You are on page 1of 22

‫مدخل إلى علم الداللة‬

‫الداللة لغة واصطالحا‬


‫إف فيـ طبيعة المغة ال يمكف أف يتأتى إال مف خالؿ فيـ المعنى ‪ ،‬كيمعب المعنى دك ار كبي ار في‬
‫كؿ مستكيات التحميؿ المغكم ‪ ،‬كما يمعب دك ار كبي ار في تطبيقات كثيرة لعمـ المغة ‪ ،‬مثؿ تعميـ المغة‬
‫كالترجمة كغيرىا ‪ .‬لذلؾ فإف دراسة المعنى تمثؿ أىمية بالغة بيف فركع الدراسات المغكية األخرل ‪ ،‬بؿ‬
‫يمكف القكؿ إف المعنى ىك ىدؼ الفركع المغكية األخرل كغايتىا‪.‬‬
‫كقد حظي عمـ الداللة باىتماـ كبير مف قبؿ العمماء كالباحثيف قديما كحديثا ‪ ،‬كليس ذلؾ بيف‬
‫عمماء المغة فحسب ‪ ،‬بؿ فى فركع العمكـ اإلنسانية األخرل ‪ ،‬مثؿ عمـ النفس كالفمسفة كعمـ االجتماع‬
‫كغيرىا ‪ ،‬كاف اختمفت زاكية اىتماـ كؿ عمـ مف ىذه العمكـ بالداللة‪.‬‬
‫كليس مف الغريب أف يناؿ عمـ المعنى ىذا االىتماـ مف العمماء كالباحثيف ‪ ،‬كذلؾ ألف الداللة أك‬
‫المعنى أمر يتصؿ بجكانب حياتنا كميا ‪ ،‬كالتكاصؿ بمستكياتو المختمفة بيف األفراد كالجماعات كالدكؿ‬
‫مرىكف بتحديد داللة األلفاظ ‪ ،‬كأم خمؿ في تحديد داللة األلفاظ المستعممة بينيـ قد يؤدل إلى خمؿ في‬
‫التكاصؿ بينيـ ‪ ،‬كقد تنتج عف ذلؾ مشكالت تككف عكاقبيا سيئة‪.‬‬
‫كؿ ىذه األسباب كانت سببا دفع العمماء كالباحثيف إلى دراسة معاني كدالالت الكممات دراسة‬
‫عممية بيدؼ الكصكؿ إلى تحديد دقيؽ لممعنى ‪ ،‬كالكشؼ عف جكانبو المختمفة ‪ ،‬حتى أصبح ىذا العمـ‬
‫اليكـ عمما مستقال قائما بذاتو يعرؼ باسـ عمـ معاني األلفاظ أك عمـ المعنى أك عمـ الداللة‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة لغة‬

‫كممة (الداللة) مف مادة (دلؿ) ‪ ،‬كالمصدر ( ُّل‬


‫الدؿ) مف الفعؿ َد ّؿ ‪َ ،‬ي ُد ُؿ ‪.‬‬
‫الد ُّلؿ قريب المعنى مف‬
‫ق) ‪ّ :‬‬
‫جاء في تيذيب المغة لألزىرم (ت ‪370‬ىػ) ‪ :‬قاؿ أبك عبيد ( ت‪ 224‬ػ‬
‫اليَ ْدم ‪ ،‬كىما مف السكينة كالكقار في الييئة كالمنظر كالشمائؿ كغير ذلؾ ‪.‬‬
‫يد ّؿ إذا ىدل ‪.‬‬
‫كقاؿ ابف األثير (ت‪606‬ىػ) ىك اليدم يقاؿ َد ّؿ ُ‬
‫أما ابف فارس (ت‪395‬ىػ) فقد ذىب إلى أف (الداؿ) ك(الالـ) أصالف ‪ :‬أحدىما إبانة الشيء بأمارة‬
‫تتعمميا كاآلخر اضطراب في الشيء ‪ .‬األكؿ قكليـ ‪ :‬دلمت فالنا عمى الطريؽ ‪ ،‬كاآلخر قكليـ ‪ :‬تَ َد ْل َدؿ‬
‫الشيء إذا اضطرب‪ .‬كالمعنى األكؿ ىك األشير كىك المعني بالدراسة ىنا ‪.‬‬
‫كقاؿ ابف منظكر ‪ :‬دلو عمى الشيء يدلو َدالّ ‪ ...‬سدده إليو ‪ ،‬أم أرشده ‪.‬‬
‫َى ِؿ َب ْي ٍت‬
‫فقالت َى ْؿ أ َُدلّ ُك ْـ َعمى أ ْ‬
‫ْ‬ ‫اضع ِم ْف قَب ُؿ‬
‫المر َ‬
‫ِ‬
‫﴿كح َّرْمنا َعمَ ْيو َ‬
‫كفي ىذا المعنى قاؿ تعالى ‪َ :‬‬
‫ناصحكف﴾ [القصص‪ ، ]12‬أم أرشدكـ كأىديكـ ‪.‬‬ ‫مكنو لَ ُكـ كىـ لَو ِ‬
‫َي ْك ُف َ ُ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫‪1‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫فالداللة كاليداية ليما معنى متقارب إال أف ثمة فرؽ بينيما ‪ ،‬كقد كضحو أبك البقاء الكفكم بقكلو‪:‬‬
‫(كالداللة أعـ مف اإلرشاد كاليداية ‪ ،‬كاالتصاؿ بالفعؿ معتبر في اإلرشاد لغة دكف الداللة ككذلؾ في‬
‫االستعماؿ ‪ ،‬ألف اليداية تككف إلى الخير فقط ‪ ،‬أما الداللة فقد تككف لغيره)‪.‬‬
‫كما أف الداللة ال تككف إال بكضكح اإلشارة كبياف األمارة ‪ ،‬لذلؾ يقكؿ ابف فارس في مجمؿ المغة‪:‬‬
‫ت َما َدلَّيُ ْـ َعمَى َم ْكتِ ِو إِال‬
‫ض ْيَنا َعمَ ْي ِو ا ْل َم ْك َ‬
‫(الدليؿ في الشيء األمارة ‪ .‬كمثاؿ ذلؾ قكلو تعالى ‪َ ﴿:‬فمَ َّما قَ َ‬
‫ِ‬ ‫َد َّابةُ األ َْر ِ‬
‫نسأَتَوُ﴾ [سبأ‪ ، ]14‬فالداللة عمى المكت كقعت بأمارة تتمثؿ في ىيئة سميماف ‪ -‬عميو‬ ‫ض تَْأ ُك ُؿ م َ‬
‫السالـ ‪ -‬أم سقكطو بعد أف أكمت دابة األرض منسأتو ‪.‬‬
‫كذىب الخميؿ بف أحمد الفراىيدم (ت ‪175‬ىػ) إلى أف كممة(داللة) تككف بالفتح كالكسر قاؿ‪:‬‬
‫(كالداللة مصدر الدليؿ بالفتح كالكسر)‪.‬‬
‫‪ ،‬فذىب ابف دريد‬ ‫لكف عمماء العربية اختمفكا في بياف الفركؽ الداللية بيف صيغتي الفتح كالكسر‬
‫الداللة مف الدليؿ كدليؿ بيف ِّ‬
‫الداللة)‪.‬‬ ‫الداللة ‪ ،‬حرفة َّ‬
‫الدالؿ ‪ ،‬ك ِّ‬ ‫(ت‪321‬ىػ) إلى التمييز بينيما بقكلو ‪َّ ( :‬‬
‫كأضاؼ عميو الزبيدم (ت ‪1205‬ىػ) عبارة (كالداللة بالكسر ما جعمتو لو أم َّ‬
‫لمدالؿ‪ ...‬ألنيا مف جنس‬
‫الحرفة أك الصناعة)‪.‬‬
‫بالطرؽ ذك َدالَالت ‪.‬‬
‫ُّل‬ ‫إمرٌء‬
‫كجمع (الداللة) ( َدالالت) ‪ ،‬أنشد أبك عبيد‪ :‬إني ُ‬
‫كالفاعؿ (الداؿ) كىك مف حصؿ منو فعؿ الداللة ‪ .‬قاؿ الزمخشرم (ت ‪538‬ىػ) ‪ :‬كمف المجاز الداؿ‬
‫عمى الخير كفاعمو ‪ ،‬كدلو عمى الصراط المستقيـ ‪ ،‬أرشده إليو كسدده نحكه كىداه ‪.‬‬
‫كيسمى بػ(الدليؿ) أيضا ‪ .‬قاؿ أبك البقاء الكفكم ‪ :‬الدليؿ المرشد إلى المطمكب كيذكر كيراد بو‬
‫الداؿ ‪ ...‬كيذكر كيراد بو العالمة المنصكبة لمعرفة المدلكؿ ‪ ،‬كمنو سمي الدخاف دليال عمى النار‬
‫ككذلؾ سمي المفظ داال عمى معناه ‪.‬‬
‫كالمفعكؿ ( َم ْدلكؿ عميو كاليو) ‪ ،‬استدؿ عميو طمب أف يدؿ عميو ‪ ،‬كبالشيء عمى الشيء اتخذه‬
‫استَ َد ّؿ عمى األمر بكذا كجد فيو ما َي ُدؿ عميو ‪ ،‬كعميو طمب أف َي ُدؿ عميو ‪.‬‬
‫دليال عميو ‪ .‬ك ْ‬
‫كجمع الدليؿ) (أ َِدلَّة) ك( ِأدالَّء) ‪ ،‬قاؿ عمي بف أبي طالب ‪ -‬رضي ا﵀ عنو‪ -‬في صفة الصحابة ‪:‬‬
‫(كتخرجكف مف عنده أ َِدلَّة) ‪ ،‬أم بما قد عممكا فيدلكف عميو الناس‪.‬‬
‫ك(الدليؿ) فاعؿ الداللة ‪ ،‬كقد تسمى الداللة دليال مجا از ‪ ،‬كقد يككف الدليؿ برىانا ‪ ،‬كقد يككف اسما‬
‫‪ ،‬فذلؾ المفظ الذم‬ ‫يعرؼ بو المسمى ‪ ،‬كعبارة يتبيف بيا المراد ‪ ،‬كرجؿ دلؾ عمى طريؽ تريد قصده‬
‫خاطبؾ بو ىك دليؿ ما طمبت ‪ ،‬كقد يسمى المرء الداؿ دليال أيضا ‪ .‬كىذه المعاني يحددىا سياؽ‬
‫االستعماؿ ‪ ،‬ألف ىناؾ فركقا داللية بينيا ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الداؿ) كالجمع (دكاؿ) ‪ ،‬كالدكاؿ األربع ىي ‪ -‬كما قاؿ الجاحظ ‪-‬‬ ‫الدالة) مؤنث ( ّ‬ ‫كمنيا أيضا لفظ ( ّ‬
‫الخط كاإلشارة كالعقد كالحاؿ التي تسمى النصبة ‪.‬‬
‫أدلُّل ُك ْـ َعمى‬
‫﴿ى ْؿ ُ‬
‫كخالصة القكؿ ‪ :‬أف الداللة لغة ‪ :‬تعني اليداية كاإلرشاد ‪ ،‬كما في قكلو تعالى ‪َ :‬‬
‫ذاب أَ ؿيـ﴾ (الصؼ ‪ . )10‬أم ىؿ أرشدكـ إلى نكع مف التجارة كأكجيكـ إلييا‪ .‬كفي‬ ‫تِجارٍة تُْنجي ُكـ ِم ْف َع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ؽ َجديد﴾ (سبأ ‪ . )7‬فالداللة‬ ‫قكلو تعالى ‪﴿ :‬ىؿ َن ُدلُّل ُكـ عمى َر ُج ٍؿ ُيَنب ُِّئ ُك ْـ إذا ُمِّزْقتُ ْـ ُك َّؿ ُم َم َّز ٍ‬
‫ؽ َّإن ُك ْـ لَفي َخ ْم ٍ‬
‫بيذا المعنى ال تخرج عف إبانة الشيء كايضاحو كاإلرشاد إلى معناه كاليداية إليو ‪.‬‬
‫الداللة (بالفتح) أصح ألف الداللة (بالكسر) عمى كزف ( ِفعالة) التي تدؿ عمى المينة أك الحرفة‬ ‫ك َّ‬

‫فمعنى ( ِداللة) االشتغاؿ ببيع األراضي أك إيجارىا ‪ ،‬أما َ‬


‫الداللة (بالفتح) فيك المقصكد كىك الصحيح‬
‫لذا كجب عمينا أف نقكؿ َداللة ‪ ،‬كعمـ َّ‬
‫الداللة ‪.‬‬
‫ككثي ار ما تستعمؿ كممات (الداؿ) ك(الدليؿ) ك(الداللة) بمعنى كاحد ‪ ،‬كما يحدد ذلؾ ىك السياؽ‪.‬‬
‫باختالؼ‬ ‫كالداللة تككف باألمارة أك العالمة أك اإلشارة ‪ ،‬أم أنيا فعؿ الداؿ ‪ ،‬لذلؾ فيي تختمؼ‬
‫نكعو ‪ ،‬فقد تككف لفظية أك غير لفظية ‪ ،‬فالمفظية مثؿ داللة األلفاظ عمى مدلكالتيا ‪ ،‬كغير المفظية‬
‫كداللة األشياء كالحركات كالظكاىر الطبيعية ‪ ،‬كداللة الدخاف عمى النار ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة اصطالحا‬
‫الداللة ىي فيـ أمر مف أمر ‪ .‬أك كما قاؿ ابف سينا (ت‪428‬ىػ) الداللة ىي نفس الفيـ ‪.‬‬
‫كقد عرفيا الراغب األصفياني (ت ‪356‬ىػ) الداللة بصفة عامة بأنيا‪ :‬ما يتكصؿ بو إلى معرفة‬
‫الشيء ‪ ،‬كداللة األلفاظ عمى المعنى ‪ ،‬كداللة اإلشارات كالرمكز كالكتابة ‪ ،‬كالعقكد في الحساب سكاء‬
‫كاف ذلؾ لقصد ممف يجعمو داللة ‪ ،‬أك لـ يكف بقصد ‪ ،‬كمف يرل حركة إنساف فيعمـ أنو حي ‪ ،‬قاؿ‬
‫ض﴾ (سبأ‪.)14‬‬ ‫﴿ما َدلَّيُ ْـ َعمَى َم ْكتِ ِو إِال َد َّابةُ األ َْر ِ‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫كعرفيا الشريؼ الجرجاني في كتابو التعريفات بقكلو ‪) :‬الداللة ىي ككف الشيء بحالة يمزـ مف‬
‫العمـ بو العمـ بشيء آخر كاألكؿ ىك الداؿ كالثاني ىك المدلكؿ ‪ ،‬كىي إما داللة مطابقة ‪ ،‬أك داللة‬
‫تضمف ‪ ،‬أك داللة التزاـ ‪ ،‬ككؿ ذلؾ يدخؿ في الداللة الكضعية ‪ ،‬ألف المفظ الداؿ بالكضع يدؿ عمى‬
‫تماـ ما كضع لو بالمطابقة ‪ ،‬كعمى جزئو بالتضمف كعمى ما يمزمو في الذىف بااللتزاـ ‪ ،‬كاإلنساف فإنو‬
‫يدؿ عمى تماـ الحيكاف الناطؽ بالمطابقة ‪ ،‬كعمى جزئو بالتضمف كعمى قابؿ العمـ بااللتزاـ) ‪.‬‬
‫كه ك تعريؼ جامع بيف المغة كالسيميكلكجيا ‪ ،‬ألف لفظ (الشيء) الذم استخدمو الجرجاني ىنا مف‬
‫ألفاظ العمكـ ‪ ،‬كىك يتضمف العالمة المغكية كغير المغكية ‪ ،‬كىذه الداللة ىي داللة تكاضعية ‪ ،‬ألف‬
‫مكضكع التكاضع ىك تخصيص حالة معينة في الشيء األكؿ بحالة معينة في الشيء الثاني ‪ ،‬أم كضع‬
‫يككف عميو الرمز أك يككف عميو الدليؿ المغكم ليدؿ عمى معنى دكف سكاه بمحض االصطالح كاالتفاؽ‬

‫‪3‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مف غير إلزاـ عقمي ؛ كىي إما داللة مطابقة ‪ ،‬أك داللة تضمف أك داللة التزاـ ‪ ،‬ككؿ ذلؾ يدخؿ في‬
‫الداللة الكضعية ‪ ،‬ألف المفظ الداؿ بالكضع يدؿ عمى تماـ ما كضع لو بالمطابقة كعمى جزئو بالتضمف‬
‫كعمى ما يمزمو في الذىف بااللتزاـ كاإلنساف فإنو يدؿ عمى تماـ الحيكاف الناطؽ بالمطابقة ‪ ،‬كعمى جزئو‬
‫بالتضمف كعمى قابؿ العمـ بااللتزاـ‪.‬‬
‫أك قم ككف الشيء بحالة إذا عممت بكجكده انتقؿ ذىنؾ إلى كجكد شيء آخر كفيـ معنى الذكر‬
‫البالغ اآلدمي مف لفظ الرجؿ‪.‬‬
‫يقكؿ التيانكم ‪ :‬كالمطمكب بالشيئيف ما يعـ المفظ كغيره ‪ ،‬فتتصكر أربع صكر ‪ ،‬األكلى ككف كؿ‬
‫مف الداؿ كالمدلكؿ لفظا كأسماء األفعاؿ المكضكعة أللفاظ األفعاؿ ‪ .‬كالثانية ككف الداؿ لفظا كالمدلكؿ‬
‫غير لفظ ‪ ،‬كزيد الداؿ عمى الشخص اإلنساني ‪ .‬كالثالثة عكس الثانية ‪ ،‬كالخطكط الدالة عمى األلفاظ ‪.‬‬
‫كالرابعة ككف كؿ منيا غير لفظ ‪ ،‬كالعقكد الدالة عمى األعداد‪.‬‬
‫فالداللة نكعاف ‪ :‬لغكية ‪ ،‬كمادتيا ألفاظ المغة ‪ ،‬كغير لغكية ‪ ،‬كىي كؿ ما عداىا‪.‬‬
‫‪ .‬بمعنى أنيا تمثؿ‬ ‫الداللة المغكية ‪ :‬ىي ككف المفظ بحيث إذا أرسؿ فيـ المعنى لمعمـ بكضعو‬
‫الصمة بيف الداؿ كالمدلكؿ ‪ .‬كالدكاؿ فييا ىي ألفاظ المغة ‪ ،‬كىي تجرم مجرل العالمات المغكية ‪ ،‬كال‬
‫معنى لمعالمة حتى يحتمؿ الداؿ ما جعمت العالمة دليال عميو ‪ ،‬أم المدلكؿ أك المعنى‪.‬‬
‫كعرفيا ابف سينا بقكلو ‪ :‬كمعنى داللة المفظ أف يككف إذا ارتسـ في الخياؿ مسمكع اسـ ارتسـ في‬
‫النفس معنى ‪ ،‬فتعرؼ النفس أف ىذا المسمكع ليذا المفيكـ ‪ ،‬فكمما أكرده الحس عمى النفس التفتت إلى‬
‫كمما حضر المدلكؿ بالباؿ صحبو الداؿ ‪.‬‬
‫معناه ‪ ،‬كالعكس كارد ؼ‬
‫كعرفيا الراغب األصفياني (ت ‪356‬ىػ) بقكلو ‪ :‬اعمـ أف داللة المفظ عبارة عف ككنو بحيث إذا‬
‫ُس ِمع أك تُخيِّؿ ‪ ،‬الحظت النفس معناه ‪ ،‬كىذا ألف النفس تعرؼ ألم معنى كضع ىذا المفظ أك ذاؾ‪.‬‬
‫جاء في مرآة األصكؿ ‪ :‬إف معنى الداللة فيـ المعنى مف المفظ ‪ ،‬إذا أطمؽ بالنسبة إلى العمـ بالكضع‬
‫لفيمو منو متى أطمؽ ‪ ،‬فالداللة ىي فعؿ الدليؿ ‪ ،‬أم العالمة‪.‬‬
‫العالمة ‪ :‬يقكؿ أبك ىالؿ العسكرم (ت ‪395‬ىػ) ‪ :‬إف الكالـ ألفاظ يشتمؿ عمى معاف تدؿ عمييا‬
‫كتعبر عنيا ‪ ،‬كيعرؼ الداللة بذكر خاصتيا ‪ ،‬كما يميزىا عف غيرىا مف المصطمحات كالدليؿ كالشبية‬
‫كاألمارة كالعالمة كاالستدالؿ‪.‬‬
‫كتعريؼ الداللة عنده ىك ما يمكف االستدالؿ بو ‪ ،‬كالداللة عمى الشيء ما يمكف لمناظر فييا أف‬
‫يستدؿ بيا عميو‪.‬‬
‫كمف ىذا المنطمؽ اصطمح عمى األلفاظ بػاألدلة المغكية ‪ ،‬أم العالمات المغكية ‪ ،‬ألف ىذا‬
‫االصطالح يشير إلى تمؾ العمميات الذىنية التي تربط بيف األلفاظ كمدلكالتيا‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫كقد ميز بيف العالمة كالداللة كبيف العالقة بينيما بقكلو ‪ :‬كعالمة الشيء ما يعرؼ بو المعمـ لو‬
‫كمف شاركو في معرفتو دكف كؿ كاحد ‪ ،‬كالحجر تجعمو عالمة لدفيف تدفنو ‪ ،‬فيككف دكلة (أم داللة) لؾ‬
‫دكف غيرؾ ‪ ،‬ثـ يجكز أف تخرج الداللة عمى الشيء مف أف تككف داللة عميو ‪ ،‬فالعالمة تككف بالكضع‬
‫كالداللة باالقتضاء ‪.‬‬
‫المعنى كالمدلكؿ ‪ :‬المعنى أىـ شيء في الداللة كغايتيا ‪ ،‬كىك الصكرة الذىنية التي كضع بإزائيا‬
‫المفظ ‪ .‬فمما كاف المدلكؿ أك المعنى ىك الغاية مف المغة ‪ ،‬أطمؽ مجا از كتعميما عمى الداللة ‪ ،‬فأصبح‬
‫لدل البعض مرادفا ليا‪ .‬كقد ظير المغكيكف في ىذه النقطة عمى ثالثة مكاقؼ ‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫الرأم األكؿ ‪ :‬يرل أف ىناؾ ترادفا بيف المعنى كالداللة ‪.‬‬
‫الرأم الثاني ‪ :‬يرل أف المعنى أكسع مف الداللة ‪ ،‬الىتماـ المعنى بالعبارة كالجممة ‪ ،‬كاىتماـ الداللة‬
‫بالمفظة المفردة ‪.‬‬
‫الرأم الثالث ‪ :‬يرل أف الداللة أكسع مف المعنى ‪ ،‬فالداللة عامة ‪ ،‬كالمعنى خاص ‪ ،‬كالداللة تشمؿ‬
‫الداؿ كالمدلكؿ كالعالقة بينيما ‪ ،‬كيقابؿ المعنى المدلكؿ‪.‬‬

‫كعمـ الداللة ىك فرع مف فركع عمـ المغة ‪ ،‬كمستكل مف مستكيات التحميؿ المساني شأنو في ذلؾ‬
‫‪ ،‬لكف أشيرىا كأكثرىا استعماال ىك‬ ‫شأف األصكات كالصرؼ كالتراكيب ‪ ،‬كليذا العمـ أسماء عديدة‬
‫مصطمح ‪ sémantique‬في الفرنسية ‪ ،‬كمقابمو ‪ semantics‬في اإلنجميزية ‪.‬‬
‫‪sémantique‬‬ ‫أما في العربية فقد اختمؼ الدارسكف في تحديد المصطمح الذم يقابؿ مصطمح‬
‫‪ ،‬عمـ الداللة ‪ ،‬الدالليات‬ ‫حيث ظيرت تسميات كثيرة ليذا العمـ منيا ‪ :‬عمـ المعنى ‪ ،‬السيمانتيؾ‬
‫الداللية ‪ ...‬إال أف مصطمح عمـ الداللة ىك األشير ‪.‬‬
‫كىذا العمـ الذم ييتـ بدراسة معنى الكممة كمدلكليا كيسمى عمـ المعنى أك عمـ الداللة ‪ ،‬كالذم‬
‫يفيـ منو داللة المفظ عمى المعنى اىتـ بو العمماء العرب القدماء ‪ ،‬حيث درسكا المعنى كحددكا قكاعد‬
‫استنباطو ‪ ،‬كما درسكا العالقة المكجكدة بيف المفظ كالمعنى ‪ ،‬حيث أخذت ىذه القضية جانبا كاسعا مف‬
‫اىتماميـ ‪ ،‬كقد اختمفكا حكؿ ىذه العالقة ىؿ ىي تكقيفية طبيعية أـ اصطالحية عرفية‪.‬‬
‫كيعرؼ عمـ الداللة عند معظـ المغكييف بأنو العمـ الذم يدرس المعنى ‪ ،‬أك ذلؾ الفرع مف عمـ‬
‫المغة الذم يتناكؿ نظرية المعنى ‪ ،‬أك ذلؾ الفرع الذم يدرس الشركط الكاجب تكفرىا في الرمز حتى‬
‫يككف قاد ار عمى حمؿ المعنى ‪ ،‬كعمـ الداللة عمكما ىك العمـ الذم يدرس معاني الكحدات المسانية‬
‫كىذه الكحدات قد تككف كممات أك جمؿ أك ممفكظات ‪.‬‬
‫كقد عرفو بيمر جيرك ‪ Pierre Guiraud‬بأنو العمـ الذم ييتـ بدراسة معاني الكممات ‪ ،‬ككأنو‬
‫يشير إلى أف عمـ الداللة يقتصر عمى دراسة المعنى المعجمي ‪ .‬لكنو ع اد كعرفو مرة أخرل بأنو ‪ :‬العمـ‬
‫‪5‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الذم ينطمؽ مف مجمكع جزئيات ‪ ،‬ليضبطيا في شكؿ قكانيف كنظـ ‪ ،‬تتحكـ في مسيرة الباحث عف‬
‫الداللة ‪ ،‬أك المعنى بصكرتو الكمية ‪.‬‬
‫كعرفو جكف الينز ‪ John Lyons‬بأنو العمـ الذم يعالج إشكالية الكقكع عمى قكانيف المعنى كالتي‬
‫تكشؼ أس ارره ‪ ،‬كتبيف السبؿ إليو ككيفية حركتو‪.‬‬
‫كعرفو بايمكف ‪ Christian Baylon‬كميجنكت ‪ Xavier Mignot‬بأنو الدراسة العممية لممعنى‬
‫أك لمداللة ‪ ،‬كذلؾ دكف أف يحددا طبيعة ىذا المعنى أك الداللة‪.‬‬
‫في حيف فصَّؿت كيربرات ‪ Catherine Kerbrat-Orecchioni‬في تعريفو بقكلو ا ‪ :‬ىك دراسة‬
‫معنى الكممات كالجمؿ كالخطابات في المساف الطبيعي ‪.‬‬
‫كيظير مف تعدد تعريفات عمـ الداللة ‪ ،‬صعكبة االستقرار عمى تعريؼ ليا ‪ ،‬كيعبر الدالليكف‬
‫الغربيكف عمى لساف جكف الينز بقكلو ‪ :‬تعرؼ الداللة بمادة كدراسة لممعنى ‪ ،‬كىذا التعريؼ المؤقت الذم‬
‫نرتضيو حاليا ‪.‬‬
‫كعبارة نرتضيو حاليا تدؿ عمى عدـ االستقرار عمى تعريؼ ليذا العمـ ‪ ،‬كذلؾ يعكد إلى الخمط بيف‬
‫الداللة ‪ Signification‬كعمـ الداللة ‪ ، Semantics‬كالداللة ‪ Signification‬كالمعنى ‪ Sens‬مف‬
‫ناحية ‪ ،‬كبينيا كبيف السيمياء ‪ Sémiotics‬مف ناحية ثالثة ‪ .‬كىي مصطمحات متحدة األصؿ االشتقاقي‬
‫مما يجعؿ ىناؾ صعكبة في فرز معاني اؿمشتقات‪.‬‬
‫كبصفة عامة يمكف تعريؼ عمـ الداللة ‪ ،‬عمى أنو الدراسة العممية لممعنى المغكم ‪ ،‬دكف غيره مف‬
‫المعاني األخرل ‪ ،‬كىك بذلؾ يعد جزء مف عمـ المغة الحديث ‪ ،‬إال أف إرىاصاتو األكلى تعكد إلى زمف‬
‫بعيد ‪ ،‬حيث سبؽ اؿقدماء إلى كثير مف قضاياه‪.‬‬
‫كقد تعددت تعريفات عمـ الداللة ‪ ،‬حيث ذكر أكجدف ‪ Charles Ogden‬كريتشاردز ‪Ivor‬‬
‫كالقاسـ المشترؾ بيف ىذه التعريفات كميا ‪ ،‬ىك‬ ‫‪ Armstrong Richards‬لو حكالي عشريف تعريفا‬
‫أنو (العمـ الذل يدرس المعنى) ‪ ،‬أك كما قاؿ جكف ليكنز كفكدكر (الداللة ىي دراسة المعنى)‪.‬‬
‫كالبحث في الداللة قديـ قدـ الكجكد اإلنساني ‪ ،‬فمنذ أف حصؿ لإلنساف كعي لغكم كىك يبحث‬
‫‪ ،‬لكف‬ ‫في الداللة ‪ ،‬فكانت النتيجة مجمكعة مف األبحاث كالدراسات القيمة التي تمس مكضكع الداللة‬
‫ىذه األبحاث ال تجعمنا نعتقد أف عمـ الداللة – كعمـ قائـ بذاتو – قديـ ىك اآلخر ‪ ،‬ألنو يعتبر عمما‬
‫حديثا ‪ ،‬حيث ظيرت بكادره خالؿ القرف التاسع عشر في أعماؿ مجمكعة مف الباحثيف ‪ ،‬مثؿ ماكس‬
‫مكلر ‪ Friedrich Max Müller‬الذم صرح في كتابو ‪ the science of langage‬الذم صدر سنة‬
‫‪ 1862‬ككتابو ‪ the science of thought‬الذم صدر سنة ‪ 1887‬أف الكالـ كالفكر متطابقاف تماما‬

‫‪6‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫كرايزغ ‪ Christian Karl Reisig‬الذم نشر سنة ‪ 1839‬كتابا عنكف جزءه الثاني بػ ‪sémasiologie‬‬
‫لكف عمـ الداللة عنده لـ يكف عمما قائما بذاتو كانما كاف جزء مف النحك ‪.‬‬
‫كاذا كانت ىذه األعماؿ التي أشرنا إلييا ىي مجرد أكليات ‪ ،‬فإف ظيكر ىذا العمـ كدراسة عممية‬
‫لمداللة ككعمـ مستقؿ بذاتو ‪ ،‬يعكد في رأم معظـ المغكييف إلى المغكم الفرنسي ميشاؿ بلاير ‪Michel‬‬
‫‪ Jules Alfred Bréal‬مف خالؿ كتابو الشيير اؿذم نشره سنة ‪ 1897‬بعنكاف (مقالة في السيمانتيؾ )‬
‫‪ Sémantique‬لمداللة عمى عمـ‬ ‫‪ ، Essai de sémantique‬حيث كاف أكؿ مف استعمؿ مصطمح‬
‫خاص لدراسة المعنى ‪ ،‬كعرفو بأنو العمـ الذم يدرس القكانيف التي تسير عمى تحكؿ المعنى ‪ ،‬فمكضكع‬
‫‪ ،‬كمحاكلة اكتشاؼ‬ ‫عمـ الداللة حسب بلاير ىك البحث في التحكالت التي تط أر عمى معاني الكممات‬
‫القكانيف المتحكمة في ىذه التحكالت‪.‬‬
‫قاؿ في مقدـ ة الكتاب ‪( :‬إف الدراسة التي ندعك إلييا القارئ ىي نكع حديث لمغاية بحيث لـ تسـ‬
‫بعد ‪ ،‬نعـ لقد اىتـ معظـ المسانييف بجسـ كشكؿ الكممات ‪ ،‬كما انتبيكا قط إلى القكانيف التي تنتظـ تغير‬
‫المعاني كانتقاء العبارات الجديدة كالكقكؼ عمى تاريخ ميالدىا ككفاتيا ‪ ،‬كبما أف ىذه الدراسة تستحؽ‬
‫اسما خاصا بيا ‪ ،‬فإننا نطمؽ عمييا اسـ (سيمانتيؾ) لمداللة عمى عمـ المعاني) ‪.‬‬
‫‪ Arsène Darmesteter‬في كتابو (حياة األلفاظ) الصادر عاـ‬ ‫ثـ تبعو في ذلؾ دارمستر‬
‫‪ ، 1887‬كتطرؽ فيو إلى مسائؿ داللية متعددة‪.‬‬
‫ككاف عمـ الداللة في تمؾ المرحمة يعرؼ بعمـ الداللة التطكرم أك التاريخي ‪ ،‬حيث انشغؿ العمماء‬
‫في تمؾ المرحمة أساسا بدراسة مكضكع تغير المعنى كصكر ىذا التغير ‪ ،‬ك قد أجمعكا عمى أف تغير‬
‫المعنى لو أسباب كثيرة ‪ ،‬يمكف حصرىا في األسباب المغكية كالتاريخية كاالجتماعية كالثقافية كالنفسية‬
‫‪ ،‬أىميا تخصيص الداللة أك تعميميا‬ ‫كالعقمية ‪ ،‬كتكصمكا إلى أف لمتغير الداللي عدة طرؽ كأشكاؿ‬
‫كرقييا أك انحطاطيا ‪ ،‬إلى غير ذلؾ ‪.‬‬
‫كقد تكالى التأليؼ في مجاؿ الداللة بعد بلاير بيدؼ تطكير الدرس الداللي ‪ ،‬حيث خصص العالـ‬
‫فيركب‬ ‫السكيدم ‪ Adolf Gotthard Noreen‬جزء مف كتابو (لغتنا) لدارسة المعنى ‪ ،‬كخصص‬
‫‪ Christophe Nyrop‬مجمدا كامال في كتابو (دراسة تاريخية لنحك المغة الفرنسية) لدراسة التطكر‬
‫الداللي ‪ ،‬كما نشر ‪ Gustaf stern‬دراسة عف المعنى كتطكره‪.‬‬
‫أما فرديناند دم سكسير ‪ Ferdinand de Saussure‬فقد تطرؽ في محاضراتو إلى عدة مباحث‬
‫تعد مف صميـ البحث الداللي حيث خصص فصال كامال لمداللة ‪ ،‬تحدث فيو عف الدليؿ المغكم‬
‫كمجمكعة مف المسائؿ المتعمقة بالدليؿ ‪ ،‬كمسألة اعتباطية الدليؿ ‪ ،‬كخطية الداؿ ‪ ،‬كالتحكؿ كالثبات‬
‫كغير ذلؾ ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫كفي سنة ‪ 1923‬ظير كتاب (معنى المعنى) لألستاذيف أكجدف ‪ Charles Ogden‬كريتشاردز‬
‫‪ ، Ivor Armstrong Richards‬الذم انتشر انتشا ار كبي ار في األكساط المعرفية عامة ‪ ،‬كالمغكية عمى‬
‫كجو الخصكص ‪ ،‬كقد حاكال فيو أف يضعا نظرية لمعالمات كالرمكز ‪ ،‬كقدما فيو ستة عشر تعريفا‬
‫لممعنى ‪ ،‬تمثؿ أشير التعريفات ‪ ،‬كاستثنكا مف ذلؾ كؿ التعريفات الفرعية لممعنى ‪.‬‬
‫كاذا كاف بلاير قد دشف المرحمة األكلى مف مراحؿ عمـ الداللة ‪ ،‬أم المرحمة التاريخية فإف كتاب‬
‫دم سكسير قد فتح الباب أماـ مجمكعة مف الدارسيف كالباحثيف ‪ ،‬الذيف ساىمكا في ميالد المرحمة الثانية‬
‫مف عمـ الداللة ‪ ،‬كىي مرحمة عمـ الداللة البنيكم ‪.‬‬
‫كفي أمريكا خصص بمكمفيمد ‪ Leonard Bloomfield‬في كتابو (المغة) فصال لمداللة ‪ ،‬لكنو‬
‫خمص إلى أف تحميؿ الداللة أمر يستعصي عمى الدراسة العممية ‪ ،‬كال يمكف أف تعالج الداللة في إطار‬
‫المسانيات كما تعالج األصكات مثال ‪ ،‬فدراسة المعنى في نظر بمكمفيمد كأتباعو مف البنيكييف األمريكييف‬
‫تعتبر أضعؼ نقطة في الدراسة المغكية ‪.‬‬
‫دراسة المعنى ‪ ،‬فإف ىذا األمر قد‬ ‫كاذا كاف العمماء في أمريكا خالؿ المرحمة البنيكية قد أىممكا‬
‫تغير خالؿ المرحمة الثالثة مف مراحؿ تطكر ىذا العمـ ‪ ،‬كىي المرحمة التكليدية التي انتصر فييا لممعنى‬
‫‪ Jerrold Katz‬كفكدكر ‪ Jerry Fodor‬كبكسطاؿ ‪Paul‬‬ ‫بشكؿ كاضح ‪ ،‬خاصة في أبحاث كاتز‬
‫‪ ، Martin Postal‬كفي نمكذج ‪ 1965‬عند تشكمسكي ‪ . Noam Chomsky‬كال زاؿ التأليؼ مستم ار‬
‫في ىذا العمـ الذم أصبح حاض ار في الدراسات المسانية الحديثة ‪ ،‬باإلضافة إلى الدراسات األدبية‬
‫كالنقدية كالفمسفية ‪.‬‬
‫‪ ‬موضوع علم الداللة‬
‫لمحديث عف مكضكع عمـ الداللة ‪ ،‬البد مف تحديد عالقتو بعمـ المغة أك المسانيات كذلؾ‬
‫باعتباريف ‪ :‬االعتبار األكؿ ىك ككف عمـ الداللة فرعا مف فركع عمـ المغة أك المسانيات ‪ ،‬أما االعتبار‬
‫الثاني فيك ككف عمـ المغة أك المسانيات (كالداللة المغكية عمى الخصكص) فرعا مف عمـ الداللة أك مف‬
‫عمـ العالمات أك عمـ اإلشارات‪.‬‬
‫كمكضكع عمـ اإلشارات أك عمـ العالمات ‪ -‬كما قاؿ دكسكسير‪ -‬ىي العالمات كاإلشارات كاألدلة‬
‫بمفيكميا الكاسع لغكية كانت أـ غير لغكية ‪ .‬كاذا بدأنا باالعتبار األكؿ ‪ ،‬كىك ككف عمـ الداللة فرعا مف‬
‫المسانيات البد مف العكدة إلى مستكيات البنية المغكية ‪ ،‬حيث يالحظ أف المستكل الداللي يتقاطع مع‬
‫جميع المستكيات األخرل الصكتي كالصرفي كالنحكم أك التركيبي ‪ ،‬ألف الداللة ناتجة عف تفاعؿ كؿ‬
‫ىذه المستكيات ‪ ،‬أما كفؽ االعتبار الثاني فإف عمـ المغة (الداللة المغكية) يصبح أىـ عنصر في عمـ‬
‫العالمات ‪ ،‬إلى جانب عناصر أخرل غير لغكية ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫جٌؿ‪ٛٙ‬د جٌذالٌيس لٕذ لٍّحء جٌمشخ جٌمذجِ‪ٝ‬‬
‫جسضرػ جٌذسط جٌذالٌي في جٌطشجظ جٌمشذي ذحٌذسجعحش جٌمشآٔيس ‪ ،‬فّٓ خالي ِكح‪ٌٚ‬س‬
‫لٍّحء جٌطشجظ دسجعس جٌٍغس خذِس ٌٍمشآْ جٌىشيُ ‪ِٚ‬كح‪ٌٚ‬س ف‪ِ ُٙ‬محٔيٗ ‪ٚ‬جعطمشجء جألقىحَ‬
‫جٌششليس ‪ٚ‬جعطٕرحؼ‪ٙ‬ح ‪ٚ ،‬لذ ضٕ‪ٛ‬لص جٌذسجعحش جٌذالٌيس ذطٕ‪ٛ‬ق ‪ٚ‬ضمذد ِشؾميحش لٍّحتٕح‬
‫جٌفىشيس ‪ٚ‬جٌمٍّيس قيع جسضرؽص دسجعس جٌذالٌس ذحٌذسط جٌفم‪ٙ‬ي لٕذ لٍّحء جألص‪ٛ‬ي‬
‫‪ٚ‬ذحٌّٕؽك لٕذ جٌفالعفس ‪ٚ‬ذحٌٍغس لٕذ جٌٕكحز ‪ٚ‬جٌرالغييٓ ‪ٚ .‬لذ وحْ ٌ‪ٙ‬زج جٌطٕ‪ٛ‬ق أغشٖ في غشجء‬
‫جٌّ‪ٛ‬س‪ٚ‬ظ جٌمشذي ذحٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ضطمحؼك ذشىً وريش ِك ِرحقع لٍُ جٌذالٌس‬
‫جٌكذيع ‪.‬‬
‫‪ٚ‬وحْ جٌركع في جٌذالٌس ِٓ أُ٘ جٌّؿحالش جٌطي أٌف في‪ٙ‬ح جٌٍغ‪ٛ‬ييٓ جٌمشخ ‪ ،‬قيع‬
‫ضمذ جأللّحي جٌٍغ‪ٛ‬يس جٌّرىشز لٕذ جٌمشخ ِٓ ِرحقع لٍُ جٌذالٌس ‪ٚ ،‬رٌه ِػً ضغؿيً‬
‫ِمحٔي جٌغشيد في جٌمشآْ جٌىشيُ ‪ٚ ،‬جٌكذيع لٓ ِؿحص جٌمشآْ ‪ٚ ،‬جٌطأٌيف في جٌ‪ٛ‬ؾ‪ٖٛ‬‬
‫‪ٚ‬جٌٕفحتش ‪ٚٚ ،‬ظك جٌّمحؾُ ذً ‪ٚ‬قط‪ ٝ‬لٍّيس ظرػ جٌّصكف ذحٌشىً ضمذ في قميمط‪ٙ‬ح‬
‫لّال دالٌيح ‪ ،‬ألْ ضغيش جٌعرػ يإدي ئٌ‪ ٝ‬ضغيش ‪ٚ‬ـيفس جٌىٍّس ‪ٚ‬ذحٌطحٌي ئٌ‪ ٝ‬ضغيش جٌّمٕ‪. ٝ‬‬
‫‪ِ ‬كّذ ذٓ ئدسيظ جٌشحفمي (ش ‪٘204‬ـ)‬
‫يمطرش جٌشحفمي أ‪ٚ‬ي ِٓ ‪ٚ‬ظك جألذ‪ٛ‬جخ جأل‪ٌ ٌٝٚ‬مٍُ أص‪ٛ‬ي جٌفمٗ في وطحذٗ (جٌشعحٌس)‬
‫قيع ذيٓ جٌمحَ ِٓ جألٌفحؾ ‪ٚ‬جٌخحص ‪ٚ ،‬أشحس ئٌ‪ ٝ‬ؼشق ضخصيض جٌذالٌس ‪ٚ‬ضمّيّ‪ٙ‬ح‬
‫ّ‬
‫ذحلطّحد جٌمشجتٓ جٌٍففيس ‪ٚ‬جٌممٍيس ‪ٚ ،‬ويفيس جعطٕرحغ جألقىحَ جٌششليس ذحاللطّحد لٍ‪ ٝ‬جٌطكٍيً‬
‫جٌّغطٕذ لٍ‪ ٝ‬جٌٕمً ‪ ِٓٚ .‬جٌّغحتً جٌطي أغحس٘ح ‪:‬‬
‫‪ ‬جضفحق جٌمرحسجش ال يمٕي جضفحق جٌّذٌ‪ٛ‬الش ‪ٚ ،‬لذ أغرص رٌه في ض‪ٛ‬ظيكٗ ‪ٚ‬وشفٗ‬
‫ألعشجس جٌرالغس في جٌكذيع جٌششيف ‪.‬‬
‫‪ ‬أشحس ئٌ‪ ٝ‬ظش‪ٚ‬سز ضغييك جٌٍفؿ ِٓ أؾً ضكذيذ دالٌطٗ ‪٘ٚ ،‬زج ِح ٔحدش ذٗ جٌٕفشيس‬
‫جٌغيحليس‪ .‬يم‪ٛ‬ي ‪( :‬ضرطذب جٌشيء يريٓ أ‪ٚ‬ي ٌفف‪ٙ‬ح فيٗ لٓ آخشٖ ‪ٚ ،‬ضرطذب جٌشيء يريٓ‬
‫آخش ٌفف‪ٙ‬ح ِٕٗ لٓ أ‪ٚ . )ٌٗٚ‬ضأويذج ٌزٌه ‪ٚ‬ظك لٕ‪ٛ‬جٔح ٌرحخ عّحٖ ‪( :‬جٌصٕف جٌزي‬
‫يريٓ عيحلٗ ِمٕحٖ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ضٕح‪ٚ‬ي ِغأٌس جٌطشجدف في جٌٍغس ‪ٚ ،‬لذ أغرطٗ في ِمشض ذكػٗ لٓ دالٌس ٌفؿ (شؽش)‬
‫جٌ‪ٛ‬جسد روشٖ في ل‪ ٌٗٛ‬ضمحٌ‪ ِٓٚ﴿ : ٝ‬قيع خشؾص ف‪ٛ‬ي ‪ٚ‬ؾ‪ٙ‬ه شؽش جٌّغؿذ‬

‫‪1‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫جٌكشجَ﴾ ‪ ،‬قيع أقص‪ ٝ‬جٌشحفمي أٌفحـح ضٕحـش ٌفؿ (شؽش) في جٌذالٌس ‪ِٕٙٚ‬ح ‪ٚ( :‬ؾ‪ٙ‬س)‬
‫(لصذ) ‪( ،‬ضٍمحء) غُ لحي ‪ٚ( :‬وٍ‪ٙ‬ح ذّمٕ‪ٚ ٝ‬جقذ ‪ٚ‬ئْ وحٔص ذأٌفحؾ ِخطٍفس) ‪.‬‬
‫‪ٚ‬يمطرش ِ‪ٛ‬ظ‪ٛ‬ق جٌطشجدف ِٓ ِرحقع جٌذسط جٌذالٌي جٌكذيع ‪ٌ ،‬ى‪ ٗٔٛ‬يشضرػ ذطأديس‬
‫جٌّمٕ‪ ٝ‬ذأشىحي ٌغ‪ٛ‬يس ِخطٍفس ‪ ،‬سغُ ِح غحس ق‪ٛ‬ي ‪ٚ‬ؾ‪ٛ‬دٖ ِٓ لذِٗ ِٓ ؾذي وريش ذيٓ‬
‫جٌمذِحء ‪ٚ‬ذيٓ لٍّحء جٌٍغس جٌّكذغيٓ ‪ ،‬قيع أغرطٗ جٌرمط ‪ٚ‬أٔىشٖ جٌرمط جآلخش ‪ٚ‬ؾ‪ٛ‬دٖ في‬
‫جٌٍغس ‪ٚ ،‬أٌفص ق‪ٛ‬ي رٌه وطد وػيشز ‪.‬‬
‫‪ ‬ضٕح‪ٚ‬ي ِغأٌس جٌّشطشن جٌٍففي في ضفغيشٖ ٌم‪ ٌٗٛ‬ضمحٌ‪ٚ﴿: ٝ‬أص‪ٚ‬جؾٗ أِ‪ٙ‬حض‪ ، ﴾ُٙ‬قيع لحي‬
‫(ِػً ِح ‪ٚ‬صفص ِٓ جضغحق ٌغحْ جٌمشخ ‪ٚ‬أْ جٌىٍّس جٌ‪ٛ‬جقذز ضؿّك ِمحْ ِخطٍفس) ‪.‬‬
‫‪ ‬أذ‪ ٛ‬قحِذ جٌغضجٌي (ش ‪٘ 505‬ـ)‬
‫جٌغضجٌي ِٓ لٍّحء جألص‪ٛ‬ي ‪ ،‬ضؿح‪ٚ‬ص لصشٖ ذّح ؾحء في وطحذٗ (جٌّغطصف‪ ِٓ ٝ‬لٍُ‬
‫جألص‪ٛ‬ي) ‪ٚ‬أُ٘ جٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ضٕح‪ٌٙٚ‬ح ‪:‬‬
‫‪ ‬أصٕحف جٌّمٕ‪ : ٝ‬قذد جٌغضجٌي أصٕحف جٌذالٌس ذّصؽٍكحش أص‪ٌٛ‬يس ٌىٕ‪ٙ‬ح ض‪ٛ‬جصي في‬
‫صيغط‪ٙ‬ح جٌّف‪ِٛٙ‬يس ضصٕيفحش جٌّمٕ‪ ٝ‬لٕذ لٍّحء جٌذالٌس جٌّكذغيٓ ‪٘ٚ‬ي ‪ :‬جٌّمٕ‪ٝ‬‬
‫جإلسشحدي أ‪ ٚ‬جإليّحتي ‪ٚ‬جٌّمٕ‪ ٝ‬جالضغحلي ‪ ،‬جٌّمٕ‪ ٝ‬جٌغيحلي ‪ٚ ،‬ضمحذٍ‪ٙ‬ح لٍ‪٘ ٝ‬زج‬
‫جٌطشضيد أٔ‪ٛ‬جق جٌذالٌس ‪٘ٚ‬ي ‪ :‬دالٌس جإلشحسز ‪ٚ ،‬دالٌس جاللطعحء ‪ٚ ،‬فك‪ ٜٛ‬جٌخؽحخ ‪.‬‬
‫يم‪ٛ‬ي في ضمشيف دالٌس جإلشحسز ‪ِ( :‬ح يإخز ِٓ ئشحسز جٌٍفؿ ال ِٓ جٌٍفؿ ‪ٔٚ ،‬مٕي ذٗ‬
‫ِح يطغك جٌٍفؿ ِٓ غيش ضؿشيذ لصذ ئٌيٗ ‪ ،‬فىّح أْ جٌّطىٍُ لذ يف‪ ُٙ‬ذاشحسضٗ ‪ٚ ،‬قشوطٗ في‬
‫أغٕحء والِٗ ِح ال يذي لٍيٗ ٔفظ جٌٍفؿ فيغّ‪ ٝ‬ئشحسز ‪ ،‬فىزٌه لذ يطرك جٌٍفؿ ِح ٌُ يمصذ‬
‫ذٗ ‪ٚ‬يرٕ‪ ٝ‬لٍيٗ) ‪.‬‬
‫أِح دالٌس جاللطعحء ف‪ٙ‬ي جٌطي ال ضى‪ِ ْٛ‬غطفحدز ِٓ جٌٍفؿ ‪ٌٚ ،‬ىٓ ضى‪ ِٓ ْٛ‬ظش‪ٚ‬سز‬
‫جٌٍفؿ (٘ي جٌذالٌس جٌّٕؽميس جٌممٍيس) ‪ .‬يم‪ٛ‬ي جٌغضجٌي ‪( :‬فيّح يمطرظ ِٓ جألٌفحؾ ال ِٓ قيع‬
‫صيغط‪ٙ‬ح ذً ِٓ قيع فك‪ٛ‬ج٘ح ‪ٚ‬ئشحسض‪ٙ‬ح ‪٘ٚ ،‬ي خّغس أظشخ ‪ ،‬جٌعشخ جأل‪ٚ‬ي ِح يغّ‪ٝ‬‬
‫جلطعحء ‪ ٛ٘ٚ‬جٌزي ال يذي لٍيٗ جٌٍفؿ ‪ٚ ،‬ال يى‪ِٕ ْٛ‬ؽ‪ٛ‬لح ‪ٌٚ ،‬ىٓ يى‪ ِٓ ْٛ‬ظش‪ٚ‬سز جٌٍفؿ‬
‫ئِح ِٓ قيع ال يّىٓ و‪ ْٛ‬جٌّطىٍُ صحدلح ئال ذٗ ‪ ،‬أ‪ ِٓ ٚ‬قيع يّطٕك ‪ٚ‬ؾ‪ٛ‬د جٌٍّف‪ٛ‬ؾ‬
‫ششلح ئال ذٗ ‪ ،‬أ‪ ِٓ ٚ‬قيع يّطٕك غر‪ٛ‬ضٗ لمال ئال ذٗ) ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ ‬لغُ جألٌفحؾ ذحلطرحس ٔغرط‪ٙ‬ح ئٌ‪ ٝ‬جٌّمحٔي ‪ ،‬يم‪ٛ‬ي ‪( :‬ئْ جألٌفحؾ جٌّطمذدز ذحإلظحفس ئٌ‪ٝ‬‬
‫جٌّغّيحش جٌّطمذدز لٍ‪ ٝ‬أسذمس ِٕحصي ‪ٌٕٚ ،‬خطشق ٌ‪ٙ‬ح أسذمس أٌفحؾ ‪٘ٚ‬ي ‪ :‬جٌّطشجدفس‬
‫‪ٚ‬جٌّطرحيٕس ‪ٚ‬جٌّط‪ٛ‬جؼثس ‪ٚ‬جٌّشطشوس) ‪.‬‬
‫‪ٚ ‬ظف جٌغضجٌي جٌماللس ذيٓ جٌص‪ٛ‬س جٌزٕ٘يس ٌٍّذٌ‪ٛ‬الش جٌّحديس ‪ٚ‬جٌّؿشدز ‪ِٚ ،‬ح يذي‬
‫لٍي‪ٙ‬ح ِٓ أٌفحؾ أ‪ ٚ‬خؽ‪ٛ‬غ ‪ ،‬فحٌىطحذس ‪ٚ‬جألٌفحؾ لٕذٖ دجي ‪ٚ ،‬جٌص‪ٛ‬س جٌزٕ٘يس ‪ٚ‬جألِ‪ٛ‬س‬
‫جٌخحسؾيس ِذٌ‪ٛ‬ي ‪.‬‬
‫‪ ‬أذ‪ٔ ٛ‬صش جٌفشجذي (ش ‪ ٖ339‬ـ)‬
‫جلطشْ جعُ جٌفشجذي في جٌطشجش جٌمشذي ذّيذجٔيٓ ِٓ ِيحديٓ جٌػمحفس جإلعالِيس ّ٘ح لٍُ‬
‫جٌّٕؽك ‪ٚ‬لٍُ جٌفٍغفس ‪ٚ ،‬أ‪ ٌٝٚ‬جٌفشجذي لٍ‪ َٛ‬جٌٍغس أّ٘يس ذحٌغس ‪ ،‬قيع جلطرش٘ح ِٓ جألد‪ٚ‬جش‬
‫جألعحعيس في جٌركع جٌّٕؽمي ‪ٚ‬جٌفٍغفي ‪ ِٓٚ ،‬أُ٘ جٌّغحتً جٌذالٌيس جٌطي ذكػ‪ٙ‬ح ‪:‬‬
‫‪ ‬ضمغيُ جألٌفحؾ ذحلطرحس دالٌط‪ٙ‬ح ‪ٚ :‬ظك جٌفشجذي لٍّح خحصح عّحٖ (لٍُ جألٌفحؾ) ‪ٚ ،‬لذٖ‬
‫ِٓ فش‪ٚ‬ق لٍ‪ َٛ‬جٌٍغحْ جٌطي لغّ‪ٙ‬ح ئٌ‪ ٝ‬عرمس ألغحَ ٘ي ‪ :‬لٍُ جألٌفحؾ جٌّفشدز ‪ٚ ،‬لٍُ‬
‫جألٌفحؾ جٌّشورس ‪ٚ ،‬لٍُ ل‪ٛ‬جٔيٓ جألٌفحؾ لٕذِح ضى‪ِ ْٛ‬فشدز ‪ٚ ،‬ل‪ٛ‬جٔيٓ جألٌفحؾ لٕذِح‬
‫ضشود ‪ٚ ،‬ل‪ٛ‬جٔيٓ ضصكيف جٌىطحذس ‪ٚ ،‬ل‪ٛ‬جٔيٓ ضصكيف جٌمشجءز ‪ٚ ،‬ل‪ٛ‬جٔيٓ جٌشمش ‪.‬‬
‫‪ٚ‬لذ لذَ جذٓ عيٕح ضّػيال ٌزٌه قيع لحي ‪( :‬جٌٍفؿ جٌّفشد ‪ ٛ٘ :‬جٌزي ال يشجد ذحٌؿضء‬
‫ِٕٗ دالٌس أصال قيٓ ٘‪ ٛ‬ؾضؤٖ ِػً ضغّيطه ئٔغحٔح خ(لرذ جهلل) فأه قيٓ ضذي ذ‪ٙ‬زج لٍ‪ٝ‬‬
‫رجضٗ ‪ ،‬ال لٍ‪ ٝ‬صفطٗ ِٓ و‪( ٗٔٛ‬لرذ جهلل) ‪ ،‬فٍغص ضشيذ ذم‪ٌٛ‬ه (لرذ) شيثح أصال ‪ .‬فىيف ئرج‬
‫عّيطٗ ذـ (ليغ‪)ٝ‬؟ ذٍ‪ ، ٝ‬في ِ‪ٛ‬ظك آخش ضم‪ٛ‬ي (لرذ جهلل) ‪ٚ‬ضمٕي ذـ (لرذ) شيثح ‪ٚ‬قيٕثز يى‪ْٛ‬‬
‫(لرذ جهلل) ٔمطح ٌٗ ‪ ،‬ال جعّح ‪ِ ٛ٘ٚ‬شود ال ِفشد) ‪.‬‬
‫‪ ٌُٚ‬يخشؼ ضمغيُ جذٓ عيٕح ٌؤلٌفحؾ لّح ‪ٚ‬ظمٗ جٌفشجذي لرٍٗ في وطحذٗ (في جٌّٕؽك)‬
‫فال ‪ٚ‬ؾ‪ٛ‬د ألٌفحؾ فحسغس جٌذالٌس لٕذ جٌفشجذي في لٍّي جٌّٕؽك ‪ٚ‬جٌفٍغفس ‪ٚ .‬ضطُ جٌذسجعس‬
‫لٍ‪ِ ٝ‬غط‪ ٜٛ‬جٌصيغس جالفشجديس ٌٍىٍّس ‪ِ ٛ٘ٚ ،‬ح يؽٍك لٍيٗ في جٌذسط جٌٍغحٔي جٌكذيع‬
‫جٌذسجعس جٌّمؿّيس ‪ ،‬جٌطي ضطٕح‪ٚ‬ي جألٌفحؾ خحسؼ جٌغيحق جٌٍغ‪ٛ‬ي ‪ .‬أِح جألٌفحؾ جٌذجٌس لٍ‪ٝ‬‬
‫ِمحْ ِفشدز لٕذٖ ف‪ٙ‬ي غالغس أؾٕحط ‪ :‬جعُ ‪ٚ‬وٍّس(فمً) ‪ٚ ،‬أدجز (قشف) ‪.‬‬
‫‪ِ ‬ح يم‪ِ َٛ‬محَ جٌٍفؿ جٌّفشد ِٓ جألد‪ٚ‬جش جٌذجٌس ‪ :‬فحٌكش‪ٚ‬ف ٌيغص ٌ‪ٙ‬ح دالٌس في رجض‪ٙ‬ح‬
‫‪ٚ‬ئّٔح ليّط‪ٙ‬ح جٌذالٌيس فيّح ضشيش ئٌيٗ ‪ٚ ،‬لذ ششـ جٌفشجذي ٘زٖ جٌّغأٌس في وطحذٗ‬

‫‪3‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫(جٌكش‪ٚ‬ف) فمحي ‪( :‬يغطمًّ (ِح) في جٌغإجي لٓ شيء ِح ِفشد ‪ٚ ،‬لذ يمشْ ذحٌٍفؿ‬
‫جٌّفشد ‪ٚ‬جٌزي ٌٍذالٌس لٍيٗ أ‪ٚ‬ال ‪ ٛ٘ٚ‬جٌشيء جٌزي ؾمً رٌه جٌٍفؿ دجال لٍيٗ) ‪.‬‬
‫‪ ‬جٌذالٌس جٌّكط‪ٛ‬جز في جٌٕفظ ‪ :‬يؽٍك جٌفشجذي لٍ‪ ٝ‬جٌّمحٔي ‪ٚ‬جٌذالالش ِصؽٍف ِٕؽمي‬
‫٘‪( ٛ‬جٌّمم‪ٛ‬الش) ‪ِٚ‬كٍ‪ٙ‬ح جٌٕفظ ‪ .‬فحٌماللس ذيٓ جألٌفحؾ ‪ٚ‬جٌّمحٔي لاللس ِٕطفّس ذم‪ٛ‬جلذ‬
‫ِٕؽميس لٕذ جٌفشجذي ‪.‬‬
‫‪ٚ‬يش‪ ٜ‬جٌذوط‪ٛ‬س ِٕم‪ٛ‬س لرذ جٌؿٍيً أٔٗ يّىٓ ضمشيف لٍُ جٌذالٌس لٕذ جٌفشجذي ذأٔٗ ‪:‬‬
‫(جٌذسجعس جٌطي ضٕطفُ ‪ٚ‬ضطٕح‪ٚ‬ي جألٌفحؾ ‪ِٚ‬ذٌ‪ٛ‬الض‪ٙ‬ح ‪ٚ ،‬ضطرك عٕٓ جٌخؽحخ ‪ٚ‬جٌطمريش ٌطمٕيٕٗ‬
‫‪ٚ‬ضمميذٖ) ‪.‬‬
‫‪ ‬لّش‪ ٚ‬ذٓ ذكش جٌؿحقؿ (ش‪٘255‬ـ)‬
‫يّىٓ ِٓ خالي وطحذي (جٌريحْ ‪ٚ‬جٌطرييٓ) ‪(ٚ‬جٌكي‪ٛ‬جْ) أْ ٔ‪ٛ‬ؾض أُ٘ جٌّغحتً جٌطي‬
‫ضؽشق ئٌي‪ٙ‬ح جٌؿحقؿ في عيحق ضٕح‪ٌٍ ٌٗٚ‬معحيح جٌٍغ‪ٛ‬يس ‪ٚ‬جٌرالغيس في جٌٕمحغ جٌطحٌيس ‪:‬‬

‫‪ ‬ضؽشق جٌؿحقؿ ئٌ‪ِ ٝ‬غأٌس ٔشأز جٌٍغس ذيٓ جٌط‪ٛ‬ليف ‪ٚ‬جالصؽالـ ‪ِٚ ،‬ز٘رٗ في رٌه‬
‫٘‪ِ ٛ‬ز٘د جٌمحتٍيٓ ذحٌط‪ٛ‬ليف ال جٌط‪ٛ‬فيك ‪ٚ ،‬لذ لذَ ٌصكس ِز٘رس أدٌس ‪ٚ‬قؿؽ‬
‫‪ِٕٙٚ‬ح والَ ليغ‪ - ٝ‬لٍيٗ جٌغالَ ‪ -‬ذحٌكىّس ‪ ٛ٘ٚ‬صري ‪ٚ ،‬قحؾس آدَ ‪ٚ‬ق‪ٛ‬جء‬
‫ٌٍغس ِٓ أؾً جٌطفحُ٘ ‪ٚ‬جٌطكح‪ٚ‬س ‪ٚ‬جٌطشح‪ٚ‬س فأخز جهلل ذأيذي‪ٚ ُٙ‬أٌ‪ٌ ُّٙٙ‬غس ‪ٚ‬قيح ِٓ‬
‫لٕذٖ ‪ ،‬وّح أْ جٌمشآْ جٌىشيُ لذ أض‪ ٝ‬ذأٌفحؾ ٌُ يمشف‪ٙ‬ح جٌمشخ في ؾحٍ٘يط‪ٚ ُٙ‬لذ‬
‫روش جٌؿحقؿ ِٕ‪ٙ‬ح ضغّيس وطحخ جهلل (لشآْ) ‪ِٚ ،‬ك رٌه ٌُ يٕف جٌؿحقؿ ‪ٚ‬ؾ‪ٛ‬د‬
‫أٌفحؾ ؾذيذز وحٔص غّشز ٌٍط‪ٛ‬جظك ‪ٚ‬جالصؽالـ ذيٓ أً٘ جٌٍغس جعطذلط‪ٙ‬ح جٌفش‪ٚ‬ف‬
‫جٌّغطؿذز في قيحض‪. ُٙ‬‬
‫‪ ‬لىف لٍ‪ ٝ‬جٌذسجعس جٌص‪ٛ‬ضيس ٌٍكشف ‪ٚ‬جٌٍفؿ ‪ٌ ،‬ى‪ ْٛ‬رٌه يفعي ئٌ‪ ٝ‬جعطمحِس‬
‫جٌريحْ ‪ٚ‬قص‪ٛ‬ي جإلذالن ‪ .‬وّح أشحس ئٌ‪ ٝ‬جألِشجض جٌٕؽميس جٌطي ضإدي ئٌ‪ ٝ‬جخطالي‬
‫جٌطمريش ‪ٚ .‬ضمذ جٌذسجعس جٌص‪ٛ‬ضيس فشلح ِٓ فش‪ٚ‬ق جٌٍغحٔيحش جٌكذيػس ضغّ‪ ٝ‬لٍُ‬
‫جألص‪ٛ‬جش أ‪ ٚ‬جٌف‪ٔٛ‬يطيه ‪. Phonetique‬‬
‫‪ ‬ضشًّ جٌمالِس لٕذ جٌؿحقؿ وً جٌ‪ٛ‬عحتً جٌطمريشيس جٌّّىٕس جٌٍغ‪ٛ‬يس ‪ٚ‬غيش جٌٍغ‪ٛ‬يس‬
‫قيع لغُ جٌمالِس ئٌ‪ ٝ‬خّغس أصٕحف ٘ي ‪ :‬جٌٍفؿ ‪ٚ‬جإلشحسز ‪ٚ‬جٌممذ ‪ٚ‬جٌخػ‬
‫‪ٚ‬جٌكحي أ‪ ٚ‬جٌٕصرس ‪ .‬لحي في ِمشض قذيػٗ لٓ أد‪ٚ‬جش جٌريحْ ‪ٚ( :‬ؾّيك جٌذالالش‬
‫لٍ‪ ٝ‬جٌّمحٔي ِٓ ٌفؿ ‪ٚ‬غيش ٌفؿ ‪ ،‬خّغس أشيحء ال ضٕمض ‪ٚ‬ال ضضيذ ‪ ،‬أ‪ٌٙٚ‬ح جٌٍفؿ‬

‫‪4‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫غُ جإلشحسز ‪ ،‬غُ جٌممذ ‪ ،‬غُ جٌخػ ‪ ،‬غُ جٌكحي جٌطي ضغّ‪ ٝ‬جٌٕصرس‪ٌٚ ...‬ىً ‪ٚ‬جقذ‬
‫ِٓ ٘زٖ جٌخّغس ص‪ٛ‬سز ذحتٕس ِٓ ص‪ٛ‬سز صحقرط‪ٙ‬ح ‪ٚ ،‬قيٍس ِخحٌفس ٌكيٍس أخط‪ٙ‬ح) ‪.‬‬
‫فحألدجز جأل‪ٌٍ ٌٝٚ‬ريحْ قغد جٌؿحقؿ ٘ي جٌٍفؿ ‪ ٛ٘ٚ‬جٌٍفؿ جٌٍغ‪ٛ‬ي ‪ ،‬أِح جإلشحسز‬
‫ف‪ٙ‬ي لالِس غي ٌغ‪ٛ‬يس ‪ٚ ،‬ضشًّ جٌطمريش لٓ قحالش ٔفغيس ‪ٚ‬ذي‪ٌٛٛ‬ؾيس ِخطٍفس ‪ٚ ،‬ضى‪ْٛ‬‬
‫ذألعحء جإلٔغحْ وحٌيذ ‪ٚ‬جٌشأط أ‪ ٚ‬ذأشيحء أخش‪ ٜ‬خحسؾس لٓ ألعحتٗ وحٌػ‪ٛ‬خ ‪ٚ‬جٌغيف‬
‫يم‪ٛ‬ي جٌؿحقؿ في ششـ جإلشحسز ‪( :‬فأِح جإلشحسز فرحٌيذ ‪ٚ‬ذحٌشأط ‪ٚ ،‬ذحٌميٓ ‪ٚ‬جٌكحؾد‬
‫‪ٚ‬جٌّٕىد ‪ ،‬ئرج ضرحلذ جٌشخصحْ ‪ٚ ،‬ذحٌػ‪ٛ‬خ ‪ٚ‬ذحٌغيف ‪ٚ ،‬لذ يط‪ٙ‬ذد سجفك جٌغيف أ‪ٚ‬جٌغ‪ٛ‬غ‬
‫فيى‪ ْٛ‬رٌه صجؾشج ‪ِٚ‬حٔمح سجدلح ‪ٚ ،‬يى‪ٚ ْٛ‬ليذج ‪ٚ‬ضكزيشج) ‪.‬‬
‫أِح جٌخػ فيمصذ ذٗ جٌؿحقؿ جٌىطحذس ‪ ،‬أِح جٌٕ‪ٛ‬ق جٌػحٌع ِٓ أصٕحف جٌريحْ جٌخّظ‬
‫‪ ٛ٘ٚ‬جٌممذ أ‪ ٚ‬جٌكغحخ ف‪ٙ‬ي جأللذجد أ‪ ٚ‬جألسلحَ جٌكغحذيس جٌطي ضعّٕط‪ٙ‬ح آيحش جٌمشآْ جٌىشيُ‬
‫‪٘ٚ‬ي ضكًّ دالالش ‪ِٕٚ‬حفك ؾٍيٍس ‪ ،‬يم‪ٛ‬ي ِ‪ٛ‬ظكح أّ٘يس جٌممذ ظّٓ أٔفّس جإلذالن‬
‫جألخش‪ٚ( : ٜ‬جٌكغحخ يشًّ لٍ‪ِ ٝ‬محْ وػيشز ‪ِٕٚ‬حفك ؾٍيٍس ‪ٌٛٚ ،‬ال ِمشفس جٌمرحد ذّمٕ‪ٝ‬‬
‫جٌكغحخ في جٌذٔيح ٌّح ف‪ّٛٙ‬ج لٓ جهلل ‪ -‬لض ‪ٚ‬ؾً ‪ِ -‬مٕ‪ ٝ‬جٌكغحخ في جآلخشز ‪ٚ .‬في لذَ‬
‫جٌٍفؿ ‪ٚ‬فغحد جٌخػ ‪ٚ‬جٌؿ‪ ًٙ‬ذحٌممذ فغحد ؾً جٌٕمُ ‪ٚ ،‬فمذجْ ؾّ‪ٛٙ‬س جٌّٕحفك ‪ٚ ،‬جخطالي‬
‫وً ِح ؾمٍٗ جهلل ‪ -‬لض ‪ٚ‬ؾً ‪ٌٕ -‬ح ل‪ٛ‬جِح ‪ِٚ‬صٍكس ‪ٔٚ‬فحِح) ‪.‬‬
‫أِح جٌكحي أ‪ ٚ‬جٌٕصرس ‪٘ٚ‬ي في قميمط‪ٙ‬ح جِطذجد ٌٍذالٌس ذحإلشحسز فيمصذ ذ‪ٙ‬ح دالٌس وً‬
‫صحِص أ‪ِ ٚ‬ح وحْ في قىّٗ ِٓ ؾّحد أ‪ ٚ‬ئٔغحْ أ‪ ٚ‬قي‪ٛ‬جْ يم‪ٛ‬ي جٌؿحقؿ ‪ٚ( :‬أِح جٌٕصرس‬
‫ف‪ٙ‬ي جٌكحي جٌٕحؼمس ذغيش جٌٍفؿ ‪ٚ‬جٌّشيشز ذغيش جٌيذ ‪ٚ ،‬رٌه ـح٘ش في خٍك جٌغّ‪ٛ‬جش‬
‫‪ٚ‬جألسض ‪ٚ ،‬في وً صحِص ‪ٔٚ‬حؼك ‪ٚ ،‬ؾحِذ ‪ٔٚ‬حَ ‪ِٚ ،‬ميُ ‪ٚ‬ـحلٓ ‪ٚ ،‬صجتذ ‪ٔٚ‬حلض ‪.‬‬
‫فحٌذالٌس جٌطي في جٌّ‪ٛ‬ش جٌؿحِذ وحٌذالٌس جٌطي في جٌكي‪ٛ‬جْ جٌٕحؼك ‪ .‬فحٌصحِص ٔحؼك ِٓ‬
‫ؾ‪ٙ‬س جٌذالٌس ‪ٚ ،‬جٌمؿّحء ِمشذس ِٓ ؾ‪ٙ‬س جٌرش٘حْ ‪ٌٚ .‬زٌه لحي جأل‪ٚ‬ي ‪( :‬عً جألسض فمً ‪:‬‬
‫ِٓ شك أٔ‪ٙ‬حسن ‪ٚ‬غشط أشؿحسن ‪ٚ ،‬ؾٕ‪ ٝ‬غّحسن؟ فاْ ٌُ ضؿره ق‪ٛ‬جسج أؾحذطه جلطرحسج) ‪.‬‬
‫‪ ِٓٚ ‬جٌّرحقع جٌطي ضٕح‪ٌٙٚ‬ح ‪ٚ‬جٌطي ٌ‪ٙ‬ح صٍس ذحٌذالٌس ‪ٚ‬ـحتف جٌىالَ أ‪ِ ٚ‬ح‬
‫يمشف جٌي‪ َٛ‬ذ‪ٛ‬ـحتف جالضصحي ‪ .‬يم‪ٛ‬ي جٌؿحقؿ ق‪ٛ‬ي قحؾس جإلٔغحْ ئٌ‪ٝ‬‬
‫جٌريحْ‪( :‬ال يمشف جإلٔغحْ ظّيش صحقرٗ ‪ٚ‬ال قحؾس أخيٗ ‪ٚ‬خٍيؽٗ ‪ٚ ،‬ال ِمٕ‪ٝ‬‬
‫ششيىٗ جٌّمح‪ ٌٗ ْٚ‬لٍ‪ ٝ‬أِ‪ٛ‬سٖ ‪ٚ‬لٍ‪ِ ٝ‬ح ال يرٍغٗ ِٓ قحؾحش ٔفغٗ ئال ذغيشٖ‬
‫‪ٚ‬ئّٔح يكيي ضٍه جٌّمحٔي روشُ٘ ٌ‪ٙ‬ح ‪ٚ‬ئخرحسُ٘ لٕ‪ٙ‬ح ‪ٚ‬جعطمّحٌ‪ ُٙ‬ئيح٘ح) ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ٚ‬رٌه أْ جٌّمحٔي وحِٕس ِغططشز ال يّىٓ أْ يمٍّ‪ٙ‬ح (جآلخش) ئال ئرج ضّف‪ٙ‬شش في‬
‫أّٔحغ ِم‪ٌٛ‬يس ذ‪ٙ‬ح يؽٍك لٍ‪ِ ٝ‬ح في ظّيش ِخحؼرٗ ‪ٚ ،‬ال يٕممذ جالضصحي ذيٕ‪ّٙ‬ح قط‪ ٝ‬يفصف‬
‫أقذّ٘ح لّح في ٔفغٗ ِٓ جٌكحؾحش ٌآلخش ‪٘ٚ ،‬زج ِح يىحد يمٕيٗ ؾحورغ‪R.Jackobson ْٛ‬‬
‫ِٓ جٌ‪ٛ‬ـيفطيٓ جٌّشؾميس ‪ٚ Referentielle‬جٌطمريشيس أ‪ ٚ‬جالٔفمحٌيس ‪ ، Emotive‬ئر جأل‪ٌٝٚ‬‬
‫ضمٕي جٌطخحؼد ذ‪ٙ‬ذف جإلشحسز ئٌ‪ِ ٝ‬كط‪ِ ٜٛ‬ميٓ ٔشغد في ئيصحٌٗ ئٌ‪ ٝ‬جآلخشيٓ ‪ٚ‬ضرحدي‬
‫جآلسجء ِم‪ ، ُٙ‬أِح جٌػحٔيس ف‪ٙ‬ي ضطّك‪ٛ‬س ق‪ٛ‬ي ئذشجص ِ‪ٛ‬لف جٌّطىٍُ – خحصس ‪ِ ِٓ -‬خطٍف‬
‫جٌمعحيح ِ‪ٛ‬ظ‪ٛ‬ق قذيػٗ ‪.‬‬
‫‪ ِٓٚ ‬جٌمعحيح جٌطي ضٕح‪ٌٙٚ‬ح أيعح جٌذالٌس جٌغيحليس ‪ ،‬فرمذ أْ أ‪ٚ‬ظف ِمحَ جٌّمحٔي‬
‫ذحٌٕغرس ٌؤلٌفحؾ ‪ِٚ‬محِ‪ٙ‬ح في ر٘ٓ جٌّطىٍُ ‪ ،‬ئر ٘ي ألذجس ‪ٚ‬أق‪ٛ‬جي ‪ٌٚ‬يغص‬
‫لٍ‪ ٝ‬دسؾس ‪ٚ‬جقذز ِٓ جالعطمّحي فّح يصٍف ٌ‪ٙ‬زج جٌّمحَ ‪ٚ‬جٌكحي لذ ال يصٍف‬
‫ٌّمحَ ‪ٚ‬قحي آخشيٓ ‪ ،‬لحي جٌؿحقؿ وحشفح لٓ جٌذالٌس جٌّمحِيس أٔٗ يٕرغي‬
‫َ ليٓ‬ ‫ٌٍّطىٍُ أْ يمشف ألذجس جٌّمحٔي ‪ٚ‬ي‪ٛ‬جصْ ذيٕ‪ٙ‬ح ‪ٚ‬ذيٓ ألذجس جٌّغص‬
‫‪ٚ‬قحالض‪ ، ُٙ‬فيؿمً ٌىً ؼرمس ِٕ‪ ُٙ‬والِح يخص‪ ُٙ‬ذٗ قط‪ ٝ‬يمغُ ذحٌطغح‪ٚ‬ي‬
‫ألذجس جٌىالَ لٍ‪ ٝ‬ألذجس جٌّمحٔي ‪ٚ‬يمغُ جٌّمحٔي لٍ‪ ٝ‬ألذجس جٌّمحِحش جٌطي ُ٘‬
‫لٍي‪ٙ‬ح جٌّغطّم‪ٚ ْٛ‬قحٌط‪. ُٙ‬‬
‫‪ ِٓٚ‬خالي ِح عرك يّىٓ جٌم‪ٛ‬ي ئْ جٌؿحقؿ لذ ضٕح‪ٚ‬ي ؾً ِرحقع جٌذسط جٌذالٌي‬
‫جٌكذيع (جٌٍغس لاللس جٌٍفؿ ذحٌّمٕ‪ ، ٝ‬ألغحَ جٌمالِس ‪ٚ ،‬ـحتف جٌىالَ ‪ ،‬جٌذالٌس جٌغيحليس‪)..‬‬
‫‪ٚ‬رٌه في عيحق ضأعيغٗ ٌمٍُ جٌريحْ ‪.‬‬
‫‪ ‬أذ‪ ٛ‬جٌفطف لػّحْ ذٓ ؾٕي (ش‪٘392‬ـ)‬
‫جذٓ ؾٕي ِٓ لٍّحء جٌمشْ جٌشجذك جٌ‪ٙ‬ؿشي ‪ ،‬ج٘طُ ذذسجعس جٌٍغس جٌمشذيس قط‪ ٝ‬ذذش في‬
‫وطحذٗ (جٌخصحتض) ٌغس ال ضذجٔي‪ٙ‬ح ٌغس ‪ٌّ ،‬ح جشطٍّص لٍيٗ ِٓ عّحش قغٓ ضصشيف جٌىالَ‬
‫‪ٚ‬جإلذحٔس لٓ جٌّمحٔي ذأقغٓ ‪ٚ‬ؾ‪ ٖٛ‬جألدجء ‪ ،‬وّح فطف أذ‪ٛ‬جذح ذذيمس في جٌمشذيس ال ل‪ٙ‬ذ ٌٍٕحط‬
‫ذ‪ٙ‬ح لرٍٗ و‪ٛ‬ظمٗ ألص‪ٛ‬ي جالشطمحق ذألغحِٗ ‪ِٕٚ ،‬حعرس جألٌفحؾ ٌٍّمحٔي ‪ ِٓٚ .‬أُ٘ جٌّغحتً‬
‫جٌذالٌيس جٌطي ضٕح‪ٌٙٚ‬ح ‪:‬‬
‫‪ٔ ‬شأز جٌٍغس ‪ :‬ضٕح‪ٚ‬ي جذٓ ؾٕي ِغأٌس ٔشأز جٌٍغس قيع لشض آسجء لٍّحء لصشٖ ق‪ٛ‬ي‬
‫٘زٖ جٌمعيس ‪ٚ‬رٌه في ذحخ (جٌم‪ٛ‬ي لٍ‪ ٝ‬أصً جٌٍغس أئٌ‪ٙ‬حَ ٘ي أَ جصؽالـ) ‪ ،‬قيع‬
‫لحي ‪٘( :‬زج ِ‪ٛ‬ظك ِك‪ٛ‬ؼ إلٌ‪ ٝ‬فعً ضأًِ ‪ ،‬غيش أْ أوػش أً٘ جٌٕفش لٍ‪ ٝ‬أْ أصً‬
‫جٌٍغس ئّٔح ٘‪ ٛ‬ض‪ٛ‬جظك ‪ٚ‬جصؽالـ ال ‪ٚ‬قي ‪ٚ‬ض‪ٛ‬ليف ‪ ،‬ئال أْ أذح لٍي – سقّٗ جهلل ‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫لحي ٌي ي‪ِٛ‬ح ‪٘ :‬ي ِٓ لٕذ جهلل ‪ٚ ،‬جقطؽ ذم‪ ٌٗٛ‬عركحٔٗ ‪ٚ﴿ :‬لٍُ آدَ جألعّحء وٍ‪ٙ‬ح﴾‬
‫‪٘ٚ‬زج ال يطٕح‪ٚ‬ي ِ‪ٛ‬ظك جٌخالف ‪ٚ ،‬رٌه أٔٗ لذ يؿ‪ٛ‬ص أْ يى‪ ْٛ‬ضأ‪ٚ‬يٍٗ ‪ :‬ألذس آدَ‬
‫لٍ‪ ٝ‬أْ ض‪ٛ‬جظك لٍي‪ٙ‬ح ‪٘ٚ ،‬زج جٌّمٕ‪ ِٓ ٝ‬لٕذ جهلل عركحٔٗ ال ِكحٌس) ‪.‬‬

‫‪ٚ‬يرذ‪ ٚ‬أْ جذٓ ؾٕي وحْ يمف ِ‪ٛ‬لفح ‪ٚ‬عؽح ‪ ،‬قيع وحْ يم‪ٛ‬ي ذحإلٌ‪ٙ‬حَ ‪ٚ‬جالصؽالـ ِمح‬
‫ي‪ٛ‬ظف رٌه ِح لحٌٗ في خطحَ ٘زج جٌرحخ ِ‪ٛ‬ظكح ِ‪ٛ‬لفٗ ‪ِٚ‬مرشج في رجش جٌ‪ٛ‬لص لٓ قيشضٗ‬
‫ذيٓ جٌم‪ٛ‬ي ذمشفيس جٌٍغس أ‪ ٚ‬جٌم‪ٛ‬ي ذحإلٌ‪ٙ‬حَ ‪( :‬فألف ذيٓ ضيٓ جٌخٍطيٓ (جإلٌ‪ٙ‬حَ ‪ٚ‬جٌمشف) قغيش ًج‬
‫‪ٚ‬أوحغش٘ح فأٔىفة ِىػ‪ٛ‬سج ‪ٚ ،‬ئْ خؽش خحؼش فيّح ذمذ يمٍك جٌىف ذاقذ‪ ٜ‬جٌؿ‪ٙ‬طيٓ ‪ٚ‬يىف‪ٙ‬ح‬
‫(أ‪ ٚ‬يفى‪ٙ‬ح) لٓ صحقرط‪ٙ‬ح لٍٕح ذٗ)‪.‬‬

‫‪ ‬لاللس جٌٍفؿ ذحٌّمٕ‪ : ٝ‬ضٕح‪ٚ‬ي جذٓ ؾٕي في وطحذٗ جٌخصحتض غالغس أٔ‪ٛ‬جق ِٓ جٌماللحش‬
‫جٌّطصٍس ‪٘ٚ‬ي ‪ :‬جٌماللس ذيٓ جٌٍفؿ ‪ٚ‬جٌّمٕ‪ٚ ، ٝ‬جٌماللس ذيٓ جٌٍفؿ ‪ٚ‬جٌٍفؿ ‪ ،‬غُ جٌماللس‬
‫ذيٓ جٌكش‪ٚ‬ف ذرمع‪ٙ‬ح ‪ٚ ،‬خصض ٌزٌه أذ‪ٛ‬جذح ‪ِٕٙٚ‬ح ‪:‬‬
‫‪ o‬ضاللي جٌّمحٔي لٍ‪ ٝ‬جخطالف جألص‪ٛ‬ي ‪ٚ‬جٌّرحٔي ‪ ،‬يم‪ٛ‬ي ‪٘( :‬زج فصً ِٓ‬
‫جٌمشذيس وػيش جٌّٕفمس ل‪ٛ‬ي جٌذالٌس لٍ‪ ٝ‬ششف ٘زٖ جٌٍغس ‪ٚ ،‬رٌه أْ ٔؿذ‬
‫ٌٍّمٕ‪ ٝ‬جٌ‪ٛ‬جقذ أعّحء وػيشز ‪ ،‬فطركع لٓ أصً وً جعُ ِٕ‪ٙ‬ح فطؿذٖ ِفعي‬
‫جٌّمٕ‪ ٝ‬ئٌ‪ِ ٝ‬مٕ‪ ٝ‬صحقرٗ) ‪ٚ .‬في ٘زج جٌم‪ٛ‬ي ئشحسز ئٌ‪ٚ ٝ‬ؾ‪ٛ‬د جٌطشجدف في‬
‫جٌٍغس ‪ٚ ،‬لذ ‪ٚ‬ظف جذٓ ؾٕي ٘زٖ جٌّغأٌس ذحٌش‪ٛ‬ج٘ذ ‪.‬‬
‫‪ o‬ضصحلد جألٌفحؾ ٌطصحلد جٌّمحٔي ‪ :‬في ٘زج جٌرحخ ذيٓ ضمحسخ جٌذالالش‬
‫ٌطمحسخ قش‪ٚ‬ف جألٌفحؾ ِٓ قيع جٌّخحسؼ ‪ِٚ ،‬ػحٌٗ ششقٗ ٌٍفؿ (أصج) جٌ‪ٛ‬جسد‬
‫يٓ َض ُإ ُّص ُُ٘ أَ ِّصج﴾‬ ‫ِ‬ ‫روشٖ في ل‪ ٌٗٛ‬ضمحٌ‪﴿ : ٝ‬أَ ٌَُ َضش أَ َّٔح أَسع ٍْ َٕح َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫يٓ َل ٍَ‪ ٝ‬ج ٌْ َىحفشِ َ‬‫جٌش َيحؼ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫٘ضج ‪ٚ ،‬جٌ‪ّٙ‬ضز أخص جٌ‪ٙ‬حء‬ ‫ض‪ٙ‬ضُ٘ ِّ‬ ‫يم‪ٛ‬ي ‪( :‬أي ‪ :‬ضضلؿ‪ٚ ُٙ‬ضمٍم‪ ، ُٙ‬ف‪ٙ‬زج في ِمٕ‪ّ ٝ‬‬
‫فطمحسخ جٌٍففحْ ٌطمحسخ جٌّمٕييٓ ‪ٚ .‬وأٔ‪ ُٙ‬خص‪ٛ‬ج ٘زج جٌّمٕ‪ ٝ‬ذحٌ‪ّٙ‬ضز ألٔ‪ٙ‬ح أل‪ ِٓ ٜٛ‬جٌ‪ٙ‬حء‬
‫جٌ‪ٙ‬ض ‪ ،‬ألٔه لذ ض‪ٙ‬ض ِح ال ذحي ٌٗ وحٌؿزق ‪ٚ‬عحق جٌشؿشز‬ ‫‪٘ٚ‬زج جٌّمٕ‪ ٝ‬ألفُ في جٌٕف‪ٛ‬ط ِٓ ّ‬
‫‪ٔٚ‬ك‪ ٛ‬رٌه ) ‪ٚ .‬لذ ‪ٚ‬ظف جذٓ ؾٕي ٘زٖ جٌؿ‪ٛ‬جٔد ذىػيش ِٓ جٌش‪ٛ‬ج٘ذ ‪ٚ ،‬أـ‪ٙ‬ش ِٓ خالٌ‪ٙ‬ح‬
‫جٌميّس جٌطمريشيس ألص‪ٛ‬جش جٌمشذيس ‪ٚ‬أذٕيط‪ٙ‬ح ‪.‬‬

‫‪ o‬ذحخ ئِغحط جألٌفحؾ أشرحٖ جٌّمحٔي ‪ :‬في ٘زج جٌرحخ أشحس ئٌ‪ ٝ‬جٌماللس جٌؽريميس‬
‫ذيٓ جألص‪ٛ‬جش ‪ِٚ‬ذٌ‪ٛ‬الض‪ٙ‬ح ‪ٚ ،‬وزج أذٕيس جٌىٍّحش ‪ِٚ‬ح ضطكٍّٗ ِٓ دالٌس ؼريميس‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫يم‪ٛ‬ي ‪( :‬جلٍُ أْ ٘زج ِ‪ٛ‬ظك ششيف ٌؽيف ‪ٚ ،‬لذ ٔرٗ لٍيٗ جٌخٍيً ‪ٚ‬عير‪ٛ‬يٗ ‪ٚ ،‬ضٍمطٗ‬
‫جٌؿّحلس ذحٌمر‪ٛ‬ي ٌٗ ‪ٚ‬جاللطشجف ذصكطٗ ‪ .‬لحي جٌخٍيً ‪( :‬وأٔ‪ ُٙ‬ض‪ّٛ٘ٛ‬ج في ص‪ٛ‬ش جٌؿٕذخ‬
‫‪ٚ .‬لحي‬ ‫‪ِٚ‬ذج فمحٌ‪ٛ‬ج ( َصش) ‪ٚ ،‬ض‪ّٛ٘ٛ‬ج في ص‪ٛ‬ش جٌرحصي ضمؽيمح فمحٌ‪ٛ‬ج (صشصش)‬ ‫جعطؽحٌس ِّ‬
‫َّ‬
‫عير‪ٛ‬يٗ في جٌّصحدس جٌطي ؾحءش لٍ‪ ٝ‬جٌفمالْ ‪ :‬ئٔ‪ٙ‬ح ضأضي ٌالظؽشجخ ‪ٚ‬جٌكشوس ‪ٔ ،‬ك‪: ٛ‬‬
‫جٌٕمصحْ ‪ٚ‬جٌغٍيحْ ‪ٚ‬جٌغػيحْ ‪ ،‬فمحذٍ‪ٛ‬ج ذط‪ٛ‬جٌي قشوحش جٌّػحي ض‪ٛ‬جٌي قشوحش جألفمحي) ‪.‬‬
‫‪ ‬أٔ‪ٛ‬جق جٌذالٌس ‪ :‬لغُ جذٓ ؾٕي جٌذالٌس ئٌ‪ ٝ‬غالغس أٔ‪ٛ‬جق ضكص ِح عّحٖ دالٌس جٌفمً‬
‫جٌزي وحْ يغّيٗ جٌٍفؿ ‪ٚ ،‬رٌه ذحلطرحسٖ يشىً جٌمؽد جٌشتيغي في جٌمٍّيس جإلذالغيس‬
‫‪٘ٚ‬زٖ جٌذالالش ٘ي ‪:‬‬
‫‪ o‬جٌذالٌس جٌٍففيس ‪ٚ :‬يؿّك ٘زج جٌٕ‪ٛ‬ق ذيٓ ِح يصؽٍف لٍيٗ في جٌذسط جٌذالٌي‬
‫جٌكذيع ذحٌذالٌس جٌص‪ٛ‬ضيس ‪ٚ‬جٌذالٌس جٌّمؿّيس ‪.‬‬
‫‪ o‬جٌذالٌس جٌصٕحليس ‪ٚ‬يمصذ ذ‪ٙ‬ح جٌذالٌس جٌصشفيس ‪.‬‬
‫‪ o‬جٌذالٌس جٌّمٕ‪ٛ‬يس ‪ٚ‬يمحذٍ‪ٙ‬ح قذيػح جٌذالٌس جٌٕك‪ٛ‬يس‪.‬‬
‫لحي جذٓ ؾٕي ‪( :‬فّٕٗ ؾّيك جألفمحي ‪ ،‬ففي وً ‪ٚ‬جقذ ِٕ‪ٙ‬ح جألدٌس جٌػالغس ‪ .‬أال ضش‪ ٜ‬ئٌ‪ ٝ‬لحَ‬
‫‪ٚ‬دالٌس ٌففٗ لٍ‪ِ ٝ‬صذسٖ ‪ٚ ،‬دالٌس ذٕحتٗ لٍ‪ ٝ‬صِحٔٗ ‪ٚ ،‬دالٌس ِمٕحٖ لٍ‪ ٝ‬فحلٍٗ ‪ ،‬ف‪ٙ‬زٖ غالظ‬
‫دالتً ِٓ ٌففٗ ‪ٚ‬صيغطٗ ‪ِٚ‬مٕحٖ) ‪.‬‬
‫‪ ‬جٌكميمس ‪ٚ‬جٌّؿحص ‪ :‬فشق جذٓ ؾٕي ذيٓ جٌكميمس ‪ٚ‬جٌّؿحص في جٌرحخ جأل‪ٚ‬ي لً أعحط‬
‫جٌ‪ٛ‬ظك ‪ٚ‬ذيٓ د‪ٚ‬جلي جالٔطمحي ِٓ جٌكميمس ئٌ‪ ٝ‬جٌّؿحص قيع لحي ‪( :‬جٌكميمس ِح ألش في‬
‫جالعطمّحي لٍ‪ ٝ‬أصً ‪ٚ‬ظمٗ في جٌٍغس ‪ٚ ،‬جٌّؿحص ِح وحْ ذعذ رٌه ‪ٚ .‬ئّٔح يمك‬
‫جٌّؿحص ‪ٚ‬يمذي ئٌيٗ لٓ جٌكميمس ٌّمحْ غالغس ‪٘ٚ ،‬ي ‪ :‬جالضغحق ‪ٚ‬جٌط‪ٛ‬ويذ ‪ٚ‬جٌطشريٗ ‪.‬‬
‫فاْ جٔمذِص ٘زٖ جأل‪ٚ‬صحف وحٔص جٌكميمس جٌرطس) ‪.‬‬
‫‪ِّٚ‬ح عرك يّىٓ جٌم‪ٛ‬ي ئْ ِصٕفحش جذٓ ؾٕي وحٔص غشيس ذحٌذسط جٌذالٌي ‪ ،‬فمذ‬
‫ضمحؼمص جٌّغحتً جٌطي ضٕح‪ٌٙٚ‬ح ذّرحقع لٍُ جٌذالٌس ‪ٌ ،‬زٌه يّىٕٕح جٌم‪ٛ‬ي ئْ ٌٕح في جٌطشجظ‬
‫جٌمشذي ٔفشيس دالٌيس ال ضكطحؼ ع‪ ٜٛ‬ئٌ‪ ٝ‬ئلحدز ضشضيد جٌمٕحصش ‪ٚ‬ضصٕيف‪ٙ‬ح في ِؿحي ِكذد‬
‫‪ٌٚ‬مً غشجء ِإٌفحش جذٓ ؾٕي يم‪ٛ‬د ئٌ‪ ٝ‬جلطّحدٖ لٍ‪ ٝ‬ؾ‪ٛٙ‬د عحذميٗ ‪ٚ ،‬وأٔٗ لحَ ذحعطػّحس وً‬
‫ِح غرص لٓ ٘زٖ جٌٍغس ِٓ خصحتض ‪ٚ‬ؾّمٗ ‪ٚ‬ششقٗ ‪ٚ‬فصٍٗ في وطحذيٗ (جٌخصحتض) ‪(ٚ ،‬عش‬
‫صٕحلس جإللشجخ)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ ‬جٌششيف جٌؿشؾحٔي(ش ‪٘816‬ـ)‬
‫ذحإلظحفس ئٌ‪ ٝ‬ضمشيفٗ ٌٍذالٌس ضمشيفح ؾحِمح ٌمٍُ جٌذالٌس ‪ٚ Semantique‬لٍُ جٌشِ‪ٛ‬ص‬
‫أ‪ ٚ‬جٌغيّيحء ‪ ، Simiologie‬قيع لحي ‪( :‬جٌذالٌس ٘ي و‪ ْٛ‬جٌشيء ذكحٌٗ يٍضَ ِٓ جٌمٍُ ذٗ‬
‫جٌمٍُ ذشيء آخش ‪ٚ ،‬جٌشيء جأل‪ٚ‬ي ٘‪ ٛ‬جٌذجي ‪ٚ‬جٌػحٔي ٘‪ ٛ‬جٌّذٌ‪ٛ‬ي ‪ٚ ،‬ويفيس دالٌس جٌٍفؿ لٍ‪ٝ‬‬
‫جٌّمٕ‪ ٝ‬ذحصؽالـ لٍّحء جألص‪ٛ‬ي ِكص‪ٛ‬سز في لرحسز جٌٕض ‪ٚ‬ئشحسز جٌٕض ‪ٚ‬جلطعحء جٌٕض)‪.‬‬
‫فم‪( ٌٗٛ‬جٌشيء) ذذي (جٌٍفؿ) يذي لٍ‪ ٝ‬ئشحسضٗ ئٌ‪ ٝ‬لٍُ جٌشِ‪ٛ‬ص أ‪ ٚ‬لٍُ جٌمالِحش أ‪ٚ‬‬
‫لٍُ جإلشحسجش ‪ Simiologie‬جٌزي يمٕ‪ ٝ‬ذذسجعس جٌشِ‪ٛ‬ص ‪ٚ‬جٌمالِحش جٌٍغ‪ٛ‬يس ‪ٚ‬فيش جٌٍغ‪ٛ‬يس ‪.‬‬
‫فّٓ خالي ٘زج جٌطمشيف يّىٓ جٌم‪ٛ‬ي ‪ :‬ئْ جٌذالٌس لٕذ جٌششيف جٌؿشؾحٔي ضٕمغُ‬
‫ئٌ‪ ٝ‬لغّيٓ ‪ :‬جٌذالٌس جٌٍففيس ئرج وحْ جٌشيء جٌذجي ٌففح ‪.‬‬
‫جٌذالٌس غيش جٌٍففيس ئرج وحْ جٌشيء جٌذجي غيش ٌفؿ ‪.‬‬
‫‪ٚ‬لذ لحَ لذز ذحقػيٓ في جٌمصش جٌكذيع ذاؾشجء ِمحسٔس لٍّيس ذيٓ ِح ض‪ٛ‬صً ئٌيٗ‬
‫جٌؿشؾحٔي في ضمغيّحضٗ ٌٍذالٌس ‪ِٚ ،‬ح ض‪ٛ‬صً ئٌيٗ لٍّحء جٌذالٌس في جٌمصش جٌكذيع ‪ُِٕٙٚ‬‬
‫جٌمحٌُ جألِشيىي ذيشط ‪.‬‬
‫‪ ِٓٚ‬خالي ؼريمس جٌماللس ذيٓ جٌذجي ‪ٚ‬جٌّذٌ‪ٛ‬ي يكصي جٌؿشؾحٔي غالغس ِغط‪ٛ‬يحش‬
‫ص‪ٛ‬سيس ضٕطؽ لٕ‪ٙ‬ح غالظ دالالش ٘ي ‪ :‬دالٌس جٌمرحسز ‪ٚ ،‬دالٌس جإلشحسز ‪ٚ ،‬دالٌس جاللطعحء ‪.‬‬
‫‪ .‬أِح دالٌس جٌمرحسز‬ ‫‪ٚ‬لذ ذيٕح وً ِٓ دالٌس جإلشحسز ‪ٚ‬دالٌس جاللطعحء لٕذ جٌغضجٌي‬
‫فحٌّمص‪ٛ‬د ذ‪ٙ‬ح (جٌّمٕ‪ ٝ‬جٌزي يطرحدس ئٌ‪ ٝ‬جٌز٘ٓ ِٓ صيغس جٌٕض ‪ ٛ٘ٚ ،‬جٌزي لصذٖ جٌشحسق‬
‫ِٓ ‪ٚ‬ظك جٌٕض ألْ جٌّششق قيٓ يعك جٌٕض يخطحس ٌٗ ِٓ جألٌفحؾ ‪ٚ‬جٌمرحسجش ِح يذي‬
‫ّ‬
‫دالٌس ‪ٚ‬جظكس لٍ‪ ٝ‬غشظٗ ‪ ،‬غُ يص‪ٛ‬غٗ ذمذ رٌه ذكيع يطرحدس جٌّمٕ‪ ٝ‬جٌّمص‪ٛ‬د ِٓ جٌٕض‬
‫ئٌ‪ ٝ‬ر٘ٓ جٌّؽٍك ذّؿشد جإلؼالق لٍيٗ) ‪.‬‬
‫ٌمذ لحَ جألِشيىي ٘يحو‪ٛ‬ج ‪ S.J.Hayakwa‬ذطكذيذ ٔ‪ٛ‬ليٓ ِٓ جٌّمحٔي ‪ :‬جٌّمٕ‪ٝ‬‬
‫جٌمصذي ‪ٚ‬جٌّمٕ‪ ٝ‬جالضغحلي أ‪ِ ٚ‬ح يغّ‪ ٝ‬في جٌٍغحٔيحش جٌكذيػس ذحٌّمٕ‪ ٝ‬جإليّحتي قيع‬
‫يّىٓ أْ ٔذسؼ دالالش جٌؿشؾحٔي جٌػالظ ‪٘ٚ( ،‬ي دالٌس جٌمرحسز – دالٌس جالشحسز – دالٌس‬
‫جاللطعحء) ضكص ٘زيٓ جٌٕ‪ٛ‬ليٓ ‪ ،‬فحٌّمٕ‪ ٝ‬جٌمصذي ٘‪ِ ٛ‬مٕ‪ ٝ‬جٌمرحسز ‪ٚ ،‬جٌّمٕ‪ ٝ‬جالضغحلي‬
‫‪ٚ‬جٌّمٕ‪ ٝ‬جإليّحتي ‪ ،‬يمحذٍ‪ّٙ‬ح وً ِٓ دالٌس جاللطعحء ‪ٚ‬دالٌس جإلشحسز ‪.‬‬
‫‪ِٚ‬ؿًّ جٌم‪ٛ‬ي ئْ جٌذالٌس في جٌمصش جٌكذيع ضطعف لٕذ جٌؿشؾحٔي ذى‪ٙٔٛ‬ح جٌماللس‬
‫ذيٓ جٌّكط‪ ٜٛ‬جٌفىشي ‪ٚ‬جٌٍفؿ ‪ٚ ،‬يى‪ ْٛ‬جاللطّحد لٍ‪ ٝ‬لشجتٓ ٌغ‪ٛ‬يس في ضكذيذ جٌذالٌس‬
‫جٌّمص‪ٛ‬دز ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أنواع الداللة‬
‫من أىم المباحث التي تناوليا الدرس الداللي قديما وحديثا قضية أنواع الداللة وأنواع‬
‫المعنى ‪ ،‬حيث تناول ىذه القضية المغويون والمفسرون والبالغيون والفالسفة وغيرىم ‪ ،‬وىكذا تقسم‬
‫الداللة األصوليين و عمماء المنطق و الفالسفة إلى قسمين ‪ :‬لفظية وغير لفظية ‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة المفظية ‪ :‬مثل كممة (كتاب)‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة غير المفظية ‪ :‬مثل داللة الخطوط والعقود واإلشارات وغيرىا ‪.‬‬
‫وقسمت الداللة اعتمادا عمى معايير ترتكز عمى اإلدراك لطبيعة العالقة التي تربط بين‬
‫الدال والمدلول ‪ ،‬وىو ال يخرج عن ثالثة اعتبارات ‪ ،‬اعتبار العرف أو اعتبار الطبيعة أو اعتبار‬
‫العقل وبناء عميو تكون الداللة إما وضعية (عرفية) أو طبيعية أو عقمية ‪.‬‬
‫كما قسم العمماء الداللة الوضعية أو العرفية بناء عمى أداء السياق لممعنى ‪ ،‬فإذا دل الكالم‬
‫عمى تمام معناه كانت داللة مطابقة ‪ ،‬واذا دل عمى بعض معناه كانت داللة تضمن ‪ ،‬واذا دل‬
‫عمى معنى آخر خارج عن معناه إال أنو الزم لو عرفا أو عقال كانت داللة التزام ‪ .‬وىذا ما عبر‬
‫عنو الغزالي بقولو بقولو ‪( :‬إن داللة المفظ عمى المعنى تنحصر في ثالثة أوجو وىي ‪ :‬المطابقة‬
‫والتضمن وااللتزام) ‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس فإن أقسام الداللة في العصر الحديث تتفرع إلى ستة أصناف يمكن‬
‫بيانيا في الشكل التالي ‪:‬‬
‫الداللة‬

‫غير لفظية‬ ‫لفظية‬

‫عقمية‬ ‫طبيعية‬ ‫وضعية‬ ‫عقمية‬ ‫طبيعية‬ ‫وضعية‬

‫إلتزام‬ ‫تضمن‬ ‫مطابقة‬


‫‪1‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ ‬الداللة الوضعية‬
‫ىي الداللة العرفية أو االصطالحية التي تواضع واتفق عمييا الناس وتعارفوا عمييا ‪ ،‬ولكي‬
‫تنعقد الداللة المفظية العرفية ال بد من توفر ثالثة أركان وىي ‪ :‬المفظ وىو نوع من الكيفيات‬
‫المسموعة ‪ ،‬والمعنى الذي جعل المفظ بإزائو ‪ ،‬واضافة عارضة بينيما ىي الوضع ‪ ،‬أي جعل‬
‫المفظ بإزاء المعنى عمى أن المخترع قال ‪( :‬إذا أطمق ىذا المفظ فافيموا ىذا المعنى) أو كما قال‬
‫الجرجاني (جعل شيء بإزاء شيء آخر بحيث إذا فيم األول فيم الثاني) ‪.‬‬

‫‪ ‬الداللة العقلية‬
‫أما الداللة العقمية وتسمى أيضا الداللة المنطقية فيي الداللة التي يجد العقل فييا حتمية‬
‫في االنتقال من الدال إلى المدلول ‪ ،‬أي أن العالقة بين الدال والمدلول حتمية بحيث ال يستطيع‬
‫العقل أن يربط الدال بغير مدلولو ‪ ،‬وتقتصر ىذه الداللة عمى داللة األثر عمى المؤثر ‪ ،‬ويمثل‬
‫ليا عادة بداللة الدخان عمى النار ‪ ،‬حيث يتم استحضار الداللة الغائبة بحقيقة حاضرة ‪ ،‬والذي‬
‫‪ ،‬وىذا ما يعني‬ ‫يربط بين األمرين ىو العقل ‪ ،‬لذلك سميت الداللة المستحضرة بالداللة العقمية‬
‫حصر الداللة العقمية بعالقة العمية ‪.‬‬
‫وقد عرفيا التيانوي في كشاف اصطالحات العموم بقولو ‪( :‬فالداللة العقمية ىي داللة يجد‬
‫العقل بين الدال والمدلول عالقة ذاتية ينتقل ألجميا منو إليو ‪ .‬والمطموب بالعالقة الذاتية استمزام‬
‫تحقق الدال في نفس األمر تحقق المدلول فييا مطمقا ‪ ،‬سواء كان استمزام المعمول لمعمة كاستمزام‬
‫الدخان لمنار ‪ ،‬أو العكس كاستمزام النار لمح اررة ‪ ،‬أو استمزام أحد المعمولين لآلخر كاستمزام الدخان‬
‫لمح اررة) ‪.‬‬

‫‪ ‬الداللة الطبيعية‬
‫أما الداللة الطبيعية فيي الداللة التي يعتمد في إدراكيا عمى عالقة طبيعية يتم عمى‬
‫بقولو ‪( :‬ىي داللة يجد العقل بين‬ ‫أساسيا االنتقال من الدال إلى المدلول ‪ .‬وقد عرفيا التيانوي‬
‫الدال والمدلول عالقة طبيعية ينتقل ألجميا منو إليو ‪ ،‬والمراد من العالقة الطبيعية إحداث طبيعة‬
‫من الطبائع ‪ ،‬سواء كانت طبيعة المفظ أو طبيعة المعنى أو طبيعة غيرىما ‪ ،‬عروض الدال عند‬
‫عروض المدلول ‪ ،‬كداللة (أح أح) عمى السعال ‪ ،‬وأصوات البيائم عند دعاء بعضيا بعضا‬
‫وصوت العصفور عند القبض عميو ‪ ،‬فإن الطبيعة تنبعث بإحداث تمك الدوال عند عروض تمك‬
‫المعاني ‪ ،‬فالرابطة بين الدال والمدلول ىنا ىي الطبع) ‪ .‬ومن العالمات التي يدرجونيا أيضا تحت‬
‫ىذا النوع من الداللة ‪ :‬داللة الحمرة عمى الخجل والصفرة عمى الوجل ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ ‬الداللة اللغوية‬
‫تقسم الداللة عند المغويين والبالغيين إلى خمسة أنواع ‪:‬‬

‫‪ ‬الداللة الصوتية‬
‫ىي الداللة التي تستمد من طبيعة بعض األصوات وخصائصيا ‪ ،‬حيث إن المتأمل في‬
‫بعض الكممات العربية وما تتألف منو من أصوات يالحظ أن بعض األصوات ليا دور في اإليحاء‬
‫بالمعنى ‪ .‬وكمثال عمى ذلك الفعمين (قطع) و (قطف) ‪ ،‬فيما يشتركان في صوتين ىما (ق ‪ ،‬ط)‬
‫ويختمفان في الصوت الثالث وىو (ع) في األول و (ف) في الثاني ‪ ،‬واختالفيما في ىذا الصوت‬
‫أدى إلى اختالف داللي مناسب لكل منيما ‪ ،‬فيما وان دال عمى معنى عام وىو فصل شيء من‬
‫شيء ‪ ،‬فإن وجود صوت (ع) في األول وىو صوت مجيور ‪ ،‬ووجود (ف) في الثاني وىو صوت‬
‫ميموس ‪ ،‬جعل كال الفعمين مناسبا لعممية الفصل في كمييما ‪ ،‬فقطع الغصن من الشجرة فيو نوع‬
‫من الشدة ‪ ،‬بينما قطف الوردة فيو نوع من المين ‪.‬‬
‫وقد أورد ابن جني (ت ‪ 392‬ه) في كتابو الخصائص عدة أمثمة عمى ذلك ومن ذلك قوليم‬
‫ضم) و (قَ ِ‬
‫ضم) ‪ .‬فالخضم ألكل الرطب ‪ ،‬كالبطيخ والقتاء وما كان نحوىما من األكول الرطب‪.‬‬ ‫( َخ ِ‬
‫والقضم لمصمب اليابس ‪ ،‬نحو قضمت الدابة شعيرىا ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ .‬فاختاروا الخاء لرخاوتيا‬
‫حذوا لمسموع األصوات عمى محسوس األحداث ‪.‬‬ ‫لمرطب ‪ ،‬والقاف لصالبتيا لميابس ‪ً ،‬‬
‫كما أن لمظواىر الصوتية كالنبر والتنغيم أثر في تحديد المعنى ‪.‬‬
‫ومما يدخل تحت ىذه الداللة ما يعرف بالمحاكاة الصوتية ‪ ،‬وىي تعني وجود عالقة‬
‫طبيعية أي حسية صوتية بين الدال (المفظ) والمدلول (المعنى) ‪ ،‬وىي تتجمى في كثير من‬
‫الكممات التي تحاكي أصواتيا أصوات الطبيعة كالخرير والحفيف والعواء وغيرىا ‪.‬‬

‫‪ ‬الداللة الصرفية‬
‫ىي الداللة التي تستمد من صيغ األلفاظ وأوزانيا وأبنيتيا ‪ ،‬وىي أساس ميم من أسس‬
‫‪ .‬وقد اىتم القدماء بيذه‬ ‫الداللة ‪ ،‬فميس ىناك عمم لمداللة بال دراسة لمصرف أي دراسة الصيغ‬
‫الداللة ومنيم سيبويو الذي أشار إلى دور الصيغ في الداللة فقال ‪( :‬ومن المصادر التي جاءت‬
‫عمى مثال واحد حين تقاربت المعاني قولك ‪ :‬النزوان ‪ ،‬والنقزان والقفزان ‪)...‬‬
‫كما أشار إلى ذلك ابن جني حيث عقد بابا في كتابو الخصائص سماه (باب في إمساس‬
‫األلفاظ أشباه المعاني) ‪ ،‬تحدث فيو عن معاني الصيغ الصرفية المختمفة ‪ ،‬وأورد قول سيبويو عن‬
‫وعمق عمييا بقولو ‪:‬‬ ‫المصادر التي عمى وزن (فعالن) التي قال إنيا تأتي لالضطراب والحركة‬
‫‪3‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫(فقابموا بتوالي حركات المثال توالي حركات األفعال) ‪ .‬وىو تعميق يشير إلى دور الحركات في‬
‫الداللة وتناسبيا مع المعنى ‪ ،‬فتتابعيا في الصيغة يوحي بالتتابع الحركي الذي لب المعنى ‪.‬‬
‫وعرض ابن جني صيغا أخرى (الفعمى) في المصادر والصفات التي تأتي لمسرعة نحو‬
‫البشكى ‪ ،‬والجمزى ‪ ،‬والولقى ‪ .‬و(استفعل) التي يأتي في أكثر األمر لمطمب نحو ‪ :‬استسقى‬
‫كسر قطّع ‪.‬‬
‫واستطعم ‪ ،‬واستوىب ‪ .‬وكذلك تشديد عين الفعل التي تفيد قوة المعنى وتك ارره مثل ّ‬

‫‪ ‬الداللة النحوية‬
‫وىي الداللة التي تستمد من العالقات التركيبية بين عناصر الجممة والوظيفة النحوية التي‬
‫تؤدييا كل كممة فييا ‪ ،‬ومعروف أن نظام الجممة العربية يتميز بنوع من المرونة ‪ ،‬حيث قد يتقدم‬
‫الخبر عمى المبتدأ وقد يتقدم المفعول عمى الفاعل لداع ما ‪ ،‬ومن ثم يصبح اإلعراب ىو الذي‬
‫يحدد وظيفة كل عنصر من عناصر الجممة ميما اختمف موقعو ‪.‬‬
‫وقد أكد العمماء العرب عمى أىمية ىذه الداللة ‪ ،‬حيث أطمق ابن جني عمى اإلعراب بأنو‬
‫سعيد أباه‬
‫ٌ‬ ‫(اإلبانة عن المعاني باأللفاظ) وقال موضحا ذلك ‪( :‬أال ترى أنك إذا سمعت ‪ :‬أكرم‬
‫وشكر سعيداً أبوه ‪ ،‬عممت برفع أحدىما ونصب اآلخر الفاعل من المفعول ‪ ،‬ولو كان الكالم شرجا‬
‫واحدا الستبيم أحدىما من صاحبو)‪.‬‬
‫وىناك في النحو ما يسمى بالكممات الوظيفية والشكمية التي ليس ليا معنى معجمي ولكنيا‬
‫تؤدي دو ار وظيفيا ىاما في الجممة ‪ ،‬مثل أدوات الشرط والجزم ونحو ذلك ‪ ،‬فمثل ىذه األدوات ال‬
‫تؤدي أي دور داللي خارج وظائفيا في التركيب ‪.‬‬
‫ومن ذلك أيضا بعض الحروف التي ال تدل بمفردىا إال عمى اسميا ‪ ،‬ولكنيا حين تدخل‬
‫في التركيب تدل عمى معان معينة مثل كالفاء والواو ‪ ،‬والالم التي تتعدد داللتيا بحسب موقعيا في‬
‫التركيب ‪ ،‬كالم التوكيد ‪ ،‬والم االستغاثة والم السبب ‪ ،‬والم التخصيص ‪ ،‬والم التعجب ‪ ،‬والم األمر‬
‫والم الجزاء وغيرىا ‪.‬‬

‫‪ ‬الداللة المعجمية‬
‫ىي الداللة التي تستمد من أصل استخدام المفظ وتعتبر مرك از لدالالت الكممة ‪ ،‬وينبغي أن‬
‫تراعى في جميع مشتقاتيا واستخداماتيا ‪ ،‬وىي الداللة المقصودة من المفظ عند إطالقو ‪ ،‬واذا كان‬
‫لمفظ أكثر من داللة عمى المستوى المعجمي كان السياق ىو الفيصل في ذلك ‪ ،‬حيث يصبح ىو‬
‫الذي يحدد الداللة المقصودة من الكممة ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫ويطمق عمى الداللة المعجمية المعنى األساسي أو األولي أو المركزي ‪ ،‬ويسمى أحيانا‬
‫المعنى التصوري أو المفيومي أو االدراكي ‪ ،‬وىذا المعنى ىو العامل الرئيس المغوي ‪ ،‬وىذه الداللة‬
‫ىي التي ترجح وترشح أي األلفاظ يكون مناسبا ليذا السياق أو ذاك عمى مستوى محور االنتقاء‬
‫وذلك باشتمال المفظ المستخدم عمى بعض السمات الداللية التي تجعمو أنسب األلفاظ لذلك‬
‫السياق‪.‬‬

‫‪ ‬الداللة السياقية‬
‫وتسمى أيضا الداللة االجتماعية ‪ ،‬وىي الداللة التي تستمد من المقام أو أو األحوال‬
‫المحيطة بو في المسرح المغوي ‪ ،‬مثل التعجب أو االستفيام ‪ ...‬وقد أطمق بعض المغويين‬
‫مصطمح المسرح المغوي حيث يشير المصطمح إلى األحوال والمالبسات التي تحيط بالحدث المغوي‬
‫أو الكالمي ‪ ،‬والتي يجب أن توضع في االعتبار أثناء التحميل ‪.‬‬
‫وقد أشار إلى ىذه الداللة كثير من المغويين العرب قديما وحديثا ‪ ،‬ومنيم الجاحظ وابن‬
‫جني وغيرىم ‪.‬‬
‫فقد أشار الجاحظ إلى الداللة السياقية أو المقامية حين قال أنو ينبغي لممتكمم أن يعرف‬
‫أقدار المعاني ويوازن بينيا وبين أقدار المست م عين وحاالتيم ‪ ،‬فيجعل لكل طبقة منيم كالما‬
‫يخصيم بو حتى يقسم بالتساوي أقدار الكالم عمى أقدار المعاني ويقسم المعاني عمى أقدار‬
‫المقامات التي ىم عمييا المستمعون وحالتيم ‪.‬‬
‫وأشار إلييا ابن جني حين قال معمقا عمى قول الشاعر ‪:‬‬
‫تقول وص ّكت وجييا أبعمي ىذا بالرحى‬
‫(لكنو لما حكي الحال فقال ‪( :‬وص ّكت وجييا) عمم بذلك قوة إنكارىا ‪ ،‬وتعاظم الصورة ليا ‪ ،‬ىذا‬
‫مع أنك سامع لحكاية الحال ‪ ،‬غير مشاىد ليا ‪ ،‬ولو شاىدت لكنت بيا أعرف ‪ ،‬ولعظم الحال في‬
‫نفس تمك المرأة أبين) ‪.‬‬
‫وقال تمام حسان ‪( :‬إن البالغيين العرب كانوا متقدمين ألف سنة تقريبا عن زمانيم ‪ ،‬ألنيم‬
‫اعترفوا بفكرة المقام والمقال ‪ ،‬وذلك باعتبارىما أساسيين متميزين من أسس تحميل المعنى ‪( ،‬وىذا)‬
‫يعتبر اآلن في الغرب من الكشوف التي جاءت نتيجة مغامرات العقل المعاصر في دراسة المغة )‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like