You are on page 1of 130

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫الرقابة القضائية على الصفقات‬


‫العمومية‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫فرع‪ ‬قانون عام داخلي‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫بولكور عبد الغني‬ ‫‪ ‬ح ـ ـ ـ ــدادي خالد‬
‫‪ ‬مـ ـ ـ ـ ـ ـالك حسين‬
‫أعضاء لجنة المناقشة ‪:‬‬
‫‪..........................................‬رئيسا‬ ‫‪-1‬األستاذ بن خبمة مجال ‪ ،‬أستاذ مساعد ‪-‬أ‪ -‬جامعة جيجل‬
‫‪ -2‬األستاذ بولكور عبد الغين ‪ ،‬أستاذ مساعد ‪-‬أ‪ -‬جامعة جيجل ‪ ..................‬مشرفا ومقررا‬
‫‪ -3‬األستاذ بلحريش مسري‪ ،‬أستاذ مساعد ‪-‬أ‪ -‬جامعة جيجل ‪...................... .....................‬ممتـحنا‬

‫السنة الجامعية ‪6102-6102‬‬

‫‪B – Farid‬‬
‫إين رأيت أنه ال يكتب أحد كتاب يف يومه إال قال‬
‫يف غده ‪:‬لو غري هذإ لاكن أحسن ولو زيد هذإ لاكن‬
‫يس تحسن ولو قدم هذإ لاكن أفضل ولو ترك هذإ لاكن‬
‫أمجل وهذإ من أعظم إلعرب وهذإ دليل عىل إستيالء‬
‫إلنقص عىل مجةل إلبرش ‪.‬‬

‫عامد إدلين إلصفهاين‬


‫دعاء‬
‫اي رب ال تدعين أصاب ابلغرور إدإ جنحت ‪ ،‬وابليأس‬
‫إذإ فشلت وذكرين دإمئا أن إلفشل هو إلتجارب إليت تس بق‬
‫إلنجاح ايرب إذإ أعطيتين جناحا فال تفقدين توإضعي و إذإ‬
‫أعطيتين توإضعا فال تفقدين إعزتإزي بكرإميت و أجعلين من‬
‫إدلين إذإ أعطوإ إشكروإ و إذإ أذنبوإ إس تغفروإ وإذإ تقلبت‬
‫هبم إلايم إعتربوإ‪.‬‬

‫أمني اي رب إلعاملني‬
‫نشكر اهلل عالى اىي لغن ل ىهيا وملك ل ى بغنه ىوال نامته وفضغه عغي ل‪.‬‬

‫حد لألسدهل بوحاددول دبد لحيددلن‬ ‫وبعد لحمدد نسدهي بلحكددال لحل ود ولحه د ول ولحعلىدل‬
‫لح ي كلىنل بإكللىو دل لنلل ى ه لحد الة ودل هولويلهو‪.‬‬

‫ادل ال وسعنل ال أ نه م بل و لحكال ولالمهللم ألدضلء حلنة لحدنلقكة‪.‬‬

‫للي للدعدة لحدول ي لحد و ادلنول سدن ل‬ ‫قدلنو‬ ‫نه م بلحكال ا حك لح طلبدة لحم دو هخصد‬
‫قلنو دلم لخل‬ ‫دالئنل طلبة لحم و هخص‬ ‫ودونل ‪ ،‬ولح‬

‫و ح ا د سلد نل د قلوب أو بعو‬

‫جزاكم اهلل كل خير‬

‫ملىك حسين‬

‫خلىي‬ ‫حداد‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعرف الصفقات العمومية عمى أنيا‪ :‬تمك العقود المكتوبة المبرمة بين المصمحة‬
‫المتعاقدة ومتعامل متعاقد أو أكثر‪ ،‬تحدد فييا حقوق وواجبات كل طرف متعاقد‪ ،‬تيدف إلى‬
‫تمبية حاجيات المصمحة المتعاقدة المتعددة‪ ،‬المتنوعة حسب األىداف واألولويات المسطرة(‪،)1‬‬
‫تخضع لمبادئ أساسية تتمثل في مبدأ الشفافية والنزاىة والمساواة‪ ،‬وتتمثل ىذه العقود في‬
‫إنجاز مواضيع مختمفة سواء تعمق األمر بإنجاز أشغال أو لوازم لكل صفقة عمومية يساوي‬
‫مميون‬ ‫عشر‬ ‫اثني‬ ‫المتعاقدة‬ ‫المصمحة‬ ‫لحاجات‬ ‫التقديري‬ ‫المبمغ‬ ‫فييا‬
‫دينار(‪12.000.000‬دج) أو يقل عنو‪ ،‬أو تعمق األمر بالقيام بخدمات ودراسات عندما يكون‬
‫مبمغ الصفقة ستة ماليين دينار(‪ 6.000.000‬دج) (‪.)2‬‬
‫نظ ار لألىمية البالغة لمصفقة العمومية في تنمية االقتصاد الوطني وترقية وبناء البنى‬
‫التحتية لمدولة‪ ،‬فقد شيدت عدة تنظيمات لو‪ ،‬اذ كان المشرع الجزائري في كل تنظيم جديد‬
‫يحاول القضاء عمى النقائص التي شيدىا التنظيم القديم‪ ،‬حيث شيد أول تنظيم لمصفقة‬
‫العمومية في ‪ ،1967‬بما أن الجزائر قد عممت بالتشريع الفرنسي إال ما كان منو ماسا‬
‫(‪)3‬‬
‫دخمت الجزائر مرحمة انتقالية اىتمت من‬ ‫بالسيادة الوطنية وبصدور األمر رقم ‪90-67‬‬
‫خالليا بالصفقة العمومية كوسيمة لتحقيق االستقرار االقتصادي وتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫(‪)1‬المفتشية العامة لبومرداس «األحكام الجديدة لممرسوم الرئاسي رقم ‪ 747 -55‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام مقارنة بأحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪ 736-51‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم»‪ ،‬مداخمة منعقدة بقاعة المحاضرات بمقر والية بومرداس‪ ،‬يوم االربعاء ‪ ،2016/02/10‬ص ص ‪.40 , 1‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247 -15‬المؤرخ في ‪ 2015-09-16‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫المرفق العام‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 50‬صادر بتاريخ ‪.2015-09-20‬‬
‫(‪ )3‬أمر رقم ‪ 90-67‬مؤرخ في ‪ ،1967-06-17‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،52‬صادر بتاريخ‬
‫‪( .1967-06-27‬ممغى)‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمة‬

‫ليمييا بعدىا المرسوم رقم ‪ 45-82‬المؤرخ في ‪ 1982/4/10‬المتضمن تنظيم‬


‫(‪)1‬‬
‫ومع تغير الجزائر لنظاميا االقتصادي كان البد من‬ ‫الصفقات و المتعامل المتعاقد‪،‬‬
‫مسايرة الصفقات العمومية ليذا التغير بصدور المرسوم التنفيذي رقم ‪ )2(434-91‬ليمغى نظ ار‬
‫لمنقائص التي عرفيا و يحل محمو المرسوم الرئاسي ‪ )3(250-02‬الذي كرس مبدأ المساواة‬
‫والشفافية في إبرام الصفقات العمومية كما تطرق إلى جممة من اإلجراءات الواجب اتباعيا‬
‫سواء عند إبرام الصفقة أو عند تنفيذىا‪.‬‬
‫رغم كل اإليجابيات التي جاء بيا المرسوم ‪ 250-02‬خاصة بإق ارره بالتوجو نحو‬
‫انفتاح السوق‪ ،‬إال أنو اعترتو العديد من النقائص األمر الذي دفع بالمشرع إلى إلغائو‬
‫بالمرسوم الرئاسي ‪ )4(236-10‬الذي حاول القضاء عمى النقائص التي عرفيا التنظيم السابق‬
‫إال أنو لم يوفق إلى حد بعيد خاصة في مجال تسيير الصفقات العمومية وباألخص فيما‬
‫يتعمق بإجراءات اإلبرام التي عرفت نقص وبطأ أثر عمى آجال انطالق وانجاز المشاريع‪،‬‬
‫وعمى التنمية االقتصادية ككل‪.‬‬
‫سعيا لتدارك ىذه الخصائص والتقميل من الصعوبات ومواكبة المستجدات والتطورات‬
‫االقتصادية‪ ،‬كان من الضروري إعادة النظر في بعض األحكام التي تخضع ليا الصفقات‬
‫العمومية في المرسوم الرئاسي ‪ ،236-10‬ليأتي تنظيم جديد ىو المرسوم الرئاسي ‪-15‬‬
‫‪ )5(247‬محاوال إيجاد الحمول الالزمة من خالل تدابير جديدة مست جل ما تعمق بالصفقة‬

‫(‪ )1‬مرسوم رقم ‪ 145 -82‬مؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،1982‬يتضمن تنظيم صفقات المتعامل العمومي‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،15‬‬
‫صادر بتاريخ ‪( ،1982-04-13‬ممغى)‪.‬‬
‫(‪ )2‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ 434-91‬مؤرخ في ‪ ،1991-11-5‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،57‬‬
‫صادر بتاريخ ‪( ،1991-11-11‬ممغى)‪.‬‬
‫(‪ )3‬مرسوم الرئاسي رقم ‪ 250-02‬مؤرخ في ‪ ،2002-07-24‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،52‬‬
‫صادر بتاريخ ‪( ،2002-07-28‬ممغى)‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 236-10‬مؤرخ في ‪ 2010-10-7‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪58‬‬
‫صادر في ‪( ،2010-10-7‬ممغى)‪.‬‬
‫(‪ )5‬المرسوم الرئاسي ‪، 247 -15‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫مقدمة‬

‫العمومية واجراءات إبراميا وتنفيذىا‪ ،‬مع إبقائو عمى طريقة إبراميا والتي تتمثل كما ىو معموم‬
‫في طريقتي المناقصة التي اصبحت تسمى "طمب العروض" والتي تعرف ‪:‬عمى أنيا طريقة‬
‫تمتزم بمقتضاىا اإلدارة باختيار احسن عرض ‪ ،‬سواء من الناحية المالية أو من ناحية‬
‫الخدمات المطموب أداؤىا(‪)1‬وىي القاعدة العامة إلبرام الصفقة العمومية ‪.‬‬
‫أما الطريقة الثانية فيي االستثناء وتتجمى في أسموب التراضي‪ ،‬وىو إجراء استثنائي‬
‫تمجأ إليو المصمحة المتعاقدة في حالة عدم جدوى المناقصة‪ ،‬ـو في حالة وجود متعامل‬
‫متعاقد وحيد‪ ،‬أوفي حالة حيازة متعامل متعاقد وحيد عمى الوسائل التقنية التي تحتاجيا‬
‫اإلدارة(‪ ،)2‬والتراضي نوعان‪ :‬تراضي بسيط‪ ،‬وتراضي بعد االستشارة‪ ،‬وعمى العموم فإن‬
‫المصمحة المتعاقدة ممزمة بتقديم األسباب التي أدت بيا إلى اختيار أسموب التراضي عند كل‬
‫رقابة تمارس عمييا‪ ،‬وذلك لمحيمولة دون التعسف في استعمال الصالحيات الممنوحة ليا‬
‫واستعماليا دون وجو حق‪.‬‬
‫بما أن الصفقة العمومية ترتبط بالمال العام فيو الممول ليا لمقيام بمختمف المشاريع‪،‬‬
‫فإنيا تعد حقال خصبا‪ ،‬لظاىرة الفساد اإلداري الذي أثر عمى اقتصاديات الدول وعمى تقدم‬
‫المشاريع التنموية ليا مستغال الثغرات القانونية‪ ،‬ويظير الفساد من خالل استغالل السمطة‬
‫العامة لسمطاتيا من أجل تحقيق مكاسب أو أرباح عمى حساب المصمحة العامة دون أي‬
‫اعتبار لمقوانين و التشريعات‪ ،‬أو حتى أخالقيات المجتمع والمبادئ التي يقوم عمييا من‬
‫أمانة‪ ،‬واتقان لمعمل‪ ،‬حيث كان لالنفتاح عمى العالم جانب سمبي في انتشار عادات دخيمة‬
‫فمم يعد الموظف في اغمب األحيان يحترم أخالقيات المينة وأصبح يغمب مصالحو‬
‫الشخصية عمى حساب المصمحة العامة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قريشي أنيسة سعاد‪ ،‬النظام القانوني لعقد األعمال العامة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في قانون المؤسسات‪،‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لباد ناصر‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بن عكنون‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.465‬‬

‫‪-4-‬‬
‫مقدمة‬

‫لذا كان عمى المشرع التصدي ليذا األمر‪ ،‬لحماية الصفقات العمومية من الفساد وما‬
‫يرتبط بيا من جرائم‪ ،‬فقانون الصفقات العمومية ال يعد كافيا لتنظيم ىذا المجال والوقاية من‬
‫أشكال الفساد التي غزت مجال الصفقة العمومية‪ ،‬ليرفقيا المشرع بسياسة جنائية ردعية وذلك‬
‫من خالل قانون العقوبات الذي يحدد الجرائم االقتصادية‪ ،‬ومن يقع فييا يكون مستحقا‬
‫لمعقاب الذي حدد لكل جريمة وكذا القانون ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‬
‫وذلك بعد مصادقتيا عمى االتفاقية الدولية لمكافحة الفساد‪ ،‬في ‪.)1(2004-04-19‬‬
‫يعتبر سن قانون مستقل يعنى بظاىرة الفساد من أىم الخطوات التي قامت بيا‬
‫الجزائر لمحمول دون انتشار ىذه الظاىرة والتي كما قمنا تعتبر من العوائق التي تقف في‬
‫سبيل تطور االقتصاد الوطني‪ ،‬بحيث تعد الجرائم المتصمة بو من أخطر الجرائم الرتباطيا‬
‫بالمجال االقتصادي وتختمف عن باقي الجرائم التقميدية بحيث يكون الضحية فييا ىو المال‬
‫العام‪ ،‬مما يجعل ىذه الجرائم خفية يصعب كشفيا‪ ،‬لدلك تعد الصفقة العمومية مجاال خصبا‬
‫لمفساد كون عممية ابراميا ترجع لسمطة اإلدارة التي قد تتعسف في استعمال ىذه السمطة‬
‫بشكل يؤثر عمى سيرورة إنجاز المشاريع التنموية وعرقمة التطور االقتصادي‪.‬‬
‫لذا كان لمن الضروري فرض رقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬وىذا ما كرسو المشرع‬
‫الجزائري بفرضو رقابة إدارية عمييا‪ ،‬ورقابة داخمية‪ ،‬وكذا رقابة خارجية‪ ،‬إضافة إلى فرضو‬
‫رقابة مستقمة عن السمطة اإلدارية تتمثل في الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬سواء‬
‫عن طريق رقابة القضاء اإلداري الذي يعمل عمى ضمان احترام الضوابط القانونية وكذا‬
‫تكريس المبادئ العامة التي تقوم عمييا الصفقة العمومية‪ ،‬بحيث يعتبر كأىم ضمانة لألفراد‬

‫(‪)1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،128-04‬مؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ ،2004‬جريدة رسمية عدد ‪ ،26‬صادربتاريخ ‪ 25‬أفريل‬
‫‪،2004‬المتضمن اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك‪ ،‬في‬
‫‪ 31‬أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪-5-‬‬
‫مقدمة‬

‫في مواجية اإلدارة عند تعسفيا في استعمال سمطتيا‪ ،‬وبالتالي يعتبر حافز لألفراد يدفعيم‬
‫نحو التعاقد مع االدارة مما يساىم في رفع عممية التنمية نحو التقدم‪.‬‬
‫إضافة إلى رقابة القضاء اإلداري نجد أن المشرع الجزائري قد منح القاضي الجزائي‬
‫سمطة الرقابة عمى الصفقة العمومية بحيث أصبح صمام أمان لمحفاظ عمى المال العام من‬
‫خالل العمل عمى وقاية الصفقة العمومية من أوجو الفساد ويطبق جزاءات عمى مخالفي‬
‫أحكاميا من خالل القانون ‪ 01-06‬المتعمق بالرقابة من الفساد ومكافحتو‪.‬‬
‫لذا من الناحية النظرية نرى أن المشرع الجزائري قد أولى مجال الصفقات العمومية‬
‫أىمية بالغة نظ ار لكونيا سببا مباش ار في تحقيق االستقرار االقتصادي بحيث نظميا في قانون‬
‫مستقل كما قام بسن قانون آخر مستقل متعمق بالفساد الذي تضمن نصوصا تتناول الفساد‬
‫في الصفقة العمومية‪ ،‬لكن من الناحية العممية نرى انتشا ار واسعا لظاىرة الفساد في مجال‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬وضع المشرع نصوص تنظيمية في مجال الصفقات العمومية وربطيا بسياسة جنائية‬
‫ردعية‪ ،‬تيدف إلى الحفاظ عمى المال العام بدرجة أولى‪ ،‬وحسن تسيير المرافق العامة‪،‬‬
‫وحماية حقوق المتعاممين مع اإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعد الرقابة القضائية التي تمتد جدورىا األولى قديما إلى قضاء المظالم في الدولة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بعدىا إلى القضاء الفرنسي‪ ،‬أحسن أنواع الرقابة عمى اإلدارة ضمانا لحقوق‬
‫المتعاممين المتعاقدين معيا‪ ،‬كما يكتسي حق المجوء إلى القضاء ورفع الدعاوي والطعون‬
‫أمامو الوسيمة األساسية لممارسة الرقابة القضائية عمى نشاطات اإلدارة ومنع تعسفيا ضد‬
‫المتع اممين معيا‪ ،‬وىذا ما يحقق دولة القانون ويحمي حقوق األفراد‪ ،‬ويشجعيم عمى‬
‫التعاقد معيا المتالكيم ضمانة فعالة اتجاه تعسف اإلدارة‪ ،‬كما تعد وسيمة قمعية لمفساد‬
‫الذي وجد في مجال الصفقات العمومية الحقل الخصب الزدىاره كونو يرتبط باالقتصاد‬

‫‪-6-‬‬
‫مقدمة‬

‫الوطني من خالل تكميفو لخزينة الدولة اعتمادات مالية ضخمة‪ ،‬ليسن المشرع مجموعة‬
‫من القوانين ويعطي لمقضاء صالحية الرقابة عمى الصفقة العمومية واكتشاف مواطن‬
‫الفساد فييا وقمعيا أثناء إبرام الصفقة أو عند تنفيذىا‪.‬‬

‫الهدف من الدراسة‪:‬‬

‫تيدف ىذه الدراسة لموقوف عمى مدى نجاعة الرقابة القضائية لمصفقة العمومية‬
‫والدور الذي يمعبو القاضي اإلداري من جية في الوقاية من تعسف اإلدارة في استعمال‬
‫السمطات االستثنائية التي تممكيا في مجال إبرام العقوداإلدارية ومن جية أخرى دوره في‬
‫تكريسو الفعمي لممبادئ األساسية التي جاء بيا تنظيم الصفقات العمومية المتمثمة في مبدأ‬
‫المساواة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬العمنية‪ ،‬كذلك تيدف ىذه الدراسة لمتعرف عمى جرائم الفساد في مجال‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬كيفية الكشف عنيا‪ ،‬وكذا الجزاءات المفروضة عمى مرتكبييا حيث أن‬
‫القضاء الجنائي ىو المختص بالنظر في ىذه الجرائم الذي زوده المشرع بصالحيات واسعة‬
‫لقمعيا في إطار السياسة الجنائية الردعية لمفساد في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫أسباب الدراسة‪:‬‬

‫ترجع أسباب دراسة موضوع الرقابة القضائية عمى الصفقة العمومية إلى‪:‬‬

‫الشغف والرغبة في دراسة الصفقات العمومية والتعمق فييا من خالل الرقابة القضائية‬
‫عمييا والتي تنقسم إلى رقابة قضاء إداري و رقابة القضاء الجزائي‪ ،‬لنكتشف سمطاتيما في‬
‫الرقابة عمييا‪ ،‬كما نتعرف عمى الدعاوي المرفوعة أماميما‪ ،‬كما يرجع أيضا إلى الميول‬
‫لمقضاء الجنائي والجرائم التي يردعيا‪ ،‬و باعتبار القضاء الجنائي يعنى بالرقابة عمى‬
‫الصفقات العمومية من خالل قمعو لمجريمة التي تدخل في جرائم الفساد‪ ،‬وىي جرائم ذو‬
‫طبيعة خاصة تولد الرغبة في معرفتيا وكذا الجزاءات المفروضة عمييا وأيضا معرفة طبيعة‬
‫مرتكبييا ومراكزىم القانونية‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫مقدمة‬

‫موضوع الصفقات العمومية من المواضيع ذات األىمية البالغة والمثير لمعديد من‬
‫إشكاالت‪ ،‬كونو يتصل بالمال العام وأيضا يعتبر قوة في يد السمطة اإلدارية مما يجعميا‬
‫تساىم في دفع عجمة التنمية‪ ،‬أو العكس في حالة تعسفيا كما حاولنا خالل موضوعنا ىذا‬
‫التطرق لمفساد في مجال الصفقات العمومية الذي تحتل فيو الجزائر لألسف مراتب جد‬
‫متقدمة‪ ،‬أيضا من أسباب الدراسة دور الموظف العام الذي أصبح الفاعل األصمي في ىذه‬
‫الجرائم وتحولو في كثير من األحيان من كونو المراقب األول لمنزاىة في إبرام وتنفيذ الصفقة‪،‬‬
‫إلى جاني رمى بالقيم األخالقية لممينة بعيدا‪ ،‬سعيا لتحقيق مصالح شخصية غير شرعية‪.‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫واجينا خالل دراستنا ىذه لبعض الصعوبات التي تبقى أىميا ندرة المراجع‬
‫المتخصصة عمى مستوى الجامعة مما اضطررنا إلى التنقل عبر مختمف واليات الوطن ما‬
‫سبب تأخ ار في انجاز المذكرة و جيدا إضافيا ‪،‬إضافة إلى اعتمادنا عمى المراجع العامة‬
‫التي تدرس موضوع العقد اإلداري الذي ورغم كون الصفقة العمومية قسم أو فرع من العقد‬
‫اإلداري‪ ،‬إال أنيا تختمف عنو باعتبارىا ليا تنظيم خاص بيا‪ ،‬وكذا المعيار المالي‬
‫واإلجراءات المتبعة في كل من العقد اإلداري‪ ،‬والصفقة العمومية‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪ :‬تتمثل إشكالية ىذه الدراسة في‪:‬‬

‫إلى أي مدى نجحت السياسة الرقابية القضائية في ضمان حماية المال‬ ‫‪-‬‬
‫العام في مجال الصفقات العمومية؟‬

‫مناهج الدراسة‪:‬‬

‫اتبعنا في دراستنا لموضوع الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية ‪ ،‬المنيج الوصفي‬
‫الذي نعني بو إتباع طريقة الوصف الدقيق و جمع كل المعمومات المتعمقة بالموضوع و‬
‫الربط بين األسباب و النتائج ‪ ،‬و محاولة التفسير لموصول إلى حل اإلشكال ‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫مقدمة‬

‫استعممنا أيضا المنيج التحميمي الذي يعتبر المنيج المعتمد في مثل ىذه الدراسات التي‬
‫تتطمب دراسة تحميمية لمموضوع ‪ ،‬حيث بتحميل النصوص القانونية واألحكام المتعمقة‬
‫بالصفقات العمومية وكذا المتعمقة بالرقابة من الفساد‪ ،‬مع االعتماد عمى التسمسل المنطقي‬
‫لألفكار وتحميميا وعرض األفكار انطالقا من معطيات ومبادئ قانونية يمكن البرىنة عمى‬
‫صحتيا‪ ،‬وتفسيرىا وتحميميا‪ ،‬لموصول إلى نتائج تتماشى مع المنطق ‪ ،‬اضافة الى المنيج‬
‫المقارن من خالل تبيان المراحل التاريخية التي مر بيا تنظيم الصفقات العمومية وصوال إلى‬
‫آخر تنظيم ‪.247-15‬‬

‫لذا جاء تقسيم خطة دراستنا إلى‪ :‬فصل أول تطرقنا فيو إلى رقابة القضاء اإلداري خالل‬
‫مرحمة اإلبرام كمبحث أول‪ ،‬ومرحمة التنفيذ كمبحث ثاني‪ ،‬وفصل ثاني تطرقنا فيو إلى رقابة‬
‫القضاء الجزائي من خالل بيان ظاىرة الفساد في مجال الصفقات العمومية في المبحث‬
‫األول وكذا متابعتيا وىذا في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫الفصل األول‬
‫رقابة القضاء اإلداري على الصفقات العمومية‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫إن ارتباط الصفقات العمومية بالمال العام من حيث كونيا المحرك األساسي لو‪،‬‬
‫إضافة إلى استعمالو في المشاريع العمومية وبرامج التنمية يجعميا مجاال خصبا لمفساد في‬
‫مختمف صوره‪ ،‬مما يؤثر عمى استقرار االقتصاد الوطني‪ ،‬وعميو كان لزاما إيجاد وسيمة فعالة‬
‫كفيمة بضمان المال العام‪ ،‬و الوقاية من تعسف اإلدارة في استعمال السمطة‪ ،‬إذ يرجع ليذه‬
‫األخيرة سمطة إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬لينيط المشرع ميمة الرقابة عمى مدى احترام اإلدارة‬
‫لممبادئ العامة التي تحكم إبرام الصفقات العمومية لمقضاء اإلداري‪.‬‬

‫إذن وبشكل عام فميمة القضاء اإلداري تتمثل في التأكد من إبرام الصفقة وتنفيذىا‬
‫وفق ما ىو منصوص عميو قانونا إضافة إلى الحرص عمى استفادة كل متنافس من حظوظو‬
‫كاممة في المنافسة لنيل الصفقة‪ ،‬وعميو فإن الرقابة القضائية اإلدارية تحتل مكانة مميزة‬
‫ضمن أشكال وصور الرقابة‪ ،‬إذ تيدف إلى ضمان احترام مبدأ المشروعية خدمة لممصمحة‬
‫(‪)1‬‬
‫العامة إدارة وأفرادا‪.‬‬

‫كما ىو معموم فالقاضي اإلداري يمارس رقابتو عن طريق الطعون المرفوعة أمامو‪،‬‬
‫حيث إن حدث وتعسفت اإلدارة فإنو يحق لألفراد التوجو لمقضاء اإلداري صاحب‬
‫االختصاص‪ ،‬ومتابعة اإلدارة يجبرىا عمى احترام القانون‪ ،‬وذلك في أي مرحمة من مراحل‬
‫إبرام الصفقة أو تنفيذىا أو انقضائيا ومنو فالقضاء اإلداري في رقابتو عمى الصفقة العمومية‬
‫يمارسيا في مرحمة اإلبرام وىذا ما خصصناه لممبحث األول كما يمارسيا في مرحمة التنفيذ‬
‫وىذا ما تناولناه في المبحث الثاني من الفصل األول‪.‬‬

‫(‪)1‬القصري محمد‪« ،‬القاضي االداري و منازعات الصفقات العمومية» ‪ ،‬المجمة العربية لمفقو و القضاء ‪ ،‬العدد‪ ،46‬المغرب‬
‫‪،2008،‬ص‪.93‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬رقابة القضاء اإلداري أثناء مرحمة إبرام الصفقة‬

‫يختص القضاء اإلداري بالرقابة عمى الصفقات العمومية في مرحمة اإلبرام‪ ،‬وذلك‬
‫لمحرص عمى تكريس المبادئ العامة التي تحكم الصفقة العمومية من شفافية ونزاىة وعمنية‪،‬‬
‫وكذا احترام القواعد واإلجراءات الخاصة بعممية اإلبرام لذا‪ ،‬في حالة مخالفة اإلدارة ليذه‬
‫القواعد‪ ،‬فإن ذو المصمحة يحق ليم رفع دعوى أمام الجية القضائية اإلدارية مطالبين بجبر‬
‫اإلدارة أو المصمحة المتعاقدة عمى العمل وفق القوانين والقواعد التي جاءت في قانون‬
‫الصفقات العمومية وغيرىا من القوانين المنظمة لعممية إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬إذا تبرز‬
‫الرقابة القضائية اإلدارية في مرحمة إبرام من خالل الدعوى التي يرفعيا ذو المصمحة ضد‬
‫عمل اإلدارة‪ ،‬ىذه الدعوى تتمثل أساسا في دعاوى قضاء االستعجال‪ ،‬وكذا دعاوى قضاء‬
‫اإللغاء‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقد في مجال الصفقات العمومية‬

‫يعرف الفقو القضاء اإلستعجالي عمى أنو‪« :‬إجراء يكون اليدف منو الفصل بأقصى‬
‫(‪)1‬‬
‫سرعة ممكنة في القضايا المستعجمة بطريقة مؤقتة‪ ،‬دون المساس بأصل الحق»‪.‬‬

‫كما يعرف أيضا« ضرورة الحصول عمى الحماية القانونية التي ال تتحقق من اتباع‬
‫االجراءات العادية لمتقاضي‪ ،‬نتيجة توافر ظروف تمثل خط ار عمى حقوق الخصم‪ ،‬أو‬
‫تتضمن ضر ار يتعذر اصالحو»(‪.)2‬‬

‫أما إذا عرفناه من خالل عالقتو بالصفقة العمومية‪ ،‬فيو «إجراء قضائي تحفظي‬
‫مستعجل خاص‪ ،‬اليدف منو حماية قواعد العمنية والمنافسة بشكل فعال‪ ،‬قبل إتمام إبرام‬

‫(‪)1‬لحسين بن شيخ آث ممويا‪ ،‬المنتقى في القضاء االستعجالي اإلداري‪ ،‬دار ىومة لمنشر‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫(‪)2‬بشير بمعيد‪ ،‬القضاء المستعجل في األمور االدارية‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬الجزائر ‪، 1993،‬ص ص ‪33، 32‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الصفقة العمومية‪ ،‬إبرام الصفقة العمومية‪ ،‬وذلك عن طريق إعطاء القاضي سمطات واسعة‬
‫(‪)1‬‬
‫غير مألوفة في اإلجراءات القضائية االستعجالية العامة»‪.‬‬

‫وقد نظم قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ 09-08 ،‬في الفصل الخامس من‬
‫الباب الثالث المعنون باإلستعجال في مادة إبرام العقود والصفقات‪ ،‬في المادتين ‪ ،946‬وكذا‬
‫‪ 947‬منو‪)2(،‬و باستقرائنا لنص المادة ‪ ،946‬فإننا نجد أن المشرع الجزائري قد وضع شروطا‬
‫لرفع الدعوى االستعجالية (الفرع االول) ‪ ،‬كما بين سمطات القاضي اإلداري في الدعوى‬
‫االستعجالية (الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط رفع الدعوى االستعجالية قبل التعاقد‪:‬‬

‫لرفع الدعوى االستعجالية ال بد من توافر مجموعة من الشروط‪ ،‬ىذه األخيرة يمكن‬


‫تقسيميا إلى شروط عامة (أوال) وشروط خاصة (ثانيا)‪ ،‬لمدعوى االستعجالية في الصفقة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط العامة لرفع الدعوى االستعجالية‪ :‬تتمثل ىده الشروط في ‪:‬‬

‫‪ -1‬توافر عنصر االستعجال‪:‬‬

‫رغم إعتبار اإلستعجال كشرط جوىري النعقاد االختصاص النوعي لمقاضي‬


‫اإلستعجالي‪ ،‬فإن المشرع الجزائري لم يعرف لفظ اإلستعجال‪ ،‬بل اكتفى بتعيين نوع الدعاوى‬
‫التي يترتب عنيا حكم بوصفو ليذه الصفقة‪ ،‬ليترك المجال واسعا لإلجتياد القضائي و لفقياء‬
‫القانون في تحديد مفيوم اإلستعجال‪ ،‬حيث أجمعت أغمب التعاريف الفقيية عمى إعتبار‬
‫توافر عنصر الخطر الوشيك ىو المعيار األساسي لقيام حالة اإلستعجال ‪ ،‬ويعود سبب عدم‬

‫( ‪)1‬بومقورة سموى‪« ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في جال الصفقات العمومية»‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث‬
‫القانوني الصادرة عن كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬عدد ‪ ،2012 ،1‬ص‪.29‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 947، 946‬من قانون رقم ‪09-08‬مؤرخ في ‪ ،2008/02/25‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫جريدة رسمية عدد‪ 21 ،‬صادر في ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تحديد مفيومو ‪ ،‬أو صياغة قائمة لحاالتو إلى عدم تقييد القاضي بحاالت معينة ومحددة‬
‫قانونا مسبقا‪ ،‬فالقاضي ىو األقرب لمعايشة الواقع من المشرع الذي لن يستطيع ميما تنبأ‬
‫حصر جميع حاالت اإلستعجال (‪) 1‬ليترك المشرع لمقاضي السمطة التقديرية لتحديد عنصر‬
‫االستعجال من عدمو‪ ،‬وذلك لمرونة مفيوم االستعجال‪ ،‬وتغيره بتغير األزمة واألمكنة والوقائع‬
‫اما في مجال الصفقات العمومية فاالستعجال يقوم مت كان ىناك حالة استعجال اممح معمل‬
‫بخطر داىم يتعرض لو ممك او استثمار قد تجسد في الميدان او وجود خطر وشيك‪.‬‬

‫‪-2‬عدم المساس بأصل الحق‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 918‬من قانون االج ارءات المدنية واإلدارية عمى‪« :‬يأمر قاضي‬
‫اإلستعجال بالتدابير المؤقتة‪ ،‬ال ينظر في أصل الحق‪ ،»...‬وبإستقرائنا لنص المادة‪ ،‬فإننا‬
‫نجد المشرع الجزائري لم يكتف باشتراط عنصر االستعجال وحده لرفع الدعوى االستعجالية‪،‬‬
‫بل اشترط وجوب عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬بحيث يقتصر دور القاضي االستعجالي‬
‫اإلداري في تسوية الحالة المستعجمة عن طريق أمر تحفظي‪ ،‬دون أن يتعرض لمموضوع‪،‬‬
‫بحيث يمتنع حتى عن التفسير أو التأويل الذي من شأنو المساس بموضوع النزاع‪ ،‬أو أن‬
‫يغير من المركز القانوني ألحد الطرفين‪ ،‬بحيث يجب عميو ترك جوىر النزاع سميما‪ ،‬يفصل‬
‫(‪)2‬‬
‫فيو قاضي الموضوع‬

‫(‪)1‬‬
‫خميفي سمير‪« ،‬القضاء اإلداري االستعجالي بين حماية حقوق المتقاضي‪ ،‬وامتيازات السمطة العامة»‪ ،‬مداخمة ‪،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة البويرة‪ ،2014 ،‬ص ‪،09‬مأخوذةعن الموقع اإللكتروني‪dspace-univ- :‬‬
‫‪ ،bouira.dz/khlifisamir.pdf‬يوم ‪.2017/04/03‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شحمي حميمة‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الميسانس في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة ورقمة‪ ،2014 ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫مما سبق ‪ ،‬يمكن تعريف أصل الحق عمى أنو كل ما يمس في صحتو‪ ،‬أو يؤثر في‬
‫(‪)1‬‬
‫كيانو‪ ،‬أو يغير فيو‪ ،‬أو في اآلثار القانونية التي رتبيا المشرع‪ ،‬أو التي قصدىا المتعاقدان‪.‬‬

‫‪ -3‬جدية الطمب‪:‬‬

‫يرتبط عنصر جدية الطمب بتوافر حالتين‪ :‬ىما‪:‬‬

‫‪ -‬وجود تكريس لمحق المراد حمايته‪ :‬إذا كان المتعيد يطمب حماية حقو في المساواة‪،‬‬
‫وتكريس مبدأ الشفافية بين جميع المشاركين‪ ،‬أما إذا أقصي المتعيد وفق النص القانوني‪ ،‬فإن‬
‫دعواه ال تتوافر عمى عنصر الجدية‪ ،‬لعدم وجود أساس قانوني لحقو‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان القاضي الحتمال وجود حق من خالل الوقائع‪ :‬أكدتو المادة ‪ 924‬قانون االجراءات‬
‫المدنية و االدارية‪ ،‬بنصيا عمى أنو "عندما ال يتوافر االستعجال في الطمب‪ ،‬أو يكون غير‬
‫مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي االستعجال ىذا الطمب بأمر مسبب"‪ ،‬فعمى القاضي التأكد من‬
‫احتمال وجود مساس‪ ،‬أو إخالل إما بالتزامات اإلشيار‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 946‬من قانون‬
‫االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬والتي تمثل مبدأ العمنية في تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬واما‬
‫بمبدأ المنافسة(‪ ،)2‬حيث جاءت المادة الثالثة منو عمى أنو "‪...‬يجب أن تراعى في الصفقات‬
‫العمومية‪ ...‬المساواة في معاممة المرشحين‪ ،‬وشفافية اإلجراءات ضمن احترام أحكام ىذا‬
‫المرسوم"(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬بمعابد عبد الغني‪ ،‬الدعوى االستعجالية اإلدارية وتطبيقاتيا في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2008 ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪)2‬المادة ‪ 946، 924‬من القانون رقم ‪، 09-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫( ‪)3‬المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 247-15‬المرجع السابق ‪ ،‬لممزيد من المعمومات أنظر ‪ ،‬فقير محمد‪«،‬رقابة‬
‫القضاء االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل إبرامها في التشريع الجزائري والتشريع المقارن»مداخمة‪ ،‬كمية الحقوق و‬
‫العموم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص ‪،09‬مأخودة عن الموقع اإللكتروني‪ www.univ-medea.dz :‬يوم‬
‫‪2017/03/12‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة لرفع الدعوى االستعجالية‬

‫‪ -1‬صفة المدعي‪ :‬إن صفة رافع الدعوى تتحدد بثبوت المصمحة في إبرام الصفقة‪ ،‬وثبوت‬
‫الضرر من االخالل بالتزامات اإلشيار والمنافسة‪ ،‬بمعنى أن المدعي يجب أن يثبت‬
‫وجود مصمحة في احترام إجراءات المنافسة‪ ،‬وكذلك تضرره من عدم احترام ىذه‬
‫االجراءات‪ ،‬كذلك تتوفر صفة رافع الدعوة لدى ممثل الدعوة عمى مستوى الوالية‪،‬‬
‫بالصفة ‪ ،‬ودونما حاجة إلثبات المصمحة والضرر المشترطان في صفة الغير(‪ ،)1‬وىذا‬
‫ما نستقرءه من نص المادة ‪ 946‬من قانون االجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬إذن‬
‫فالصفة تكتسب بطريقتين ىما‪:‬‬
‫‪ ‬بحكم المصمحة‪.‬‬
‫‪ ‬بحكم القانون‪ :‬حيث يعد مكتسبا ليذه الصفة كل جية رسمية أعطاىا القانون حق‬
‫(‪)2‬‬
‫رفع دعوى استعجالية حماية لشفافية الصفقة العمومية‪.‬‬

‫‪ .2‬رفع الدعوى خالل آجال معقولة‪ :‬لم يحدد المشرع الجزائري مدة معينة لرفع الدعوى‬
‫االستعجالية‪ ،‬إال أنو أكد أن زمن رفعيا يكون قبل إبرام الصفقة‪ ،‬ترجع لمقاضي االستعجالي‬
‫السمطة في تقدير زمن رفعيا‪ ،‬وما إذا كانت تتوفر فييا حالة استعجالية‪ ،‬فإذا كنا أمام‬
‫مشاريع طويمة المدى‪ ،‬وكان ىناك ضرر لممتعامل جراء إخالل اإلدارة بالتزاماتيا‪ ،‬غير أنو‬
‫لم يرفع دعوى استعجالية إال بعد مرور مدة طويمة‪ ،‬ىذا ما ينتفي معو عنصر االستعجال‪،‬‬
‫لذا يجب في رفع الدعوى االستعجالية أال تتجاوز ميعاد دعوى الموضوع كحد أقصى‪ ،‬واال‬
‫فإن ذلك يعني عدم وجود حالة استعجال‪ ،‬ومنو فالمعيار الزمني يكون عمى المدى القصير‬
‫قبل إبرام الصفقة لمحفاظ عمى الطابع االستعجالي لمدعوى‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بن بوزيد دغبار نورة‪« ،‬منازعات الصفقات العمومية»‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون ‪ ،‬كمية الحوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة ورقمة ‪ ،‬عدد ‪ ،2016 ،15‬ص ‪.445‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 946‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطات القاضي االستعجالي قبل التعاقدي‬

‫أعطى قانون االجراءات المدنية واإلدارية ‪09-08‬لمقاضي اإلداري االستعجالي‬


‫صالحيات واسعة في مواجية اإلدارة‪ ،‬حيث جاءت المادة ‪ 946‬بالسمطات التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سمطة توجيه أوامر اإلدارة‬

‫إن األمر في الدعوى االستعجالية قبل التعاقدية "إجراء قضائي مستعجل خاص‪ ،‬ذو‬
‫أصل تشريعي أوروبي‪ ،‬ال يدف منو‪ :‬حماية قواعد العالنية والمنافسة بشكل فعال قبل إتمام‬
‫إبرام العقد‪ ،‬وىذا بإعطاء القاضي اإلداري االستعجالي سمطات واسعة وغير مألوفة في‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلجراءات القضائية اإلدارية العامة‪.‬‬

‫ولم تكن لمقاضي االستعجالي قبل التعاقدي سمطة توجييو أوامر لإلدارة‪ ،‬غير أنو‬
‫بصدور القانون ‪ 09 -08‬منحو المشرع صراحة صالحية توجيو أوامر لإلدارة بجبرىا عمى‬
‫الوفاء بالتزاماتيا في مجالي العالنية والمنافسة‪ ،‬كأن يأمرىا بقبول مرشح عن الصفقة‪ ،‬وىذا‬
‫ما يجعمو يتدخل في أ صل الحق‪ ،‬مما يجعل دعوى االستعجال في مجال الصفقات العمومية‬
‫دعوى ذات طبيعة خاصة‪ ،‬تتميز عن باقي الدعاوى العامة‪ ،‬وذلك الفتقادىا عنص ار أساسيا‬
‫من عناصر الدعوى االستعجالية العامة‪ ،‬أال وىو‪ :‬عنصر المساس بأصل الحق (‪ ،)2‬وىدا ما‬
‫ينجم عنو اشكال بين المادة ‪ 918‬التي اشترطت عدم المساس باصل الحق و المادة‬
‫‪ 4/946‬التي تجيز لمقاضي المساس بأصل الحق‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪REMYS CHWARTY «le juge françaises des référés administratifs», revus conseil d’état, n=04, Algérie,2003,‬‬
‫‪p 50.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2016 ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬سمطة فرض الغرامة التهديدية‬

‫بعدما تردد القضاء بخصوص توقيع الغرامات التيديدية ضد اإلدارة العامة‪ ،‬جاء‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ليفصل في ىذه المسألة صراحة‪ ،‬حيث أقر ىذا‬
‫االختصاص وفقا لممواد ‪ 980‬إلى غاية ‪ 986‬من القانون نفسو(‪)1‬والغرامة التيديدية وسيمة‬
‫قانونية تتمثل في تيديد مالي‪ ،‬ىدفو الضغط عمى اإلدارة الممتنعة أو المتماطمة عن تنفيذ‬
‫التزاماتيا بإجبارىا عمى دفع مبمغ مالي عن كل فترة زمنية تأخرت فييا عن تنفيذ األوامر ما‬
‫ورد في الحكم‪ ،‬وترجع لمقاضي االستعجالي السمطة التقديرية في فرض الغرامة التيديدية في‬
‫حال انقضاء األجل المحدد دون تنفيذ اإلدارة لمحكم القاضي بوجوب تنفيذىا اللتزاماتيا‪،‬‬
‫حيث لم يقم المشرع بتحديد قيمة ىذه الغرامة‪ ،‬كما لم يقم بإجبار القاضي االستعجالي عمى‬
‫توقيعيا‪ ،‬حيث جاءت في نص المادة ‪ 980‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بـ "يجوز"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سمطة تأجيل إمضاء العقد‬

‫وفقا لممادة ‪ 946‬من قانون ‪ 09-08‬يمكن لمقاضي اإلداري االستعجالي أن يأمر‬


‫اإلدارة بتأجيل العقد إلى غاية إتمام اإلجراءات التي أمر بيا لمدة ال تتجاوز العشرين يوما(‪،)2‬‬
‫وىي وسيمة ضغط ميمة‪ ،‬يمجأ إلييا القاضي اإلداري االستعجالي إذا الحظ إخالل‬
‫باإللتزامات التعاقدية‪ ،‬والمتعمقة أساسا باإلشيار والمنافسة‪.‬‬

‫كذلك األمر بالنسبة لسمطة تأجيل إمضاء العقد‪ ،‬فالمشرع الجزائري أرجع صالحية‬
‫فرضيا لمسمطة التقديرية لمقاضي االستعجالي‪ ،‬إذ جاء في نص المادة ‪...." 946‬و يمكن ليا‬
‫كذلك بمجرد إخطارىا أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى نياية اإلجراءات‪ ،‬ولمدة ال تتجاوز‬
‫عشرين (‪)20‬يوما"‪.‬‬

‫(‪)1‬بوكحيل ليمى ‪« ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة»‪ ،،‬مداخمة حول حرية المنافسة ‪ ،‬يومي ‪07-06‬‬
‫فيفري ‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،2011 ،‬ص ‪،05‬مأخوذة عن الموقع ‪www.eldjalfa.info‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنظر المادة ‪946‬من القانون رقم ‪، 09-08‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري رغم الصالحيات الواسعة التي أعطاىا لمقاضي‬
‫اإلداري االستعجالي قبل التعاقدي من خالل القانون ‪ 09-08‬إال أنيا تبقى محصورة في‬
‫مجال الرقابة عمى مدى احترام االلتزام بقواعد العالنية والمنافسة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬رقابة قضاء اال لغاء في مجال الصفقات العمومية‬

‫أخضع المشرع الجزائري األعمال واألنشطة التي تقوم اإلدارة إلى الرقابة القضائية‬
‫وىذا تكريسا لمبدأ المشروعية ‪ ،‬وعميو فكل متعامل مع اإلدارة يرى بأنو متضرر من‬
‫التصرفات القانونية والمادية لإلدارة‪ ،‬يمكن لو المجوء إلى القضاء(‪ ،)1‬ويكون ذلك عن طريق‬
‫دعوى اإللغاء وىي "دعوى قضائية إدارية عينية أو موضوعية يحركيا أو يرفعيا أصحاب‬
‫الصفة القانونية ولمصمحة أمام جية القضاء اإلداري المختصة مطالبين فييا الحكم بإلغاء‬
‫التصرف اإلداري غير المشروع‪ ،‬وتنحصر سمطة ووظيفة القاضي في دعوى اإللغاء في‬
‫فحص وتقدير مدى مشروعية أو عدم شرعية التصرف اإلداري المطعون فيو بعدم الشرعية‬
‫ومن أجل الحكم بإلغائو أو عدم إلغائو وفقا لمنتائج التي يتوصل إلييا فحصو وتقديره لمدى‬
‫(‪)2‬‬
‫شرعية ىذا التصرف"‪.‬‬

‫وعميو نتناول في ىذا المطمب سمطات القاضي في إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة‬
‫كفرع أول‪ ،‬ومجال الطعن في الق اررات اإلدارية المنفصمة كفرع ثاني‪،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطات القاضي اإلداري في إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة‪.‬‬

‫القرار اإلداري المنفصل ىو ذلك القرار الذي يساىم في تكوين العقد اإلداري‬
‫ويستيدف إتمامو‪ ،‬إال أنو ينفصل عن الصفقة العمومية ويختمف فييا عن طبيعة األمر الذي‬

‫(‪)1‬‬
‫كموفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬دار النشر‬
‫صيطمي‪ ،‬برج بوعريريج ‪ ،2012 ،‬ص ‪.05‬‬
‫( ‪ )2‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،2004،‬ص ‪.234‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫يجعل الطعن فيو باإللغاء جائزا‪ ،‬إذ أنو قرار يسبق إبرام العقد‪ ،‬فيو ال يدخل في نطاق‬
‫(‪)1‬‬
‫عن طرق دعوى اإللغاء والتي ينبغي‬ ‫الرابطة التعاقدية‪ ،‬وىذا ما يجيز الطعن فيو باإللغاء‬
‫أن تتوفر عمى شروط معينة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط رفع دعوى إلغاء القرار اإلداري المنفصل‬

‫في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة عن الصفقة العمومية‪ ،‬يجب أن تتوفر‬
‫جممة من الشروط منيا ما ىو شكمي ومنيا ما ىو موضوعي‪:‬‬

‫‪ .1‬الشروط الشكمية لرفع دعوى إلغاء القرار اإلداري المنفصل‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن تنصب دعوى اإللغاء عمى قرار إداري منفصل‪:‬‬

‫يجب أن تنصب دعوى اإللغاء عمى قرار إداري بمفيومو القانوني وعميو يعرف القرار‬
‫اإلداري بأنو "العمل القانوني االنفرادي الصادر عن مرفق عام (إدارة عامة) والذي من شأنو‬
‫(‪)2‬‬
‫إحداث أثر قانوني تحقيقا لممصمحة العامة"‪.‬‬

‫ومن خالل ىذا التعريف يمكن استخالص خصائص القرار اإلداري والمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬القرار اإلداري عمل قانوني وعميو فإنو يمكن يكون العمل الصادر من اإلدارة قرار إداري‬
‫(‪)3‬‬
‫يجب أن يكون ىذا العمل قصد إحداث أثر قانوني‪.‬‬
‫‪ ‬القرار اإلداري ىو عمل قانوني إنفرادي أي أنو يصدر باإلرادة المنفردة لإلدارة من خالل‬
‫العقد اإلداري‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقود اإلدارية (اإلبرام‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬المنازعات)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.338‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بعمي محمد الصغير ‪ ،‬الفضاء اإلداري دعوى االلغاء‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2007 ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪)3‬‬
‫خموفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول دعوى تجاوز السمطة ودعوى القضاء الكامل‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،2001 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬القرار اإلداري ىو عمل يمس بمركز قانوني وىو ما يميز القرار اإلداري عن األعمال‬
‫القانونية األخرى أي أنو قابل لمتنفيذ دون المجوء إلى القاضي اإلداري ضف إلى ذلك مدى‬
‫(‪)1‬‬
‫إلحاق األذى بالمعني بالقرار اإلداري‪.‬‬

‫ب‪ .‬شرط المصمحة‪:‬‬

‫من بين الشروط كذلك الواجب توافرىا في رافع دعوى اإللغاء شرط المصمحة إذا‬
‫كانت المصمحة مباشرة وقائمة وحالة وقت رفع الدعوى‪ ،‬حيث تكون المصمحة الشخصية‬
‫مباشرة في حال مس القرار اإلداري غير المشروع بمركز قانوني ذاتي وخاص لرافع دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬بينما تكون المصمحة قائمة وحالة إذا كان اعتداد القرار اإلداري غير المشروع عمى‬
‫المركز القانوني قد وضع وما زال قائما وقت رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬حيث أنو عدم وجود ىذه‬
‫المصمحة كفيل بعدم قبول الدعوى‪ ،‬وشرط المصمحة في دعوى اإللغاء يتسم بالمرونة تسييال‬
‫من أ جل تطبيقيا من طرف األفراد وذلك حماية لمبدأ المشروعية وحماية مصالح األفراد‬
‫(‪)2‬‬
‫وحقوقيم في مواجية الق اررات اإلدارية المنفصمة الصادرة عن اإلدارة‪.‬‬

‫‪ .2‬الشروط الموضوعي لرفع دعوى إلغاء القرار اإلداري المنفصل‪:‬‬

‫األصل في القرار اإلداري أن يكون مشروع والطاعن في ىذه الحالة ما عميو سوى‬
‫إثبات عدم مشروعية القرار اإلداري لذا وجب توافر الشروط التالية‬

‫أ‪ .‬أن يصدر القرار من سمطة إدارية وطنية ‪:‬‬


‫ب‪ .‬يشترط في القرار اإلداري أن يصدر من سمطة إدارية من دون النظر إلى مركزية‬
‫السمطة أو عدم مركزيتيا‬

‫(‪)1‬‬
‫مانع عبد الحفيظ‪ ،‬طرق إبرام النفقات العمومية وكيفية الرقابة عمييا‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬قانون عام‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة تممسان‪ ، 2008 ،‬ص ص‪129 ،128‬‬
‫(‪)2‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات اإلدارية بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪،‬‬
‫قانون عام‪ ،‬جامعة ‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬تممسان‪ ،2011،‬ص ص ‪.32‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ولنكون أمام قرار إداري ينبغي أن يصدر ىذا القرار من شخص عام لو الصفة اإلدارية‬
‫وقت إصداره وال عبرة بتغير صفتو بعد ذلك ‪ ,‬وىو ما يميز القرار اإلداري عن األعمال‬
‫التشريعية والقضائية‪.‬‬

‫ت‪ .‬ووفقاً ليذا الشرط ال يمكن اعتبار الق اررات الصادرة عن أشخاص القانون الخاص‬
‫ق اررات إدارية إال في حالتين اعترف فييما القضاء اإلداري بالصفة اإلدارية لمق اررات‬
‫الصادرة من أشخاص القانون الخاص ‪ ,‬تتعمق الحالة األولى بالق اررات الصادرة عن‬
‫الموظف الفعمي أو الظاىر ‪ ,‬وىو شخص تدخل خالفاً لمقانون في ممارسة‬
‫اختصاصات وظيفة عامة ‪ ,‬متخذاً مظير الموظف القانوني المختص ‪ .‬أما في الحالة‬
‫الثانية فتتعمق بالق اررات الصادرة من ممتزم المرافق العامة ‪.‬‬

‫كذلك يجب أن تصدر السمطة اإلدارية الق اررات اإلدارية ضمن حدودىا اإلدارية وفقط‪،‬‬
‫أيضا السمطة اإلدارية يجب أن تصدر الق اررات اإلدارة في إطار المدة الزمنية المحددة‬
‫(‪) 1‬‬
‫واال كنا امام عيب عدم االختصاص الذييمكن إثارتو في أي مرحمة من مراحل‬ ‫لعمميا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫ب ترتيب القرار آلثار قانونية ‪.‬‬

‫لكي يكون القرار إدارياً يجب أن يرتب آثا اًر قانونية وذلك بإنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز‬
‫قانوني معين ‪ ,‬فإذا لم يترتب عمى العمل اإلداري ذلك فإنو ال يعد ق ار اًر إدارياً ‪.‬‬

‫ليذا نجد القضاء اإلداري الفرنسي يشترط في القرار المطعون فيو باإللغاء أن ينتج ضر اًر‬
‫برافع الدعوى ‪ .‬ومن ثم تكون لو مصمحة في إلغاء ىذا القرار ويتطمب توفر عنصرين‬
‫أساسين لمقول بوجود مصمحة لمطاعن ىما ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫مانع عبد الحفيظ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪ ،‬كمية الحقوق و العموم‬
‫السياسية ‪،‬قسم الحقوق‪،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬وجوب تولد آثار قانونية عن القرار المطعون فيو ‪ ,‬ومن ثم يجب استبعاد الق اررات التي‬
‫ال يحدث آثا اًر قانونية من نطاق دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يحمل القرار قابمية أحداث آثار قانونية بنفسو‬

‫ج‪ .‬ان يكون القرار اإلداري نيائياً ‪:‬‬

‫ال لدعوى اإللغاء أن يكون ق ار اًر إداريا نيائياً ‪ .‬ويقصد‬


‫يشترط في القرار اإلداري ليكون مح ً‬
‫بالنيائية وفقاً لما ىو مستقر في الفقو والقضاء ىو عدم خضوع القرار الصادر من اإلدارة‬
‫لتصديق جية أخرى ‪.‬‬

‫وبمعنى آخر أن يكون القرار قد استنفذ جميع المراحل التحضيرية الالزمة إلصداره ‪ ،‬وصدر‬
‫من السمطة التي تممك البت في أمره نيائياً دون أن يكون الزماً لنفاذه وجوب عرضو عمى‬
‫سمطة أعمى العتماده أو التصديق عميو‪.‬‬

‫وتختمط الصفة النيائية بالنفاذ ‪ ،‬الن القرار النيائي ىو القرار الذي يكون نافذاً بمجرد صدوره‬
‫‪ ،‬إال أن النيائية ال تمنع من جواز سحبو من الجية التي أصدرتو أو وقف تنفيذه‪ ،‬وكذلك ال‬
‫يمنع من الطعن في القرار ان تقوم الجية المختصة بإصداره بطمب رأي بعض الجيات عمى‬
‫سبيل االستئناس ما دام ليا وحدىا في النياية سمطة التقدير في األمر بغير لزوم من تدخل‬
‫الحق من أي سمطة أخرى لمتصديق عمى قرارىا‪.‬‬

‫وعمى ذلك فالقرار الذي يصمح محالً لمطعن باإللغاء يجب أن ينفذ لكي يصبح المركز‬
‫القانوني الذي يحدثو حاال ومؤث اًر‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫د‪ .‬عيب االنحراف في استعمال السمطة‪:‬‬

‫االنحراف في استعمال السمطة‪ ،‬عيب من العيوب التي تشوب القرار اإلداري فيجعل‬
‫القرار غير مشروع وقابل لمطعن فيو أمام القضاء والقرار المعيب بعيب االنحراف في‬
‫استعمال السمطة في شق منو‪ ،‬فيو يعتبر صحيح وفي جميع أركانو لكنو معيب في ركن‬
‫اليدف أو الغرض فالموظف الذي يطبق القانون المتعمقة بإبرام الصفقة العمومية من‬
‫إجراءات ومراحل ‪ ،‬وفي األخير يتم منح الصفقة ألحد األشخاص المقربين منو أي أن ىذا‬

‫القرار يعتبر معيب بعيب االنحراف في استعمال السمطة وبالتالي يمكن لذوي‬
‫(‪)1‬‬
‫المصمحة أن يرفع الدعوى إلقاء عدم مشروعية ىذا القرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المؤهمين قانونا لرفع دعوى اإللغاء في مجال الصفقات العمومية‬

‫الغير‪:‬‬

‫يقصد بالغير كل شخص من غير المتعامل المتعاقد وىو الشخص الخارج عن عقد‬
‫الصفقة العمومية‪ ،‬حيث إذا تضرر من قرار تم إصداره من اإلدارة أو المصمحة المتعاقدة‬
‫واستوفت فيو الشروط القانونية كشرط المصمحة جاز لو أن يطعن في ىذا القرار عن طريق‬
‫دعوى اإللغاء وفقط‪ ،‬وال يمكنو أن يطعن عن طريق دعوى القضاء الكامل باعتباره ليس‬
‫(‪)2‬‬
‫طرفا في العقد (الصفقة العمومية) ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ثياب نادية‪« ،‬سمسمة محاضرات في مادة قانون الصفقات العمومية لمسنة الثانية ماستر»‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2015 ،‬ص ‪ ،66‬مأخوذة عن الموقع اإللكتروني‪www.univ-ency- :‬‬
‫‪ ،eduction.com‬يوم ‪2017/03/24‬‬
‫(‪)2‬كموفي عز الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجال الطعن في ق اررات اإلدارية المنفصمة‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 09‬من القانون ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد‬


‫ومكافحتو والتي نصت عمى "ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام‬
‫الصفقات العمومية"(‪ ،)1‬نجد أنو يمكن الطعن في الق اررات المنفصمة عن الصفقة العمومية‬
‫أمام الجيات القضائية اإلدارية في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية باعتبار‬
‫أن الصفقة العمومية تتكون من عدة ق اررات إدارية‪ ،‬وفيما يمي نتطرق مجال الطعن في‬
‫الق اررات اإلدارية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار اإلعالن عن الصفقة العمومية‪:‬‬

‫يعتبر اإلعالن من المبادئ األساسية التي تقوم عمييا الصفقة العمومية والمعبر عنو‬
‫بمبدأ العمنية‪ ،‬ويقصد بيذا األخير قيام اإلدارة بإعالم الجميور بنيتيا في إبرام صفقة عمومية‬
‫بشكل يسمح لمجميع باإلطالع عمييا ومعرفة جميع تفاصيميا مما يفتح المجال لمراغبين في‬
‫المشاركة في طمب العروض في إطار المنافسة وىو إجراء يوفق بين مصمحة اإلدارة من‬
‫خالل تعدد العروض التي تستقبميا مما يسمح لييا بالمفاضمة بينيا إلرساء الصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬وبين مصمحة األفراد بحيث تسمج لمراغبين بتقديم عروضيم (‪ ،) 2‬ولما كان‬
‫اإلعالن شرط جوىري في الصفقة فإنو يمكن لكل شخص ذي مصمحة الطعن باإللغاء أمام‬
‫الجيات القضائية اإلدارية المختصة ضد ق ار ار اإلعالن عن الصفقة العمومية في حال‬
‫مخالفة الشروط المقررة قانونا‪.‬‬

‫(‪)1‬أنظر المادة ‪ 09‬من قانون رقم ‪ 01-06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬يتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ ،14‬صادر بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 15-11‬المؤرخ في‪ 2‬أوت ‪، 2011‬ج ر عدد ‪44‬‬
‫‪،‬صادر بتاريخ ‪ 10‬اوت ‪.2011‬‬
‫(‪)2‬شريف سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار اإلقصاء من المشاركة في الصفقة العمومية‪:‬‬

‫يعتبر قرار اإلقصاء من المشاركة في الصفقات العمومية من بين االمتيازات التي‬


‫تتمتع بيا اإلدارة اتجاه المتعاممين معيا‪ ،‬ويتمثل في حرمان فرد أو مجموعة من األفراد من‬
‫المشاركة في طمب العروض حفاظا منيا عمى الصالح العام‪ ،‬وبالرجوع إلى نص المادة ‪75‬‬
‫من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬المتعمق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام نجد‬
‫أنو يمكن لممصمحة المتعاقدة أن تقصي المتعاممين االقتصاديين من المشاركة في الصفقة‬
‫العمومية إذا ما ثبت وجود حالة غش أو تماطل في أحد المتعاممين في تعاقداتو السابقة‪،‬‬
‫وعميو فإنو يمكن ليذا األخير في حالة إثباتو عدم انتمائو إلى أحد الفئات المحددة في نص‬
‫المادة المذكورة أعاله يمكن لو الطعن باإللغاء ضد قرار اإلقصاء من المشاركة في الصفقة‬
‫(‪)1‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار االستبعاد من الصفقة العمومية‪:‬‬

‫االستبعاد ىو قبول الشخص دخول الصفقة العمومية ثم يتم استبعاده لسبب من‬
‫األسباب القانونية حيث لم يذكر مصطمح "االستبعاد" في قانون الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬غير أنو يمكن استنتاجو من خالل نص المادة ‪ 72‬الفقر ‪،2 ،1‬‬
‫‪ ،4‬من نفس القانون والتي جاءت كالتالي‪ ...":‬تقوم لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬
‫بالميام اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬إقصاء الت رشيحات والعروض غير المطابقة لمحتوى دفتر الشروط المعد طبقا ألحكام ىذا‬
‫المرسوم و ‪ /‬أو لموضوع الصفقة‪ ،‬وفي حالة اإلجراءات التي ال تحتوي عمى مرحمة انتقاء‬
‫أولى‪ ،‬ال تفتح أظرفة العروض التقنية والمالية والخدمات‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬المتعمقة‬
‫بالترشيحات المقصاة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 75‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تعمل عمى تحميل العروض الباقية في مرحمتين عمى أساس المعايير والمنيجية‬
‫المنصوص عمييا في دفتر الشروط وتقوم في مرحمة أولى بالترتيب التقني لمعروض مع‬
‫إقصاء العروض التي ال تتحصل عمى العالمة الدنيا الالزمة المنصوص عمييا في دفتر‬
‫الشروط‪.‬‬
‫‪ ... ‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬رفض العرض المقبول إذا ثبت أن بعض ممارسات‬
‫المتعيد المعني تشكل تعسفا في وضعية ىيمنة عمى السوق‪ ،‬أو قد تتسبب في اختالل‬
‫المنافسة في القطاع الميني‪ ،‬بأي طريقة كانت ويجب أن يبين ىذا الحكم في دفتر‬
‫(‪)1‬‬
‫الشروط"‬

‫ومنو فقرار االستبعاد يقوم عمى توافر سببين ىما‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم المطابقة لدفتر الشروط أو لموضوع الصفقة‪.‬‬


‫‪ .2‬استبعاد العرض خدمة لممصمحة العامة‪.‬‬

‫وعميو يمكن لمشخص المستبعد من الصفقة المجوء إلى قضاء االلغاء لممطالبة بإلغاء‬
‫قرار االستبعاد متى كان االستبعاد مخالفا لما جاء في المادة ‪ 72‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار المنح المؤقت‪:‬‬

‫يعتبر المنح المؤقت لمصفقة "إجراء إعالمي‪ ،‬بموجبو تخطر اإلدارة المتعاقدة‬
‫المتعيدين والجميور وغير النيائي لمتعاقد ما نظ ار لحصولو عمى أعمى تنقيط فيما يخص‬
‫العرضين التقني والمالي"(‪ ،)2‬وطبقا لنص المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،247-15‬نشر‬
‫إعالن المنح المؤقت يكون إجباري مع إرفاقو بجميع المعمومات والبيانات الالزمة(‪ ،)3‬ويعتبر‬
‫قرار المنح المؤقت ق ار ار إداريا منفصال لتوفره عمى جميع عناصر القرار اإلداري‪ ،‬لدى يجوز‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪، 4 ،2 ،1 / 72‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪، 247-15‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪)2‬بوضياف عمار‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬المحمدية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.180‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ألي شخص ذي مصمحة أن يطعن في موضوع القرار‪ ،‬إذا تبين لو أن ىذا المنح مخالف‬
‫لمقواعد المعمول بيا في قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رقابة القضاء اإلداري في مرحمة التنفيذ‬

‫باالنعقاد السميم لمصفقة العمومية و دخوليا مرحمة التنفيذ تتوسع السمطات واالمتيازات‬
‫التي تتمتع بيا اإلدارة في تعاقدىا مما يجعميا في مرتبة أعمى من المتعاقد معيا‪ ،‬خالفا‬
‫لمعقود المدنية والتي يتساوى فييا طرفا العقد في الحقوق وااللتزامات‪ ،‬وىذا ما يدفع اإلدارة‬
‫أحيانا لمتعسف في استعمال سمطتيا األمر الذي يجعل المتعامل المتعاقد الحمقة األضعف‬
‫في عممية التعاقد‪ ،‬لذا كان من الضروري إرفاق مرحمة تنفيذ الصفقة بالرقابة القضائية والتي‬
‫تعتبر ضمانة لحماية حقوق المتعامل المتعاقد في حالة ما إذا تعسف اإلدارة في استعمال‬
‫امتيازاتيا وىذا ما ينعكس إيجابا عمى حسن تنفيذ الصفقة من طرف المتعامل المتعاقد‬
‫الطمئنانو بأن جميع حقوقو مكفولة قانونا‪ ،‬إذا فالرقابة القضائية في ىذه المرحمة توفق بين‬
‫المصمحة العامة من جية وبين مصمحة المتعاقد من جية أخرى‪.‬‬

‫لدا في حالة وقوع نزاع بين المصمحة المتعاقدة والمتعامل المتعاقد معيا فإن القضاء‬
‫اإلداري يتدخل عن طريق القضاء الكامل باعتباره صاحب االختصاص األصيل في النظر‬
‫في ىكذا نزاعات‪ ،‬حيث يتمتع بصالحيات واسعة تحول لو النظر في طبيعة العقد‪ ،‬وال يكتفي‬
‫بالنظر فقط في مشروعيتو عمى خالف قضاء اإللغاء‪ ،‬لذا من خالل ما تم ذكره نحاول أن‬
‫نبرز رقابة القضاء الكامل أثناء مرحمة التنفيذ من خالل المطمب األول‪ ،‬عمى أن تتناول‬
‫سمطات القاضي اإلداري في إلزام اإلدارة بالتعويض‪ ،‬في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬رقابة القضاء الكامل أثناء مرحمة تنفيذ الصفقة العمومية‬

‫تعود تسمية القضاء الكامل لتعدد واتساع سمطات القاضي المختص في الدعاوى‬
‫المتعمقة بو‪ ،‬مقارنة بسمطاتو المحدودة في دعوى اإللغاء ومن ثمة فيي تشمل مجموعة‬

‫‪- 27 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫دعاوى إدارية‪ ،‬يرفعيا ذوي المصمحة بيدف المطالبة واالعتراف ليم بوجود حقوق مكتسبة‬
‫انتيكت من طرف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ثم تقدر األضرار المعنوية والمادية الناجمة عن ذلك‪،‬‬
‫ليحكم القاضي اإلداري بجبرىا واصالحيا إما بتعويض مالي عنيا‪ ،‬أو بإعادة الحالة إلى ما‬
‫كانت عميو سابقا‪ ،‬فالقاضي اإلداري بمقتضى دعوى القضاء الكامل‪ ،‬ال يقتصر اختصاصو‬
‫عمى التأكد من صحة أو بطالن الق اررات اإلدارية الصادرة أو الناجمة عن عقد الصفقة‪،‬‬
‫وانما يمتد ليشمل كل ما يتعمق بعممية التعاقد ذاتيا (‪ ،)1‬والصفقات العمومية كما ىو معموم‬
‫ىي عقد إداري‪ ،‬إذن فمتى توافرت في المنازعة حقيقة العقد اإلداري فيي تدخل ضمن نطاق‬
‫القضاء الكامل‪ ،‬فيذا األخير يشمل كل عناصر الصفقة‪ ،‬طالما توافرت فيو حقيقة التعاقد‬
‫اإلداري‪ ،‬أما األعمال اإلدارية التمييدية فتدخل في إطار دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫إن دعاوى القضاء الكامل تتخذ صو ار عديدة‪ ،‬بحيث يمكن تقسيميا إلى‪:‬‬

‫الدعاوى المتعمقة ب تنفيذ الصفقة العمومية (الفرع األول) وكذا الدعاوى المتعمقة بانقضاء‬
‫الصفقة العمومية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدعاوى المتعمقة بتنفيذ الصفقة‬

‫تتمثل الدعاوى المتعمقة بنفاذ وتنفيذ الصفقة العمومية في‪ :‬دعوى التعويض (أوال)‪،‬‬
‫وكذا دعوى المط البة في الحق بالمقابل المالي في الصفقة (ثانيا)‪ ،‬وأخي ار دعوى إبطال بعض‬
‫تصرفات اإلدارة المخالفة لاللتزامات التعاقدية‪ ،‬عمى أن نتناوليا وبالتفصيل فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى التعويض في مجال الصفقات العمومية‬

‫تعرف دعوى التعويض أنيا "دعوى ذاتية شخصية‪ ،‬تتحرك وتنعقد عمى أساس حق أو‬
‫مركز قانوني شخصي وذاتي لرافعيا‪ ،‬كما تستيدف تحقيق مصمحة شخصية تتمثل في‬

‫(‪ )1‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،2005 ، ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تحقيق فائدة أو مكاسب لتعويض ما لحق من ضرار بالمتعامل‪ ،‬سواء كانت أضرار مادية أو‬
‫(‪)1‬‬
‫معنوية‪ ،‬مست بحقوق أو المركز القانوني لممتعامل رافع الدعوى"‪.‬‬

‫كما تعرف أيضا بأنيا دعوى قضائية ذاتية تحرك وترفع من صاحب المصمحة‬
‫والصفة أمام الجيات القضائية المختصة‪ ،‬طبقا لمشكميات واإلجراءات المقررة قانونا‪ ،‬لممطالبة‬
‫(‪)2‬‬
‫بالتعويض الكامل والعادل لألضرار التي أصابت حقوقو بفعل النشاط اإلداري الضار"‪.‬‬

‫تعتبر دعوى التعويض من أىم دعاوى القضاء الكامل واألكثر انتشا ار أمام القضاء‬
‫اإلداري التي يختص بالنظر فييا حسب نص المادة‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬ولقبول دعوى التعويض يجب توافر مجموعة من الشروط المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ .1‬شرط التظمم السابق‪ :‬يعتبر من شروط دعاوى القضاء الكامل عامة‪ ،‬يمتثل في رفع‬
‫المتعامل الم تعاقد والذي يتضرر من تعسف المصمحة المتعاقدة لشكوى أو تظمم إداري‬
‫ومطالبتو إياىا بالتعويض الكامل‪ ،‬واصالح األضرار التي لحقت بو‪.‬‬
‫‪ .2‬شرط المدة أو الميعاد‪ :‬يعتبر الميعاد من النظام العام بحيث ال يجوز االتفاق عمى‬
‫مخالفتو‪ ،‬ويقدر ميعاد دعوى التعويض في الصفقة العمومية عمى وجو الخصوص بأربعة‬
‫أشير تحت طائمة رفضيا شكال‪ ،‬وفي حالة انقضاء المدة دون رفعيا‪ ،‬فإن إجراءات وشكميات‬
‫الدعوى تسقط‪ ،‬دون سقوط الدعوى ككل‪ ،‬بحيث يمكن لممتعامل صاحب المصمحة والصفة‬
‫أن يرفع دعوى التعويض من جديد‪ ،‬وىذا ما يعتبر كضمانة لممتعامل المتعاقد من تعسف‬
‫(‪)3‬‬
‫المصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫(‪)1‬بمعايش شيراز‪ ،‬الرقابة القضائية عمى أعمال اإلدارة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مالك محمد أمين ‪ ،‬بوخرص خديجة ‪ ،‬وأخرون ‪،‬الرقابة القضائية عمى العقود االدارية ‪،‬مدكرة مكممة لنيل شيادة ليسانس‬
‫في الحقوق ‪،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة جيجل ‪ ،2008 ،‬ص‪58‬‬
‫(‪)3‬بمعايش شيراز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬شرط المصمحة والصفة‪:‬‬

‫تعرف المصمحة عمى أنيا‪ :‬المنفعة التي يحصل عمييا المدعي نتيجة حماية القانون‬
‫لحقو الذي اعتدي عميو‪ ،‬أما الصفة فيي المركز القانوني أو الحق المكتسب لمشخص الذي‬
‫لو مصمحة من رفع دعوى التعويض‪ ،‬لذا يجب قبول ىذه األخيرة توفر شرط وجو مصمحة‬
‫قانونية وشخصية وحالة لرفعيا‪ ،‬من صاحب المركز القانوني أو الحق المكتسب والذي وقع‬
‫(‪)1‬‬
‫عميو الضرر‪.‬‬

‫لذا فمتى تحققت ىذه الشروط فإن القضاء ينظر في أصل الدعوى‪ ،‬ويحكم بالتعويض‬
‫إذا تسبب نشاط اإلدارة في ضرر فعمي لممتعامل‪ ،‬ويختمف نشاط اإلدارة والمسبب لمضرر‪،‬‬
‫حيث يمكن أن يكون عبارة عن خطأ في ممارسة السمطة اإلشراف والرقابة بحيث نقوم بتغيير‬
‫بنود العقد وىذا ما قد يسبب ضر ار لممتعامل كذلك في حالة تعمدىا تفسير بنود العقد بمحض‬
‫إرادتيا إلرغام المتعامل عمى تغيير نوعية الخدمة المطموبة واضافة التزامات أخرى وىذا ما‬
‫يدخل في مجال تعسف اإلدارة في استعمال سمطتيا‪ ،‬كما يكون أيضا عبارة عن تأخر في‬
‫تسديد مستحقات الصفق‪ ،‬وعمى العموم ال تتحمل المصمحة المتعاقدة التعويض إال بقدر ما‬
‫(‪)2‬‬
‫نسب إلييا من خطأ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى المطالبة في الحق بالمقابل المالي‪:‬‬

‫ىي الدعوى التي يكون موضوعيا الحصول عمى مبالغ مالية ‪0‬تمثل الشروط الواردة‬
‫في عقد الصفقة ميما كانت صورىا سواء أكانت تمثل قيمة االلتزام المتفق عميو ضمن بنود‬

‫(‪)1‬فيد عبد الكريم أبو العتم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص ‪.251‬‬
‫(‪)2‬سعاد طيبي‪« ،‬دور القاضي اإلداري في تسوية منازعات الصفقات العمومية» ‪ ،‬مداخمة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة خميس مميانة‪ ،‬ص ‪،12‬مأخوذة عن الموقع اإللكتروني‪.2017/03/13،www.univ.medea.com:‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫العقد أو جزء منو‪ ،‬أو قسط من األقساط (‪ ،)1‬وىذا ما جاءت بو المادتان ‪ 108‬و‪ 109‬من‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬في القسم الثالث من الباب الرابع والتي تكممت عن كيفيات‬
‫الدفع(‪ ،)2‬فمممتعامل المتعاقد حق الحصول عمى مقابل مالي نظير تنفيذه لموضوع الصفقة‪،‬‬
‫ألنو إذا كانت المصمحة المتعاقدة تيدف من خالليا إبرام الصفقة العمومية تحقيق مصمحة‬
‫عمومة‪ ،‬فإن المتعامل المتعاقد ىدفو من وراء ذلك ىو تحقيق المصمحة الشخصية المتمثمة‬
‫في اتباع رغباتو االقتصادية ومنو في حالة التأكد من تنفيذ المتعامل المتعاقد لما جاء في‬
‫بنود الصفقة بشكل سميم ونيائي‪ ،‬فيذا يخولو الحق بالمطالبة بالحصول عمى مبمغ مالي‬
‫متفق عميو في عقد الصفقة قد يخرج بسبب المطالبة في الحق بالمقابل المالي عن ذلك‬
‫المبمغ المتفق تعميو عند االنتياء من تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫من خالل المادة ‪ 122‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬المتعمق بتنظيم الصفقات‬


‫العمومية وتفويضات المرفق العام نجدىا ذكرت حالة التعويض عن الحرمان لربح أو ما فات‬
‫من خسارة‪ ،‬كذلك تمك الفوائد التأخيرية حيث جاء نص المادة الثالثة كالتالي‪" :‬يتعين عل‬
‫المصمحة المتعاقدة أن تقوم بدفع الدفعات عمى الحساب أو التسوية النيائية‪ ،‬في أجل ال‬
‫يمكن أن يتجاوز ‪ 30‬يوما‪ ،‬ابتداء من استالم الكشف أو الفاتورة ‪ ...‬يخول عدم صرف‬
‫الدفعات عل الحساب‪ ،‬في األجل المحدد أعاله لممتعامل والمتعاقد وبدون أي إجراء‪ ،‬الحق‬
‫(‪)3‬‬
‫في االستفادة من الفوائد التأخيرية"‬

‫إذن ومن خالل ما جاء في نص المادة فالمشرع أوجب عمى المصمحة المتعاقدة دفع‬
‫ما عمييا من مستحقات في حالة التسوية النياية‪ ،‬كما تمزم بدفع غرامة تأخيرية في حالة عدم‬

‫(‪)1‬بوجاجة سميحة‪ ،‬عقيب ىدى‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،2015 ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪)2‬أنظر المادتين ‪ 108‬و ‪ 109‬من المرسوم الرئاسي رقم‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫(‪)3‬المادة ‪ 122‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪، 247-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫إعطاء المتعامل المتعاقد الحق من الدفع عمى الحساب وذلك في أجل ثالثين (‪ )30‬يوما أي‬
‫في أول يوم من تاريخ نياية الثالثين يوما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى إبطال بعض تصرفات اإلدارة المخالفة إل لتزاماتها التعاقدية‪:‬‬

‫إذا ثبت وجود إخالل من طرف المصمحة المتعاقدة اللتزاماتيا التعاقدية‪ ،‬يحق‬
‫لممتعامل المجوء إلى دعوى إبطال ىذه التصرفات ‪،‬حتى ولو اتخذت شكل ق اررات إدارية‬
‫صادرة عن السمطة اإلدارية بصفتيا المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بحيث تدخل ىذه الق اررات في نطاق‬
‫العقد وتنشأ عنيا منازعات حقوقية ودعوى اإلبطال تختمف عن غيرىا من الدعاوى من حيث‬
‫المصمحة والصفة‪ ،‬بحيث يجب رفعيا من قبل المتعامل المتعاقد عمى أن يكون لو مصمحة‬
‫شخصية ومادية من رفعيا‪ .‬وأن يؤسس دعواه عمى نصوص الصفقة العمومية نفسيا‬
‫وتنفيذىا ليا‪ ،‬أما بالنسبة لمشخص األجنبي عن الصفقة والمتضرر من تمك الق اررات اإلدارية‬
‫الصادرة عن المصمحة المتعاقدة فعميو أن يؤسس دعواه عمى مبدأ المشروعية ألنو ليس طرفا‬
‫في الصفقة العمومية‪ ،‬و ليس لو أي حق شخصي عمييا بل نزاعو قائم عمى القرار اإلداري‬
‫الذي أضربو وعميو فإن اختصاص النظر دعواه ترجع إلى قضاء اإللغاء من أجل إلغاء‬
‫(‪)1‬‬
‫القرار اإلداري محل الضرر القائم والفعمي وليس إلى القضاء الكامل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدعاوى المتعمقة بانقضاء الصفقة العمومية‬

‫إن الدعاوى المتعمقة بانقضاء الصفقة العمومية تتجمى في دعوى بطالن الصفقة‬
‫العمومية (أوال)‪ ،‬وكذا دعوى فسخ الصفقة العمومية (ثانيا) والمذان نأتي بذكرىما عمى النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫(‪ )1‬معافة ليندة‪ ،‬ليويري صالح الدين‪ ،‬الرقابة اإلدارية والقضائية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2014 ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬دعوى بطالن عقد الصفقة العمومية‬

‫ان دعوى بطالن عقد الصفقة من دعاوى القضاء الكامل يستوجب لرفعيا شرط‬
‫المصمحة والصفة أي أن يكون رافعيا متعامل متعاقد مع المصمحة المتعاقدة‪ ،‬لو مصمحة‬
‫قانونية في رفعيا بحيث ال ترفع من األجنبي عن العقد لعدم تمتعو بأي قوة في االلتزام واذا‬
‫تضرر من عممية التعاقد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فال يحق لو المجوء إلى القضاء‬
‫الكامل‪ ،‬بل يتوجب عميو الطعن باإللغاء من تصرفات صاحب المشروع‪.‬‬

‫كما ىو معموم فإن الصفقة العمومية عبارة عن عقد إداري يقوم عمى توافر أركان‬
‫العقد من رضا ومحل وسبب‪ ،‬لذا في حالة ما إذا اختل عقد الصفقة بعيب من عيوب العقد‬
‫جاز لممتعاقد رفع دعوى البطالن الصفقة العمومية‪ ،‬وعميو يمكن رفع دعوى بطالن عقد‬
‫الصفقة العمومية في الحاالت اآلتية(‪:)1‬‬

‫‪ .1‬بطالن عقد الصفقة لتخمف ركن الرضا‪ :‬إن العقد في تعريفو العام ىو توافق إرادتين‬
‫حرتين‪ ،‬إذن وجود إدارة حرة في إبرام العقد تعني وجود رضا من صاحبيا‪ ،‬وبغياب اإلرادة‬
‫الحرة‪ ،‬بفعل ناجم عن غمط كأن يخطئ المتعامل المتعاقد في تحديد طبيعة الصفقة‪ ،‬أو وجود‬
‫عممية تدليس ‪ ،‬أو غش‪ ،‬أو إكراه أو عوامل تأثر عل إرادتو تدفعو إلى قبول بنود العقد دون‬
‫رضاه‪ ،‬يجوز لممتعامل المتعاقد أن يرفع دعوى بطالن عقد الصفقة مؤسسا دعواه عمى وجود‬
‫عيب من عيوب الرضا‪.‬‬

‫‪ .2‬بطالن عقد الصفقة لتخمف ركن المحل‪ :‬يشترط في ركن المحل أن يكون موجودا‬
‫وممكنا‪ ،‬معينا أو قابال لمتعيين‪ ،‬قابال لمتعامل فيو‪ ،‬ويتمثل محل أية صفقة عمومية في‬
‫العممية القانونية التي يقصد تحقيقيا أثناء إلبرام العقد‪ ،‬واذا كان أثر العقد ىو إنشاء‬

‫(‪)1‬بن معزوز خديجة ‪ ،‬عباش المية ‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في القانون‪ ،‬فرع‬
‫القانون العام لألعمال‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪، 2011،‬ص ‪.85‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫التزامات‪ ،‬فإن ىذه االلتزامات تيدف إلى تحقيق العممية القانونية المقصودة في العقد(‪ ،)1‬وال‬
‫يجوز إلدارتين عموميتين إبرام صفقة عمومية فيما بينيا وىذا ما أكدتو المادة ‪ 2‬من المرسوم‬
‫الرئاسي‪ 247-15‬المتعمق بتنظيم الصفقات العمومية أن ىذه األخيرة عقود مكتوبة تبرم مع‬
‫(‪)2‬‬
‫متعاممين اقتصاديين‪.‬‬

‫وعميو فإذا كان محل الصفقة يتعارض مع النظام العام أو لم يتوافر فيو شروط المحل‬
‫فإنو بالتالي يجوز إبطال عقد الصفقة العمومية‪.‬‬

‫‪ .3‬بطالن عقد الصفقة لتخمف ركن السبب‪ :‬يعرف السبب عمى أنو ذلك اليدف أو الدافع‬
‫الذي من خاللو تبرم الصفقة العمومية ويشترط فيو أن يكون مشروعا بحيث ال يعتد بوجود‬
‫السبب إذا خالف النظام العام‪ ،‬كما يجب أن يكون موجودا فال وجود لمعقد بدون وجود سبب‪،‬‬
‫لذا في حالة ما إذا لم يكن السبب في عقد الصفقة مشروعا أو لم يكن موجودا ‪ ،‬فان عقد‬
‫الصفقة يعتبر باطال ‪ ،‬تزول كل اآلثار القانونية عنو ‪ ،‬حيث يعود الحال كما كان عميو قبل‬
‫التعاقد‪ ،‬لكن يمكن أن تنشأ عنو حقوق لطرفي العقد أو أحدىما والتي تستوجب التعويض‬
‫تأسيسا عمى المسؤولية التقصيرية أو اإلثراء بال سبب‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قيام المصمحة المتعاقدة بالتعاقد مع متعامل ىذا األخير قام بتنفيذ بعض بنود‬
‫العقد استفادت منو المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بعدىا اإلدارة أصدرت قرار بإلغاء ىذا التعاقد النعدام‬
‫الجدوى منو‪ ،‬رغم عدم رفضيا ما قام بو المتعامل من أعمال واستفادتيا منو‪ ،‬فانعدام الجدوى‬
‫من التعاقد ينعدم السبب ومنو فالعقد باطل‪ ،‬لكن الطرف اآلخر قد افتقر مع إثراء اإلدارة‬
‫(‪)3‬‬
‫بغير سبب‪ ،‬وعميو فإن لممتعامل الحق في المطالبة بالتعويض رغم بطالن عقد الصفقة‪.‬‬

‫(‪)1‬وادفل سميمان‪ ،‬مقبل سامية‪ ،‬الرقابة اإلدارية والقضائية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2016 ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنظر المادة‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم‪، 247-15‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪)3‬بوجاجة سميحة‪ ،‬عقيب ىدى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى فسخ عقد الصفقة‪:‬‬

‫إن دعوى فسخ عقد الصفقة غالبا ما ينتيي بانتياء العالقة التعاقدية بين اإلدارة‬
‫والمتعامل المتعاقد‪ ،‬ويختمف الفسخ في عقد الصفقة العمومية باعتبارىا عقدا إداريا وليست‬
‫من العقود المدنية إذ أن ىذه األخيرة ال يكون الفسخ فييا إال باتفاق طرفي العقد عكس‬
‫الصفقة العمومية(‪ ،)1‬التي يتم فييا فسخ عقد الصفقة بطريقتين‪:‬‬

‫‪.1‬فسخ عقد الصفقة العمومية من طرف المصمحة المتعاقدة‪:‬‬

‫حيث تستعمل اإلدارة سمطة الفسخ االنفرادي الذي تمارسو كامتياز تتمتع بو‪ ،‬وىذا‬
‫دون المجوء إلى القضاء حتى ولو لم ينص عميو عقد الصفقة‪.‬‬

‫‪ .2‬فسخ عقد الصفقة بطمب من المتعامل المتعاقد‪:‬‬

‫المتعامل ال يممك سمطة فسخ الصفقة بإرادتو المنفردة‪ ،‬بحيثيمجأ المتعاقد إلى رفع‬
‫دعوى فسخ عقد الصفقة متى توفرت شروط قيام دعوى الفسخ ‪،‬ىذه األخيرة تعتبر من‬
‫الدعاوى الحقوقية والتي يختص القضاء الكامل بالنظر و الحكم فييا‪.‬‬
‫تتمثل حاالت رفع دعوى الفسخ في ‪:‬‬
‫أ‪ .‬فرض أعباء جديدة عمى المتعاقد ترهقه اقتصاديا وفنيا‪ :‬إن فرض اإلدارة عمى المتعاقد‬
‫معيا التزامات جديدة‪ ،‬تفوق إمكاناتو المالية وكذا التقنية‪ ،‬ما كان ليقبل لو عمم بيا أول مرة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يخول لو المجوء إلى القضاء اإلداري المختص بدعوى فسخ العقد‪.‬‬
‫ب‪ .‬بحالة الخطأ الجسيم من طرف اإلدارة‪ :‬القاعدة العامة أنو في حالة خطأ اإلدارة فإن‬
‫المتعامل المتعاقد يمكن لو المجوء القضاء اإلداري برفع دعوى التعويض عن الضرر الذي‬

‫(‪)1‬شريف سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫(‪)2‬محفوظ عبد القادر‪ ،‬سمطة اإلدارة في التعديل االنفرادي لمعقد اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة تممسان‪ ،2014 ،‬ص ‪.164‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫أصابو‪ ،‬غير أنو إذا بمغ الخطأ المرتكب من طرف المصمحة درجة من الجسامة جعل من‬
‫التعويض غير مجد‪ ،‬جاز لممتعاقد طمب فسخ العقد‪.‬‬
‫ج‪ .‬حالة القوة القاهرة‪ :‬إن المقصود بالقوة القاىرة وجود ظروف خارجة عن تدخل طرفي‬
‫العقد يجعل من تنفيذ العقد أو مواصمة تنفيذه أم ار مستحيال‪ ،‬كالكوارث الطبيعية مثال‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة أن ىذه األسباب لم توجد عمى سبيل الحصر‪ ،‬حيث تتعدد األسباب‬
‫والتي يقد ر القاضي ما مدى مالءمتو مع قيام الحق في فسخ العقد‪ ،‬فإذا تأكد القاضي‬
‫اإلداري وجود أحد األسباب الجدية حكم بفسخ العقد‪ ،‬كما يمكنو إلزام اإلدارة بالتعويض‬
‫لصالح المتضرر من فسخ العقد كجبر لمضرر الذي أصاب صاحب الصفقة إذا استعممت‬
‫(‪)1‬‬
‫سمطتيا في الفسخ االنفرادي‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سمطات القاضي اإلداري في إلزام اإلدارة بالتعويض‬
‫يمارس القاضي اإلداري رقابتو عمى الصفقة العمومية باعتباره آلية تحد من تعسف‬
‫اإلدارة في استعمال سمطاتيا ضد المتعامل المتعاقد من خالل تعويض المتعامل المتعاقد‬
‫معيا في حالة تضرره من أعماليا المادية شريطة أن ال يكون ىو المتسبب في ىذه‬
‫األضرار‪ ،‬كما تتعدى سمطاتو من مجرد الحكم بالتعويض إلى أكثر من ذلك من خالل حكمو‬
‫ببطالن الصفقة وفسخيا بناء عمى طمب المتعامل المتعاقد وىذا ما يعتبر نياية غير طبيعية‬
‫لعقد الصفقة‪.‬‬
‫يبقى الحكم بإلزام اإلدارة بالتعويض أىم سمطات القضاء الكامل باعتباره وسيمة جبر‬
‫لمضرر الذي لحق المتعامل المتعاقد‪ ،‬كما يضمن سيرورة األشغال وىذا ما فيو تحقيق‬
‫لممصمحة العامة‪.‬‬
‫تتجمى سمطة القاضي اإلداري في إلزام اإلدارة في التعويض من خالل‪:‬‬
‫إلزاميا بالتعويض عن األضرار الناجمة عن خطئيا (الفرع األول)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)1‬شريف سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫إلزام اإلدارة بالتعويض عن األضرار دون خطئيا (الفرع الثاني)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطة إلزام اإلدارة بالتعويض عن األضرار الناجمة عن خطئها‬

‫تمتزم اإلدارة في تعاقداتيا مع األفراد بالنصوص المنظمة لمصفقة العمومية‪ ،‬غير أنو‬
‫في بعض األحيان قد تخل بيذه االلتزامات التعاقدية ‪ ،‬كما قد تتعسف في استعمال سمطة‬
‫من سمطاتيا االستثنائية غير المألوفة في العقود المدنية‪ ،‬ىذا ما يمحق أضرار بالمتعاقد معيا‬
‫األمر الذي يستمزم تعويض ىذا األخير‪ ،‬ومنو فمسؤولية اإلدارة تقوم في حالتين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حالة إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية‬

‫بعد إبرام الصفقة العمومية ودخوليا حيز النفاذ ترتب مجموعة من الحقوق وااللتزامات‬
‫التي يتعين عمى أطراف الصفقة احتراميا فإذا ما أخل المتعامل المتعاقد بيذه االلتزامات فإن‬
‫المصم حة المتعاقدة تمجأ إلى استعمال سمطاتو االستثنائية ضده‪ ،‬أما إذا أخمت ىذه األخيرة‬
‫بالتزاماتيا فإن لممتعامل المتعاقد الحق في المجوء إلى القضاء اإلداري السترداد حقوقو‬
‫المنتيكة ‪ ،‬ويبرز إخالل اإلدارة بالتزاماتيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬اإلخالل بالجانب التقني لعقد الصفقة‪ :‬يتمثل في‬

‫أ‪-‬عدم تسميم موقع التنفيذ في الوقت المناسب‪:‬‬

‫يعتبر تسميم موقع تنفيذ موضوع الصفقة في اآلجال المحددة من االلتزامات المفروضة‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة بموجب عقد الصفقة‪ ،‬وذلك حتى يتسنى تنفيذىا في الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬لذا يحق لممتعامل المجوء إلى القضاء اإلداري في حالة االخالل بيذا االلتزام والذي‬
‫ترجع سمطة تقدير آجا ل التأخير إلى القاضي فإذا ثبت لو وجود تأخر من طرف اإلدارة في‬

‫‪- 37 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ا لتزاماتيا بتسميم الموقع حكم بتعويض المتعامل المتعاقد عن األضرار التي أصابتو نتيجة‬
‫(‪)1‬‬
‫ىذا التأخر‪.‬‬

‫ب‪ -‬تسميم اإلدارة لموقع يحتوي عمى عراقيل‪:‬‬

‫ال يكفي إلعفاء اإلدارة من التزاماتيا تسميم موقع العمل في الوقت المناسب‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يكون ىذا الموقع خالي من العراقيل والعوائق التي تحول دون قيام المتعاقد من البدء في‬
‫التنفيذ أو تأخره‪ ،‬مما يرتب قيام المسؤولية العقدية لإلدارة نتيجة خطئيا وىو ما يخول‬
‫لممتعاقد معيا طمب التعويض عن طريق القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪-2‬االخالل بالجانب المالي لعقد الصفقة‪:‬‬

‫يندرج ضمن اإلخالل بالجانب المالي لعقد الصفقة ما يمي‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلخالل بااللتزام المالي لمصفقة المتفق عميه‪:‬‬

‫يعتبر المقابل المالي من الحقوق التي يتمتع بيا المتعاقد مع اإلدارة نظير تنفيذه السميم‬
‫لموضوع الصفقة‪ ،‬لذا في حالة إخالل المصمحة المتعاقدة أو تأخرىا في تسديد المقابل‬
‫المالي‪ ،‬يمجأ إلى القضاء اإلداري لممطالبة بإلزام المصمحة المتعاقدة بدفع مستحقاتو المالية‬
‫وكذا تعويضو عن الضرر الناجم عن ىذا اإلخالل(‪ ،)2‬وقد نص قانون الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام عمى كيفيات دفع المقابل المالي وذلك في نص المادة ‪ ،108‬تتمثل‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ -‬التسبيقات ‪ :‬ىو كل مبمغ يدفع قبل تنفيذ الخدمات موضوع العقد‪ ،‬وبدون مقابل لمتنفيذ‬
‫(‪)4‬‬
‫المادي لمخدمة ‪ ،)3(.‬يتخذ صورتين ىما‪ :‬التسبيقات الجزافية و التسبيقات عمى التموين‪.‬‬

‫(‪)1‬بن أحمد حورية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫(‪)2‬ثياب نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 109‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪)4‬أنظر المادة ‪ ، 111‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬الدفع عمى الحساب‪ :‬ىو كل دفع تقوم بو المصمحة المتعاقدة مقابل التنفيذ المادي‬
‫لمخدمة (‪ ، ) 1‬كما يعرف أيضا عمى أنو دفع شيري أو عمى فترة أطول تقدمو المصمحة‬
‫(‪)2‬‬
‫المتعاقدة لكل صاحب صفقة عمومية إذا أثبت قيامو بعمميات جوىرية في تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪ ‬التسوية عمى رصيد الحساب‪ :‬ىو الدفع المؤقت أو النيائي لمسعر المنصوص عميو في‬
‫(‪)3‬‬
‫الصفقة بعد التنفيذ الكامل والمرضي لموضوعيا‪.‬‬

‫ب‪-‬حجز اإلدارة لمبمغ كفالة حسن التنفيذ‪:‬‬

‫كفالة حسن التنفيذ ىو مبمغ مالي يمتزم المتعاقد بدفعو لإلدارة كضمانة لحسن تنفيذه‬
‫لمصفقة(‪ ،)4‬مع التزام المصمحة المتعاقدة برد ىذا المبمغ فور التسميم لمنيائي والسميم لمصفقة‪،‬‬
‫حيث تقوم المسؤولية التعاقدية باإلدارة في حالة حجزىا أو تأخرىا في رد مبمغ ىذه الكفالة‬
‫لممتعاقد رغم تنفيذ ىذا األخير لاللتزامات المترتبة عميو‪ ،‬وىو ما يخول لو المطالبة بالتعويض‬
‫(‪)5‬‬
‫عن الضرر الذي لحق أمام الجيات القضائية اإلدارية المختصة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة تعسف اإلدارة في استعمال سمطاتها االستثنائية‬

‫تتمتع اإلدارة بسم طات استثنائية في عممياتيا التعاقدية‪ ،‬بحيث يكسبيا مركز أعمى من‬
‫المركز القانوني لممتعاقد معيا كسمطة التعديل بإرادتيا المنفردة لعقد الصفقة‪ ،‬وسمطة‬
‫االشراف والرقابة وسمطة توقيع الجزاءات وكذا سمطة إنياء الصفقة‪ ،‬غير أن المصمحة‬

‫(‪)1‬أنظر المادة ‪ 109‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪)2‬خالف فاتح‪« ،‬محاضرات في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬طبقا ألحكام المرسوم الرئاسي ‪ 242-15‬المتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام»‪ ،‬مطبوعة محكمة موجية إلى طمبة السنة الثالثة حقوق –قسم القانون العام‪،-‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة جيجل‪،2016 ،‬ص‪،85‬مأخودة عن الموقع‬
‫اإللكتروني‪،www.univ.jijel.com.‬يوم ‪.2017/03/24‬‬
‫(‪)3‬أنظر المادة ‪ 3/109.‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪)4‬أنظر المادة ‪ ، 130‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)5‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬جسور لمنشر و التوزيع ‪،‬المحمدية‪،2007،‬ص ‪.176‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المتعاقدة في استعماليا ليذه السمطة تكون مقيدة بمبدأ المشروعية والذي يرتب قيام مسؤوليتيا‬
‫التعاقدية في حالة ما إذا خرجت عن ىذا المبدأ‪.‬‬

‫‪-1‬تعسف اإلدارة في استعمال سمطة االشراف والرقابة‪:‬‬

‫يقصد باإلشراف و الرقابة‪ ،‬متابعة المصمحة المتعاقد لمراحل إنجاز عقد الصفقة من‬
‫طرف المتعامل المتعاقد بحيث تمارس ىذه السمطة عادة من طرف أعوان مختصين‬
‫كالميندسين والتقنيين إضافة إلى مكاتب الدراسات في بعض األحيان‪.‬‬

‫وتتجمى مظاىر اإلشراف والرقابة في زيارة ورشات العمل والتحقق من سالمة المواد‬
‫المستعممة وجودتيا‪ ،‬االطالع عمى الوثائق وفحصيا‪ ،‬وكذا مراقبة نوعية المستخدمين من‬
‫حيث ا لخبرة والتخصص في إنجاز األشغال التي تتطمب أشخاص ذو خبرة ‪،‬مع عدم التدخل‬
‫في األعمال الداخمية لممتعامل المتعاقد واال أصبحت ىذه الرقابة عبارة عن استغالل مباشر‬
‫لممتعاقد معيا‪ ،‬كذلك وجوب استعمال اإلدارة ليذه السمطة في االغراض التي تيدف إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫تحقيق المصمحة العامة‪.‬‬

‫‪-2‬تعسف اإلدارة في استعمال سمطة التعديل‪:‬‬

‫تعد سمطة التعديل االنفرادي لمعقد من أىم السمطات التي تتمتع بيا اإلدارة والتي يجب‬
‫تميزىا عن العقود المدنية التي يكون فييا التعديل بتوافق إرادة طرفي العقد‪،‬غير أن سمطة‬
‫التعديل الممارسة من طرف المصمحة المتعاقدة تكون مقيدة بمجموعة من الضوابط التي‬
‫يجب عمييا احتراميا والتقيد بيا أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬خضوع قرار التعديل لمبدأ المشروعية‬

‫‪ -‬وجوب ظيور مستجدات جديدة بعد إبرام الصفقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬األطرش سعاد‪ ،‬المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2014 ،‬ص ص‪119 ،118‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬خضوع قرار التعديل لإلطار الزمني لسريان الصفقة‪.‬‬


‫‪ -‬عدم المساس بالتوازن المالي لمصفقة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬أن ال يؤدي التعديل إلى تغيير الصفقة‪.‬‬
‫وىذا ما أكدتو المواد من ‪ 135‬إلى ‪ 139‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬والتي نصت‬
‫عمى سمطة التعديل التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة ويكون ذلك عن طريق إبرام المالحق‬
‫(‪)2‬‬
‫إذا كان اليدف منيا زيادة الخدمات أو تقميصيا أو تعديل بند من بنود الصفقة األصمية‪.‬‬

‫‪-3‬تعسف اإلدارة في استعمال سمطة توقيع الجزاءات‪:‬‬

‫تعتبر الجزاءات الوسيمة التي تستعمميا اإلدارة ضد المتعامل المتعاقد معيا في حالة‬
‫إخاللو بااللتزامات التعاقدية ىذه الجزاءات ينظميا قانون الصفقات العمومية كما تنظميا‬
‫دفاتر الشروط‪ ،‬وتتعدد ىذه الجزاءات حسب طبيعة إخالل المتعامل المتعاقد بالتزاماتو‬
‫التعاقدية وتتخذ ثالث صور‪:‬‬

‫أ‪-‬الجزاءات المالية‪ :‬نصت عمييا المادة ‪ 147‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬حيث جاءت‬
‫كالتالي‪" :‬يمكن أن ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل المتعاقد في اآلجال‬
‫المقررة وتنفيذىا غير المطابق‪ ،‬فرض عقوبات مالية دون االخالل بتطبيق العقوبات‬
‫(‪)3‬‬
‫المنصوص عمييا في التشريع المعمول بو‪. "...‬‬

‫وتتخذ صورتين‪:‬‬

‫(‪)1‬سبكي ربيحة‪ ،‬سمطات المصمحة المتعا قدة تجاه المتعامل المتعاقد معيا في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل‬
‫شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪)2‬أنظر المواد من ‪ 135‬إلى ‪ 139‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪,‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ ، 147‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المرجع السابق‪,‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬غرامة التأخير‪:‬‬

‫ىي مبالغ تفرضيا المصمحة المتعاقدة عمى المتعاقد معيا في حالة تأخره في تنفيذ‬
‫الصفقة في اآلجال المحددة في الصفقة‪ ،‬حيث يجب في غرامة التأخير‪ ،‬أن تتناسب والضرر‬
‫الذي لحق باإلدارة وعمى العموم مبمغ الغرامة التأخيرية يجب أن ال يتعدى بنسبة ‪ %10‬من‬
‫مبمغ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -‬مصادرة مبمغ الضمان‪:‬‬

‫تتمتع المصمحة المتعاقدة بسمطة مصادرة مبمغ الضمان عند تقصير أو إخالل المتعاقد‬
‫بتنفيذ بنود الصفقة حتى ولم ينص عميو صراحة عقد الصفقة‪ ،‬دون المجوء إلى االجراءات‬
‫القضائية(‪.)1‬‬

‫ب‪-‬الجزاءات الضاغطة‪:‬‬

‫ىي جزاءات تفرضيا المصمحة المتعاقدة عمى المتعاقد معيا ىدفيا إرغامو عمى تنفيذ‬
‫بنود الصفقة وعادة تكون ىذه الجزاءات عن طريق تنفيذ المصمحة المتعاقد لبنود الصفقة‬
‫عمى حساب المتعاقد‪ ،‬كما قد تكمف غيره لمقيام بتنفيذ الصفقة عمى حساب المتعاقد بصفقة‬
‫مؤقتة مع بقاء العقد قائم(‪.)2‬‬

‫ج‪-‬الجزاءات المنهية لعقد الصفقة‪ :‬تعتبر من أخطر السمطات التي تمارسيا المصمحة‬
‫المتعاقدة عمى المتعاقد معيا بحيث يؤدي إلى إنياء الرابطة التعاقدية ويكون ىذا األخير في‬
‫حالة الخطأ الجسيم من طرف المتعاقد مع اإلدارة ويكون في عقود االشغال العامة(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬خالف فاتح ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71 ، 70‬‬


‫(‪)2‬ثياب نادية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.94‬‬
‫(‪)3‬سعيد عبد الرزاق باخبيره‪ ،‬سمطة اإلدارة الجزائية اثناء تنفيد العقد االداري ‪،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام‬
‫‪،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪،2008،‬ص‪.310‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫إن تعسف اإلدارة في استعمال سمطة من السمطات االستثنائية المذكورة يعطي الحق‬
‫لممتعامل المتعاقد المجوء إلى القضاء اإلداري لطمب التعويض عن الضرر الذي لحق بو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطة الزام اإلدارة بالتعويض عن األضرار دون خطئها‬

‫إذا كان الخطأ ىو األساس األصيل لمسؤولية اإلدارة‪ ،‬إال أنو أساس غير كافي وذلك‬
‫لكون اإلدارة قد تقوم بممارسة نشاطيا اإلداري بصفة عادية وبدون أن يقع منيا أي خطأ إال‬
‫أنيا تمحق أض ار ار بالمتعامل المتعاقد معيا‪ ،‬إضافة إلى ذلك قد يكون سبب الضرر خارج عن‬
‫إرادة اإلدارة وعميو جاءت نظرية الحفاظ عمى التوزان المالي لمصفقة وكذا االثراء بال سبب‬
‫كأساسين لقيام مسؤولية اإلدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قيام مسؤولية اإلدارة لمحفاظ عمى التوازن المالي لمصفقة‬

‫من بين الحقوق التي يتمتع بيا المتعاقد مع اإلدارة حصولو عمى المقابل المالي نظير‬
‫تنفيذه لموضوع الصفقة غير أنو في بعض الحاالت قد تط أر ظروف خارجة عن مسؤولية‬
‫اإلدارة مما يتسبب في االخالل بالتوازن المالي لممتعاقد وتحممو أعباء غير تمك المنصوص‬
‫عمييا في بنود الصفقة مما ييدد إيقاف تنفيذ الصفقة ما لم تتدخل المصمحة المتعاقدة لمحفاظ‬
‫عمى التوازن المالي لمصفقة الذي يستند في جوىره عمى مبدأ االستم اررية‪ ،‬وذلك سواء بإعمال‬
‫(‪)1‬‬
‫نظرية فعل األمير أو نظرية الظروف الطارئة أو نظرية الصعوبات المادية‪.‬‬
‫‪-1‬نظرية فعل األمير‪:‬‬
‫يقصد بفعل األمير التصرف أو العمل الصادر عن اإلدارة المتعاقد لدى ممارستيا‬
‫ألعمال السمطة التي تتمتع بيا‪ ،‬والتي تؤدي إلى إرىاق المتعاقد معيا بصورة جدية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يقتضي دعمو ماليا وتعويضو حتى يتمكن من االستمرار في تنفيذ الصفقة‪ ،‬تحقيقا‬
‫(‪)2‬‬
‫لممصمحة العامة من خالل مواصمة تنفيذ موضوع الصفقة‪.‬‬

‫(‪)1‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2004 ،‬ص ‪.232‬‬
‫(‪)2‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫يتطمب لقيام نظرية فعل األمير توافر مجموعة من الشروط التي وضعيا القضاء‬
‫اإلداري تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬صدور العمل القانوني من طرف اإلدارة عمى نحو مطابق لمنظام القانوني السائد في‬
‫الدولة أي أن يكون ىذا العمل القانوني مشروع واال ترتب عن ذلك قيام مسؤولية اإلدارة‬
‫عمى أساس الخطأ‪.‬‬
‫‪ -‬صدور العمل اإلداري الذي يتسبب في االختالل المالي لممتعامل المتعاقد من طرف‬
‫اإلدارة أو المصمحة المتعاقدة نفسيا‪.‬‬
‫‪ -‬أ ن يؤدي تصرف المصمحة المتعاقدة إلى زيادة وارتفاع تكاليف الصفقة بصورة كبيرة‬
‫يجعل تنفيذىا أمر مرىق لممتعامل المتعاقد‪.‬‬
‫ويترتب عمى توافر شروط نظرية فعل األمير استحقاق المتعامل المتعاقد لمتعويض‬
‫الكامل عن جميع األعباء والتكاليف االضافية التي تكبدىا‪ ،‬بحيث يتم تقدير مبمغ ىذا‬
‫التعويض باتفاق الطرفين‪ ،‬وفي حالة‬
‫تعثر ىذا االتفاق يتولى القاضي تقدير التعويض كما يجوز لمتعامل المتعاقد طمب فسخ‬
‫(‪)1‬‬
‫العقد عند استحالة تنفيذه اللتزاماتو‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية الظروف الطارئة‪:‬‬
‫يقصد بالظروف الطارئة قيام وظيور أحداث مفاجئة لدى تنفيذ الصفقة مثل األزمات‬
‫االقتصادية‪ ،‬حروب‪ ،‬انخفاض قيمة العممة‪...‬الخ‪ ،‬يرتب عمى حدوثيا اختالل بالتوازن المالي‬
‫لمصفقة‪ ،‬حيث يصبح تنفيذ االلتزام من طرف المتعامل المتعاقد أشد إرىاقا‪ ،‬مثال ذلك قد‬
‫تؤدي زيادة الضرائب وارتفاع الرسوم الجمركية بصورة مفاجئة وغير متوقعة إلى جعل‬
‫مواصمة تنفي ذ الصفقة مكمفا ومرىقا بالنسبة لنتعامل المتعاقد مما يقتضي تحمل المصمحة‬
‫المتعاقدة لبعض األعباء المالية من أجل ضمان استم اررية التنفيذ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عميوات ياقوتة‪ ،‬تطبيقات النظرية العامة لمعقد‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2009 ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويرجع أصل ىذه النظرية إلى مجمس الدولة الفرنسي في أوائل القرن ‪ 19‬والتي طبقت‬
‫(‪)1‬‬
‫فييا ألول مرة ىذه النظرية في قضية غاز المدينة بوردو‪.‬‬
‫لقيام نظرية الظروف الطارئة يستمزم توافر الشروط التالية‪:‬‬
‫يجب أن يكون الحدث الطارئ خارج عن إرادة الطرفين سواء اإلدارة أو المتعاقد‬ ‫‪-‬‬
‫معيا‪ ،‬ذلك أن االختالل في التوازن المالي بفعل المصمحة المتعاقدة إنما يترتب عميو تطبيق‬
‫نظرية األمير‪.‬‬
‫حصول الحدث الطارئ في مرحمة تنفيذ الصفقة ذلك أنو إذا حدث في مرحمة إبرام‬ ‫‪-‬‬
‫الصفقة ال يعتد بو كذلك األمر إذا كان بعد مضاء الصفقة فإنو كذلك ال يعتد بو إذا كان‬
‫التأخير ناجم عن المتعاقد‪ ،‬أما إذا كان التمديد بفعل اإلدارة تطبق نظرية الظروف الطارئة‪.‬‬
‫يجب أن يكون الحدث الطارئ غير متوقع واستثنائي لدى تنفيد العقد كالحروب‬ ‫‪-‬‬
‫واألزمات االقتصادية والكوارث الطبيعية وترجع لمقاضي اإلداري سمطة تقدير الظرف وما إذا‬
‫كان يمكن توقعو أم ال عمى وقع الظروف التي تم فييا إبرام العقد‪.‬‬
‫قمب اقتصاديات العقد رأسا عمى عقب‪ ،‬أي تجاوز ما يسمى بالسعر الحد ومعناه أن‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الخسارة وقمة األرباح أو زواليا ال يؤديان إلى إعمال النظرية وتطبيقيا‪.‬‬
‫فال يكفي أن يترتب عمى الحادث الطارئ مجرد النقص في الربح أو فوات فرصة‬
‫الربح بل يجب أن يصيب المتعاقد خسارة كبيرة مما يسبب اختالال في التوازن المالي‬
‫لمصفقة‪ ،‬وترجع لمقاضي اإلداري سمطة تقدير مدى جسامة الضرر الذي تمحقو الظروف‬
‫(‪)3‬‬
‫الطارئة بالمتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫يترتب عن قيام نظرية الظروف الطارئة مجموعة من اآلثار أبرزىا‪:‬‬

‫(‪)1‬بحري إسماعيل‪ ،‬الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪)2‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪)3‬بحري إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫التزام المتعامل المتعاقد باالستمرار في تنفيذ الصفقة لما ليا من أثر عمى المصمحة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة ذلك أن توقفو عن تنفيذ الصفقة من شأنو االخالل بمبدأ االستم اررية والتي تعتبر‬
‫أساسا قيام نظرية الظروف الطارئة‪.‬‬
‫ضرورة تدخل اإلدارة أو المصمحة المتعاقدة لسد أي اختالل في التوازن المالي‬ ‫‪-‬‬
‫لمصفقة باستحقاق المتعامل المتعاقد لتعويض جزئي عمى ألعباء المادية المنجرة عمى‬
‫الظرف الطارئ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية الصعوبات المادية‪:‬‬

‫ىي نظرية ترجع نشأتيا لمقضاء الفرنسي لمواجية الحالة التي يجد فييا المتعامل‬
‫المتعاقد صعوبات مادية استثنائية غير متوقعة يترتب عمييا أعيائو مما يجعل تنفيذ العقد‬
‫أكثر كمفة وأشد ارىاقا‪ ،‬مما يخول لممتعاقد الحق في مطالبة اإلدارة بالتعويض عمى‬
‫الصعوبات المادية وأساس تعويض اإلدارة لممتعاقد في ىذه النظرية ىو اعتبارات العدالة‬
‫وحسن النية‪.‬‬

‫يشترط لتطبيق نظرية الصعوبات المادية توافر شروط أىميا‪:‬‬

‫يجب أن تكون ىذه الصعوبات المادية راجعة إلى ظاىر طبيعية تكشف أثناء تنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫عقد األشغال أنيا غير صالحة لألشغال العامة وأن عممية اصالحيا تتطمب نفقات مرىقة‪.‬‬
‫يجب أن تكون الصعوبات المادية أجنبية عن طرفي العقد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب أن تكون ىذه الصعوبات ذات طابع استثنائي وغير متوقعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يترتب عمى نظرية الصعوبات المادية اآلثار التالية‪:‬‬

‫استمرار تنفيذ المتعاقد مع اإلدارة اللتزاماتو التعاقدية مع تعويضو الكامل بمقابل ما‬ ‫‪-‬‬
‫تحممو من أعباء وتكاليف في مواجية تمك الصعوبات المادية واالستثنائية وغير المتوقعة‪.‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫وىذا ما يميز ىذه النظرية عن نظرية الظروف الطارئة والتي يكون التعويض في ىذه األخيرة‬
‫(‪)1‬‬
‫جزئي يغطي جانب جزئي من الخسائر التي لحقت بالمتعامل المتعاقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قيام مسؤولية اإلدارة في إطار نظرية اإلثراء بال سبب‬
‫إن اإلثراء بال سبب يقوم متى كان إثراء المصمحة المتعاقدة عمى حساب المتعامل‬
‫المتعاقد أي أنيا تحصمت عمى أشغال نافعة‪ ،‬قام بيا المتعاقد وكانت راضية عمييا أثناء‬
‫مرحمة التنفيذ كقيام المتعاقد بأشغال إضافية بالنسبة لمصفقة األصمية حيث يمكن لممتعاقد مع‬
‫اإلدارة طمب تعويض عن ىذه األشغال اإلضافية والتي كمفتو مبالع إضافية وتظير ىذه‬
‫النظرية فيما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬حالة قيام المتعامل المتعاقد بأشغال إضافية ضرورية لتنفيذ الصفقة‪:‬‬
‫األعمال اإلضافية ىي األشغال التي لم تنص عمييا بنود الصفقة حيث تكون مرتبطة‬
‫بالعمل األصمي وضرورية لتنفيذ الصفقة‪ ،‬وىذا ما جاء في قرار مجمس الدولة في‬
‫‪ 2005/07/12‬قضية "ق‪.‬ع‪.‬ب" مدير الشباب والرياضة لوالية البويرة والذي جاء في‬
‫حيثياتو "‪ ...‬حيث أن األشغال اإلضافية كانت ضرورية إلنياء المشروع ‪ ،...‬وأن صاحب‬
‫(‪)2‬‬
‫المشروع ممزم بتسديدىا حتى واذا لم يتمق أي أمر بإنجاز ىذه األشغال‪."...‬‬
‫كما أن المحكم العميا بمصر أقرت بقوليا" األعمال اإلضافية يعين أن تكون ذات نوع‬
‫وجنس األعمال األصمية‪ ،‬بحيث تكون الزيادة في الكمية أو حجم العقد قابمة لمتنفيذ أو‬
‫المحاسبة المالية مع المتعاقد األصمي عن ذات الفئات واألسعار الخاصة في حالة الطمب‬
‫الكتابي أو الشفوي بالنسبة لتعويض المتعاقد مع اإلدارة حيث يكون في صورة مقابل مادي"‪،‬‬
‫ومنو ففي حالة عدم تعويضو عن ما قام بو من أعمال إضافية من طرف اإلدارة يمكن‬
‫(‪)3‬‬
‫لممتعامل المتعاقد أن يمجأ إلى القضاء اإلداري لطمب التعويض‪.‬‬

‫(‪)1‬عزوزي فؤاد‪« ،‬دور القضاء اإلداري في حماية حقوق أطراف العقد اإلداري»‪ ،‬مجمة المعيار‪،‬عدد‪ 16‬المغرب ‪،2004،‬‬
‫ص ‪.27‬‬
‫(‪)2‬خمف اهلل كريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫(‪)3‬بن أحمد حورية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬حالة قيام المتعامل المتعاقد بأشغال غير ضرورية لتنفيذ الصفقة‪:‬‬


‫ىي تمك األشغال التي يقوم بيا المتعاقد التي ال تتفق مع الشروط المنصوص عمييا‬
‫في الصفقة بحيث ال يؤدي عدم تنفيذىا إلى االخالل بالتنفيذ السميم لعقد الصفقة واألصل أن‬
‫تكون اإلدارة غير ممزمة بتفويض المتعامل المتعاقد عمى ىذه األشغال االضافية غير أنو في‬
‫حالة استفادتيا من تمك األعمال وكذا عدم اعتراضيا عمى أداء المتعاقد ليا فإنو يحق ليذا‬
‫(‪)1‬‬
‫األخير مطالبة اإلدارة بالتعويض وذلك عمى أساس نظرية اإلثراء بال سبب‪.‬‬

‫(‪)1‬بن أحمد حورية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫رقابة القضاء اإلداري عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يتمحور دور القضاء االداري في الرقابة عمى الصفقات العمومية نظ ار لكونو صاحب‬
‫االختصاص األصيل بالفصل في منازعات الصفقات العمومية و ىذا وفقا ألحكام قانون‬
‫االجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬من خالل الدور الذي يمكن ان يمعبو قضاء االلغاء و كذا‬
‫القضاء الكامل في ىذه العممية ‪ ،‬فضال عن االحكام الجديدة التي جاء بيا قانون االجراءات‬
‫المدنية و االدارية و المتعمقة بتدخل قضاء االستعجال في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫رقابة القضاء الجزائي على الصفقات العمومية‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يقؿ دور القضاء الجزائي أىمية عف الدور الذي يمعبو القضاء اإلداري في الرقابة‬
‫عمى الصفقات العمومية‪ ،‬حيث يبرز مف خبلؿ إرسائو لممبادئ والقواعد العامة التي تحكـ‬
‫تنظيـ الصفقات العمومية‪ ،‬سواء ما تعمؽ منيا بمبدأ المساواة بيف المتنافسيف‪ ،‬أو الحرية في‬
‫دخوؿ المنافسة وكذا مبدأ الشفافية في اإلجراءات‪ ،‬وكذا محاربة ظاىرة الفساد في مجاؿ‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬كبحيا والوقاية منيا‪ ،‬وتتجمى ىذه األخيرة في الجرائـ المرتكبة في مجاؿ‬
‫الصفقات العمومية سواء كاف في مرحمة اإلبراـ أو مرحمة التنفيذ ‪.‬‬

‫نظ ار لخطورة ىذه الظاىرة عمى الماؿ العاـ وارتباطيا المباشر باستقرار االقتصاد فقد‬
‫أوالىا المشرع الجزائري أىمية بالغة مف خبلؿ سنو لترسانة مف القوانيف في مقدمتيا قانوف‬
‫الصفقات العمومية بتعديمو األخير وكذا قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو وقانوف‬
‫العقوبات‪...‬إلخ‪ ،‬إضافة إلى الصبلحيات الواسعة الممنوحة لمقاضي الجزائي في تطبيؽ ىذه‬
‫القوانيف وتفعيؿ الرقابة عمى الصفقات العمومية مف خبلؿ كشفو باستعماؿ أساليب الكشؼ‬
‫الخاصة مف أسموب الترصد وكذا أسموب االختراؽ ليتـ مف خبلليا الكشؼ عف الجرائـ‬
‫المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬تحديدىا‪ ،‬وكذا متابعة مرتكبييا وفرض العقوبات المناسبة سواء‬
‫تمؾ الماسة بالذمة المالية أو السالبة لمحرية مع خضوع القاضي الجزائي لمبدأ الشرعية حيث‬
‫ال جريمة و ال عقوبة إلى بنص قانوني‪.‬‬

‫وعمى ضوء ذلؾ‪ ،‬نتناوؿ في ىذا الفصؿ ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية‬
‫كمبحث أوؿ لنعرج لمحديث عف متابعة ىذه الجرائـ كمبحث ثاني‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬ظاهرة الفساد في مجال الصفقات العمومية‬

‫تعتبر ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية االكثر تيديدا وخطورة عمى‬
‫االقتصاد الوطني و دالؾ الرتباطيا المباشر بالماؿ العاـ لدا حرص المشرع الجزائري عمى‬
‫ايجاد الحموؿ المناسبة ليده الظاىرة كاف أبرزىا سنو لقانوف الوقاية مف الفساد و مكافحتو‬
‫‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 2006/02/20‬اذ نص في الباب الرابع منو و المعنوف ب " التجريـ‬
‫و الداخمة في‬ ‫و العقوبات و اساليب التحري " ‪ ,‬عمى الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمومية‬
‫ظاىرة الفساد ‪,‬و منو نتناوؿ في المطمب االوؿ أساليب الكشؼ الخاصة عف ىذه الجرائـ‬
‫‪,‬أما المطمب الثاني فنعرج الى تحديد ىذه الجرائـ و ىذا في مجاؿ الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أساليب الكشف الخاصة عن جرائم الفساد في الصفقات العمومية‬

‫يعرؼ الفقو أساليب التحري «تمؾ العمميات أو اإلجراءات أو التقنيات التي تستخدميا‬
‫الضبطية القضائية تحت مراقبة واشراؼ السمطة القضائية بغية البحث والتحري عف الجرائـ‬
‫الخطيرة المقررة في قانوف العقوبات‪ ،‬وجمع األدلة عنيا و الكشؼ عف مرتكبييا‪ ،‬دوف عمـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ورضا األشخاص المعنييف»‬

‫مف خبلؿ التعريؼ يتضح لنا اليدؼ مف وراء االستعانة بأساليب التحري المتمثؿ في‬
‫الكشؼ عف الجرائـ خاصة ما تعمؽ منيا بجرائـ الفساد ومحاربتيا‪ ،‬وجمع األدلة البلزمة‬
‫إلدانة مرتكبييا وتحريؾ الدعاوي العمومية ضدىـ فيي إذف تعتبر كمرحمة أولية لمتابعة‬
‫مرتكبي جرائـ الفساد‪ ،‬واقرار العقوبات ضدىـ حماية لمماؿ العاـ وضمانا لبلستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬فالمشرع الجزائري في تكريسو لمسياسة الجنائية في مجاؿ الصفقات العمومية لـ‬
‫يكتؼ بإقرار جزاءات وكذا تحديد جرائـ الفساد‪ ،‬بؿ توسع إلى وضع أساليب في التحري عف‬
‫ىذه الجرائـ مف أجؿ مواكبة التطور في أشكاؿ اإلجراـ في عصرنا الحالي خاصة جرائـ‬

‫(‪)1‬خمفي عبد الرحمف ‪ ،‬محاضرات في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة‪،2010 ،‬ص‪.68‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفساد(‪ ،)1‬وذلؾ مف خبلؿ قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬أو مف خبلؿ قانوف الوقاية مف الفساد‬
‫ومكافحتو‪ .‬وقد عمؿ المشرع أيضا عمى إنشاء ىيئات تكشؼ إداريا عمى ىذه الجرائـ متمثمة‬
‫في المفتشية العامة لممالية‪ ،‬وكذا مجمس المحاسبة المذاف أنيطت ليما ميمة التحري عمى‬
‫جرائـ الصفقات العمومية‪ .‬مف خبلؿ الرقابة البلحقة التي يمارسانيا‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبؽ وفي إطار محاربة الفساد دائما فقد تطرؽ المشرع الجزائري إلى‬
‫أساليب تحري تختص بيا السمطة القضائية‪ ،‬أي أنيا مف اختصاص ىيئات قضائية تتمثؿ‬
‫في الشرطة القضائية وما تقوـ بو مف أساليب تحري خاصة تضاؼ إلى أساليب التحري‬
‫والكشؼ التي جاء بيا قانوف ‪ 01-06‬وكذا قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬حيث تعد ىذه‬
‫األساليب عبارة عف توسيع لمجاؿ سمطة التحقيؽ لمكشؼ عف جرائـ الصفقات العمومية في‬
‫المقاـ األوؿ‪ .‬غير أف ىذا التوسع جعؿ منو المشرع إستثناءا فقط‪ ،‬وحسب المادة ‪ 56‬مف‬
‫القانوف رقـ ‪ 01/06‬ىذه الوسائؿ خاصة بجرائـ الفساد فقط والتي تدخؿ ضمنيا جرائـ‬
‫‪)2‬‬
‫وىي مذكورة عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬نظ ار كما قمنا لتطور‬ ‫الصفقات العمومية‬
‫الجريمة في العصر الحالي والذي يقتضي بذلؾ وضع سياسة جنائية مرنة تواكب تطور‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫يمكف المجوء إلى وسائؿ أخرى لـ يتـ التطرؽ إلييا في ىذا القانوف‪ ،‬تبعا لخصوصية‬
‫كؿ جريمة وما تقتضيو مف أسموب لمتحري والكشؼ عنيا‪ ،‬وىذا ما أشارت إليو المادة ‪68‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات الجزائية أف لقاضي التحقيؽ أف يطبؽ مبدأ مبلئمة الوسيمة مع‬
‫خصوصية الجريمة(‪ ،)3‬أي أنو ال يتقيد فقط بالوسائؿ المذكورة في القانوف ‪ 01-06‬المتعمؽ‬

‫(‪ )1‬بف بشير وسيمة‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلداري والمالي في مجاؿ الصفقات العمومية في القانوف الجزائري‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ‬
‫درجة ماجستير القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ ‪،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ‪.213‬‬
‫(‪)2‬انظر المادة ‪ ، 56‬مف القانوف ‪ ، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬انظر نص المادة ‪ 68‬مف األمر رقـ ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬يتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية ‪،‬النص‬
‫الكامؿ لمقانوف و تعديبلتو الى غاية ‪ ، 2015/06/23‬برتي لمنشر‪ ،‬الطبعة ‪.2015، 13‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ ،‬بؿ يعتمد كذلؾ عمى قانوف اإلجراءات الجزائية‪)1(.‬لذلؾ البد‬
‫مف شرح ىذه األساليب التي تتـ خمسة ما يعني مساسا بالحريات الخاصة لؤلفراد‪ ،‬ومف أىـ‬
‫ىذه الوسائؿ واألساليب نجد أسموب الترصد اإللكتروني (الفرع األوؿ)‪ ،‬وأسموب االختراؽ‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أسموب الترصد اإللكتروني‬

‫لـ ينص المشرع الجزائري عمى مصطمح "الترصد اإللكتروني" في قانوف اإلجراءات‬
‫الجزائية حيث أنو ترؾ المجاؿ مفتوحا لمجموعة مف األساليب التي تدخؿ في معنى الترصد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وىو ما نستخمصو مف نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‬
‫« إذا اقتضت ضرورات التحري في الجريمة المتمبس بيا أو التحقيؽ االبتدائي في جرائـ‬
‫المخدرات أو الجريمة المنظمة العابرة لمحدود‪ ...‬وكذا جرائـ الفساد يجوز لوكيؿ الجميورية‬
‫المختص أف يأذف باآلتي ‪:‬‬

‫‪ ‬اعتراض المراسبلت التي تتـ عف طريؽ وسائؿ االتصاؿ السمكية‪ ،‬البلسمكية‪.‬‬


‫‪ ‬وضع التركيبات التقنية دوف موافقة المعنييف مف أجؿ التقاط وتثبيت وبث الكبلـ المتفوه‬
‫بو بصفة خاصة أو سرية مف طرؼ شخص أو عدة أشخاص في أماكف خاصة أو‬
‫(‪)2‬‬
‫عمومية أو التقاط صور لشخص أولعدة أشخاص يتواجدوف في مكاف خاص‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 56‬مف القانوف ‪ 01-06‬فقد أشارت إليو وبصفة صريحة حيث نصت «مف‬
‫أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة بالجرائـ المنصوص عمييا في القانوف‪ ،‬يمكف المجوء إلى‬
‫التسميـ المراقب‪ ،‬أو اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد اإللكتروني‪ ،)3(»...‬إذف فالترصد‬

‫(‪)1‬محمد بف شيخ‪" ،‬خصوصية التجريم والتحري في الصفقات العمومية"‪ ،‬مداخمة كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬ص‪ 12‬المأخوذة عف الموقع االلكتروني ‪ ,www.Mouwazaf-dz.info‬يوـ‪2017/02/02‬‬
‫(‪ )2‬خمفي عبد الرحمف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 56‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإللكتروني ىدفو جمع األدلة المتعمقة بجريمة مف الجرائـ‪ ،‬وىو يجمع بيف ثبلث أساليب‬
‫تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ .1‬اعتراض المراسبلت‪ :‬تعرؼ بأنيا «عممية مراقبة سرية لممراسبلت السمكية والبلسمكية‬
‫في إطار البحث والتحري عف الجريمة‪ ،‬وجمع األدلة أو المعمومات حوؿ األشخاص‬
‫(‪)1‬‬
‫المشتبو فييـ في ارتكابيـ أو في مشاركتيـ في ارتكاب الجريمة»‪.‬‬
‫‪ .2‬تسجيؿ األصوات‪ :‬وسيمة تحري تتـ عف طريؽ وضع رقابة عمى اليواتؼ وتسجيؿ‬
‫األحاديث التي تتـ عف طريقيا‪ ،‬أو بوضع ميكرفونات حساسة تستطيع التقاط‬
‫(‪)2‬‬
‫األصوات وتسجيميا‪ ،‬وقد يتـ أيضا عف طريؽ التقاط إشارات السمكية أو إذاعية‪.‬‬
‫‪ .3‬التقاط الصور‪ :‬تكوف بالتقاط الصور ألشخاص‪ ،‬أو شخص واحد دوف عممو‪ ،‬بوضع‬
‫أجيزة صغيرة الحجـ واخفائيا في أماكف خاصة‪ ،‬مخصصة لمغرض الذي وضعت‬
‫مف أجمو‪ .‬وبالنظر لكوف أسموب الترصد اإللكتروني يتـ في سرية ودوف عمـ الشخص‬
‫المعترض ة مراسبلتو‪ ،‬أو الممتقطة صوره‪ ،‬أو المسجؿ صوتو‪ ،‬فإف ىذا يطرح إشكاال‬
‫مف حيث خرؽ الحؽ الدستوري المعترؼ بو لكؿ شخص في حرمة الحياة الخاصة‬
‫وسرية المراسبلت واالتصاالت الخاصة(‪ .)3‬ىذا وقد نص قانوف العقوبات عمى أنو‬
‫يعاقب بالحبس مف سنة إلى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية مف ‪ 50000‬إلى ‪300000‬‬

‫(‪)1‬خمفي عبد الرحماف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫(‪)2‬مصطفى عبد القادر‪« ،‬أساليب التحري الخاصة واجراءاتها»‪ ،‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬عدد‪ ،2‬الجزائر‪ ، 2009 ،‬ص ص‬
‫‪.71،70‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 46‬مف دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪-96‬‬
‫‪ 438‬مؤرخ في ‪ ، 1996/12/07‬يتعمؽ بنشر وتعديؿ الدستور الموافؽ عميو باستفتاء الشعبي ‪ ، 1996/11/28‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ، 76‬صادر بتاريخ ‪ ، 1996/12/08‬معدؿ و متمـ بقانوف رقـ ‪ ، 03-02‬مؤرخ في ‪ 2002/04/10‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ، 25‬صادر بتاريخ ‪ ، 2002/04/14‬معدؿ و متمـ بقانوف رقـ ‪ ، 19-08‬مؤرخ في ‪، 2008/11/15‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ، 63‬صادر بتاريخ ‪ ، 2008/11/16‬معدؿ ومتمـ بقانوف رقـ ‪ ، 01-16‬مؤرخ في ‪ ،2016/03/06‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ،14‬صادر بتاريخ ‪. 2016/03/07‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دج‪ ،‬كؿ مف تعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة لؤلشخاص بأية تقنية كانت وذلؾ‬
‫عف طريؽ ‪:‬‬
‫‪ -‬التقاط أو تسجيؿ أو نقؿ مكالمات أو أحاديث خاصة أو سرية بغير رضا‬
‫صاحبيا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬التقاط أو نقؿ صورة لشخص في مكاف خاص‪ ،‬بغير إذف صاحبيا أو رضاه‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري رغـ نصو عمى استعماؿ أساليب التحري عمى الرغـ مف مساسيا بالحرية‬
‫الشخصية إال أنو أرفقيا بضوابط واجراءات يجب اتباعيا‪ ،‬تحت طائمة فقدانيا لمشروعيتيا‪،‬‬
‫تتمثؿ ىذه اإلجراءات في‪:‬‬

‫‪ .1‬مباشرة التحري بإذن من وكيل الجمهورية‪ :‬لمشروعية إجراءات التحري ألزـ المشرع‬
‫الشرطة القضائية باعتبارىا الييئة المكمفة بالتحري الحصوؿ عمى إذف وكيؿ الجميورية‬
‫المختص‪ ،‬ىذا اإلذف يسمح لضابط الشرطة القضائية بالدخوؿ إلى األماكف الخاصة‬
‫والممموكة مف الشخص أو األشخاص دوف رضاىـ أو عمميـ‪ ،‬مع المراقبة المباشرة مف‬
‫وكيؿ الجميورية المختص(‪ ،)2‬و يشترط في ىذا اإلذف أف يكوف‪:‬‬
‫‪ -‬كتابيا‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمف كؿ العناصر التي تسمح بالتعرؼ عمى االتصاالت المطموب التقاطيا‬
‫واألماكف المقصودة السكنية وكذا الجريمة المبررة لمجوء إلى ىذا التدبير ومدتو‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمف كؿ األماكف التي توضع فييا الترتيبات التقنية مف أجؿ التقاط وتسجيؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫وتثبيت الكبلـ المتفوه بو‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمف المدة المسموح بيا إلجراء التحقيؽ ‪ 4‬أشير عمى أقصى تقدير‪ ،‬تجدد‬
‫(‪)1‬‬
‫حسب مقتضيات التحقيؽ ضمف نفس الشروط الشكمية والزمنية‪.‬‬

‫(‪)1‬بف بشير وسيمة‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.215‬‬


‫(‪)1‬‬
‫انظر المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 5‬مف االمر رقـ ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر المادة ‪ 65‬مكرر ‪ ،7‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحرر ضابط الشرطة القضائية محض ار عف كؿ عممية تدخؿ في مجاؿ الترصد اإللكتروني‪،‬‬
‫مع ذكره لتاريخ و وقت بداية ىذه العمميات واالنتياء منيا(‪ ،)2‬ليقوـ بعدىا بتصنيؼ أو نسخ‬
‫المراسبلت أو الصور أو المحادثات في محضر يودع بالممؼ‪ ،‬كما تنسخ وتترجـ المكالمات‬
‫(‪)3‬‬
‫يسخر ليذا الغرض عند االقتضاء‪.‬‬
‫التي تتـ بالمغات األجنبية بمساعدة مترجـ ّ‬

‫‪ .2‬االلتزام بالسر المهني‪ :‬يمتزـ ضابط الشرطة المأذوف لو بالعممية السرية‪ ،‬حيث يقوـ‬
‫بإجراءات التحري والتحقيؽ بشكؿ خفي مع الحفاظ عمى السر الميني وعدـ إفشاءه‪ ،‬واال‬
‫توبع بتيمة إفشاء السر الميني‪ ،‬فالسرية تضمف تحقيؽ ىدفيف أساسيف أوليما تسييؿ‬
‫متابعة المتيـ والقبض عميو باألدلة الداحضة‪ ،‬وكذا ضماف الحريات الشخصية‬
‫وصيانتيا‪ .‬لذلؾ يجب عمى ضباط الشرطة القضائية عدـ إفشاء األسرار التي جمعوىا‬
‫أثناء التحريات ألنيا تتعمؽ بحرمة أشخاص وحياتيـ الخاصة‪ ،‬كما يجب التأكد مف‬
‫جميع البيانات المتواجدة في سجبلت الشرطة والتخمص مف كؿ البيانات غير المؤكدة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسموب االختراق‬

‫ىو « عممية منظمة بدقة تستيدؼ أوساطا معينة قائمة عمى دراسة مسبقة ليا‪ ،‬بحيث‬
‫يتـ الوقوؼ عمى أدؽ خصوصياتيا وتفاصيميا بيدؼ معرفة طبيعة عمميا وكيفية تحركيا مف‬
‫الناحية البشرية والمادية وذلؾ بعد استفاء جميع الشروط الشكمية والموضوعية»(‪ ،)4‬أما إذا‬
‫عرفناىا قانونا فيقصد بيا قياـ ضابط أو عوف شرطة قضائية تحت مسؤولية ضابط الشرطة‬
‫القضائية المكمؼ بتنسيؽ العممية بمراقبة األشخاص المشتبو في ارتكابيـ جناية أو جنحة‬

‫(‪ )1‬انظر المادة ‪ 65‬مكرر ‪ ،2/7‬مف االمر رقـ ‪،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬انظر المادة ‪ 65‬مكرر‪ ،9‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫انظر المادة ‪ 65‬مكرر‪ ،10‬مف االمر ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بف مقراني فيد‪ ،‬أساليب التحري في جرائـ الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ‬
‫السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بإيياميـ أنو فاعؿ معيـ أو شريؾ ليـ او خاؼ (‪ ،)1‬ويعد أسموب االختراؽ مف األساليب‬
‫الحديثة التي أدرجيا المشرع الجزائري في أساليب البحث والتحري الخاصة‪ ،‬حيث نص عمييا‬
‫في المواد مف ‪ 65‬مكرر ‪ 11‬إلى غاية ‪ 65‬مكرر ‪ 18‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية المعدؿ‬
‫والمتمـ في الفصؿ الخامس تحت اسـ التسرب‪ ،‬والمادة ‪ 56‬مف قانوف الوقاية مف الفساد‬
‫ومكافحتو‪.‬‬

‫إذف فاالختراؽ أو التسرب كما يسميو البعض يقوـ عمى إيياـ المتيميف في قضايا فساد‬
‫والذيف يكونوف موظفيف عمومييف عف طريؽ ضابط شرطة‪ ،‬بأنو فرد منيـ‪ ،‬سواء كنا بصدد‬
‫جريمة رشوة حيث يقوـ بدور الراشي مف أجؿ القبض عمى المتيـ في حالة تمبس‪ ،‬واألمر‬
‫سياف بالنسبة الستغبلؿ النفوذ حيث يوىـ الموظؼ بأنو صاحب المصمحة ويعرض عميو‬
‫استغبلؿ نفوذه مف أجؿ الحصوؿ عمى منفعة أو مقابؿ منفعة غير مستحقة‪ ،‬وقد يمعب‬
‫الضابط دور موظؼ عاـ لدى مصمحة متعاقدة مف أجؿ القبض عمى المتعاقد المقدـ لمرشوة‬
‫(الراشي) أو العارض تقديـ منفعة غير مستحقة عمى الموظؼ الذي يكوف في الحقيقة ضابط‬
‫الشرطة‪ ،‬كما يجوز ليذا األخير مف أجؿ تسييؿ وصولو إلى الحقيقة وحصولو عمى‬
‫المعمومات واألدلة الداحضة أف يقوموا إضافة إلى استعماليـ ليوية مزورة وارتكابيـ أفعاؿ‬
‫تساعد في الكشؼ عمى مرتكبي جرائـ الصفقات‪ ،‬بػ‪:‬‬

‫‪ -‬اقتناء أو حيازة أو نقؿ أو إعطاء مواد أو أمواؿ أو منتوجات أو وثائؽ أو معمومات‬


‫متحصؿ عمييا مف ارتكاب الجرائـ‪ ،‬أو المستعممة في ارتكابيا‪.‬‬
‫‪ -‬استعماؿ أو وضع تحت تصرؼ مرتكبي ىذه الجرائـ‪ ،‬الوسائؿ ذات الطابع القانوني‬
‫أو المالي‪ ،‬وكذا وسائؿ النقؿ أو التخزيف أو اإليواء أو الحفظ أو االتصاؿ (‪. )2‬‬

‫(‪)1‬انظر المادة ‪ 65‬مكرر‪ 12‬مف االمر ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ ، 14‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمتزـ ضابط الشرطة المرخص لو بالقياـ باالختراؽ بعدـ إظيار ىويتو الحقيقية‪ ،‬وىذا ما‬
‫أكدتو المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 16‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وال يتـ المجوء إلى ىذا األسموب‬
‫إال عندما تقتضي الضرورة الممحة ذلؾ‪ ،‬ونظ ار لخطورة ىذا اإلجراء أوجب المشرع احتراـ‬
‫الضوابط التي يقوـ عمييا‪ ،‬وتتمثؿ أساسا في‪:‬‬

‫‪ )1‬اإلذن بالتسرب ‪ :‬كما في أسموب اعتراض المراسبلت والتقاط الصور وتسجيؿ األصوات‪،‬‬
‫فاإلذف يكوف مف وكيؿ الجميورية المختص حيث تتـ العممية تحت رقابتو واشرافو وذلؾ‬
‫حتى تكوف ىناؾ مشروعية ألي دليؿ أو معمومة مستمدة مف أسموب االختراؽ ويجب أف‬
‫يكوف اإلذف‪:‬‬
‫‪ ‬مكتوبا ومسببا تحت طائمة البطبلف‪.‬‬
‫‪ ‬استعماؿ اإلذف عمى الجريمة المبررة لمجوء إلى ىذا اإلجراء باإلضافة إلى ذكر ىوية‬
‫ضابط الشرطة القضائية المشرؼ عمى العممية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد مدة اإلذف حيث تصؿ إلى حد أقصاه ‪4‬أشير‪ ،‬تجدد ىذه المدة إذا اقتضت‬
‫(‪)1‬‬
‫مجريات البحث والتحري ذلؾ‪ ،‬ضمف نفس الشروط الشكمية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أنو في توقيؼ العممية أو انقضاء الميمة يمكف لمضابط المرخص لو القياـ‬
‫(‪)2‬‬
‫باالختراؽ مواصمة ميمتو‪ ،‬شرط أف ال يتجاوز مدة ‪4‬أشير‪ ،‬تحت طائمة المسائمة الجنائية‪.‬‬

‫‪ )2‬االلتزام بالحفاظ عمى سرية الهوية الحقيقية أثناء المهمة‪ :‬تعتبر اليوية المستعارة مف‬
‫الضمانات التي منحيا المشرع لممرخص لو القياـ بعممية االختراؽ لمحفاظ عمى أمنو وأمف‬
‫عائمتو‪ ،‬حيث أجاز لو استعماليا في أي مرحمة مف مراحؿ الكشؼ عف الجرائـ المتعمقة‬
‫بالصفقات العمومية‪ ،‬وكما أنيا ضمانة لممرخص لو القياـ بالعممية‪ ،‬فإنيا أيضا مسؤولية‬

‫(‪)1‬زوزو زوليخة‪ ،‬جرائـ الصفقات العمومية وآليات مكافحتيا في ظؿ القانوف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة‬
‫ماجيستر قانوف جنائي‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،2011،‬ص ص ‪.165-164‬‬
‫(‪)2‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ 17‬مف االمر ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمتزـ بيا حيث يجب عميو عدـ التصريح بيويتو األصمية تحت طائمة المتابعة الجزائية‪،‬‬
‫حيث يعاقب كؿ مف يكشؼ عف ىويتو أثناء عممية االختراؽ بالحبس مف سنتيف إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫خمس سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية مف خمسيف ألؼ دينار إلى مائتي ألؼ دينار جزائري‪.‬‬

‫أما إذا تسبب ىذا الكشؼ في وفاة أحد األشخاص فتكوف العقوبة الحبس مف عشر سنوات‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى عشريف سنة والغرامة مف ‪500000‬دج إلى ‪ 1000000‬دج‪.‬‬

‫يمكف في بعض الحاالت ارتكاب جرائـ‪ ،‬وذلؾ دوف عمـ الجيات المصدرة إذف التسرب‪،‬‬
‫وذلؾ عندما يتعمؽ األمر بكسب ثقة المتيميف‪ ،‬ىنا بررىا المشرع الجزائري وأسقط عمييا‬
‫المسؤولية الجزائية‪ ،‬حيث رغـ أنيا في األصؿ مجرمة إال أف المشرع أخرجيا مف دائرة‬
‫التجريـ وذلؾ ألف مقتضيات التحري تستوجب ذلؾ وال تكوف إال في حالة الضرورة القصوى‪،‬‬
‫بحيث ال يمكف متابعة الفاعؿ أو الشريؾ فييا وقد حصرىا المشرع بحيث وردت عمى سبيؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫الحصر‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية‬

‫نظـ المشرع الجزائري الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمومية ‪ ،‬في القانوف ‪01-06‬‬
‫المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو ‪،‬مف خبلؿ المواد ‪ 26،27،35‬في اطار سعي المشرع‬
‫الى حماية الماؿ العاـ تحثيثا لممصمحة العامة وكذا ضمانا لحماية المبادئ التي تقوـ عمييا‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬وعميو نعالج في ىدا المطمب جريمة المحاباة كفرع أوؿ ‪ ،‬لنعرج عمى‬
‫جريمة استغبلؿ النفود في الفرع الثاني ‪ ،‬عمى اف نتناوؿ في الفرع الثالث جريمة الرشوة ‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ،02/65‬مف االمر ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)1‬المادة ‪ ،03،04 /65‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬حاحا عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمتابعة لفساد اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف‬
‫عاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.272‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة المحاباة في الصفقات العمومية‬

‫جريمة المحاباة ىي تفضيؿ جية عمى جية أخرى في الخدمة بغير حؽ لمحصوؿ‬
‫عمى مصمحة معينة وقد نصت عمييا المادة ‪ 26‬مف القانوف ‪ 01-06‬المتعمؽ بالفساد‬
‫ومكافحتو حيث أبرزت العقوبات الواقعة عمى ىذه الجريمة وجاء النص كالتالي‪« :‬يعاقب‬
‫بالحبس مف سنتيف إلى عشر سنوات وبغرامة مالية مف ‪200000‬دج إلى ‪1000000‬دج»‪:‬‬

‫‪ -‬كؿ موظؼ عمومي يمنح عمدا‪ ،‬لمغير امتيازات غير مبررة عند إبراـ أو تأشير عقد أو‬
‫اتفاقية أو صفقة أو ممحؽ مخالفة لؤلحكاـ‪ ،‬التشريعية والتنظيمية المتعمقة بحرية الترشح‬
‫(‪)1‬‬
‫والمساواة بيف المترشحيف وشفافية اإلجراءات‪.‬‬

‫شيد القضاء الجزائري عدة حاالت اقر فييا جريمة المحاباة ‪،‬شأنو شأف القضاء‬
‫الفرنسي نذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر قضية "بوشرت" حيث أديف رئيس البمدية‬
‫في صفقة خصصت لحرفييف كانوا أعضاء في المجمس البمدي وذلؾ إثر مخالفات تتمثؿ‬
‫أساسا في المجوء إلى مناقصة ضيقة المجاؿ غير مبررة مع قيامو بتعديؿ العروض بعد فتح‬
‫(‪)2‬‬
‫األظرفة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 26‬مف القانوف ‪ 01-06‬يمكف أف نستخمص األركاف التي‬


‫تقوـ عمييا جنحة المحاباة أو كما أطمؽ عمييا المشرع الجنائي جنحة منح امتيازات غير‬
‫مبررة لمغير‪ ،‬والتي تتمثؿ في صفة الجاني الذي يحمؿ مدلوؿ الموظؼ العاـ وفي تعريفنا‬
‫ليذا األخير فإنو ذلؾ «الشخص الذي يساىـ في عمؿ دائـ في خدمة مرفؽ عاـ تديره الدولة‬
‫(‪)3‬‬
‫أو غيرىا مف الوحدات اإلداري بأسموب االستغبلؿ المباشر»‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر المادة ‪ 26‬مف القانوف رقـ ‪ ، 01 -06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬بوسقيعة أحسف‪ ،‬الوجيز في القانوف الجنائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة‪ ،9‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.122‬‬
‫(‪)3‬ياسر كماؿ الديف‪ ،‬جرائـ الرشوة واستغبلؿ النفوذ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما عرفت «ىو الشخص الذي يعيد إليو القانوف بأداء عمؿ في مرفؽ عاـ تممكو‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولة أو شخص معنوي عاـ عمى نحو مف االنتظاـ واالعتياد وفي مقابؿ راتب معيف»‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القانوف األساسي لموظيفة العمومية في المادة الرابعة حيث عرؼ‬
‫الموظؼ العمومي كما يمي‪« :‬يعتبر موظفا كؿ عوف عيف في وظيفة عمومية دائمة ورسـ في‬
‫(‪)2‬‬
‫رتبة في السمـ اإلداري»‪.‬‬

‫إضافة لصفة الجاني فإنو يمكف استخبلص مف نص المادة وجود ركنيف آخريف يتمثبلف في‬
‫الركف المادي والركف المعنوي واآلتي بيانيما كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‬

‫الركف المادي ىو المظير الخارجي لمجريمة بحيث ال يمكف قياـ أي جريمة إال بوجود‬
‫حالة مادية مجرمة قانونا وقد تطرقت إليو المادة ‪ 01 /26‬مف قانوف الفساد ومكافحتو «يمنح‬
‫عمدا لمغير امتيازات غير مبررة عند إبراـ أ وتأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ممحؽ‪،‬‬
‫مخالفة لؤلحكاـ التسريعية والتنظيمية‪ »...‬وباستقرائنا لنص المادة نبلحظ أف الركف المادي‬
‫لجريمة المحاباة يقوـ عمى عنصريف ىما السموؾ اإلجرامي والغرض منو‪:‬‬

‫‪ .1‬السموك اإلجرامي‪:‬‬

‫يعتبر السموؾ اإلجرامي شرط جوىري لقياـ الركف المادي لمجريمة فيو المظير‬
‫الخارجي ليا فبل وجود لجريمة بدوف السموؾ اإلجرامي إعماال بقاعدة "ال جريمة بدوف‬
‫(‪)3‬‬
‫سموؾ"‪.‬‬

‫(‪)1‬محمد أحمد غانـ‪ ،‬المحاور القانونية والشرعية لمرشوة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪)2‬األمر رقـ ‪ 03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬جويمية ‪ ،2006‬يتضمف القانوف األساسي لموظيفة العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،46‬‬
‫صادر بتاريخ ‪ 16‬جويمية ‪.2006‬‬
‫(‪)3‬بوسقيعة احسف ‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتمثؿ السموؾ اإلجرامي في جريمة المحاباة في إبراـ صفقة عمومية أو تأشيرىا أو مراجعتيا‬
‫دوف احتراـ األحكاـ التشريعية والموائح التنظيمية المتعمقة بحرية الترشح أو المساواة بيف‬
‫المترشحيف وشفافية اإلجراءات وذلؾ بغرض منح امتيازات غير مبررة لمغير وال يكتمؿ‬
‫السموؾ اإلجرامي إال بمباشرة التصرفات السالفة الذكر‪ ،‬مقترنا بعدـ احتراـ القواعد القانونية‬
‫واإلجراءات التي تحكـ تنظيـ الصفقات العمومية‪ ،‬تطبيقا لنص المادتيف ‪ ،06‬و‪ 13‬بموجب‬
‫(‪)1‬‬
‫التعديؿ األخير لسنة ‪.2015‬‬

‫وينصب السموؾ اإلجرامي في جريمة المحاباة عمى العمميات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬العقد‪:‬‬

‫يقصد بعبارة العقد ىنا ما تبرمو الدولة أو المؤسسات أو الييئات اإلدارية التابعة ليا‪،‬‬
‫مع شخص معنوي أو طبيعي‪ ،‬عاـ أو خاص بدوف استعماؿ امتيازات السمطة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬االتفاقية‪:‬‬

‫ليا نفس مدلوؿ العقد‪ ،‬غير أنيا تختمؼ مف ناحية المبمغ المحدد إلنجاز األشغاؿ‪ ،‬أو‬
‫خدمات عندما ال يرقى إلى مبمغ الصفقة كما ىو مبيف في المادة ‪ 13‬مف المرسوـ ‪-15‬‬
‫‪ 247‬المتعمؽ بالصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ -‬الصفقة‪:‬‬

‫ىي كافة العقود التي يبرميا الموظؼ العمومي كما ىو معروؼ في المادة ‪/02‬ب مف‬
‫القانوف ‪ 01-06‬والتي يدخؿ ضمنيا الصفقات التي يبرميا موظفو الييئات المذكورة في‬
‫المادة ‪ 06‬مف المرسوـ ‪ ،247-15‬كما تضـ العقود التي يبرميا موظفو المؤسسات‬

‫(‪)1‬انظر نص المادتيف ‪ 13 ،06‬مف المرسوـ رقـ ‪ ،247 -15‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العمومية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والمستثناة مف المرسوـ السالؼ ذكره إضافة إلى ما يبرمو األشخاص‬
‫(‪)1‬‬
‫الذيف يتولوف وظيفة أو وكالة في مؤسسة خاصة تقدـ خدمة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬الممحق‪:‬‬

‫وثيقة تعاقدية تابعة لمصفقة‪ ،‬يبرـ مف نفس أطراؼ ىذه األخيرة‪ ،‬يمجأ إلييا بغرض زيادة‬
‫خدمات‪ ،‬أو تقميميا‪ ،‬أو تعديؿ بند‪ ،‬أو عدة بنود في الصفقة األصمية‪.‬‬

‫‪ -‬مخالفة التشريعات أو التنظيمات المعمول بها في إبرام عقود الصفقة‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 1/26‬مف قانوف الفساد ومكافحتو‪ ،‬جريمة المحاباة تتطمب لقياـ ركنيا المادي‬
‫أف يقوـ الجاني بإبراـ أو مواجية أو التأشير عمى عقد مف العقود المتطرؽ إلييا سابقا مخالفة‬
‫لمتشريعات والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادتيف ‪ 06‬و ‪ 13‬مف المرسوـ ‪ 247 -15‬المتضمف تنظيـ‬


‫الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ نجد أنو قد حدد المؤسسات والييئات المختصة‬
‫في إبراـ عقود الصفقات العمومية حيث يشكؿ اإلخبلؿ باإلجراءات التي تتبعيا ىذه األخيرة‬
‫عنص ار مكونا لمركف المادي لجريمة المحاباة‪ ،‬غير أف المشرع استثنى العقود التي تقؿ قيمتيا‬
‫عف المبمغ الذي يعطييا مفيوـ الصفقة فإف اإلدارة تبرميا عمى شكؿ اتفاقية والتي ال تتطمب‬
‫اتباع نفس اإلجراءات المنصوص عمييا في المرسوـ ‪ 247-15‬المتعمقة بالصفقة مع وجوب‬
‫(‪)2‬‬
‫أما العقود التي تبرميا المؤسسات‬ ‫احتراـ المبادئ العامة التي تقوـ عمييا ىذه األخيرة‪.‬‬
‫العمومية االقتصادية والمؤسسات ذات رأس ماؿ مختمط التي تقدـ خدمة عامة فإف عممية‬
‫إبراميا ومراجعتيا والتأشير عمييا وكذا تعديميا تخضع لئلجراءات المحددة في القوانيف‬

‫(‪ )1‬شروقي محترؼ‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائـ المتعمقة بيا في قانوف الفساد‪ ،‬مذكرة لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪،‬‬
‫الدفعة ‪ ،2008 -2005 ،16‬ص ‪.30‬‬
‫(‪)2‬انظر المادة ‪ 13 ،06‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ ،247 -15‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والموائح التنظيمية الخاصة بيذه المؤسسات حيث يشكؿ اإلخبلؿ بيا العنصر المادي المكوف‬
‫لجريمة المحاباة (‪. )1‬‬

‫‪ .2‬الغرض من السموك اإلجرامي‬

‫إف اليدؼ الذي يريد مف ورائو الجاني منح امتيازات غير مبررة لآلخريف ىو العنصر‬
‫األساسي لقياـ الجريمة والركف المادي فبل يكفي لقياـ ىذا األخير عدـ احتراـ القواعد والموائح‬
‫التنظيمية التي تحكـ الصفقات العمومية بؿ يتوجب ارتباطيا بالغرض المتمثؿ أساسا في‬
‫تقديـ امتيازات غير مستحقة لمغير مثؿ تفضيؿ أحد المتنافسيف عف غيره لوجود صمة قرابة‬
‫بينو وبيف الموظؼ العمومي‪ ،‬وبتعبير آخر مخالفة األحكاـ القانونية والتنظيمية ال يعتبر‬
‫وحده عنص ار لقياـ جريمة المحاباة حيث يعد مف األخطاء المينية التي يرتكبيا الموظؼ‬
‫العاـ‪ ،‬لذا وجب اقترانو باليدؼ مف مخالفة ىذه النصوص أال ىو المحاباة‪ .‬والغرض مف‬
‫تجريـ المشرع ليذا الفعؿ ىو ضماف مبدأ المساواة بيف المترشحيف وكذا إرساء المبادئ العامة‬
‫(‪)2‬‬
‫التي تقوـ عمييا الصفقات العمومية المتمثمة في مبدأ الشفافية‪ ،‬النزاىة والمساواة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫الركف المعنوي ىو انصراؼ إرادة الجاني نحو تحقيؽ الجريمة أي أف تكوف ىذه‬
‫اإلرادة حرة وبعيدة مف أي ضغوطات خارجية‪ ،‬والركف المعنوي ضروري لقياـ جريمة المحاباة‬
‫قانونا‪ ،‬بحيث يجمع الركف المعنوي بيف النشاط اإلجرامي وبيف الجاني الذي صدر عنو ىذا‬
‫النشاط عف طريؽ الرابطة النفسية والتي تعبر عف ىذا الركف‪ ،‬فالقاعدة أنو ال جريمة بدوف‬
‫ركف معنوي‪ ،‬والركف المعنوي يرتكز عمى عنصريف تتمثؿ في العناصر النفسية لماديات‬
‫الجريمة‪ ،‬واإلرادة التي تعتبر جوىر الركف المعنوي‪ ،‬ويستمزـ في اإلرادة أف تتجو إلى‬

‫(‪)1‬شروقي محترؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫(‪ ،)2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الماديات غير المشروعة لمجريمة أي أف تكوف إرادة غير مشروعة أو آثمة إذا صح التعبير‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وىذا ما يطمؽ عميو اإلرادة اإلجرامية‪.‬‬

‫فمف غير المنطقي أف يسأؿ إنساف عف وقائع وماديات لـ تكف لو بيا صمة نفسية‬
‫طالما أف غرض الجزاء الجنائي ىو ردع الجاني وتقويمو وال يتحقؽ ذلؾ إال بالنسبة لمف‬
‫توافرت فيو إٍرادة النتياؾ القانوف وتجدر اإلشارة إلى أنو يجب عمى قضاة النيابة وحتى قضاة‬
‫الحكـ إثبات توافر القصد الجنائي لدى الجاني وبياف عبلقة األفعاؿ المرتكبة بالنية اإلجرامية‬
‫(‪)2‬‬
‫لممتيـ‪ ،‬ويتـ ذلؾ بمختمؼ طرؽ اإلثبات المعروفة مف قرائف وشيادات الشيود‪.‬‬

‫فبل يكفي إذف لقياـ الجريمة ارتكاب عمؿ مادي مكوف ليا بؿ يجب أف يصدر ىذا‬
‫العمؿ عف عمـ وارادة حيث تعتبر جريمة المحاباة مف الجرائـ العمدية التي تتطمب لقياميا‬
‫(‪)3‬‬
‫توافر عنصريف أساسيف أال وىما القصد الجنائي العاـ والقصد الجنائي الخاص‪.‬‬

‫‪ .1‬القصد الجنائي العام‬

‫تعتبر جريمة المحاباة مف الجرائـ العمدية التي تتطمب لقياميا توافر القصد الجنائي‬
‫العاـ الذي يقوـ عمى عنصريف أساسيف ىما العمـ واإلرادة‪.‬‬

‫‪ -‬توافر عنصر العمم‬

‫يقصد بو عمـ الموظؼ وادراكو بأف ما سيقوـ بو مخالؼ لمتشريعات والتنظيمات المعموؿ بيا‬
‫في الصفقات العمومية وكذا المبادئ العامة التي تقوـ عمييا ىذه األخيرة‪ .‬أي عممو بكافة‬

‫(‪)1‬‬
‫بف مقراني فيد‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪)2‬حاحا عبد العالي‪« ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر»‪ ،‬مداخمة مقتبسة مف أطروحة الدكتوراه‪ ،‬ص‬
‫‪ ،06‬مأخودة عف الموقع االلكتروني ‪ ، www.eldjelfa. info:‬يوـ ‪2017/02/15‬‬
‫(‪)3‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العناصر الداخمية المكونة لمجريمة وفي حالة انتفاء عنصر العمـ فإنو ينتفي معو القصد‬
‫(‪)1‬‬
‫الجنائي العاـ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫توفر عنصر اإلرادة‬

‫إضافة إلى عنصر العمـ واإلدراؾ في مخالفة األحكاـ التنظيمية المتعمقة بالصفقة‬
‫العمومية فإنو يجب أف تتجو إرادة الجاني إلى اتياف النشاط اإلجرامي المخالؼ لؤلحكاـ‬
‫المعموؿ بيا في تنظيـ الصفقات العمومية حيث تكوف ىذه اإلرادة حرة غير مقيدة خالية مف‬
‫أي ضغوطات خارجية أو إكراه‪ ،‬فإذا ثبت أف الموظؼ العاـ قد منح امتياز غير مبرر لمغير‬
‫تحت تأثير ضغ وطات مف شأنيا أف تؤثر عمى طبيعة إرادتو فإنو ينتفي القصد الجنائي‬
‫(‪)2‬‬
‫عنو‪.‬‬

‫‪ .2‬القصد الجنائي الخاص‬

‫ىو نية الموظؼ العمومي إعطاء امتيازات لمغير مع عممو أنيا غير مبررة وال يستحقيا‬
‫ذلؾ الغير(‪ ،)3‬وال يؤخذ بعيف االعتبار الباعث إلى مخالفة األحكاـ التشريعية والتنظيمية فتقوـ‬
‫الجريمة حتى ولوكاف مف أعطى امتيازات غير مبررة ال يبحث عف فائدتو الخاصة‪ ،‬ويمكف‬
‫استخبلص الركف المعنوي مف الوقائع المحيطة بالجريمة‪.‬‬

‫(‪)1‬حاحا عبد العالي‪ «،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر»‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )2‬سايح معمر ‪ ،‬جرائـ الصفقات العمومية في قانوف الفساد‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف‬
‫إداري‪،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪)3‬دغيش أحمد‪« ،‬الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية في إطار قانون الوقاية من الفساد ومكافحته»‪ ،‬مداخمة ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ جامعة بشار‪ ،‬ص ‪ ،11‬مأخوذة عف الموقع‪ ،www.mouwazef-dz.info:‬يوـ ‪2017 /02/15‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة استغالل النفوذ لمحصول عمى امتيازات غير مبررة‪.‬‬

‫يقصد بالنفوذ «ىو تمتع شخص بنفوذ فعمي لدى السمطات العامة أو إحدى الجيات‬
‫الخاضعة لرقابتيا»(‪ ،)1‬كما يعرؼ البعض اآلخر النفوذ بأنو «القوة أو درجة التأثير التي‬
‫يتمتع بيا الموظؼ بيف زمبلئو العامميف معو العتبارات شخصية أو مينية فيصبح قاد ار عمى‬
‫توجيو الق اررات واإلرادات بطرؽ غير رسمية»(‪ ،)2‬إذف فالنفوذ قد يكوف حقيقيا أو فعميا كما قد‬
‫يكوف مزعوما‪ ،‬سواء كاف الجاني موظؼ عاـ أو مف غير الموظفيف العمومييف(‪ ،)3‬مثؿ‬
‫ادعاء شخص بامتبلكو نفوذ لدى إحدى السمطات العامة لتحقيؽ غرض غير قانوني حيث‬
‫يعتبر ىذا النفوذ الوىمي أو المزعوـ كافيا لقياـ الجريمة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو نجد أف المشرع الجزائري قد عالج‬
‫جريمة الحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة عف طريؽ االستفادة مف النفوذ وذلؾ في نص‬
‫المادة ‪ 2/26‬حيث جاءت كالتالي «‪ ...‬كؿ تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاوؿ مف‬
‫القطاع الخاص أو بصفة عامة كؿ شخص طبيعي أو معنوي يقوـ ولو بصفة عرضية‪،‬‬
‫بإبراـ عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحمية أو المؤسسات أو الييئات العمومية‬
‫الخاضعة لمقانوف العاـ‪ ،‬أو المؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬ويستفيد مف سمعة أو تأثير أعواف الييئات المذكورة مف أجؿ‬
‫الزيادة في األسعار التي يطبقونيا عادة أو مف أجؿ التعديؿ لصالحيـ في نوعية المواد أو‬
‫(‪)4‬‬
‫الخدمات أو آجاؿ التسميـ أو التمويؿ»‪.‬‬

‫ما يمكف استخبلصو مف ىذه المادة أف جريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات‬
‫غير مبررة كغيرىا مف جرائـ الصفقات تتكوف مف أركاف أساسية وىي‪:‬‬

‫(‪)1‬ياسر كماؿ الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫(‪)2‬بف بشير وسيمة‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪.48‬‬
‫(‪)3‬محمود نصر‪ ،‬الوسيط في الجرائـ المضرة بالمصمحة العامة‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.187‬‬
‫(‪)4‬المادة ‪ 2/26‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صفة الجاني الذي يمثؿ في نص المادة أنو ذلؾ التاجر أو الحرفي أو المقاوؿ أو الصناعي‬
‫مف القطاع الخاص وبصفة عامة ى وكؿ شخص معنوي كاف أو طبيعي يقوـ بإبراـ عقد أو‬
‫صفقة مع شخص مف أشخاص القانوف العاـ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الركف المادي والركف المعنوي المذاف سنتطرؽ إلييما بالتفصيؿ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‬

‫ىو المظير الخارجي لمجريمة أو ىو كؿ ما يبرز عمى أرض الواقع مف ماديات‬


‫مكونة لمجريمة ويتحقؽ الركف المادي لجريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات غير‬
‫مبررة بإبراـ الجاني لعقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات التابعة ليا الواردة في نص المادة‬
‫‪ 02/26‬مف القانوف ‪ 01-06‬ويكوف الجاني في ىذه الجريمة شخص عادي سواء كاف‬
‫طبيعيا أو معنويا‪ ،‬خبلفا لجريمة المحاباة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ويتكوف الركف المادي مف عنصريف أساسيف ىما‪:‬‬

‫‪ .1‬النشاط اإلجرامي‪ :‬إف السموؾ ىو مادة الجريمة فبل جريمة بدوف سموؾ يعاقب عميو قانونا‬
‫ويعد السموؾ اإلجرامي مف أىـ عناصر الركف المادي‪ ،‬فبل قياـ ليذا األخير وال قياـ‬
‫(‪)2‬‬
‫ويتمثؿ النشاط اإلجرامي في جريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى‬ ‫لمجريمة بدونو‬
‫امتيازات غير مبررة في‪:‬‬
‫أ‪ .‬الزيادة في األسعار‪ :‬تحترـ اإلدارة في إرسائيا لمصفقة مع المتعامؿ المتعاقد معيا‬
‫المعايير واإلجراءات المعموؿ بيا في قانوف الصفقات العمومية وبما أف لمسعر دو ار‬
‫أساسيا في عممية اإلسناد فإف لجنة فتح وتقييـ العروض تقوـ بترتيب العروض‬
‫لمتوصؿ إلى أحسف عرض(‪ .)3‬ومف خبلؿ المثاؿ التالي يبرز النشاط اإلجرامي‪:‬‬

‫(‪)1‬انظر المادة ‪ ، 02/26‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬معز أحمد محمد الحياري‪ ،‬الركف المادي لمجريمة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2010 ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪)3‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬في مشروع تعبيد طريؽ يقوـ المتعامؿ المتعاقد باقتراح أسعار أعمى بالنسبة لمبنود‬
‫غير المتوقعة في الصفقة األصمية كالحفر في التربة الصخرية مف تمؾ األسعار‬
‫المعموؿ بيا في السوؽ الوطنية باقتراحو سعر ‪7000‬دج بدال مف ‪4500‬دج المتمثؿ‬
‫في السعر المعموؿ بو‪.‬‬
‫ب‪ .‬التعديل في نوعية المواد‪ :‬حدد قانوف الصفقات العمومية نوعية المواد المطموبة والتي‬
‫نص عمييا دفتر الشروط‪ ،‬بحيث يجب اتباع المعايير والضوابط في عممية االختيار‪،‬‬
‫مف ضمانات تقنية ومالية النوعية‪ ،‬اآلجاؿ وما إلى ذلؾ‪ ،‬فالتعديؿ ىنا يكوف في جودة‬
‫ونوعية المواد التي تطمبيا المصمحة المتعاقدة‪ ،‬فيقوـ الجاني بتقديـ مواد أقؿ جودة‬
‫(‪)1‬‬
‫وبنفس سعر المواد التي طمبتيا اإلدارة مستغبل بذلؾ سمطة األعواف العمومييف‪.‬‬
‫ج‪ .‬التعديل في نوعية الخدمات‪ :‬في ىذه الحالة األمر يتعمؽ بصفقات وعقود الخدمات‬
‫حيث يقوـ الجاني بإبراـ عقد أو صفقة مع الدولة أو إحدى المؤسسات التابعة ليا‬
‫متعمؽ بنوعية معينة مف الخدمات وكمثاؿ عمى ذلؾ ‪ :‬أعماؿ التصنيؼ التي تقوـ بيا‬
‫مؤسسة خاصة عمى مستوى الجامعة والمختصة في ىذا المجاؿ‪ ،‬حيث تعمؿ عمى‬
‫مدار أياـ األسبوع غير أف ىذه المؤسسة وبالنظر إلى العبلقة التي تربطيا مع أحد‬
‫األعواف العمومييف عمى مستوى الجامعة فإنيا ال تعمؿ سوى ثبلثة أياـ أسبوعيا‪.‬‬

‫د‪ .‬التعديل في آجال التسميم و التموين‪ :‬المتعامؿ المتعاقد ممزـ بأداء الخدمة حسب‬
‫الشروط واألوصاؼ المتفؽ عمييا في دفتر الشروط‪ ،‬ومنيا ما تعمؽ بآجاؿ التسميـ‬
‫والتمويف ففي حالة ما إذا أخؿ المتعامؿ المتعاقد بيذه اآلجاؿ فإف المصمحة المتعاقدة‬
‫تفرض عميو جزاءات نظير ذلؾ (الغرامة التأخيرية) غير أنو ال تفرض عمى المتعامؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫المتعاقد ىذه الجزاءات نظير العبلقة التي تربطو بأحد مسؤولي اإلدارة‪.‬‬

‫(‪)1‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫(‪)2‬بوزياني محمد‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمومية وآليات الكشؼ عنيا في القانوف الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‬
‫قانوف عاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة خميس مميانة ‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬الغرض من ارتكاب السموك اإلجرامي‬

‫يتمثؿ الغرض في استغبلؿ الجاني لنفوذ األعواف العمومييف‪ ،‬أو سمطتيـ أو تأشيرىـ‬
‫لتحقيؽ ىدفو أو رغبتو المتمثمة في الحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة‪ ،‬وقد ذكرت المادة‬
‫‪ 02/26‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو ىذه االمتيازات عمى سبيؿ الحصر حيث ال‬
‫(‪)1‬‬
‫تقوـ الجريمة في غير ىذه الحاالت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫لقياـ جريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة‪ ،‬يجب توافر القصد‬
‫الجنائي باعتبارىا مف الجرائـ العمدية‪ ،‬ويعرؼ الفقو القصد الجنائي بأنو ‪« :‬اتجاه إرادة‬
‫(‪)2‬‬
‫الفاعؿ إلى االتجار بنفوذه أو إلى استغبللو»‪.‬‬

‫فالقانوف ال يعاقب المستغؿ لتمقيو الفائدة لذاتيا وانما باعتبارىا مقاببل الستغبلؿ نفوذه‬
‫في سبيؿ الحصوؿ عمى مزية مف أحد األعواف العمومييف والممحوظ في جريمة استغبلؿ‬
‫النفوذ ىو الغاية مف االتجار بيذا النفوذ‪ ،‬وىذه الغاية ىي الحصوؿ عمى فائدة مف وراء‬
‫(‪)3‬‬
‫ذلؾ‪.‬‬

‫ويشتمؿ الركف المعنوي عمى القصد الجنائي العاـ المتمثؿ في العمـ واإلرادة والقصد‬
‫الجنائي الخاص المتمثؿ في النية‪.‬‬

‫(‪)1‬انظر المادة ‪ 26‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪ ،‬لممزيد مف التفصيؿ ارجع إلى مداخمة دغيش أحمد‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.15 ،14‬‬
‫(‪)2‬محمود نصر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫(‪)3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.184‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1‬القصد الجنائي العام‬

‫ىو القصد الجنائي القائـ عمى العمـ واإلرادة ويتحقؽ باتجاه إرادة الجاني إلى اقتراؼ‬
‫الركف المادي لجريمة استغبلؿ النفوذ مع العمـ بيا وبالعناصر المكونة ليا وأيضا عممو بأف‬
‫(‪)1‬‬
‫ما تمقاه مف امتيازات وفوائد كانت جراء استعمالو واستغبللو لنفوذه‪.‬‬

‫‪ .2‬القصد الجنائي الخاص‬

‫يمتقي القصد الجنائي الخاص مع القصد الجنائي العاـ في جميع عناصره ويزيد عنو في‬
‫توافر عنصر النية لدى الجاني مف وراء استغبللو لنفوذه وتتمثؿ ىذه النية في الحصوؿ عمى‬
‫امتيازات غير مبررة تتمثؿ في الزيادة في األسعار‪ ،‬التعديؿ في نوعية المواد‪ ،‬التعديؿ في‬
‫نوعية الخدمات‪ ،‬والتعديؿ في آجاؿ التسميـ والتمويف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة الرشوة‬

‫تعرؼ بأنيا « متاجرة بالوظيفة مف أجؿ الحصوؿ عمى مقابؿ مادي أو غير مادي‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما تعرؼ أيضا‬ ‫وىي تحويؿ أو انحراؼ بالسمطة العامة لخدمة األغراض الشخصية»‬
‫«اتفاؽ بيف موظؼ أو قائـ بخدمة‪ ،‬وبيف شخص آخر يحصؿ الموظؼ أو مف في حكمو‬
‫(‪)3‬‬
‫بمقتضاه عمى فائدة أو وعد بيا مقابؿ عمؿ متعمؽ بالوظيفة»‪.‬‬

‫مف خبلؿ التعريفيف نستخمص أف الرشوة عبارة عف متاجرة بالوظيفة مف أجؿ‬


‫الحصوؿ عمى مقابؿ‪ ،‬خدمة لمصالح شخصية‪ .‬والمشرع الجزائري كغيره مف المشرعيف جرـ‬
‫جريمة الرشوة في الصفقات العمومية مف خبلؿ القانوف ‪ 01-06‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد‬
‫ومكافحتو بقولو «‪ ...‬كؿ موظؼ عمومي يقبض أو يحاوؿ أف يقبض لنفسو أو لغيره بصفة‬

‫(‪)1‬رحماني منصور ‪ ،‬الوجيز في القانوف الجنائي العاـ‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر‪ ،‬عيف مميمة‪ ،2003 ،‬ص‪.85‬‬
‫(‪)2‬بوزبرة سييمة ‪ ،‬مواجية الصفقات المشبوىة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف الخاص فرع قانوف السوؽ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة جيجؿ ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 56‬‬
‫(‪)3‬محمود نصر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬أجرة أو منفعة ميما يكف نوعيا بمناسبة تحضير أو إجراء‬
‫مفاوضات‪ ،‬قصد إبراـ أو تنفيذ ص فقة أو عقد ممحؽ باسـ الدولة أو الجماعات المحمية أو‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي أو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫التجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية»‬

‫وعمى ذلؾ فالرشوة تقتضي وجود شخصيف‪ ،‬موظؼ عاـ عامؿ أو مستخدـ يطمب أو‬
‫يقبؿ عطية أو وعدا أو يتمقى ىبة أو ىدية أو منفعة جراء قيامو بعمؿ أو االمتناع عنو يندرج‬
‫ضمف أعماؿ وظيفتو ويسمى مرتشيا وصاحب المصمحة المسمى راشيا إذا قبؿ ما يطمبو‬
‫الموظؼ أو تقدـ بالعطاء فقبمو ىذا األخير‪ ،‬وتقع الرشوة متى قبؿ الموظؼ ما عرض عميو‬
‫قبوال صحيحا وجادا حتى ولوكاف الطرؼ اآلخر غير جاد في عرضو‪ ،‬وال تقع الرشوة إذا لـ‬
‫يكف الموظؼ جادا في قبولو كما لو تظاىر بالقبوؿ ليسيؿ عممية القبض عمى مف يحاوؿ‬
‫رشوتو وقد يتدخؿ في ىذه الجريمة طرؼ ثالث يعرؼ بالوسيط أو كما عرفتو الشريعة‬
‫اإلسبلمية بالساعي بينيما كما يعرؼ أيضا "بالرائش"‪ .‬بحيث يكوف ىذا األخير ممثبل ألحد‬
‫طرفي جريمة الرشوة أو كمييما ويعتبر شريكا أيضا في الجريمة‪.‬‬

‫وجريمة الرشوة كغيرىا مف جرائـ الصفقات العمومية‪ ،‬ال تقوـ إال بتوافر ثبلث أركاف‬
‫أساسية‪ ،‬تتمثؿ في صفة الجاني الذي يكوف موظؼ عاـ متخصص في مجاؿ وظيفتو‬
‫المتعمقة أساسا بإبراـ وتنفيذ الصفقات العمومية لصالح الدولة أو المؤسسات التابعة‬
‫ليا‪)2(.‬ويسمى الراشي وطرؼ ثاني لو مصمحة يقوـ بتقديـ أو عرض رشوة عمى الموظؼ‬
‫العاـ ويسمى المرتشي‪.‬‬

‫إضافة إلى الركف المعنوي والركف المادي اآلتي تناوليما فيما يمي‪:‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 27‬مف القانوف ‪ ، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬خضري حمزة‪« ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر»‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬ص ‪.209‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي لجريمة الرشوة‬

‫يتكوف الركف المادي في جريمة الرشوة مف سموؾ إجرامي صادر عف الجاني حيث‬
‫(‪)1‬‬
‫ويقوـ ىذا الركف حسب‬ ‫يؤدي إلى بروز ىذه الجريمة عمى أرض الواقع وبصفة ظاىرية‪.‬‬
‫ما جاءت بو المادة ‪ 27‬مف القانوف ‪ 01-06‬متى قاـ جاني بقبض أو محاولة القبض‪ ،‬فبل‬
‫يشترط لقياـ الركف المادي أف يتـ القبض بؿ يكفي أف يحاوؿ قبض أجرة أو منفعة لنفسو أو‬
‫لصالح غيره سواء كاف ذلؾ بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة‪ ،‬عف طريؽ وسيط‪ ،‬وذلؾ‬
‫بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ممحؽ باسـ الدولة‬
‫(‪)2‬‬
‫أو الجماعات المحمية أو المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫ومما تناولناه يمكف أف نميز في الركف المادي وجود ثبلثة عناصر‪:‬‬

‫‪ .1‬السموك اإلجرامي‪:‬‬

‫نص المشرع في المادة ‪ 27‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو «كؿ موظؼ عمومي‬
‫يقبض أو يحاوؿ أف يقبض‪ .)3(»...‬ومف ىنا فالنشاط اإلجرامي لجريمة الرشوة يتجمى في‬
‫صورتيف‪.‬‬

‫أ‪ .‬القبض‪ :‬ىو استبلـ الجاني الذي يحمؿ صفة الموظؼ العاـ المنفعة أو األجرة أو‬
‫(‪)4‬‬
‫مقابؿ مادي لنفسو أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫ب‪ .‬محاولة القبض ‪ :‬المشرع الجزائري لـ يكتؼ بتجريـ القبض لمنفعة‪ ،‬بؿ جرـ كذلؾ‬
‫محاولة الحصوؿ عمى ىذه األجرة أو المنفعة‪ ،‬بحيث تكوف في محاولة القبض عرض‬
‫وقبوؿ بيف الراشي والمرتشي أي وجود اتفاؽ بينيما‪ .‬لكف ىذا االتفاؽ لـ يكتمؿ لسبب‬

‫(‪)1‬معز أحمد محمد الحياري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 27‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 27‬مف القانوف نفسو‪.‬‬
‫(‪)4‬دغيش أحمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خارج عف إرادة الطرفيف‪ ،‬كأف يتـ كشفو حيث اقتصر عمى قبوؿ الموظؼ (الراشي)‬
‫لعرض صاحب المصمحة (المرتشي) دوف تسممو لممنفعة‪ .‬كما لـ يتمقى صاحب‬
‫المصمحة المنفعة مف الموظؼ‪ .‬وتبقى محاولة القبض إذا ما وقعت كافية لتشكيؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫جريمة تامة‪.‬‬
‫‪ .2‬الغرض من السموك اإلجرامي‬

‫يتمثؿ الغرض مف السموؾ اإلجرامي في تحقيؽ منفعة لمراشي صاحب المصمحة‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لممرتشي فيو ذلؾ األجر الذي يتقاضاه مقابؿ االتجار بوظيفتو سواء لنفعو أو لغيره‪،‬‬
‫رغـ أف المشرع لـ يحدد نوع ىذا الغرض بحيث ترؾ المجاؿ مفتوحا في كؿ منفعة أو أجرة‬
‫ميما كاف نوعيا‪.‬‬

‫‪ .3‬المناسبة‬

‫وىي تمؾ الحالة أو الوضعية التي مف أجميا قاـ الراشي بتقديـ عرض لممرتشي‪ ،‬وتتمثؿ‬
‫ىذه المناسبة حسب المادة ‪ 27‬مف القانوف ‪ ،01-06‬في قبض مرتكب الجريمة أج ار‬
‫بمناسبة‪:‬‬

‫‪ -‬تحضير أو اجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ صفقة‪.‬‬


‫‪ -‬تحضير أو اجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ عقد‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬تحضير أو اجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ ممحؽ‪.‬‬

‫(‪)1‬بوعزة نضيرة‪« ،‬جريمة الرشوة في ظل القانون رقم ‪ 61-60‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحته»‪ ،‬مداخمة ‪ ،‬كمية‬
‫العموـ االقتصادية والتجارية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،2012 ،‬ص‪ ، 9‬مأخوذة عف الموقع‬
‫اإللكتروني‪ ، www.eldjelfa info.:‬يوـ ‪.2017/02/16‬‬
‫(‪)2‬انظر المادة ‪ 27‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي لجريمة الرشوة‬

‫الرشوة كغيرىا مف جرائـ الصفقات العمومية ىي جريمة عمدية ال تقع نتيجة خطأ أو‬
‫إىماؿ أو ال مباالة بؿ تتحقؽ نتيجة قصد جنائي يتمثؿ في إرادة آثمة والعمـ اليقيني بيا‪.‬‬

‫‪ .1‬العمم‪ :‬يبرز عنصر العمـ في الركف المعنوي مف خبلؿ‪:‬‬


‫‪ ‬عمـ الجاني بت جريـ الفعؿ الذي أقبؿ عميو حيث يجب أف يكوف الجاني عمى عمـ‬
‫بالعناصر القانونية المكونة لمفعؿ المجرـ أي أف يكوف عالما بأف ما يقوـ بو ىو‬
‫(‪)1‬‬
‫متاجرة بالوظيفة التي يشغميا فإذا انتفى عممو انتفت جريمة الرشوة‪.‬‬
‫‪ ‬عمـ الجاني بالمنصب الذي يشغمو بحيث ينبغي أف ينصب عمـ الموظؼ عمى‬
‫صفتو الخاصة أي أنو يحتؿ مركز قانوني في السمـ اإلداري يتمثؿ في كونو‬
‫موظؼ عاـ أو ممف ىـ في حكـ الموظؼ العاـ حسب المادة ‪/2‬ب مف القانوف‬
‫‪ 01-06‬ال يقبؿ بجيؿ الموظؼ بمركزه القانوني أو بصفتو الخاصة‪ ،‬إال في حالة‬
‫ما إذا لـ يكف المتيـ قد بمغ بقرار تعيينو الذي صدر بالفعؿ في الوقت الذي قبؿ‬
‫فيو الوعد أو العطية‪.‬‬
‫‪ ‬عممو بعدـ استحقاقو لما قبضو مف أجر وفائدة حيث يجب أف يعمـ بأف ما أخذه‬
‫ما ىو إال نتيجة لعمؿ أو امتناع عف عمؿ قاـ بو جراء اتفاؽ مع صاحب‬
‫المصمحة حيث أف عدـ عمـ الموظؼ أف ما أخذه يعتبر منفعة غير مشروعة كأف‬
‫يعتقد مثبل أنيا ىدية قدمت لو في إطار عبلقة الصداقة التي تجمعو بالراشي ىنا‬
‫(‪)2‬‬
‫ينتفي القصد الجنائي ألنو كاف في اعتقاده أف ما أخذه مستحؽ‪.‬‬

‫(‪)1‬رحماني منصور‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫(‪)2‬بف يطو سميمة‪ ،‬جريمة الرشوة في قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪،‬‬
‫تخصص قانوف جنائي‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ ‪،‬جامعة باتنة‪ ،2013 ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬اإلرادة‬

‫وىي اتجاه ارادة الجاني إلى القياـ بالفعؿ المجرـ دوف إكراه أو ضغط حيث ينتفي عنو‬
‫القصد الجنائي إذا ما تعرض إلى ضغط أو إكراه خارجي دفعو إلى قبوؿ ىذه الرشوة دوف‬
‫رضاه‪ ،‬كما يجب أف تكوف إرادة الجاني جادة وحقيقية فإذا ما تظاىر مثبل بقبض الرشوة‬
‫لتسييؿ القبض عم ى الراشي في حالة تمبس‪ ،‬فبل يتابع ىنا بجريمة الرشوة ألف إرادتو ىنا‬
‫(‪)1‬‬
‫انصرفت إلى أمر آخر غير االتجار بوظيفتو‪.‬‬

‫وكغيرىا مف جرائـ الصفقات العمومية‪ ،‬فالقاضي يمكنو استخبلص القصد الجنائي مف‬
‫ظروؼ كؿ قضية ومبلبساتيا‪ ،‬كما يمكف اثبات القصد بوسائؿ االثبات المعروفة مف قرائف‬
‫وشيود‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متابعة مرتكبي جرائم الفساد في مجال الصفقات العمومية‬

‫إف الصفقات العمومية وما تكتسيو مف أىمية بالغة في االقتصاد الوطني الرتباطيا‬
‫المباشر بالماؿ العاـ‪ ،‬ومنو باالستقرار االقتصادي لمببلد يجعؿ مف الظاىرة التي نشيدىا‬
‫والمتمثمة بالفساد الذي تغمغؿ بصورة كبيرة في مجاؿ الصفقات العمومية مستغبل الثغرات‬
‫التي تعرفيا الصفقات العمومية ‪ ،‬غاية في الخطورة‪ ،‬ومنو فبل يكفي وضع آليات لكشؼ ىذا‬
‫الفساد واصدار قوانيف لموقاية منو وكذا تحديد الجرائـ التي تعبر عف الفساد في مجاؿ‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ألنيا بذلؾ تكوف قاصرة ومجرد حبر عمى ورؽ باعتبارىا نصوصا وقائية‬
‫فقط بؿ يجب اتباعيا بأحكاـ اجرائية‪ ،‬تساىـ في تفعيميا عف طريؽ سف القوانيف الردعية‬
‫(‪)2‬‬
‫اليادفة إلى الحد مف ىذه الجرائـ وكذا محاكمة ومعاقبة مرتكبييا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمود نصر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫(‪)2‬بف بشير وسيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وىنا يبرز دور القضاء الجنائي الذي يعتبر كوسيمة لمرقابة عمى االختبلالت التي‬
‫تط أر في مجاؿ الصفقات‪ ،‬وكذا التصدي إلى ظاىرة الفساد الذي تعرفو الصفقات العمومية‪،‬‬
‫ومف ىنا نتناوؿ في المطمب األوؿ إحالة مرتكبي جرائـ الصفقات عمى القضاء الجزائي‪ .‬أما‬
‫المطمب الثاني فنتطرؽ فيو إلى محاكمة مرتكبي جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬إحالة مرتكبي جرائم الفساد في مجال الصفقات العمومية‬

‫إف وضع القوانيف القمعية لمواجية الفساد في الصفقات العمومية ىدفو الحد مف ىذا‬
‫الفساد وكذا معاقبة مرتكبي جرائـ الفساد وذلؾ بإحالتيـ عمى القضاء الجزائي ومحاكمتيـ‪،‬‬
‫ورغـ أف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ 01-06‬لـ يتطرؽ إلى القواعد اإلجرائية المتبعة‬
‫أماـ المحاكـ الجزائية‪ ،‬إال أنو يفيـ ضمنيا أنيا نفس اإلجراءات المتبعة والتي نص عمييا‬
‫قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬لذلؾ سنتناوؿ إجراءات االحالة في الفرع األوؿ‪ ،‬عمى أف نتطرؽ‬
‫إلى أىـ القيود التي تعرقؿ إحالتيـ عمى القضاء وذلؾ في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات إحالة مرتكبي جرائم الفساد عمى القضاء الجزائي‬

‫بما أف قانوف الوقاية مف الفساد لـ يتطرؽ إلى إجراءات اإلحالة‪ ،‬فإف المشرع أحالنا‬
‫ضمنيا إلى قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬حيث جاءت في نص المادة‪«333‬ترفع إلى المحكمة‬
‫الجرائـ المختصة بنظرىا ‪ ،‬إما بطريؽ اإلحالة إلييا مف الجية القضائية المنوط ليا إجراء‬
‫التحقيؽ‪ ،‬واما بحضور أطراؼ الدعوى بإرادتيـ باألوضاع المنصوص عمييا في المادة‬
‫‪ ،334‬واما بتكميؼ بالحضور يسمـ مباشرة إلى المتيـ والى األشخاص المسؤوليف مدنيا عف‬
‫الجريمة‪ ،‬واما بتطبيؽ إجراء التمبس بالجنحة المنصوص عمييا في المادة ‪ 338‬وما‬
‫بعدىا»(‪ ،)1‬وبما أف جرائـ الصفقات العمومية ىي عبارة عف جنح‪ ،‬فأساليب رفع الدعوى‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 333‬مف االمر رقـ ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العمومية الناشئة عنيا تتمثؿ في التكميؼ بالحضور (أوال)‪ ،‬إجراء التمبس بالجنحة (ثانيا)‪،‬‬
‫واجراء طمب تحقيؽ (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراء التمبس بالجنحة‪:‬‬

‫التمبس ىو مشاىدة الركف المادي أو السموؾ اإلجرامي وقت مباشرتو أو برؤية ما يكشؼ عف‬
‫وقوعيا‪.‬‬

‫بالرجوع إلى قانوف اإلجراءات الجزائية السيما المادة ‪ 59‬وكذا المواد ‪، 339 ،338‬‬
‫نجدىا تخوؿ لوكيؿ الجميورية ‪ ،‬إذا لـ يقدـ مرتكب الجنحة المتمبس بيا ضمانات كافية‬
‫لمحضور وكاف الفعؿ معاقبا عميو بعقوبة الحبس‪ ،‬ولـ يكف قاضي التحقيؽ قد أخطر‬
‫(‪)1‬‬
‫بالجريمة ‪ ،‬إصدار أمر بحبس المتيـ بعد استجوابو عف ىويتو وعف األفعاؿ المنسوبة إليو‪.‬‬
‫ليحيؿ وكيؿ الجميورية المتيـ إلى المحكمة مباشرة طبقا إلجراءات الجنح المتمبس بيا‪ ،‬لذا‬
‫يعتبر ىذا اإلجراء وسيمة إلحالة مرتكبي الجرائـ ونقصد ىنا جرائـ الصفقات العمومية‪ ،‬عمى‬
‫الجية القضائية المختصة في الجرائـ المتمبس بيا كجريمة الرشوة مثبل‪ ،‬لئلشارة فقط فإف‬
‫المشرع قد أطمؽ اسـ الجنح عمى جرائـ الصفقات العمومية في الوقت الذي كاف مف األحسف‬
‫عميو وصفيا بالجناية‪.‬‬

‫منحت المادة ‪ 338‬لممتيـ الحؽ في طمب ميمة لتحضير دفاعو ويتـ التنويو في‬
‫الحكـ لذلؾ‪ ،‬كما يجوز لممحكمة تأجيميا الستفاء التحقيؽ‪ ،‬ويتـ التفريج عف المتيـ احتياطيا‬
‫(‪)2‬‬
‫كما يجوز‬ ‫بكفالة أو غيرىا وىذا حسب نص المادة ‪ 339‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫لضابط الشرطة القضائية‪ ،‬أو أعواف القوة العمومية استدعاء شيود الجنحة المتمبس بيا‪،‬‬

‫(‪ )1‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص‪.359‬‬
‫(‪)2‬انظر المادة ‪ 339‬مف االمر رقـ ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث يمتزـ ىؤالء الشيود بالحضور تحت طائمة تطبيؽ العقوبات المنصوص عمييا قانونا‬
‫ضدىـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فتح تحقيق قضائي‪:‬‬

‫يتـ المجوء إلى فتح تحقيؽ قضائي مف طرؼ وكيؿ الجميورية في مواد الجنح محددة‬
‫حص ار تتمثؿ في‪ :‬عدـ وضوح الوقائع‪ ،‬عدـ اعتراؼ المتيـ بالوقائع المنسوبة إليو‪ ،‬أو إذا‬
‫كاف المتيـ في حالة فرار‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 1/67‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية عمى «ال‬
‫يجوز لقاضي التحقيؽ أف يجري تحقيقا إال بموجب طمب مف وكيؿ الجميورية إلجراء‬
‫(‪)1‬‬
‫كما أضافت في الفقرة ‪3‬‬ ‫التحقيؽ حتى ولو كاف ذلؾ بصدد جناية أو جنحة متمبس بيا»‬
‫تعيف عميو أف‬
‫«فإذا وصمت لعمـ قاضي التحقيؽ وقائع لـ يشر إلييا في طمب إجراء التحقيؽ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫واليدؼ مف‬ ‫يحيؿ فو ار إلى وكيؿ الجميورية الشكاوى أو المحاضر المثبتة لتمؾ الوقائع»‬
‫ىذا ىو الحفاظ عمى مبدأ حياد قضاة الحكـ وعدـ التحقيؽ بمجرد عمميـ الشخصي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى مرتكبي جرائم الصفقات العمومية‬

‫إف اشتراؾ جرائـ الصفقات العمومية في ركف مشترؾ يتمثؿ في صفة الجاني الذي‬
‫يتصؼ بصفة الموظؼ العاـ‪ ،‬يجعميا تكتسب وصؼ جرائـ ذات الصفة‪ ،‬وبما أنيا كذلؾ‬
‫فيذا يعني أف الموظؼ العاـ المرتكب لمجريمة قد يختمؼ المركز القانوني الذي يحتمو وكذا‬
‫الوظيفة التي يتمتع بيا وىذا ما يجعمنا أماـ موظفيف يتمتعوف بحصانة قانونية تمنع متابعتيـ‬
‫(‪)3‬‬
‫جزائيا‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 01/67‬مف االمر رقـ ‪،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ ، 3/67‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.363‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث ال يمكف لمنيابة العامة تحريؾ الدعوى العمومية رغـ ثبوت ارتكابيـ لمجريمة إال‬
‫بتوافر شروط محددة تتمثؿ في الحصوؿ عمى إذف مسبؽ(أوال)‪ ،‬القياـ بتحقيؽ مسبؽ(ثانيا) أو‬
‫شرط الحصوؿ عمى شكوى (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحصول عمى إذن مسبق‪ :‬يتمتع نواب المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة‬
‫بالحصانة البرلمانية وىذا ماجاء في نص المادة ‪ 110‬مف دستور ‪« 1996‬اليجوز الشروع‬
‫في متابعة أي نائب عضو في المجمس الوطني أو مجمس األمة بسبب جناية أو جنحة إال‬
‫بتنازؿ منو أو بإذف مف المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة الذي يقرر رفع الحصانة‬
‫عنو بأغمبية أعضائو»(‪ ،)1‬عدلت في ‪ 2016‬وفؽ التعديؿ األخير لكنيا احتفظت بمضمونيا‬
‫‪ ،‬مف خبلؿ نص المادة نجد أف المؤسس الدستوري قد نص صراحة عمى تقييد حرية النيابة‬
‫العامة في تحريؾ الدعوى الجزائية أو متابعة المتيـ البرلماني بجريمة متعمقة بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬أو غيرىا‪ ،‬حيث وضع شروطا لذلؾ‪ ،‬أما إذا كاف ليذا العضو البرلماني شركاء‪،‬‬
‫فإف الحصانة ال تشمميـ فيي ناتجة عف المركز القانوني لمعضو البرلماني‪ ،‬حيث يمكف‬
‫لمنيابة العامة متابعة شركاء المتيـ البرلماني بكؿ حرية ودوف وجود أي قيد عمى تحريؾ‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القيام بتحقيق مسبق‪ :‬تطرؽ المشرع الجزائري في قانوف اإلجراءات الجزائية إلى قيد‬
‫آخر‪ ،‬وذلؾ في الباب الثامف تحت عنواف الجرائـ والجنح المرتكبة مف طرؼ أعضاء‬
‫الحكومة والقضاة‪ ،‬وبعض الموظفيف‪ .‬وخاصة المواد مف ‪ 573‬إلى ‪ ،577‬يتمثؿ ىذا القيد‬
‫في إجراء تحقيؽ مسبؽ مف طرؼ ىيئة قضائية مؤىمة قانونا لمقياـ بو‪ ،‬وىو ما يمثؿ تقييدا‬
‫عمى تحريؾ الدعوى الجزائية عمى فئة معينة مف الموظفيف‪ ،‬وعميو فإذا كاف أحد أعضاء‬
‫الحكومة أو أحد قضاة المحكمة العميا أو أحد الوالة‪ ،‬أو أحد الرؤساء أو النواب العاميف لدى‬
‫المجالس القضائية‪ ،‬معرضا التياـ بارتكاب جريمة بمناسبة ممارسة ميامو أو أثناء ذلؾ‪،‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 110‬مف دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪،1996‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحيؿ وكيؿ الجميورية الذي يخطر بالقضية الممؼ عمى النائب العاـ لدى المحكمة لترفعو‬
‫بدورىا إلى الرئيس األوؿ ليذه المحكمة‪ ،‬إذا ارتأت أف ما ىناؾ ما يقتضي المتابعة‪ ،‬تعيف‬
‫ىذه األخيرة أحد أعضاء المحكمة العميا‪ ،‬ثـ يجري التحقيؽ وىذا مضموف ما جاء في المادة‬
‫‪ 573‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وعميو يتضح لنا جميا أف ممثؿ النيابة العامة الذي‬
‫يحاط عمما بارتكاب جناية أو جنحة ليس ح ار في تحريؾ الدعوى بؿ ىو مقيد بوجوب إحالة‬
‫(‪)1‬‬
‫الممؼ المتضمف الوقائع إلى النائب العاـ بالمحكمة العميا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط الحصول عمى شكوى‪ :‬تقيد جرائـ الفساد في بعض القوانيف بقيد الحصوؿ عمى‬
‫شكوى ‪ ،‬حيث نجد أف الجرائـ الضارة بالمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬والتي تممؾ الدولة‬
‫بناء عمى شكوى مف أجيزة‬
‫رأسماليا أو جزء منو ال تحرؾ الدعوى العمومية بشأنيا إال ً‬
‫الشركة المنصوص عمييا قانونا سواء في القانوف التجاري‪ ،‬أو في القوانيف المتعمقة بتسيير‬
‫(‪)2‬‬
‫رؤوس األمواؿ التجارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬محاكمة مرتكبي جرائم الصفقات العمومية‬

‫إف اليدؼ مف وراء متابعة مرتكبي جرائـ الصفقات العمومية وتحريؾ دعاوي ضدىـ‬
‫ىو محاكمتيـ أماـ القضاء الجزائي وذلؾ لمعاقبتيـ عمى الجرائـ المرتكبة مف طرفيـ‪ ،‬مف‬
‫أجؿ الحد والقضاء عمى ظاىرة الفساد التي تعرفيا الصفقات العمومية‪ ،‬بحيث تعتبر‬
‫المحاكمة كثالث مرحمة تمر بيا إجراءات الدعوى العمومية‪ .‬يمتزـ القاضي خبلليا بالتثبت‬
‫مف الواقعة موضع االتياـ‪ ،‬وتكييفيا القانوني‪ ،‬كما يبحث عف أدلة جديدة تساعد في تبياف‬
‫الحقائؽ‪ ،‬لينتيي األمر بالفصؿ في موضوع الدعوى اعتمادا عمى الوقائع المتوفرة والنصوص‬
‫القانونية المطبقة‪ ،‬لذلؾ ىناؾ ما يسمي المحاكمة بالتحقيؽ النيائي بحيث تعتبر كحوصمة‬
‫لمراحؿ سابقة تختـ بتوقيع الجزاء عمى المتيـ إذا ثبتت في حقو اإلدانة‪ ،‬أو بالبراءة إذا كانت‬

‫(‪)1‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية ‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.364 ، 363‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ثياب نادية‪، ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.364‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوقائع واألدلة غير كافية إلدانة المتيـ‪ ،‬وعمى العموـ فالحديث عف المحاكمة يدفعنا إلى‬
‫البحث عف الجية التي تتـ فييا‪ ،‬وما يميز جرائـ الفساد عامة‪ ،‬وجرائـ الصفقات العمومية‬
‫خاصة‪ ،‬إخضاعيا الختصاص الجيات القضائية ذات االختصاص الموسع أي أف ىناؾ‬
‫توسيع ف ي االختصاص المحمي لمجيات الفاصمة في جرائـ الصفقات العمومية (أوال)‪ ،‬كما‬
‫يخضع سير المحاكمة الناشئة عف جرائـ الصفقات العمومية إلى مبادئ يجب اتباعيا‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توسيع االختصاص المحمي لمجهات الفاصمة في جرائم الصفقات العمومية‬

‫إف فكرة إنشاء محاكـ ذات اختصاص موسع ظيرت كأحد مخرجات برنامج ييدؼ إلى‬
‫إصبلح العدالة وتطوير أدائيا‪ ،‬وكذا تكريس سياسة تجريمية مف أجؿ تطويؽ جرائـ الفساد‪،‬‬
‫وعمى ىذا األساس جاء القانوف رقـ ‪ 14-04‬الذي عدؿ المواد ‪ 329 ،37،40‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مؤسسا إلمكانية توسيع االختصاص المحمي لكؿ مف وكيؿ الجميورية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قاضي التحقيؽ والمحكمة إلى دائرة اختصاص محاكـ أخرى تحدد عف طريؽ التنظيـ‪.‬‬

‫أ‪ .‬توسيع اختصاص وكيل الجمهورية‪ :‬تطبؽ أحكاـ االختصاص الموسع كمما تعمؽ‬
‫األمر بالتحري أو التحقيؽ بشأف الجرائـ المذكورة بالمادة ‪ 37‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫الجزائية مف بينيا جرائـ الفساد فبمجرد إخطار وكيؿ الجميورية لدى المحكمة التي‬
‫وقعت في دائرة اختصاصيا الجريمة‪ ،‬واببلغو بإجراءات التحقيؽ االبتدائي المتعمؽ‬
‫بجريمة مف جرائـ الصفقات العمومية‪ ،‬يرسؿ نسخة ثانية إلى النائب العاـ لدى‬
‫المجمس القضائي التابعة لو المحكمة المختصة‪ ،‬ىذا األخير إذا مارأى بأف اإلجراءات‬
‫تتعمؽ بجريمة مف جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫(‪)1‬بكرارشوش محمد‪« ،‬االختصاص اإلقميمي الموسع في المادة الجزائية في التشريع الجزائري»‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة‬
‫والقانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬عدد‪ ، 14‬جانفي ‪.2016‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ .‬توسيع اختصاص قاضي التحقيق‪ :‬نصت المادة ‪ 40‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‬
‫عمى توسيع االختصاص المحمي لقاضي التحقيؽ التابع لممحكمة ذات االختصاص‬
‫الموسع في الجرائـ المشار إلييا بالصفقات العمومية‪ ،‬وبالتالي يصبح قاضي التحقيؽ‬
‫التابع ليذه المحكمة ذا اختصاص إقميمي يتجاوز اختصاصو العادي‪ ،‬فيمكنو انتداب‬
‫أي ضابط شرطة قضائية لمقياـ بمياـ تتعمؽ بالتحقيؽ القضائي في جرائـ الصفقات‬
‫(‪)1‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سير المحاكم الناشئة عن جرائم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪-1‬المبادئ التي تخضع لها المحاكم الناشئة عن جرائم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تخضع المحاكمة في المحاكـ ذات االختصاص الموسع إلى مبادئ يجب احتراميا‪ ،‬وكذا‬
‫إلى إجراءات تتبعيا إعماال بقواعد القانوف العاـ‪ ،‬تتمثؿ أىـ المبادئ الواجب احتراميا في‪:‬‬

‫أ‪ .‬عمنية الجمسات‪ :‬تعد ضمانة ميمة مف ضمانات المتيـ في الدعوى الجزائية‪ ،‬كذلؾ‬
‫تعتبر كضمانة قوية لحسف سير العدالة باعتبارىا تشكؿ عنص ار مف عناصر‬
‫المحاكمة العادلة‪ ،‬والمقصود بيا ىو أف تكوف المحاكـ مفتوحة األبواب أماـ الجميور‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مع اإلتاحة لمصحؼ الوقوؼ عمى مجريات المحاكمة ونشرىا‪.‬‬
‫ب‪ .‬شفاهية المرافعات‪ :‬وىي أف تتـ مناقشة الدفوع المقدمة مف قبؿ الخصوـ وكذا طمبات‬
‫النيابة العامة شفاىيا‪ ،‬استنادا إلى أوراؽ الدعوى المقدمة مف جية التحقيؽ‪ ،‬أو النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ج‪ .‬حضور الخصوم‪ :‬مكممة لمبدأ الشفاىية وىي مف أىـ ضمانات التقاضي‪ ،‬وعميو‬
‫فالقاضي يؤسس حكمو عمى الدالئؿ المطروحة أمامو بحضور الخصوـ‪ ،‬وذلؾ‬
‫لتمكينيـ مف مناقشة ىذه األدلة في الجمسة‪.‬‬

‫(‪)1‬انظر المادة ‪ 40‬مف االمر رقـ ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المزوري وعدي سميماف وعدي‪ ،‬ضمانات المتيـ في الدعوى الجزائية‪ ،‬دار حامد لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪ .‬التدوين‪ :‬يقوـ بيذه الميمة كاتب الضبط حيث يعنى بتدويف اإلجراءات واألحكاـ حتى‬
‫بالنسبة لممحاكـ ذات االختصاص الموسع‪ ،‬يدخؿ في تشكيمة الجمسة وال تنعقد إال‬
‫بحضوره‪.‬‬
‫‪ -2‬اجراءات سير الجمسات الناشئة عن جرائم الصفقات العمومية‬

‫بعدما تطرقنا إلى المبادئ التي تقوـ عمييا المحاكمة ‪ ،‬نتطرؽ اآلف إلى اجراءات سير‬
‫الجمسات الناشئة عف جرائـ الصفقات العمومية وكذا اإلجراءات المتبعة في المرافعة‪ ،‬وىي‬
‫مرحمة ىامة مف إجراءات سير جمسة المحاكمة تتضمف‪:‬‬

‫أ‪ .‬إجراءات شكمية أولية‪:‬‬


‫‪ -‬إعبلف الرئيس عف القضية‪ ،‬األطراؼ والشيود والخبراء‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد مف حضور المتيـ وكذا التحقؽ مف ىويتو ومينتو ومحؿ اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ المتيـ باإلجراء الذي رفعت بو الدعوى أمامو‪.‬‬
‫‪ -‬التحقؽ مف حضور المسؤوؿ والمدع المدنياف والشيود‪.‬‬
‫‪ -‬يحؽ لممتيـ االستعانة بمدافع سواء اختاره ىو أو يعيف لو محامي تمقائيا إذا طمب‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلؾ‪ ،‬وفي حالة تكميفو بالحضور وغاب تعتبر المحاكمة حضورية‪.‬‬
‫ب‪ .‬عرض ومناقشة الطمبات والدفوع واألدلة‪ :‬يتولى رئيس الجمسة ضبط وادارة المرافعة‪،‬‬
‫ويعمؿ عمى حسف سير الجمسة‪ ،‬كما يقوـ أيضا بترتيب األدلة‪ ،‬وأثناء سير الجمسة‬
‫يوجو كؿ مف الرئيس أو النيابة أو أطراؼ الدعوى أسئمة إلى الشيود الذيف يجيبوف‬
‫عمييا وجوبا‪ .‬ويجوز لممتيـ إيداع مذكرات ختامية يؤشر عميو الرئيس والكاتب ويذكر‬
‫ىذا األخير أف ىذا اإليداع قد تـ بالجمسة‪ ،‬تمزـ المحكمة بالرد عمى ىذه المذكرات‪،‬‬
‫وكذا الفصؿ في المسائؿ الفرعية و الدفوع المبداة أماميا بعد ضميا بحكـ واحد‪.‬‬

‫(‪)1‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.374‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذا رفعت الدعوى إلى المحكمة أصبحت ىي المختصة بإجراء التحقيؽ‪ ،‬بحيث ال يكتفي‬
‫ىنا القاضي بما قدمتو النيابة أو المتيـ مف أدلة إثبات ونفي‪ ،‬إنما يقوـ بكؿ وسائؿ‬
‫التحري لموصوؿ إلى الحقيقة‪ ،‬فيبني حكمو عمى التحقيؽ الذي يجريو بنفسو وال يتقيد بما‬
‫جاء في التحقيؽ االبتدائي أو ما قدـ لو‪ ،‬لكف مع عدـ جواز لمقاضي اإلثبات بناءا عمى‬
‫أدلة لـ تطرح أو تناقش مف طرؼ الخصوـ(‪)1‬بناءا عمى مبدأ شفوية المرافعات‪.‬‬

‫في نياية الجمسة يتناوؿ أطراؼ الدعوى الكممة بدءا بالمدعي المدني الذي يقدـ طمباتو ثـ‬
‫تحاؿ الكممة إلى النيابة العامة بعدىا إلى دفاع المتيـ‪ ،‬يتـ بعدىا إحالة ممؼ القضية إلى‬
‫المداولة ليتـ بعدىا الفصؿ في الدعوى النطؽ بالحكـ في الجمسة المحددة لذلؾ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات الواردة عمى جرائم الصفقات العمومية‬

‫عرؼ الفقو المسؤولية الجنائية عمى أنيا االلتزاـ بتحمؿ اآلثار القانونية المترتبة عمى‬
‫توافر أركاف الجريمة حيث ال يسأؿ اإلنساف إال عف الجرائـ التي يرتكبيا‪ ،‬ومع التطور‬
‫الحاصؿ في مختمؼ المجاالت سواءا االقتصادية واالجتماعية وحتى التكنولوجية أصبح‬
‫اإلنساف عاج از عف مواكبة ىذه التطورات لمحدودية إمكاناتو وىو ما أدى إلى االستعانة‬
‫بأشخاص لتحقيؽ االستم اررية‪ ،‬وتماشيا مع ذلؾ ظيرت الحاجة إلى االعتراؼ باألشخاص‬
‫المعنوية‪ ،‬حيث تتمتع بالحقوؽ وتتحمؿ االلتزامات‪ ،‬وىو ما رتب عمييا المسؤولية الجزائية‬
‫شأنيا شأف الشخص الطبيعي‪.‬‬

‫(‪)1‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.375‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المشرع الجزائري عمى غرار التشريعات األخرى اعترؼ بالمسؤولية الجزائية لمشخص‬
‫المعنوي مف خبلؿ العديد مف القوانيف نذكر منيا األمر رقـ ‪ ،156-66‬المتضمف قانوف‬
‫(‪)2‬‬
‫العقوبات(‪ ،)1‬وكذا األمر رقـ ‪ 155-66‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانوف ‪ 01-06‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو نجد أف المشرع‬


‫نص عمى مختمؼ الجرائـ المتعمقة بالفساد والعقوبات الواردة عمييا مف خبلؿ الباب الرابع مف‬
‫ىذا القانوف تحت عنواف التجريـ والعقاب وأساليب التحري‪ ،‬حيث جرـ االفعاؿ التي تعتبر‬
‫انحرافا في مجاؿ الصفقات العمومية وكذا العقوبات التي تخص كؿ جريمة مف ىذه الجرائـ‬
‫سواء كاف شخصا طبيعي أو معنوي وىذا مف أجؿ قمع الفساد الحاصؿ في مجاؿ الصفقات‬
‫(‪)3‬‬
‫العمومية باعتبارىا أرض خصبة لمثؿ ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫حيث حدد المشرع الجزائري العقوبات األصمية المقررة عمى كؿ جريمة وىي العقوبات‬
‫التي يجوز الحكـ بيا دوف اقترانيا بأي عقوبة أخرى‪ ،‬أما العقوبات التكميمية والمنصوص‬
‫عمييا في قانوف العقوبات فيي تمؾ العقوبات التي يجوز الحكـ بيا بشرط أف تكوف مرتبطة‬
‫(‪)4‬‬
‫مع عقوبة أصمية‪.‬‬

‫وعميو نتناوؿ في مطمبنا ىذا العقوبات الواردة عمى جرائـ الصفقات العمومية مف‬
‫خبلؿ التطرؽ إلى العقوبات األصمية والتكميمية الواردة عمى كؿ جريمة‪.‬‬

‫(‪)1‬األمر رقـ ‪،156-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جواف‪، 1966‬المتضمف قانوف العقوبات حسب أخر تعديؿ لو ‪ ،‬كميؾ لمنشر ‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫(‪)2‬األمر رقـ ‪ ،155-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬شروقي محترؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪)4‬المادة ‪ ،01/04‬مف األمر رقـ ‪،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الواردة عمى جريمة المحاباة‬

‫نص قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو عمى العقوبات التي تطبؽ عمى مرتكبي‬
‫جريمة المحاباة حيث نجد أف في ىذا القانوف المشرع استبدؿ العقوبات الجنائية والتي كانت‬
‫(‪)1‬‬
‫مقررة في ظؿ مواد قانوف العقوبات والممغاة بعقوبات جنحية‪.‬‬

‫ولمكشؼ عف الجزاءات المترتبة عف جريمة المحاباة نتناوؿ العقوبات األصمية‬


‫والتكميمية بالنسبة لمشخص الطبيعي ثـ الشخص المعنوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬

‫يقصد بالعقوبات األصمية ىي تمؾ العقوبات التي فرضيا المشرع باعتبارىا الجزاء‬
‫األساسي أو األصمي المباشر لمجريمة‪ .‬حيث نجد أنو ىناؾ عقوبات أصمية مقررة لمشخص‬
‫الطبيعي وأخرى مقررة لمشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪ .1‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي‬

‫تنص المادة ‪ 1/26‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو عمى مايمي‪« :‬يعاقب بالحبس‬
‫مف سنتيف إلى عشر (‪ )10‬سنوات وبغرامة مالية مف ‪200.000‬دج إلى ‪1.000.000‬دج‬
‫كؿ موظؼ عمومي يقوـ بإبراـ عقد أو يؤشر أو يراجع عقدا أو اتفاقية أو صفقة أو ممحقا‬
‫مخالفا بذلؾ األحكاـ التشريعية والتنظيمية الجاري بيا العمؿ بغرض إعطاء امتيازات غير‬
‫(‪)2‬‬
‫مبررة لمغير‪»...‬‬

‫‪ ‬تشديد العقوبة‪ :‬بالرجوع إلى نص المادة ‪ 48‬مف قانوف مكافحة الفساد والتي تنص‬
‫عمى أنو «إذا كاف مرتكب جريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا‬
‫القانوف قاضيا أو موظفا يمارس وظيفة عميا في الدولة‪ ،‬أو ضابطا عموميا أو عضو‬

‫(‪)1‬بوسقيعة احسف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 1/26‬مف القانوف رقـ ‪، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في الييئة أو ضابطا أو عوف شرطة قضائية أو ممف يمارس بعض صبلحيات‬
‫الشرطة القضائية أو موظؼ أمانة ضبط‪ ،‬يعاقب بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنوات‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى عشريف (‪ )20‬سنة وبنفس الغرامة المقررة لمجريمة المرتكبة»‪.‬‬
‫وما يبلحظ أف ىذه المادة نصت عمى تشديد عقوبة الحبس لتصبح ‪ 10‬سنوات إلى‬
‫‪ 20‬سنة واإلبقاء عمى نفس مقدار الغرامة المالية إذا ارتكبيا أحد األشخاص‬
‫المذكوريف في ىذه المادة‪ ،‬حيث أف تشديد العقوبة يطبؽ عمى جميع جرائـ الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬األعذار المعفية من العقوبة‪ :‬نجد األعذار المعفية مف العقوبة المنصوص عمييا في‬
‫قانوف العقوبات وذلؾ وفقا لممادة ‪ 1/49‬مف قانوف مكافحة الفساد التي جاءت كما‬
‫يمي « يستفيد مف األعذار المعفية مف العقوبة المنصوص عمييا في قانوف العقوبات‪،‬‬
‫كؿ مف ارتكب أو شارؾ جريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا‬
‫القانوف‪ ،‬وقاـ قبؿ مباشرة إجراءات المتابعة بإببلغ السمطات اإلدارية أو القضائية أو‬
‫(‪)2‬‬
‫الجيات المعنية عف الجريمة وساعد عمى معرفة مرتكبييا»‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض العقوبة‪ :‬وفقا لممادة ‪ 02/49‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ ،‬تخفض‬
‫العقوبة بالنسبة لمرتكبي جرائـ الفساد بما فييا جريمة المحاباة إلى النصؼ بالنسبة‬
‫لكؿ شخص ارتكب أو شارؾ في إحدى الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا القانوف‬
‫والذي ب عد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض عمى شخص أو أكثر مف‬
‫(‪)3‬‬
‫األشخاص الضالعيف في ارتكابيا‪.‬‬
‫‪ ‬تقادم العقوبة‪ :‬ينص عمى تقادـ عقوبات الجرائـ المنصوص عمييا في قانوف الوقاية‬
‫مف الفساد ومكافحتو بما في ذلؾ جنحة المحاباة وفقا لممادة ‪ 54‬مف ىذا القانوف حيث‬
‫أنو ال تتقادـ العقوبة في حالة ما إذا تـ تحويؿ عائدات الجريمة إلى خارج الوطف‪ ،‬أما‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 48‬مف القانوف رقـ ‪ 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ ،01/49‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ ،02/49‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في غير ذلؾ مف الحاالت‪ ،‬تطبؽ أحكاـ قانوف اإلجراءات الجزائية‪ .‬وبما أف جريمة‬
‫المحاباة تعتبر جنحة‪ ،‬فيطبؽ عمييا في ىذه الحالة نص المادة ‪ 614‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية التي تنص عمى أف تقادـ العقوبة في مواد الجنح يكوف بمضي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪5‬سنوات‪ ،‬إبتداءا مف التاريخ الذي يصبح فيو الحكـ نيائيا‪.‬‬
‫‪ .2‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي‬

‫المشرع الجزائري لـ يستثني الشخص المعنوي المرتكب إلحدى جرائـ الصفقات العمومية‬
‫المنصوص عمييا في قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو مف المسؤولية الجزائية‪ ،‬حيث أقر‬
‫عميو عقوبة أصمية متمثمة في الغرامة المالية ألنو مف المستحيؿ تطبيؽ العقوبات السالبة‬
‫لمحرية ا لمطبقة عمى الشخص الطبيعي‪ ،‬وذلؾ راجع إلى طبيعة الشخص المعنوي حيث شدد‬
‫مف العقوبة المسمطة عمى الشخص المعنوي(‪ ،)2‬كذلؾ استثنى الدولة والجماعات المحمية‬
‫واألشخاص المعنوية مف القانوف العاـ مف المسائمة الجزائية‪ ،‬وبيذا يكوف الشخص المعنوي‬
‫مسؤوال جنائيا عف الجرائـ التي ترتكب لحسابو مف طرؼ أجيزتو وممثميو الشرعييف عندما‬
‫ينص القانوف عمى ذلؾ‪ ،‬وأف المسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي ال تمنع مساءلة الشخص‬
‫(‪)3‬‬
‫الطبيعي كفاعؿ أصمي وشريؾ‪.‬‬

‫يقص د بعبارة "لحسابو" أف الشخص المعنوي ال يسأؿ إال عف األفعاؿ التي يتـ تحقيقيا‬
‫لمصمحتو‪ ،‬أو لفائدتو‪ ،‬وبالمقابؿ ال يسأؿ الشخص المعنوي عف األعماؿ المنجزة لحساب‬
‫(‪)4‬‬
‫المدير أو أي شخص آخر‪.‬‬

‫حيث أحالت المادة ‪ 53‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو بخصوص المسؤولية‬
‫الجزائية لمشخص المعنوي عف ارتكاب جريمة مف جرائـ الصفقات العمومية عمى أحكاـ‬

‫(‪)1‬شروقي محترؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫(‪)2‬سايح معمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪51‬مكرر مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)4‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانوف العقوبات مف خبلؿ نص المادة ‪ 18‬مكرر عمى أف تطبؽ عمى الشخص المعنوي في‬
‫مواد الجنايات والجنح غرامة مالية تساوي مف مرة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬مرات الحد األقصى‬
‫لمغرامة المذكورة‪ ،‬وبإسقاط نص ىذه المادة عمى عقوبة جريمة المحاباة نجد أف عقوبة الغرامة‬
‫(‪)1‬‬
‫المالية لمشخص المعنوي تصبح تتراوح بيف ‪1.000.000‬دج إلى ‪5.000.000‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫العقوبات التكميمية ىي تمؾ العقوبات التي ال يجوز الحكـ بيا مستقمة عف عقوبة‬
‫أصمية‪ ،‬فيما عدا الحاالت التي ينص عمييا القانوف صراحة(‪ ،)2‬كما نص المشرع أنو في‬
‫حالة اإلدانة بجريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في قانوف الوقاية مف الفساد‬
‫ومكافحتو يمكف لمجية القضائية أف تعاقب الجاني بعقوبة أو أكثر مف العقوبات التكميمية‬
‫(‪)3‬‬
‫المنصوص عمييا في قانوف العقوبات‪.‬‬

‫وفي ما يمي نتناوؿ العقوبات التكميمية المقررة عمى الشخص الطبيعي وكذا العقوبات‬
‫التكميمية المقررة عمى الشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪ .1‬العقوبات التكميمية المقررة عمى الشخص الطبيعي‬

‫نص قانوف العقوبات الجزائري في المادة ‪ 09‬عمى العقوبات المقررة عمى الشخص‬
‫الطبيعي والمتمثمة في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬المنع من اإلقامة‪ :‬وىو الحظر مؤقتا عمى المحكوـ عميو أف يوجد في أماكف محددة‬
‫وذلؾ لمدة سنة عمى األقؿ و ‪ 05‬سنوات عمى األكثر‪ ،‬يبدأ سريانيا مف يوـ اإلفراج‬
‫(‪)4‬‬
‫عف المحكوـ عميو وبعد تبميغو قرار المنع مف اإلقامة‪.‬‬

‫(‪)1‬أنظرالمادة ‪ 53‬مف القانوف رقـ ‪ 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 03/04‬مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 50‬مف القانوف رقـ ‪ ، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)4‬المادة ‪ 12‬مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تحديد اإلقامة‪ :‬وىو إلزاـ المحكوـ عميو بأف يقيـ في منطقة يعينيا الحكـ لمدة عمى‬
‫تتجاوز خمس سنوات يبدأ سريانيا مف يوـ انقضاء العقوبة األصمية واإلفراج عف‬
‫(‪)1‬‬
‫المحكوـ عميو‪.‬‬
‫‪ -‬الحرمان من مباشرة بعض الحقوق‪ :‬يتمثؿ ىذا الحرماف فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬عزؿ المحكوـ عميو وطرده مف بعض الوظائؼ السامية في الدولة وكذا الخدمات‬
‫التي ليا صمة أو عبلقة بالجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬الحرماف مف الحقوؽ السياسية كحؽ االنتخاب والترشح‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ األىمية ألف يكوف مساعدا محمفا أو خبي ار أو شاىدا عمى أي عقد أو شاىدا‬
‫أماـ القضاء إالّ عمى سبيؿ االستدالؿ‪.‬‬
‫وصيا أو قيما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬عدـ األىمية ألف يكوف‬
‫‪ ‬الحرماف مف الحؽ في حمؿ األسمحة وفي التدريس وفي إدارة مدرسة أو الخدمة‬
‫(‪)2‬‬
‫في مؤسسة التعميـ بوصفو أستاذا أو مدرسا أو مراقبا‪.‬‬
‫‪ -‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط‪ :‬يجوز الحكـ عمى الشخص المداف‬
‫الرتكابو جناية أو جنحة بالمنع مف ممارسة مينة أو نشاط إذا ثبت لمجية القضائية‬
‫أف لمجريمة التي ارتكبيا صمة مباشرة بمزاولتيا‪ ،‬وأف ثمة خطر في استمرار ممارستو‬
‫ألي منيما‪.‬‬
‫ويصدرالحكـ بالمنع لمدة ال تتجاوز عشر (‪ )10‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب‬
‫(‪)3‬‬
‫جناية وخمس (‪ )5‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪ :‬ىوحرماف كؿ شخص صدر حكـ ضده نتيجة‬
‫ارتكابو جريمة مف جرائـ الصفقات العمومية مف المشاركة في طمب العروض بالنسبة‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 11‬مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 09‬مكرر‪، 01‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 16‬مكرر‪ ،‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لمصفقات التي تعمف عنيا اإلدارة جزاءا لو نتيجة ارتكابو ألخطاء أو إخبللو بالتزاماتو‬
‫(‪)1‬‬
‫التعاقدية مع اإلدارة وغيرىا مف األخطاء‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 2‬مف قانوف العقوبات يترتب عمى عقوبة اإلقصاء مف‬
‫الصفقات العمومية منع المحكوـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في‬
‫أي صفقة عمومية‪ ،‬إما نيائيا أو لمدة ال تزيد عف عشر(‪ )10‬سنوات في حالة اإلدانة‬
‫(‪)2‬‬
‫الرتكابو جناية وخمس (‪ )5‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة‪.‬‬
‫‪ -‬الحظر من استعمال الشيكات أو استعمال بطاقات الدفع‪ :‬يترتب عمى عقوبة الحظر‬
‫مف اصدار الشيكات و‪/‬أو استعماؿ بطاقات الدفع إلزاـ المحكوـ عميو بإرجاع الدفاتر‬
‫والبطاقات التي بحوزتو‪ ،‬أو التي عند وكبلئو إلى المؤسسة المصرفية المصدرة ليا‪،‬‬
‫غير أنو ال يطبؽ ىذا الحظر عمى الشيكات التي اسمح بسحب األمواؿ مف طرؼ‬
‫الساحب لدى المسحوب عميو أو المضمنة‪ .‬وال تتجاوز مدة الحظر عشر (‪)10‬‬
‫سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬وخمس (‪ )5‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب‬
‫جنحة‪ .‬ويعاقب بالحبس مف سنة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬سنوات وبغرامة مف‬
‫‪100.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج كؿ مف أصدر شيكا أو أكثر و‪/‬أو استعمؿ بطاقة‬
‫(‪)3‬‬
‫الدفع رغـ منعو مف ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق أو سحب رخصة السياقة أو إلغائها‪ :‬دوف اإلخبلؿ بالتدابير المنصوص عمييا‬
‫في قانوف المرور‪ ،‬يجوز لمجية القضائية الحكـ بتعميؽ أو سحب رخصة السياقة أو‬
‫إلغائيا مع المنع مف استصدار رخصة جديدة‪ .‬دوف أف تزيد مدة التعميؽ أو السحب‬
‫(‪)4‬‬
‫عف (‪ )5‬خمس سنوات مف تاريخ صدور حكـ اإلدانة‪.‬‬

‫(‪)1‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 16‬مكرر‪ 2‬مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ ، 3‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫(‪)4‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪،‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬نشر الحكم وتعميقه‪ :‬لممحكمة عند الحكـ باإلدانة أف تأمر في الحاالت التي عددىا‬
‫القانوف بنشر الحكـ بأكممو أو مستخرج منو في جريدة أو أكثر يعينيا‪ ،‬أو يتـ تعميقو‬
‫في األماكف التي يبينيا وذلؾ كمو عمى نفقة المحكوـ عميو‪ ،‬عمى أال تتجاوز‬
‫مصاريؼ النشر المبمغ الذي يحدده الحكـ باإلدانة ليذا الغرض‪ ،‬وأال تتجاوز مدة‬
‫التعميؽ شي ار واحدا‪ ،‬ويعاقب بالحبس مف ثبلثة أشير إلى سنتيف وبغرامة مالية مف‬
‫‪25.000‬دج إلى ‪200.000‬دج كؿ مف قاـ بإتبلؼ أو إخفاء أو تمزيؽ المعمقات‬
‫الموضوعة تطبيقا لمفقرة السابقة كميا أو جزئيا ويأمر الحكـ مف جديد بتنفيذ التعميؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫عمى نفقة الفاعؿ‪.‬‬

‫إضافة إلى العقوبات التكميمية الواردة في قانوف العقوبات والتي توقع عمى مرتكبي جريمة‬
‫المحاباة ىناؾ عقوبات تكميمية أخرى نص عمييا قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو تحديدا‬
‫في المادة ‪ 51‬منو تتمثؿ ىذه العقوبات فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬مصادرة العائدات واألموال غير المشروعة‪ :‬في حالة اإلدانة بالجرائـ المنصوص‬
‫عمييا في قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ ،‬تأمر الجية القضائية بمصادرة العائدات‬
‫واألمواؿ غير ال مشروعة السيما الناتجة عف جريمة المحاباة مع مراعاة حاالت‬
‫(‪)2‬‬
‫كما تحكـ الجية القضائية أيضا‬ ‫استرجاع األرصدة أو حقوؽ الغير حسب النية‪.‬‬
‫برد ما تـ اختبلسو أو قيمة ما حصؿ عميو مف منفعة أو ربح ولو انتقمت إلى أصوؿ‬
‫الشخص المحكوـ عميو أو فروعو أو إخوتو أو زوجو أو أصياره‪ ،‬سواء بقيت تمؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫األمواؿ عمى حاليا أو وقع تحويميا إلى مكاسب أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إبطال العقود والصفقات والبراءات واالمتيازات والتراخيص‪ :‬منح المشرع لمجيات‬
‫القضائية التي تنظر في الدعوى التصريح ببطبلف وانعداـ آثار كؿ عقد أو صفقة أو‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 18‬مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 2/51‬مف القانوف رقـ ‪ ، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ ، 3/51‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫براءة أو امتياز أو ترخيص متحصؿ عميو مف ارتكاب إحدى جرائـ الصفقات‬


‫(‪)1‬‬
‫العمومية بما فييا جريمة المحاباة‪.‬‬
‫والمتعارؼ عميو أف الجية القضائية التي ليا صبلحية إبطاؿ العقود ىي الجيات‬
‫القضائية التي تبث في المسائؿ المدنية وليس الجيات القضائية التي تبث في‬
‫(‪)2‬‬
‫المسائؿ الجزائية وفي ىذه الحالة فيو استثناء عمى ذلؾ‪.‬‬
‫‪ .2‬العقوبات التكميمية المقررة لمشخص المعنوي‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري عمى العقوبات التكميمية المطبقة عمى الشخص المعنوي في‬
‫المادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات وذلؾ بتطبيؽ عقوبة أو أكثر مف بيف العقوبات‬
‫(‪)3‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حل الشخص المعنوي‪ :‬عقوبة حؿ الشخص المعنوي تشبو إلى حد ما عقوبة اإلعداـ‬
‫المطبقة عمى الشخص الطبيعي حيث يحؿ الشخص المعنوي إذا توافرت إحدى‬
‫الحالتيف‪:‬‬
‫‪ ‬أف يكوف الشخص المعنوي قد وجد بغرض ارتكاب الجريمة وىذا يعني أف‬
‫ىناؾ غرضا رئيسيا لمؤسسي الشخص المعنوي‪ ،‬ىو ارتكاب النشاط غير‬
‫المشروع‪ ،‬وغرض آخر احتياطي تـ بناءا عميو تأسيس الشخص المعنوي مف‬
‫الناحية القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬خروج الشخص المعنوي مف الغرض الذي أنشأ مف أجمو بغرض ارتكاب‬
‫(‪)4‬‬
‫النشاط اإلجرامي‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 55‬مف القانوف رقـ ‪ ، 01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫(‪)3‬انظر المادة ‪ 18‬مكرر مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)4‬محمد أبو العبل عقيدة‪ ،‬االتجاىات الحديثة في قانوف العقوبات الفرنسي الجديد‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.48‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬غمق المؤسسة أو فرع من فروعها لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪ :‬الغمؽ ىو عبارة عف‬
‫وقؼ الترخيص بمزاولة النشاط بحيث ال تتجاوز مدة الغمؽ خمس سنوات وخبلؿ ىذه‬
‫المدة ال يمكف بيعيا أو التصرؼ بيا طواؿ مدة الغمؽ‪ ،‬وىي مف العقوبات المؤقتة‪،‬‬
‫عكس ال َحؿ الذي يعتبر االنياء الكمي ليا‪)1(.‬ويحكـ بيذه العقوبة إما بصفة نيائية أو‬
‫لمدة ال تزيد عف عشر(‪ )10‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جناية وخمس سنوات‬
‫(‪)2‬‬
‫في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمسة سنوات‪ :‬في ىذه العقوبة‬
‫الشخص المعنوي يحرـ مف طمب العروض في أي صفقة تبرميا الدولة أو أحد‬
‫(‪)3‬‬
‫مؤسساتيا العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مصادرة الشيء الذي استعمل في ارتكاب الجريمة أو نتج عنها‪ :‬المصادرة تعني‬
‫نزع ممكية ماؿ مف صاحبو جب ار عنو واضافتو إلى ممؾ الدولة أو الخزينة العامة‪،‬‬
‫بأنيا غير رضائية و أنيا دوف مقابؿ وأيضا‬
‫دوف مقابؿ والمصادرة كعقوبة تمتاز ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق ونشر حكم اإلدانة‪ :‬نشر الحكـ ىنا يعني إعبلنو بحيث يصؿ إلى عمـ‬
‫(‪)5‬‬
‫األشخاص‪ ،‬وذلؾ بأي وسيمة كانت سمعية أو بصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الوضع تحت الحراسة القضائية‪ :‬تنصب الحراسة عمى النشاط الذي ارتكبت الجريمة‬
‫بمناسبتو ويجب عمى المحكمة التي تصدر حكميا بالوضع تحت الحراسة القضائية‬

‫(‪ )1‬محدة محمد ‪«،‬المسؤولية الجنائية لمشخص المعنوي»‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،2006 ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪)2‬المادة ‪ 16‬مكرر مف األمر رقـ ‪ ، 156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬شروقي محترؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪)5‬محدة محمد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫(‪)6‬زوزو زوليخة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أف تحدد وتعيف الوكيؿ القضائي الذي يقوـ بيذه الحراسة ويقدـ تقريره لقاضي تنفيذ‬
‫(‪)1‬‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الواردة عمى جريمة استغالل النفوذ لمحصول عمى امتيازات غير‬
‫مبررة‬

‫رصد قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو العقوبات األصمية والتكميمية لجريمة استغبلؿ‬
‫النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة وقد ميز بيف العقوبات األصمية والعقوبات التكميمية‬
‫الموقعة عمى الشخص الطبيعي والعقوبات األصمية والتكميمية الموقعة عمى الشخص‬
‫المعنوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬

‫‪ .1‬العقوبات األصمية المقررة عمى الشخص الطبيعي‬

‫فإف عقوبة جريمة استغبلؿ‬


‫حسب المادة ‪ 2/26‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو ّ‬
‫النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة «الحبس مف سنتيف (‪ )2‬إلى عشر (‪ )10‬سنوات‬
‫وبغرامة مالية مف مائتي ألؼ دينار ‪200.000‬دج إلى مميوف دينار ‪1.000.000‬دج‪ ،‬كؿ‬
‫تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاوؿ مف القطاع الخاص وبصفة عامة كؿ شخص طبيعي‬
‫أو معنوي يقوـ ولو بصفة عرضية بإبراـ عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحمية أو‬
‫المؤسسات أو الييئات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ويستفيد مف سمطة أو تأثير‬
‫أعواف الييئات المذكورة مف أجؿ الزيادة في األسعار التي يطبقونيا عادة أو مف أجؿ التعديؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫لصالحيـ في نوعية المواد أو الخدمات أو آجاؿ التسميـ أو التمويف»‪.‬‬

‫(‪)7‬‬
‫سايح معمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫(‪)2‬المادة ‪ 2/26‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث تطبؽ عمى ىذه الجريمة نفس األحكاـ المطبقة عمى جريمة المحاباة المذكورة سابقا‬
‫والمتعمقة بتشديد العقوبة واإلعفاء أو التخفيض منيا‪.‬‬

‫‪ .2‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي‬

‫سبؽ اإلشارة إلى أف المشرع الجزائري أقر في نص المادة ‪ 53‬مف قانوف الوقاية مف‬
‫الفساد ومكافحتو بالمسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي في جرائـ الفساد وبوجو عاـ وفقا‬
‫لمقواعد المقررة في قانوف العقوبات والتي مف بينيا جريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى‬
‫(‪)1‬‬
‫وبإحالة المادة ‪ 53‬مف القانوف ‪ 01-06‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد‬ ‫امتيازات غير مبررة‪.‬‬
‫عمى أحكاـ قانوف العقوبات تحديدا في المادة ‪ 18‬مكرر منو والتي تنص عمى أف تكوف‬
‫عقوبة الشخص المعنوي مساوية لمدة إلى خمس مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة‬
‫لمشخص الطبيعي وعميو عقوبة جريمة استغبلؿ النفوذ غرامة مالية تقدر ب‪1.000.000‬دج‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى ‪5.000.000‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 50‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو عمى أنو‬
‫«في حالة اإلدانة بجريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا القانوف يمكف لمجية‬
‫القضائية أف تعاقب الجاني بعقوبة أو أكثر مف العقوبات التكميمية المنصوص عميو في‬
‫(‪)3‬‬
‫قانوف العقوبات»‪.‬‬

‫وعميو فالعقوبات التكميمية المقررة عمى الشخص الطبيعي والشخص المعنوي بالنسبة‬
‫لجريمة استغبلؿ النفوذ لمحصوؿ عمى امتيازات غير مبررة‪ ،‬ىي نفسيا العقوبات التكميمية‬
‫المقررة لجريمة المحاباة‪ ،‬والتي سبؽ التطرؽ إلييا‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ،53‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬المادة ‪ 18‬مكرر مف األمر رقـ ‪ ،156-66‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 50‬مف القانوف رقـ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث ‪:‬العقوبات الواردة عمى جريمة الرشوة‬

‫في جريمة الرشوة كذلؾ نميز بيف العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي وكذا‬
‫العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي وبيف العقوبات التكميمية المقررة لمشخص‬
‫الطبيعي والشخص المعنوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬

‫‪ .1‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي‬

‫بالنسبة لجريمة الرشوة المشرع الجزائري عاقب مرتكبييا بالحبس مف ‪ 10‬سنوات إلى‬
‫(‪ )20‬عشريف سنة وغرامة مالية تتراوح مف ‪1.000.000‬دج إلى ‪2.000.000‬دج وذلؾ‬
‫(‪)1‬‬
‫مف خبلؿ المادة ‪ 27‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫والمبلحظ أف العقوبات المقررة بالنسبة لمرتكبي جريمة الرشوة مشددة نوعا ما مقارنة مع‬
‫باقي جرائـ الصفقات العمومية لما تخمفو ىذه الجريمة مف آثار خطيرة‪.‬‬

‫‪ .2‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 53‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو ونص المادة ‪ 18‬مف‬
‫قانوف العقوبات‪ ،‬حيث تنص عمى أف العقوبات التي تطبؽ عمى الشخص المعنوي في مواد‬
‫الجنايات والجنح ىي الغرامة التي تساوي مف مرة إلى خمس مرات الحد األقصى لمغرامة‬
‫المقررة لمشص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب الجريمة‪ .‬بالتالي تصبح الغرامة المسمطة‬
‫عمى الشخص المعنوي المرتكب لجريمة الرشوة تساوي ‪2.000.000‬دج إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪10.000.000‬دج‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ ، 27‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪)2‬شروقي محترؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنسبة لؤلحكاـ المطبقة عمى جريمة الرشوة فيما يتعمؽ باإلعفاء والتخفيض مف العقوبة‬
‫ىي نفسيا األحكاـ المطبقة عمى جريمة المحاباة والتي تـ التطرؽ إلييا سابقا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫‪ .1‬العقوبات التكميمية المقررة لمشخص الطبيعي‬

‫تنص المادة ‪ 50‬مف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو عمى «في حالة اإلدانة بجريمة‬
‫أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا القانوف يمكف لمجية القضائية أف تعاقب‬
‫(‪)1‬‬
‫الجاني بعقوبة أو أكثر مف العقوبات التكميمية المنصوص عمييا في قانوف العقوبات»‪.‬‬
‫وعميو فالعقوبات التكميمية المقررة لمشخص الطبيعي في حاؿ ارتكابو لجريمة الرشوة ىي‬
‫نفسيا العقوبات التكميمية لجريمة المحاباة والتي سبؽ وأف تطرقنا إلييا بالتفصيؿ‪.‬‬

‫‪ .2‬العقوبات التكميمية المقررة لمشخص المعنوي‬

‫بالنسبة لمعقوبات التكميمية المقررة لمشخص المعنوي‪ ،‬المشرع الجزائري أقرىا في قانوف‬
‫العقوبات وبالتحديد في المادة ‪ 18‬مكرر‪ ،‬وىي نفسيا العقوبات التكميمية التي تـ التطرؽ‬
‫إلييا بالنسبة لجنحة المحاباة المتمثمة في حؿ الشخص المعنوي‪ ،‬غمؽ المؤسسة أو فرع مف‬
‫فروعيا‪ ،‬اإلقصاء مف الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز (‪ )5‬خمس سنوات‪ ،‬مصادرة الشيء‬
‫الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة‪ ،‬تعميؽ ونشر حكـ اإلدانة‪ ،‬الوضع تحت الحراسة‬
‫(‪)2‬‬
‫القضائية‪.‬‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 50‬مف القانوف رقـ ‪ ،01-06‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬عميور خديجة‪ ،‬جرائـ الفساد في القطاع الخاص في ظؿ التشريع الجنائي الجزائري ‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانوف جنائي ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬قسـ الحقوؽ ‪ ،‬جامعة ورقمة ‪ ، 2012 ،‬ص‪،118‬‬
‫ص‪.120‬‬

‫‪- 100‬‬
‫‪-‬‬
‫رقابة القضاء الجزائي عمى الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يتمحور دور القضاء الجزائي في رقابتو عمى الصفقات العمومية مف خبلؿ تطبيؽ‬
‫القوانيف التي سنيا المشرع بيدؼ حماية الماؿ العاـ ‪ ،‬المتمثمة أساسا في قانوف الوقاية مف‬
‫الفساد و مكافحتو اضافة الى قانوف االجراءات الجزائية و كذا قانوف العقوبات ‪ ،‬و ذلؾ‬
‫بالتطرؽ الى أساليب الكشؼ و التحري الخاصة و كذا تجريـ بعض السموكات و األفعاؿ‬
‫التي تأدي الى اىدار الماؿ العاـ مع اقرار العقوبات البلزمة ضد مرتكبييا ‪.‬‬

‫‪- 101‬‬
‫‪-‬‬
‫خاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫يمكن القول أن المشرع الجزائري وفي سبيل إيجاد السبل الكفيمة لحماية المال العام‬
‫وكذا الوقاية من تعسف اإلدارة في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬كرس اآلليات القضائية‬
‫المتمثمة في القضاء اإلداري وكذا القضاء الجزائي‪ ،‬حيث أوكل إلييما ميمة الرقابة عمى‬
‫الصفقات العمومية وبتعبير أدق الرقابة عمى األموال العامة نظ ار لمترابط الوثيق بين الصفقة‬
‫العمومية والمال العام ‪،‬سواء في مرحمة اإلبرام أو مرحمة التنفيذ‪.‬‬

‫يبرز دور القضاء اإلداري من خالل ممارستو الختصاصاتو المنصوص عمييا في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والمتمثمة في رقابة قضاء اإللغاء الذي رغم كونو يختص‬
‫بالنظر في الق اررات اإلدارية وليس بالعقود ‪ ،‬إال أنو وبفضل اجتيادات مجمس الدولة الفرنسي‬
‫الذي أقر نظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة أصبح بمقدور قضاء اإللغاء النظر في مدى‬
‫مشروعية ىذه الق اررات المنفصمة والصادرة بمناسبة إبرام عقد الصفقة ‪ ،‬وسمطة الحكم بإلغائيا‬
‫إذا كانت غير مشروعة وىو ما يمكن من حماية حقوق وحريات األفراد ‪ ،‬غير أنو توجد‬
‫بعض الحقوق التي تتميز بالطابع أالستعجالي لكونيا طارئة تتأثر وتزول بمجرد مرور مدة‬
‫زمنية عمييا‪ ،‬وىذا ما تصدى لو المشرع الجزائري باستحداثو لنوع أخر من الرقابة متمثل في‬
‫رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية بنصو صراحة ألول‬
‫مرة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪، 80-80‬في المادتين ‪049‬و‪ ،049‬حيث مكن‬
‫لكل شخص دي مصمحة يتضرر من إخالل المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا القانونية المتعمقة‬
‫أساسا بالمنافسة واإلشيار أن يمجأ إلى القضاء اإلداري اإلستعجالي بدعوى استعجال ضياع‬
‫حق من حقوقو ‪ ،‬عمى أن يكون اإلخالل الذي تسبب في الضرر من طرف المصمحة‬
‫المتعاقدة ‪ ،‬حيث يمكن لمقاضي اإلداري اإلستعجالي في حالة ثبوت الضرر وقيام حالة‬
‫االستعجال بتوجيو أوامر لإلدارة بالوفاء بالتزاماتيا في مجال العمنية والمنافسة ‪ ،‬كما يمكنو‬
‫فرض الغرامة التيديدية عمييا في حالة تأخرىا أو امتناعيا عن تنفيذ التزاماتيا‪ ،‬كما يمجأ‬
‫لألمر بتأجيل إمضاء الصفقة لمدة التتجاوز عشرون يوما ‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫الخاتمة‬

‫بموجب ىذه األوامر يمارس قضاء االستعجال رقابة فعمية عمى اإلدارة ‪ ،‬و ىذا بعد‬
‫التردد واإلشكال الذي كان يدور حول أحقيتو بتوجيو أوامر لممصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫يختص كل من قضاء اإللغاء وكذا قضاء االستعجال بالرقابة عمى الصفقة العمومية‬
‫قبل دخوليا حيز التنفيذ أي في مرحمة االبرام فقط ‪ ،‬أما مرحمة التنفيذ فقد خصيا المشرع‬
‫بنوع آخر من الرقابة متمثمة في رقابة القضاء الكامل وىو من القضاء اإلداري شأنو شأن‬
‫قضاء االستعجال وكذا قضاء اإللغاء ‪ ،‬غير أنو ذو صالحيات أوسع وسمطات أشمل ‪،‬‬
‫حيث يفصل في كل الدعاوى التي يرفعيا المتعامل المتعاقد ضد المصمحة المتعاقدة في حالة‬
‫نشوب نزاع بينيما أثناء تنفيذ الصفقة العمومية ومنيا الدعاوى المتعمقة بإبطال بعض‬
‫تصرفات اإلدارة المخمة بالتزاماتيا التعاقدية وكذا الدعاوى الرامية إلعادة التوازن المالي‬
‫لمصفقة ‪ ،‬وكذا الدعاوى المتعمقة بانقضاء الصفقة العمومية أي دعاوي الفسخ والبطالن ‪.‬‬

‫تبقى أىم سمطة لمقضاء الكامل ىي النظر في دعوى التعويض وىي الوسيمة التي‬
‫تمكن المتعامل المتعاقد من اقتضاء وجبر ما أصاب مصالحو من أضرار‪ ،‬بحيث يمزم‬
‫القاضي اإلداري اإل دارة بتعويض المتعاقد معيا نتيجة خطئيا أو تعسفيا والمرتب لقيام‬
‫مسؤوليتيا التعاقدية كما يمزميا بالتعويض دون خطئيا في حالة اختالل التوازن المالي‬
‫لمصفقة وكذا اإلثراء بال سبب وىذا تطبيقا لمبدأ العدالة ‪ ،‬ما يعتبر كأىم ضمان لممتعامل‬
‫المتعاقد في تعاممو مع اإلدارة كونو الطرف األضعف في العممية التعاقدية ‪ ،‬غير أن المشرع‬
‫في تكريسو لمرقابة اإلدارية عمى الصفقات العمومية لم يكتفي بيذا النوع من الرقابة‪ ،‬بل‬
‫أضاف رقابة القضاء الجزائي تماشيا وظاىرة الفساد الذي عرف استفحاال خاصة في مجال‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬حيث أوكل المشرع لمقاضي الجزائي ميمة الوقاية والتصدي ليا وىذا‬
‫في إطار رقابتو عمى الصفقة العمومية‪ ،‬في ىذا الصدد يمارس سمطة التحري و الكشف عن‬
‫الجرائم المتعمقة بيذه الظاىرة باستعمال أساليب الكشف الخاصة كأسموب الترصد و‬
‫االختراق‪.‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫الخاتمة‬

‫وضع المشرع قوانين وتنظيمات من شأنيا تحديد ىذه الجرائم وفرض العقوبات‬
‫المناسبة ل يا وكان ىذا بمصادقة الجزائر عمى اتفاقية األمم المتحدة المتعمقة بمكافحة الفساد‬
‫تماشيا مع السياسة الجنائية الجديدة ما نتج عنو سن قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو حيث‬
‫خمص الى تحديد ىذه الجرائم والمتمثمة في جريمة المحاباة وكذا جريمة استغالل النفوذ‬
‫لمحصول عمى امتيازات غير مبررة إضافة إلى جريمة الرشوة حيث تشترك ىذه الجرائم في‬
‫صفة الجاني والمتمثل في الموظف العامل ‪ ،‬كما تقوم عمى ركنين ىما الركن المادي والركن‬
‫المعنوي الذي يعتبر من األمور النفسية ما يصعب عمى القاضي الجزائي تحديده ‪.‬‬

‫دائما وفي سبيل حماية المال العام أقر المشرع عقوبات حسب نوع الجريمة ومدى‬
‫خطورتيا حيث تنقسم إلى عقوبات أصمية وأخرى تكميمية ‪ ،‬كما أنيا تتراوح بين تمك السالبة‬
‫لمحرية والماسة بالذمة المالية ‪ ،‬ومنو فالقضاء الجزائي يمارس صالحيات واسعة ورقابة فعالة‬
‫من خالل القوانين الموضوعة والتي يطبقيا في ممارستو الختصاصو الرقابي ‪.‬‬

‫ومنو من خالل ماتطرقنا إليو في دراستنا ىذه نستخمص النتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬فعالية رقابة قضاء اإللغاء الذي يبقى رغم محدودية رقابتو في مجال الصفقات‬
‫العمومية المتعمقة أساسا بالق اررات اإلدارية المنفصمة ‪ ،‬إال أنو يتصدى لكل الق اررات‬
‫غير المشروعة ويمغييا مايضمن حماية لممتعامل المتعاقد من جية ووقاية من جرائم‬
‫الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬رغم كون قضاء االستعجال أىم ضمانة لتحقيق مبدأ الشفافية و العمنية في إبرام‬
‫الصفقة من خالل الصالحيات التي يمتمكيا القضاء اإلستعجالي المتمثمة في توجيو‬
‫األوامر لإلدارة التي تعتبر قفزة نوعية في عممية الرقابة ‪ ،‬إال أنيا تبقى غير كافية‬
‫لضمان حقوق المتعامل المتعاقد ‪ ،‬لدى وجب عمى المشرع إيجاد سبل أخرى إلجبار‬
‫اإلدارة عمى تنفيذ الق اررات القضائية ‪.‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫الخاتمة‬

‫‪ ‬القضاء الكامل وما يممكو من صالحيات واسعة جعمتو الضمانة األساسية لممتعامل‬
‫المتعاقد تجاه تعسف االدارة ‪ ،‬الشيء الذي يدفعو نحو التعاقد مطمئنا عمى حقوقو‬
‫التعاقدية ‪ ،‬وحسنا فعل المشرع في تقديره لمتعويض عمى أساس المسؤولية التعاقدية‬
‫لممصمحة المتعاقدة وكذا عمى أساس قيم العدالة الشيء الذي يشجع المتعامل المتعاقد‬
‫عمى اإلبداع ويدفع عجمة المشاريع نحو األمام ‪.‬‬
‫‪ ‬حرص المشرع الجزائري عمى حماية المال العام في مجال الصفقات العمومية عن‬
‫طريقة رقابة القضاء الجزائي الذي يمتمك صالحيات واسعة‪ ،‬ما يمكنو من ممارسة‬
‫رقابة فعالة تضمن الحد من استفحال الفساد في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تنوع ممارسات الفساد بشكل مستفحل من قبل الموظفين العموميين بيدف الحصول‬
‫عمى مكاسب غير مشروعة مقدمين المصمحة الخاصة عمى حساب المصمحة العامة‬
‫مما يؤدي إلى ىدر المال العام ‪.‬‬

‫يبقى المشرع الجزائري رغم فرضو لرقابة قضائية إدارية وجزائية والدور الفعال الذي‬
‫تقوم بو في التصدي لمفساد اإلداري و المالي جعل ىذه الظاىرة في تراجع ‪ ،‬إال أنو مازالت‬
‫ىذه الرقابة لم تصل إلى اليدف المنشود وعميو نرى أنو يجب األخذ بالنقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة تكييف المنظومة القانونية بشكل يسمح بسد كل الثغرات ومكافحة الفساد في‬
‫الصفقات العمومية وخاصة عمى المستوى المحمي‪.‬‬

‫‪-‬استبدال وصف الجنحة بوصف الجناية في جرائم الصفقات العمومية وفرض أشد العقوبات‬
‫عمى مرتكبي ىذه الجرائم‪.‬‬

‫‪-‬استعمال طرق حديثة وتفعيل النشر اإللكتروني في إجراءات االشيار و اإلعالن عن‬
‫الصفقات والمنح من أجل الحد من تأجيل وتأخير إنجاز المشاريع وىو ما يؤثر سمبا عمى‬
‫التنمية الوطنية‪.‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫الخاتمة‬

‫‪-‬وضع الشخص المناسب في المكان المناسب من حيث االختصاص والخبرة والنزاىة‬


‫والتفاني واتقان العمل ‪.‬‬

‫‪-‬اإلستفادة من تجارب الدول من خالل تشجيع المتعاون الدولي وتبادل الخبرات الخاصة‬
‫بإبرام الصفقة وتنفيذىا والرقابة عمييا ‪.‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ -‬بالمغة العربية‪:‬‬


‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬المزوري وعدي سميمان وعدي‪ ،‬ضمانات المتيم في الدعوى الجزائية‪ ،‬دار حامد‬
‫لمنشر‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ .2‬بوسقيعة أحسن ‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط‪ ،9‬دار ىومة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ .3‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬جسور لمنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫المحمدية‪،2007 ،‬‬
‫‪ .4‬بوضياف عمار‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬المحمدية‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .5‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪. 2004 ،‬‬
‫‪ .6‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪،‬عنابة‪.2005،‬‬
‫‪ .7‬بعمي محمد الصغير ‪ ،‬الفضاء اإلداري دعوى االلغاء ‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪.2007،‬‬
‫‪ .8‬بشير بمعيد‪ ،‬القضاء المستعجل في األمور االدارية‪ ،‬دون دار النشر‪،‬الجزائر‪.1993،‬‬
‫‪ .9‬ياسر كمال الدين‪ ،‬جرائم الرشوة واستغالل النفوذ‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .10‬كموفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬دار النشر صيطمي‪ ،‬برج بوعريريج‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬لباد ناصر‪ ،‬القاانون اإلداري‪ ،‬الجازء‪ ،2‬النشااط اإلداري‪ ،‬دياوان المطبوعاات الجامعياة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .12‬لحسين بن شيخ آث ممويا‪ ،‬المنتقى في القضاء االستعجالي اإلداري‪ ،‬دار ىومة‬


‫لمنشر‪ ،‬الجزائر العاصمة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد أحمد غانم‪ ،‬المحاور القانونية والشرعية لمرشوة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ .14‬محدة محمد‪ ،‬ضمانات المتيم أثناء التحقيق‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫اليدى عين مميمة‪)،‬بدون سنة نشر(‪.‬‬
‫‪ .15‬معز أحمد محمد الحياري‪ ،‬الركن المادي لمجريمة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ .16‬محمود نصر‪ ،‬الوسيط في الجرائم المضرة بالمصمحة العامة‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .17‬محمد أبو العال عقيدة‪ ،‬االتجاىات الحديثة في قانون العقوبات الفرنسي الجديد‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ .18‬سالمة مأمون محمد‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬الجزء األول‪ :‬الجرائم المضرة‬
‫بالمصمحة العامة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1988 ،‬‬
‫‪ .19‬عبد العزيز عبد المنعم خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقود اإلدارية‪ ،‬اإلبرام‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬في‬
‫ضوء أحكام مجمس الدولة وفقا ألحكام قانون المناقصات والمزايدات‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .20‬عبد العزيز عبد المنعم خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقود اإلدارية (اإلبرام‪ ،‬التنفيذ‪،‬‬
‫المنازعات)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ .21‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .22‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪.2004،‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .23‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪،‬‬


‫الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2005 ،‬‬
‫‪ .24‬فيد عبد الكريم أبو العتم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2001 ،‬‬
‫‪ .25‬رحماني منصور ‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر‪،‬‬
‫عين مميمة‪2003 ،‬‬
‫‪ .26‬خموفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول دعوى تجاوز السمطة ودعوى‬
‫القضاء الكامل‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪.2001 ،‬‬
‫‪ .27‬خمفي عبد الرحمن ‪ ،‬محاضرات في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عين‬
‫مميمة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -2‬الرسائل والمذكرات ‪:‬‬
‫‪ .1‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في‬
‫القانون ‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫‪ .2‬حاحا عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمتابعة لفساد اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه في الحقوق تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .3‬سعيد عبد الرزاق باخبيره‪ ،‬سمطة اإلدارة الجزائية في اثناء تنفيد العقد االداري ‪،‬اطروحة‬
‫بن‬ ‫جامعة‬ ‫الحقوق‪،‬‬ ‫‪،‬كمية‬ ‫العام‬ ‫القانون‬ ‫في‬ ‫الدكتوراه‬ ‫شيادة‬ ‫لنيل‬
‫عكنون‪،2008،‬ص‪.310‬‬
‫‪ .4‬عميوات ياقوتة‪ ،‬تطبيقات النظرية العامة لمعقد‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .5‬ثياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه في القانون‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .6‬بوزبرة سييمة ‪ ،‬مواجية الصفقات المشبوىة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫القانون الخاص فرع قانون السوق‪،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫جامعة جيجل ‪.2008 ،‬‬
‫‪ .7‬بحري إلسماعيل‪ ،‬الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مكممة‬
‫لنيل شيادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .8‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات اإلدارية بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬قانون عام‪ ،‬جامعة ‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫تممسان‪.2011،‬‬
‫‪ .9‬بن بشير وسيمة‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلداري والمالي في مجال الصفقات العمومية في‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪2013،‬‬
‫‪ .10‬بن يطو سميمة‪ ،‬جريمة الرشوة في قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬مذكرة مكممة‬
‫لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة باتنة‪. 2013،‬‬
‫‪ .11‬بمعابد عبد الغني‪ ،‬الدعوى االستعجالية اإلدارية وتطبيقاتيا في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .12‬زوزو زوليخة‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتيا في ظل القانون المتعمق‬
‫بالفساد‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة ماجيستر قانون جنائي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة ورقمة‪. 2011،‬‬
‫‪ .13‬مانع عبد الحفيظ‪ ،‬طرق إبرام النفقات العمومية وكيفية الرقابة عمييا‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬قانون عام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة تممسان‪.2008 ،‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .14‬محفوظ عبد القادر‪ ،‬سمطة اإلدارة في التعديل االنفرادي لمعقد اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬جامعة تممسان‪.2014 ،‬‬
‫‪ .15‬سبكي ربيحة‪ ،‬سمطات المصمحة المتعقدة تجاه المتعامل المتعاقد معيا في مجال‬
‫الص فقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2013،‬‬
‫‪ .16‬عميور خديجة‪ ،‬جرائم الفساد في القطاع الخاص في ظل التشريع الجنائي الجزائري ‪،‬‬
‫مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير تخصص قانون جنائي ‪ ،‬كمية الحقوق و العموم‬
‫السياسية ‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة ورقمة ‪.2012 ،‬‬
‫‪ .17‬قريشي أنيسة سعاد‪ ،‬النظام القانوني لعقد األعمال العامة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في قانون المؤسسات‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2002 ،‬‬
‫‪ .18‬شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة‬
‫تيزي وزو‪.2016 ،‬‬
‫‪ .19‬األطرش سعاد‪ ،‬المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .20‬بوجاجة سميحة‪ ،‬عقيب ىدى‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة جيجل‪.2015 ،‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪.21‬بوزياني محمد‪ ،‬الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية وآليات الكشف عنيا في القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر قانون عام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪.‬‬
‫‪ .22‬بمعايش شيراز‪ ،‬الرقابة القضائية عمى أعمال اإلدارة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .23‬بن معزوز خديجة ‪ ،‬عباش المية ‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل‬
‫شيادة الماستر في القانون‪ ،‬فرع القانون العام لألعمال‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪. 2011،‬‬
‫‪ .24‬بن مقراني فيد‪ ،‬أساليب التحري في جرائم الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل‬
‫شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .25‬وادفل سميمان‪ ،‬مقبل سامية‪ ،‬الرقابة اإلدارية والقضائية عمى الصفقات العمومية‪،‬‬
‫مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪.2016 ،‬‬
‫‪ .26‬معافة ليندة‪ ،‬ليويري صالح الدين‪ ،‬الرقابة اإلدارية والقضائية عمى الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪.2014 ،‬‬
‫‪ .27‬سايح معمر ‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية في قانون الفساد‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬قانون إداري‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‬
‫‪،‬جامعة بسكرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ .28‬شروقي محترف‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائم المتعمقة بيا في قانون الفساد‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الدفعة ‪.2008 -2005 ،16‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .29‬مالك محمد أمين ‪ ،‬بوخرص خديجة ‪ ،‬وأخرون ‪،‬الرقابة القضائية عمى العقود االدارية‬
‫‪،‬مدكرة مكممة لنيل شيادة ليسانس في الحقوق ‪،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة جيجل ‪.2008 ،‬‬
‫‪ .30‬شحمي حميمة‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الميسانس في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة ورقمة‪.2014 ،‬‬
‫‪-3‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬القصري محمد‪« ،‬القاضي االداري و منازعات الصفقات العمومية» ‪ ،‬المجمة العربية‬
‫لمفقو و القضاء ‪ ،‬العدد‪ ،46‬المغرب ‪.2008،‬‬
‫‪ .2‬بوكحيل ليمى ‪« ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ حرية المنافسة»‪ ،،‬مداخمة‬
‫حول حرية المنافسة ‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬فيفري ‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عنابة‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪،05‬مأخوذة عن الموقع ‪www.eldjalfa.info‬‬
‫‪ .3‬بوعزة نضيرة‪« ،‬جريمة الرشوة في ظل القانون رقم ‪ 61-66‬المتعمق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير»‪ ،‬مداخمة‬
‫جامعة بسكرة‪ ،2012 ،‬مأخوذة عن الموقع اإللكتروني‪www.eldjelfa info :‬‬
‫‪ .4‬بومقورة سموى‪« ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في جال الصفقات‬
‫العمومية»‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانوني الصادرة عن كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬عدد ‪.2012 ،1‬‬
‫‪ .5‬بكرارشوش محمد‪« ،‬االختصاص اإلقميمي الموسع في المادة الجزائية في التشريع‬
‫الجزائري»‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬عدد‪ ،14‬جانفي ‪.2016‬‬
‫‪ .6‬بن بوزيد‪ ،‬دغبار نورة‪« ،‬منازعات الصفقات العمومية»‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‬
‫‪ ،‬كمية الحوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق جامعة ورقمة ‪ ،‬عدد ‪.2016 ،15‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .7‬دغيش أحمد‪« ،‬الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية في إطار قانون الوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته»‪ ،‬مداخمة‪ ،‬كمية الحقوق جامعة بشار‪ ،‬ص ‪.11‬مؤخودة عن‬
‫الموقع‪ www.mouwazef-dz.info:‬يوم ‪. 2017/02/15‬‬
‫‪ .8‬حاحا عبد العالي‪« ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر»‪ ،‬مداخمة‬
‫مقتبسة من أطروحة الدكتوراه‪ ،‬ص ‪ ،06‬مأخودة عن الموقع االلكتروني ‪www. :‬‬
‫‪ ، elDjelfa. info‬يوم ‪2017/02/15‬‬
‫‪ .9‬محدة محمد ‪« ،‬المسؤولية الجنائية لمشخص المعنوي»‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫و العموم السياسية ‪،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد األول‪.2006 ،‬‬
‫‪ .10‬محمد بن شيخ‪" ،‬خصوصية التجريم والتحري في الصفقات العمومية"‪ ،‬مداخمة مقدمة‬
‫ضمن أعمال الممتقى الوطني جامعة سكيكدة‪ ،‬ص‪ 12‬المأخوذة عن الموقع‬
‫االلكتروني ‪ ,www.Mouwazaf-dz.info‬يوم‪2017/02/02‬‬
‫‪ .11‬مصطفى عبد القادر‪« ،‬أساليب التحري الخاصة واجراءاتها»‪ ،‬مجمة المحكمة العميا‪،‬‬
‫ع‪ ،2‬الجزائر‪ ، 2009 ،‬ص ‪ 70‬ص‪.71‬‬
‫‪ .12‬سعاد طيبي‪ «،‬دور القاضي اإلداري في تسوية منازعات الصفقات العمومية»‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،‬ص ‪ ،12‬مأخوذة عن الموقع‬
‫اإللكتروني‪،www.univ.medea.com:‬يوم ‪.2017/03/13‬‬
‫‪ .13‬فقير محمد‪ « ،‬رقابة القضاء االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل إبرامها في‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫التشريع الجزائري والتشريع المقارن» ‪ ،‬مأخوذة عن‬
‫‪، www.univ-medea.dz‬يوم ‪2017/03/12‬‬
‫‪ .14‬خميفي سمير‪« ،‬القضاء اإلداري االستعجالي بين حماية حقوق المتقاضي‪،‬‬
‫وامتيازات السمطة العامة»‪ ،‬مداخمة ‪،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‬
‫‪،‬جامعة البويرة‪ ،2014 ،‬ص ‪،09‬مأخوذةعن الموقع اإللكتروني‪dspace-univ- :‬‬
‫‪ ،bouira.dz/khlifisamir.pdf‬يوم ‪.2017/04/03‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ .15‬خضري حمزة‪« ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر» ‪،‬مجمة‬


‫المفكر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد‪.13‬‬
‫‪ .16‬المفتشية العامة لبومرداس «األحكام الجديدة لممرسوم الرئاسي رقم ‪247 -15‬‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام مقارنة بأحكام المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 236-10‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬المعدل والمتمم»‪ ،‬مداخمة‬
‫منعقدة بقاعة المحاضرات بمقر والية بومرداس‪ ،‬يوم االربعاء ‪ ،2016/02/10‬ص‬
‫ص ‪. 40 , 1‬‬
‫‪-4‬المحاضرات‪:‬‬
‫‪ .1‬ثياب نادية‪« ،‬سمسمة محاضرات في مادة قانون الصفقات العمومية لمسنة الثانية‬
‫ماستر»‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪،2015 ،‬‬
‫‪www.univ-ency-‬‬ ‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الموقع‬ ‫عن‬ ‫مأخوذة‬ ‫‪،66‬‬ ‫ص‬
‫‪ ، eduction.com‬يوم ‪2017/03/24‬‬
‫‪ .2‬خالف فاتح‪« ،‬محاضرات في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬طبقا ألحكام المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 247-15‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق‬
‫العام»‪ ،‬مطبوعة محكمة موجية إلى طمبة السنة الثالثة حقوق –قسم القانون‬
‫العام‪ ،-‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة جيجل‪،2016 ،‬‬
‫ص ‪ ،85‬مأخودة عن الموقع اإللكتروني‪،www.univ.jijel.com‬يوم‬
‫‪.2017/03/24‬‬
‫‪-5‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪-‬المصادر واالتفاقيات‬
‫‪ ‬دستور الجميورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 438-96‬مؤرخ في ‪ ، 1996/12/07‬يتعمق بنشر وتعديل‬
‫الدستور الموافق عميو باستفتاء الشعبي ‪ ، 1996/11/28‬جريدة رسمية عدد ‪76‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ، 1996/12/08‬معدل و متمم بقانون رقم ‪ ، 03-02‬مؤرخ في‬


‫عدد ‪ ، 25‬صادر بتاريخ ‪، 2002/04/14‬‬ ‫‪ 2002/04/10‬جريدة رسمية‬
‫معدل و متمم بقانون رقم ‪ ، 19-08‬مؤرخ في ‪، 2008/11/15‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ ، 63‬صادر بتاريخ ‪ ، 2008/11/16‬معدل ومتمم بقانون رقم ‪، 01-16‬‬
‫مؤرخ في ‪ ،2016/03/06‬جريدة رسمية عدد ‪ ،14‬صادر بتاريخ‬
‫‪. 2016/03/07‬‬
‫‪ ‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،128-04‬مؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪،2004‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ ،26‬صادر بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪،2004‬المتضمن اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك‪ ،‬في ‪ 31‬أكتوبر‬
‫‪.2003‬‬
‫‪-‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ .1‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪،‬النص الكامل لمقانون و تعديالتو الى غاية ‪2015/06/23‬‬
‫‪ ،‬الطبعة ‪ ،13‬برتي لمنشر‪( 2015،‬األمر رقم ‪ ،)155-66‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان‬
‫‪ ،1966‬يتضمن قانون االجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون العقوبات حسب أخر تعديل لو ‪ ،‬كميك لمنشر‪(،2015 ،‬األمر رقم ‪،)156-66‬‬
‫مؤرخ في‪ 08‬جوان ‪،1966‬يتضمن قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ .3‬أمر رقم ‪ 90-67‬مؤرخ في ‪ ،1967-06-17‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ ،52‬صادر في ‪(1967-06-27‬ممغى)‪. .‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 01-06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬يتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ ،14‬صادر بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المعدل والمتمم بالقانون‬
‫‪ 15-11‬المؤرخ في‪ 2‬أوت ‪، 2011‬جريدة رسمية عدد ‪، 44‬صادر بتاريخ ‪ 10‬اوت‬
‫‪. 2011‬‬
‫‪ .5‬أمر رقم ‪ 03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬جويمية ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي لموظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،46‬صادر في ‪ 16‬جويمية ‪.2006‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬
‫‪02‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على الصفقات العمومية‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬رقابة القضاء اإلداري أثناء مرحلة إبرام الصفقة‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقد في مجال الصفقات‬
‫العمومية‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط رفع الدعوى االستعجالية قبل التعاقد‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط العامة لرفع الدعوى االستعجالية‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة لرفع الدعوى االستعجالية‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات القاضي االستعجالي قبل التعاقدي‬
‫‪16‬‬ ‫أوال‪ :‬سلطة توجيه أوامر اإلدارة‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سلطة فرض الغرامة التهديدية‬
‫‪17‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سلطة تأجيل إمضاء العقد‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة قضاء االلغاء في مجال الصفقات العمومية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سلطات القاضي اإلداري في إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصلة‬
‫‪19‬‬ ‫أوال‪ :‬شروط رفع دعوى إلغاء القرار اإلداري المنفصل‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األشخاص المؤهلين قانونا لرفع دعوى اإللغاء في مجال الصفقات‬
‫العمومية‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مجال الطعن في الق اررات اإلدارية المنفصلة‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار اإلعالن عن الصفقة العمومية‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار االقصاء من المشاركة في الصفقة العمومية‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار االستبعاد من الصفقة العمومية‬
‫‪26‬‬ ‫رابعا‪ :‬الطعن باإللغاء ضد قرار المنح المؤقت‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬رقابة القضاء اإلداري في مرحلة التنفيذ‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬رقابة القضاء الكامل أثناء مرحلة تنفيذ الصفقة العمومية‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدعاوى المتعلقة بتنفيذ الصفقة‬

‫‪- 121 -‬‬


‫الفهرس‬

‫‪28‬‬ ‫أوال‪ :‬دعوى التعويض في مجال الصفقات العمومية‬


‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دعوى المطالبة في الحق بالمقابل المالي‬
‫‪32‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دعوى إبطال بعض تصرفات اإلدارة المحالفة اللتزاماتها التعاقدية‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الدعاوى المتعلقة بانقضاء الصفقة العمومية‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬دعوى بطالن عقد الصفقة العمومية‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دعوى فسخ عقد الصفقة‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬سلطات القاضي اإلداري في إلزام اإلدارة بالتعويض‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سلطة إلزام اإلدارة بالتعويض عن األضرار الناجمة عن خطئها‬
‫‪37‬‬ ‫أوال‪ :‬حالة إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية‬
‫‪39‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حالة تعسف اإلدارة في استعمال سلطاتها االستثنائية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة إلزام اإلدارة بالتعويض عن األضرار دون خطئها‬
‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬قيام مسؤولية اإلدارة للحفاظ على التوازن المالي للصفقة‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قيام مسؤولية اإلدارة في إطار نظرية اإلثراء بال سبب‬
‫‪51‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬رقابة القضاء الجزائي على الصفقة العمومية‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ظاهرة الفساد في مجال الصفقات العمومية‬
‫‪52‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أساليب الكشف الخاصة عن جرائم الفساد في الصفقات‬
‫العمومية‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أسلوب الترصد اإللكتروني‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب االختراق‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جريمة المحاباة في الصفقات العمومية‬
‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن المادي‬
‫‪65‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة استغالل النفوذ للحصول على امتيازات غير مبررة‬
‫‪69‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن المادي‬

‫‪- 122 -‬‬


‫الفهرس‬

‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬


‫‪72‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة الرشوة‬
‫‪74‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن المادي لجريمة الرشوة‬
‫‪77‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي لجريمة الرشوة‬
‫‪77‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬متابعة مرتكبي جرائم الفساد في مجال الصفقات العمومية‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إحالة مرتكبي جرائم الفساد في مجال الصفقات العمومية‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات إحالة مرتكبي جرائم الفساد على القضاء الجزائي‬
‫‪79‬‬ ‫أوال‪ :‬إجراء التلبس بالجنحة‬
‫‪80‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فتح تحقيق قضائي‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على مرتكبي جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪81‬‬ ‫أوال‪ :‬الحصول على إذن مسبق‬
‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيام بتحقيق مسبق‬
‫‪82‬‬ ‫ثالثا‪ :‬شرط الحصول على شكوى‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬محاكمة مرتكبي جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪83‬‬ ‫أوال‪ :‬توسيع االختصاص المحلي للجهات الفاصلة في جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪84‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سير المحاكم الناشئة عن جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪86‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات الواردة على جرائم الصفقات العمومية‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الواردة على جريمة المحاباة‬
‫‪88‬‬ ‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬
‫‪91‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬
‫‪97‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الواردة على جريمة استغالل النفوذ للحصول على‬
‫امتيازات غير مبررة‬
‫‪97‬‬ ‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬
‫‪98‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬العقوبات الواردة على جريمة الرشوة‬
‫‪99‬‬ ‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫‪- 123 -‬‬


‫الفهرس‬

‫‪100‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬


‫‪103‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪109‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪121‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪- 124 -‬‬


‫ملخص‬

‫تتناول ىذه الدراسة الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية من خالل دور القضاء‬
‫ إذ يمارس القضاء اإلداري دوره الرقابي من خالل قضاء‬، ‫اإلداري وكذا القضاء الجزائي‬
‫االستعجال بالنظر في الطعون المقدمة إليو في حالة اإلخالل باإلشيار و المنافسة زوده‬
‫ في حين نجد أن قضاء‬، ‫المشرع بسمطات واسعة في توجيو األوامر لممصمحة المتعاقدة‬
‫اإللغاء يتمحور دوره في إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة غير المشروعة دون أن يمتد إلى‬
‫إلغاء العقد فاسحا المجال لمقضاء الكامل الذي يعتبر صاحب االختصاص األصيل بالنظر‬
. ‫في النزاعات الناجمة عن تنفيد العقد‬

‫أما بالنسبة لمقضاء الجزائي فيمارس دوره الرقابي بناءا عمى مبدأ الشرعية ونظ ار‬
‫ فقد سن المشرع قانون مستقل‬،‫لتنامي ظاىرة الفساد خاصة في مجال الصفقات العمومية‬
‫يختص بيذه الظاىرة وىو قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو وىذا دليل عمى نيتو في محاربة‬
. ‫الفساد أو عمى األقل التقميل منو‬

Résumé
Cette étude s’intéresse au control judicaire sur le marches public grâce à l’intervention
du la jurisprudence administrative ou pénal.

Car le juge administratif exerce son rôle de control selon le referai qui traite les
recours présentes en cas d’attenter la publicité et la concurrence car le législateur lui confère
une large compétence pour donner des ordres aux service contractants, cependant le juge
d'annulation , son rôle se concentre sur l’abrogation des décisions administrative autonomes
illégitimes sans aller jusqu’à l’annualisation du contrat accordent ainsi au pleine juridiction
qui a une compétence original pour traiter les litiges concernent l’exécution du contrat .

Quant à la juridiction pénale il exerce son rôle de contrôle suivant le principe de


légalité et à cause de la prolifération de la corruption surtout dans le domaine des marchés
publics, le législateur a émane une loi autonome spécifique à ce phénomène c’est la loi la
prévention et la lutte contre corruption ce qui explique la volonté de la législateur a lettre
contre la corruption, ou au moins de réduire ce phénomène.

You might also like