Professional Documents
Culture Documents
قضايا دولية
قضايا دولية
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
3
ُ
إُ ُه ُداء ُ
ُ
إُُلىُأُُبُنائُيُ ُ
دُنُزار ُ
ُمُحمُ ُ
ُع ُائشُةُ ُ
رىُ ُ
ُبُش ُ
ُ
ُوالُأُ ُملُُيُح ُدونُيُ ُ
ُ.
ُ.
ُ.
ُ.
ُ.
ود ُهُُق ُيُمُالُحرُيُةُُو ُال ُع ُد ُالةُ ُ
يُعالُمُُُت ُس ُ
يشواُفُ ُ
أُنُُُي ُع ُ
ُ
ُ
4
ُم ُق ُد ُمة ُ
مالي ّاتُ
مُليسُضرباُمنُضروبُُالُت ّرفُ،وليسُمنُقبيلُال ك ُ
ُ معُأحداثُالعالُ
ُ الت ّفاعلُُ
الإخبار ي ّةُوالسّياسي ّةُ .ُ..
وفرُيضُةُ .ُ.
ّهُضرورةُ ُ
ُ إن
ك ُالُبتُُُ ُعليهاُ
الت ّيُُت ُ
شعوبُُُ ُ
لأمثالناُمنُ ال ُّ
ّسبةُُ ُ
صةُ بالن ُ
اسهاُُ،خا ُّ
الأخبارُُوأُسُ ُ
ُ إن ّهُ محورُُُ
لاُتراعيُفيُ
اف ُيل ُّي ُّةُ ُ
حناُ،وسياسةُ ُمكُُي ُ
ُ اُعامّاُفيُغيرُصالُ
رأي ُولي ّةُعبرُإعلامُُيصنعُُ ُ
الق ُوىُال ُد ّ ُ
ُ
ولاُ ُذ ُمّ ُةُفيُأوطانناُواستقلالهاُوثقافتهاُوثرواتهاُ،وتار يخهاُوماضيهاُالقريبُ
إلا ُّ ُ
الغالبُُ ُ
ذهُالق ُوىُالد ّولي ّةُوسياساتهاُ .ُ..
ُ هاُالموالي ّةُله
ُ ىُحكومات
ُ دُ..وحت ّ
ُ والبعي
س ُه ُخارجُسُياقُ
ج ُد ُُنفُ ُ
اُو ُ
ثم ُّآخرُ :ر ُب ُّم ُ
ثم ُّآخر ُ ُ
يوماُعنُأحداثُ ُالعالُُمُ ُ ،
فُ ُُمنُ ُتُخُل ّ ُ
الز ّمنُ !!..
ُ ُ.................
كُُ :
منُالمتابعةُلندُ ُر ُ
ُ إذنُ:لاُبدُّ
ُأُُينُُنحن...؟ ُ
ُو ُمعُُ ُمنُُُن ُعيشُ ..؟ ُ
سبةُلناُفيُالجزائرُ :
بالن ّ ُ
وُ ُ
جيرانناُالأقربون ُفيُ
ف ُُي ُف ُك ُّر ُ ُ
جيرانُنا ُعلىُالضُّفةُالأخرىُللمتوسُّطُُ ،وكُُي ُ
ف ُُي ُف ُك ُّر ُ ُ
كُُي ُ
الشّمالُالأفر يقيُ ..؟ ُ
فُُي ُف ُك ُّرُالفاعلونُوالمؤُث ّرونُ،الأشرارُمنهمُوالأخيارُ،منُ
أكثرُمنُذلكُوأبعدُ:كُُي ُ
و ُ
كرةُالأرضي ّة..؟ ُ؟ ُ
ُ شركاءُالعيشُعلىُال
ُ ُ.................
وفيُهذاُالسّياقُوُلدتُأفكُارُ،وهاهيُفيُُمقالاتُُهذاُالكتابُ .ُ..
وتقل ّباتهاُ،
سياسةُ ُ،
فيُدُنُياُال ُّ
القلمُمنُخلالهاُالمساهمةُبشيءُُ ُ
اولُُ ُ
حُ
دولي ُّةُ ُ
سياحةُ ُ
ُ إ ُّنُهاُ
ومبكي ّاتهاُ،علىُحدُّسواءُ .ُ..
ومفارقاتهاُوتناقضاتهاُُ،ومضحكاتهاُُ ُ،
ُ ُ.................
5
نشرتُُهذهُالمقالاتُُعلىُصفحاتُُجريدةُُ(صوتُالأحرار)ُُ ..ُ.
الم ُعُلنُُُصراحةُ لحزبُ جبهةُ الت ّحريرُ الوطنيُّ الحاكمُ فيُ
والجريدةُ هيُ الصّ وتُ غيرُ ُ
حكمُمنذُالاستقلالُُعنُالاحتلالُالفرنسيُّعامُ
جزائرُ،أوُالأكثرُتأثيراُفيُدواليبُال ُ
ُ ال
ُ .1962
ّفُنفسهاُمعُعنوانهاُ
نُالجريدةُلاُتعر ُ
ُغيرُم ُعُلنُُللجبهةُ،لأ ُّ
ُ (صوتُالأحرار)ُصوت
فحةُُالأولىُ علىُأنّهاُ (لسانُ حالُ،)...ل كنّ ُ هذاُالأمرُمعروفُ بينُجمهورُ
فيُ الصّ ُ
ينُوالمتابعينُ .
ُ الصّ حفيّينُوالسّياسي ّ
هذهُالمقالاتُُ،وغيرهاُمنُمقالاتُُالز ّملاءُُالكتّابُ،ظهرتُعلىُصفحةُ(اتّ جاهات)ُ
فحةُ
ستُ سنواتُ منُُالن ّشرُُالأسبوعيُّ المنتظم ُ...فيُ تلكُ الصّ ُ
علىُ مدىُ أكثرُ منُ ّ
ُت ُو ُاتُرتُُ(خر بشاتي)ُ،وكانُعنوانُمقاليُالث ّابتُ(مناوشاتُبريئة)ُُ .
يرُبُل ّقُ ُرونُ،الصّ حفيّ ُوالمديرُ،وإلىُطاقمُجريدةُ
دُن ُذ ُ
ّدُمُحُم ّ ُ
فالشّكرُ،كلُّالشّكرُ،للسي ُ
(صوتُالأحرار)ُ،هذاُالعنوانُالمقُُتبسُمنُالن ّضالُالإعلاميُّخلالُسنواتُالحرك ُةُ
ُ
ّةُوالإصلاحي ّةُالت ّيُسبقتُثورةُنوفمبرُالمجيدةُُ .ُ1954
ُ الوطني
ُ ُ.................
هوُأحد ُالأنواعُالفكرُي ّةُ ،أوُ
ُ ن ُالمقالُ ُالصُّحفيُّ ُ
الإشارة ُفيُهذاُالمقام ُإلىُأُ ُّ
ُ جدر ُ
وت ُ
الت ّي ُتعب ُّرُ
حفي ّة ُ ُ
حفي ّةُ،أوُالأجناسُالصُّ ُ
فيُتقسيماتُفن ّياتُالكتابةُالصُّ ُ
ُ أنواعُالر ّأيُ ،
ُ
يُعبرُالمطبوعةُالإعلامي ّةُ،جريدةُأوُ مُجل ّةُ .ُ.ومنُ
ُ عن ُالواقع ُوتنقل ُه ُإلىُالجمهورُالمتل ُّق
ُنفسهُالآنُعلىُالقارئُوالصّ حفيُُّوالكاتبُ ...
خلالُالإعلامُالجديدُال ُذ ّيُفرض ُ
تأطيرُُالجمهورُ وتوجيهه ُُ،
تهدفُُفيُ الأساسُُُإلىُ ُ
ُ الر ّأيُ،
والأنواعُُالفكرُي ُّة ُ،أنواعُ ُ
ُ
هاُوأهم ّيُتهاُ .ُ.
ُ خطور ُت
ُ فيُذهنهُ،ومنُهناُتبرزُ
ُ القناعاتُوالمواقفُوالق ُيُمُ
ُ وغرسُُ
شيئاُمنُ
وحملتُ ُ
ُ المنشودُ،
ُ وعليهُ:أرجوُأنُتكونُ(خر بشاتي)ُقدُاقتربتُُمنُالهدفُُ
طرحُ .
ّيةُفيُال ُّ
والموضوعي ُّةُوالجد ُ
ُ سالي ُّةُ
الر ّ ُ
ُ
ك ُّز ُعلىُ
ةُفن ّيات ُالُت ّحريرُالصُّحفيُّ ُكنتُ ُ ُأرُ
وخلالُ محاضراتيُ،أمامُطلا ّبيُ ،فيُمادّ ُ
والعُُلمُ:فيها ُشيءُ ُمنُذاتيُ ُّة ُالأديبُ ،وشيءُ ُمنُ
الر ّأيُ ،وأ ُّنهاُوسطُ ُبينُالُأُ ُدبُ ُ ُ
مقالة ُ ُ
ُ
منهجي ّةُالباحثُ .ُ.
ُ
6
وال ُذ ّاتُي ُّةُمهم ُّةُفيُالمقالاتُ .ُ..
العلمي ُّةُ
ظرةُ ُ كذلكُوالن ّ ُ
ُ ُ..والمنهجي ُّةُ
ُ إلىُعُملُُأدب ُيّ
ل كنُ...إذاُطغتُُعلىُالمقالُُتحو ّلُُ ُ
اؤ ُهاُووسائطُُنشرهاُمنُغيرُ
أهل ُهاُوق ُر ّ ُ
علمي ُّةُلهاُ ُ
جرعتُهاُتُح ُو ّلُُالمقالُُإلىُمادّ ُةُ ُ
إُنُُزادتُُ ُ
ل ُمنُاكتسبُمبادئُالقراءةُ،
جريدةُالت ّيُهي ُملتقىُجميعُالفئاتُوالمستو ياتُ :ك ُّ
ُ ال
وإنُكانُفيُمراحلهاُالأولىُ ُ.
ُ ُ.................
يُ،كانُمساحةُحر ُّةُأتناولُُفيهاُ ُماُأراهُُمناسبُاُ،وماُ
ُ اوشُاتُ
وُمُن ُ
ُ ُم ُق ُاليُالأسبوعيُّ،أُ ُ
منُالمعلوماتُوالمتابعاتُ ..
ُ فيهُقدراُأكبرُ
ُ أتفاعلُُمعهُ،أوُأملكُُ
حقيقةُ ُأن ّنيُمارستُ(هواية)ُالهروبُُ
اُفيُمساحتيُالأسبوعي ّةُ،ل كنُُّال ُ
ُ حرّ
نعمُكنتُُ ُ
فيُبعضُالأحيانُ !!..
شُأنُ
شأنُُُالجزائريُُُّال ُد ّاخل ُيُُّ....ومنُ ثم ُُّالهروبُُُإلىُ ال ّ
الكتابةُُفيُُال ُّ
ُ الهروبُُُمنُ
ال ُد ّول ُيُّ ...
ومطب ّاتُُ
شأنُ ال ُد ّاخل ُيُُّمحاذيرُُُكثير ُةُُ ُ
مندوحةُُ ُوسُ ُع ُة ُ،وفيُ ال ُّ
ُ شُأنُ ال ُد ّول ُيُُّ
ففيُ ال ّ
ومزُ ُالقُ .ُ..
ُ
فيُالصُّحافةُالحر ّةُُ:فيُوسعُأصحابُُالأقلامُُأنُيكتبواُكماُيُحُلوُلهم...؟؟ ُ؟ ُ
ض ّرورةُللجميعُ .ُ..
هذاُهوُالمعلومُبال ُ
وحت ّىُ العقابُ قدُ تقعُُُعلىُ الكاتبُ أوُ
نُُهناكُ طُ ُرُقاُُلُل ُعُتابُُ ُُُ،
ل كنّ ُ غيرُ المعلومُ أ ُّ
ل..؟ ُ؟ ُ
إلا ُّالقلي ُ
الجريدةُ..وقدُلاُيدركُهاُ ُ
الت ّجاربُيصنعُُالكاتبُُ،والصُّحفيُُّ،فيُمثلُبيئتناُوالبيئاتُ
وتراكمُ ُ
ُ الز ّمنُ
مرورُ ُ
ومعُ ُ
اُوقيوداُ !ُ!..
ُ ود
المشابهةُ،لنفسهُحد ُ
عليهُرئيسُ
ُ حت ّىُ إنُ لمُ يسردهاُ
هاُجيداُُ ُ
ُ حدود
ُ صدرهُ،ويدركُُ
ُ يصنعهاُُفيُخفاياُ
ُ
فيهُقُلُم ُهُللكتابةُ ...؟؟ ُ
الن ّشرُفيُأوّلُيومُيمتشقُُ ُ
الت ّحريرُأوُمسؤولُُ ُ
ُ
يُيكتبُ
ُ جريدةُالت ّ
ُ حدودُال
ُ فُ
هُ..أوُعرُ ُ
ُ فُُقدُ ُرُُن ُفسُ
مُالل ّهُُ ُمنُُ ُعرُ ُ
ُ:رحُ ُ
بعبارةُأخرى ُ
فيهاُ ،ومساراتها ُوخطوطهاُالحمراءُ،وملابساتُحصولهاُعلىُالإشهارُ،وعلاقتهاُبالمحيطُ
صةُالسّياسيُّ .ُ.
العامُ،خا ُّ
7
سياقُ :
ومنُالطّرائفُفيُهذاُال ُّ
مرةُعنُز يارةُ
فيهاُصفحة ُ(اتُّجاهات)ُ تُخل ّفتُ ُ ُّ
ُ الت ّي ُانطلقتُ ُ
سنةُالأولىُ ُ
خلال ُال ُّ
الجريدةُمدّةُثلاثةُأشهرُتقريباُ..وكنتُُأرسلُُالمقالاتُُبانتظامُُعبرُالبريدُالإل كترون ُيُّ،
اتيُالمالي ّةُعبرُحسابيُالبريديُُّ
ُ ُ،وتصلنيُمستح ُّق
ُ وتظهر ُفيُالجريد ُة ُوالموقعُ ُالإل كترون ُيّ
ُ
بهُجريدةُصوتُالأحرارُ .ُ.
ُ فيُموعدهاُ،وهوُسلوكُمال ُيُّمنضبطُُع ُرُفتُُ
ُ الجاريُ
يدُمحمدُنذيرُبل ّقرونُ،بعدُذلكُالغيابُ..بادرنيُ
ُ وعندماُدخلتُُعلىُمديرُالجريدةُال ُّ
س
اتُباُ:ماُهذاُالهروب..؟ ُ
ومعُ ُ
لاُئُماُ ُ
ُ
بشكلُ
ُ ثم ُُّواصلُُُالحديثُُُ
يقصدُُالغيابُُُالجسديُُُّعنُمق ُر ُُّالجريدةُ ُ..
ُ وظننتُُُ ُأن ّهُ
شأنُُُالجزائريُُُّال ُد ّاخل ُيُُّ..ومنُ ثم ُُّال ُّلجوءُُإلىُ
الكتابةُُفيُُال ُّ
ُ قاصداُ الهروبُُُعنُ
أوضحُُُ ُ
ولي ّةُ ..
شؤونُوالقضاياُال ُد ّ ُ
الخارجُ..إلىُال ُّ
كتبتُ
ُ شديدُُ..وإنُ كنتُُُقدُ
فعلا ُ:الهروبُُُإلىُ الخارجُ هوُ الأسلم ُ...للأسفُ ال ُّ
صةُفيُالقضاياُالسّياسي ّةُ .ُ.
شأنُالد ّاخليُّ،ل كنُ..بحذرُشديدُخا ُّ
كثيرُفيُال ُّ
ال ُ
لُيهربُُبطر يقتهُفيُتلكُالسّنوات..؟ ُ؟ ُ
وللمفارقةُالمحزنةُ:ك ُّ
فيُالل ّياليُالحال ك ُةُ،وصاحبُُالمالُوهوُيشترىُعقاراتُ
شابُعبرُالقواربُالمتهال ك ُةُ ُ
ال ُّ
اُقلمهُنحوُ
ج ُه ُحاشىُالكتابةُعنُال ُد ّاخلُمو ُّ
ُ و يؤسُّسُشركاتُفيُالخارجُ،والكاتبُُوهوُيت
الخارجُ ُ..
سلامةُ .ُ..
هاُرحلةُالبحثُعنُال ُّ
ُ إ ُّن
للأسفُ...اشتركناُجميعاُفيُالهروبُ،وفررناُمنُمواجهةُالواقعُ ..
لُاضطراريُُّلاُمفر ُّمنهُ...الل ّهُأعلُم ُ
نشتركُفيهاُجميعاُ،أمُح ُّ
ُ خطيئةُ
ُ هلُهيُ
ُ ُ.................
هواية ُالهروب ُعندماُكنتُ ُمحر ّرُاُفي ُغرفة ُأخبار ُقناةُالعالُمُ
ك ُّر ُ ُأن ّني ُمارستُ ُ ُ
وأتذُ
شائكاُ،والإيران ُيُّأكثرُوأكثرُ !!..
طهرانُ،وكانُالملفُالعراق ُيُّ ُ
ُّ الفضائُي ّةُُبالعاصمةُالإيرانُي ّةُ
فكانُُ ُالُمخُ ُرجُُُهوُُالهروبُُُنحوُُإعدادُ تقاريرُ عنُ العالُمُ الواسعُ منُ خلالُ المادّةُ
منُوكالاتُالأنباءُالعالمي ّةُ .ُ..
ُ يُنستقبلهاُ
ُ الإخبارُي ّةُوالصُّورُالتُ ّ
8
ونُ،وحت ّىُاللبناني ّونُ،يتحمّلونُ
ُ العراقي ّونُوالإيرانُي ّ
ُ وكانُالز ّملاءُُ
ُ هذاُهوُالُمخُ ُرجُُ،
ُ كانُ
(عبُءُ)ُتلكُالمل ُّفاتُالمل ُغ ّمةُبشكلُأوُبآخر..؟؟ ُ؟ ُ
ُ
ُ ُ.................
وأخيراُ .ُ.ُ.
ُ
ناطقة ُبالعربُي ُّة ُظهرتُ ُلسنواتُُ
أسبوعية ُ ُ
ُ سياسية ُ
ُ لنشرة ُ
اُدوُُليُةُ ...هوُعنوانُ ُ ُ
اي ُُقضُ ُ
الباردُُفيُ
تُُلي ُ،ولآخرينُ ولقر ّاءُ عرب ُ،الماءُُُالز ّلالُُُ ُ
قاصي ّةُ ُُ،مُث ُّل ُ
معدودةُُفيُ بلادُ ُ
ُ
شأنُ
أقلاماُمنُع ُّد ُةُدولُُعربُي ُّةُوأخرىُمهاجرةُ،وتناولتُال ُّ
صيفُُحا ُرُّ..لأ ُّنهاُجمعتُُ ُ
والقراءةُالواعي ّةُللماضيُوالحاضرُ
ُ جرأةُوالت ّحليلُ،
ُ العرب ُيُّعبرُزواياُجمعتُُبينُالإبداعُوال
والمستقبلُ .ُ.
وفيُهذاُالمقام ُاستعيرُكلماتُمن ُالأستاذ ُعمرُمسقاويُ ،لبنان ُيّ ُمنُتلاميذ ُالمف ُك ّرُ
كُبنُُُن ُبيُ :
الجزائريُُّ ُم ُال ُ
"ُ...وفاء ُلندواتُ ُسقتناُعلىُظمأُصافيُالر ّؤ ية(ُ "ُ..شروطُالُنّهضةُ،مالكُبنُنبيُ،
بعةُالر ّابعة1407ُ،ه1987-م)ُ .ُ.
ُ دارُالفكرُ،الجزائرُُ/دارُالفكرُ،دمشقُ،سور ي ّةُ،ال ُّ
ط
ذاتهُ :لقدُسُ ُقُتُناُبجرعاتُُ
ّعور ُ ُ
اُدوُُليُ ّة ُيحملُ ُالش ُ
اي ُهناكُبنشرةُقضُ ُ
ُ والإشادة ُ
ُ ذكير ُ
والت ّ ُ
ُ
اُحولناُمنُقضاياُسياسي ّةُونزاعاتُوصراعاتُ .ُ...
ُ افيةُُلُم
يةُالصُّ ُ
منُالر ّؤ ُ
ُ طي ّب ُةُ
ُ
أعينُنا ُعلىُنماذجُمنُ
اتُالأسبوعي ّةُعلىُظمُأُ،وفتحتُ ُ ُ
ُ نعمُ ...سُ ُقُتُناُتلك ُ ُال ُورُُي ُق
والت ّشخيصُ المتج ُر ّدُ لواقعُ دولناُ العربُي ّةُ والقضاياُ
والت ّحليلُ الهادئُ ُُ،
الن ّقدُ الجريءُ ُُ،
ُ
القريبةُمنهاُوالمؤُث ّرةُفيُحاضرهاُومستقبلهاُ .ُ.
اُوقوي ّاُ..
ُ تلكُالأقلامُ..حت ّىُذلكُالقلمُال ُذ ّيُكانُجريئُ
ُ تحيةُلتلكُالأقلامُ..جميعُُ
ظروفُ
ُ وضعتهُُ
نفسه ُ،أوُُ ُ
ر ُهُُبعدُُسنواتُُُعندماُُوضعُُُ ُ
صاحبهُ أصرُّ علىُ كُ ُس ُ
ُ ل كنُُُّ
والبؤسُ
ُ والاستبدادُ
ُ فُ
خل ّ ُ
للت ّ ُ
خةُ ُ
لأنهمُنماذجُُصار ُ
قاهرةُُ،بينُقومُُطُ ُالُماُكالُُلهمُال ُذ ّ ُمُّ ُّ
ي!!..؟ ُ؟ ُ
سياس ُّ
ال ُّ
9
اُدوُُلُي ّةُ :كسرتُ ُُقُلُمي ُالفاخرُ
اي ُُ،فيُقضُ ُ
ُ فيُإحدىُافتتاحي ّات ُه
ُ مرةُ ُ
والمفارقة ُ ُأن ّهُقال ُ ّ
ُ
القلمُالأصيلُُالبسيطُ،أوُشيئاُمنُهذاُ...وكتبُُ
ال ُذ ّيُيحملُُصفةُكذاُوكذاُ،وتناولتُُ ُ
ساعةُبإحدىُالد ّولُالعربُي ّةُ .ُ.
جريئةُفيُموضوعُُمنُموضوُعاتُال ُّ
ُ يومهاُكلماتُُ
ُ ُ.................
ّيُانطلقُمنهاُ..
ُ حاورُكانُوفقُالفكرةُالغالبةُعلىُالمقالُُ،أوُالت
توز يعُُالمقالاتُُعلىُالم ُ
إلىُتاريخُنشرُالمقالُُ .
ُ لُمحورُفقدُاحتكمُُ
أ ُمّاُالت ّرتيبُداخلُفضاءُُك ُّ
والمقالاتُُكماُهيُ،وأسعىُدائماُلأظلُّأناُ،وأعبُّرُعنُنفسيُمنُخلالُقلميُفيُذلكُ
الز ّمانُوالمكانُ،والملابساتُوالظّروفُودرجةُالوعيُوالمتابعةُالمتاحةُ .
ُبأُُثرُ
اُذُلكُُالن ّوعُمنُالسّطوُأوُالادّعاءُ،عندماُ(يظهرُالبعضُالُحكُُمة ُ
بد ُولاُأحبُأُ ُ
ّ
ُرجُ ُعيّ)ُ .ُ.
ُ
ارةُالأُدُ ُغم ُ
بنُاعُم ُ
اه ُرُ ُ
الطُ ُ
اديُ،الُج ُز ُائُر ُ
الو ُ
بل ُدةُكوُينينُ،ولايةُ ُ
ربيعُالثانيُُ1443هُـ ُ
ُ ُ20نوفمبرُُ2021مُُ14ُ/
ُ
10
ُالمُح ُو ُرُالأُوُل ُ
ار ُةُآسُُيا ُ
يُق ُ
فُ ُ
ُ
افياُهيُالتُيُجمعتُمقالاتُُهذاُالمحورُ،فالحديثُُهناُعنُدولُوقضاياُومواضيعُ
الُج ُغ ُر ُ
ُ..والتيُ
ُ عةُبشكلُُمدهش
اُ..والمتنو ُ
ُ جغرافياُوسكانيُ
ُ رةُ
ةُآسياُ..القار ُةُالـكبي ُ
ُ فيُنطاقُقار
ُ
بيعيةُأيضاُ .ُ.
ينيةُ،والـكوارثُالطُ ُ
ةُوالد ُ
ُ ةُوالعرقي
ُ ياسي
تعانيُالفقرُوالقلاقلُُالسُ ُ
ُ
بقدرُماُفيهاُمنُمشاكلُوحروبُُ
هادئةُ ُ،
وادعةُ ُ
وُبقدرُماُفيُآسياُمنُجمالُُوشعوبُُ ُ
أغلبهاُمنُالاستعمارُالقديمُُ .
وحدودُوصراعاتُُورثتُالقار ُةُ ُ
اعمُ،والفسادُالذيُيسريُدونُ
ُ ماُيمكنُتسميتهُبالاستبدادُالن
ُ فيُآسياُأيضاُيتكاثرُ
ُ و
ضُج ُةُكبيرةُ ..
ينيُ،
لـكنُُ...فيُ آسياُ أيضاُ نماذجُ نهضةُ رائعةُ وجديرةُ بالاقتداء ُ:العملاقُُُالصُ ُ
والقفزةُ
ُ جنوبيةُُ،
فرةُُالـكورُيةُ ال ُ
جربةُُالماليزُيةُ المبهرة ُ،والطُ ُ
والت ُ
اليابانيةُ ُ،
المعجزةُُ ُ
ُ و
لبيةُفيُُمساراتهاُ
يمكنُالاستفادةُمنهاُحتىُفيُ الجوانبُ السُ ُ
ُ ركيةُ..ونماذجُأخرىُُ
الت ُ
ُ
والاقتصاديةُ .ُ.
ُ ياسيةُ
السُ ُ
آسياُعرُُفُتها ُعنُقربُ ُوعشتُ ُفيهاُ
ُ منُقار ُة ُ
ُ حورُتدور ُحول ُدولُ ُ
ُ مقالاتُ ُهذاُالم
عدداُمنُأهلهاُ..
أخبارها ُأكثرُمن ُغيرهاُ ،أو ُزاملتُ ُ ُ
عدداُمنُالسُنواتُ ،أو ُتابعتُ ُ ُ
اُإلىُالكتابةُعنهاُ .
ُ اق
كانُالقلمُسب ُ
ُ الأفكارُفيُمُخُيُلتُيُ..ف
ُ ورُو
تُالعلاقةُوسكنتُالص ُ
ُ ُفُن ُم
ُ
ُ
11
ُ
ُ
صُُن ُدوقُُُبرُي ُد ُ
ُ
ورةُُمهماُ كانُ الثمن ُ..عبارتانُ
ورةُُمهماُ كانُ الثمن ُ...حافظواُ علىُ الث ُ
لاُ تبيعواُُالث ُ
ماُسمعتهُ
ُ مأثورتانُعنُالإمامُالخمينيُقائدُالثورةُالإسلاميةُفيُإيرانُ،أوُهذاُعلىُالأقلُُ
يلةُفيُإيرانُالثورةُوالخمينيُ،
وعاشُلسنواتُُطو ُ
ُ سُ
ُد ُر ُ
وفهمتهُمنُصحفيُعربيُشيعي ُ
ُ
وماُزالُيعيشُو يعملُُهناكُلحدُالآنُُ .
ُ
12
ة"ُ،هُماُأساسُُ
ةُالإسلامي ّ ُ
ُ ارُتانُُ،حسبُهذاُالصُّحفيُُّالخبيرُفيُشؤونُ"الجمهورُي ّ
العُب ُ
ُ
وبقي ّةُ
سلطةُ ُُ،
الإصلاحي ّينُ والمحافظينُ ال ُذ ّينُ يتنافسونُ علىُ رأسُ ال ُّ
ُ خلافُُبينُ
ال ُ
حكمُالن ّافذةُفيُإيرانُُ .
مؤسُّساتُال ُ
نُعلىُالعبارةُالث ّانيةُ"حافظواُ
ُ الم ُر
يُ ُسياس ُّ
الإصلاحي ّونُاعتمدواُفيُمنهجهمُوفكرهمُال ُّ
ُ
اُجنحواُدائماُإلىُالمسالمةُومحاولةُم ُّدُالجسورُمعُالغربُ،
ُ مهماُكانُالث ّمن"ُ،ولذ
ُ ورةُ
علىُالث ّ ُ
ُ
المت ّحدةُ
تصطدمُُبصخورُ الغربُ والولاياتُ ُ
ُ الث ّورةُ حينُ
صلابةُُصخرةُ ُ
ُ مُُ
حت ّىُ لاُ تته ُش ّ ُ
ُ
الأمريكيةُالت ّيُأعلنتُالعداءُلثورةُالخمين ُيُّمنذُانطلاقُشرارتهاُالأولىُ ُ.
ُ
من"ُولذلكُدأُُبواُ
ُ مهماُكانُالث ّ
ُ ورةُ
واُالث ّ ُ
حافظونُاعتمدواُعلىُالعبارةُالث ّانيةُ"لاُتبيع ُ
ُ والم
ي ُأوُ
ل ُمحاولاتُالُت ّراجع ُالاستراتيج ُّ
علىُبذلُقصارىُجهودهمُ ،ووقفواُبالمرصادُلك ُّ
تبن ّتهاُ طهرانُ فيُ عهدُ
الت ّيُ ُ
المتصل ّبةُ ُ
للث ّورةُ والمواقفُُ ُ
الت ّكتيك ُيُُّعنُ المبادئُ المتش ُّددةُ ُ
ُ
الإمامُالخمين ُيُّواستم ُر ّتُعليهاُبعدُرحليهُُ .
ينُمنُ
حافظينُالم ُع ُمّ ُم ُ
ُ كرُ:هناكُمنُُبينُالم
ُ علىُالر ّاويُ،وهوُالصُّحفيُُّسابقُالُذ ّ
ُ والعهدةُ
ُ
سلاحُ
يصلُُُت ُش ُّدد ُهُُإلىُ مستوىُ الجاهزُي ّةُ الكاملةُ والاستعدادُ للضُّغطُ علىُ أزرارُ ال ُّ
ُ
رتُلهُطبعاُ،ومنُثم ُّالقضاءُعلىُالأخضرُ
ُ يلةُالمدىُ،لوُتوف ّ
ُ الن ّوويُّ ُأوُالصُّواريخُطو
ُ
ورةُالإسلامي ّةُومبادئهاُ !ُ!...
ُ هاُمعاديةُللث ّ
ُ واليابسُفيُأيُُّأرضُُيرىُأ ُّن
أقيس ُوأناقشُُ
ُ وجيه ُراسخُاُفيُذهنيُع ُّدةُسنواتُ،وكنتُ ُ
أوُالت ّ ُ
هذاُالت ّحليلُ ُ ُ
ُ لُ
ظ ُّ
ةُالإسلامي ّةُوقادتهاُمنُالمحافظينُ
ُ منُخلالهُبعضُماُأسمعهُمنُأخبارُالجمهورُي ّ
ُ وأحل ّلُُ
ُ
الر ّئيسُ
سيدُ محمودُ أحمديُ نجادُ ُ
والإصلاحي ّينُُ،إلىُ أنُ رأيتُ ُ،عبرُ الفضائيات ُ،ال ُّ
ُ
يزاُ
ون ُد ُال ُ
وشُوك ُ
ُ هُأقدامُُب
ُ طُئُت
أنُو ُ
الإيران ُيُّ"المحافظُالمتش ُّدد"ُيطأُبقدميهُبساطُاُأحمرُسُُبقُُ ُ
ي ُالإيران ُيّ ُمنُأكابرُشياطينُالإنسُ،ور ُب ّماُ
الر ّسم ُّ
وبُليرُوغيرهمُممنُيعتبرهمُالخطابُ ُ ُ
ُ
مُهؤلاءُأينماُوجدواُ"ولوُ
ُ،رجُ ُ
الجنُُّأيضاُ،ور ُب ّماُوجبُُ،حسبُهذاُالُت ّصنيفُالإيران ُيّ ُ
تعل ّقواُبأستارُال كعبة"ُ !!..
ُ
13
ةُالت ّيُتعرفُبالمنطقةُالخضراءُ
ةُالأمريكي ّ ُ
ُ حمي ّ
يارةُبطبيعةُالحالُهوُتلكُالم ُ
ُ مسرحُُالزُّ
سفارةُ الأمريكيةُ والبرلمانُ العراقيُُّومق ُر ُُّرئاستيُُُال ُد ّولةُ
وسطُ بغداد ُ،فهناكُ مق ُر ُُّال ُّ
اقي ُّتُينُ،ومؤسُّساتُأخرىُمهمّةُ .
والوزراءُالع ُر ُ
ئيسُالإيرانيُُّ
الر ّ ُ
نُ ُحتمي ُّةُمفادهاُأ ُّ
اُأمامُنتيجةُ ُ
ُ أنفسن
جدُ ُ وهكذاُودونُصعوبةُُتذكرُن ُ
ُ
الولاياتُالمت ّحدةُالأمريكيةُ،قدُقضىُيومينُ
ُ علىُل ُعنُ ُ
ينام ُويستيقظُ ُ ُ
المحافظُُ،ال ُذ ّي ُ ُ
الث ّورةُ
شيطانُ الأكبر"ُ فيُ أدبُي ّاتُ ُ
كاملينُ فيُ ضيافةُ وحمايةُ ق ُو ّاتُ أمريكاُ "ال ُّ
الإسلامي ّةُ !!..
ُ
كبيراُ،هوُ
لاُ ُيُستفرزُتح ُو ّ ُ
ُ الت ّ
يارةُ ُ
يارةُ،أوُهذهُالزُّ ُ
يُأفرزُالزُّ ُ
ُ كبيرُال ُذ ّ
هذاُالت ّح ُو ّلُُال ُ
ُ
ياسةُلاُتعرفُ
ُ ن ُال ُّ
س أخيراُحقُّ ُمطلقُلإخوانناُالإيرانُي ّينُإذاُكانواُيؤمنونُبأ ُّ
لا ُو ُ
أوّ ُ
الأخلاقُُوالمبادئُ،وهيُفنُُّالممكنُوالمتاحُدونُقيودُوضوابطُ،وهوُماُيعنيُاستحالةُ
وجودُع ُّدوُأوُحليفُمطلقُ .
نعمُهوُحقُُّمطلقُلهمُ،ل كنُبشرطُُواحدُهوُأنُيعلنواُذلكُعلىُرؤوسُالأشهادُ،
بعدُذلكُأنُننظرُإلىُمواقفهمُفيُفلسطينُولبنانُعبرُزاو يةُمختلفةُومنظارُ
ُ ولناُالحقُّ ُ
وحت ّىُالأموالُ،مج ُر ّدُ
شعاراتُ ُ،
ذلكُالز ّخمُوال ُّ
ُ لُ
نُك ُّ
أكثرُدق ّةُ،ور ُب ّماُبداُلناُحينهاُأ ُّ
ُ
لُ
ف ُك ُّ
خُل ُ
بسلاسة ُ ُ
ُ اد ُ
ةُالبريئةُالت ّي ُُتُنقُ ُ
ُ ةُوالإسلامي ّ
ُ شعوبُالعربُي ّ
تلاعبُبعواطفُال ُّ
لقضي ّةُفلسطينُالعادلةُ،وجهودُالمقاومةُفيُلبنانُ .
داعمُ ُ
ُ
جادُإلىُالعراقُحملتُمعهاُمهزلة ُأخرىُعندماُجرىُالحديثُ ُعنُ
ُ الر ّئيسُ ن
يارة ُ ُ
ز ُ
حربُ
ةُالعراقيةُالت ّيُد ُمّرتهاُال ُ
ُ حتي ّ
يعُإعادةُتأهيلُالبنيةُالت ّ ُ
ُ قرضُُإيران ُيُّبمليارُدولارُلمشار
هاُالولاياتُالمت ّحدةُ
ُ يُتدعوُإليهاُوتدير
ُ حينُالت ّ
ُ الأمريكي ّةُ،وهوُماُيذكُّرناُبمؤتمراتُالمان
ُ
الأمريكي ّةُوحلفاؤهاُ !!..
ُ
ينُوالأمريكي ّينُ
ُ فهلُالعراقُوطاقاتهُوثرواتهُوخيراتهُفيُحاجةُإلىُ"صدقات"ُالإيرانُي ّ
وشأنهُ،وغادرتهُق ُو ّاتُُالاحتلالُالأمريك ُيّ..؟ ُ؟ ُ
لوُتركتهُإيرانُ ُ
ُ
14
ملث ّمينُ مقن ّعينُ وآخرينُ
بممث ّلينُ ُ
تشاركُُ ُ
ُ نُُإيرانُ
يدركُُأ ُّ
شأنُ العراق ُيُُّ ُ
لُُمتابعُُُلل ُّ
ك ُّ
العراقُصار ُأشبهُ
ُ نُ
يعلم ُأ ُّ
لُ ُ سافريُالوجوهُفيُالمسرحُالعراق ُيّ ُالمفتوحُللجميعُ،والك ُّ
ل ُمنُإيرانُوأمريكاُ
ي ُعراق ُيُّ،تتبادلُ ُمنُخلالهُك ُّ
بصندوقُبريدُعلىُح ُّد ُتعبيرُسياس ُّ
شديدُ !!..
الر ّسائلُُ،وأكثرهاُمخضُّبُبال ُد ّمُالبريءُللأسفُال ُّ
ُ
عبة ُبينُإيرانُ
الل ّ ُ
لُ،هوُأنُتتح ُو ّلُ ُ ُ
ل كنُّ ُال ُذ ّيُفاجأُ ُال كثيرينُ،أوُفاجأنيُعلىُالأق ُّ
حتل ّهاُعدوُّهُ
جلاءُ،ليطأُرئيسُإيران ُيُّبقدميهُأرضُاُي ُ
ُ سفورُوال
وأمريكاُإلىُهذاُالح ُّدُمنُال ُّ
كُفيهاُتحتُحمايةُورعايةُجنودُومجن ُّداتُهذاُالعدوُّ !!..
الأوّلُوالأكبرُ،ويتح ُر ّ ُ
ُ
اد ُر ُةُُإُُلىُ طُهُ ُرانُُُ،يدُ ُعوُ
مُُُب ُالُم ُغ ُ
الر ّئيسُ نُجادُ ُُ،و ُه ُوُُيُه ُّ
ارُق ُةُُ ُالُمضُحُ ُك ُةُُ ُالُمُبكُُي ّةُ ُُ:
ُو ُالُم ُف ُ
اد ُر ُةُ ُال ُع ُراقُ !ُ!!..
ىُم ُغ ُ
اُل ُقوُاتُُالُأُم ُريكُيُةُإُُل ُ
ُ
ُ 2008-03-06
ُ
15
ُ
ُ
16
اُولاُعاراُفيُ
ُ الثُليسُعيب
ُ ناُالث ّ
سجنُ ُفيُدولُعالم ُ
ن ُال ُّ
أكيد ُعلىُأ ُّ
الت ّ ُ
وبداية ُيُج ُد ُر ُ ُ
ُ
سُجونُ
يلةُفيُال ّ
ياسي ّينُالمعارضينُقضواُسنواتُُطو ُ
س ُ حالاتُ..وكثيرُمنُال ُّ
ُ كثيرُمنُال
حالةُُجيلانيُ
وخرجواُُبعدهاُ إلىُ كراسيُ الحكمُ وميادينُ العملُ والمسؤولية ُ،ل كنُُُّ ُ
حالي ّةُ
ياسي ّينُ والمؤسُّسةُ العسكرُي ّةُُال ُ
س ُ نُُال ُّ
خصوصي ّةُُلأ ُّ
ُ وباكستانُ فيهاُ شيءُُُمنُ ال
جميعُ
يكادُال ُ
ينُبُز ُمامُالإدارةُيلتقونُبشكلُُأوُبآخرُعلىُخطوطُُ ُ
ينُالممُسُكُ ُ
والبيروقراطي ّ ُ
ُ
يرُُحقيقيُُُّيطالُُُهياكلُُ
لتغي ّ ُ
الن ّفوذُ وتحبطُُُأيُُُّمحاولةُُُ ُ
تقاسمُُ ُ
ُ يُت ّفقُ عليها ُ،تضمنُُُلهمُ
شعبُبشكلُمباشرُ .
حياةُال ُّ
ويمسُ ُ
ولةُ ّ ُ،
ال ُد ّ ُ
هُورقةُمل ُّفاتُ
ُ رّفُض ُّد
ةُفقدُاستخدمُمش ُ
ُ سبابُسياسي ّ
ُ وحت ّىُلوُكانُسجنُُجيلانيُلأ
ُ
صةُقياداتُ
ياسي ّينُفي ُباكستانُ،خا ُّ
س ُ كبير ُمنُال ُّ
بهاُعدد ُ ُ
ُ يُيشتهر ُ
ُ كبيرةُالت ّ
ُ الفسادُال
فُ، ّيجُسجونُنوازُشر يفُوالجنرالُمش ُ
رّ ُ شعبُ،وأبرزهمُآصفُزرداريُ،خر ُ
حزبُال ُّ
وُالز ّعيمُالفعل ُيُّلهُبالأحرىُ .
يُالحال ُيُّعلىُالحزبُأ ُ
وزوجُالر ّاحلةُبينظيرُبوتوُ،والوص ُّ
ُ
رّفُعلىُحكومةُنوازُ
سةُالعسكرُي ُّةُالباكستانُي ّةُ،قبلُانقلابُالجنرالُبرويزُمش ُ
المؤسُّ ُ
الوطني ّةُ المعروفة ُ،ومنُ ذلكُ
ُ لُُاحترامُ منُ الجميعُ بسببُ أدوارهاُ
شر يف ُ،كانتُ مح ُّ
ومصيرُوكرامةُ،وكذلكُ
ُ قضي ُّةُحقُُّ
شعبُُالباكستان ُيُّ ُ
يُيعتبرهاُال ُّ
ُ يرُالت ّ
كشُ ُم ُ
كهاُبقضي ّةُ ُ
ُ تم ُّ
س
دولياُ
ثقلهاُوراءُالبرنامجُالن ّوويُُّال ُذ ّيُأهدىُلباكستانُموقعُاُ ُ
ُ لُ
وقوفُهذهُالمؤسُّسةُبك ُّ
ولتانُمنذُأعلنتاُالاستقلالُ
ُ أمامُجارتهاُالن ّووُي ّةُالهندُ..فال ُد ّ
ُ محترمُاُ ،ووفُ ُّرُلهاُق ُو ُّة ُ ُردُعُ ُ
دامي ّةُُ .
اد ُهُماُإلىُع ُّدةُحروبُُ ُ
وصراعُق ُ
ُ خرطتاُفيُتنافسُُ
والانقسامُعامُُ1947ان ُ
سةُ
رّفُعلىُال ُد ّيمقراطيةُالباكستانُي ّةُالهشّةُ ،أقحمتُالمؤسُّ ُ
ومنذُانقلابُالجنرالُمش ُ
ططُالأمريك ُيُّللمنطقةُ !!..
نفسهاُفيُمشاكلُعديدةُ،وتو ُرّطتُمعُالمخ ُّ
العسكرُي ُّةُ ُ
العسكرُكثيراُمنُ
ُ جاوزُ
رّاُعلىُارتدائه؛ُت ُ
رّفُمص ُ
لُمش ُ
وعبرُالز ّيُُّالعسكريُُّال ُذ ّيُظ ُّ
ُ
والت ّياراتُ
حساسي ّة ُ،وبالمدارسُ ُ
الخطوطُ الحمراءُ فيُ علاقتهمُ بمنطقةُ القبائلُ البالغةُ ال ُ
17
للمشروعُالن ّوويُُّ
ُ تُمضايقةُالأبُُالمؤسُّسُُ
ُ عندماُتم ّ
ُ شعورُالقوم ُيُّالعا ُمُّ
ينيةُ،وحت ّىُبال ُّ
ُ ال ُد ّ
الُد ّكتورُعبدُالقديرُخانُ !!..
ن ُتور يطُ ُالمؤسُّسةُالعسكرُي ّةُالباكستانيةُفي ُالقضاياُسالفةُالُذ ّكرُفتحُُ
ويمكنُ ُالقولُ ُإ ُّ
حصينةُ،ومنُثم ُّازديادُالوحلُفيُالمشهدُ
ُ البابُُعلىُمصراعيهُلسقوطُآخرُقلاعُالبلادُال
شُعبُ
اريُعلىُزعامةُحزبُال ّ
فُزرُ ُد ُ
جلي ّاُباستيلاءُآصُ ُ
يُظهرُ ُ
ُ يُالباكستان ُيُّال ُذ ّ
سياس ُّ
ال ُّ
رف ُعنهُاستغلالُنفوذهُونفوذُ
اتُفسادُمنُالوزنُالث ّقيلُ،وقد ُع ُ
ُ وهوُصاحبُ ُمل ُّف
ىُصارُيل ُّقبُ
ُ رئاستهاُللوزراءُفيُباكستانُ،حت ّ
ُ زوجتهُالر ّاحلةُبينظيرُبوتوُخلالُفترتيُُ
ُ
لُمشروعُُ
يُكانُيفرضهاُعلىُك ُّ
ُ الت ّ
العمولةُ ُ
ُ إشارةُإلىُنسبةُ
ُ حينهاُب ُتنُبرسنتُُ ُ(ُ،)%10
أوُصفقةُيم ُهّ ُدُلهاُطر يقُُال ُد ّخولُأوُالخروجُ !!..
ُ
شعبُ فيُ الانتخاباتُ ووصولُ جيلانيُ إلىُ رئاسةُ
المشهدُُبفوزُ حزبُ ال ُّ
ُ ُواكتملُُُ
الوزراءُ !!..
الت ّيُ قادهاُ ض ُّدهُ الجنرالُ برويزُ
والت ّشهيرُ ُ
الت ّشو يهُ ُ
لُُحملاتُ ُ
وصلُُُالحزبُُُبعدُ ك ُّ
رّفُ !!..
مش ُ
شعبُُ،ومزاجُ أغلبُ
الت ّقليديُُُّلزعاماتُ حزبُ ال ُّ
والن ّفوذُ ُ
وصلُُُبسببُ الإقطاعُ ُ
عامةُوالقيادةُوالعواطفُالت ّار يخيةُُ,
ُ إلىُاليومُبالز ّ
ُ شغوفةُ
ُ ةُالت ّيُماُزالتُ
الجماهيرُالباكستانُي ّ ُ
يعُالت ّغييرُالحقيقيُُُّ !!..
سياساتُالجادّةُومشار ُ
علىُحسابُالبرامجُوال ُّ
فيُباكستانُظل ّتُعلىُطابعهاُالممُي ّزُ ،ونكهتهاُ
ُ يمقراطي ُّة ُ
ُ والعملي ُّة ُال ُد ّ
ُ ياسي ُّة ُ
س ُ عبة ُال ُّ
الل ّ ُ
ُ
ي ُبشكلُ
سياس ُّ
ةُالت ّيُتفوحُمنهاُروائحُالإقطاعُوالُفسادُ ،وتداخلُالعسكريُّ ُوال ُّ
ص ُ الخا ُّ
فيُشؤونُالبلادُبعدُالت ّحالفُال ُذ ّيُ
ُ افرُ
س ُخّلُُالأمريك ُيُّال ُّ
هذاُالت ّد ُ
ُ ينُُبُل ُّةُ
ط ُكبيرُ،وزادُال ُّ
ُ
لُمنُواشنطنُوإسلامُآبادُفيُأعقابُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُ
أعلنتُعنهُك ُّ
أمريكي ُّةُُعلىُ أفغانستان ُ،وماُ تلاهاُ إلىُ اليومُ منُ
ُ عامُُ ُ،2001وماُ تبعهُ منُ حربُُُ
ظاهرُ،لعناصرُالقاعدةُوطالبانُ ُ.
عملي ّاتُملاحقةُ،أوُهذاُماُيبدوُفيُال ُّ
ُ
نُأولىُأولو ُي ّاتُحكومتهُهيُمحاربةُ
يُالوزارةُ،وأعلنُأ ُّ
وهكذاُترب ّعُُجيلانيُعلىُكرس ُّ
ُ
الإرهابُ !!..
18
الت ّيُ ُوُل ُدتُُمنُُ
طبعاُ هوُ حركةُ طالبانُ باكستانُ ُ
الر ّجلُ ُ
والإرهابُُُال ُذ ّيُُيقصدهُ ُ
يعلمُُمتىُ تأسُّستُ هذهُ الأخيرةُُ،ومنُ ال ُذ ّيُ كانُ
مُُطُ ُالُبانُ أفغانستان ُ،والجميعُُُ ُ
ُرحُ ُ
يدعمها..؟ ُ؟ ُ
ُ
بضاعتهاُ وتط ُو ّرتُ واستولتُ علىُُالعاصمةُُكابلُ عندماُ كانُ
ُ لقدُُتأسُّستُ وراجتُ
الث ّانيةُ
رئيسةُُللوزراءُ فيُ فترتهاُ ُ
ُ وتوُ
احلةُُُب ُ
الر ّ ُ
رئيساُ لبرلمانُُباكستان ُ،وكانتُ ُ
جيلانيُ ُ
يُال ُذ ّيُتل ُّقتهُطالبانُ،وإنُ
سخ ُّ
يعلمُالجميعُذلكُال ُد ّعمُالباكستان ُيُّال ُّ
(ُ،)1996ُ-93و ُ
حمانُرئيسُجمعي ّةُعلماءُباكستانُ،
ُ اهرُفيهُهوُمولاناُفضلُالر ّ
ُ كانُصاحبُُال ُد ّورُال ُّ
ظ
يُالباكستان ُيُُّ .
سياس ُّ
عبينُالأساسي ّينُفيُالمسرحُال ُّ
ُ وأحدُاللا ّ
ُ
كثيراُعنُأجندةُالر ّئيسُمشرّفُُ،
ُ ختلفُ
نُأجندتهُلنُت ُ
وبإعلانهُهذاُيق ُر ُّرُجيلانيُأ ُّ
سنواتُالماضيةُ،
يُمث ُّل ُهاُمشرّفُخلالُال ُّ
لةُالت ّ ُ
انيُللعمُ ُ
ُ لنُيكونُسوىُالوجهُالث ّ
ُ وبالت ّاليُ
ُ
اُمنُالت ّناغمُ
ُ جدُمف ُر ّ
لأن ّهُوببساطةُشديدةُيخطبُُ ُو ّدُالبيتُالأبيضُبدايةُونهايةُ،ولنُي ُ
ُ
الكاملُمعُسياسةُواشنطنُفيُالمنطقةُعلىُحسابُمصالحُشعبهُوبلادهُأوّلاُ،ومصالحُ
رجةُالث ّانيةُ ُ!!..
ُ عاتُالقوىُالإقليمي ّةُفيُال ُد ّ
ُ وتطل ّ
ُ
سُ ُال ُقضُاءُ
ةُوُلُي ُ
اع ُد ُ
انُوالُ ُق ُ
ط ُق ُةُ ُه ُيُإُطُ ُال ُةُأُ ُم ُدُالُح ُربُُ ُعُلىُطُ ُالُب ُ
يُالُمُن ُ
طنُُفُ ُ
سُياسُ ُةُ ُواشُُن ُ
ُو ُ
ُعُليُُه ُماُ !!..
ومنُثم ُّالاستمرارُفيُالإمساكُبخيوطُ
ُ اُه ُيُُتأُجُيجُُ ُال ُوضُعُُأُكُُثرُ،
يج ُةُ ُال ُع ُمُليُ ُةُطُُب ُع ُ
والنُُت ُ
يُالمستم ُر ُّلتحقيقُالمصالحُ
سياس ُّ
الل ّعبةُفيُالمنطقةُ،والاستفادةُمنُالوجودُالعسكريُُّوال ُّ
ُ
فضلاُُعنُ الأهدافُ المتوسُّطةُ
ُ الأمريكي ّةُُبعيد ُةُُالمدىُ،
ُ والأهدافُُالاستراتيُجي ّةُ
والقصيرةُ .
ُ 2008-04-03
ُ
ُ
19
اتُالع ُراق ُ
ُ كارزيُأُُف ُغ ُانسُُتانُوُكارزاي
ُ
معتبرُمنُالأعيادُوالمناسباتُالوطنيةُ،منُأبرزهاُذكرىُجلاءُ
أفغانستانُبعددُ ُ
ُ تحتفلُُ
ةُالثالثةُفيُبداياتُ
القواتُالسوفيتيةُعنُالبلادُ،وذكرىُانتهاءُالحربُالبر يطانيةُالأفغاني ُ
عترافُُالبر يطانيُ بالاستقلالُ التامُلأفغانستانُ داخليُاُ
ُ القرنُ العشرينُُحيثُكانُ الا
وخارجيُاُ..وبعدُحلولُ"الزمنُالأمريكي"ُعلىُأفغانستانُورحيلُطالبانُوحكومتهمُ
احتفلتُأفغانستانُبأولُعيدُوطنيُفيُظلُالفسيفساءُالعسكر يةُوالسُياسيةُالجديدةُُ .
ُ
ُ
ُ
20
نُالحديثُُيدورُهناُعنُاحتفالُُ
يمُأيضاُ،لأ ُّ
خبرُعاديُُّجداُإلىُح ُّدُالآنُ،بلُوقد ُ
ال ُ
وُمنُمفارقةُطر يفةُ،ور ُب ّماُ
ُ جرىُقبلُستُُّسنواتُتقريباُ..ل كنُُّذلكُالاحتفالُلمُيخُُل
يُ
الر ّئاس ُّ
القصر ُ ُ
ُ يُدخل ُ
ُ ئيس ُالأفغان ُيّ ُالجديدُال ُذ ّ
فيهاُالر ّ ُ
ُ سخيفةُفيُنفسُالوقتُ،وقعُ ُ
لأمريكي ّةُُ .ُ..
ُ علىُظهورُال ُد ُّب ّاباتُالبر يطانُي ّةُوا
فُ
الاحتفالُُكانُبمناسبةُالاعترافُالبر يطان ُيُّباستقلالُأفغانستانُعامُُ،1919وُي ُع ُر ُ
ن ُالبر يطانُي ّينُوالأفغانُخاضواُثلاثُحروبُخلالُ
المتخصُّصونُفيُتاريخُالمنطقةُأ ُّ
القرنينُالت ّاسعُعشرُوالعشرينُُ .
ُ
هزيمةُُنكراءُ،
ُ جيشُُالبر يطان ُيُُّالغازيُُُّفيُ إحدىُ هذهُ الحروبُ إلىُ
ضُُال ُ
وقدُُتع ُر ّ ُ
يطاني ّاُفقطُ
طبيباُبر ُ
نُ ُ حيثُأبيدُعنُبكرةُأبيهُ،ولمُينجوُمنهُإلاُأفرادُقلائلُ،بلُقيلُإ ُّ
هوُمنُكُتُبتُُلهُالحياةُ،ر ُب ّماُليحكيُفصولُُالقصُّةُالكاملةُلبنيُجلدتهُهناكُُ !!..
سُفيرُ
كبيراُ وحضرهُ سفراءُ أجانبُُمعتمدونُ فيُ كابلُ بينهمُ ال ّ
الاحتفالُُُكانُ ُ
الث ّانيُ فيُ ماُ جرىُ و يجريُ فيُ أفغانستانُ ماُ بعدُ
اللا ّعبُ ُ
بلادهُ ُ
البر يطان ُيُُّال ُذ ّيُُُت ُع ُّدُُ ُ
أواصرهاُ بينُ رئيسُ الوزراءُ
ُ الت ّيُ انعقدتُ
الت ّحالفُ والصُّداقةُ ُ
طالبان ُ،وذلكُ بعدُ ُ
وشُالابنُُ .
يرُوالر ّئيسُالأمريك ُيُّجُورُجُُُب ُ
ُ يُبُل
البر يطان ُيُُّتونُ ُ
ناسبة ُتقتضيُأنُيشنُّ ُ"فخامته"ُ
ئيسُحامدُكارُ ُزيُُ،وكانتُالم ُ
ُ كلمةُالر ّ
ُ دور ُ
وجاءُ ُ ُ
يفخرُُأمامُ شعبهُ والحاضرينُ
كلامي ُّةُُشعواءُ علىُ المستعمرُ البر يطان ُيُُّالقديم ُ،و ُ
ُ حرباُ
ُ
الت ّيُ تع ُر ّضُ لهاُ الجيشُ البر يطان ُيُُّفيُ أفغانستانُ،
كل ّهُ بالهزائمُ المؤلمةُ ُ
الأجانبُ والعالُمُ ُ
يطالبهاُُبالاعتذارُ ولوُ بعدُ هذهُ العقودُ
الت ّيُ ارتكبتهاُ الق ُو ّاتُُُالغازُي ّةُ و ُ
وين ُّد ُدُُبالجرائمُ ُ
طو يلةُُ .
ال ُّ
ئيسُكارزيُ
الر ّ ُ
علىُماُيبدوُ،فصبُ ُ
ُّ "صاحبُالفخامة"ُكانتُقصيرةُ
ُ ذاكرةُ
ُ ل كنُُّ
شُعبُ
سابقُ،حيثُتح ّدُثُُعنُبطولاتُال ّ
سوفيتيُُّال ُّ
غضبهُعلىُالر ّوسُوالاتُّحادُال ُّ
ُ امُ
جُُ
وأبدعُفيُذلكُ،وصالُُوجالُُوانتهتُ
وسي ّةُالغازُي ّةُ ُ...
واتُالر ّ ُ
ُ الأفغان ُيُّوجهادهُض ّدُُال ُّق
ي ُفيُهذاُالعيدُالوطن ُيُّ ،وهيُ"بر يطانياُ
طرفُالأسُّاس ُّ
شيئاُعنُال ُّ
كر ُ ُ
كلمتهُدونُأنُيذ ُ
ُ
سجلُالحافلُفيُاستعمارُكثيرُمنُشعوبُالعالُمُبجميعُقا ُرّاته..؟؟ ُ
العظمى"ُصاحبةُال ُّ
21
يةُالأمريكي ّةُالمصطنعة ُ،سُارعتُ
ُ إحدىُالصُّحفُالأفغانُي ّةُالمشاغبةُ،فيُج ُو ُّالحرُّ
منُقناتهُومتسائلةُ:هلُيمكنُ ُأنُيكونُ
ُ غامزة ُ
ُ عليقُعلىُكلمةُالر ّئيس ُكارزيُ ُ
ُ إلىُالت ّ
ُ
لاءُُالق ُو ّاتُ
وليسُعيدُج ُ
ُ هوُعيدُالاستقلالُعنُبر يطانياُ،
ُ العيدُ
نُ ُ يُأ ُّ
ئيسُقدُنُس ُ
ُ الر ّ
ُ
وسي ّةُعنُأفغانستان..؟ ُ؟ ُ
الر ّ ُ
ُ
وهكذاُ"ماُأشبهُالل ّيلةُبالبارحة"ُ .ُ..
ُ
ةُ،كلمةُرئيسُ
ُ تكر ّرتُالقصُّ ُةُنفسهاُتقريباُوأناُأتابعُُ،عبرُإحدىُالفضائُي ّاتُالإخبارُي ّ
ُ
خراُفيُ
جوار ُالعراقُال ُذ ّيُانعقدُمؤ ُّ
خلالُمؤتمر ُدولُ ُ ُ
ُ الوزراءُالعراق ُيّ ُنوريُالمال ك ُيّ ُ
فوقُخمسُسنواتُكاملةُهيُعمرُالاحتلالُ
ُ أنُيقفزُ
ُ الر ّجلُُ
دولةُال كويتُ،فقدُحاولُُ ُ
وأجنداتُ
ُ عنيفةُ
امةُ ُّضُعنهُمنُانفتاحُُكاملُُللبلادُعلىُدوّ ُ
الأمريك ُيُّللعراقُ،وماُتمخ ُ
شُيع ُيُّ
ختلفةُُاختلطُ فيهاُ الأمريك ُيُُّبالبر يطان ُيُُّبالإيران ُيُُّبالعرب ُيُُّبال كرديُُُّبالُت ّركمان ُيُُّبال ّ
م ُ
يُ ُبالعشائريُُّ
سياس ُّ
بالعرقيُّ ُبال ُّ
طائفيُُّ ُ ُ
سن ُّيُّ ُبالقاعديُُّ ُبالصدريُُّ ُبالصُّحُ ُوتُيُّ ُبال ُّ
بال ُّ
بالمذهب ُيّ!!....؟ ُ؟ ُ
علىُأخضرُالعراقُو يابسهُ،ل كنُُّ"عباقرة"ُالمحافظينُ
ُ فوضىُعارمةُلاُنظيرُلهاُأتتُ
ُ إنّهاُ
هاُضرورةُلاُبدُّ
ُ جددُوساسةُالبيتُالأبيضُحاولواُإيهامناُبأ ُّنهاُ"فوضىُخلا ّقة"ُ،وأ ُّن
ُ ال
شعبُالعراق ُيُّودولُالمنطقةُ !!..
منهاُللوصولُإلىُماُهوُأفضلُلل ُّ
حمراءُ،وراحُيرميُحممُغضبهُ
ُ سوداءُال
سُي ّدُنوريُالمال ك ُيُّسنواتُُالاحتلالُُال ُّ
او ُزُال ُّ
تُج ُ
ةُحيثُكانُحكمُحزبُالبعثُفيُالعراقُ،ومغامراتهُومعاركهُ
ُ خطهُعلىُالعقودُالماضي ّ
ُ وس
شعبُالعراق ُيّ"ُعلىُح ُّدُتعبيرُالمال ك ُيُّ .
معُجيرانهُو"عسكرتهُلل ُّ
نُجرائمُحزبُالبعثُلاُتخطئهاُعينُ"نصفُمطّلع"ُعلىُأوضاعُدولناُالعربيُ ّةُ
نعمُ..إ ُّ
عنُذاكرةُأحدُماُحصلُفيُالعراقُ
ُ صةُ،ولنُيغيبُُ
ةُوالأنظمةُالث ّور يةُبصفةُخا ُّ
ُ عا ُمّ
شمالُُ .
وال كويتُوماُتع ُر ّضُلهُالأكرادُفيُال ُّ
نُالقوىُ
لُمستباحُُال كرامةُ،والأدهىُمنُذلكُأ ُّ
ل كنُُّالوضعُُتغي ّرُ،فالعراقُُالآنُمحت ُّ
امُاليومُهيُالت ّيُوقفُتُوراءهُسنينُطو يلةُوأم ُّدتهُبالمالُوالخبرةُ
ُ نظام ُص ُّد
الت ّيُتلعنُ ُ ُ
ُ
سلاحُ !!..
وال ُّ
22
حقبةُالبعثي ّةُوبعضُدولُالجوارُالعراق ُيّ ُكانتُال ُد ّاعمُُ
ُ المال ك ُيّ ُيتح ُّدثُ ُعنُجرائمُال
امُحسينُفيُحربُالث ّمانيُسنواتُمعُإيرانُ !!..
ُ يُلص ُّد
الر ّئيس ُّ
ُ
يعلمُ
لُ ُ عنُمغامرةُغزوُال كويتُوكونداليزاُرايسُتستمعُُإليهُ،والك ُّ
ُ وتح ُّدثُُالمال ك ُيُّ
خّلُُ
ئيسُصدامُ،قُبُيلُُغزوهُلل كويتُ،أ ّنُهاُلنُتتد ُ
ُ إدارةُالبيتُالأبيضُأوهمتُالر ّ
ُ نُ
أ ُّ
الر ّجلُُوجيوشُهُعلىُاجتياحُأراضيُجيرانه..؟؟ ُأيُأ ُّنهاُلو ّحتُ ُلهُبالضُّوءُ
إذاُأقدم ُ ُ
ُ
المُبُي ُّةُ !!..
الأخضرُوزيّنتُُلهُنيُّتهُ ُ
ولأُن ّناُفيُزمنُالمفارقاتُ،فلاُبأسُأنُنختمُبمفارقةُأخرىُ ..
عُل ُدُنُياُالأخبارُقبلُأشهر ُمنُغزوُالعراقُ،لاُبدّ ُ ُأن ّهُلاحظُ ُتكرارُتلكُ
متتب ّ ُ
لُ ُ ك ُّ
الت ّلفز يونيةُ والصُّحفُُ،وخلالُ
"اللا ّزمةُ الإخبارُي ّة"ُ فيُ كثيرُ منُ تقاريرُ القنواتُ ُ
ُ
ياسي ّةُُ .
س ُ أيُوالت ّحليلاتُال ُّ
ُ مقالاتُالر ّ
ُ
عنُالبديلُالمتوق ّعُبعدُإسقاطُنظامُص ُّدامُ
ُ لُحديثُُ
ُكانتُتلكُاللا ّزمةُُت ُع ُقبُُك ُّ
كارُ ُزيُُُالعراقُ
حسينُُُ..وكانُ الكاتبُُُأوُ الصُّحفيُُُّعادةُ ماُ يتساءل ُ:فمنُ يكونُ ُ
القادم..؟ ُ؟ ُ
لُُ ُمُترُُب ُّعاُ ُعُلىُ
كارُ ُزيُُُ ُواحُدُ ظُ ُّ
وطُُطُ ُالُبانُُب ُ
نُ الاُفغُانُُُاكُُت ُفواُ ُمُن ُذُُسُ ُق ُ
ارُق ُةُُأ ُّ
ُو ُالُم ُف ُ
لُ،
لا ُ
ايات"ُ ُ،وُل ُعُبتُُ ُبُهمُُ ُد ُو ُائُرُالاحُُت ُ
يُال ُع ُراقُُُت ُعدُ ُدُ"الـُ ُكُر ُز ُ
لادُ ُ،وفُ ُ
يُالُب ُ
يُالُحكُُمُفُ ُ
كُر ُس ُّ
ُ
اتُال ُع ُراق..؟؟ ُ؟ ُ
ُ اي
كارُ ُز ُ
ىُمنُُ ُ
كارُ ُزيُُأُُف ُغ ُانسُُتانُأُُق ُد ُرُ ُوأُكُ ُفأُُ ُوأُُقوُ ُ
ُف ُهلُُ ُ
ُ
ُ 2008-04-24
ُ
ُ
ُ
23
نُ ُم ُوُتاكُُم ُ
كُرواُمُحاسُ ُ
أُُذُ
ُ
حاكم ُفيُباكستانُضدُالرئيسُالجنرالُ
ُحملة ُالائتلافُ ُال ُ
عندماُبدأتُنذرُأوُبشائر ُ
البيتُالأبيضُغضباُللحليفُالوفيُ
ُ ُوجهُ
كُواشنطنُساكناُولمُيحمر ُ
ُ برويزُمشرفُ،لمُتحر
الذيُأمضىُسنواتُحكمهُفيُخدمةُالمصالحُالأمريكيةُ،واكتفىُالقومُفيُبلادُ"العمُ
قصيرُمفادهُأنُالأمرُُبرمتهُشأنُُباكستانيُُداخليُ .
سام"ُبتصريحُُ ُ
ُ
ُ
ُ
24
نُُ
جاهُماُجرىُفيُباكستانُكانُإشارة ُواض ُحة ُإلىُأ ّ
ُ الموقف ُالأمريك ُيّ ُ"الحياديُّ"ُ ت
ُ
أساسي ّينُفيُالمنطقةُ .
ُ الر ّئيسُجورجُبوشُقدُتُخل ّتُنهائُي ّاُعنُأحدُحلفائهاُال
إدارةُ ُ
ُ
طرفينُبدأُقو ُي ّاُوعملُي ّاُبعدُأحداثُالحا ُديُعشرُمنُسبتمبرُعامُألفينُ
حالفُبينُال ُّ
ت ُ
وواحدُ .ُ.
أمريكي ُّةُشعواءُعلىُأفغانستانُبدعوىُالقضاءُ
ُ الت ّيُقادتُنحوُحربُُ
تلكُالأحداثُُ ُ
أخصُ ُ!!..
علىُطالبانُوالقاعدةُُ،وملاحقةُأسامةُبنُلادنُبشكلُُ ّ ُ
ص ّراعُُُالباكستان ُيُُّالد ّاخل ُيُُُّب ُدتُُُواض ُحةُُوبسيطةُ،ونتائُجهاُكانتُ محسومةُُ
معادلةُُال ُ
ُ
نُوالمؤتلفينُ
ُ حزبينُالمتنافسي
ُ لُمنُال
رّفُهوُالعدوُّرقمُواحدُلك ُّ
اُ،فالر ّئيسُبرويزُمش ُ
ُ تمام
ُ
اريُزوجُ
آصفُعليُزرُ ُد ُ
ُ شعبُبزعيمهُالفعل ُيُّ
سلطةُفيُالوقتُذاتهُ،وهماُحزبُال ُّ
فيُال ُّ
وتوُ،
رُعليُب ُ
ُ عنُوالدهاُالر ّاحلُذو ُالفقا
ُ وُالت ّيُورثتُالحزبُ ُ
وت ُ احلةُالقتيلةُبينظيرُب ُ
ُ الر ّ
ُ
ابطةُالإسلامي ّةُ(مسلمُليگ)ُبزعامة ُنوازُشر يفُرئيسُالوزراءُال ُذ ّيُنفاهُ
ُ الر ّ
وحزبُ ُ ُ
رّفُبعدُالانقلابُالعسكريُّ ُض ُّد ُالحكومةُالمنتخبةُعامُتسعةُوتسعينُمنُ
الجنرالُمش ُ
القرنُالماضيُ .
جلي ّاُ
نُ،وظهرُ ُ
ُ حزبينُالمتنافسي
ُ الل ّدودُلل ُر ّجلينُوال
رّفُهوُالعدوُّ ُ
إذنُكانُالجنرالُمش ُ
اُوحيداُ،فبدلتهُالعسكرُي ُّة ُقدُ تُخل ّىُعنهاُقبلُفترةُبعدُأنُكانُ
ُ اُطريد
ُ شريد
هُصار ُ ُ
ُ ُأن ّ
يرفضُذلكُو يقولُُإ ُّنهاُمثلُجُُل ُدهُتمامُاُ !!..
ُ
كانُحصادهمُمراُفيُالانتخاباتُالبرلمانيُ ّةُالأخيرةُ .ُ.
ُّ ياسيونُالمؤي ّدونُلهُ
ُ وال ُّ
س
نفسهُفيُمواجهةُخصومهُالأقو ياءُال ُذ ّينُنكّلُُبهمُخلالُسنواتُ
وهكذاُوجدُالر ّجلُُ ُ
ُ
اُسياسي ّاُ .
ُ اُوتشويه
ُ اُاقتصادي ّ
ُ وتضييق
ُ اُوإقامةُجبرُي ُّةُ
ُ حكمهُ،سجنُ ُ
اُونفي
أحدُعيوبُخطاباتُوكتاباتُال كثيرينُ
نُ ُإطلاقاُ،وأظنُُّأ ُّ
فسيرُالتآمريُُّ ُ
الت ّ ُ
لاُأحب ّ ُذُ ُ
ُ
وإبرازهاُدائماُعلىُ
ُ ةُالأمريكي ّةُ،
ُ شيءُإلىُالولاياتُالمت ّحد
ُ لُ
هوُنسبةُك ُّ
ُ فيُعالمناُالعرب ُيُّ
يةُالت ّفاصيلُ
أعينهاُعنُرؤ ُ
ولاُتعجز ُ ُ
ُ يُتعرف ُالقضاياُال كبيرةُ ،
ُ أ ُّنهاُالق ُو ّةُالخارقةُالتُ ّ
الصُّغيرةُ !!..
25
اصُُفيُ الحالةُ الباكستانُي ّةُ منُ الحديثُ عنُ دورُُأمريك ُيُُّفيماُ
ومعُ ذلكُُ..لاُ ُمُن ُ
ُ:هي ّاُتُحر ّكواُ
سكوتُأوُالإشارةُبط ُرفُخفيُّ ُ
لُمنُذلكُوهوُالقبولُأوُال ُّ
حدثُ،أوُأق ُّ
حت ّىُلوُكانُيوماُ
هاُ"الن ّجباء"ُفلاُشأنُلناُفيماُيحدثُُبينكمُوبينُ"الجنرالُالُد ّكتاتور"ُ ُ،
أ ُّي ُ
ةُالأمريكي ّةُ
ُ هُحليفاُاستراتيُجي ّاُللق ُو ّ
ُ نفس
يُوهوُيعلنُُ ُ
الر ّسم ُّ
يسكنُُسويداءُالقلبُالأمريك ُيُّ ُ
فيُحربهاُعلىُأفغانستانُ !!..
رّفُ،واستهل كتُ
ة"ُالر ّئيسُالجنرالُبرويزُمش ُ
ةُصلاحي ّ ُ
ُ لقدُاستنفذتُُواشنطنُ"م ُّد
ص ُمنهُ
خل ّ ُ
الت ّ ُ
منُ،فصار ُ ُ
ُ جاوزهُالز ّ
ُ سلاحُالقديمُال ُذ ّيُ ت
حت ّىُأصبحُ ُكال ُّ
تماماُُ ُ ،
المسكين ُ ُ
ُ
إدارةُالمعركةُ ُ!!..
حكيمُيحسنُُ ُ
لُعاقلُُ ُ
وضرورةُلاُيغفلُُعنهاُك ُّ
ُ فرضُالوقتُُ
ُ
شديدُ لها ُ،ورغمُ خطواتهُ "الجريئة"ُ ومنهاُ
استغنتُُُعنهُ واشنطنُ رغمُ إخلاصهُ ال ُّ
ةُالعالمي ّةُ
ُ إقدامهُعلىُمصافحةُرئيسُالوزراءُالإسرائيل ُيُّأرييلُشارونُعلىُهامشُالق ُمّ
مسؤولاُإسرائيلياُُ .
ُ يصافحُ
ُ للأممُالمت ّحدةُعامُألفينُوخمسةُ،فكانُأوّلُُرئيسُباكستان ُيُّ
ُ
بعدُأنُأوصلُ
ُ خاصُفيُباكستانُ،
رّفُللعامُوال ّ ُ
لقدُانكشفُأمرُُالجنرالُبرويزُمش ُ
ُ
المعيشة ُوالوضعُ ُالأمن ُيّ ُالمتردّيُ،
ُ ةُظهرتُعناوينهاُفيُغلاءُ ُ
ُ البلاد ُإلىُحالةُمأساوُي ّ
ُ
مباشرةُبمناطقُالقبائلُ
ُ لُذلكُتور يطُُالجيشُالباكستان ُيُّفيُصراعاتُُ
والأخطرُمنُك ُّ
ُ
معقوداُعليهُبينُ مختلفُطوائفُ
ُ ذلكُالإجماع ُال ُذ ّيُكان ُ
ُ جيش ُ
خسر ُال ُ
الباكستانُي ّة ُ،ف ُ
شعبُالباكستان ُيُّ .
وأطيافُوطبقاتُال ُّ
بقضي ّةُ
سُكهُ ُ
عزتهاُ عبرُ تم ّ
حقيقي ّةُ لوحدةُ البلاد ُ،ورمزُُُ ُّ
جيشُُهوُُالضُّمانةُ ال ُ
كانُُال ُ
منزلةُ
نُ،وحمايتهُللمشروعُالن ّوويُال ُذ ّيُرفعُ ُ ُ
ُ كشميرُالمتنازعُعليهاُبينُالهندُوباكستا
باكستانُبينُدولُالعالُمُ .
وكانُعلىُالولاياتُالمت ّحدةُ،
ُ رّفُإلىُحدودهاُال ُد ّنياُ،
وهكذاُنزلتُشعبي ُّةُالجنرالُمش ُ
ُ
ل ُساعةُ
منُالر ّجلُبأسرعُماُيمكنُ،فك ُّ
ُ صُ
الت ّلاعبُ ُبالأزماتُ،أنُتتُخل ّ ُ
الت ّيُ تحسنُ ُ ُ
ُ
اُجديداُعلىُالمشروعُالأمريك ُيُّفيُالمنطقةُُ .
ُ عبئ
لُ ُتمث ّ ُ
لحكمُ ُ
يُ ا ُ
إضافي ّةُيقضيهاُعلىُكرس ُّ
ُ
القيادي ّةُ،
ُ وخلفي ّاتُُُالُت ّركيبةُ
ُ الحزبانُ المؤتلفانُ متقاربانُُبعضُ ال ُش ّيءُ فيُ نمطُُُ
سابقةُفيُالحكمُمتقاربةُأيضاُ،وقدُفشلُ ُكلُ ُمنهماُخلالُفترةُحكمهُفيُ
وتجربتهماُال ُّ
26
ف ُمن ُوطأةُالفقرُبشكلُملموسُ،أو ُمحاربةُ
عبُ،أوُالت ّخفي ُ
ُ الإتيانُبالمفيدُلعا ُمّةُال ُّ
ش
قيادي ّينُكثرُفيُ
نُ ُ فيُباكستانُيعرف ُأ ُّ
ُ خاص ُوالعا ُمّ ُ
الفسادُبشكلُحازمُ،بلُإنُّال ّ
عرضُمنُحينُلآخرُ
ُ طونُفيُقضاياُالفسادُالت ّيُت
ُ شعبُ،متو ُرّ
صةُحزبُال ُّ
الحزبينُ،خا ُّ
أمامُالمحاكمُ .
شعبُالباكستان ُيُّوالمنطقةُ،
حزبينُالمؤتلفينُأيُُّجديدُيمكنُتقديمهُلل ُّ
ُ ليسُفيُجعبةُال
ونقاطُ
ُ حلولاُُسحرُي ُّةُُ ُ
حت ّىُ لوُ صُ ُدُقاُ فيُ خدمةُ البلادُ والعبادُ هذهُ الم ُر ّةُ، ُ ولاُ يملكانُ
أنُتنفذُ
ُ غراتُالت ّيُيمكنُُ
ُ حكمُكثيرةُ،والث ّ
ُ عفُفيُهياكلهماُالقيادي ّةُوتار يخهماُفيُال
ُ الضُّ
متوف ّرةُ بسخاءُ ُ،وهكذاُ فحالُ البلدُ بعدُ
الأمريكي ّةُ عبرهماُ ُ
ُ سياسة ُ،أوُ المصلحةُ،
منهاُ ال ُّ
وشكلي ّاتُ ُتظُ ُه ُرُُعلىُ الوجوهُ
ُ رّفُ لنُ يتغُي ّر ُ،عداُ ماُ سنراهُ منُ مساحيقُ
رحيلُ مش ُ
شعبُوخداعهُلبعضُالوقتُُ .
الجديدةُالقديمةُلاستهواءُال ُّ
جاءُفيُالحديثُال ُش ّر يف"ُ:أذكرواُمحاسنُُموتاكمُوك ُّفواُعنُمساويهم"ُ .
هُبادرُ
ُ احل ُ ُأن ّ
الر ّ ُ
اُوعسكري ّاُ..ومن ُمحاسنُ ُ ُ
ُ فُماتُسياسي ّ
ُ رّ
ن ُالجنرالُمش ُ
والمرجُح ُأ ُّ
ّ
والل ّغطُ
كثيرُُمنُ الكلامُ ُ
بالاستقالةُ فأراحُُُواستراحُُُووف ُّرُُعلىُ الباكستانُي ّينُ ال ُ
حاسنهُأيضاُأن ّهُاستقالُمب ُك ّراُليفتحُُالبابُُعلىُمصراعيهُأمامُ
ُ لُمنُم
والاحتقانُ..ولع ُّ
شعبُُ .
حزبينُالمؤتلفينُ،بلُوبينُرجالُحزبُال ُّ
ُ الت ّنافسُُبينُال
عودةُ ُ
ُ
يُت ُغُن ّىُ
اق ُةُ ُال ّتُ ُ
ودُ ُالُبُر ّ ُ
الز ُّائ ُف ُةُ ُو ُال ُو ُع ُ
اراتُُ ُ
شُ ُع ُ
يرُ ُمنُُال ّ
طاءُُ ُعنُُكُُث ُ
فُ ُال ُغ ُ
يج ُةُ ُه ُيُكُشُ ُ
الن ُّت ُ
ُو ُ
اداتُُ
ةُب ُعض ُُقُي ُ
ير ُةُ ،وُ ُمنُ ُثم ُُت ُعرُُي ُ
انُي ُّة ُالُأُخُ ُ
اباتُ ُ ُالُبُرُلُم ُ
الانتُخ ُ
لالُ ُ ُ
ن ُخُ ُ
جالُ ُالُحزُبُي ُ
اُر ُ
ُبُه ُ
س ُاب ُقةُُ
اتُهمُُال ُّ
رُّف ُ
صُُ،وأُ ُعُم ُالُهمُُ ُوُت ُ
ار ُ
لاُئ ُك ُةُالُأُطُ ُه ُ
كالُُ ُالُم ُ
واُبأُشُ ُ
أُ،ف ُقدُُظُ ُه ُر ُ
امُ ُالُمُل ُ
الُحزُبُينُأُ ُم ُ
رارُ .
ينُالا ُش ُ
اط ُ
شُُي ُ
تُج ُعُل ُهمُُأُُق ُربُُإُُلىُال ّ
ُ
ُ 2008-08-21
ُ
ُ
27
ُ
جا ُء ُ
الع ُر ُ
اطيُ ُةُ ُ
الد ُيمقُ ُر ُ
ُ
ختمت ُ"مناوشة" ُالأسبوعُالماضيُ ُبذكرُ"محاسن"ُالرئيسُالباكستانيُالجنرالُبرويزُ
حاسنُاستقالُتهُالمبكرةُالتيُ
ُ اُوعسكرياُ..وقلتُإنُمنُبينُتلكُالم
ُ احلُسياسي
ُ مشرفُ،الر
المؤتلفين( ُ،الرابطةُ
ُ ستفتحُُُالبابُُُعلىُ مصراعيهُ أمامُ عودةُ التنافسُُُبينُ الحزبينُ
عنُكثيرُ
ُ هيُكشفُالغطاءُُ
ُ تيجةُ
الإسلاميةُجناحُنوازُشر يفُ،وحزبُالشعب)ُوالن ُ
يُت ُغنىُبهاُرجالُ ُالحزبينُخلالُالانتخاباتُ
اقة ُالت ُ
والوعود ُالبر ُ
ُ ائفة ُ
منُالشعاراتُ ُالز ُ
البرلمانيةُالأخيرةُ ُ.
ُ
ُ
ُ
28
فعلا ُحيثُطُ ُفتُالخلافاتُ ُبينُالحزبينُإلىُسطحُ بحرُ
ذلكُالأمرُالمتوق ّعُ ُحدثُ ُ ُ
ُ
رّفُ
جداُ،بلُفيُاليومُالأوّلُلرحيلُُالجنرالُبرويزُمش ُ
سياسةُالباكستان ُيُّبشكلُُسر يعُُ ُّ
ال ُّ
تتزايدُيوماُ
يُفيُالعاصمةُإسلامُآبادُ،ثم ُّراحتُالخلافاتُُ ُ
اُالقصرُالر ّئاس ُّ
ُ ومغادرتهُنهائُي ّ
كثيرُمنُالث ّاراتُالقديمةُخلالُفتراتُحكمهماُالماضيةُُ .
ُ بعدُيومُ،فبينُرجالُالحزبينُال
شقيقةُ
ُ باكستانُدولة ُ
ُ نُ
صةُأ ُّ
ذلكُلمُأكنُأتمن ّاهُبطبيعةُالحالُ،خا ُّ
ُ عندماُتوق ّعتُ ُ
ُ
الث ّقلُ الواضحُ فيُ ك ُّفةُ العلاقاتُ
لبلادنا ُ،وماُ يجمعناُ بهاُ أكثرُ مماُ يف ُر ّقناُ بكثير ُ،رغمُ ُ
واقتصادي ّةُ
ُ سياسي ّةُ
ُ الهندي ّةُ علىُ حسابُ العلاقاتُ معُ باكستان ُ،لأسبابُ
الجزائرُي ّةُ ُ
وغيرهاُ !ُ!..
والن ّتائجُ
شقيقةُ شيءُ ُ،
نتمن ّاهُ لبلادناُ والبلدانُ ال ُّ
نُُماُ ُ
الت ّيُ يدركُهاُ الجميعُُُأ ُّ
حقيقةُُ ُ
وال ُ
ماتُومعطياتُواقعي ّةُشيءُآخرُ،فلاُمف ُر ُّمنُالقبولُبذلكُ
ُ المتوق ّعةُالمبنيةُعلىُمق ُّد
ُ
نُُقوانينُال كونُوسننُالحياةُتسري ُعلىُالجميعُ،ولنُ
اُوألماُ،لأ ّ
ناُحزن ُ
ُ ىُلوُملأُ ُقلوب
ُ حت ّ
ُ
ّةُطي ّبةُأوُآمالُمرج ُو ّةُهناُأوُهناكُ .
فُمراعاةُلني ُ
تتوق ّ ُ
خُرُأوُ ُ
تتأ ُّ
فُلمُتحملُشيئاُذاُبالُُ
ُ رّ
ة"ُالت ّيُسبقتُانقلابُالجنرالُبرويزُمش ُ
يمقراطي ّ ُ
ُ سنواتُ"ال ُد ّ
غييرُُالمطلوبُُُفيُ مجر ياتُحياتهُ وأسبابُ معيشتهُ
الت ّ ُ
شعبُ الباكستان ُيُُّ،ولمُ تحدثُ ُ
لل ُّ
يمقراطي ّةُالعرجاءُ
ُ اليومي ّةُوآفاقُمستقبلهُالقريبُوالبعيدُ ،بلُزادتُسنواتُ ُتلكُال ُد ّ
ُ
منُالأنفاقُالمظلمةُالت ّيُمهدتُ
ُ اُعلىُسوءُ،وأدخلتُالبلاد ُفيُعدد ُ
ُ الن ّاسُ ُسوءُ
حياة ُ ُ
ُ
ياسي ّةُمنُجديدُ !ُ!..
س ُ لعودةُالعسكرُإلىُالواجهةُال ُّ
يمقراطيةُبعدُرحيلُالر ّئيسُالجنرالُضياءُالحقُُّال ُذ ّيُقتلُفيُحادثُ
ُ بدأتُتلكُال ُد ّ
وُمنُالمنفىُوتقودُ
ُ وت
بينظيرُب ُ
ُ انينُمنُالقرنُالماضيُ،لتعودُ
ُ طائرةُمثيرُللجدلُعامُثمانيةُوثم
وُ،وتفوز ُفيُالانتخاباتُ
ُ وت
احلُذوُالفقارُعليُب ُ
ُ سهُوالدهاُالر ّ
ُ شعبُال ُذ ّيُأسُّ
حزبُال ُّ
لدولةُ
لُامرأةُحاكمة ُ ُ
ُ ي ُرئاسةُالوزراءُلتكون ُبذلكُأ ُوّ
وتعتلي ُكرس ُّ
ُ بأغلبي ّةُغيرُمريحةُ ،
ُ
مصرُلع ُّدةُأشهرُأ ُي ّامُدولةُالمماليكُ . مسلمةُبعدُالمل كةُ"شجرةُال ُد ّر ُ
ّ"ُالت ّيُحكمتُُ ُ ُ
29
رئاسةُ
ُ ليتول ّىُ نوازُ شر يفُ
حكومةُُبينظيرُ بوتوُ ُ،
ُ وبعدُ عامُُُونصفُُُتقريباُ سقطتُ
فازُفيهاُعبرُتحالفُمعُأحزابُأخرىُ،وبعدُقرابةُثلاثُسنواتُ
الوزراءُفيُانتخاباتُُ ُ
ىُرئاسةُالوزراءُ
ُ ةُوتتول ّ
ُ خاباتُالموالي ّ
ُ وتو)ُفيُالانت
(بينظيرُب ُ
ُ جلُ،لتفوزُالمرأةُ
ُ الر ّ
تُإقالةُ ُ
ُ ُتم ّ
لُمنُثلاثُسنواتُ،
ةُالث ّانيةُ،ل كُنّهاُلمُتعمّرُفيهاُطو يلاُ،فقدُجرتُإقالتهاُبعدُأق ُّ
للم ُر ّ ُ
الر ّجلُ ُ(نوازُشر يف)ُفيُفترةُثانُي ّةُقضىُفيهاُ
خاباتُمشابهةُمواليةُأيضاُصعد ُ ُ
ُ وفيُانت
رّفُفيُأكتوبرُعامُ
يُالحكمُليطيحُبهُالجنرالُبرويزُمش ُ
قرابةُالث ّلاثُسنواتُعلىُكرس ُّ
ُ
تسعةُوتسعينُمنُالقرنُالماضيُ !!..
الر ّابطةُجناحُ
ي"ُعلىُرئاسةُالوزراءُفيُباكستانُ(بينُحزبيُُ ُ
سلم ُّ
"الت ّداولُال ُّ
سنواتُُ ُ
اري)ُ
وُومساعدةُزوجهاُآصفُعليُزرُ ُد ُ
ُ وت
عبُبزعامةُبينظيرُب ُ
ُ نوازُشر يفُ،وحزبُال ُّ
ش
أقربُإلىُالحربُ
ُ ياسي ُّةُ
س ُ حياةُال ُّ
حزبينُالمتنافسينُأصلاُُ،وكانتُال ُ
ُ عم ّقتُال ُش ّرخُُبينُال
الآخرُ
ّسُ ُ سلطةُيكر ُ
الن ّظيفُالبريءُ،فعندماُيصلُُحزبُُإلىُال ُّ
يُ ُسياس ُّ
منهاُإلىُالُن ّزالُال ُّ
ّاتُأمامهُ،ومنُثم ُّ
ُ شارعُلإحراجهُ،ووضعُالعراقيلُوالمطب
لُإمكانياتهُفيُالبرلمانُوال ُّ
ك ُّ
إسقاطُحكومتهُأوُالمساهمةُفيُذلكُعلىُالأقلُ !!..
كانُفيُباكستانُمنُالمائةُوست ّينُمليونُنسمةُ،و يعانيُ
ُ العدد ُالإجماليُلل ُّ
س يقترب ُ ُ
ُ
هذاُالعددُالهائلُمنُمشاكلُاقتصاديةُ .
حتُمستوىُالفقرُ،تزدادُسنةُبعدُأخرىُ ُ!!.ُ.
ُ سبُالفقرُ،وماُت
فُن ُ
فمعُالهندُعداوةُشبهُدائمةُتصلُإلىُحالاتُ
ُ جوارُتتأرجحُ:
ُ ياسي ُّةُمعُدولُال
س ُ حالةُال ُّ
وال ُ
الاستنفار ُالعسكريُّ ُعلىُالحدودُفيُبعضُالأحيانُ،ومعُأفغانستانُكر ُّوفر ُّوتبادلُ
ومصالحُ
ُ هاماتُ،ومعُإيرانُبرودةُعلاقاتُمت ّصلةُيتح ُكّمُفيهاُتداخلُُعرق ُيُّ
ُ متواصلُللا ُّت
الأمريكي ّةُوتلعبُُكماُتشاءُوكيفُتشاءُوبماُ
ُ المصالحُ
ُ قوىُدولي ّةُ،وبينُهذاُوذاكُتمرحُُ
ُ
تشاءُمنُمق ُّدراتُالبلدُوطاقاتهُ !!..
30
راءُوخدمة ُللبلادُوالعبادُ،ل كنُُّ
ُ للت ّن ُو ّعُوالُث ّ
ُ،وأساس ُ ُ
ُ ي ُمشروع
سياس ُّ
الاختلاف ُال ُّ
ُ
فن ّنُفيُ
فُوالإفراطُوالت ّ ُ
ُ بالت ّط ُر ّ
باكستانُودولُأخرىُكثيرةُمشابهةُلاُتسمحُ ُ
ُ أوضاعُ
ُ
نزواتُ
ُ وليد ُ
خلاف ُ ُ
خلافُحت ّىُلوُكانُلأجلُالمصلحةُالعا ُمّةُ،فكيفُإذاُكانُال ُ
ُ ال
ش ُ
خصي ُّةُأوُحزبُي ُّةُفيُأحسنُالأحوال..؟؟ ُ
حيثُتتناحرُ
ُ بشكلُأوُبآخرُفيُبلدانُعالمناُالث ّالثُ ،
ُ يتكر ُّر ُ
الن ّموذجُ ُالباكستان ُيّ ُ ُ
نُ ُإ ُّ
ساسةُ يحتاجُفيها ُالبلدُإلىُ
وتُه ُد ُر ُالمالُ ُوالوقتُ ُوهيُفيُمراحلُح ُّ
ختلف ُ ُ
الأحزابُ ُوت ُ
الات ّفاقُ
ن ُنقاطُ ُ ُ
إطلاقاُلأيُّ ُ"فجورُفيُالخصومة"ُلأ ُّ
تكاتفُجهودُالجميعُ،ولاُمبُر ّ ُر ُ ُ
لماُوجدتُوقتاُللخلافاتُ
ُ كثيرة ُفيُمثلُظروفُبلدانناُ،ولوُانشغلتُبهاُالأحزابُ ُ
ُ
طحي ّةُعلىُح ُّدُسواءُ .
س ُ العميقةُوال ُّ
ةُالت ّيُتعيشهاُدولناُ..
معُالوضعي ّ ُ
ُ ل ُشيءُلاُيتناسبُ ُ
سلب ُيّ ُحولُك ُّ
الاختلاف ُال ُّ
ُ نُ
إ ُّ
تُفيُمكانهاُتكر ّرُُ
ُ وعُمنُالاختلافُظل ّ
ُ منُأحزابُبلدانناُهذاُالن ّ
ُ اُأدمنتُكثيرُ
ُ وعندم
ياتُالت ّخلفُ"المكتسبة"ُ،وتعملُ
ُ الت ّجاربُُالبائسةُ،وتحافظُُعلىُمستو
الفشلُُ،وتنسخُُ ُ
جاهدةُ،بوعيُأوُدونُوعيُ،لتحقيقُمشار يعُوأجندات ُغيرهاُلقاءُماُ تحصلُ ُعليهُ
ُ
خصي ّةُوالحزبُي ّةُالضُّي ّقةُ !!..
ش ُ منُتق ُّدمُفيُأجنداتهاُال ُّ
ابُهةُ .
شُ ىُم ُ
انُو ُد ُولُُأُخُُر ُ
اُباكُسُُت ُ
اُوُتُش ُه ُد ُه ُ
يُش ُه ُدتُُه ُ
جاءُ ُال ّتُ ُ
ةُال ُع ُر ُ
اطيُ ُ
اُالد ُيمقُ ُر ُ
إُنُُه ُ
ُ
ُ 2008-08-28
ُ
ُ
ُ
ُ
31
ثُ
ارُالثُ ُال ُ
ادُوالُخُي ُ
كُر ُ
اةُالأُ ُ
ُمأُسُ ُ
ُ
ركي ُلإعادةُالعملُبماُيشبهُ
قيادة ُالجيشُالت ُ
تقوم ُبها ُ ُ
حثيثة ُعلني ُة ُوخفي ُة ُ ُ
محاولاتُ ُ ُ
جيشُ
حالةُالطوارئُفيُمناطقُالأكرادُبشرقيُتركياُ،ذلكُ"الحق"ُالذُيُكانُيتمتعُُبهُال ُ
العدالةُوالتنميةُالحاكمُضمن ُمساعيهُلتضييقُ
ُ يُأقدم ُعليهاُحزبُ ُ
ُ قبلُالإصلاحاتُالت
ُ،ومنُثمُالتقدمُفيُمفاوضاتُالانضمامُإلىُذلكُ
ُ الهوةُبينُتركياُوالاتحادُالأوروبي
"الكيانُالساحر"ُ .
ُ
ُ
32
حزب ُالع ُمّالُال كردستان ُيُّ
ُ ُوفر ُّمنذُبدأُ
كر ّ ُ
اُلعبة ُ ُ
تُدائم ُ
ُ فيُتركياُظل ّ
ُ كردي ُّة ُ
القضي ُّة ُال ُ
ُ
سلمي ُّةُ
سياسي ُّةُ ُ
ُ بصورةُ
ُ مسل ّحُُعامُُ،1984بعدُأنُانطلقُُ
عبيرُعنُآرائهُومطالبهُبشكلُُ ُ
الت ّ ُ
ُ
طلابُال كردستانُي ّينُاليسارُي ّينُفيُتركياُ،اختارواُعبدُ
عامُُ1978علىُيدُمجموعةُمنُال ُّ
لُهذاُال ُد ّورُ
لهُلاحقاُأنُيلعبُُك ُّ
ُ الل ّهُأوجلانُرئيسُاُلذلكُالحزبُالوليدُ،ال ُذ ّيُكُتبُُ
يُوال ُد ّول ُيُّ .
نشهدهُاليومُ،ويثيرُهذاُالحجمُال كبيرُمنُالجدلُوالاهتمامُالإقليم ُّ
ُ ال ُذ ّيُ
فيُالميدانُ
ُ كانتُفظيعةُفيُأكثرُفصولهاُومراحلهاُ،فقدُترجمتُُ
ُ لعبةُال كر ُّوالفر ُّهذهُ
ُ
طرفينُ
عددُُضحاياهاُ عشراتُ الآلافُ منُ ال ُّ
ومعاركُُشبهُ متواصلةُ بلغُ ُ
ُ قتلاُُحقيقي ّاُُ
ُ
خلالُعقدينُونصفُمنُالز ّمنُ !!..
ُ
ظل ّتُتركياُ تلاحقُُُحزبُُ
جماُمنُالعسكرُي ّةُ،فقدُ ُ
لُُح ُ
ياسي ّةُلمُ تكنُأق ُّ
س ُ كةُُال ُّ
والمعر ُ
بعضهاُبإيواءُالمقاتلينُالأكرادُأوُ
همُ ُ
جوارُالت ّيُتُتّ ُ
ُ سياسي ّاُعبرُالضُّغطُعلىُدولُال
ُ الع ُمّالُ
جتهدُهيُأيضاُكيُلاُ
ولُ"ذاتُالاهتمامُالمشترك"ُال ّتُيُت ُ
ُ دعمهمُ،وعبرُالت ّنسيقُمعُال ُد ّ
ُ
حمراءُالت ّيُرسمتُلهم..؟ ُ؟ ُ
ُ الأكرادُالخطوطُُال
ُ جاوزُ
يت ُ
لمُتكنُبريئةُفيُجميعُ
ُ لعبةُال كر ُّوالفر ُّبينُالجيشُالُت ّرك ُيُّوحزبُالعمالُال كردستان ُيُّ
ُ
مراحلهاُوتفاصيلهاُ،فهيُ،حسبُبعضُالخبراءُ،شكلُمنُأشكالُالحربُالباردةُبينُ
يرىُأن ّهُُالحاميُ
ُ الأخيرُُكانُ،ولاُ يزالُُ،
ُ الحكوماتُ المنتخبةُ والجيشُالُت ّرك ُيّ ُ..فهذاُ
والمحاميُ الأوّلُ للعلمانُي ّةُ فيُ البلاد ُ،والوارثُ ال ُش ّرع ُيُُّور ُب ّماُ الوحيدُ ل كمالُ أتاتوركُ
حالي ّةُ،
صةُ الحكومةُ ال ُ
مؤسُّسُ تركياُ الحديثة ُ،بينماُ حاولتُ الحكوماتُُُالُت ّركية ُ،خا ُّ
جيش ُضمن ُمؤسُّساتُ
ص ُمنُقبضةُالجيشُوالانتقالُإلىُمرحلةُيكونُفيهاُال ُ
خل ّ ُ
الت ّ ُ
ُ
جيشُفيهاُيمتلكُ"دولة"ُُ .
ُّصفحةُالماضيُالت ّيُكانُال ُ
ُ ال ُد ّولةُ،ومنُثم ُّطي
نموذجاُ
ُ شعبُال كرديُُّ
لُقصُّ ُةُال ُّ
يُالحال ُيُّفيُتركياُ،تظ ُّ
سياس ُّ
الن ّظرُعنُالمشهدُال ُّ
وبغضُ ُ
ُّ
بعدُذلكُ،ب ُعُلُمُأوُجهلُ،
ُ حاكمةُ
ّتهاُالأنظمةُال ُ
ُ هاُالاستعمارُالغرب ُيُّوغذ
ُ للمآسيُالت ّيُخل ُّف
ُ
الت ّاريخُ والجغرافياُ،
والقفزُُفوقُ حقائقُ ُ
ُ عندماُ اختارتُُُدائماُ الهروبُُُإلىُ الأمامُ
33
وحديثا ُ،وماُ فطرتُُُعليهُ
ُ قديماُ
ومسل ّماتُ علمُ الاجتماعُ وماُ تعارفتُُُعليهُ البشرُي ّةُ ُ
ُ
شعوبُُمنُتعل ّقُُبلغاتهاُ،واحترامُلتقاليدهاُواستماتةُفيُالدُّفاعُعنُمق ُو ّماتُوجودهاُ ُ.
ال ُّ
همُكُر ُدُ
شعبُيصرّونُعلىُأ ُّن ُ
الأكرادُشعبُُكسائرُشعوبُالمنطقةُ،وأبناءُهذاُال ُّ
ُ نُ
إ ُّ
ونُكُر ُداُما ُدامواُعلىُوجهُهذهُالأرضُ،وماُقامتُبهُتركياُمثلاُ
يظل ّ ُ
أبناءُكُردُ ،وس ُ
ُ
عندماُسم ّتهمُ"أتراكُالجبال"ُلمُيرضهمُولنُيرضهمُبأيُّ ُحالُمنُالأحوالُ،وسوفُ
حت ّىُلوُأطلقتُعليهمُتركياُلقبُ"تاجُ
يستبسلونُأكثرُفيُال ُد ّفاعُعنُأصلهمُال كرديُُّ ُ،
الأتراك"ُأوُ"سادةُالأتراك"ُ !!..
ركي ُّة ُمنذُعهدُالمؤسُّسُ كمالُأتاتوركُعلىُإقامةُدولةُمدنُي ّةُ
خبة ُالُت ّ ُ
لقدُراهنتُالُن ّ ُ
اُ،فأحدُمق ُو ّماتُال ُد ّولةُ
ُ اُأوُعمد
ُ سهو
طر يقُُ ُ
هاُظل ّتُال ُّ
حديثةُبالمقاييسُالأوربُي ّةُُ،ل كُنّ ُ
ةُوالعرقي ّةُ،بماُفيهاُالحفاظُُعلىُ
ُ عبُالديني ّ
ُ المدنُي ّةُهوُالاحترامُالكاملُلجميعُمك ُو ّناتُال ُّ
ش
هُتماماُفيُ
ُ عكس
طورُوالنمّ ُو ُّأمامهاُ ،وهوُالأمرُ ُال ُذ ّيُحدثُ ُ ُ
ُ جالاتُالت ّ
ُ الل ّغاتُوفسح ُم
ُ
إصدارُقانونُ
ُ حاف ُعام ُُ 1982إلىُح ُّد ُ
ركي ّةُالحديثة"ُعندماُوصلُُالاج ُ
"الجمهورُي ّةُالُت ّ ُ
كردي ّةُ،وفيُالمقابلُسعتُتركياُفيُسنواتُسابقةُ،ور ُب ّماُالآنُ
بالل ّغةُال ُ
حظر ُالحديثُ ُ ُ
ي ُ
ةُالت ّيُتربطُُأتراكُآسياُالوسطىُبأتراكُالأناضولُ،ومنُ
طورانُي ّ ُ
الر ّابطةُال ُّ
أيضاُ،إلىُإحياءُ ُ
وثقافي ّاُ
ُ ودبلوماسي ّاُ
ُ سياسي ّاُ
ُ إقامةُُ"عالُمُ ترك ُيّ"ُ ودعمتُ ذلكُ المسعىُ
ُ ثم ُُّحاولتُ
ُ
واقتصادي ّاُ !!..
ُ
ةُأوُثقافي ّةُجديدةُ،
ُ كتُتركياُذلكُالمسلكُولمُتأتُفيُذلكُببدعةُسياسي ّ
ُ لقدُسل
اتُوالر ّوابطُ
ُ ختلفُالمرجعي ّ
ُ كت ّلُ ،وبم
لُتلوُالت ّ ُ
ُ كت ّ
عنُالت ّ ُ
ُ ضُ
ل ُدائماُيتمخّ ُ
ُف ُرحمُالعالُمُظ ُّ
شأنُ،فقدُ
ستنكر ُفيُهذاُال ُّ
والمصالحُ..ل كنُّ ُمنطقُ ُ"حرامُعليكمُحلالُلنا"ُهوُال ُذ ّيُي ُ
شعبهمُ
الأكراد ُمنذُزمنُطو يلُ ُيحلمونُبوطنُ ُقوم ُيّ ُيجمعُ ُشملُ ُشتاتهمُ،و يوح ُّد ُ ُ
ُ لُ
ظ ُّ
جهودُالت ّيُتدعوُ
ُ جومياُفيُجميعُال
تُتركياُفيُالمقابلُلاعباُ ه ُ
ُ لُ،وظل ّ
ُ المقس ّم ُبينُع ُّدة ُدو
34
حربُالعالمي ّةُ
ُ حدودُالت ّيُرسمتُبأيادُاستعمارُي ُّةُبعدُال
ُ جمودُالمطلقُوالت ّسمّرُعندُال
ُ إلىُال
الأولىُ ُ!!..
الأكرادُُمنُ حقُُُّتقريرُ المصيرُ بعدُ سقوطُ الخلافةُ العثمانُي ّةُ منُ خلالُ
ُ لقدُ حر ُمُُ
كردي ُّةُ
القومي ُّةُُال ُ
المعاهدةُُالحقوقُُُ ُ
ُ معاهدةُ "لوزان"ُ عامُُُُ،1923حيثُُتجاهلتُُُتلكُ
كردي ّةُ،
معاهدة ُ"سايكسُبيكو"ُقبلُذلكُفيُتشتيتُشملُالمناطقُال ُ
ُ تماماُ،وساهمتُ ُ
ُ
علىُحسابُتطل ّعاتُُ
ُ تانُالفرنسي ّةُوالبر يطانُي ّةُالمشرقُالعربيُُّ
ُ عندماُتقاسمتُالإمبراطور ُي ّ
رُوالاستقلالُالت ّام..؟ ُ؟ ُ
ُ وآمالُُشعوبُالمنطقةُفيُا ُلت ّح ُر ّ
ليجدُُعقلاءُُُالعربُُ
اعاُ علىُ تلكُ الأحداثُ والمعاهداتُ ُُ،
والُُُتُب ُ
ط ُ سنواتُُُال ُّ
وتمر ُُّال ُّ
ُ
ّقواُجي ّداُ
ُ أنفسهمُشركاءُفيُهذاُ"الإرثُالاستعماريُّ"ُ،و يحد
كردُ ُ
والفرسُُوالُت ّركُُوال ُ
حدودُلتستمر ُّمأساةُُ
ُ أحلاهماُمر؛ُإ ُمّاُالإبقاءُعلىُُال
ّ فيماُحولهمُفإذاُهمُبينُخيارين ُ
شعبُال كرديُُّ،أوُتحر يكُُتلكُالحدودُولاُأحدُيعلمُعواقبُومخاطرُذلك..؟ ُ؟ ُ
ال ُّ
يُأقدمتُعليهاُ،تريدُ
ُ فيُتركياُاليومُ،ومنُخلالُالإصلاحاتُالت ّ
ُ الواعي ُّة ُ
خبة ُ ُالن ّ ُ
نُ ُإ ُّ
الت ّيُ تحفظُُُللأكرُادُ
الوصولُُُعلىُ ماُ يبدوُ إلىُ خيارُُثالثُُُوهوُ دولةُ المواطنةُ الكاملةُ ُ
ص ّراعُلاُ
همُالمشروعةُوتضعُنهايةُللمأساةُ،ل كنُُّالجهاتُالمستفيدةُمنُاستمرارُال ُ
ُ حقوق
ُ
يرضيهاُذلكُ .ُ.
لُ،
يرُ ُمنُُالدُ ّ ُو ُ
كُُف ُيهاُالُكُث ُ
امّ ُةُُتشُُتُر ُ
يد ُةُ ُمصُ ُيب ُةُ ُع ُ
وبُي ّاتُُالُُمسُُت ُف ُ
الل ّ ُ
وذُ ُه ُذ ُهُالُج ُهاتُُ ُو ُ
ُوُن ُف ُ
اه ُ ُال ُع ُكُرةُُ،
يُالُمسُُتُن ُق ُعاتُ ُ ُو ُالُمُي ُ
اح ُة ُإُلاُ ُفُ ُ
لا ُتُحسُنُ ُالسُُب ُ
اداتُ ُ ُ
رُوُقُي ُ
اص ُاكُفُئاتُ ُ ُو ُعُن ُ
ُف ُهُن ُ
احاتُُ
ائبُُُ ُوجُُر ُ
آسيُ ُومصُ ُ
لا ُُّ ُعُبُرُُ ُم ُ
يقاُ إُ ُ
اه ُهاُ طُرُ ُ
سامُ ُةُُإُُلىُ شُ ُف ُ
الابُت ُ
فُُ ُلاُُُت ُع ُر ُ
ُو ُ
آخرُينُ !!!..
الُ ُ
ُ
ُ 2008-10-23
ُ
35
الغ ُزاة ُ
او ُةُ ُعُيونُُ ُ
شُ انُوغ ُ
ُ أف ُغ ُانسُُت
ُ
ُ
فيُشهرُجانفيُعام ُُ 1842كانتُالقواتُ ُالبر يطاني ُة ُالغاز يةُ ُقدُقررتُالانسحابُُ
منُالعاصمةُالأفغاني ُةُكابلُصوبُمدينةُجلالُآبادُالأقربُإلىُبلادُالهندُحيثُالنفوذُ
ُ
لُ
حالفُُمعُرجالُ القبائ ُ
الوعرةُُثلاثيُ ت ُ
ُ والبردُُوالمسالكُُُ
ُ جوعُُ
البر يطانيُ المستحكم ُ..ال ُ
اءُقواتُالملـكةُفيكتور ياُبشكلُكاملُ ُ.
الأفغانُعلىُإفن ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
36
موجةُالعداءُُللبر يطانُي ّينُفيُالعاصمةُكابلُوعمومُ
الانسحابُُالبر يطان ُيُّجاءُبعدُارتفاعُُ ُ
إبرامُاتفاقُُمعُثمانيةُعشرُزعيمُقبيلةُ
ُ،فقدُتم ُّ ُ
ُ أفغانستانُ،ولمُيكنُدونُتخطيطُُمسبقُ
أفغانُي ّةُلضمانُسلامة ُالحامياتُالبر يطانيُ ّةُ،ومعُذلكُحدثُُماُلمُيكنُفيُحسبانُ
نكسةُُفيُ تاريخُ حروبُ الإمبراطورُي ّةُ
والتمّ ُّدن)ُُوكانتُ أسوأُُُ ُ
حُمُلةُ رسالةُ الحضارةُ ُ
(ُ
حصيلةُالقتلىُأكثرُمنُاثنيُعشرُألفُجنديُُّ،ولمُينجوُمنُ
ُ البر يطانُي ّةُ،فقدُتجاوزتُُ
القبائلُليرويُالت ّفاصيلُ ُلبنيُ
ُ ك ُه ُرجالُ ُ
ماُتُر ُ
جيشُالمنسحبُسوىُطبيب ُر ُب ّ ُ
ُ عناصرُال
جلدتهُ !!!..
وبهتُدائماُبصلابةُالقبائلُ
ُ تكر ّرتُُبعدُذلكُفيُأفغانستانُول كُنّهاُج
جربةُالبر يطانُي ُّةُ ُ
الت ّ ُ
ُ
الت ّدخلاتُوال كر ُّوالفر ُّ
تهاُإلىُأنُانتهتُسلسلةُ ُ
ُ البشتونُي ّةُوإصرارهاُعلىُسلاحهاُوحرُُّي ّ
عيدُ
الت ّاريُخُُ ُ
البر يطان ُيُُّباتفاقيةُُ(راولبندي)ُُفيُُُُ19أوتُ عامُُ ُ،1919ليصبحُ ذلكُ ُ
البلاد ُقدُحافظتُ ُعلىُنظافتها ُمن ُأيُُّ
نُ ُ استقلال ُلأفغانستانُ،وإنُكانت ُالحقيق ُة ُأ ُّ
ُ
ورانُيُ .
أحمدُشاهُد ُ
ُ احتلالُُأجنب ُيُّشاملُُمنذُتأسيسهاُعامُ1747مُعلىُيدُ
سببُ الذُّيُ أدّىُ إلىُ ذلكُ الخطأُ البرُيطان ُيُُّفيُ
بعضُُالمؤ ُرّخينُ عنُ ال ُّ
يتح ُّدثُُُ ُ
عمليةُ
جربةُُاعتبروهاُ ناج ُحةُُفيُ بلادُ الهندُ عندماُ نفّذواُ ُ
أفغانستان ُ،وهوُ أ ُّنهمُ خاضواُ ت ُ
ذاتهُ
ن ُالأمرُ ُ ُ
امنُعشرُوماُبعدهُ،وظن ّواُأ ُّ
ُ إخضاعُ ُالحكّامُ ُهناكُمنذُأواخرُالقرنُالثُ ّ
يكونُكافياُلمساعدتهمُ
ُ وجودُحليفُُأفغان ُيُّس
ُ نُ
ينطبقُُعلىُالأفغانُ،كماُافترضواُخطأُأ ُّ
فيُالقيامُبعملُعسكريُُّناجحُ ُ.
ص ُةُقبائلهمُالبشتونُي ّةُ،علىُحالهمُ..
الأفغانُ،وخا ُّ
ُ لُ
نونُوظ ُّ
س ُ امُوتعاقبتُال ُّ
مرتُالأ ُي ّ ُ
ُّ
خّلُُ
سوفيت ُيُّلتصلُُإلىُتد ُ
الت ّحالفاتُمعُالاتُّحادُال ُّ
عتُخارطةُ ُ
ُ وتط ُو ّرتُالأحداثُُوتوسُّ
جديدةُفيُحياةُالأفغانُ
ُ عسكريُُّشاملُُفيُُ27ديسمبرُعامُُ،1979ولتبدأُُمعهُفصولُُ
خارجي ّينُوحلفائهمُالم ُحلي ّينُُ .
اةُال ُ
سلاحُُوالغ ُز ُ
معُالحروبُُوال ُّ
وفيتي ّةُ،
س ُ مبراطوري ّتهمُال ُّ
ُ وسُ،وا
جدُالر ّ ُ
ض ّروسُ ُلمُ ي ُ
وبعدُتسعُ ُسنواتُ ُمنُالحربُ ُال ُ
ُ،وظهرُ
ُ بدُّاُمنُالانسحابُُفكانُخروجُُآخرُجنديُُّسوفيت ُيُّفيُُ14فيفريُعامُ1989
37
ظرُ
ةُعقودُ،فيُالن ّ ُ
ُ رواُفيُذلكُالوقتُ،وقدُلاُيفكر ّواُخلالُع ُّد
ُ وسُلمُيف ُك ّ
نُُالُر ّ ُ
لاحقاُأ ّ
ُ
جربةُحظوظُالن ّجاحُفيُأفغانستانُ ُ!!..
ُ إلىُالوراءُوالعودةُإلىُت
استباقي ُّةُزعزعتُُخططُُ
ُ كةُ
يُفيُأفغانستانُكانُحر ُ
الر ّوس ُّ
خّلُُ ُ
الت ّد ُ
نُ ُيرىُالبعضُأ ُّ
ُ
اتُالأمريكي ّةُإلىُأفغانستانُقرابةُ
ُ الولاياتُالمت ّحدةُفيُالمنطقةُ ،وأخّرتُ ُدخولُ ُالق ُو ّ
ُ
العشرينُسنةُ،وهوُماُحدثُُبعدُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُعامُُ2001حينُ
علىُظهرُ
ُ حامدُكارُ ُزيُُ
ُ ئيسُ
وأوصلتُالر ّ ُ
ُ حكومةُطُ ُالُبانُُ،
ُ الأمريكي ُّةُ
ُ أسقطتُالق ُو ّاتُُ
يُفيُكابلُُ .
الر ّئاس ُّ
إلىُالقصرُ ُ
ُ ابةُ
دُب ّ ُ
المثيرةُ
يكي ُّةُقديمةُفيُأفغانستانُ،وبرزتُُتلكُالأحداثُُ ُ
إذنُكانتُهناكُأطماعُأمر ُ
حدةُالأمريكي ّةُالضُّوءُُ
ُ للولاياتُالمت ّ
ُ اُوردودُفعلُ،لتعطيُُ
ُ اُوتنفيذ
ُ اُوتوقيت
ُ خطيط
للجدلُت ُ
صورة ُالغزوُ
ُ سنُ ُ
خمة ُتُح ُّ
إعلامي ُّةُض ُ
ُ وآلةُ
ّاقة ُ ُ
اعةُبر ُ
الأخضر ُنحوُأفغانستانُ،وبشعاراتُ ُلم ّ ُ
ُ
ال ُذ ّيُجاءُ"لإنقاذُالبلادُمنُبراثنُحكومةُطالبانُالمتش ُّددة"ُ ُ!!..
الأوضاعُُلمُ تستق ُر ُُّوتدحرجتُ
ُ ووعدتُُُواشنطنُ وأغدقتُُُفيُ وعودها ُ،ل كنُُُّ
مكانهُفيُأفغانستان..؟؟ ُ
لُالأمريك ُيُّيراوحُُ ُ
سنواتُُبينماُظ ُّ
ال ُّ
حولُأفغانستانُ،وحت ّىُباكستانُالتُ ّيُ
ُ متضاربةُ
ُ ومصالحُ
ُ إقليمي ُّةُ
خّلاتُُ ُ
نعمُهناكُتد ُ
ل ُلهاُحساباتهاُ،
خططُالأمريكي ّةُفيُالمنطقة؛ُتظ ُّ
ُ ةُدعمهاُالمطلقُلل
ياسي ّ ُ
س ُتعلنُ ُقيادتهاُال ُّ
يُعملتُواجتهدتُحت ّىُأوصلتُطُ ُالُبانُإلىُالحكمُعامُ
ُ الت ّ
صةُبعضُأجهزةُالد ّولة ُ ُ
خا ُّ
ةُظل ّتُغيرُ
حدود ُالغربُي ّةُ،فالعلاقاتُ ُالأفغانُي ّةُالباكستانُي ّ ُ
وظن ّتُأ ُّنهاُأمّنت ُال ُ
ُ ُ 1996
ودّيةُمنذُتأسيسُباكستانُعامُُ .ُ1947
حقيقةُ
هناكُعواملُخارجي ّةُلاستمرارُالفشلُالأمريك ُيُّفيُأفغانستانُ،ل كنُُّال ُ
ُ إذنُ..
جولةُمنُجولاتُالحروبُ
اُ،لاُي ُع ُدوُمج ُر ّ ُدُ ُ
ُ بالن ّسبةُللأفغانُ،والبشتونُخصوصُ
نُالأمرُُ ُ
أ ُّ
ص ّراعاتُمعُالغزاةُالأجانبُ !!..
وال ُ
بالهمُالن ّائُي ّةُلمُيعرفواُشيئاُمنُتسهيلاتُالمدنُي ّةُ
ُ اهمُووديانهمُوج
ن ُالأفغان ُفيُقُ ُر ُ
إ ُّ
جودُبهُ
شعيرُال ُذ ّيُت ُ
شايُو يأكلونُخبزُالقمحُوال ُّ
المعاصرةُ،وهمُعلىُعادتهمُيشربونُال ُّ
مزارعهم ُالبسيطةُ،ويحملون ُأسلحتهمُفيشتبكونُمعُالغزاةُ،فإنُانتصرواُكانُلهمُماُ
ُ
38
همُبالر ّاياتُ،وأضافوهمُإلىُقائمةُ
ُ نواُقبور
ُ أرادواُ،وإنُعادواُبقتلىُأقامواُلهمُالجنائزُوز ُي ّ
الأبطالُال ُذ ّينُقضواُفيُال ُد ّفاعُعنُبقاءُالبشتونُأحراراُُ !!..
عددُق ُو ّاتهُفيُأفغانستانُ،
رّاُعلىُرفعُُ ُ
اماُبداُمص ُ
وب ُ
اراكُأُ ُ
جديدُب ُ
ُ ئيسُالأمريك ُيُّال
الر ّ ُ
ُ
مُبالخروجُمنُ
صةُوهوُيه ُّ
نُتلكُالبلادُعلىُرأسُأولو ُي ّاتهُخا ُّ
أكثرُمنُمرةُأ ُّ
ُّ بلُوأعلنُُ
نُالأمرُلنُيغي ّرُمنُ
شأنُالأفغان ُيُّيقولونُإ ُّ
العراقُليترك ُهُلأهلهُكماُيقولُ...والعارفونُبال ُّ
فالأفغانُُليسُ لديهمُ ماُ يخسرونهُ أكثرُ مماُ خسروهُ فيُ حروبهمُ
ُ شيئاُ،
واقعُ الحالُ ُ
سابقةُ !!..
ال ُّ
تصلُُمنُ خارجُ
سُُمنُ أيُُُّتوابيتُ ُ
س ُ
وإدارُتهُ فوراؤهمُ ُرأُيُُُعا ُمُُّيتح ُّ
ُ اماُ
وب ُ
أ ُمّاُ أُ ُ
يمقراطي ّينُ،
ُ دونُعثراتُال ُد ّ
ُ الحدودُ،وكونجرسُوصحافةُحُرّةُُ،وخصومُجمهورُي ّونُيتر ُّ
ص
ولي ّةُ،
الإقليمي ُّةُوال ُد ّ ُ
ُ اُدولةُمثلُروسياُتطمحُُإلىُإحياءُر يادتهاُ
ُ ام
وب ُ
نُوراءُوأمامُأُ ُ
كماُأ ُّ
حادُ
ُ.وحت ّىُالات ُ
ُ ماُالانتقامُمنُالأمريكي ّينُبسببُدورهمُفيُهزيمتهاُعلىُيدُالأفغان.
ُ ور ُب ّ
سياسةُالأمريكيُ ّةُ
الت ُّابعُُالمطلقُلل ُّ
علىُدوُ ُرُ ُ
يلاُ ُاُ،قدُلاُيصبرُطو ُ
ُ ام
وب ُ
ُ،حليفُأُ ُ
ُ الأوروب ُيّ
اُأكثرُمنُحُلُو ُهاُ .
ُ صةُحينُيصبحُُ ُم ُّر ُه
خا ُّ
كرىُمرورُعشرينُعاماُعلىُخروجُآخرُجنديُّ ُسوفيت ُيّ ُمنُأفغانستانُخرجُُ
ُ معُذ
وفيتي ّةُفيُ
س ُ يُبوريسُغروموفُعنُصمتهُ،وقدُكانُآخرُقائدُللق ُو ّاتُال ُّ
جنرالُالر ّوس ُّ
ُ ال
لُالعسكريُُّ،
حدةُوحلفُالن ّاتوُ:لاُطائلُُمنُوراءُالح ُّ
ُ الولاياتُالمت ّ
ُ أفغانستانُ،ونصحُُ
قرارُموسكوُقبلُذلكُباجتياحُأفغانستانُكانُخطأُُسياسيُاُكبيراُ .ُ.
نُ ُ لأ ُّ
ينُ ُماُ
شاوُ ُةُسُُتفُ ُعلُُُب ُعُيونُُالُأُم ُريكُُي ّ ُ
نُ ُال ُغ ُ
الأبُيضُُ،أُمُُأُ ُّ
ىُالُبُيتُُ ُ
يح ُةُإُُل ُ
ُف ُهلُُُتصُلُُالنُصُ ُ
س ُاب ُقين..؟ ُ؟ ُ
اةُال ُّ
الغ ُز ُ
ُف ُعُلُت ُهُُب ُعُيونُُ ُ
ُ
ُ 2009ُ-03-05
ُ
ُ
ُ
39
الآثُمة ُ
الرُغُُب ُةُ ُ
ُ
وهكذاُنأتيُإلىُنهاية ُهذاُالكتابُ ُ،كماُ يجبُ ُأنُينتهيُأيُكتابُ ُآخرُ،منطل ُقاُمنُ
ُ
حالياُ،
للأمور ُالجار ي ُة ُ ُ
ُ ج ُة ُ
المُتُرجُُر ُ
ابتة ُنسبُياُللتاريخُ ُالمُحضُ ُإلىُالمستنقعاتُ ُ ُ
الأرضي ُة ُالث ُ
الـكبيرةُبدونُأجوبةُ .ُ.
ُ اُمنُالأسئلةُ
ُ كثير
تاركاُ ُ
ُ
ُ
ُ
40
خامسُ
زُ،وتاريخُتدوينهاُهوُال ُ
ُ يفُن
تعودُلكاتبُُومؤ ُرّخُُبر يطان ُيُّهوُإيانُسُُت ُ
ابقةُ ُ
س ُالجملُُال ُّ
هوُخاتمةُكتابُُ
ُ حائرةُ
سياقُُال ُذ ّيُوردتُفيهُتلكُالكلماتُُال ُ
عشرُمنُمايُُ،1964وال ُّ
سُبعُ
باكستانُوسنواتهاُال ّ
ُ قديمُوشعب ُجديدُ..قصُّ ُة ُقيامُ ُ
ُ ُ:باكستانُ..بلد ُ
ُ موسومُ ُبــ
عشرُالأولىُ .
ةُحيثُعاشُفيهاُ
ُ ةُالهندي ّ
ُ وطيدةُبشبهُالقا ُرّ
ُ كانُعلىُعلاقةُ
ُ المذكورُ
ُ الكاتبُُالبر يطان ُيُّ
يلةُُقبلُ الُت ّقسيمُ وبعده ُ،وقدُ تحدّثُُُبإسهابُُُفيُ كتابهُ عنُ نشأةُ دولةُ
سنواتُُُطو ُ
إلىُإشكالي ّةُالعلاقةُبينُال ُد ّولتينُالوليدتينُ
ُ باكستانُوماُصاحبهاُمنُتح ُّدياتُ،وتطر ّقُُ
ُ
أيضاُ
تعل ّقُُُمنهاُ بالخلافُُُحولُ إقليمُ كشمير ُ،وتناولُُُ ُ
صةُ ماُ ُ
الهندُ وباكستانُ خا ُّ
أعظم)ُمحم ّدُ عليُ
ُ قبتُرحيلُُالمؤسُّسُ(قائدُُ
ُ الت ّيُُأع
اخلي ّةُ ُ
الخلافاتُُُالباكستانُي ّةُال ُد ّ ُ
سةُ
جناحُ،حيثُاستم ُر ُّالجدلُ ُلع ُّدةُسنواتُحولُال ُد ّستورُ ،ومنُهناكُظهرتُالمؤسُّ ُ
ياسي ّةُ .ُ..
س ُ يُفيُالحياةُال ُّ
فيُصورةُلاعبُُأساس ُّ
ُ العسكرُي ُّةُالباكستانُي ُّةُ
الت ّيُأشارُإليهاُستيفنز..؟ ُ؟ ُ
رُالأسئلةُ ُ
ُ نونُولمُتتبخّ
س ُ وتعاقبتُال ُّ
ُ،وظل ّتُباكستانُتتدحرجُُبينُحالتينُاثنتينُ:حكومةُعسكرُي ّةُ
وتكاثرت ُ
ُ بلُتزاوجتُُ
ماُن ُدرُ !!..
إلا ُّ ُ
همُالفسادُ ُ
ُ انقلابُي ّةُأوُساسةُمدنُي ّونُين ُخر
بدايتهُتعودُ
ُ سلسلةُالمغلقةُ،ل كنُُّ
والمشهدُالباكستان ُيُّالحال ُيُّهوُإحدىُحلقاتُتلكُال ُّ
ُ
تضعُ
ثمانيني ّاتُ القرنُ الماضيُ حينُ كانتُُإحدىُ مراحلُ الحكمُ العسكريُُُّ ُ
إلىُ أواخرُ ُ
جنرالُمحم ّدُضياءُ
ُ الر ّئيسُال
يمقراطي ّة"ُ،وذلكُبعدُمقتلُُ ُ
ُ جالُلعودةُ"ال ُد ّ
أوزارهاُوتفسحُُالم ُ
ُ
طمُطائرتهُأواخرُعامُ..1988؟ ُ؟ ُ
الحقُُّفيُحادثُُغامضُُأدّىُإلىُتح ُّ
الر ّئيسُ
"قميص"ُ ُ
ُ الفتاةُُوعلىُ كُُت ُفيُُهاُُ
حت ّىُ ظهرتُُتلكُ ُ
ائرةُُبعدُ ُ
ط ُ دخانُُال ُّ
ُ لمُُينُجلُُُ
وأعدمهُبعدُ
ُ يُأزاحهُالجنرالُضياءُالحقُّ ُعام ُُ 1977
ُ وتوُال ُذ ّ
ارُعليُب ُ
ُ احلُذوُالف ُق
ُ الر ّ
ُ
ذلكُُ .
شعبُ !!..
مُحزبُُال ُّ
الإقطاعُ،عادتُلتثأرُلوالدهاُوتتز ُعّ ُ
ُ وُ،سليلةُ
ُ وت
هاُبينظيرُب ُ
ُ إ ُّن
41
اُمكُّن ُهُمنُ
زبهاُتق ُّد ُم ُ
ح ُيعي ُّةُفيُنوفمبرُُ،1988وح ُّققُُ ُ
الت ّشر ُ
وهكذاُخاضتُُالانتخاباتُُ ُ
منتخبةُُفيُ العالُمُ
ُ حكومةُُ
ُ سُُ
تشكيلُ الحكومة ُ..وتابعُُُالعالُ ُمُُحينهاُ أوّلُُُامرأةُ ُتُرأُ ُ
الإسلام ُيُّ .
جدُ
لصناعةُم ُ
ُ الع ُّد ُةُ
ُ،ي ُع ُّدُ ُ
أسرةُالمالُُوالأعمالُ ُ
فيُتلكُالأثناءُكانُنوازُشر يفُ،سليلُُ ُ
منصبُرئاسة ُالوزراءُمنُ
ُ لهُولأسرتهُ،واستطاع ُفيُأكتوبرُُ 1990اختطاف ُ
ُ يُ
سياس ُّ
حاقُخانُعلىُإقصاءُ
ُ الر ّئيسُغلامُإس
رةُ،بعدُأنُأقدمُ ُ
ُ وتوُخلالُانتخاباتُمب ُك ّ
يدةُب ُ
س ُ ال ُّ
بينظيرُوحكومتهاُتحتُطائلةُالا ُّتهامُبالفسادُ .
حكمةُالعلياُ
حكومة ُنوازُ،فأعادتهُالم ُ
ُ ئيسُالباكستان ُيُّ
الر ّ ُ
وفيُمطلعُعام ُُ 1993أقالُ ُ ُ
هُاضطر ُّللاستقالةُفيُجو يليةُمنُالعامُذاتهُُ .
ُ كن ّ
إلىُمنصبهُ،ل ُ
جديدةُ
ُ حكومةُ
ُ شعبُ،فتنجحُُفيُتشكيلُُ
وتوُ،وحزبُال ُّ
يدةُب ُ
س ُ وتعودُال ُكُر ُّةُهذهُالمُ ُر ّةُلل ُّ
ُ
وتوُ فيُ اختيارُ فاروقُ
اثرُ فوزهاُ فيُ انتخاباتُ أكتوبرُُ ُ،1993وعبرُ البرلمانُ ساهمتُُب ُ
عليهاُوأقالهاُبموجبُ
ُ الر ّجلُ ُتمر ُّد ُ
اُللبلادُوهوُأحد ُأعضاءُحزُبهاُ،ل كنُّ ُ ُ
ُ يُرئيس
ُ ار
يغ ُ
ُل ُ
اُبالفسادُوعدمُالأهلي ّةُُ !!..
ُ صلاحياتهُفيُنوفمبرُُ1996بعدُأنُا ُّتُه ُم ُه
ذلكُرئيساُللوزراءُمنُخلالُانتخاباتُفيفريُُ !!..ُ1997
ُ وعادُنوازُشر يفُبعدُ
يفُلتدخلُُ
ُ حكومة ُنوازُشر
رّفُ ب ُ
وفي ُُ 12أكتوبر ُُ 1999أطاحُ ُالجنرالُبرويزُمش ُ
جديدةُمنُمراحلُالحكمُالعسكريُُّالمباشرُ،وصدرتُفيُحقُُّشر يفُ
ُ فيُمرحلةُ
ُ لادُ
الب ُ
ثم ُّنفيُوأسرتهُإلىُالخارجُ !!..
قاسيةُ ُ
أحكامُ ُ
ُ
وتوُوشر يف)ُفيُلندنُحيثُالمنفىُ
دودانُ(ب ُ
ُ خصمانُالل ّ
ُ وتط ُو ّرتُالأحداثُُليلتقيُُال
وصدرُعنهماُماُع ُرفُب ُ"ميثاقُال ُد ّيمقراطُي ّة"ُ !!..
ُ الاختياريُُّلهماُ،
كنُالخصمانُمنُالعودةُإلىُباكستانُعامُ
وجذبُمعُسلطاتُمشرّفُتم ُّ
ُ وبعدُش ّدُ
ىُبينظيرُحتفهاُفيُحادثُُطرحُُعلاماتُُاستفهامُُعديدة..؟؟ ُ؟ ُ
ُ ُ،2007لتلق
ابطةُالإسلامي ّةُجناحُنواز)ُإلىُ
ُ عبرُحزبهُ(الر ّ
ُ خاض ُالانتخاباتُ ُ
أ ُمّاُنوازُشر يفُ ف ُ
رّفُبعدُذلكُ
بالر ّئيسُبرويزُمش ُ
تُالإطاحةُ ُ
ُ ُ،وتم ّ
عبُغريمهُالت ّقليديُّ ُ
ُ جانبُحزبُال ُّ
ش
ياسي ّةُ،
سُ ُ يُزوجُالر ّاحلةُبوتوُووريث ُزعامتهاُال ّ
ُ ار
يفُوآصفُزرُ ُد ُ
ُ عبرُتعاونُ ُنوازُشر
42
عادُالخصمانُمباشرةُإلىُساحةُالنُ ّزالُال ُذ ّيُتط ُو ّ ُرُفيُالأسابيعُالأخيرةُوباتُُ
ومنُثم ُّ ُ
ُ
شعبُرضختُلل ُش ّروطُ،وأعادتُالقضاةُُ
حكومةُحزبُال ُّ
ُ نُ
بعواقبُخطيرةُ،إلا ُّأ ُّ
ُ ينذرُ
ُ
حكمةُالعلياُافتخارُت ُشودُ ُريُُ .
ُ المفصولينُإلىُمناصبهمُوعلىُرأسهمُرئيسُالم
نُحرفُ(لو)ُفيُ
آنفا"ُ:إ ُّ
فيُالفصلُالث ّامنُعشرُمنُكتابهُالمذكورُ ُ
ُ يقولُإيانُستيفنزُ
بهيبةُ
تمت ّعُُ ُ
امةُقائدُ ُ
سياقُالت ّاريخُهوُشيءُآسرُ..ولقدُبدأتُباكستانُحياتهاُالمستقلُ ّةُبزع ُ
ُ
يلب ّيهُ
كانُالأخيرُيرضىُبهُو ُ
ُ احُمنُشعبهُ
ُ سيدُجُُن
ماُكانُيطلبهُال ُّ
ُ لُ
ومقامُُهائلينُ،وك ُّ
جالُبأتاتوركُأوُت ُيتوُأوُعبدُ
ُ فيُالأ ُي ّامُالأولىُمنُالاستقلالُ،ويمكنُُتشبيههُفيُهذاُالم
و)ُأبدُاُ
ُ يدُ(نُه ُر
ُ بسلطة ُشخصيةُ ُلاُحدودُلهاُمنُنوعُ ُلمُيستطع ُال ُّ
س ُ كانُيتمت ّعُ ُ
ُ الن ّاصرُ ..
ُ
منصبهُخوّلهُ
نُ ُ الوصولُإلىُمثلهُفيُالهندُ !!..أوُر ُب ّماُلمُيرغبُبمثلهُ..؟ ُبالإضافةُإلىُأ ُّ
يُفيُآنُواحدُ،كذلكُ
جلسهاُالت ّأسيس ُّ
ُ لباكستانُورئيسُم
ُ حاكمُالعا ُمُّ
ذلكُ،فلقدُكانُال ُ
ابطةُالإسلامي ّةُ..ول كنُلمُيمضُفيُهذهُالمناصبُأكثرُمنُثلاثةُ
ُ حزبُالر ّ
ُ كانُرئيسُ
ُ
مثلاُ
هُعاشُ ُ
ُ (لو)ُأن ّ
ُ ُوافتهُالمني ّةُ..ماذاُكانُسيحدثُُ
ُ عشرُشهراُبعدُقيامُباكستانُإذ
ى.ُ.؟" ُ
عشرُسنواتُأخر ُ
ياسي ّةُ
سُ ُ لا ُزمُُلحياةُباكستانُال ّ
عنصرُ ُ
نُأوّلُُ ُ
فيُخاتمهُكتابهُيقولُإيانُستيفنزُأيضا"ُ:إ ُّ
كُُ،
جماهيرُيتطل ّبُ ُذل ُ
ُ ماُمبادئُالز ّعامةُوالقيادةُ ،فمزاجُ ُال
ُ إلىُح ّد ُ
ُ تمث ّلُ ُ
هوُسلطة ُقوُي ُّة ُ ُ
ُ
عامةُمرئُي ّةُوش ُ
خصي ّة"ُُ . أنُتكونُالز ّ ُ
ُ كّ ُدُذلكُ،و يجبُُ
وعاداتهمُوتقاليدهمُتؤ ُ
يرةُ...لُكنُُّ ُه ُذ ُهُالا ُغُلُبُي ُّةُ
رّ ُرُُمنُُهاُالا ُغُلُبُي ُّةُُال ُف ُق ُ
ضُُو ُه ُك ُذا ُتتُجدُ ُدُ ُالُمسُُتُن ُق ُعاتُُالسُُياسُيُ ُةُ ُوُتُت ُ
اماتُ ُ!!!..
الز ُّع ُ
تُه ُذ ُهُ ُ
اُك ُان ُ
اماتُ ُُ!!!..مُه ُم ُ
لز ُّع ُ
رةُُل ُ
ص ُ
احاتُُُن ُ
س ُ
ظُُل ّتُُُتُمُلأُُال ُّ
فيُكثير ُمنُ
ُ دولة ُالمؤسُّسات
قطار ُ ُ
اُمرور ُ ُ
ُ دوم
غبةُ"الآثمة"ُالت ّيُتعرقلُ ُ ُ
ُ هاُتلكُالر ّ
ُ إ ُّن
دولُعالمناُالث ّالثُُ .
ُ
ُ
ُ 2009-03-19
ُ
43
لاعُ .ُ.
آخُُرُ ُال ُق ُ
ُ
اُالب ُعضُ،حتىُ
ض ُه ُاُلبُ ُع ُ
اس ُق ُهاُوخُدُ ُمُتُه ُ
اُوتُن ُ
سُل ُه ُ
فيُت ُسُل ُ
بعض ُُالأحداثُ ُ ُ
وغريبة ُ ُ
ُ جيبة ُ
ع ُ
اُواحدةُنسجتُهاُوأوصلتُهاُإلىُالهدفُُالمقصودُ..ومنُبينُ
ُ هاُيد
لُللمراقبُُأنُوراءُ ُ
يخي ُ
الأخيرُمنُ
ُ العقدُ
تُإلىُنهايةُ ُ
ُ يُظل
ولةُالت ُ
ماُعرُُفُت ُهُباكستانُ..تلكُالد ُ
تلكُُالأحداثُُ ُ
وابتُ
نوعاُمنُالسُلامُُوالأمنُُوالتناغمُُبينُالجميعُحولُعددُمنُالث ُ
العشرينُتعيشُ ُ
ُ القرنُُ
العُلُياُُ .
والأهدافُُالوطني ُةُ ُ
ُ
ُ
44
بسرعةُُبعدُ انقلابُ الجنرالُ برويزُ مشرّفُُ،عامُُُُ،1999علىُ
ُ تتصاعدُُالأحداثُُُ
ُ
اُظل ّتُ
شعبُ عموماُوالن ّخبُالواعيةُخصوصُ ُ
حكومةُُنوازُ شر يفُ المنتخبةُ..آمالُُُال ُّ
ُ
ُمنُاستبداد ُالعسكرُي ّينُلسنواتُطو يلةُكماُفعلواُ
ُ تتأرجح ُبينُالخوفُوالرجاءُ..خوف
ُ
غُ
فُود ُغ ُد ُ
ُ رّ
يُأطلقهاُالجنرالُمش ُ
ُ حقيقُتلكُالوعودُالمعسولةُالت ّ
ُ منُقبلُ،ورجاءُفيُ ت
طلاقُُ
العدالةُوالقانونُُ،وال ُّ
ُ ودولةُ
ُ بهاُعواطفُالجماهيرُوهوُيتح ُّدثُُعنُمحاربةُالفسادُُ،
ُ
البلادُُلمصالحهاُ الفئوُي ّةُ
ُ الت ّيُ سُخ ّرتُ
ياسي ّةُ الفاشلةُ الفاسدةُ ُ
س ُ طبقةُ ال ُّ
الب ُائنُُُمعُ ال ُّ
ُ
خصي ّةُ .
ش ُ وال ُّ
الر ّئيسُالجنرالُبرويزُمشرّفُ
ويشاركُ ُ
ُ وتأتيُهجماتُُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُُ2001
حربُالت ّيُأعلنتُهاُأمريكاُعلىُطالبانُوالقاعدةُفيُ
ُ بق ُو ّةُ،ور ُب ّماُحماسةُأيضاُ،فيُتلكُال
لا ُكماُ
طُ اُفقطُ،وليسُب ُ
ُ بعدُسنواتُأن ّهُكانُمُجُبُر
ُ وكشف ُ
ُ الر ّجلُ ُ
وإنُعاد ُ ُ
ُ أفغانستانُ ،
نفسهُ !..؟ ُ
قد ُّمُ ُ
الر ّئيسُجورجُبوشُه ُّد ُدهُبإعادةُباكستانُإلىُالعصرُ
نُ ُأصدرهُإ ُّ
ُلقدُقالُفيُكتابُُ ُ
الولاياتُالمت ّحدةُ
ُ يُقادتها ُ
الت ّ ُ
فيُحملة ُالغضبُوالانتقامُ ُ ُ
ُ الاشتراك ُ
ُ الحجريُُّ ،إذاُرفضُ ُ
شاركُفيُالحربُ
الر ّجلُُ ُ
نُ ُمُأ ُّ
الاعتبارُلسمعتهاُالأمني ّةُوالعسكرُي ّةُُ!!..المه ُّ
ُ الأمريكيةُلردُّ
لُُ
وانغمسُفيهاُبك ّ
ُ يُاستهدفتُالمنطقةُ،
ُ ةُالت ّ
يعُالأمريكي ّ ُ
ُ وتشب ّثُُبالمشار
علىُأفغانستانُُ ُ،
المسكينُ
ُ نواتُ،ليجد ُ
ُ شعبي ّتهُتردّتُمعُمرورُال ُّ
س ماُأُوتُ ُي ُمنُجهود ُوأنصارُ،ل كنُّ ُ ُ
يكتشفُ ُأن ّهُشخصيةُُغيرُمرغوبُفيهاُ !!..
ُ هُخارجُإطارُالل ّعبةُو
ُ نفس
ُ
هاُأقدرُعلىُإيصالهمُإلىُأهدافهمُ
ُ "ُليمتطواُأحصنةُأخرىُرأواُأ ُّن
ُ لقدُتُخل ّىُعنهُ"الحلفاءُ
طموحُ،فبعدُأنُكانُالمطلوبُ ُأنُتتعاون ُباكستانُمعُ
جديدةُالت ّيُبدتُغايةُفيُال ُّ
ُ ال
باكستانُنفسهُهوُالمطلوبُ،وظهرُ
ُ ُ،صارُرأس ُ
ُ اتُالمت ّحدةُدونُقيد ُأوُشرطُ
ُ الولاي
البقاءُوالت ّف ُو ّقُفيُهذهُال ُد ّولةُهوُالاستراتيُجي ّةُالجديدةُ
ُ ن ُالقضاءُ ُعلىُمق ُو ّمات ُ
جلي ّاُأ ُّ
ُ
حدةُالأمريكي ّةُُ .
ُ القديمةُللولاياتُالمت ّ
ُ
ل ُالبراءةُمنُأصحابُ
ةُسياسي ّةُوبريئةُك ُّ
ُ جديدة ُوكانتُهذهُالم ُر ّ
جاءتُالأحصنة ُال ُ
ُ
لمنفي ّونُ منُ
والر ّشاشاتُ والاستعراضات..؟؟ُ ُُعادُُا ُ
البدلاتُ العسكرُي ّةُُ،والأسلحةُ ُ
45
خصمانُالل ّدودانُعلىُالعودةُإلىُالوطنُ،
ُ الخارجُ(بينظيرُبوتوُُ+نوازُشر يف)ُ...اتفقُُال
وأنُات ُّف ُقاُ
ُ اُوهماُالل ّذانُسبقُ ُ
ُ فُ..ات ُّف ُق
ُ رّ
والاستعدادُلمرحلةُماُبعدُرحيلُالجنرالُمش ُ
مسارُُمُي ُّزُت ُهُُالحد ُّةُ
طو يلُ ُُ ُ!!..
يُُال ُّ
الت ّنافس ُّ
يُُ ُ
سياس ُّ
علىُ أنُ لاُ يُت ُّف ُقاُ خلالُ مسارهماُ ال ُّ
يُرئاسةُالوزراءُ،ومقاعدُالبرلمانُالفيدرال ُيُّوالبرلماناتُ
اولاُُعلىُكرس ُّ
ةُحينُت ُد ُ
ُ ياسي ّ
س ُ ال ُّ
الم ُحلي ّةُُ .
اُأوُهوليودياُُ!!..
ُ هندي
مثير ُوكأُن ّناُنتابعُ ُفيلما ُ ُ
وتيرة ُالأحداثُبشكلُ ُدرام ُيّ ُ ُ
تستمر ُّ ُ
و ُ
الأحداثُ
ُ همُ ،وتتك ُّفلُ ُ
ويتبادلُالفرقاءُ ُالُتّ ُ
ُ تلقىُبينظيرُبوتوُحتفهاُفيُحادثُ ُدمويُُّ ،
ُ
أرشيفُالقضاءُالباكستان ُيُّ
ُ ص ّراعُ،ليدخلُُ
المتسارعةُبتقسيمُدمُالر ّاحلةُعلىُأطرافُال ُ
ُ
ياسي ّةُال ُش ّهيرةُ
س ُ اُجديداُمنُألغازُالاغتيالات ُال ُّ
ُ لغز
اريخ ُ ُ
الت ّ ُ
ملف ُآخرُثقيلُ،و يكسبُ ُ ُ
ُّ
اريُ،زوجُ
آصفُعليُزرُ ُد ُ
ُ جم ُ
ذلكُيصعد ُن ُ
ُ لُ
فيُال ُش ّرقُوالغرب.ُ.؟؟ُ ُوفيُخضمُّك ُّ
يُ !ُ!..
سياس ُّ
يلةُالقضاءُُعلىُمستقبلهُال ُّ
طو ُسجنُُال ُّ
الر ّاحلةُ،بعدُأنُحاولتُسنواتُُال ُّ
ُ
يُ
سُياس ُّ
يُكانتُتمث ّلُ ُالإرثُ ُال ّ
ُ وجةُالت ّ
ُ لُبعدُغيابُالز ّ
ُ عيم ُالأُرُ ُم
الز ّ ُ
جم ُ ُ
لقدُصعد ُن ُ
ُ
وتو)ُ..وتسارعتُالأحداثُُُوجاءتُالانتخاباتُُُمنُ
الز ّعيمُ (ذوُالفقارُ عليُُب ُ
لأسرةُ ُ
اريُ
فُليجدُ ُزرُ ُد ُ
ُ رّ
الر ّئيسُبرويزُمش ُ
شعبُ،ويستقيلُُالجنرالُُ ُ
جديدُليفوزُبهاُحزبُُال ُّ
ُ
بعدُذلكُكانُمتوق ُّعاُ،
ُ نفسهُفوقُأعلىُأهرامُباكستانُ،وهوُرئاسةُالبلادُُُ!!..ماُحدثُُ
ُ
طو يلةُبتهمُالفسادُ
سجنُال ُّ
اري)ُكانُ"مشرُّفا"ُوسنواتُُال ُّ
جديدُ(زرُ ُد ُ
ُ الر ّئيسُال
فتاريخُ ُ
ُ
سبةُلواشنطنُ،وهكذاُصارُحليفهاُالجديدُ !!..
ُ اُبالن ّ
كافي ُ لاُ ُ
كانتُمؤ ُه ّ ُ
عبةُبجميعُ
الل ّ ُ
خافُعليهُأوُيخشىُمنُضياعهُ..وهكذاُدخلُُ ُ
ولمُيكنُعندُالر ّجلُُماُي ُ
ُ
خطير ُهوُ
الت ّط ُو ّ ُر ُال ُ
خالبُالإدارةُالأمريكي ّةُ،ل كنُّ ُ ُ
ُ أوراقهُ ،ووضعُيديهُورجليهُبينُ مُ
كةُُبكاملُ ق ُو ّاتهُ،
دخلُُالمعر ُ
ُ جيشُُالباكستان ُيُُّعندماُ
حدرُُإليهُ ال ُ
ذلكُ المسارُ ال ُذ ّيُ ان ُ
ثم ُّ
فُبطالبانُباكستانُفيُواديُسُ ُواتُُأوّلاُ ُ،
معُماُصارُُي ُع ُر ُ
ُ واشتبكُُفيُقتالُُضارُ
مناطقُوزيرستانُالقُبُلُي ّةُ !ُ!..
ُ
صةُفيُمعاركُوزيرستان؛ُفعندماُ
طاتُالأمريكي ّةُبوضوحُخا ُّ
ُ رتُالن ّواياُوالمخ ُّ
ط ُ لقدُظه
اتُالأمريكي ّةُفيُأفغانستانُبإخلاءُعددُ
ُ المنطقةُقامتُالق ُو ّ
ُ جيشُالباكستان ُيُّ
دخلُال ُ
ُ
46
طر يقُأمامُطالبانُأفغانستانُوأنصارهمُالباكستانُي ّينُ
حدودي ّةُلإفساحُال ُّ
منُمواقعهاُال ُ
والن ّابلُُ
ط ُة ُإذنُهيُاختلاطُ ُالحابلُ ُ ُ
للعودةُإلىُباكستانُوقتالُالجيشُهناكُ ُ!!..الخ ُّ
ونُأنفاسهمُو يعيدواُحساباتهمُ ُ.
ُ الأمريكي ّ
ُ بينُالباكستانُي ّينُوالأفغانُليلتقطُُ
جيشُالباكستان ُيُّفيُ
ةُ،علىُماُيبدوُ،حت ّىُأوقعتُال ُ
ُ لقدُتواصلتُالمساعيُالأمريكي ّ
ُ
حتفل ُبإنهاءُتلكُالأسطورةُ
وحلُالمعاركُال ُد ّاخليةُ،ومنُهناكُيمكنُلواشنطن ُأنُ ت ُ
جيشُكانُالمؤسُّسةُالأقوىُفيُباكستانُوالضُّامنُ
والقضاءُعلىُآخرُالقلاعُالحصينة؛ُفال ُ
لُ
ياسي ّينُقدُأدمنواُالفسادُوالانقسامُحولُك ُّ
س ُ شبهُالوحيدُلوحدةُالبلادُ،فأغلبُ ُال ُّ
وعرقي ّا ُ،إضافةُ إلىُ الأطماعُ
ُ ثقافي ّاُ ولغو ُي ّاُ
شيء ُ،ومقاطعاتُ البلادُ الأربعةُ مختلفةُ ُ
سنودُ !ُ!..
ةُالت ّيُيتساوىُفيهاُالبشتونُوالبلوشُوال ُّ
الانفصالي ّ ُ
ُ
يمكنُ لأمريكاُ أنُ تفعلُ ماُ تشاءُ بماُ تشاءُ ففلسفةُ سياستهاُ الخارجيةُ واضحةُ تماماُ،
شعوبُهيُآخرُماُتف ُك ّرُفيهُعندماُتتعارضُ ُمعُمصالحهاُ،ل كنُّ ُالسؤالُي ُّتجهُ
ودماءُال ُّ
حوُالفاعلينُالأساسي ّينُفي ُباكستانُخاصُّةُفيُمؤسُّسةُالجيشُ،وكيفُسمحواُبهذاُ
ُ ن
ُ،أوُشبهُرسمي ّةُعلىُ
ُ رسمي ُّة
ُ،صناعةُ ُ
ُ نُطالبانُ،بش ُّقيهاُالأفغان ُيُّوالباكستان ُيّ
المنزلق..؟؟ُلأ ُّ
لُ،فكيفُوافقواُعلىُتوجيهُأشرعةُسفينةُالبلادُبهذاُالاتجاه..؟؟ ُ
الأق ُّ
لا ُدهُُ
رّفُ فُيُ الُح ُربُُُالامُ ُريكُُي ُّةُُ ُعُلىُ أُُفغُ ُانسُُتانُ حُُت ّىُ يُجُن ّبُُُُب ُ
كُُُبُروُ ُيزُُ ُم ُش ُ
ُل ُقدُ اشُُتُر ُ
اسُ
الان ُغ ُم ُ
رُُالُحُج ُريُّ ُ،لُكنُُُّ ُع ُشرُ سُُن ُواتُ ُمنُُُ ُ
صُيك ُيُُّ ُو ُال ُع ُو ُد ُةُُإُُلىُ ُال ُع ُ
ُال ُغضُبُُُالام ُر ُ
اُيسُ ُعىُإُُلُي ُهُ
وُللُ ُعمُسُامُ،فُ ُم ُ
ىُماُُيُب ُد ُ
يك ُيُّلُمُُُتكنُُ ُمقُُن ُع ُةُ ُعُل ُ
طُطُُالام ُر ُ
اكسُُتانُ ُيُّ ُمعُُ ُالُمخُ ّ
ُالُب ُ
رُالُحُج ُريُُّ .
صُلُال ُع ُ
اُقُب ُ
ىُم ُ
لا ُدُإُُل ُ
يُوُثُل ُّت ُهُُق ُدُُيدُُفعُُ ُالُب ُ
ار ُُعُبُرُ ُزرُ ُد ُ
ُ
ُ ُُُُ2009ُ-11-07
ُ
ُ
ُ
47
وهين ُ
ينُالمشُُب ُ
اد ُ ُع ُو ُد ُةُالصُيُ ُ
ُ
يضُُجميعُالجهودُ
عبةُُمنُ جديدُُ،وتقو ُ
العودةُُإلىُ المربعُ الأولُُُ،وخلطُُُأوراقُ ُالل ُ
ُ
حكمةُ
هلُهوُماُتريدهُالم ُ
ُ يلةُمنُالصراعُ...
سنينُطو ُ
إلىُتضميدُجراحاتُُ ُ
ُ اميةُ
المُخلصُ ُةُالر ُ
جتمعُ
حظرُحزبُُالم ُ
وقدُتاب ُع ُهاُالعالُ ُمُأجمعُوهيُتقر ُرُبالإجماعُُ ُ
ُ الدستورُي ُةُالعلياُفيُتركياُ،
سةُالعملُُالسُياسيُ .
قياد ُاتهُمنُممار ُ
الديمقراطيُُ(الـكردي)ُومنعُُ ُ
ُ
ُ
ُ
48
حكمةُال ُد ّستورُي ُّةُالعلياُ
يقهاُإلىُالم ُ
يُأخذتُطر ُ
دعوىُحظرُحزبُُالمجتمعُُال ُد ّيمقراط ُّ
ُ
ممث ّليُالادّعاءُ ُالُت ّرك ُيُّال ُذ ّيُحاولُُ
عوىُهوُكبير ُ ُ
ُ منذُأواخرُعام ُُ،2007وصُاحُبُ ُال ُد ّ
حاكمُبدعوىُمخالفتهُلل ُد ّستورُالعلمانيُّ
نميةُال ُ
والت ّ ُ
العدالةُ ُ
ُ أيضاُالعامُالماضيُإيقافُحزبُُ
ُ
للبلادُُ .
نُجهاتُُنافذةُُ
نُالمسُُتُه ُدُفُينُفإ ُّ
حزبي ُ
ورغمُالت ّباينُُالواضحُُبينُمناهجُُومشاربُُومواقعُُال ُ
ُ
ببُ
سُ ُ
خصومةُذاتهاُللاثنينُ،وقدُيكونُال ّ
ُ ركي ّةُ،علىُماُيبدوُ،تحملُُال
فيُكيانُُال ُد ّولةُالُت ّ ُ
كردي ُّةُفيُ
القضي ُّةُال ُ
لُفيُزحزحةُ ُ
ُ والمتمث ّ
ُ حزبينُ،
المتوق ّعُُمنُال ُ
جازُالمستقبل ُيُّ ُ
هوُذلكُالإن ُ
أرحبُبُر ُهنُُ
ُ سيرُبهاُ نحوُآفاقُ ُ
جامد ُمنذُعقودُطو يلةُ،وال ُّ
تركياُعنُموقعهاُالحال ُيّ ُال ُ
شعبُ الُت ّرك ُيُُّعلىُ
وبقدرةُُال ُّ
ُ والت ّنميةُ الُت ّرك ُيُُّالحاكمُ علىُ ُأن ّهُ يؤمنُُُبهاُُ،
حزبُُُالعدالةُ ُ
الوصولُإليهاُُ .
حثيثةُالت ّيُبذلتهاُالحكومةُُ
ُ اُإذاُوضعناُفيُالاعتبارُتلكُالجهودُال
ُ مفاجئ
ُ حظرُكانُ
قرارُال ُ
ُ
ص ُة ُفيُنظرُالأكرادُ،فقدُ
سنواتُالماضيةُ،وإنُكانتُغيرُكافيةُخا ُّ
ركي ُّة ُخلالُال ُّ
الُت ّ ُ
حجزُبينُالأكرادُوالأتراكُفيُمحاولةُ
دةُداخلُجبلُالجليدُال ُذ ّيُي ُ
تُأخاديدُمتع ُّد ُ
ُ ش ُّق
حدودُ ،وتُُخُم ُد ُإلىُ
ياتُسياسي ّةُ تحفظُ ُالحقوقُ ُوال ُ
ُ لتهيئةُالأجواءُ نحوُالوصولُإلىُتسو
الأبدُأصواتُُالبنادقُُوالبنادقُُالمضادّةُ .
ظرُمنُ
"ُعندُالن ّ ُ
ُ هُقرارُ"طبيع ُيّ
ُ كن ّ
منُتلكُالز ّاو يةُ،ل ُ
ُ ظرُ
عندُالن ّ ُ
ُ هُقرارُمفاجئُُ
ُ نعمُإن ّ
ُ
دتُالعملي ّاتُُ
ُ معُالت ّط ُو ّراتُالميدانُي ّةُالأخيرةُحيثُازدا
ُ زواياُأخرىُ،بلُوينسجم ُ
ُ
الت ّيُتنسبُُإلىُمقاتليُحزبُالعمّالُال كردستان ُيُّجنوبُشرق ُيُّتركياُُ .
العسكرُي ُّةُ ُ
حساسية ُحزبُ ُالع ُمّالُ ُوتار يُخه ُال ُد ّاميُمعُالجيشُالُت ّرك ُيُّ
ُ عندماُندرك ُ
ُ قرار ُطبيع ُيُّ
ُ
ص ّراعُ،سواءُبقصفُ ُالجيشُوتمشيطهُ
وآلافُالضُّحاياُالأبر ياءُال ُذ ّينُسقطواُبسببُال ُ
ركي ّةُوماُ
وعملي ّاتهُفيُالمدنُالُت ّ ُ
الأكرادُوهوُيطاردُالمقاتلينُ،أوُبتفجيراتُُالحزبُُ ُ
ُ لمناطقُ
ئيسي ُّةُ
الر ّ ُ
همةُ ُ
نُالُتّ ُ
طبيعي ّاُلأ ُّ
القرارُ ُ
حساسي ُّةُتجعلُُ ُ
ُ جمُعنهاُمنُسقوطُمدنُي ّينُأبر ياءُ..
ين ُ
49
سمي ّونُ ،والإعلامُ
هُالر ّ ُ
يُينعت ُ
ُ هيُالعلاقة ُمعُحزبُ ُالع ُمّالُال ُذ ّ
ُ حظور ُ
هة ُللحزبُ ُالم ُ
ج ُالمو ُّ
جنُالمؤب ّدُفيُإحدىُ
ُ يقضيُزعيمهُعبدُالل ّهُأوجلانُعقوبةُ ُال ُّ
س ُ الُت ّرك ُيُّ،بالإرهاب ُيُّ،و
ركي ّةُُ .
الُج ُزرُالُت ّ ُ
ازدياد ُالهجماتُ ُفيُجنوبُ ُشرق ُيّ ُالبلادُخلالُ
ُ نُ
اُإذاُأدركناُأ ُّ
ُ والقرار ُطبيع ُيُّأيضُ
ُ
القفزُمرُ ُة ُأخرىُ
ّ منُجديدُ،ومنُثم ُّ
ُ علىُتصاعد ُح ُّدةُالصُ ّراعُ ُ
ُ الآونةُالأخيرةُمؤ ُش ّرُ ُ
ئيسُالُت ّرك ُيُّعبدُ
عليهاُالر ّ ُ
ُ يُأقدمُ
ُ الت ّ
علىُجميعُُالخطواتُالإ يجابيةُوقراراتُُحُسُنُُالن ّواياُ ُ
العملي ّاتُوحدهاُلنُ
عودة ُ ُ
نُ ُ
رجبُطي ّبُأردوغانُ..طبيع ُيّ ُلأ ُّ
ُ ولُوحكومة ُ
ُ الل ّهُغُ
حزبُ
ص ّراعُوإعادتهُإلىُنقطةُالبدايةُ(عامُُ)1984حينُانتقلُُ ُ
تكونُكافيةُلتأجيجُال ُ
ُ
المسل ّحُ..
يُُإلىُ ميادينُ الُن ّزالُ ُ
سياس ُّ
الع ُمّالُُُال كردستان ُيُُّاليساريُُُّالُن ّزعةُ منُ العملُ ال ُّ
ظرُعنُصُح ُّةُال ُد ّعوىُ
الن ّ ُ
ضُ ُُ،ب ُغ ّ ُ
ي ُجتمعُال ُد ّيمقراط ُّ
حزبُالم ُ
لُ ُقرارُح ُّ
نُ ُ كافيةُفإ ُّ
هاُغيرُ ُ
ولأ ُّن ُ
شارعُُال كرديُُّمنُجديدُوشحنُُالأجواءُُ
الأسدُفيُتحر يكُُال ُّ
ُ أوُعدمهاُ،سيكونُلهُنصيبُُ
ُ
الت ّيُ
اخبةُ ُ
وأصواتهُالصُّ ُ
ُ اُلعودةُالعنفُُوالعنفُُالمضا ُدُّ،
ُ ذلكُالمناخُالمناسبُجد
ُّ وتوفيرُ
ُ
بينُوجهاتُالن ّظ ُرُ،للوصولُُإلىُمرحلةُُ
ُ والت ّقريبُُ
حكمةُوالعقلُُ ُ
دعاةُال ُ
ُت ُعُلوُعلىُأصواتُُ ُ
والمواطنةُالكاملةُ .
ُ دولةُالقانونُُ
والت ّعايشُُو ُ
الت ّفاهمُُ ُ
ُ
كردي ُّةُفيُتركياُ،وبجميعُُأبعادهاُ
القضيةُال ُ
ُ نُ
القرارُطبيع ُيُّإذنُعندماُنضعُُفيُالاعتبارُأ ُّ
ُ
جهاتُ
ررُوجود"ُو"ميدانُعملُُونشاطُ"ُل ُ
ةُ،كانتُولاُزالتُتمث ّلُُ"مُب ّ ُ
ُ سياسيةُوالعسكرُي ّ
ال ُّ
الآخرينُوالانتقاصُمنُحقوقهمُوإرغامهمُعلىُالاُنتماءُُإلىُ
ُ قومي ُّةُأدمنتُإقصاءُُ
تركي ُّةُ ُ
ُ
بغيرُالألسنةُالت ّيُجُبُلواُعليهاُُ !!..
ُ والن ّطقُُ
الت ّاريخُُ ُ،
غيرُماُيعرفونُمنُحقائقُُ ُ
ياسي ُّة ُفيُتركياُ،ومنُخلالُطُ ُرقُُ
س ُ بة ُال ُّ
وجوه ُالل ُع ّ ُ
أحد ُ ُ
كردي ُّة ُ ُ
لتُالقضي ُّة ُال ُ
ُ لقدُمث ّ
ُ
حاكمُ
نمي ُّة ُال ُ
والت ّ ُ
العدالة ُ ُ
ُ ن ُحكومةُ ُحزبُ ُ
لمُتكنُبريئة ُفيُأغلبُالأحيانُ،ولأ ُّ
ُ ية ُ
ملتو ُ
كردي ُّةُ،
فيُالقضي ُّةُال ُ
ُ لةُلبعضُالإنجازاتُ
جعلهاُمؤ ُه ّ ُ
الآنُفيُتركياُتحملُُمنُالخلفياتُماُي ُ
يف ُكُل ّماُ
والت ّخو ُ
والل ّومُ ُ ُ
قد ُ ُ
منُالن ّ ُ
ُ معتبرة ُ
ُ ىُكمي ّاتُ ُ
ُ نواتُالماضي ّةُتتل ُّق
ُ ظل ّتُخلالُال ُّ
س ُ
50
الت ّيُيمكنُُأنُيجتمعُُعليهاُ
إلىُنقطةُالمنتصفُ ُ
ُ يرُ
سُ جاهُال ُّ
ُ،ولوُرمزي ّةُ،فيُات ُ
ُ قطعتُخطوة
ُ
ركي ّةُ .
والأكرادُداخلُالجمهورُي ّةُالُت ّ ُ
ُ الأتراكُ
ُ
صدفة؛ُ
ُ وليدُُ
الماضي ّةُ لمُ يكنُ ُ
ُ سنواتُ
نمي ُّةُُخلالُ ال ُّ
والت ّ ُ
العدالةُُ ُ
ُ ماُ قامُ بهُ حزبُُُ
حالي ُّةُ
ياسي ُّة ُال ُ
س ُ تنظر ُإلىُالخرائطُ ُال ُّ
ةُالت ّيُينطلقُ ُمنهاُالحزبُ ُ ُ
قافي ُّة ُوالفكرُي ّ ُ
الث ّ ُ
فالأرضي ُّة ُ ُ
ُ
حزبُ،حت ّىُوهيُفيُأعلىُهرمُ
ُ فيُالمنطقةُعلىُأ ُّنها ُموروثُ ُاستعماريُُّ،وقياداتُ ُال
الاستعمارُُوماُ خل ُّفهُمنُ اتفاقياتُُُوحدودُُقسّمتُ
ُ بعداوةُُ
ُ يوماُماُ
تشب ّعتُُُ ُ
سلطةُ ُ،
ال ُّ
ظل ّتُتتج ُّد ُدُبصورُمتع ُّددةُُ .
ستُلنزاعاتُ ُ
ُ دونُوجهُحقُُّأوُعدلُُوأسّ
ُ شعوبُُ
ال ُّ
بهاُالقومي ّونُالأتراكُ،لنُ
ُ يُيلتزمُ
ُ الأكرادُ،والت ّ
ُ تلكُالن ّظرةُالمتش ُّددةُتجاهُ
ُ نُ
وعليهُفإ ُّ
سامحُ
الت ّ ُ
نُُروحُُُ ُ
والت ّنميةُ بأيُُُّحالُُُمنُ الأحوال ُ،بلُ إ ُّ
العدالةُُ ُ
ُ تكونُ لدىُ قياداتُُُ
حت ّىُ
كردي ّةُ ُ،
سياساتُوالقراراتُتجاهُالمنطقةُال ُ
يُتسيطرُعلىُالن ّواياُوال ُّ
ُ هيُالت ّ
ُ والت ّقاربُُ
ُ
نُ"القوم"ُفيُقطارُواحدُ
اُوهناكُتظهرُأ ُّ
ُ لوُأوردتُوسائلُُالإعلامُتصر يحاتُُمنُهن
تركهاُ عليهُ
ركي ّةُ تحتُذلكُ المفهومُال ُذ ّيُ ُ
حرفي ّةُال ُد ّولةُالُت ّ ُ
سكينُ ب ُ
معُالمتش ُّددينُ المتم ُّ
سُمصطفىُكمالُأتاتوركُعندُوفاتهُعامُُ .ُ1938
المؤسُّ ُ
نمي ّةُدفعتُُبقاياُ"الحرسُ
العدالةُوالت ّ ُ
ُ خطيرة)ُالت ّيُينطلقُُمنهاُحزبُُ
ُ خلفي ّةُ(ال
تلكُال ُ
يُال كرديُُُّ .
يُطالُحزبُُالمجتمعُُال ُد ّيمقراط ُّ
ُ حظرُال ُذ ّ
ةُإلىُقرارُال ُ
ُ ركي ّ
القديم"ُفيُال ُد ّولةُالُت ّ ُ
ينُ ُإلىُ
وه ُ
المشُُب ُ
ادينُُ ُ
ويدُُفعُُالصُُي ُ
ط ُق ُةُ ُ
يُالمُن ُ
الع ُكُر ُةُفُ ُ
اهُ ُ
المُي ُ
اد ُةُ ُرُق ُع ُةُ ُ
مُفُيُزُ ُي ُ
اه ُ
سُ حُظُ ُرُسُُي ُ
ج ُديدُ
الم ُوُقفُُُ ُمنُُُ ُ
ويُرُفعُُُ ُمنُُُأُ ُسهُمُُُالُخ ُوفُُُويُج ُعُل ُهُُسُُي ّ ُدُُ ُ
الق ُذ ُر ُةُ ُُ،
اتُهمُ ُ
او ُد ُةُُُن ُشاطُ ُ
ُم ُع ُ
ىُح ّدُسُ ُواءُُ .
ادُ ُعُل ُ
كُر ُ
الن ّسُُب ُةُُلُلأُُتُراكُُ ُوالُأُ ُ
ُب ُ
ُ
ُ ُُُُ2009ُ-12-19
ُ
ُ
51
اف ُةُالأُ ُع ُداء ُ
فُيُضُُي ُ
ُ
يارةُالرئيسُُالإيراُنيُُمحمودُأحمديُنُجادُ
وحدهاُهيُالتيُجعلتُز ُ
دفةُ ُ
ربماُكانتُالص ُ
رمُُ
ضُالدفاعُُالأمريكيُالمُخ ُ
هُوهوُوزيرُ ُ
ُ أعدائ
أبر ُزُ ُ
أحدُ ُ
يارةُ ُ
زمنياُمعُز ُ
لأفغانستانُتتقاطعُُ ُ
ورجُُ
فيُإدارة ُالرئيسُُُالجمهوريُجُ ُ
ُ تُغ ُيتس ُ،ذلكُ الرجلُُُالقويُالذيُ عملُُُ
وبُر ُ
ُر ُ
فيُمنصبهُُ .
ُ اماُالبقاءُُ
وب ُ
اراكُأُ ُ
ئيسُالديمقراطيُُُب ُ
وشُ،ثمُطلبُُمنهُالر ُ
ُب ُ
ُ
ُ
ُ
52
امُ،بعدُفترةُ
ُ يارتهُقبلُأ ُي ّ
العاصمةُالأفغانيُ ُّةُكابلُ،خلالُز ُ
ُ غادرُ
وزيرُال ُد ّفاعُُالأمريكيُُّ ُ
ُ
إلىُتلكُالمفارقةُالتُ ّيُ
ُ الر ّجلُُتفطّنُُ
نُ ُُ،ويُب ُدوُأ ُّ
الر ّئيسُُالإيران ُيّ ُ
طائرةُ ُ
وجيزةُمنُهبوطُُ ُ
ُ
الأمريكي ّةُ الإيرانُي ّةُ إلىُ
ُ وتعيدُُالحديثُُُعنُ العلاقاتُ
أبواباُ منُ الجدلُُُ ُ
ستفتحُُُ ُ
الواجهةُ ..؟ ُ
ادُبأن ّهُ"يغذّيُ
يارةُالر ّئيسُأحمديُنُج ُ
ُ عندماُوصفُتوقيتُُز
ُ إلىُالمفارقةُ
ُ سُ
انتبهُغ ُيت ُ
ُ
أفكارُأصحابُنظر ُي ّاتُالمؤامرة"ُ .
ُ
قي ُّةُ
إلىُالعاصمة ُالعرا ُ
ُ سابقة ُ
يارة ُ ُ
الر ّئيس ُالإيران ُيّ ُإلىُأفغانستانُتشابهتُ ُمعُز ُ
يارة ُ ُ
ز ُ
حالتينُضيفاُمكر ُّماُمعز ُّزاُعلىُ
ُ الر ّجلُ ُكانُفيُال
نُ ُكثيرة ُومنهاُأ ُّ
شُب ُه ُ ُ
بغدادُ،ووجوه ُال ُّ
ُ
حدةُالأمريكي ّةُفيُحقيقةُالأمرُ !!..
ُ الولاياتُالمت ّ
ُ
نُ
بسهولة ُأ ُّ
ُ لة؛ُندرك ُ
ُ ةُالمضل ّ
ُ مويهي ّ
حاتُالت ّ ُ
ُ عاراتُوالبياناتُوالت ّصر ي
ُ فبعدُاستبعادُال ُّ
ش
ولتينُ،أفغانستانُوالعراقُ،ماُزالُفيُيد ُالق ُو ّاتُوالمخابراتُ
ُ لاُُال ُد ّ
فيُك ُ
الأمر ُ ُ
زمام ُ ُ
ُ
الأمريكي ّةُبشكلُأوُبآخرُ،مهماُطالُ ُالحديثُ ُوتشع ّبُ ُعنُالانتخاباتُهناُأوُهناكُُ،
ُ
يكوراتُالت ّيُ
ُ وداخلي ُّةُ،وغيرُذلكُمنُال ُد ّ
ُ وشرطةُووزاراتُُدفاعُُ
ُ وعنُق ُو ّاتُُجيشُُ
شعوبُبهاُ .
منُخلالهاُوخداعُال ُّ
ُ ةُالت ّسُت ُّرُوراءهاُوالعملُُ
القوىُالأجنبي ّ ُ
ُ تتقنُُ
لُ
أمريكي ّةُبك ُّ
ُ فيُبغدادُكانتُمحمي ُّةُ
ُ ئيسُالإيران ُيُّ
يُزارهاُالر ّ ُ
ُ خضراءُالت ّ
ُ المنطقةُال
ُ نُ
إ ُّ
يُ
المقاييسُ،ومحيطُُالقصرُالجمهوريُُّفيُالعاصمةُكابلُمحاطُُبق ُو ّاتُحلفُشمالُالأطلس ُّ
اهرةُفيُالمشهدُأفغانيةُ
ُ الأمني ُّة ُال ُّ
ظ ىُلوُبدتُالوجوه ُ ُ
ُ ةُ،حت ّ
ُ الأمريكي ّ
ُ الن ّيتوُ ،والق ُو ّاتُ ُ
ُ
خالصةُ ُ.
تعيد ُالحديثُ ُعنُالعلاقاتُ
يارة ُأحمديُ نجادُلأرضُ ُتحتُالاحتلالُالأجنب ُيُّ ُ
وز ُ
ل ُ،بينُ
والت ّنسيقُُال ُذ ّيُ حدث ُ،حسبُ رأيُ البعضُ علىُ الأق ُّ
الأمريكي ّةُ الإيرانُي ّةُ ُُ،
ُ
حربُالأمريكي ّةُعلىُأفغانستانُعام ُُ،2001وإب ّانُالهجومُ
ُ ودُينُخلالُال
نُالل ّ ُد ُ
الع ُدوُُّي ُ
ُ
سياسي ُّةُوعسكرُي ُّةُمثيرةُللجدل..؟ ُ؟ ُ
ُ علىُالعراقُعامُُ2003وماُتلاهماُمنُأحداثُُ
ةُ،وخلالُحياةُ
ُ الأولىُللث ّورةُالإيرانُي ّ
ُ سنواتُ
ماُيعودُإلىُال ُّ
ُ قديمُ،ور ُب ّ
وهذاُالحديثُُ ُ
شيطانُالأكبرُعلىُ
وصفُال ُّ
ُ والمرشدُالأعلىُآيةُالل ّهُالخُُمُيُنيُال ُذ ّيُأطلقُُ
ُ عيمُالمؤسُّسُُ
الز ّ ُ
ُ
53
لُُمحافظُاُ فيُ حياتهُ علىُ شعاراتهُ المعاديةُ للغربُ،
الأمريكي ّةُُ،وظ ُّ
ُ المت ّحدةُ
الولاياتُ ُ
ولي ّةُ .
سياسةُال ُد ّ ُ
سيطرةُعلىُمجر ياتُال ُّ
والمن ُّددةُبنفوذهُومحاولاتهُال ُّ
جومهاُعلىُأفغانستانُبعدُأسابيعُمنُ هجماتُالحاديُ
الأمريكي ّةُ ه ُ
ُ لقدُبدأتُال ُّقواتُ ُ
طرفُُالإيران ُيُّفعلُُشيءُُ
يوركُوواشنطنُ،وكانُفيُمقدورُال ُّ
ُ عشرُمنُسبتمبرُعلىُنيو
بالن ّسبةُللجانبُ
لُ ُ ماُلإعاقةُتلكُالحملةُبشكلُأوُبآخرُ ،أوُجعلهاُأكثرُكلفةُعلىُالأق ُّ
طرف..؟ ُ؟ ُ
نُطهرانُغضّ تُال ُّ
الأمريك ُيُّ،ل كنُُّالذُّيُحدثُأ ُّ
رُالت ّيُبدأتُ
مباشر ُفيُالحربُحسبُالأسرا ُ
غير ُ ُ
وأكثرُمنُذلكُ :ساهمتُبشكلُ ُ ُ
امي ّةُ..؟ ُ؟ ُ
تخرجُُمنُوراءُال كواليسُ،بعدُقرابةُعشرُسنواتُمنُتلكُالأحداثُال ُد ّ ُ
ن ُحلفاءُطهرانُ
يوُوكانُأكثرُسفوراُحينُات ّضحُللجميعُأ ُّ
ُ سينار
وفيُالعراقُتكر ُّر ُال ُّ
ُ
منُالعراقي ّينُ،أوُأبناءُهاُالُخُل ّصُال ُذ ّينُرب ّتهمُعلىُعينهاُكماُيرىُالبعضُ،قدُانخرطواُفيُ
ُ
يُ
سياس ُّ
ووف ّرواُلهاُالغطاءُال ُّ
عمُلُي ّةُالغزوُبجميعُمراحلهاُوسهّلواُالأمرُُعلىُالق ُو ّاتُالغازُي ّةُ ُ،
شمالُوالوسطُوالجنوبُ !ُ!..
ّمواُمنُيقاومهاُ،ولاحقوهُفيُال ُّ
ُ بعدُذلكُوجر
بهُالعراقي ّونُالمتحالفونُمعُالاحتلالُوهوُ
ُ يُيتعل ّقُ ُ
ُ وحت ّىُلوُتفهّمنا ُشُُب ُه ُالعذرُال ُذ ّ
ُ
سابقُُ،وعجزهمُ عنُ إسقاطهُ بمفردهمُُ،وتوفُ ّرُ
الن ّظامُ ال ُّ
طولُ معاناتهمُ وإقصائهمُ منُ ُ
الفرصةُلإزاحةُنظامُالبعثُال ُذ ّيُدامُعشراتُالسنينُ !!..
ينُالم ُو ُالينُ
ياسي ّ ُ
س ُ
بعدُذلكُحينُاستتبُالأمرُُلل ُّ
ُّ اندثرُ
العذرُ ُ
نُ ُ
حت ّىُلوُتفهّناُذلكُ...فإ ُّ
ُ
صةُفيُالجنوبُالعراق ُيُّ،وكانُبمقدورهمُ
جولُخا ُّ
لإيرانُ،وصارتُمليشياتهمُتصولُُوت ُ
حقيقُبعضُشعاراتهمُالت ّيُ تح ُّدثتُ ُسنواتُ
ُ ومنُثم ُّت
ُ هناكُمضايقةُق ُو ّاتُالاحتلالُ ،
والاقتصادي ّةُ
ُ الإعلامي ّةُُ
ُ ومشروعي ّةُ شنُُُّالحربُ
ُ شيطانُ الأكبرُ وجرائمهُ
طو يلةُ عنُ ال ُّ
والعسكرُي ّةُعليهُ ُ.
ئيسُ
الر ّ ُ
سابقاُ ولأفغانستانُ خلالُ الأ ُي ّامُ الماضية؛ُ كر ُّرُُ ُ
فيُ ختامُ ز يارتهُ للعراقُ ُ
اُأكوامُ
ُ وحُم ُّل ُه
اتُالأجنبي ّةُ ُ ،
ُ جادُدعوة ُبلادهُلانسحابُالق ُو ّ
ُ الإيران ُيّ ُمحمودُأحمديُ ن
وبلادهُ بتلكُ الصُّورةُ
ُ نفسهُ
الفشلُُُوالإخفاقاتُُُوالمشاكلُُُوالاضطراباتُ ُ،وقد ُّمُُ ُ
الن ّاظرينُإليهاُ !!..
افيةُالت ّيُتش ُّدُ ُ
ُ الملائكي ّةُالصُّ
ُ
54
ولاُتريدُمنُوراءُذلكُجزاءُُولاُشكوراُ ُ!!!..
ُ تساعدُجيرانهاُلوجهُالل ّهُفقطُ،
ُ بلادُ
ُ
ووجودُُعلاقاتُُ
ُ شمسُُُفيُ رابعةُ الُنّهارُ،
ساطعةُُمثلُ ضوءُُُال ُّ
ُ حقيقةُُصارتُُُ
نُُال ُ
إ ُّ
ةُبعدُالت ّسريباتُ
ُ إلىُأدل ُّة ُُ،خا ُّ
ص ُ فيُحاجةُ
ُ ينُلمُت ُعدُُ
ُ ينُوالأمريكي ّ
ُ وتفاهماتُُبينُالإيرانُي ّ
وماُزالتُتظهرُمنُحينُلآخرُ .
ُ قةُ،
ةُالت ّيُظهرتُفيُفتراتُُساب ُ
الإعلامي ّ ُ
ُ
فيُالل ّعبُ ُبماُشاؤواُمنُالأوراقُ
ل ُالحقُّ ُ ُ
ن ُلإخوانناُالإيرانُي ّينُك ُّ
انية ُأ ُّ
الث ّ ُ
حقيقة ُ ُ
وال ُ
مفتوحاُللجميعُ ،وخصوصاُلأولئكُال ُذ ّينُ
ُ ةُماُدامُالميدان ُ
ُ ةُوالأمني ّ
ُ ياسي ّةُوالعسكرُي ّ
س ُ ال ُّ
كواُمنُأراضيُتبعدُعنُأفغانستانُأكثرُمنُعشرةُآلافُ
ُ قدمواُمنُوراءُالبحارُ،وتُحر ّ
كيلومترُ !!..
ويرحموناُقليلا ُمنُمزايداتهمُ
ُ اعناُ ،
ل ُالحقُُّ ...شر يطةُأنُيتوبواُعنُخُ ُد ُ
لإخوانناُك ُّ
نُمنُحقُُّ
عربيةُ،وأ ُّ
لُ ُ قضي ّةُفلسطينُأكبرُمنُأنُتظ ُّ
نُ ُبقضي ّتناُالمركزُي ّةُ،معُتسليمناُبأ ُّ
ُ
مودُوالمقاومةُ .
أنُيدعمُالحقُُّالفلسطين ُيُّفيُالأرضُُوالصُّ ُ
ُ مسلمُ
لُ ُ ك ُّ
ورُالإيران ُيُّ،ولوُبحذرُ،بعدُأنُ
نُعليناُ،شئناُأمُأبيناُ،أنُنقد ُّرُال ُد ّ ُ
الثةُأ ُّ
الث ّ ُ
حقيقةُ ُ
وال ُ
الت ّيُ يعملونُُمنُ أجلُ الوصولُ إليهاُُ،رغمُ العثراتُ
يةُُواستراتيُجي ّةُُالقومُُُ ُ
ظهرتُ رؤ ُ
اُوخارجي ّاُ !!..
ُ يُتبدوُعليهمُداخلي ّ
ُ كثيرةُالت ّ
ُ ال
لُُالعربُُ
ُيتُحُركُونُُُب ُذُلكُُُ ُال ُع ُزمُ ُو ُال ُوضُوحُ لُأُجلُُُ ُمصُالُح ُهمُ ُال ُق ُو ُميُةُُ..بينماُ يظ ُّ
مُأمواجُ
ُ اذُف ُه
ُ،تُت ُق ُ
يُأوُعسكريُّ ُ
لُ،تائهينُدونُوزنُُسياس ُّ
سمي ّونُ،أوُأغلبهمُعلىُالأق ُّ
الر ّ ُ
ُ
يغيضُ
ُ صديقاُولاُ
لاُيسرُّ ُ
ُ اُمبكي ّاُ،
اُمضحك ُ
ُ منهمُمشهد
ُ ةُوإقليمي ُّةُ،وتشكّلُ ُ
ُ مصالحُدولي ّ
ُ
عدوُّاُُ .
ُ
ُ 2010-03-13
ُ
ُ
ُ
55
وسُُتُركُيُ ُة ُ
ُد ُر ُ
ُ
مائةُُوثمانيةُُ
التركيةُ مسافةُُُ ُ
والتُرومُ ُوايُ فيُ مدينةُ اسطنبولُ ُ
يتُروُ ُ
الم ُ
تغطيُ خطوطُُُ ُ
المسافةُخلالُالعامُ
ُ ُلتتضاعفُ
ُ وأربعينُكيلومتراُ،وتستم ُرُالأشغالُُفيُهذاُالمجالُُالحيوي
المدينةُ،
ُ القادمةُُفيحد ُدهاُ القائمونُ علىُ
ُ القادم ُ،أماُ الرؤ يةُ خلالُ السنواتُُُالخمسُُُ
يضافُُإلىُكلُ هذهُ الإنجازاتُ مشروعُُ
ُ والحكومةُومؤسساتها ُ،بسبعمائةُكيلومترُ..و
ُوآثاره ُالإ يجابيةُ
جانب ُالآسيويُبالأوروبيُ،وخدماتُ ُالتاكسيُالمائي ُ
ُتُلفُرُيكُيصلُ ُال ُ
فيُتخفيفُُالازدحامُُالبريُُ .
ُ
56
ياحي ّةُلتركياُ،
س ُ قافي ّةُوال ُّ
ةُوالث ّ ُ
اتُاسطنبولُ،العاصمةُالاقتصادي ّ ُ
ُ رئيسُإح ُدىُأكبرُبلد ُي ّ
يُيفوز ُفيُ
ُ ل ُعشرةُأشخاصُفيُبلدُي ّتهُصو ّتواُلهُولحزبهُال ُذ ّ
ُّسبعة ُمنُبينُك ُّ
ُ قالُإن
الثةُعلىُالت ّواليُ..فماُهوُال ُد ّافع..؟ ُ؟ ُ
ُ ةُالث ّ
ةُبتلكُالن ّاحيةُللم ُر ّ ُ
ُ خاباتُالبلدي ّ
ُ الانت
ّمةُ
خدمة ُالمقد ُ
؟ُأمُهوُالر ّضاُعنُال ُ
ُ عصبُالحزب ُيّ..
ّ والت ّ
هلُهوُالولاء ُالأيديولوج ُيّ ُ ُ
والر ّغبةُفيُاستمرارها..؟ ُ؟ ُ
الماضي ُّةُ ُ
خلالُالعهُ ُداتُُ ُ
ُ
ركي ّةُكانواُقدُ تحدّثواُللمواطنينُ ،أثناءُالحملةُ
كبير ُمنُالبلد ُي ّاتُالُت ّ ُ
الفائزونُفيُعدد ُ ُ
ياضي ّةُ
سياراتُالجديدةُ،والحدائقُالواسعةُالغن ّاءُ،والقرىُالرُّ ُ
الانتخابُي ّةُ،عنُمواقفُال ُّ
رفيهي ّةُ..
خدماتُالأساسي ّةُإلىُالُت ّ ُ
ُ ةُوالاجتماعي ّةُ..أيُأ ُّنهمُانتقلواُمنُمرحلةُال
ُ قافي ّ
والث ّ ُ
ُ
فكيفُلاُيعيدُالمواطنُُانتخابهم..؟ ُ؟ ُ
ُ
كثير ُمنُأهاليُاسطنبول ُ،كماُنقلتُوسائلُالإعلامُبمناسبةُالانتخاباتُ
ويتح ّدثُ ُال ُ
بُأردوغانُإلىُمنصبُ
ُ رجبُطي ّ
ُ نواتُالت ّيُسبقتُوصولُ ُ
ُ البلدي ّةُالأخيرةُ،عنُال ُّ
س ُ
العمدةُفيُهذهُالمدينةُالآسيوُي ّةُالأوروبُي ّةُ :
ُ
ص ّرفُ
المنزلي ّةُُ،وال ُ
الن ّفاياتُ ُ
الن ّظافةُ وجمعُ ُ
الت ّحدّياتُ متراكمةُ فيُ مجالاتُ ُ
كانتُ ُ
يزعمُ
بعضهمُبثقةُعالُي ُّةُ ُ
ُ يُ،والمواصلاتُالعا ُمّةُ،ومياهُالشُ ّربُوغيرهاُ..ويتحدّثُُ
الصُّح ُّ
معظمُ
ُ نُ
مدينةُاسطنبولُالماضيةُ،لأ ُّ
لاُيعرفُشيئاُعنُمشاكلُُ ُ
ُ جديدُ
نُالجيلُُال ُ
معهاُأ ُّ
خدمي ّةُقدُتلاشتُ !!..
المعضلاتُال ُ
ةُالت ّيُحملتُ
خاباتُالبلدي ّ ُ
ُ نمي ّةُالحاكمُفيُتركياُفي ُالانت
العدالةُوالت ّ ُ
ُ حزب ُ
ُ وهكذاُ..فاز ُ
ُ
مرةُ عبرُ
الت ّيُ ستجريُ بعدُ أشهرُُ،ولأوّلُ ُّ
ئاسي ّةُ ُ
الر ّ ُ
وحت ّىُ ُ
نكهةُُالانتخاباتُ البرلمانُي ّةُ ُ،
ُ
نُُ،
رئيسُُالوزراءُ الحال ُيُُّرجبُ طي ّبُأردوغا ُ
ُ الاقتراعُ العامُ المباشرُ،وقدُ يترشّ حُُُفيهاُ
يُالحكمُعهدتينُمتتاليتينُ،ور بّماُاحتفلُُبالُذ ّكرىُالمئوُي ّةُالأولىُلسقوطُ
لُفيُكرس ُّ
و يظ ُّ
لماُأرادهُمصطفىُكمالُأتاتوركُ،علىُحدُّتخميناتُ
ُ ايرُ
الإمبراطورُي ّةُالعثمانُي ّةُبشكلُُ ُم ُغ ُ
ةُالر ّاهنةُ !ُ!..
ركي ّ ُ
حاملُُعلىُالُنّهضةُالُت ّ ُ
منُخلالُمقالاتهُفيُالت ّ ُ
ُ برعُ
كاتبُُعرب ُيُّ ُ
57
ركي ّةُ،
ُ،منُخلالُالت ّجربةُالُت ّ ُ
ُ رس ُالأوّلُ ُال ُذ ّيُينبغيُأنُنتعلّمهُفيُالعالمُالعرب ُيّ
ال ُد ّ ُ
سُياسيُ ّةُ
هوُال ُد ّولةُومؤسُّساتهاُواحترامُصندوقُالانتخابُمهماُكانتُدرجةُالخصومةُال ّ
منُجهةُ،ومستوىُالخسارةُالانتخابُي ّةُمنُجهةُثانُي ّةُ .ُ.
منُالن ّضجُوالوعيُدفعتهمُإلىُالإعراضُ
ُ مة ُ
قدُوصلواُإلىُمرحلة ُمتق ُّد ُ
ُ فالأتراك ُ
ُ
عنُال ُد ّعواتُالانقلابُي ّةُبأيُُّشكلُ ُمنُالأشكالُ،ولوُحملتُُشعاراتُمحاربةُالفسادُ
ّافُفماُال ُد ّاعيُلسماعُُأولئكُال ُذ ّينُيهرفونُبماُلاُ
وحمايةُال ُد ّولةُ..فالصُّندوقُُمتاحُُوشف ُ
ّثونُعنُشعبي ُّةُبعشراتُالملايينُ..فأينُهمُيومُالانتخاب..؟؟ ُ
ُ يعرفونُ،ويتحد
الث ّانيُحولُوسائلُالإعلامُوقدرتهاُالخارقةُعلىُإسقاطُعددُمنُالأنظمةُ
رسُ ُ
ُوال ُد ّ ُ
خصومُُحزبُ العدالةُ
ُ نُُ
المقارنةُُهناُ أ ُّ
ُ ووجهُُ
العربُي ّةُ خلالُ ثوراتُ الرُ ّبيعُ العرب ُيُّ ُُ...
شعبي ّةُ
فيُتركياُحاولتُإضعافُ ُ
ُ خمةُ
والت ّنميةُ،القدامىُوالجددُ،يمل كونُوسائلُُإعلامُُض ُ
ُ
طرق ُ،ل كنّ ُ ر ياحُُُصناديقُ الانتخاباتُ جاءتُ علىُ غيرُ هوىُ
الحزبُ الحاكمُ بشت ّىُ ال ُّ
ركي ُّةُ
البلدي ُّة ُالُت ّ ُ
ّت ُبحرارةُأنُتمث ّلُ ُالانتخاباتُ ُ ُ
ةُوخارجي ّةُتمن ُ
ُ ةُداخلي ّ
ُ ساتُإعلامي ّ
ُ مؤسُّ
لرجبُطي ّبُأردوغانُوحزبهُ .
ُ قاضيةُ
ُ ضربةُ
ُ
الت ّيُ عملتُُ
إلا ُُّالحكوماتُوالأحزابُ ُ
انتبهواُياُسادةُُ..وسائلُُُالإعلامُلاُ تسقطُُُ ُ
شعوبُ
ظل ّتُ تغر ُّدُُفيُ وديانُُُبعيدةُ عنُ تطل ّعاتُال ُّ
(بإخلاص)ُ لهذاُ المصيرُُ،عندماُ ُ
وآمالهاُ .
خدمةُُوتقديمهاُ لجميعُ المواطنينُُ،مهماُ كانتُ
ثقافةُُال ُ
يقودناُُإلىُ ُ
الث ّالثُُُ ُ
رسُُ ُ
وال ُد ّ ُ
يمقراطي ّاتُ
ُ وميولهمُالإيديولوجي ّةُ...فالمسؤولُُفيُال ُد ّ
ُ ثني ّةُ،
توجّهاتهمُالحزبُي ّةُوأصولهمُالا ُ
ىُلوُعُلمُ ُأنُّ
ُ ةُ،حت ّ
ُ المسؤولي ّ
ُ يُ
واحدةُحينُيترب ّعُ ُعلىُكرس ُّ
ُ جةُينظر ُإلىُالجميعُبعين ُ
ُ الن ّاض
ُ
نُلهُ،حيثُفازُبفارقُأصواتُُبسيطُُ .
ُ نسبةُالمؤيدّي
نسبةُالمعارضينُتقاربُُ ُ
ُ
حاكمُفيُتركياُخدماتهُلجميعُالمناطقُعلىُح ُّدُسواءُ،
وعلىُهذاُالأساسُقدّمُالحزبُُال ُ
والبلدي ّة ُ،ور بّماُ تتضُّحُُُأكثرُ فيُ
ُ فراحتُ انتصاراتهُ تتوالىُ فيُ الانتخاباتُ البرلمانُي ّةُ
صةُإذاُتراجعتُح ُّدة ُخطاباتُأردوغانُض ُّد ُخصومهُ ُ،وعادُ
ئاسي ّاتُالقادمةُخا ُّ
الر ّ ُ
ُ
إلىُنهجهُالت ّوافقيُُّالمعهودُُ .
ُ
58
ةُالت ّيُأدمنتُُعلىُ
صةُلعددُمنُحكوماتناُالعربُي ّ ُ
الر ّابعُوالأخيرُمهمُّللغايةُخا ُّ
رسُ ُ
وال ُد ّ ُ
الوهمي ّينُ وتحميلهمُ مسؤوليةُ
الأعداءُُ ُ
ُ تصديرُُالمشاكلُُُنحوُ الخارجُُُ،واصطناعُُُ
ُ خطيئةُ
سنينُ !!..
الفشلُالمتراكمُلعشراتُال ُّ
كواُ
وف ُّ
يمقراطي ّةُ ُ ،
ُ عبة ُال ُد ّ ورسخواُقواعدُ ُ ُ
الل ّ ُ ملموسة ُلشعوبكمّ ُ ُ،
ُ ياُسادةُ:قدّمواُخدماتُ ُ
ذلكُالارتباطُالأبديُُّبينكمُوبينُال كراسيُ،ولستمُفيُحاجةُبعدُذلكُإلىُالحديثُعنُ
شيخُالقرضاويُوقناةُالجزيرةُوثوراتُالرُ ّبيعُالعرب ُيُّ..لأنُّ
أميرُدولةُقطرُوأردوغانُوال ُّ
ُ
طرفُأوُ
خير ُوالأمنُ ُبأمُّعينيهُ،ولنُ يحتاجُ ُإلىُسماعُهذاُال ُّ
المواطنُ ُسوفُيعاينُ ُال ُ
خبرُكالمعاينة"ُ ..
ذاكُ..ف ُ"ليسُال ُ
نوعي ُّةُفيُتاريخُ
بقفزةُ ُ
حاكمُفيُتركياُمنُجديدُعندماُشعرُالمواطنُُالُت ّرك ُيُّ ُ
ُ فازُالحزبُُال
ُ
ولة ُجيشُ!!..
دولةُ،فصارُ ُلل ُد ّ ُ
تماماُ..كانُهناكُجيش ُيملكُ ُ ُ
ُ بلادهُ،لقدُتغيُّر ُالحالُ ُ
منهاُمجموعةُمحدودةُُمنُالمترب ّعينُ
ُ تستفيدُ
ُ البلادُتتّجهُنحوُحربُُاستنزافُُ
مواردُ ُ
ُ وكانتُ
منُدائرة ُالحربُ ُحتىُأوشكتُ ُعلىُ
ُ علىُعرشُصناعةُالقرار ُ،فجاءُأردوغانُوضي ّقُ ُ
وضعُأوزارهاُبالكاملُ..وهلم ُّجرّاُ .ُ.
غاريدُفيُأروقةُالاستبدادُالعرب ُيُّحينُاستمرتُمظاهراتُُالمعارضةُفيُ
لقدُتعالتُالز ّ ُ
ُ
سلطاتُلعددُ
المباشرُهوُ(ميدانُتقسيُم)ُواقتلاعُال ُّ
ُ سببُُ
تركياُالصُّيفُالماضيُ،وكانُال ُّ
الاستبدادُ،منُالإعلامي ّينُعلىُوجهُالخصوصُ،عنُ
ُ منُالأشجارُ ُ!!..وتغافلُ ُ ُ
سدنة ُ
تأثيرُسخرُي ّةُأردوغانُمنُخصومهُعندماُقالُإ ُّنهمُيحتجّ ونُمنُأجلُشجيراتُ،ويتجاهلونُ
ر ُهؤلاءُ
اش ُ
ماُتُب ُ قرابةُالث ّلاثةُملاييرُ شجرةُغرستُخلالُال ُّ
سنواتُالعشرُالأخيرةُ !!..ك ُ ُ
اكُ
اهُلواُأُنُ ُ ُهُن ُ
يُحامتُحولُحكومةُالعدالةُوالت ّنميةُ ُ ،وتُج ُ
ُ ّدنةُبأخبارُالفسادُالت ّ
ُ الس
ثم ُّلاُ
وتنامُ ُ ،
الفساد ُ ُ
ُ ّس ُ
جلي ّاُبينُحكومةُيقعُ ُفيهاُفسادُ،وحكومات ُعربُي ّة ُتتنف ُ
ُف ُرقُا ُ ُ
إلا ُّبهُ !ُ!..
تقومُ ُ
ُ
ُ
ُ 2014-04-06
59
ُ
60
ُالمُح ُو ُرُالثُانُي ُ
اُوأُوروُبُا ُ
يك ُح ُولُُأُم ُر ُ
ُ
ُ
أبرزهاُأ ُّنهمُالأقوىُخلالُ
الاهتمامُبأوروباُوأمريكاُفيُبلدانناُالعربيةُوراءهُأسبابُُ ُ
ُ
ن ُحكّامناُ،فيُالأغلبُ،
مباشر ُلأ ُّ
همُوأحداثهم ُُف ُينا ُبشكلُ ُ ُ
ُ سياسات
ُ هذهُالمرحلةُ،فتؤُث ُّر ُ
ساعاتهمُعلىُتوقيتُبروكسلُوُباريسُولندنُوواشنطنُ ُ!!...
ُ يضبطونُ
ظاهرُ
ةُالأمريكي ّةُ،أوُالجزءُال ُّ
ُ يمقراطي ّ
ُ وحماس ُلل ُد ّ
ُ يظهر ُفيُهذهُالمقالاتُإعجابُ ُ
قد ُ ُ
ن ُدائماُ
حكمُالر ّاشدُُ ،فأُ ُدُن ُد ُ
ُ سُببُ ُ ُأن ّني ُمواطنُ ُعرب ُيّ ُمحرومُ ُمنُال
لُ،وال ّ
منهاُعلىُالأق ُّ
شفافةُمظهراُومُخُبُراُُ .
طل ّعُإلىُالصُّناديقُال ُّ
ناُفيُالت ّ ُ
ُ حولُح ُّق
صاحبهُلأيُُّسرابُُمنُبعيدُ،ولوُ
ُ يُيتطل ّعُُ
ُ وهناُ...ر ُب ّماُوقعتُُفيُبراثنُاليأسُال ُذ ّ
هُمصالحُتح ُّد ُدهاُمؤسساتُُوليسُ
ُ حكم
فيُبلدُت ُ
ُ اماُ،
وب ُ
رئيسُأمريكيُّمثلُأُ ُ
ُ فوزُ
تمث ّلُُفيُ ُ
شخصُ ُ
الر ّئيسُ .ُ.
واليأسُُال ُذ ّيُ يتح ُو ّلُُُإلىُ أملُُُفيُ زمنُ الاستبدادُ والفسادُ العرب ُيُّ
ُ عفُُ
كن ّهُ الضُّ ُ
ل ُ
طو يلُ...أناُمعذورُ،وغيريُمعذورُأيضاُ .ُ.
ال ُّ
معُفيُتغييرُعبرُأسبابُ
ُ ساذجاُبسببُال ُّ
ط ُ عاطفي ّاُأكثرُمنُالمعقول..؟ُأمُ
ُ هلُكنتُُ
أوباماُبالعهدةُالث ّانيةُ،
ُ صةُفيُآخرُكلماتُُمقالُيُعنُفوزُباراكُ
خارجي ّةُغيرُمباشرةُُ،خا ُّ
والأملُفي ُتوق ّفُالد ّعمُالأمريكيُّللحكوماتُالمستبدّةُوالفاسدةُفيُعددُمنُبلدانناُ
العربيةُ .
الت ّفاؤلُالمفرطُ .ُ.
حظةُمنُلحظاتُ ُ
لاُأدريُ..ر بّماُتكونُل ُ
ُ
ُ
61
كوباُوظاهرةُالانقراض ُ
ُ
فيدلُ كاستروُ المشاكسُ وجزيرةُكوباُُالصامدةُ فيُ وجهُ أمريكاُ النموذجُ الأسوأُ
للإمبر ياليةُالعالميةُفيُنظرُالمعسكرُالشيوعيُعلىُالأقلُ...ثلاثيُترعرعتُعلىُأخبارُ
مناوشاتهُومشاكساتهُواستفزازاتهُالمتبادلةُ،وكيفُليُ،ولأبناءُجيليُ،أن ُأكونُفيُ
معزلُعنُذلكُوسنواتُحكمُالسيدُالقائدُكاسُتروُتزيدُعنُسنواتُماُمضىُمنُ
عمريُبعقدُكاملُمنُالسنينُ ..
ُ
ُ
ُ
62
ّجلُفيُجانبُواحدُفقطُ،فلستُمنُالذ ّينُيبيحونُ
كنتُولاُزلتُأحترمُهذاُالر ُ
خدماتهُوأياديهُ
ُ ُزعيمُأوُرئيسُُ،مهماُعلاُشأنهُوتراكمتُُ
ُ المطلقةُبأيّ
ُ لأنفسهمُالإشادةُ
ُ
ّةُويسمحُ
ُ البيضاءُعلىُشعبهُ،عندماُيدوسُعلىُمقدّراتُالشّعبُالأساسي ّةُوطلائعهُالحي
لنفسهُ،الأمّارةُبالسّوءُ،بالت ّرب ّعُطولُالحياة ُعلىُكرسيُّالحكمُممسكاُبمفاصلُالسّلطةُ،
عنُولادةُالبديلُُ
ُ ُّصغيرةُوكبيرةُ،وكأنُّأرحامُالن ّساءُعقمتُُ
ُ حصي ّاُعلىُالشّعبُكل
وم ُ
ُّشأناُل كن ّهُيملكُمنُالقدرةُوالذّكاءُوال كفاءةُماُيؤهلّهُلخدمةُ
أوُالمثيلُُ،أوُحت ّىُالأقل ُ
الشّعبُ،والسّيرُعلىُالد ّربُومواصلةُالمسيرةُ .
ثباتهُ علىُ مبدأُ عداوتهُ للولاياتُ المت ّحدةُ الأمريكي ّةُ طوالُ
نعمُ أحترمُ فيُ الر ّجلُ ُ
يلةُ
يلة ُوطو ُ
سنواتُحكمهُالت ّيُقاربتُالخمسينُسنةُ،وهيُسنواتُتمر ُّعلىُالن ّفسُطو ُ
ُّالعدوُقويّ ُومتمكّنُوجارُلصيقُفيُالوقتُنفسهُُ .
ّ جدّاُإذاُوضعناُفيُالحسبانُأن
لقدُظلُّالر ّجلُصامداُرغمُ محاولاتُالاغتيالُال كثيرةُالت ّيُدب ّرتهاُالاستخباراتُ
الأمريكية ُ،ولمُ تكنُ بعددُ أصابعُ اليدُ ولاُ بالعشرات ُ،فقدُ بلغتُ أكثرُ منُ ستّمائةُ
(ُ)600محاولةُاغتيالُحسبُتصر يحاتُأحدُالوزراءُال كوبي ّينُ !!!..
ُمرةُ نحوُجعلُرجلُ ُهافاناُالقويّ ُيدخّنُسيجارهُال كوبيُّ
وكانُمنُبينهاُالسّعي ّ
المفضّ لُوقدُحشيُبالمتفجّ راتُ !!..
الباردةُبينُالمعسكرينُالش ّرقيُّوالغربيُّ،
ُ ّهُمرُبمرحلةُُالحربُُ
ُّصامداُرغمُأن ّ
ُ الر ّجلُظل
ساسةُلهذهُالحربُ،بلُكادتُأنُتتحو ّلُ
وكانتُبلادهُإحدىُالسّاحاتُالر ّئيسي ّةُوالح ُّ
ُالأمريكي ّةُعامُُ1961محاولةُ
ُ حقيقي ُّةُعندماُقادتُالولاياتُالمت ّحدة
ُ إلىُساحةُحربُُ
ُ
فاشلةُلغزوُكوباُعبرُجيشُمنُال كوبي ّينُالمعارضينُالذ ّينُيقيمونُفيُأمريكاُ..وكانتُ
هزيمةُالقو ّاتُالغاز يةُفيُمعركةُ"خليجُالخنازير"ُالش ّهيرةُ .
63
وبعدُعامُمنُ محاولةُ ُالغزوُتلكُ،أصيبُالعالمُبالفزعُالشّديدُوهوُيرىُنذرُ ُحربُ
نوو ي ّةُشاملةُبينُقطبيُالعالمُفيُذلكُالوقتُ:الولاياتُالمت ّحدةُمنُجانبُ ،والاتّ حادُ
السّوفيتيُّمنُالجانبُالآخرُ !!..
وكانتُكوباُو ُفيدلُكاسُتروُهماُأوّلُ ُمنُسيمحُىُمنُالوجودُفيُتلكُالحربُلوُ
ُ،مربطُالفرسُفيُالت ّوت ّرُ،قدُأخذتُمواقعُُلهاُ
ُ واريخُالسّوفيتي ُّة
قدّرُلهاُالاشتعالُ،فالصّ ُ
فيُكوباُ،وباتّ جاهُالولاياتُالمت ّحدةُرأسُالحربةُفيُالمعسكرُالرأسماليُّ ُ!!..
مصرّاُعلىُمبادئهُوعداوتهُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُ
لُ ُالر ّجلُورغمُكلُّذلكُظ ُّ
نهائي ّاُ،ولمُيحذوُحذوُال كثيرُمنُالز ّعماءُالث ّور يينُالذ ّينُبادرواُ
إلىُأنُتخلّىُعنُالحكمُ ُ
ّةُالأمريكي ّة؛ُفغي ّرواُق ُبلتهمُ
ُ إلىُخلعُعباءةُالث ّورةُعندماُشعرواُبالتّهديدُالجدّيّ ُمنُالقو
ّيُظل ّواُعاكفينُعليهاُسنينُطو يلةُ،وتمسّكواُفيُنفسُالوقتُبكراسيهمُيقابلونُشعوبهمُ
الت ُ
وعدساتُالكاميراتُبنفسُالابتسامةُالمخز يةُ !ُ!..
ظلُّالر ّجلُصامداُإلىُآخرُلحظةُ .ُ..
وفيُنفسُالسّياقُالت ّار يخيُّتابعُالعالمُمنُأطعمُشعبهُ ،سنواتُطو يلةُ ،شعاراتُ
يالي ّة ُ،وظلُُّيصفُ الولاياتُ المت ّحدةُ بالشّيطانُ الأكبر ُ،فلم ّاُ وضعُ
معاديةُ للإمبر ُ
"الشّيطان"ُ رحالهُ علىُ ُمرمىُ حجرُ منُ الد ّيارُ ومرابطُ الخيلُ صُم ّتُُُالآذانُ عنُ هذاُ
الشّيطانُُ،وعنُ مدافعهُ وطائراته ُ،وحلُّ الغزلُ وتقاسمُ الغنائمُ محلُّ تلكُ "العداوةُ
الش ّرسة"ُ ُ!!..
احترمُالر ّجلُفيُهذاُالجانبُفقطُ...وعندماُأعلنُمؤخُّراُ تخل ّيهُالكاملُعنُالحكمُ
تمن ّيتُفيُنفسيُأنُتسيرُقاطرةُالحكمُفيُكوباُالصّ امدةُبشكلُآخرُ :
أنُيضربُُالز ّعيمُالصامدُمثلاُرائعاُلأعدائهُقبلُأصدقائه..؟ ُ؟ ُ
سفنُ !!..
كثيراُماُيحلواُلهاُأنُتجريُبماُلاُتشتهيُال ُّ
ل كنّ ُالر ّياحُُ ُ
64
لقدُانتخبُالبرلمانُال كوب ُيّ ُراؤولُكاستروُرئيساُل كوباُخلفاُللشّقيقُالقائدُ ،ور بّماُ
كانُالأمرُمستساغُاُبعضُالش ّيءُلوُكانُهذاُالشّقيقُفيُبدايةُعهدهُبالشّيخوخةُعلىُ
الأقلُّ .ُ.
ّئيسُالجديدُيبلغُمنُالعمرُست ّةُوسبعينُ(ُ)76عاماُ !!..
لاُ..إنُّالر ُ
ولمُيتوق ّفُالأمرُُعندُهذاُالحدُّفقدُعيّنُخوسيهُرامونُماشادوُفنتورُاُ(ُ77عاما)ُ
نائباُأوّلُللر ّئيسُ،وانتخبُ ُالبرلمانُنواباُأربعةُللر ّئيسُهمُ:خوانُألميداُبوسكيُ(ُ80
عاما)ُوُآبلداردوُكولومويُإيباراُ(ُ 68عاما)ُوأستيبانُلازوُهرنانديسُ(ُ 63عاما)ُ
وخوليوُكاساسُر يغيروُ(ُ71عاما)ُ !!..
خمسةُنو ّابُللر ّئيسُالجديدُ...أصغرهمُيبلغُمنُالعمرُثلاثةُوستّينُعاماُ ُ!!!..
لاُندريُهلُتختلفُمفاهيمُالشّبابُوالشّيخوخةُبينناُوبينُال كوبي ّين..؟؟ ُ
والأربعيني ّاتُ منُ
ُ ّلاثيني ّاتُ
وهلُ يوجدُ فيُ كوباُ اليومُ رجالُ وسياسي ّونُ فيُ الث ُ
أعمارهم..؟ ُ؟ ُ
الأحياءُسن ّاُفيُجزيرةُكوبا.؟؟ ُ
ُ خمسةُهمُأصغرُ
ُ أمُأنُّهؤلاءُالن ّوابُال
وهلُيعنيُهذاُأنُظاهرةُالانقراضُقدُبدأتُزحفهاُعلىُالشعبُالـكوبي..؟ ُ؟ ُ
الل ّهُأعلمُ..ل كنُ...لل ّهُفيُخلقهُشؤونُُ .
ُ
ُ 2008-02-28
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
65
ُ
ُ
ُ
الروحُالر ياضية ُ
ُ
ابتسامةُعريضةُوثقةُعاليةُبالنفسُ،ونبرةُصوتُمتفائلةُ،وجمهورُغفيرُيتفاعلُمعُ
ُجملةُتنطقُبهاُالسيدةُالمفوهةُالمحنكةُ..رسائلُوجهتهاُلخصمهاُالسابقُ،وتأكيداتُ
كل ُ
صر يحةُعلىُمواقفهاُورؤيتهاُلماُيجريُفيُبلادهاُوالعالمُ،وفيُالأخيرُدعمُلخيارُالدائرةُ
المواليةُلدائرتهاُالخاصةُ .
ُ
ُ
ُ
ُ
66
ّدة ُهيلاريُكلينتونُأمامُحشدُكبيرُمنُأنصارهاُفيُواشنطنُ
هكذاُظهرتُالسّي ُ
وهيُتعلنُانسحابهاُرسمياُمنُسباقُالحزبُالد ّيمقراطيُّللت ّرشّ حُلانتخاباتُالبيتُالأبيضُ
القادمةُ..ظهرتُبتلكُ"الر ّوحُالر ّياضي ّة"ُالعاليةُوسلّمتُالرّايةُكاملةُغيرُمنقوصةُلمنافسهاُ
العنيدُالسّيناتورُباراكُأوباماُذيُالأصولُالأفر يقيةُُ .
منُلاُيفقهُشيئاُفيُالل ّغةُالإنجليزُي ّةُ،ولاُعلاقةُلهُبالسّياسةُ
ُ لوُتابعُ ُذلكُالت ّجمعُ ُ
وعالمُ الأخبار ُ،وقيلُ لهُ إنُّ تلكُ المرأةُ تعلنُ فوزهاُ برئاسةُ بلادهاُ الولاياتُ المت ّحدةُ
الأمريكي ّة؛ُلماُكانُأمامهُسوىُتصديقُذلكُ !!..
عظيمُلاُ
ُيدورُعنُانتصارُ ُ
فعلاماتُالفرحُوالن ّبرةُالعاليةُالواثقةُُ،توهمُبأنُّالحديث ُ
ُإلا ُّللقليلُمنُالن ّاسُ،وفيُأزمانُُنادرةُ .
يتحقّق ُ
أمريكي ّةُقاطبةُ،وليسُ
ُ نعمُكانتُتتحدّثُكماُلوُأنّهاُفازتُُبرئاسةُالولاياتُالمت ّحدةُال
جعلهاُأكثرُلمعاناُوإشعاعاُ،هوُ
بترشيحُالحزبُالديمقراطيُّفقطُ،وماُيكملُالصّ ورةُو ي ُ
وقناعتهاُالكاملةُبدعمُمنافسهاُالسّابقُحيثُقالت"ُ:سأعملُمنُ
ُ ُالمرأة ُالقاطعُ ُ
ُ تأكيد
صميمُقلبيُلضمانُأنُيكونُالسّيناتورُأوباماُرئيسناُالقادم"ُُ .
وفيُتقديريُأنّهاُصادقةُفعلاُفيُالاختيارُالذ ّيُمالتُإليهُ،رغمُجهليُبتار يخهاُمعُ
الصّ دقُوال كذبُ،وهيُالمحاميةُاللا ّمعةُفيُعنفوانُشبابهاُُ .
نعمُ..صادقةُلأنّهاُعندماُخسرتُأوُفشلتُفيُالد ّائرةُالأولىُ،وهيُتمثيلُالحزبُ
ّائرةُالث ّانيةُوهيُدائرةُالحزبُ،ولأنّهاُ
ُ ُّفيُسباقُالر ّئاسةُ،لمُيبقُأمامهاُإلا ُّالد
ُ الد ّيمقراطي
حزبُقوي ّاُأمامُالخصمُالعنيدُ
ُ وفي ُّة ُلحزبهاُومناصر يه؛ُفلاُبدُّأنُتعملُليكونُمرشّ حُال
جونُماكينُمرشّ حُالحزبُالجمهوريّ ُُ .
ليسُفيُذاكرتيُالقريبةُحفلُإعلانُفوزُرئيسُعربيُّ،ومظاهرُالفرحُوكلماتُ
كن ّنيُأكادُ
ّكرُوالامتنانُالت ّيُيوجّههاُالز ّعيمُلشعبهُأوُمناصر يهُوجمهورهُالانتخابيُّ،ل ُ
ُ الش
أجزمُأن ّهُلنُيكونُفيُبهجةُوفرحةُحفلُهيلاريُكلنتونُ !!..
67
أوباماُمنُجانبهُالتقطُرأسُالخيطُوقالُفيُبيانُلهُ:إن ّهُسعيدُجداُ،ويشعرُبالفخرُ
لحصولهُعلىُتأييدُهيلاريُكلنُتونُ،ثمُّأشادُبنجاحُحملتهاُفيُجانبُتعبئةُالن ّساءُوتحطيمُ
الحواجزُأمامهنُ .
حقيقي ّةُلمُتبدأُبعدُ،وأن ّهُفيُ
وهكذاُلمُتأخذهُعزةُالانتصارُُ،لأن ّهُيدركُأنُّالمعركةُال ُ
ّ
وجذبُبينهُوبينُمنافستهُالعنيدةُ،
ُ حاجةُإلىُالجميعُ،وأنُّماُحدثُ،منُجدلُُوش ّدُ
ُ
ّيمقراطي ّةُُ .
ُ أمرُعاديّ ُللغايةُ،وطبيعيُّأنُيحدثُفيُالأحزابُالد
حديداُعلىُجانبُالحزبُ
خاباتُالأمريكي ّةُ،وت ُ
ُ إنُّأغلبُماُجرىُعلىُمسرحُالانت
الد ّيمقراطيُّ،هوُممارسةُديمقراطي ّةُعاليةُالمستوىُ،وليسُلناُإلاُالإشادةُبهاُوإظهارُ
الإعجابُ،حت ّىُلوُكانُالغضبُيكسوناُجميعاُمنُالت ّصرفاتُالر ّعناءُ،والمظالمُالمتكر ّرةُ
خارجي ّةُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُُ .
ّيُترتكبهاُالسّياسةُال ُ
ُ الت
إنُّأحزابناُفيُحاجةُإلىُتعميقُالوعيُالد ّيمقراطيُّالحقيقيُُّ ،وبثُ"الر ّوحُالر ياضي ّةُ
السّياسي ّة"ُ،ونشرُأر يجهاُالعطرُعلىُجميعُالمستو ياتُوالهياكلُالإدارُي ّةُمنُالقاعدةُإلىُ
القمّةُُ .
ّئةُُ،ونعيدُ السّينار يوهاتُ
لُ نراوحُ مكانناُُُ،ونستنسخُ الت ّجاربُ السّي ُ
ودونُ ذلكُ نظ ّ
الر ّديئة ُ،وندفعُ إلىُ مقدّمةُ الرّكبُ وسدّةُ القيادةُ بنماذجُ محاطةُ بالعقدُ والوساوسُ
يةُإلا ُّتصفيةُالحساباتُمعُخصومهاُمنُخلال ُإدمانُ
ُ والأحقادُ،لاُترىُلنفسهاُأولو
الد ّسائسُوالمؤامراتُوالعملُمنُوراءُال كواليسُُ .
بثُ ثقافةُ تقب ّلُ الاختلاف ُ،والإقرارُ بحقّ ُ الآخرُ فيُ الت ّنفّسُ
حاجةُُإلىُ ّ
ُ إنّناُ فيُ
الطّبيعيُّ،لأنُّالعظمةُوالعبقر يةُفيُالت ّعايشُمعُالآخرُرغمُشدّةُالاختلافُمعهُُ .
وقضاياُمت ّفقُعليهاُلنعملُفيهاُسويُ ّاُ،وإذاُ
ُ وقم ّةُالحكمةُأنُنبحثُعنُنقاطُمشتركةُ،
وقتاُللاختلافُ ُ.
جدُ ُ
انشغلناُبعدُذلكُفيُالمت ّفقُعليهُفلنُن ُ
68
ّياسي ّةُأوُ
ُّالأمثلة ُم ّرةُفيُبعضُبلادناُ،فماُأنُيسقطُأحدهمُفيُهذهُالجولةُالس ُ
ُ إن
تلكُحت ّىُيبادرُإلىُحرقُكلُّأوراقهُوالت ّنك ّرُلكلُّماضيهُوالتّمل ّصُمنُكلُّعلاقاتهُ،
وإحكامُالأبوابُفيُوجهُ"أصدقاء"ُالأمسُورفقاءُالد ّربُالسّياسيُّ،والسّببُهوُذلكُ
الن ّقصُالحادُّفيُثقافةُالاعترافُبالهزيمةُوالعودةُإلىُالوراءُدونُعقدُ،والانخراطُمنُ
جديدُفيُالمحيطُالسّابقُ .
يقولُ الفيلسوفُ والشّاعرُ محم ّدُ إقبال" ُ:ليسُ كلُّ منُ درسُ علمُ الن ّخيلُ تمت ّعُ
بالر ّطب"ُ .ُ..
ُأوُزجاجيةُ،
ُ نعمُ..ليسُكلُّمنُرفعُشعاراتُديمقراطيةُ،وصنعُصناديقُخشبية
صارُديمقراطي ّاُ !ُ!..
ُ وملأهاُبالأوراقُ،
إنُّالد ّيمقراطي ُّةُالحقيقي ُّةُهيُمجموعةُمنُالقناعاتُوالسّلوكياتُالت ّيُتبدأُأساساُوتتجلّىُ
فيُالعملُالحزبيُّ،وفيُالت ّجاذبُال ُد ّاخليُّالن ّظيفُبينُرفاقُالحزبُالواحدُ،حت ّىُإذاُ
وصلُ الل ّعبُ إلىُ أعلىُ الهرم ُ،لمُ يجدُ الفردُشيئاُ زائداُفيُ نفسهُ،أوُ رغبةُفيُإقصاءُ
الآخرينُوالاستئثارُالكاملُبكلُّشيءُ .
انتقلتُهيلاريُكلنتونُمنُالد ّائرةُالأولىُإلىُالث ّانيةُبسهولةُويسرُ،وهكذاُتستطيعُ
ُإذاُرأيناهاُفيُصفُالجمهور يينُيوماُ،
ّ الانتقالُإلىُالد ّائرةُالث ّالثةُأيضاُ،ولنُنستغرب
صُالبلدُبرمّتهُ ،فتتلاشىُومعُجونُماكينُبالذ ّاتُ،إذاُتعل ّقُالأمرُبمصلحةُأعلىُتخ ّ
أمامهاُجميعُالحساسياتُوالخلافاتُالحُز بيةُ،أوُتتأجّلُإلىُحينُ .
ُ
ُ 2008-06-12
ُ
ُ
ُ
69
ُ
ُ
نُ
فوزُأوباماُوحكمةُماكي ُ
ُ
مرةُ واحدةُ شعرتُ بالتعاطفُ معُ المرشحُ الأمريكيُ الجمهوريُ جونُ ماكين ُ،بلُ
وأحسستُفيُتلكُالمرةُبالشفقةُعلىُذلكُالشيخُالسبعينيُالذيُكانُ يحاولُخلالُ
حملتهُ الانتخابيةُ تجاوزُ عقبةُ الشُعرُ الأبيضُ والتجاعيدُ ولونُ البشرةُ الباهتُ بكلماتُ
حماسيةُوحركاتُتبدوُشبابيةُخلالُصعودهُإلىُالمنصةُأوُمغادرتهُلهاُُ .
ُ
70
تلكُالمر ّةُاليتيمةُكانتُفيُختامُآخرُمناظرةُبينُجونُماكينُُوخصمهُال ُد ّيمقراطيُّ
شابُباراكُأوباماُ..لقدُطلبُمديرُالجلسةُمنُكلاُالمتناظر ينُكلمةُختاميةُمختصرةُ،
ال ُّ
وجاءتُ نبراتُ الر ّجلُ فيُ كلماتهُ الأخيرةُ مستعطفةُ راجيةُ صاغرةُ أمامُ الشّعبُ
الأمريكيُّ،وشعرتُللحظةُأنُّالر ّجلُسيجهشُبالبكاءُلاُمحالةُ !!!...
قالُ السّيناتورُ ماكينُ فيُ جملُ مختصرة ُ:لقدُ خدمتكمُ لمدّةُ ثلاثينُ عاما ُ،وآملُ أنُ
تعطونيُأصواتكمُلأتمكّنُمنُمواصلةُخدمتكمُُ .
ّيمقراطي ّاتُالعر يقةُ .ُ.
ُ إن ّهُجبروتُالصّ ندوقُالانتخابيُّالشّفافُفيُالد
لقدُشاركُالر ّجلُفيُحربُفيتنام ُمتطو ّعاُ لخدمة ُمصالحُبلادهُ ،وظلُّلأكثرُمنُ
خمسُسنواتُأسيرُحربُهناكُ،وقضىُسنتينُمنُتلكُالسّنواتُالعصيبةُفيُحبسُ
انفراديُُّ،وتعر ّضُللت ّعذيبُالشّديدُ !!..
وظلُّالر ّجلُفيُال كونجرسُأكثرُمنُثلاثةُعقودُيمث ّلُولايتهُُ،ويدافعُعنُمصالحُ
جمهورهُالانتخابيُّ .ُ.
ولمُيشفعُلهُكلُّذلكُالماضيُالزّاخرُ !!!..
وهاهوُ يستجديُ الشّعبُ الأمريك ُيُُّ،وينتظرُ أصواتُ الن ّاخبينُ للوصولُ إلىُ البيتُ
الأبيضُ ...
فيُالموقفُنفسهُتكل ّمُالمرشّ حُالشّابُباراكُأوباماُ،وطلبُهوُأيضاُأصواتُالن ّاخبينُ،
ودعاُالشّعبُالأمريكيُّإلىُانتخابه ُلتحقيقُبرنامجهُالذ ّيُيحملُمعهُر ياحُ ُالت ّغييرُ،ل كنّ ُ
إلىُحدُكبيرُ،ولمُأشعرُنحوهُ
ُّ ّابُالأفر يقيّ ُالأصلُظل ّتُعادي ُّةُ
نبراتُصوتُذلكُالش ّ
بأيّ ُشفقةُأوُتعاطفُ،ربّماُلأن ّهُفيُمرحلةُعمر ي ّةُتساعدهُعلىُخوضُغمارُمغامراتُ
انتخابي ّةُقادمةُدونُعائقُالسّنُُّأوُالصّ ح ّةُ .
ومثلُ ال كثيرينُ منُ مواطنيُ العالمُ الث ّالثُ وعالمناُ العربيُّ كنتُ أتمن ّىُ فوزُ المرشّ حُ
الد ّيمقراطيُّباراكُأوباماُ،معُأن ّنيُأدركُتماماُ،كماُيدركُال كثيرونُأيضاُ،أن ّهُلاُيملكُ
71
(عصاُ موسى)ُُلتحو يلُ مسارُ السّياسةُ الأمريكي ّةُ القائمةُ علىُ المصلحةُُالت ّيُ تحدّدهاُ
ُمتوارثةُ،ونظرةُنمطي ّةُللأخلاقُوالمصالحُوالآخرُ ُ.
ُ المؤسّ ساتُمجتمعةُُ،وتحكمهاُتقاليد
ّلتُعلىُمرُ السّنينُووضعُأساسهاُ الأوّلُأولئكُ المغامرونُ الأوائلُ
ّ إنّهاُ نظرةُ تشك
الذ ّينُوطئتُأقدامهمُالعالمُالجديدُمنذُأكثرُمنُخمسمائةُعام..؟ ُ؟ ُ
ُوضعواُالأساسُلنظرتهمُللآخرُوللأخلاقُعندماُرأواُأنُّإُبادةُالهنودُالحمرُأفضلُ
وأيسرُمنُالت ّعايشُمعهمُ،ونقلُالتمّدّنُإليهمُ !!..
وفرحتُ فعلاُ عندماُ فازُ أوباماُ الأفر يقيّ ُ الأصلُ مثلُ ال كثيرُ منُ المواطنينُ
العرب..؟؟ ُ
ّلُذلكُالإحساسُبالانتقامُ،ولوُكانُوهمي ّاُ،منُالر ّئيسُ
ُ فرحةُكانُ محرّكهاُالأو
خوفُفيُكلُّمكانُ،
الجمهوريّ ُجورجُبوشُالذ ّيُملأُالعالمُشراُودماراُ ،وزرعُال ُ
لُكثيراُمنُحكّامُبلدانناُالعربي ّةُوالإسلامي ّةُ،كماُكشفُ
وأثارُحروباُهناُوهناكُ،وأذ ّ
عنُذلكُالر ّئيسُالباكستانيُّالسّابقُبرو يزُمشرّفُفيُمذك ّراته ُأخيراُ ،عندماُقالُإنُّ
بوشُه ّددهُبأنُيعيدُباكستانُإلىُالعصرُالحجريّ ُإذاُلمُيتُعاونُمعهُفيُالحربُعلىُ
الإرهابُعقبُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُ !!..
فرحتُ بفوزُ أوباماُ لأن ّهُ أسودُ البشرة ُ،وليسُ أفر يقيّ ُ الفكرُ والهوىُ بالض ّرورةُ،
كّدُعلىُأن ّهُأبيضُالأفكارُوالت ّوجّهاتُ،ور بّماُأكثرُبياضاُفيُذلكُمنُ
فالبعضُقدُأ ُ
هُفيُأمسُالحاجةُإلىُ
ّ سلف ُهُ،فقدُيكونُأش ّدُوأخطرُعلىُقضاياناُالعادلةُعندماُيجدُنفس
مواقفُضدّناُليدحضُتهمةُأبيهُالمسلمُُ،وعلاقاتهُالسّابقةُبمواطنينُعربُفيُالولاياتُ
المت ّحدةُ !!..
فرحتُُبفوزُأوباماُالأسودُلأنُّمرحلةُطو يلةُمنُالظّلمُفيُحقّ ُالأفارقةُقدُأوشكتُ
علىُالنّهايةُ .
فمثلُغيريُشاهدتُأفلاماُ،وقرأتُكثيراُعنُمآسيُترحيلُالأفارقةُإلىُأمريكاُفيُ
السّفن ُ ،وكيفُكانتُأعدادُكبيرةُمنهمُتموتُفترمىُلحيتانُالبحرُ،وكيفُعامل ُهمُ
72
الر ّجلُ الأوروبيُّ الأبيضُ بقسوةُ بالغةُ فيُ مزارعُ العالمُ الجديد ُ،وقرأتُ عنُ الت ُّمي ّيزُ
حربُالعالمي ّةُالث ّانيُ ّةُ !!..
ُ العنصريّ ُفيُأمريكاُحت ّىُفيُسنواتُماُبعدُال
فرحتُبفوزُباراكُأوباماُ،وفيُالوقتُذاتهُشعرتُباحترامُكبيرُللطّرفُالآخر..؟ ُ؟ ُ
الأمريكي ّينُ فيُ آخرُ
ُ احترامُ لذلكُ الر ّجلُ المسنّ ُ الحكيمُ الذ ّيُ كانُ يستعطفُ
مناظرةُ ُ!!..
لهجتهُأمامُالخصمُالشّابُبعدُإعلانُالن ّتائجُ،لقدُقالُلأنصارهُ:
احترمتهُعندماُتغي ّرتُُ ُ
لقدُات ّصلتُبالسّيدُأوباماُوهن ّأتهُعلىُالفوزُ،ثم ُّطلبُمنُالذ ّينُصو ّتواُلهُواختاروهُأنُ
يساندواُالر ّئيسُالجديدُفيُماُيخدمُمصالحُالولاياتُالمت ّحدةُ !!..
لقدُ طوىُ الر ّجلُ بكلُّ بساطةُ صفحةُ فترةُ الت ّشاحنُ والت ّنافسُ والت ّنابزُ بالألقابُ،
فخصمهُلمُيعدُذلكُالشّابُالغر ُّالذ ّيُلاُيدركُخفاياُالسّياسةُالخارجي ّةُكماُكانُينعتهُ،
ولمُيعدُذلكُالر ّجلُُالذ ّيُكانُيوماُعلىُعلاقةُبإرهاب ُيُّأمريك ُيُّ !!..
لقدُصفّرُالحكمُوأعلنُنهايةُالمباراةُ،وصارُالخصمُهوُخيارُالشّعبُالأمريك ُيُّ،وعلىُ
الجميعُالانحناءُلهذاُالخيارُولوُعلىُمضضُ .
إنُّفوزُباراكُأوباماُالأفر يقيّ ُالأصلُوموقفُمنافسهُجونُماكينُيؤسّ سُُلمرحلةُ
لُماُ
أخرىُمنُالقّوةُستشهدهاُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكيةُشئناُذلكُأمُأبيناُ ،وك ّ
نتمن ّاهُأنُتسيرُتلكُالقو ّةُمستقبلاُفيُاتّ جاهُاحترامناُوالسّماحُلناُبتقريرُمصيرناُبأنفسناُ
واختيارُحكوماتناُومواقفناُُ .
وعسىُ أنُ يكونُ الت ّغييرُ الذ ّيُ رفعهُ أوبُاماُ دافعاُ لناُ نحوُ الت ّفكيرُ فيُ تغييرُ أحوالناُ
نُالت ُّغي ّيرُالحقيقيّ ُلنُيأتيُ
وأوضاعناُ،وأنماطُحياتناُإلىُالأفضلُلتتغي ّرُبالت ّاليُدولناُ..لأ ّ
أبداُمنُالش ّرقُأوُالغربُ،ولنُيبزغُفجرهُإلاُبقرارُصادقُمناُدونُتُدخلُأوُوصايةُ
منُأحدُ .
ُ
ُ 2008-11-13
73
كرنفالُالأنفلونزا ُ
ُ
مؤامرةُيقودهاُسياسيونُورجالُأعمالُومخابرُلصناعةُالأدو يةُ..هكذاُاعتبرتُصحفيةُ
نمساو يةُجريئةُذلكُالـكرنفالُالعالميُالذيُرقصتُحكوماتُومؤسساتُعالميةُ،وحتىُ
شعوبُمتقدمةُ،علىُأنغامهُُ،حيثُاجتهدُالعازفونُالبارعونُأنُتكونُحزينةُوحانيةُ
علىُالبشر يةُومستقبلهاُالصحيُ .
ُ
ُ
74
إنّهاُ صحفي ّةُ تدعىُ "يانُ بيرغرُ مايستر"ُ متخصّ صةُ فيُ الشّؤونُ العلمي ّةُ استغربتُُُمنُ
"كرنفالُأنفلونزاُالخناز ير"ُمثلُال كثيرينُُفيُهذاُالعالمُالذ ّيُيعجّ ُبالعقلاءُوالحكماءُ،كماُ
يعجّ ُبمرضىُومجانينُ،وانتهازييُّالسّياسةُوالمالُوالاقتصادُ ..
استغربتُ منُ شراسةُ الحملةُ وطر يقةُ إدارتهاُُ،وسرعةُ انتشارهاُ وتكاتفُ "أصحابُ
المصالح"ُوتعاضدهمُلإنجاحهاُعبرُضخ ُّالمعلوماتُوالأرقامُالمثيرةُالمرعبةُ !!..
استغربتُمنُكلُّذلكُولمُتقفُمكتوفةُالأيديُ،بلُبادرتُإلىُتصعيدُالأمرُإلىُ
درجاتهُالقصوىُ،عندماُأودعتُشكوىُعندُمكتبُالت ّحقيقاتُالفيدراليُّالأمريكيُّ
ض ُّد ُمنظّمةُالصّ حةُالعالمي ّةُ ،الت ّيُتول ّتُكبر ُتضخيمُداء ُأنفلونزاُالخنازيرُوالت ّحذيرُمنهُ
بشكلُمثيرُللغايةُُ .
ولمُتكتفُالصّ حفي ّةُالنّمساوُي ّةُبذلكُبلُاشتكتُأيضاُمنظّمةُالأممُالمت ّحدةُوالر ّئيسُ
الأمريكيُّباراكُأوباماُ،وبعضُالأسماءُالمعروفةُفيُاللّوُبيُاليهوديّ ُبالولاياتُالمت ّحدةُ
الأمريكي ّةُ !ُ!..
ُالمعني ّينُبالأمرُخطيرةُللغايةُ،وقدُتبدوُأكثرُ
حفي ّةُفيُوجه ُ
التّهمُالت ّيُقذفتُبهُالصّ ُ
منُ الحدُّ المعقول ُ،حيثُ ذكرت ُ،حسبُ ماُ جاءُ فيُ وسائلُ الإعلام" ُ،القضاءُ علىُ
سكّانُالأرضُ..القتلُالجماعيُّللبشر"ُ !!!..
وقدُيكونُلهاُماُيبر ّرُذلكُالمنحىُ،وقدُنت ّفقُمعهاُفيُذلكُأوُنختلفُ،ل كنّ ُالمؤكّدُ
أنُّجميعُالعقلاءُفيُعالُمُاليومُيت ّفقونُمعهاُفيُمسألةُجنونُ تحقيقُالأرباحُالمادي ّةُ،
وسعيُكثيرُمنُشركاتُالد ّواءُالعالمي ّةُ نحوُهذاُالهدف ُ،كماُظهرُذلكُجلياُخلالُ
العقودُالأخيرةُ ،منُخلالُالاحتكارُوعدمُالت ّرخيصُلإنتاجُأدو يةُبأسعارُمعقولةُ
تناسبُ شعوبُ العالمُ الفقيرة ُ،وحت ّىُُعرقلةُ أيّ ُ جهودُ جادةُ لإنتاجُ أدو يةُ خارجُ
ّةُفيُملف ُداءُالإيدزُالذ ّيُتستأثرُبإدارتهُوأرباحُ
ُّ "منظومةُالاحتكارُال كبرى"ُخاص
أمصالهُشركاتُُدواءُُغربي ّةُ !!..
75
الأ ُي ّامُ القادمةُكفيلةُ بأنُ تكشفُ ال كثيرُ منُ الحقائق ُ،وكفيلةُ أيضا ُ،وللأسفُ
الشّديدُُ،بأنُ تطفئُُُوهجُُدعوىُ تلكُ الصّ حفي ّةُ الجريئةُ وغيرهُاُُ،وتحو ّلهاُ إلىُ المراتبُ
الأخيرةُفيُسل ّمُالاهتماماتُالعالمي ّةُ .ُ..
إلا ُّفيُحالةُتزايدُالد ّعواتُالمماثلةُعبرُ مختلفُأنحاء ُالعالمُ،بالإضافةُإلىُالحملاتُ
الإعلامي ّةُالمواز ي ّةُوالمكث ّفةُلتفويتُالفرصةُعلىُسماسرةُالد ّواءُوالمالُالمحليّينُوالد ّوليينُ،
ُ
ُّمنُ"كُرُن ُفالُالأنفلونزا"ُوإيقافُحملةُالت ّخو يفُالعالمي ّةُالمستمر ّةُمنذُعدّةُأشهرُ،
ُ والحد
ومنُثم ُّوضعُهذاُالد ّاءُفيُحجمهُومكانهُالمناسبُ .
وغيرُبعيدُعنُسياقُالد ّعوىُالت ّيُرفعتهاُالصّ حفي ّةُالنّمساو ي ّةُيمكنُللمتأمّلُفيُمسارُ
العولمةُالاقتصادي ّةُ،وسجلُّالش ّركاتُالعالمي ّةُالعابرةُللقارّاتُأنُيعرفُال ُس ّرُّبكلُّسهولةُ،
نُالأساسُعندُالقومُهوُالر ّبحُ،والر ّبحُالمطلقُالمجر ّدُفيُأكثرُالأحيانُ،دونُأيّ ُ
لأ ّ
اعتباراتُإنساني ّةُأوُثقافي ّةُأوُصحي ّةُ،حت ّىُلوُملأتُتلكُالش ّركاتُالد ّنياُضجيجاُوشغلتُ
الن ّاسُبشعاراتهاُالبر ّاقةُ !!..
ىُوالأمرُمنُذلكُأنُّالأساسُالذ ّيُتقومُعليهُالر ّأسمالي ّةُالأمريكي ّةُ،
ّ بلُإنُّالأده
والغربي ّةُعموماُ،وتجلي ّاتهاُفيُجميعُالمجالاتُ،هوُتلكُالت ّصرفاتُوالن ّشاطاتُالت ّيُمارسهاُ
ّسُالصّ عداءُويخرجُمنُقوقعتهُ
الغربُ"المتخل ّف"ُقبلُخمسمائةُعامُ،عندماُراحُيتنف ُ
وينفضُعنُنفسهُغبارُالقرونُالوسطىُليغزوُبعدُذلكُالش ّرقُوالغربُ،ويتلم ّسُماُ
حولهُ وينهبُ خيراتُ القّاراتُ والشّعوبُ الفقيرةُ باسمُ الاكتشافاتُ الجغرافي ّةُ ونشرُ
المدني ّةُوالحضارةُ ُ!!!..
ولعلُّ أبرزُ مثالُ فيُ هذاُ الشّأنُ ماُ أوردهُ الصّ حفيّ ُ والكاتبُ المصريّ ُ ال كبيرُ محم ّدُ
حسنينُ هيكلُ فيُ كتابهُ "الز ّمنُ الأمريكيُّ منُ نيو يوركُ إلىُ كابل"ُ وهوُ يتحدّثُ عنُ
بداياتُ"العالمُالجديد"ُوخصوصاُتلكُال ُش ّركاتُالت ّجارُي ّةُالت ّيُشكّلتُأساسُالولاياتُ
المت ّحدةُالأمريكية..؟؟ ُ
76
الألفي ّةُ الث ّالثةُ فيُ
وينقلُ الأستاذُ هيكلُ عنُ كتابُ "العملاق"ُ الذ ّيُ صدرُ مطلعُ ُ
اُوباحثاُ،حاولواُجميعاُالغوصُفيُ
ُ ُفيُوضعهُأكثرُمنُثلاثينُكاتب
ُ نيو يوركُ ،وشارك
حالي ّة....؟ ُ؟ ُ
أسرارُوخفاياُالت ّجربةُوالد ّولةُوالقو ّةُالأمريكي ّةُال ُ
ينقلُبعضُتفاصيلُتلكُالبداياتُالأولىُللمهاجرينُالأوروبي ّينُالمغامرينُنحوُالعالُمُ
الجديدُوالث ّرواتُالمكدّسةُالت ّيُأذهلتهمُ،وأخبارُوأسرارُأوّلُشركةُمساهمةُتأسّ ستُفيُ
طرقُوإنشاءُالبناياتُ،مم ّاُ
تلكُالبلادُالبكرُ،وهيُشركةُ"فرجينيا"ُالت ّيُبادرتُإلىُشقّ ُال ُّ
نب ّهُ الهنودُ الحمر ُ،سكّانُ أمريكاُ الأصليّين ُ،إلىُ أنُّ المهاجرينُ البيضُ الذ ّينُ نزلواُ علىُ
شواطئهمُ"لمُيعدُيكفيهمُماُامتدتُإليهُأيديهمُمنُذهبُوجواهرُوماُخطفوهُمنُ
بناتُونساءُ،وهمُالآنُينصبونُخياماُعلىُالأرضُ ،ويدق ّونُو يحفرونُ ،وقد ُجاؤوُاُ
بآلاتُوبذورُ،وإذنُفهيُإقامةُوليستُز يارة"ُ ُ!!!..
و يوردُكتابُ"العملاق"ُ،حسبُالأستاذُهيكلُ،تقريراُلشركةُ"فرجينيا"ُكتبُعامُ
اُإلىُجمعي ّةُالمساهمينُفيُلندنُوفيهُبالن ّص"ُ:إنُّالخلاصُمنُالهنودُ
ُ جه
وكانُم ُو ُّ
ُ ُ1624
الحمرُأرخصُبكثيرُمنُأي ّةُمحاولةُلتمدينهمُ،فهمُهمجُ،برابرةُ،عراةُ،متفر ّقونُجماعاتُ
فيُ مواطنُ مختلفة ُ،وهذاُ يجعلُ تمدينُهمُ صعبا ُ،ل كنّ ُ الن ّصرُ عليهمُ سهل ُ.وإذاُ كانتُ
محاولةُتمدينهمُسوفُتأخذُوقتاُطو يلاُ،فإنُّإبادتهمُتختصرهُ،ووسائلناُإلىُالن ّصرُعليهمُ
كثيرةُ:بالقو ّةُ،بالمفاجأة ُ،بالت ّجو يعُ،بحرقُالمحاصيلُ،بتدميرُالقواربُوالبيوتُ،بتمز يقُ
شباكُالصّ يدُ،وفيُالمرحلةُالأخيرةُالمطاردةُبالجيادُالس ّر يعةُوالكلابُالمدرّبة"ُ !!!..
إنّناُ نحترمُ ماُ فيُ الغرب ُ،والولاياتُ المت ّحدةُ علىُ وجهُ الخصوص ُ،منُ ديمقراطي ّةُ
وحر ي ّاتُوحقوقُإنسانُ،ل كنُّ ُالحقيقةُالمر ّةُأنُّالسّياسةُالخارجي ّةُلبلادُالغربُماُ
زالتُتدارُ،فيُكثيرُمنُجوانبهاُالاقتصادي ّةُوالمالي ّةُوالسّياسي ّةُ،بمُنطقُتلكُالر ّسالةُالت ّيُ
كتبتُقبلُمئاتُالسّنينُ !!!..
ُتدارُ بمنطقُ وفكرُ ذلكُ المغامرُ الانتهازيُ النُفعيُُالذ ّيُ عبرُ البحارُ والمحيطاتُ
واستولىُعلىُأراضيُوخيراتُالآخر ينُوصادرُح ّقهمُفيُالحيُاة..؟؟؟ ُ
ُ ُُُُ2009-09-26
77
ُ
ُ
ُ
كفاكمُفقدُمللناكُم ُ
ُ
أطلقُساقيهُللريحُوجرىُبأقصىُماُيستطيعُدونُأنُيلتفتُإلىُالوراءُ،كانُيحاولُ
الخروجُمنُالمدينةُليسرحُويمرحُفيُأرضُاللهُالواسعةُ..أوقفهُأحدهمُليسألهُعنُ
اُيقضيُبفقءُ
ُ الخطبُ،فأجابهُبعدُأنُأدركُبعضُالأمانُ:إنُالسلطانُقدُأصدرُفرمان
العينُالثالثةُلكلُمنُثبتُعليهُذلكُ..وقدُفررتُبنفسيُلأنجوُمنُعذابُشديدُُ .
ُ
ُ
78
فغرُالسّائلُفاهُمنُالد ّهشةُوصرخُ:ل كنّ ُفيُوجهكُمنُالأعينُاثنينُفقطُ،فماُ
الد ّاعيُلهذاُالخوفُوالهروب ُوهجرُالوطنُوالأهلُوالخلا ّنُ..استردُّبعضُأنفاسهُثم ُّ
ردُّوعلىُشفتيهُابتسامةُساخرةُ:المشكلةُأنُّأعوانُالسّلطانُيقومونُبعملي ّةُالفقءُأوّلاُُ،
ثم ُّيحسبونُعددُالأعينُ،فإنُكانتُثلاثُفقدُأصابواُالهدفُ،وإنُكانتُاثنتينُفقطُ
غادرواُدونُمجر ّدُاعتذارُللمسكينُالذ ّيُسيقضىُبقيةُحياتهُبعينُواحدةُ !!!..
حرفي ّتهاُ ،حت ّىُفيُعصورُالعقابُ
القصّ ةُرمزي ّةُدونُشكُ،ولاُنتصو ّرُأنّهاُوقعتُ ب ُ
الجماع ُيُّ،وألوانُالت ّنكيلُالذ ّيُشهدتهُبعضُالأممُعلىُيدُجيوشُالمغولُوأشباههمُمنُ
الغزاةُالمتوحّشينُ ُ.
ل كنّ ُالمفارقةُأنُّبعضُالشّعوبُالمعاصرةُعايشتُماُيشبهُتلكُالقصّ ةُبأشكالُوألوانُ
أخرىُ،وتابعُالعالُمُأجمعُأحداثُالمآسيُوالو يلاتُبعدُأنُقر بتُالمسافاتُُ،وتعدّدتُ
وصغيرةُفيُمشارقُالأرضُ
ُ لُكبيرةُُ
وتنو ّعتُوسائلُُالات ّصالُالحديثةُالت ّيُتنقلُلناُك ّ
ومغاربهاُ،وعلىُمدارُاليومُوالل ّيلةُُ .
ركاتُالأمني ّةُالخاصّةُ،علىُ
ُ ُالأمريكي ّونُفيُالعراقُوأفغانستانُ،وعناصرُال ُش ّ
ُ الجنود
أهبةُالاستعدادُللقتلُوأصابعهمُعلىُالزّنادُدائماُ،فالأصلُعندهمُأنُّالجميعُأعدا ُءُُ،
وبعدهاُيمكنُالتّمييزُ !!..
وهكذاُيطلقُالجنديّ ُالأمريكيُّالن ّارُلمجر ّدُشكّ ُبسيطُ،ومنُهناكُتستطيعُُالقيادةُ
الت ّحر ّيُفيماُحدثُ،وإنُكانُالقتلىُذكوراُأوُإناثاُوينتمونُإلىُالقاعدةُأوُطالبانُُ،
ّينُعزلُ ،أوُحت ّىُعناصرُمنُالش ّرطةُوالجيشُالأفغانيُّأوُالعراقيُّ
ّ أمُهمُ مجر ّدُمدني
اختارواُالمرورُفيُالوقتُوالمكانُالخطأُبالن ّسبةُللد ّور ي ّةُالأمريكي ّةُ !!..
المآسيُالت ّيُنقلتهاُوسائلُالإعلامُالأمريكي ّةُكثيرةُ،وآخرهاُماُاقترفهُخمسةُجنودُفيُ
ُ
أفغانستانُ..يقولونُإنُّقائدُوحدتهمُ(المعتوه)ُأمرهمُبقتلُمدني ّينُأفغانُع ّزلُبشكلُ
وحشيُّ !!!..
ُوالمصيبةُ بعدُ ذلك ُ:حيثُ يواجهُ هؤلاءُ الجنودُ تهمةُ القتلُ لأجلُ الت ّسليةُُوقطعُ
الأصابعُ وأجزاءُ أخرىُ منُ أجسادُ الضّ حاياُ والاحتفاظُ بهاُ كتذكار ُ،وهيُ درجةُ
79
متقدّمةُجداُفيُالوحشي ّةُوالاستهانةُبالآخرُظهرتُفيُفضائحُسجنُ(أبوُغريب)ُبالعراقُ
وأماكنُأخرىُ ُ.
تذك ّرتُ قصةُ فرمانُ السّلطانُ وفقءُ العينُ الث ّالثةُُ،وأناُ أتابعُ تصر يحاتُُإدُُميليباندُُ
الز ّعيمُالجديدُلحزبُالعمّالُالبر يطانيُُّ .
لقدُتعهّدُالر ّجلُبأنُيخل ّصُالحزبُمنُأشباحُالماضيُ،وقالُإنُّعلىُ(العمّال)ُأنُ
يقر ُّبالأخطاءُالت ّيُارتكبتُطيلةُثلاثةُعشرُسنةُبماُفيُذلكُغزوُالعراقُالذ ّيُوصفهُ
بالخطأُال كبيرُُ .
ُشبيهةُسمعناهاُقبلُذلكُمنُأقطابُالإدارةُالجديدةُفيُالبيتُالأبيضُ،
ُ تصر يحات
عندماُحم ّلواُالسّاكنينُالقدامىُبعضُالأخطاءُفيُمسيرةُالحربُعلىُالإرهابُ .
نعمُإنُّماُحدثُهوُمجر ّدُأخطاءُلاُترقىُإلىُدرجةُجرائمُالحربُوالإبادةُالجماعي ّةُ
للشّعوب ُ،والد ّوسُ علىُ أحلامهاُ منُ أجلُ مصالحُ ال ُش ّركاتُ ال كبرىُ والل ّوبياتُ
الاقتصادي ّةُوالسّياسي ّة..؟؟ ُ؟ ُ
وأسلوبهمُفيُتطبيقُالفرمانُ ُ!!!..
ُ إن ّهُمنطقُأعوانُذلكُالسّلطانُ،
مليونُ عراقيُّ قتيلُ وملايينُ اليتامىُ والأراملُ والمشرّدينُ والمعو ّقين ُ،وملياراتُ
الد ّولاراتُالت ّيُضاعتُفيُمشار يعُماُيسمّىُإعادةُالإعمار..؟؟؟ ُ
لُذلكُمجردُخطأُ،ويحتاجُفقطُمنُزعيمُحزبُالعمّالُالجديدُإلىُخطّةُتخل ّصهُ
ك ُّ
منُأشباحُالماضيُ،ليصلُإلىُالحكمُفيُالانتخاباتُالقادمةُ !!!..
ر بّماُنسل ّمُلهُببعضُالحقّ ُلوُاستطعناُالن ّظرُمنُزاويتهُهوُ..ل كنُ..أليسُمنُحقّ ُ
الشّعوبُ المتضرّرةُ أيضاُ أنُ تتساءلُ عنُ أسبابُ الجريمةُُ،ودوافعهاُ الحقيقي ّةُُ،ومتىُ
إلغاءُ
تتخل ّصُهيُأيضاُمنُأشباحُالماضيُالت ّيُصنعتهاُالقراراتُُالأناني ُّةُالمبني ُّةُعلىُنظر ي ُّةُ ُ
إذاُتعارضُمعُالمصلحةُالمنشودة..؟؟ ُ؟ ُ
ُ فيُالوجودُ
ُ الآخرُ
حقُُّ ُ
لقدُاعتمدُالأمريكي ّونُفيُغزوهمُللعراقُعلىُفرضي ّةُامتلاكُنظام ُصدّامُحسينُ
ُ
لأسلحةُالد ّمارُالشّاملُ،وسو ّقواُللفكرةُحت ّىُصدّقوهاُعلىُماُيبدوُ،ودخلواُالبلادُوقتلواُ
طولاُوعرضُاُبحثاُعنُتلكُالأسلحةُالمزعومةُ،أوُهكذاُحاولواُ
وحرثواُالأرضُ ُ
ُ العبادُ،
ُ
80
ُخالي ّةُ،وقالواُإنّهمُأخطأواُالت ّقديرُلأنُّ
إيهامناُ،ثم ُّظهرواُأمامُالعالمُبعدُذلكُبأياد ُ
تقاريرُوكالتهمُالاستخباراتي ّةُلمُتكنُدقيقة..؟؟؟ ُ
ُالر ّأسُ !!!..
واعتذرواُ..ل كنُبعدُخرابُ(مالطة)ُ،كماُيقالُ،وبعدُأنُشقّ ُالفأس ُ
إنُّقصةُفرمانُالسّلطانُوماُحدثُمنُأخطاءُواعتذاراتُغربي ّةُستكونُمقبولةُ
فقطُإذاُأخضعناُأنفسناُإلىُدرجاتُعاليةُمنُحسنُالظّنُبهؤلاءُالقومُ،وحذفناُمنُ
ذاكرتناُال كثيرُمنُالصّ ورُوالمواقفُوالن ّظر ياتُالت ّيُتحكمُطر يقةُتفكيرهم..؟؟ ُ؟ ُ
أمّاُغيرُذلكُفإنُّكلاماُكثيراُيمكنُأنُيقالُفيُهذاُالسّياقُ ،و يكونُعبرةُلناُفيُ
الجزائرُ ونحنُ نتابعُ هذاُ الاهتمامُ والضّ جيجُ الأمريكيُّ الفرنسيُّ حولُ الحربُ علىُ
الإرهابُفيُمنطقةُالسّاحلُوالصّ حراءُ،وعملياتُالخطفُالت ّيُتحدثُمنُحينُلآخرُ
ُمبالغُطائلةُلتحريرُالر ّهائن..؟ ُ؟ ُ
ُ وماُيتبعهاُمنُدفع
ماُأحوجناُإلىُصرخاتُعاليةُتقولُلهمُ:كفاكمُفقدُمللناكمُ .ُ..
ُلقدُأفزعتمُالعالمُعقداُكاملاُباسمُالحربُعلىُالإرهابُ ،وشرّعتمُبهُلأنفسكمُماُ
أردتُمُ،وجعلتمُمنُأحداثُسبتمبرُ(قميصُعثمان)ُ،وطفتمُبهُجهاتُالعالُمُالأربعُ،
وبكيتمُوضربتمُوانتقمتمُ !!!..
ألمُتطفئُهذهُالحروبُظمأكمُإلىُالد ّماء..؟؟ ُ؟ ُ
ابحثواُل كمُعنُشرعي ّةُأخرىُبعيداُعنُأرواحناُواقتصادناُوثرواتناُوأرضناُوصحرائناُ
البريئةُالطّاهرةُ..دع ُواُحكوماتناُوشعوبهاُتتدب ّرُالأمرُإنُكانُفيهُشيءُمنُالحقيقةُ..
لقدُانكشفُالمستورُ ..
حّت ّىُلوُكن ّاُفيُالعصرُالحجريّ ُو بوسائلُات ّصّ الهُالبسيطةُ...لوُكناُهناكُلأدركناُأنُوراءُ
الأكمةُُماُوراءهاُبعدُت ُكرارُالمشاهدُالهوليودي ّةُوالخدعُالبصر ي ّةُالغبي ّةُُ .
ُ
ُ ُُُُ2010-10-02
ُ
81
ُ
ُ
قديمةُواللهُ..وسخيفةُأيضُا ُ
ُ
إذاُكانُالمتحدثُ مجنوناُفليكنُالمستمعُعاقلاُ..مثالُعاميُتذكرتهُوأناُأقرأُبعضُ
حديثُرئيسُالوزراءُالبر يطانيُدُيفيدُكاميرونُأمامُمجلسُالعمومُ..لقدُقالُالرجلُ:
ُالقنبلة ُجرىُحملهاُعبرُطائرةُ شحن منُاليمنُإلىُالإماراتُثمُإلىُألمانياُ
ُ "حقيقة ُأن
ُ
ظهرُاهتمامُالعالمُكلهُبالعملُمعاُللتُعاملُ
وبر يطانياُفيُطر يقهاُإلىُالولايات المتحدةُ،ت ُ
معُهذاُالأمر"ُ .
ُ
82
ّاريخُ يعيدُنفسهُ..عبارةُشائعةُل كنّ ُهناكُمنُلاُيستسيغهاُويرىُأنُّالبديلُعنهاُ
الت ُ
هوُ الحديثُ عنُ جهالةُ الإنسانُ وتكرارهُ لأخطائهُُ،ومنُ هناكُ تتحر ّكُ أناملهُ فينسجُ
أحداثاُمشابهةُلماُشهدهُالماضيُدونُأنُيكر ّرُالت ّاريخُنفسهُكماُي ُقالُ .ُ.
وفيُضوءُهذاُالكلامُلناُأنُنتساءلُإنُكانُالغربُيكر ّرُمسرحياتهُالمكشوفةُليخدعُ
ُمطامعهُومصالحُهُ
ُ يعهُو يحقّق
بهاُنفسهُ،أمُليراوغُشعوبناُوحكوماتناُ،ويمر ّرُعبرهاُمشار ُ
ةُالمكيافيل ّي ّةُكأساسُللحكمُوالسّياسةُوالت ّعاملُ
ُ ّبةُهناُوهناكُ،والقائمةُعلىُمبدأُالن ّفعي
المتشع ُ
شعوبُالأخرى..؟ ُ؟ ُ
معُال ُّ
عندماُقرأتُكلامُديفيدُكاميرونُ،سالفُالذّكرُ،تذكرتُالعالمُالغربيُّوهوُيستمعُ
إلىُ بياناتُ صادرةُ منُ كهوفُ أفغانستانُ عامُ ألفينُ وواحد ُ،وعادتُُُصورةُ ذلكُ
الاستثمارُ البشعُ المقز ّزُ الذ ّيُ مارستهُ إدارةُ البيتُ الأبيض ُ،والحكوماتُُالغربي ّةُ
المتحالفةُمعهاُ ُ!!..
استثمارُفيُالعواطفُوالمشاعرُالشّعبي ّةُالغربي ّةُالت ّيُألفتُالأمنُوالأمانُ،فجاءُمنُ
يضخّ مُلهاُبياناتُال كهوفُو يصو ّرهاُنذيرُحربُُشاملةُومدمّرةُعلىُأوروباُوأمريكاُ،
الأمريكي ّونُ علىُ مدينتيُ هيروشيماُ
ُ وأنُّ نتائجهاُ قدُ تفوقُ القنابلُ الذ ّر يةُ الت ّيُ ألقاهاُ
وناكازاكيُالياباني ّتينُنهايةُالحربُالعالميةُالث ّانية..؟!!ُُنتائجُلاُيمكنُتصو ّرهاُبأيّ ُحالُ
منُالأحوال!!..؟ ُ
إنّهاُحملاتُ الاستغفُالُالغربيُّ للشّعوبُ فيُ الن ّصفُ الشّماليُّ منُال كرةُ الأرضيةُ.
وأيضا ُ:لمنُ أعطىُ لعقُلهُ إجازةُ مفتوحةُ منُ سكّانُ الن ّصفُ الجنوبيّ ُ،خاصّةُ العالُمينُ
العربيُّوالإسلاميُّ ُ!!..
ُالإعلامُالعالمي ّةُ
ُ نعمُ..إن ّهُاستغفالُكبيرُماُبعدهُاستغفالُعندماُتطلعُعليناُوسائل
بأخبارُتلكُالمجموعةُالمطاردةُفيُبلادُشبهُالجزيرةُالعربي ّةُ،حيثُيلاحقهاُعددُمنُ
الأجهزةُ الأمني ّةُ الإقليمي ّةُ والد ّولي ّةُُ،ومعُ ذلكُ تخترقُ إجراءاتُ الت ّفتيشُ فيُ عدّةُ
مطاراتُعالمي ّةُ،ومنُهناكُتقتربُمنُهدفهاُوهوُالوصولُبالطّردُالمفخّ خُإلىُالولاياتُ
المت ّحدةُالأمريكي ّةُ !!!..
ُ
83
ُطردُمفخّ خُُ،فيمر ُّبسلامُ
إنّهاُقم ّةُالاستغفالُوالاستهانةُبعقولُالآخرينُعندماُيتحر ّك ُ
عبرُعددُمنُالمطارات..؟؟ ُ؟ ُ
البدايةُيمكنُتصديقهاُبسهولةُلأكثرُمنُسببُوسببُفيُبلادُاليمنُالسّعيدُ..بدءاُ
بالت ّسي ّبُ الإداريّ ُ والأمنيُُُّ،وليسُ انتهاءُُُبأجهزةُ الر ّصدُ والت ّفتيشُ الت ّيُ قدُ تكونُ
متواضعةُمقارنةُبماُوصلتُإليهُالمطاراتُالد ّوليةُال كبيرةُفيُالش ّرقُوالغربُعلىُحدُّ
سواءُ .
أمّاُبعدُاليمنُ...فتبدأُظلالُالشّكّ ُحيثُدولةُالإماراتُالعربي ّةُالمت ّحدةُوماُتشتهرُ
بهُمطاراتهاُمنُالخدماتُالرّاقيةُوالمراقبةُالد ّقيقةُوالحزمُالأمنيُّ،ولعلُّقضيةُاغتيالُ
القياديّ ُالفلسطينيُّمحمودُالمبحوحُخيرُشاهدُعلىُتقدّمُوسائلُالمراقبةُوالت ّحريّ ُالت ّيُ
وصلتُإليهاُأجه ُزةُالأمنُالإماراتي ّةُ .
ومنُدولةُالإماراتُيصلُالطّردُالمفخّ خُإلىُألمانياُُ،ثم ُّبر يطانياُليتم ُّاكتشافهُقبلُأنُ
يبلغُمحطّتهُالنّهائي ّةُ،وهيُمعبدُيهوديّ ُفيُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُحسبُتصر يحاتُ
كبيرُالبيتُالأبيضُالر ّئيسُباراكُأوباماُ ُ!!!..
الحقيقةُأنُّالمخرجُتسرّعُفيُقبولُالسّينار يوُوإخراجهُ،والسّببُهوُعاملُالوقتُالذ ّيُ
ّينُيقفونُوراءُالعملي ّةُبرمّتهاُ..وبشيءُمنُالت ّع ُّقلُر بّماُاستطاعُ
ُ لمُيكنُفيُمصلحةُالذ
ُعلىُنصُآخرُأفضلُوأقربُإلىُالواقعُ ُ!!!..
ُّ هذاُالمخرجُالحصول
ل كنُ هذاُ ماُ حدث ُ ُ...لقدُ جاءُ المشهدُ هز يلاُ تافهاُ لاُ يقنعُ مجتمعاتُ القرونُ
الوسطىُفيُأوروباُ،فكيفُبعالُمُالقرنُالواحدُوالعشرينُ،وثورةُالات ّصالُوالت ّكنولوجياُ
ّدةُمنُالوسائط..؟؟؟ُُقديمةُوالل ّهُ،وسخيفةُ
ُ وشيوعُالمعلوماتُوتدف ّقهاُعبرُأنواعُمتعد
أيضاُياُجماعةُ .
يكيليكسُموجةُعارمةُمنُالشّكّ ُوالقلقُلدىُالشّعوبُالغربي ّةُُ،
ُ لقدُأثارتُوثائقُو
وتعالتُالد ّعواتُإلىُالت ّحقيقُوالمساءلةُعنُتلكُالأحداثُالد ّاميةُوالجرائمُالت ّيُحدثتُ
ّاتُالأمريكي ّةُفيُالعراقُُ .
ُ تحتُسمعُوبصرُالقو
كماُتعالتُالأصوُاتُالمناديةُبالانسحابُمنُأفغانستانُ،بعدُأنُباتتُالأمورُتت ُّجهُنحوُ
مستنقعُحقيقيّ ُستغرقُفيهُأرجلُ عناصرُ القواتُ الأمريكي ّةُوالد ّوليةُ هناكُ،وربماُ
84
تكر ّرتُ مشاهدُ مشابهةُ لماُ حدثُ للسّوفييتُ والجيشُ الأحمرُ فيُ أفغانستانُ خلالُ
ثمانيني ّاتُالقرنُالماضيُُ .
أمسُ الحاجةُ إلىُ
وهكذا ُ،بعدُُوثائقُ و يكيليكس ُ،صارتُ الإدارةُ الأمريكي ّةُ فيُ ّ
لُ محلُّفضائحُالوثائقُوفظاعتهاُوبشاعتها؛ُفكانتُالطّرودُالمفخّ خةُ
قصصُإخبار يةُ تح ّ
خاصُفيُ
الت ّيُاحتل ّتُالعناوينُالر ّئيسي ّةُفيُنشراتُالأخبارُ،وصارتُحديثُالعامُّوال ّ
الد ّولُالغربُي ّةُ .
أسبابُأخرىُقدُتكونُوراءُسينار يوُالطّرود...؟؟ُ ُوجُ ُهاتُأخرىُقدُتستفيدُمنُ
الضّ جةُالإعلامي ّةُ،ومنهاُحكوماتُأوروبيةُتعانيُمشاكلُوأزماتُ،بينهاُفرنساُوساستهاُ
ومخل ّفاتُوتبعاتُالإضراباتُوالمظاهراتُالأخيرةُعلىُخلفي ّةُرفعُسنّ ُالت ّقاعد..؟ ُ؟ ُ
لُهيُالأجدرُبالد ّراسةُوالملاحظةُ،ومنُذلكُمشاكلُ
ل كنّ ُالن ّتائجُالمتعلقّةُبناُتظ ّ
الصّ حراءُال كبرىُوقضاياُالاختطافُهناكُ ،ودفعُالفديةُلتلكُالعصاباتُالمسل ّحةُ،
وتداعياتُ ذلكُ علىُ أمنُ دولُ المنطقةُ ومحاولاتُ فرنساُ الت ّدخلُ بأيّ ُ شكلُ منُ
الأشكالُ ُ!!!..
ُالر ّئيسُالأمريكيُّالجمهوريّ ُالسّابقُجورجُ
لقدُذاقُالعالمُالطعمُالمر ُّلسنواتُحكم ُ
بوشُ،وهاهيُفز ّاعةُالطّرودُالمفخّ خةُتتزامنُمعُفوزُالجمهورُي ّينُفيُانتخاباتُالت ّجديدُ
الن ّصفيّ ُلل كونغرسُالأمريك ُيُّ،واستحواذهمُعلىُعصاُغليظةُيلو ّحونُبهاُفيُوجهُأوباماُ
متىُ وكيفُ أرادوا..؟؟ُ ُ ومنُ هذهُ المعادلةُ الجديدةُ ينبغيُ علىُ المستهدفينُ الحذرُ
واستحضارُجميعُمهاراتُالل ّعبُالذ ّكيُّالذ ّيُيتناسبُمعُمعطياتُالمرحلةُ .
لقدُصمدُمنُصمدُخلالُالعقدُالماضيُّ،وهكذاُانكشفتُكثيرُمنُالُألاعيبُُ،وباتُ
أغلبُساسةُالعالمُيدركونُلعبةُالت ّخو يفُالت ّيُأدمنهاُالإعلامُالغربيُّ ..والُأملُكلُ
الأملُأنُيصمدُالجميعُهذهُُالمرةُ ،وأنُترتفعُالأصواتُلتقولُلاُللاستغفالُفعقولناُ
بخيرُوعافيةُ .
ُ ُ2010-11-13
ُ
85
ُ
ُ
ُ
أوباماُمرةُأخرىُ..ماُالجديد..؟ ُ؟ ُ
ُ
رغمُ الحملةُ الانتخابيةُ الشرسةُ التيُ عرفهاُ السباقُ نحوُ البيتُ الأبيض ُ،ورغمُ حجمُ
الإنفاقُغيرُالمسبوقُعلىُالدعاية؛ُفإنُفوزُباراكُأوباماُبولايةُثانيةُلمُيكنُمفاجئاُجداُ
يُتكررُمراتُعدةُ،حيثُ
ُ لسببُبسيطُهوُطر يقةُتفكيرُوسلوكُالشعبُالأمريكيُ،الذ
يفضلُالتمديدُللرئيسُومنحهُفرصةُأخرىُلإكمالُبرنامجهُ..وهكذاُهاهوُأوباماُيواصلُ
مشوارهُ،بعدُأنُأفسحُغريمهُ(ميتُرومني)ُالطر يقُُ .
ُ
ُ
86
إذنُ عادُ الر ّجلُ الأفر يقيّ ُ الأصلُ إلىُ البيتُ الأبيضُ وهوُ أكثرُ عزماُ علىُُتنفيذُ
برنامجهُكماُ قالُ عقبُ إعلانُ فوزهُ مباشرة ُ..ومعُ أنُّ هذاُ البرنامجُ يتّجهُ فيُ عمومهُ إلىُ
ّيمقراطي ّينُ،
ُ الد ّاخلُالأمريكيُّفإنُّمنُحقّناُأنُنتنفّسُالصّ عداءُونفرحُلاستمرارُحكمُالد
بعدُأنُرأيناُالو يلاتُعلىُمدىُسنواتُحكمُالجمهوريّ ُجورجُبوشُالابنُُ .
نُ الفرقُ ضئيلُ فيُ السّياسةُ الخارجي ّةُ الأمريكي ّةُ بينُ الجمهور يّينُ
جي ّداُ أ ّ
ندركُ ُ
والد ّيمقراطيّينُ،وندركُأيضاُأنُّالسّياساتُال كبرىُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُتصنعهاُ
نُقيمةُالوطنُومصالحهُعندهمُأقوىُمنُ
المؤسّ ساتُ ُ،ويشتركُفيُصياغتهاُالجميعُ،لأ ّ
الخلافاتُوالن ّزاعاتُالحزبي ّةُالعابرةُ،وحت ّىُالمزمنةُ ..
ل كنُ..منُحقّناُأنُننظرُإلىُذلكُالضّ وءُالذ ّيُبدأُيظهرُفيُآخرُالن ّفقُُ،منُخلالُ
سياسةُالانسحابُالبطيءُمنُمناطقُالص ّراعُوالن ّفوذُالت ّقليديُُّ ،الت ّيُانتهجهاُأوباماُ
منذُوصولهُإلىُالبيتُالأبيضُ ُ.
إنُّدولةُمؤسّ ساتُفيُ حجم ُالولاياتُالمت ّحدةُوتقاليدهاُفيُالحكمُوالسّياسةُلنُتغي ّرُ
اتجاهُبوصلتهاُبسرعةُالبرقُتجاهُقضاياناُوفلسطينُعلىُوجهُالخصوصُ،ل كنّ ُفيُإمكانناُ
الت ّفاؤلُبعضُال ُش ّيءُلنتمكّنُمنُالانطلاقُمنُجديدُوالاعتمادُعلىُأنفسناُبعدُتحصينُ
ّاخلُ،والت ّخل ّصُمنُفكرةُأنُّأمريكاُقدرُلاُمفر ُّمنهُإلىُأُبدُالآبدينُ !!..
ُ قلاعناُمنُالد
لقدُ وجّهُ الر ّئيسُ باراكُ أوباماُ فيُ حفلُ تنصيبهُ للولايةُ الرّئاسي ّةُ الأولىُ كلماتُ
مباشرةُلناُعندماُقالُ.ُ.(ُ:وللعالمُالإسلاميُّأقولُإنّناُنسعىُإلىُطر يقُجديدُيعتمدُعلىُ
المصلحةُالمشتركةُوالاحترامُالمتبادلُ..ولشعوبُالأممُالفقيرةُنتُعهّدُبالعملُإلىُجانبكمُ
ل كيُتزدهرُمزارعكم ُُ،وتجريُالمياهُالن ّقي ُّةُ،ولتغذي ّةُالأجسادُوالعقولُالجائعةُ..وللأممُ
ّسبي ّةُأقولُلاُيمكنناُأنُنسمحُبعدُالآنُبألا ُّنباليُبالمآسيُ
الت ّيُتتمت ّعُشأنُأمّتناُبالوفرةُالن ُ
خارجُحدودناُ ،ولاُيمكنناُأنُنستهلكُموُاردُالعالمُمنُدونُأنُنتنب ّهُإلىُانعكاساتُ
ذلكُ..العالمُتغي ّرُوعليناُأنُنتغ ّير)ُ..كماُوصفُأوباماُنفسهُفيُالمناسبةُذاتهاُبأن ّه(ُ:ابنُ
87
رجلُأسودُمنُكينياُوامرأةُبيضاءُمنُكنساسُ..درستُفيُأفضلُالكلي ّاتُوعشتُ
فيُإحدىُأفقرُأممُالد ّنياُ..تزوجتُُمنُامرأةُأمريكي ّةُسوداءُتحملُمعهاُدمُالعبودي ّةُ
والر ّق ُ...عنديُ إخوةُُوأخواتُ وأبناءُ وبناتُ إخوةُ وأعمامُ وأخوالُ وأبناءُ أعمامُ
ُحي ّاُ .ُ)..
وأخوالُمفر ّقينُفيُثلاثُقارّاتُ،ولنُأنسىُذلكُماُدمت ُ
لقدُحملُأوباماُمعهُخطاباُجديداُوقدراُمنُالاعترافُبالآخرُ،بماُقدُيعنيُاتجاهاُ
نحوُ هجرُ الث ّقافةُ الأمريكي ّةُ فيُ السّياسةُ الخارجي ّةُُحيثُ اللا ّمبالاةُ الت ّامّةُ والمشيُ علىُ
جثثُالآخرينُلتحقيقُالمصالحُ ...
حبينُبوصولُأوباماُإلىُالبيتُ
ومعُذلكُأذكرُأنُّمحلّلينُمعروفينُمنُعالمناُ،ومنُالمر ّ
تغي ّيرُجوهريّ ُقدُيطرأُعلىُموقفُأوباماُمنُالقضي ّةُ
الأبيضُ،قدُاستبعدواُحينهاُأيّ ُ ُ
الفلسطيني ّةُ،وقالواُإنُّأيّ ُمواقفُجديدةُقدُتتأجّلُإلىُالولايةُالث ّانيةُللر ّجلُلأن ّهُيخشىُ
الل ّوبيُالص ّهيونيُّفيُالولاياتُالمت ّحدةُخلالُالانتخاباتُالموالية...؟؟ ُ
والآنُهاهوُأوباماُفيُولايتهُالث ّانيةُوالأخيرةُ،فهلُنتوق ّعُأنُيجسّدُخطاباتهُووعودهُ
فيُإنصافُالآخرينُوالت ّعاملُمعهمُمنُخلالُقيمُجديدة..؟؟ ُ
لاُينبغيُأنُنعودُإلىُعهودُالأحلامُالوردي ّةُالمؤسّ سةُعلىُالأمانيُالمجر ّدةُ،ل كنّ ُ
لُ،وبالت ّأكيدُ،مختلفاُعنُأبناءُالبيضُالذ ّينُ
أوباماُالأسودُابنُحسينُالأفر يقيّ ُ،سيظ ّ
غامرواُفيُالقرونُالماضيةُوغزواُالعالمُالجديدُ،واستولواُعلىُكلُّشيءُ،وطب ّقواُسياسةُ
نُكثيراُمنهمُفر ّواُمنُالاضطهادُالد ّينيُّبعدُ
(أرضُبلاُشعبُلشعبُبلاُأرض)ُلأ ّ
أنُضاقتُبهمُالقارّةُالأوروبي ّةُ،وهناكُوجدواُأنفسهمُ(مخي ّرين)ُبينُمساعدةُالسّكانُ
المحلي ّينُ،الهنودُالحمرُ،علىُالت ّواصلُوالمدني ّةُ،أوُاختصارُالطّر يقُعبرُإبادتهمُ..واختارواُ
الث ّانيةُلأنّهاُالأسهلُ،والأقربُإلىُسلوكهمُالعدوانيُّ،وهمُالقادمونُمنُقارّةُالحروبُ
والن ّزاعاتُودماءُومآسيُالقرونُالوسطىُ !!..
88
ُّجيناتهُكيني ّةُأفر يقي ّةُرغمُكلُّشيءُ،وإنُتأث ّرُبأمّهُ
ُ اُنسبي ّاُلأن
لُمختلف ُ
إنُّأوباماُسيظ ّ
البيضاءُ،إضافةُإلىُأنُّبعضُذكر ياتهُوطفولتهُفيُدولةُمسلمةُهيُاندونيسياُ،كماُأن ّهُلاُ
ينتميُإلىُطبقةُالأثر ياءُوأصحابُالمالُوالمصالحُالاقتصادي ّةُالذ ّينُيرونُالعالمُمنُثقبُ
شركاتهمُوأعمالهمُوأرقامهمُفقطُ،وإنُماتُالأطفالُجوعاُفيُأفر يقياُوآسياُ،وسالتُ
الد ّماءُغزيرةُهناُوهناكُ !ُ!..
ُوالمشاحناتُالاقتصادي ّةُبينُالقوىُال كبرىُتشيرُبوضوحُإلىُ
ُ ُالعالمي ّة
ُ إنُّالأحداث
أنُّالسّياسةُالد ّوليةُحبلىُبنظامُجديدُ،وأنُّسنواتُالمخاضُلمُتعدُبعيدةُ،إنُلمُتكنُ
قدُبدأتُبالفعلُ،وهكذاُقدُتستمر ُّسياساتُالانسحابُالأمريكيُّالبطيءُمنُالمشهدُ
ّيُظل ّتُواشنطنُحاضرةُفيهاُمنذُنهايةُالحربُالعالمي ّةُ
الد ّوليُّ،ومنُبعضُالمواقعُالت ُ
الث ّانيةُ .
إنُّالت ّجربةُالأمريكي ّةُفيُالت ّعاملُمعُالحكوماتُالجديدةُفيُالعالمُالعربيُّتحملُملامحُ
مرحلةُمغايرةُيختفيُمنهاُذلكُالت ّحالفُالمقز ّزُبينُالمصالحُالأمريكي ّةُوالأنظمةُالشّموليةُ
الحاكمةُ،وهوُالأمر ُالذ ّيُدفعتُ ُثمنهُالشّعوبُمنُحرّ ياتهاُواقتصاد ُي ّاتهاُ،وحت ّىُمنُ
دمائهاُفيُبعضُالأحيانُ .
قدُلاُيأتيُابنُحسينُأوباماُفيُولايتهُالث ّانيةُوالأخيرةُبالعجائبُ..فقطُيكفيناُأنُ
نشهدُنهايةُذلكُالحلفُالشيطانيُُالذ ّيُأقامهُجورجُبوشُالابنُمعُالفسادُوالد ّكتاتور ي ّةُ
شعوبُإلىُغيرُ
فيُكثيرُمنُبلدانناُ..لقدُول ّتُمرحلةُالاستقواءُبأمريكاُعلىُإرادةُال ُّ
رجعةُ .
ُ
ُ 2012-11-10
ُ
ُ
89
ُ
ُ
ُ
نُ
الحكامُبينُالإنسُوالج ُ
ُ
اندثرُسياقُالموضوعُمنُذاكرتيُفقدُكنتُصغيراُ،ولـكننيُأتذكرُبوضوحُأميُوهيُ
تحدثُ إحدىُ جاراتهاُ أوُ صديقاتهاُُ...لقدُ روتُ لها ُ،ولاُ أدريُ كيفُ بلغتهاُ تلكُ
الروايةُ،أنُامرأةُمنُعالمُالجنُكانتُحزينةُعلىُابنتهاُالتيُأدركهاُالموتُ..كانتُ
ُ
ت بكيُوتنوحُوتعبرُعنُحسرتهاُ،فقدُماتتُالابنةُشابةُولمُتتمتعُبحياتهاُ..ماتتُصغيرةُ
لمُتتجاوزُالخمسمائةُعامُ .
ُ
ُ
ُ
90
حكايةُ الأمُّ وابنتهاُ الشّاب ّةُ بمقاييسُ الجنّ ُ هيُُإحدىُ الأساطيرُ الشّعبي ّةُُ،وغرائبُ
وعجائبُالعالمُالآخرُالت ّيُ تحتفظُبهاُذاكرةُجيلناُ،حينُكانُالغالبُعلىُالأسرةُهوُ
الاجتماعُوالحديثُوالسّمرُ،فأجهزةُالتّلفز يونُكانتُنادرةُفيُالقرىُوالأر يافُ،ولمُ
تصلُ ُبعدُإلىُماُ نحنُعليهُاليومُ ،حيثُصادرتُمن ّاُتلك ُالجلساتُالحميمي ّةُال ُد ّافئ ُةُ،
خاصّةُفيُلياليُالشّتاءُالباردةُ .
حديثُعنُالأعمارُبينُع ُالُميُالجنّ ُوالإنسُ،
ُ قصّ ةُالأمُّالجن ّي ّةُوابنتهاُتقودناُإلىُال
يلةُ
وذلكُالت ّفاوتُفيُالأعمارُيعيدناُإلىُالماضيُالبعيدُجداُحيثُكانتُالأعمارُطو ُ
إلىُدرجةُلاُتقارنُبأعمارناُفيُهذهُالأزمانُ !!..
لقدُحدثّناُالقرآنُال كريمُعنُالنبيُّنوحُعليهُالسّلامُ،ومعُأن ّهُلمُيذكرُعمرهُبالت ّحديد؛ُ
نُمدّةُدعوةُنوحُلقومهُبلغتُألفُسنةُإلاُخمسينُعاماُ ...
فقدُأخبرناُأ ّ
ّعوةُفقطُ،فكمُعاشُقبلُالد ّعو ُةُ،وبعدُالطّوفانُحينُ
ُ إنّهاُقرونُطو يلةُ،وهيُفترةُالد
رستُبهُالسّفينةُعلىُالجوديّ ُ...الل ّهُأعلم...؟ ُ؟ ُ
أعمارُالن ّاسُفيُالأزمانُالغابرةُكانتُطو يلةُإذنُ،أمّاُفيُهذهُالحقبةُالت ّيُنعيشهاُ
فالأمرُ مختلفُتماما؛ُفالأعمارُبينُالسّت ّينُوالسّبعينُفيُالغالبُ،أوُهذاُماُنفهمهُمنُ
الحديثُالن ّبويّ ُالش ّر يفُ،حينُأخبرناُرسولُالل ّهُصلىُالل ّهُعليهُوسلمُأنُّأعمارُأمّتهُفيُ
هذهُالحدودُُ .
سرحتُمعُعالمُالأعمارُُومنُسلفُعلىُكوكبُُالأرضُوأناُأقرأُخبراُعنُالر ّئيسُ
ال كوبيُّراؤولُكاستروُ،وإعادةُانتخابهُعلىُرأسُمجلسُالد ّولةُ،الهيئةُالعلياُفيُالسّلطةُ
ّنفيذي ّةُال كوبي ّةُ !!..
الت ُ
راؤولُالذ ّيُورثُالسّلطةُعنُأخيهُفيدلُكاستروُقبلُخمسُسنواتُ،سيرأسُ
الهيئةُالعلياُفيُالسّلطةُالت ّنفيذيةُال كوبي ّةُلولايةُثاني ّة..؟ ُ؟ ُ
91
والخبرُعاديّ ُإلىُحدُّالآنُ،ل كن ّهُيتطو ّرُإلىُحالةُغيرُعادي ّةُعندماُيذي ّلُبإعلانُ
الر ّجلُعنُني ّتهُتركُالسّلطةُبعدُانتهاءُهذهُالعهدةُالرّئاسيةُعام ُُ،2018والسّببُهوُ
رغبتهُفيُإفساحُالمجالُللأجيالُالجديدةُ ُ!!!..
إذنُهيُمفاجأةُمنُالعيارُالث ّقيلُر بّماُاعتقدُكاستروُالأخُأن ّهُ فجّرهاُعلىُالملأُ،
خاصّةُأنُّ تجربةُأخيهُلاُتبش ّرُبشيءُعلىُشاكلةُالت ّنازل ُأوُالت ّسليم؛ُفقدُحكمُفيدلُ
كوباُمنُعامُُ1959إلىُغايةُُ،2008ولمُيتنازلُعنُمنصبهُإلاُبعدُأنُأقعدهُالمرضُ ُُ،
وح ّدُمنُقدراتهُعلىُالحركةُوالحديثُوالت ّواصلُ !!..
نُمقارنةُعابرةُبينُتركيبةُ
وعلىُأيّ ُحالُومهماُكانُالمشهدُفيُهرمُالسّلطةُبكوباُ،فإ ّ
يُ
الحكمُالآنُ،وماُكانتُعليهُقبلُخمسُسنواتُعندماُجلسُراؤولُكاستروُعلىُكرس ُّ
الحكم؛ُتشيرُإلىُبعضُالت ّغييرُالإ يجابيُّ،وأقصدُتحديداُمتوسّ طُالأعمارُ،ودخولُعناصرُ
تعتبرُشاب ّةُإلىُحدُّكبيرُقياساُبالقياداتُالمتقدّمةُفيُالسنّ ُ .
الت ّشكيلةُالجديدةُالت ّيُسترافقُراؤولُفيُعهدتهُالث ّانيةُتتكو ّنُمنُ(ميغيلُديازُكانيل)ُ
كنائبُأوّلُلرئيسُمجلسُالد ّولةُويبلغُمنُالعمرُاثنينُوخمسينُعاماُ،ومنُبينُالن ّوابُ
الخمسةُأيضاُ(مرسيدسُلوبيزُاسيا)ُوهيُامرأةُوصلتُإلىُسنّ ُالثّمانيُوالأربعينُسنةُ،
ّانيُفيُالن ّظامُسابقاُ(خوسيهُرامونُماتشادوُفينتورا)ُالبالغُمنُالعمرُ
ُ ومعُأنُّالر ّجلُالث
اثنينُ وثمانينُ عاماُ تنازلُ عنُ مكانهُكنائبُ أوّلُ للر ّئيس ُ،ل كن ّهُ ظلُّ منُ بينُ الن ّوابُ
الخمسةُ،وحافظُنائبانُآخرانُعلىُموقعيهماُ،وهماُالز ّعيمُالت ّار يخيُّ(راميروُفالديز)ُويبلغُ
منُالعمرُثمانينُعاماُ،و(غلاديسُبيخيرانو)ُوعمرهُالآنُست ّةُوست ّونُعاماُ !!!..
ُمرةُأخرىُ،وإنُكانُالحالُأفضلُبعضُ
مشهدُكوبيُّجديدُيسيطرُعليهُالمعمّرون ّ
الش ّيءُمنُناحيةُالن ّوابُ،فالسّيدُراؤولُكاستروُقدُ تجاوزُالثّمانينُبعامُفيُبدايةُهذهُ
العهدةُ،ومعهُفيُالن ّيابةُمنُهوُفيُحدودُالثّمانيةُوالأرُبعينُوالاثنينُوالخمسينُسنةُ،وهوُ
92
تقدّمُيحسبُللقائمينُعلىُالحكمُفيُكوباُإذاُعدناُإلىُبدايةُعهدةُراؤولُالماضيةُ،عندماُ
كانُعمرُالر ّجلُستةُوسبعينُعاماُوأكبرُنوابهُفيُالثّمانينُوأصغرهمُفيُالث ّالثةُوالسّتينُ !!..
كتبتُقبلُخمسُسنواتُ ،وفيُهذهُالزّاو يةُ،مقالاُحملُعنوانُ(كوباُوظاهرةُ
الانقراض)ُوقلتُفيُآخره(ُ:خمسةُنو ّابُللر ّئيسُالجديدُ...أصغرهمُيبلغُمنُالعمرُ
ثلاثةُ وستّينُ عاما ُ،ولاُ ندريُ هلُ تختلفُ مفاهيمُ الشّبابُ والشّيخوخةُ بينناُ وبينُ
ّلاثيني ّاتُوالأربعيني ّاتُ
ال كوبي ّين؟ُوهلُيوجدُفيُكوباُاليومُرجالُوسياسي ّونُفيُالث ُ
منُأعمارهم؟ُأمُأنُّهؤلاءُالن ّوابُالخمسةُهمُأصغرُالأحياءُسن ّاُفيُجزيرةُكوبا؟ُوهلُ
يعنيُهذاُأنُّظاهرةُالانقراضُقدُبدأتُزحفهاُعلىُالشّعبُال كوبي؟ُ...الل ّهُأعلمُ..
ل كنُ...لل ّهُفيُخلقهُشؤون)ُ .
واليومُوبعدُأنُصارُراؤولُكاسُتروُيرنوُبُبصرهُنحوُالت ّسعينُ،أعودُلأتساءلُمنُ
جديدُعنُنظرةُأمثالُهؤلاءُالحكّامُ،ومنهمُبعضُحكّامُالد ّولُالعربي ّةُ،إلىُموضوعُ
الأعمارُوالأجيالُوالت ّداولُوتسليمُالسّلطةُوالخلودُإلىُالرّاحةُوالشّيخوخةُالهادئةُ،وإنُ
ك ُشيئاُ،أنُّأعمارُالن ّاسُفيُهذاُالز ّمانُهيُ
كانواُيعتقدونُ،دونُأنُندريُعنُذل ُ
نفسهاُ كماُكانتُخلالُالحقبُالبعيدةُالغارقةُفيُالز ّمنُالغابرُ ...حينُكانتُالأعمارُ
تصلُإلىُمئاتُالسّنينُ،ور ُب ّماُالآلافُ !!!..
لاُ أدريُ ر ب ّماُ يفك ّرُ بعضُ حكّامناُ ومنُ حولهمُ علىُ طر يقةُ الج ّنُُوأعمارهمُ الت ّيُ
شاب ّةُو بكاءُأمّهاُعليهاُلأ ّنهاُماتتُفيُر بيعُالعمرُ ،فهيُلمُ
سدهاُقصّ ةُتلكُالجن ّي ّةُال ّ
تج ّ
تتُجاوزُالخمسمائةُسنةُفقط..؟؟!ُ! ُ
ُ
ُ 2013-03-03
ُ
ُ
93
ُ
ُ
ُ
ارق ُة ُ
بوسطنُ..الارهابُوالمف ُ
ُ
منذُ هجماتُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُعامُألفينُوواحدُلمُتشهدُالولاياتُالمتحدةُ
الأمريكيةُأيُحدثُمروعُيشغلُالحكومةُوالإعلامُوالمواطنينُعلىُالسواءُ..وهاهوُ
كيانُتلكُالدولةُالقو يةُيهتزُويتأرجحُعلىُوقعُتفجيرينُصغيرينُمقارنةُبماُحدثُقبلُ
اثنيُعشرُعاماُفيُبرجيُمركزُالتجارةُالعالميُبنيو يوركُووزارةُالدفاعُفيُواشنطنُ .
ُ
ُ
ُ
94
لاُشماتةُفيُالموتُ،وقدُلقيُثلاثةُأفرادُحتفهمُفيُتفجيرُماراثونُبوسطنُوقتلُ،
يُفيُتبادلُلإطلاقُالن ّارُمعُالمتّهمينُبالت ّفجيرُ..ل كن ّناُلا ُنستطيعُمنعُ
لاحقاُ،شرط ّ
أنفسناُمنُالاحساسُالمر ُّبالمفارقة ُ،نحنُسكّانُالعالمُالث ّالثُوالعالمُالعربيُّعلىُوجهُ
اُنتابعهاُيومي ّاُفيُعددُمنُالد ّولُالعربي ّةُخاصّةُسور ياُ
ُ الخصوص؛ُلأنُّأحداثاُجسام
والعراقُ،ونعاينُعلىُأرضُالواقعُأوُعبرُالشّاشاتُذلكُالعددُال كبيُر ُمنُالضّ حاياُ
الأبر ياءُ وحجمُ الد ّمارُ الماديّ ُ والاجتماعيُّ الذ ّيُ تتسب ّبُ فيهُ أحداثُ الت ّفجيراتُ
والمعاركُوالاغتيالاتُوالإعداماتُالميداني ّةُوالقتلُعلىُالهو ي ّةُ،وغيرهاُمنُأصنافُ
الت ّرو يعُالت ّيُخل ّفتهاُالت ّدخّلاتُالأمريكي ّةُفيُبلدانناُ ُ!!!..
وهكذاُ فليعذرناُ الشّعبُ الأمريكيُّ إذاُ لمُ نضعُ أحداثُ بوسطنُ علىُ نفسُ درجةُ
الأهمي ّةُالت ّيُيضعونهاُفيهاُ،وليعذرناُالز ّملاءُالصّ حفي ّونُهناكُبعدُأنُتقهقرُترتيبُالخبرُ
فيُقنواتناُالفضائي ّةُالعربي ّةُمباشرةُبعدُاليومُالأوّلُللحادثةُ،وعادتُمصائبُأمّتناُفيُ
سور ياُمنُجديدُ،لتحتلُّمكانُالصُّدارةُفيُالأخبارُوتصنعُالعناوينُالأولىُبامتيازُ .
المثيرُالذ ّيُلفتُنظرُالمحلّلينُالعربُفيُأحداثُبوسطنُهوُتر ي ّثُالر ّئيسُالأمريكيُّ
فيُأوّلُظهورُتلفز يونيُّلهُبعدُالحادثةُ،حيثُ تحكّمُالر ّجلُفيُمشاعرهُ،أوُهذاُماُ
ات ّفقتُعليهُدوائرُالحكمُعندهمُ !!...
ُتر ي ّثُأوباماُوقال(ُ:لمُنعرفُبعدُمنُفعلُهذاُأوُلماذاُ،و يجبُألا ُّيتسرّعُأحدُفيُ
الاستنتاجُقبلُأنُنعرفُكلُّالحقائقُ..ول كنُلاُ يخطئنُّأحدُ،فسوفُنتوصّلُإلىُ
حقيقةُماُحدثُوسنعرفُمنُفعلواُهذاُولماذاُفعلوهُ..سنكشفُهو ي ّةُمنُقامُبهذاُ
العملُوسنحاسبه)..؟؟ ُ
نعمُلقدُتر ي ّثُالر ّئيسُالأمريكيُّولمُيوجّهُكلامهُللقاعدةُأوُالمتشدّدينُمنُالعالمُ
الإسلاميُّ،ولمُيلجأُمباشرةُإلىُوصفُماُحدثُبالعملُالإرهابيُّ،خاصّةُأنُّالإرهابُ
فيُاصطلاحهمُلاُيعنيُسوىُالعربيُّوالمسلمُفيُأيّ ُمكانُكانُ ُ!!!..
نعمُ لقدُ أثارتُ نبرةُ الغموضُ وعدمُ توجيهُ الاتّهاماتُ تساؤلاتُ عدّة ُ،وأرجعهاُ
بعضُالخبراءُبالشّأنُالأمريكيُّإلىُعلمُالإدارةُالأمريكيةُبتورّطُجهاتُداخلي ّةُفيُ
95
هذهُالت ّفجيراتُمهماُكانُشكلُأوُلونُأوُأصلُالمنفّذُ،وعادُبهاُآخرونُإلىُمنتصفُ
العشر ي ّةُالأخيرةُمنُالقرنُالعشرينُعندماُفج ّرُأميركيُّأبيضُ،يدعىُتيموثيُماكفيُ،
مبنىُفيدرالياُفيُمدينةُأوكلاهوماُجنوبُغربيُّالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُ،وراحُ
ضحي ّةُ ذلكُ الانفجارُ الر ّهيبُ المئاتُ بينُ قتيلُ وجريح؛ُ حيثُ ظل ّتُ إدارةُ الر ّئيسُ
الأمريكيُّالأسبقُبيلُكلنُتونُفيُذلكُُالوقت ُتبحثُعنُالجانيُ،ولمدّةُعشرةُأي ّامُ،
جريمةُ
دونُتوجيهُأيّ ُاتّهامُمباشرُلأيّ ُجهةُ،لأنُّمعلوماتهاُكانتُتفيدُأنُّمنف ُّذ ُال ُ
شابُأشقرُيضعُوشماُعلىُيديهُ .
ّ
فهوُلاُينتميُإلىُطينةُالعربيُّالمسلمُإذنُ ُ!!..
والخلاصةُأنُّإدارةُباراكُأوباماُ،أوُأُوباماُعلىُالأقلُّ،مثّلتُدورُالت ّلميذُالذ ّكيُّ
ةُبعدُمرة ُ،كماُهوُ
ّ ّاتُذاتهاُمر
ّ الذ ّيُيستفيدُمنُالد ّروسُالسّابقةُولاُيقعُفيُالمطب
دأبُالأغبياءُوالمغفّلين؛ُففيُتفجيرُأوكلاهوماُتورّطتُوسائلُالإعلامُالأمريكي ّةُفيُ
اتّهامُ جهاتُ عربي ّةُ وإسلامي ّة ُ،ليتبيّنُ لاحقاُ أنُّ مواطناُ أميركياُ أصيلاُ هوُ منُ ن ّفذُ
الهجومُ !!..
ربّماُنشعرُبالامتنانُللر ّئيسُالأمريكيُّباراكُحسينُأوباماُعلىُهدوئهُبعدُأحداثُ
بوسطنُ وعدمُ مسارعتهُ إلىُ اتّهامُ العربُ والمسلمينُ عبرُ استخدامُ تعبيرُ الإرهابُ
والمدلولاتُالت ّيُتحملهاُمثلُهذهُالكلماتُفيُالث ّقافةُالأمريكي ّةُالت ّيُصاغهاُ
ُ والإرهابي ّينُ،
الإعلامُالأمريكيُّبعدُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُ .ُ..
ل كنّ ُهذاُغيرُكافُعلىُالإطلاق..؟؟ُ ُفماُنريده ُ،نحنُالعربُوالمسلمونُ،هوُ محوُ
تلكُالصّ ورةُالنّمطي ّةُالت ّيُرسمهاُالغربُعن ّاُ ،فصارُالقتلُوالإرهابُوالإجرامُملازماُ
لناُ !!!...
ّدة ُهوُعملُ
رة ُمتعد ُ
لقدُأشارُمسؤولُأمريكيُّإلىُأنُّأيّ ُحادثُبشحناتُ ُمتفجّ ُ
إرهابيُّ،وسيتم ُّالت ّعاملُمعهُكذلكُ ..وتمن ّيتُلوُأن ّهُأكملُالجملةُبقوله(ُ:حت ّىُلوُكانُ
الز ّعيمُ الذ ّيُ قادُ جيشُ الث ّورةُ
أمريكي ّاُ منُ أحفادُ جورجُ واشنطن) ُ..ذلكُ ُ
ُ المنفّذُ
96
الأمريكي ّةُوانتزعُ الاستقلالُمنُ بر يطانياُ العظمىُ،وعرفُ بأبيُ الولاياتُ المت ّحدةُ،
وكانُأوّلُرئيسُلهاُ .
نريدُهذهُالل ّهجةُالواضحةُمنُالإدارةُالأمريكي ّةُفيُالت ّعاطيُمعُحوادثُالإرهابُ،
حت ّىُنبدأُرحلةُنسيانُسنواتُالإهانةُالطّو يلةُالت ّيُتعر ّضناُلهاُفيُديارناُ،وفيُالمهاجرُ
نُ مستو ياتُ الحر ّيةُ والد ّيمقراطي ّةُ فيهاُ كفيلةُ بحفظُ
القريبةُ والبعيدةُ حينُ اعتقدناُ أ ّ
حقوقناُومساواتناُمعُالآخرينُ .
ومنُ زاو يةُ أخرىُُ:لاُ حاجةُ إلىُ تر ي ّثُُُالر ّئيسُ الأمريكيُّ فيُ أوّلُ ظهورُُلهُ بعدُ
أحداثُماراثونُبوسطنُ،وكانُمنُالطّبيعيُّأنُيصفُماُحدثُبالعملُالإرهابيُّ،
لأن ّهُأرهبُفعلاُجمعاُكبيراُمنُالن ّاسُ ُ،وأفسدُعليهمُاحتفالهمُالر ّياضيُالذ ّيُيقامُ
ّةُفيُولايةُماساتشوستسُالأمريكي ّةُُ .
ُ كلُّعامُفيُ(يومُالوطني ّة)ُ،تلكُالعطلةُالر ّسمي
نعمُ..إن ّهُإرهابُلأن ّهُأدخُلُالخوفُوالر ّعبُفيُقلوبُالآلافُ،ور بّماُالملايينُ ُ.
مُهذاُالت ّوصيفُجميعُالأحداثُوالت ّفجيراتُالمشابهةُوالأعمالُ
ل كنن ّاُنتطل ّعُإلىُأنُيع ّ
رّدُوتقتلُالأبر ياءُوتصادرُحقوقهمُفيُ
الإرهابي ّةُالت ّيُتشتركُفيهاُدولُومنظّماتُُُ،وتش ُ
الحياةُال كريمةُتحتُمس ُمّياتُوذرائعُعديدة..؟؟ ُ
مُ وصفُ الإرهابُ علىُ كلُّ منُ يقتلُ الن ّاسُ ويروّعُ الآمنين ُ..ونريدُ
نريدُ أنُ يع ّ
كشفُ المستورُ ومنُ ثم ُّ الحديثُ بكلُّ وضوحُ حولُ الإرهابُ الاقتصاديّ ُ والماليُّ
والغذائيُّوالث ّقافيُّوالإعلاميُّ !!!..
أمّاُأنُنتح ّدثُعنُقنبلةُيدوُي ّةُالصّ نعُُونسكتُعنُسياساتُمنظمةُلإ بادةُشعوبُ
كاملةُ..فذلكُأمرُشنيعُتأباهُجميعُالاديانُوالفلسفُاتُ .
ُ
ُ 2013-04-21
ُ
ُ
97
ُ
التراجيدياُالفرنسية
ُ
إحمرُوجهُالإليزيُ،ومنُفيهُ،وحق ُلهُذلكُفالخطبُعظيمُوالمصابُأليمُوالقتلُ
كماُجاءُفيُالإعلانُالفرنسيُالرسميُتمُبدمُباردُ،والمقصودُ،ربماُ،أنُالقتلةُلمُيراعواُ
حرمةُمهنةُالصحافةُوالحقُفيُالوصولُإلىُمصادرُالخبرُ،كماُغابتُعنهمُ،علىُماُيبدوُ،
أيُمشاعرُإنسانيةُتجاهُالضحاياُوعائلاتهمُوزملائهمُوأصدقائهمُ .
ُ
98
الفرنسي ّينُ كلودُ فيرلونُ وغيسلانُ دوبون ُ،منُ إذاعةُ
ُ إنّهاُ حادثةُ مقتلُ الصّ حفي ّينُ
ّحةُُفيُمدينةُكيدالُشماليُّ دولةُ
ّراُ،مجموعةُُمسل ُ
ُ فرنساُالد ّولية ُ،حيثُخطفتهماُ،مؤخ
نُأربعةُرهائنُفرنسي ّينُأطلقُ
ماليُ،وقتلتهماُرمياُبالر ّصاصُ،والمفارقةُ،أوُالل ّغزُربّماُ،أ ّ
سراحهمُقبلُأربعةُأي ّامُفقطُمنُعملي ّةُالخطفُوالقتلُهذه..؟؟ ُ
يُالر ّسميُّالغاضبُوالمتوع ّدُبالانتقامُلنُيكونُبالض ّرورةُمنُأعماقُ
ردُّالفعلُالفرنس ّ
القلب ُ،كماُ يحدثُ عندناُ نحنُ معاشرُ الش ّرقيّينُ عندماُ نخلصُ المشاعرُ حكّامُاُ أوُ
حاضرةُبقو ّةُ .ُ.
ُ ّياسي ّةُوالانتخابي ّةُعندُالقومُ
محكومينُ...فالحساباتُالس ُ
نُاحترامُدماءُوأرواحُأفرادُالشّعبُ،مهماُكانواُوأينماُحل ّواُ،تحتسبُفيُالأرصدةُ
لأ ّ
الانتخابي ّةُللسّياسي ّينُ،ولوُبعدُحينُ،فذلكُالاحترامُصارُمنُالقيُمُالأساسي ّةُعندُتلكُ
الشّعوبُبعدُالحروبُالطّو يلةُ،وآخرهاُالحربُالعالمي ّةُالث ّانيةُوماُحدثُُفيهاُمنُمآسيُ
وو يلاتُ...وبالت ّاليُتحاسبُالشّعوبُالسّياسيّينُعلىُذلكُ .
تقصيرُأوُتهاونُُ،وينتظرُالشّعبُكلماتهمُ
وهكذاُيحم ّلُالمسؤولونُفيُالد ّولُالغربي ّةُأيُُّ ُ
وتصرُيحاتهمُالمتعاطفةُوالحزينةُ،وتعازيهمُسواءُلأسرةُالصّ حافةُفيُمثلُهذهُالحالةُ،
وأسرُوأقاربُوأصدقاءُالضّ حاياُ،وحت ّىُلأفرادُالشّعبُعامةُ .
الفرنسي ّينُ كانواُ فيُ غايةُ الصّ دقُ وهمُ
ُ ومعُ ماُُسبقُ سوفُ أفترضُ أنُّ المسؤولينُ
يعلنونُحزنهمُعلىُالضّ حاياُ،ومنُثم ُّنتعاطفُمعمُفيُمصابهمُ،خاصّةُأنُّالقتلىُليسواُ
أفراداُفيُجيشُُنظاميُّيحملُالمدافعُوالر ّشاشاتُ،و يحر ّكُالطّائراتُوالد ّباباتُللقضاءُ
علىُالأخضرُواليابسُ،وتحو يلُحياةُالن ّاسُإلىُصورُمنُالمتاعبُوالمآسيُالت ّيُتخل ّفهاُ
الحروبُُ،مهماُقيلُعنُسمو ُّأهدافهاُأوُسعيهاُللقضاءُعلىُهذاُالطّرفُالمجرمُأوُذاكُ !!..
وذاقتُمرارةُالت ّآمرُ
ُ ّلمُوالقتلُُ
ومعُهذاُالت ّعاطفُأودُّالقولُبأنّناُشعوبُعانتُالظ ُ
يُ،والأساطيلُالت ّيُتجوبُ
الد ّاخليُّوالخارجيُّ،واكتوتُبنيرانُالاستعمارُوالغزوُالوحش ُّ
ُوتذبحُوتأسرُوتنتهكُالحرماتُ،وتحاصرُ
ُ حواضرُ ،وتحرق
البحارُوتهاجمُالسّواحلُوال ُ
ّاريخُمشحونةُبمثلُ
ُ لسنواتُطو يلةُ،وتذيقُالن ّاسُألواناُمنُالجوعُوالخوفُ..وكتبُالت
99
هذهُالأحداثُخاصّةُعلىُسواحلُالمغربُالعربيُّخلالُحقبةُالحروبُالبحرُي ّةُالت ّيُ
ُتُلتُُسقوطُالأندلس...؟ ُ؟ ُ
وهكذاُمنُحقّناُأنُننظرُإلىُالأمرُمنُزاو يةُأخرىُ .ُ.
إخوانناُ فيُ عاصمةُ الجنّ ُ والملائك ُةُُ،ومرتعُ الأدبُ الر ّومانسيُّ الرّاقيُ الذ ّيُ نستمتعُ
بقراءتهُ:إنّناُنقدّرُمشاعركمُ،خاصّةُالصّ ادقينُوالعفو يّينُمنكمُ..ل كنّ ُالصّ دقُيقتضيُ
من ّاُالت ّصريحُفيُوجوهكمُبالحقيقةُُ :
حفي ُّينُالاثنينُفيُمدينةُ
أنتمُالقتلةُفيُواقعُالأمرُ،وإنُلمُتطلقواُالر ّصاصُعلىُالصّ ُ
كيدالُالمالية..؟ ُ؟ ُ
يقي ّةُعديدةُبينهاُدولةُ
أنتمُالذ ّينُصنعتهمُالمناخُالملائمُللقتلُوالإرهابُفيُدولُأفر ُ
ماليُ،لأن ّكمُاستعمرتمُالعبادُواستنزفتمُالخيراتُوالث ّرواتُ،وجثمتمُسنينُطو يلةُعلىُ
صدورُ الشّعوب ُ،ولمُ ّاُ خرجتمُ زرعتمُ قنابلُ موقوتةُ عبرُ الحدودُ المتداخلةُ والقبائلُ
والاثني ّاتُالمقسّمةُبينُال ُد ّولُ !!..
ُ
وظل ّتُتلكُالقنابلُتنفجرُتباعاُكأن ّكمُتتحكّمونُبهاُعنُبعدُ،محاكاةُلماُيعرفُفيُعالمُ
ُ
القتلُ والد ّمارُ بالمفخّ خات ُ،أوُ تنتدبونُ منُ يفجّ رُ نفسهُ لينفجرُ الوضعُ بهُكماُ يفعلُ
الانتحارُي ّونُ !!!..
جزائرُماُزالُماثلاُللعيانُ،وماُزلناُنعانيُمنُآثارهُ
ُ إنُّإرهابُُآبائكمُوأجدادكمُفيُال
المدمّرةُ،ومعُذلكُتستكبرونُحت ّىُالآنُعنُمجر ّدُالاعترافُبهُوالاعتذارُعنهُ،وإنُ
كانُالل ّومُعلىُساستناُفيُالأساسُلأنّهمُفشلواُفيُصناعةُالطّلبُالقويّ ُوالمناسب ُُ،
وتمريرهُمنُالجهاتُوالمنافذُالت ّيُيؤلمكمُالمساسُبهاُ،وهيُمصالحكمُالث ّقافي ّةُوالاقتصادي ّةُ
والأمني ّةُ !!..
فأينُ حضارتكمُ وأينُ شجاعةُ فرسانكم..؟؟ُ بلُ أينُ إرثُ الث ّورةُ الفرنسي ّةُ والقيمُ الت ّيُ
قامتُعليها..؟ ُ؟ ُ
ثم ُّيفتحُالجميعُصفحةُجديدةُتكُتبُتار يخاُ
اعترفواُلتطمئ ّنُالخواطرُوتهدأُالن ّفوسُ ُُ...
مغايراُلضفتيُالمتوسّ طُ،بالن ّسبةُلناُعلىُالأقلُّ،فرنساُوالجزائرُ .
100
أيّهاُالفرنسي ّونُ:لاُتبالغواُكثيراُفيُإدانةُالإرهابُلأن ّكمُمنُصن ّاعهُوسدنتهُ،بشكلُ
غيرُ مباشرُ علىُ الأقلّ ُ..وقاتلُ الصُّحُ ُفُي ّينُُ،كلودُ وغيسلانُُ،قدُ يكونُ ضمنُ أجندةُ
سياسي ّةُ دعمتموهاُ فيُ أي ّامُ سابقةُ أوُ دعمهاُ حلفاؤكم ُ،وقدُ يكونُ القاتلُ مجر ّدُ شخصُ
عاديّ ُفقدُأباُأوُأخاُأوُابناُبفعلُطائراتكمُوقنابل كمُورصاصُجنودكمُفيُماليُ ُ!!!..
اكرتكمُ القريبةُ
أرشيفكمُ وملف ُّاتكمُ وذ ُ
ُ قدُ يكونُ الأمرُ كذلك ُ،لماُ لا..؟؟ُ ُُراجعواُ
والبعيدةُ،واسألواُأنفسكمُبصدقُعم ّاُقدّمتمُلأفر يقياُغيرُالاستعبادُوالاستغلالُ،ودعمُ
الاستبدادُوالفسادُ !!..
لقدُغادرتمُالبلادُعسكرياُ،ل كن ّكمُواصلتمُاستغلالهاُسياسياُواقتصادياُ،ولمُتداخلُ
قلوبكمُذرّةُرحمةُتجاهُتلكُالشّعوبُالت ّيُتعانيُالأمراضُوالأوبئةُوالمجاعاتُوالحروبُ،
وكانُالمقياسُعندكمُيدورُدائماُحولُ حجمُالث ّرواتُالت ّيُتصلُإليكمُلتحر ّكُدواليبُ
اقتصادكمُالجشعُ !!..
ّهاُالفرنسي ّونُ:متىُتتوبونُمنُداءُالت ّعاليُعلىُالإنسانُالإفر يقيُُّ،وتنظرواُإليهُبالت ّاليُ
ُ أي
علىُأن ّهُإنسانُمثلُغيرهُمنُسكّانُالمعمورةُ،بلُومثل كمُأنتمُتماماُ..وهكذاُيستحقّ ُأنُ
يتصرّفُفيُثرواتهُ،وأنُينتخبُحكّامهُبشفافيةُ،وأنُيتمت ّعُبالحر ّيةُوالد ّيمقراطيةُوحقوقُ
الإنسانُ،ويرىُمؤش ّراتُاقتصادُبلادهُتتحدّثُعنُالنّموُوارتفاعُالد ّخلُوتراجعُالبطالةُ
والمديونُي ّةُوماُشابهُذلك..؟؟ ُ؟ ُ
هلُالديمقراطيةُحكرُعلىُلونُوجنسُومنطقة..؟؟ ُ؟ُ ُأماُبقي ّةُدولُوشعوبُالعالمُ
فعليهاُالقبولُبدورُفئرانُالت ّجاربُفيُمخابرُمصالحكمُوسياساتكمُالمغرقةُفيُالأنانُي ّةُ ُ!!!..
وأخيراُفإنُّحادثةُالقتلُهيُتراجيدياُلناُفيُعالمُالصّ حافةُ،لأنّناُنتعاطفُمعُأيّ ُ
صحفيُُّيحملُقلماُأوُآلةُتصويرُو يجريُوراءُالحقيق ُةُ..لـكنُالتراجيدياُالاعظمُتتضحُ
سياسةُالفرنسي ّةُفيُصناعةُجسورُاقتصادي ّةُمنُالد ّمُ
أكثرُفيُأفر يقيا ُعندما ُتستمر ُّال ّ
اللحمُالبشريّ ُالخالصُ .
و ّ
ُ
ُ 2013-11-10
101
ُ
ُ
ُ
هولاندُلاُيخافُمنُالإرهاب ُ
لاُأجدُفيُنفسيُشغفاُلمتابعةُالفضائحُحتىُلوُتعلقتُببعضُالمشاهيرُالذينُيدفعونُ
فيُ الغالبُ أثماناُ باهظةُ لترفهمُ وانفلاتهمُ وضربهمُ القيمُ بعرضُ الحائط ُ..ومعُ ذلكُ
اضطرُلقراءةُالحدُالمطلوبُمنُأخبارُفضائحُالرؤساءُوالمسؤولينُالكبارُلأنهاُتعبرُعنُ
جزءُلاُيكادُيتجزأُمنُالمشهدُالسياسيُالعامُفيُهذه ُالدولةُأوُتلكُ..وهذاُماُحدثُ
معُفضيحةُالرئيسُالفرنسيُفرانسواُهولاند.
ُ
102
ُخطُأحمرُولاُينبغيُالخوضُفيهاُ،ل كنّهاُتتحو ّلُإلىُشأنُ ُعامُعندماُ
الخصوصي ّات ّ
تتعل ُّق ُبرجلُيقودُمؤسّ سةُسياسي ّةُأوُاجتماعيةُلهاُتأثيرهاُالمباشرُعلىُحياةُالن ّاسُ..
ومنُالمعلومُأنُّأيّ ُمجموعةُمنُالعقلاءُلنُتقبلُالركوبُفيُطائرةُأوُسفينةُيقودهاُ
منُ لاُ يتمت ّعُ بالح ّدُ الأدنىُ منُ المسؤوليةُ وال كفاءةُ والن ّزاهةُ والانتباهُ إلىُ قيمُ المجتمعُ
العامّةُ .
يُمعُمطلعُالعامُالجديدُ،
الإعلامُوصفُالفضيحةُ،الت ّيُتعر ّضُلهاُالر ّئيسُالفرنس ّ
ّئيسُعشيقة ُتعيشُفيُ
ُ بالمزدوجةُ،حيثُانكشفُللر ّأيُالعامُّالفرنسيُّأنُّللسّيدُالر
هاُطاقمُيتكو ّنُمنُخمسةُأفرادُ،وقدُوضعهاُالر ّئيسُمكانُالسّيدةُ
ُ قصرُالإليزيُ،و يخدم
الأولى ُ..وتمث ّلُ الوجهُ الث ّانيُ للفضيحةُ فيُ كونُ هذهُ العشيقةُ طر يحةُ الفراشُ فيُ
المستشفىُدونُأنُ تحظىُبز يارةُهولاندُالذ ّيُيضبطُخارجاُمنُبيتُعشيقةُأخرىُ
هيُفن ّانةُمعروفةُ ُ!!!..
نُ
القضي ّةُ فجّرهاُمصو ّرُمعروفُسبقُلهُأنُهز ُّفرنساُبفضيحةُأخرىُحينُأعلنُأ ّ
للر ّئيسُفرانسواُميترانُابنةُغيرُشرعي ّةُ،وكشفُعام ُُ 1994عنُصو ُرهاُفيُإحدىُ
المجلا ّتُُ .
والمصو ّرُالمدعوُسيباسيانُفالييلاُصرّحُبأنُّالثّمنُالذ ّيُباعُبهُصورُفرانسواُهولاندُ،
لُ
وهوُخارجُمنُبيتُالفن ّانةُغاييتُ،لمجلّةُكلورزُلاُيساوىُقيمةُجهدهُ،حيثُظ ّ
يتابعُالر ّجلُالأوّلُفيُفرنساُمنذُقرابةُالعشرةُأشهرُ ُ!!!..
الفضيحةُ فيُ حدُّ ذاتهاُ قدُ لاُ تعنيُ ال كثيرُ للمجتمعُ الفرنسيُّ منُ جانبهاُ الشّخصيُّ
ّلُإلىُحالةُ
ُ البحتُ،لأنُّالعلاقاتُخارجُالز ّواجُشائعةُبينُالن ّاسُهناكُ،إنُلمُتتحو
طبيعي ُّةُعندُقطاعُمعتبرُمنهمُ،ل كنّ ُماُيزعجهمُهوُتصرّفُالر ّجلُالمسؤولُعنهمُبهذهُ
الطّر يقة ُ،حيثُ الخداعُ بالن ّسبةُ لحالةُ العشيقةُ الأولىُُ،حينُ وضعهاُ فيُ محلُّ السّيدةُ
الأولىُوأنفقُعليهاُمنُالأموالُالعامّةُ،ثم ُّالإهمالُواللا ّمبالاةُعندماُراحُيجريُوراءُ
عشيقةُأخرىُبينماُتقبعُالأولىُفيُالمستشفىُ .
ُ
103
وقضاياُالقفزُعلىُقيمُالأسرةُوالت ّوسّ عُفيُالعلاقاتُالآثمةُقدُتبدوُعاديةُللفرنسيّينُ
وهذاُأمرُيخص ّهمُوحدهمُ،وإنُأظهرناُالحزنُ،نحنُمعاشرُأهلُالش ّرقُ،علىُالمستوىُ
المتدن ّيُالذ ّيُوصلتُإليهُمؤسّ سةُالأسرةُفيُبعضُالمجتمعاتُالغربي ّةُ،بسببُتغو ّلُدورُ
الد ّولةُوافتكاكهاُلعددُمنُمهامُالوالدينُوالجدّينُوبقي ّةُأركانُالأسرةُبمفهومهاُالأوسعُُ .
ومنُهذاُالمنطلقُأجدُنفسيُمنساقاُنحوُالت ّركيزُعلىُماُيعنيناُفقطُفيُفضيحةُالر ّئيسُ
نُ
يُ،مفجّ رُالفضيحةُ،حينُقالُإ ّ
فرانسواُهولاندُ،وتحديداُماُعب ّرُعنهُالمصو ُّر ُالفرنس ُّ
أش ّدُماُصدمهُأنُّالر ّئيسُيدخلُبيتُالفن ّانةُمنُدونُأدنىُاحتياطاتُ،وهذاُمقارنةُ
بابنةُفرانسواُميترانُالت ّيُكانُرفقتهاُخمسةُعشرُحارساُيسهرونُعلىُسلامتهاُ،بينماُ
يقتحمُهولاندُبيتُعشيقتهُالفن ّانةُفيُظروفُأمني ّةُمنعدمةُ !!!..
فالمصو ّرُ،علىُحدُّقولهُ،لمُيجدُصعوبةُفيُالتقاطُصورُالر ّئيسُلأن ّهُأتىُوحدهُممتطيُاُ
درّاجةُسكوتير..؟ ُ؟ ُ
الذ ّيُيعنيناُهوُخروجُالر ّئيسُالفرنسيُّ،سي ّدُالإليزيُ،وحدهُدونُحراسةُظاهرةُ
أوُخفي ّة..؟ ُ؟ ُ
وقدُيقولُقائلُ:وماُأدراكُعنُالعناصرُالسّر ّيةُالت ّيُطو ّقتُالمكانُوتفحّ صتهُبعيونهاُ
قبلُوصولُالسّيدُإلىُبيتُالعشيقة..؟ ُ؟ ُ
يُالعارفُبشؤونُبلادهُ،والذ ّيُقارنُبينُتصويرهُ
والجوابُفيُكلامُالمصو ّرُالفرنس ّ
لهولاندُالآنُو(ابنة)ُالر ّئيسُميترانُقبلُعشرينُعاماُ،حينُقالُإنُّطاقماُمنُالحر ّاسُ
يسهرُعلىُسلامتهاُ..وسأسمحُلنفسيُبالقولُإنُّأولئكُالحر ّاسُكانواُسرُّي ّينُوقدُعرفهمُ
المصو ّرُ بخبرته ُ،فلوُ كانواُ ظاهرينُ للعيانُ بلباسُ الش ّرطةُ أوُ أيّ ُ شركةُ (حراساتُ
خاصّة)؛ُفلنُيرفعُمصورُأوُ صحفيُعقيرتهُويدّعيُأن ّهُحقّقُسبقاُقلُّنظيرهُبكشفُ
هو يةُ(ابنة)ُميترانُ،فهيُباديةُللعيانُبحشمهاُوخدمهاُوحرّاسهاُ .
هنيئاُ للر ّئيسُ الفرنسيُّ وشعبهُ بهذاُ المستوىُ العاليُ منُ الأمنُ والأمانُ والرّاحةُ
والطمأنينةُالت ّيُ تجعلُسي ّدُالإليزيُيدخلُو يخرجُمنُبيتُالعشيقةُدونُأيّ ُمظاهرُ
أمني ّةُ وبروتوكولات ُ،ومنُ يدريُ قدُ لاُ تكونُ هذهُ الحالةُ هيُ الوحيدة ُ،فر بّماُ كانُ
104
ّرجةُ
ُيعنيُالرجلُبالد ُ
ُ الر ّجلُمدمناُعلىُذلكُالد ّخولُوالخروجُمنذُشهورُ،وهذاُشأن
الأولىُ،ثم ُّالشّعبُالفرنسيُّبعدُذلكُُ .
مهلا ُ...لماذاُ صدّعتمُ رؤوسناُ لسنواتُ طو يلةُ بأحاديثكمُ عنُ التّهديداتُ
ل كنُ ُُ...
الإرهابي ّةُالقادمةُمنُبلدانناُ،وتحديداُالسّاحلُوالصّ حراءُ،وشحنتمُالر ّأيُالعامُّالد ّوليُّ،
والفرنسيُّقبلُذلكُ،ثم ُّخضتمُحرباُفيُدولةُماليُوأجبرتمُدولُ ُالجوارُعلىُالت ّعاونُ
معكمُبشكلُأوُبآخرُ،وفيُالجزائرُانتهكتمُ مجالناُالجويّ ُ،وإنُكانُبإذنُمنُكبارناُ..
لسببُ واحدُ هوُ الإرهابُ الذ ّيُ يهدّدكمُ فيُ عقرُ داركمُ ولابدُّ منُ ضربهُ وتجفيفُ
منابعه..؟؟ ُ؟ ُ
إذنُ...فرنساُتخوضُحرباُضدُّالإرهابُالعالميُّ،ورئيسهاُيتحر ّكُدونُحراسةُ !!!..
الأمرُلاُ يخرجُمنُ ثلاثةُ احتمالات ُ:إمّاُأنُّ الر ّجلُ مجنونُأوُمتهو ّرُ علىُ الأقلُّ،
شعبُالفرنسيُّورضيتُعنهُالن ّخبةُالسّياسي ّة..؟ ُ؟ ُ
والسّؤالُ:كيفُانتُخبهُال ُّ
وإمّاُأنُّالسّيدُالر ّئيسُليسُهدفاُللجماعاتُالإرهابي ّةُ ُ،وهوُالذ ّيُأصدرُالأوامرُ
بالقضاءُعليهاُ ُ!!..
وإمّاُأنُّهذهُالجماعاتُلاُتحسنُالر ّصدُكماُفعلُالمصو ّرُ،بلُلاُتملكُمنُمقو ّماتُ
القو ّةُإلا ُّالخطفُالس ّهلُفيُالصّ حراءُوالبياناتُعلىُشبكةُالانترنتُ،بلُهيُأشكالُ
ورقي ّةُرسمهاُمجهولونُلأداءُدورُمحدّدُبدق ّةُ !!..
إنُهولاندُلاُيخافُمنُالإرهابُ..ولطرافةُالمفارقةُتذك ّرتُعنوانُدرسُفيُكتابُ
سنةُالث ّاني ّةُابُتدائيُّ،علىُعهدناُ،عنوانهُ:مالكُلاُيخافُمنُالبردُُ .
ال ّ
ُ
ُ 2014-01-26
105
ُ
106
ُالمُح ُو ُرُالثُ ُالث ُ
مي ُ
لا ُ
يقُيُاُ..و ُمُنظُ ُمةُُالتُعُاوُنُُالإسُ ُ
ح ُولُُأُُفرُ ُ
ُ
ُ
ةُالت ّعاونُالإسلام ُيُّ..
أفر يقياُ..وُنماذجُُمنُمآسيهاُوهمومهاُ..وشيءُُمنُقضاياُمنظ ُمّ ُ
هذاُماُدارتُُحولهُمقالاتُُهذاُالمحورُ .ُ.
خل ّفُ
ةُعلىُمقاديرُمنُالت ّ ُ
ُ شديدُ...حافظتُال ُد ّولُ ُالأوروبُي ُّة ُالاستعمارُي ّ
للأسفُال ُّ
سابقةُ .ُ.
يُوالاقتصاديُُّفيُمستعمراتهاُال ُّ
سياس ُّ
الاجتماع ُيُّوال ُّ
ُ،مرةُأخرىُأ ّنُهاُلاُتخجلُُ
صةُفرنساُالاستعمارُي ّة ُّ
وبالت ّاليُ ...تعلنُ ُهذهُال ُد ّولُ،خا ُّ
ُ
وصارتُثابتاُمنُثوابتُسياستهاُ
ُ يُتماهتُمعهاُتماماُ،
ُ ةُالموازينُالت ّ
ُ ةُازدواجي ّ
ُ منُسياس
صةُتجاهُدولُالجنوبُُ .
خارجي ّةُخا ُّ
ال ُ
سياسةُُأخرىُ هيُ المتاجرةُ
ُ سطحُ
سياسةُُالآثمةُ والمقز ّزةُ تطفوُ علىُ ال ُّ
ومعُ هذهُ ال ُّ
ساؤلاتُ
ُ هذاُتتواليُالت ّ
ُ جماعاتُالمسل ّحةُ،والاستثمارُفيهاُبشكلُأوُبآخرُ،ول
ُ بالإرهابُوال
كبيرةُمثلُفرنساُفيُالقضاءُعلىُعناصرُمسلُ ّحةُفيُأماكنُصحراوُي ّةُ
ُ دولُ
عنُسرُّع ُجزُ ُ
شاسعةُومكشوفة...؟؟ُأمُأنُّفيُالأمرُ(إنّ)ُ،وأخواتهاُأيضا..؟؟ ُ
صةُفيماُتعل ّقُُ
جاءُأوُإرسالُالر ّسائلُ،خا ُّ
ُ منيُأوُالر ّ
ُ كانُمنُبابُالت ّ
ُ بعضُماُكتبتهُ
ُ
صةُ معُ
شديداُ خا ُّ
ُ قاسياُ
الكلامُُ ُ
ُ الت ّعاونُ الإسلامي ُ..وكانُ الأُوُُلىُ أنُ يكونُ
ظمةُ ُ
بمن ُّ
والفسادُفيُكثيرُمنهاُ .
ُ الاستبدادُ
ُ يعشعشُ
ُ تمث ّلُُحكوماتُُ
منظمةُ ُ
ُ
ُ
107
ُ
ُ
جاء ُ
الع ُر ُ
ادُل ُةُ ُ
الم ُع ُ
ُ
ُ
يط ُال ُيُُحُُيثُُُُب ُدايةُ
اطئُُُالإُ ُ
امُُُب ُع ُدُُنُجاحُ ُهمُ فيُ الوُصُولُُُ ُإلىُ الشُ ُ
ك ُانواُ ُيسُُتُلُمونُُالطُ ُع ُ
ُ
فينُعلىُعمليةُاستقبالُ ُهذاُ
ُ ينُالمشرُ
اعقة ُللإيطالي ُ
"الجنة"ُ..وهناكُكانتُ ُالمفاجأةُ ُالص ُ
كبيرُمنُهؤلاءُالضيوفُ"غيرُالمرغوبُ
عددُ ُ
العددُمنُالمهاجرينُالأفارقةُ،فقدُاشتركُ ُ
ُ
منُالقماشُالأبيضُ .
ُ طعُُ
رؤوسُأصابعهمُملفوفةُب ُق ُ
ُ فيهم"ُفُيُكُ ُونُُ
ُ
ُ
ُ
108
سُببُُُال ُذ ّيُ زادُ منُُالعجبُ ُ،فقدُ ُعُم ُدُ
فُُال ُّ
طلُ الأمرُُُعلىُ القومُُُحيثُ ع ُر ُ
لمُُي ُ
ن ُفيُ
الأفارقة ُإلىُحرقُرؤوسُأصابعُأيديهمُلإخفاءُبصماتهمُ ،ظن ّاُمنهمُأ ُّ
ُ شبابُ ُ
ال ُّ
طُونُ
رحيلُالت ّيُبدأتهاُإيطالياُض ُّدُجميعُالمهاجرينُال ُذ ّينُيح ّ
ُ ذلكُعصمةُلهمُمنُحُمُل ُةُالُت ّ
ُ
طو يلةُُ .
رحالهمُحد ُيثاُعلىُشواطئهاُال ُّ
ُ
يُأوقعهاُفيهُ"الاختراعُ
ُ لُلهذاُالمأزقُال ُذ ّ
الإيطالي ُّةُتسعىُلإ يجادُح ُّ
ُ الأمني ُّةُ
سلطاتُُ ُ
ال ُّ
ة"ُالت ّيُقطعُ ُأولئكُالمساكينُ
الأفر يقيُّ"ُوليدُالحاجةُالماسّ ةُإلىُالبقاءُعلىُأرضُ"الُجن ّ ُ
آلافُ الأميالُ منُ أجلها ُ،وتح ُّدواُ الموتُُُبعينهُ وهمُ يمتطونُُتلكُ القواربُ البسيطةُ
البحرُُالمتوسُّطُ بأمواجهُُوحيتانهُُ،وخفرُ سواحلهُ علىُ الجهتينُ
الت ّجهيزُُ،ليجتازواُ بهاُ ُ
ُ
كبيرةُلعصاباتُالُتّهريبُ !!..
ُ مالي ّةُ،وبعدُأنُدفعواُمبالغُُ
ش ُ الجنوبُي ّةُوال ُّ
بُعلىُمشكلةُالبصماتُالت ّيُتواجههاُ،وقدُ
ُ الإيطاليةُمنُالتغل ّ
ُ سلطاتُُ
كنُُال ُّ
ُقدُتتم ُّ
لاُيحملُ
ُ المنظور ُ
ُ ن ُالقريبُ ُ
كّ ُد ُأ ُّ
منُالتغل ّبُ ُعلىُمشاكلُأخرىُآنيةُ،ل كنُّ ُالمؤ ُ
ُ كنُ ُ
تتم ُّ
شُماليةُ،
"ُلمشكلةُتدف ّقُالمهاجرينُمنُالضُّفةُالجنوبُي ّةُنحوُ"شقيقتها"ُال ّ
ُ لُالُنّهائ ُيّ
بشرىُ"الح ُّ
صةُالجنوبُي ّةُمصدرُ
رغمُالمعاهداتُوالجهودُوالوعودُ،والحشودُالأمنيةُعلىُالضُّفتينُخا ُّ
همسةُ
يسمعُُمج ُر ّ ُدُُ ُ
يريدُُأنُينامُُُُقرُ ُيرُُالعينُُ،ولاُ ُ
شمال ُيُُّال ُذ ّيُ ُ
القلقُلذلكُالإنسانُ ال ُّ
أوُجملةُ،منُالإنسانُالجنوب ُيُّ !ُ!..
ُ عنُكلمةُ
ُ ُ،فضلاُ
ُ ُت ُذ ُمّ ُر
تنظرُُإلىُ مشكلةُ
الإيطالي ّةُ والأوروبُي ّةُ عموماُ ماُُزالتُ ُ
ُ سلطاتُ
نُُال ُّ
كّ ُدُُأيضاُ أ ُّ
والمؤ ُ
ظاهرُمنهاُفقطُ،والمرتبطُغالباُبمصالحهاُوهواجسهاُ
يُال ُّ
سطح ُّ
الهجرةُال ُس ّرُي ّةُمنُالجانبُال ُّ
ةُالت ّيُ
حقيقي ّ ُ
ظاهرةُ،والأسبابُال ُ
قُإلىُجذورُتلكُال ُّ
ُ خاوفهاُالمباشرةُ،دونُالن ّظرُالمع ُمّ
ُ وم
يُيعودُمعظمهاُإلىُقرونُمضتُُ .
ُ تُإليهاُ،والت ّ
ُ ةُالت ّيُأدّ
تقفُوراءهاُ،والمعطياتُالأوّ ُلي ّ ُ
يقي ّةُوماُ
نُتلكُالمعطياتُوالجذورُهيُقصُّ ُةُالاستعمارُالأوروب ُيُّلدولُالقا ُرّةُالأفر ُ
إ ُّ
يقي ّةُ،
شعوبُ الأفر ُ
ظمُ مدروسُ لإمكانياتُ ال ُّ
صُاحُُبهُ منُ مآسُُُوفظائعُ وتدميرُ من ُّ
رواتُالطبيعي ّةُعلىُظاهرُالأرضُوباطنهاُ،واستعبادُللإنسانُ
ُ واستغلالُُُبشُعُُجُشُعُُللُث ّ
109
جلي ّاُفيُ شحنُعشراتُالملايين ُمن ُالأفارقةُوتسخيرهمُ لخدمةُأراضيُ
الإفر يقيُّ ُظُ ُه ُر ُ ُ
صةُ ،ومناطقُأخرىُمنُهذاُ
ر"ُوأطماعهُالاقتصادي ّةُفيُأمريكاُخا ُّ
ُ ضّ
"الأوروب ُيّ ُالمتح ُ
العالُمُ ُ!!!..
وعندماُخرجُُذلكُالاستعمارُ،أوُأخُُرجُُ،لمُيتركُالمكانُنظيفاُ،ولمُيخل ّفُوراءهُماُ
حدودُ
سنينُوماُزالتُ،فال ُ
ططُُلحروبُُوفتن ُدامتُعشراتُال ُّ
ُعينُالن ّاظرُ،بلُخ ُّ
ُ رّ
ُيُس ُ
ولُ"المستقل ّة"ُكانتُفيُأغلبهاُقنابلُموقوتةُ..؟؟ ُ
ُ الت ّيُتركهاُبينُال ُد ّ
ُ
القومُعلىُحالهمُبعدُذلكُ...يحل ّونُع ُق ُدُالاستعمارُ
وحب ّذاُلوُتركُذلكُالأوروب ُيُّ ُ
ولُونفوسُالن ّاسُُ .
ُ وينتظرونُبُرءُُالجروحُالغائرةُعلىُخرائطُال ُد ّ
ُ بماُتيس ُّرُلديهمُ،
خدم ُمصالحهُ
ك ُاب ُه ُوت ُ
فيُر ُ
تسير ُ ُ
أنظمة ُوحكوماتُ ُ ُ
ُ مُ
ر"ُدعُ ُ
ضّ ُ لقدُأدمنُذلكُ"المتح ُ
قوطُالت ّامُللبلادُُ .
ُ ىُلوُكانُفيُذلكُالموتُالز ُّؤامُللعبادُوال ُّ
س ُ حت ّ
بحذافيرهاُ ُ،
العرجاءُالبائسةُظاهرةُللعيانُلاُتخطئهاُ
ُ منُ"الاستقلال"ُصارتُالمعادلةُ
ُ وبعدُعقودُ
عينُ"نصفُمبصر"ُ،ولاُيغفلُُعنهاُ"رُبعُُذك ُيّ"..؟ ُ؟ ُ
ُ
شمالُ يستأثرونُ ب ثمانينُفيُالمائةُمنُ
القومُُفيُ ال ُّ
نُُ ُ والمعادلةُُباختصارُُشديدُُهيُأ ُّ
ُ
يمث ّلونُُسوىُ عشرينُ فيُ المائةُ منُ سكّانُ
يُُ،معُ أ ُّنهمُ لاُ ُ
الاقتصادُ والإنتاجُ العالم ُّ
المعمورةُ،وفيُالمقابلُيعيشُثمانونُفيُالمائةُ،نحنُسكُّانُالجنوبُ،علىُعشرينُفيُالمائةُ
يُ ُ!!..
فقطُمنُدواليبُوحركةُذلكُالاقتصادُوالإنتاجُالعالم ُّ
الوسائلُالمتاحةُلديهُ،وعُبرُُ
ُ لُ
الإنسانُالأوروب ُيُّعلىُ"الجحيم"ُفيُأفر يقياُبك ُّ
ُ لقدُحافظُُ
صورةُوأبهىُ
ُ هُالأرضي ّةُفيُأزهىُ
ُ جنوبُجُن ُّت
ُ ةُق ُّد ُمُلشبابُال
ةُوالإعلامي ّ ُ
ُ افي ّ
ُع ُوُلُمُتهُالث ُّق ُ
لُالغاليُوالن ّفيسُ
ُ مُ"الُجن ّة"ُ!!..وبذ
حرومُُت ُذوُّقُُطُ ُع ُ
شبابُُالأفر يقيُُّالم ُ
حلّةُ،فلُم ّاُأرادُال ُّ
شُمالية؛ُتعالتُأصواتُُسُاسُ ُةُأوروباُوأطلقواُالعنانُلجميعُص ُّفاراتُ
ليصلُُإلىُالضُّفةُال ّ
الإنذارُ،محذّرينُشعوبهمُمنُالخطرُال ُد ّاهمُالمح ُّدقُبُجن ّتهمُالوادعةُ !!..
110
شمالُنحوُ
(أمينُمعلوف)ُلُنظُ ُر ُةُأهلُال ُّ
ُ الل ّبنان ُيُّ
يُ ُبنيُكثيراُتصويرُالر ّوائ ُيُّالفرنس ُّ
ُ أعج
حالُوغادرواُعقودُوسنواتُُالحروبُُوالمآسيُ !ُ!..
ُ غيرهمُبعدُأنُاستق ُر ُّبهمُال
"ُعلىُلسانُأحدُأبطالُالر ّواية"ُ:لمُيكنُ
ُ يس
لُبعدُبُي ُاترُ ُ
ُ جاءُفي ُروايةُ"القرنُالأوّ
سلامُوالعدالةُ،المكترثةُلحقوقُ
شكلُال ُذ ّيُعرفتهُ،هذهُالمساحةُمنُال ُّ
الغربُُدائماُبال ُّ
اُتماماُ.قلُلنفسكُ
ُغرباُمختلفُ ُ
كُبُجيلُُ،عرفت ُ
كُبُر ُ
طبيعةُ.أناُال ُذ ّيُأُ ُ
الإنسانُوالن ّساءُوال ُّ
ُ
لُُ
إُن ّناُ،طوالُقرونُعديدةُ،طُفُُناُأرجاءُالمعمورةُوشي ّدناُالإمبراطور ياتُ،ودمّرناُك ّ
سفنُُللعملُُمكانهمُ،
نُال ُّ
علىُمُت ُ
لناُالز ّنوجُُ ُ
حناُالهنودُفيُأمريكاُ،وحم ّ ُ
ُ أشكالُالحصارُُ،وذب
لُ،لقدُعصُفُُناُبالعالُمُ
ُ ج
يني ّينُلإرغامهمُعلىُشراءُالأفيونُ،أُ ُ
وق ُمُناُبشنّ ُالحربُُعلىُالصُّ ُ
ُ
مفيدُول كن ّهُمد ُمّرُُعلىُال ُد ّوامُ.وهناُفيُمجتمعاتناُماذاُفعلنا؟ُ
كالإعصارُ،وهوُإعصارُ ُ
ُ
امُ،وبشراسةُحت ّىُمنتصفُ
ُ سُ
وإبادةُبعضناُبعضُاُبالغازُال ّ
ُ والت ُّقاصُفُُ
ناحرُ ُ
ّاُفيُالت ّ ُ
ُ لقدُأمعن
القرنُالعشرينُ .وفيُيومُمنُالأ ُي ّامُ،إذُأتخمناُوتعقّلناُأنهكناُوشخناُ،جلسناُعلىُأكثرُ
يرُصارخينُ:والآنُفليهدأُالجميع!ُ.وكماُترىُفالجميعُُلاُيهدؤونُمتىُهدأنا"ُ .
مقعدُ ُوُث ُ
ُ
ُ 2008-09-11
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
111
لُُلُل ُغ ُاية ُ
اُالعزُيزُ..الأُمرُُ ُسهُ ُ
ارُن ُجُ
ُ
ُ
حديد ُالمواقعُالشاملُ"جيُبيُأس"ُ،ومنُ
نظام ُت ُ
هاُبفضل ُ ُ
ُ الأنتربول"ُموقع
ُ حددُ ُ"
نةُمنُثلاثةُمغتربينُ...
ُ العصابةُالمكو
ُ وداهمتُ
ُ القضائي ُةُ
ُ رطةُ
عناصرُالش ُ
ُ هناكُتحركتُُ
قيمتهاُإلىُستمائةُمليونُسنتيمُ،وقدُظنُ
خمةُمنُنوعُ"أوديُكيوُُ"7تصلُُ ُ
ارةُف ُ
إنهاُسي ُ
اُمنُفرنساُإلىُإيطالياُثمُ
ُ يارةُبر
العصابةُأنهمُبلغواُشاطئُُالأمانُُبعدماُنقلواُالس ُ
ُ أفرادُ
ُ
ب ُحراُإلىُتونسُومنهاُإلىُالجزائرُالعاصمةُُ .
ُ
ُ
112
الن ّظامُُُالمتط ُو ّ ُرُُوقرأتُُُعنُ
بالن ّسبةُ ليُ فقدُ سمعتُُُعنُ هذاُ ُ
خبرُُلمُ يكنُ جديداُ ُ
ال ُ
ةُاكتشافهاُأعادتنيُإلىُخبرُ
ُ المسروقةُوكيفي ّ
ُ سيارة ُ
عملي ّاتُمشابهةُ،ل كنُُّقصُّةُُهذهُال ُّ
ُ
جريدةُالت ّيُكانتُبينُيديُُ .
ُ آخرُفيُالصُّفحاتُالأولىُلل
عبرُأنظمةُ
ُ ارةُ
سي ّ ُ
خبرانُيحملانُمفارقةُواض ُحةُ،ففرنساُ،أوُبعضُأجهزتهاُ،تلاحقُُ ُ
ُ ال
رةُُوتح ُّد ُدُُمواقعُُُتن ُّقلاتهاُ فيُ مدينةُ مثلُ الجزائرُ العاصمةُُ،بمرتفعاتهاُ ومنحدراتهاُ
متط ُو ّ ُ
وأحيائهاُالعتيقةُوطرقاتهاُالمتداخلةُ !!..ُ.
عاجزةُ
ُ ل ُقوُ ّتهاُوترساناتهاُواستخباراتهاُوأقمارهاُالصُّناعيةُ،ماُتزالُ ُ
ل كنُّ ُفرنساُ،بك ُّ
حةُفيُالصُّحراءُال كبرى..؟ ُ؟ ُ
مسل ّ ُ
عنُتحديدُأماكنُرهائنُلهاُاختطفتهمُمجموعاتُُ ُ
المعني ُّةُبالمعلوماتُالصُّحيحةُ
بدق ّةُ،وتزوّ ُدُال ُد ّولُُ ُ
الأمرُُهيّنُحيثُتح ُّد ُدُفرنساُالمواقعُُ ُ
شعوبُ،
لتطويُهذاُالملف ُتماماُ ،وتتف ُر ّغُ ُحكوماتُ ُالمنطقةُبعدُذلكُلآلامُوآمالُال ُّ
ُّ
الفقرُ
فيُنشر ُ ُ
ُ يُ
خلالهاُالاستعمار ُالفرنس ُّ
ُ نُ
اُأطولُتفن ّ ُ
ُ عقود
بعدُعقود ُعجافُ ُأعقبتُ ُ ُ
والت ّخلفُُ .
والجهلُُوالمرضُُ ُ
ةُ،ومنُُعلىُ
سمي ّ ُ
فرنساُالر ّ ُ
ُ نُ
الاستعمارُالحديثُُقدُكش ّرُُعنُأنيابهُال كريهةُ،ولأ ُّ
ُ نُ
ولأ ُّ
نُُالعقلُُُوالمنطقُُُيصرخانُ بش ُّدةُ فيُ
شيئاُ سوىُ لغةُ المصالحُُ،فإ ُّ
تعرفُُ ُ
ُ شاكلتها ُ،لاُ
والت ّص ُّديُالحازمُ
مودُ ُ
كرةُأمامُمرماناُمباشرةُ،والمطلوبُُهوُالصُّ ُ
نُال ُ
وجوهناُلندركُأ ُّ
ُ
يُتسعىُللن ّيلُمنُسيادتناُوأمنناُ،واستعمالُأراضيناُوأرواحناُ
ُ طاتُالت ّ
ُ لُتلكُالمخ ُّ
ط لك ُّ
خصُالآخرينُ .
لتمريرُمشار يعُومصالحُاستراتيُجي ّةُت ّ ُ
نُآخرينُماُ
سياقُ،فإ ُّ
نُدولاُُمثلُالجزائرُأعلنتُُعنُمواقفُصارمةُفيُهذاُال ُّ
ومعُأ ُّ
أبرزُمثالُُهوُتصر يحاتُرئيسُُإحدىُدولُ
لُ ُ ظ ُه ُرونُُب ُوج ُهُهناُووجهُهناكُ،ولع ُّ
زالواُي ُ
ُ
جوارناُالجنوب ُيُّ !ُ!..
هُوتدركُ
ُ هُوأساليب
ُ أهداف
وتعرفُ ُ
ُ فترضُأ ُّنهاُعانتُمنُو يلاتُالاستعمارُمثلناُ،
ُ دولةُي
ُ
الل ّيلةُ والبارحة ُ،فماُ هذهُ
بهُُبينُ ُ
شُ جيدا ُ،أوُ هذاُ ماُ ينبغيُ أنُ تكونُ عليهُ الحال ُ،ال ُّ
رةُمنُتلكُالت ّيُ
ُ ماتُالت ّيُنراهاُعلىُأرضُالصُّحراءُال كبرىُسوىُنسخةُمتط ُو ّ
ُ المق ُّد
113
يقيةُثم ُّراحُ
ُ عندماُبدأُالاستعمار ُيتغلغلُفيُأوساطُالقا ُرّةُالأفر
ُ حدثتُقبلُقرونُ ،
يلتهمهاُقطعةُبعدُأخُرىُُ .
ُ
هائنُالفرنسي ّينُ
ُ إلىُموضوعُالر ّ
ُ اللا ّفتُ ُفيُحديثُجارناُالمحترمُهوُمدخلهُالإنسان ُيّ ُ
ُ
تقديمُالمساعدةُوفقاُ
كُل ُ الخمسةُال ُذ ّينُابتلعتهمُالصُّحراء(ُ:فلأسبابُإنسانُي ّةُلاُبدُّأنُنتح ُر ّ ُ
لتجاربنا)ُ ُ!!..
عواطفُُتستحقُُّ
ُ وسعيُُلإنقاذُ أرواحُُُأبر ياء ُ،وهيُ
ُ نعمُ إ ُّنهاُ دوافعُُُإنسانُي ّةُ نبيلةُُ،
والإشادةُل كنُّهاُجاءتُفيُالمكانُوالوقتُالخطأُ !ُ!..
ُ قديرُ
الت ّ ُ
ُ
هؤلاءُالر ّهائنُح ُّقهمُالإنسان ُيُّفيُ
ُ هُليسُفيُمقدورُأحدُحرمانُ
ُ بأن ّ
لُ ُنعمُيمكنُُالقو ُ
رهمُ
أس ُ
سعيُ لإطلاقُ سراحهمُ ليعودواُ سالمينُ إلىُ ُ
يُُوال ُد ّول ُيُُّ،وال ُّ
الاهتمامُ الإقليم ُّ
وذويهمُ .ُ.
يُ،عندماُنتُخل ّىُعنُعقولناُ
سياس ُّ
ل كنُ..عليناُصونُأنفسناُمنُالوقوعُفيُبراثنُالغباءُال ُّ
وتفكيرناُوموازُينناُوشواهدُالماضيُوالحاضر..؟ ُ؟ ُ
ياءُ،ونتمن ّىُأ ُّنهمُكذلكُ..ل كنُمنُيدري..؟؟ ُ؟ ُ
ُ نعمُإ ُّنهمُالآنُرهائنُأبر
فبعدُ عامُُ،أوُُعشرةُُ،أوُخمسةُوعشرينُعاماُُعلىُأبعدُُتقدير ُُُ،قدُ يطلعُُُعليناُمنُ
رّبُُالوثائقُُ
ك ّراتُُ،أوُيتح ُّدثُُعم ّاُكانُيوماُفيُحكمُالأسرارُالخطيرةُ،وقدُتتس ُ
يكتبُُمذُ
نُهؤلاءُلمُيكونواُرهائنُ
أوُيتم ُّالإفراجُُعنهاُ،وعندهاُ،إذاُكتبُُالل ّهُلناُالحياةُ،ندركُُأ ُّ
ُ
فُبكذاُوكذاُ،وأ ُّنهمُأدّواُهذاُال ُد ّورُأوُ
يُتوصُ ُ
اتُالت ّ ُ
ُ عادي ّينُبلُكانواُمنُذويُالمه ُمّ
ُ
يعةُلإيصالُملايينُال ُد ّولاراتُإلىُ
ذاكُلصالحُهذهُال ُد ّولةُأوُتلكُ،أوُأ ُّنهمُكانواُذر ُ
عصاباتُتن ُخرُاستقرارُوأمنُبلداننا..؟؟ ُ
ولُالمعني ّةُبالأمرُ
ُ كثيرُوتجر ّأُُعلىُالحديثُباسمُال ُد ّ
كثيرُوال ُ
جارناُالمحترمُأُُباحُُلنفسهُال ُ
ُ
خّلُُليعو ّضنا)ُ،
نُُغيرناُيتد ُ
ساحلُفإ ّ
لُلمشاكلُال ُّ
قال(ُ:إذاُكن ّاُلمُنستطعُإ يجادُح ُّ
ُ عندماُ
خّلُعسكر ُي ّاُفيُ
غبةُفيُالت ّد ُ
ُ ينُبالر ّ
ُ الفرنسي ّ
ُ وهيُإشارةُواضحةُلعدمُامتعاضهُمنُتلميحاتُ
منطقةُالصُّحراءُال كبرىُُ .
114
ن ُعلىُفرنساُ
جارناُأكثرُوأكثرُفيُالمنطقةُالمحظورةُعندماُقالُإ ُّ
وبعدُذلكُتو ُغ ّلُ ُ ُ
سقوطاُحُرّاُعندماُ
ُ موجودُلهذهُالأمور)ُ..ثم ُّسقطُ ُ
ُ ةُ،والعسكر ُ
ُ (القيامُبعملي ّةُعسكرُي ّ
ُ
(فرنساُوحدهاُالت ّيُتق ُر ُّرُإنُ
ُ نُ
ساحلُوالصُّحراءُبقولهُإ ُّ
يادةُعنُدولُال ُّ
س ُ أرديةُال ُّ
خُلعُُ ُ
ُ
ةُمنُع ُد ُمه)ُ ُ!!.ُ.
ُ كانُعليهاُإيفادُق ُو ّةُعسكرُي ّ
الر ّجلُ ُأنُ يحتفظُ ُلنفسهُبمسافةُأمانُ،وإنُكانتُقصيرةُ
ل ُماُسبقُّ ُحاولُ ُ ُ
ومعُك ُّ
خّلُق ُو ّةُأجنُبُي ّةُفيُ
ةُبشكلُماُفيُموقفهاُالر ّافضُلتد ُ
ُ نُالجزائرُمح ُّق
جداُ،عندماُقالُ(إ ُّ
ساحلُلمحاربةُالقاعدة)ُ .ُ.
ال ُّ
وليتهُماُفعلُُُُ!!!..فكيفُإذاُلمُيكنُيحترمُموقفُالجزائر..؟ ُ؟ ُ
اباتهاُعلىُصدورناُحت ّىُتصلُ ُإلىُعمقُ
ُ اتُفرنساُتسي ّيرُدُب ّ
ُ هلُكانُسيقترحُ ُعلىُق ُو ّ
الصُّحراءُُ،وترابطُُُعلىُ تخومُ بلادهُ وتسرحُُُوتمرحُُُمنُ هناكُ فيُ أراضيُ ال ُد ّولُ
المجاورة..؟ ُ؟ ُ
ةُالأمريكي ّةُ(ُ)CIAلعناصرُ
ُ نُتقديراتُوكالةُالاستخباراتُالمركزُي ّ
جارناُالعزيزُ..إ ُّ
حراءُتتراوحُبينُثلاثمائةُوخمسينُوأربعمائةُفردُفقطُ،ومنُخلالُ
ُ (القاعدة)ُفيُالصُّ
ندركُأ ّنُهمُيتُحر ّكونُ
خطفُالت ّيُقامواُبهاُُ ُ،
ُ وعملي ّاتُال
يُبث ّتهاُالفضائُي ّاتُعنهمُُ ُ،
ورُالت ّ ُ
الصُّ ُ
ةُو ُعرُةُكماُهوُالحالُمعُ
ختبئونُفيُكهوفُأوُأماكنُجبلي ّ ُ
ُ فيُأماكنُمكشوفةُ ،ولاُي
أسامةُبنُلادنُوقادةُالقاعدةُفيُأفغانستانُوباكستانُُ .
ن ُإمكانُي ّاتُالق ُو ّاتُ
فإذاُكانواُعلىُأرضكُ،جارناُالعزيزُ،فأمرُهمُسهلُ ُللغايةُلأ ُّ
سيارةُالفخمةُ
ل ُمعُتلكُال ُّ
حديدُالمواقعُأدق ُمماُفعلهُالأنتربو ُ
ُّ الفرنسي ّةُومقدرتهاُعلىُ ت
ُ
يُسرقهاُمغتربونُوهرُّبوهاُإلىُالجزائرُ !!..
ُ الت ّ
ُ
كُالأشاوس ُفيُالوقتُُ
ُ جنود
لاءُ ُالُأُرُُب ُعماُئةُ ،وسيصلُ ُ ُ
اقعُ ُ ُه ُؤ ُ
يد ُ ُم ُو ُ
يعون ُتُح ُد ُ
طُ ُيسُُت ُ
طامعينُ .
حراء ّناُمنُأطماعُُال ُّ
سببُ،و يُخل ّصواُص ُ
يقطعواُدابرُهذاُال ُّ
ُ المناسبُُو
ُ
ُ ُُُُ2010-10ُ-09
115
نحوُالتعاونُ..خطوةُإلىُالأمام ُ
ُ
الخميسُالموافقُللواحدُوالعشرينُمنُشهرُأوتُمنُعامُُ1969كانُيومُحزُنُُوألمُ
علىُ عمومُ العالمينُ العربيُ والإسلامي ُ،والسببُ هوُ تلكُ الجريمةُ النكراءُ التيُ ارتكبهاُ
اليهوديُ الأستراليُ دينيسُ ُمايكلُ عندماُ أقدمُ علىُ إحراقُ المسجدُ الأقصىُ المباركُ
ليخلفُمأساةُأليمةُماُزالتُتطاردُخيالاتُوأفكارُُالعربُوالمسلمينُ ،وتثيرُالتساؤلُ
تلوُالآخرُعنُاليومُالذيُيعودُفيهُالحقُإلىُأهلهُدونُمنةُمنُالشرقُأوُالغربُ ُ.
ُ
ُ
ُ
116
يُأكبرُوأكثرُ
الغضبُالشّعبيُّكانُمهولاُ،وكانُمنُالمنتظرُأنُيواكبهُُغضبُرسم ّ
فاعلي ّةُ علىُ أرضُ الواقع ُ،ولمُ يتأخّرُ ذلكُ الغضبُ كثيرا ُ،منُ الن ّاحي ّةُ السّياسي ّةُ علىُ
الأقلُّ,حيثُشهدتُالر ّباطُبعدُشهرُوني ّفُمنُالجريمةُقم ّةُوصفتُبالت ّار يخي ّةُ،خرجتُ
بقرارُإنشاءُمنظّمةُالمؤتمرُالإسلاميُّباعتبارُالعملُالإسلاميُّالمشترك ُخطوةُأساسي ّةُ
نحوُالردُّالفع ّالُعلىُجرائمُوتجاوزاتُوغطرسةُدولةُالكيانُالص ّهيونيُّوالجهاتُالد ّوليةُ
الت ّيُتحميُظهرهاُ ُ.
المنظّمةُتطو ّرتُشيئاُفشيئاُبعدُذلكُ،حيثُشهدتُمدينةُجدّةُالسّعودي ّة ُخلالُ
السّنةُالمواليةُأوّلُمؤتمرُلوزراءُخارجي ّةُدولُالعالُمُالإسلاميُّ،وهناكُقر ّرُالمجتمعونُ
إنشاءُأمانةُدائمةُللمنظّمةُ،وبعدُتلكُالخطوةُأبصرُالن ّورُأوّلُميثاقُللمنظّمةُفيُالد ّورةُ
الث ّالثةُللمؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالخارجيةُالذ ّيُانعقدُعامُُ،1972وتواصلتُالخطواتُ
بعدُذلكُليصبحُالمؤتمرُالإسلاميُّثانيُأكبرُمنظّمةُحكومي ّةُدولي ّةُبعدُالأممُالمت ّحدةُ
ُفيُعضوي ّتهاُسبعاُوخمسينُدولةُ،ولاحقاُصارتُالمنظّمةُتتأل ّفُمنُعددُ
ُ م
حيثُتض ّ
منُالأجهزةُالر ّئيسي ّةُهيُالقمّةُالإسلامي ّة ُ،مجلسُوزراءُالخارجي ّةُ،الأمانةُالعامّةُ،
سُ،وال ّلجنةُالد ّائمةُللت ّعاونُالعلميُّوالت ّكنولوجيُّ
إضافةُإلىُأربعُلجانُدائمةُهيُلجنةُالقد ُ
(ال كومستيك)ُ ،وال ّلجنةُالد ّائمةُللت ّعاونُالاقتصاديّ ُوالت ّجاريّ ُ(ال كومسيك)ُ ،وال ّلجنةُ
الد ّائمةُللإعلامُوالشّؤونُالثقّافي ّةُ(كومياك)ُُ .
ظمةُعددُمنُالأجهزةُالمتفر ّعةُوالمؤسّ ساتُالمتخصّ صةُ تحاولُجميعهاُ
كماُصارُللمن ُّ
تعزيزُالت ّعاونُبينُالد ّولُالأعضاءُفيُمختلفُالمجالاتُُ .
عامُألفينُوخمسةُ،فيُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمةُالاستثنائي ّةُ،اعتمدُزعماءُالعالمُالإسلاميُّبرنامجُ
اُمنُالقضاياُمنهاُتغي ّيرُاسمُالمنظّمةُومراجعةُ
ُ العملُالعشريّ ُللمنظّمةُ،الذ ّيُأقر ُّعدد
ميثاقهاُكجزءُُمنُعمليةُالإصلاحُ،وفيُعامُألفينُوثمانيةُ،فيُقم ّةُداكارُبالسّنغالُ،اعتمدُ
117
الميثاقُ الجديدُ وصدرُ قرارُ بالش ّروعُ فيُ عمليةُ تغي ّيرُ اسمُ المنظّمةُ بالت ّشاورُ معُ الد ّولُ
الأعضاءُ .
وبعدُمشاوراتُمكث ّفةُوقعُالاختيارُ،عبرُالت ّوافقُ،علىُاسمُيحافظُعلىُالاختصارُ
ُ
اللاّتين ُيُُّلتسميةُ المنظّمةُ ُ( ُ،)OICوخلالُ افتتاحُ الاجتماعُ الث ّامنُ والث ّلاثينُ لمجلسُ
وزراءُخارجي ّةُالمنظّمةُ،الذ ّيُانعقدُفيُأستاناُعاصمةُجمهورُي ّةُكازاخستانُخلالُالأي ّامُ
ُ
الث ّلاثةُالأخيرةُمنُشهرُجوانُالمنصرم ُ،تم ُّالإعلانُعنُالاسمُالجديدُالذ ّيُحو ّلُ
المنظّمةُ إلىُُ(منظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميّ) ُ،وتشكّلُُُالشّعارُ الجديدُ منُ ثلاثةُ عناصرُ
رئيسي ّةُهيُ:ال كعبةُالمشرّفةُوال كرةُالأرضي ّةُوالهلالُُ .
وحسبُتفسيرُأمانةُالمنظّمةُللشّعارُالجديدُفإنُّال كعبةُالمشرّفةُهيُنقطةُارتكازُالعالمُ
الإسلاميُّ،وقدُوضعتُفيُمركزُالشّعارُوترمزُُإلىُالعالمُالإسلاميُّووحدتهُ،وبالت ّاليُ
ّمةُالإسلامي ّةُالت ّيُتجمعهاُ،أمّاُال كرةُالأرضي ّةُ
ُ فهيُترمزُإلىُالد ّولُالأعضاءُوإلىُالمنظ
فترمزُإلىُتنو ّعُالبشر ي ّةُبمختلفُشعوبهاُوقبائلهاُفيُالسّياق ُالعالميُّالذ ّيُيمث ّلهُالشّعارُ،
أمّاُ الهلالُ فيرمزُ إلىُ الإسلامُ واحتضانهُ للعالمُ الإسلاميّ ُ،وفيُ ذلكُ إشارةُ إلىُ أنُّ
ج ُهةُ والحاميةُ والموحّدةُ للعالمُ الإسلاميّ ُ،وهوُ كذلكُ بالن ّسبةُ
الإسلامُ هوُ القو ّةُ المُ ُو ُّ
لمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ .
ماُ سبقُُُذكرهُ يمكنُ وصفهُ بالكلامُ الجميلُ والانعكاسُ الر ّوحيُّ الوجدانيُّ لبعضُ
طموحاتُالعالمُالإسلام ُيُّ ،عبرُترسيخُالمرجعي ّةُالحضار ي ّةُوتأكيدُالت ّواصلُمعُالعالمُ
مرحلةُُالشّعاراتُ
ُ دونُ عداوةُ أوُ إقصاء ُ،ل كنّ ُ الحقيقةُ المر ّةُ أنُّ أمّتناُ قدُ تجاوزتُ
وحدهاُ ،وتريدُأفعالاُعلىُالأرضُتدفعُبمكانتهاُبينُأممُالعالمُإلىُالأمامُُ ،وتعيدُلهاُ
كرامتهاُوحقوقهاُوأراضيهاُومقدّساتهاُالمغتصُبةُهناُوهناك..؟ ُ؟ ُ
لقدُحافظتُالمنظّمةُأربعينُسنةُعلىُالاسمُالأوّلُالذ ّيُجاءُمعُمرحلةُالت ّأسيسُ
المنطلقُمنُالر ّغبةُفيُالرّدُّعلىُجريمةُإحراقُالمسجدُالأقصىُ،ولاُشكّ ُأنُّمنُبينُ
118
أهدافُالمنظّمةُالإسلاميةُ،أوُالشّعوبُالت ّيُتمثّلهاُعلىُالأقلُّ،تحريرُالأقصىُوإنصافُ
المظلومينُفيُفلسطينُ،ولاُشكّ ُأيضاُأنُّهناكُجهوداُبذلتُفيُهذاُالسّبيلُ،ل كنّ ُ
الملاحظُ أنّهاُ كانتُ دائماُُدونُ الحدُّ الأدنىُ لمستوىُ طموحاتُُالشّعوبُ الت ّيُ تتجر ّعُ
كؤوسُالمرارةُمنُخلالُماُتراهُمنُغطرسةُصهيوني ّةُوتحي ّزُأمريكيُّلاُتنتفخُلهُأوداجُ
كثيرُمنُالقادةُالمسلمينُغضباُورفضاُواحتجاجاُ !!..
ّغييرُجاءُفيُعامُألفينُوخمسةُ،وقرارُتغي ّيرُالشّعارُبعدهُ
ُ إنُّقرارُالمنظّمةُبالمراجعةُوالت
بثلاثُسنواتُ،ل كن ّهُتأخّرُثلاث ُسنواتُأخرىُليتم ُّالاتفاقُعليهُوتحقيقهُوإعلانهُ
علىُالملأُفيُدورةُ(أستانا)ُ !!..
ّظرُبعينُغيرُراضي ّةُعنُأداءُالمنظّمةُ،ومعُذلكُ
ُ إنّهاُوتيرةُعملُتدفعُال كثيرينُإلىُالن
ُّأمانةُ
يمكنُاعتبارُهذاُالت ّغييرُالجزئيُّخطوةُمهمّةُلماُبعدهاُمنُخطواتُ،خاصّةُأن ُ
المنظّمةُوالد ّولُالفاعلةُفيهاُتدركُ حجمُالت ّغييراتُالت ّيُحدثتُ،وماُزالتُ تحدثُ،فيُ
نظرةُالمواطنُالعربيُّوالمسلمُللمنظّمةُالإسلامي ّةُأوُالجامعةُالعربي ّةُ ،وأيّ ُتكتّلاتُأوُ
تجم ّعاتُلاُتبادرُإلىُتغي ّيرُحقيقيّ ُيتناغمُمعُتطل ّعاتُالشّعوبُ...هذهُالشّعوبُالت ّيُ
بكرامة ُمثلُغيرهاُ ،وتساهمُفيُرسمُمستقبلهاُدونُأيّ ُمصادرةُمهماُ
ُ أنُتعيش
ُ يد ُ
ترُ ُ
كانُتوصيفهاُأوُمبر ّرهاُ .
دعوناُنتفاءلُُبكلمةُالت ّعاونُفيُاسمُالمنظّمةُالجديدُ،لأنّهاُتدفعُإلىُالت ّفكيرُالجادُّفيُ
الت ّعاونُالاقتصاديّ ُبينُالد ّولُالإسلاميةُ،وهوُالهدفُالمطلوبُفيُهذهُالمرحلةُ،لأنُّ
الاقتصادُهوُالب ّوابةُالحقيقي ّةُللسّياسةُوتحقيقُالمكاسبُوالانتصاراتُفيُميادينهاُ،فأمّةُ
لاُ تنتجُ ولاُ تصنعُ ولاُ تستغنيُ بمق ّدراتهاُ ومؤسّ ساتهاُُ،ليستُ جديرةُ بمزاحمةُ عدوُ أوُ
مناصرةُصديقُ .
ُ
ُ 2011-07-02
119
ُ
ُ
ُ
قناةُُ..OICالأملُالموعو ُد
ُ
eهيئةُالإذاعةُالبر يطانيةُ،أوُبيُبيُسيُمنُلندنُ..منُمناُلمُيسمعُبهاُ،وهلُهناكُ
منُأهلُالاختصاصُمنُيستهينُبدورهاُالفاعلُوانتشارهاُالواسعُوهيُتتحدثُإلىُ
العالمُبخمسُُوثلاثينُلغةُ..لقدُتأسستُُعامُُ،1922وأعيدُتنظيمهاُبعدُخمسُسنواتُ
وفقاُ لنصوصُ مرسومُ ملـكي ُ،وظلتُ تتمتعُ بالاستقلالُُالتامُ فيُ خدماتهاُ الإذاعيةُ
والتلفاز يةُ،وصارُلدىُالشعبُالبر يطانيُاعتقادُراسخُبأهميةُأنُتظلُالهيئةُفيُمنأىُ
عنُالأحزابُالسياسيةُ .
ُ
ُ
120
شهرة ُ هيئةُالإذاعةُالبر يطاني ّةُلاُتعنيُبالض ّرورةُأنّهاُدونُأخطاءُونقائصُ،ل كنّ ُ
المؤك ُّدُُأنّهاُ إحدىُ مؤسّ ساتُ الإعلامُ الت ّيُ ترب ّعتُ ُ،وماُ زالت ُ،علىُ كرسيُّ الحرفي ّةُ
ُفريدةُيحترمهاُأهلُُالاختصاصُ
ُ والن ّزاهةُ..وتحو ّلتُمعُمرورُالز ّمنُإلىُمدرسةُإعلامي ّة
فيُ جهاتُ العالمُ الأربع ُ،وإنُ حافظتُُُأقلي ّةُ منهمُ أوُ أكثر ي ّةُ علىُ موقفُ معيّنُ منُ
ّةُالت ّيُلمُتكنُالشّمسُتغيبُعنُأراضيهاُفيُالقرنُالت ّاسعُعشرُ،وظل ّتُ
الإمبراطور ي ُ
الآنُكذلكُعبرُحضورهاُالإعلاميُّفيُجميعُأصقاعُالد ّنياُ ُ.
الإذاعةُالبر يطاني ُّةُ،وتجاربُأخرىُأقلُّمنهاُنجاحُاُوانتشاراُ،فيُختامُ
ُ ُهيئةُ
تذك ّرت ُ
ّلُمرةُدولةُفيُوسطُأفر يقياُ،وهيُ
ُّ المؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالإعلامُالذ ّيُتشهدهُلأو
دولةُالغابونُوعاصمتهاُالجميلةُليبرفيلُُ .
والسّببُهوُتركيزُالمؤتمرُووزراءُالإعلامُالحاضرينُعلىُقناةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ
(ُ،)OICحيثُأخذتُحُي ّزاُمنُالحوارُالذ ّيُدارُخلالُالمؤتمرُ،وتراوحتُالأحاديثُ
بينُمتفائلُومتشُائمُ،وبينُمتساهلُيراهاُخطوةُقريبةُالمنالُ،وآخرُيرىُأنّهاُفيُحاجةُ
إلىُدراساتُأعمقُوأوسعُ .
الفكرةُالأوّليةُلهذهُالقناةُالمنتظرةُهيُمؤسّ سةُتلفاز ي ّةُتقدّمُبرامجهاُوأخبارهاُبثلاثُ
لغاتُ(العربي ّةُوالإنجليز ي ّةُوالفرنسي ّة)ُ،وهيُالل ّغاتُالمعتمدةُفيُأعمال ُواجتماعاتُ
وأمانةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ .
والأهدافُالمسطّرةُلهاُتدورُحولُالت ّقريبُبينُالشّعوبُالإسلامي ّةُفيُقارّاتُالعالمُ،
وتسعىُأيضاُلمقاومةُظاهرةُالإسلاموفوبياُالت ّيُانتشرتُُفيُالبلدانُالغربي ّةُ،كماُستكونُ
اُعنُقضي ّةُالقدسُوفلسطينُ،وإعادتهاُإلىُرأسُالقائمةُفيُ
ُ اُعالي ّاُمدافعاُومنافح
صوت ُ
أولو ُي ّاتُالأمّةُ .
وبدايةُيمكنُالقولُإنُّفتحُقناةُفضائي ّةُلمُيعدُمشكلةُ،لأنُّالسّماءُتزدحمُبالأقمارُ
الصّ ناعيةُ ،وحيثماُحرّكتُالصّ حنُ ُاللا ّقطُ ُوضغطتُ ُعلىُأزرارُآلةُالت ّحكّم؛ُتساقطتُُ
عليكُقنواتُمنُكلُّألوانُالطّيفُ !!..
121
قناةُتحملُشعاراُمحدّداُلهذهُالجهةُأوُتلكُصارُسهلُالمنالُ،ل كنّ ُ
ُّظهورُ ُ
ُ وهكذاُفإن
الإبداعُوالتمّي ّزُيظهرُعندُالقناةُالت ّيُتحملُرؤ يةُورسالةُواضحةُ،وتسعىُ،فيُحالتناُهذهُ،
نحوُ (وضعُ استراتيُجي ّةُ متأني ّةُ لتأسيسُ إعلامُ إسلاميُّ مشتركُ يبدأُ بالت ّنمي ّةُ البشر ي ّةُُ،
ويسهمُفيُصياغةُالمشهدُالسّياسيُّوالإعلاميُّالعالميّ)ُعلىُحدُّتعبيرُالأستاذةُعواطفُ
عبدُالد ّائمُالطّشاني ُوزيرةُالث ّقافةُوالمجتمعُالمدنيُّالل ّيبي ّةُ ،الت ّيُترأّستُ ُوفدُبلادهاُفيُ
المؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالإعلامُُ .
إنُّصياغةُقيمناُمنُجديدُوترسيخهاُبينُالشّعوبُهيُالهدفُالر ّئيسُالذ ّيُينبغيُ
ُّشعوبناُمل ّتُ،أوُتعبتُ،منُ
ُ أنُتنطلقُمنهُالقناةُالفضائي ّةُلتكونُرائدةُفعلاُ،لأن
كبيرُيتسرّبُُ
ّةُالمؤق ّتةُالت ّيُتتناقصُتدر يجياُمثلُبالونُُ ُ
ُ الد ّعواتُالحماسي ّةُوالت ّعبئةُالمعنو ي
الهواءُُمنهُعبرُثقبُدقيقُ !!..
ُفيُحاجةُإلىُصياغةُمشروعُطموحُبعيدُعنُالعواطفُوالت ّصو ّراتُالقديمةُ
ُ إنُّالأمّة
للوحدةُوالت ّقاربُ،لأنُّلهذهُالقضاياُتطبيقاتُمعاصرةُناجعةُر بّماُتجسدتُبعضهاُفيُ
تجربةُالاتُّحادُالأوروب ُيُّ،وتجم ّعاتُاقتصادي ّةُوتحالفاتُسياسي ّةُأخرىُُ .
والت ّعاونُ الاقتصاديُُُّ،والعملةُ
إنُّ غيرناُ وصلُ إلىُ مراحلُ متقدّمةُ منُ الت ّنسيقُ ُ
الموحّدةُوالحدودُالمفتوحةُ ،والسّياسةُالخارجي ّةُوالأمني ّةُالت ّيُترتكزُعلىُقواعدُ يحترمهاُ
الجميعُ،وهكذاُقدُنتشاءمُإذاُنظرناُإلىُحالناُوأنفسناُوماُتمر ُّبهُالأمّةُالإسلامي ّةُ،والأمّةُ
العربي ّةُقلبهاُالن ّابضُ،ل كن ّناُسوفُنتفاءلُ ُعندماُنعودُإلىُقراءةُالمعطياتُالت ّيُيقفُُ
عليهاُالإعلامُوالات ّصالُاليومُلندركُأنُّماُحقّقهُغيرناُفيُعشراتُالسّنينُقدُنصلُ
إليهُفيُعشرُسنواتُفقطُ،لأنُّثورةُالات ّصالُستصنعُ،معُوضوحُالهدفُوصدقُ
العزمُ،المعجزاتُفيُتقريبُالشّعوبُوإعادةُتشكيلُقيمهاُالإ يجابي ّةُمنُجديدُوتحسيسهاُ
بأهم ّيةُالت ّكت ّلُوالت ّعاونُ .
إنُّ الأمّةُ فيُ حاجةُ إلىُ تفعيلُ كياناتهاُ الإقليمي ّةُ الموجودة ُ،والعملُ بجدُّ علىُ دفعُ
منظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّومؤسّ ساتهاُنحوُآفاقُأرحبُمنُالت ّنسيقُالحقيقيُُّ،والت ّعاونُ
122
ُدونُأنُتمسُ
ّ الاقتصاديّ ُوالسّياسيُّالجدّيُُّ،بماُيحقّقُالفضاءُالذ ّيُتحلمُبهُالشّعوب
جغرافي ّةُُ .
ّقافي ّةُوالل ّغو ي ّةُوال ُ
خصوصياتهاُالث ُ
صناعةُهذهُ
ومرةُأخرىُينبغيُالت ّأكيدُعلىُأنُّالإعلامُهوُالُُم ُؤ ُه ّلُلفتحُالطّر يقُو ُ
ّ
القيمةُلدىُالشّعوبُوالن ّخبُمنُجهةُ،وفيُالمقابلُردُّمحاولاتُالخصومُالت ّيُستظهرُ
بعدُذلكُعُندماُتشعرُأطرافُدولي ّةُبالخطرُمنُالكيانُالجديدُ .
ُمشروعُقناةُمنظّمةُ(ُ)OICطموحُوتحقيقهُيسيرُ،وتجربةُ(أوروُنيوز)ُماثلةُأمامناُ،
ويمكنُأنُتتجاوزهاُالمنظّمةُلنصلُإلىُمجالُأكثرُرحابةُُ،لأنُّمساحاتُالالتقاءُوالث ّقافةُ
أكبرُمم ّاُعندُالأوروبي ّينُُ .
ُ والحضارةُالت ّيُتجمعناُأقدرُعلىُالت ّجميعُوالت ّنسيقُ،بقدرُ
وحت ّىُ عندماُ ترىُ هذهُ القناةُ الن ّورُ سواءُ بثلاثُ لغات ُ،أوُ أكثرُ بعدُ ذلك ُ،هلُ
تتوق ّفُالجهودُعندُهذاُالحد..؟ ُ؟ ُ
إنُّ عالمناُ مشحونُُُبمؤسّ ساتُ الإعلامُ العابرةُ للقارّاتُ وتأثيراتهاُ فيُ تزايد ُ،وسرعةُ
انتقالُرؤوسُالأموالُوطرقُالاستثمارُالحديثةُتحت ّمُعلىُأصحابُالث ّرواتُ،فيُالعالمينُ
اُالمعتركُ بقوةُُوالعملُ علىُ أنُ يتحو ّلواُ إلىُ أرقامُُ
العربيُّ والإسلاميُُّ،الدخولُ فُيُ ُه ُذ ُ
يُعبرُالمساهمةُفيُالمؤسّ ساتُالإعلامي ّةُالعالمي ّةُُ .
صعبةُفيُمعادلاتُالإعلامُالعالم ُّ
الأمينُ العامُ لمنظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميُّ البروفيسورُ أكملُ الد ّينُ إحسانُ أوغلوُ دعاُ
خاصُفيُالعالمُالإسلاميُّ،خلالُمؤتمرُوزراءُالإعلامُ،إلى ُالاستثمارُفيُ
القطاعُال ّ
كبر ياتُالمؤسّ ساتُالإعلامي ّةُ،لتحقيقُر بحي ّةُمالي ّةُوالت ّأثيرُفيُمسارُالأخبارُوالبرامجُ،
بماُيصحّ حُصورةُالإسلامُفيُجميعُأنحاءُالعالمُ..وهيُدعوةُجديرةُبالد ّراسةُالجادّةُ
والت ّطبيقُُ .
ُ
ُ 2012-04-21
ُ
ُ
123
طيه ُ
لاُُي ُع ُ
اق ُدُالشيءُُ ُ
ُف ُ
124
يُ
بينُالر ّئيسُالفرنس ُّ
ُ هاتفي ُّة ُ
وتفاصيلهُنشرتهُوسائلُ ُالإعلامُبعدُ محادثةُ ُ ُ
ُ هذاُالكلام ُ
ُ
كرُ،المتواجدُفيُرحلةُعلاجُُفيُباريسُمنذُشهرُمايُالماضيُ .
ُ ونظيرهُبالن ّيابةُسابقُالُذ ّ
ُ
فيُم ُاليُ منُخلالُ
يقي ّةُ ُ
يُُالموعودُلق ُو ّةُأفر ُ
الحديثُُُدارُأيضاُحولُال ُد ّعمُ الفرنس ُّ
يضُالأممُالمت ّحدةُ .
ُ تفو
نُهولاندُوتراوريُتباحثاُحولُالإمكانياتُالت ّيُ
ُ ئيسُي
"الر ّ ُ
نُ ُ وتضيفُوسائلُُالإعلامُأ ُّ
ُ
كاف ّةُ أراضيها ُ،ومحاربةُ
سيطرةُ علىُ ُ
مساعدةُُ ُمالُيُُلاستعاد ُةُُال ُّ
ُ يمكنُ منُ خلالها
العديد ُمنُالجرائُم
ُ يُتسيطر ُعلىُمدنُشمالُالبلادُ ،وترتكبُ ُ
ُ ةُالت ّ
المجموعات الإرهابُي ّ ُ
استقرارُكاملُالمنطقة"ُ .
ُ يُ،وته ُّد ُدُ
سكانُوالُت ّراثُالعالم ُّ
الخطيرةُض ُّدُال ُّ
يُحولُأحداثُُ ُمالُيُالجار يةُوتأثيراتهاُالخطيرةُعلىُالمنطقةُيدعوُإلىُ
الموقفُالفرنس ُّ
ُ
الث ّالث..؟ ُ؟ ُ
سخر يةُ،ويتطابقُُمعُمواقفُقوىُغربُي ّةُمنُقضاياُدولُُالعالُمُُ ُ
ال ُّ
سنينُ،
شعوبُوامتصاصُثرواتهاُعشراتُال ُّ
تعملُ ُهذهُالقوى ُعلىُتدميرُال ُد ّولُوال ُّ
ذلكُتساعدُ
ُ سنينُ عندماُ نضعُُُفيُ حسابناُفترةُ الاستعمارُُ...وأكثرُمنُ
بلُمئاتُ ال ُّ
غارقةُفيُالفسادُ .ُ..
سياسي ُّةُمستب ُّد ُةُ ُ
ُ أنظمةُ
ُ وتدعمُ
ُ
ولةُالغربُي ُّةُأوُتلكُعقيرتهاُ
ترفعُهذهُال ُد ّ ُ
يُ ُ،بوادرُخطرُحقيقيُُّأوُوهم ُّ
وعندماُتلوحُُ ُ
لاُالث ّكُُلىُ ُ!!..
المستأجرةُ ُ
ُ الن ّائ ُحةُ
وعوُيلُُهوُأقربُُإلىُسلوكُُ ُ
كاءُُ ُ
ُبُب ُ
ُالن ّومُ .
ماُي ُقالُُلهمُفيُمثلُهذهُالحالاتُ:صُح ّ ُ
وهكذاُفإنُّأفضلُُ ُ
نُ
أوُتُناسُتُ ُأ ُّ
شعبهاُ،ونسُُيتُ ُ ُ
ُ يُومصلحة ُ
ُ أراضيُدولةُم ُال
ُ فرنساُعنُوح ُد ُة ُ
ُ تتح ُّدثُ ُ
رواتُهيُالت ّيُأدّتُإلىُتلكُالاحتقاناتُ
ُ تهاُفيُتكريسُالت ّخل ّفُومواصلةُنهبُالُث ّ
ُ سياسُ
يجة ُهذهُ
والن ّت ُ
انتشارُالفكر ُالمتط ُر ّفُُ ُ ...
ُ اُأمام ُ
ُ واسع
العرقي ّة ُوالجهوُي ّةُ ،وفتحتُالبابُ ُ ُ
ُ
أعظمُ
نُ ُ لُ،لأ ُّ
بدرجةُأق ُّ
ُ دولُالمنطقةُبال ُد ّرجةُالأولىُ،وال ُد ّولُُالغربُي ُّةُ
يُت ُؤ ُرّقُُ ُ
حالُالت ّ ُ
ُ ال
ماُيمكنُخسارتهُهوُمجموعةُامتيازاتُوثرواتُيمكنُتعو يضهاُمنُمكانُآخرُ .
اُ،لُتُنالُُ
ينُعام ُ
ُ ةُخمسةُوست ّ
ُ حالي ّةُم ُّد
ةُأراضيُدولةُم ُاليُال ُ
ُ احتل ّتُفرنساُالاستعمارُي ّ
ُ
ابقةُ،
سُ ُ فيُالمستعمرةُال ّ
ُ يُ
ورُالفرنس ُّ
البلادُاستقلالهاُعامُُ...1960ولناُأنُنتساءلُُعنُال ُد ّ ُ
ُ
العكسُتماما..؟ ُ؟ ُ
ُ لُ،أمُحُ ُدثُُ
هاُبنفسهاُعلىُالأق ُّ
ُ نفس
اُفيُحالُسبيلهاُتعالجُ ُ
ُ وهلُتُركُتُُه
ُ
125
الفرنسي ُّةُُفيُ دولةُ ُم ُاليُ
ُ ياسي ُّةُُ
س ُ والاقتصادي ُّةُُوال ُّ
ُ الل ّغوُي ُّةُُ
يطرةُُ ُ
س ُ لقدُ استم ُر ّتُ ال ُّ
اوحُُ
حالةُالمأساوُي ُّةُُتُر ُ
الاستقلالُظل ّتُال ُ
ُ منُرُفعُُ ُعُلُمُ
يلةُ ُ
(المستقل ّة)ُ،وبعدُسنواتُُطو ُ
ُ
سكانُأ ُمُّي ّونُ،
فمعظم ُال ُّ
ُ مكانهاُ،وماُأبلغُ ُالأرقامُوالأوصاف ُحينُتتح ُّدثُ ُعنُذلكُ ،
دةُ،ونسبةُ
ُ سنةُفقطُ،ويموتُنحوُنصفُالأطفالُحديثيُالولا
ُ ومتوسُّطُُالعمرُخمسونُ
سكانُفيُ
فيُالمائةُبقليلُفقطُ،وبينماُيعيش ُأغلبُ ُال ُّ
ُ رقُالمعب ّدةُأكثرُمنُعشر ُة ُ
ُ ال ُّ
ط
ةُ،منُبقاياُالفرنسي ّينُ،فيُبيوتُُ
ُ الأقلي ّةُالأوروبُي ّ
هيُأقربُإلىُالأكواخ؛ُتعيشُ ُ
ُ بيوتُُ
فيُالعاصمةُوبقي ّةُالمدنُ !ُ!..
ُ حديثةُ
ُ
والكلامُيطولُُفيُهذاُالمضمارُ .ُ..
ُ
جاهدةُمنُأجلُالمحافظةُ
ُ رّاُحيثُتعملُُ
ابقةُلمُت ُعدُُس ُ
ُ سياسةُفرنساُفيُمستعمراتهاُال ُّ
س ُ
لُُماُ تملكُُُلإنهاكُ واستنزافُ الاقتصادُ
والت ّخلف ُ،وتسعىُ بك ُّ
علىُ مستو ياتُ الفقرُ ُ
يقي ّةُيلاحظُُتلكُالقلاعُال كبيرةُ
ائرُلل ُد ّولُالإفر ُ
اتهاُ،والز ّ ُ
ُ رواتُلصالحُشركاتهاُوأقلي ّ
ُ والُث ّ
اُفيُأماكنُليستُبعيدةُعنُالمطاراتُ،وأكثرُمنُذلكُ
ُ غالب
فيُالعواصمُ،والت ّيُُتتموقعُُ ُ
ُ
ائراتُالعمودي ّةُ !!..
ُ تتوف ُّرُعلىُمُُه ُابطُُلل ُّ
ط ُ
جد ُالجوابُ:إ ُّنهاُ
ُّهذاُالبناءُالعظيمُفيُوسطُمظاهرُالت ّخل ّفُ ت ُ
ُ وعندماُتسألُ ُعنُسر
ياسي ّة ُ،وأحياناُ
س ُ والاقتصادي ّةُُوال ُّ
ُ والأمني ّةُ
ُ الفرنسي ّة ُ،أوُُالقاعدةُ العسكرُي ّةُ
ُ فارةُُ
س ُ ال ُّ
المباشرةُُلل ُر ّؤساءُ
ُ والن ّصح ُ،بلُ توج ُّهُُالأوامرُُُ
بالن ّقدُ ُ
الت ّيُ لاُ تكتفيُ ُ
لُ ُ،
حكومةُ الظ ُّ
والوزراءُوكبارُالمسؤولينُ !!..
ةُ،يأخذ ُمناحُُ
ُ فيُدولةُم ُاليُ ،وعلىُحدودُالجزائرُالجنوبُي ّ
ُ الحديثُ ُعنُتدخّلُ ُدول ُيّ ُ
شكلُ،وهلُيمكنُأنُيصلُ ُإلىُمستوىُ
وجهاتُالن ّظرُفيُال ُّ
ُ ختلف ُ
متع ُّددةُ،ور ُب ّماُ ت ُ
ةُتدعمهاُخبراتُ
ُ يقي ّ
اتُفرنسي ّةُوغربُي ّةُكثيفةُالعددُوقوُي ّةُالعدّةُ،أمُيكتفيُبق ُو ّاتُأفر ُ
ُ ق ُو ّ
وأموالُأجنبي ّةُ..؟ ُ؟ ُ
ُ
خفي ّةُ
ططاتُالغربُال ُ
عريضةُحولُمخ ُّ
ُ يلةُ
حائفُطو ُ
ياقُذاتهُيمكنُأنُت ُس ُو ّ ُدُص ُ
ُ وفيُال ُّ
س
والعلني ّةُ فيُ بلادُ أفر يقياُ جنوبُ الصُّحراء ُ،و يطولُُُالحديثُُُعنُ مصالحُ الغربُ
ُ
ش ُعهُ ُ!!..
وجُ ُ
126
الت ّيُ
الق ُيُمُ ُ
اُ،وعُبُرُ ُ
هُأخلاقي ّ ُ
ُ حاسب
حولُإلقاءُالل ّومُعليهُمنُعدمهُ،وهلُن ُ
ُ ختلفُ
ور ُب ّماُن ُ
بعدماُعرفناُجميعاُكيفُضبطُ
ُ ن ُالأمرُ ُمحسومُ ُ
نؤمن ُبهاُ،و يؤمنُ ُبهاُهوُأيضاُ،أمُأ ُّ
ُ
شعوبُ
هُفقطُدونُمراعاة ُإنسانُي ّةُال ُّ
ُ نُ،علىُمصُالُح
ُ سني
الغربُ ُُب ُوصُُلُت ُهُ،منذُمئاتُال ُّ
الأخرىُ،وح ُّقهاُفيُحياةُحُرّةُكريمة!!...؟؟ ُ
جّ ُهُإليناُنحنُبلدانُالمغربُالعرب ُيُّ،وأينُوصلناُبعدُأكثرُمنُنصفُقرنُ
ؤالُي ُو ُ
س ُ ال ُّ
يقفُُفيُ وجهُ مشار يعُ
حّدُُ ُ
منُ استقلالُ ُد ُوُلنا ُ،وكيفُ عجزناُ عنُ بلورةُ مشروعُُُمو ُ
لُشيء..؟ ُ؟ ُ
ةُالت ّيُتريدُابتلاعُك ُّ
وسعي ّ ُ
الآخرينُا ُلت ّ ُ
حنُنواجهُمشاكل ُدولة ُ ُم ُاليُ،وماُقدُيأتيُبعدهاُ،
ُ المؤلم ُللجميعُون
سؤالُ ُ ُ
يأتيُهذاُال ُّ
حسرةُأكثرُعندماُنسمعُُعنُعجزُال ُد ّولُالمغاربُي ّةُفيُالوفاءُبموعدُالق ُمّةُالمق ُر ّرةُ
وتزدادُال ُ
ُ
ناُمرةُأخرىُأمامُتلكُال ُد ّائرةُ
ُّ أنفس
ةُ،لنجدُ ُ
ُ سي ّ
ةُالت ّوُن ُ
فيُالعاشرُمنُأكتوبرُبمدينةُطُُبُرُق ُ
قطارُ
انطلاق ُ ُ
ُ خلافاتُالمزمنةُوالمصالحُالت ّيُعرقلتُُ ،وماُزالتُتعرقلُُ ،
ُ المغلقةُمنُال
حادُالمغربُُالعرب ُيُّال كبيرُُ .
اتُّ ُ
خطرُالقادمُمنُحدودها..؟؟ُُ
ىُيتوق ّفُال ُ
ودولُمشابهةُلهاُ،حت ّ ُ
ُ حتاجهُم ُاليُ،
ُ ماُال ُذ ّيُت
الر ّخاءُ،ولوُفيُ
حكم ُّفيُثرواتهاُبماُيح ُّققُُ ُ
حقيقي ّةُ،وت ُ
ُ مواطنةُ
ُ ُ،ودولةُ
ُ ُإن ّهُاستقرا ُرُسياس ُّ
ي
ح ُّد ُهُالأدنىُ .
ُ
حادُالمغربُالعرب ُيُّعنُمساعدةُُدولةُُم ُاليُفيُهذاُالمضمار..؟؟ُُسُأرُ ُغمُُ
وهلُيعجزُاتُّ ُ
ُ
لاُ
(فاقدُال ُش ّيءُُ ُ
ولناُإلىُالآنُفيُموقعُ ُ:
اؤلُ...ل كن ّنيُأخشىُأنُتكونُ ُد ُ
ُنفُ ُسيُعلىُالتُ ُف ُ
طيه)ُُ .
ُي ُع ُ
ُ
ُ 2012-07-28
ُ
ُ
ُ
127
التعاونُالإسلاميُ..نقطةُانعطافُحاد ُة ُ
ُ
بمجردُسماعُأوُقراءةُالخبرُ،قبلُمعرفةُالأجندةُومسودةُالقراراتُ،تتدافعُالمشاعرُ
والأفكارُويسرحُالخيالُفيُمواقفُوتحركاتُتار يخيةُبأتمُمعنىُالكلمةُ،وتفرحُقلوبُ
المسلمينُالمستضعفينُفيُكلُمكانُ..إنهاُقمةُإسلاميةُاستثنائيةُفيُمكةُالمكرمةُ،وفيُ
العشرُالأواخرُمنُرمضانُالمعظمُ..وفيُفترةُأزماتُتمرُبهاُالأمةُ،وأشدهاُوقعاُعلىُ
النفوسُشلالاتُالدمُالتيُتجريُفيُسور ياُ .
ُ
ُ
128
ُ،إلىُقم ّةُمك ّةُالاستثنائي ّةُبعدُأنُ
ُ ُالمسلمينُ،والعربُبوجهُخاص
ّ نعمُتشرئبُأعناق
ّ
طالتُُأي ّامُوشهورُالأزمةُالسّور ي ّةُ،ووصلُُالن ّز يفُإلىُدرجةُلمُيكنُيتصو ّرهاُأكثرُ
المراقبينُتشاؤماُ،والأخطرُمنُذلكُهوُانسدادُالأبوابُأمامُمشار يعُالحلولُالمطروحةُ
ودولي ّا ُ،ل نجدُ أنفسناُ أمامُ نشيدُ الموتُ المرعب( ُ:لاُ صوتُ يعلوُ فوقُ صوتُ
ُ عربي ّاُ
ُ
الر ّصاص)ُ !!..
ندركُجميعاُأنُّالوضعُالسّوريُُّسيكونُعلىُرأسُأجندةُقم ّةُمك ّةُالاستثنائي ّةُ،وندركُ
أيضاُغلاءُالد ّمُالسّوريّ ُعلىُقلوبُالجميعُ،حيثُباتُيراقُعلىُالملأُدونُأيّ ُجهودُ
دولي ّة ُ وعربي ّةُحقيقي ّةُلإيقافهُ،ل كنّ ُالأجدرُبالقمّةُقبلُذلكُ،فيُأحاديثهاُالر ّسمي ّةُ
فيُالت ّشكّلُ،والث ّنائي ّةُ
ُعميقةُعلىُخارطةُالعالمُالجديدُالت ّيُبدأتُُ ُ
ُ والهامشي ّةُ،أنُتلقيُنظرة
القطبي ّةُالت ّيُظهرتُمنُخلالُمواقفُروسياُالاتّ حاديةُوالصّ ينُالشّعبيةُحولُسور ياُ،
فيُمقابلُموقفُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُوحلفائهاُ .
والحديثُحولُهذهُالث ّنائيةُالقطبي ّةُيدعوناُإلىُالت ّساؤلُعنُدورُدولُمنظّمةُالتع ّاونُ
الإسلاميُّ،لأنّهاُتمث ّلُالآنُأكبرُكتلةُتصويتي ّةُفيُالمحافلُالد ّولي ّةُ(ُ57دولة)..؟ ُ؟ ُ
فضلاُعنُالأرقامُالمهمّةُوالمؤث ّرةُالت ّيُتحوزهاُفيماُيتعل ّقُبعددُالسّكانُ،وحجمُالن ّاتجُ
بهاُبلدان ُالمنظّمةُدولُالعالمُأجمعُ،وتأثيرُ
ُ العامُ،والن ّسبةُالعالي ّةُمنُالطّاقةُالت ّيُتزو ُّد ُ
ذلكُعلىُثقلهاُوقراراتهاُوخرائطُتحالفاتهاُالإقليمي ّةُوالد ّولي ّة..؟ ُ؟ ُ
الت ّساؤلُيتّجهُ نحوُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمة ُالاستثنائي ّةُ،وهلُفيُني ّةُالقادةُوالز ّعماءُالمسلمينُ
الت ّأسيسُلقطبُثالثُ،حت ّىُنتمكّنُمنُإيقافُ عجلةُالز ّمنُالت ّي ُتحاولُالسّيرُبناُإلىُ
ُّ،مرةُأخرىُكرةُمتدحرجةُ
الوراءُ،وحت ّىُلاُ نجدُأنفسنا ُ،نحنُدولُالعالمُالإسلامي ّ
حربُالعالمي ّةُ
ُ بينُأرجلُاللا ّعبينُالكبارُ،كماُحدثُأثناءُُالث ّنائي ّةُالقطبي ّةُالت ّيُأعقبتُال
الث ّانُي ّة..؟؟ ُ
129
وعندماُينتجُالحديثُحولُالقطبُالث ّالثُ،الإسلاميُّ،موقفاُشجاعاُحازماُ،وعزماُ
ل ُبينُالأقطاب؛ُينتقلُالحديثُ ُإلىُسور ياُوشلا ّلُالد ّمُ
أكيداُعلىُ حجزُمكانُمستق ُّ
الذ ّيُيجريُهناكُ،حيثُباتُواضحاُأنُّالقوىُالغربي ّةُبقدرُماُتريدُإسقاطُنظامُبشّارُ
ادُقاعاُصفصفاُ،أوُ
الأسد؛ُتريدُأيضاُإسقاطُسور ياُمعهُحينُيرحلُالن ّظامُو يتركُالبل ُ
عصفاُمأكولاُ،لتتسل ّمُالمعارضةُملفّاتُومشاكلُوعقباتُلاُقبلُلهاُبهاُ،وتنخرطُ
يلةُفيُعملي ّاتُإعادةُالبناءُالن ّفسيُّوالاجتماعيُّوالسّياسيُّوالاقتصاديّ ُ،
ُ سنواتُطو
وتكون ُ البلادُحينهاُمفتوحةُعلىُمصراعيهاُلمشار يعُإعادةُالإعمارُالغربي ّةُوالمؤسّ ساتُ
ُ
حكومي ّةُ،وتكتشفُالحكومةُالجديدةُأنُّالخروجُعنُالقرارُالغربيُّ،فيُكلُّشيءُ،
غيرُال ُ
أمرُدونهُخرطُالقتادُ،لأنُّسور ياُليستُليبياُولاُالعراقُ..فهيُلاُتملكُبترولاُأوُأيّ ُ
ثرواتُأخرىُتساعدهاُعلىُالت ّعافيُالس ّر يعُمنُأزمتهاُ،وتحصّ نهاُبالت ّاليُمنُفخ ُّالمساعداتُ
الغربُي ّةُ .
سلطاناُعلىُبعضُالأطرافُالمؤث ّرةُفيُ
ُ ر بّماُتتعث ّرُجهودُالجامعةُالعربُي ّةُلأنّهاُلاُتملكُُ
ّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ،وفيُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمةُ،وبعدُأنُيصرُّ
الملفُالسّوريّ ُ،ل كنّ ُمنظ ُ
ّ
ّولي ّة؛ُسوفُتتسل ّمُزمامُالمبادرةُوتخاطبُ
القادةُالمسلمونُعلىُالانعتاقُمنُالأقطابُالد ُ
بقو ّةُوصراحةُكلا ُّمنُتركياُوإيرانُ،وتستطيعُرسمُحدودُواضحةُبينُالمصالحُالمتضاربةُ،
سور يةُو يوقفُأنهارُالد ّمُ
ختصرُالمعاناةُال ُّ
أوُالر ّؤىُالمختلفةُ،و يخرجُالجميعُبقرارُواحدُي ُ
الجار ي ّةُفيُشهرُرمضانُالمباركُ،و يقطعُالطّر يقُعلىُتلكُالأطرافُالد ّوليةُالت ّيُتريدُ
ُأهلي ّةُتأكلُالأخضرُواليابسُعلىُحدُّسواءُُ .
تحو يلُمجر ياتُالث ّورةُالسّور يةُإلىُحرب ُ
نتمن ّىُأنُيخلوُبيانُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمةُحولُسور ياُمنُأيّ ُدعواتُلمجلسُالأمنُوالمجتمعُ
الد ّوليُّ،وتكونُالقراراتُوالد ّعواتُموجّهةُلأعضاءُأسرةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ،
ومنُخلالُآلياتُواضحةُلوضعُحدُّللص ّراعُالد ّمويّ ُبأيّ ُصيغةُتوافقي ّةُُ .
130
سلامي ّةُ،وهوُامتحانُمفصليُّلمنظّمةُالت ّعاونُ
ُ إن ّهُمربطُالفرسُفيُأشغالُالقمّةُالإ
الإسلاميُّ،ونقطةُانعطافُحادّةُفيُتار يخهاُ .
ملفُ مسلميُ
وأيضاُُ...علىُ جدولُ أعمالُ القمّةُ أيضاُ ملفاتُ أخرىُ لعلُّ أبرزهاُ ّ
الروهنجياُ،فيُميانمارُ،وعملياتُالإبادةُوالت ّطهيرُالت ّيُيتعر ّضونُلهاُمنذُعقودُ،والت ّيُ
خلالُالأشهرُالماضي ّةُ .
ُ ظهرتُُبشكلُُأوضحُُ
هذهُ القضي ّةُ هيُ اختبارُ آخرُ لدولُ منظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميّ ُ..فهلُ تستطيعُ
الاصطفافُالفعليُّوالضّ غطُعلىُنظامُميانمارُالاستبداديّ ُوحملهُعلىُإعطاءُالمسلمينُ
هناكُحقوقهمُالكاملة..؟؟ُخاصّةُأنُّالحديثُهناُعنُدولةُآسيوُي ّةُيمكنُالضّ غطُعليهاُ
بوسائلُمتعدّدةُ،ولاُنتحدّثُعنُدولةُعظمىُ،أوُكيانُمدعومُمثلُإسرائيلُ !!..
ّولُالإسلامي ّةُ،خلالُالقمّةُ،إنُلمُيخرجواُبقراراتُتلب ّيُ
ُ وهكذاُلنُيعذرُقادةُالد
تطل ّعاتُأقلي ّةُالروهنجياُفيُالعيشُبأمنُ ُوسلامُُ ،ضمنُمواطنةُكاملةُوحقوقُواضحةُ
فيُأداءُشعائرُدينهمُ،وقبلُذلكُوبعدهُبرنامجُمساعداتُإنساني ّةُينتشلُتلكُالأقلي ّةُ
منُالفقرُالمدقعُالذ ّيُتتخب ّطُفيهُُ .
وإضافةُ إلىُ ماُ سبقُ ننتظرُ منُ القمّةُكلاماُ جديداُ حولُ المخاطرُ المحدّقةُ بالقدسُ
ُخطواتُعملي ّةُلإنهاءُ
ُ والمسجدُالأقصىُ،وحولُبرامجُالاستيطانُالص ّهيونُي ّة ُ،كماُننتظر
حصارُعنُقطاعُغزةُ ُ،خاصّةُبعدُأحداثُرفحُالمصرُي ّةُ
ّ الانقسام ُالفلسطينيُّ،وفكّ ُال
وتداعياتهاُعلىُالقطاعُوشعبهُالذ ّيُيعانيُمنُالعدوُّوالشّقيقُفيُالوقتُذاتهُُ .
كماُنتوق ّعُدعماُوإشادةُبالت ّحولاتُالد ّيمقراطي ّةُالت ّيُشهدتهاُدولُ ُعربي ّةُعلىُغرارُ
تونسُومصرُوليبياُواليمنُ ..وبُجملةُواحدةُ:نر يدُقمةُتقولُعبرُقراراتهاُإنُهناكُقطباُ
قو ياُيدعىُ:منظمةُالتعاونُالإسلاميُ ُ.
ُ
ُ 2012-08-11
131
ُ
ُ
ُ
ُم ُاليُ..السؤالُُالم ُر
ُ
يُينامُويستيقظُُعليهاُ،
ُ الانفجارُالإعلاميُومجتمعُُالمعلوماتُالذ
ُ ناُفيُعصرُ
ُ رغمُأن
باديةُفيُكلُشيءُبفضلُالفضائياتُوعالُمُالإنترنتُالمتراميُ
ورةُصارتُُ ُ
ورغمُأنُالص ُ
القادمةُمنُشماليُُدولةُ ُم ُاليُلاُزالتُشحيحةُُللغايةُ،وهكذاُ
ُ ورُ
الأطراف؛ُإلاُأنُالص ُ
إلاُ
جديدُُفيهاُ ُ
ُ متقاربةُُلاُ
ُ ومشاهدُُ
ُ تظلُُُالفضائياتُُُالعربي ُةُُوالأجنبي ُةُُتكر ُرُُلقطاتُُُ
اليسيرُالنادرُُ .
ُ
ُ
ُ
132
حربُالفرنسي ّةُفيُشمال ُيُُّدولةُماليُغريبُُ
ُ سببُُوراءُشح ُّالمعلوماتُوالصُّورُعنُال
ال ُّ
قدُاصطحبُمعهُممث ّلينُعنُوسائلُإعلامُُ
ُ يُ
جيشُالفرنس ُّ
نُال ُ
يءُ،فالمفترضُأ ُّ
ُ بعضُال ُش ّ
سبقُُُالصُّحفيُُُّمنُ جهةُ،
لُُليحقّقُُُلهاُ ال ُّ
فرنسي ّةُ علىُ الأق ُّ
عالمي ّة ُ،أوُ ُ
ووكالاتُُُأنباءُ ُ
شت ّىُ أنحاءُُ
الت ّيُ تصلُُُإلىُ المشاهدينُ فيُ ُ
الإعلامي ّةُ ُ
ُ طبيعةُُالمادّ ُةُُ
ُ نُُهوُ علىُ
و يطمئ ُّ
العالم...؟ ُ؟ ُ
تقليداُفيُ
يُصار ُ ُ
ُ سلوكُالإعلام ُيّ ُال ُذ ّ
ي ُبهذاُال ُّ
جيش ُالفرنس ُّ
ف ُال ُ
رّ ُ
ض ُأنُيتص ُ
الم ُفُتُر ُ
ُ
حروبُالأخيرةُالت ّيُخاضهاُالغربُ ُفيُعصرُثورةُالإعلامُوالمعلوماتُ،وقدُشاهدناُ
ُ ال
ذلكُفيُحربُغزوُالعراقُعامُُ،2003وقبلُذلكُفيُالحربُعلىُأفغانستانُ .
اُواسعةُ
ُ أبواب
الت ّعتيمُالإعلام ُيّ ُقدُيفتحُ ُ ُ
استمرار ُ ُ
ُ نُ
كبير ُلأ ُّ
بداُمقلقاُإلىُح ّد ُ ُ
ُ الأمرُ ُ
صةُ الجانبُ
والت ّفسيراتُ عنُ حقيقةُ الوضعُُُفيُ شمال ُيُُّ ُمالُي ُ،خا ُّ
لمختلفُ التك ُهّناتُ ُ
يُ
ظمةُ(مراسلونُبلاُحدود)ُإلىُمطالبةُالجيشُالفرنس ُّ
منهُ،وهوُماُدُفعُُمن ُّ
ُ الإنسان ُيُّ
حربُلإطلاعُ ُالعالُُم ُعلىُ مجر ياتهاُوتداعياتهاُ،فهذاُ
ُ سماحُلوسائلُالإعلامُبتغطيةُال
بال ُّ
ولةُلإنسانُالقرنُالواحدُوالعشرينُ،حيثُلاُي ُع ُقلُ ُأنُ
ُ الأمرُ ُصارُمنُالحقوقُالمكف
عتيمُ
الت ّ ُ
حربُمنُوجهةُنظرهُ،ثم ُّيواصلُ ُ ُ
ُ ي ُويتح ُّدثُ ُعنُال
ئيس ُالفرنس ُّ
عليناُالر ّ ُ
ُ يخرجُ ُ
علىُماُيجريُفيُالميدانُمهماُكانتُالأسبابُوالمبر ّرات..؟ ُ؟ ُ
ّينُي ُق ُّد ُرُ
نُعددُالفار ُ
يءُ ،وأ ُّ
يُإلا ُّأن ّهُس ُّ
فيُم ُال ُ
نعمُ..لاُندريُعنُالوضعُالإنسان ُيُّ ُ
المأساةُوتنقلُُمشاهدهاُإلىُالعالُمُأجمعُ
ُ يُت ُوُث ّقُُ
بمئاتُالآلافُ...ل كنُ...أينُالصُّورُالُت ّ ُ
يُ،ومنُثم ُّيقر ُّرُماُإذاُكانُمنُواجبهُ
ُ حربُالفرنسي ّةُفيُمُ ُال
ُ متكاملةُعنُال
ُ ّلُفكرةُ
ُ ليشك
دخلُبشكلُماُفيُالمشكلةُولوُمنُبعيدُ،أوُحت ّىُعبرُمساعداتُعاجلةُلهؤلاءُالأهاليُ
ُ الت ّ
ُ
اتُالفرنسي ّةُالغاز يةُُ .
ُ لمسل ّحةُوسندانُالق ُو ّ
ال ُذ ّينُوقعواُبينُمطرقةُالجماعاتُا ُ
اُفيُحياةُالن ّاسُ،وأساليبُُ
ُ اُكبير
ُ يُتظهرُبؤسُ
ُ الت ّيُوردتُمنُشمال ُيُّ ُم ُال
القليلةُ ُ
ورُ ُ الصُّ ُ
نُُ
رُُإلىُ أ ّ
متواضعةُُللغاية ُ،الأمرُُُال ُذ ّيُ يؤ ُش ّ ُ
ُ عمرانيةُُ
ُ وبنيةُُ
غايةُُفيُ البساطةُ ُ،
معيشةُُ ُ
ُ
خل ّفُوالفقرُوالأ ُمُّي ّةُ
اُللت ّ ُ
وتركتهاُنهب ُ
ُ مالي ّةُ،
ش ُ مُشيئاُيذكرُللمناطقُال ُّ
ُ حكوماتُُمُالُيُلمُتق ُّد
ص ّراعُالقبل ُيُّوالعرق ُيُّ .
والأزماتُالمتتالي ّةُوال ُ
ُ
133
ماُكانتُتس ُمّىُقبلُالاستقلالُعامُ
ُ ي ُك
سودانُالفرنس ُّ
دولةُم ُاليُكلُ ّهاُ،أوُال ُّ
ُ نُ
بلُإ ُّ
كانُ
سُ ُخل ّفُ،فال ّ
حفاظُعلىُالت ّ ُ
ُ ىُالآنُمضاعفاتُاستمرارُالت ّخل ّفُ،أوُال
ُ ُ،1960تعانيُحتُ ّ
عالي ّةُ،
الأمي ّةُ ُ
مُوقراهمُالبسيطةُومراعيهمُ،ونسبةُ ُ
ُ ونُيكابدونُالبؤسُفيُمزارعه
ُ الأصلي ّ
ُ
خمسينُفيُالمائةُ،ويموتُ
ُ نسبة ُال
يلتحقونُبالمدارسُلمُيبلغُب ُع ُد ُ ُ
ُ وعدد ُالأطفالُال ُذ ّين ُ
ُ
نصفُالأطفالُالمولودينُحديثاُبسببُالأمراضُالفت ّاكةُ !!..
ُ
يةُُمنُ الأوروبُي ّينُ وأكثرهمُ منُ
أقل ّ ُ
الأغلبي ّة ُ،المعذّبةُ فيُ الأرضُ ُ،
ُ فيُ مقابلُ تلكُ
حياةُُمختلفةُُ تماماُُحيثُ
الفرن ُّسيينُ أبناءُ المستعمرينُ الأوائل ُ...يعيشُ أفرادُ الأقلي ّةُُ ُ
طرازُ الحديثُ،
بيوتاُ منُ ال ُّ
اماكُوُ والمدنُ الأخرىُُ،ويسكنونُ ُ
يتمركزونُ فيُ العاصمةُ ُب ُ
فيُد ُواوُينُالحكومةُوالبنوكُوالمؤسُّساتُ
مُأعمالاُ ُ
ُ قسمُمنه
ويشتغلونُفيُالت ّجارةُ،ويزاولُُ ُ
ُ
الاقتصادي ّةُ !!..
ُ
قيقةُوهيُتواجهُغزواُفرنسياُتدعمهُدولُأوروبُي ّةُ
ُ دولةُم ُاليُالجارةُال ُّ
ش ُ هذاُهوُوضُعُُ
ُ
يُوالغرب ُيُّعموماُ ُ!!.ُ.
ةُتدورُفيُالفلكُالفرنس ُّ
ُ يقي ّ
عديدةُ،وأنظمةُأفر ُ
ضُفيُالأسبابُالت ّيُدعتُفرنساُإلىُ
ُ وفيُهذهُالأجواءُر ُب ّماُيكونُمنُالعبثُالخو
ونُمنُالت ّصريحُبهاُ،ولوُكانتُ
ُ لاُيسُُتحُ
للقومُمصالحُ ُ
ُ نُ
فيُمالُيُ،لأ ُّ
خّلُالعسكريُُّ ُ
الت ّد ُ
ُ
علىُحسابُحرُّيةُوأمنُوكرامةُالآخرينُ .
رُكثيراُخلالُهذهُالعقودُالت ّيُ تخلّتُُ
ُ عقلي ّةُفرنساُلمُتتغُي ّ
نُ ُ ماُباتُ ُمنُالبديه ُيّ ُأ ُّ
ك ُ
يقيةُ،فهيُتعتقد ُإلىُالآنُ،علىُماُيبدوُ،أ ُّنهاُ
ُ فيها ُعن ُالاستعمار ُالمباشرُلل ُد ّولُالأفر
درجةُ
ُ نُُشعوبُُُالجنوبُ لمُ تبلغُ ُب ُع ُدُُ
اعُُفيُ أفر يقيا ُ،وكأ ُّ
ط ُ
سُي ّ ُدُُال ُذ ّيُ ينبغيُ أنُ ُي ُ
ال ُّ
الر ّشدُُ !!..
ُ
عنُالوضعُفيُم ُاليُينبغيُأنُي ُّت ُجهُنحوُالغوصُُفيُالأسبابُالقديمةُالمتراكمةُ
ُ الحديثُُ
خوضُفيُحدودُ
اتهاُت ُ
إلىُهذهُالن ّتيجةُحيثُصارتُق ُو ّ ُ
ُ طر يقُُلفرنساُلتصلُُ
الت ّيُمه ّدتُال ُّ
ُ
الجزائرُالجنوبُي ّة..؟ ُ؟ ُ
الت ّأثيرُ الأكبرُ منهاُ
سؤالُُُإلىُ ال ُد ّولُ المغاربُي ّة ُ،وال ُد ّولُ ذاتُ ُ
ينبغيُ أنُ ي ُّت ُجهُُال ُّ
بالت ّحديد..؟ ُ؟ ُ
ُ
134
وغرباُ،
وشرقاُ ُ
وجنوباُ ُ
ُ شمالاُُ
سؤالُ عنُ آثارُ هذهُ ال ُد ّولُ هناكُ فيُ ُمالُيُ ُ
وفحوىُ ال ُّ
وعربا..؟ ُ؟ ُ
وأفارقةُوطوارقُُ ُ
ُ
ناُلفعلُ
ُ صةُونحنُنمتلكُُأموالاُوثرواتُتؤ ُه ُّل
اُلُهاُخلالُالعقودُالماضيةُ،خا ُّ
ماذاُق ُّدمُُن ُ
ُ
شيءُُ ُماُعلىُالأرض..؟؟ ُ
يبي ّةُوالجزائرُي ّةُعلىُالأقل..؟؟ ُ
حنُمنهمُ،وأينُالاستثماراتُالل ّ ُ
ُ أينُن
يةُوالت ّعليمُوالُت ّربيةُ،وليسُعبرُالمسكّناتُالآنُي ّةُ
ُ عاونُوالت ّنم
ُ حدودُعبرُالت ّ
ُ أينُتأمينُال
منهاُجروحاُغيرُمندملةُسرعانُماُتنعطبُ،
ُ الت ّيُتؤجّلُالمشاكلُوالأمراضُ ،وتصنعُ ُ
ُ
ولأبسطُالأسبابُ .
ّمة ُبتداخلُ ُعرق ُيُّ،فماذاُفعلناُ
منُالاستعمارُحدوداُملغ ُ
ُ اُأنُنستلم ُ
ُ لقدُكانُق ُد ُرُن
ُ
الت ّعاونُ
خدم ُالجميعُ ُوينم ّيُروحُ ُ ُ
لتأمينُهذهُالحدودُوتحو يلهاُإلى ُمناطقُتماسُ ُإ يجابيّ ُي ُ
استغلالهاُوالعبثُ
ُ القديم ُ
ُ المستعمر ُ
ُ نوازعُالفرقةُوالت ّقسيمُالتُ ّيُ يحسنُ ُ
ُ والإخاءُ،ويدفعُ ُ
بها..؟ ُ؟ ُ
هاُتعملُ
كثيرة ُإلىُدعمهاُ،لأ ّنُ ُ
ُ ّلتُفرنساُفيُم ُاليُعسكر ُي ّاُفسارعتُ ُدولُ ُ
ُ لقدُتدخ
فاهماتُوالت ّحالفات..؟؟ ُ
ُ فأينُدولناُمنُمثلُهذهُالت ّ
ُ ضمنُمنظومةُمصالحُمشتركةُ..
لُمنُ
سُالل ّيبيةُال ُذ ّيُجمعُرؤساءُحكوماتُُك ُّ
ُ لقاءُمدينةُغ ُدامُ
ُ تثمينُ
إنُّعليناُجميعاُ ُ
صةُبعدُاندلاعُالحربُ
ل ُدونُالمستوىُالمطلوبُخا ُّ
الجزائرُوليبياُوتونسُ،ل كن ّهُيظ ُّ
ودخولُمتغُي ّراتُجديدةُعلىُالمعادلةُ .
ةُلُل ُع ُملُُسُوُيُاُمُنُُ
عبي ُ
سميةُوالشُ ُ
ياتُالر ُ
ُ خماسيةُعلىُالمستو
جةُإلىُلقاءاتُُ ُ
إنناُفيُحا ُ
لالُُالمنطقةُُ .
ارُالتُيُتُحدُقُُُبأُمُنُُواسُُتقُ ُ
طُحدُُلُلأُخُ ُ
أُجلُُ ُوضُعُُ ُ
ُ
ُ 2013-01-20
ُ
135
الفهرسُ ُ
ُ
الصفحة ُ الموضوع ُ
ُ 04 إهدا ُء ُ
ُ 05 مق ُّدمة ُ
ُ 11 ُالمحورُالأولُ..فيُقارةُآسيا ُ
ُ 12 صندوقُبر ي ُد ُ
ُ 16 مشرّفُوجيلانيُوجهانُلعملةُواحد ُة ُ
ُ 20 كارزيُأفغانستانُوُكارزاياتُالعراق ُ
ُ 24 أذكرواُمحاسنُموتاكم ُ
ُ 28 الد ّيمقراطي ّةُالعرجاءُ ُ
ُ 32 مأساةُالأكرادُوالخيارُالث ّالث ُ
ُ 36 أفغانستانُوغشاوةُعيونُالغزاة ُ
ُ 40 الر ّغبةُالآثم ُة ُ
ُ 44 آخرُالقلاعُ .ُ.
ُ 48 عودةُالصّ ي ّادينُالمشبوهين ُ
ُ 52 فيُضيافةُالأعدا ُء ُ
ُ 56 دروسُتركي ُّة ُ
ُ 61 ُالثانيُ..حولُأمريكاُوأوروبا ُ
ُالمحور ُ
ُ 62 كوباُوظاهرةُالانقراض ُ
ُ 66 الر ّوحُالرُ ّياضي ُّة ُ
136
ُ 70 فوزُأوباماُوحكمةُماكين ُ
ُ 74 كرنفالُالأنفلونزاُ ُ
ُ 78 كفاكمُفقدُمللناكم ُ
ُ 82 قديمةُوالل ّهُ..وسخيفةُأيضا ُ
ُ 86 أوباماُم ّرةُأخرىُ..ماُالجديد..؟ ُ؟ ُ
ُ 90 الحكّامُبينُالإنسُوالجنُّ ُ
ُ 94 بوسطنُ..الار ُهابُوالمفارقةُ ُ
ُ 98 الت ّراجيدياُالفرنسي ُّة ُ
ُ 102 هولاندُلاُيخافُمنُالإرهاب ُ
ُ 107 ُالمحورُالثالثُ..حولُأفر يقياُ..ومنظمةُالتعاونُالإسلامي ُ
ُ 108 المعادلةُالعرجاءُ ُ
ُ 112 جارناُالعز يزُ..الأمرُسهلُللغاي ُة ُ
ُ 116 نُحوُالت ّعاونُ..خطوةُإلىُالأمامُ ُ
ُ 120 قناةُُ..OICالأملُالموعو ُد ُ
ُ 124 فاقدُالش ّيءُلاُيعطيه ُ
ُ 128 الت ّعاونُالإسلاميُّ..نقطةُانعطافُحادّة ُ
ُ 132 ماليُ..السّؤالُالم ُر ّ ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
137
صدرُللمؤلفُ :
ُ2010 -خواطرُسياسي ّة ُ
-دندناتُثور ي ُّة ُ
-قضاياُسوفي ّة ُ
-الفرعوني ّةُ..تجلي ّاتُمعاصرةُ
-دندناتُفيُالاحساسُوالت ّفاؤلُوالت ّغييُر
-دندناتُديمقراطي ُّة
-ذكر ياتُومواقف
ُ
فيُانتظارُالطبعُ :
-قضاياُعربيّةُ
-قضاياُوطنيّةُ
-منُأروعُالقصصُ ُ
ُ
تحتُالاعدادُُ :
-ومضاتُتنمو يّةُ ُ
اسُوالل ّور ينُ..مجموعةُقصصي ُّة
ُ -منُالج ّديدةُوالر ّدي ّفُإلىُالألز
-الن ّو ّارُ..مجموعةُقصصي ّة
-منُأربعُعواصمُ..يومي ّاتُوذكر يات
ُ
ُ
138
ُ Innocent Skirmishes
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ INTERNATIONAL ISSUES
By:
Tahir Amara Ladghem
ُ
ُ
SAMI
Printing & Publishing & Distributing
EL-OUED, ALGERIA
First edition
ُ 2021 AD / 1443 AH
139