Professional Documents
Culture Documents
أما البعض اآلخر فيرى أن الردة ليست ضد حرية المعتقد ،ألن اإلسالم
دين ونظام اجتماعي في آن واحد .وبما أن الدين هو أساس هذا النظام،
فإن تركه يشكل تهديًد ا لهذا النظام.
يرى جمهور الفقهاء أن قتل المرتد واجب ،استنادا إلى األحاديث النبوية
التي تأمر بقتل المرتد.
أما البعض اآلخر فيرى أن قتل المرتد ليس واجًبا ،بل هو حق للحاكم
يجوز له ممارسته أو عدم ممارسته.
التوصيات
ضرورة إعادة النظر في أحكام الردة في ضوء التطورات التي طرأت
على العالم الحديث.
ضرورة إيجاد حلول قانونية واجتماعية لمعالجة صور الردة الجديدة،
مثل الالمباالة بالدين ،والردة الجماعية.
ملخص
الردة في اللغة العربية :هي الرجوع عن شيء ،وفي الشرع اإلسالمي
هي ترك اإلسالم ودخول في غير اإلسالم.
أدلة تحريم الردة:
من القرآن :قوله تعالى" :ومن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي هللا بقوم
يحبهم ويحبونه".
من السنة :حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم" :من بدل دينه فاقتلوه".
من اإلجماع :أجمع علماء المسلمين على وجوب قتل المرتد.
حكمة تحريم الردة:
حماية الدين اإلسالمي من االنحراف.
حماية المجتمع اإلسالمي من الفوضى واالضطراب.
الردة في العصر الحديث:
ظهرت صور جديدة للردة في العصر الحديث ،مثل اإللحاد والالدينية.
طرحت بعض التساؤالت حول حرية المعتقد وهل تتضمن حرية الردة؟
الرأي في الردة:
يرى جمهور الفقهاء أن حكم الردة هو القتل ،سواء كان المرتد بالغًا أو
قاصرًا.
يرى بعض الفقهاء أن حكم الردة هو السجن أو الغرامة.
الخالصة:
الردة هي ترك اإلسالم ودخول في غير اإلسالم.
أجمع علماء المسلمين على وجوب قتل المرتد.
ظهرت صور جديدة للردة في العصر الحديث ،مثل اإللحاد والالدينية.
طرحت بعض التساؤالت حول حرية المعتقد وهل تتضمن حرية الردة؟
تحريم الردة في القرآن
وردت آيات في القرآن الكريم تدل على تحريم الردة ،ومن هذه اآليات:
قوله تعالى" :ومن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي هللا بقوم يحبهم
ويحبونه" (المائدة.)54 :
قوله تعالى" :ومن يرتد عن دينه فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا
واآلخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (البقرة.)217 :
قوله تعالى" :يا أيها الذين آمنوا من بدل دينه فسوف يأتي هللا بقوم
يحبهم ويحبونه" (المائدة.)54 :
هذه اآليات تدل على أن المرتد عن اإلسالم يستحق العقاب الشديد ،وقد
أجمع علماء المسلمين على وجوب قتل المرتد.
فالردة تعني ترك اإلسالم ودخول في غير اإلسالم ،وهذا حماية الدين اإلسالمي من االنحراف:
يشكل خطرًا على الدين اإلسالمي ،ألن المرتد قد ينشر أفكاره الضالة بين المسلمين.
فالردة قد تؤدي إلى حدوث حماية المجتمع اإلسالمي من الفوضى واالضطراب:
اضطرابات في المجتمع اإلسالمي ،ألن المرتد قد يسعى إلى نشر دعوته بين المسلمين ،مما قد يؤدي إلى حدوث نزاعات
وصراعات.
فالردة تؤدي إلى تفريق صف األمة اإلسالمية ،ألن المرتد قد يترك حماية وحدة األمة اإلسالمية:
المجتمع اإلسالمي ،مما قد يضعف وحدة األمة.
من السنة
وردت أحاديث عدة في السنة النبوية تدل على تجريم الردة وعقوبتها،
ومن أهم هذه األحاديث:
حديث عكرمة عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه قال" :أتى علي
رضي هللا عنه بزنادقة فاحرقهم ،فبلغ ذلك ابن عباس فقال :لو كنت أنا لم
أحرقهم لنهي الرسول ولقتلتهم لقول الرسول :من بدل دينه فاقتلوه".
(رواه البخاري).
حديث أبي موسى األشعري رضي هللا عنه قال" :قال النبي ﷺ:
اذهب إلى اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل ،فلما قدم عليه ألقى له وسادة
وقال :انزل ،وإذا رجل عنده موثق ،قال :ما هذا؟ قال :كان يهوديًا فاسلم،
قال :ال أجلس حتى يقتل ،قضاء هللا ورسوله ،وفي رواية ألبي داود:
وكان قد استنيب قبل ذلك"( .رواه البخاري ومسلم).
حديث عبد هللا بن مرة عن مسروق عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا
عنه قال" :قال رسول هللا ﷺ :ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال
إله إال هللا إال بإحدى ثالث :الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه
المفارق للجماعة"( .رواه الترمذي وابن ماجه).
من اإلجماع
أجمع علماء المسلمين على وجوب قتل المرتد عن اإلسالم ،إال أن بعض
الفقهاء ذهبوا إلى أن المرتدة ال تقتل ،وذلك ألن الرسول ﷺ نهى
عن قتل النساء في الحرب.
ذهب بعض الفقهاء إلى أن حكم الردة هو السجن أو الغرامة ،وذلك ألن
الردة هي جريمة دينية ،ولكن ال يجب أن ُيقتل المرتد بسببها ،وإنما يجب
أن ُيعاقب بعقوبة أخرى ،مثل السجن أو الغرامة.
ولكن هناك بعض الفقهاء الذين يرون أن حرية المعتقد مقيدة في بعض
الحاالت ،مثل حالة الردة ،حيث يرى هؤالء الفقهاء أن المرتد قد يشكل
خطرًا على الدين اإلسالمي والمجتمع اإلسالمي ،لذا يجب أن ُيعاقب
على فعلته.
الرأي الراجح
الرأي الراجح في حكم الردة هو الرأي الذي ذهب إليه جمهور الفقهاء،
وهو وجوب قتل المرتد ،وذلك لقوة أدلته ،وألنه يحقق مصلحة كبرى
وهي حماية الدين اإلسالمي والمجتمع اإلسالمي من االنحراف
واالضطراب.
ولكن يجب التنبيه إلى أن هذا الحكم هو حكم خاص بحالة الردة في
اإلسالم ،وال يجوز تعميمه على كل حاالت الردة في العالم ،فهناك
حاالت قد يكون فيها المرتد غير مؤاخذ على فعلته ،مثل حالة المرتد
الذي ارتد تحت ضغط أو إكراه.
مضمون الشبهة
يزعم بعض المشككين أن حد الردة المقرر في الشريعة اإلسالمية ال
يتفق مع حرية االعتقاد التي يتشدق بها المسلمون من خالل قوله سبحانه
وتعالى( :ال إكراه في الدين (البقرة ،)٢٥٦( :ويتساءلون :أال يعد هذا
إكراها على البقاء في اإلسالم؟
وجوه إبطال الشبهة
( )1حرية االعتقاد أولى قواعد الحريات في اإلسالم وأهمها.
حرية االعتقاد هي أول حقوق اإلنسان التي تثبت له بها وصف "إنسان"،
فالذي يسلب إنسانا حرية اعتقاده إنما يسلبه إنسانيته ابتداء .وقد أكد
اإلسالم على هذه الحرية في كثير من اآليات واألحاديث ،منها قوله
تعالى( :ال إكراه في الدين (البقرة ،)٢٥٦( :وقوله( :فمن شاء فليؤمن
ومن شاء فليكفر (الكهف.)٢٩( :
وقد أقر النبي -صلى هللا عليه وسلم -الحرية الدينية في أول دستور
للمدينة المنورة ،حيث نص على أن "لليهود دينهم وللمسلمين دينهم" .كما
أقرها الخليفة عمر بن الخطاب -رضي هللا عنه -عندما أعطى األمان
للمسيحيين من سكان القدس على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم.
( )2معنى الردة وموجباتها واألضرار الناجمة عنها تقتضي بأن حد
الردة ليس كبتا لحرية االعتقاد والمسألة ليست شخصية ،بل هي
مصير أمة ومستقبل دين.
الردة هي خروج المسلم عن اإلسالم ،وهي تعني تغيير المرء دينه إلى
دين آخر .وموجبات الردة هي اإلتيان بأحد األفعال التي تخرج المسلم
عن اإلسالم ،مثل سب هللا أو ورسوله أو التطاول على الدين اإلسالمي.
( )3يختلف الحكم باختالف األحوال ،فالكفر علة موجبة للقتل في حالة
الردة وليس علة له في حالة الكفر األصلي.
الكفر األصلي هو الكفر الذي يولد عليه اإلنسان ،وهو ال يوجب القتل.
أما الكفر الردة فهو الكفر الذي يرتكبه المسلم بعد أن كان مسلما ،وهو
يوجب القتل في اإلسالم.
وذلك ألن الكفر الردة يشكل خطرا على المجتمع اإلسالمي ،حيث قد
يؤدي إلى نشر األفكار الضالة بين المسلمين ،وإلى ضعف الدين
اإلسالمي أمام األديان األخرى.
كما أعطى اإلسالم سلطة إقامة حد الردة لولي األمر المسلمين -أو من
ينوب عنه -دون غيره .وذلك لضمان عدم إساءة استعمال هذا الحد.
الخاتمة
بناًء على ما سبق ،يمكن القول أن حد الردة في اإلسالم ليس كبتا لحرية
االعتقاد ،وإنما هو وسيلة للحفاظ على األمن واالستقرار في المجتمع
اإلسالمي ،ولضمان استمرارية الدين اإلسالمي.