة ،باإلضافة إلى الدراسات األدبية
كالنقدية كالفمسفية .
موضوع علم الداللة
لمحديث عف مكضكع عمـ الداللة ،البد مف تحديد عالقتو بعمـ المغة أك المسانيات كذلؾ
باعتباريف :االعتبار األكؿ ىك ككف عمـ الداللة فرعا مف فركع عمـ المغة أك المسانيات ،أما االعتبار
الثاني فيك ككف عمـ المغة أك المسانيات (كالداللة المغكية عمى الخصكص) فرعا مف عمـ الداللة أك مف
عمـ العالمات أك عمـ اإلشارات.
كمكضكع عمـ اإلشارات أك عمـ العالمات -كما قاؿ دكسكسير -ىي العالمات كاإلشارات كاألدلة
بمفيكميا الكاسع لغكية كانت أـ غير لغكية .كاذا بدأنا باالعتبار األكؿ ،كىك ككف عمـ الداللة فرعا مف
المسانيات البد مف العكدة إلى مستكيات البنية المغكية ،حيث يالحظ أف المستكل الداللي يتقاطع مع
جميع المستكيات األخرل الصكتي كالصرفي كالنحكم أك التركيبي ،ألف الداللة ناتجة عف تفاعؿ كؿ
ىذه المستكيات ،أما كفؽ االعتبار الثاني فإف عمـ المغة (الداللة المغكية) يصبح أىـ عنصر في عمـ
العالمات ،إلى جانب عناصر أخرل غير لغكية .
8
www.etudpdf.com
جٌؿٛٙد جٌذالٌيس لٕذ لٍّحء جٌمشخ جٌمذجِٝ
جسضرػ جٌذسط جٌذالٌي في جٌطشجظ جٌمشذي ذحٌذسجعحش جٌمشآٔيس ،فّٓ خالي ِكحٌٚس
لٍّحء جٌطشجظ دسجعس جٌٍغس خذِس ٌٍمشآْ جٌىشيُ ِٚكحٌٚس فِ ُٙمحٔيٗ ٚجعطمشجء جألقىحَ
جٌششليس ٚجعطٕرحؼٙح ٚ ،لذ ضٕٛلص جٌذسجعحش جٌذالٌيس ذطٕٛق ٚضمذد ِشؾميحش لٍّحتٕح
جٌفىشيس ٚجٌمٍّيس قيع جسضرؽص دسجعس جٌذالٌس ذحٌذسط جٌفمٙي لٕذ لٍّحء جألصٛي
ٚذحٌّٕؽك لٕذ جٌفالعفس ٚذحٌٍغس لٕذ جٌٕكحز ٚجٌرالغييٓ ٚ .لذ وحْ ٌٙزج جٌطٕٛق أغشٖ في غشجء
جٌّٛسٚظ جٌمشذي ذحٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ضطمحؼك ذشىً وريش ِك ِرحقع لٍُ جٌذالٌس
جٌكذيع .
ٚوحْ جٌركع في جٌذالٌس ِٓ أُ٘ جٌّؿحالش جٌطي أٌف فيٙح جٌٍغٛييٓ جٌمشخ ،قيع
ضمذ جأللّحي جٌٍغٛيس جٌّرىشز لٕذ جٌمشخ ِٓ ِرحقع لٍُ جٌذالٌس ٚ ،رٌه ِػً ضغؿيً
ِمحٔي جٌغشيد في جٌمشآْ جٌىشيُ ٚ ،جٌكذيع لٓ ِؿحص جٌمشآْ ٚ ،جٌطأٌيف في جٌٛؾٖٛ
ٚجٌٕفحتش ٚٚ ،ظك جٌّمحؾُ ذً ٚقط ٝلٍّيس ظرػ جٌّصكف ذحٌشىً ضمذ في قميمطٙح
لّال دالٌيح ،ألْ ضغيش جٌعرػ يإدي ئٌ ٝضغيش ٚـيفس جٌىٍّس ٚذحٌطحٌي ئٌ ٝضغيش جٌّمٕ. ٝ
ِ كّذ ذٓ ئدسيظ جٌشحفمي (ش ٘204ـ)
يمطرش جٌشحفمي أٚي ِٓ ٚظك جألذٛجخ جألٌ ٌٝٚمٍُ أصٛي جٌفمٗ في وطحذٗ (جٌشعحٌس)
قيع ذيٓ جٌمحَ ِٓ جألٌفحؾ ٚجٌخحص ٚ ،أشحس ئٌ ٝؼشق ضخصيض جٌذالٌس ٚضمّيّٙح
ّ
ذحلطّحد جٌمشجتٓ جٌٍففيس ٚجٌممٍيس ٚ ،ويفيس جعطٕرحغ جألقىحَ جٌششليس ذحاللطّحد لٍ ٝجٌطكٍيً
جٌّغطٕذ لٍ ٝجٌٕمً ِٓٚ .جٌّغحتً جٌطي أغحس٘ح :
جضفحق جٌمرحسجش ال يمٕي جضفحق جٌّذٌٛالش ٚ ،لذ أغرص رٌه في ضٛظيكٗ ٚوشفٗ
ألعشجس جٌرالغس في جٌكذيع جٌششيف .
أشحس ئٌ ٝظشٚسز ضغييك جٌٍفؿ ِٓ أؾً ضكذيذ دالٌطٗ ٘ٚ ،زج ِح ٔحدش ذٗ جٌٕفشيس
جٌغيحليس .يمٛي ( :ضرطذب جٌشيء يريٓ أٚي ٌففٙح فيٗ لٓ آخشٖ ٚ ،ضرطذب جٌشيء يريٓ
آخش ٌففٙح ِٕٗ لٓ أٚ . )ٌٗٚضأويذج ٌزٌه ٚظك لٕٛجٔح ٌرحخ عّحٖ ( :جٌصٕف جٌزي
يريٓ عيحلٗ ِمٕحٖ) .
ضٕحٚي ِغأٌس جٌطشجدف في جٌٍغس ٚ ،لذ أغرطٗ في ِمشض ذكػٗ لٓ دالٌس ٌفؿ (شؽش)
جٌٛجسد روشٖ في ل ٌٗٛضمحٌ ِٓٚ﴿ : ٝقيع خشؾص فٛي ٚؾٙه شؽش جٌّغؿذ
1
www.etudpdf.com
جٌكشجَ﴾ ،قيع أقص ٝجٌشحفمي أٌفحـح ضٕحـش ٌفؿ (شؽش) في جٌذالٌس ِٕٙٚح ٚ( :ؾٙس)
(لصذ) ( ،ضٍمحء) غُ لحي ٚ( :وٍٙح ذّمٕٚ ٝجقذ ٚئْ وحٔص ذأٌفحؾ ِخطٍفس) .
ٚيمطرش ِٛظٛق جٌطشجدف ِٓ ِرحقع جٌذسط جٌذالٌي جٌكذيع ٌ ،ى ٗٔٛيشضرػ ذطأديس
جٌّمٕ ٝذأشىحي ٌغٛيس ِخطٍفس ،سغُ ِح غحس قٛي ٚؾٛدٖ ِٓ لذِٗ ِٓ ؾذي وريش ذيٓ
جٌمذِحء ٚذيٓ لٍّحء جٌٍغس جٌّكذغيٓ ،قيع أغرطٗ جٌرمط ٚأٔىشٖ جٌرمط جآلخش ٚؾٛدٖ في
جٌٍغس ٚ ،أٌفص قٛي رٌه وطد وػيشز .
ضٕحٚي ِغأٌس جٌّشطشن جٌٍففي في ضفغيشٖ ٌم ٌٗٛضمحٌٚ﴿: ٝأصٚجؾٗ أِٙحض ، ﴾ُٙقيع لحي
(ِػً ِح ٚصفص ِٓ جضغحق ٌغحْ جٌمشخ ٚأْ جٌىٍّس جٌٛجقذز ضؿّك ِمحْ ِخطٍفس) .
أذ ٛقحِذ جٌغضجٌي (ش ٘ 505ـ)
جٌغضجٌي ِٓ لٍّحء جألصٛي ،ضؿحٚص لصشٖ ذّح ؾحء في وطحذٗ (جٌّغطصف ِٓ ٝلٍُ
جألصٛي) ٚأُ٘ جٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ضٕحٌٙٚح :
أصٕحف جٌّمٕ : ٝقذد جٌغضجٌي أصٕحف جٌذالٌس ذّصؽٍكحش أصٌٛيس ٌىٕٙح ضٛجصي في
صيغطٙح جٌّفِٛٙيس ضصٕيفحش جٌّمٕ ٝلٕذ لٍّحء جٌذالٌس جٌّكذغيٓ ٘ٚي :جٌّمٕٝ
جإلسشحدي أ ٚجإليّحتي ٚجٌّمٕ ٝجالضغحلي ،جٌّمٕ ٝجٌغيحلي ٚ ،ضمحذٍٙح لٍ٘ ٝزج
جٌطشضيد أٔٛجق جٌذالٌس ٘ٚي :دالٌس جإلشحسز ٚ ،دالٌس جاللطعحء ٚ ،فك ٜٛجٌخؽحخ .
يمٛي في ضمشيف دالٌس جإلشحسز ِ( :ح يإخز ِٓ ئشحسز جٌٍفؿ ال ِٓ جٌٍفؿ ٔٚ ،مٕي ذٗ
ِح يطغك جٌٍفؿ ِٓ غيش ضؿشيذ لصذ ئٌيٗ ،فىّح أْ جٌّطىٍُ لذ يف ُٙذاشحسضٗ ٚ ،قشوطٗ في
أغٕحء والِٗ ِح ال يذي لٍيٗ ٔفظ جٌٍفؿ فيغّ ٝئشحسز ،فىزٌه لذ يطرك جٌٍفؿ ِح ٌُ يمصذ
ذٗ ٚيرٕ ٝلٍيٗ) .
أِح دالٌس جاللطعحء فٙي جٌطي ال ضىِ ْٛغطفحدز ِٓ جٌٍفؿ ٌٚ ،ىٓ ضى ِٓ ْٛظشٚسز
جٌٍفؿ (٘ي جٌذالٌس جٌّٕؽميس جٌممٍيس) .يمٛي جٌغضجٌي ( :فيّح يمطرظ ِٓ جألٌفحؾ ال ِٓ قيع
صيغطٙح ذً ِٓ قيع فكٛج٘ح ٚئشحسضٙح ٘ٚ ،ي خّغس أظشخ ،جٌعشخ جألٚي ِح يغّٝ
جلطعحء ٛ٘ٚجٌزي ال يذي لٍيٗ جٌٍفؿ ٚ ،ال يىِٕ ْٛؽٛلح ٌٚ ،ىٓ يى ِٓ ْٛظشٚسز جٌٍفؿ
ئِح ِٓ قيع ال يّىٓ و ْٛجٌّطىٍُ صحدلح ئال ذٗ ،أ ِٓ ٚقيع يّطٕك ٚؾٛد جٌٍّفٛؾ
ششلح ئال ذٗ ،أ ِٓ ٚقيع يّطٕك غرٛضٗ لمال ئال ذٗ) .
2
www.etudpdf.com
لغُ جألٌفحؾ ذحلطرحس ٔغرطٙح ئٌ ٝجٌّمحٔي ،يمٛي ( :ئْ جألٌفحؾ جٌّطمذدز ذحإلظحفس ئٌٝ
جٌّغّيحش جٌّطمذدز لٍ ٝأسذمس ِٕحصي ٌٕٚ ،خطشق ٌٙح أسذمس أٌفحؾ ٘ٚي :جٌّطشجدفس
ٚجٌّطرحيٕس ٚجٌّطٛجؼثس ٚجٌّشطشوس) .
ٚ ظف جٌغضجٌي جٌماللس ذيٓ جٌصٛس جٌزٕ٘يس ٌٍّذٌٛالش جٌّحديس ٚجٌّؿشدز ِٚ ،ح يذي
لٍيٙح ِٓ أٌفحؾ أ ٚخؽٛغ ،فحٌىطحذس ٚجألٌفحؾ لٕذٖ دجي ٚ ،جٌصٛس جٌزٕ٘يس ٚجألِٛس
جٌخحسؾيس ِذٌٛي .
أذٔ ٛصش جٌفشجذي (ش ٖ339ـ)
جلطشْ جعُ جٌفشجذي في جٌطشجش جٌمشذي ذّيذجٔيٓ ِٓ ِيحديٓ جٌػمحفس جإلعالِيس ّ٘ح لٍُ
جٌّٕؽك ٚلٍُ جٌفٍغفس ٚ ،أ ٌٝٚجٌفشجذي لٍ َٛجٌٍغس أّ٘يس ذحٌغس ،قيع جلطرش٘ح ِٓ جألدٚجش
جألعحعيس في جٌركع جٌّٕؽمي ٚجٌفٍغفي ِٓٚ ،أُ٘ جٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ذكػٙح :
ضمغيُ جألٌفحؾ ذحلطرحس دالٌطٙح ٚ :ظك جٌفشجذي لٍّح خحصح عّحٖ (لٍُ جألٌفحؾ) ٚ ،لذٖ
ِٓ فشٚق لٍ َٛجٌٍغحْ جٌطي لغّٙح ئٌ ٝعرمس ألغحَ ٘ي :لٍُ جألٌفحؾ جٌّفشدز ٚ ،لٍُ
جألٌفحؾ جٌّشورس ٚ ،لٍُ لٛجٔيٓ جألٌفحؾ لٕذِح ضىِ ْٛفشدز ٚ ،لٛجٔيٓ جألٌفحؾ لٕذِح
ضشود ٚ ،لٛجٔيٓ ضصكيف جٌىطحذس ٚ ،لٛجٔيٓ ضصكيف جٌمشجءز ٚ ،لٛجٔيٓ جٌشمش .
ٚلذ لذَ جذٓ عيٕح ضّػيال ٌزٌه قيع لحي ( :جٌٍفؿ جٌّفشد ٛ٘ :جٌزي ال يشجد ذحٌؿضء
ِٕٗ دالٌس أصال قيٓ ٘ ٛؾضؤٖ ِػً ضغّيطه ئٔغحٔح خ(لرذ جهلل) فأه قيٓ ضذي ذٙزج لٍٝ
رجضٗ ،ال لٍ ٝصفطٗ ِٓ و( ٗٔٛلرذ جهلل) ،فٍغص ضشيذ ذمٌٛه (لرذ) شيثح أصال .فىيف ئرج
عّيطٗ ذـ (ليغ)ٝ؟ ذٍ ، ٝفي ِٛظك آخش ضمٛي (لرذ جهلل) ٚضمٕي ذـ (لرذ) شيثح ٚقيٕثز يىْٛ
(لرذ جهلل) ٔمطح ٌٗ ،ال جعّح ِ ٛ٘ٚشود ال ِفشد) .
ٌُٚيخشؼ ضمغيُ جذٓ عيٕح ٌؤلٌفحؾ لّح ٚظمٗ جٌفشجذي لرٍٗ في وطحذٗ (في جٌّٕؽك)
فال ٚؾٛد ألٌفحؾ فحسغس جٌذالٌس لٕذ جٌفشجذي في لٍّي جٌّٕؽك ٚجٌفٍغفس ٚ .ضطُ جٌذسجعس
لٍِ ٝغط ٜٛجٌصيغس جالفشجديس ٌٍىٍّس ِ ٛ٘ٚ ،ح يؽٍك لٍيٗ في جٌذسط جٌٍغحٔي جٌكذيع
جٌذسجعس جٌّمؿّيس ،جٌطي ضطٕحٚي جألٌفحؾ خحسؼ جٌغيحق جٌٍغٛي .أِح جألٌفحؾ جٌذجٌس لٍٝ
ِمحْ ِفشدز لٕذٖ فٙي غالغس أؾٕحط :جعُ ٚوٍّس(فمً) ٚ ،أدجز (قشف) .
ِ ح يمِ َٛمحَ جٌٍفؿ جٌّفشد ِٓ جألدٚجش جٌذجٌس :فحٌكشٚف ٌيغص ٌٙح دالٌس في رجضٙح
ٚئّٔح ليّطٙح جٌذالٌيس فيّح ضشيش ئٌيٗ ٚ ،لذ ششـ جٌفشجذي ٘زٖ جٌّغأٌس في وطحذٗ
3
www.etudpdf.com
(جٌكشٚف) فمحي ( :يغطمًّ (ِح) في جٌغإجي لٓ شيء ِح ِفشد ٚ ،لذ يمشْ ذحٌٍفؿ
جٌّفشد ٚجٌزي ٌٍذالٌس لٍيٗ أٚال ٛ٘ٚجٌشيء جٌزي ؾمً رٌه جٌٍفؿ دجال لٍيٗ) .
جٌذالٌس جٌّكطٛجز في جٌٕفظ :يؽٍك جٌفشجذي لٍ ٝجٌّمحٔي ٚجٌذالالش ِصؽٍف ِٕؽمي
٘( ٛجٌّممٛالش) ِٚكٍٙح جٌٕفظ .فحٌماللس ذيٓ جألٌفحؾ ٚجٌّمحٔي لاللس ِٕطفّس ذمٛجلذ
ِٕؽميس لٕذ جٌفشجذي .
ٚيش ٜجٌذوطٛس ِٕمٛس لرذ جٌؿٍيً أٔٗ يّىٓ ضمشيف لٍُ جٌذالٌس لٕذ جٌفشجذي ذأٔٗ :
(جٌذسجعس جٌطي ضٕطفُ ٚضطٕحٚي جألٌفحؾ ِٚذٌٛالضٙح ٚ ،ضطرك عٕٓ جٌخؽحخ ٚجٌطمريش ٌطمٕيٕٗ
ٚضمميذٖ) .
لّش ٚذٓ ذكش جٌؿحقؿ (ش٘255ـ)
يّىٓ ِٓ خالي وطحذي (جٌريحْ ٚجٌطرييٓ) (ٚجٌكيٛجْ) أْ ٔٛؾض أُ٘ جٌّغحتً جٌطي
ضؽشق ئٌيٙح جٌؿحقؿ في عيحق ضٕحٌٍ ٌٗٚمعحيح جٌٍغٛيس ٚجٌرالغيس في جٌٕمحغ جٌطحٌيس :
ضؽشق جٌؿحقؿ ئٌِ ٝغأٌس ٔشأز جٌٍغس ذيٓ جٌطٛليف ٚجالصؽالـ ِٚ ،ز٘رٗ في رٌه
ِ٘ ٛز٘د جٌمحتٍيٓ ذحٌطٛليف ال جٌطٛفيك ٚ ،لذ لذَ ٌصكس ِز٘رس أدٌس ٚقؿؽ
ِٕٙٚح والَ ليغ - ٝلٍيٗ جٌغالَ -ذحٌكىّس ٛ٘ٚصري ٚ ،قحؾس آدَ ٚقٛجء
ٌٍغس ِٓ أؾً جٌطفحُ٘ ٚجٌطكحٚس ٚجٌطشحٚس فأخز جهلل ذأيذيٚ ُٙأٌٌ ُّٙٙغس ٚقيح ِٓ
لٕذٖ ،وّح أْ جٌمشآْ جٌىشيُ لذ أض ٝذأٌفحؾ ٌُ يمشفٙح جٌمشخ في ؾحٍ٘يطٚ ُٙلذ
روش جٌؿحقؿ ِٕٙح ضغّيس وطحخ جهلل (لشآْ) ِٚ ،ك رٌه ٌُ يٕف جٌؿحقؿ ٚؾٛد
أٌفحؾ ؾذيذز وحٔص غّشز ٌٍطٛجظك ٚجالصؽالـ ذيٓ أً٘ جٌٍغس جعطذلطٙح جٌفشٚف
جٌّغطؿذز في قيحض. ُٙ
لىف لٍ ٝجٌذسجعس جٌصٛضيس ٌٍكشف ٚجٌٍفؿ ٌ ،ى ْٛرٌه يفعي ئٌ ٝجعطمحِس
جٌريحْ ٚقصٛي جإلذالن .وّح أشحس ئٌ ٝجألِشجض جٌٕؽميس جٌطي ضإدي ئٌ ٝجخطالي
جٌطمريش ٚ .ضمذ جٌذسجعس جٌصٛضيس فشلح ِٓ فشٚق جٌٍغحٔيحش جٌكذيػس ضغّ ٝلٍُ
جألصٛجش أ ٚجٌفٔٛيطيه . Phonetique
ضشًّ جٌمالِس لٕذ جٌؿحقؿ وً جٌٛعحتً جٌطمريشيس جٌّّىٕس جٌٍغٛيس ٚغيش جٌٍغٛيس
قيع لغُ جٌمالِس ئٌ ٝخّغس أصٕحف ٘ي :جٌٍفؿ ٚجإلشحسز ٚجٌممذ ٚجٌخػ
ٚجٌكحي أ ٚجٌٕصرس .لحي في ِمشض قذيػٗ لٓ أدٚجش جٌريحْ ٚ( :ؾّيك جٌذالالش
لٍ ٝجٌّمحٔي ِٓ ٌفؿ ٚغيش ٌفؿ ،خّغس أشيحء ال ضٕمض ٚال ضضيذ ،أٌٙٚح جٌٍفؿ
4
www.etudpdf.com
غُ جإلشحسز ،غُ جٌممذ ،غُ جٌخػ ،غُ جٌكحي جٌطي ضغّ ٝجٌٕصرسٌٚ ...ىً ٚجقذ
ِٓ ٘زٖ جٌخّغس صٛسز ذحتٕس ِٓ صٛسز صحقرطٙح ٚ ،قيٍس ِخحٌفس ٌكيٍس أخطٙح) .
فحألدجز جألٌٍ ٌٝٚريحْ قغد جٌؿحقؿ ٘ي جٌٍفؿ ٛ٘ٚجٌٍفؿ جٌٍغٛي ،أِح جإلشحسز
فٙي لالِس غي ٌغٛيس ٚ ،ضشًّ جٌطمريش لٓ قحالش ٔفغيس ٚذيٌٛٛؾيس ِخطٍفس ٚ ،ضىْٛ
ذألعحء جإلٔغحْ وحٌيذ ٚجٌشأط أ ٚذأشيحء أخش ٜخحسؾس لٓ ألعحتٗ وحٌػٛخ ٚجٌغيف
يمٛي جٌؿحقؿ في ششـ جإلشحسز ( :فأِح جإلشحسز فرحٌيذ ٚذحٌشأط ٚ ،ذحٌميٓ ٚجٌكحؾد
ٚجٌّٕىد ،ئرج ضرحلذ جٌشخصحْ ٚ ،ذحٌػٛخ ٚذحٌغيف ٚ ،لذ يطٙذد سجفك جٌغيف أٚجٌغٛغ
فيى ْٛرٌه صجؾشج ِٚحٔمح سجدلح ٚ ،يىٚ ْٛليذج ٚضكزيشج) .
أِح جٌخػ فيمصذ ذٗ جٌؿحقؿ جٌىطحذس ،أِح جٌٕٛق جٌػحٌع ِٓ أصٕحف جٌريحْ جٌخّظ
ٛ٘ٚجٌممذ أ ٚجٌكغحخ فٙي جأللذجد أ ٚجألسلحَ جٌكغحذيس جٌطي ضعّٕطٙح آيحش جٌمشآْ جٌىشيُ
٘ٚي ضكًّ دالالش ِٕٚحفك ؾٍيٍس ،يمٛي ِٛظكح أّ٘يس جٌممذ ظّٓ أٔفّس جإلذالن
جألخشٚ( : ٜجٌكغحخ يشًّ لٍِ ٝمحْ وػيشز ِٕٚحفك ؾٍيٍس ٌٛٚ ،ال ِمشفس جٌمرحد ذّمٕٝ
جٌكغحخ في جٌذٔيح ٌّح فّٛٙج لٓ جهلل -لض ٚؾً ِ -مٕ ٝجٌكغحخ في جآلخشز ٚ .في لذَ
جٌٍفؿ ٚفغحد جٌخػ ٚجٌؿ ًٙذحٌممذ فغحد ؾً جٌٕمُ ٚ ،فمذجْ ؾّٛٙس جٌّٕحفك ٚ ،جخطالي
وً ِح ؾمٍٗ جهلل -لض ٚؾً ٌٕ -ح لٛجِح ِٚصٍكس ٔٚفحِح) .
أِح جٌكحي أ ٚجٌٕصرس ٘ٚي في قميمطٙح جِطذجد ٌٍذالٌس ذحإلشحسز فيمصذ ذٙح دالٌس وً
صحِص أِ ٚح وحْ في قىّٗ ِٓ ؾّحد أ ٚئٔغحْ أ ٚقيٛجْ يمٛي جٌؿحقؿ ٚ( :أِح جٌٕصرس
فٙي جٌكحي جٌٕحؼمس ذغيش جٌٍفؿ ٚجٌّشيشز ذغيش جٌيذ ٚ ،رٌه ـح٘ش في خٍك جٌغّٛجش
ٚجألسض ٚ ،في وً صحِص ٔٚحؼك ٚ ،ؾحِذ ٔٚحَ ِٚ ،ميُ ٚـحلٓ ٚ ،صجتذ ٔٚحلض .
فحٌذالٌس جٌطي في جٌّٛش جٌؿحِذ وحٌذالٌس جٌطي في جٌكيٛجْ جٌٕحؼك .فحٌصحِص ٔحؼك ِٓ
ؾٙس جٌذالٌس ٚ ،جٌمؿّحء ِمشذس ِٓ ؾٙس جٌرش٘حْ ٌٚ .زٌه لحي جألٚي ( :عً جألسض فمً :
ِٓ شك أٔٙحسن ٚغشط أشؿحسن ٚ ،ؾٕ ٝغّحسن؟ فاْ ٌُ ضؿره قٛجسج أؾحذطه جلطرحسج) .
ِٓٚ جٌّرحقع جٌطي ضٕحٌٙٚح ٚجٌطي ٌٙح صٍس ذحٌذالٌس ٚـحتف جٌىالَ أِ ٚح
يمشف جٌي َٛذٛـحتف جالضصحي .يمٛي جٌؿحقؿ قٛي قحؾس جإلٔغحْ ئٌٝ
جٌريحْ( :ال يمشف جإلٔغحْ ظّيش صحقرٗ ٚال قحؾس أخيٗ ٚخٍيؽٗ ٚ ،ال ِمٕٝ
ششيىٗ جٌّمح ٌٗ ْٚلٍ ٝأِٛسٖ ٚلٍِ ٝح ال يرٍغٗ ِٓ قحؾحش ٔفغٗ ئال ذغيشٖ
ٚئّٔح يكيي ضٍه جٌّمحٔي روشُ٘ ٌٙح ٚئخرحسُ٘ لٕٙح ٚجعطمّحٌ ُٙئيح٘ح) .
5
www.etudpdf.com
ٚرٌه أْ جٌّمحٔي وحِٕس ِغططشز ال يّىٓ أْ يمٍّٙح (جآلخش) ئال ئرج ضّفٙشش في
أّٔحغ ِمٌٛيس ذٙح يؽٍك لٍِ ٝح في ظّيش ِخحؼرٗ ٚ ،ال يٕممذ جالضصحي ذيّٕٙح قط ٝيفصف
أقذّ٘ح لّح في ٔفغٗ ِٓ جٌكحؾحش ٌآلخش ٘ٚ ،زج ِح يىحد يمٕيٗ ؾحورغR.Jackobson ْٛ
ِٓ جٌٛـيفطيٓ جٌّشؾميس ٚ Referentielleجٌطمريشيس أ ٚجالٔفمحٌيس ، Emotiveئر جألٌٝٚ
ضمٕي جٌطخحؼد ذٙذف جإلشحسز ئٌِ ٝكطِ ٜٛميٓ ٔشغد في ئيصحٌٗ ئٌ ٝجآلخشيٓ ٚضرحدي
جآلسجء ِم ، ُٙأِح جٌػحٔيس فٙي ضطّكٛس قٛي ئذشجص ِٛلف جٌّطىٍُ – خحصس ِ ِٓ -خطٍف
جٌمعحيح ِٛظٛق قذيػٗ .
ِٓٚ جٌمعحيح جٌطي ضٕحٌٙٚح أيعح جٌذالٌس جٌغيحليس ،فرمذ أْ أٚظف ِمحَ جٌّمحٔي
ذحٌٕغرس ٌؤلٌفحؾ ِٚمحِٙح في ر٘ٓ جٌّطىٍُ ،ئر ٘ي ألذجس ٚأقٛجي ٌٚيغص
لٍ ٝدسؾس ٚجقذز ِٓ جالعطمّحي فّح يصٍف ٌٙزج جٌّمحَ ٚجٌكحي لذ ال يصٍف
ٌّمحَ ٚقحي آخشيٓ ،لحي جٌؿحقؿ وحشفح لٓ جٌذالٌس جٌّمحِيس أٔٗ يٕرغي
َ ليٓ ٌٍّطىٍُ أْ يمشف ألذجس جٌّمحٔي ٚيٛجصْ ذيٕٙح ٚذيٓ ألذجس جٌّغص
ٚقحالض ، ُٙفيؿمً ٌىً ؼرمس ِٕ ُٙوالِح يخص ُٙذٗ قط ٝيمغُ ذحٌطغحٚي
ألذجس جٌىالَ لٍ ٝألذجس جٌّمحٔي ٚيمغُ جٌّمحٔي لٍ ٝألذجس جٌّمحِحش جٌطي ُ٘
لٍيٙح جٌّغطّمٚ ْٛقحٌط. ُٙ
ِٓٚخالي ِح عرك يّىٓ جٌمٛي ئْ جٌؿحقؿ لذ ضٕحٚي ؾً ِرحقع جٌذسط جٌذالٌي
جٌكذيع (جٌٍغس لاللس جٌٍفؿ ذحٌّمٕ ، ٝألغحَ جٌمالِس ٚ ،ـحتف جٌىالَ ،جٌذالٌس جٌغيحليس)..
ٚرٌه في عيحق ضأعيغٗ ٌمٍُ جٌريحْ .
أذ ٛجٌفطف لػّحْ ذٓ ؾٕي (ش٘392ـ)
جذٓ ؾٕي ِٓ لٍّحء جٌمشْ جٌشجذك جٌٙؿشي ،ج٘طُ ذذسجعس جٌٍغس جٌمشذيس قط ٝذذش في
وطحذٗ (جٌخصحتض) ٌغس ال ضذجٔيٙح ٌغس ٌّ ،ح جشطٍّص لٍيٗ ِٓ عّحش قغٓ ضصشيف جٌىالَ
ٚجإلذحٔس لٓ جٌّمحٔي ذأقغٓ ٚؾ ٖٛجألدجء ،وّح فطف أذٛجذح ذذيمس في جٌمشذيس ال لٙذ ٌٍٕحط
ذٙح لرٍٗ وٛظمٗ ألصٛي جالشطمحق ذألغحِٗ ِٕٚ ،حعرس جألٌفحؾ ٌٍّمحٔي ِٓٚ .أُ٘ جٌّغحتً
جٌذالٌيس جٌطي ضٕحٌٙٚح :
ٔ شأز جٌٍغس :ضٕحٚي جذٓ ؾٕي ِغأٌس ٔشأز جٌٍغس قيع لشض آسجء لٍّحء لصشٖ قٛي
٘زٖ جٌمعيس ٚرٌه في ذحخ (جٌمٛي لٍ ٝأصً جٌٍغس أئٌٙحَ ٘ي أَ جصؽالـ) ،قيع
لحي ٘( :زج ِٛظك ِكٛؼ إلٌ ٝفعً ضأًِ ،غيش أْ أوػش أً٘ جٌٕفش لٍ ٝأْ أصً
جٌٍغس ئّٔح ٘ ٛضٛجظك ٚجصؽالـ ال ٚقي ٚضٛليف ،ئال أْ أذح لٍي – سقّٗ جهلل -
6
www.etudpdf.com
لحي ٌي يِٛح ٘ :ي ِٓ لٕذ جهلل ٚ ،جقطؽ ذم ٌٗٛعركحٔٗ ٚ﴿ :لٍُ آدَ جألعّحء وٍٙح﴾
٘ٚزج ال يطٕحٚي ِٛظك جٌخالف ٚ ،رٌه أٔٗ لذ يؿٛص أْ يى ْٛضأٚيٍٗ :ألذس آدَ
لٍ ٝأْ ضٛجظك لٍيٙح ٘ٚ ،زج جٌّمٕ ِٓ ٝلٕذ جهلل عركحٔٗ ال ِكحٌس) .
ٚيرذ ٚأْ جذٓ ؾٕي وحْ يمف ِٛلفح ٚعؽح ،قيع وحْ يمٛي ذحإلٌٙحَ ٚجالصؽالـ ِمح
يٛظف رٌه ِح لحٌٗ في خطحَ ٘زج جٌرحخ ِٛظكح ِٛلفٗ ِٚمرشج في رجش جٌٛلص لٓ قيشضٗ
ذيٓ جٌمٛي ذمشفيس جٌٍغس أ ٚجٌمٛي ذحإلٌٙحَ ( :فألف ذيٓ ضيٓ جٌخٍطيٓ (جإلٌٙحَ ٚجٌمشف) قغيش ًج
ٚأوحغش٘ح فأٔىفة ِىػٛسج ٚ ،ئْ خؽش خحؼش فيّح ذمذ يمٍك جٌىف ذاقذ ٜجٌؿٙطيٓ ٚيىفٙح
(أ ٚيفىٙح) لٓ صحقرطٙح لٍٕح ذٗ).
لاللس جٌٍفؿ ذحٌّمٕ : ٝضٕحٚي جذٓ ؾٕي في وطحذٗ جٌخصحتض غالغس أٔٛجق ِٓ جٌماللحش
جٌّطصٍس ٘ٚي :جٌماللس ذيٓ جٌٍفؿ ٚجٌّمٕٚ ، ٝجٌماللس ذيٓ جٌٍفؿ ٚجٌٍفؿ ،غُ جٌماللس
ذيٓ جٌكشٚف ذرمعٙح ٚ ،خصض ٌزٌه أذٛجذح ِٕٙٚح :
oضاللي جٌّمحٔي لٍ ٝجخطالف جألصٛي ٚجٌّرحٔي ،يمٛي ٘( :زج فصً ِٓ
جٌمشذيس وػيش جٌّٕفمس لٛي جٌذالٌس لٍ ٝششف ٘زٖ جٌٍغس ٚ ،رٌه أْ ٔؿذ
ٌٍّمٕ ٝجٌٛجقذ أعّحء وػيشز ،فطركع لٓ أصً وً جعُ ِٕٙح فطؿذٖ ِفعي
جٌّمٕ ٝئٌِ ٝمٕ ٝصحقرٗ) ٚ .في ٘زج جٌمٛي ئشحسز ئٌٚ ٝؾٛد جٌطشجدف في
جٌٍغس ٚ ،لذ ٚظف جذٓ ؾٕي ٘زٖ جٌّغأٌس ذحٌشٛج٘ذ .
oضصحلد جألٌفحؾ ٌطصحلد جٌّمحٔي :في ٘زج جٌرحخ ذيٓ ضمحسخ جٌذالالش
ٌطمحسخ قشٚف جألٌفحؾ ِٓ قيع جٌّخحسؼ ِٚ ،ػحٌٗ ششقٗ ٌٍفؿ (أصج) جٌٛجسد
يٓ َض ُإ ُّص ُُ٘ أَ ِّصج﴾ ِ روشٖ في ل ٌٗٛضمحٌ﴿ : ٝأَ ٌَُ َضش أَ َّٔح أَسع ٍْ َٕح َّ ِ
ْ يٓ َل ٍَ ٝج ٌْ َىحفشِ َجٌش َيحؼ َ ْ َ ْ َ
٘ضج ٚ ،جٌّٙضز أخص جٌٙحء ضٙضُ٘ ِّ يمٛي ( :أي :ضضلؿٚ ُٙضمٍم ، ُٙفٙزج في ِمّٕ ٝ
فطمحسخ جٌٍففحْ ٌطمحسخ جٌّمٕييٓ ٚ .وأٔ ُٙخصٛج ٘زج جٌّمٕ ٝذحٌّٙضز ألٔٙح أل ِٓ ٜٛجٌٙحء
جٌٙض ،ألٔه لذ ضٙض ِح ال ذحي ٌٗ وحٌؿزق ٚعحق جٌشؿشز ٘ٚزج جٌّمٕ ٝألفُ في جٌٕفٛط ِٓ ّ
ٔٚك ٛرٌه ) ٚ .لذ ٚظف جذٓ ؾٕي ٘زٖ جٌؿٛجٔد ذىػيش ِٓ جٌشٛج٘ذ ٚ ،أـٙش ِٓ خالٌٙح
جٌميّس جٌطمريشيس ألصٛجش جٌمشذيس ٚأذٕيطٙح .
oذحخ ئِغحط جألٌفحؾ أشرحٖ جٌّمحٔي :في ٘زج جٌرحخ أشحس ئٌ ٝجٌماللس جٌؽريميس
ذيٓ جألصٛجش ِٚذٌٛالضٙح ٚ ،وزج أذٕيس جٌىٍّحش ِٚح ضطكٍّٗ ِٓ دالٌس ؼريميس.
7
www.etudpdf.com
يمٛي ( :جلٍُ أْ ٘زج ِٛظك ششيف ٌؽيف ٚ ،لذ ٔرٗ لٍيٗ جٌخٍيً ٚعيرٛيٗ ٚ ،ضٍمطٗ
جٌؿّحلس ذحٌمرٛي ٌٗ ٚجاللطشجف ذصكطٗ .لحي جٌخٍيً ( :وأٔ ُٙضّٛ٘ٛج في صٛش جٌؿٕذخ
ٚ .لحي ِٚذج فمحٌٛج ( َصش) ٚ ،ضّٛ٘ٛج في صٛش جٌرحصي ضمؽيمح فمحٌٛج (صشصش) جعطؽحٌس ِّ
َّ
عيرٛيٗ في جٌّصحدس جٌطي ؾحءش لٍ ٝجٌفمالْ :ئٔٙح ضأضي ٌالظؽشجخ ٚجٌكشوس ٔ ،ك: ٛ
جٌٕمصحْ ٚجٌغٍيحْ ٚجٌغػيحْ ،فمحذٍٛج ذطٛجٌي قشوحش جٌّػحي ضٛجٌي قشوحش جألفمحي) .
أٔٛجق جٌذالٌس :لغُ جذٓ ؾٕي جٌذالٌس ئٌ ٝغالغس أٔٛجق ضكص ِح عّحٖ دالٌس جٌفمً
جٌزي وحْ يغّيٗ جٌٍفؿ ٚ ،رٌه ذحلطرحسٖ يشىً جٌمؽد جٌشتيغي في جٌمٍّيس جإلذالغيس
٘ٚزٖ جٌذالالش ٘ي :
oجٌذالٌس جٌٍففيس ٚ :يؿّك ٘زج جٌٕٛق ذيٓ ِح يصؽٍف لٍيٗ في جٌذسط جٌذالٌي
جٌكذيع ذحٌذالٌس جٌصٛضيس ٚجٌذالٌس جٌّمؿّيس .
oجٌذالٌس جٌصٕحليس ٚيمصذ ذٙح جٌذالٌس جٌصشفيس .
oجٌذالٌس جٌّمٕٛيس ٚيمحذٍٙح قذيػح جٌذالٌس جٌٕكٛيس.
لحي جذٓ ؾٕي ( :فّٕٗ ؾّيك جألفمحي ،ففي وً ٚجقذ ِٕٙح جألدٌس جٌػالغس .أال ضش ٜئٌ ٝلحَ
ٚدالٌس ٌففٗ لٍِ ٝصذسٖ ٚ ،دالٌس ذٕحتٗ لٍ ٝصِحٔٗ ٚ ،دالٌس ِمٕحٖ لٍ ٝفحلٍٗ ،فٙزٖ غالظ
دالتً ِٓ ٌففٗ ٚصيغطٗ ِٚمٕحٖ) .
جٌكميمس ٚجٌّؿحص :فشق جذٓ ؾٕي ذيٓ جٌكميمس ٚجٌّؿحص في جٌرحخ جألٚي لً أعحط
جٌٛظك ٚذيٓ دٚجلي جالٔطمحي ِٓ جٌكميمس ئٌ ٝجٌّؿحص قيع لحي ( :جٌكميمس ِح ألش في
جالعطمّحي لٍ ٝأصً ٚظمٗ في جٌٍغس ٚ ،جٌّؿحص ِح وحْ ذعذ رٌه ٚ .ئّٔح يمك
جٌّؿحص ٚيمذي ئٌيٗ لٓ جٌكميمس ٌّمحْ غالغس ٘ٚ ،ي :جالضغحق ٚجٌطٛويذ ٚجٌطشريٗ .
فاْ جٔمذِص ٘زٖ جألٚصحف وحٔص جٌكميمس جٌرطس) .
ِّٚح عرك يّىٓ جٌمٛي ئْ ِصٕفحش جذٓ ؾٕي وحٔص غشيس ذحٌذسط جٌذالٌي ،فمذ
ضمحؼمص جٌّغحتً جٌطي ضٕحٌٙٚح ذّرحقع لٍُ جٌذالٌس ٌ ،زٌه يّىٕٕح جٌمٛي ئْ ٌٕح في جٌطشجظ
جٌمشذي ٔفشيس دالٌيس ال ضكطحؼ ع ٜٛئٌ ٝئلحدز ضشضيد جٌمٕحصش ٚضصٕيفٙح في ِؿحي ِكذد
ٌٚمً غشجء ِإٌفحش جذٓ ؾٕي يمٛد ئٌ ٝجلطّحدٖ لٍ ٝؾٛٙد عحذميٗ ٚ ،وأٔٗ لحَ ذحعطػّحس وً
ِح غرص لٓ ٘زٖ جٌٍغس ِٓ خصحتض ٚؾّمٗ ٚششقٗ ٚفصٍٗ في وطحذيٗ (جٌخصحتض) (ٚ ،عش
صٕحلس جإللشجخ).
8
www.etudpdf.com
جٌششيف جٌؿشؾحٔي(ش ٘816ـ)
ذحإلظحفس ئٌ ٝضمشيفٗ ٌٍذالٌس ضمشيفح ؾحِمح ٌمٍُ جٌذالٌس ٚ Semantiqueلٍُ جٌشِٛص
أ ٚجٌغيّيحء ، Simiologieقيع لحي ( :جٌذالٌس ٘ي و ْٛجٌشيء ذكحٌٗ يٍضَ ِٓ جٌمٍُ ذٗ
جٌمٍُ ذشيء آخش ٚ ،جٌشيء جألٚي ٘ ٛجٌذجي ٚجٌػحٔي ٘ ٛجٌّذٌٛي ٚ ،ويفيس دالٌس جٌٍفؿ لٍٝ
جٌّمٕ ٝذحصؽالـ لٍّحء جألصٛي ِكصٛسز في لرحسز جٌٕض ٚئشحسز جٌٕض ٚجلطعحء جٌٕض).
فم( ٌٗٛجٌشيء) ذذي (جٌٍفؿ) يذي لٍ ٝئشحسضٗ ئٌ ٝلٍُ جٌشِٛص أ ٚلٍُ جٌمالِحش أٚ
لٍُ جإلشحسجش Simiologieجٌزي يمٕ ٝذذسجعس جٌشِٛص ٚجٌمالِحش جٌٍغٛيس ٚفيش جٌٍغٛيس .
فّٓ خالي ٘زج جٌطمشيف يّىٓ جٌمٛي :ئْ جٌذالٌس لٕذ جٌششيف جٌؿشؾحٔي ضٕمغُ
ئٌ ٝلغّيٓ :جٌذالٌس جٌٍففيس ئرج وحْ جٌشيء جٌذجي ٌففح .
جٌذالٌس غيش جٌٍففيس ئرج وحْ جٌشيء جٌذجي غيش ٌفؿ .
ٚلذ لحَ لذز ذحقػيٓ في جٌمصش جٌكذيع ذاؾشجء ِمحسٔس لٍّيس ذيٓ ِح ضٛصً ئٌيٗ
جٌؿشؾحٔي في ضمغيّحضٗ ٌٍذالٌس ِٚ ،ح ضٛصً ئٌيٗ لٍّحء جٌذالٌس في جٌمصش جٌكذيع ُِٕٙٚ
جٌمحٌُ جألِشيىي ذيشط .
ِٓٚخالي ؼريمس جٌماللس ذيٓ جٌذجي ٚجٌّذٌٛي يكصي جٌؿشؾحٔي غالغس ِغطٛيحش
صٛسيس ضٕطؽ لٕٙح غالظ دالالش ٘ي :دالٌس جٌمرحسز ٚ ،دالٌس جإلشحسز ٚ ،دالٌس جاللطعحء .
.أِح دالٌس جٌمرحسز ٚلذ ذيٕح وً ِٓ دالٌس جإلشحسز ٚدالٌس جاللطعحء لٕذ جٌغضجٌي
فحٌّمصٛد ذٙح (جٌّمٕ ٝجٌزي يطرحدس ئٌ ٝجٌز٘ٓ ِٓ صيغس جٌٕض ٛ٘ٚ ،جٌزي لصذٖ جٌشحسق
ِٓ ٚظك جٌٕض ألْ جٌّششق قيٓ يعك جٌٕض يخطحس ٌٗ ِٓ جألٌفحؾ ٚجٌمرحسجش ِح يذي
ّ
دالٌس ٚجظكس لٍ ٝغشظٗ ،غُ يصٛغٗ ذمذ رٌه ذكيع يطرحدس جٌّمٕ ٝجٌّمصٛد ِٓ جٌٕض
ئٌ ٝر٘ٓ جٌّؽٍك ذّؿشد جإلؼالق لٍيٗ) .
ٌمذ لحَ جألِشيىي ٘يحوٛج S.J.Hayakwaذطكذيذ ٔٛليٓ ِٓ جٌّمحٔي :جٌّمٕٝ
جٌمصذي ٚجٌّمٕ ٝجالضغحلي أِ ٚح يغّ ٝفي جٌٍغحٔيحش جٌكذيػس ذحٌّمٕ ٝجإليّحتي قيع
يّىٓ أْ ٔذسؼ دالالش جٌؿشؾحٔي جٌػالظ ٘ٚ( ،ي دالٌس جٌمرحسز – دالٌس جالشحسز – دالٌس
جاللطعحء) ضكص ٘زيٓ جٌٕٛليٓ ،فحٌّمٕ ٝجٌمصذي ِ٘ ٛمٕ ٝجٌمرحسز ٚ ،جٌّمٕ ٝجالضغحلي
ٚجٌّمٕ ٝجإليّحتي ،يمحذٍّٙح وً ِٓ دالٌس جاللطعحء ٚدالٌس جإلشحسز .
ِٚؿًّ جٌمٛي ئْ جٌذالٌس في جٌمصش جٌكذيع ضطعف لٕذ جٌؿشؾحٔي ذىٙٔٛح جٌماللس
ذيٓ جٌّكط ٜٛجٌفىشي ٚجٌٍفؿ ٚ ،يى ْٛجاللطّحد لٍ ٝلشجتٓ ٌغٛيس في ضكذيذ جٌذالٌس
جٌّمصٛدز .
9
www.etudpdf.com
أنواع الداللة
من أىم المباحث التي تناوليا الدرس الداللي قديما وحديثا قضية أنواع الداللة وأنواع
المعنى ،حيث تناول ىذه القضية المغويون والمفسرون والبالغيون والفالسفة وغيرىم ،وىكذا تقسم
الداللة األصوليين و عمماء المنطق و الفالسفة إلى قسمين :لفظية وغير لفظية .
الداللة المفظية :مثل كممة (كتاب).
الداللة غير المفظية :مثل داللة الخطوط والعقود واإلشارات وغيرىا .
وقسمت الداللة اعتمادا عمى معايير ترتكز عمى اإلدراك لطبيعة العالقة التي تربط بين
الدال والمدلول ،وىو ال يخرج عن ثالثة اعتبارات ،اعتبار العرف أو اعتبار الطبيعة أو اعتبار
العقل وبناء عميو تكون الداللة إما وضعية (عرفية) أو طبيعية أو عقمية .
كما قسم العمماء الداللة الوضعية أو العرفية بناء عمى أداء السياق لممعنى ،فإذا دل الكالم
عمى تمام معناه كانت داللة مطابقة ،واذا دل عمى بعض معناه كانت داللة تضمن ،واذا دل
عمى معنى آخر خارج عن معناه إال أنو الزم لو عرفا أو عقال كانت داللة التزام .وىذا ما عبر
عنو الغزالي بقولو بقولو ( :إن داللة المفظ عمى المعنى تنحصر في ثالثة أوجو وىي :المطابقة
والتضمن وااللتزام) .
وعمى ىذا األساس فإن أقسام الداللة في العصر الحديث تتفرع إلى ستة أصناف يمكن
بيانيا في الشكل التالي :
الداللة
www.etudpdf.com
الداللة الوضعية
ىي الداللة العرفية أو االصطالحية التي تواضع واتفق عمييا الناس وتعارفوا عمييا ،ولكي
تنعقد الداللة المفظية العرفية ال بد من توفر ثالثة أركان وىي :المفظ وىو نوع من الكيفيات
المسموعة ،والمعنى الذي جعل المفظ بإزائو ،واضافة عارضة بينيما ىي الوضع ،أي جعل
المفظ بإزاء المعنى عمى أن المخترع قال ( :إذا أطمق ىذا المفظ فافيموا ىذا المعنى) أو كما قال
الجرجاني (جعل شيء بإزاء شيء آخر بحيث إذا فيم األول فيم الثاني) .
الداللة العقلية
أما الداللة العقمية وتسمى أيضا الداللة المنطقية فيي الداللة التي يجد العقل فييا حتمية
في االنتقال من الدال إلى المدلول ،أي أن العالقة بين الدال والمدلول حتمية بحيث ال يستطيع
العقل أن يربط الدال بغير مدلولو ،وتقتصر ىذه الداللة عمى داللة األثر عمى المؤثر ،ويمثل
ليا عادة بداللة الدخان عمى النار ،حيث يتم استحضار الداللة الغائبة بحقيقة حاضرة ،والذي
،وىذا ما يعني يربط بين األمرين ىو العقل ،لذلك سميت الداللة المستحضرة بالداللة العقمية
حصر الداللة العقمية بعالقة العمية .
وقد عرفيا التيانوي في كشاف اصطالحات العموم بقولو ( :فالداللة العقمية ىي داللة يجد
العقل بين الدال والمدلول عالقة ذاتية ينتقل ألجميا منو إليو .والمطموب بالعالقة الذاتية استمزام
تحقق الدال في نفس األمر تحقق المدلول فييا مطمقا ،سواء كان استمزام المعمول لمعمة كاستمزام
الدخان لمنار ،أو العكس كاستمزام النار لمح اررة ،أو استمزام أحد المعمولين لآلخر كاستمزام الدخان
لمح اررة) .
الداللة الطبيعية
أما الداللة الطبيعية فيي الداللة التي يعتمد في إدراكيا عمى عالقة طبيعية يتم عمى
بقولو ( :ىي داللة يجد العقل بين أساسيا االنتقال من الدال إلى المدلول .وقد عرفيا التيانوي
الدال والمدلول عالقة طبيعية ينتقل ألجميا منو إليو ،والمراد من العالقة الطبيعية إحداث طبيعة
من الطبائع ،سواء كانت طبيعة المفظ أو طبيعة المعنى أو طبيعة غيرىما ،عروض الدال عند
عروض المدلول ،كداللة (أح أح) عمى السعال ،وأصوات البيائم عند دعاء بعضيا بعضا
وصوت العصفور عند القبض عميو ،فإن الطبيعة تنبعث بإحداث تمك الدوال عند عروض تمك
المعاني ،فالرابطة بين الدال والمدلول ىنا ىي الطبع) .ومن العالمات التي يدرجونيا أيضا تحت
ىذا النوع من الداللة :داللة الحمرة عمى الخجل والصفرة عمى الوجل .
2
www.etudpdf.com
الداللة اللغوية
تقسم الداللة عند المغويين والبالغيين إلى خمسة أنواع :
الداللة الصوتية
ىي الداللة التي تستمد من طبيعة بعض األصوات وخصائصيا ،حيث إن المتأمل في
بعض الكممات العربية وما تتألف منو من أصوات يالحظ أن بعض األصوات ليا دور في اإليحاء
بالمعنى .وكمثال عمى ذلك الفعمين (قطع) و (قطف) ،فيما يشتركان في صوتين ىما (ق ،ط)
ويختمفان في الصوت الثالث وىو (ع) في األول و (ف) في الثاني ،واختالفيما في ىذا الصوت
أدى إلى اختالف داللي مناسب لكل منيما ،فيما وان دال عمى معنى عام وىو فصل شيء من
شيء ،فإن وجود صوت (ع) في األول وىو صوت مجيور ،ووجود (ف) في الثاني وىو صوت
ميموس ،جعل كال الفعمين مناسبا لعممية الفصل في كمييما ،فقطع الغصن من الشجرة فيو نوع
من الشدة ،بينما قطف الوردة فيو نوع من المين .
وقد أورد ابن جني (ت 392ه) في كتابو الخصائص عدة أمثمة عمى ذلك ومن ذلك قوليم
ضم) و (قَ ِ
ضم) .فالخضم ألكل الرطب ،كالبطيخ والقتاء وما كان نحوىما من األكول الرطب. ( َخ ِ
والقضم لمصمب اليابس ،نحو قضمت الدابة شعيرىا ،ونحو ذلك .فاختاروا الخاء لرخاوتيا
حذوا لمسموع األصوات عمى محسوس األحداث . لمرطب ،والقاف لصالبتيا لميابس ً ،
كما أن لمظواىر الصوتية كالنبر والتنغيم أثر في تحديد المعنى .
ومما يدخل تحت ىذه الداللة ما يعرف بالمحاكاة الصوتية ،وىي تعني وجود عالقة
طبيعية أي حسية صوتية بين الدال (المفظ) والمدلول (المعنى) ،وىي تتجمى في كثير من
الكممات التي تحاكي أصواتيا أصوات الطبيعة كالخرير والحفيف والعواء وغيرىا .
الداللة الصرفية
ىي الداللة التي تستمد من صيغ األلفاظ وأوزانيا وأبنيتيا ،وىي أساس ميم من أسس
.وقد اىتم القدماء بيذه الداللة ،فميس ىناك عمم لمداللة بال دراسة لمصرف أي دراسة الصيغ
الداللة ومنيم سيبويو الذي أشار إلى دور الصيغ في الداللة فقال ( :ومن المصادر التي جاءت
عمى مثال واحد حين تقاربت المعاني قولك :النزوان ،والنقزان والقفزان )...
كما أشار إلى ذلك ابن جني حيث عقد بابا في كتابو الخصائص سماه (باب في إمساس
األلفاظ أشباه المعاني) ،تحدث فيو عن معاني الصيغ الصرفية المختمفة ،وأورد قول سيبويو عن
وعمق عمييا بقولو : المصادر التي عمى وزن (فعالن) التي قال إنيا تأتي لالضطراب والحركة
3
www.etudpdf.com
(فقابموا بتوالي حركات المثال توالي حركات األفعال) .وىو تعميق يشير إلى دور الحركات في
الداللة وتناسبيا مع المعنى ،فتتابعيا في الصيغة يوحي بالتتابع الحركي الذي لب المعنى .
وعرض ابن جني صيغا أخرى (الفعمى) في المصادر والصفات التي تأتي لمسرعة نحو
البشكى ،والجمزى ،والولقى .و(استفعل) التي يأتي في أكثر األمر لمطمب نحو :استسقى
كسر قطّع .
واستطعم ،واستوىب .وكذلك تشديد عين الفعل التي تفيد قوة المعنى وتك ارره مثل ّ
الداللة النحوية
وىي الداللة التي تستمد من العالقات التركيبية بين عناصر الجممة والوظيفة النحوية التي
تؤدييا كل كممة فييا ،ومعروف أن نظام الجممة العربية يتميز بنوع من المرونة ،حيث قد يتقدم
الخبر عمى المبتدأ وقد يتقدم المفعول عمى الفاعل لداع ما ،ومن ثم يصبح اإلعراب ىو الذي
يحدد وظيفة كل عنصر من عناصر الجممة ميما اختمف موقعو .
وقد أكد العمماء العرب عمى أىمية ىذه الداللة ،حيث أطمق ابن جني عمى اإلعراب بأنو
سعيد أباه
ٌ (اإلبانة عن المعاني باأللفاظ) وقال موضحا ذلك ( :أال ترى أنك إذا سمعت :أكرم
وشكر سعيداً أبوه ،عممت برفع أحدىما ونصب اآلخر الفاعل من المفعول ،ولو كان الكالم شرجا
واحدا الستبيم أحدىما من صاحبو).
وىناك في النحو ما يسمى بالكممات الوظيفية والشكمية التي ليس ليا معنى معجمي ولكنيا
تؤدي دو ار وظيفيا ىاما في الجممة ،مثل أدوات الشرط والجزم ونحو ذلك ،فمثل ىذه األدوات ال
تؤدي أي دور داللي خارج وظائفيا في التركيب .
ومن ذلك أيضا بعض الحروف التي ال تدل بمفردىا إال عمى اسميا ،ولكنيا حين تدخل
في التركيب تدل عمى معان معينة مثل كالفاء والواو ،والالم التي تتعدد داللتيا بحسب موقعيا في
التركيب ،كالم التوكيد ،والم االستغاثة والم السبب ،والم التخصيص ،والم التعجب ،والم األمر
والم الجزاء وغيرىا .
الداللة المعجمية
ىي الداللة التي تستمد من أصل استخدام المفظ وتعتبر مرك از لدالالت الكممة ،وينبغي أن
تراعى في جميع مشتقاتيا واستخداماتيا ،وىي الداللة المقصودة من المفظ عند إطالقو ،واذا كان
لمفظ أكثر من داللة عمى المستوى المعجمي كان السياق ىو الفيصل في ذلك ،حيث يصبح ىو
الذي يحدد الداللة المقصودة من الكممة .
4
www.etudpdf.com
ويطمق عمى الداللة المعجمية المعنى األساسي أو األولي أو المركزي ،ويسمى أحيانا
المعنى التصوري أو المفيومي أو االدراكي ،وىذا المعنى ىو العامل الرئيس المغوي ،وىذه الداللة
ىي التي ترجح وترشح أي األلفاظ يكون مناسبا ليذا السياق أو ذاك عمى مستوى محور االنتقاء
وذلك باشتمال المفظ المستخدم عمى بعض السمات الداللية التي تجعمو أنسب األلفاظ لذلك
السياق.
الداللة السياقية
وتسمى أيضا الداللة االجتماعية ،وىي الداللة التي تستمد من المقام أو أو األحوال
المحيطة بو في المسرح المغوي ،مثل التعجب أو االستفيام ...وقد أطمق بعض المغويين
مصطمح المسرح المغوي حيث يشير المصطمح إلى األحوال والمالبسات التي تحيط بالحدث المغوي
أو الكالمي ،والتي يجب أن توضع في االعتبار أثناء التحميل .
وقد أشار إلى ىذه الداللة كثير من المغويين العرب قديما وحديثا ،ومنيم الجاحظ وابن
جني وغيرىم .
فقد أشار الجاحظ إلى الداللة السياقية أو المقامية حين قال أنو ينبغي لممتكمم أن يعرف
أقدار المعاني ويوازن بينيا وبين أقدار المست م عين وحاالتيم ،فيجعل لكل طبقة منيم كالما
يخصيم بو حتى يقسم بالتساوي أقدار الكالم عمى أقدار المعاني ويقسم المعاني عمى أقدار
المقامات التي ىم عمييا المستمعون وحالتيم .
وأشار إلييا ابن جني حين قال معمقا عمى قول الشاعر :
تقول وص ّكت وجييا أبعمي ىذا بالرحى
(لكنو لما حكي الحال فقال ( :وص ّكت وجييا) عمم بذلك قوة إنكارىا ،وتعاظم الصورة ليا ،ىذا
مع أنك سامع لحكاية الحال ،غير مشاىد ليا ،ولو شاىدت لكنت بيا أعرف ،ولعظم الحال في
نفس تمك المرأة أبين) .
وقال تمام حسان ( :إن البالغيين العرب كانوا متقدمين ألف سنة تقريبا عن زمانيم ،ألنيم
اعترفوا بفكرة المقام والمقال ،وذلك باعتبارىما أساسيين متميزين من أسس تحميل المعنى ( ،وىذا)
يعتبر اآلن في الغرب من الكشوف التي جاءت نتيجة مغامرات العقل المعاصر في دراسة المغة ).
5
www.etudpdf.com