You are on page 1of 2

‫حرية االعتقاد‬

‫من سنن هللا عزوجل في خلقه ان يختلف الناس في ألسنتهم وأفكارهم وآرائهم ومعتقداتهم فلكل‬
‫شعب خصوصية تميزه عن الشعوب األخرى‬
‫حق االعتقاد مكفول لكل انسان وهناك حكمة شهيرة " أنت ح ٌر ما لم تضر " أي أن االنسان‬
‫‪.‬حر في اختياراته وأفكاره ومعتقده مالم يضر اآلخرين ويتعدى على عاداتهم ومعتقداتهم الثابتة‬
‫‪:‬الفرق بين حرية االعتقاد وحرية العبادة‬
‫قد يخلط البعض بين حرية االعتقاد وحرية العبادة ولكن إذا دققنا فسنرى أن هناك فرقا ً واضحا ً‬
‫بينهما‪ .‬فحرية االعتقاد تعني اإليمان بعقيدة معينة أما حرية العبادة فإنها تتم عن طريق ممارسة‬
‫‪.‬اإلنسان لطقوس او شعائر دينية معينة‬
‫فحرية االعتقاد ال تؤثر على األفراد اآلخرين ألنها تخص الفرد وحده في قلبه وسريرته أما‬
‫حرية العبادة تتطلب عملية ممارسة طقوس وشعائر معينة تكون أحيانا ً مرفوضة في بعض‬
‫‪.‬المجتمعات إذا تمت بصورة علنية جارحة ومزعجة لآلخرين‬
‫‪:‬رأي اإلسالم في حرية االعتقاد‬
‫في قاعدة أساسية صريحة بالنسبة للحرية الدينية أو حرية االعتقاد في اإلسالم يقول هللا تعالى‪:‬‬
‫ين َق ْد َت َبي ََّن الرُّ ْش ُد م َِن ْال َغيِّ } [البقرة‪ ،]256 G:‬فلم يأمر الرسول ‪-‬والمسلمون ِمنْ‬
‫{الَ ِإ ْك َرا َه فِي ال ِّد ِ‬
‫َبعْ دِه‪ -‬أح ًدا باعتناق اإلسالم قسرً ا‪ ،‬كما لم ي ُْل ِجُئوا الناس للتظاهر به هربًا من الموت أو العذاب؛‬
‫ُكره ال قيمة له في أحكام اآلخرة‪ ،‬وهي التي‬
‫إذ كيف يصنعون ذلك وهم يعلمون أن إسالم الم َ‬
‫‪.‬يسعى إليها كل مسلم‬
‫جعل اإلسالم قضية اإليمان أو عدمه من األمور المرتبطة بمشيئة اإلنسان نفسه واقتناعه‬
‫الداخلي؛ فقال سبحانه‪َ { :‬ف َمنْ َشا َء َف ْليُْؤ ِمنْ َو َمنْ َشا َء َف ْل َي ْكفُرْ } [الكهف‪ .]29 G:‬ولفت القرآنُ نظر‬
‫النيبالي هذه الحقيقة‪ ،‬و َبي ََّن له أن عليه تبليغ الدعوة فقط‪ ،‬وأنه ال سلطان له على تحويل الناس‬
‫ت َع َلي ِْه ْم‬‫ِين} [يونس‪ ،]99 :‬وقال‪َ { :‬لسْ َ‬ ‫اس َح َّتى َي ُكو ُنوا مُْؤ ِمن َ‬ ‫إلى اإلسالم فقال‪َ{ :‬أ َفَأ ْن َ‬
‫ت ُت ْك ِرهُ ال َّن َ‬
‫ك ِإالَّ ْال َبالَ ُغ}‬ ‫ك َع َلي ِْه ْم َحف ً‬
‫ِيظا ِإنْ َع َل ْي َ‬ ‫ِبم َُس ْيطِ ٍر} [الغاشية‪ ،]22 :‬وقال‪َ { :‬فِإنْ َأعْ َرضُوا‪َ G‬ف َما َأرْ َس ْل َنا َ‬
‫[الشورى‪ .]48 :‬ومن ذلك َي َّتضِ ح أن دستور المسلمين ُي َقرِّ ُر حرية االعتقاد‪ ،‬ويرفض رفضًا‬
‫‪.‬قاطعًا إكراه َأ َح ٍد على اعتناق اإلسالم‬

‫‪:‬الدستور الكويتي وحرية االعتقاد‬

‫الدستور الكويتي الذي وُ ضع عام ‪ ،1962‬حيث تنص المادة (‪ )35‬على أن «حرية االعتقاد‬
‫مطلقة‪ ،‬وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر األديان طبقا ً للعادات المرعية‪ ،‬على أال يخل ذلك‬
‫بالنظام العام أو ينافي اآلداب»‪ ،‬والمادة (‪ )29‬تنص‪( :‬الناس سواسية في الكرامة اإلنسانية‪،‬‬
‫وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة‪ ،‬ال تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس‬
‫أو األصل أو اللغة أو الدين)‬

‫هذه نصوص حضارية تعكس قيم المجتمع الكويتي الحقيقية‪ ،‬فالمطلوب هنا تعزيز تطبيقها‬
‫وعدم االلتفات إلى األصوات النشاز التي تضيّق على اآلخرين‪ ،‬خصوصا ً أن العمل ٍ‬
‫جار على‬
‫‪.‬تحويل الكويت لمركز مالي‪ ،‬وهذا ما يستدعي احترام كل المعتقدات والديانات والتعايش معه‬

‫أحمد محمد أنيس‬


‫‪4/12‬‬

You might also like