You are on page 1of 141

ُ

ُ
ُ
ُ
ُ

ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ

ُ
3
‫ُ‬

‫إُ ُه ُداء ُ‬
‫ُ‬
‫إُُلىُأُُبُنائُيُ ُ‬
‫دُنُزار ُ‬
‫ُمُحمُ ُ‬
‫ُع ُائشُةُ ُ‬
‫رىُ ُ‬
‫ُبُش ُ‬
‫ُ‬
‫ُوالُأُ ُملُُيُح ُدونُيُ ُ‬
‫‪ُ.‬‬
‫‪ُ.‬‬
‫‪ُ.‬‬
‫‪ُ.‬‬
‫‪ُ.‬‬
‫ود ُهُُق ُيُمُالُحرُيُةُُو ُال ُع ُد ُالةُ ُ‬
‫يُعالُمُُُت ُس ُ‬
‫يشواُفُ ُ‬
‫أُنُُُي ُع ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪4‬‬
‫ُم ُق ُد ُمة ُ‬
‫مالي ّاتُ‬
‫مُليسُضرباُمنُضروبُُالُت ّرف‪ُ،‬وليسُمنُقبيلُال ك ُ‬
‫ُ‬ ‫معُأحداثُالعالُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّفاعلُُ‬
‫الإخبار ي ّةُوالسّياسي ّة‪ُ .ُ..‬‬
‫وفرُيضُة‪ُ .ُ.‬‬
‫ّهُضرورةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫ك ُالُبتُُُ ُعليهاُ‬
‫الت ّيُُت ُ‬
‫شعوبُُُ ُ‬
‫لأمثالناُمنُ ال ُّ‬
‫ّسبةُُ ُ‬
‫صةُ بالن ُ‬
‫اسها‪ُُ،‬خا ُّ‬
‫الأخبارُُوأُسُ ُ‬
‫ُ‬ ‫إن ّهُ محورُُُ‬
‫لاُتراعيُفيُ‬
‫اف ُيل ُّي ُّةُ ُ‬
‫حنا‪ُ،‬وسياسةُ ُمكُُي ُ‬
‫ُ‬ ‫اُعامّاُفيُغيرُصالُ‬
‫رأي ُ‬‫ولي ّةُعبرُإعلامُُيصنعُُ ُ‬
‫الق ُوىُال ُد ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ولاُ ُذ ُمّ ُةُفيُأوطانناُواستقلالهاُوثقافتهاُوثرواتها‪ُ،‬وتار يخهاُوماضيهاُالقريبُ‬
‫إلا ُّ ُ‬
‫الغالبُُ ُ‬
‫ذهُالق ُوىُالد ّولي ّةُوسياساتها‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫هاُالموالي ّةُله‬
‫ُ‬ ‫ىُحكومات‬
‫ُ‬ ‫د‪ُ..‬وحت ّ‬
‫ُ‬ ‫والبعي‬
‫س ُه ُخارجُسُياقُ‬
‫ج ُد ُُنفُ ُ‬
‫اُو ُ‬
‫ثم ُّآخر‪ُ :‬ر ُب ُّم ُ‬
‫ثم ُّآخر ُ ُ‬
‫يوماُعنُأحداثُ ُالعالُُم‪ُ ُ ،‬‬
‫فُ ُ‬‫ُمنُ ُتُخُل ّ ُ‬
‫الز ّمن‪ُ !!..‬‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫كُ‪ُ :‬‬
‫منُالمتابعةُلندُ ُر ُ‬
‫ُ‬ ‫إذن‪ُ:‬لاُبدُّ‬
‫ُأُُينُُنحن‪...‬؟ ُ‬
‫ُو ُمعُُ ُمنُُُن ُعيش‪ُ ..‬؟ ُ‬
‫سبةُلناُفيُالجزائر‪ُ :‬‬
‫بالن ّ ُ‬
‫وُ ُ‬
‫جيرانناُالأقربون ُفيُ‬
‫ف ُُي ُف ُك ُّر ُ ُ‬
‫جيرانُنا ُعلىُالضُّفةُالأخرىُللمتوسُّط‪ُُ ،‬وكُُي ُ‬
‫ف ُُي ُف ُك ُّر ُ ُ‬
‫كُُي ُ‬
‫الشّمالُالأفر يقي‪ُ ..‬؟ ُ‬
‫فُُي ُف ُك ُّرُالفاعلونُوالمؤُث ّرون‪ُ،‬الأشرارُمنهمُوالأخيار‪ُ،‬منُ‬
‫أكثرُمنُذلكُوأبعد‪ُ:‬كُُي ُ‬
‫و ُ‬
‫كرةُالأرضي ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫شركاءُالعيشُعلىُال‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫وفيُهذاُالسّياقُوُلدتُأفكُار‪ُ،‬وهاهيُفيُُمقالاتُُهذاُالكتاب‪ُ .ُ..‬‬
‫وتقل ّباتها‪ُ،‬‬
‫سياسة‪ُ ُ،‬‬
‫فيُدُنُياُال ُّ‬
‫القلمُمنُخلالهاُالمساهمةُبشيءُُ ُ‬
‫اولُُ ُ‬
‫حُ‬
‫دولي ُّةُ ُ‬
‫سياحةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫إ ُّنُهاُ‬
‫ومبكي ّاتها‪ُ،‬علىُحدُّسواء‪ُ .ُ..‬‬
‫ومفارقاتهاُوتناقضاتهاُ‪ُ،‬ومضحكاتهاُ‪ُ ُ،‬‬
‫‪ُ ُ.................‬‬

‫‪5‬‬
‫نشرتُُهذهُالمقالاتُُعلىُصفحاتُُجريدةُُ(صوتُالأحرار)ُ‪ُ ..ُ.‬‬
‫الم ُعُلنُُُصراحةُ لحزبُ جبهةُ الت ّحريرُ الوطنيُّ الحاكمُ فيُ‬
‫والجريدةُ هيُ الصّ وتُ غيرُ ُ‬
‫حكمُمنذُالاستقلالُُعنُالاحتلالُالفرنسيُّعامُ‬
‫جزائر‪ُ،‬أوُالأكثرُتأثيراُفيُدواليبُال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫‪ُ .1962‬‬
‫ّفُنفسهاُمعُعنوانهاُ‬
‫نُالجريدةُلاُتعر ُ‬
‫ُغيرُم ُعُلنُُللجبهة‪ُ،‬لأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫(صوتُالأحرار)ُصوت‬
‫فحةُُالأولىُ علىُأنّهاُ (لسانُ حال‪ُ،)...‬ل كنّ ُ هذاُالأمرُمعروفُ بينُجمهورُ‬
‫فيُ الصّ ُ‬
‫ينُوالمتابعين‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫الصّ حفيّينُوالسّياسي ّ‬
‫هذهُالمقالاتُ‪ُ،‬وغيرهاُمنُمقالاتُُالز ّملاءُُالكتّاب‪ُ،‬ظهرتُعلىُصفحةُ(اتّ جاهات)ُ‬
‫فحةُ‬
‫ستُ سنواتُ منُُالن ّشرُُالأسبوعيُّ المنتظم‪ ُ...‬فيُ تلكُ الصّ ُ‬
‫علىُ مدىُ أكثرُ منُ ّ‬
‫ُت ُو ُاتُرتُُ(خر بشاتي)‪ُ،‬وكانُعنوانُمقاليُالث ّابتُ(مناوشاتُبريئة)ُ‪ُ .‬‬
‫يرُبُل ّقُ ُرون‪ُ،‬الصّ حفيّ ُوالمدير‪ُ،‬وإلىُطاقمُجريدةُ‬
‫دُن ُذ ُ‬
‫ّدُمُحُم ّ ُ‬
‫فالشّكر‪ُ،‬كلُّالشّكر‪ُ،‬للسي ُ‬
‫(صوتُالأحرار)‪ُ،‬هذاُالعنوانُالمقُُتبسُمنُالن ّضالُالإعلاميُّخلالُسنواتُالحرك ُةُ‬
‫ُ‬
‫ّةُوالإصلاحي ّةُالت ّيُسبقتُثورةُنوفمبرُالمجيدةُ‪ُ .ُ1954‬‬
‫ُ‬ ‫الوطني‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫هوُأحد ُالأنواعُالفكرُي ّة‪ُ ،‬أوُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُالمقالُ ُالصُّحفيُّ ُ‬
‫الإشارة ُفيُهذاُالمقام ُإلىُأُ ُّ‬
‫ُ‬ ‫جدر ُ‬
‫وت ُ‬
‫الت ّي ُتعب ُّرُ‬
‫حفي ّة ُ ُ‬
‫حفي ّة‪ُ،‬أوُالأجناسُالصُّ ُ‬
‫فيُتقسيماتُفن ّياتُالكتابةُالصُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫أنواعُالر ّأي‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫يُعبرُالمطبوعةُالإعلامي ّة‪ُ،‬جريدةُأوُ مُجل ّة‪ُ .ُ.‬ومنُ‬
‫ُ‬ ‫عن ُالواقع ُوتنقل ُه ُإلىُالجمهورُالمتل ُّق‬
‫ُنفسهُالآنُعلىُالقارئُوالصّ حفيُُّوالكاتب‪ُ ...‬‬
‫خلالُالإعلامُالجديدُال ُذ ّيُفرض ُ‬
‫تأطيرُُالجمهورُ وتوجيهه ُ‪ُ،‬‬
‫تهدفُُفيُ الأساسُُُإلىُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّأي‪ُ،‬‬
‫والأنواعُُالفكرُي ُّة‪ ُ،‬أنواعُ ُ‬
‫ُ‬
‫هاُوأهم ّيُتها‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫خطور ُت‬
‫ُ‬ ‫فيُذهنه‪ُ،‬ومنُهناُتبرزُ‬
‫ُ‬ ‫القناعاتُوالمواقفُوالق ُيُمُ‬
‫ُ‬ ‫وغرسُُ‬
‫شيئاُمنُ‬
‫وحملتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫المنشود‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫وعليه‪ُ:‬أرجوُأنُتكونُ(خر بشاتي)ُقدُاقتربتُُمنُالهدفُُ‬
‫طرح‪ُ .‬‬
‫ّيةُفيُال ُّ‬
‫والموضوعي ُّةُوالجد ُ‬
‫ُ‬ ‫سالي ُّةُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ك ُّز ُعلىُ‬
‫ةُفن ّيات ُالُت ّحريرُالصُّحفيُّ ُكنتُ ُ ُأرُ‬
‫وخلالُ محاضراتي‪ُ،‬أمامُطلا ّبي‪ُ ،‬فيُمادّ ُ‬
‫والعُُلم‪ُ:‬فيها ُشيءُ ُمنُذاتيُ ُّة ُالأديب‪ُ ،‬وشيءُ ُمنُ‬
‫الر ّأي‪ُ ،‬وأ ُّنهاُوسطُ ُبينُالُأُ ُدبُ ُ ُ‬
‫مقالة ُ ُ‬
‫ُ‬
‫منهجي ّةُالباحث‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬
‫‪6‬‬
‫وال ُذ ّاتُي ُّةُمهم ُّةُفيُالمقالات‪ُ .ُ..‬‬
‫العلمي ُّةُ‬
‫ظرةُ ُ‬ ‫كذلكُوالن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ..‬والمنهجي ُّةُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُعُملُُأدب ُيّ‬
‫ل كن‪ُ...‬إذاُطغتُُعلىُالمقالُُتحو ّلُُ ُ‬
‫اؤ ُهاُووسائطُُنشرهاُمنُغيرُ‬
‫أهل ُهاُوق ُر ّ ُ‬
‫علمي ُّةُلهاُ ُ‬
‫جرعتُهاُتُح ُو ّلُُالمقالُُإلىُمادّ ُةُ ُ‬
‫إُنُُزادتُُ ُ‬
‫ل ُمنُاكتسبُمبادئُالقراءة‪ُ،‬‬
‫جريدةُالت ّيُهي ُملتقىُجميعُالفئاتُوالمستو يات‪ُ :‬ك ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫وإنُكانُفيُمراحلهاُالأولى‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫ي‪ُ،‬كانُمساحةُحر ُّةُأتناولُُفيهاُ ُماُأراهُُمناسبُا‪ُ،‬وماُ‬
‫ُ‬ ‫اوشُاتُ‬
‫وُمُن ُ‬
‫ُ ُم ُق ُاليُالأسبوعيّ‪ُ،‬أُ ُ‬
‫منُالمعلوماتُوالمتابعات‪ُ ..‬‬
‫ُ‬ ‫فيهُقدراُأكبرُ‬
‫ُ‬ ‫أتفاعلُُمعه‪ُ،‬أوُأملكُُ‬
‫حقيقةُ ُأن ّنيُمارستُ(هواية)ُالهروبُُ‬
‫اُفيُمساحتيُالأسبوعي ّة‪ُ،‬ل كنُُّال ُ‬
‫ُ‬ ‫حرّ‬
‫نعمُكنتُُ ُ‬
‫فيُبعضُالأحيان‪ُ !!..‬‬
‫شُأنُ‬
‫شأنُُُالجزائريُُُّال ُد ّاخل ُيّ‪ُُ....‬ومنُ ثم ُُّالهروبُُُإلىُ ال ّ‬
‫الكتابةُُفيُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫الهروبُُُمنُ‬
‫ال ُد ّول ُيّ‪ُ ...‬‬
‫ومطب ّاتُُ‬
‫شأنُ ال ُد ّاخل ُيُُّمحاذيرُُُكثير ُةُُ ُ‬
‫مندوحةُُ ُوسُ ُع ُة‪ ُ،‬وفيُ ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫شُأنُ ال ُد ّول ُيُُّ‬
‫ففيُ ال ّ‬
‫ومزُ ُالق‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬
‫فيُالصُّحافةُالحر ّة‪ُُ:‬فيُوسعُأصحابُُالأقلامُُأنُيكتبواُكماُيُحُلوُلهم‪...‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ض ّرورةُللجميع‪ُ .ُ..‬‬
‫هذاُهوُالمعلومُبال ُ‬
‫وحت ّىُ العقابُ قدُ تقعُُُعلىُ الكاتبُ أوُ‬
‫نُُهناكُ طُ ُرُقاُُلُل ُعُتابُ‪ُ ُُُ،‬‬
‫ل كنّ ُ غيرُ المعلومُ أ ُّ‬
‫ل‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫إلا ُّالقلي ُ‬
‫الجريدة‪ُ..‬وقدُلاُيدركُهاُ ُ‬
‫الت ّجاربُيصنعُُالكاتبُ‪ُ،‬والصُّحفيُّ‪ُ،‬فيُمثلُبيئتناُوالبيئاتُ‬
‫وتراكمُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الز ّمنُ‬
‫مرورُ ُ‬
‫ومعُ ُ‬
‫اُوقيودا‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫ود‬
‫المشابهة‪ُ،‬لنفسهُحد ُ‬
‫عليهُرئيسُ‬
‫ُ‬ ‫حت ّىُ إنُ لمُ يسردهاُ‬
‫هاُجيداُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫حدود‬
‫ُ‬ ‫صدره‪ُ،‬ويدركُُ‬
‫ُ‬ ‫يصنعهاُُفيُخفاياُ‬
‫ُ‬
‫فيهُقُلُم ُهُللكتابة‪ُ ...‬؟؟ ُ‬
‫الن ّشرُفيُأوّلُيومُيمتشقُُ ُ‬
‫الت ّحريرُأوُمسؤولُُ ُ‬
‫ُ‬
‫يُيكتبُ‬
‫ُ‬ ‫جريدةُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫حدودُال‬
‫ُ‬ ‫فُ‬
‫ه‪ُ..‬أوُعرُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فُُقدُ ُرُُن ُفسُ‬
‫مُالل ّهُُ ُمنُُ ُعرُ ُ‬
‫‪ُ:‬رحُ ُ‬
‫بعبارةُأخرى ُ‬
‫فيها‪ُ ،‬ومساراتها ُوخطوطهاُالحمراء‪ُ،‬وملابساتُحصولهاُعلىُالإشهار‪ُ،‬وعلاقتهاُبالمحيطُ‬
‫صةُالسّياسيّ‪ُ .ُ.‬‬
‫العام‪ُ،‬خا ُّ‬
‫‪7‬‬
‫سياق‪ُ :‬‬
‫ومنُالطّرائفُفيُهذاُال ُّ‬
‫مرةُعنُز يارةُ‬
‫فيهاُصفحة ُ(اتُّجاهات)ُ تُخل ّفتُ ُ ُّ‬
‫ُ‬ ‫الت ّي ُانطلقتُ ُ‬
‫سنةُالأولىُ ُ‬
‫خلال ُال ُّ‬
‫الجريدةُمدّةُثلاثةُأشهرُتقريبا‪ُ..‬وكنتُُأرسلُُالمقالاتُُبانتظامُُعبرُالبريدُالإل كترون ُيّ‪ُ،‬‬
‫اتيُالمالي ّةُعبرُحسابيُالبريديُُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،‬وتصلنيُمستح ُّق‬
‫ُ‬ ‫وتظهر ُفيُالجريد ُة ُوالموقعُ ُالإل كترون ُيّ‬
‫ُ‬
‫بهُجريدةُصوتُالأحرار‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫فيُموعدها‪ُ،‬وهوُسلوكُمال ُيُّمنضبطُُع ُرُفتُُ‬
‫ُ‬ ‫الجاريُ‬
‫يدُمحمدُنذيرُبل ّقرون‪ُ،‬بعدُذلكُالغياب‪ُ..‬بادرنيُ‬
‫ُ‬ ‫وعندماُدخلتُُعلىُمديرُالجريدةُال ُّ‬
‫س‬
‫اتُبا‪ُ:‬ماُهذاُالهروب‪..‬؟ ُ‬
‫ومعُ ُ‬
‫لاُئُماُ ُ‬
‫ُ‬
‫بشكلُ‬
‫ُ‬ ‫ثم ُُّواصلُُُالحديثُُُ‬
‫يقصدُُالغيابُُُالجسديُُُّعنُمق ُر ُُّالجريدة‪ُ ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫وظننتُُُ ُأن ّهُ‬
‫شأنُُُالجزائريُُُّال ُد ّاخل ُيّ‪ُُ..‬ومنُ ثم ُُّال ُّلجوءُُإلىُ‬
‫الكتابةُُفيُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫قاصداُ الهروبُُُعنُ‬
‫أوضحُُُ ُ‬
‫ولي ّة‪ُ ..‬‬
‫شؤونُوالقضاياُال ُد ّ ُ‬
‫الخارج‪ُ..‬إلىُال ُّ‬
‫كتبتُ‬
‫ُ‬ ‫شديد‪ُُ..‬وإنُ كنتُُُقدُ‬
‫فعلا‪ ُ:‬الهروبُُُإلىُ الخارجُ هوُ الأسلم‪ ُ...‬للأسفُ ال ُّ‬
‫صةُفيُالقضاياُالسّياسي ّة‪ُ .ُ.‬‬
‫شأنُالد ّاخليّ‪ُ،‬ل كن‪ُ..‬بحذرُشديدُخا ُّ‬
‫كثيرُفيُال ُّ‬
‫ال ُ‬
‫لُيهربُُبطر يقتهُفيُتلكُالسّنوات‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫وللمفارقةُالمحزنة‪ُ:‬ك ُّ‬
‫فيُالل ّياليُالحال ك ُة‪ُ،‬وصاحبُُالمالُوهوُيشترىُعقاراتُ‬
‫شابُعبرُالقواربُالمتهال ك ُةُ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫اُقلمهُنحوُ‬
‫ج ُه ُ‬‫حاشىُالكتابةُعنُال ُد ّاخلُمو ُّ‬
‫ُ‬ ‫و يؤسُّسُشركاتُفيُالخارج‪ُ،‬والكاتبُُوهوُيت‬
‫الخارج‪ُ ُ..‬‬
‫سلامة‪ُ .ُ..‬‬
‫هاُرحلةُالبحثُعنُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫إ ُّن‬
‫للأسف‪ُ...‬اشتركناُجميعاُفيُالهروب‪ُ،‬وفررناُمنُمواجهةُالواقع‪ُ ..‬‬
‫لُاضطراريُُّلاُمفر ُّمنه‪ُ...‬الل ّهُأعلُم ُ‬
‫نشتركُفيهاُجميعا‪ُ،‬أمُح ُّ‬
‫ُ‬ ‫خطيئةُ‬
‫ُ‬ ‫هلُهيُ‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫هواية ُالهروب ُعندماُكنتُ ُمحر ّرُاُفي ُغرفة ُأخبار ُقناةُالعالُمُ‬
‫ك ُّر ُ ُأن ّني ُمارستُ ُ ُ‬
‫وأتذُ‬
‫شائكا‪ُ،‬والإيران ُيُّأكثرُوأكثر‪ُ !!..‬‬
‫طهران‪ُ،‬وكانُالملفُالعراق ُيُّ ُ‬
‫ُّ‬ ‫الفضائُي ّةُُبالعاصمةُالإيرانُي ّةُ‬
‫فكانُُ ُالُمخُ ُرجُُُهوُُالهروبُُُنحوُُإعدادُ تقاريرُ عنُ العالُمُ الواسعُ منُ خلالُ المادّةُ‬
‫منُوكالاتُالأنباءُالعالمي ّة‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫يُنستقبلهاُ‬
‫ُ‬ ‫الإخبارُي ّةُوالصُّورُالتُ ّ‬

‫‪8‬‬
‫ون‪ُ،‬وحت ّىُاللبناني ّون‪ُ،‬يتحمّلونُ‬
‫ُ‬ ‫العراقي ّونُوالإيرانُي ّ‬
‫ُ‬ ‫وكانُالز ّملاءُُ‬
‫ُ‬ ‫هذاُهوُالُمخُ ُرج‪ُُ،‬‬
‫ُ‬ ‫كانُ‬
‫(عبُءُ)ُتلكُالمل ُّفاتُالمل ُغ ّمةُبشكلُأوُبآخر‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫وأخيرا‪ُ .ُ.ُ.‬‬
‫ُ‬
‫ناطقة ُبالعربُي ُّة ُظهرتُ ُلسنواتُُ‬
‫أسبوعية ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسية ُ‬
‫ُ‬ ‫لنشرة ُ‬
‫اُدوُُليُة‪ُ ...‬هوُعنوانُ ُ ُ‬
‫اي ُ‬‫ُقضُ ُ‬
‫الباردُُفيُ‬
‫تُُلي‪ ُ،‬ولآخرينُ ولقر ّاءُ عرب‪ ُ،‬الماءُُُالز ّلالُُُ ُ‬
‫قاصي ّة‪ُ ُُ،‬مُث ُّل ُ‬
‫معدودةُُفيُ بلادُ ُ‬
‫ُ‬
‫شأنُ‬
‫أقلاماُمنُع ُّد ُةُدولُُعربُي ُّةُوأخرىُمهاجرة‪ُ،‬وتناولتُال ُّ‬
‫صيفُُحا ُرّ‪ُ..‬لأ ُّنهاُجمعتُُ ُ‬
‫والقراءةُالواعي ّةُللماضيُوالحاضرُ‬
‫ُ‬ ‫جرأةُوالت ّحليل‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫العرب ُيُّعبرُزواياُجمعتُُبينُالإبداعُوال‬
‫والمستقبل‪ُ .ُ.‬‬
‫وفيُهذاُالمقام ُاستعيرُكلماتُمن ُالأستاذ ُعمرُمسقاوي‪ُ ،‬لبنان ُيّ ُمنُتلاميذ ُالمف ُك ّرُ‬
‫كُبنُُُن ُبي‪ُ :‬‬
‫الجزائريُُّ ُم ُال ُ‬
‫"‪ُ...‬وفاء ُلندواتُ ُسقتناُعلىُظمأُصافيُالر ّؤ ية‪(ُ "ُ..‬شروطُالُنّهضة‪ُ،‬مالكُبنُنبي‪ُ،‬‬
‫بعةُالر ّابعة‪1407ُ،‬ه‪1987-‬م)‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫دارُالفكر‪ُ،‬الجزائرُ‪ُ/‬دارُالفكر‪ُ،‬دمشق‪ُ،‬سور ي ّة‪ُ،‬ال ُّ‬
‫ط‬
‫ذاته‪ُ :‬لقدُسُ ُقُتُناُبجرعاتُُ‬
‫ّعور ُ ُ‬
‫اُدوُُليُ ّة ُيحملُ ُالش ُ‬
‫اي ُ‬‫هناكُبنشرةُقضُ ُ‬
‫ُ‬ ‫والإشادة ُ‬
‫ُ‬ ‫ذكير ُ‬
‫والت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫اُحولناُمنُقضاياُسياسي ّةُونزاعاتُوصراعات‪ُ .ُ...‬‬
‫ُ‬ ‫افيةُُلُم‬
‫يةُالصُّ ُ‬
‫منُالر ّؤ ُ‬
‫ُ‬ ‫طي ّب ُةُ‬
‫ُ‬
‫أعينُنا ُعلىُنماذجُمنُ‬
‫اتُالأسبوعي ّةُعلىُظمُأ‪ُ،‬وفتحتُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نعم‪ُ ...‬سُ ُقُتُناُتلك ُ ُال ُورُُي ُق‬
‫والت ّشخيصُ المتج ُر ّدُ لواقعُ دولناُ العربُي ّةُ والقضاياُ‬
‫والت ّحليلُ الهادئ‪ُ ُُ،‬‬
‫الن ّقدُ الجريء‪ُ ُُ،‬‬
‫ُ‬
‫القريبةُمنهاُوالمؤُث ّرةُفيُحاضرهاُومستقبلها‪ُ .ُ.‬‬
‫اُوقوي ّا‪ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫تلكُالأقلام‪ُ..‬حت ّىُذلكُالقلمُال ُذ ّيُكانُجريئُ‬
‫ُ‬ ‫تحيةُلتلكُالأقلام‪ُ..‬جميعُُ‬
‫ظروفُ‬
‫ُ‬ ‫وضعتهُُ‬
‫نفسه‪ ُ،‬أوُُ ُ‬
‫ر ُهُُبعدُُسنواتُُُعندماُُوضعُُُ ُ‬
‫صاحبهُ أصرُّ علىُ كُ ُس ُ‬
‫ُ‬ ‫ل كنُُُّ‬
‫والبؤسُ‬
‫ُ‬ ‫والاستبدادُ‬
‫ُ‬ ‫فُ‬
‫خل ّ ُ‬
‫للت ّ ُ‬
‫خةُ ُ‬
‫لأنهمُنماذجُُصار ُ‬
‫قاهرةُ‪ُ،‬بينُقومُُطُ ُالُماُكالُُلهمُال ُذ ّ ُمُّ ُّ‬
‫ي‪!!..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫سياس ُّ‬
‫ال ُّ‬

‫‪9‬‬
‫اُدوُُلُي ّة‪ُ :‬كسرتُ ُُقُلُمي ُالفاخرُ‬
‫اي ُ‬‫‪ُ،‬فيُقضُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فيُإحدىُافتتاحي ّات ُه‬
‫ُ‬ ‫مرةُ ُ‬
‫والمفارقة ُ ُأن ّهُقال ُ ّ‬
‫ُ‬
‫القلمُالأصيلُُالبسيط‪ُ،‬أوُشيئاُمنُهذا‪ُ...‬وكتبُُ‬
‫ال ُذ ّيُيحملُُصفةُكذاُوكذا‪ُ،‬وتناولتُُ ُ‬
‫ساعةُبإحدىُالد ّولُالعربُي ّة‪ُ .ُ.‬‬
‫جريئةُفيُموضوعُُمنُموضوُعاتُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫يومهاُكلماتُُ‬
‫‪ُ ُ.................‬‬
‫ّيُانطلقُمنها‪ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫حاورُكانُوفقُالفكرةُالغالبةُعلىُالمقالُ‪ُ،‬أوُالت‬
‫توز يعُُالمقالاتُُعلىُالم ُ‬
‫إلىُتاريخُنشرُالمقالُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫لُمحورُفقدُاحتكمُُ‬
‫أ ُمّاُالت ّرتيبُداخلُفضاءُُك ُّ‬
‫والمقالاتُُكماُهي‪ُ،‬وأسعىُدائماُلأظلُّأنا‪ُ،‬وأعبُّرُعنُنفسيُمنُخلالُقلميُفيُذلكُ‬
‫الز ّمانُوالمكان‪ُ،‬والملابساتُوالظّروفُودرجةُالوعيُوالمتابعةُالمتاحة‪ُ .‬‬
‫ُبأُُثرُ‬
‫اُذُلكُُالن ّوعُمنُالسّطوُأوُالادّعاء‪ُ،‬عندماُ(يظهرُالبعضُالُحكُُمة ُ‬
‫بد ُ‬‫ولاُأحبُأُ ُ‬
‫ّ‬
‫ُرجُ ُعيّ)‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬
‫ارةُالأُدُ ُغم ُ‬
‫بنُاعُم ُ‬
‫اه ُرُ ُ‬
‫الطُ ُ‬
‫ادي‪ُ،‬الُج ُز ُائُر ُ‬
‫الو ُ‬
‫بل ُدةُكوُينين‪ُ،‬ولايةُ ُ‬
‫ربيعُالثانيُ‪ُ1443‬هُـ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ20‬نوفمبرُ‪ُ2021‬مُ‪ُ14ُ/‬‬

‫ُ‬
‫‪10‬‬
‫ُالمُح ُو ُرُالأُوُل ُ‬
‫ار ُةُآسُُيا ُ‬
‫يُق ُ‬
‫فُ ُ‬
‫ُ‬
‫افياُهيُالتُيُجمعتُمقالاتُُهذاُالمحور‪ُ،‬فالحديثُُهناُعنُدولُوقضاياُومواضيعُ‬
‫الُج ُغ ُر ُ‬
‫‪ُ..‬والتيُ‬
‫ُ‬ ‫عةُبشكلُُمدهش‬
‫ا‪ُ..‬والمتنو ُ‬
‫ُ‬ ‫جغرافياُوسكانيُ‬
‫ُ‬ ‫رةُ‬
‫ةُآسيا‪ُ..‬القار ُةُالـكبي ُ‬
‫ُ‬ ‫فيُنطاقُقار‬
‫ُ‬
‫بيعيةُأيضا‪ُ .ُ.‬‬
‫ينية‪ُ،‬والـكوارثُالطُ ُ‬
‫ةُوالد ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُوالعرقي‬
‫ُ‬ ‫ياسي‬
‫تعانيُالفقرُوالقلاقلُُالسُ ُ‬
‫ُ‬
‫بقدرُماُفيهاُمنُمشاكلُوحروبُُ‬
‫هادئة‪ُ ُ،‬‬
‫وادعةُ ُ‬
‫وُبقدرُماُفيُآسياُمنُجمالُُوشعوبُُ ُ‬
‫أغلبهاُمنُالاستعمارُالقديمُ‪ُ .‬‬
‫وحدودُوصراعاتُُورثتُالقار ُةُ ُ‬
‫اعم‪ُ،‬والفسادُالذيُيسريُدونُ‬
‫ُ‬ ‫ماُيمكنُتسميتهُبالاستبدادُالن‬
‫ُ‬ ‫فيُآسياُأيضاُيتكاثرُ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ضُج ُةُكبيرة‪ُ ..‬‬
‫يني‪ُ،‬‬
‫لـكن‪ُُ...‬فيُ آسياُ أيضاُ نماذجُ نهضةُ رائعةُ وجديرةُ بالاقتداء‪ ُ:‬العملاقُُُالصُ ُ‬
‫والقفزةُ‬
‫ُ‬ ‫جنوبية‪ُُ،‬‬
‫فرةُُالـكورُيةُ ال ُ‬
‫جربةُُالماليزُيةُ المبهرة‪ ُ،‬والطُ ُ‬
‫والت ُ‬
‫اليابانية‪ُ ُ،‬‬
‫المعجزةُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫لبيةُفيُُمساراتهاُ‬
‫يمكنُالاستفادةُمنهاُحتىُفيُ الجوانبُ السُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ركية‪ُ..‬ونماذجُأخرىُُ‬
‫الت ُ‬
‫ُ‬
‫والاقتصادية‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫ياسيةُ‬
‫السُ ُ‬
‫آسياُعرُُفُتها ُعنُقربُ ُوعشتُ ُفيهاُ‬
‫ُ‬ ‫منُقار ُة ُ‬
‫ُ‬ ‫حورُتدور ُحول ُدولُ ُ‬
‫ُ‬ ‫مقالاتُ ُهذاُالم‬
‫عدداُمنُأهلها‪ُ..‬‬
‫أخبارها ُأكثرُمن ُغيرها‪ُ ،‬أو ُزاملتُ ُ ُ‬
‫عدداُمنُالسُنوات‪ُ ،‬أو ُتابعتُ ُ ُ‬
‫اُإلىُالكتابةُعنها‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫اق‬
‫كانُالقلمُسب ُ‬
‫ُ‬ ‫الأفكارُفيُمُخُيُلتُي‪ُ..‬ف‬
‫ُ‬ ‫ورُو‬
‫تُالعلاقةُوسكنتُالص ُ‬
‫ُ‬ ‫ُفُن ُم‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪11‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫صُُن ُدوقُُُبرُي ُد ُ‬
‫ُ‬
‫ورةُُمهماُ كانُ الثمن‪ ُ..‬عبارتانُ‬
‫ورةُُمهماُ كانُ الثمن‪ ُ...‬حافظواُ علىُ الث ُ‬
‫لاُ تبيعواُُالث ُ‬
‫ماُسمعتهُ‬
‫ُ‬ ‫مأثورتانُعنُالإمامُالخمينيُقائدُالثورةُالإسلاميةُفيُإيران‪ُ،‬أوُهذاُعلىُالأقلُُ‬
‫يلةُفيُإيرانُالثورةُوالخميني‪ُ،‬‬
‫وعاشُلسنواتُُطو ُ‬
‫ُ‬ ‫سُ‬
‫ُد ُر ُ‬
‫وفهمتهُمنُصحفيُعربيُشيعي ُ‬
‫ُ‬
‫وماُزالُيعيشُو يعملُُهناكُلحدُالآنُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪12‬‬
‫ة"‪ُ،‬هُماُأساسُُ‬
‫ةُالإسلامي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ارُتانُ‪ُ،‬حسبُهذاُالصُّحفيُُّالخبيرُفيُشؤونُ"الجمهورُي ّ‬
‫العُب ُ‬
‫ُ‬
‫وبقي ّةُ‬
‫سلطة‪ُ ُُ،‬‬
‫الإصلاحي ّينُ والمحافظينُ ال ُذ ّينُ يتنافسونُ علىُ رأسُ ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫خلافُُبينُ‬
‫ال ُ‬
‫حكمُالن ّافذةُفيُإيرانُ‪ُ .‬‬
‫مؤسُّساتُال ُ‬
‫نُعلىُالعبارةُالث ّانيةُ"حافظواُ‬
‫ُ‬ ‫الم ُر‬
‫يُ ُ‬‫سياس ُّ‬
‫الإصلاحي ّونُاعتمدواُفيُمنهجهمُوفكرهمُال ُّ‬
‫ُ‬
‫اُجنحواُدائماُإلىُالمسالمةُومحاولةُم ُّدُالجسورُمعُالغرب‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫مهماُكانُالث ّمن"‪ُ،‬ولذ‬
‫ُ‬ ‫ورةُ‬
‫علىُالث ّ ُ‬
‫ُ‬
‫المت ّحدةُ‬
‫تصطدمُُبصخورُ الغربُ والولاياتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الث ّورةُ حينُ‬
‫صلابةُُصخرةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫مُُ‬
‫حت ّىُ لاُ تته ُش ّ ُ‬
‫ُ‬
‫الأمريكيةُالت ّيُأعلنتُالعداءُلثورةُالخمين ُيُّمنذُانطلاقُشرارتهاُالأولى‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬
‫من"ُولذلكُدأُُبواُ‬
‫ُ‬ ‫مهماُكانُالث ّ‬
‫ُ‬ ‫ورةُ‬
‫واُالث ّ ُ‬
‫حافظونُاعتمدواُعلىُالعبارةُالث ّانيةُ"لاُتبيع ُ‬
‫ُ‬ ‫والم‬
‫ي ُأوُ‬
‫ل ُمحاولاتُالُت ّراجع ُالاستراتيج ُّ‬
‫علىُبذلُقصارىُجهودهم‪ُ ،‬ووقفواُبالمرصادُلك ُّ‬
‫تبن ّتهاُ طهرانُ فيُ عهدُ‬
‫الت ّيُ ُ‬
‫المتصل ّبةُ ُ‬
‫للث ّورةُ والمواقفُُ ُ‬
‫الت ّكتيك ُيُُّعنُ المبادئُ المتش ُّددةُ ُ‬
‫ُ‬
‫الإمامُالخمين ُيُّواستم ُر ّتُعليهاُبعدُرحليهُ‪ُ .‬‬
‫ينُمنُ‬
‫حافظينُالم ُع ُمّ ُم ُ‬
‫ُ‬ ‫كر‪ُ:‬هناكُمنُُبينُالم‬
‫ُ‬ ‫علىُالر ّاوي‪ُ،‬وهوُالصُّحفيُُّسابقُالُذ ّ‬
‫ُ‬ ‫والعهدةُ‬
‫ُ‬
‫سلاحُ‬
‫يصلُُُت ُش ُّدد ُهُُإلىُ مستوىُ الجاهزُي ّةُ الكاملةُ والاستعدادُ للضُّغطُ علىُ أزرارُ ال ُّ‬
‫ُ‬
‫رتُلهُطبعا‪ُ،‬ومنُثم ُّالقضاءُعلىُالأخضرُ‬
‫ُ‬ ‫يلةُالمدى‪ُ،‬لوُتوف ّ‬
‫ُ‬ ‫الن ّوويُّ ُأوُالصُّواريخُطو‬
‫ُ‬
‫ورةُالإسلامي ّةُومبادئها‪ُ !ُ!...‬‬
‫ُ‬ ‫هاُمعاديةُللث ّ‬
‫ُ‬ ‫واليابسُفيُأيُُّأرضُُيرىُأ ُّن‬
‫أقيس ُوأناقشُُ‬
‫ُ‬ ‫وجيه ُراسخُاُفيُذهنيُع ُّدةُسنوات‪ُ،‬وكنتُ ُ‬
‫أوُالت ّ ُ‬
‫هذاُالت ّحليلُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫ظ ُّ‬
‫ةُالإسلامي ّةُوقادتهاُمنُالمحافظينُ‬
‫ُ‬ ‫منُخلالهُبعضُماُأسمعهُمنُأخبارُالجمهورُي ّ‬
‫ُ‬ ‫وأحل ّلُُ‬
‫ُ‬
‫الر ّئيسُ‬
‫سيدُ محمودُ أحمديُ نجادُ ُ‬
‫والإصلاحي ّين‪ُُ،‬إلىُ أنُ رأيتُ‪ ُ،‬عبرُ الفضائيات‪ ُ،‬ال ُّ‬
‫ُ‬
‫يزاُ‬
‫ون ُد ُال ُ‬
‫وشُوك ُ‬
‫ُ‬ ‫هُأقدامُُب‬
‫ُ‬ ‫طُئُت‬
‫أنُو ُ‬
‫الإيران ُيُّ"المحافظُالمتش ُّدد"ُيطأُبقدميهُبساطُاُأحمرُسُُبقُُ ُ‬
‫ي ُالإيران ُيّ ُمنُأكابرُشياطينُالإنس‪ُ،‬ور ُب ّماُ‬
‫الر ّسم ُّ‬
‫وبُليرُوغيرهمُممنُيعتبرهمُالخطابُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫مُهؤلاءُأينماُوجدواُ"ولوُ‬
‫‪ُ،‬رجُ ُ‬
‫الجنُُّأيضا‪ُ،‬ور ُب ّماُوجبُ‪ُ،‬حسبُهذاُالُت ّصنيفُالإيران ُيّ ُ‬
‫تعل ّقواُبأستارُال كعبة"‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬

‫‪13‬‬
‫ةُالت ّيُتعرفُبالمنطقةُالخضراءُ‬
‫ةُالأمريكي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حمي ّ‬
‫يارةُبطبيعةُالحالُهوُتلكُالم ُ‬
‫ُ‬ ‫مسرحُُالزُّ‬
‫سفارةُ الأمريكيةُ والبرلمانُ العراقيُُّومق ُر ُُّرئاستيُُُال ُد ّولةُ‬
‫وسطُ بغداد‪ ُ،‬فهناكُ مق ُر ُُّال ُّ‬
‫اقي ُّتُين‪ُ،‬ومؤسُّساتُأخرىُمهمّة‪ُ .‬‬
‫والوزراءُالع ُر ُ‬
‫ئيسُالإيرانيُُّ‬
‫الر ّ ُ‬
‫نُ ُ‬‫حتمي ُّةُمفادهاُأ ُّ‬
‫اُأمامُنتيجةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أنفسن‬
‫جدُ ُ‬ ‫وهكذاُودونُصعوبةُُتذكرُن ُ‬
‫ُ‬
‫الولاياتُالمت ّحدةُالأمريكية‪ُ،‬قدُقضىُيومينُ‬
‫ُ‬ ‫علىُل ُعنُ ُ‬
‫ينام ُويستيقظُ ُ ُ‬
‫المحافظُ‪ُ،‬ال ُذ ّي ُ ُ‬
‫الث ّورةُ‬
‫شيطانُ الأكبر"ُ فيُ أدبُي ّاتُ ُ‬
‫كاملينُ فيُ ضيافةُ وحمايةُ ق ُو ّاتُ أمريكاُ "ال ُّ‬
‫الإسلامي ّة‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫كبيرا‪ُ،‬هوُ‬
‫لاُ ُ‬‫يُستفرزُتح ُو ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫يارةُ ُ‬
‫يارة‪ُ،‬أوُهذهُالزُّ ُ‬
‫يُأفرزُالزُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫كبيرُال ُذ ّ‬
‫هذاُالت ّح ُو ّلُُال ُ‬
‫ُ‬
‫ياسةُلاُتعرفُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُال ُّ‬
‫س‬ ‫أخيراُحقُّ ُمطلقُلإخوانناُالإيرانُي ّينُإذاُكانواُيؤمنونُبأ ُّ‬
‫لا ُو ُ‬
‫أوّ ُ‬
‫الأخلاقُُوالمبادئ‪ُ،‬وهيُفنُُّالممكنُوالمتاحُدونُقيودُوضوابط‪ُ،‬وهوُماُيعنيُاستحالةُ‬
‫وجودُع ُّدوُأوُحليفُمطلق‪ُ .‬‬
‫نعمُهوُحقُُّمطلقُلهم‪ُ،‬ل كنُبشرطُُواحدُهوُأنُيعلنواُذلكُعلىُرؤوسُالأشهاد‪ُ،‬‬
‫بعدُذلكُأنُننظرُإلىُمواقفهمُفيُفلسطينُولبنانُعبرُزاو يةُمختلفةُومنظارُ‬
‫ُ‬ ‫ولناُالحقُّ ُ‬
‫وحت ّىُالأموال‪ُ،‬مج ُر ّدُ‬
‫شعارات‪ُ ُ،‬‬
‫ذلكُالز ّخمُوال ُّ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫نُك ُّ‬
‫أكثرُدق ّة‪ُ،‬ور ُب ّماُبداُلناُحينهاُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫لُ‬
‫ف ُك ُّ‬
‫خُل ُ‬
‫بسلاسة ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫اد ُ‬
‫ةُالبريئةُالت ّي ُُتُنقُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُوالإسلامي ّ‬
‫ُ‬ ‫شعوبُالعربُي ّ‬
‫تلاعبُبعواطفُال ُّ‬
‫لقضي ّةُفلسطينُالعادلة‪ُ،‬وجهودُالمقاومةُفيُلبنان‪ُ .‬‬
‫داعمُ ُ‬
‫ُ‬
‫جادُإلىُالعراقُحملتُمعهاُمهزلة ُأخرىُعندماُجرىُالحديثُ ُعنُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّئيسُ ن‬
‫يارة ُ ُ‬
‫ز ُ‬
‫حربُ‬
‫ةُالعراقيةُالت ّيُد ُمّرتهاُال ُ‬
‫ُ‬ ‫حتي ّ‬
‫يعُإعادةُتأهيلُالبنيةُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫قرضُُإيران ُيُّبمليارُدولارُلمشار‬
‫هاُالولاياتُالمت ّحدةُ‬
‫ُ‬ ‫يُتدعوُإليهاُوتدير‬
‫ُ‬ ‫حينُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫الأمريكي ّة‪ُ،‬وهوُماُيذكُّرناُبمؤتمراتُالمان‬
‫ُ‬
‫الأمريكي ّةُوحلفاؤها‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫ينُوالأمريكي ّينُ‬
‫ُ‬ ‫فهلُالعراقُوطاقاتهُوثرواتهُوخيراتهُفيُحاجةُإلىُ"صدقات"ُالإيرانُي ّ‬
‫وشأنه‪ُ،‬وغادرتهُق ُو ّاتُُالاحتلالُالأمريك ُيّ‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫لوُتركتهُإيرانُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪14‬‬
‫ملث ّمينُ مقن ّعينُ وآخرينُ‬
‫بممث ّلينُ ُ‬
‫تشاركُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نُُإيرانُ‬
‫يدركُُأ ُّ‬
‫شأنُ العراق ُيُُّ ُ‬
‫لُُمتابعُُُلل ُّ‬
‫ك ُّ‬
‫العراقُصار ُأشبهُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫يعلم ُأ ُّ‬
‫لُ ُ‬ ‫سافريُالوجوهُفيُالمسرحُالعراق ُيّ ُالمفتوحُللجميع‪ُ،‬والك ُّ‬
‫ل ُمنُإيرانُوأمريكاُ‬
‫ي ُعراق ُيّ‪ُ،‬تتبادلُ ُمنُخلالهُك ُّ‬
‫بصندوقُبريدُعلىُح ُّد ُتعبيرُسياس ُّ‬
‫شديد‪ُ !!..‬‬
‫الر ّسائلُ‪ُ،‬وأكثرهاُمخضُّبُبال ُد ّمُالبريءُللأسفُال ُّ‬
‫ُ‬
‫عبة ُبينُإيرانُ‬
‫الل ّ ُ‬
‫ل‪ُ،‬هوُأنُتتح ُو ّلُ ُ ُ‬
‫ل كنُّ ُال ُذ ّيُفاجأُ ُال كثيرين‪ُ،‬أوُفاجأنيُعلىُالأق ُّ‬
‫حتل ّهاُعدوُّهُ‬
‫جلاء‪ُ،‬ليطأُرئيسُإيران ُيُّبقدميهُأرضُاُي ُ‬
‫ُ‬ ‫سفورُوال‬
‫وأمريكاُإلىُهذاُالح ُّدُمنُال ُّ‬
‫كُفيهاُتحتُحمايةُورعايةُجنودُومجن ُّداتُهذاُالعدوّ‪ُ !!..‬‬
‫الأوّلُوالأكبر‪ُ،‬ويتح ُر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫اد ُر ُةُُإُُلىُ طُهُ ُران‪ُُُ،‬يدُ ُعوُ‬
‫مُُُب ُالُم ُغ ُ‬
‫الر ّئيسُ نُجاد‪ُ ُُ،‬و ُه ُوُُيُه ُّ‬
‫ارُق ُةُُ ُالُمضُحُ ُك ُةُُ ُالُمُبكُُي ّة‪ُ ُُ:‬‬
‫ُو ُالُم ُف ُ‬
‫اد ُر ُةُ ُال ُع ُراق‪ُ !ُ!!..‬‬
‫ىُم ُغ ُ‬
‫اُل ُقوُاتُُالُأُم ُريكُيُةُإُُل ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-03-06‬‬
‫ُ‬

‫‪15‬‬
‫ُ‬

‫انُل ُع ُمُل ُةُ ُواحُ ُد ُة ُ‬


‫يُوجُ ُه ُ‬
‫رفُوجُُيُلانُ ُ‬
‫ُم ُش ُ‬
‫ُ‬
‫يجُُسجونُ الجنرالُ برويزُ‬
‫رئيسُُالوزراءُ الباكستانيُ الجديدُ يوسفُ رضاُ جيلانيُ خر ُ‬
‫ُ‬
‫مشرف‪ُ،‬حيثُطالتهُأياديُهذاُالأخيرُعبرُمكتبُالمحاسبةُالذيُأنشأهُبعدُاستيلائهُ‬
‫كبيراُ منُ‬
‫عدداُ ُ‬
‫علىُ الحكمُ عامُ تسعةُ وتسعينُ منُ القرنُ الماضي‪ ُ،‬وتابعُُُمنُ خلالهُ ُ‬
‫السُياسيينُ البارزينُ منُ حزبُُالرابطةُ الإسلاميةُ (نوازُ شر يف)‪ ُ،‬وحزبُ الشعبُ‬
‫(بينظيرُبوتو)ُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪16‬‬
‫اُولاُعاراُفيُ‬
‫ُ‬ ‫الثُليسُعيب‬
‫ُ‬ ‫ناُالث ّ‬
‫سجنُ ُفيُدولُعالم ُ‬
‫ن ُال ُّ‬
‫أكيد ُعلىُأ ُّ‬
‫الت ّ ُ‬
‫وبداية ُيُج ُد ُر ُ ُ‬
‫ُ‬
‫سُجونُ‬
‫يلةُفيُال ّ‬
‫ياسي ّينُالمعارضينُقضواُسنواتُُطو ُ‬
‫س ُ‬ ‫حالات‪ُ..‬وكثيرُمنُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫كثيرُمنُال‬
‫حالةُُجيلانيُ‬
‫وخرجواُُبعدهاُ إلىُ كراسيُ الحكمُ وميادينُ العملُ والمسؤولية‪ ُ،‬ل كنُُُّ ُ‬
‫حالي ّةُ‬
‫ياسي ّينُ والمؤسُّسةُ العسكرُي ّةُُال ُ‬
‫س ُ‬ ‫نُُال ُّ‬
‫خصوصي ّةُُلأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫وباكستانُ فيهاُ شيءُُُمنُ ال‬
‫جميعُ‬
‫يكادُال ُ‬
‫ينُبُز ُمامُالإدارةُيلتقونُبشكلُُأوُبآخرُعلىُخطوطُُ ُ‬
‫ينُالممُسُكُ ُ‬
‫والبيروقراطي ّ ُ‬
‫ُ‬
‫يرُُحقيقيُُُّيطالُُُهياكلُُ‬
‫لتغي ّ ُ‬
‫الن ّفوذُ وتحبطُُُأيُُُّمحاولةُُُ ُ‬
‫تقاسمُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُت ّفقُ عليها‪ ُ،‬تضمنُُُلهمُ‬
‫شعبُبشكلُمباشر‪ُ .‬‬
‫حياةُال ُّ‬
‫ويمسُ ُ‬
‫ولة‪ُ ّ ُ،‬‬
‫ال ُد ّ ُ‬
‫هُورقةُمل ُّفاتُ‬
‫ُ‬ ‫رّفُض ُّد‬
‫ةُفقدُاستخدمُمش ُ‬
‫ُ‬ ‫سبابُسياسي ّ‬
‫ُ‬ ‫وحت ّىُلوُكانُسجنُُجيلانيُلأ‬
‫ُ‬
‫صةُقياداتُ‬
‫ياسي ّينُفي ُباكستان‪ُ،‬خا ُّ‬
‫س ُ‬ ‫كبير ُمنُال ُّ‬
‫بهاُعدد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُيشتهر ُ‬
‫ُ‬ ‫كبيرةُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫الفسادُال‬
‫ف‪ُ،‬‬ ‫ّيجُسجونُنوازُشر يفُوالجنرالُمش ُ‬
‫رّ ُ‬ ‫شعب‪ُ،‬وأبرزهمُآصفُزرداري‪ُ،‬خر ُ‬
‫حزبُال ُّ‬
‫وُالز ّعيمُالفعل ُيُّلهُبالأحرى‪ُ .‬‬
‫يُالحال ُيُّعلىُالحزبُأ ُ‬
‫وزوجُالر ّاحلةُبينظيرُبوتو‪ُ،‬والوص ُّ‬
‫ُ‬
‫رّفُعلىُحكومةُنوازُ‬
‫سةُالعسكرُي ُّةُالباكستانُي ّة‪ُ،‬قبلُانقلابُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫المؤسُّ ُ‬
‫الوطني ّةُ المعروفة‪ ُ،‬ومنُ ذلكُ‬
‫ُ‬ ‫لُُاحترامُ منُ الجميعُ بسببُ أدوارهاُ‬
‫شر يف‪ ُ،‬كانتُ مح ُّ‬
‫ومصيرُوكرامة‪ُ،‬وكذلكُ‬
‫ُ‬ ‫قضي ُّةُحقُُّ‬
‫شعبُُالباكستان ُيُّ ُ‬
‫يُيعتبرهاُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫يرُالت ّ‬
‫كشُ ُم ُ‬
‫كهاُبقضي ّةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تم ُّ‬
‫س‬
‫دولياُ‬
‫ثقلهاُوراءُالبرنامجُالن ّوويُُّال ُذ ّيُأهدىُلباكستانُموقعُاُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫وقوفُهذهُالمؤسُّسةُبك ُّ‬
‫ولتانُمنذُأعلنتاُالاستقلالُ‬
‫ُ‬ ‫أمامُجارتهاُالن ّووُي ّةُالهند‪ُ..‬فال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫محترمُا‪ُ ،‬ووفُ ُّرُلهاُق ُو ُّة ُ ُردُعُ ُ‬
‫دامي ّةُ‪ُ .‬‬
‫اد ُهُماُإلىُع ُّدةُحروبُُ ُ‬
‫وصراعُق ُ‬
‫ُ‬ ‫خرطتاُفيُتنافسُُ‬
‫والانقسامُعامُ‪ُ1947‬ان ُ‬
‫سةُ‬
‫رّفُعلىُال ُد ّيمقراطيةُالباكستانُي ّةُالهشّة‪ُ ،‬أقحمتُالمؤسُّ ُ‬
‫ومنذُانقلابُالجنرالُمش ُ‬
‫ططُالأمريك ُيُّللمنطقة‪ُ !!..‬‬
‫نفسهاُفيُمشاكلُعديدة‪ُ،‬وتو ُرّطتُمعُالمخ ُّ‬
‫العسكرُي ُّةُ ُ‬
‫العسكرُكثيراُمنُ‬
‫ُ‬ ‫جاوزُ‬
‫رّاُعلىُارتدائه؛ُت ُ‬
‫رّفُمص ُ‬
‫لُمش ُ‬
‫وعبرُالز ّيُُّالعسكريُُّال ُذ ّيُظ ُّ‬
‫ُ‬
‫والت ّياراتُ‬
‫حساسي ّة‪ ُ،‬وبالمدارسُ ُ‬
‫الخطوطُ الحمراءُ فيُ علاقتهمُ بمنطقةُ القبائلُ البالغةُ ال ُ‬

‫‪17‬‬
‫للمشروعُالن ّوويُُّ‬
‫ُ‬ ‫تُمضايقةُالأبُُالمؤسُّسُُ‬
‫ُ‬ ‫عندماُتم ّ‬
‫ُ‬ ‫شعورُالقوم ُيُّالعا ُمُّ‬
‫ينية‪ُ،‬وحت ّىُبال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال ُد ّ‬
‫الُد ّكتورُعبدُالقديرُخان‪ُ !!..‬‬
‫ن ُتور يطُ ُالمؤسُّسةُالعسكرُي ّةُالباكستانيةُفي ُالقضاياُسالفةُالُذ ّكرُفتحُُ‬
‫ويمكنُ ُالقولُ ُإ ُّ‬
‫حصينة‪ُ،‬ومنُثم ُّازديادُالوحلُفيُالمشهدُ‬
‫ُ‬ ‫البابُُعلىُمصراعيهُلسقوطُآخرُقلاعُالبلادُال‬
‫شُعبُ‬
‫اريُعلىُزعامةُحزبُال ّ‬
‫فُزرُ ُد ُ‬
‫جلي ّاُباستيلاءُآصُ ُ‬
‫يُظهرُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُالباكستان ُيُّال ُذ ّ‬
‫سياس ُّ‬
‫ال ُّ‬
‫رف ُعنهُاستغلالُنفوذهُونفوذُ‬
‫اتُفسادُمنُالوزنُالث ّقيل‪ُ،‬وقد ُع ُ‬
‫ُ‬ ‫وهوُصاحبُ ُمل ُّف‬
‫ىُصارُيل ُّقبُ‬
‫ُ‬ ‫رئاستهاُللوزراءُفيُباكستان‪ُ،‬حت ّ‬
‫ُ‬ ‫زوجتهُالر ّاحلةُبينظيرُبوتوُخلالُفترتيُُ‬
‫ُ‬
‫لُمشروعُُ‬
‫يُكانُيفرضهاُعلىُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫العمولةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫إشارةُإلىُنسبةُ‬
‫ُ‬ ‫حينهاُب ُتنُبرسنتُُ ُ(‪ُ،)%10‬‬
‫أوُصفقةُيم ُهّ ُدُلهاُطر يقُُال ُد ّخولُأوُالخروج‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫شعبُ فيُ الانتخاباتُ ووصولُ جيلانيُ إلىُ رئاسةُ‬
‫المشهدُُبفوزُ حزبُ ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُواكتملُُُ‬
‫الوزراء‪ُ !!..‬‬
‫الت ّيُ قادهاُ ض ُّدهُ الجنرالُ برويزُ‬
‫والت ّشهيرُ ُ‬
‫الت ّشو يهُ ُ‬
‫لُُحملاتُ ُ‬
‫وصلُُُالحزبُُُبعدُ ك ُّ‬
‫رّف‪ُ !!..‬‬
‫مش ُ‬
‫شعب‪ُُ،‬ومزاجُ أغلبُ‬
‫الت ّقليديُُُّلزعاماتُ حزبُ ال ُّ‬
‫والن ّفوذُ ُ‬
‫وصلُُُبسببُ الإقطاعُ ُ‬
‫عامةُوالقيادةُوالعواطفُالت ّار يخية‪ُُ,‬‬
‫ُ‬ ‫إلىُاليومُبالز ّ‬
‫ُ‬ ‫شغوفةُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالت ّيُماُزالتُ‬
‫الجماهيرُالباكستانُي ّ ُ‬
‫يعُالت ّغييرُالحقيقيُُّ‪ُ !!..‬‬
‫سياساتُالجادّةُومشار ُ‬
‫علىُحسابُالبرامجُوال ُّ‬
‫فيُباكستانُظل ّتُعلىُطابعهاُالممُي ّز‪ُ ،‬ونكهتهاُ‬
‫ُ‬ ‫يمقراطي ُّة ُ‬
‫ُ‬ ‫والعملي ُّة ُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫ياسي ُّة ُ‬
‫س ُ‬ ‫عبة ُال ُّ‬
‫الل ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ي ُبشكلُ‬
‫سياس ُّ‬
‫ةُالت ّيُتفوحُمنهاُروائحُالإقطاعُوالُفساد‪ُ ،‬وتداخلُالعسكريُّ ُوال ُّ‬
‫ص ُ‬ ‫الخا ُّ‬
‫فيُشؤونُالبلادُبعدُالت ّحالفُال ُذ ّيُ‬
‫ُ‬ ‫افرُ‬
‫س ُ‬‫خّلُُالأمريك ُيُّال ُّ‬
‫هذاُالت ّد ُ‬
‫ُ‬ ‫ينُُبُل ُّةُ‬
‫ط ُ‬‫كبير‪ُ،‬وزادُال ُّ‬
‫ُ‬
‫لُمنُواشنطنُوإسلامُآبادُفيُأعقابُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُ‬
‫أعلنتُعنهُك ُّ‬
‫أمريكي ُّةُُعلىُ أفغانستان‪ ُ،‬وماُ تلاهاُ إلىُ اليومُ منُ‬
‫ُ‬ ‫عامُُ‪ ُ،2001‬وماُ تبعهُ منُ حربُُُ‬
‫ظاهر‪ُ،‬لعناصرُالقاعدةُوطالبان‪ُ ُ.‬‬
‫عملي ّاتُملاحقة‪ُ،‬أوُهذاُماُيبدوُفيُال ُّ‬
‫ُ‬
‫نُأولىُأولو ُي ّاتُحكومتهُهيُمحاربةُ‬
‫يُالوزارة‪ُ،‬وأعلنُأ ُّ‬
‫وهكذاُترب ّعُُجيلانيُعلىُكرس ُّ‬
‫ُ‬
‫الإرهاب‪ُ !!..‬‬
‫‪18‬‬
‫الت ّيُ ُوُل ُدتُُمنُُ‬
‫طبعاُ هوُ حركةُ طالبانُ باكستانُ ُ‬
‫الر ّجلُ ُ‬
‫والإرهابُُُال ُذ ّيُُيقصدهُ ُ‬
‫يعلمُُمتىُ تأسُّستُ هذهُ الأخيرة‪ُُ،‬ومنُ ال ُذ ّيُ كانُ‬
‫مُُطُ ُالُبانُ أفغانستان‪ ُ،‬والجميعُُُ ُ‬
‫ُرحُ ُ‬
‫يدعمها‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫بضاعتهاُ وتط ُو ّرتُ واستولتُ علىُُالعاصمةُُكابلُ عندماُ كانُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُُتأسُّستُ وراجتُ‬
‫الث ّانيةُ‬
‫رئيسةُُللوزراءُ فيُ فترتهاُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتوُ‬
‫احلةُُُب ُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫رئيساُ لبرلمانُُباكستان‪ ُ،‬وكانتُ ُ‬
‫جيلانيُ ُ‬
‫يُال ُذ ّيُتل ُّقتهُطالبان‪ُ،‬وإنُ‬
‫سخ ُّ‬
‫يعلمُالجميعُذلكُال ُد ّعمُالباكستان ُيُّال ُّ‬
‫(‪ُ،)1996ُ-93‬و ُ‬
‫حمانُرئيسُجمعي ّةُعلماءُباكستان‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫اهرُفيهُهوُمولاناُفضلُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫كانُصاحبُُال ُد ّورُال ُّ‬
‫ظ‬
‫يُالباكستان ُيُّ‪ُ .‬‬
‫سياس ُّ‬
‫عبينُالأساسي ّينُفيُالمسرحُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫وأحدُاللا ّ‬
‫ُ‬
‫كثيراُعنُأجندةُالر ّئيسُمشرّف‪ُُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ختلفُ‬
‫نُأجندتهُلنُت ُ‬
‫وبإعلانهُهذاُيق ُر ُّرُجيلانيُأ ُّ‬
‫سنواتُالماضية‪ُ،‬‬
‫يُمث ُّل ُهاُمشرّفُخلالُال ُّ‬
‫لةُالت ّ ُ‬
‫انيُللعمُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لنُيكونُسوىُالوجهُالث ّ‬
‫ُ‬ ‫وبالت ّاليُ‬
‫ُ‬
‫اُمنُالت ّناغمُ‬
‫ُ‬ ‫جدُمف ُر ّ‬
‫لأن ّهُوببساطةُشديدةُيخطبُُ ُو ّدُالبيتُالأبيضُبدايةُونهاية‪ُ،‬ولنُي ُ‬
‫ُ‬
‫الكاملُمعُسياسةُواشنطنُفيُالمنطقةُعلىُحسابُمصالحُشعبهُوبلادهُأوّلا‪ُ،‬ومصالحُ‬
‫رجةُالث ّانية‪ُ ُ!!..‬‬
‫ُ‬ ‫عاتُالقوىُالإقليمي ّةُفيُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫وتطل ّ‬
‫ُ‬
‫سُ ُال ُقضُاءُ‬
‫ةُوُلُي ُ‬
‫اع ُد ُ‬
‫انُوالُ ُق ُ‬
‫ط ُق ُةُ ُه ُيُإُطُ ُال ُةُأُ ُم ُدُالُح ُربُُ ُعُلىُطُ ُالُب ُ‬
‫يُالُمُن ُ‬
‫طنُُفُ ُ‬
‫سُياسُ ُةُ ُواشُُن ُ‬
‫ُو ُ‬
‫ُعُليُُه ُما‪ُ !!..‬‬
‫ومنُثم ُّالاستمرارُفيُالإمساكُبخيوطُ‬
‫ُ‬ ‫اُه ُيُُتأُجُيجُُ ُال ُوضُعُُأُكُُثر‪ُ،‬‬
‫يج ُةُ ُال ُع ُمُليُ ُةُطُُب ُع ُ‬
‫والنُُت ُ‬
‫يُالمستم ُر ُّلتحقيقُالمصالحُ‬
‫سياس ُّ‬
‫الل ّعبةُفيُالمنطقة‪ُ،‬والاستفادةُمنُالوجودُالعسكريُُّوال ُّ‬
‫ُ‬
‫فضلاُُعنُ الأهدافُ المتوسُّطةُ‬
‫ُ‬ ‫الأمريكي ّةُُبعيد ُةُُالمدى‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫والأهدافُُالاستراتيُجي ّةُ‬
‫والقصيرة‪ُ .‬‬

‫‪ُ 2008-04-03‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪19‬‬
‫اتُالع ُراق ُ‬
‫ُ‬ ‫كارزيُأُُف ُغ ُانسُُتانُوُكارزاي‬
‫ُ‬
‫معتبرُمنُالأعيادُوالمناسباتُالوطنية‪ُ،‬منُأبرزهاُذكرىُجلاءُ‬
‫أفغانستانُبعددُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تحتفلُُ‬
‫ةُالثالثةُفيُبداياتُ‬
‫القواتُالسوفيتيةُعنُالبلاد‪ُ،‬وذكرىُانتهاءُالحربُالبر يطانيةُالأفغاني ُ‬
‫عترافُُالبر يطانيُ بالاستقلالُ التامُلأفغانستانُ داخليُاُ‬
‫ُ‬ ‫القرنُ العشرينُُحيثُكانُ الا‬
‫وخارجيُا‪ُ..‬وبعدُحلولُ"الزمنُالأمريكي"ُعلىُأفغانستانُورحيلُطالبانُوحكومتهمُ‬
‫احتفلتُأفغانستانُبأولُعيدُوطنيُفيُظلُالفسيفساءُالعسكر يةُوالسُياسيةُالجديدةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪20‬‬
‫نُالحديثُُيدورُهناُعنُاحتفالُُ‬
‫يمُأيضا‪ُ،‬لأ ُّ‬
‫خبرُعاديُُّجداُإلىُح ُّدُالآن‪ُ،‬بلُوقد ُ‬
‫ال ُ‬
‫وُمنُمفارقةُطر يفة‪ُ،‬ور ُب ّماُ‬
‫ُ‬ ‫جرىُقبلُستُُّسنواتُتقريبا‪ُ..‬ل كنُُّذلكُالاحتفالُلمُيخُُل‬
‫يُ‬
‫الر ّئاس ُّ‬
‫القصر ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُدخل ُ‬
‫ُ‬ ‫ئيس ُالأفغان ُيّ ُالجديدُال ُذ ّ‬
‫فيهاُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫سخيفةُفيُنفسُالوقت‪ُ،‬وقعُ ُ‬
‫لأمريكي ّةُ‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬ ‫علىُظهورُال ُد ُّب ّاباتُالبر يطانُي ّةُوا‬
‫فُ‬
‫الاحتفالُُكانُبمناسبةُالاعترافُالبر يطان ُيُّباستقلالُأفغانستانُعامُ‪ُ،1919‬وُي ُع ُر ُ‬
‫ن ُالبر يطانُي ّينُوالأفغانُخاضواُثلاثُحروبُخلالُ‬
‫المتخصُّصونُفيُتاريخُالمنطقةُأ ُّ‬
‫القرنينُالت ّاسعُعشرُوالعشرينُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫هزيمةُُنكراء‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫جيشُُالبر يطان ُيُُّالغازيُُُّفيُ إحدىُ هذهُ الحروبُ إلىُ‬
‫ضُُال ُ‬
‫وقدُُتع ُر ّ ُ‬
‫يطاني ّاُفقطُ‬
‫طبيباُبر ُ‬
‫نُ ُ‬ ‫حيثُأبيدُعنُبكرةُأبيه‪ُ،‬ولمُينجوُمنهُإلاُأفرادُقلائل‪ُ،‬بلُقيلُإ ُّ‬
‫هوُمنُكُتُبتُُلهُالحياة‪ُ،‬ر ُب ّماُليحكيُفصولُُالقصُّةُالكاملةُلبنيُجلدتهُهناكُ‪ُ !!..‬‬
‫سُفيرُ‬
‫كبيراُ وحضرهُ سفراءُ أجانبُُمعتمدونُ فيُ كابلُ بينهمُ ال ّ‬
‫الاحتفالُُُكانُ ُ‬
‫الث ّانيُ فيُ ماُ جرىُ و يجريُ فيُ أفغانستانُ ماُ بعدُ‬
‫اللا ّعبُ ُ‬
‫بلادهُ ُ‬
‫البر يطان ُيُُّال ُذ ّيُُُت ُع ُّدُُ ُ‬
‫أواصرهاُ بينُ رئيسُ الوزراءُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُ انعقدتُ‬
‫الت ّحالفُ والصُّداقةُ ُ‬
‫طالبان‪ ُ،‬وذلكُ بعدُ ُ‬
‫وشُالابنُ‪ُ .‬‬
‫يرُوالر ّئيسُالأمريك ُيُّجُورُجُُُب ُ‬
‫ُ‬ ‫يُبُل‬
‫البر يطان ُيُُّتونُ ُ‬
‫ناسبة ُتقتضيُأنُيشنُّ ُ"فخامته"ُ‬
‫ئيسُحامدُكارُ ُزيُ‪ُ،‬وكانتُالم ُ‬
‫ُ‬ ‫كلمةُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫دور ُ‬
‫وجاءُ ُ ُ‬
‫يفخرُُأمامُ شعبهُ والحاضرينُ‬
‫كلامي ُّةُُشعواءُ علىُ المستعمرُ البر يطان ُيُُّالقديم‪ ُ،‬و ُ‬
‫ُ‬ ‫حرباُ‬
‫ُ‬
‫الت ّيُ تع ُر ّضُ لهاُ الجيشُ البر يطان ُيُُّفيُ أفغانستان‪ُ،‬‬
‫كل ّهُ بالهزائمُ المؤلمةُ ُ‬
‫الأجانبُ والعالُمُ ُ‬
‫يطالبهاُُبالاعتذارُ ولوُ بعدُ هذهُ العقودُ‬
‫الت ّيُ ارتكبتهاُ الق ُو ّاتُُُالغازُي ّةُ و ُ‬
‫وين ُّد ُدُُبالجرائمُ ُ‬
‫طو يلةُ‪ُ .‬‬
‫ال ُّ‬
‫ئيسُكارزيُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫علىُماُيبدو‪ُ،‬فصبُ ُ‬
‫ُّ‬ ‫"صاحبُالفخامة"ُكانتُقصيرةُ‬
‫ُ‬ ‫ذاكرةُ‬
‫ُ‬ ‫ل كنُُّ‬
‫شُعبُ‬
‫سابق‪ُ،‬حيثُتح ّدُثُُعنُبطولاتُال ّ‬
‫سوفيتيُُّال ُّ‬
‫غضبهُعلىُالر ّوسُوالاتُّحادُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫امُ‬
‫جُ‬‫ُ‬
‫وأبدعُفيُذلك‪ُ،‬وصالُُوجالُُوانتهتُ‬
‫وسي ّةُالغازُي ّة‪ُ ُ...‬‬
‫واتُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأفغان ُيُّوجهادهُض ّدُُال ُّق‬
‫ي ُفيُهذاُالعيدُالوطن ُيّ‪ُ ،‬وهيُ"بر يطانياُ‬
‫طرفُالأسُّاس ُّ‬
‫شيئاُعنُال ُّ‬
‫كر ُ ُ‬
‫كلمتهُدونُأنُيذ ُ‬
‫ُ‬
‫سجلُالحافلُفيُاستعمارُكثيرُمنُشعوبُالعالُمُبجميعُقا ُرّاته‪..‬؟؟ ُ‬
‫العظمى"ُصاحبةُال ُّ‬
‫‪21‬‬
‫يةُالأمريكي ّةُالمصطنعة‪ ُ،‬سُارعتُ‬
‫ُ‬ ‫إحدىُالصُّحفُالأفغانُي ّةُالمشاغبة‪ُ،‬فيُج ُو ُّالحرُّ‬
‫منُقناتهُومتسائلة‪ُ:‬هلُيمكنُ ُأنُيكونُ‬
‫ُ‬ ‫غامزة ُ‬
‫ُ‬ ‫عليقُعلىُكلمةُالر ّئيس ُكارزيُ ُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُالت ّ‬
‫ُ‬
‫لاءُُالق ُو ّاتُ‬
‫وليسُعيدُج ُ‬
‫ُ‬ ‫هوُعيدُالاستقلالُعنُبر يطانيا‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫العيدُ‬
‫نُ ُ‬ ‫يُأ ُّ‬
‫ئيسُقدُنُس ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّ‬
‫ُ‬
‫وسي ّةُعنُأفغانستان‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫وهكذاُ"ماُأشبهُالل ّيلةُبالبارحة"‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬
‫ة‪ُ،‬كلمةُرئيسُ‬
‫ُ‬ ‫تكر ّرتُالقصُّ ُةُنفسهاُتقريباُوأناُأتابعُ‪ُ،‬عبرُإحدىُالفضائُي ّاتُالإخبارُي ّ‬
‫ُ‬
‫خراُفيُ‬
‫جوار ُالعراقُال ُذ ّيُانعقدُمؤ ُّ‬
‫خلالُمؤتمر ُدولُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الوزراءُالعراق ُيّ ُنوريُالمال ك ُيّ ُ‬
‫فوقُخمسُسنواتُكاملةُهيُعمرُالاحتلالُ‬
‫ُ‬ ‫أنُيقفزُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُُ‬
‫دولةُال كويت‪ُ،‬فقدُحاولُُ ُ‬
‫وأجنداتُ‬
‫ُ‬ ‫عنيفةُ‬
‫امةُ ُ‬‫ّضُعنهُمنُانفتاحُُكاملُُللبلادُعلىُدوّ ُ‬
‫الأمريك ُيُّللعراق‪ُ،‬وماُتمخ ُ‬
‫شُيع ُيُّ‬
‫ختلفةُُاختلطُ فيهاُ الأمريك ُيُُّبالبر يطان ُيُُّبالإيران ُيُُّبالعرب ُيُُّبال كرديُُُّبالُت ّركمان ُيُُّبال ّ‬
‫م ُ‬
‫يُ ُبالعشائريُُّ‬
‫سياس ُّ‬
‫بالعرقيُّ ُبال ُّ‬
‫طائفيُُّ ُ ُ‬
‫سن ُّيُّ ُبالقاعديُُّ ُبالصدريُُّ ُبالصُّحُ ُوتُيُّ ُبال ُّ‬
‫بال ُّ‬
‫بالمذهب ُيّ‪!!....‬؟ ُ؟ ُ‬
‫علىُأخضرُالعراقُو يابسه‪ُ،‬ل كنُُّ"عباقرة"ُالمحافظينُ‬
‫ُ‬ ‫فوضىُعارمةُلاُنظيرُلهاُأتتُ‬
‫ُ‬ ‫إنّهاُ‬
‫هاُضرورةُلاُبدُّ‬
‫ُ‬ ‫جددُوساسةُالبيتُالأبيضُحاولواُإيهامناُبأ ُّنهاُ"فوضىُخلا ّقة"‪ُ،‬وأ ُّن‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫شعبُالعراق ُيُّودولُالمنطقة‪ُ !!..‬‬
‫منهاُللوصولُإلىُماُهوُأفضلُلل ُّ‬
‫حمراء‪ُ،‬وراحُيرميُحممُغضبهُ‬
‫ُ‬ ‫سوداءُال‬
‫سُي ّدُنوريُالمال ك ُيُّسنواتُُالاحتلالُُال ُّ‬
‫او ُزُال ُّ‬
‫تُج ُ‬
‫ةُحيثُكانُحكمُحزبُالبعثُفيُالعراق‪ُ،‬ومغامراتهُومعاركهُ‬
‫ُ‬ ‫خطهُعلىُالعقودُالماضي ّ‬
‫ُ‬ ‫وس‬
‫شعبُالعراق ُيّ"ُعلىُح ُّدُتعبيرُالمال ك ُيّ‪ُ .‬‬
‫معُجيرانهُو"عسكرتهُلل ُّ‬
‫نُجرائمُحزبُالبعثُلاُتخطئهاُعينُ"نصفُمطّلع"ُعلىُأوضاعُدولناُالعربيُ ّةُ‬
‫نعم‪ُ..‬إ ُّ‬
‫عنُذاكرةُأحدُماُحصلُفيُالعراقُ‬
‫ُ‬ ‫صة‪ُ،‬ولنُيغيبُُ‬
‫ةُوالأنظمةُالث ّور يةُبصفةُخا ُّ‬
‫ُ‬ ‫عا ُمّ‬
‫شمالُ‪ُ .‬‬
‫وال كويتُوماُتع ُر ّضُلهُالأكرادُفيُال ُّ‬
‫نُالقوىُ‬
‫لُمستباحُُال كرامة‪ُ،‬والأدهىُمنُذلكُأ ُّ‬
‫ل كنُُّالوضعُُتغي ّر‪ُ،‬فالعراقُُالآنُمحت ُّ‬
‫امُاليومُهيُالت ّيُوقفُتُوراءهُسنينُطو يلةُوأم ُّدتهُبالمالُوالخبرةُ‬
‫ُ‬ ‫نظام ُص ُّد‬
‫الت ّيُتلعنُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫سلاح‪ُ !!..‬‬
‫وال ُّ‬
‫‪22‬‬
‫حقبةُالبعثي ّةُوبعضُدولُالجوارُالعراق ُيّ ُكانتُال ُد ّاعمُُ‬
‫ُ‬ ‫المال ك ُيّ ُيتح ُّدثُ ُعنُجرائمُال‬
‫امُحسينُفيُحربُالث ّمانيُسنواتُمعُإيران‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫يُلص ُّد‬
‫الر ّئيس ُّ‬
‫ُ‬
‫يعلمُ‬
‫لُ ُ‬ ‫عنُمغامرةُغزوُال كويتُوكونداليزاُرايسُتستمعُُإليه‪ُ،‬والك ُّ‬
‫ُ‬ ‫وتح ُّدثُُالمال ك ُيُّ‬
‫خّلُُ‬
‫ئيسُصدام‪ُ،‬قُبُيلُُغزوهُلل كويت‪ُ،‬أ ّنُهاُلنُتتد ُ‬
‫ُ‬ ‫إدارةُالبيتُالأبيضُأوهمتُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫أ ُّ‬
‫الر ّجلُُوجيوشُهُعلىُاجتياحُأراضيُجيرانه‪..‬؟؟ ُأيُأ ُّنهاُلو ّحتُ ُلهُبالضُّوءُ‬
‫إذاُأقدم ُ ُ‬
‫ُ‬
‫المُبُي ُّة‪ُ !!..‬‬
‫الأخضرُوزيّنتُُلهُنيُّتهُ ُ‬
‫ولأُن ّناُفيُزمنُالمفارقات‪ُ،‬فلاُبأسُأنُنختمُبمفارقةُأخرى‪ُ ..‬‬
‫عُل ُدُنُياُالأخبارُقبلُأشهر ُمنُغزوُالعراق‪ُ،‬لاُبدّ ُ ُأن ّهُلاحظُ ُتكرارُتلكُ‬
‫متتب ّ ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫ك ُّ‬
‫الت ّلفز يونيةُ والصُّحف‪ُُ،‬وخلالُ‬
‫"اللا ّزمةُ الإخبارُي ّة"ُ فيُ كثيرُ منُ تقاريرُ القنواتُ ُ‬
‫ُ‬
‫ياسي ّةُ‪ُ .‬‬
‫س ُ‬ ‫أيُوالت ّحليلاتُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫مقالاتُالر ّ‬
‫ُ‬
‫عنُالبديلُالمتوق ّعُبعدُإسقاطُنظامُص ُّدامُ‬
‫ُ‬ ‫لُحديثُُ‬
‫ُكانتُتلكُاللا ّزمةُُت ُع ُقبُُك ُّ‬
‫كارُ ُزيُُُالعراقُ‬
‫حسين‪ُُُ..‬وكانُ الكاتبُُُأوُ الصُّحفيُُُّعادةُ ماُ يتساءل‪ ُ:‬فمنُ يكونُ ُ‬
‫القادم‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫لُُ ُمُترُُب ُّعاُ ُعُلىُ‬
‫كارُ ُزيُُُ ُواحُدُ ظُ ُّ‬
‫وطُُطُ ُالُبانُُب ُ‬
‫نُ الاُفغُانُُُاكُُت ُفواُ ُمُن ُذُُسُ ُق ُ‬
‫ارُق ُةُُأ ُّ‬
‫ُو ُالُم ُف ُ‬
‫ل‪ُ،‬‬
‫لا ُ‬
‫ايات"‪ُ ُ،‬وُل ُعُبتُُ ُبُهمُُ ُد ُو ُائُرُالاحُُت ُ‬
‫يُال ُع ُراقُُُت ُعدُ ُدُ"الـُ ُكُر ُز ُ‬
‫لاد‪ُ ُ،‬وفُ ُ‬
‫يُالُب ُ‬
‫يُالُحكُُمُفُ ُ‬
‫كُر ُس ُّ‬
‫ُ‬
‫اتُال ُع ُراق‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫اي‬
‫كارُ ُز ُ‬
‫ىُمنُُ ُ‬
‫كارُ ُزيُُأُُف ُغ ُانسُُتانُأُُق ُد ُرُ ُوأُكُ ُفأُُ ُوأُُقوُ ُ‬
‫ُف ُهلُُ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-04-24‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪23‬‬
‫نُ ُم ُوُتاكُُم ُ‬
‫كُرواُمُحاسُ ُ‬
‫أُُذُ‬
‫ُ‬
‫حاكم ُفيُباكستانُضدُالرئيسُالجنرالُ‬
‫ُحملة ُالائتلافُ ُال ُ‬
‫عندماُبدأتُنذرُأوُبشائر ُ‬
‫البيتُالأبيضُغضباُللحليفُالوفيُ‬
‫ُ‬ ‫ُوجهُ‬
‫كُواشنطنُساكناُولمُيحمر ُ‬
‫ُ‬ ‫برويزُمشرف‪ُ،‬لمُتحر‬
‫الذيُأمضىُسنواتُحكمهُفيُخدمةُالمصالحُالأمريكية‪ُ،‬واكتفىُالقومُفيُبلادُ"العمُ‬
‫قصيرُمفادهُأنُالأمرُُبرمتهُشأنُُباكستانيُُداخلي‪ُ .‬‬
‫سام"ُبتصريحُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪24‬‬
‫نُُ‬
‫جاهُماُجرىُفيُباكستانُكانُإشارة ُواض ُحة ُإلىُأ ّ‬
‫ُ‬ ‫الموقف ُالأمريك ُيّ ُ"الحياديُّ"ُ ت‬
‫ُ‬
‫أساسي ّينُفيُالمنطقة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫الر ّئيسُجورجُبوشُقدُتُخل ّتُنهائُي ّاُعنُأحدُحلفائهاُال‬
‫إدارةُ ُ‬
‫ُ‬
‫طرفينُبدأُقو ُي ّاُوعملُي ّاُبعدُأحداثُالحا ُديُعشرُمنُسبتمبرُعامُألفينُ‬
‫حالفُبينُال ُّ‬
‫ت ُ‬
‫وواحد‪ُ .ُ.‬‬
‫أمريكي ُّةُشعواءُعلىُأفغانستانُبدعوىُالقضاءُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُقادتُنحوُحربُُ‬
‫تلكُالأحداثُُ ُ‬
‫أخص‪ُ ُ!!..‬‬
‫علىُطالبانُوالقاعدة‪ُُ،‬وملاحقةُأسامةُبنُلادنُبشكلُُ ّ ُ‬
‫ص ّراعُُُالباكستان ُيُُّالد ّاخل ُيُُُّب ُدتُُُواض ُحةُُوبسيطة‪ُ،‬ونتائُجهاُكانتُ محسومةُُ‬
‫معادلةُُال ُ‬
‫ُ‬
‫نُوالمؤتلفينُ‬
‫ُ‬ ‫حزبينُالمتنافسي‬
‫ُ‬ ‫لُمنُال‬
‫رّفُهوُالعدوُّرقمُواحدُلك ُّ‬
‫ا‪ُ،‬فالر ّئيسُبرويزُمش ُ‬
‫ُ‬ ‫تمام‬
‫ُ‬
‫اريُزوجُ‬
‫آصفُعليُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫شعبُبزعيمهُالفعل ُيُّ‬
‫سلطةُفيُالوقتُذاته‪ُ،‬وهماُحزبُال ُّ‬
‫فيُال ُّ‬
‫وتو‪ُ،‬‬
‫رُعليُب ُ‬
‫ُ‬ ‫عنُوالدهاُالر ّاحلُذو ُالفقا‬
‫ُ‬ ‫وُالت ّيُورثتُالحزبُ ُ‬
‫وت ُ‬ ‫احلةُالقتيلةُبينظيرُب ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّ‬
‫ُ‬
‫ابطةُالإسلامي ّةُ(مسلمُليگ)ُبزعامة ُنوازُشر يفُرئيسُالوزراءُال ُذ ّيُنفاهُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّ‬
‫وحزبُ ُ ُ‬
‫رّفُبعدُالانقلابُالعسكريُّ ُض ُّد ُالحكومةُالمنتخبةُعامُتسعةُوتسعينُمنُ‬
‫الجنرالُمش ُ‬
‫القرنُالماضي‪ُ .‬‬
‫جلي ّاُ‬
‫ن‪ُ،‬وظهرُ ُ‬
‫ُ‬ ‫حزبينُالمتنافسي‬
‫ُ‬ ‫الل ّدودُلل ُر ّجلينُوال‬
‫رّفُهوُالعدوُّ ُ‬
‫إذنُكانُالجنرالُمش ُ‬
‫اُوحيدا‪ُ،‬فبدلتهُالعسكرُي ُّة ُقدُ تُخل ّىُعنهاُقبلُفترةُبعدُأنُكانُ‬
‫ُ‬ ‫اُطريد‬
‫ُ‬ ‫شريد‬
‫هُصار ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُأن ّ‬
‫يرفضُذلكُو يقولُُإ ُّنهاُمثلُجُُل ُدهُتمامُا‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫كانُحصادهمُمراُفيُالانتخاباتُالبرلمانيُ ّةُالأخيرة‪ُ .ُ.‬‬
‫ُّ‬ ‫ياسيونُالمؤي ّدونُلهُ‬
‫ُ‬ ‫وال ُّ‬
‫س‬
‫نفسهُفيُمواجهةُخصومهُالأقو ياءُال ُذ ّينُنكّلُُبهمُخلالُسنواتُ‬
‫وهكذاُوجدُالر ّجلُُ ُ‬
‫ُ‬
‫اُسياسي ّا‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫اُوتشويه‬
‫ُ‬ ‫اُاقتصادي ّ‬
‫ُ‬ ‫وتضييق‬
‫ُ‬ ‫اُوإقامةُجبرُي ُّةُ‬
‫ُ‬ ‫حكمه‪ُ،‬سجنُ ُ‬
‫اُونفي‬
‫أحدُعيوبُخطاباتُوكتاباتُال كثيرينُ‬
‫نُ ُ‬‫إطلاقا‪ُ،‬وأظنُُّأ ُّ‬
‫فسيرُالتآمريُُّ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫لاُأحب ّ ُذُ ُ‬
‫ُ‬
‫وإبرازهاُدائماُعلىُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالأمريكي ّة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫شيءُإلىُالولاياتُالمت ّحد‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫هوُنسبةُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫فيُعالمناُالعرب ُيُّ‬
‫يةُالت ّفاصيلُ‬
‫أعينهاُعنُرؤ ُ‬
‫ولاُتعجز ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُتعرف ُالقضاياُال كبيرة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫أ ُّنهاُالق ُو ّةُالخارقةُالتُ ّ‬
‫الصُّغيرة‪ُ !!..‬‬

‫‪25‬‬
‫اصُُفيُ الحالةُ الباكستانُي ّةُ منُ الحديثُ عنُ دورُُأمريك ُيُُّفيماُ‬
‫ومعُ ذلك‪ُُ..‬لاُ ُمُن ُ‬
‫‪ُ:‬هي ّاُتُحر ّكواُ‬
‫سكوتُأوُالإشارةُبط ُرفُخفيُّ ُ‬
‫لُمنُذلكُوهوُالقبولُأوُال ُّ‬
‫حدث‪ُ،‬أوُأق ُّ‬
‫حت ّىُلوُكانُيوماُ‬
‫هاُ"الن ّجباء"ُفلاُشأنُلناُفيماُيحدثُُبينكمُوبينُ"الجنرالُالُد ّكتاتور"‪ُ ُ،‬‬
‫أ ُّي ُ‬
‫ةُالأمريكي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫هُحليفاُاستراتيُجي ّاُللق ُو ّ‬
‫ُ‬ ‫نفس‬
‫يُوهوُيعلنُُ ُ‬
‫الر ّسم ُّ‬
‫يسكنُُسويداءُالقلبُالأمريك ُيُّ ُ‬
‫فيُحربهاُعلىُأفغانستان‪ُ !!..‬‬
‫رّف‪ُ،‬واستهل كتُ‬
‫ة"ُالر ّئيسُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫ةُصلاحي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُاستنفذتُُواشنطنُ"م ُّد‬
‫ص ُمنهُ‬
‫خل ّ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫من‪ُ،‬فصار ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جاوزهُالز ّ‬
‫ُ‬ ‫سلاحُالقديمُال ُذ ّيُ ت‬
‫حت ّىُأصبحُ ُكال ُّ‬
‫تماماُ‪ُ ُ ،‬‬
‫المسكين ُ ُ‬
‫ُ‬
‫إدارةُالمعركة‪ُ ُ!!..‬‬
‫حكيمُيحسنُُ ُ‬
‫لُعاقلُُ ُ‬
‫وضرورةُلاُيغفلُُعنهاُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫فرضُالوقتُُ‬
‫ُ‬
‫شديدُ لها‪ ُ،‬ورغمُ خطواتهُ "الجريئة"ُ ومنهاُ‬
‫استغنتُُُعنهُ واشنطنُ رغمُ إخلاصهُ ال ُّ‬
‫ةُالعالمي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫إقدامهُعلىُمصافحةُرئيسُالوزراءُالإسرائيل ُيُّأرييلُشارونُعلىُهامشُالق ُمّ‬
‫مسؤولاُإسرائيلياُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫يصافحُ‬
‫ُ‬ ‫للأممُالمت ّحدةُعامُألفينُوخمسة‪ُ،‬فكانُأوّلُُرئيسُباكستان ُيُّ‬
‫ُ‬
‫بعدُأنُأوصلُ‬
‫ُ‬ ‫خاصُفيُباكستان‪ُ،‬‬
‫رّفُللعامُوال ّ ُ‬
‫لقدُانكشفُأمرُُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫ُ‬
‫المعيشة ُوالوضعُ ُالأمن ُيّ ُالمتردّي‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ةُظهرتُعناوينهاُفيُغلاءُ ُ‬
‫ُ‬ ‫البلاد ُإلىُحالةُمأساوُي ّ‬
‫ُ‬
‫مباشرةُبمناطقُالقبائلُ‬
‫ُ‬ ‫لُذلكُتور يطُُالجيشُالباكستان ُيُّفيُصراعاتُُ‬
‫والأخطرُمنُك ُّ‬
‫ُ‬
‫معقوداُعليهُبينُ مختلفُطوائفُ‬
‫ُ‬ ‫ذلكُالإجماع ُال ُذ ّيُكان ُ‬
‫ُ‬ ‫جيش ُ‬
‫خسر ُال ُ‬
‫الباكستانُي ّة‪ ُ،‬ف ُ‬
‫شعبُالباكستان ُيّ‪ُ .‬‬
‫وأطيافُوطبقاتُال ُّ‬
‫بقضي ّةُ‬
‫سُكهُ ُ‬
‫عزتهاُ عبرُ تم ّ‬
‫حقيقي ّةُ لوحدةُ البلاد‪ ُ،‬ورمزُُُ ُّ‬
‫جيشُُهوُُالضُّمانةُ ال ُ‬
‫كانُُال ُ‬
‫منزلةُ‬
‫ن‪ُ،‬وحمايتهُللمشروعُالن ّوويُال ُذ ّيُرفعُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫كشميرُالمتنازعُعليهاُبينُالهندُوباكستا‬
‫باكستانُبينُدولُالعالُم‪ُ .‬‬
‫وكانُعلىُالولاياتُالمت ّحدة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫رّفُإلىُحدودهاُال ُد ّنيا‪ُ،‬‬
‫وهكذاُنزلتُشعبي ُّةُالجنرالُمش ُ‬
‫ُ‬
‫ل ُساعةُ‬
‫منُالر ّجلُبأسرعُماُيمكن‪ُ،‬فك ُّ‬
‫ُ‬ ‫صُ‬
‫الت ّلاعبُ ُبالأزمات‪ُ،‬أنُتتُخل ّ ُ‬
‫الت ّيُ تحسنُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫اُجديداُعلىُالمشروعُالأمريك ُيُّفيُالمنطقةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫عبئ‬
‫لُ ُ‬‫تمث ّ ُ‬
‫لحكمُ ُ‬
‫يُ ا ُ‬
‫إضافي ّةُيقضيهاُعلىُكرس ُّ‬
‫ُ‬
‫القيادي ّة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫وخلفي ّاتُُُالُت ّركيبةُ‬
‫ُ‬ ‫الحزبانُ المؤتلفانُ متقاربانُُبعضُ ال ُش ّيءُ فيُ نمطُُُ‬
‫سابقةُفيُالحكمُمتقاربةُأيضا‪ُ،‬وقدُفشلُ ُكلُ ُمنهماُخلالُفترةُحكمهُفيُ‬
‫وتجربتهماُال ُّ‬
‫‪26‬‬
‫ف ُمن ُوطأةُالفقرُبشكلُملموس‪ُ،‬أو ُمحاربةُ‬
‫عب‪ُ،‬أوُالت ّخفي ُ‬
‫ُ‬ ‫الإتيانُبالمفيدُلعا ُمّةُال ُّ‬
‫ش‬
‫قيادي ّينُكثرُفيُ‬
‫نُ ُ‬ ‫فيُباكستانُيعرف ُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫خاص ُوالعا ُمّ ُ‬
‫الفسادُبشكلُحازم‪ُ،‬بلُإنُّال ّ‬
‫عرضُمنُحينُلآخرُ‬
‫ُ‬ ‫طونُفيُقضاياُالفسادُالت ّيُت‬
‫ُ‬ ‫شعب‪ُ،‬متو ُرّ‬
‫صةُحزبُال ُّ‬
‫الحزبين‪ُ،‬خا ُّ‬
‫أمامُالمحاكم‪ُ .‬‬
‫شعبُالباكستان ُيُّوالمنطقة‪ُ،‬‬
‫حزبينُالمؤتلفينُأيُُّجديدُيمكنُتقديمهُلل ُّ‬
‫ُ‬ ‫ليسُفيُجعبةُال‬
‫ونقاطُ‬
‫ُ‬ ‫حلولاُُسحرُي ُّةُُ ُ‬
‫حت ّىُ لوُ صُ ُدُقاُ فيُ خدمةُ البلادُ والعبادُ هذهُ الم ُر ّة‪ُ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ولاُ يملكانُ‬
‫أنُتنفذُ‬
‫ُ‬ ‫غراتُالت ّيُيمكنُُ‬
‫ُ‬ ‫حكمُكثيرة‪ُ،‬والث ّ‬
‫ُ‬ ‫عفُفيُهياكلهماُالقيادي ّةُوتار يخهماُفيُال‬
‫ُ‬ ‫الضُّ‬
‫متوف ّرةُ بسخاءُ‪ ُ،‬وهكذاُ فحالُ البلدُ بعدُ‬
‫الأمريكي ّةُ عبرهماُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسة‪ ُ،‬أوُ المصلحة‪ُ،‬‬
‫منهاُ ال ُّ‬
‫وشكلي ّاتُ ُتظُ ُه ُرُُعلىُ الوجوهُ‬
‫ُ‬ ‫رّفُ لنُ يتغُي ّر‪ ُ،‬عداُ ماُ سنراهُ منُ مساحيقُ‬
‫رحيلُ مش ُ‬
‫شعبُوخداعهُلبعضُالوقتُ‪ُ .‬‬
‫الجديدةُالقديمةُلاستهواءُال ُّ‬
‫جاءُفيُالحديثُال ُش ّر يف‪"ُ:‬أذكرواُمحاسنُُموتاكمُوك ُّفواُعنُمساويهم"‪ُ .‬‬
‫هُبادرُ‬
‫ُ‬ ‫احل ُ ُأن ّ‬
‫الر ّ ُ‬
‫اُوعسكري ّا‪ُ..‬ومن ُمحاسنُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فُماتُسياسي ّ‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫ن ُالجنرالُمش ُ‬
‫والمرجُح ُأ ُّ‬
‫ّ‬
‫والل ّغطُ‬
‫كثيرُُمنُ الكلامُ ُ‬
‫بالاستقالةُ فأراحُُُواستراحُُُووف ُّرُُعلىُ الباكستانُي ّينُ ال ُ‬
‫حاسنهُأيضاُأن ّهُاستقالُمب ُك ّراُليفتحُُالبابُُعلىُمصراعيهُأمامُ‬
‫ُ‬ ‫لُمنُم‬
‫والاحتقان‪ُ..‬ولع ُّ‬
‫شعبُ‪ُ .‬‬
‫حزبينُالمؤتلفين‪ُ،‬بلُوبينُرجالُحزبُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫الت ّنافسُُبينُال‬
‫عودةُ ُ‬
‫ُ‬
‫يُت ُغُن ّىُ‬
‫اق ُةُ ُال ّتُ ُ‬
‫ودُ ُالُبُر ّ ُ‬
‫الز ُّائ ُف ُةُ ُو ُال ُو ُع ُ‬
‫اراتُُ ُ‬
‫شُ ُع ُ‬
‫يرُ ُمنُُال ّ‬
‫طاءُُ ُعنُُكُُث ُ‬
‫فُ ُال ُغ ُ‬
‫يج ُةُ ُه ُيُكُشُ ُ‬
‫الن ُّت ُ‬
‫ُو ُ‬
‫اداتُُ‬
‫ةُب ُعض ُُقُي ُ‬
‫ير ُة‪ُ ،‬وُ ُمنُ ُثم ُُت ُعرُُي ُ‬
‫انُي ُّة ُالُأُخُ ُ‬
‫اباتُ ُ ُالُبُرُلُم ُ‬
‫الانتُخ ُ‬
‫لالُ ُ ُ‬
‫ن ُخُ ُ‬
‫جالُ ُالُحزُبُي ُ‬
‫اُر ُ‬
‫ُبُه ُ‬
‫س ُاب ُقةُُ‬
‫اتُهمُُال ُّ‬
‫رُّف ُ‬
‫صُ‬‫‪ُ،‬وأُ ُعُم ُالُهمُُ ُوُت ُ‬
‫ار ُ‬
‫لاُئ ُك ُةُالُأُطُ ُه ُ‬
‫كالُُ ُالُم ُ‬
‫واُبأُشُ ُ‬
‫أ‪ُ،‬ف ُقدُُظُ ُه ُر ُ‬
‫امُ ُالُمُل ُ‬
‫الُحزُبُينُأُ ُم ُ‬
‫رار‪ُ .‬‬
‫ينُالا ُش ُ‬
‫اط ُ‬
‫شُُي ُ‬
‫تُج ُعُل ُهمُُأُُق ُربُُإُُلىُال ّ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-08-21‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪27‬‬
‫ُ‬
‫جا ُء ُ‬
‫الع ُر ُ‬
‫اطيُ ُةُ ُ‬
‫الد ُيمقُ ُر ُ‬
‫ُ‬
‫ختمت ُ"مناوشة" ُالأسبوعُالماضيُ ُبذكرُ"محاسن"ُالرئيسُالباكستانيُالجنرالُبرويزُ‬
‫حاسنُاستقالُتهُالمبكرةُالتيُ‬
‫ُ‬ ‫اُوعسكريا‪ُ..‬وقلتُإنُمنُبينُتلكُالم‬
‫ُ‬ ‫احلُسياسي‬
‫ُ‬ ‫مشرف‪ُ،‬الر‬
‫المؤتلفين‪( ُ،‬الرابطةُ‬
‫ُ‬ ‫ستفتحُُُالبابُُُعلىُ مصراعيهُ أمامُ عودةُ التنافسُُُبينُ الحزبينُ‬
‫عنُكثيرُ‬
‫ُ‬ ‫هيُكشفُالغطاءُُ‬
‫ُ‬ ‫تيجةُ‬
‫الإسلاميةُجناحُنوازُشر يف‪ُ،‬وحزبُالشعب)ُوالن ُ‬
‫يُت ُغنىُبهاُرجالُ ُالحزبينُخلالُالانتخاباتُ‬
‫اقة ُالت ُ‬
‫والوعود ُالبر ُ‬
‫ُ‬ ‫ائفة ُ‬
‫منُالشعاراتُ ُالز ُ‬
‫البرلمانيةُالأخيرة‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪28‬‬
‫فعلا ُحيثُطُ ُفتُالخلافاتُ ُبينُالحزبينُإلىُسطحُ بحرُ‬
‫ذلكُالأمرُالمتوق ّعُ ُحدثُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫رّفُ‬
‫جدا‪ُ،‬بلُفيُاليومُالأوّلُلرحيلُُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫سياسةُالباكستان ُيُّبشكلُُسر يعُُ ُّ‬
‫ال ُّ‬
‫تتزايدُيوماُ‬
‫يُفيُالعاصمةُإسلامُآباد‪ُ،‬ثم ُّراحتُالخلافاتُُ ُ‬
‫اُالقصرُالر ّئاس ُّ‬
‫ُ‬ ‫ومغادرتهُنهائُي ّ‬
‫كثيرُمنُالث ّاراتُالقديمةُخلالُفتراتُحكمهماُالماضيةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫بعدُيوم‪ُ،‬فبينُرجالُالحزبينُال‬
‫شقيقةُ‬
‫ُ‬ ‫باكستانُدولة ُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫صةُأ ُّ‬
‫ذلكُلمُأكنُأتمن ّاهُبطبيعةُالحال‪ُ،‬خا ُّ‬
‫ُ‬ ‫عندماُتوق ّعتُ ُ‬
‫ُ‬
‫الث ّقلُ الواضحُ فيُ ك ُّفةُ العلاقاتُ‬
‫لبلادنا‪ ُ،‬وماُ يجمعناُ بهاُ أكثرُ مماُ يف ُر ّقناُ بكثير‪ ُ،‬رغمُ ُ‬
‫واقتصادي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫سياسي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫الهندي ّةُ علىُ حسابُ العلاقاتُ معُ باكستان‪ ُ،‬لأسبابُ‬
‫الجزائرُي ّةُ ُ‬
‫وغيرها‪ُ !ُ!..‬‬
‫والن ّتائجُ‬
‫شقيقةُ شيء‪ُ ُ،‬‬
‫نتمن ّاهُ لبلادناُ والبلدانُ ال ُّ‬
‫نُُماُ ُ‬
‫الت ّيُ يدركُهاُ الجميعُُُأ ُّ‬
‫حقيقةُُ ُ‬
‫وال ُ‬
‫ماتُومعطياتُواقعي ّةُشيءُآخر‪ُ،‬فلاُمف ُر ُّمنُالقبولُبذلكُ‬
‫ُ‬ ‫المتوق ّعةُالمبنيةُعلىُمق ُّد‬
‫ُ‬
‫نُُقوانينُال كونُوسننُالحياةُتسري ُعلىُالجميع‪ُ،‬ولنُ‬
‫اُوألما‪ُ،‬لأ ّ‬
‫ناُحزن ُ‬
‫ُ‬ ‫ىُلوُملأُ ُقلوب‬
‫ُ‬ ‫حت ّ‬
‫ُ‬
‫ّةُطي ّبةُأوُآمالُمرج ُو ّةُهناُأوُهناك‪ُ .‬‬
‫فُمراعاةُلني ُ‬
‫تتوق ّ ُ‬
‫خُرُأوُ ُ‬
‫تتأ ُّ‬
‫فُلمُتحملُشيئاُذاُبالُُ‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫ة"ُالت ّيُسبقتُانقلابُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫يمقراطي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫سنواتُ"ال ُد ّ‬
‫غييرُُالمطلوبُُُفيُ مجر ياتُحياتهُ وأسبابُ معيشتهُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫شعبُ الباكستان ُيّ‪ُُ،‬ولمُ تحدثُ ُ‬
‫لل ُّ‬
‫يمقراطي ّةُالعرجاءُ‬
‫ُ‬ ‫اليومي ّةُوآفاقُمستقبلهُالقريبُوالبعيد‪ُ ،‬بلُزادتُسنواتُ ُتلكُال ُد ّ‬
‫ُ‬
‫منُالأنفاقُالمظلمةُالت ّيُمهدتُ‬
‫ُ‬ ‫اُعلىُسوء‪ُ،‬وأدخلتُالبلاد ُفيُعدد ُ‬
‫ُ‬ ‫الن ّاسُ ُسوءُ‬
‫حياة ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ياسي ّةُمنُجديد‪ُ !ُ!..‬‬
‫س ُ‬ ‫لعودةُالعسكرُإلىُالواجهةُال ُّ‬
‫يمقراطيةُبعدُرحيلُالر ّئيسُالجنرالُضياءُالحقُُّال ُذ ّيُقتلُفيُحادثُ‬
‫ُ‬ ‫بدأتُتلكُال ُد ّ‬
‫وُمنُالمنفىُوتقودُ‬
‫ُ‬ ‫وت‬
‫بينظيرُب ُ‬
‫ُ‬ ‫انينُمنُالقرنُالماضي‪ُ،‬لتعودُ‬
‫ُ‬ ‫طائرةُمثيرُللجدلُعامُثمانيةُوثم‬
‫و‪ُ،‬وتفوز ُفيُالانتخاباتُ‬
‫ُ‬ ‫وت‬
‫احلُذوُالفقارُعليُب ُ‬
‫ُ‬ ‫سهُوالدهاُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫شعبُال ُذ ّيُأسُّ‬
‫حزبُال ُّ‬
‫لدولةُ‬
‫لُامرأةُحاكمة ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ي ُرئاسةُالوزراءُلتكون ُبذلكُأ ُوّ‬
‫وتعتلي ُكرس ُّ‬
‫ُ‬ ‫بأغلبي ّةُغيرُمريحة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫مصرُلع ُّدةُأشهرُأ ُي ّامُدولةُالمماليك‪ُ .‬‬ ‫مسلمةُبعدُالمل كةُ"شجرةُال ُد ّر ُ‬
‫ّ"ُالت ّيُحكمتُُ ُ‬ ‫ُ‬

‫‪29‬‬
‫رئاسةُ‬
‫ُ‬ ‫ليتول ّىُ نوازُ شر يفُ‬
‫حكومةُُبينظيرُ بوتو‪ُ ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫وبعدُ عامُُُونصفُُُتقريباُ سقطتُ‬
‫فازُفيهاُعبرُتحالفُمعُأحزابُأخرى‪ُ،‬وبعدُقرابةُثلاثُسنواتُ‬
‫الوزراءُفيُانتخاباتُُ ُ‬
‫ىُرئاسةُالوزراءُ‬
‫ُ‬ ‫ةُوتتول ّ‬
‫ُ‬ ‫خاباتُالموالي ّ‬
‫ُ‬ ‫وتو)ُفيُالانت‬
‫(بينظيرُب ُ‬
‫ُ‬ ‫جل‪ُ،‬لتفوزُالمرأةُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّ‬
‫تُإقالةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُتم ّ‬
‫لُمنُثلاثُسنوات‪ُ،‬‬
‫ةُالث ّانية‪ُ،‬ل كُنّهاُلمُتعمّرُفيهاُطو يلا‪ُ،‬فقدُجرتُإقالتهاُبعدُأق ُّ‬
‫للم ُر ّ ُ‬
‫الر ّجلُ ُ(نوازُشر يف)ُفيُفترةُثانُي ّةُقضىُفيهاُ‬
‫خاباتُمشابهةُمواليةُأيضاُصعد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وفيُانت‬
‫رّفُفيُأكتوبرُعامُ‬
‫يُالحكمُليطيحُبهُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫قرابةُالث ّلاثُسنواتُعلىُكرس ُّ‬
‫ُ‬
‫تسعةُوتسعينُمنُالقرنُالماضي‪ُ !!..‬‬
‫الر ّابطةُجناحُ‬
‫ي"ُعلىُرئاسةُالوزراءُفيُباكستانُ(بينُحزبيُُ ُ‬
‫سلم ُّ‬
‫"الت ّداولُال ُّ‬
‫سنواتُُ ُ‬
‫اري)ُ‬
‫وُومساعدةُزوجهاُآصفُعليُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫وت‬
‫عبُبزعامةُبينظيرُب ُ‬
‫ُ‬ ‫نوازُشر يف‪ُ،‬وحزبُال ُّ‬
‫ش‬
‫أقربُإلىُالحربُ‬
‫ُ‬ ‫ياسي ُّةُ‬
‫س ُ‬ ‫حياةُال ُّ‬
‫حزبينُالمتنافسينُأصلاُ‪ُ،‬وكانتُال ُ‬
‫ُ‬ ‫عم ّقتُال ُش ّرخُُبينُال‬
‫الآخرُ‬
‫ّسُ ُ‬ ‫سلطةُيكر ُ‬
‫الن ّظيفُالبريء‪ُ،‬فعندماُيصلُُحزبُُإلىُال ُّ‬
‫يُ ُ‬‫سياس ُّ‬
‫منهاُإلىُالُن ّزالُال ُّ‬
‫ّاتُأمامه‪ُ،‬ومنُثم ُّ‬
‫ُ‬ ‫شارعُلإحراجه‪ُ،‬ووضعُالعراقيلُوالمطب‬
‫لُإمكانياتهُفيُالبرلمانُوال ُّ‬
‫ك ُّ‬
‫إسقاطُحكومتهُأوُالمساهمةُفيُذلكُعلىُالأقل‪ُ !!..‬‬
‫كانُفيُباكستانُمنُالمائةُوست ّينُمليونُنسمة‪ُ،‬و يعانيُ‬
‫ُ‬ ‫العدد ُالإجماليُلل ُّ‬
‫س‬ ‫يقترب ُ ُ‬
‫ُ‬
‫هذاُالعددُالهائلُمنُمشاكلُاقتصادية‪ُ .‬‬
‫حتُمستوىُالفقر‪ُ،‬تزدادُسنةُبعدُأخرى‪ُ ُ!!.ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫سبُالفقر‪ُ،‬وماُت‬
‫فُن ُ‬
‫فمعُالهندُعداوةُشبهُدائمةُتصلُإلىُحالاتُ‬
‫ُ‬ ‫جوارُتتأرجح‪ُ:‬‬
‫ُ‬ ‫ياسي ُّةُمعُدولُال‬
‫س ُ‬ ‫حالةُال ُّ‬
‫وال ُ‬
‫الاستنفار ُالعسكريُّ ُعلىُالحدودُفيُبعضُالأحيان‪ُ،‬ومعُأفغانستانُكر ُّوفر ُّوتبادلُ‬
‫ومصالحُ‬
‫ُ‬ ‫هامات‪ُ،‬ومعُإيرانُبرودةُعلاقاتُمت ّصلةُيتح ُكّمُفيهاُتداخلُُعرق ُيُّ‬
‫ُ‬ ‫متواصلُللا ُّت‬
‫الأمريكي ّةُوتلعبُُكماُتشاءُوكيفُتشاءُوبماُ‬
‫ُ‬ ‫المصالحُ‬
‫ُ‬ ‫قوىُدولي ّة‪ُ،‬وبينُهذاُوذاكُتمرحُُ‬
‫ُ‬
‫تشاءُمنُمق ُّدراتُالبلدُوطاقاته‪ُ !!..‬‬

‫‪30‬‬
‫راءُوخدمة ُللبلادُوالعباد‪ُ،‬ل كنُُّ‬
‫ُ‬ ‫للت ّن ُو ّعُوالُث ّ‬
‫‪ُ،‬وأساس ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ي ُمشروع‬
‫سياس ُّ‬
‫الاختلاف ُال ُّ‬
‫ُ‬
‫فن ّنُفيُ‬
‫فُوالإفراطُوالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫بالت ّط ُر ّ‬
‫باكستانُودولُأخرىُكثيرةُمشابهةُلاُتسمحُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أوضاعُ‬
‫ُ‬
‫نزواتُ‬
‫ُ‬ ‫وليد ُ‬
‫خلاف ُ ُ‬
‫خلافُحت ّىُلوُكانُلأجلُالمصلحةُالعا ُمّة‪ُ،‬فكيفُإذاُكانُال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ش ُ‬
‫خصي ُّةُأوُحزبُي ُّةُفيُأحسنُالأحوال‪..‬؟؟ ُ‬
‫حيثُتتناحرُ‬
‫ُ‬ ‫بشكلُأوُبآخرُفيُبلدانُعالمناُالث ّالث‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫يتكر ُّر ُ‬
‫الن ّموذجُ ُالباكستان ُيّ ُ ُ‬
‫نُ ُ‬‫إ ُّ‬
‫ساسةُ يحتاجُفيها ُالبلدُإلىُ‬
‫وتُه ُد ُر ُالمالُ ُوالوقتُ ُوهيُفيُمراحلُح ُّ‬
‫ختلف ُ ُ‬
‫الأحزابُ ُوت ُ‬
‫الات ّفاقُ‬
‫ن ُنقاطُ ُ ُ‬
‫إطلاقاُلأيُّ ُ"فجورُفيُالخصومة"ُلأ ُّ‬
‫تكاتفُجهودُالجميع‪ُ،‬ولاُمبُر ّ ُر ُ ُ‬
‫لماُوجدتُوقتاُللخلافاتُ‬
‫ُ‬ ‫كثيرة ُفيُمثلُظروفُبلداننا‪ُ،‬ولوُانشغلتُبهاُالأحزابُ ُ‬
‫ُ‬
‫طحي ّةُعلىُح ُّدُسواء‪ُ .‬‬
‫س ُ‬ ‫العميقةُوال ُّ‬
‫ةُالت ّيُتعيشهاُدولنا‪ُ..‬‬
‫معُالوضعي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ل ُشيءُلاُيتناسبُ ُ‬
‫سلب ُيّ ُحولُك ُّ‬
‫الاختلاف ُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫إ ُّ‬
‫تُفيُمكانهاُتكر ّرُُ‬
‫ُ‬ ‫وعُمنُالاختلافُظل ّ‬
‫ُ‬ ‫منُأحزابُبلدانناُهذاُالن ّ‬
‫ُ‬ ‫اُأدمنتُكثيرُ‬
‫ُ‬ ‫وعندم‬
‫ياتُالت ّخلفُ"المكتسبة"‪ُ،‬وتعملُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّجاربُُالبائسة‪ُ،‬وتحافظُُعلىُمستو‬
‫الفشلُ‪ُ،‬وتنسخُُ ُ‬
‫جاهدة‪ُ،‬بوعيُأوُدونُوعي‪ُ،‬لتحقيقُمشار يعُوأجندات ُغيرهاُلقاءُماُ تحصلُ ُعليهُ‬
‫ُ‬
‫خصي ّةُوالحزبُي ّةُالضُّي ّقة‪ُ !!..‬‬
‫ش ُ‬ ‫منُتق ُّدمُفيُأجنداتهاُال ُّ‬
‫ابُهة‪ُ .‬‬
‫شُ‬ ‫ىُم ُ‬
‫انُو ُد ُولُُأُخُُر ُ‬
‫اُباكُسُُت ُ‬
‫اُوُتُش ُه ُد ُه ُ‬
‫يُش ُه ُدتُُه ُ‬
‫جاءُ ُال ّتُ ُ‬
‫ةُال ُع ُر ُ‬
‫اطيُ ُ‬
‫اُالد ُيمقُ ُر ُ‬
‫إُنُُه ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-08-28‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪31‬‬
‫ثُ‬
‫ارُالثُ ُال ُ‬
‫ادُوالُخُي ُ‬
‫كُر ُ‬
‫اةُالأُ ُ‬
‫ُمأُسُ ُ‬
‫ُ‬
‫ركي ُلإعادةُالعملُبماُيشبهُ‬
‫قيادة ُالجيشُالت ُ‬
‫تقوم ُبها ُ ُ‬
‫حثيثة ُعلني ُة ُوخفي ُة ُ ُ‬
‫محاولاتُ ُ ُ‬
‫جيشُ‬
‫حالةُالطوارئُفيُمناطقُالأكرادُبشرقيُتركيا‪ُ،‬ذلكُ"الحق"ُالذُيُكانُيتمتعُُبهُال ُ‬
‫العدالةُوالتنميةُالحاكمُضمن ُمساعيهُلتضييقُ‬
‫ُ‬ ‫يُأقدم ُعليهاُحزبُ ُ‬
‫ُ‬ ‫قبلُالإصلاحاتُالت‬
‫‪ُ،‬ومنُثمُالتقدمُفيُمفاوضاتُالانضمامُإلىُذلكُ‬
‫ُ‬ ‫الهوةُبينُتركياُوالاتحادُالأوروبي‬
‫"الكيانُالساحر"‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪32‬‬
‫حزب ُالع ُمّالُال كردستان ُيُّ‬
‫ُ‬ ‫ُوفر ُّمنذُبدأُ‬
‫كر ّ ُ‬
‫اُلعبة ُ ُ‬
‫تُدائم ُ‬
‫ُ‬ ‫فيُتركياُظل ّ‬
‫ُ‬ ‫كردي ُّة ُ‬
‫القضي ُّة ُال ُ‬
‫ُ‬
‫سلمي ُّةُ‬
‫سياسي ُّةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بصورةُ‬
‫ُ‬ ‫مسل ّحُُعامُ‪ُ،1984‬بعدُأنُانطلقُُ‬
‫عبيرُعنُآرائهُومطالبهُبشكلُُ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫طلابُال كردستانُي ّينُاليسارُي ّينُفيُتركيا‪ُ،‬اختارواُعبدُ‬
‫عامُ‪ُ1978‬علىُيدُمجموعةُمنُال ُّ‬
‫لُهذاُال ُد ّورُ‬
‫لهُلاحقاُأنُيلعبُُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫الل ّهُأوجلانُرئيسُاُلذلكُالحزبُالوليد‪ُ،‬ال ُذ ّيُكُتبُُ‬
‫يُوال ُد ّول ُيّ‪ُ .‬‬
‫نشهدهُاليوم‪ُ،‬ويثيرُهذاُالحجمُال كبيرُمنُالجدلُوالاهتمامُالإقليم ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال ُذ ّيُ‬
‫فيُالميدانُ‬
‫ُ‬ ‫كانتُفظيعةُفيُأكثرُفصولهاُومراحلها‪ُ،‬فقدُترجمتُُ‬
‫ُ‬ ‫لعبةُال كر ُّوالفر ُّهذهُ‬
‫ُ‬
‫طرفينُ‬
‫عددُُضحاياهاُ عشراتُ الآلافُ منُ ال ُّ‬
‫ومعاركُُشبهُ متواصلةُ بلغُ ُ‬
‫ُ‬ ‫قتلاُُحقيقي ّاُُ‬
‫ُ‬
‫خلالُعقدينُونصفُمنُالز ّمن‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫ظل ّتُتركياُ تلاحقُُُحزبُُ‬
‫جماُمنُالعسكرُي ّة‪ُ،‬فقدُ ُ‬
‫لُُح ُ‬
‫ياسي ّةُلمُ تكنُأق ُّ‬
‫س ُ‬ ‫كةُُال ُّ‬
‫والمعر ُ‬
‫بعضهاُبإيواءُالمقاتلينُالأكرادُأوُ‬
‫همُ ُ‬
‫جوارُالت ّيُتُتّ ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسي ّاُعبرُالضُّغطُعلىُدولُال‬
‫ُ‬ ‫الع ُمّالُ‬
‫جتهدُهيُأيضاُكيُلاُ‬
‫ولُ"ذاتُالاهتمامُالمشترك"ُال ّتُيُت ُ‬
‫ُ‬ ‫دعمهم‪ُ،‬وعبرُالت ّنسيقُمعُال ُد ّ‬
‫ُ‬
‫حمراءُالت ّيُرسمتُلهم‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأكرادُالخطوطُُال‬
‫ُ‬ ‫جاوزُ‬
‫يت ُ‬
‫لمُتكنُبريئةُفيُجميعُ‬
‫ُ‬ ‫لعبةُال كر ُّوالفر ُّبينُالجيشُالُت ّرك ُيُّوحزبُالعمالُال كردستان ُيُّ‬
‫ُ‬
‫مراحلهاُوتفاصيلها‪ُ،‬فهي‪ُ،‬حسبُبعضُالخبراء‪ُ،‬شكلُمنُأشكالُالحربُالباردةُبينُ‬
‫يرىُأن ّهُُالحاميُ‬
‫ُ‬ ‫الأخيرُُكان‪ُ،‬ولاُ يزالُ‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الحكوماتُ المنتخبةُ والجيشُالُت ّرك ُيّ‪ ُ..‬فهذاُ‬
‫والمحاميُ الأوّلُ للعلمانُي ّةُ فيُ البلاد‪ ُ،‬والوارثُ ال ُش ّرع ُيُُّور ُب ّماُ الوحيدُ ل كمالُ أتاتوركُ‬
‫حالي ّة‪ُ،‬‬
‫صةُ الحكومةُ ال ُ‬
‫مؤسُّسُ تركياُ الحديثة‪ ُ،‬بينماُ حاولتُ الحكوماتُُُالُت ّركية‪ ُ،‬خا ُّ‬
‫جيش ُضمن ُمؤسُّساتُ‬
‫ص ُمنُقبضةُالجيشُوالانتقالُإلىُمرحلةُيكونُفيهاُال ُ‬
‫خل ّ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫جيشُفيهاُيمتلكُ"دولة"ُ‪ُ .‬‬
‫ُّصفحةُالماضيُالت ّيُكانُال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال ُد ّولة‪ُ،‬ومنُثم ُّطي‬
‫نموذجاُ‬
‫ُ‬ ‫شعبُال كرديُُّ‬
‫لُقصُّ ُةُال ُّ‬
‫يُالحال ُيُّفيُتركيا‪ُ،‬تظ ُّ‬
‫سياس ُّ‬
‫الن ّظرُعنُالمشهدُال ُّ‬
‫وبغضُ ُ‬
‫ُّ‬
‫بعدُذلك‪ُ،‬ب ُعُلُمُأوُجهل‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫حاكمةُ‬
‫ّتهاُالأنظمةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫هاُالاستعمارُالغرب ُيُّوغذ‬
‫ُ‬ ‫للمآسيُالت ّيُخل ُّف‬
‫ُ‬
‫الت ّاريخُ والجغرافيا‪ُ،‬‬
‫والقفزُُفوقُ حقائقُ ُ‬
‫ُ‬ ‫عندماُ اختارتُُُدائماُ الهروبُُُإلىُ الأمامُ‬

‫‪33‬‬
‫وحديثا‪ ُ،‬وماُ فطرتُُُعليهُ‬
‫ُ‬ ‫قديماُ‬
‫ومسل ّماتُ علمُ الاجتماعُ وماُ تعارفتُُُعليهُ البشرُي ّةُ ُ‬
‫ُ‬
‫شعوبُُمنُتعل ّقُُبلغاتها‪ُ،‬واحترامُلتقاليدهاُواستماتةُفيُالدُّفاعُعنُمق ُو ّماتُوجودها‪ُ ُ.‬‬
‫ال ُّ‬
‫همُكُر ُدُ‬
‫شعبُيصرّونُعلىُأ ُّن ُ‬
‫الأكرادُشعبُُكسائرُشعوبُالمنطقة‪ُ،‬وأبناءُهذاُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫إ ُّ‬
‫ونُكُر ُداُما ُدامواُعلىُوجهُهذهُالأرض‪ُ،‬وماُقامتُبهُتركياُمثلاُ‬
‫يظل ّ ُ‬
‫أبناءُكُرد‪ُ ،‬وس ُ‬
‫ُ‬
‫عندماُسم ّتهمُ"أتراكُالجبال"ُلمُيرضهمُولنُيرضهمُبأيُّ ُحالُمنُالأحوال‪ُ،‬وسوفُ‬
‫حت ّىُلوُأطلقتُعليهمُتركياُلقبُ"تاجُ‬
‫يستبسلونُأكثرُفيُال ُد ّفاعُعنُأصلهمُال كرديُّ‪ُ ُ،‬‬
‫الأتراك"ُأوُ"سادةُالأتراك"‪ُ !!..‬‬
‫ركي ُّة ُمنذُعهدُالمؤسُّسُ كمالُأتاتوركُعلىُإقامةُدولةُمدنُي ّةُ‬
‫خبة ُالُت ّ ُ‬
‫لقدُراهنتُالُن ّ ُ‬
‫ا‪ُ،‬فأحدُمق ُو ّماتُال ُد ّولةُ‬
‫ُ‬ ‫اُأوُعمد‬
‫ُ‬ ‫سهو‬
‫طر يقُُ ُ‬
‫هاُظل ّتُال ُّ‬
‫حديثةُبالمقاييسُالأوربُي ّة‪ُُ،‬ل كُنّ ُ‬
‫ةُوالعرقي ّة‪ُ،‬بماُفيهاُالحفاظُُعلىُ‬
‫ُ‬ ‫عبُالديني ّ‬
‫ُ‬ ‫المدنُي ّةُهوُالاحترامُالكاملُلجميعُمك ُو ّناتُال ُّ‬
‫ش‬
‫هُتماماُفيُ‬
‫ُ‬ ‫عكس‬
‫طورُوالنمّ ُو ُّأمامها‪ُ ،‬وهوُالأمرُ ُال ُذ ّيُحدثُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جالاتُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫الل ّغاتُوفسح ُم‬
‫ُ‬
‫إصدارُقانونُ‬
‫ُ‬ ‫حاف ُعام ُ‪ُ 1982‬إلىُح ُّد ُ‬
‫ركي ّةُالحديثة"ُعندماُوصلُُالاج ُ‬
‫"الجمهورُي ّةُالُت ّ ُ‬
‫كردي ّة‪ُ،‬وفيُالمقابلُسعتُتركياُفيُسنواتُسابقة‪ُ،‬ور ُب ّماُالآنُ‬
‫بالل ّغةُال ُ‬
‫حظر ُالحديثُ ُ ُ‬
‫ي ُ‬
‫ةُالت ّيُتربطُُأتراكُآسياُالوسطىُبأتراكُالأناضول‪ُ،‬ومنُ‬
‫طورانُي ّ ُ‬
‫الر ّابطةُال ُّ‬
‫أيضا‪ُ،‬إلىُإحياءُ ُ‬
‫وثقافي ّاُ‬
‫ُ‬ ‫ودبلوماسي ّاُ‬
‫ُ‬ ‫سياسي ّاُ‬
‫ُ‬ ‫إقامةُُ"عالُمُ ترك ُيّ"ُ ودعمتُ ذلكُ المسعىُ‬
‫ُ‬ ‫ثم ُُّحاولتُ‬
‫ُ‬
‫واقتصادي ّا‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫ةُأوُثقافي ّةُجديدة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫كتُتركياُذلكُالمسلكُولمُتأتُفيُذلكُببدعةُسياسي ّ‬
‫ُ‬ ‫لقدُسل‬
‫اتُوالر ّوابطُ‬
‫ُ‬ ‫ختلفُالمرجعي ّ‬
‫ُ‬ ‫كت ّل‪ُ ،‬وبم‬
‫لُتلوُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫كت ّ‬
‫عنُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ضُ‬
‫ل ُدائماُيتمخّ ُ‬
‫ُف ُرحمُالعالُمُظ ُّ‬
‫شأن‪ُ،‬فقدُ‬
‫ستنكر ُفيُهذاُال ُّ‬
‫والمصالح‪ُ..‬ل كنُّ ُمنطقُ ُ"حرامُعليكمُحلالُلنا"ُهوُال ُذ ّيُي ُ‬
‫شعبهمُ‬
‫الأكراد ُمنذُزمنُطو يلُ ُيحلمونُبوطنُ ُقوم ُيّ ُيجمعُ ُشملُ ُشتاتهم‪ُ،‬و يوح ُّد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫ظ ُّ‬
‫جهودُالت ّيُتدعوُ‬
‫ُ‬ ‫جومياُفيُجميعُال‬
‫تُتركياُفيُالمقابلُلاعباُ ه ُ‬
‫ُ‬ ‫ل‪ُ،‬وظل ّ‬
‫ُ‬ ‫المقس ّم ُبينُع ُّدة ُدو‬

‫‪34‬‬
‫حربُالعالمي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫حدودُالت ّيُرسمتُبأيادُاستعمارُي ُّةُبعدُال‬
‫ُ‬ ‫جمودُالمطلقُوالت ّسمّرُعندُال‬
‫ُ‬ ‫إلىُال‬
‫الأولى‪ُ ُ!!..‬‬
‫الأكرادُُمنُ حقُُُّتقريرُ المصيرُ بعدُ سقوطُ الخلافةُ العثمانُي ّةُ منُ خلالُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُ حر ُمُُ‬
‫كردي ُّةُ‬
‫القومي ُّةُُال ُ‬
‫المعاهدةُُالحقوقُُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫معاهدةُ "لوزان"ُ عامُُ‪ُُ،1923‬حيثُُتجاهلتُُُتلكُ‬
‫كردي ّة‪ُ،‬‬
‫معاهدة ُ"سايكسُبيكو"ُقبلُذلكُفيُتشتيتُشملُالمناطقُال ُ‬
‫ُ‬ ‫تماما‪ُ،‬وساهمتُ ُ‬
‫ُ‬
‫علىُحسابُتطل ّعاتُُ‬
‫ُ‬ ‫تانُالفرنسي ّةُوالبر يطانُي ّةُالمشرقُالعربيُُّ‬
‫ُ‬ ‫عندماُتقاسمتُالإمبراطور ُي ّ‬
‫رُوالاستقلالُالت ّام‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫وآمالُُشعوبُالمنطقةُفيُا ُلت ّح ُر ّ‬
‫ليجدُُعقلاءُُُالعربُُ‬
‫اعاُ علىُ تلكُ الأحداثُ والمعاهدات‪ُ ُُ،‬‬
‫والُُُتُب ُ‬
‫ط ُ‬ ‫سنواتُُُال ُّ‬
‫وتمر ُُّال ُّ‬
‫ُ‬
‫ّقواُجي ّداُ‬
‫ُ‬ ‫أنفسهمُشركاءُفيُهذاُ"الإرثُالاستعماريُّ"‪ُ،‬و يحد‬
‫كردُ ُ‬
‫والفرسُُوالُت ّركُُوال ُ‬
‫حدودُلتستمر ُّمأساةُُ‬
‫ُ‬ ‫أحلاهماُمر؛ُإ ُمّاُالإبقاءُعلىُُال‬
‫ّ‬ ‫فيماُحولهمُفإذاُهمُبينُخيارين ُ‬
‫شعبُال كرديُّ‪ُ،‬أوُتحر يكُُتلكُالحدودُولاُأحدُيعلمُعواقبُومخاطرُذلك‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫يُأقدمتُعليها‪ُ،‬تريدُ‬
‫ُ‬ ‫فيُتركياُاليوم‪ُ،‬ومنُخلالُالإصلاحاتُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫الواعي ُّة ُ‬
‫خبة ُ ُ‬‫الن ّ ُ‬
‫نُ ُ‬‫إ ُّ‬
‫الت ّيُ تحفظُُُللأكرُادُ‬
‫الوصولُُُعلىُ ماُ يبدوُ إلىُ خيارُُثالثُُُوهوُ دولةُ المواطنةُ الكاملةُ ُ‬
‫ص ّراعُلاُ‬
‫همُالمشروعةُوتضعُنهايةُللمأساة‪ُ،‬ل كنُُّالجهاتُالمستفيدةُمنُاستمرارُال ُ‬
‫ُ‬ ‫حقوق‬
‫ُ‬
‫يرضيهاُذلك‪ُ .ُ.‬‬
‫ل‪ُ،‬‬
‫يرُ ُمنُُالدُ ّ ُو ُ‬
‫كُُف ُيهاُالُكُث ُ‬
‫امّ ُةُُتشُُتُر ُ‬
‫يد ُةُ ُمصُ ُيب ُةُ ُع ُ‬
‫وبُي ّاتُُالُُمسُُت ُف ُ‬
‫الل ّ ُ‬
‫وذُ ُه ُذ ُهُالُج ُهاتُُ ُو ُ‬
‫ُوُن ُف ُ‬
‫اه ُ ُال ُع ُكُرةُ‪ُ،‬‬
‫يُالُمسُُتُن ُق ُعاتُ ُ ُو ُالُمُي ُ‬
‫اح ُة ُإُلاُ ُفُ ُ‬
‫لا ُتُحسُنُ ُالسُُب ُ‬
‫اداتُ ُ ُ‬
‫رُوُقُي ُ‬
‫اص ُ‬‫اكُفُئاتُ ُ ُو ُعُن ُ‬
‫ُف ُهُن ُ‬
‫احاتُُ‬
‫ائبُُُ ُوجُُر ُ‬
‫آسيُ ُومصُ ُ‬
‫لا ُُّ ُعُبُرُُ ُم ُ‬
‫يقاُ إُ ُ‬
‫اه ُهاُ طُرُ ُ‬
‫سامُ ُةُُإُُلىُ شُ ُف ُ‬
‫الابُت ُ‬
‫فُُ ُ‬‫لاُُُت ُع ُر ُ‬
‫ُو ُ‬
‫آخرُين‪ُ !!!..‬‬
‫الُ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-10-23‬‬
‫ُ‬

‫‪35‬‬
‫الغ ُزاة ُ‬
‫او ُةُ ُعُيونُُ ُ‬
‫شُ‬ ‫انُوغ ُ‬
‫ُ‬ ‫أف ُغ ُانسُُت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فيُشهرُجانفيُعام ُ‪ُ 1842‬كانتُالقواتُ ُالبر يطاني ُة ُالغاز يةُ ُقدُقررتُالانسحابُُ‬
‫منُالعاصمةُالأفغاني ُةُكابلُصوبُمدينةُجلالُآبادُالأقربُإلىُبلادُالهندُحيثُالنفوذُ‬
‫ُ‬
‫لُ‬
‫حالفُُمعُرجالُ القبائ ُ‬
‫الوعرةُُثلاثيُ ت ُ‬
‫ُ‬ ‫والبردُُوالمسالكُُُ‬
‫ُ‬ ‫جوعُُ‬
‫البر يطانيُ المستحكم‪ ُ..‬ال ُ‬
‫اءُقواتُالملـكةُفيكتور ياُبشكلُكامل‪ُ ُ.‬‬
‫الأفغانُعلىُإفن ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪36‬‬
‫موجةُالعداءُُللبر يطانُي ّينُفيُالعاصمةُكابلُوعمومُ‬
‫الانسحابُُالبر يطان ُيُّجاءُبعدُارتفاعُُ ُ‬
‫إبرامُاتفاقُُمعُثمانيةُعشرُزعيمُقبيلةُ‬
‫‪ُ،‬فقدُتم ُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫أفغانستان‪ُ،‬ولمُيكنُدونُتخطيطُُمسبقُ‬
‫أفغانُي ّةُلضمانُسلامة ُالحامياتُالبر يطانيُ ّة‪ُ،‬ومعُذلكُحدثُُماُلمُيكنُفيُحسبانُ‬
‫نكسةُُفيُ تاريخُ حروبُ الإمبراطورُي ّةُ‬
‫والتمّ ُّدن)ُُوكانتُ أسوأُُُ ُ‬
‫حُمُلةُ رسالةُ الحضارةُ ُ‬
‫(ُ‬
‫حصيلةُالقتلىُأكثرُمنُاثنيُعشرُألفُجنديُّ‪ُ،‬ولمُينجوُمنُ‬
‫ُ‬ ‫البر يطانُي ّة‪ُ،‬فقدُتجاوزتُُ‬
‫القبائلُليرويُالت ّفاصيلُ ُلبنيُ‬
‫ُ‬ ‫ك ُه ُرجالُ ُ‬
‫ماُتُر ُ‬
‫جيشُالمنسحبُسوىُطبيب ُر ُب ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫عناصرُال‬
‫جلدته‪ُ !!!..‬‬
‫وبهتُدائماُبصلابةُالقبائلُ‬
‫ُ‬ ‫تكر ّرتُُبعدُذلكُفيُأفغانستانُول كُنّهاُج‬
‫جربةُالبر يطانُي ُّةُ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫الت ّدخلاتُوال كر ُّوالفر ُّ‬
‫تهاُإلىُأنُانتهتُسلسلةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫البشتونُي ّةُوإصرارهاُعلىُسلاحهاُوحرُُّي ّ‬
‫عيدُ‬
‫الت ّاريُخُُ ُ‬
‫البر يطان ُيُُّباتفاقيةُُ(راولبندي)ُُفيُُ‪ُُ19‬أوتُ عامُُ‪ ُ،1919‬ليصبحُ ذلكُ ُ‬
‫البلاد ُقدُحافظتُ ُعلىُنظافتها ُمن ُأيُُّ‬
‫نُ ُ‬ ‫استقلال ُلأفغانستان‪ُ،‬وإنُكانت ُالحقيق ُة ُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫ورانُي‪ُ .‬‬
‫أحمدُشاهُد ُ‬
‫ُ‬ ‫احتلالُُأجنب ُيُّشاملُُمنذُتأسيسهاُعامُ‪1747‬مُعلىُيدُ‬
‫سببُ الذُّيُ أدّىُ إلىُ ذلكُ الخطأُ البرُيطان ُيُُّفيُ‬
‫بعضُُالمؤ ُرّخينُ عنُ ال ُّ‬
‫يتح ُّدثُُُ ُ‬
‫عمليةُ‬
‫جربةُُاعتبروهاُ ناج ُحةُُفيُ بلادُ الهندُ عندماُ نفّذواُ ُ‬
‫أفغانستان‪ ُ،‬وهوُ أ ُّنهمُ خاضواُ ت ُ‬
‫ذاتهُ‬
‫ن ُالأمرُ ُ ُ‬
‫امنُعشرُوماُبعده‪ُ،‬وظن ّواُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫إخضاعُ ُالحكّامُ ُهناكُمنذُأواخرُالقرنُالثُ ّ‬
‫يكونُكافياُلمساعدتهمُ‬
‫ُ‬ ‫وجودُحليفُُأفغان ُيُّس‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫ينطبقُُعلىُالأفغان‪ُ،‬كماُافترضواُخطأُأ ُّ‬
‫فيُالقيامُبعملُعسكريُُّناجح‪ُ ُ.‬‬
‫ص ُةُقبائلهمُالبشتونُي ّة‪ُ،‬علىُحالهم‪ُ..‬‬
‫الأفغان‪ُ،‬وخا ُّ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫نونُوظ ُّ‬
‫س ُ‬ ‫امُوتعاقبتُال ُّ‬
‫مرتُالأ ُي ّ ُ‬
‫ُّ‬
‫خّلُُ‬
‫سوفيت ُيُّلتصلُُإلىُتد ُ‬
‫الت ّحالفاتُمعُالاتُّحادُال ُّ‬
‫عتُخارطةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتط ُو ّرتُالأحداثُُوتوسُّ‬
‫جديدةُفيُحياةُالأفغانُ‬
‫ُ‬ ‫عسكريُُّشاملُُفيُ‪ُ27‬ديسمبرُعامُ‪ُ،1979‬ولتبدأُُمعهُفصولُُ‬
‫خارجي ّينُوحلفائهمُالم ُحلي ّينُ‪ُ .‬‬
‫اةُال ُ‬
‫سلاحُُوالغ ُز ُ‬
‫معُالحروبُُوال ُّ‬
‫وفيتي ّة‪ُ،‬‬
‫س ُ‬ ‫مبراطوري ّتهمُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫وس‪ُ،‬وا‬
‫جدُالر ّ ُ‬
‫ض ّروسُ ُلمُ ي ُ‬
‫وبعدُتسعُ ُسنواتُ ُمنُالحربُ ُال ُ‬
‫‪ُ،‬وظهرُ‬
‫ُ‬ ‫بدُّاُمنُالانسحابُُفكانُخروجُُآخرُجنديُُّسوفيت ُيُّفيُ‪ُ14‬فيفريُعامُ‪1989‬‬

‫‪37‬‬
‫ظرُ‬
‫ةُعقود‪ُ،‬فيُالن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫رواُفيُذلكُالوقت‪ُ،‬وقدُلاُيفكر ّواُخلالُع ُّد‬
‫ُ‬ ‫وسُلمُيف ُك ّ‬
‫نُُالُر ّ ُ‬
‫لاحقاُأ ّ‬
‫ُ‬
‫جربةُحظوظُالن ّجاحُفيُأفغانستان‪ُ ُ!!..‬‬
‫ُ‬ ‫إلىُالوراءُوالعودةُإلىُت‬
‫استباقي ُّةُزعزعتُُخططُُ‬
‫ُ‬ ‫كةُ‬
‫يُفيُأفغانستانُكانُحر ُ‬
‫الر ّوس ُّ‬
‫خّلُُ ُ‬
‫الت ّد ُ‬
‫نُ ُ‬‫يرىُالبعضُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫اتُالأمريكي ّةُإلىُأفغانستانُقرابةُ‬
‫ُ‬ ‫الولاياتُالمت ّحدةُفيُالمنطقة‪ُ ،‬وأخّرتُ ُدخولُ ُالق ُو ّ‬
‫ُ‬
‫العشرينُسنة‪ُ،‬وهوُماُحدثُُبعدُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُعامُ‪ُ2001‬حينُ‬
‫علىُظهرُ‬
‫ُ‬ ‫حامدُكارُ ُزيُُ‬
‫ُ‬ ‫ئيسُ‬
‫وأوصلتُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حكومةُطُ ُالُبانُ‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الأمريكي ُّةُ‬
‫ُ‬ ‫أسقطتُالق ُو ّاتُُ‬
‫يُفيُكابلُ‪ُ .‬‬
‫الر ّئاس ُّ‬
‫إلىُالقصرُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ابةُ‬
‫دُب ّ ُ‬
‫المثيرةُ‬
‫يكي ُّةُقديمةُفيُأفغانستان‪ُ،‬وبرزتُُتلكُالأحداثُُ ُ‬
‫إذنُكانتُهناكُأطماعُأمر ُ‬
‫حدةُالأمريكي ّةُالضُّوءُُ‬
‫ُ‬ ‫للولاياتُالمت ّ‬
‫ُ‬ ‫اُوردودُفعل‪ُ،‬لتعطيُُ‬
‫ُ‬ ‫اُوتنفيذ‬
‫ُ‬ ‫اُوتوقيت‬
‫ُ‬ ‫خطيط‬
‫للجدلُت ُ‬
‫صورة ُالغزوُ‬
‫ُ‬ ‫سنُ ُ‬
‫خمة ُتُح ُّ‬
‫إعلامي ُّةُض ُ‬
‫ُ‬ ‫وآلةُ‬
‫ّاقة ُ ُ‬
‫اعةُبر ُ‬
‫الأخضر ُنحوُأفغانستان‪ُ،‬وبشعاراتُ ُلم ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ال ُذ ّيُجاءُ"لإنقاذُالبلادُمنُبراثنُحكومةُطالبانُالمتش ُّددة"‪ُ ُ!!..‬‬
‫الأوضاعُُلمُ تستق ُر ُُّوتدحرجتُ‬
‫ُ‬ ‫ووعدتُُُواشنطنُ وأغدقتُُُفيُ وعودها‪ ُ،‬ل كنُُُّ‬
‫مكانهُفيُأفغانستان‪..‬؟؟ ُ‬
‫لُالأمريك ُيُّيراوحُُ ُ‬
‫سنواتُُبينماُظ ُّ‬
‫ال ُّ‬
‫حولُأفغانستان‪ُ،‬وحت ّىُباكستانُالتُ ّيُ‬
‫ُ‬ ‫متضاربةُ‬
‫ُ‬ ‫ومصالحُ‬
‫ُ‬ ‫إقليمي ُّةُ‬
‫خّلاتُُ ُ‬
‫نعمُهناكُتد ُ‬
‫ل ُلهاُحساباتها‪ُ،‬‬
‫خططُالأمريكي ّةُفيُالمنطقة؛ُتظ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ةُدعمهاُالمطلقُلل‬
‫ياسي ّ ُ‬
‫س ُ‬‫تعلنُ ُقيادتهاُال ُّ‬
‫يُعملتُواجتهدتُحت ّىُأوصلتُطُ ُالُبانُإلىُالحكمُعامُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫صةُبعضُأجهزةُالد ّولة ُ ُ‬
‫خا ُّ‬
‫ةُظل ّتُغيرُ‬
‫حدود ُالغربُي ّة‪ُ،‬فالعلاقاتُ ُالأفغانُي ّةُالباكستانُي ّ ُ‬
‫وظن ّتُأ ُّنهاُأمّنت ُال ُ‬
‫‪ُ ُ 1996‬‬
‫ودّيةُمنذُتأسيسُباكستانُعامُ‪ُ .ُ1947‬‬
‫حقيقةُ‬
‫هناكُعواملُخارجي ّةُلاستمرارُالفشلُالأمريك ُيُّفيُأفغانستان‪ُ،‬ل كنُُّال ُ‬
‫ُ‬ ‫إذن‪ُ..‬‬
‫جولةُمنُجولاتُالحروبُ‬
‫ا‪ُ،‬لاُي ُع ُدوُمج ُر ّ ُدُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بالن ّسبةُللأفغان‪ُ،‬والبشتونُخصوصُ‬
‫نُالأمرُُ ُ‬
‫أ ُّ‬
‫ص ّراعاتُمعُالغزاةُالأجانب‪ُ !!..‬‬
‫وال ُ‬
‫بالهمُالن ّائُي ّةُلمُيعرفواُشيئاُمنُتسهيلاتُالمدنُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫اهمُووديانهمُوج‬
‫ن ُالأفغان ُفيُقُ ُر ُ‬
‫إ ُّ‬
‫جودُبهُ‬
‫شعيرُال ُذ ّيُت ُ‬
‫شايُو يأكلونُخبزُالقمحُوال ُّ‬
‫المعاصرة‪ُ،‬وهمُعلىُعادتهمُيشربونُال ُّ‬
‫مزارعهم ُالبسيطة‪ُ،‬ويحملون ُأسلحتهمُفيشتبكونُمعُالغزاة‪ُ،‬فإنُانتصرواُكانُلهمُماُ‬
‫ُ‬

‫‪38‬‬
‫همُبالر ّايات‪ُ،‬وأضافوهمُإلىُقائمةُ‬
‫ُ‬ ‫نواُقبور‬
‫ُ‬ ‫أرادوا‪ُ،‬وإنُعادواُبقتلىُأقامواُلهمُالجنائزُوز ُي ّ‬
‫الأبطالُال ُذ ّينُقضواُفيُال ُد ّفاعُعنُبقاءُالبشتونُأحراراُ‪ُ !!..‬‬
‫عددُق ُو ّاتهُفيُأفغانستان‪ُ،‬‬
‫رّاُعلىُرفعُُ ُ‬
‫اماُبداُمص ُ‬
‫وب ُ‬
‫اراكُأُ ُ‬
‫جديدُب ُ‬
‫ُ‬ ‫ئيسُالأمريك ُيُّال‬
‫الر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫مُبالخروجُمنُ‬
‫صةُوهوُيه ُّ‬
‫نُتلكُالبلادُعلىُرأسُأولو ُي ّاتهُخا ُّ‬
‫أكثرُمنُمرةُأ ُّ‬
‫ُّ‬ ‫بلُوأعلنُُ‬
‫نُالأمرُلنُيغي ّرُمنُ‬
‫شأنُالأفغان ُيُّيقولونُإ ُّ‬
‫العراقُليترك ُهُلأهلهُكماُيقول‪ُ...‬والعارفونُبال ُّ‬
‫فالأفغانُُليسُ لديهمُ ماُ يخسرونهُ أكثرُ مماُ خسروهُ فيُ حروبهمُ‬
‫ُ‬ ‫شيئا‪ُ،‬‬
‫واقعُ الحالُ ُ‬
‫سابقة‪ُ !!..‬‬
‫ال ُّ‬
‫تصلُُمنُ خارجُ‬
‫سُُمنُ أيُُُّتوابيتُ ُ‬
‫س ُ‬
‫وإدارُتهُ فوراؤهمُ ُرأُيُُُعا ُمُُّيتح ُّ‬
‫ُ‬ ‫اماُ‬
‫وب ُ‬
‫أ ُمّاُ أُ ُ‬
‫يمقراطي ّين‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫دونُعثراتُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫الحدود‪ُ،‬وكونجرسُوصحافةُحُرّةُ‪ُ،‬وخصومُجمهورُي ّونُيتر ُّ‬
‫ص‬
‫ولي ّة‪ُ،‬‬
‫الإقليمي ُّةُوال ُد ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫اُدولةُمثلُروسياُتطمحُُإلىُإحياءُر يادتهاُ‬
‫ُ‬ ‫ام‬
‫وب ُ‬
‫نُوراءُوأمامُأُ ُ‬
‫كماُأ ُّ‬
‫حادُ‬
‫‪ُ.‬وحت ّىُالات ُ‬
‫ُ‬ ‫ماُالانتقامُمنُالأمريكي ّينُبسببُدورهمُفيُهزيمتهاُعلىُيدُالأفغان‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ور ُب ّ‬
‫سياسةُالأمريكيُ ّةُ‬
‫الت ُّابعُُالمطلقُلل ُّ‬
‫علىُدوُ ُرُ ُ‬
‫يلاُ ُ‬‫ا‪ُ،‬قدُلاُيصبرُطو ُ‬
‫ُ‬ ‫ام‬
‫وب ُ‬
‫‪ُ،‬حليفُأُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأوروب ُيّ‬
‫اُأكثرُمنُحُلُو ُها‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫صةُحينُيصبحُُ ُم ُّر ُه‬
‫خا ُّ‬
‫كرىُمرورُعشرينُعاماُعلىُخروجُآخرُجنديُّ ُسوفيت ُيّ ُمنُأفغانستانُخرجُُ‬
‫ُ‬ ‫معُذ‬
‫وفيتي ّةُفيُ‬
‫س ُ‬ ‫يُبوريسُغروموفُعنُصمته‪ُ،‬وقدُكانُآخرُقائدُللق ُو ّاتُال ُّ‬
‫جنرالُالر ّوس ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫لُالعسكريُّ‪ُ،‬‬
‫حدةُوحلفُالن ّاتو‪ُ:‬لاُطائلُُمنُوراءُالح ُّ‬
‫ُ‬ ‫الولاياتُالمت ّ‬
‫ُ‬ ‫أفغانستان‪ُ،‬ونصحُُ‬
‫قرارُموسكوُقبلُذلكُباجتياحُأفغانستانُكانُخطأُُسياسيُاُكبيرا‪ُ .ُ.‬‬
‫نُ ُ‬ ‫لأ ُّ‬
‫ينُ ُماُ‬
‫شاوُ ُةُسُُتفُ ُعلُُُب ُعُيونُُالُأُم ُريكُُي ّ ُ‬
‫نُ ُال ُغ ُ‬
‫الأبُيضُ‪ُ،‬أُمُُأُ ُّ‬
‫ىُالُبُيتُُ ُ‬
‫يح ُةُإُُل ُ‬
‫ُف ُهلُُُتصُلُُالنُصُ ُ‬
‫س ُاب ُقين‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫اةُال ُّ‬
‫الغ ُز ُ‬
‫ُف ُعُلُت ُهُُب ُعُيونُُ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2009ُ-03-05‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪39‬‬
‫الآثُمة ُ‬
‫الرُغُُب ُةُ ُ‬
‫ُ‬
‫وهكذاُنأتيُإلىُنهاية ُهذاُالكتابُ‪ ُ،‬كماُ يجبُ ُأنُينتهيُأيُكتابُ ُآخر‪ُ،‬منطل ُقاُمنُ‬
‫ُ‬
‫حاليا‪ُ،‬‬
‫للأمور ُالجار ي ُة ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ج ُة ُ‬
‫المُتُرجُُر ُ‬
‫ابتة ُنسبُياُللتاريخُ ُالمُحضُ ُإلىُالمستنقعاتُ ُ ُ‬
‫الأرضي ُة ُالث ُ‬
‫الـكبيرةُبدونُأجوبة‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫اُمنُالأسئلةُ‬
‫ُ‬ ‫كثير‬
‫تاركاُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪40‬‬
‫خامسُ‬
‫ز‪ُ،‬وتاريخُتدوينهاُهوُال ُ‬
‫ُ‬ ‫يفُن‬
‫تعودُلكاتبُُومؤ ُرّخُُبر يطان ُيُّهوُإيانُسُُت ُ‬
‫ابقةُ ُ‬
‫س ُ‬‫الجملُُال ُّ‬
‫هوُخاتمةُكتابُُ‬
‫ُ‬ ‫حائرةُ‬
‫سياقُُال ُذ ّيُوردتُفيهُتلكُالكلماتُُال ُ‬
‫عشرُمنُمايُ‪ُ،1964‬وال ُّ‬
‫سُبعُ‬
‫باكستانُوسنواتهاُال ّ‬
‫ُ‬ ‫قديمُوشعب ُجديد‪ُ..‬قصُّ ُة ُقيامُ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ:‬باكستان‪ُ..‬بلد ُ‬
‫ُ‬ ‫موسومُ ُبــ‬
‫عشرُالأولى‪ُ .‬‬
‫ةُحيثُعاشُفيهاُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالهندي ّ‬
‫ُ‬ ‫وطيدةُبشبهُالقا ُرّ‬
‫ُ‬ ‫كانُعلىُعلاقةُ‬
‫ُ‬ ‫المذكورُ‬
‫ُ‬ ‫الكاتبُُالبر يطان ُيُّ‬
‫يلةُُقبلُ الُت ّقسيمُ وبعده‪ ُ،‬وقدُ تحدّثُُُبإسهابُُُفيُ كتابهُ عنُ نشأةُ دولةُ‬
‫سنواتُُُطو ُ‬
‫إلىُإشكالي ّةُالعلاقةُبينُال ُد ّولتينُالوليدتينُ‬
‫ُ‬ ‫باكستانُوماُصاحبهاُمنُتح ُّديات‪ُ،‬وتطر ّقُُ‬
‫ُ‬
‫أيضاُ‬
‫تعل ّقُُُمنهاُ بالخلافُُُحولُ إقليمُ كشمير‪ ُ،‬وتناولُُُ ُ‬
‫صةُ ماُ ُ‬
‫الهندُ وباكستانُ خا ُّ‬
‫أعظم)ُمحم ّدُ عليُ‬
‫ُ‬ ‫قبتُرحيلُُالمؤسُّسُ(قائدُُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُُأع‬
‫اخلي ّةُ ُ‬
‫الخلافاتُُُالباكستانُي ّةُال ُد ّ ُ‬
‫سةُ‬
‫جناح‪ُ،‬حيثُاستم ُر ُّالجدلُ ُلع ُّدةُسنواتُحولُال ُد ّستور‪ُ ،‬ومنُهناكُظهرتُالمؤسُّ ُ‬
‫ياسي ّة‪ُ .ُ..‬‬
‫س ُ‬ ‫يُفيُالحياةُال ُّ‬
‫فيُصورةُلاعبُُأساس ُّ‬
‫ُ‬ ‫العسكرُي ُّةُالباكستانُي ُّةُ‬
‫الت ّيُأشارُإليهاُستيفنز‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫رُالأسئلةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نونُولمُتتبخّ‬
‫س ُ‬ ‫وتعاقبتُال ُّ‬
‫‪ُ،‬وظل ّتُباكستانُتتدحرجُُبينُحالتينُاثنتين‪ُ:‬حكومةُعسكرُي ّةُ‬
‫وتكاثرت ُ‬
‫ُ‬ ‫بلُتزاوجتُُ‬
‫ماُن ُدر‪ُ !!..‬‬
‫إلا ُّ ُ‬
‫همُالفسادُ ُ‬
‫ُ‬ ‫انقلابُي ّةُأوُساسةُمدنُي ّونُين ُخر‬
‫بدايتهُتعودُ‬
‫ُ‬ ‫سلسلةُالمغلقة‪ُ،‬ل كنُُّ‬
‫والمشهدُالباكستان ُيُّالحال ُيُّهوُإحدىُحلقاتُتلكُال ُّ‬
‫ُ‬
‫تضعُ‬
‫ثمانيني ّاتُ القرنُ الماضيُ حينُ كانتُُإحدىُ مراحلُ الحكمُ العسكريُُُّ ُ‬
‫إلىُ أواخرُ ُ‬
‫جنرالُمحم ّدُضياءُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّئيسُال‬
‫يمقراطي ّة"‪ُ،‬وذلكُبعدُمقتلُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جالُلعودةُ"ال ُد ّ‬
‫أوزارهاُوتفسحُُالم ُ‬
‫ُ‬
‫طمُطائرتهُأواخرُعامُ‪..1988‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الحقُُّفيُحادثُُغامضُُأدّىُإلىُتح ُّ‬
‫الر ّئيسُ‬
‫"قميص"ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الفتاةُُوعلىُ كُُت ُفيُُهاُُ‬
‫حت ّىُ ظهرتُُتلكُ ُ‬
‫ائرةُُبعدُ ُ‬
‫ط ُ‬ ‫دخانُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫لمُُينُجلُُُ‬
‫وأعدمهُبعدُ‬
‫ُ‬ ‫يُأزاحهُالجنرالُضياءُالحقُّ ُعام ُ‪ُ 1977‬‬
‫ُ‬ ‫وتوُال ُذ ّ‬
‫ارُعليُب ُ‬
‫ُ‬ ‫احلُذوُالف ُق‬
‫ُ‬ ‫الر ّ‬
‫ُ‬
‫ذلكُ‪ُ .‬‬
‫شعب‪ُ !!..‬‬
‫مُحزبُُال ُّ‬
‫الإقطاع‪ُ،‬عادتُلتثأرُلوالدهاُوتتز ُعّ ُ‬
‫ُ‬ ‫و‪ُ،‬سليلةُ‬
‫ُ‬ ‫وت‬
‫هاُبينظيرُب ُ‬
‫ُ‬ ‫إ ُّن‬

‫‪41‬‬
‫اُمكُّن ُهُمنُ‬
‫زبهاُتق ُّد ُم ُ‬
‫ح ُ‬‫يعي ُّةُفيُنوفمبرُ‪ُ،1988‬وح ُّققُُ ُ‬
‫الت ّشر ُ‬
‫وهكذاُخاضتُُالانتخاباتُُ ُ‬
‫منتخبةُُفيُ العالُمُ‬
‫ُ‬ ‫حكومةُُ‬
‫ُ‬ ‫سُُ‬
‫تشكيلُ الحكومة‪ ُ..‬وتابعُُُالعالُ ُمُُحينهاُ أوّلُُُامرأةُ ُتُرأُ ُ‬
‫الإسلام ُيّ‪ُ .‬‬
‫جدُ‬
‫لصناعةُم ُ‬
‫ُ‬ ‫الع ُّد ُةُ‬
‫‪ُ،‬ي ُع ُّدُ ُ‬
‫أسرةُالمالُُوالأعمالُ ُ‬
‫فيُتلكُالأثناءُكانُنوازُشر يف‪ُ،‬سليلُُ ُ‬
‫منصبُرئاسة ُالوزراءُمنُ‬
‫ُ‬ ‫لهُولأسرته‪ُ،‬واستطاع ُفيُأكتوبرُ‪ُ 1990‬اختطاف ُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫سياس ُّ‬
‫حاقُخانُعلىُإقصاءُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّئيسُغلامُإس‬
‫رة‪ُ،‬بعدُأنُأقدمُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتوُخلالُانتخاباتُمب ُك ّ‬
‫يدةُب ُ‬
‫س ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫بينظيرُوحكومتهاُتحتُطائلةُالا ُّتهامُبالفساد‪ُ .‬‬
‫حكمةُالعلياُ‬
‫حكومة ُنواز‪ُ،‬فأعادتهُالم ُ‬
‫ُ‬ ‫ئيسُالباكستان ُيُّ‬
‫الر ّ ُ‬
‫وفيُمطلعُعام ُ‪ُ 1993‬أقالُ ُ ُ‬
‫هُاضطر ُّللاستقالةُفيُجو يليةُمنُالعامُذاتهُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫كن ّ‬
‫إلىُمنصبه‪ُ،‬ل ُ‬
‫جديدةُ‬
‫ُ‬ ‫حكومةُ‬
‫ُ‬ ‫شعب‪ُ،‬فتنجحُُفيُتشكيلُُ‬
‫وتو‪ُ،‬وحزبُال ُّ‬
‫يدةُب ُ‬
‫س ُ‬ ‫وتعودُال ُكُر ُّةُهذهُالمُ ُر ّةُلل ُّ‬
‫ُ‬
‫وتوُ فيُ اختيارُ فاروقُ‬
‫اثرُ فوزهاُ فيُ انتخاباتُ أكتوبرُُ‪ ُ،1993‬وعبرُ البرلمانُ ساهمتُُب ُ‬
‫عليهاُوأقالهاُبموجبُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُ ُتمر ُّد ُ‬
‫اُللبلادُوهوُأحد ُأعضاءُحزُبها‪ُ،‬ل كنُّ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُرئيس‬
‫ُ‬ ‫ار‬
‫يغ ُ‬
‫ُل ُ‬
‫اُبالفسادُوعدمُالأهلي ّةُ‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫صلاحياتهُفيُنوفمبرُ‪ُ1996‬بعدُأنُا ُّتُه ُم ُه‬
‫ذلكُرئيساُللوزراءُمنُخلالُانتخاباتُفيفريُ‪ُ !!..ُ1997‬‬
‫ُ‬ ‫وعادُنوازُشر يفُبعدُ‬
‫يفُلتدخلُُ‬
‫ُ‬ ‫حكومة ُنوازُشر‬
‫رّفُ ب ُ‬
‫وفي ُ‪ُ 12‬أكتوبر ُ‪ُ 1999‬أطاحُ ُالجنرالُبرويزُمش ُ‬
‫جديدةُمنُمراحلُالحكمُالعسكريُُّالمباشر‪ُ،‬وصدرتُفيُحقُُّشر يفُ‬
‫ُ‬ ‫فيُمرحلةُ‬
‫ُ‬ ‫لادُ‬
‫الب ُ‬
‫ثم ُّنفيُوأسرتهُإلىُالخارج‪ُ !!..‬‬
‫قاسيةُ ُ‬
‫أحكامُ ُ‬
‫ُ‬
‫وتوُوشر يف)ُفيُلندنُحيثُالمنفىُ‬
‫دودانُ(ب ُ‬
‫ُ‬ ‫خصمانُالل ّ‬
‫ُ‬ ‫وتط ُو ّرتُالأحداثُُليلتقيُُال‬
‫وصدرُعنهماُماُع ُرفُب ُ"ميثاقُال ُد ّيمقراطُي ّة"‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫الاختياريُُّلهما‪ُ،‬‬
‫كنُالخصمانُمنُالعودةُإلىُباكستانُعامُ‬
‫وجذبُمعُسلطاتُمشرّفُتم ُّ‬
‫ُ‬ ‫وبعدُش ّدُ‬
‫ىُبينظيرُحتفهاُفيُحادثُُطرحُُعلاماتُُاستفهامُُعديدة‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،2007‬لتلق‬
‫ابطةُالإسلامي ّةُجناحُنواز)ُإلىُ‬
‫ُ‬ ‫عبرُحزبهُ(الر ّ‬
‫ُ‬ ‫خاض ُالانتخاباتُ ُ‬
‫أ ُمّاُنوازُشر يفُ ف ُ‬
‫رّفُبعدُذلكُ‬
‫بالر ّئيسُبرويزُمش ُ‬
‫تُالإطاحةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،‬وتم ّ‬
‫عبُغريمهُالت ّقليديُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫جانبُحزبُال ُّ‬
‫ش‬
‫ياسي ّة‪ُ،‬‬
‫سُ ُ‬ ‫يُزوجُالر ّاحلةُبوتوُووريث ُزعامتهاُال ّ‬
‫ُ‬ ‫ار‬
‫يفُوآصفُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫عبرُتعاونُ ُنوازُشر‬
‫‪42‬‬
‫عادُالخصمانُمباشرةُإلىُساحةُالنُ ّزالُال ُذ ّيُتط ُو ّ ُرُفيُالأسابيعُالأخيرةُوباتُُ‬
‫ومنُثم ُّ ُ‬
‫ُ‬
‫شعبُرضختُلل ُش ّروط‪ُ،‬وأعادتُالقضاةُُ‬
‫حكومةُحزبُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫بعواقبُخطيرة‪ُ،‬إلا ُّأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ينذرُ‬
‫ُ‬
‫حكمةُالعلياُافتخارُت ُشودُ ُريُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫المفصولينُإلىُمناصبهمُوعلىُرأسهمُرئيسُالم‬
‫نُحرفُ(لو)ُفيُ‬
‫آنفا‪"ُ:‬إ ُّ‬
‫فيُالفصلُالث ّامنُعشرُمنُكتابهُالمذكورُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يقولُإيانُستيفنزُ‬
‫بهيبةُ‬
‫تمت ّعُُ ُ‬
‫امةُقائدُ ُ‬
‫سياقُالت ّاريخُهوُشيءُآسر‪ُ..‬ولقدُبدأتُباكستانُحياتهاُالمستقلُ ّةُبزع ُ‬
‫ُ‬
‫يلب ّيهُ‬
‫كانُالأخيرُيرضىُبهُو ُ‬
‫ُ‬ ‫احُمنُشعبهُ‬
‫ُ‬ ‫سيدُجُُن‬
‫ماُكانُيطلبهُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫ومقامُُهائلين‪ُ،‬وك ُّ‬
‫جالُبأتاتوركُأوُت ُيتوُأوُعبدُ‬
‫ُ‬ ‫فيُالأ ُي ّامُالأولىُمنُالاستقلال‪ُ،‬ويمكنُُتشبيههُفيُهذاُالم‬
‫و)ُأبدُاُ‬
‫ُ‬ ‫يدُ(نُه ُر‬
‫ُ‬ ‫بسلطة ُشخصيةُ ُلاُحدودُلهاُمنُنوعُ ُلمُيستطع ُال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫كانُيتمت ّعُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الن ّاصر‪ُ ..‬‬
‫ُ‬
‫منصبهُخوّلهُ‬
‫نُ ُ‬ ‫الوصولُإلىُمثلهُفيُالهند‪ُ !!..‬أوُر ُب ّماُلمُيرغبُبمثلهُ‪..‬؟ ُبالإضافةُإلىُأ ُّ‬
‫يُفيُآنُواحد‪ُ،‬كذلكُ‬
‫جلسهاُالت ّأسيس ُّ‬
‫ُ‬ ‫لباكستانُورئيسُم‬
‫ُ‬ ‫حاكمُالعا ُمُّ‬
‫ذلك‪ُ،‬فلقدُكانُال ُ‬
‫ابطةُالإسلامي ّة‪ُ..‬ول كنُلمُيمضُفيُهذهُالمناصبُأكثرُمنُثلاثةُ‬
‫ُ‬ ‫حزبُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫كانُرئيسُ‬
‫ُ‬
‫مثلاُ‬
‫هُعاشُ ُ‬
‫ُ‬ ‫(لو)ُأن ّ‬
‫ُ‬ ‫ُوافتهُالمني ّة‪ُ..‬ماذاُكانُسيحدثُُ‬
‫ُ‬ ‫عشرُشهراُبعدُقيامُباكستانُإذ‬
‫ى‪.ُ.‬؟" ُ‬
‫عشرُسنواتُأخر ُ‬
‫ياسي ّةُ‬
‫سُ ُ‬ ‫لا ُزمُُلحياةُباكستانُال ّ‬
‫عنصرُ ُ‬
‫نُأوّلُُ ُ‬
‫فيُخاتمهُكتابهُيقولُإيانُستيفنزُأيضا‪"ُ:‬إ ُّ‬
‫ك‪ُُ،‬‬
‫جماهيرُيتطل ّبُ ُذل ُ‬
‫ُ‬ ‫ماُمبادئُالز ّعامةُوالقيادة‪ُ ،‬فمزاجُ ُال‬
‫ُ‬ ‫إلىُح ّد ُ‬
‫ُ‬ ‫تمث ّلُ ُ‬
‫هوُسلطة ُقوُي ُّة ُ ُ‬
‫ُ‬
‫عامةُمرئُي ّةُوش ُ‬
‫خصي ّة"ُ‪ُ .‬‬ ‫أنُتكونُالز ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫كّ ُدُذلك‪ُ،‬و يجبُُ‬
‫وعاداتهمُوتقاليدهمُتؤ ُ‬
‫يرة‪ُ...‬لُكنُُّ ُه ُذ ُهُالا ُغُلُبُي ُّةُ‬
‫رّ ُرُُمنُُهاُالا ُغُلُبُي ُّةُُال ُف ُق ُ‬
‫ضُ‬‫ُو ُه ُك ُذا ُتتُجدُ ُدُ ُالُمسُُتُن ُق ُعاتُُالسُُياسُيُ ُةُ ُوُتُت ُ‬
‫امات‪ُ ُ!!!..‬‬
‫الز ُّع ُ‬
‫تُه ُذ ُهُ ُ‬
‫اُك ُان ُ‬
‫امات‪ُ ُُ!!!..‬مُه ُم ُ‬
‫لز ُّع ُ‬
‫رةُُل ُ‬
‫ص ُ‬
‫احاتُُُن ُ‬
‫س ُ‬
‫ظُُل ّتُُُتُمُلأُُال ُّ‬
‫فيُكثير ُمنُ‬
‫ُ‬ ‫دولة ُالمؤسُّسات‬
‫قطار ُ ُ‬
‫اُمرور ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫دوم‬
‫غبةُ"الآثمة"ُالت ّيُتعرقلُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫هاُتلكُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫إ ُّن‬
‫دولُعالمناُالث ّالثُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2009-03-19‬‬
‫ُ‬

‫‪43‬‬
‫لاع‪ُ .ُ.‬‬
‫آخُُرُ ُال ُق ُ‬
‫ُ‬
‫اُالب ُعض‪ُ،‬حتىُ‬
‫ض ُه ُ‬‫اُلبُ ُع ُ‬
‫اس ُق ُهاُوخُدُ ُمُتُه ُ‬
‫اُوتُن ُ‬
‫سُل ُه ُ‬
‫فيُت ُسُل ُ‬
‫بعض ُُالأحداثُ ُ ُ‬
‫وغريبة ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جيبة ُ‬
‫ع ُ‬
‫اُواحدةُنسجتُهاُوأوصلتُهاُإلىُالهدفُُالمقصود‪ُ..‬ومنُبينُ‬
‫ُ‬ ‫هاُيد‬
‫لُللمراقبُُأنُوراءُ ُ‬
‫يخي ُ‬
‫الأخيرُمنُ‬
‫ُ‬ ‫العقدُ‬
‫تُإلىُنهايةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُظل‬
‫ولةُالت ُ‬
‫ماُعرُُفُت ُهُباكستان‪ُ..‬تلكُالد ُ‬
‫تلكُُالأحداثُُ ُ‬
‫وابتُ‬
‫نوعاُمنُالسُلامُُوالأمنُُوالتناغمُُبينُالجميعُحولُعددُمنُالث ُ‬
‫العشرينُتعيشُ ُ‬
‫ُ‬ ‫القرنُُ‬
‫العُلُياُ‪ُ .‬‬
‫والأهدافُُالوطني ُةُ ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪44‬‬
‫بسرعةُُبعدُ انقلابُ الجنرالُ برويزُ مشرّف‪ُُ،‬عامُُ‪ُُ،1999‬علىُ‬
‫ُ‬ ‫تتصاعدُُالأحداثُُُ‬
‫ُ‬
‫اُظل ّتُ‬
‫شعبُ عموماُوالن ّخبُالواعيةُخصوصُ ُ‬
‫حكومةُُنوازُ شر يفُ المنتخبة‪ُ..‬آمالُُُال ُّ‬
‫ُ‬
‫ُمنُاستبداد ُالعسكرُي ّينُلسنواتُطو يلةُكماُفعلواُ‬
‫ُ‬ ‫تتأرجح ُبينُالخوفُوالرجاء‪ُ..‬خوف‬
‫ُ‬
‫غُ‬
‫فُود ُغ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫يُأطلقهاُالجنرالُمش ُ‬
‫ُ‬ ‫حقيقُتلكُالوعودُالمعسولةُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫منُقبل‪ُ،‬ورجاءُفيُ ت‬
‫طلاقُُ‬
‫العدالةُوالقانونُ‪ُ،‬وال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ودولةُ‬
‫ُ‬ ‫بهاُعواطفُالجماهيرُوهوُيتح ُّدثُُعنُمحاربةُالفسادُ‪ُ،‬‬
‫ُ‬
‫البلادُُلمصالحهاُ الفئوُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُ سُخ ّرتُ‬
‫ياسي ّةُ الفاشلةُ الفاسدةُ ُ‬
‫س ُ‬ ‫طبقةُ ال ُّ‬
‫الب ُائنُُُمعُ ال ُّ‬
‫ُ‬
‫خصي ّة‪ُ .‬‬
‫ش ُ‬ ‫وال ُّ‬
‫الر ّئيسُالجنرالُبرويزُمشرّفُ‬
‫ويشاركُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتأتيُهجماتُُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُ‪ُ2001‬‬
‫حربُالت ّيُأعلنتُهاُأمريكاُعلىُطالبانُوالقاعدةُفيُ‬
‫ُ‬ ‫بق ُو ّة‪ُ،‬ور ُب ّماُحماسةُأيضا‪ُ،‬فيُتلكُال‬
‫لا ُكماُ‬
‫طُ‬ ‫اُفقط‪ُ،‬وليسُب ُ‬
‫ُ‬ ‫بعدُسنواتُأن ّهُكانُمُجُبُر‬
‫ُ‬ ‫وكشف ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُ ُ‬
‫وإنُعاد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أفغانستان‪ُ ،‬‬
‫نفسه‪ُ !..‬؟ ُ‬
‫قد ُّمُ ُ‬
‫الر ّئيسُجورجُبوشُه ُّد ُدهُبإعادةُباكستانُإلىُالعصرُ‬
‫نُ ُ‬‫أصدرهُإ ُّ‬
‫ُلقدُقالُفيُكتابُُ ُ‬
‫الولاياتُالمت ّحدةُ‬
‫ُ‬ ‫يُقادتها ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫فيُحملة ُالغضبُوالانتقامُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الاشتراك ُ‬
‫ُ‬ ‫الحجريُّ‪ُ ،‬إذاُرفضُ ُ‬
‫شاركُفيُالحربُ‬
‫الر ّجلُُ ُ‬
‫نُ ُ‬‫مُأ ُّ‬
‫الاعتبارُلسمعتهاُالأمني ّةُوالعسكرُي ّة‪ُُ!!..‬المه ُّ‬
‫ُ‬ ‫الأمريكيةُلردُّ‬
‫لُُ‬
‫وانغمسُفيهاُبك ّ‬
‫ُ‬ ‫يُاستهدفتُالمنطقة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ةُالت ّ‬
‫يعُالأمريكي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتشب ّثُُبالمشار‬
‫علىُأفغانستانُ‪ُ ُ،‬‬
‫المسكينُ‬
‫ُ‬ ‫نوات‪ُ،‬ليجد ُ‬
‫ُ‬ ‫شعبي ّتهُتردّتُمعُمرورُال ُّ‬
‫س‬ ‫ماُأُوتُ ُي ُمنُجهود ُوأنصار‪ُ،‬ل كنُّ ُ ُ‬
‫يكتشفُ ُأن ّهُشخصيةُُغيرُمرغوبُفيها‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫هُخارجُإطارُالل ّعبةُو‬
‫ُ‬ ‫نفس‬
‫ُ‬
‫هاُأقدرُعلىُإيصالهمُإلىُأهدافهمُ‬
‫ُ‬ ‫"ُليمتطواُأحصنةُأخرىُرأواُأ ُّن‬
‫ُ‬ ‫لقدُتُخل ّىُعنهُ"الحلفاءُ‬
‫طموح‪ُ،‬فبعدُأنُكانُالمطلوبُ ُأنُتتعاون ُباكستانُمعُ‬
‫جديدةُالت ّيُبدتُغايةُفيُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫باكستانُنفسهُهوُالمطلوب‪ُ،‬وظهرُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،‬صارُرأس ُ‬
‫ُ‬ ‫اتُالمت ّحدةُدونُقيد ُأوُشرطُ‬
‫ُ‬ ‫الولاي‬
‫البقاءُوالت ّف ُو ّقُفيُهذهُال ُد ّولةُهوُالاستراتيُجي ّةُالجديدةُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُالقضاءُ ُعلىُمق ُو ّمات ُ‬
‫جلي ّاُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫حدةُالأمريكي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫القديمةُللولاياتُالمت ّ‬
‫ُ‬
‫ل ُالبراءةُمنُأصحابُ‬
‫ةُسياسي ّةُوبريئةُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫جديدة ُوكانتُهذهُالم ُر ّ‬
‫جاءتُالأحصنة ُال ُ‬
‫ُ‬
‫لمنفي ّونُ منُ‬
‫والر ّشاشاتُ والاستعراضات‪..‬؟؟ُ ُُعادُُا ُ‬
‫البدلاتُ العسكرُي ّة‪ُُ،‬والأسلحةُ ُ‬
‫‪45‬‬
‫خصمانُالل ّدودانُعلىُالعودةُإلىُالوطن‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الخارجُ(بينظيرُبوتوُ‪ُ+‬نوازُشر يف)‪ُ...‬اتفقُُال‬
‫وأنُات ُّف ُقاُ‬
‫ُ‬ ‫اُوهماُالل ّذانُسبقُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ف‪ُ..‬ات ُّف ُق‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫والاستعدادُلمرحلةُماُبعدُرحيلُالجنرالُمش ُ‬
‫مسارُُمُي ُّزُت ُهُُالحد ُّةُ‬
‫طو يل‪ُ ُُ ُ!!..‬‬
‫يُُال ُّ‬
‫الت ّنافس ُّ‬
‫يُُ ُ‬
‫سياس ُّ‬
‫علىُ أنُ لاُ يُت ُّف ُقاُ خلالُ مسارهماُ ال ُّ‬
‫يُرئاسةُالوزراء‪ُ،‬ومقاعدُالبرلمانُالفيدرال ُيُّوالبرلماناتُ‬
‫اولاُُعلىُكرس ُّ‬
‫ةُحينُت ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫ياسي ّ‬
‫س ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫الم ُحلي ّةُ‪ُ .‬‬
‫اُأوُهوليوديا‪ُُ!!..‬‬
‫ُ‬ ‫هندي‬
‫مثير ُوكأُن ّناُنتابعُ ُفيلما ُ ُ‬
‫وتيرة ُالأحداثُبشكلُ ُدرام ُيّ ُ ُ‬
‫تستمر ُّ ُ‬
‫و ُ‬
‫الأحداثُ‬
‫ُ‬ ‫هم‪ُ ،‬وتتك ُّفلُ ُ‬
‫ويتبادلُالفرقاءُ ُالُتّ ُ‬
‫ُ‬ ‫تلقىُبينظيرُبوتوُحتفهاُفيُحادثُ ُدمويُّ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫أرشيفُالقضاءُالباكستان ُيُّ‬
‫ُ‬ ‫ص ّراع‪ُ،‬ليدخلُُ‬
‫المتسارعةُبتقسيمُدمُالر ّاحلةُعلىُأطرافُال ُ‬
‫ُ‬
‫ياسي ّةُال ُش ّهيرةُ‬
‫س ُ‬ ‫اُجديداُمنُألغازُالاغتيالات ُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫لغز‬
‫اريخ ُ ُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫ملف ُآخرُثقيل‪ُ،‬و يكسبُ ُ ُ‬
‫ُّ‬
‫اري‪ُ،‬زوجُ‬
‫آصفُعليُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫جم ُ‬
‫ذلكُيصعد ُن ُ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫فيُال ُش ّرقُوالغرب‪.ُ.‬؟؟ُ ُوفيُخضمُّك ُّ‬
‫ي‪ُ !ُ!..‬‬
‫سياس ُّ‬
‫يلةُالقضاءُُعلىُمستقبلهُال ُّ‬
‫طو ُ‬‫سجنُُال ُّ‬
‫الر ّاحلة‪ُ،‬بعدُأنُحاولتُسنواتُُال ُّ‬
‫ُ‬
‫يُ‬
‫سُياس ُّ‬
‫يُكانتُتمث ّلُ ُالإرثُ ُال ّ‬
‫ُ‬ ‫وجةُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫لُبعدُغيابُالز ّ‬
‫ُ‬ ‫عيم ُالأُرُ ُم‬
‫الز ّ ُ‬
‫جم ُ ُ‬
‫لقدُصعد ُن ُ‬
‫ُ‬
‫وتو)‪ُ..‬وتسارعتُالأحداثُُُوجاءتُالانتخاباتُُُمنُ‬
‫الز ّعيمُ (ذوُالفقارُ عليُُب ُ‬
‫لأسرةُ ُ‬
‫اريُ‬
‫فُليجدُ ُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫الر ّئيسُبرويزُمش ُ‬
‫شعب‪ُ،‬ويستقيلُُالجنرالُُ ُ‬
‫جديدُليفوزُبهاُحزبُُال ُّ‬
‫ُ‬
‫بعدُذلكُكانُمتوق ُّعا‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫نفسهُفوقُأعلىُأهرامُباكستان‪ُ،‬وهوُرئاسةُالبلادُ‪ُُ!!..‬ماُحدثُُ‬
‫ُ‬
‫طو يلةُبتهمُالفسادُ‬
‫سجنُال ُّ‬
‫اري)ُكانُ"مشرُّفا"ُوسنواتُُال ُّ‬
‫جديدُ(زرُ ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّئيسُال‬
‫فتاريخُ ُ‬
‫ُ‬
‫سبةُلواشنطن‪ُ،‬وهكذاُصارُحليفهاُالجديد‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫اُبالن ّ‬
‫كافي ُ‬ ‫لاُ ُ‬
‫كانتُمؤ ُه ّ ُ‬
‫عبةُبجميعُ‬
‫الل ّ ُ‬
‫خافُعليهُأوُيخشىُمنُضياعه‪ُ..‬وهكذاُدخلُُ ُ‬
‫ولمُيكنُعندُالر ّجلُُماُي ُ‬
‫ُ‬
‫خطير ُهوُ‬
‫الت ّط ُو ّ ُر ُال ُ‬
‫خالبُالإدارةُالأمريكي ّة‪ُ،‬ل كنُّ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أوراقه‪ُ ،‬ووضعُيديهُورجليهُبينُ مُ‬
‫كةُُبكاملُ ق ُو ّاته‪ُ،‬‬
‫دخلُُالمعر ُ‬
‫ُ‬ ‫جيشُُالباكستان ُيُُّعندماُ‬
‫حدرُُإليهُ ال ُ‬
‫ذلكُ المسارُ ال ُذ ّيُ ان ُ‬
‫ثم ُّ‬
‫فُبطالبانُباكستانُفيُواديُسُ ُواتُُأوّلا‪ُ ُ،‬‬
‫معُماُصارُُي ُع ُر ُ‬
‫ُ‬ ‫واشتبكُُفيُقتالُُضارُ‬
‫مناطقُوزيرستانُالقُبُلُي ّة‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬
‫صةُفيُمعاركُوزيرستان؛ُفعندماُ‬
‫طاتُالأمريكي ّةُبوضوحُخا ُّ‬
‫ُ‬ ‫رتُالن ّواياُوالمخ ُّ‬
‫ط‬ ‫ُ‬ ‫لقدُظه‬
‫اتُالأمريكي ّةُفيُأفغانستانُبإخلاءُعددُ‬
‫ُ‬ ‫المنطقةُقامتُالق ُو ّ‬
‫ُ‬ ‫جيشُالباكستان ُيُّ‬
‫دخلُال ُ‬
‫ُ‬
‫‪46‬‬
‫طر يقُأمامُطالبانُأفغانستانُوأنصارهمُالباكستانُي ّينُ‬
‫حدودي ّةُلإفساحُال ُّ‬
‫منُمواقعهاُال ُ‬
‫والن ّابلُُ‬
‫ط ُة ُإذنُهيُاختلاطُ ُالحابلُ ُ ُ‬
‫للعودةُإلىُباكستانُوقتالُالجيشُهناك‪ُ ُ!!..‬الخ ُّ‬
‫ونُأنفاسهمُو يعيدواُحساباتهم‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫الأمريكي ّ‬
‫ُ‬ ‫بينُالباكستانُي ّينُوالأفغانُليلتقطُُ‬
‫جيشُالباكستان ُيُّفيُ‬
‫ة‪ُ،‬علىُماُيبدو‪ُ،‬حت ّىُأوقعتُال ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُتواصلتُالمساعيُالأمريكي ّ‬
‫ُ‬
‫حتفل ُبإنهاءُتلكُالأسطورةُ‬
‫وحلُالمعاركُال ُد ّاخلية‪ُ،‬ومنُهناكُيمكنُلواشنطن ُأنُ ت ُ‬
‫جيشُكانُالمؤسُّسةُالأقوىُفيُباكستانُوالضُّامنُ‬
‫والقضاءُعلىُآخرُالقلاعُالحصينة؛ُفال ُ‬
‫لُ‬
‫ياسي ّينُقدُأدمنواُالفسادُوالانقسامُحولُك ُّ‬
‫س ُ‬ ‫شبهُالوحيدُلوحدةُالبلاد‪ُ،‬فأغلبُ ُال ُّ‬
‫وعرقي ّا‪ ُ،‬إضافةُ إلىُ الأطماعُ‬
‫ُ‬ ‫ثقافي ّاُ ولغو ُي ّاُ‬
‫شيء‪ ُ،‬ومقاطعاتُ البلادُ الأربعةُ مختلفةُ ُ‬
‫سنود‪ُ !ُ!..‬‬
‫ةُالت ّيُيتساوىُفيهاُالبشتونُوالبلوشُوال ُّ‬
‫الانفصالي ّ ُ‬
‫ُ‬
‫يمكنُ لأمريكاُ أنُ تفعلُ ماُ تشاءُ بماُ تشاءُ ففلسفةُ سياستهاُ الخارجيةُ واضحةُ تماما‪ُ،‬‬
‫شعوبُهيُآخرُماُتف ُك ّرُفيهُعندماُتتعارضُ ُمعُمصالحها‪ُ،‬ل كنُّ ُالسؤالُي ُّتجهُ‬
‫ودماءُال ُّ‬
‫حوُالفاعلينُالأساسي ّينُفي ُباكستانُخاصُّةُفيُمؤسُّسةُالجيش‪ُ،‬وكيفُسمحواُبهذاُ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫‪ُ،‬أوُشبهُرسمي ّةُعلىُ‬
‫ُ‬ ‫رسمي ُّة‬
‫‪ُ،‬صناعةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نُطالبان‪ُ،‬بش ُّقيهاُالأفغان ُيُّوالباكستان ُيّ‬
‫المنزلق‪..‬؟؟ُلأ ُّ‬
‫ل‪ُ،‬فكيفُوافقواُعلىُتوجيهُأشرعةُسفينةُالبلادُبهذاُالاتجاه‪..‬؟؟ ُ‬
‫الأق ُّ‬
‫لا ُدهُُ‬
‫رّفُ فُيُ الُح ُربُُُالامُ ُريكُُي ُّةُُ ُعُلىُ أُُفغُ ُانسُُتانُ حُُت ّىُ يُجُن ّبُُُُب ُ‬
‫كُُُبُروُ ُيزُُ ُم ُش ُ‬
‫ُل ُقدُ اشُُتُر ُ‬
‫اسُ‬
‫الان ُغ ُم ُ‬
‫رُُالُحُج ُريُّ‪ ُ،‬لُكنُُُّ ُع ُشرُ سُُن ُواتُ ُمنُُُ ُ‬
‫صُ‬‫يك ُيُُّ ُو ُال ُع ُو ُد ُةُُإُُلىُ ُال ُع ُ‬
‫ُال ُغضُبُُُالام ُر ُ‬
‫اُيسُ ُعىُإُُلُي ُهُ‬
‫وُللُ ُعمُسُام‪ُ،‬فُ ُم ُ‬
‫ىُماُُيُب ُد ُ‬
‫يك ُيُّلُمُُُتكنُُ ُمقُُن ُع ُةُ ُعُل ُ‬
‫طُطُُالام ُر ُ‬
‫اكسُُتانُ ُيُّ ُمعُُ ُالُمخُ ّ‬
‫ُالُب ُ‬
‫رُالُحُج ُريُّ‪ُ .‬‬
‫صُ‬‫لُال ُع ُ‬
‫اُقُب ُ‬
‫ىُم ُ‬
‫لا ُدُإُُل ُ‬
‫يُوُثُل ُّت ُهُُق ُدُُيدُُفعُُ ُالُب ُ‬
‫ار ُ‬‫ُعُبُرُ ُزرُ ُد ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ ُُُُ2009ُ-11-07‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪47‬‬
‫وهين ُ‬
‫ينُالمشُُب ُ‬
‫اد ُ‬ ‫ُع ُو ُد ُةُالصُيُ ُ‬
‫ُ‬
‫يضُُجميعُالجهودُ‬
‫عبةُُمنُ جديد‪ُُ،‬وتقو ُ‬
‫العودةُُإلىُ المربعُ الأولُ‪ُُ،‬وخلطُُُأوراقُ ُالل ُ‬
‫ُ‬
‫حكمةُ‬
‫هلُهوُماُتريدهُالم ُ‬
‫ُ‬ ‫يلةُمنُالصراع‪ُ...‬‬
‫سنينُطو ُ‬
‫إلىُتضميدُجراحاتُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫اميةُ‬
‫المُخلصُ ُةُالر ُ‬
‫جتمعُ‬
‫حظرُحزبُُالم ُ‬
‫وقدُتاب ُع ُهاُالعالُ ُمُأجمعُوهيُتقر ُرُبالإجماعُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الدستورُي ُةُالعلياُفيُتركيا‪ُ،‬‬
‫سةُالعملُُالسُياسي‪ُ .‬‬
‫قياد ُاتهُمنُممار ُ‬
‫الديمقراطيُُ(الـكردي)ُومنعُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪48‬‬
‫حكمةُال ُد ّستورُي ُّةُالعلياُ‬
‫يقهاُإلىُالم ُ‬
‫يُأخذتُطر ُ‬
‫دعوىُحظرُحزبُُالمجتمعُُال ُد ّيمقراط ُّ‬
‫ُ‬
‫ممث ّليُالادّعاءُ ُالُت ّرك ُيُّال ُذ ّيُحاولُُ‬
‫عوىُهوُكبير ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫منذُأواخرُعام ُ‪ُ،2007‬وصُاحُبُ ُال ُد ّ‬
‫حاكمُبدعوىُمخالفتهُلل ُد ّستورُالعلمانيُّ‬
‫نميةُال ُ‬
‫والت ّ ُ‬
‫العدالةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أيضاُالعامُالماضيُإيقافُحزبُُ‬
‫ُ‬
‫للبلادُ‪ُ .‬‬
‫نُجهاتُُنافذةُُ‬
‫نُالمسُُتُه ُدُفُينُفإ ُّ‬
‫حزبي ُ‬
‫ورغمُالت ّباينُُالواضحُُبينُمناهجُُومشاربُُومواقعُُال ُ‬
‫ُ‬
‫ببُ‬
‫سُ ُ‬
‫خصومةُذاتهاُللاثنين‪ُ،‬وقدُيكونُال ّ‬
‫ُ‬ ‫ركي ّة‪ُ،‬علىُماُيبدو‪ُ،‬تحملُُال‬
‫فيُكيانُُال ُد ّولةُالُت ّ ُ‬
‫كردي ُّةُفيُ‬
‫القضي ُّةُال ُ‬
‫لُفيُزحزحةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫والمتمث ّ‬
‫ُ‬ ‫حزبين‪ُ،‬‬
‫المتوق ّعُُمنُال ُ‬
‫جازُالمستقبل ُيُّ ُ‬
‫هوُذلكُالإن ُ‬
‫أرحبُبُر ُهنُُ‬
‫ُ‬ ‫سيرُبهاُ نحوُآفاقُ ُ‬
‫جامد ُمنذُعقودُطو يلة‪ُ،‬وال ُّ‬
‫تركياُعنُموقعهاُالحال ُيّ ُال ُ‬
‫شعبُ الُت ّرك ُيُُّعلىُ‬
‫وبقدرةُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫والت ّنميةُ الُت ّرك ُيُُّالحاكمُ علىُ ُأن ّهُ يؤمنُُُبها‪ُُ،‬‬
‫حزبُُُالعدالةُ ُ‬
‫الوصولُإليهاُ‪ُ .‬‬
‫حثيثةُالت ّيُبذلتهاُالحكومةُُ‬
‫ُ‬ ‫اُإذاُوضعناُفيُالاعتبارُتلكُالجهودُال‬
‫ُ‬ ‫مفاجئ‬
‫ُ‬ ‫حظرُكانُ‬
‫قرارُال ُ‬
‫ُ‬
‫ص ُة ُفيُنظرُالأكراد‪ُ،‬فقدُ‬
‫سنواتُالماضية‪ُ،‬وإنُكانتُغيرُكافيةُخا ُّ‬
‫ركي ُّة ُخلالُال ُّ‬
‫الُت ّ ُ‬
‫حجزُبينُالأكرادُوالأتراكُفيُمحاولةُ‬
‫دةُداخلُجبلُالجليدُال ُذ ّيُي ُ‬
‫تُأخاديدُمتع ُّد ُ‬
‫ُ‬ ‫ش ُّق‬
‫حدود‪ُ ،‬وتُُخُم ُد ُإلىُ‬
‫ياتُسياسي ّةُ تحفظُ ُالحقوقُ ُوال ُ‬
‫ُ‬ ‫لتهيئةُالأجواءُ نحوُالوصولُإلىُتسو‬
‫الأبدُأصواتُُالبنادقُُوالبنادقُُالمضادّة‪ُ .‬‬
‫ظرُمنُ‬
‫"ُعندُالن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫هُقرارُ"طبيع ُيّ‬
‫ُ‬ ‫كن ّ‬
‫منُتلكُالز ّاو ية‪ُ،‬ل ُ‬
‫ُ‬ ‫ظرُ‬
‫عندُالن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫هُقرارُمفاجئُُ‬
‫ُ‬ ‫نعمُإن ّ‬
‫ُ‬
‫دتُالعملي ّاتُُ‬
‫ُ‬ ‫معُالت ّط ُو ّراتُالميدانُي ّةُالأخيرةُحيثُازدا‬
‫ُ‬ ‫زواياُأخرى‪ُ،‬بلُوينسجم ُ‬
‫ُ‬
‫الت ّيُتنسبُُإلىُمقاتليُحزبُالعمّالُال كردستان ُيُّجنوبُشرق ُيُّتركياُ‪ُ .‬‬
‫العسكرُي ُّةُ ُ‬
‫حساسية ُحزبُ ُالع ُمّالُ ُوتار يُخه ُال ُد ّاميُمعُالجيشُالُت ّرك ُيُّ‬
‫ُ‬ ‫عندماُندرك ُ‬
‫ُ‬ ‫قرار ُطبيع ُيُّ‬
‫ُ‬
‫ص ّراع‪ُ،‬سواءُبقصفُ ُالجيشُوتمشيطهُ‬
‫وآلافُالضُّحاياُالأبر ياءُال ُذ ّينُسقطواُبسببُال ُ‬
‫ركي ّةُوماُ‬
‫وعملي ّاتهُفيُالمدنُالُت ّ ُ‬
‫الأكرادُوهوُيطاردُالمقاتلين‪ُ،‬أوُبتفجيراتُُالحزبُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لمناطقُ‬
‫ئيسي ُّةُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫همةُ ُ‬
‫نُالُتّ ُ‬
‫طبيعي ّاُلأ ُّ‬
‫القرارُ ُ‬
‫حساسي ُّةُتجعلُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جمُعنهاُمنُسقوطُمدنُي ّينُأبر ياء‪ُ..‬‬
‫ين ُ‬

‫‪49‬‬
‫سمي ّون‪ُ ،‬والإعلامُ‬
‫هُالر ّ ُ‬
‫يُينعت ُ‬
‫ُ‬ ‫هيُالعلاقة ُمعُحزبُ ُالع ُمّالُال ُذ ّ‬
‫ُ‬ ‫حظور ُ‬
‫هة ُللحزبُ ُالم ُ‬
‫ج ُ‬‫المو ُّ‬
‫جنُالمؤب ّدُفيُإحدىُ‬
‫ُ‬ ‫يقضيُزعيمهُعبدُالل ّهُأوجلانُعقوبةُ ُال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫الُت ّرك ُيّ‪ُ،‬بالإرهاب ُيّ‪ُ،‬و‬
‫ركي ّةُ‪ُ .‬‬
‫الُج ُزرُالُت ّ ُ‬
‫ازدياد ُالهجماتُ ُفيُجنوبُ ُشرق ُيّ ُالبلادُخلالُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫اُإذاُأدركناُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫والقرار ُطبيع ُيُّأيضُ‬
‫ُ‬
‫القفزُمرُ ُة ُأخرىُ‬
‫ّ‬ ‫منُجديد‪ُ،‬ومنُثم ُّ‬
‫ُ‬ ‫علىُتصاعد ُح ُّدةُالصُ ّراعُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الآونةُالأخيرةُمؤ ُش ّرُ ُ‬
‫ئيسُالُت ّرك ُيُّعبدُ‬
‫عليهاُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُأقدمُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫علىُجميعُُالخطواتُالإ يجابيةُوقراراتُُحُسُنُُالن ّواياُ ُ‬
‫العملي ّاتُوحدهاُلنُ‬
‫عودة ُ ُ‬
‫نُ ُ‬
‫رجبُطي ّبُأردوغان‪ُ..‬طبيع ُيّ ُلأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ولُوحكومة ُ‬
‫ُ‬ ‫الل ّهُغُ‬
‫حزبُ‬
‫ص ّراعُوإعادتهُإلىُنقطةُالبدايةُ(عامُ‪ُ)1984‬حينُانتقلُُ ُ‬
‫تكونُكافيةُلتأجيجُال ُ‬
‫ُ‬
‫المسل ّح‪ُ..‬‬
‫يُُإلىُ ميادينُ الُن ّزالُ ُ‬
‫سياس ُّ‬
‫الع ُمّالُُُال كردستان ُيُُّاليساريُُُّالُن ّزعةُ منُ العملُ ال ُّ‬
‫ظرُعنُصُح ُّةُال ُد ّعوىُ‬
‫الن ّ ُ‬
‫ضُ ُ‬‫‪ُ،‬ب ُغ ّ ُ‬
‫ي ُ‬‫جتمعُال ُد ّيمقراط ُّ‬
‫حزبُالم ُ‬
‫لُ ُ‬‫قرارُح ُّ‬
‫نُ ُ‬ ‫كافيةُفإ ُّ‬
‫هاُغيرُ ُ‬
‫ولأ ُّن ُ‬
‫شارعُُال كرديُُّمنُجديدُوشحنُُالأجواءُُ‬
‫الأسدُفيُتحر يكُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫أوُعدمها‪ُ،‬سيكونُلهُنصيبُُ‬
‫ُ‬
‫الت ّيُ‬
‫اخبةُ ُ‬
‫وأصواتهُالصُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫اُلعودةُالعنفُُوالعنفُُالمضا ُدّ‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ذلكُالمناخُالمناسبُجد‬
‫ُّ‬ ‫وتوفيرُ‬
‫ُ‬
‫بينُوجهاتُالن ّظ ُر‪ُ،‬للوصولُُإلىُمرحلةُُ‬
‫ُ‬ ‫والت ّقريبُُ‬
‫حكمةُوالعقلُُ ُ‬
‫دعاةُال ُ‬
‫ُت ُعُلوُعلىُأصواتُُ ُ‬
‫والمواطنةُالكاملة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫دولةُالقانونُُ‬
‫والت ّعايشُُو ُ‬
‫الت ّفاهمُُ ُ‬
‫ُ‬
‫كردي ُّةُفيُتركيا‪ُ،‬وبجميعُُأبعادهاُ‬
‫القضيةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫القرارُطبيع ُيُّإذنُعندماُنضعُُفيُالاعتبارُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫جهاتُ‬
‫ررُوجود"ُو"ميدانُعملُُونشاطُ"ُل ُ‬
‫ة‪ُ،‬كانتُولاُزالتُتمث ّلُُ"مُب ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسيةُوالعسكرُي ّ‬
‫ال ُّ‬
‫الآخرينُوالانتقاصُمنُحقوقهمُوإرغامهمُعلىُالاُنتماءُُإلىُ‬
‫ُ‬ ‫قومي ُّةُأدمنتُإقصاءُُ‬
‫تركي ُّةُ ُ‬
‫ُ‬
‫بغيرُالألسنةُالت ّيُجُبُلواُعليهاُ‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫والن ّطقُُ‬
‫الت ّاريخُ‪ُ ُ،‬‬
‫غيرُماُيعرفونُمنُحقائقُُ ُ‬
‫ياسي ُّة ُفيُتركيا‪ُ،‬ومنُخلالُطُ ُرقُُ‬
‫س ُ‬ ‫بة ُال ُّ‬
‫وجوه ُالل ُع ّ ُ‬
‫أحد ُ ُ‬
‫كردي ُّة ُ ُ‬
‫لتُالقضي ُّة ُال ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُمث ّ‬
‫ُ‬
‫حاكمُ‬
‫نمي ُّة ُال ُ‬
‫والت ّ ُ‬
‫العدالة ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُحكومةُ ُحزبُ ُ‬
‫لمُتكنُبريئة ُفيُأغلبُالأحيان‪ُ،‬ولأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ية ُ‬
‫ملتو ُ‬
‫كردي ُّة‪ُ،‬‬
‫فيُالقضي ُّةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫لةُلبعضُالإنجازاتُ‬
‫جعلهاُمؤ ُه ّ ُ‬
‫الآنُفيُتركياُتحملُُمنُالخلفياتُماُي ُ‬
‫يف ُكُل ّماُ‬
‫والت ّخو ُ‬
‫والل ّومُ ُ ُ‬
‫قد ُ ُ‬
‫منُالن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫معتبرة ُ‬
‫ُ‬ ‫ىُكمي ّاتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نواتُالماضي ّةُتتل ُّق‬
‫ُ‬ ‫ظل ّتُخلالُال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬

‫‪50‬‬
‫الت ّيُيمكنُُأنُيجتمعُُعليهاُ‬
‫إلىُنقطةُالمنتصفُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يرُ‬
‫سُ‬ ‫جاهُال ُّ‬
‫‪ُ،‬ولوُرمزي ّة‪ُ،‬فيُات ُ‬
‫ُ‬ ‫قطعتُخطوة‬
‫ُ‬
‫ركي ّة‪ُ .‬‬
‫والأكرادُداخلُالجمهورُي ّةُالُت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأتراكُ‬
‫ُ‬
‫صدفة؛ُ‬
‫ُ‬ ‫وليدُُ‬
‫الماضي ّةُ لمُ يكنُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سنواتُ‬
‫نمي ُّةُُخلالُ ال ُّ‬
‫والت ّ ُ‬
‫العدالةُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ماُ قامُ بهُ حزبُُُ‬
‫حالي ُّةُ‬
‫ياسي ُّة ُال ُ‬
‫س ُ‬ ‫تنظر ُإلىُالخرائطُ ُال ُّ‬
‫ةُالت ّيُينطلقُ ُمنهاُالحزبُ ُ ُ‬
‫قافي ُّة ُوالفكرُي ّ ُ‬
‫الث ّ ُ‬
‫فالأرضي ُّة ُ ُ‬
‫ُ‬
‫حزب‪ُ،‬حت ّىُوهيُفيُأعلىُهرمُ‬
‫ُ‬ ‫فيُالمنطقةُعلىُأ ُّنها ُموروثُ ُاستعماريُّ‪ُ،‬وقياداتُ ُال‬
‫الاستعمارُُوماُ خل ُّفهُمنُ اتفاقياتُُُوحدودُُقسّمتُ‬
‫ُ‬ ‫بعداوةُُ‬
‫ُ‬ ‫يوماُماُ‬
‫تشب ّعتُُُ ُ‬
‫سلطة‪ُ ُ،‬‬
‫ال ُّ‬
‫ظل ّتُتتج ُّد ُدُبصورُمتع ُّددةُ‪ُ .‬‬
‫ستُلنزاعاتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫دونُوجهُحقُُّأوُعدلُُوأسّ‬
‫ُ‬ ‫شعوبُُ‬
‫ال ُّ‬
‫بهاُالقومي ّونُالأتراك‪ُ،‬لنُ‬
‫ُ‬ ‫يُيلتزمُ‬
‫ُ‬ ‫الأكراد‪ُ،‬والت ّ‬
‫ُ‬ ‫تلكُالن ّظرةُالمتش ُّددةُتجاهُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫وعليهُفإ ُّ‬
‫سامحُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫نُُروحُُُ ُ‬
‫والت ّنميةُ بأيُُُّحالُُُمنُ الأحوال‪ ُ،‬بلُ إ ُّ‬
‫العدالةُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تكونُ لدىُ قياداتُُُ‬
‫حت ّىُ‬
‫كردي ّة‪ُ ُ،‬‬
‫سياساتُوالقراراتُتجاهُالمنطقةُال ُ‬
‫يُتسيطرُعلىُالن ّواياُوال ُّ‬
‫ُ‬ ‫هيُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫والت ّقاربُُ‬
‫ُ‬
‫نُ"القوم"ُفيُقطارُواحدُ‬
‫اُوهناكُتظهرُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫لوُأوردتُوسائلُُالإعلامُتصر يحاتُُمنُهن‬
‫تركهاُ عليهُ‬
‫ركي ّةُ تحتُذلكُ المفهومُال ُذ ّيُ ُ‬
‫حرفي ّةُال ُد ّولةُالُت ّ ُ‬
‫سكينُ ب ُ‬
‫معُالمتش ُّددينُ المتم ُّ‬
‫سُمصطفىُكمالُأتاتوركُعندُوفاتهُعامُ‪ُ .ُ1938‬‬
‫المؤسُّ ُ‬
‫نمي ّةُدفعتُُبقاياُ"الحرسُ‬
‫العدالةُوالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫خطيرة)ُالت ّيُينطلقُُمنهاُحزبُُ‬
‫ُ‬ ‫خلفي ّةُ(ال‬
‫تلكُال ُ‬
‫يُال كرديُُّ‪ُ .‬‬
‫يُطالُحزبُُالمجتمعُُال ُد ّيمقراط ُّ‬
‫ُ‬ ‫حظرُال ُذ ّ‬
‫ةُإلىُقرارُال ُ‬
‫ُ‬ ‫ركي ّ‬
‫القديم"ُفيُال ُد ّولةُالُت ّ ُ‬
‫ينُ ُإلىُ‬
‫وه ُ‬
‫المشُُب ُ‬
‫ادينُُ ُ‬
‫ويدُُفعُُالصُُي ُ‬
‫ط ُق ُةُ ُ‬
‫يُالمُن ُ‬
‫الع ُكُر ُةُفُ ُ‬
‫اهُ ُ‬
‫المُي ُ‬
‫اد ُةُ ُرُق ُع ُةُ ُ‬
‫مُفُيُزُ ُي ُ‬
‫اه ُ‬
‫سُ‬ ‫حُظُ ُرُسُُي ُ‬
‫ج ُديدُ‬
‫الم ُوُقفُُُ ُمنُُُ ُ‬
‫ويُرُفعُُُ ُمنُُُأُ ُسهُمُُُالُخ ُوفُُُويُج ُعُل ُهُُسُُي ّ ُدُُ ُ‬
‫الق ُذ ُر ُة‪ُ ُُ،‬‬
‫اتُهمُ ُ‬
‫او ُد ُةُُُن ُشاطُ ُ‬
‫ُم ُع ُ‬
‫ىُح ّدُسُ ُواءُ‪ُ .‬‬
‫ادُ ُعُل ُ‬
‫كُر ُ‬
‫الن ّسُُب ُةُُلُلأُُتُراكُُ ُوالُأُ ُ‬
‫ُب ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ ُُُُ2009ُ-12-19‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪51‬‬
‫اف ُةُالأُ ُع ُداء ُ‬
‫فُيُضُُي ُ‬
‫ُ‬
‫يارةُالرئيسُُالإيراُنيُُمحمودُأحمديُنُجادُ‬
‫وحدهاُهيُالتيُجعلتُز ُ‬
‫دفةُ ُ‬
‫ربماُكانتُالص ُ‬
‫رمُُ‬
‫ضُ‬‫الدفاعُُالأمريكيُالمُخ ُ‬
‫هُوهوُوزيرُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أعدائ‬
‫أبر ُزُ ُ‬
‫أحدُ ُ‬
‫يارةُ ُ‬
‫زمنياُمعُز ُ‬
‫لأفغانستانُتتقاطعُُ ُ‬
‫ورجُُ‬
‫فيُإدارة ُالرئيسُُُالجمهوريُجُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تُغ ُيتس‪ ُ،‬ذلكُ الرجلُُُالقويُالذيُ عملُُُ‬
‫وبُر ُ‬
‫ُر ُ‬
‫فيُمنصبهُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫اماُالبقاءُُ‬
‫وب ُ‬
‫اراكُأُ ُ‬
‫ئيسُالديمقراطيُُُب ُ‬
‫وش‪ُ،‬ثمُطلبُُمنهُالر ُ‬
‫ُب ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪52‬‬
‫ام‪ُ،‬بعدُفترةُ‬
‫ُ‬ ‫يارتهُقبلُأ ُي ّ‬
‫العاصمةُالأفغانيُ ُّةُكابل‪ُ،‬خلالُز ُ‬
‫ُ‬ ‫غادرُ‬
‫وزيرُال ُد ّفاعُُالأمريكيُُّ ُ‬
‫ُ‬
‫إلىُتلكُالمفارقةُالتُ ّيُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُُتفطّنُُ‬
‫نُ ُ‬‫‪ُ،‬ويُب ُدوُأ ُّ‬
‫الر ّئيسُُالإيران ُيّ ُ‬
‫طائرةُ ُ‬
‫وجيزةُمنُهبوطُُ ُ‬
‫ُ‬
‫الأمريكي ّةُ الإيرانُي ّةُ إلىُ‬
‫ُ‬ ‫وتعيدُُالحديثُُُعنُ العلاقاتُ‬
‫أبواباُ منُ الجدلُُُ ُ‬
‫ستفتحُُُ ُ‬
‫الواجهة‪ُ ..‬؟ ُ‬
‫ادُبأن ّهُ"يغذّيُ‬
‫يارةُالر ّئيسُأحمديُنُج ُ‬
‫ُ‬ ‫عندماُوصفُتوقيتُُز‬
‫ُ‬ ‫إلىُالمفارقةُ‬
‫ُ‬ ‫سُ‬
‫انتبهُغ ُيت ُ‬
‫ُ‬
‫أفكارُأصحابُنظر ُي ّاتُالمؤامرة"‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫قي ُّةُ‬
‫إلىُالعاصمة ُالعرا ُ‬
‫ُ‬ ‫سابقة ُ‬
‫يارة ُ ُ‬
‫الر ّئيس ُالإيران ُيّ ُإلىُأفغانستانُتشابهتُ ُمعُز ُ‬
‫يارة ُ ُ‬
‫ز ُ‬
‫حالتينُضيفاُمكر ُّماُمعز ُّزاُعلىُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُ ُكانُفيُال‬
‫نُ ُ‬‫كثيرة ُومنهاُأ ُّ‬
‫شُب ُه ُ ُ‬
‫بغداد‪ُ،‬ووجوه ُال ُّ‬
‫ُ‬
‫حدةُالأمريكي ّةُفيُحقيقةُالأمر‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫الولاياتُالمت ّ‬
‫ُ‬
‫نُ‬
‫بسهولة ُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫لة؛ُندرك ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالمضل ّ‬
‫ُ‬ ‫مويهي ّ‬
‫حاتُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫عاراتُوالبياناتُوالت ّصر ي‬
‫ُ‬ ‫فبعدُاستبعادُال ُّ‬
‫ش‬
‫ولتين‪ُ،‬أفغانستانُوالعراق‪ُ،‬ماُزالُفيُيد ُالق ُو ّاتُوالمخابراتُ‬
‫ُ‬ ‫لاُُال ُد ّ‬
‫فيُك ُ‬
‫الأمر ُ ُ‬
‫زمام ُ ُ‬
‫ُ‬
‫الأمريكي ّةُبشكلُأوُبآخر‪ُ،‬مهماُطالُ ُالحديثُ ُوتشع ّبُ ُعنُالانتخاباتُهناُأوُهناك‪ُُ،‬‬
‫ُ‬
‫يكوراتُالت ّيُ‬
‫ُ‬ ‫وداخلي ُّة‪ُ،‬وغيرُذلكُمنُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫وشرطةُووزاراتُُدفاعُُ‬
‫ُ‬ ‫وعنُق ُو ّاتُُجيشُُ‬
‫شعوبُبها‪ُ .‬‬
‫منُخلالهاُوخداعُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ةُالت ّسُت ُّرُوراءهاُوالعملُُ‬
‫القوىُالأجنبي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫تتقنُُ‬
‫لُ‬
‫أمريكي ّةُبك ُّ‬
‫ُ‬ ‫فيُبغدادُكانتُمحمي ُّةُ‬
‫ُ‬ ‫ئيسُالإيران ُيُّ‬
‫يُزارهاُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫خضراءُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫المنطقةُال‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫إ ُّ‬
‫يُ‬
‫المقاييس‪ُ،‬ومحيطُُالقصرُالجمهوريُُّفيُالعاصمةُكابلُمحاطُُبق ُو ّاتُحلفُشمالُالأطلس ُّ‬
‫اهرةُفيُالمشهدُأفغانيةُ‬
‫ُ‬ ‫الأمني ُّة ُال ُّ‬
‫ظ‬ ‫ىُلوُبدتُالوجوه ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ة‪ُ،‬حت ّ‬
‫ُ‬ ‫الأمريكي ّ‬
‫ُ‬ ‫الن ّيتو‪ُ ،‬والق ُو ّاتُ ُ‬
‫ُ‬
‫خالصة‪ُ ُ.‬‬
‫تعيد ُالحديثُ ُعنُالعلاقاتُ‬
‫يارة ُأحمديُ نجادُلأرضُ ُتحتُالاحتلالُالأجنب ُيُّ ُ‬
‫وز ُ‬
‫ل‪ ُ،‬بينُ‬
‫والت ّنسيقُُال ُذ ّيُ حدث‪ ُ،‬حسبُ رأيُ البعضُ علىُ الأق ُّ‬
‫الأمريكي ّةُ الإيرانُي ّة‪ُ ُُ،‬‬
‫ُ‬
‫حربُالأمريكي ّةُعلىُأفغانستانُعام ُ‪ُ،2001‬وإب ّانُالهجومُ‬
‫ُ‬ ‫ودُينُخلالُال‬
‫نُالل ّ ُد ُ‬
‫الع ُدوُُّي ُ‬
‫ُ‬
‫سياسي ُّةُوعسكرُي ُّةُمثيرةُللجدل‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫علىُالعراقُعامُ‪ُ2003‬وماُتلاهماُمنُأحداثُُ‬
‫ة‪ُ،‬وخلالُحياةُ‬
‫ُ‬ ‫الأولىُللث ّورةُالإيرانُي ّ‬
‫ُ‬ ‫سنواتُ‬
‫ماُيعودُإلىُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫قديم‪ُ،‬ور ُب ّ‬
‫وهذاُالحديثُُ ُ‬
‫شيطانُالأكبرُعلىُ‬
‫وصفُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫والمرشدُالأعلىُآيةُالل ّهُالخُُمُيُنيُال ُذ ّيُأطلقُُ‬
‫ُ‬ ‫عيمُالمؤسُّسُُ‬
‫الز ّ ُ‬
‫ُ‬
‫‪53‬‬
‫لُُمحافظُاُ فيُ حياتهُ علىُ شعاراتهُ المعاديةُ للغرب‪ُ،‬‬
‫الأمريكي ّة‪ُُ،‬وظ ُّ‬
‫ُ‬ ‫المت ّحدةُ‬
‫الولاياتُ ُ‬
‫ولي ّة‪ُ .‬‬
‫سياسةُال ُد ّ ُ‬
‫سيطرةُعلىُمجر ياتُال ُّ‬
‫والمن ُّددةُبنفوذهُومحاولاتهُال ُّ‬
‫جومهاُعلىُأفغانستانُبعدُأسابيعُمنُ هجماتُالحاديُ‬
‫الأمريكي ّةُ ه ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُبدأتُال ُّقواتُ ُ‬
‫طرفُُالإيران ُيُّفعلُُشيءُُ‬
‫يوركُوواشنطن‪ُ،‬وكانُفيُمقدورُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫عشرُمنُسبتمبرُعلىُنيو‬
‫بالن ّسبةُللجانبُ‬
‫لُ ُ‬ ‫ماُلإعاقةُتلكُالحملةُبشكلُأوُبآخر‪ُ ،‬أوُجعلهاُأكثرُكلفةُعلىُالأق ُّ‬
‫طرف‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫نُطهرانُغضّ تُال ُّ‬
‫الأمريك ُيّ‪ُ،‬ل كنُُّالذُّيُحدثُأ ُّ‬
‫رُالت ّيُبدأتُ‬
‫مباشر ُفيُالحربُحسبُالأسرا ُ‬
‫غير ُ ُ‬
‫وأكثرُمنُذلك‪ُ :‬ساهمتُبشكلُ ُ ُ‬
‫امي ّةُ‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫تخرجُُمنُوراءُال كواليس‪ُ،‬بعدُقرابةُعشرُسنواتُمنُتلكُالأحداثُال ُد ّ ُ‬
‫ن ُحلفاءُطهرانُ‬
‫يوُوكانُأكثرُسفوراُحينُات ّضحُللجميعُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫سينار‬
‫وفيُالعراقُتكر ُّر ُال ُّ‬
‫ُ‬
‫منُالعراقي ّين‪ُ،‬أوُأبناءُهاُالُخُل ّصُال ُذ ّينُرب ّتهمُعلىُعينهاُكماُيرىُالبعض‪ُ،‬قدُانخرطواُفيُ‬
‫ُ‬
‫يُ‬
‫سياس ُّ‬
‫ووف ّرواُلهاُالغطاءُال ُّ‬
‫عمُلُي ّةُالغزوُبجميعُمراحلهاُوسهّلواُالأمرُُعلىُالق ُو ّاتُالغازُي ّة‪ُ ُ،‬‬
‫شمالُوالوسطُوالجنوب‪ُ !ُ!..‬‬
‫ّمواُمنُيقاومها‪ُ،‬ولاحقوهُفيُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫بعدُذلكُوجر‬
‫بهُالعراقي ّونُالمتحالفونُمعُالاحتلالُوهوُ‬
‫ُ‬ ‫يُيتعل ّقُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وحت ّىُلوُتفهّمنا ُشُُب ُه ُالعذرُال ُذ ّ‬
‫ُ‬
‫سابق‪ُُ،‬وعجزهمُ عنُ إسقاطهُ بمفردهم‪ُُ،‬وتوفُ ّرُ‬
‫الن ّظامُ ال ُّ‬
‫طولُ معاناتهمُ وإقصائهمُ منُ ُ‬
‫الفرصةُلإزاحةُنظامُالبعثُال ُذ ّيُدامُعشراتُالسنين‪ُ !!..‬‬
‫ينُالم ُو ُالينُ‬
‫ياسي ّ ُ‬
‫س ُ‬
‫بعدُذلكُحينُاستتبُالأمرُُلل ُّ‬
‫ُّ‬ ‫اندثرُ‬
‫العذرُ ُ‬
‫نُ ُ‬
‫حت ّىُلوُتفهّناُذلك‪ُ...‬فإ ُّ‬
‫ُ‬
‫صةُفيُالجنوبُالعراق ُيّ‪ُ،‬وكانُبمقدورهمُ‬
‫جولُخا ُّ‬
‫لإيران‪ُ،‬وصارتُمليشياتهمُتصولُُوت ُ‬
‫حقيقُبعضُشعاراتهمُالت ّيُ تح ُّدثتُ ُسنواتُ‬
‫ُ‬ ‫ومنُثم ُّت‬
‫ُ‬ ‫هناكُمضايقةُق ُو ّاتُالاحتلال‪ُ ،‬‬
‫والاقتصادي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫الإعلامي ّةُُ‬
‫ُ‬ ‫ومشروعي ّةُ شنُُُّالحربُ‬
‫ُ‬ ‫شيطانُ الأكبرُ وجرائمهُ‬
‫طو يلةُ عنُ ال ُّ‬
‫والعسكرُي ّةُعليه‪ُ ُ.‬‬
‫ئيسُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫سابقاُ ولأفغانستانُ خلالُ الأ ُي ّامُ الماضية؛ُ كر ُّرُُ ُ‬
‫فيُ ختامُ ز يارتهُ للعراقُ ُ‬
‫اُأكوامُ‬
‫ُ‬ ‫وحُم ُّل ُه‬
‫اتُالأجنبي ّة‪ُ ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫جادُدعوة ُبلادهُلانسحابُالق ُو ّ‬
‫ُ‬ ‫الإيران ُيّ ُمحمودُأحمديُ ن‬
‫وبلادهُ بتلكُ الصُّورةُ‬
‫ُ‬ ‫نفسهُ‬
‫الفشلُُُوالإخفاقاتُُُوالمشاكلُُُوالاضطراباتُ‪ ُ،‬وقد ُّمُُ ُ‬
‫الن ّاظرينُإليها‪ُ !!..‬‬
‫افيةُالت ّيُتش ُّدُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الملائكي ّةُالصُّ‬
‫ُ‬
‫‪54‬‬
‫ولاُتريدُمنُوراءُذلكُجزاءُُولاُشكورا‪ُ ُ!!!..‬‬
‫ُ‬ ‫تساعدُجيرانهاُلوجهُالل ّهُفقط‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫بلادُ‬
‫ُ‬
‫ووجودُُعلاقاتُُ‬
‫ُ‬ ‫شمسُُُفيُ رابعةُ الُنّهار‪ُ،‬‬
‫ساطعةُُمثلُ ضوءُُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫حقيقةُُصارتُُُ‬
‫نُُال ُ‬
‫إ ُّ‬
‫ةُبعدُالت ّسريباتُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُأدل ُّة ُ‪ُ،‬خا ُّ‬
‫ص‬ ‫ُ‬ ‫فيُحاجةُ‬
‫ُ‬ ‫ينُلمُت ُعدُُ‬
‫ُ‬ ‫ينُوالأمريكي ّ‬
‫ُ‬ ‫وتفاهماتُُبينُالإيرانُي ّ‬
‫وماُزالتُتظهرُمنُحينُلآخر‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫قة‪ُ،‬‬
‫ةُالت ّيُظهرتُفيُفتراتُُساب ُ‬
‫الإعلامي ّ ُ‬
‫ُ‬
‫فيُالل ّعبُ ُبماُشاؤواُمنُالأوراقُ‬
‫ل ُالحقُّ ُ ُ‬
‫ن ُلإخوانناُالإيرانُي ّينُك ُّ‬
‫انية ُأ ُّ‬
‫الث ّ ُ‬
‫حقيقة ُ ُ‬
‫وال ُ‬
‫مفتوحاُللجميع‪ُ ،‬وخصوصاُلأولئكُال ُذ ّينُ‬
‫ُ‬ ‫ةُماُدامُالميدان ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُوالأمني ّ‬
‫ُ‬ ‫ياسي ّةُوالعسكرُي ّ‬
‫س ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫كواُمنُأراضيُتبعدُعنُأفغانستانُأكثرُمنُعشرةُآلافُ‬
‫ُ‬ ‫قدمواُمنُوراءُالبحار‪ُ،‬وتُحر ّ‬
‫كيلومتر‪ُ !!..‬‬
‫ويرحموناُقليلا ُمنُمزايداتهمُ‬
‫ُ‬ ‫اعنا‪ُ ،‬‬
‫ل ُالحقُّ‪ُ ...‬شر يطةُأنُيتوبواُعنُخُ ُد ُ‬
‫لإخوانناُك ُّ‬
‫نُمنُحقُُّ‬
‫عربية‪ُ،‬وأ ُّ‬
‫لُ ُ‬ ‫قضي ّةُفلسطينُأكبرُمنُأنُتظ ُّ‬
‫نُ ُ‬‫بقضي ّتناُالمركزُي ّة‪ُ،‬معُتسليمناُبأ ُّ‬
‫ُ‬
‫مودُوالمقاومة‪ُ .‬‬
‫أنُيدعمُالحقُُّالفلسطين ُيُّفيُالأرضُُوالصُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫مسلمُ‬
‫لُ ُ‬ ‫ك ُّ‬
‫ورُالإيران ُيّ‪ُ،‬ولوُبحذر‪ُ،‬بعدُأنُ‬
‫نُعلينا‪ُ،‬شئناُأمُأبينا‪ُ،‬أنُنقد ُّرُال ُد ّ ُ‬
‫الثةُأ ُّ‬
‫الث ّ ُ‬
‫حقيقةُ ُ‬
‫وال ُ‬
‫الت ّيُ يعملونُُمنُ أجلُ الوصولُ إليها‪ُُ،‬رغمُ العثراتُ‬
‫يةُُواستراتيُجي ّةُُالقومُُُ ُ‬
‫ظهرتُ رؤ ُ‬
‫اُوخارجي ّا‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫يُتبدوُعليهمُداخلي ّ‬
‫ُ‬ ‫كثيرةُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫لُُالعربُُ‬
‫ُيتُحُركُونُُُب ُذُلكُُُ ُال ُع ُزمُ ُو ُال ُوضُوحُ لُأُجلُُُ ُمصُالُح ُهمُ ُال ُق ُو ُميُة‪ُُ..‬بينماُ يظ ُّ‬
‫مُأمواجُ‬
‫ُ‬ ‫اذُف ُه‬
‫‪ُ،‬تُت ُق ُ‬
‫يُأوُعسكريُّ ُ‬
‫ل‪ُ،‬تائهينُدونُوزنُُسياس ُّ‬
‫سمي ّون‪ُ،‬أوُأغلبهمُعلىُالأق ُّ‬
‫الر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫يغيضُ‬
‫ُ‬ ‫صديقاُولاُ‬
‫لاُيسرُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫اُمبكي ّا‪ُ،‬‬
‫اُمضحك ُ‬
‫ُ‬ ‫منهمُمشهد‬
‫ُ‬ ‫ةُوإقليمي ُّة‪ُ،‬وتشكّلُ ُ‬
‫ُ‬ ‫مصالحُدولي ّ‬
‫ُ‬
‫عدوُّاُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2010-03-13‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪55‬‬
‫وسُُتُركُيُ ُة ُ‬
‫ُد ُر ُ‬
‫ُ‬
‫مائةُُوثمانيةُُ‬
‫التركيةُ مسافةُُُ ُ‬
‫والتُرومُ ُوايُ فيُ مدينةُ اسطنبولُ ُ‬
‫يتُروُ ُ‬
‫الم ُ‬
‫تغطيُ خطوطُُُ ُ‬
‫المسافةُخلالُالعامُ‬
‫ُ‬ ‫ُلتتضاعفُ‬
‫ُ‬ ‫وأربعينُكيلومترا‪ُ،‬وتستم ُرُالأشغالُُفيُهذاُالمجالُُالحيوي‬
‫المدينة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫القادمةُُفيحد ُدهاُ القائمونُ علىُ‬
‫ُ‬ ‫القادم‪ ُ،‬أماُ الرؤ يةُ خلالُ السنواتُُُالخمسُُُ‬
‫يضافُُإلىُكلُ هذهُ الإنجازاتُ مشروعُُ‬
‫ُ‬ ‫والحكومةُومؤسساتها‪ ُ،‬بسبعمائةُكيلومتر‪ُ..‬و‬
‫ُوآثاره ُالإ يجابيةُ‬
‫جانب ُالآسيويُبالأوروبي‪ُ،‬وخدماتُ ُالتاكسيُالمائي ُ‬
‫ُتُلفُرُيكُيصلُ ُال ُ‬
‫فيُتخفيفُُالازدحامُُالبريُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪56‬‬
‫ياحي ّةُلتركيا‪ُ،‬‬
‫س ُ‬ ‫قافي ّةُوال ُّ‬
‫ةُوالث ّ ُ‬
‫اتُاسطنبول‪ُ،‬العاصمةُالاقتصادي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫رئيسُإح ُدىُأكبرُبلد ُي ّ‬
‫يُيفوز ُفيُ‬
‫ُ‬ ‫ل ُعشرةُأشخاصُفيُبلدُي ّتهُصو ّتواُلهُولحزبهُال ُذ ّ‬
‫ُّسبعة ُمنُبينُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫قالُإن‬
‫الثةُعلىُالت ّوالي‪ُ..‬فماُهوُال ُد ّافع‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالث ّ‬
‫ةُبتلكُالن ّاحيةُللم ُر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫خاباتُالبلدي ّ‬
‫ُ‬ ‫الانت‬
‫ّمةُ‬
‫خدمة ُالمقد ُ‬
‫؟ُأمُهوُالر ّضاُعنُال ُ‬
‫ُ‬ ‫عصبُالحزب ُيّ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫والت ّ‬
‫هلُهوُالولاء ُالأيديولوج ُيّ ُ ُ‬
‫والر ّغبةُفيُاستمرارها‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الماضي ُّةُ ُ‬
‫خلالُالعهُ ُداتُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ركي ّةُكانواُقدُ تحدّثواُللمواطنين‪ُ ،‬أثناءُالحملةُ‬
‫كبير ُمنُالبلد ُي ّاتُالُت ّ ُ‬
‫الفائزونُفيُعدد ُ ُ‬
‫ياضي ّةُ‬
‫سياراتُالجديدة‪ُ،‬والحدائقُالواسعةُالغن ّاء‪ُ،‬والقرىُالرُّ ُ‬
‫الانتخابُي ّة‪ُ،‬عنُمواقفُال ُّ‬
‫رفيهي ّة‪ُ..‬‬
‫خدماتُالأساسي ّةُإلىُالُت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُوالاجتماعي ّة‪ُ..‬أيُأ ُّنهمُانتقلواُمنُمرحلةُال‬
‫ُ‬ ‫قافي ّ‬
‫والث ّ ُ‬
‫ُ‬
‫فكيفُلاُيعيدُالمواطنُُانتخابهم‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫كثير ُمنُأهاليُاسطنبول‪ ُ،‬كماُنقلتُوسائلُالإعلامُبمناسبةُالانتخاباتُ‬
‫ويتح ّدثُ ُال ُ‬
‫بُأردوغانُإلىُمنصبُ‬
‫ُ‬ ‫رجبُطي ّ‬
‫ُ‬ ‫نواتُالت ّيُسبقتُوصولُ ُ‬
‫ُ‬ ‫البلدي ّةُالأخيرة‪ُ،‬عنُال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬
‫العمدةُفيُهذهُالمدينةُالآسيوُي ّةُالأوروبُي ّة‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫ص ّرفُ‬
‫المنزلي ّة‪ُُ،‬وال ُ‬
‫الن ّفاياتُ ُ‬
‫الن ّظافةُ وجمعُ ُ‬
‫الت ّحدّياتُ متراكمةُ فيُ مجالاتُ ُ‬
‫كانتُ ُ‬
‫يزعمُ‬
‫بعضهمُبثقةُعالُي ُّةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ي‪ُ،‬والمواصلاتُالعا ُمّة‪ُ،‬ومياهُالشُ ّربُوغيرها‪ُ..‬ويتحدّثُُ‬
‫الصُّح ُّ‬
‫معظمُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫مدينةُاسطنبولُالماضية‪ُ،‬لأ ُّ‬
‫لاُيعرفُشيئاُعنُمشاكلُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جديدُ‬
‫نُالجيلُُال ُ‬
‫معهاُأ ُّ‬
‫خدمي ّةُقدُتلاشت‪ُ !!..‬‬
‫المعضلاتُال ُ‬
‫ةُالت ّيُحملتُ‬
‫خاباتُالبلدي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫نمي ّةُالحاكمُفيُتركياُفي ُالانت‬
‫العدالةُوالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حزب ُ‬
‫ُ‬ ‫وهكذا‪ُ..‬فاز ُ‬
‫ُ‬
‫مرةُ عبرُ‬
‫الت ّيُ ستجريُ بعدُ أشهر‪ُُ،‬ولأوّلُ ُّ‬
‫ئاسي ّةُ ُ‬
‫الر ّ ُ‬
‫وحت ّىُ ُ‬
‫نكهةُُالانتخاباتُ البرلمانُي ّة‪ُ ُ،‬‬
‫ُ‬
‫ن‪ُُ،‬‬
‫رئيسُُالوزراءُ الحال ُيُُّرجبُ طي ّبُأردوغا ُ‬
‫ُ‬ ‫الاقتراعُ العامُ المباشر‪ُ،‬وقدُ يترشّ حُُُفيهاُ‬
‫يُالحكمُعهدتينُمتتاليتين‪ُ،‬ور بّماُاحتفلُُبالُذ ّكرىُالمئوُي ّةُالأولىُلسقوطُ‬
‫لُفيُكرس ُّ‬
‫و يظ ُّ‬
‫لماُأرادهُمصطفىُكمالُأتاتورك‪ُ،‬علىُحدُّتخميناتُ‬
‫ُ‬ ‫ايرُ‬
‫الإمبراطورُي ّةُالعثمانُي ّةُبشكلُُ ُم ُغ ُ‬
‫ةُالر ّاهنة‪ُ !ُ!..‬‬
‫ركي ّ ُ‬
‫حاملُُعلىُالُنّهضةُالُت ّ ُ‬
‫منُخلالُمقالاتهُفيُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫برعُ‬
‫كاتبُُعرب ُيُّ ُ‬

‫‪57‬‬
‫ركي ّة‪ُ،‬‬
‫‪ُ،‬منُخلالُالت ّجربةُالُت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫رس ُالأوّلُ ُال ُذ ّيُينبغيُأنُنتعلّمهُفيُالعالمُالعرب ُيّ‬
‫ال ُد ّ ُ‬
‫سُياسيُ ّةُ‬
‫هوُال ُد ّولةُومؤسُّساتهاُواحترامُصندوقُالانتخابُمهماُكانتُدرجةُالخصومةُال ّ‬
‫منُجهة‪ُ،‬ومستوىُالخسارةُالانتخابُي ّةُمنُجهةُثانُي ّة‪ُ .ُ.‬‬
‫منُالن ّضجُوالوعيُدفعتهمُإلىُالإعراضُ‬
‫ُ‬ ‫مة ُ‬
‫قدُوصلواُإلىُمرحلة ُمتق ُّد ُ‬
‫ُ‬ ‫فالأتراك ُ‬
‫ُ‬
‫عنُال ُد ّعواتُالانقلابُي ّةُبأيُُّشكلُ ُمنُالأشكال‪ُ،‬ولوُحملتُُشعاراتُمحاربةُالفسادُ‬
‫ّافُفماُال ُد ّاعيُلسماعُُأولئكُال ُذ ّينُيهرفونُبماُلاُ‬
‫وحمايةُال ُد ّولة‪ُ..‬فالصُّندوقُُمتاحُُوشف ُ‬
‫ّثونُعنُشعبي ُّةُبعشراتُالملايين‪ُ..‬فأينُهمُيومُالانتخاب‪..‬؟؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫يعرفون‪ُ،‬ويتحد‬
‫الث ّانيُحولُوسائلُالإعلامُوقدرتهاُالخارقةُعلىُإسقاطُعددُمنُالأنظمةُ‬
‫رسُ ُ‬
‫ُوال ُد ّ ُ‬
‫خصومُُحزبُ العدالةُ‬
‫ُ‬ ‫نُُ‬
‫المقارنةُُهناُ أ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ووجهُُ‬
‫العربُي ّةُ خلالُ ثوراتُ الرُ ّبيعُ العرب ُيّ‪ُ ُُ...‬‬
‫شعبي ّةُ‬
‫فيُتركياُحاولتُإضعافُ ُ‬
‫ُ‬ ‫خمةُ‬
‫والت ّنمية‪ُ،‬القدامىُوالجدد‪ُ،‬يمل كونُوسائلُُإعلامُُض ُ‬
‫ُ‬
‫طرق‪ ُ،‬ل كنّ ُ ر ياحُُُصناديقُ الانتخاباتُ جاءتُ علىُ غيرُ هوىُ‬
‫الحزبُ الحاكمُ بشت ّىُ ال ُّ‬
‫ركي ُّةُ‬
‫البلدي ُّة ُالُت ّ ُ‬
‫ّت ُبحرارةُأنُتمث ّلُ ُالانتخاباتُ ُ ُ‬
‫ةُوخارجي ّةُتمن ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُداخلي ّ‬
‫ُ‬ ‫ساتُإعلامي ّ‬
‫ُ‬ ‫مؤسُّ‬
‫لرجبُطي ّبُأردوغانُوحزبه‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫قاضيةُ‬
‫ُ‬ ‫ضربةُ‬
‫ُ‬
‫الت ّيُ عملتُُ‬
‫إلا ُُّالحكوماتُوالأحزابُ ُ‬
‫انتبهواُياُسادة‪ُُ..‬وسائلُُُالإعلامُلاُ تسقطُُُ ُ‬
‫شعوبُ‬
‫ظل ّتُ تغر ُّدُُفيُ وديانُُُبعيدةُ عنُ تطل ّعاتُال ُّ‬
‫(بإخلاص)ُ لهذاُ المصير‪ُُ،‬عندماُ ُ‬
‫وآمالها‪ُ .‬‬
‫خدمةُُوتقديمهاُ لجميعُ المواطنين‪ُُ،‬مهماُ كانتُ‬
‫ثقافةُُال ُ‬
‫يقودناُُإلىُ ُ‬
‫الث ّالثُُُ ُ‬
‫رسُُ ُ‬
‫وال ُد ّ ُ‬
‫يمقراطي ّاتُ‬
‫ُ‬ ‫وميولهمُالإيديولوجي ّة‪ُ...‬فالمسؤولُُفيُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫ثني ّة‪ُ،‬‬
‫توجّهاتهمُالحزبُي ّةُوأصولهمُالا ُ‬
‫ىُلوُعُلمُ ُأنُّ‬
‫ُ‬ ‫ة‪ُ،‬حت ّ‬
‫ُ‬ ‫المسؤولي ّ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫واحدةُحينُيترب ّعُ ُعلىُكرس ُّ‬
‫ُ‬ ‫جةُينظر ُإلىُالجميعُبعين ُ‬
‫ُ‬ ‫الن ّاض‬
‫ُ‬
‫نُله‪ُ،‬حيثُفازُبفارقُأصواتُُبسيطُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫نسبةُالمؤيدّي‬
‫نسبةُالمعارضينُتقاربُُ ُ‬
‫ُ‬
‫حاكمُفيُتركياُخدماتهُلجميعُالمناطقُعلىُح ُّدُسواء‪ُ،‬‬
‫وعلىُهذاُالأساسُقدّمُالحزبُُال ُ‬
‫والبلدي ّة‪ ُ،‬ور بّماُ تتضُّحُُُأكثرُ فيُ‬
‫ُ‬ ‫فراحتُ انتصاراتهُ تتوالىُ فيُ الانتخاباتُ البرلمانُي ّةُ‬
‫صةُإذاُتراجعتُح ُّدة ُخطاباتُأردوغانُض ُّد ُخصومه‪ُ ُ،‬وعادُ‬
‫ئاسي ّاتُالقادمةُخا ُّ‬
‫الر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫إلىُنهجهُالت ّوافقيُُّالمعهودُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪58‬‬
‫ةُالت ّيُأدمنتُُعلىُ‬
‫صةُلعددُمنُحكوماتناُالعربُي ّ ُ‬
‫الر ّابعُوالأخيرُمهمُّللغايةُخا ُّ‬
‫رسُ ُ‬
‫وال ُد ّ ُ‬
‫الوهمي ّينُ وتحميلهمُ مسؤوليةُ‬
‫الأعداءُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تصديرُُالمشاكلُُُنحوُ الخارجُ‪ُُ،‬واصطناعُُُ‬
‫ُ‬ ‫خطيئةُ‬
‫سنين‪ُ !!..‬‬
‫الفشلُالمتراكمُلعشراتُال ُّ‬
‫كواُ‬
‫وف ُّ‬
‫يمقراطي ّة‪ُ ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫عبة ُال ُد ّ‬ ‫ورسخواُقواعدُ ُ ُ‬
‫الل ّ ُ‬ ‫ملموسة ُلشعوبكم‪ّ ُ ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ياُسادة‪ُ:‬قدّمواُخدماتُ ُ‬
‫ذلكُالارتباطُالأبديُُّبينكمُوبينُال كراسي‪ُ،‬ولستمُفيُحاجةُبعدُذلكُإلىُالحديثُعنُ‬
‫شيخُالقرضاويُوقناةُالجزيرةُوثوراتُالرُ ّبيعُالعرب ُيّ‪ُ..‬لأنُّ‬
‫أميرُدولةُقطرُوأردوغانُوال ُّ‬
‫ُ‬
‫طرفُأوُ‬
‫خير ُوالأمنُ ُبأمُّعينيه‪ُ،‬ولنُ يحتاجُ ُإلىُسماعُهذاُال ُّ‬
‫المواطنُ ُسوفُيعاينُ ُال ُ‬
‫خبرُكالمعاينة"‪ُ ..‬‬
‫ذاك‪ُ..‬ف ُ"ليسُال ُ‬
‫نوعي ُّةُفيُتاريخُ‬
‫بقفزةُ ُ‬
‫حاكمُفيُتركياُمنُجديدُعندماُشعرُالمواطنُُالُت ّرك ُيُّ ُ‬
‫ُ‬ ‫فازُالحزبُُال‬
‫ُ‬
‫ولة ُجيش‪ُ!!..‬‬
‫دولة‪ُ،‬فصارُ ُلل ُد ّ ُ‬
‫تماما‪ُ..‬كانُهناكُجيش ُيملكُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بلاده‪ُ،‬لقدُتغيُّر ُالحالُ ُ‬
‫منهاُمجموعةُمحدودةُُمنُالمترب ّعينُ‬
‫ُ‬ ‫تستفيدُ‬
‫ُ‬ ‫البلادُتتّجهُنحوُحربُُاستنزافُُ‬
‫مواردُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وكانتُ‬
‫منُدائرة ُالحربُ ُحتىُأوشكتُ ُعلىُ‬
‫ُ‬ ‫علىُعرشُصناعةُالقرار‪ ُ،‬فجاءُأردوغانُوضي ّقُ ُ‬
‫وضعُأوزارهاُبالكامل‪ُ..‬وهلم ُّجرّا‪ُ .ُ.‬‬
‫غاريدُفيُأروقةُالاستبدادُالعرب ُيُّحينُاستمرتُمظاهراتُُالمعارضةُفيُ‬
‫لقدُتعالتُالز ّ ُ‬
‫ُ‬
‫سلطاتُلعددُ‬
‫المباشرُهوُ(ميدانُتقسيُم)ُواقتلاعُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫سببُُ‬
‫تركياُالصُّيفُالماضي‪ُ،‬وكانُال ُّ‬
‫الاستبداد‪ُ،‬منُالإعلامي ّينُعلىُوجهُالخصوص‪ُ،‬عنُ‬
‫ُ‬ ‫منُالأشجار‪ُ ُ!!..‬وتغافلُ ُ ُ‬
‫سدنة ُ‬
‫تأثيرُسخرُي ّةُأردوغانُمنُخصومهُعندماُقالُإ ُّنهمُيحتجّ ونُمنُأجلُشجيرات‪ُ،‬ويتجاهلونُ‬
‫ر ُهؤلاءُ‬
‫اش ُ‬
‫ماُتُب ُ‬ ‫قرابةُالث ّلاثةُملاييرُ شجرةُغرستُخلالُال ُّ‬
‫سنواتُالعشرُالأخيرة‪ُ !!..‬ك ُ‬ ‫ُ‬
‫اكُ‬
‫اهُلواُأُنُ ُ ُهُن ُ‬
‫يُحامتُحولُحكومةُالعدالةُوالت ّنمية‪ُ ُ ،‬وتُج ُ‬
‫ُ‬ ‫ّدنةُبأخبارُالفسادُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫ثم ُّلاُ‬
‫وتنام‪ُ ُ ،‬‬
‫الفساد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ّس ُ‬
‫جلي ّاُبينُحكومةُيقعُ ُفيهاُفساد‪ُ،‬وحكومات ُعربُي ّة ُتتنف ُ‬
‫ُف ُرقُا ُ ُ‬
‫إلا ُّبه‪ُ !ُ!..‬‬
‫تقومُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2014-04-06‬‬

‫‪59‬‬
ُ

60
‫ُالمُح ُو ُرُالثُانُي ُ‬
‫اُوأُوروُبُا ُ‬
‫يك ُ‬‫ح ُولُُأُم ُر ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أبرزهاُأ ُّنهمُالأقوىُخلالُ‬
‫الاهتمامُبأوروباُوأمريكاُفيُبلدانناُالعربيةُوراءهُأسبابُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ن ُحكّامنا‪ُ،‬فيُالأغلب‪ُ،‬‬
‫مباشر ُلأ ُّ‬
‫همُوأحداثهم ُُف ُينا ُبشكلُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسات‬
‫ُ‬ ‫هذهُالمرحلة‪ُ،‬فتؤُث ُّر ُ‬
‫ساعاتهمُعلىُتوقيتُبروكسلُوُباريسُولندنُوواشنطن‪ُ ُ!!...‬‬
‫ُ‬ ‫يضبطونُ‬
‫ظاهرُ‬
‫ةُالأمريكي ّة‪ُ،‬أوُالجزءُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫يمقراطي ّ‬
‫ُ‬ ‫وحماس ُلل ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫يظهر ُفيُهذهُالمقالاتُإعجابُ ُ‬
‫قد ُ ُ‬
‫ن ُدائماُ‬
‫حكمُالر ّاشد‪ُُ ،‬فأُ ُدُن ُد ُ‬
‫ُ‬ ‫سُببُ ُ ُأن ّني ُمواطنُ ُعرب ُيّ ُمحرومُ ُمنُال‬
‫ل‪ُ،‬وال ّ‬
‫منهاُعلىُالأق ُّ‬
‫شفافةُمظهراُومُخُبُراُ‪ُ .‬‬
‫طل ّعُإلىُالصُّناديقُال ُّ‬
‫ناُفيُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حولُح ُّق‬
‫صاحبهُلأيُُّسرابُُمنُبعيد‪ُ،‬ولوُ‬
‫ُ‬ ‫يُيتطل ّعُُ‬
‫ُ‬ ‫وهنا‪ُ...‬ر ُب ّماُوقعتُُفيُبراثنُاليأسُال ُذ ّ‬
‫هُمصالحُتح ُّد ُدهاُمؤسساتُُوليسُ‬
‫ُ‬ ‫حكم‬
‫فيُبلدُت ُ‬
‫ُ‬ ‫اما‪ُ،‬‬
‫وب ُ‬
‫رئيسُأمريكيُّمثلُأُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فوزُ‬
‫تمث ّلُُفيُ ُ‬
‫شخصُ ُ‬
‫الر ّئيس‪ُ .ُ.‬‬
‫واليأسُُال ُذ ّيُ يتح ُو ّلُُُإلىُ أملُُُفيُ زمنُ الاستبدادُ والفسادُ العرب ُيُّ‬
‫ُ‬ ‫عفُُ‬
‫كن ّهُ الضُّ ُ‬
‫ل ُ‬
‫طو يل‪ُ...‬أناُمعذور‪ُ،‬وغيريُمعذورُأيضا‪ُ .ُ.‬‬
‫ال ُّ‬
‫معُفيُتغييرُعبرُأسبابُ‬
‫ُ‬ ‫ساذجاُبسببُال ُّ‬
‫ط‬ ‫ُ‬ ‫عاطفي ّاُأكثرُمنُالمعقول‪..‬؟ُأمُ‬
‫ُ‬ ‫هلُكنتُُ‬
‫أوباماُبالعهدةُالث ّانية‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫صةُفيُآخرُكلماتُُمقالُيُعنُفوزُباراكُ‬
‫خارجي ّةُغيرُمباشرة‪ُُ،‬خا ُّ‬
‫والأملُفي ُتوق ّفُالد ّعمُالأمريكيُّللحكوماتُالمستبدّةُوالفاسدةُفيُعددُمنُبلدانناُ‬
‫العربية‪ُ .‬‬
‫الت ّفاؤلُالمفرط‪ُ .ُ.‬‬
‫حظةُمنُلحظاتُ ُ‬
‫لاُأدري‪ُ..‬ر بّماُتكونُل ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪61‬‬
‫كوباُوظاهرةُالانقراض ُ‬
‫ُ‬
‫فيدلُ كاستروُ المشاكسُ وجزيرةُكوباُُالصامدةُ فيُ وجهُ أمريكاُ النموذجُ الأسوأُ‬
‫للإمبر ياليةُالعالميةُفيُنظرُالمعسكرُالشيوعيُعلىُالأقل‪ُ...‬ثلاثيُترعرعتُعلىُأخبارُ‬
‫مناوشاتهُومشاكساتهُواستفزازاتهُالمتبادلة‪ُ،‬وكيفُلي‪ُ،‬ولأبناءُجيلي‪ُ،‬أن ُأكونُفيُ‬
‫معزلُعنُذلكُوسنواتُحكمُالسيدُالقائدُكاسُتروُتزيدُعنُسنواتُماُمضىُمنُ‬
‫عمريُبعقدُكاملُمنُالسنين‪ُ ..‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪62‬‬
‫ّجلُفيُجانبُواحدُفقط‪ُ،‬فلستُمنُالذ ّينُيبيحونُ‬
‫كنتُولاُزلتُأحترمُهذاُالر ُ‬
‫خدماتهُوأياديهُ‬
‫ُ‬ ‫ُزعيمُأوُرئيسُ‪ُ،‬مهماُعلاُشأنهُوتراكمتُُ‬
‫ُ‬ ‫المطلقةُبأيّ‬
‫ُ‬ ‫لأنفسهمُالإشادةُ‬
‫ُ‬
‫ّةُويسمحُ‬
‫ُ‬ ‫البيضاءُعلىُشعبه‪ُ،‬عندماُيدوسُعلىُمقدّراتُالشّعبُالأساسي ّةُوطلائعهُالحي‬
‫لنفسه‪ُ،‬الأمّارةُبالسّوء‪ُ،‬بالت ّرب ّعُطولُالحياة ُعلىُكرسيُّالحكمُممسكاُبمفاصلُالسّلطة‪ُ،‬‬
‫عنُولادةُالبديلُُ‬
‫ُ‬ ‫ُّصغيرةُوكبيرة‪ُ،‬وكأنُّأرحامُالن ّساءُعقمتُُ‬
‫ُ‬ ‫حصي ّاُعلىُالشّعبُكل‬
‫وم ُ‬
‫ُّشأناُل كن ّهُيملكُمنُالقدرةُوالذّكاءُوال كفاءةُماُيؤهلّهُلخدمةُ‬
‫أوُالمثيلُ‪ُ،‬أوُحت ّىُالأقل ُ‬
‫الشّعب‪ُ،‬والسّيرُعلىُالد ّربُومواصلةُالمسيرة‪ُ .‬‬
‫ثباتهُ علىُ مبدأُ عداوتهُ للولاياتُ المت ّحدةُ الأمريكي ّةُ طوالُ‬
‫نعمُ أحترمُ فيُ الر ّجلُ ُ‬
‫يلةُ‬
‫يلة ُوطو ُ‬
‫سنواتُحكمهُالت ّيُقاربتُالخمسينُسنة‪ُ،‬وهيُسنواتُتمر ُّعلىُالن ّفسُطو ُ‬
‫ُّالعدوُقويّ ُومتمكّنُوجارُلصيقُفيُالوقتُنفسهُ‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫جدّاُإذاُوضعناُفيُالحسبانُأن‬
‫لقدُظلُّالر ّجلُصامداُرغمُ محاولاتُالاغتيالُال كثيرةُالت ّيُدب ّرتهاُالاستخباراتُ‬
‫الأمريكية‪ ُ،‬ولمُ تكنُ بعددُ أصابعُ اليدُ ولاُ بالعشرات‪ ُ،‬فقدُ بلغتُ أكثرُ منُ ستّمائةُ‬
‫(‪ُ)600‬محاولةُاغتيالُحسبُتصر يحاتُأحدُالوزراءُال كوبي ّين‪ُ !!!..‬‬
‫ُمرةُ نحوُجعلُرجلُ ُهافاناُالقويّ ُيدخّنُسيجارهُال كوبيُّ‬
‫وكانُمنُبينهاُالسّعي ّ‬
‫المفضّ لُوقدُحشيُبالمتفجّ رات‪ُ !!..‬‬
‫الباردةُبينُالمعسكرينُالش ّرقيُّوالغربيّ‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ّهُمرُبمرحلةُُالحربُُ‬
‫ُّصامداُرغمُأن ّ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُظل‬
‫ساسةُلهذهُالحرب‪ُ،‬بلُكادتُأنُتتحو ّلُ‬
‫وكانتُبلادهُإحدىُالسّاحاتُالر ّئيسي ّةُوالح ُّ‬
‫ُالأمريكي ّةُعامُ‪ُ1961‬محاولةُ‬
‫ُ‬ ‫حقيقي ُّةُعندماُقادتُالولاياتُالمت ّحدة‬
‫ُ‬ ‫إلىُساحةُحربُُ‬
‫ُ‬
‫فاشلةُلغزوُكوباُعبرُجيشُمنُال كوبي ّينُالمعارضينُالذ ّينُيقيمونُفيُأمريكا‪ُ..‬وكانتُ‬
‫هزيمةُالقو ّاتُالغاز يةُفيُمعركةُ"خليجُالخنازير"ُالش ّهيرة‪ُ .‬‬

‫‪63‬‬
‫وبعدُعامُمنُ محاولةُ ُالغزوُتلك‪ُ،‬أصيبُالعالمُبالفزعُالشّديدُوهوُيرىُنذرُ ُحربُ‬
‫نوو ي ّةُشاملةُبينُقطبيُالعالمُفيُذلكُالوقت‪ُ:‬الولاياتُالمت ّحدةُمنُجانب‪ُ ،‬والاتّ حادُ‬
‫السّوفيتيُّمنُالجانبُالآخر‪ُ !!..‬‬
‫وكانتُكوباُو ُفيدلُكاسُتروُهماُأوّلُ ُمنُسيمحُىُمنُالوجودُفيُتلكُالحربُلوُ‬
‫‪ُ،‬مربطُالفرسُفيُالت ّوت ّر‪ُ،‬قدُأخذتُمواقعُُلهاُ‬
‫ُ‬ ‫واريخُالسّوفيتي ُّة‬
‫قدّرُلهاُالاشتعال‪ُ،‬فالصّ ُ‬
‫فيُكوبا‪ُ،‬وباتّ جاهُالولاياتُالمت ّحدةُرأسُالحربةُفيُالمعسكرُالرأسماليّ‪ُ ُ!!..‬‬
‫مصرّاُعلىُمبادئهُوعداوتهُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُ‬
‫لُ ُ‬‫الر ّجلُورغمُكلُّذلكُظ ُّ‬
‫نهائي ّا‪ُ،‬ولمُيحذوُحذوُال كثيرُمنُالز ّعماءُالث ّور يينُالذ ّينُبادرواُ‬
‫إلىُأنُتخلّىُعنُالحكمُ ُ‬
‫ّةُالأمريكي ّة؛ُفغي ّرواُق ُبلتهمُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُخلعُعباءةُالث ّورةُعندماُشعرواُبالتّهديدُالجدّيّ ُمنُالقو‬
‫ّيُظل ّواُعاكفينُعليهاُسنينُطو يلة‪ُ،‬وتمسّكواُفيُنفسُالوقتُبكراسيهمُيقابلونُشعوبهمُ‬
‫الت ُ‬
‫وعدساتُالكاميراتُبنفسُالابتسامةُالمخز ية‪ُ !ُ!..‬‬
‫ظلُّالر ّجلُصامداُإلىُآخرُلحظة‪ُ .ُ..‬‬
‫وفيُنفسُالسّياقُالت ّار يخيُّتابعُالعالمُمنُأطعمُشعبه‪ُ ،‬سنواتُطو يلة‪ُ ،‬شعاراتُ‬
‫يالي ّة‪ ُ،‬وظلُُّيصفُ الولاياتُ المت ّحدةُ بالشّيطانُ الأكبر‪ ُ،‬فلم ّاُ وضعُ‬
‫معاديةُ للإمبر ُ‬
‫"الشّيطان"ُ رحالهُ علىُ ُمرمىُ حجرُ منُ الد ّيارُ ومرابطُ الخيلُ صُم ّتُُُالآذانُ عنُ هذاُ‬
‫الشّيطان‪ُُ،‬وعنُ مدافعهُ وطائراته‪ ُ،‬وحلُّ الغزلُ وتقاسمُ الغنائمُ محلُّ تلكُ "العداوةُ‬
‫الش ّرسة"‪ُ ُ!!..‬‬
‫احترمُالر ّجلُفيُهذاُالجانبُفقط‪ُ...‬وعندماُأعلنُمؤخُّراُ تخل ّيهُالكاملُعنُالحكمُ‬
‫تمن ّيتُفيُنفسيُأنُتسيرُقاطرةُالحكمُفيُكوباُالصّ امدةُبشكلُآخر‪ُ :‬‬
‫أنُيضربُُالز ّعيمُالصامدُمثلاُرائعاُلأعدائهُقبلُأصدقائه‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫سفن‪ُ !!..‬‬
‫كثيراُماُيحلواُلهاُأنُتجريُبماُلاُتشتهيُال ُّ‬
‫ل كنّ ُالر ّياحُُ ُ‬

‫‪64‬‬
‫لقدُانتخبُالبرلمانُال كوب ُيّ ُراؤولُكاستروُرئيساُل كوباُخلفاُللشّقيقُالقائد‪ُ ،‬ور بّماُ‬
‫كانُالأمرُمستساغُاُبعضُالش ّيءُلوُكانُهذاُالشّقيقُفيُبدايةُعهدهُبالشّيخوخةُعلىُ‬
‫الأقلّ‪ُ .ُ.‬‬
‫ّئيسُالجديدُيبلغُمنُالعمرُست ّةُوسبعينُ(‪ُ)76‬عاما‪ُ !!..‬‬
‫لا‪ُ..‬إنُّالر ُ‬
‫ولمُيتوق ّفُالأمرُُعندُهذاُالحدُّفقدُعيّنُخوسيهُرامونُماشادوُفنتورُاُ(‪ُ77‬عاما)ُ‬
‫نائباُأوّلُللر ّئيس‪ُ،‬وانتخبُ ُالبرلمانُنواباُأربعةُللر ّئيسُهم‪ُ:‬خوانُألميداُبوسكيُ(‪ُ80‬‬
‫عاما)ُوُآبلداردوُكولومويُإيباراُ(‪ُ 68‬عاما)ُوأستيبانُلازوُهرنانديسُ(‪ُ 63‬عاما)ُ‬
‫وخوليوُكاساسُر يغيروُ(‪ُ71‬عاما)‪ُ !!..‬‬
‫خمسةُنو ّابُللر ّئيسُالجديد‪ُ...‬أصغرهمُيبلغُمنُالعمرُثلاثةُوستّينُعاما‪ُ ُ!!!..‬‬
‫لاُندريُهلُتختلفُمفاهيمُالشّبابُوالشّيخوخةُبينناُوبينُال كوبي ّين‪..‬؟؟ ُ‬
‫والأربعيني ّاتُ منُ‬
‫ُ‬ ‫ّلاثيني ّاتُ‬
‫وهلُ يوجدُ فيُ كوباُ اليومُ رجالُ وسياسي ّونُ فيُ الث ُ‬
‫أعمارهم‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الأحياءُسن ّاُفيُجزيرةُكوبا‪.‬؟؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫خمسةُهمُأصغرُ‬
‫ُ‬ ‫أمُأنُّهؤلاءُالن ّوابُال‬
‫وهلُيعنيُهذاُأنُظاهرةُالانقراضُقدُبدأتُزحفهاُعلىُالشعبُالـكوبي‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الل ّهُأعلم‪ُ..‬ل كن‪ُ...‬لل ّهُفيُخلقهُشؤونُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-02-28‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪65‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الروحُالر ياضية ُ‬
‫ُ‬
‫ابتسامةُعريضةُوثقةُعاليةُبالنفس‪ُ،‬ونبرةُصوتُمتفائلة‪ُ،‬وجمهورُغفيرُيتفاعلُمعُ‬
‫ُجملةُتنطقُبهاُالسيدةُالمفوهةُالمحنكة‪ُ..‬رسائلُوجهتهاُلخصمهاُالسابق‪ُ،‬وتأكيداتُ‬
‫كل ُ‬
‫صر يحةُعلىُمواقفهاُورؤيتهاُلماُيجريُفيُبلادهاُوالعالم‪ُ،‬وفيُالأخيرُدعمُلخيارُالدائرةُ‬
‫المواليةُلدائرتهاُالخاصة‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪66‬‬
‫ّدة ُهيلاريُكلينتونُأمامُحشدُكبيرُمنُأنصارهاُفيُواشنطنُ‬
‫هكذاُظهرتُالسّي ُ‬
‫وهيُتعلنُانسحابهاُرسمياُمنُسباقُالحزبُالد ّيمقراطيُّللت ّرشّ حُلانتخاباتُالبيتُالأبيضُ‬
‫القادمة‪ُ..‬ظهرتُبتلكُ"الر ّوحُالر ّياضي ّة"ُالعاليةُوسلّمتُالرّايةُكاملةُغيرُمنقوصةُلمنافسهاُ‬
‫العنيدُالسّيناتورُباراكُأوباماُذيُالأصولُالأفر يقيةُ‪ُ .‬‬
‫منُلاُيفقهُشيئاُفيُالل ّغةُالإنجليزُي ّة‪ُ،‬ولاُعلاقةُلهُبالسّياسةُ‬
‫ُ‬ ‫لوُتابعُ ُذلكُالت ّجمعُ ُ‬
‫وعالمُ الأخبار‪ ُ،‬وقيلُ لهُ إنُّ تلكُ المرأةُ تعلنُ فوزهاُ برئاسةُ بلادهاُ الولاياتُ المت ّحدةُ‬
‫الأمريكي ّة؛ُلماُكانُأمامهُسوىُتصديقُذلك‪ُ !!..‬‬
‫عظيمُلاُ‬
‫ُيدورُعنُانتصارُ ُ‬
‫فعلاماتُالفرحُوالن ّبرةُالعاليةُالواثقةُ‪ُ،‬توهمُبأنُّالحديث ُ‬
‫ُإلا ُّللقليلُمنُالن ّاس‪ُ،‬وفيُأزمانُُنادرة‪ُ .‬‬
‫يتحقّق ُ‬
‫أمريكي ّةُقاطبة‪ُ،‬وليسُ‬
‫ُ‬ ‫نعمُكانتُتتحدّثُكماُلوُأنّهاُفازتُُبرئاسةُالولاياتُالمت ّحدةُال‬
‫جعلهاُأكثرُلمعاناُوإشعاعا‪ُ،‬هوُ‬
‫بترشيحُالحزبُالديمقراطيُّفقط‪ُ،‬وماُيكملُالصّ ورةُو ي ُ‬
‫وقناعتهاُالكاملةُبدعمُمنافسهاُالسّابقُحيثُقالت‪"ُ:‬سأعملُمنُ‬
‫ُ‬ ‫ُالمرأة ُالقاطعُ ُ‬
‫ُ‬ ‫تأكيد‬
‫صميمُقلبيُلضمانُأنُيكونُالسّيناتورُأوباماُرئيسناُالقادم"ُ‪ُ .‬‬
‫وفيُتقديريُأنّهاُصادقةُفعلاُفيُالاختيارُالذ ّيُمالتُإليه‪ُ،‬رغمُجهليُبتار يخهاُمعُ‬
‫الصّ دقُوال كذب‪ُ،‬وهيُالمحاميةُاللا ّمعةُفيُعنفوانُشبابهاُ‪ُ .‬‬
‫نعم‪ُ..‬صادقةُلأنّهاُعندماُخسرتُأوُفشلتُفيُالد ّائرةُالأولى‪ُ،‬وهيُتمثيلُالحزبُ‬
‫ّائرةُالث ّانيةُوهيُدائرةُالحزب‪ُ،‬ولأنّهاُ‬
‫ُ‬ ‫ُّفيُسباقُالر ّئاسة‪ُ،‬لمُيبقُأمامهاُإلا ُّالد‬
‫ُ‬ ‫الد ّيمقراطي‬
‫حزبُقوي ّاُأمامُالخصمُالعنيدُ‬
‫ُ‬ ‫وفي ُّة ُلحزبهاُومناصر يه؛ُفلاُبدُّأنُتعملُليكونُمرشّ حُال‬
‫جونُماكينُمرشّ حُالحزبُالجمهوريّ ُ‪ُ .‬‬
‫ليسُفيُذاكرتيُالقريبةُحفلُإعلانُفوزُرئيسُعربيّ‪ُ،‬ومظاهرُالفرحُوكلماتُ‬
‫كن ّنيُأكادُ‬
‫ّكرُوالامتنانُالت ّيُيوجّههاُالز ّعيمُلشعبهُأوُمناصر يهُوجمهورهُالانتخابيّ‪ُ،‬ل ُ‬
‫ُ‬ ‫الش‬
‫أجزمُأن ّهُلنُيكونُفيُبهجةُوفرحةُحفلُهيلاريُكلنتون‪ُ !!..‬‬

‫‪67‬‬
‫أوباماُمنُجانبهُالتقطُرأسُالخيطُوقالُفيُبيانُله‪ُ:‬إن ّهُسعيدُجدا‪ُ،‬ويشعرُبالفخرُ‬
‫لحصولهُعلىُتأييدُهيلاريُكلنُتون‪ُ،‬ثمُّأشادُبنجاحُحملتهاُفيُجانبُتعبئةُالن ّساءُوتحطيمُ‬
‫الحواجزُأمامهن‪ُ .‬‬
‫حقيقي ّةُلمُتبدأُبعد‪ُ،‬وأن ّهُفيُ‬
‫وهكذاُلمُتأخذهُعزةُالانتصارُ‪ُ،‬لأن ّهُيدركُأنُّالمعركةُال ُ‬
‫ّ‬
‫وجذبُبينهُوبينُمنافستهُالعنيدة‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫حاجةُإلىُالجميع‪ُ،‬وأنُّماُحدث‪ُ،‬منُجدلُُوش ّدُ‬
‫ُ‬
‫ّيمقراطي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫أمرُعاديّ ُللغاية‪ُ،‬وطبيعيُّأنُيحدثُفيُالأحزابُالد‬
‫حديداُعلىُجانبُالحزبُ‬
‫خاباتُالأمريكي ّة‪ُ،‬وت ُ‬
‫ُ‬ ‫إنُّأغلبُماُجرىُعلىُمسرحُالانت‬
‫الد ّيمقراطيّ‪ُ،‬هوُممارسةُديمقراطي ّةُعاليةُالمستوى‪ُ،‬وليسُلناُإلاُالإشادةُبهاُوإظهارُ‬
‫الإعجاب‪ُ،‬حت ّىُلوُكانُالغضبُيكسوناُجميعاُمنُالت ّصرفاتُالر ّعناء‪ُ،‬والمظالمُالمتكر ّرةُ‬
‫خارجي ّةُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ّيُترتكبهاُالسّياسةُال ُ‬
‫ُ‬ ‫الت‬
‫إنُّأحزابناُفيُحاجةُإلىُتعميقُالوعيُالد ّيمقراطيُّالحقيقيُّ‪ُ ،‬وبثُ"الر ّوحُالر ياضي ّةُ‬
‫السّياسي ّة"‪ُ،‬ونشرُأر يجهاُالعطرُعلىُجميعُالمستو ياتُوالهياكلُالإدارُي ّةُمنُالقاعدةُإلىُ‬
‫القمّةُ‪ُ .‬‬
‫ّئة‪ُُ،‬ونعيدُ السّينار يوهاتُ‬
‫لُ نراوحُ مكانناُ‪ُُ،‬ونستنسخُ الت ّجاربُ السّي ُ‬
‫ودونُ ذلكُ نظ ّ‬
‫الر ّديئة‪ ُ،‬وندفعُ إلىُ مقدّمةُ الرّكبُ وسدّةُ القيادةُ بنماذجُ محاطةُ بالعقدُ والوساوسُ‬
‫يةُإلا ُّتصفيةُالحساباتُمعُخصومهاُمنُخلال ُإدمانُ‬
‫ُ‬ ‫والأحقاد‪ُ،‬لاُترىُلنفسهاُأولو‬
‫الد ّسائسُوالمؤامراتُوالعملُمنُوراءُال كواليسُ‪ُ .‬‬
‫بثُ ثقافةُ تقب ّلُ الاختلاف‪ ُ،‬والإقرارُ بحقّ ُ الآخرُ فيُ الت ّنفّسُ‬
‫حاجةُُإلىُ ّ‬
‫ُ‬ ‫إنّناُ فيُ‬
‫الطّبيعيّ‪ُ،‬لأنُّالعظمةُوالعبقر يةُفيُالت ّعايشُمعُالآخرُرغمُشدّةُالاختلافُمعهُ‪ُ .‬‬
‫وقضاياُمت ّفقُعليهاُلنعملُفيهاُسويُ ّا‪ُ،‬وإذاُ‬
‫ُ‬ ‫وقم ّةُالحكمةُأنُنبحثُعنُنقاطُمشتركة‪ُ،‬‬
‫وقتاُللاختلاف‪ُ ُ.‬‬
‫جدُ ُ‬
‫انشغلناُبعدُذلكُفيُالمت ّفقُعليهُفلنُن ُ‬

‫‪68‬‬
‫ّياسي ّةُأوُ‬
‫ُّالأمثلة ُم ّرةُفيُبعضُبلادنا‪ُ،‬فماُأنُيسقطُأحدهمُفيُهذهُالجولةُالس ُ‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫تلكُحت ّىُيبادرُإلىُحرقُكلُّأوراقهُوالت ّنك ّرُلكلُّماضيهُوالتّمل ّصُمنُكلُّعلاقاته‪ُ،‬‬
‫وإحكامُالأبوابُفيُوجهُ"أصدقاء"ُالأمسُورفقاءُالد ّربُالسّياسيّ‪ُ،‬والسّببُهوُذلكُ‬
‫الن ّقصُالحادُّفيُثقافةُالاعترافُبالهزيمةُوالعودةُإلىُالوراءُدونُعقد‪ُ،‬والانخراطُمنُ‬
‫جديدُفيُالمحيطُالسّابق‪ُ .‬‬
‫يقولُ الفيلسوفُ والشّاعرُ محم ّدُ إقبال‪" ُ:‬ليسُ كلُّ منُ درسُ علمُ الن ّخيلُ تمت ّعُ‬
‫بالر ّطب"‪ُ .ُ..‬‬
‫ُأوُزجاجية‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫نعم‪ُ..‬ليسُكلُّمنُرفعُشعاراتُديمقراطية‪ُ،‬وصنعُصناديقُخشبية‬
‫صارُديمقراطي ّا‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫وملأهاُبالأوراق‪ُ،‬‬
‫إنُّالد ّيمقراطي ُّةُالحقيقي ُّةُهيُمجموعةُمنُالقناعاتُوالسّلوكياتُالت ّيُتبدأُأساساُوتتجلّىُ‬
‫فيُالعملُالحزبيّ‪ُ،‬وفيُالت ّجاذبُال ُد ّاخليُّالن ّظيفُبينُرفاقُالحزبُالواحد‪ُ،‬حت ّىُإذاُ‬
‫وصلُ الل ّعبُ إلىُ أعلىُ الهرم‪ ُ،‬لمُ يجدُ الفردُشيئاُ زائداُفيُ نفسه‪ُ،‬أوُ رغبةُفيُإقصاءُ‬
‫الآخرينُوالاستئثارُالكاملُبكلُّشيء‪ُ .‬‬
‫انتقلتُهيلاريُكلنتونُمنُالد ّائرةُالأولىُإلىُالث ّانيةُبسهولةُويسر‪ُ،‬وهكذاُتستطيعُ‬
‫ُإذاُرأيناهاُفيُصفُالجمهور يينُيوما‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫الانتقالُإلىُالد ّائرةُالث ّالثةُأيضا‪ُ،‬ولنُنستغرب‬
‫صُالبلدُبرمّته‪ُ ،‬فتتلاشىُ‬‫ومعُجونُماكينُبالذ ّات‪ُ،‬إذاُتعل ّقُالأمرُبمصلحةُأعلىُتخ ّ‬
‫أمامهاُجميعُالحساسياتُوالخلافاتُالحُز بية‪ُ،‬أوُتتأجّلُإلىُحين‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-06-12‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪69‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫نُ‬
‫فوزُأوباماُوحكمةُماكي ُ‬
‫ُ‬
‫مرةُ واحدةُ شعرتُ بالتعاطفُ معُ المرشحُ الأمريكيُ الجمهوريُ جونُ ماكين‪ ُ،‬بلُ‬
‫وأحسستُفيُتلكُالمرةُبالشفقةُعلىُذلكُالشيخُالسبعينيُالذيُكانُ يحاولُخلالُ‬
‫حملتهُ الانتخابيةُ تجاوزُ عقبةُ الشُعرُ الأبيضُ والتجاعيدُ ولونُ البشرةُ الباهتُ بكلماتُ‬
‫حماسيةُوحركاتُتبدوُشبابيةُخلالُصعودهُإلىُالمنصةُأوُمغادرتهُلهاُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪70‬‬
‫تلكُالمر ّةُاليتيمةُكانتُفيُختامُآخرُمناظرةُبينُجونُماكينُُوخصمهُال ُد ّيمقراطيُّ‬
‫شابُباراكُأوباما‪ُ..‬لقدُطلبُمديرُالجلسةُمنُكلاُالمتناظر ينُكلمةُختاميةُمختصرة‪ُ،‬‬
‫ال ُّ‬
‫وجاءتُ نبراتُ الر ّجلُ فيُ كلماتهُ الأخيرةُ مستعطفةُ راجيةُ صاغرةُ أمامُ الشّعبُ‬
‫الأمريكيّ‪ُ،‬وشعرتُللحظةُأنُّالر ّجلُسيجهشُبالبكاءُلاُمحالة‪ُ !!!...‬‬
‫قالُ السّيناتورُ ماكينُ فيُ جملُ مختصرة‪ ُ:‬لقدُ خدمتكمُ لمدّةُ ثلاثينُ عاما‪ ُ،‬وآملُ أنُ‬
‫تعطونيُأصواتكمُلأتمكّنُمنُمواصلةُخدمتكمُ‪ُ .‬‬
‫ّيمقراطي ّاتُالعر يقة‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫إن ّهُجبروتُالصّ ندوقُالانتخابيُّالشّفافُفيُالد‬
‫لقدُشاركُالر ّجلُفيُحربُفيتنام ُمتطو ّعاُ لخدمة ُمصالحُبلاده‪ُ ،‬وظلُّلأكثرُمنُ‬
‫خمسُسنواتُأسيرُحربُهناك‪ُ،‬وقضىُسنتينُمنُتلكُالسّنواتُالعصيبةُفيُحبسُ‬
‫انفراديُّ‪ُ،‬وتعر ّضُللت ّعذيبُالشّديد‪ُ !!..‬‬
‫وظلُّالر ّجلُفيُال كونجرسُأكثرُمنُثلاثةُعقودُيمث ّلُولايته‪ُُ،‬ويدافعُعنُمصالحُ‬
‫جمهورهُالانتخابيّ‪ُ .ُ.‬‬
‫ولمُيشفعُلهُكلُّذلكُالماضيُالزّاخر‪ُ !!!..‬‬
‫وهاهوُ يستجديُ الشّعبُ الأمريك ُيّ‪ُُ،‬وينتظرُ أصواتُ الن ّاخبينُ للوصولُ إلىُ البيتُ‬
‫الأبيض‪ُ ...‬‬
‫فيُالموقفُنفسهُتكل ّمُالمرشّ حُالشّابُباراكُأوباما‪ُ،‬وطلبُهوُأيضاُأصواتُالن ّاخبين‪ُ،‬‬
‫ودعاُالشّعبُالأمريكيُّإلىُانتخابه ُلتحقيقُبرنامجهُالذ ّيُيحملُمعهُر ياحُ ُالت ّغيير‪ُ،‬ل كنّ ُ‬
‫إلىُحدُكبير‪ُ،‬ولمُأشعرُنحوهُ‬
‫ُّ‬ ‫ّابُالأفر يقيّ ُالأصلُظل ّتُعادي ُّةُ‬
‫نبراتُصوتُذلكُالش ّ‬
‫بأيّ ُشفقةُأوُتعاطف‪ُ،‬ربّماُلأن ّهُفيُمرحلةُعمر ي ّةُتساعدهُعلىُخوضُغمارُمغامراتُ‬
‫انتخابي ّةُقادمةُدونُعائقُالسّنُُّأوُالصّ ح ّة‪ُ .‬‬
‫ومثلُ ال كثيرينُ منُ مواطنيُ العالمُ الث ّالثُ وعالمناُ العربيُّ كنتُ أتمن ّىُ فوزُ المرشّ حُ‬
‫الد ّيمقراطيُّباراكُأوباما‪ُ،‬معُأن ّنيُأدركُتماما‪ُ،‬كماُيدركُال كثيرونُأيضا‪ُ،‬أن ّهُلاُيملكُ‬

‫‪71‬‬
‫(عصاُ موسى)ُُلتحو يلُ مسارُ السّياسةُ الأمريكي ّةُ القائمةُ علىُ المصلحةُُالت ّيُ تحدّدهاُ‬
‫ُمتوارثة‪ُ،‬ونظرةُنمطي ّةُللأخلاقُوالمصالحُوالآخر‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫المؤسّ ساتُمجتمعةُ‪ُ،‬وتحكمهاُتقاليد‬
‫ّلتُعلىُمرُ السّنينُووضعُأساسهاُ الأوّلُأولئكُ المغامرونُ الأوائلُ‬
‫ّ‬ ‫إنّهاُ نظرةُ تشك‬
‫الذ ّينُوطئتُأقدامهمُالعالمُالجديدُمنذُأكثرُمنُخمسمائةُعام‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُوضعواُالأساسُلنظرتهمُللآخرُوللأخلاقُعندماُرأواُأنُّإُبادةُالهنودُالحمرُأفضلُ‬
‫وأيسرُمنُالت ّعايشُمعهم‪ُ،‬ونقلُالتمّدّنُإليهم‪ُ !!..‬‬
‫وفرحتُ فعلاُ عندماُ فازُ أوباماُ الأفر يقيّ ُ الأصلُ مثلُ ال كثيرُ منُ المواطنينُ‬
‫العرب‪..‬؟؟ ُ‬
‫ّلُذلكُالإحساسُبالانتقام‪ُ،‬ولوُكانُوهمي ّا‪ُ،‬منُالر ّئيسُ‬
‫ُ‬ ‫فرحةُكانُ محرّكهاُالأو‬
‫خوفُفيُكلُّمكان‪ُ،‬‬
‫الجمهوريّ ُجورجُبوشُالذ ّيُملأُالعالمُشراُودمارا‪ُ ،‬وزرعُال ُ‬
‫لُكثيراُمنُحكّامُبلدانناُالعربي ّةُوالإسلامي ّة‪ُ،‬كماُكشفُ‬
‫وأثارُحروباُهناُوهناك‪ُ،‬وأذ ّ‬
‫عنُذلكُالر ّئيسُالباكستانيُّالسّابقُبرو يزُمشرّفُفيُمذك ّراته ُأخيرا‪ُ ،‬عندماُقالُإنُّ‬
‫بوشُه ّددهُبأنُيعيدُباكستانُإلىُالعصرُالحجريّ ُإذاُلمُيتُعاونُمعهُفيُالحربُعلىُ‬
‫الإرهابُعقبُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبر‪ُ !!..‬‬
‫فرحتُ بفوزُ أوباماُ لأن ّهُ أسودُ البشرة‪ ُ،‬وليسُ أفر يقيّ ُ الفكرُ والهوىُ بالض ّرورة‪ُ،‬‬
‫كّدُعلىُأن ّهُأبيضُالأفكارُوالت ّوجّهات‪ُ،‬ور بّماُأكثرُبياضاُفيُذلكُمنُ‬
‫فالبعضُقدُأ ُ‬
‫هُفيُأمسُالحاجةُإلىُ‬
‫ّ‬ ‫سلف ُه‪ُ،‬فقدُيكونُأش ّدُوأخطرُعلىُقضاياناُالعادلةُعندماُيجدُنفس‬
‫مواقفُضدّناُليدحضُتهمةُأبيهُالمسلمُ‪ُ،‬وعلاقاتهُالسّابقةُبمواطنينُعربُفيُالولاياتُ‬
‫المت ّحدة‪ُ !!..‬‬
‫فرحتُُبفوزُأوباماُالأسودُلأنُّمرحلةُطو يلةُمنُالظّلمُفيُحقّ ُالأفارقةُقدُأوشكتُ‬
‫علىُالنّهاية‪ُ .‬‬
‫فمثلُغيريُشاهدتُأفلاما‪ُ،‬وقرأتُكثيراُعنُمآسيُترحيلُالأفارقةُإلىُأمريكاُفيُ‬
‫السّفن‪ ُ ،‬وكيفُكانتُأعدادُكبيرةُمنهمُتموتُفترمىُلحيتانُالبحر‪ُ،‬وكيفُعامل ُهمُ‬

‫‪72‬‬
‫الر ّجلُ الأوروبيُّ الأبيضُ بقسوةُ بالغةُ فيُ مزارعُ العالمُ الجديد‪ ُ،‬وقرأتُ عنُ الت ُّمي ّيزُ‬
‫حربُالعالمي ّةُالث ّانيُ ّة‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫العنصريّ ُفيُأمريكاُحت ّىُفيُسنواتُماُبعدُال‬
‫فرحتُبفوزُباراكُأوباما‪ُ،‬وفيُالوقتُذاتهُشعرتُباحترامُكبيرُللطّرفُالآخر‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الأمريكي ّينُ فيُ آخرُ‬
‫ُ‬ ‫احترامُ لذلكُ الر ّجلُ المسنّ ُ الحكيمُ الذ ّيُ كانُ يستعطفُ‬
‫مناظرة‪ُ ُ!!..‬‬
‫لهجتهُأمامُالخصمُالشّابُبعدُإعلانُالن ّتائج‪ُ،‬لقدُقالُلأنصاره‪ُ:‬‬
‫احترمتهُعندماُتغي ّرتُُ ُ‬
‫لقدُات ّصلتُبالسّيدُأوباماُوهن ّأتهُعلىُالفوز‪ُ،‬ثم ُّطلبُمنُالذ ّينُصو ّتواُلهُواختاروهُأنُ‬
‫يساندواُالر ّئيسُالجديدُفيُماُيخدمُمصالحُالولاياتُالمت ّحدة‪ُ !!..‬‬
‫لقدُ طوىُ الر ّجلُ بكلُّ بساطةُ صفحةُ فترةُ الت ّشاحنُ والت ّنافسُ والت ّنابزُ بالألقاب‪ُ،‬‬
‫فخصمهُلمُيعدُذلكُالشّابُالغر ُّالذ ّيُلاُيدركُخفاياُالسّياسةُالخارجي ّةُكماُكانُينعته‪ُ،‬‬
‫ولمُيعدُذلكُالر ّجلُُالذ ّيُكانُيوماُعلىُعلاقةُبإرهاب ُيُّأمريك ُيّ‪ُ !!..‬‬
‫لقدُصفّرُالحكمُوأعلنُنهايةُالمباراة‪ُ،‬وصارُالخصمُهوُخيارُالشّعبُالأمريك ُيّ‪ُ،‬وعلىُ‬
‫الجميعُالانحناءُلهذاُالخيارُولوُعلىُمضض‪ُ .‬‬
‫إنُّفوزُباراكُأوباماُالأفر يقيّ ُالأصلُوموقفُمنافسهُجونُماكينُيؤسّ سُُلمرحلةُ‬
‫لُماُ‬
‫أخرىُمنُالقّوةُستشهدهاُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكيةُشئناُذلكُأمُأبينا‪ُ ،‬وك ّ‬
‫نتمن ّاهُأنُتسيرُتلكُالقو ّةُمستقبلاُفيُاتّ جاهُاحترامناُوالسّماحُلناُبتقريرُمصيرناُبأنفسناُ‬
‫واختيارُحكوماتناُومواقفناُ‪ُ .‬‬
‫وعسىُ أنُ يكونُ الت ّغييرُ الذ ّيُ رفعهُ أوبُاماُ دافعاُ لناُ نحوُ الت ّفكيرُ فيُ تغييرُ أحوالناُ‬
‫نُالت ُّغي ّيرُالحقيقيّ ُلنُيأتيُ‬
‫وأوضاعنا‪ُ،‬وأنماطُحياتناُإلىُالأفضلُلتتغي ّرُبالت ّاليُدولنا‪ُ..‬لأ ّ‬
‫أبداُمنُالش ّرقُأوُالغرب‪ُ،‬ولنُيبزغُفجرهُإلاُبقرارُصادقُمناُدونُتُدخلُأوُوصايةُ‬
‫منُأحد‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-11-13‬‬

‫‪73‬‬
‫كرنفالُالأنفلونزا ُ‬
‫ُ‬
‫مؤامرةُيقودهاُسياسيونُورجالُأعمالُومخابرُلصناعةُالأدو ية‪ُ..‬هكذاُاعتبرتُصحفيةُ‬
‫نمساو يةُجريئةُذلكُالـكرنفالُالعالميُالذيُرقصتُحكوماتُومؤسساتُعالمية‪ُ،‬وحتىُ‬
‫شعوبُمتقدمة‪ُ،‬علىُأنغامهُ‪ُ،‬حيثُاجتهدُالعازفونُالبارعونُأنُتكونُحزينةُوحانيةُ‬
‫علىُالبشر يةُومستقبلهاُالصحي‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪74‬‬
‫إنّهاُ صحفي ّةُ تدعىُ "يانُ بيرغرُ مايستر"ُ متخصّ صةُ فيُ الشّؤونُ العلمي ّةُ استغربتُُُمنُ‬
‫"كرنفالُأنفلونزاُالخناز ير"ُمثلُال كثيرينُُفيُهذاُالعالمُالذ ّيُيعجّ ُبالعقلاءُوالحكماء‪ُ،‬كماُ‬
‫يعجّ ُبمرضىُومجانين‪ُ،‬وانتهازييُّالسّياسةُوالمالُوالاقتصاد‪ُ ..‬‬
‫استغربتُ منُ شراسةُ الحملةُ وطر يقةُ إدارتها‪ُُ،‬وسرعةُ انتشارهاُ وتكاتفُ "أصحابُ‬
‫المصالح"ُوتعاضدهمُلإنجاحهاُعبرُضخ ُّالمعلوماتُوالأرقامُالمثيرةُالمرعبة‪ُ !!..‬‬
‫استغربتُمنُكلُّذلكُولمُتقفُمكتوفةُالأيدي‪ُ،‬بلُبادرتُإلىُتصعيدُالأمرُإلىُ‬
‫درجاتهُالقصوى‪ُ،‬عندماُأودعتُشكوىُعندُمكتبُالت ّحقيقاتُالفيدراليُّالأمريكيُّ‬
‫ض ُّد ُمنظّمةُالصّ حةُالعالمي ّة‪ُ ،‬الت ّيُتول ّتُكبر ُتضخيمُداء ُأنفلونزاُالخنازيرُوالت ّحذيرُمنهُ‬
‫بشكلُمثيرُللغايةُ‪ُ .‬‬
‫ولمُتكتفُالصّ حفي ّةُالنّمساوُي ّةُبذلكُبلُاشتكتُأيضاُمنظّمةُالأممُالمت ّحدةُوالر ّئيسُ‬
‫الأمريكيُّباراكُأوباما‪ُ،‬وبعضُالأسماءُالمعروفةُفيُاللّوُبيُاليهوديّ ُبالولاياتُالمت ّحدةُ‬
‫الأمريكي ّة‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُالمعني ّينُبالأمرُخطيرةُللغاية‪ُ،‬وقدُتبدوُأكثرُ‬
‫حفي ّةُفيُوجه ُ‬
‫التّهمُالت ّيُقذفتُبهُالصّ ُ‬
‫منُ الحدُّ المعقول‪ ُ،‬حيثُ ذكرت‪ ُ،‬حسبُ ماُ جاءُ فيُ وسائلُ الإعلام‪" ُ،‬القضاءُ علىُ‬
‫سكّانُالأرض‪ُ..‬القتلُالجماعيُّللبشر"‪ُ !!!..‬‬
‫وقدُيكونُلهاُماُيبر ّرُذلكُالمنحى‪ُ،‬وقدُنت ّفقُمعهاُفيُذلكُأوُنختلف‪ُ،‬ل كنّ ُالمؤكّدُ‬
‫أنُّجميعُالعقلاءُفيُعالُمُاليومُيت ّفقونُمعهاُفيُمسألةُجنونُ تحقيقُالأرباحُالمادي ّة‪ُ،‬‬
‫وسعيُكثيرُمنُشركاتُالد ّواءُالعالمي ّةُ نحوُهذاُالهدف‪ ُ،‬كماُظهرُذلكُجلياُخلالُ‬
‫العقودُالأخيرة‪ُ ،‬منُخلالُالاحتكارُوعدمُالت ّرخيصُلإنتاجُأدو يةُبأسعارُمعقولةُ‬
‫تناسبُ شعوبُ العالمُ الفقيرة‪ ُ،‬وحت ّىُُعرقلةُ أيّ ُ جهودُ جادةُ لإنتاجُ أدو يةُ خارجُ‬
‫ّةُفيُملف ُداءُالإيدزُالذ ّيُتستأثرُبإدارتهُوأرباحُ‬
‫ُّ‬ ‫"منظومةُالاحتكارُال كبرى"ُخاص‬
‫أمصالهُشركاتُُدواءُُغربي ّة‪ُ !!..‬‬

‫‪75‬‬
‫الأ ُي ّامُ القادمةُكفيلةُ بأنُ تكشفُ ال كثيرُ منُ الحقائق‪ ُ،‬وكفيلةُ أيضا‪ ُ،‬وللأسفُ‬
‫الشّديد‪ُُ،‬بأنُ تطفئُُُوهجُُدعوىُ تلكُ الصّ حفي ّةُ الجريئةُ وغيرهُا‪ُُ،‬وتحو ّلهاُ إلىُ المراتبُ‬
‫الأخيرةُفيُسل ّمُالاهتماماتُالعالمي ّة‪ُ .ُ..‬‬
‫إلا ُّفيُحالةُتزايدُالد ّعواتُالمماثلةُعبرُ مختلفُأنحاء ُالعالم‪ُ،‬بالإضافةُإلىُالحملاتُ‬
‫الإعلامي ّةُالمواز ي ّةُوالمكث ّفةُلتفويتُالفرصةُعلىُسماسرةُالد ّواءُوالمالُالمحليّينُوالد ّوليين‪ُ،‬‬
‫ُ‬
‫ُّمنُ"كُرُن ُفالُالأنفلونزا"ُوإيقافُحملةُالت ّخو يفُالعالمي ّةُالمستمر ّةُمنذُعدّةُأشهر‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫والحد‬
‫ومنُثم ُّوضعُهذاُالد ّاءُفيُحجمهُومكانهُالمناسب‪ُ .‬‬
‫وغيرُبعيدُعنُسياقُالد ّعوىُالت ّيُرفعتهاُالصّ حفي ّةُالنّمساو ي ّةُيمكنُللمتأمّلُفيُمسارُ‬
‫العولمةُالاقتصادي ّة‪ُ،‬وسجلُّالش ّركاتُالعالمي ّةُالعابرةُللقارّاتُأنُيعرفُال ُس ّرُّبكلُّسهولة‪ُ،‬‬
‫نُالأساسُعندُالقومُهوُالر ّبح‪ُ،‬والر ّبحُالمطلقُالمجر ّدُفيُأكثرُالأحيان‪ُ،‬دونُأيّ ُ‬
‫لأ ّ‬
‫اعتباراتُإنساني ّةُأوُثقافي ّةُأوُصحي ّة‪ُ،‬حت ّىُلوُملأتُتلكُالش ّركاتُالد ّنياُضجيجاُوشغلتُ‬
‫الن ّاسُبشعاراتهاُالبر ّاقة‪ُ !!..‬‬
‫ىُوالأمرُمنُذلكُأنُّالأساسُالذ ّيُتقومُعليهُالر ّأسمالي ّةُالأمريكي ّة‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫بلُإنُّالأده‬
‫والغربي ّةُعموما‪ُ،‬وتجلي ّاتهاُفيُجميعُالمجالات‪ُ،‬هوُتلكُالت ّصرفاتُوالن ّشاطاتُالت ّيُمارسهاُ‬
‫ّسُالصّ عداءُويخرجُمنُقوقعتهُ‬
‫الغربُ"المتخل ّف"ُقبلُخمسمائةُعام‪ُ،‬عندماُراحُيتنف ُ‬
‫وينفضُعنُنفسهُغبارُالقرونُالوسطىُليغزوُبعدُذلكُالش ّرقُوالغرب‪ُ،‬ويتلم ّسُماُ‬
‫حولهُ وينهبُ خيراتُ القّاراتُ والشّعوبُ الفقيرةُ باسمُ الاكتشافاتُ الجغرافي ّةُ ونشرُ‬
‫المدني ّةُوالحضارة‪ُ ُ!!!..‬‬
‫ولعلُّ أبرزُ مثالُ فيُ هذاُ الشّأنُ ماُ أوردهُ الصّ حفيّ ُ والكاتبُ المصريّ ُ ال كبيرُ محم ّدُ‬
‫حسنينُ هيكلُ فيُ كتابهُ "الز ّمنُ الأمريكيُّ منُ نيو يوركُ إلىُ كابل"ُ وهوُ يتحدّثُ عنُ‬
‫بداياتُ"العالمُالجديد"ُوخصوصاُتلكُال ُش ّركاتُالت ّجارُي ّةُالت ّيُشكّلتُأساسُالولاياتُ‬
‫المت ّحدةُالأمريكية‪..‬؟؟ ُ‬

‫‪76‬‬
‫الألفي ّةُ الث ّالثةُ فيُ‬
‫وينقلُ الأستاذُ هيكلُ عنُ كتابُ "العملاق"ُ الذ ّيُ صدرُ مطلعُ ُ‬
‫اُوباحثا‪ُ،‬حاولواُجميعاُالغوصُفيُ‬
‫ُ‬ ‫ُفيُوضعهُأكثرُمنُثلاثينُكاتب‬
‫ُ‬ ‫نيو يورك‪ُ ،‬وشارك‬
‫حالي ّة‪....‬؟ ُ؟ ُ‬
‫أسرارُوخفاياُالت ّجربةُوالد ّولةُوالقو ّةُالأمريكي ّةُال ُ‬
‫ينقلُبعضُتفاصيلُتلكُالبداياتُالأولىُللمهاجرينُالأوروبي ّينُالمغامرينُنحوُالعالُمُ‬
‫الجديدُوالث ّرواتُالمكدّسةُالت ّيُأذهلتهم‪ُ،‬وأخبارُوأسرارُأوّلُشركةُمساهمةُتأسّ ستُفيُ‬
‫طرقُوإنشاءُالبنايات‪ُ،‬مم ّاُ‬
‫تلكُالبلادُالبكر‪ُ،‬وهيُشركةُ"فرجينيا"ُالت ّيُبادرتُإلىُشقّ ُال ُّ‬
‫نب ّهُ الهنودُ الحمر‪ ُ،‬سكّانُ أمريكاُ الأصليّين‪ ُ،‬إلىُ أنُّ المهاجرينُ البيضُ الذ ّينُ نزلواُ علىُ‬
‫شواطئهمُ"لمُيعدُيكفيهمُماُامتدتُإليهُأيديهمُمنُذهبُوجواهرُوماُخطفوهُمنُ‬
‫بناتُونساء‪ُ،‬وهمُالآنُينصبونُخياماُعلىُالأرض‪ُ ،‬ويدق ّونُو يحفرون‪ُ ،‬وقد ُجاؤوُاُ‬
‫بآلاتُوبذور‪ُ،‬وإذنُفهيُإقامةُوليستُز يارة"‪ُ ُ!!!..‬‬
‫و يوردُكتابُ"العملاق"‪ُ،‬حسبُالأستاذُهيكل‪ُ،‬تقريراُلشركةُ"فرجينيا"ُكتبُعامُ‬
‫اُإلىُجمعي ّةُالمساهمينُفيُلندنُوفيهُبالن ّص‪"ُ:‬إنُّالخلاصُمنُالهنودُ‬
‫ُ‬ ‫جه‬
‫وكانُم ُو ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ1624‬‬
‫الحمرُأرخصُبكثيرُمنُأي ّةُمحاولةُلتمدينهم‪ُ،‬فهمُهمج‪ُ،‬برابرة‪ُ،‬عراة‪ُ،‬متفر ّقونُجماعاتُ‬
‫فيُ مواطنُ مختلفة‪ ُ،‬وهذاُ يجعلُ تمدينُهمُ صعبا‪ ُ،‬ل كنّ ُ الن ّصرُ عليهمُ سهل‪ ُ.‬وإذاُ كانتُ‬
‫محاولةُتمدينهمُسوفُتأخذُوقتاُطو يلا‪ُ،‬فإنُّإبادتهمُتختصره‪ُ،‬ووسائلناُإلىُالن ّصرُعليهمُ‬
‫كثيرة‪ُ:‬بالقو ّة‪ُ،‬بالمفاجأة‪ ُ،‬بالت ّجو يع‪ُ،‬بحرقُالمحاصيل‪ُ،‬بتدميرُالقواربُوالبيوت‪ُ،‬بتمز يقُ‬
‫شباكُالصّ يد‪ُ،‬وفيُالمرحلةُالأخيرةُالمطاردةُبالجيادُالس ّر يعةُوالكلابُالمدرّبة"‪ُ !!!..‬‬
‫إنّناُ نحترمُ ماُ فيُ الغرب‪ ُ،‬والولاياتُ المت ّحدةُ علىُ وجهُ الخصوص‪ ُ،‬منُ ديمقراطي ّةُ‬
‫وحر ي ّاتُوحقوقُإنسان‪ُ،‬ل كنُّ ُالحقيقةُالمر ّةُأنُّالسّياسةُالخارجي ّةُلبلادُالغربُماُ‬
‫زالتُتدار‪ُ،‬فيُكثيرُمنُجوانبهاُالاقتصادي ّةُوالمالي ّةُوالسّياسي ّة‪ُ،‬بمُنطقُتلكُالر ّسالةُالت ّيُ‬
‫كتبتُقبلُمئاتُالسّنين‪ُ !!!..‬‬
‫ُتدارُ بمنطقُ وفكرُ ذلكُ المغامرُ الانتهازيُ النُفعيُُالذ ّيُ عبرُ البحارُ والمحيطاتُ‬
‫واستولىُعلىُأراضيُوخيراتُالآخر ينُوصادرُح ّقهمُفيُالحيُاة‪..‬؟؟؟ ُ‬
‫‪ُ ُُُُ2009-09-26‬‬
‫‪77‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫كفاكمُفقدُمللناكُم ُ‬
‫ُ‬
‫أطلقُساقيهُللريحُوجرىُبأقصىُماُيستطيعُدونُأنُيلتفتُإلىُالوراء‪ُ،‬كانُيحاولُ‬
‫الخروجُمنُالمدينةُليسرحُويمرحُفيُأرضُاللهُالواسعة‪ُ..‬أوقفهُأحدهمُليسألهُعنُ‬
‫اُيقضيُبفقءُ‬
‫ُ‬ ‫الخطب‪ُ،‬فأجابهُبعدُأنُأدركُبعضُالأمان‪ُ:‬إنُالسلطانُقدُأصدرُفرمان‬
‫العينُالثالثةُلكلُمنُثبتُعليهُذلك‪ُ..‬وقدُفررتُبنفسيُلأنجوُمنُعذابُشديدُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪78‬‬
‫فغرُالسّائلُفاهُمنُالد ّهشةُوصرخ‪ُ:‬ل كنّ ُفيُوجهكُمنُالأعينُاثنينُفقط‪ُ،‬فماُ‬
‫الد ّاعيُلهذاُالخوفُوالهروب ُوهجرُالوطنُوالأهلُوالخلا ّن‪ُ..‬استردُّبعضُأنفاسهُثم ُّ‬
‫ردُّوعلىُشفتيهُابتسامةُساخرة‪ُ:‬المشكلةُأنُّأعوانُالسّلطانُيقومونُبعملي ّةُالفقءُأوّلاُ‪ُ،‬‬
‫ثم ُّيحسبونُعددُالأعين‪ُ،‬فإنُكانتُثلاثُفقدُأصابواُالهدف‪ُ،‬وإنُكانتُاثنتينُفقطُ‬
‫غادرواُدونُمجر ّدُاعتذارُللمسكينُالذ ّيُسيقضىُبقيةُحياتهُبعينُواحدة‪ُ !!!..‬‬
‫حرفي ّتها‪ُ ،‬حت ّىُفيُعصورُالعقابُ‬
‫القصّ ةُرمزي ّةُدونُشك‪ُ،‬ولاُنتصو ّرُأنّهاُوقعتُ ب ُ‬
‫الجماع ُيّ‪ُ،‬وألوانُالت ّنكيلُالذ ّيُشهدتهُبعضُالأممُعلىُيدُجيوشُالمغولُوأشباههمُمنُ‬
‫الغزاةُالمتوحّشين‪ُ ُ.‬‬
‫ل كنّ ُالمفارقةُأنُّبعضُالشّعوبُالمعاصرةُعايشتُماُيشبهُتلكُالقصّ ةُبأشكالُوألوانُ‬
‫أخرى‪ُ،‬وتابعُالعالُمُأجمعُأحداثُالمآسيُوالو يلاتُبعدُأنُقر بتُالمسافاتُ‪ُ،‬وتعدّدتُ‬
‫وصغيرةُفيُمشارقُالأرضُ‬
‫ُ‬ ‫لُكبيرةُُ‬
‫وتنو ّعتُوسائلُُالات ّصالُالحديثةُالت ّيُتنقلُلناُك ّ‬
‫ومغاربها‪ُ،‬وعلىُمدارُاليومُوالل ّيلةُ‪ُ .‬‬
‫ركاتُالأمني ّةُالخاصّة‪ُ،‬علىُ‬
‫ُ‬ ‫ُالأمريكي ّونُفيُالعراقُوأفغانستان‪ُ،‬وعناصرُال ُش ّ‬
‫ُ‬ ‫الجنود‬
‫أهبةُالاستعدادُللقتلُوأصابعهمُعلىُالزّنادُدائما‪ُ،‬فالأصلُعندهمُأنُّالجميعُأعدا ُء‪ُُ،‬‬
‫وبعدهاُيمكنُالتّمييز‪ُ !!..‬‬
‫وهكذاُيطلقُالجنديّ ُالأمريكيُّالن ّارُلمجر ّدُشكّ ُبسيط‪ُ،‬ومنُهناكُتستطيعُُالقيادةُ‬
‫الت ّحر ّيُفيماُحدث‪ُ،‬وإنُكانُالقتلىُذكوراُأوُإناثاُوينتمونُإلىُالقاعدةُأوُطالبان‪ُُ،‬‬
‫ّينُعزل‪ُ ،‬أوُحت ّىُعناصرُمنُالش ّرطةُوالجيشُالأفغانيُّأوُالعراقيُّ‬
‫ّ‬ ‫أمُهمُ مجر ّدُمدني‬
‫اختارواُالمرورُفيُالوقتُوالمكانُالخطأُبالن ّسبةُللد ّور ي ّةُالأمريكي ّة‪ُ !!..‬‬
‫المآسيُالت ّيُنقلتهاُوسائلُالإعلامُالأمريكي ّةُكثيرة‪ُ،‬وآخرهاُماُاقترفهُخمسةُجنودُفيُ‬
‫ُ‬
‫أفغانستان‪ُ..‬يقولونُإنُّقائدُوحدتهمُ(المعتوه)ُأمرهمُبقتلُمدني ّينُأفغانُع ّزلُبشكلُ‬
‫وحشيّ‪ُ !!!..‬‬
‫ُوالمصيبةُ بعدُ ذلك‪ ُ:‬حيثُ يواجهُ هؤلاءُ الجنودُ تهمةُ القتلُ لأجلُ الت ّسليةُُوقطعُ‬
‫الأصابعُ وأجزاءُ أخرىُ منُ أجسادُ الضّ حاياُ والاحتفاظُ بهاُ كتذكار‪ ُ،‬وهيُ درجةُ‬
‫‪79‬‬
‫متقدّمةُجداُفيُالوحشي ّةُوالاستهانةُبالآخرُظهرتُفيُفضائحُسجنُ(أبوُغريب)ُبالعراقُ‬
‫وأماكنُأخرى‪ُ ُ.‬‬
‫تذك ّرتُ قصةُ فرمانُ السّلطانُ وفقءُ العينُ الث ّالثة‪ُُ،‬وأناُ أتابعُ تصر يحاتُُإدُُميليباندُُ‬
‫الز ّعيمُالجديدُلحزبُالعمّالُالبر يطانيُّ‪ُ .‬‬
‫لقدُتعهّدُالر ّجلُبأنُيخل ّصُالحزبُمنُأشباحُالماضي‪ُ،‬وقالُإنُّعلىُ(العمّال)ُأنُ‬
‫يقر ُّبالأخطاءُالت ّيُارتكبتُطيلةُثلاثةُعشرُسنةُبماُفيُذلكُغزوُالعراقُالذ ّيُوصفهُ‬
‫بالخطأُال كبيرُ‪ُ .‬‬
‫ُشبيهةُسمعناهاُقبلُذلكُمنُأقطابُالإدارةُالجديدةُفيُالبيتُالأبيض‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫تصر يحات‬
‫عندماُحم ّلواُالسّاكنينُالقدامىُبعضُالأخطاءُفيُمسيرةُالحربُعلىُالإرهاب‪ُ .‬‬
‫نعمُإنُّماُحدثُهوُمجر ّدُأخطاءُلاُترقىُإلىُدرجةُجرائمُالحربُوالإبادةُالجماعي ّةُ‬
‫للشّعوب‪ ُ،‬والد ّوسُ علىُ أحلامهاُ منُ أجلُ مصالحُ ال ُش ّركاتُ ال كبرىُ والل ّوبياتُ‬
‫الاقتصادي ّةُوالسّياسي ّة‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫وأسلوبهمُفيُتطبيقُالفرمان‪ُ ُ!!!..‬‬
‫ُ‬ ‫إن ّهُمنطقُأعوانُذلكُالسّلطان‪ُ،‬‬
‫مليونُ عراقيُّ قتيلُ وملايينُ اليتامىُ والأراملُ والمشرّدينُ والمعو ّقين‪ ُ،‬وملياراتُ‬
‫الد ّولاراتُالت ّيُضاعتُفيُمشار يعُماُيسمّىُإعادةُالإعمار‪..‬؟؟؟ ُ‬
‫لُذلكُمجردُخطأ‪ُ،‬ويحتاجُفقطُمنُزعيمُحزبُالعمّالُالجديدُإلىُخطّةُتخل ّصهُ‬
‫ك ُّ‬
‫منُأشباحُالماضي‪ُ،‬ليصلُإلىُالحكمُفيُالانتخاباتُالقادمة‪ُ !!!..‬‬
‫ر بّماُنسل ّمُلهُببعضُالحقّ ُلوُاستطعناُالن ّظرُمنُزاويتهُهو‪ُ..‬ل كن‪ُ..‬أليسُمنُحقّ ُ‬
‫الشّعوبُ المتضرّرةُ أيضاُ أنُ تتساءلُ عنُ أسبابُ الجريمة‪ُُ،‬ودوافعهاُ الحقيقي ّة‪ُُ،‬ومتىُ‬
‫إلغاءُ‬
‫تتخل ّصُهيُأيضاُمنُأشباحُالماضيُالت ّيُصنعتهاُالقراراتُُالأناني ُّةُالمبني ُّةُعلىُنظر ي ُّةُ ُ‬
‫إذاُتعارضُمعُالمصلحةُالمنشودة‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫فيُالوجودُ‬
‫ُ‬ ‫الآخرُ‬
‫حقُُّ ُ‬
‫لقدُاعتمدُالأمريكي ّونُفيُغزوهمُللعراقُعلىُفرضي ّةُامتلاكُنظام ُصدّامُحسينُ‬
‫ُ‬
‫لأسلحةُالد ّمارُالشّامل‪ُ،‬وسو ّقواُللفكرةُحت ّىُصدّقوهاُعلىُماُيبدو‪ُ،‬ودخلواُالبلادُوقتلواُ‬
‫طولاُوعرضُاُبحثاُعنُتلكُالأسلحةُالمزعومة‪ُ،‬أوُهكذاُحاولواُ‬
‫وحرثواُالأرضُ ُ‬
‫ُ‬ ‫العباد‪ُ،‬‬
‫ُ‬
‫‪80‬‬
‫ُخالي ّة‪ُ،‬وقالواُإنّهمُأخطأواُالت ّقديرُلأنُّ‬
‫إيهامنا‪ُ،‬ثم ُّظهرواُأمامُالعالمُبعدُذلكُبأياد ُ‬
‫تقاريرُوكالتهمُالاستخباراتي ّةُلمُتكنُدقيقة‪..‬؟؟؟ ُ‬
‫ُالر ّأس‪ُ !!!..‬‬
‫واعتذروا‪ُ..‬ل كنُبعدُخرابُ(مالطة)‪ُ،‬كماُيقال‪ُ،‬وبعدُأنُشقّ ُالفأس ُ‬
‫إنُّقصةُفرمانُالسّلطانُوماُحدثُمنُأخطاءُواعتذاراتُغربي ّةُستكونُمقبولةُ‬
‫فقطُإذاُأخضعناُأنفسناُإلىُدرجاتُعاليةُمنُحسنُالظّنُبهؤلاءُالقوم‪ُ،‬وحذفناُمنُ‬
‫ذاكرتناُال كثيرُمنُالصّ ورُوالمواقفُوالن ّظر ياتُالت ّيُتحكمُطر يقةُتفكيرهم‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫أمّاُغيرُذلكُفإنُّكلاماُكثيراُيمكنُأنُيقالُفيُهذاُالسّياق‪ُ ،‬و يكونُعبرةُلناُفيُ‬
‫الجزائرُ ونحنُ نتابعُ هذاُ الاهتمامُ والضّ جيجُ الأمريكيُّ الفرنسيُّ حولُ الحربُ علىُ‬
‫الإرهابُفيُمنطقةُالسّاحلُوالصّ حراء‪ُ،‬وعملياتُالخطفُالت ّيُتحدثُمنُحينُلآخرُ‬
‫ُمبالغُطائلةُلتحريرُالر ّهائن‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫وماُيتبعهاُمنُدفع‬
‫ماُأحوجناُإلىُصرخاتُعاليةُتقولُلهم‪ُ:‬كفاكمُفقدُمللناكم‪ُ .ُ..‬‬
‫ُلقدُأفزعتمُالعالمُعقداُكاملاُباسمُالحربُعلىُالإرهاب‪ُ ،‬وشرّعتمُبهُلأنفسكمُماُ‬
‫أردتُم‪ُ،‬وجعلتمُمنُأحداثُسبتمبرُ(قميصُعثمان)‪ُ،‬وطفتمُبهُجهاتُالعالُمُالأربع‪ُ،‬‬
‫وبكيتمُوضربتمُوانتقمتم‪ُ !!!..‬‬
‫ألمُتطفئُهذهُالحروبُظمأكمُإلىُالد ّماء‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ابحثواُل كمُعنُشرعي ّةُأخرىُبعيداُعنُأرواحناُواقتصادناُوثرواتناُوأرضناُوصحرائناُ‬
‫البريئةُالطّاهرة‪ُ..‬دع ُواُحكوماتناُوشعوبهاُتتدب ّرُالأمرُإنُكانُفيهُشيءُمنُالحقيقة‪ُ..‬‬
‫لقدُانكشفُالمستور‪ُ ..‬‬
‫حّت ّىُلوُكن ّاُفيُالعصرُالحجريّ ُو بوسائلُات ّصّ الهُالبسيطة‪ُ...‬لوُكناُهناكُلأدركناُأنُوراءُ‬
‫الأكمةُُماُوراءهاُبعدُت ُكرارُالمشاهدُالهوليودي ّةُوالخدعُالبصر ي ّةُالغبي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ ُُُُ2010-10-02‬‬
‫ُ‬

‫‪81‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫قديمةُوالله‪ُ..‬وسخيفةُأيضُا ُ‬
‫ُ‬
‫إذاُكانُالمتحدثُ مجنوناُفليكنُالمستمعُعاقلا‪ُ..‬مثالُعاميُتذكرتهُوأناُأقرأُبعضُ‬
‫حديثُرئيسُالوزراءُالبر يطانيُدُيفيدُكاميرونُأمامُمجلسُالعموم‪ُ..‬لقدُقالُالرجل‪ُ:‬‬
‫ُالقنبلة ُجرىُحملهاُعبرُطائرةُ شحن منُاليمنُإلىُالإماراتُثمُإلىُألمانياُ‬
‫ُ‬ ‫"حقيقة ُأن‬
‫ُ‬
‫ظهرُاهتمامُالعالمُكلهُبالعملُمعاُللتُعاملُ‬
‫وبر يطانياُفيُطر يقهاُإلىُالولايات المتحدة‪ُ،‬ت ُ‬
‫معُهذاُالأمر"‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪82‬‬
‫ّاريخُ يعيدُنفسه‪ُ..‬عبارةُشائعةُل كنّ ُهناكُمنُلاُيستسيغهاُويرىُأنُّالبديلُعنهاُ‬
‫الت ُ‬
‫هوُ الحديثُ عنُ جهالةُ الإنسانُ وتكرارهُ لأخطائه‪ُُ،‬ومنُ هناكُ تتحر ّكُ أناملهُ فينسجُ‬
‫أحداثاُمشابهةُلماُشهدهُالماضيُدونُأنُيكر ّرُالت ّاريخُنفسهُكماُي ُقال‪ُ .ُ.‬‬
‫وفيُضوءُهذاُالكلامُلناُأنُنتساءلُإنُكانُالغربُيكر ّرُمسرحياتهُالمكشوفةُليخدعُ‬
‫ُمطامعهُومصالحُهُ‬
‫ُ‬ ‫يعهُو يحقّق‬
‫بهاُنفسه‪ُ،‬أمُليراوغُشعوبناُوحكوماتنا‪ُ،‬ويمر ّرُعبرهاُمشار ُ‬
‫ةُالمكيافيل ّي ّةُكأساسُللحكمُوالسّياسةُوالت ّعاملُ‬
‫ُ‬ ‫ّبةُهناُوهناك‪ُ،‬والقائمةُعلىُمبدأُالن ّفعي‬
‫المتشع ُ‬
‫شعوبُالأخرى‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫معُال ُّ‬
‫عندماُقرأتُكلامُديفيدُكاميرون‪ُ،‬سالفُالذّكر‪ُ،‬تذكرتُالعالمُالغربيُّوهوُيستمعُ‬
‫إلىُ بياناتُ صادرةُ منُ كهوفُ أفغانستانُ عامُ ألفينُ وواحد‪ ُ،‬وعادتُُُصورةُ ذلكُ‬
‫الاستثمارُ البشعُ المقز ّزُ الذ ّيُ مارستهُ إدارةُ البيتُ الأبيض‪ ُ،‬والحكوماتُُالغربي ّةُ‬
‫المتحالفةُمعها‪ُ ُ!!..‬‬
‫استثمارُفيُالعواطفُوالمشاعرُالشّعبي ّةُالغربي ّةُالت ّيُألفتُالأمنُوالأمان‪ُ،‬فجاءُمنُ‬
‫يضخّ مُلهاُبياناتُال كهوفُو يصو ّرهاُنذيرُحربُُشاملةُومدمّرةُعلىُأوروباُوأمريكا‪ُ،‬‬
‫الأمريكي ّونُ علىُ مدينتيُ هيروشيماُ‬
‫ُ‬ ‫وأنُّ نتائجهاُ قدُ تفوقُ القنابلُ الذ ّر يةُ الت ّيُ ألقاهاُ‬
‫وناكازاكيُالياباني ّتينُنهايةُالحربُالعالميةُالث ّانية‪..‬؟!!ُُنتائجُلاُيمكنُتصو ّرهاُبأيّ ُحالُ‬
‫منُالأحوال‪!!..‬؟ ُ‬
‫إنّهاُحملاتُ الاستغفُالُالغربيُّ للشّعوبُ فيُ الن ّصفُ الشّماليُّ منُال كرةُ الأرضية‪ُ.‬‬
‫وأيضا‪ ُ:‬لمنُ أعطىُ لعقُلهُ إجازةُ مفتوحةُ منُ سكّانُ الن ّصفُ الجنوبيّ‪ ُ،‬خاصّةُ العالُمينُ‬
‫العربيُّوالإسلاميّ‪ُ ُ!!..‬‬
‫ُالإعلامُالعالمي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫نعم‪ُ..‬إن ّهُاستغفالُكبيرُماُبعدهُاستغفالُعندماُتطلعُعليناُوسائل‬
‫بأخبارُتلكُالمجموعةُالمطاردةُفيُبلادُشبهُالجزيرةُالعربي ّة‪ُ،‬حيثُيلاحقهاُعددُمنُ‬
‫الأجهزةُ الأمني ّةُ الإقليمي ّةُ والد ّولي ّة‪ُُ،‬ومعُ ذلكُ تخترقُ إجراءاتُ الت ّفتيشُ فيُ عدّةُ‬
‫مطاراتُعالمي ّة‪ُ،‬ومنُهناكُتقتربُمنُهدفهاُوهوُالوصولُبالطّردُالمفخّ خُإلىُالولاياتُ‬
‫المت ّحدةُالأمريكي ّة‪ُ !!!..‬‬
‫ُ‬

‫‪83‬‬
‫ُطردُمفخّ خُ‪ُ،‬فيمر ُّبسلامُ‬
‫إنّهاُقم ّةُالاستغفالُوالاستهانةُبعقولُالآخرينُعندماُيتحر ّك ُ‬
‫عبرُعددُمنُالمطارات‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫البدايةُيمكنُتصديقهاُبسهولةُلأكثرُمنُسببُوسببُفيُبلادُاليمنُالسّعيد‪ُ..‬بدءاُ‬
‫بالت ّسي ّبُ الإداريّ ُ والأمنيُّ‪ُُ،‬وليسُ انتهاءُُُبأجهزةُ الر ّصدُ والت ّفتيشُ الت ّيُ قدُ تكونُ‬
‫متواضعةُمقارنةُبماُوصلتُإليهُالمطاراتُالد ّوليةُال كبيرةُفيُالش ّرقُوالغربُعلىُحدُّ‬
‫سواء‪ُ .‬‬
‫أمّاُبعدُاليمن‪ُ...‬فتبدأُظلالُالشّكّ ُحيثُدولةُالإماراتُالعربي ّةُالمت ّحدةُوماُتشتهرُ‬
‫بهُمطاراتهاُمنُالخدماتُالرّاقيةُوالمراقبةُالد ّقيقةُوالحزمُالأمنيّ‪ُ،‬ولعلُّقضيةُاغتيالُ‬
‫القياديّ ُالفلسطينيُّمحمودُالمبحوحُخيرُشاهدُعلىُتقدّمُوسائلُالمراقبةُوالت ّحريّ ُالت ّيُ‬
‫وصلتُإليهاُأجه ُزةُالأمنُالإماراتي ّة‪ُ .‬‬
‫ومنُدولةُالإماراتُيصلُالطّردُالمفخّ خُإلىُألمانياُ‪ُ،‬ثم ُّبر يطانياُليتم ُّاكتشافهُقبلُأنُ‬
‫يبلغُمحطّتهُالنّهائي ّة‪ُ،‬وهيُمعبدُيهوديّ ُفيُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُحسبُتصر يحاتُ‬
‫كبيرُالبيتُالأبيضُالر ّئيسُباراكُأوباما‪ُ ُ!!!..‬‬
‫الحقيقةُأنُّالمخرجُتسرّعُفيُقبولُالسّينار يوُوإخراجه‪ُ،‬والسّببُهوُعاملُالوقتُالذ ّيُ‬
‫ّينُيقفونُوراءُالعملي ّةُبرمّتها‪ُ..‬وبشيءُمنُالت ّع ُّقلُر بّماُاستطاعُ‬
‫ُ‬ ‫لمُيكنُفيُمصلحةُالذ‬
‫ُعلىُنصُآخرُأفضلُوأقربُإلىُالواقع‪ُ ُ!!!..‬‬
‫ُّ‬ ‫هذاُالمخرجُالحصول‬
‫ل كنُ هذاُ ماُ حدث‪ ُ ُ...‬لقدُ جاءُ المشهدُ هز يلاُ تافهاُ لاُ يقنعُ مجتمعاتُ القرونُ‬
‫الوسطىُفيُأوروبا‪ُ،‬فكيفُبعالُمُالقرنُالواحدُوالعشرين‪ُ،‬وثورةُالات ّصالُوالت ّكنولوجياُ‬
‫ّدةُمنُالوسائط‪..‬؟؟؟ُُقديمةُوالل ّه‪ُ،‬وسخيفةُ‬
‫ُ‬ ‫وشيوعُالمعلوماتُوتدف ّقهاُعبرُأنواعُمتعد‬
‫أيضاُياُجماعة‪ُ .‬‬
‫يكيليكسُموجةُعارمةُمنُالشّكّ ُوالقلقُلدىُالشّعوبُالغربي ّة‪ُُ،‬‬
‫ُ‬ ‫لقدُأثارتُوثائقُو‬
‫وتعالتُالد ّعواتُإلىُالت ّحقيقُوالمساءلةُعنُتلكُالأحداثُالد ّاميةُوالجرائمُالت ّيُحدثتُ‬
‫ّاتُالأمريكي ّةُفيُالعراقُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫تحتُسمعُوبصرُالقو‬
‫كماُتعالتُالأصوُاتُالمناديةُبالانسحابُمنُأفغانستان‪ُ،‬بعدُأنُباتتُالأمورُتت ُّجهُنحوُ‬
‫مستنقعُحقيقيّ ُستغرقُفيهُأرجلُ عناصرُ القواتُ الأمريكي ّةُوالد ّوليةُ هناك‪ُ،‬وربماُ‬
‫‪84‬‬
‫تكر ّرتُ مشاهدُ مشابهةُ لماُ حدثُ للسّوفييتُ والجيشُ الأحمرُ فيُ أفغانستانُ خلالُ‬
‫ثمانيني ّاتُالقرنُالماضيُ‪ُ .‬‬
‫أمسُ الحاجةُ إلىُ‬
‫وهكذا‪ ُ،‬بعدُُوثائقُ و يكيليكس‪ ُ،‬صارتُ الإدارةُ الأمريكي ّةُ فيُ ّ‬
‫لُ محلُّفضائحُالوثائقُوفظاعتهاُوبشاعتها؛ُفكانتُالطّرودُالمفخّ خةُ‬
‫قصصُإخبار يةُ تح ّ‬
‫خاصُفيُ‬
‫الت ّيُاحتل ّتُالعناوينُالر ّئيسي ّةُفيُنشراتُالأخبار‪ُ،‬وصارتُحديثُالعامُّوال ّ‬
‫الد ّولُالغربُي ّة‪ُ .‬‬
‫أسبابُأخرىُقدُتكونُوراءُسينار يوُالطّرود‪...‬؟؟ُ ُوجُ ُهاتُأخرىُقدُتستفيدُمنُ‬
‫الضّ جةُالإعلامي ّة‪ُ،‬ومنهاُحكوماتُأوروبيةُتعانيُمشاكلُوأزمات‪ُ،‬بينهاُفرنساُوساستهاُ‬
‫ومخل ّفاتُوتبعاتُالإضراباتُوالمظاهراتُالأخيرةُعلىُخلفي ّةُرفعُسنّ ُالت ّقاعد‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫لُهيُالأجدرُبالد ّراسةُوالملاحظة‪ُ،‬ومنُذلكُمشاكلُ‬
‫ل كنّ ُالن ّتائجُالمتعلقّةُبناُتظ ّ‬
‫الصّ حراءُال كبرىُوقضاياُالاختطافُهناك‪ُ ،‬ودفعُالفديةُلتلكُالعصاباتُالمسل ّحة‪ُ،‬‬
‫وتداعياتُ ذلكُ علىُ أمنُ دولُ المنطقةُ ومحاولاتُ فرنساُ الت ّدخلُ بأيّ ُ شكلُ منُ‬
‫الأشكال‪ُ ُ!!!..‬‬
‫ُالر ّئيسُالأمريكيُّالجمهوريّ ُالسّابقُجورجُ‬
‫لقدُذاقُالعالمُالطعمُالمر ُّلسنواتُحكم ُ‬
‫بوش‪ُ،‬وهاهيُفز ّاعةُالطّرودُالمفخّ خةُتتزامنُمعُفوزُالجمهورُي ّينُفيُانتخاباتُالت ّجديدُ‬
‫الن ّصفيّ ُلل كونغرسُالأمريك ُيّ‪ُ،‬واستحواذهمُعلىُعصاُغليظةُيلو ّحونُبهاُفيُوجهُأوباماُ‬
‫متىُ وكيفُ أرادوا‪..‬؟؟ُ ُ ومنُ هذهُ المعادلةُ الجديدةُ ينبغيُ علىُ المستهدفينُ الحذرُ‬
‫واستحضارُجميعُمهاراتُالل ّعبُالذ ّكيُّالذ ّيُيتناسبُمعُمعطياتُالمرحلة‪ُ .‬‬
‫لقدُصمدُمنُصمدُخلالُالعقدُالماضيّ‪ُ،‬وهكذاُانكشفتُكثيرُمنُالُألاعيبُ‪ُ،‬وباتُ‬
‫أغلبُساسةُالعالمُيدركونُلعبةُالت ّخو يفُالت ّيُأدمنهاُالإعلامُالغربيّ‪ُ ..‬والُأملُكلُ‬
‫الأملُأنُيصمدُالجميعُهذهُُالمرة‪ُ ،‬وأنُترتفعُالأصواتُلتقولُلاُللاستغفالُفعقولناُ‬
‫بخيرُوعافية‪ُ .‬‬

‫‪ُ ُ2010-11-13‬‬
‫ُ‬
‫‪85‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أوباماُمرةُأخرى‪ُ..‬ماُالجديد‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫رغمُ الحملةُ الانتخابيةُ الشرسةُ التيُ عرفهاُ السباقُ نحوُ البيتُ الأبيض‪ ُ،‬ورغمُ حجمُ‬
‫الإنفاقُغيرُالمسبوقُعلىُالدعاية؛ُفإنُفوزُباراكُأوباماُبولايةُثانيةُلمُيكنُمفاجئاُجداُ‬
‫يُتكررُمراتُعدة‪ُ،‬حيثُ‬
‫ُ‬ ‫لسببُبسيطُهوُطر يقةُتفكيرُوسلوكُالشعبُالأمريكي‪ُ،‬الذ‬
‫يفضلُالتمديدُللرئيسُومنحهُفرصةُأخرىُلإكمالُبرنامجه‪ُ..‬وهكذاُهاهوُأوباماُيواصلُ‬
‫مشواره‪ُ،‬بعدُأنُأفسحُغريمهُ(ميتُرومني)ُالطر يقُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪86‬‬
‫إذنُ عادُ الر ّجلُ الأفر يقيّ ُ الأصلُ إلىُ البيتُ الأبيضُ وهوُ أكثرُ عزماُ علىُُتنفيذُ‬
‫برنامجهُكماُ قالُ عقبُ إعلانُ فوزهُ مباشرة‪ ُ..‬ومعُ أنُّ هذاُ البرنامجُ يتّجهُ فيُ عمومهُ إلىُ‬
‫ّيمقراطي ّين‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الد ّاخلُالأمريكيُّفإنُّمنُحقّناُأنُنتنفّسُالصّ عداءُونفرحُلاستمرارُحكمُالد‬
‫بعدُأنُرأيناُالو يلاتُعلىُمدىُسنواتُحكمُالجمهوريّ ُجورجُبوشُالابنُ‪ُ .‬‬
‫نُ الفرقُ ضئيلُ فيُ السّياسةُ الخارجي ّةُ الأمريكي ّةُ بينُ الجمهور يّينُ‬
‫جي ّداُ أ ّ‬
‫ندركُ ُ‬
‫والد ّيمقراطيّين‪ُ،‬وندركُأيضاُأنُّالسّياساتُال كبرىُللولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُتصنعهاُ‬
‫نُقيمةُالوطنُومصالحهُعندهمُأقوىُمنُ‬
‫المؤسّ سات‪ُ ُ،‬ويشتركُفيُصياغتهاُالجميع‪ُ،‬لأ ّ‬
‫الخلافاتُوالن ّزاعاتُالحزبي ّةُالعابرة‪ُ،‬وحت ّىُالمزمنة‪ُ ..‬‬
‫ل كن‪ُ..‬منُحقّناُأنُننظرُإلىُذلكُالضّ وءُالذ ّيُبدأُيظهرُفيُآخرُالن ّفقُ‪ُ،‬منُخلالُ‬
‫سياسةُالانسحابُالبطيءُمنُمناطقُالص ّراعُوالن ّفوذُالت ّقليديُّ‪ُ ،‬الت ّيُانتهجهاُأوباماُ‬
‫منذُوصولهُإلىُالبيتُالأبيض‪ُ ُ.‬‬
‫إنُّدولةُمؤسّ ساتُفيُ حجم ُالولاياتُالمت ّحدةُوتقاليدهاُفيُالحكمُوالسّياسةُلنُتغي ّرُ‬
‫اتجاهُبوصلتهاُبسرعةُالبرقُتجاهُقضاياناُوفلسطينُعلىُوجهُالخصوص‪ُ،‬ل كنّ ُفيُإمكانناُ‬
‫الت ّفاؤلُبعضُال ُش ّيءُلنتمكّنُمنُالانطلاقُمنُجديدُوالاعتمادُعلىُأنفسناُبعدُتحصينُ‬
‫ّاخل‪ُ،‬والت ّخل ّصُمنُفكرةُأنُّأمريكاُقدرُلاُمفر ُّمنهُإلىُأُبدُالآبدين‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫قلاعناُمنُالد‬
‫لقدُ وجّهُ الر ّئيسُ باراكُ أوباماُ فيُ حفلُ تنصيبهُ للولايةُ الرّئاسي ّةُ الأولىُ كلماتُ‬
‫مباشرةُلناُعندماُقال‪ُ.ُ.(ُ:‬وللعالمُالإسلاميُّأقولُإنّناُنسعىُإلىُطر يقُجديدُيعتمدُعلىُ‬
‫المصلحةُالمشتركةُوالاحترامُالمتبادل‪ُ..‬ولشعوبُالأممُالفقيرةُنتُعهّدُبالعملُإلىُجانبكمُ‬
‫ل كيُتزدهرُمزارعكم ُ‪ُ،‬وتجريُالمياهُالن ّقي ُّة‪ُ،‬ولتغذي ّةُالأجسادُوالعقولُالجائعة‪ُ..‬وللأممُ‬
‫ّسبي ّةُأقولُلاُيمكنناُأنُنسمحُبعدُالآنُبألا ُّنباليُبالمآسيُ‬
‫الت ّيُتتمت ّعُشأنُأمّتناُبالوفرةُالن ُ‬
‫خارجُحدودنا‪ُ ،‬ولاُيمكنناُأنُنستهلكُموُاردُالعالمُمنُدونُأنُنتنب ّهُإلىُانعكاساتُ‬
‫ذلك‪ُ..‬العالمُتغي ّرُوعليناُأنُنتغ ّير)‪ُ..‬كماُوصفُأوباماُنفسهُفيُالمناسبةُذاتهاُبأن ّه‪(ُ:‬ابنُ‬

‫‪87‬‬
‫رجلُأسودُمنُكينياُوامرأةُبيضاءُمنُكنساس‪ُ..‬درستُفيُأفضلُالكلي ّاتُوعشتُ‬
‫فيُإحدىُأفقرُأممُالد ّنيا‪ُ..‬تزوجتُُمنُامرأةُأمريكي ّةُسوداءُتحملُمعهاُدمُالعبودي ّةُ‬
‫والر ّق‪ ُ...‬عنديُ إخوةُُوأخواتُ وأبناءُ وبناتُ إخوةُ وأعمامُ وأخوالُ وأبناءُ أعمامُ‬
‫ُحي ّا‪ُ .ُ)..‬‬
‫وأخوالُمفر ّقينُفيُثلاثُقارّات‪ُ،‬ولنُأنسىُذلكُماُدمت ُ‬
‫لقدُحملُأوباماُمعهُخطاباُجديداُوقدراُمنُالاعترافُبالآخر‪ُ،‬بماُقدُيعنيُاتجاهاُ‬
‫نحوُ هجرُ الث ّقافةُ الأمريكي ّةُ فيُ السّياسةُ الخارجي ّةُُحيثُ اللا ّمبالاةُ الت ّامّةُ والمشيُ علىُ‬
‫جثثُالآخرينُلتحقيقُالمصالح‪ُ ...‬‬
‫حبينُبوصولُأوباماُإلىُالبيتُ‬
‫ومعُذلكُأذكرُأنُّمحلّلينُمعروفينُمنُعالمنا‪ُ،‬ومنُالمر ّ‬
‫تغي ّيرُجوهريّ ُقدُيطرأُعلىُموقفُأوباماُمنُالقضي ّةُ‬
‫الأبيض‪ُ،‬قدُاستبعدواُحينهاُأيّ ُ ُ‬
‫الفلسطيني ّة‪ُ،‬وقالواُإنُّأيّ ُمواقفُجديدةُقدُتتأجّلُإلىُالولايةُالث ّانيةُللر ّجلُلأن ّهُيخشىُ‬
‫الل ّوبيُالص ّهيونيُّفيُالولاياتُالمت ّحدةُخلالُالانتخاباتُالموالية‪...‬؟؟ ُ‬
‫والآنُهاهوُأوباماُفيُولايتهُالث ّانيةُوالأخيرة‪ُ،‬فهلُنتوق ّعُأنُيجسّدُخطاباتهُووعودهُ‬
‫فيُإنصافُالآخرينُوالت ّعاملُمعهمُمنُخلالُقيمُجديدة‪..‬؟؟ ُ‬
‫لاُينبغيُأنُنعودُإلىُعهودُالأحلامُالوردي ّةُالمؤسّ سةُعلىُالأمانيُالمجر ّدة‪ُ،‬ل كنّ ُ‬
‫ل‪ُ،‬وبالت ّأكيد‪ُ،‬مختلفاُعنُأبناءُالبيضُالذ ّينُ‬
‫أوباماُالأسودُابنُحسينُالأفر يقيّ ‪ُ،‬سيظ ّ‬
‫غامرواُفيُالقرونُالماضيةُوغزواُالعالمُالجديد‪ُ،‬واستولواُعلىُكلُّشيء‪ُ،‬وطب ّقواُسياسةُ‬
‫نُكثيراُمنهمُفر ّواُمنُالاضطهادُالد ّينيُّبعدُ‬
‫(أرضُبلاُشعبُلشعبُبلاُأرض)ُلأ ّ‬
‫أنُضاقتُبهمُالقارّةُالأوروبي ّة‪ُ،‬وهناكُوجدواُأنفسهمُ(مخي ّرين)ُبينُمساعدةُالسّكانُ‬
‫المحلي ّين‪ُ،‬الهنودُالحمر‪ُ،‬علىُالت ّواصلُوالمدني ّة‪ُ،‬أوُاختصارُالطّر يقُعبرُإبادتهم‪ُ..‬واختارواُ‬
‫الث ّانيةُلأنّهاُالأسهل‪ُ،‬والأقربُإلىُسلوكهمُالعدوانيّ‪ُ،‬وهمُالقادمونُمنُقارّةُالحروبُ‬
‫والن ّزاعاتُودماءُومآسيُالقرونُالوسطى‪ُ !!..‬‬

‫‪88‬‬
‫ُّجيناتهُكيني ّةُأفر يقي ّةُرغمُكلُّشيء‪ُ،‬وإنُتأث ّرُبأمّهُ‬
‫ُ‬ ‫اُنسبي ّاُلأن‬
‫لُمختلف ُ‬
‫إنُّأوباماُسيظ ّ‬
‫البيضاء‪ُ،‬إضافةُإلىُأنُّبعضُذكر ياتهُوطفولتهُفيُدولةُمسلمةُهيُاندونيسيا‪ُ،‬كماُأن ّهُلاُ‬
‫ينتميُإلىُطبقةُالأثر ياءُوأصحابُالمالُوالمصالحُالاقتصادي ّةُالذ ّينُيرونُالعالمُمنُثقبُ‬
‫شركاتهمُوأعمالهمُوأرقامهمُفقط‪ُ،‬وإنُماتُالأطفالُجوعاُفيُأفر يقياُوآسيا‪ُ،‬وسالتُ‬
‫الد ّماءُغزيرةُهناُوهناك‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُوالمشاحناتُالاقتصادي ّةُبينُالقوىُال كبرىُتشيرُبوضوحُإلىُ‬
‫ُ‬ ‫ُالعالمي ّة‬
‫ُ‬ ‫إنُّالأحداث‬
‫أنُّالسّياسةُالد ّوليةُحبلىُبنظامُجديد‪ُ،‬وأنُّسنواتُالمخاضُلمُتعدُبعيدة‪ُ،‬إنُلمُتكنُ‬
‫قدُبدأتُبالفعل‪ُ،‬وهكذاُقدُتستمر ُّسياساتُالانسحابُالأمريكيُّالبطيءُمنُالمشهدُ‬
‫ّيُظل ّتُواشنطنُحاضرةُفيهاُمنذُنهايةُالحربُالعالمي ّةُ‬
‫الد ّوليّ‪ُ،‬ومنُبعضُالمواقعُالت ُ‬
‫الث ّانية‪ُ .‬‬
‫إنُّالت ّجربةُالأمريكي ّةُفيُالت ّعاملُمعُالحكوماتُالجديدةُفيُالعالمُالعربيُّتحملُملامحُ‬
‫مرحلةُمغايرةُيختفيُمنهاُذلكُالت ّحالفُالمقز ّزُبينُالمصالحُالأمريكي ّةُوالأنظمةُالشّموليةُ‬
‫الحاكمة‪ُ،‬وهوُالأمر ُالذ ّيُدفعتُ ُثمنهُالشّعوبُمنُحرّ ياتهاُواقتصاد ُي ّاتها‪ُ،‬وحت ّىُمنُ‬
‫دمائهاُفيُبعضُالأحيان‪ُ .‬‬
‫قدُلاُيأتيُابنُحسينُأوباماُفيُولايتهُالث ّانيةُوالأخيرةُبالعجائب‪ُ..‬فقطُيكفيناُأنُ‬
‫نشهدُنهايةُذلكُالحلفُالشيطانيُُالذ ّيُأقامهُجورجُبوشُالابنُمعُالفسادُوالد ّكتاتور ي ّةُ‬
‫شعوبُإلىُغيرُ‬
‫فيُكثيرُمنُبلداننا‪ُ..‬لقدُول ّتُمرحلةُالاستقواءُبأمريكاُعلىُإرادةُال ُّ‬
‫رجعة‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2012-11-10‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪89‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫نُ‬
‫الحكامُبينُالإنسُوالج ُ‬
‫ُ‬
‫اندثرُسياقُالموضوعُمنُذاكرتيُفقدُكنتُصغيرا‪ُ،‬ولـكننيُأتذكرُبوضوحُأميُوهيُ‬
‫تحدثُ إحدىُ جاراتهاُ أوُ صديقاتها‪ُُ...‬لقدُ روتُ لها‪ ُ،‬ولاُ أدريُ كيفُ بلغتهاُ تلكُ‬
‫الرواية‪ُ،‬أنُامرأةُمنُعالمُالجنُكانتُحزينةُعلىُابنتهاُالتيُأدركهاُالموت‪ُ..‬كانتُ‬
‫ُ‬
‫ت بكيُوتنوحُوتعبرُعنُحسرتها‪ُ،‬فقدُماتتُالابنةُشابةُولمُتتمتعُبحياتها‪ُ..‬ماتتُصغيرةُ‬
‫لمُتتجاوزُالخمسمائةُعام‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪90‬‬
‫حكايةُ الأمُّ وابنتهاُ الشّاب ّةُ بمقاييسُ الجنّ ُ هيُُإحدىُ الأساطيرُ الشّعبي ّة‪ُُ،‬وغرائبُ‬
‫وعجائبُالعالمُالآخرُالت ّيُ تحتفظُبهاُذاكرةُجيلنا‪ُ،‬حينُكانُالغالبُعلىُالأسرةُهوُ‬
‫الاجتماعُوالحديثُوالسّمر‪ُ،‬فأجهزةُالتّلفز يونُكانتُنادرةُفيُالقرىُوالأر ياف‪ُ،‬ولمُ‬
‫تصلُ ُبعدُإلىُماُ نحنُعليهُاليوم‪ُ ،‬حيثُصادرتُمن ّاُتلك ُالجلساتُالحميمي ّةُال ُد ّافئ ُة‪ُ،‬‬
‫خاصّةُفيُلياليُالشّتاءُالباردة‪ُ .‬‬
‫حديثُعنُالأعمارُبينُع ُالُميُالجنّ ُوالإنس‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫قصّ ةُالأمُّالجن ّي ّةُوابنتهاُتقودناُإلىُال‬
‫يلةُ‬
‫وذلكُالت ّفاوتُفيُالأعمارُيعيدناُإلىُالماضيُالبعيدُجداُحيثُكانتُالأعمارُطو ُ‬
‫إلىُدرجةُلاُتقارنُبأعمارناُفيُهذهُالأزمان‪ُ !!..‬‬
‫لقدُحدثّناُالقرآنُال كريمُعنُالنبيُّنوحُعليهُالسّلام‪ُ،‬ومعُأن ّهُلمُيذكرُعمرهُبالت ّحديد؛ُ‬
‫نُمدّةُدعوةُنوحُلقومهُبلغتُألفُسنةُإلاُخمسينُعاما‪ُ ...‬‬
‫فقدُأخبرناُأ ّ‬
‫ّعوةُفقط‪ُ،‬فكمُعاشُقبلُالد ّعو ُة‪ُ،‬وبعدُالطّوفانُحينُ‬
‫ُ‬ ‫إنّهاُقرونُطو يلة‪ُ،‬وهيُفترةُالد‬
‫رستُبهُالسّفينةُعلىُالجوديّ ‪ُ...‬الل ّهُأعلم‪...‬؟ ُ؟ ُ‬
‫أعمارُالن ّاسُفيُالأزمانُالغابرةُكانتُطو يلةُإذن‪ُ،‬أمّاُفيُهذهُالحقبةُالت ّيُنعيشهاُ‬
‫فالأمرُ مختلفُتماما؛ُفالأعمارُبينُالسّت ّينُوالسّبعينُفيُالغالب‪ُ،‬أوُهذاُماُنفهمهُمنُ‬
‫الحديثُالن ّبويّ ُالش ّر يف‪ُ،‬حينُأخبرناُرسولُالل ّهُصلىُالل ّهُعليهُوسلمُأنُّأعمارُأمّتهُفيُ‬
‫هذهُالحدودُ‪ُ .‬‬
‫سرحتُمعُعالمُالأعمارُُومنُسلفُعلىُكوكبُُالأرضُوأناُأقرأُخبراُعنُالر ّئيسُ‬
‫ال كوبيُّراؤولُكاسترو‪ُ،‬وإعادةُانتخابهُعلىُرأسُمجلسُالد ّولة‪ُ،‬الهيئةُالعلياُفيُالسّلطةُ‬
‫ّنفيذي ّةُال كوبي ّة‪ُ !!..‬‬
‫الت ُ‬
‫راؤولُالذ ّيُورثُالسّلطةُعنُأخيهُفيدلُكاستروُقبلُخمسُسنوات‪ُ،‬سيرأسُ‬
‫الهيئةُالعلياُفيُالسّلطةُالت ّنفيذيةُال كوبي ّةُلولايةُثاني ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬

‫‪91‬‬
‫والخبرُعاديّ ُإلىُحدُّالآن‪ُ،‬ل كن ّهُيتطو ّرُإلىُحالةُغيرُعادي ّةُعندماُيذي ّلُبإعلانُ‬
‫الر ّجلُعنُني ّتهُتركُالسّلطةُبعدُانتهاءُهذهُالعهدةُالرّئاسيةُعام ُ‪ُ،2018‬والسّببُهوُ‬
‫رغبتهُفيُإفساحُالمجالُللأجيالُالجديدة‪ُ ُ!!!..‬‬
‫إذنُهيُمفاجأةُمنُالعيارُالث ّقيلُر بّماُاعتقدُكاستروُالأخُأن ّهُ فجّرهاُعلىُالملأ‪ُ،‬‬
‫خاصّةُأنُّ تجربةُأخيهُلاُتبش ّرُبشيءُعلىُشاكلةُالت ّنازل ُأوُالت ّسليم؛ُفقدُحكمُفيدلُ‬
‫كوباُمنُعامُ‪ُ1959‬إلىُغايةُ‪ُ،2008‬ولمُيتنازلُعنُمنصبهُإلاُبعدُأنُأقعدهُالمرضُ ُ‪ُ،‬‬
‫وح ّدُمنُقدراتهُعلىُالحركةُوالحديثُوالت ّواصل‪ُ !!..‬‬
‫نُمقارنةُعابرةُبينُتركيبةُ‬
‫وعلىُأيّ ُحالُومهماُكانُالمشهدُفيُهرمُالسّلطةُبكوبا‪ُ،‬فإ ّ‬
‫يُ‬
‫الحكمُالآن‪ُ،‬وماُكانتُعليهُقبلُخمسُسنواتُعندماُجلسُراؤولُكاستروُعلىُكرس ُّ‬
‫الحكم؛ُتشيرُإلىُبعضُالت ّغييرُالإ يجابيّ‪ُ،‬وأقصدُتحديداُمتوسّ طُالأعمار‪ُ،‬ودخولُعناصرُ‬
‫تعتبرُشاب ّةُإلىُحدُّكبيرُقياساُبالقياداتُالمتقدّمةُفيُالسنّ ‪ُ .‬‬
‫الت ّشكيلةُالجديدةُالت ّيُسترافقُراؤولُفيُعهدتهُالث ّانيةُتتكو ّنُمنُ(ميغيلُديازُكانيل)ُ‬
‫كنائبُأوّلُلرئيسُمجلسُالد ّولةُويبلغُمنُالعمرُاثنينُوخمسينُعاما‪ُ،‬ومنُبينُالن ّوابُ‬
‫الخمسةُأيضاُ(مرسيدسُلوبيزُاسيا)ُوهيُامرأةُوصلتُإلىُسنّ ُالثّمانيُوالأربعينُسنة‪ُ،‬‬
‫ّانيُفيُالن ّظامُسابقاُ(خوسيهُرامونُماتشادوُفينتورا)ُالبالغُمنُالعمرُ‬
‫ُ‬ ‫ومعُأنُّالر ّجلُالث‬
‫اثنينُ وثمانينُ عاماُ تنازلُ عنُ مكانهُكنائبُ أوّلُ للر ّئيس‪ ُ،‬ل كن ّهُ ظلُّ منُ بينُ الن ّوابُ‬
‫الخمسة‪ُ،‬وحافظُنائبانُآخرانُعلىُموقعيهما‪ُ،‬وهماُالز ّعيمُالت ّار يخيُّ(راميروُفالديز)ُويبلغُ‬
‫منُالعمرُثمانينُعاما‪ُ،‬و(غلاديسُبيخيرانو)ُوعمرهُالآنُست ّةُوست ّونُعاما‪ُ !!!..‬‬
‫ُمرةُأخرى‪ُ،‬وإنُكانُالحالُأفضلُبعضُ‬
‫مشهدُكوبيُّجديدُيسيطرُعليهُالمعمّرون ّ‬
‫الش ّيءُمنُناحيةُالن ّواب‪ُ،‬فالسّيدُراؤولُكاستروُقدُ تجاوزُالثّمانينُبعامُفيُبدايةُهذهُ‬
‫العهدة‪ُ،‬ومعهُفيُالن ّيابةُمنُهوُفيُحدودُالثّمانيةُوالأرُبعينُوالاثنينُوالخمسينُسنة‪ُ،‬وهوُ‬

‫‪92‬‬
‫تقدّمُيحسبُللقائمينُعلىُالحكمُفيُكوباُإذاُعدناُإلىُبدايةُعهدةُراؤولُالماضية‪ُ،‬عندماُ‬
‫كانُعمرُالر ّجلُستةُوسبعينُعاماُوأكبرُنوابهُفيُالثّمانينُوأصغرهمُفيُالث ّالثةُوالسّتين‪ُ !!..‬‬
‫كتبتُقبلُخمسُسنوات‪ُ ،‬وفيُهذهُالزّاو ية‪ُ،‬مقالاُحملُعنوانُ(كوباُوظاهرةُ‬
‫الانقراض)ُوقلتُفيُآخره‪(ُ:‬خمسةُنو ّابُللر ّئيسُالجديد‪ُ...‬أصغرهمُيبلغُمنُالعمرُ‬
‫ثلاثةُ وستّينُ عاما‪ ُ،‬ولاُ ندريُ هلُ تختلفُ مفاهيمُ الشّبابُ والشّيخوخةُ بينناُ وبينُ‬
‫ّلاثيني ّاتُوالأربعيني ّاتُ‬
‫ال كوبي ّين؟ُوهلُيوجدُفيُكوباُاليومُرجالُوسياسي ّونُفيُالث ُ‬
‫منُأعمارهم؟ُأمُأنُّهؤلاءُالن ّوابُالخمسةُهمُأصغرُالأحياءُسن ّاُفيُجزيرةُكوبا؟ُوهلُ‬
‫يعنيُهذاُأنُّظاهرةُالانقراضُقدُبدأتُزحفهاُعلىُالشّعبُال كوبي؟‪ُ...‬الل ّهُأعلم‪ُ..‬‬
‫ل كن‪ُ...‬لل ّهُفيُخلقهُشؤون)‪ُ .‬‬
‫واليومُوبعدُأنُصارُراؤولُكاسُتروُيرنوُبُبصرهُنحوُالت ّسعين‪ُ،‬أعودُلأتساءلُمنُ‬
‫جديدُعنُنظرةُأمثالُهؤلاءُالحكّام‪ُ،‬ومنهمُبعضُحكّامُالد ّولُالعربي ّة‪ُ،‬إلىُموضوعُ‬
‫الأعمارُوالأجيالُوالت ّداولُوتسليمُالسّلطةُوالخلودُإلىُالرّاحةُوالشّيخوخةُالهادئة‪ُ،‬وإنُ‬
‫ك ُشيئا‪ُ،‬أنُّأعمارُالن ّاسُفيُهذاُالز ّمانُهيُ‬
‫كانواُيعتقدون‪ُ،‬دونُأنُندريُعنُذل ُ‬
‫نفسهاُ كماُكانتُخلالُالحقبُالبعيدةُالغارقةُفيُالز ّمنُالغابر‪ُ ...‬حينُكانتُالأعمارُ‬
‫تصلُإلىُمئاتُالسّنين‪ُ،‬ور ُب ّماُالآلاف‪ُ !!!..‬‬
‫لاُ أدريُ ر ب ّماُ يفك ّرُ بعضُ حكّامناُ ومنُ حولهمُ علىُ طر يقةُ الج ّنُُوأعمارهمُ الت ّيُ‬
‫شاب ّةُو بكاءُأمّهاُعليهاُلأ ّنهاُماتتُفيُر بيعُالعمر‪ُ ،‬فهيُلمُ‬
‫سدهاُقصّ ةُتلكُالجن ّي ّةُال ّ‬
‫تج ّ‬
‫تتُجاوزُالخمسمائةُسنةُفقط‪..‬؟؟!ُ! ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2013-03-03‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪93‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ارق ُة ُ‬
‫بوسطن‪ُ..‬الارهابُوالمف ُ‬
‫ُ‬
‫منذُ هجماتُالحاديُعشرُمنُسبتمبرُعامُألفينُوواحدُلمُتشهدُالولاياتُالمتحدةُ‬
‫الأمريكيةُأيُحدثُمروعُيشغلُالحكومةُوالإعلامُوالمواطنينُعلىُالسواء‪ُ..‬وهاهوُ‬
‫كيانُتلكُالدولةُالقو يةُيهتزُويتأرجحُعلىُوقعُتفجيرينُصغيرينُمقارنةُبماُحدثُقبلُ‬
‫اثنيُعشرُعاماُفيُبرجيُمركزُالتجارةُالعالميُبنيو يوركُووزارةُالدفاعُفيُواشنطن‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪94‬‬
‫لاُشماتةُفيُالموت‪ُ،‬وقدُلقيُثلاثةُأفرادُحتفهمُفيُتفجيرُماراثونُبوسطنُوقتل‪ُ،‬‬
‫يُفيُتبادلُلإطلاقُالن ّارُمعُالمتّهمينُبالت ّفجير‪ُ..‬ل كن ّناُلا ُنستطيعُمنعُ‬
‫لاحقا‪ُ،‬شرط ّ‬
‫أنفسناُمنُالاحساسُالمر ُّبالمفارقة‪ ُ،‬نحنُسكّانُالعالمُالث ّالثُوالعالمُالعربيُّعلىُوجهُ‬
‫اُنتابعهاُيومي ّاُفيُعددُمنُالد ّولُالعربي ّةُخاصّةُسور ياُ‬
‫ُ‬ ‫الخصوص؛ُلأنُّأحداثاُجسام‬
‫والعراق‪ُ،‬ونعاينُعلىُأرضُالواقعُأوُعبرُالشّاشاتُذلكُالعددُال كبيُر ُمنُالضّ حاياُ‬
‫الأبر ياءُ وحجمُ الد ّمارُ الماديّ ُ والاجتماعيُّ الذ ّيُ تتسب ّبُ فيهُ أحداثُ الت ّفجيراتُ‬
‫والمعاركُوالاغتيالاتُوالإعداماتُالميداني ّةُوالقتلُعلىُالهو ي ّة‪ُ،‬وغيرهاُمنُأصنافُ‬
‫الت ّرو يعُالت ّيُخل ّفتهاُالت ّدخّلاتُالأمريكي ّةُفيُبلداننا‪ُ ُ!!!..‬‬
‫وهكذاُ فليعذرناُ الشّعبُ الأمريكيُّ إذاُ لمُ نضعُ أحداثُ بوسطنُ علىُ نفسُ درجةُ‬
‫الأهمي ّةُالت ّيُيضعونهاُفيها‪ُ،‬وليعذرناُالز ّملاءُالصّ حفي ّونُهناكُبعدُأنُتقهقرُترتيبُالخبرُ‬
‫فيُقنواتناُالفضائي ّةُالعربي ّةُمباشرةُبعدُاليومُالأوّلُللحادثة‪ُ،‬وعادتُمصائبُأمّتناُفيُ‬
‫سور ياُمنُجديد‪ُ،‬لتحتلُّمكانُالصُّدارةُفيُالأخبارُوتصنعُالعناوينُالأولىُبامتياز‪ُ .‬‬
‫المثيرُالذ ّيُلفتُنظرُالمحلّلينُالعربُفيُأحداثُبوسطنُهوُتر ي ّثُالر ّئيسُالأمريكيُّ‬
‫فيُأوّلُظهورُتلفز يونيُّلهُبعدُالحادثة‪ُ،‬حيثُ تحكّمُالر ّجلُفيُمشاعره‪ُ،‬أوُهذاُماُ‬
‫ات ّفقتُعليهُدوائرُالحكمُعندهم‪ُ !!...‬‬
‫ُتر ي ّثُأوباماُوقال‪(ُ:‬لمُنعرفُبعدُمنُفعلُهذاُأوُلماذا‪ُ،‬و يجبُألا ُّيتسرّعُأحدُفيُ‬
‫الاستنتاجُقبلُأنُنعرفُكلُّالحقائق‪ُ..‬ول كنُلاُ يخطئنُّأحد‪ُ،‬فسوفُنتوصّلُإلىُ‬
‫حقيقةُماُحدثُوسنعرفُمنُفعلواُهذاُولماذاُفعلوه‪ُ..‬سنكشفُهو ي ّةُمنُقامُبهذاُ‬
‫العملُوسنحاسبه)‪..‬؟؟ ُ‬
‫نعمُلقدُتر ي ّثُالر ّئيسُالأمريكيُّولمُيوجّهُكلامهُللقاعدةُأوُالمتشدّدينُمنُالعالمُ‬
‫الإسلاميّ‪ُ،‬ولمُيلجأُمباشرةُإلىُوصفُماُحدثُبالعملُالإرهابيّ‪ُ،‬خاصّةُأنُّالإرهابُ‬
‫فيُاصطلاحهمُلاُيعنيُسوىُالعربيُّوالمسلمُفيُأيّ ُمكانُكان‪ُ ُ!!!..‬‬
‫نعمُ لقدُ أثارتُ نبرةُ الغموضُ وعدمُ توجيهُ الاتّهاماتُ تساؤلاتُ عدّة‪ ُ،‬وأرجعهاُ‬
‫بعضُالخبراءُبالشّأنُالأمريكيُّإلىُعلمُالإدارةُالأمريكيةُبتورّطُجهاتُداخلي ّةُفيُ‬
‫‪95‬‬
‫هذهُالت ّفجيراتُمهماُكانُشكلُأوُلونُأوُأصلُالمنفّذ‪ُ،‬وعادُبهاُآخرونُإلىُمنتصفُ‬
‫العشر ي ّةُالأخيرةُمنُالقرنُالعشرينُعندماُفج ّرُأميركيُّأبيض‪ُ،‬يدعىُتيموثيُماكفي‪ُ،‬‬
‫مبنىُفيدرالياُفيُمدينةُأوكلاهوماُجنوبُغربيُّالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّة‪ُ،‬وراحُ‬
‫ضحي ّةُ ذلكُ الانفجارُ الر ّهيبُ المئاتُ بينُ قتيلُ وجريح؛ُ حيثُ ظل ّتُ إدارةُ الر ّئيسُ‬
‫الأمريكيُّالأسبقُبيلُكلنُتونُفيُذلكُُالوقت ُتبحثُعنُالجاني‪ُ،‬ولمدّةُعشرةُأي ّام‪ُ،‬‬
‫جريمةُ‬
‫دونُتوجيهُأيّ ُاتّهامُمباشرُلأيّ ُجهة‪ُ،‬لأنُّمعلوماتهاُكانتُتفيدُأنُّمنف ُّذ ُال ُ‬
‫شابُأشقرُيضعُوشماُعلىُيديه‪ُ .‬‬
‫ّ‬
‫فهوُلاُينتميُإلىُطينةُالعربيُّالمسلمُإذن‪ُ ُ!!..‬‬
‫والخلاصةُأنُّإدارةُباراكُأوباما‪ُ،‬أوُأُوباماُعلىُالأقلّ‪ُ،‬مثّلتُدورُالت ّلميذُالذ ّكيُّ‬
‫ةُبعدُمرة‪ ُ،‬كماُهوُ‬
‫ّ‬ ‫ّاتُذاتهاُمر‬
‫ّ‬ ‫الذ ّيُيستفيدُمنُالد ّروسُالسّابقةُولاُيقعُفيُالمطب‬
‫دأبُالأغبياءُوالمغفّلين؛ُففيُتفجيرُأوكلاهوماُتورّطتُوسائلُالإعلامُالأمريكي ّةُفيُ‬
‫اتّهامُ جهاتُ عربي ّةُ وإسلامي ّة‪ ُ،‬ليتبيّنُ لاحقاُ أنُّ مواطناُ أميركياُ أصيلاُ هوُ منُ ن ّفذُ‬
‫الهجوم‪ُ !!..‬‬
‫ربّماُنشعرُبالامتنانُللر ّئيسُالأمريكيُّباراكُحسينُأوباماُعلىُهدوئهُبعدُأحداثُ‬
‫بوسطنُ وعدمُ مسارعتهُ إلىُ اتّهامُ العربُ والمسلمينُ عبرُ استخدامُ تعبيرُ الإرهابُ‬
‫والمدلولاتُالت ّيُتحملهاُمثلُهذهُالكلماتُفيُالث ّقافةُالأمريكي ّةُالت ّيُصاغهاُ‬
‫ُ‬ ‫والإرهابي ّين‪ُ،‬‬
‫الإعلامُالأمريكيُّبعدُأحداثُالحاديُعشرُمنُسبتمبر‪ُ .ُ..‬‬
‫ل كنّ ُهذاُغيرُكافُعلىُالإطلاق‪..‬؟؟ُ ُفماُنريده‪ ُ،‬نحنُالعربُوالمسلمون‪ُ،‬هوُ محوُ‬
‫تلكُالصّ ورةُالنّمطي ّةُالت ّيُرسمهاُالغربُعن ّا‪ُ ،‬فصارُالقتلُوالإرهابُوالإجرامُملازماُ‬
‫لنا‪ُ !!!...‬‬
‫ّدة ُهوُعملُ‬
‫رة ُمتعد ُ‬
‫لقدُأشارُمسؤولُأمريكيُّإلىُأنُّأيّ ُحادثُبشحناتُ ُمتفجّ ُ‬
‫إرهابيّ‪ُ،‬وسيتم ُّالت ّعاملُمعهُكذلك‪ُ ..‬وتمن ّيتُلوُأن ّهُأكملُالجملةُبقوله‪(ُ:‬حت ّىُلوُكانُ‬
‫الز ّعيمُ الذ ّيُ قادُ جيشُ الث ّورةُ‬
‫أمريكي ّاُ منُ أحفادُ جورجُ واشنطن)‪ ُ..‬ذلكُ ُ‬
‫ُ‬ ‫المنفّذُ‬

‫‪96‬‬
‫الأمريكي ّةُوانتزعُ الاستقلالُمنُ بر يطانياُ العظمى‪ُ،‬وعرفُ بأبيُ الولاياتُ المت ّحدة‪ُ،‬‬
‫وكانُأوّلُرئيسُلها‪ُ .‬‬
‫نريدُهذهُالل ّهجةُالواضحةُمنُالإدارةُالأمريكي ّةُفيُالت ّعاطيُمعُحوادثُالإرهاب‪ُ،‬‬
‫حت ّىُنبدأُرحلةُنسيانُسنواتُالإهانةُالطّو يلةُالت ّيُتعر ّضناُلهاُفيُديارنا‪ُ،‬وفيُالمهاجرُ‬
‫نُ مستو ياتُ الحر ّيةُ والد ّيمقراطي ّةُ فيهاُ كفيلةُ بحفظُ‬
‫القريبةُ والبعيدةُ حينُ اعتقدناُ أ ّ‬
‫حقوقناُومساواتناُمعُالآخرين‪ُ .‬‬
‫ومنُ زاو يةُ أخرى‪ُُ:‬لاُ حاجةُ إلىُ تر ي ّثُُُالر ّئيسُ الأمريكيُّ فيُ أوّلُ ظهورُُلهُ بعدُ‬
‫أحداثُماراثونُبوسطن‪ُ،‬وكانُمنُالطّبيعيُّأنُيصفُماُحدثُبالعملُالإرهابيّ‪ُ،‬‬
‫لأن ّهُأرهبُفعلاُجمعاُكبيراُمنُالن ّاس‪ُ ُ،‬وأفسدُعليهمُاحتفالهمُالر ّياضيُالذ ّيُيقامُ‬
‫ّةُفيُولايةُماساتشوستسُالأمريكي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫كلُّعامُفيُ(يومُالوطني ّة)‪ُ،‬تلكُالعطلةُالر ّسمي‬
‫نعم‪ُ..‬إن ّهُإرهابُلأن ّهُأدخُلُالخوفُوالر ّعبُفيُقلوبُالآلاف‪ُ،‬ور بّماُالملايين‪ُ ُ.‬‬
‫مُهذاُالت ّوصيفُجميعُالأحداثُوالت ّفجيراتُالمشابهةُوالأعمالُ‬
‫ل كنن ّاُنتطل ّعُإلىُأنُيع ّ‬
‫رّدُوتقتلُالأبر ياءُوتصادرُحقوقهمُفيُ‬
‫الإرهابي ّةُالت ّيُتشتركُفيهاُدولُومنظّماتُ‪ُُ،‬وتش ُ‬
‫الحياةُال كريمةُتحتُمس ُمّياتُوذرائعُعديدة‪..‬؟؟ ُ‬
‫مُ وصفُ الإرهابُ علىُ كلُّ منُ يقتلُ الن ّاسُ ويروّعُ الآمنين‪ ُ..‬ونريدُ‬
‫نريدُ أنُ يع ّ‬
‫كشفُ المستورُ ومنُ ثم ُّ الحديثُ بكلُّ وضوحُ حولُ الإرهابُ الاقتصاديّ ُ والماليُّ‬
‫والغذائيُّوالث ّقافيُّوالإعلاميّ‪ُ !!!..‬‬
‫أمّاُأنُنتح ّدثُعنُقنبلةُيدوُي ّةُالصّ نعُُونسكتُعنُسياساتُمنظمةُلإ بادةُشعوبُ‬
‫كاملة‪ُ..‬فذلكُأمرُشنيعُتأباهُجميعُالاديانُوالفلسفُات‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2013-04-21‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪97‬‬
‫ُ‬
‫التراجيدياُالفرنسية‬
‫ُ‬
‫إحمرُوجهُالإليزي‪ُ،‬ومنُفيه‪ُ،‬وحق ُلهُذلكُفالخطبُعظيمُوالمصابُأليمُوالقتلُ‬
‫كماُجاءُفيُالإعلانُالفرنسيُالرسميُتمُبدمُبارد‪ُ،‬والمقصود‪ُ،‬ربما‪ُ،‬أنُالقتلةُلمُيراعواُ‬
‫حرمةُمهنةُالصحافةُوالحقُفيُالوصولُإلىُمصادرُالخبر‪ُ،‬كماُغابتُعنهم‪ُ،‬علىُماُيبدو‪ُ،‬‬
‫أيُمشاعرُإنسانيةُتجاهُالضحاياُوعائلاتهمُوزملائهمُوأصدقائهم‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫‪98‬‬
‫الفرنسي ّينُ كلودُ فيرلونُ وغيسلانُ دوبون‪ ُ،‬منُ إذاعةُ‬
‫ُ‬ ‫إنّهاُ حادثةُ مقتلُ الصّ حفي ّينُ‬
‫ّحةُُفيُمدينةُكيدالُشماليُّ دولةُ‬
‫ّرا‪ُ،‬مجموعةُُمسل ُ‬
‫ُ‬ ‫فرنساُالد ّولية‪ ُ،‬حيثُخطفتهما‪ُ،‬مؤخ‬
‫نُأربعةُرهائنُفرنسي ّينُأطلقُ‬
‫مالي‪ُ،‬وقتلتهماُرمياُبالر ّصاص‪ُ،‬والمفارقة‪ُ،‬أوُالل ّغزُربّما‪ُ،‬أ ّ‬
‫سراحهمُقبلُأربعةُأي ّامُفقطُمنُعملي ّةُالخطفُوالقتلُهذه‪..‬؟؟ ُ‬
‫يُالر ّسميُّالغاضبُوالمتوع ّدُبالانتقامُلنُيكونُبالض ّرورةُمنُأعماقُ‬
‫ردُّالفعلُالفرنس ّ‬
‫القلب‪ ُ،‬كماُ يحدثُ عندناُ نحنُ معاشرُ الش ّرقيّينُ عندماُ نخلصُ المشاعرُ حكّامُاُ أوُ‬
‫حاضرةُبقو ّة‪ُ .ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫ّياسي ّةُوالانتخابي ّةُعندُالقومُ‬
‫محكومين‪ُ...‬فالحساباتُالس ُ‬
‫نُاحترامُدماءُوأرواحُأفرادُالشّعب‪ُ،‬مهماُكانواُوأينماُحل ّوا‪ُ،‬تحتسبُفيُالأرصدةُ‬
‫لأ ّ‬
‫الانتخابي ّةُللسّياسي ّين‪ُ،‬ولوُبعدُحين‪ُ،‬فذلكُالاحترامُصارُمنُالقيُمُالأساسي ّةُعندُتلكُ‬
‫الشّعوبُبعدُالحروبُالطّو يلة‪ُ،‬وآخرهاُالحربُالعالمي ّةُالث ّانيةُوماُحدثُُفيهاُمنُمآسيُ‬
‫وو يلات‪ُ...‬وبالت ّاليُتحاسبُالشّعوبُالسّياسيّينُعلىُذلك‪ُ .‬‬
‫تقصيرُأوُتهاونُ‪ُ،‬وينتظرُالشّعبُكلماتهمُ‬
‫وهكذاُيحم ّلُالمسؤولونُفيُالد ّولُالغربي ّةُأيُُّ ُ‬
‫وتصرُيحاتهمُالمتعاطفةُوالحزينة‪ُ،‬وتعازيهمُسواءُلأسرةُالصّ حافةُفيُمثلُهذهُالحالة‪ُ،‬‬
‫وأسرُوأقاربُوأصدقاءُالضّ حايا‪ُ،‬وحت ّىُلأفرادُالشّعبُعامة‪ُ .‬‬
‫الفرنسي ّينُ كانواُ فيُ غايةُ الصّ دقُ وهمُ‬
‫ُ‬ ‫ومعُ ماُُسبقُ سوفُ أفترضُ أنُّ المسؤولينُ‬
‫يعلنونُحزنهمُعلىُالضّ حايا‪ُ،‬ومنُثم ُّنتعاطفُمعمُفيُمصابهم‪ُ،‬خاصّةُأنُّالقتلىُليسواُ‬
‫أفراداُفيُجيشُُنظاميُّيحملُالمدافعُوالر ّشاشات‪ُ،‬و يحر ّكُالطّائراتُوالد ّباباتُللقضاءُ‬
‫علىُالأخضرُواليابس‪ُ،‬وتحو يلُحياةُالن ّاسُإلىُصورُمنُالمتاعبُوالمآسيُالت ّيُتخل ّفهاُ‬
‫الحروبُ‪ُ،‬مهماُقيلُعنُسمو ُّأهدافهاُأوُسعيهاُللقضاءُعلىُهذاُالطّرفُالمجرمُأوُذاك‪ُ !!..‬‬
‫وذاقتُمرارةُالت ّآمرُ‬
‫ُ‬ ‫ّلمُوالقتلُُ‬
‫ومعُهذاُالت ّعاطفُأودُّالقولُبأنّناُشعوبُعانتُالظ ُ‬
‫ي‪ُ،‬والأساطيلُالت ّيُتجوبُ‬
‫الد ّاخليُّوالخارجيّ‪ُ،‬واكتوتُبنيرانُالاستعمارُوالغزوُالوحش ُّ‬
‫ُوتذبحُوتأسرُوتنتهكُالحرمات‪ُ،‬وتحاصرُ‬
‫ُ‬ ‫حواضر‪ُ ،‬وتحرق‬
‫البحارُوتهاجمُالسّواحلُوال ُ‬
‫ّاريخُمشحونةُبمثلُ‬
‫ُ‬ ‫لسنواتُطو يلة‪ُ،‬وتذيقُالن ّاسُألواناُمنُالجوعُوالخوف‪ُ..‬وكتبُالت‬

‫‪99‬‬
‫هذهُالأحداثُخاصّةُعلىُسواحلُالمغربُالعربيُّخلالُحقبةُالحروبُالبحرُي ّةُالت ّيُ‬
‫ُتُلتُُسقوطُالأندلس‪...‬؟ ُ؟ ُ‬
‫وهكذاُمنُحقّناُأنُننظرُإلىُالأمرُمنُزاو يةُأخرى‪ُ .ُ.‬‬
‫إخوانناُ فيُ عاصمةُ الجنّ ُ والملائك ُة‪ُُ،‬ومرتعُ الأدبُ الر ّومانسيُّ الرّاقيُ الذ ّيُ نستمتعُ‬
‫بقراءته‪ُ:‬إنّناُنقدّرُمشاعركم‪ُ،‬خاصّةُالصّ ادقينُوالعفو يّينُمنكم‪ُ..‬ل كنّ ُالصّ دقُيقتضيُ‬
‫من ّاُالت ّصريحُفيُوجوهكمُبالحقيقةُ‪ُ :‬‬
‫حفي ُّينُالاثنينُفيُمدينةُ‬
‫أنتمُالقتلةُفيُواقعُالأمر‪ُ،‬وإنُلمُتطلقواُالر ّصاصُعلىُالصّ ُ‬
‫كيدالُالمالية‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫يقي ّةُعديدةُبينهاُدولةُ‬
‫أنتمُالذ ّينُصنعتهمُالمناخُالملائمُللقتلُوالإرهابُفيُدولُأفر ُ‬
‫مالي‪ُ،‬لأن ّكمُاستعمرتمُالعبادُواستنزفتمُالخيراتُوالث ّروات‪ُ،‬وجثمتمُسنينُطو يلةُعلىُ‬
‫صدورُ الشّعوب‪ ُ،‬ولمُ ّاُ خرجتمُ زرعتمُ قنابلُ موقوتةُ عبرُ الحدودُ المتداخلةُ والقبائلُ‬
‫والاثني ّاتُالمقسّمةُبينُال ُد ّول‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫وظل ّتُتلكُالقنابلُتنفجرُتباعاُكأن ّكمُتتحكّمونُبهاُعنُبعد‪ُ،‬محاكاةُلماُيعرفُفيُعالمُ‬
‫ُ‬
‫القتلُ والد ّمارُ بالمفخّ خات‪ ُ،‬أوُ تنتدبونُ منُ يفجّ رُ نفسهُ لينفجرُ الوضعُ بهُكماُ يفعلُ‬
‫الانتحارُي ّون‪ُ !!!..‬‬
‫جزائرُماُزالُماثلاُللعيان‪ُ،‬وماُزلناُنعانيُمنُآثارهُ‬
‫ُ‬ ‫إنُّإرهابُُآبائكمُوأجدادكمُفيُال‬
‫المدمّرة‪ُ،‬ومعُذلكُتستكبرونُحت ّىُالآنُعنُمجر ّدُالاعترافُبهُوالاعتذارُعنه‪ُ،‬وإنُ‬
‫كانُالل ّومُعلىُساستناُفيُالأساسُلأنّهمُفشلواُفيُصناعةُالطّلبُالقويّ ُوالمناسب ُ‪ُ،‬‬
‫وتمريرهُمنُالجهاتُوالمنافذُالت ّيُيؤلمكمُالمساسُبها‪ُ،‬وهيُمصالحكمُالث ّقافي ّةُوالاقتصادي ّةُ‬
‫والأمني ّة‪ُ !!..‬‬
‫فأينُ حضارتكمُ وأينُ شجاعةُ فرسانكم‪..‬؟؟ُ بلُ أينُ إرثُ الث ّورةُ الفرنسي ّةُ والقيمُ الت ّيُ‬
‫قامتُعليها‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ثم ُّيفتحُالجميعُصفحةُجديدةُتكُتبُتار يخاُ‬
‫اعترفواُلتطمئ ّنُالخواطرُوتهدأُالن ّفوس‪ُ ُُ...‬‬
‫مغايراُلضفتيُالمتوسّ ط‪ُ،‬بالن ّسبةُلناُعلىُالأقلّ‪ُ،‬فرنساُوالجزائر‪ُ .‬‬
‫‪100‬‬
‫أيّهاُالفرنسي ّون‪ُ:‬لاُتبالغواُكثيراُفيُإدانةُالإرهابُلأن ّكمُمنُصن ّاعهُوسدنته‪ُ،‬بشكلُ‬
‫غيرُ مباشرُ علىُ الأقلّ‪ ُ..‬وقاتلُ الصُّحُ ُفُي ّين‪ُُ،‬كلودُ وغيسلان‪ُُ،‬قدُ يكونُ ضمنُ أجندةُ‬
‫سياسي ّةُ دعمتموهاُ فيُ أي ّامُ سابقةُ أوُ دعمهاُ حلفاؤكم‪ ُ،‬وقدُ يكونُ القاتلُ مجر ّدُ شخصُ‬
‫عاديّ ُفقدُأباُأوُأخاُأوُابناُبفعلُطائراتكمُوقنابل كمُورصاصُجنودكمُفيُمالي‪ُ ُ!!!..‬‬
‫اكرتكمُ القريبةُ‬
‫أرشيفكمُ وملف ُّاتكمُ وذ ُ‬
‫ُ‬ ‫قدُ يكونُ الأمرُ كذلك‪ ُ،‬لماُ لا‪..‬؟؟ُ ُُراجعواُ‬
‫والبعيدة‪ُ،‬واسألواُأنفسكمُبصدقُعم ّاُقدّمتمُلأفر يقياُغيرُالاستعبادُوالاستغلال‪ُ،‬ودعمُ‬
‫الاستبدادُوالفساد‪ُ !!..‬‬
‫لقدُغادرتمُالبلادُعسكريا‪ُ،‬ل كن ّكمُواصلتمُاستغلالهاُسياسياُواقتصاديا‪ُ،‬ولمُتداخلُ‬
‫قلوبكمُذرّةُرحمةُتجاهُتلكُالشّعوبُالت ّيُتعانيُالأمراضُوالأوبئةُوالمجاعاتُوالحروب‪ُ،‬‬
‫وكانُالمقياسُعندكمُيدورُدائماُحولُ حجمُالث ّرواتُالت ّيُتصلُإليكمُلتحر ّكُدواليبُ‬
‫اقتصادكمُالجشع‪ُ !!..‬‬
‫ّهاُالفرنسي ّون‪ُ:‬متىُتتوبونُمنُداءُالت ّعاليُعلىُالإنسانُالإفر يقيُّ‪ُ،‬وتنظرواُإليهُبالت ّاليُ‬
‫ُ‬ ‫أي‬
‫علىُأن ّهُإنسانُمثلُغيرهُمنُسكّانُالمعمورة‪ُ،‬بلُومثل كمُأنتمُتماما‪ُ..‬وهكذاُيستحقّ ُأنُ‬
‫يتصرّفُفيُثرواته‪ُ،‬وأنُينتخبُحكّامهُبشفافية‪ُ،‬وأنُيتمت ّعُبالحر ّيةُوالد ّيمقراطيةُوحقوقُ‬
‫الإنسان‪ُ،‬ويرىُمؤش ّراتُاقتصادُبلادهُتتحدّثُعنُالنّموُوارتفاعُالد ّخلُوتراجعُالبطالةُ‬
‫والمديونُي ّةُوماُشابهُذلك‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫هلُالديمقراطيةُحكرُعلىُلونُوجنسُومنطقة‪..‬؟؟ ُ؟ُ ُأماُبقي ّةُدولُوشعوبُالعالمُ‬
‫فعليهاُالقبولُبدورُفئرانُالت ّجاربُفيُمخابرُمصالحكمُوسياساتكمُالمغرقةُفيُالأنانُي ّة‪ُ ُ!!!..‬‬
‫وأخيراُفإنُّحادثةُالقتلُهيُتراجيدياُلناُفيُعالمُالصّ حافة‪ُ،‬لأنّناُنتعاطفُمعُأيّ ُ‬
‫صحفيُُّيحملُقلماُأوُآلةُتصويرُو يجريُوراءُالحقيق ُة‪ُ..‬لـكنُالتراجيدياُالاعظمُتتضحُ‬
‫سياسةُالفرنسي ّةُفيُصناعةُجسورُاقتصادي ّةُمنُالد ّمُ‬
‫أكثرُفيُأفر يقيا ُعندما ُتستمر ُّال ّ‬
‫اللحمُالبشريّ ُالخالص‪ُ .‬‬
‫و ّ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2013-11-10‬‬
‫‪101‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫هولاندُلاُيخافُمنُالإرهاب ُ‬

‫لاُأجدُفيُنفسيُشغفاُلمتابعةُالفضائحُحتىُلوُتعلقتُببعضُالمشاهيرُالذينُيدفعونُ‬
‫فيُ الغالبُ أثماناُ باهظةُ لترفهمُ وانفلاتهمُ وضربهمُ القيمُ بعرضُ الحائط‪ ُ..‬ومعُ ذلكُ‬
‫اضطرُلقراءةُالحدُالمطلوبُمنُأخبارُفضائحُالرؤساءُوالمسؤولينُالكبارُلأنهاُتعبرُعنُ‬
‫جزءُلاُيكادُيتجزأُمنُالمشهدُالسياسيُالعامُفيُهذه ُالدولةُأوُتلك‪ُ..‬وهذاُماُحدثُ‬
‫معُفضيحةُالرئيسُالفرنسيُفرانسواُهولاند‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪102‬‬
‫ُخطُأحمرُولاُينبغيُالخوضُفيها‪ُ،‬ل كنّهاُتتحو ّلُإلىُشأنُ ُعامُعندماُ‬
‫الخصوصي ّات ّ‬
‫تتعل ُّق ُبرجلُيقودُمؤسّ سةُسياسي ّةُأوُاجتماعيةُلهاُتأثيرهاُالمباشرُعلىُحياةُالن ّاس‪ُ..‬‬
‫ومنُالمعلومُأنُّأيّ ُمجموعةُمنُالعقلاءُلنُتقبلُالركوبُفيُطائرةُأوُسفينةُيقودهاُ‬
‫منُ لاُ يتمت ّعُ بالح ّدُ الأدنىُ منُ المسؤوليةُ وال كفاءةُ والن ّزاهةُ والانتباهُ إلىُ قيمُ المجتمعُ‬
‫العامّة‪ُ .‬‬
‫يُمعُمطلعُالعامُالجديد‪ُ،‬‬
‫الإعلامُوصفُالفضيحة‪ُ،‬الت ّيُتعر ّضُلهاُالر ّئيسُالفرنس ّ‬
‫ّئيسُعشيقة ُتعيشُفيُ‬
‫ُ‬ ‫بالمزدوجة‪ُ،‬حيثُانكشفُللر ّأيُالعامُّالفرنسيُّأنُّللسّيدُالر‬
‫هاُطاقمُيتكو ّنُمنُخمسةُأفراد‪ُ،‬وقدُوضعهاُالر ّئيسُمكانُالسّيدةُ‬
‫ُ‬ ‫قصرُالإليزي‪ُ،‬و يخدم‬
‫الأولى‪ ُ..‬وتمث ّلُ الوجهُ الث ّانيُ للفضيحةُ فيُ كونُ هذهُ العشيقةُ طر يحةُ الفراشُ فيُ‬
‫المستشفىُدونُأنُ تحظىُبز يارةُهولاندُالذ ّيُيضبطُخارجاُمنُبيتُعشيقةُأخرىُ‬
‫هيُفن ّانةُمعروفة‪ُ ُ!!!..‬‬
‫نُ‬
‫القضي ّةُ فجّرهاُمصو ّرُمعروفُسبقُلهُأنُهز ُّفرنساُبفضيحةُأخرىُحينُأعلنُأ ّ‬
‫للر ّئيسُفرانسواُميترانُابنةُغيرُشرعي ّة‪ُ،‬وكشفُعام ُ‪ُ 1994‬عنُصو ُرهاُفيُإحدىُ‬
‫المجلا ّتُ‪ُ .‬‬
‫والمصو ّرُالمدعوُسيباسيانُفالييلاُصرّحُبأنُّالثّمنُالذ ّيُباعُبهُصورُفرانسواُهولاند‪ُ،‬‬
‫لُ‬
‫وهوُخارجُمنُبيتُالفن ّانةُغاييت‪ُ،‬لمجلّةُكلورزُلاُيساوىُقيمةُجهده‪ُ،‬حيثُظ ّ‬
‫يتابعُالر ّجلُالأوّلُفيُفرنساُمنذُقرابةُالعشرةُأشهر‪ُ ُ!!!..‬‬
‫الفضيحةُ فيُ حدُّ ذاتهاُ قدُ لاُ تعنيُ ال كثيرُ للمجتمعُ الفرنسيُّ منُ جانبهاُ الشّخصيُّ‬
‫ّلُإلىُحالةُ‬
‫ُ‬ ‫البحت‪ُ،‬لأنُّالعلاقاتُخارجُالز ّواجُشائعةُبينُالن ّاسُهناك‪ُ،‬إنُلمُتتحو‬
‫طبيعي ُّةُعندُقطاعُمعتبرُمنهم‪ُ،‬ل كنّ ُماُيزعجهمُهوُتصرّفُالر ّجلُالمسؤولُعنهمُبهذهُ‬
‫الطّر يقة‪ ُ،‬حيثُ الخداعُ بالن ّسبةُ لحالةُ العشيقةُ الأولى‪ُُ،‬حينُ وضعهاُ فيُ محلُّ السّيدةُ‬
‫الأولىُوأنفقُعليهاُمنُالأموالُالعامّة‪ُ،‬ثم ُّالإهمالُواللا ّمبالاةُعندماُراحُيجريُوراءُ‬
‫عشيقةُأخرىُبينماُتقبعُالأولىُفيُالمستشفى‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪103‬‬
‫وقضاياُالقفزُعلىُقيمُالأسرةُوالت ّوسّ عُفيُالعلاقاتُالآثمةُقدُتبدوُعاديةُللفرنسيّينُ‬
‫وهذاُأمرُيخص ّهمُوحدهم‪ُ،‬وإنُأظهرناُالحزن‪ُ،‬نحنُمعاشرُأهلُالش ّرق‪ُ،‬علىُالمستوىُ‬
‫المتدن ّيُالذ ّيُوصلتُإليهُمؤسّ سةُالأسرةُفيُبعضُالمجتمعاتُالغربي ّة‪ُ،‬بسببُتغو ّلُدورُ‬
‫الد ّولةُوافتكاكهاُلعددُمنُمهامُالوالدينُوالجدّينُوبقي ّةُأركانُالأسرةُبمفهومهاُالأوسعُ‪ُ .‬‬
‫ومنُهذاُالمنطلقُأجدُنفسيُمنساقاُنحوُالت ّركيزُعلىُماُيعنيناُفقطُفيُفضيحةُالر ّئيسُ‬
‫نُ‬
‫ي‪ُ،‬مفجّ رُالفضيحة‪ُ،‬حينُقالُإ ّ‬
‫فرانسواُهولاند‪ُ،‬وتحديداُماُعب ّرُعنهُالمصو ُّر ُالفرنس ُّ‬
‫أش ّدُماُصدمهُأنُّالر ّئيسُيدخلُبيتُالفن ّانةُمنُدونُأدنىُاحتياطات‪ُ،‬وهذاُمقارنةُ‬
‫بابنةُفرانسواُميترانُالت ّيُكانُرفقتهاُخمسةُعشرُحارساُيسهرونُعلىُسلامتها‪ُ،‬بينماُ‬
‫يقتحمُهولاندُبيتُعشيقتهُالفن ّانةُفيُظروفُأمني ّةُمنعدمة‪ُ !!!..‬‬
‫فالمصو ّر‪ُ،‬علىُحدُّقوله‪ُ،‬لمُيجدُصعوبةُفيُالتقاطُصورُالر ّئيسُلأن ّهُأتىُوحدهُممتطيُاُ‬
‫درّاجةُسكوتير‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الذ ّيُيعنيناُهوُخروجُالر ّئيسُالفرنسيّ‪ُ،‬سي ّدُالإليزي‪ُ،‬وحدهُدونُحراسةُظاهرةُ‬
‫أوُخفي ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫وقدُيقولُقائل‪ُ:‬وماُأدراكُعنُالعناصرُالسّر ّيةُالت ّيُطو ّقتُالمكانُوتفحّ صتهُبعيونهاُ‬
‫قبلُوصولُالسّيدُإلىُبيتُالعشيقة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫يُالعارفُبشؤونُبلاده‪ُ،‬والذ ّيُقارنُبينُتصويرهُ‬
‫والجوابُفيُكلامُالمصو ّرُالفرنس ّ‬
‫لهولاندُالآنُو(ابنة)ُالر ّئيسُميترانُقبلُعشرينُعاما‪ُ،‬حينُقالُإنُّطاقماُمنُالحر ّاسُ‬
‫يسهرُعلىُسلامتها‪ُ..‬وسأسمحُلنفسيُبالقولُإنُّأولئكُالحر ّاسُكانواُسرُّي ّينُوقدُعرفهمُ‬
‫المصو ّرُ بخبرته‪ ُ،‬فلوُ كانواُ ظاهرينُ للعيانُ بلباسُ الش ّرطةُ أوُ أيّ ُ شركةُ (حراساتُ‬
‫خاصّة)؛ُفلنُيرفعُمصورُأوُ صحفيُعقيرتهُويدّعيُأن ّهُحقّقُسبقاُقلُّنظيرهُبكشفُ‬
‫هو يةُ(ابنة)ُميتران‪ُ،‬فهيُباديةُللعيانُبحشمهاُوخدمهاُوحرّاسها‪ُ .‬‬
‫هنيئاُ للر ّئيسُ الفرنسيُّ وشعبهُ بهذاُ المستوىُ العاليُ منُ الأمنُ والأمانُ والرّاحةُ‬
‫والطمأنينةُالت ّيُ تجعلُسي ّدُالإليزيُيدخلُو يخرجُمنُبيتُالعشيقةُدونُأيّ ُمظاهرُ‬
‫أمني ّةُ وبروتوكولات‪ ُ،‬ومنُ يدريُ قدُ لاُ تكونُ هذهُ الحالةُ هيُ الوحيدة‪ ُ،‬فر بّماُ كانُ‬
‫‪104‬‬
‫ّرجةُ‬
‫ُيعنيُالرجلُبالد ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ّجلُمدمناُعلىُذلكُالد ّخولُوالخروجُمنذُشهور‪ُ،‬وهذاُشأن‬
‫الأولى‪ُ،‬ثم ُّالشّعبُالفرنسيُّبعدُذلكُ‪ُ .‬‬
‫مهلا‪ ُ...‬لماذاُ صدّعتمُ رؤوسناُ لسنواتُ طو يلةُ بأحاديثكمُ عنُ التّهديداتُ‬
‫ل كن‪ُ ُُ...‬‬
‫الإرهابي ّةُالقادمةُمنُبلداننا‪ُ،‬وتحديداُالسّاحلُوالصّ حراء‪ُ،‬وشحنتمُالر ّأيُالعامُّالد ّوليّ‪ُ،‬‬
‫والفرنسيُّقبلُذلك‪ُ،‬ثم ُّخضتمُحرباُفيُدولةُماليُوأجبرتمُدولُ ُالجوارُعلىُالت ّعاونُ‬
‫معكمُبشكلُأوُبآخر‪ُ،‬وفيُالجزائرُانتهكتمُ مجالناُالجويّ ‪ُ،‬وإنُكانُبإذنُمنُكبارنا‪ُ..‬‬
‫لسببُ واحدُ هوُ الإرهابُ الذ ّيُ يهدّدكمُ فيُ عقرُ داركمُ ولابدُّ منُ ضربهُ وتجفيفُ‬
‫منابعه‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫إذن‪ُ...‬فرنساُتخوضُحرباُضدُّالإرهابُالعالميّ‪ُ،‬ورئيسهاُيتحر ّكُدونُحراسة‪ُ !!!..‬‬
‫الأمرُلاُ يخرجُمنُ ثلاثةُ احتمالات‪ ُ:‬إمّاُأنُّ الر ّجلُ مجنونُأوُمتهو ّرُ علىُ الأقلّ‪ُ،‬‬
‫شعبُالفرنسيُّورضيتُعنهُالن ّخبةُالسّياسي ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫والسّؤال‪ُ:‬كيفُانتُخبهُال ُّ‬
‫وإمّاُأنُّالسّيدُالر ّئيسُليسُهدفاُللجماعاتُالإرهابي ّة‪ُ ُ،‬وهوُالذ ّيُأصدرُالأوامرُ‬
‫بالقضاءُعليها‪ُ ُ!!..‬‬
‫وإمّاُأنُّهذهُالجماعاتُلاُتحسنُالر ّصدُكماُفعلُالمصو ّر‪ُ،‬بلُلاُتملكُمنُمقو ّماتُ‬
‫القو ّةُإلا ُّالخطفُالس ّهلُفيُالصّ حراءُوالبياناتُعلىُشبكةُالانترنت‪ُ،‬بلُهيُأشكالُ‬
‫ورقي ّةُرسمهاُمجهولونُلأداءُدورُمحدّدُبدق ّة‪ُ !!..‬‬
‫إنُهولاندُلاُيخافُمنُالإرهاب‪ُ..‬ولطرافةُالمفارقةُتذك ّرتُعنوانُدرسُفيُكتابُ‬
‫سنةُالث ّاني ّةُابُتدائيّ‪ُ،‬علىُعهدنا‪ُ،‬عنوانه‪ُ:‬مالكُلاُيخافُمنُالبردُ‪ُ .‬‬
‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2014-01-26‬‬

‫‪105‬‬
ُ

106
‫ُالمُح ُو ُرُالثُ ُالث ُ‬
‫مي ُ‬
‫لا ُ‬
‫يقُيُا‪ُ..‬و ُمُنظُ ُمةُُالتُعُاوُنُُالإسُ ُ‬
‫ح ُولُُأُُفرُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ةُالت ّعاونُالإسلام ُيّ‪ُ..‬‬
‫أفر يقيا‪ُ..‬وُنماذجُُمنُمآسيهاُوهمومها‪ُ..‬وشيءُُمنُقضاياُمنظ ُمّ ُ‬
‫هذاُماُدارتُُحولهُمقالاتُُهذاُالمحور‪ُ .ُ.‬‬
‫خل ّفُ‬
‫ةُعلىُمقاديرُمنُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫شديد‪ُ...‬حافظتُال ُد ّولُ ُالأوروبُي ُّة ُالاستعمارُي ّ‬
‫للأسفُال ُّ‬
‫سابقة‪ُ .ُ.‬‬
‫يُوالاقتصاديُُّفيُمستعمراتهاُال ُّ‬
‫سياس ُّ‬
‫الاجتماع ُيُّوال ُّ‬
‫‪ُ،‬مرةُأخرىُأ ّنُهاُلاُتخجلُُ‬
‫صةُفرنساُالاستعمارُي ّة ُّ‬
‫وبالت ّالي‪ُ ...‬تعلنُ ُهذهُال ُد ّول‪ُ،‬خا ُّ‬
‫ُ‬
‫وصارتُثابتاُمنُثوابتُسياستهاُ‬
‫ُ‬ ‫يُتماهتُمعهاُتماما‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ةُالموازينُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫ةُازدواجي ّ‬
‫ُ‬ ‫منُسياس‬
‫صةُتجاهُدولُالجنوبُ‪ُ .‬‬
‫خارجي ّةُخا ُّ‬
‫ال ُ‬
‫سياسةُُأخرىُ هيُ المتاجرةُ‬
‫ُ‬ ‫سطحُ‬
‫سياسةُُالآثمةُ والمقز ّزةُ تطفوُ علىُ ال ُّ‬
‫ومعُ هذهُ ال ُّ‬
‫ساؤلاتُ‬
‫ُ‬ ‫هذاُتتواليُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫جماعاتُالمسل ّحة‪ُ،‬والاستثمارُفيهاُبشكلُأوُبآخر‪ُ،‬ول‬
‫ُ‬ ‫بالإرهابُوال‬
‫كبيرةُمثلُفرنساُفيُالقضاءُعلىُعناصرُمسلُ ّحةُفيُأماكنُصحراوُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫دولُ‬
‫عنُسرُّع ُجزُ ُ‬
‫شاسعةُومكشوفة‪...‬؟؟ُأمُأنُّفيُالأمرُ(إنّ)‪ُ،‬وأخواتهاُأيضا‪..‬؟؟ ُ‬
‫صةُفيماُتعل ّقُُ‬
‫جاءُأوُإرسالُالر ّسائل‪ُ،‬خا ُّ‬
‫ُ‬ ‫منيُأوُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫كانُمنُبابُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫بعضُماُكتبتهُ‬
‫ُ‬
‫صةُ معُ‬
‫شديداُ خا ُّ‬
‫ُ‬ ‫قاسياُ‬
‫الكلامُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّعاونُ الإسلامي‪ ُ..‬وكانُ الأُوُُلىُ أنُ يكونُ‬
‫ظمةُ ُ‬
‫بمن ُّ‬
‫والفسادُفيُكثيرُمنها‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫الاستبدادُ‬
‫ُ‬ ‫يعشعشُ‬
‫ُ‬ ‫تمث ّلُُحكوماتُُ‬
‫منظمةُ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪107‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫جاء ُ‬
‫الع ُر ُ‬
‫ادُل ُةُ ُ‬
‫الم ُع ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يط ُال ُيُُحُُيثُُُُب ُدايةُ‬
‫اطئُُُالإُ ُ‬
‫امُُُب ُع ُدُُنُجاحُ ُهمُ فيُ الوُصُولُُُ ُإلىُ الشُ ُ‬
‫ك ُانواُ ُيسُُتُلُمونُُالطُ ُع ُ‬
‫ُ‬
‫فينُعلىُعمليةُاستقبالُ ُهذاُ‬
‫ُ‬ ‫ينُالمشرُ‬
‫اعقة ُللإيطالي ُ‬
‫"الجنة"‪ُ..‬وهناكُكانتُ ُالمفاجأةُ ُالص ُ‬
‫كبيرُمنُهؤلاءُالضيوفُ"غيرُالمرغوبُ‬
‫عددُ ُ‬
‫العددُمنُالمهاجرينُالأفارقة‪ُ،‬فقدُاشتركُ ُ‬
‫ُ‬
‫منُالقماشُالأبيض‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫طعُُ‬
‫رؤوسُأصابعهمُملفوفةُب ُق ُ‬
‫ُ‬ ‫فيهم"ُفُيُكُ ُونُُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪108‬‬
‫سُببُُُال ُذ ّيُ زادُ منُُالعجبُ‪ ُ،‬فقدُ ُعُم ُدُ‬
‫فُُال ُّ‬
‫طلُ الأمرُُُعلىُ القومُُُحيثُ ع ُر ُ‬
‫لمُُي ُ‬
‫ن ُفيُ‬
‫الأفارقة ُإلىُحرقُرؤوسُأصابعُأيديهمُلإخفاءُبصماتهم‪ُ ،‬ظن ّاُمنهمُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫شبابُ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫طُونُ‬
‫رحيلُالت ّيُبدأتهاُإيطالياُض ُّدُجميعُالمهاجرينُال ُذ ّينُيح ّ‬
‫ُ‬ ‫ذلكُعصمةُلهمُمنُحُمُل ُةُالُت ّ‬
‫ُ‬
‫طو يلةُ‪ُ .‬‬
‫رحالهمُحد ُيثاُعلىُشواطئهاُال ُّ‬
‫ُ‬
‫يُأوقعهاُفيهُ"الاختراعُ‬
‫ُ‬ ‫لُلهذاُالمأزقُال ُذ ّ‬
‫الإيطالي ُّةُتسعىُلإ يجادُح ُّ‬
‫ُ‬ ‫الأمني ُّةُ‬
‫سلطاتُُ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫ة"ُالت ّيُقطعُ ُأولئكُالمساكينُ‬
‫الأفر يقيُّ"ُوليدُالحاجةُالماسّ ةُإلىُالبقاءُعلىُأرضُ"الُجن ّ ُ‬
‫آلافُ الأميالُ منُ أجلها‪ ُ،‬وتح ُّدواُ الموتُُُبعينهُ وهمُ يمتطونُُتلكُ القواربُ البسيطةُ‬
‫البحرُُالمتوسُّطُ بأمواجهُُوحيتانه‪ُُ،‬وخفرُ سواحلهُ علىُ الجهتينُ‬
‫الت ّجهيز‪ُُ،‬ليجتازواُ بهاُ ُ‬
‫ُ‬
‫كبيرةُلعصاباتُالُتّهريب‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫مالي ّة‪ُ،‬وبعدُأنُدفعواُمبالغُُ‬
‫ش ُ‬ ‫الجنوبُي ّةُوال ُّ‬
‫بُعلىُمشكلةُالبصماتُالت ّيُتواجهها‪ُ،‬وقدُ‬
‫ُ‬ ‫الإيطاليةُمنُالتغل ّ‬
‫ُ‬ ‫سلطاتُُ‬
‫كنُُال ُّ‬
‫ُقدُتتم ُّ‬
‫لاُيحملُ‬
‫ُ‬ ‫المنظور ُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُالقريبُ ُ‬
‫كّ ُد ُأ ُّ‬
‫منُالتغل ّبُ ُعلىُمشاكلُأخرىُآنية‪ُ،‬ل كنُّ ُالمؤ ُ‬
‫ُ‬ ‫كنُ ُ‬
‫تتم ُّ‬
‫شُمالية‪ُ،‬‬
‫"ُلمشكلةُتدف ّقُالمهاجرينُمنُالضُّفةُالجنوبُي ّةُنحوُ"شقيقتها"ُال ّ‬
‫ُ‬ ‫لُالُنّهائ ُيّ‬
‫بشرىُ"الح ُّ‬
‫صةُالجنوبُي ّةُمصدرُ‬
‫رغمُالمعاهداتُوالجهودُوالوعود‪ُ،‬والحشودُالأمنيةُعلىُالضُّفتينُخا ُّ‬
‫همسةُ‬
‫يسمعُُمج ُر ّ ُدُُ ُ‬
‫يريدُُأنُينامُُُُقرُ ُيرُُالعين‪ُُ،‬ولاُ ُ‬
‫شمال ُيُُّال ُذ ّيُ ُ‬
‫القلقُلذلكُالإنسانُ ال ُّ‬
‫أوُجملة‪ُ،‬منُالإنسانُالجنوب ُيّ‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫عنُكلمةُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،‬فضلاُ‬
‫ُ‬ ‫ُت ُذ ُمّ ُر‬
‫تنظرُُإلىُ مشكلةُ‬
‫الإيطالي ّةُ والأوروبُي ّةُ عموماُ ماُُزالتُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سلطاتُ‬
‫نُُال ُّ‬
‫كّ ُدُُأيضاُ أ ُّ‬
‫والمؤ ُ‬
‫ظاهرُمنهاُفقط‪ُ،‬والمرتبطُغالباُبمصالحهاُوهواجسهاُ‬
‫يُال ُّ‬
‫سطح ُّ‬
‫الهجرةُال ُس ّرُي ّةُمنُالجانبُال ُّ‬
‫ةُالت ّيُ‬
‫حقيقي ّ ُ‬
‫ظاهرة‪ُ،‬والأسبابُال ُ‬
‫قُإلىُجذورُتلكُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫خاوفهاُالمباشرة‪ُ،‬دونُالن ّظرُالمع ُمّ‬
‫ُ‬ ‫وم‬
‫يُيعودُمعظمهاُإلىُقرونُمضتُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫تُإليها‪ُ،‬والت ّ‬
‫ُ‬ ‫ةُالت ّيُأدّ‬
‫تقفُوراءها‪ُ،‬والمعطياتُالأوّ ُلي ّ ُ‬
‫يقي ّةُوماُ‬
‫نُتلكُالمعطياتُوالجذورُهيُقصُّ ُةُالاستعمارُالأوروب ُيُّلدولُالقا ُرّةُالأفر ُ‬
‫إ ُّ‬
‫يقي ّة‪ُ،‬‬
‫شعوبُ الأفر ُ‬
‫ظمُ مدروسُ لإمكانياتُ ال ُّ‬
‫صُاحُُبهُ منُ مآسُُُوفظائعُ وتدميرُ من ُّ‬
‫رواتُالطبيعي ّةُعلىُظاهرُالأرضُوباطنها‪ُ،‬واستعبادُللإنسانُ‬
‫ُ‬ ‫واستغلالُُُبشُعُُجُشُعُُللُث ّ‬

‫‪109‬‬
‫جلي ّاُفيُ شحنُعشراتُالملايين ُمن ُالأفارقةُوتسخيرهمُ لخدمةُأراضيُ‬
‫الإفر يقيُّ ُظُ ُه ُر ُ ُ‬
‫صة‪ُ ،‬ومناطقُأخرىُمنُهذاُ‬
‫ر"ُوأطماعهُالاقتصادي ّةُفيُأمريكاُخا ُّ‬
‫ُ‬ ‫ضّ‬
‫"الأوروب ُيّ ُالمتح ُ‬
‫العالُم‪ُ ُ!!!..‬‬
‫وعندماُخرجُُذلكُالاستعمار‪ُ،‬أوُأخُُرجُ‪ُ،‬لمُيتركُالمكانُنظيفا‪ُ،‬ولمُيخل ّفُوراءهُماُ‬
‫حدودُ‬
‫سنينُوماُزالت‪ُ،‬فال ُ‬
‫ططُُلحروبُُوفتن ُدامتُعشراتُال ُّ‬
‫ُعينُالن ّاظر‪ُ،‬بلُخ ُّ‬
‫ُ‬ ‫رّ‬
‫ُيُس ُ‬
‫ولُ"المستقل ّة"ُكانتُفيُأغلبهاُقنابلُموقوتةُ‪..‬؟؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُتركهاُبينُال ُد ّ‬
‫ُ‬
‫القومُعلىُحالهمُبعدُذلك‪ُ...‬يحل ّونُع ُق ُدُالاستعمارُ‬
‫وحب ّذاُلوُتركُذلكُالأوروب ُيُّ ُ‬
‫ولُونفوسُالن ّاسُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫وينتظرونُبُرءُُالجروحُالغائرةُعلىُخرائطُال ُد ّ‬
‫ُ‬ ‫بماُتيس ُّرُلديهم‪ُ،‬‬
‫خدم ُمصالحهُ‬
‫ك ُاب ُه ُوت ُ‬
‫فيُر ُ‬
‫تسير ُ ُ‬
‫أنظمة ُوحكوماتُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫مُ‬
‫ر"ُدعُ ُ‬
‫ضّ ُ‬ ‫لقدُأدمنُذلكُ"المتح ُ‬
‫قوطُالت ّامُللبلادُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ىُلوُكانُفيُذلكُالموتُالز ُّؤامُللعبادُوال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫حت ّ‬
‫بحذافيرها‪ُ ُ،‬‬
‫العرجاءُالبائسةُظاهرةُللعيانُلاُتخطئهاُ‬
‫ُ‬ ‫منُ"الاستقلال"ُصارتُالمعادلةُ‬
‫ُ‬ ‫وبعدُعقودُ‬
‫عينُ"نصفُمبصر"‪ُ،‬ولاُيغفلُُعنهاُ"رُبعُُذك ُيّ"‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫شمالُ يستأثرونُ ب ثمانينُفيُالمائةُمنُ‬
‫القومُُفيُ ال ُّ‬
‫نُُ ُ‬ ‫والمعادلةُُباختصارُُشديدُُهيُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫يمث ّلونُُسوىُ عشرينُ فيُ المائةُ منُ سكّانُ‬
‫ي‪ُُ،‬معُ أ ُّنهمُ لاُ ُ‬
‫الاقتصادُ والإنتاجُ العالم ُّ‬
‫المعمورة‪ُ،‬وفيُالمقابلُيعيشُثمانونُفيُالمائة‪ُ،‬نحنُسكُّانُالجنوب‪ُ،‬علىُعشرينُفيُالمائةُ‬
‫ي‪ُ ُ!!..‬‬
‫فقطُمنُدواليبُوحركةُذلكُالاقتصادُوالإنتاجُالعالم ُّ‬
‫الوسائلُالمتاحةُلديه‪ُ،‬وعُبرُُ‬
‫ُ‬ ‫لُ‬
‫الإنسانُالأوروب ُيُّعلىُ"الجحيم"ُفيُأفر يقياُبك ُّ‬
‫ُ‬ ‫لقدُحافظُُ‬
‫صورةُوأبهىُ‬
‫ُ‬ ‫هُالأرضي ّةُفيُأزهىُ‬
‫ُ‬ ‫جنوبُجُن ُّت‬
‫ُ‬ ‫ةُق ُّد ُمُلشبابُال‬
‫ةُوالإعلامي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫افي ّ‬
‫ُع ُوُلُمُتهُالث ُّق ُ‬
‫لُالغاليُوالن ّفيسُ‬
‫ُ‬ ‫مُ"الُجن ّة"‪ُ!!..‬وبذ‬
‫حرومُُت ُذوُّقُُطُ ُع ُ‬
‫شبابُُالأفر يقيُُّالم ُ‬
‫حلّة‪ُ،‬فلُم ّاُأرادُال ُّ‬
‫شُمالية؛ُتعالتُأصواتُُسُاسُ ُةُأوروباُوأطلقواُالعنانُلجميعُص ُّفاراتُ‬
‫ليصلُُإلىُالضُّفةُال ّ‬
‫الإنذار‪ُ،‬محذّرينُشعوبهمُمنُالخطرُال ُد ّاهمُالمح ُّدقُبُجن ّتهمُالوادعة‪ُ !!..‬‬

‫‪110‬‬
‫شمالُنحوُ‬
‫(أمينُمعلوف)ُلُنظُ ُر ُةُأهلُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫الل ّبنان ُيُّ‬
‫يُ ُ‬‫بنيُكثيراُتصويرُالر ّوائ ُيُّالفرنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫أعج‬
‫حالُوغادرواُعقودُوسنواتُُالحروبُُوالمآسي‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫غيرهمُبعدُأنُاستق ُر ُّبهمُال‬
‫"ُعلىُلسانُأحدُأبطالُالر ّواية‪"ُ:‬لمُيكنُ‬
‫ُ‬ ‫يس‬
‫لُبعدُبُي ُاترُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جاءُفي ُروايةُ"القرنُالأوّ‬
‫سلامُوالعدالة‪ُ،‬المكترثةُلحقوقُ‬
‫شكلُال ُذ ّيُعرفته‪ُ،‬هذهُالمساحةُمنُال ُّ‬
‫الغربُُدائماُبال ُّ‬
‫اُتماما‪ُ.‬قلُلنفسكُ‬
‫ُغرباُمختلفُ ُ‬
‫كُبُجيلُ‪ُ،‬عرفت ُ‬
‫كُبُر ُ‬
‫طبيعة‪ُ.‬أناُال ُذ ّيُأُ ُ‬
‫الإنسانُوالن ّساءُوال ُّ‬
‫ُ‬
‫لُُ‬
‫إُن ّنا‪ُ،‬طوالُقرونُعديدة‪ُ،‬طُفُُناُأرجاءُالمعمورةُوشي ّدناُالإمبراطور يات‪ُ،‬ودمّرناُك ّ‬
‫سفنُُللعملُُمكانهم‪ُ،‬‬
‫نُال ُّ‬
‫علىُمُت ُ‬
‫لناُالز ّنوجُُ ُ‬
‫حناُالهنودُفيُأمريكا‪ُ،‬وحم ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫أشكالُالحصارُ‪ُ،‬وذب‬
‫ل‪ُ،‬لقدُعصُفُُناُبالعالُمُ‬
‫ُ‬ ‫ج‬
‫يني ّينُلإرغامهمُعلىُشراءُالأفيون‪ُ،‬أُ ُ‬
‫وق ُمُناُبشنّ ُالحربُُعلىُالصُّ ُ‬
‫ُ‬
‫مفيدُول كن ّهُمد ُمّرُُعلىُال ُد ّوام‪ُ.‬وهناُفيُمجتمعاتناُماذاُفعلنا؟ُ‬
‫كالإعصار‪ُ،‬وهوُإعصارُ ُ‬
‫ُ‬
‫ام‪ُ،‬وبشراسةُحت ّىُمنتصفُ‬
‫ُ‬ ‫سُ‬
‫وإبادةُبعضناُبعضُاُبالغازُال ّ‬
‫ُ‬ ‫والت ُّقاصُفُُ‬
‫ناحرُ ُ‬
‫ّاُفيُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُأمعن‬
‫القرنُالعشرين‪ُ .‬وفيُيومُمنُالأ ُي ّام‪ُ،‬إذُأتخمناُوتعقّلناُأنهكناُوشخنا‪ُ،‬جلسناُعلىُأكثرُ‬
‫يرُصارخين‪ُ:‬والآنُفليهدأُالجميع!‪ُ.‬وكماُترىُفالجميعُُلاُيهدؤونُمتىُهدأنا"‪ُ .‬‬
‫مقعدُ ُوُث ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2008-09-11‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪111‬‬
‫لُُلُل ُغ ُاية ُ‬
‫اُالعزُيز‪ُ..‬الأُمرُُ ُسهُ ُ‬
‫ارُن ُ‬‫جُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حديد ُالمواقعُالشاملُ"جيُبيُأس"‪ُ،‬ومنُ‬
‫نظام ُت ُ‬
‫هاُبفضل ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأنتربول"ُموقع‬
‫ُ‬ ‫حددُ ُ"‬
‫نةُمنُثلاثةُمغتربين‪ُ...‬‬
‫ُ‬ ‫العصابةُالمكو‬
‫ُ‬ ‫وداهمتُ‬
‫ُ‬ ‫القضائي ُةُ‬
‫ُ‬ ‫رطةُ‬
‫عناصرُالش ُ‬
‫ُ‬ ‫هناكُتحركتُُ‬
‫قيمتهاُإلىُستمائةُمليونُسنتيم‪ُ،‬وقدُظنُ‬
‫خمةُمنُنوعُ"أوديُكيوُ‪ُ"7‬تصلُُ ُ‬
‫ارةُف ُ‬
‫إنهاُسي ُ‬
‫اُمنُفرنساُإلىُإيطالياُثمُ‬
‫ُ‬ ‫يارةُبر‬
‫العصابةُأنهمُبلغواُشاطئُُالأمانُُبعدماُنقلواُالس ُ‬
‫ُ‬ ‫أفرادُ‬
‫ُ‬
‫ب ُحراُإلىُتونسُومنهاُإلىُالجزائرُالعاصمةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪112‬‬
‫الن ّظامُُُالمتط ُو ّ ُرُُوقرأتُُُعنُ‬
‫بالن ّسبةُ ليُ فقدُ سمعتُُُعنُ هذاُ ُ‬
‫خبرُُلمُ يكنُ جديداُ ُ‬
‫ال ُ‬
‫ةُاكتشافهاُأعادتنيُإلىُخبرُ‬
‫ُ‬ ‫المسروقةُوكيفي ّ‬
‫ُ‬ ‫سيارة ُ‬
‫عملي ّاتُمشابهة‪ُ،‬ل كنُُّقصُّةُُهذهُال ُّ‬
‫ُ‬
‫جريدةُالت ّيُكانتُبينُيديُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫آخرُفيُالصُّفحاتُالأولىُلل‬
‫عبرُأنظمةُ‬
‫ُ‬ ‫ارةُ‬
‫سي ّ ُ‬
‫خبرانُيحملانُمفارقةُواض ُحة‪ُ،‬ففرنسا‪ُ،‬أوُبعضُأجهزتها‪ُ،‬تلاحقُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫رةُُوتح ُّد ُدُُمواقعُُُتن ُّقلاتهاُ فيُ مدينةُ مثلُ الجزائرُ العاصمة‪ُُ،‬بمرتفعاتهاُ ومنحدراتهاُ‬
‫متط ُو ّ ُ‬
‫وأحيائهاُالعتيقةُوطرقاتهاُالمتداخلة‪ُ !!..ُ.‬‬
‫عاجزةُ‬
‫ُ‬ ‫ل ُقوُ ّتهاُوترساناتهاُواستخباراتهاُوأقمارهاُالصُّناعية‪ُ،‬ماُتزالُ ُ‬
‫ل كنُّ ُفرنسا‪ُ،‬بك ُّ‬
‫حةُفيُالصُّحراءُال كبرى‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫مسل ّ ُ‬
‫عنُتحديدُأماكنُرهائنُلهاُاختطفتهمُمجموعاتُُ ُ‬
‫المعني ُّةُبالمعلوماتُالصُّحيحةُ‬
‫بدق ّة‪ُ،‬وتزوّ ُدُال ُد ّولُُ ُ‬
‫الأمرُُهيّنُحيثُتح ُّد ُدُفرنساُالمواقعُُ ُ‬
‫شعوب‪ُ،‬‬
‫لتطويُهذاُالملف ُتماما‪ُ ،‬وتتف ُر ّغُ ُحكوماتُ ُالمنطقةُبعدُذلكُلآلامُوآمالُال ُّ‬
‫ُّ‬
‫الفقرُ‬
‫فيُنشر ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫خلالهاُالاستعمار ُالفرنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫اُأطولُتفن ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫عقود‬
‫بعدُعقود ُعجافُ ُأعقبتُ ُ ُ‬
‫والت ّخلفُ‪ُ .‬‬
‫والجهلُُوالمرضُُ ُ‬
‫ة‪ُ،‬ومنُُعلىُ‬
‫سمي ّ ُ‬
‫فرنساُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫الاستعمارُالحديثُُقدُكش ّرُُعنُأنيابهُال كريهة‪ُ،‬ولأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫ولأ ُّ‬
‫نُُالعقلُُُوالمنطقُُُيصرخانُ بش ُّدةُ فيُ‬
‫شيئاُ سوىُ لغةُ المصالح‪ُُ،‬فإ ُّ‬
‫تعرفُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫شاكلتها‪ ُ،‬لاُ‬
‫والت ّص ُّديُالحازمُ‬
‫مودُ ُ‬
‫كرةُأمامُمرماناُمباشرة‪ُ،‬والمطلوبُُهوُالصُّ ُ‬
‫نُال ُ‬
‫وجوهناُلندركُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫يُتسعىُللن ّيلُمنُسيادتناُوأمننا‪ُ،‬واستعمالُأراضيناُوأرواحناُ‬
‫ُ‬ ‫طاتُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫لُتلكُالمخ ُّ‬
‫ط‬ ‫لك ُّ‬
‫خصُالآخرين‪ُ .‬‬
‫لتمريرُمشار يعُومصالحُاستراتيُجي ّةُت ّ ُ‬
‫نُآخرينُماُ‬
‫سياق‪ُ،‬فإ ُّ‬
‫نُدولاُُمثلُالجزائرُأعلنتُُعنُمواقفُصارمةُفيُهذاُال ُّ‬
‫ومعُأ ُّ‬
‫أبرزُمثالُُهوُتصر يحاتُرئيسُُإحدىُدولُ‬
‫لُ ُ‬ ‫ظ ُه ُرونُُب ُوج ُهُهناُووجهُهناك‪ُ،‬ولع ُّ‬
‫زالواُي ُ‬
‫ُ‬
‫جوارناُالجنوب ُيّ‪ُ !ُ!..‬‬
‫هُوتدركُ‬
‫ُ‬ ‫هُوأساليب‬
‫ُ‬ ‫أهداف‬
‫وتعرفُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فترضُأ ُّنهاُعانتُمنُو يلاتُالاستعمارُمثلنا‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫دولةُي‬
‫ُ‬
‫الل ّيلةُ والبارحة‪ ُ،‬فماُ هذهُ‬
‫بهُُبينُ ُ‬
‫شُ‬ ‫جيدا‪ ُ،‬أوُ هذاُ ماُ ينبغيُ أنُ تكونُ عليهُ الحال‪ ُ،‬ال ُّ‬
‫رةُمنُتلكُالت ّيُ‬
‫ُ‬ ‫ماتُالت ّيُنراهاُعلىُأرضُالصُّحراءُال كبرىُسوىُنسخةُمتط ُو ّ‬
‫ُ‬ ‫المق ُّد‬

‫‪113‬‬
‫يقيةُثم ُّراحُ‬
‫ُ‬ ‫عندماُبدأُالاستعمار ُيتغلغلُفيُأوساطُالقا ُرّةُالأفر‬
‫ُ‬ ‫حدثتُقبلُقرون‪ُ ،‬‬
‫يلتهمهاُقطعةُبعدُأخُرىُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫هائنُالفرنسي ّينُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُموضوعُالر ّ‬
‫ُ‬ ‫اللا ّفتُ ُفيُحديثُجارناُالمحترمُهوُمدخلهُالإنسان ُيّ ُ‬
‫ُ‬
‫تقديمُالمساعدةُوفقاُ‬
‫كُل ُ‬ ‫الخمسةُال ُذ ّينُابتلعتهمُالصُّحراء‪(ُ:‬فلأسبابُإنسانُي ّةُلاُبدُّأنُنتح ُر ّ ُ‬
‫لتجاربنا)‪ُ ُ!!..‬‬
‫عواطفُُتستحقُُّ‬
‫ُ‬ ‫وسعيُُلإنقاذُ أرواحُُُأبر ياء‪ ُ،‬وهيُ‬
‫ُ‬ ‫نعمُ إ ُّنهاُ دوافعُُُإنسانُي ّةُ نبيلة‪ُُ،‬‬
‫والإشادةُل كنُّهاُجاءتُفيُالمكانُوالوقتُالخطأ‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫قديرُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫ُ‬
‫هؤلاءُالر ّهائنُح ُّقهمُالإنسان ُيُّفيُ‬
‫ُ‬ ‫هُليسُفيُمقدورُأحدُحرمانُ‬
‫ُ‬ ‫بأن ّ‬
‫لُ ُ‬‫نعمُيمكنُُالقو ُ‬
‫رهمُ‬
‫أس ُ‬
‫سعيُ لإطلاقُ سراحهمُ ليعودواُ سالمينُ إلىُ ُ‬
‫يُُوال ُد ّول ُيّ‪ُُ،‬وال ُّ‬
‫الاهتمامُ الإقليم ُّ‬
‫وذويهم‪ُ .ُ.‬‬
‫ي‪ُ،‬عندماُنتُخل ّىُعنُعقولناُ‬
‫سياس ُّ‬
‫ل كن‪ُ..‬عليناُصونُأنفسناُمنُالوقوعُفيُبراثنُالغباءُال ُّ‬
‫وتفكيرناُوموازُينناُوشواهدُالماضيُوالحاضر‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ياء‪ُ،‬ونتمن ّىُأ ُّنهمُكذلك‪ُ..‬ل كنُمنُيدري‪..‬؟؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫نعمُإ ُّنهمُالآنُرهائنُأبر‬
‫فبعدُ عام‪ُُ،‬أوُُعشرة‪ُُ،‬أوُخمسةُوعشرينُعاماُُعلىُأبعدُُتقدير ُ‪ُُ،‬قدُ يطلعُُُعليناُمنُ‬
‫رّبُُالوثائقُُ‬
‫ك ّراتُ‪ُ،‬أوُيتح ُّدثُُعم ّاُكانُيوماُفيُحكمُالأسرارُالخطيرة‪ُ،‬وقدُتتس ُ‬
‫يكتبُُمذُ‬
‫نُهؤلاءُلمُيكونواُرهائنُ‬
‫أوُيتم ُّالإفراجُُعنها‪ُ،‬وعندها‪ُ،‬إذاُكتبُُالل ّهُلناُالحياة‪ُ،‬ندركُُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫فُبكذاُوكذا‪ُ،‬وأ ُّنهمُأدّواُهذاُال ُد ّورُأوُ‬
‫يُتوصُ ُ‬
‫اتُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫عادي ّينُبلُكانواُمنُذويُالمه ُمّ‬
‫ُ‬
‫يعةُلإيصالُملايينُال ُد ّولاراتُإلىُ‬
‫ذاكُلصالحُهذهُال ُد ّولةُأوُتلك‪ُ،‬أوُأ ُّنهمُكانواُذر ُ‬
‫عصاباتُتن ُخرُاستقرارُوأمنُبلداننا‪..‬؟؟ ُ‬
‫ولُالمعني ّةُبالأمرُ‬
‫ُ‬ ‫كثيرُوتجر ّأُُعلىُالحديثُباسمُال ُد ّ‬
‫كثيرُوال ُ‬
‫جارناُالمحترمُأُُباحُُلنفسهُال ُ‬
‫ُ‬
‫خّلُُليعو ّضنا)‪ُ،‬‬
‫نُُغيرناُيتد ُ‬
‫ساحلُفإ ّ‬
‫لُلمشاكلُال ُّ‬
‫قال‪(ُ:‬إذاُكن ّاُلمُنستطعُإ يجادُح ُّ‬
‫ُ‬ ‫عندماُ‬
‫خّلُعسكر ُي ّاُفيُ‬
‫غبةُفيُالت ّد ُ‬
‫ُ‬ ‫ينُبالر ّ‬
‫ُ‬ ‫الفرنسي ّ‬
‫ُ‬ ‫وهيُإشارةُواضحةُلعدمُامتعاضهُمنُتلميحاتُ‬
‫منطقةُالصُّحراءُال كبرىُ‪ُ .‬‬

‫‪114‬‬
‫ن ُعلىُفرنساُ‬
‫جارناُأكثرُوأكثرُفيُالمنطقةُالمحظورةُعندماُقالُإ ُّ‬
‫وبعدُذلكُتو ُغ ّلُ ُ ُ‬
‫سقوطاُحُرّاُعندماُ‬
‫ُ‬ ‫موجودُلهذهُالأمور)‪ُ..‬ثم ُّسقطُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ة‪ُ،‬والعسكر ُ‬
‫ُ‬ ‫(القيامُبعملي ّةُعسكرُي ّ‬
‫ُ‬
‫(فرنساُوحدهاُالت ّيُتق ُر ُّرُإنُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫ساحلُوالصُّحراءُبقولهُإ ُّ‬
‫يادةُعنُدولُال ُّ‬
‫س ُ‬ ‫أرديةُال ُّ‬
‫خُلعُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ةُمنُع ُد ُمه)‪ُ ُ!!.ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫كانُعليهاُإيفادُق ُو ّةُعسكرُي ّ‬
‫الر ّجلُ ُأنُ يحتفظُ ُلنفسهُبمسافةُأمان‪ُ،‬وإنُكانتُقصيرةُ‬
‫ل ُماُسبقُّ ُحاولُ ُ ُ‬
‫ومعُك ُّ‬
‫خّلُق ُو ّةُأجنُبُي ّةُفيُ‬
‫ةُبشكلُماُفيُموقفهاُالر ّافضُلتد ُ‬
‫ُ‬ ‫نُالجزائرُمح ُّق‬
‫جدا‪ُ،‬عندماُقالُ(إ ُّ‬
‫ساحلُلمحاربةُالقاعدة)‪ُ .ُ.‬‬
‫ال ُّ‬
‫وليتهُماُفعل‪ُُُُ!!!..‬فكيفُإذاُلمُيكنُيحترمُموقفُالجزائر‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫اباتهاُعلىُصدورناُحت ّىُتصلُ ُإلىُعمقُ‬
‫ُ‬ ‫اتُفرنساُتسي ّيرُدُب ّ‬
‫ُ‬ ‫هلُكانُسيقترحُ ُعلىُق ُو ّ‬
‫الصُّحراء‪ُُ،‬وترابطُُُعلىُ تخومُ بلادهُ وتسرحُُُوتمرحُُُمنُ هناكُ فيُ أراضيُ ال ُد ّولُ‬
‫المجاورة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ةُالأمريكي ّةُ(‪ُ)CIA‬لعناصرُ‬
‫ُ‬ ‫نُتقديراتُوكالةُالاستخباراتُالمركزُي ّ‬
‫جارناُالعزيز‪ُ..‬إ ُّ‬
‫حراءُتتراوحُبينُثلاثمائةُوخمسينُوأربعمائةُفردُفقط‪ُ،‬ومنُخلالُ‬
‫ُ‬ ‫(القاعدة)ُفيُالصُّ‬
‫ندركُأ ّنُهمُيتُحر ّكونُ‬
‫خطفُالت ّيُقامواُبهاُ‪ُ ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫وعملي ّاتُال‬
‫يُبث ّتهاُالفضائُي ّاتُعنهمُ‪ُ ُ،‬‬
‫ورُالت ّ ُ‬
‫الصُّ ُ‬
‫ةُو ُعرُةُكماُهوُالحالُمعُ‬
‫ختبئونُفيُكهوفُأوُأماكنُجبلي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫فيُأماكنُمكشوفة‪ُ ،‬ولاُي‬
‫أسامةُبنُلادنُوقادةُالقاعدةُفيُأفغانستانُوباكستانُ‪ُ .‬‬
‫ن ُإمكانُي ّاتُالق ُو ّاتُ‬
‫فإذاُكانواُعلىُأرضك‪ُ،‬جارناُالعزيز‪ُ،‬فأمرُهمُسهلُ ُللغايةُلأ ُّ‬
‫سيارةُالفخمةُ‬
‫ل ُمعُتلكُال ُّ‬
‫حديدُالمواقعُأدق ُمماُفعلهُالأنتربو ُ‬
‫ُّ‬ ‫الفرنسي ّةُومقدرتهاُعلىُ ت‬
‫ُ‬
‫يُسرقهاُمغتربونُوهرُّبوهاُإلىُالجزائر‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫ُ‬
‫كُالأشاوس ُفيُالوقتُُ‬
‫ُ‬ ‫جنود‬
‫لاءُ ُالُأُرُُب ُعماُئة‪ُ ،‬وسيصلُ ُ ُ‬
‫اقعُ ُ ُه ُؤ ُ‬
‫يد ُ ُم ُو ُ‬
‫يعون ُتُح ُد ُ‬
‫طُ‬ ‫ُيسُُت ُ‬
‫طامعين‪ُ .‬‬
‫حراء ّناُمنُأطماعُُال ُّ‬
‫سبب‪ُ،‬و يُخل ّصواُص ُ‬
‫يقطعواُدابرُهذاُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫المناسبُُو‬
‫ُ‬
‫‪ُ ُُُُ2010-10ُ-09‬‬

‫‪115‬‬
‫نحوُالتعاون‪ُ..‬خطوةُإلىُالأمام ُ‬
‫ُ‬
‫الخميسُالموافقُللواحدُوالعشرينُمنُشهرُأوتُمنُعامُ‪ُ1969‬كانُيومُحزُنُُوألمُ‬
‫علىُ عمومُ العالمينُ العربيُ والإسلامي‪ ُ،‬والسببُ هوُ تلكُ الجريمةُ النكراءُ التيُ ارتكبهاُ‬
‫اليهوديُ الأستراليُ دينيسُ ُمايكلُ عندماُ أقدمُ علىُ إحراقُ المسجدُ الأقصىُ المباركُ‬
‫ليخلفُمأساةُأليمةُماُزالتُتطاردُخيالاتُوأفكارُُالعربُوالمسلمين‪ُ ،‬وتثيرُالتساؤلُ‬
‫تلوُالآخرُعنُاليومُالذيُيعودُفيهُالحقُإلىُأهلهُدونُمنةُمنُالشرقُأوُالغرب‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪116‬‬
‫يُأكبرُوأكثرُ‬
‫الغضبُالشّعبيُّكانُمهولا‪ُ،‬وكانُمنُالمنتظرُأنُيواكبهُُغضبُرسم ّ‬
‫فاعلي ّةُ علىُ أرضُ الواقع‪ ُ،‬ولمُ يتأخّرُ ذلكُ الغضبُ كثيرا‪ ُ،‬منُ الن ّاحي ّةُ السّياسي ّةُ علىُ‬
‫الأقلّ‪ُ,‬حيثُشهدتُالر ّباطُبعدُشهرُوني ّفُمنُالجريمةُقم ّةُوصفتُبالت ّار يخي ّة‪ُ،‬خرجتُ‬
‫بقرارُإنشاءُمنظّمةُالمؤتمرُالإسلاميُّباعتبارُالعملُالإسلاميُّالمشترك ُخطوةُأساسي ّةُ‬
‫نحوُالردُّالفع ّالُعلىُجرائمُوتجاوزاتُوغطرسةُدولةُالكيانُالص ّهيونيُّوالجهاتُالد ّوليةُ‬
‫الت ّيُتحميُظهرها‪ُ ُ.‬‬
‫المنظّمةُتطو ّرتُشيئاُفشيئاُبعدُذلك‪ُ،‬حيثُشهدتُمدينةُجدّةُالسّعودي ّة ُخلالُ‬
‫السّنةُالمواليةُأوّلُمؤتمرُلوزراءُخارجي ّةُدولُالعالُمُالإسلاميّ‪ُ،‬وهناكُقر ّرُالمجتمعونُ‬
‫إنشاءُأمانةُدائمةُللمنظّمة‪ُ،‬وبعدُتلكُالخطوةُأبصرُالن ّورُأوّلُميثاقُللمنظّمةُفيُالد ّورةُ‬
‫الث ّالثةُللمؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالخارجيةُالذ ّيُانعقدُعامُ‪ُ،1972‬وتواصلتُالخطواتُ‬
‫بعدُذلكُليصبحُالمؤتمرُالإسلاميُّثانيُأكبرُمنظّمةُحكومي ّةُدولي ّةُبعدُالأممُالمت ّحدةُ‬
‫ُفيُعضوي ّتهاُسبعاُوخمسينُدولة‪ُ،‬ولاحقاُصارتُالمنظّمةُتتأل ّفُمنُعددُ‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫حيثُتض ّ‬
‫منُالأجهزةُالر ّئيسي ّةُهيُالقمّةُالإسلامي ّة‪ ُ،‬مجلسُوزراءُالخارجي ّة‪ُ،‬الأمانةُالعامّة‪ُ،‬‬
‫س‪ُ،‬وال ّلجنةُالد ّائمةُللت ّعاونُالعلميُّوالت ّكنولوجيُّ‬
‫إضافةُإلىُأربعُلجانُدائمةُهيُلجنةُالقد ُ‬
‫(ال كومستيك)‪ُ ،‬وال ّلجنةُالد ّائمةُللت ّعاونُالاقتصاديّ ُوالت ّجاريّ ُ(ال كومسيك)‪ُ ،‬وال ّلجنةُ‬
‫الد ّائمةُللإعلامُوالشّؤونُالثقّافي ّةُ(كومياك)ُ‪ُ .‬‬
‫ظمةُعددُمنُالأجهزةُالمتفر ّعةُوالمؤسّ ساتُالمتخصّ صةُ تحاولُجميعهاُ‬
‫كماُصارُللمن ُّ‬
‫تعزيزُالت ّعاونُبينُالد ّولُالأعضاءُفيُمختلفُالمجالاتُ‪ُ .‬‬
‫عامُألفينُوخمسة‪ُ،‬فيُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمةُالاستثنائي ّة‪ُ،‬اعتمدُزعماءُالعالمُالإسلاميُّبرنامجُ‬
‫اُمنُالقضاياُمنهاُتغي ّيرُاسمُالمنظّمةُومراجعةُ‬
‫ُ‬ ‫العملُالعشريّ ُللمنظّمة‪ُ،‬الذ ّيُأقر ُّعدد‬
‫ميثاقهاُكجزءُُمنُعمليةُالإصلاح‪ُ،‬وفيُعامُألفينُوثمانية‪ُ،‬فيُقم ّةُداكارُبالسّنغال‪ُ،‬اعتمدُ‬

‫‪117‬‬
‫الميثاقُ الجديدُ وصدرُ قرارُ بالش ّروعُ فيُ عمليةُ تغي ّيرُ اسمُ المنظّمةُ بالت ّشاورُ معُ الد ّولُ‬
‫الأعضاء‪ُ .‬‬
‫وبعدُمشاوراتُمكث ّفةُوقعُالاختيار‪ُ،‬عبرُالت ّوافق‪ُ،‬علىُاسمُيحافظُعلىُالاختصارُ‬
‫ُ‬
‫اللاّتين ُيُُّلتسميةُ المنظّمةُ ُ(‪ ُ،)OIC‬وخلالُ افتتاحُ الاجتماعُ الث ّامنُ والث ّلاثينُ لمجلسُ‬
‫وزراءُخارجي ّةُالمنظّمة‪ُ،‬الذ ّيُانعقدُفيُأستاناُعاصمةُجمهورُي ّةُكازاخستانُخلالُالأي ّامُ‬
‫ُ‬
‫الث ّلاثةُالأخيرةُمنُشهرُجوانُالمنصرم‪ ُ،‬تم ُّالإعلانُعنُالاسمُالجديدُالذ ّيُحو ّلُ‬
‫المنظّمةُ إلىُُ(منظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميّ)‪ ُ،‬وتشكّلُُُالشّعارُ الجديدُ منُ ثلاثةُ عناصرُ‬
‫رئيسي ّةُهي‪ُ:‬ال كعبةُالمشرّفةُوال كرةُالأرضي ّةُوالهلالُ‪ُ .‬‬
‫وحسبُتفسيرُأمانةُالمنظّمةُللشّعارُالجديدُفإنُّال كعبةُالمشرّفةُهيُنقطةُارتكازُالعالمُ‬
‫الإسلاميّ‪ُ،‬وقدُوضعتُفيُمركزُالشّعارُوترمزُُإلىُالعالمُالإسلاميُّووحدته‪ُ،‬وبالت ّاليُ‬
‫ّمةُالإسلامي ّةُالت ّيُتجمعها‪ُ،‬أمّاُال كرةُالأرضي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫فهيُترمزُإلىُالد ّولُالأعضاءُوإلىُالمنظ‬
‫فترمزُإلىُتنو ّعُالبشر ي ّةُبمختلفُشعوبهاُوقبائلهاُفيُالسّياق ُالعالميُّالذ ّيُيمث ّلهُالشّعار‪ُ،‬‬
‫أمّاُ الهلالُ فيرمزُ إلىُ الإسلامُ واحتضانهُ للعالمُ الإسلاميّ‪ ُ،‬وفيُ ذلكُ إشارةُ إلىُ أنُّ‬
‫ج ُهةُ والحاميةُ والموحّدةُ للعالمُ الإسلاميّ‪ ُ،‬وهوُ كذلكُ بالن ّسبةُ‬
‫الإسلامُ هوُ القو ّةُ المُ ُو ُّ‬
‫لمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميّ‪ُ .‬‬
‫ماُ سبقُُُذكرهُ يمكنُ وصفهُ بالكلامُ الجميلُ والانعكاسُ الر ّوحيُّ الوجدانيُّ لبعضُ‬
‫طموحاتُالعالمُالإسلام ُيّ‪ُ ،‬عبرُترسيخُالمرجعي ّةُالحضار ي ّةُوتأكيدُالت ّواصلُمعُالعالمُ‬
‫مرحلةُُالشّعاراتُ‬
‫ُ‬ ‫دونُ عداوةُ أوُ إقصاء‪ ُ،‬ل كنّ ُ الحقيقةُ المر ّةُ أنُّ أمّتناُ قدُ تجاوزتُ‬
‫وحدها‪ُ ،‬وتريدُأفعالاُعلىُالأرضُتدفعُبمكانتهاُبينُأممُالعالمُإلىُالأمامُ‪ُ ،‬وتعيدُلهاُ‬
‫كرامتهاُوحقوقهاُوأراضيهاُومقدّساتهاُالمغتصُبةُهناُوهناك‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫لقدُحافظتُالمنظّمةُأربعينُسنةُعلىُالاسمُالأوّلُالذ ّيُجاءُمعُمرحلةُالت ّأسيسُ‬
‫المنطلقُمنُالر ّغبةُفيُالرّدُّعلىُجريمةُإحراقُالمسجدُالأقصى‪ُ،‬ولاُشكّ ُأنُّمنُبينُ‬

‫‪118‬‬
‫أهدافُالمنظّمةُالإسلامية‪ُ،‬أوُالشّعوبُالت ّيُتمثّلهاُعلىُالأقلّ‪ُ،‬تحريرُالأقصىُوإنصافُ‬
‫المظلومينُفيُفلسطين‪ُ،‬ولاُشكّ ُأيضاُأنُّهناكُجهوداُبذلتُفيُهذاُالسّبيل‪ُ،‬ل كنّ ُ‬
‫الملاحظُ أنّهاُ كانتُ دائماُُدونُ الحدُّ الأدنىُ لمستوىُ طموحاتُُالشّعوبُ الت ّيُ تتجر ّعُ‬
‫كؤوسُالمرارةُمنُخلالُماُتراهُمنُغطرسةُصهيوني ّةُوتحي ّزُأمريكيُّلاُتنتفخُلهُأوداجُ‬
‫كثيرُمنُالقادةُالمسلمينُغضباُورفضاُواحتجاجا‪ُ !!..‬‬
‫ّغييرُجاءُفيُعامُألفينُوخمسة‪ُ،‬وقرارُتغي ّيرُالشّعارُبعدهُ‬
‫ُ‬ ‫إنُّقرارُالمنظّمةُبالمراجعةُوالت‬
‫بثلاثُسنوات‪ُ،‬ل كن ّهُتأخّرُثلاث ُسنواتُأخرىُليتم ُّالاتفاقُعليهُوتحقيقهُوإعلانهُ‬
‫علىُالملأُفيُدورةُ(أستانا)‪ُ !!..‬‬
‫ّظرُبعينُغيرُراضي ّةُعنُأداءُالمنظّمة‪ُ،‬ومعُذلكُ‬
‫ُ‬ ‫إنّهاُوتيرةُعملُتدفعُال كثيرينُإلىُالن‬
‫ُّأمانةُ‬
‫يمكنُاعتبارُهذاُالت ّغييرُالجزئيُّخطوةُمهمّةُلماُبعدهاُمنُخطوات‪ُ،‬خاصّةُأن ُ‬
‫المنظّمةُوالد ّولُالفاعلةُفيهاُتدركُ حجمُالت ّغييراتُالت ّيُحدثت‪ُ،‬وماُزالتُ تحدث‪ُ،‬فيُ‬
‫نظرةُالمواطنُالعربيُّوالمسلمُللمنظّمةُالإسلامي ّةُأوُالجامعةُالعربي ّة‪ُ ،‬وأيّ ُتكتّلاتُأوُ‬
‫تجم ّعاتُلاُتبادرُإلىُتغي ّيرُحقيقيّ ُيتناغمُمعُتطل ّعاتُالشّعوب‪ُ...‬هذهُالشّعوبُالت ّيُ‬
‫بكرامة ُمثلُغيرها‪ُ ،‬وتساهمُفيُرسمُمستقبلهاُدونُأيّ ُمصادرةُمهماُ‬
‫ُ‬ ‫أنُتعيش‬
‫ُ‬ ‫يد ُ‬
‫ترُ ُ‬
‫كانُتوصيفهاُأوُمبر ّرها‪ُ .‬‬
‫دعوناُنتفاءلُُبكلمةُالت ّعاونُفيُاسمُالمنظّمةُالجديد‪ُ،‬لأنّهاُتدفعُإلىُالت ّفكيرُالجادُّفيُ‬
‫الت ّعاونُالاقتصاديّ ُبينُالد ّولُالإسلامية‪ُ،‬وهوُالهدفُالمطلوبُفيُهذهُالمرحلة‪ُ،‬لأنُّ‬
‫الاقتصادُهوُالب ّوابةُالحقيقي ّةُللسّياسةُوتحقيقُالمكاسبُوالانتصاراتُفيُميادينها‪ُ،‬فأمّةُ‬
‫لاُ تنتجُ ولاُ تصنعُ ولاُ تستغنيُ بمق ّدراتهاُ ومؤسّ ساتها‪ُُ،‬ليستُ جديرةُ بمزاحمةُ عدوُ أوُ‬
‫مناصرةُصديق‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2011-07-02‬‬

‫‪119‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫قناةُ‪ُ..OIC‬الأملُالموعو ُد‬
‫ُ‬
‫‪e‬هيئةُالإذاعةُالبر يطانية‪ُ،‬أوُبيُبيُسيُمنُلندن‪ُ..‬منُمناُلمُيسمعُبها‪ُ،‬وهلُهناكُ‬
‫منُأهلُالاختصاصُمنُيستهينُبدورهاُالفاعلُوانتشارهاُالواسعُوهيُتتحدثُإلىُ‬
‫العالمُبخمسُُوثلاثينُلغة‪ُ..‬لقدُتأسستُُعامُ‪ُ،1922‬وأعيدُتنظيمهاُبعدُخمسُسنواتُ‬
‫وفقاُ لنصوصُ مرسومُ ملـكي‪ ُ،‬وظلتُ تتمتعُ بالاستقلالُُالتامُ فيُ خدماتهاُ الإذاعيةُ‬
‫والتلفاز ية‪ُ،‬وصارُلدىُالشعبُالبر يطانيُاعتقادُراسخُبأهميةُأنُتظلُالهيئةُفيُمنأىُ‬
‫عنُالأحزابُالسياسية‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪120‬‬
‫شهرة ُ هيئةُالإذاعةُالبر يطاني ّةُلاُتعنيُبالض ّرورةُأنّهاُدونُأخطاءُونقائص‪ُ،‬ل كنّ ُ‬
‫المؤك ُّدُُأنّهاُ إحدىُ مؤسّ ساتُ الإعلامُ الت ّيُ ترب ّعتُ‪ ُ،‬وماُ زالت‪ ُ،‬علىُ كرسيُّ الحرفي ّةُ‬
‫ُفريدةُيحترمهاُأهلُُالاختصاصُ‬
‫ُ‬ ‫والن ّزاهة‪ُ..‬وتحو ّلتُمعُمرورُالز ّمنُإلىُمدرسةُإعلامي ّة‬
‫فيُ جهاتُ العالمُ الأربع‪ ُ،‬وإنُ حافظتُُُأقلي ّةُ منهمُ أوُ أكثر ي ّةُ علىُ موقفُ معيّنُ منُ‬
‫ّةُالت ّيُلمُتكنُالشّمسُتغيبُعنُأراضيهاُفيُالقرنُالت ّاسعُعشر‪ُ،‬وظل ّتُ‬
‫الإمبراطور ي ُ‬
‫الآنُكذلكُعبرُحضورهاُالإعلاميُّفيُجميعُأصقاعُالد ّنيا‪ُ ُ.‬‬
‫الإذاعةُالبر يطاني ُّة‪ُ،‬وتجاربُأخرىُأقلُّمنهاُنجاحُاُوانتشارا‪ُ،‬فيُختامُ‬
‫ُ‬ ‫ُهيئةُ‬
‫تذك ّرت ُ‬
‫ّلُمرةُدولةُفيُوسطُأفر يقيا‪ُ،‬وهيُ‬
‫ُّ‬ ‫المؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالإعلامُالذ ّيُتشهدهُلأو‬
‫دولةُالغابونُوعاصمتهاُالجميلةُليبرفيلُ‪ُ .‬‬
‫والسّببُهوُتركيزُالمؤتمرُووزراءُالإعلامُالحاضرينُعلىُقناةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّ‬
‫(‪ُ،)OIC‬حيثُأخذتُحُي ّزاُمنُالحوارُالذ ّيُدارُخلالُالمؤتمر‪ُ،‬وتراوحتُالأحاديثُ‬
‫بينُمتفائلُومتشُائم‪ُ،‬وبينُمتساهلُيراهاُخطوةُقريبةُالمنال‪ُ،‬وآخرُيرىُأنّهاُفيُحاجةُ‬
‫إلىُدراساتُأعمقُوأوسع‪ُ .‬‬
‫الفكرةُالأوّليةُلهذهُالقناةُالمنتظرةُهيُمؤسّ سةُتلفاز ي ّةُتقدّمُبرامجهاُوأخبارهاُبثلاثُ‬
‫لغاتُ(العربي ّةُوالإنجليز ي ّةُوالفرنسي ّة)‪ُ،‬وهيُالل ّغاتُالمعتمدةُفيُأعمال ُواجتماعاتُ‬
‫وأمانةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميّ‪ُ .‬‬
‫والأهدافُالمسطّرةُلهاُتدورُحولُالت ّقريبُبينُالشّعوبُالإسلامي ّةُفيُقارّاتُالعالم‪ُ،‬‬
‫وتسعىُأيضاُلمقاومةُظاهرةُالإسلاموفوبياُالت ّيُانتشرتُُفيُالبلدانُالغربي ّة‪ُ،‬كماُستكونُ‬
‫اُعنُقضي ّةُالقدسُوفلسطين‪ُ،‬وإعادتهاُإلىُرأسُالقائمةُفيُ‬
‫ُ‬ ‫اُعالي ّاُمدافعاُومنافح‬
‫صوت ُ‬
‫أولو ُي ّاتُالأمّة‪ُ .‬‬
‫وبدايةُيمكنُالقولُإنُّفتحُقناةُفضائي ّةُلمُيعدُمشكلة‪ُ،‬لأنُّالسّماءُتزدحمُبالأقمارُ‬
‫الصّ ناعية‪ُ ،‬وحيثماُحرّكتُالصّ حنُ ُاللا ّقطُ ُوضغطتُ ُعلىُأزرارُآلةُالت ّحكّم؛ُتساقطتُُ‬
‫عليكُقنواتُمنُكلُّألوانُالطّيف‪ُ !!..‬‬

‫‪121‬‬
‫قناةُتحملُشعاراُمحدّداُلهذهُالجهةُأوُتلكُصارُسهلُالمنال‪ُ،‬ل كنّ ُ‬
‫ُّظهورُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وهكذاُفإن‬
‫الإبداعُوالتمّي ّزُيظهرُعندُالقناةُالت ّيُتحملُرؤ يةُورسالةُواضحة‪ُ،‬وتسعى‪ُ،‬فيُحالتناُهذه‪ُ،‬‬
‫نحوُ (وضعُ استراتيُجي ّةُ متأني ّةُ لتأسيسُ إعلامُ إسلاميُّ مشتركُ يبدأُ بالت ّنمي ّةُ البشر ي ّة‪ُُ،‬‬
‫ويسهمُفيُصياغةُالمشهدُالسّياسيُّوالإعلاميُّالعالميّ)ُعلىُحدُّتعبيرُالأستاذةُعواطفُ‬
‫عبدُالد ّائمُالطّشاني ُوزيرةُالث ّقافةُوالمجتمعُالمدنيُّالل ّيبي ّة‪ُ ،‬الت ّيُترأّستُ ُوفدُبلادهاُفيُ‬
‫المؤتمرُالإسلاميُّلوزراءُالإعلامُ‪ُ .‬‬
‫إنُّصياغةُقيمناُمنُجديدُوترسيخهاُبينُالشّعوبُهيُالهدفُالر ّئيسُالذ ّيُينبغيُ‬
‫ُّشعوبناُمل ّت‪ُ،‬أوُتعبت‪ُ،‬منُ‬
‫ُ‬ ‫أنُتنطلقُمنهُالقناةُالفضائي ّةُلتكونُرائدةُفعلا‪ُ،‬لأن‬
‫كبيرُيتسرّبُُ‬
‫ّةُالمؤق ّتةُالت ّيُتتناقصُتدر يجياُمثلُبالونُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الد ّعواتُالحماسي ّةُوالت ّعبئةُالمعنو ي‬
‫الهواءُُمنهُعبرُثقبُدقيق‪ُ !!..‬‬
‫ُفيُحاجةُإلىُصياغةُمشروعُطموحُبعيدُعنُالعواطفُوالت ّصو ّراتُالقديمةُ‬
‫ُ‬ ‫إنُّالأمّة‬
‫للوحدةُوالت ّقارب‪ُ،‬لأنُّلهذهُالقضاياُتطبيقاتُمعاصرةُناجعةُر بّماُتجسدتُبعضهاُفيُ‬
‫تجربةُالاتُّحادُالأوروب ُيّ‪ُ،‬وتجم ّعاتُاقتصادي ّةُوتحالفاتُسياسي ّةُأخرىُ‪ُ .‬‬
‫والت ّعاونُ الاقتصاديُّ‪ُُ،‬والعملةُ‬
‫إنُّ غيرناُ وصلُ إلىُ مراحلُ متقدّمةُ منُ الت ّنسيقُ ُ‬
‫الموحّدةُوالحدودُالمفتوحة‪ُ ،‬والسّياسةُالخارجي ّةُوالأمني ّةُالت ّيُترتكزُعلىُقواعدُ يحترمهاُ‬
‫الجميع‪ُ،‬وهكذاُقدُنتشاءمُإذاُنظرناُإلىُحالناُوأنفسناُوماُتمر ُّبهُالأمّةُالإسلامي ّة‪ُ،‬والأمّةُ‬
‫العربي ّةُقلبهاُالن ّابض‪ُ،‬ل كن ّناُسوفُنتفاءلُ ُعندماُنعودُإلىُقراءةُالمعطياتُالت ّيُيقفُُ‬
‫عليهاُالإعلامُوالات ّصالُاليومُلندركُأنُّماُحقّقهُغيرناُفيُعشراتُالسّنينُقدُنصلُ‬
‫إليهُفيُعشرُسنواتُفقط‪ُ،‬لأنُّثورةُالات ّصالُستصنع‪ُ،‬معُوضوحُالهدفُوصدقُ‬
‫العزم‪ُ،‬المعجزاتُفيُتقريبُالشّعوبُوإعادةُتشكيلُقيمهاُالإ يجابي ّةُمنُجديدُوتحسيسهاُ‬
‫بأهم ّيةُالت ّكت ّلُوالت ّعاون‪ُ .‬‬
‫إنُّ الأمّةُ فيُ حاجةُ إلىُ تفعيلُ كياناتهاُ الإقليمي ّةُ الموجودة‪ ُ،‬والعملُ بجدُّ علىُ دفعُ‬
‫منظّمةُالت ّعاونُالإسلاميُّومؤسّ ساتهاُنحوُآفاقُأرحبُمنُالت ّنسيقُالحقيقيُّ‪ُ،‬والت ّعاونُ‬

‫‪122‬‬
‫ُدونُأنُتمسُ‬
‫ّ‬ ‫الاقتصاديّ ُوالسّياسيُّالجدّيُّ‪ُ،‬بماُيحقّقُالفضاءُالذ ّيُتحلمُبهُالشّعوب‬
‫جغرافي ّةُ‪ُ .‬‬
‫ّقافي ّةُوالل ّغو ي ّةُوال ُ‬
‫خصوصياتهاُالث ُ‬
‫صناعةُهذهُ‬
‫ومرةُأخرىُينبغيُالت ّأكيدُعلىُأنُّالإعلامُهوُالُُم ُؤ ُه ّلُلفتحُالطّر يقُو ُ‬
‫ّ‬
‫القيمةُلدىُالشّعوبُوالن ّخبُمنُجهة‪ُ،‬وفيُالمقابلُردُّمحاولاتُالخصومُالت ّيُستظهرُ‬
‫بعدُذلكُعُندماُتشعرُأطرافُدولي ّةُبالخطرُمنُالكيانُالجديد‪ُ .‬‬
‫ُمشروعُقناةُمنظّمةُ(‪ُ)OIC‬طموحُوتحقيقهُيسير‪ُ،‬وتجربةُ(أوروُنيوز)ُماثلةُأمامنا‪ُ،‬‬
‫ويمكنُأنُتتجاوزهاُالمنظّمةُلنصلُإلىُمجالُأكثرُرحابةُ‪ُ،‬لأنُّمساحاتُالالتقاءُوالث ّقافةُ‬
‫أكبرُمم ّاُعندُالأوروبي ّينُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫والحضارةُالت ّيُتجمعناُأقدرُعلىُالت ّجميعُوالت ّنسيق‪ُ،‬بقدرُ‬
‫وحت ّىُ عندماُ ترىُ هذهُ القناةُ الن ّورُ سواءُ بثلاثُ لغات‪ ُ،‬أوُ أكثرُ بعدُ ذلك‪ ُ،‬هلُ‬
‫تتوق ّفُالجهودُعندُهذاُالحد‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫إنُّ عالمناُ مشحونُُُبمؤسّ ساتُ الإعلامُ العابرةُ للقارّاتُ وتأثيراتهاُ فيُ تزايد‪ ُ،‬وسرعةُ‬
‫انتقالُرؤوسُالأموالُوطرقُالاستثمارُالحديثةُتحت ّمُعلىُأصحابُالث ّروات‪ُ،‬فيُالعالمينُ‬
‫اُالمعتركُ بقوةُُوالعملُ علىُ أنُ يتحو ّلواُ إلىُ أرقامُُ‬
‫العربيُّ والإسلاميّ‪ُُ،‬الدخولُ فُيُ ُه ُذ ُ‬
‫يُعبرُالمساهمةُفيُالمؤسّ ساتُالإعلامي ّةُالعالمي ّةُ‪ُ .‬‬
‫صعبةُفيُمعادلاتُالإعلامُالعالم ُّ‬
‫الأمينُ العامُ لمنظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميُّ البروفيسورُ أكملُ الد ّينُ إحسانُ أوغلوُ دعاُ‬
‫خاصُفيُالعالمُالإسلاميّ‪ُ،‬خلالُمؤتمرُوزراءُالإعلام‪ُ،‬إلى ُالاستثمارُفيُ‬
‫القطاعُال ّ‬
‫كبر ياتُالمؤسّ ساتُالإعلامي ّة‪ُ،‬لتحقيقُر بحي ّةُمالي ّةُوالت ّأثيرُفيُمسارُالأخبارُوالبرامج‪ُ،‬‬
‫بماُيصحّ حُصورةُالإسلامُفيُجميعُأنحاءُالعالم‪ُ..‬وهيُدعوةُجديرةُبالد ّراسةُالجادّةُ‬
‫والت ّطبيقُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2012-04-21‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪123‬‬
‫طيه ُ‬
‫لاُُي ُع ُ‬
‫اق ُدُالشيءُُ ُ‬
‫ُف ُ‬

‫ديوكنداُُتراوريُ يعربُ عنُ تصميمهُ ''للتوصلُ فيُ الأيامُ‬


‫الم ُاليُ الإنتقُاليُ ُ‬
‫ئيسُُ ُ‬
‫الر ُ‬
‫ماُيقالُفيُلغةُالدبلوماسية‪ُ،‬‬
‫القليلة المقبلةُلتشكيلُحكومةُتوافقية''‪ُ،‬ونظيرهُالفرنسي‪ُ،‬ك ُ‬
‫يفتحُُالطر يقُُ‬
‫السيدُ فرانسواُ هولاندُ يرىُ أنُ ''تشكيلُ هذهُ الحكومةُ مؤشرُ قويُ ُ‬
‫حنةُ‬
‫مساعدة ُ ُدولة ُ ُم ُاليُعلىُ تجاوزُ م ُ‬
‫ُ‬ ‫يجة ُ‬
‫لاستئناف التعاونُالمدنيُوالعسكري''‪ُ..‬والنت ُ‬
‫يُيُلوحُُفيُالأفق‪ُ .‬‬
‫رُالذ ُ‬
‫الانقسامُالتيُتعانيُمنهاُوتجنيبهاُالش ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪124‬‬
‫يُ‬
‫بينُالر ّئيسُالفرنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫هاتفي ُّة ُ‬
‫وتفاصيلهُنشرتهُوسائلُ ُالإعلامُبعدُ محادثةُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫هذاُالكلام ُ‬
‫ُ‬
‫كر‪ُ،‬المتواجدُفيُرحلةُعلاجُُفيُباريسُمنذُشهرُمايُالماضي‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ونظيرهُبالن ّيابةُسابقُالُذ ّ‬
‫ُ‬
‫فيُم ُاليُ منُخلالُ‬
‫يقي ّةُ ُ‬
‫يُُالموعودُلق ُو ّةُأفر ُ‬
‫الحديثُُُدارُأيضاُحولُال ُد ّعمُ الفرنس ُّ‬
‫يضُالأممُالمت ّحدة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫تفو‬
‫نُهولاندُوتراوريُتباحثاُحولُالإمكانياتُالت ّيُ‬
‫ُ‬ ‫ئيسُي‬
‫"الر ّ ُ‬
‫نُ ُ‬ ‫وتضيفُوسائلُُالإعلامُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫كاف ّةُ أراضيها‪ ُ،‬ومحاربةُ‬
‫سيطرةُ علىُ ُ‬
‫مساعدةُُ ُمالُيُُلاستعاد ُةُُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫يمكنُ منُ خلالها‬
‫العديد ُمنُالجرائُم‬
‫ُ‬ ‫يُتسيطر ُعلىُمدنُشمالُالبلاد‪ُ ،‬وترتكبُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُالت ّ‬
‫المجموعات الإرهابُي ّ ُ‬
‫استقرارُكاملُالمنطقة"‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ي‪ُ،‬وته ُّد ُدُ‬
‫سكانُوالُت ّراثُالعالم ُّ‬
‫الخطيرةُض ُّدُال ُّ‬
‫يُحولُأحداثُُ ُمالُيُالجار يةُوتأثيراتهاُالخطيرةُعلىُالمنطقةُيدعوُإلىُ‬
‫الموقفُالفرنس ُّ‬
‫ُ‬
‫الث ّالث‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫سخر ية‪ُ،‬ويتطابقُُمعُمواقفُقوىُغربُي ّةُمنُقضاياُدولُُالعالُمُُ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫سنين‪ُ،‬‬
‫شعوبُوامتصاصُثرواتهاُعشراتُال ُّ‬
‫تعملُ ُهذهُالقوى ُعلىُتدميرُال ُد ّولُوال ُّ‬
‫ذلكُتساعدُ‬
‫ُ‬ ‫سنينُ عندماُ نضعُُُفيُ حسابناُفترةُ الاستعمار‪ُُ...‬وأكثرُمنُ‬
‫بلُمئاتُ ال ُّ‬
‫غارقةُفيُالفساد‪ُ .ُ..‬‬
‫سياسي ُّةُمستب ُّد ُةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أنظمةُ‬
‫ُ‬ ‫وتدعمُ‬
‫ُ‬
‫ولةُالغربُي ُّةُأوُتلكُعقيرتهاُ‬
‫ترفعُهذهُال ُد ّ ُ‬
‫ي‪ُ ُ،‬‬‫بوادرُخطرُحقيقيُُّأوُوهم ُّ‬
‫وعندماُتلوحُُ ُ‬
‫لاُالث ّكُُلى‪ُ ُ!!..‬‬
‫المستأجرةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الن ّائ ُحةُ‬
‫وعوُيلُُهوُأقربُُإلىُسلوكُُ ُ‬
‫كاءُُ ُ‬
‫ُبُب ُ‬
‫ُالن ّوم‪ُ .‬‬
‫ماُي ُقالُُلهمُفيُمثلُهذهُالحالات‪ُ:‬صُح ّ ُ‬
‫وهكذاُفإنُّأفضلُُ ُ‬
‫نُ‬
‫أوُتُناسُتُ ُأ ُّ‬
‫شعبها‪ُ،‬ونسُُيتُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫يُومصلحة ُ‬
‫ُ‬ ‫أراضيُدولةُم ُال‬
‫ُ‬ ‫فرنساُعنُوح ُد ُة ُ‬
‫ُ‬ ‫تتح ُّدثُ ُ‬
‫رواتُهيُالت ّيُأدّتُإلىُتلكُالاحتقاناتُ‬
‫ُ‬ ‫تهاُفيُتكريسُالت ّخل ّفُومواصلةُنهبُالُث ّ‬
‫ُ‬ ‫سياسُ‬
‫يجة ُهذهُ‬
‫والن ّت ُ‬
‫انتشارُالفكر ُالمتط ُر ّفُ‪ُ ُ ...‬‬
‫ُ‬ ‫اُأمام ُ‬
‫ُ‬ ‫واسع‬
‫العرقي ّة ُوالجهوُي ّة‪ُ ،‬وفتحتُالبابُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫أعظمُ‬
‫نُ ُ‬ ‫ل‪ُ،‬لأ ُّ‬
‫بدرجةُأق ُّ‬
‫ُ‬ ‫دولُالمنطقةُبال ُد ّرجةُالأولى‪ُ،‬وال ُد ّولُُالغربُي ُّةُ‬
‫يُت ُؤ ُرّقُُ ُ‬
‫حالُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ماُيمكنُخسارتهُهوُمجموعةُامتيازاتُوثرواتُيمكنُتعو يضهاُمنُمكانُآخر‪ُ .‬‬
‫ا‪ُ،‬لُتُنالُُ‬
‫ينُعام ُ‬
‫ُ‬ ‫ةُخمسةُوست ّ‬
‫ُ‬ ‫حالي ّةُم ُّد‬
‫ةُأراضيُدولةُم ُاليُال ُ‬
‫ُ‬ ‫احتل ّتُفرنساُالاستعمارُي ّ‬
‫ُ‬
‫ابقة‪ُ،‬‬
‫سُ ُ‬ ‫فيُالمستعمرةُال ّ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫ورُالفرنس ُّ‬
‫البلادُاستقلالهاُعامُ‪ُ...1960‬ولناُأنُنتساءلُُعنُال ُد ّ ُ‬
‫ُ‬
‫العكسُتماما‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫ل‪ُ،‬أمُحُ ُدثُُ‬
‫هاُبنفسهاُعلىُالأق ُّ‬
‫ُ‬ ‫نفس‬
‫اُفيُحالُسبيلهاُتعالجُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وهلُتُركُتُُه‬
‫ُ‬
‫‪125‬‬
‫الفرنسي ُّةُُفيُ دولةُ ُم ُاليُ‬
‫ُ‬ ‫ياسي ُّةُُ‬
‫س ُ‬ ‫والاقتصادي ُّةُُوال ُّ‬
‫ُ‬ ‫الل ّغوُي ُّةُُ‬
‫يطرةُُ ُ‬
‫س ُ‬ ‫لقدُ استم ُر ّتُ ال ُّ‬
‫اوحُُ‬
‫حالةُالمأساوُي ُّةُُتُر ُ‬
‫الاستقلالُظل ّتُال ُ‬
‫ُ‬ ‫منُرُفعُُ ُعُلُمُ‬
‫يلةُ ُ‬
‫(المستقل ّة)‪ُ،‬وبعدُسنواتُُطو ُ‬
‫ُ‬
‫سكانُأ ُمُّي ّون‪ُ،‬‬
‫فمعظم ُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫مكانها‪ُ،‬وماُأبلغُ ُالأرقامُوالأوصاف ُحينُتتح ُّدثُ ُعنُذلك‪ُ ،‬‬
‫دة‪ُ،‬ونسبةُ‬
‫ُ‬ ‫سنةُفقط‪ُ،‬ويموتُنحوُنصفُالأطفالُحديثيُالولا‬
‫ُ‬ ‫ومتوسُّطُُالعمرُخمسونُ‬
‫سكانُفيُ‬
‫فيُالمائةُبقليلُفقط‪ُ،‬وبينماُيعيش ُأغلبُ ُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫رقُالمعب ّدةُأكثرُمنُعشر ُة ُ‬
‫ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫ط‬
‫ة‪ُ،‬منُبقاياُالفرنسي ّين‪ُ،‬فيُبيوتُُ‬
‫ُ‬ ‫الأقلي ّةُالأوروبُي ّ‬
‫هيُأقربُإلىُالأكواخ؛ُتعيشُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بيوتُُ‬
‫فيُالعاصمةُوبقي ّةُالمدن‪ُ !ُ!..‬‬
‫ُ‬ ‫حديثةُ‬
‫ُ‬
‫والكلامُيطولُُفيُهذاُالمضمار‪ُ .ُ..‬‬
‫ُ‬
‫جاهدةُمنُأجلُالمحافظةُ‬
‫ُ‬ ‫رّاُحيثُتعملُُ‬
‫ابقةُلمُت ُعدُُس ُ‬
‫ُ‬ ‫سياسةُفرنساُفيُمستعمراتهاُال ُّ‬
‫س‬ ‫ُ‬
‫لُُماُ تملكُُُلإنهاكُ واستنزافُ الاقتصادُ‬
‫والت ّخلف‪ ُ،‬وتسعىُ بك ُّ‬
‫علىُ مستو ياتُ الفقرُ ُ‬
‫يقي ّةُيلاحظُُتلكُالقلاعُال كبيرةُ‬
‫ائرُلل ُد ّولُالإفر ُ‬
‫اتها‪ُ،‬والز ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫رواتُلصالحُشركاتهاُوأقلي ّ‬
‫ُ‬ ‫والُث ّ‬
‫اُفيُأماكنُليستُبعيدةُعنُالمطارات‪ُ،‬وأكثرُمنُذلكُ‬
‫ُ‬ ‫غالب‬
‫فيُالعواصم‪ُ،‬والت ّيُُتتموقعُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ائراتُالعمودي ّة‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬ ‫تتوف ُّرُعلىُمُُه ُابطُُلل ُّ‬
‫ط‬ ‫ُ‬
‫جد ُالجواب‪ُ:‬إ ُّنهاُ‬
‫ُّهذاُالبناءُالعظيمُفيُوسطُمظاهرُالت ّخل ّفُ ت ُ‬
‫ُ‬ ‫وعندماُتسألُ ُعنُسر‬
‫ياسي ّة‪ ُ،‬وأحياناُ‬
‫س ُ‬ ‫والاقتصادي ّةُُوال ُّ‬
‫ُ‬ ‫والأمني ّةُ‬
‫ُ‬ ‫الفرنسي ّة‪ ُ،‬أوُُالقاعدةُ العسكرُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫فارةُُ‬
‫س ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫المباشرةُُلل ُر ّؤساءُ‬
‫ُ‬ ‫والن ّصح‪ ُ،‬بلُ توج ُّهُُالأوامرُُُ‬
‫بالن ّقدُ ُ‬
‫الت ّيُ لاُ تكتفيُ ُ‬
‫ل‪ُ ُ،‬‬
‫حكومةُ الظ ُّ‬
‫والوزراءُوكبارُالمسؤولين‪ُ !!..‬‬
‫ة‪ُ،‬يأخذ ُمناحُُ‬
‫ُ‬ ‫فيُدولةُم ُالي‪ُ ،‬وعلىُحدودُالجزائرُالجنوبُي ّ‬
‫ُ‬ ‫الحديثُ ُعنُتدخّلُ ُدول ُيّ ُ‬
‫شكل‪ُ،‬وهلُيمكنُأنُيصلُ ُإلىُمستوىُ‬
‫وجهاتُالن ّظرُفيُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ختلف ُ‬
‫متع ُّددة‪ُ،‬ور ُب ّماُ ت ُ‬
‫ةُتدعمهاُخبراتُ‬
‫ُ‬ ‫يقي ّ‬
‫اتُفرنسي ّةُوغربُي ّةُكثيفةُالعددُوقوُي ّةُالعدّة‪ُ،‬أمُيكتفيُبق ُو ّاتُأفر ُ‬
‫ُ‬ ‫ق ُو ّ‬
‫وأموالُأجنبي ّةُ‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫خفي ّةُ‬
‫ططاتُالغربُال ُ‬
‫عريضةُحولُمخ ُّ‬
‫ُ‬ ‫يلةُ‬
‫حائفُطو ُ‬
‫ياقُذاتهُيمكنُأنُت ُس ُو ّ ُدُص ُ‬
‫ُ‬ ‫وفيُال ُّ‬
‫س‬
‫والعلني ّةُ فيُ بلادُ أفر يقياُ جنوبُ الصُّحراء‪ ُ،‬و يطولُُُالحديثُُُعنُ مصالحُ الغربُ‬
‫ُ‬
‫ش ُعه‪ُ ُ!!..‬‬
‫وجُ ُ‬
‫‪126‬‬
‫الت ّيُ‬
‫الق ُيُمُ ُ‬
‫ا‪ُ،‬وعُبُرُ ُ‬
‫هُأخلاقي ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حاسب‬
‫حولُإلقاءُالل ّومُعليهُمنُعدمه‪ُ،‬وهلُن ُ‬
‫ُ‬ ‫ختلفُ‬
‫ور ُب ّماُن ُ‬
‫بعدماُعرفناُجميعاُكيفُضبطُ‬
‫ُ‬ ‫ن ُالأمرُ ُمحسومُ ُ‬
‫نؤمن ُبها‪ُ،‬و يؤمنُ ُبهاُهوُأيضا‪ُ،‬أمُأ ُّ‬
‫ُ‬
‫شعوبُ‬
‫هُفقطُدونُمراعاة ُإنسانُي ّةُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ن‪ُ،‬علىُمصُالُح‬
‫ُ‬ ‫سني‬
‫الغربُ ُُب ُوصُُلُت ُه‪ُ،‬منذُمئاتُال ُّ‬
‫الأخرى‪ُ،‬وح ُّقهاُفيُحياةُحُرّةُكريمة‪!!...‬؟؟ ُ‬
‫جّ ُهُإليناُنحنُبلدانُالمغربُالعرب ُيّ‪ُ،‬وأينُوصلناُبعدُأكثرُمنُنصفُقرنُ‬
‫ؤالُي ُو ُ‬
‫س ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫يقفُُفيُ وجهُ مشار يعُ‬
‫حّدُُ ُ‬
‫منُ استقلالُ ُد ُوُلنا‪ ُ،‬وكيفُ عجزناُ عنُ بلورةُ مشروعُُُمو ُ‬
‫لُشيء‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ةُالت ّيُتريدُابتلاعُك ُّ‬
‫وسعي ّ ُ‬
‫الآخرينُا ُلت ّ ُ‬
‫حنُنواجهُمشاكل ُدولة ُ ُم ُالي‪ُ،‬وماُقدُيأتيُبعدها‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫المؤلم ُللجميعُون‬
‫سؤالُ ُ ُ‬
‫يأتيُهذاُال ُّ‬
‫حسرةُأكثرُعندماُنسمعُُعنُعجزُال ُد ّولُالمغاربُي ّةُفيُالوفاءُبموعدُالق ُمّةُالمق ُر ّرةُ‬
‫وتزدادُال ُ‬
‫ُ‬
‫ناُمرةُأخرىُأمامُتلكُال ُد ّائرةُ‬
‫ُّ‬ ‫أنفس‬
‫ة‪ُ،‬لنجدُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سي ّ‬
‫ةُالت ّوُن ُ‬
‫فيُالعاشرُمنُأكتوبرُبمدينةُطُُبُرُق ُ‬
‫قطارُ‬
‫انطلاق ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫خلافاتُالمزمنةُوالمصالحُالت ّيُعرقلتُ‪ُ ،‬وماُزالتُتعرقلُ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫المغلقةُمنُال‬
‫حادُالمغربُُالعرب ُيُّال كبيرُ‪ُ .‬‬
‫اتُّ ُ‬
‫خطرُالقادمُمنُحدودها‪..‬؟؟ُُ‬
‫ىُيتوق ّفُال ُ‬
‫ودولُمشابهةُلها‪ُ،‬حت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫حتاجهُم ُالي‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫ماُال ُذ ّيُت‬
‫الر ّخاء‪ُ،‬ولوُفيُ‬
‫حكم ُّفيُثرواتهاُبماُيح ُّققُُ ُ‬
‫حقيقي ّة‪ُ،‬وت ُ‬
‫ُ‬ ‫مواطنةُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،‬ودولةُ‬
‫ُ‬ ‫ُإن ّهُاستقرا ُرُسياس ُّ‬
‫ي‬
‫ح ُّد ُهُالأدنى‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫حادُالمغربُالعرب ُيُّعنُمساعدةُُدولةُُم ُاليُفيُهذاُالمضمار‪..‬؟؟ُُسُأرُ ُغمُُ‬
‫وهلُيعجزُاتُّ ُ‬
‫ُ‬
‫لاُ‬
‫(فاقدُال ُش ّيءُُ ُ‬
‫ولناُإلىُالآنُفيُموقع‪ُ ُ:‬‬
‫اؤل‪ُ...‬ل كن ّنيُأخشىُأنُتكونُ ُد ُ‬
‫ُنفُ ُسيُعلىُالتُ ُف ُ‬
‫طيه)ُ‪ُ .‬‬
‫ُي ُع ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2012-07-28‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪127‬‬
‫التعاونُالإسلامي‪ُ..‬نقطةُانعطافُحاد ُة ُ‬
‫ُ‬
‫بمجردُسماعُأوُقراءةُالخبر‪ُ،‬قبلُمعرفةُالأجندةُومسودةُالقرارات‪ُ،‬تتدافعُالمشاعرُ‬
‫والأفكارُويسرحُالخيالُفيُمواقفُوتحركاتُتار يخيةُبأتمُمعنىُالكلمة‪ُ،‬وتفرحُقلوبُ‬
‫المسلمينُالمستضعفينُفيُكلُمكان‪ُ..‬إنهاُقمةُإسلاميةُاستثنائيةُفيُمكةُالمكرمة‪ُ،‬وفيُ‬
‫العشرُالأواخرُمنُرمضانُالمعظم‪ُ..‬وفيُفترةُأزماتُتمرُبهاُالأمة‪ُ،‬وأشدهاُوقعاُعلىُ‬
‫النفوسُشلالاتُالدمُالتيُتجريُفيُسور يا‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪128‬‬
‫‪ُ،‬إلىُقم ّةُمك ّةُالاستثنائي ّةُبعدُأنُ‬
‫ُ‬ ‫ُالمسلمين‪ُ،‬والعربُبوجهُخاص‬
‫ّ‬ ‫نعمُتشرئبُأعناق‬
‫ّ‬
‫طالتُُأي ّامُوشهورُالأزمةُالسّور ي ّة‪ُ،‬ووصلُُالن ّز يفُإلىُدرجةُلمُيكنُيتصو ّرهاُأكثرُ‬
‫المراقبينُتشاؤما‪ُ،‬والأخطرُمنُذلكُهوُانسدادُالأبوابُأمامُمشار يعُالحلولُالمطروحةُ‬
‫ودولي ّا‪ ُ،‬ل نجدُ أنفسناُ أمامُ نشيدُ الموتُ المرعب‪( ُ:‬لاُ صوتُ يعلوُ فوقُ صوتُ‬
‫ُ‬ ‫عربي ّاُ‬
‫ُ‬
‫الر ّصاص)‪ُ !!..‬‬
‫ندركُجميعاُأنُّالوضعُالسّوريُُّسيكونُعلىُرأسُأجندةُقم ّةُمك ّةُالاستثنائي ّة‪ُ،‬وندركُ‬
‫أيضاُغلاءُالد ّمُالسّوريّ ُعلىُقلوبُالجميع‪ُ،‬حيثُباتُيراقُعلىُالملأُدونُأيّ ُجهودُ‬
‫دولي ّة ُ وعربي ّةُحقيقي ّةُلإيقافه‪ُ،‬ل كنّ ُالأجدرُبالقمّةُقبلُذلك‪ُ،‬فيُأحاديثهاُالر ّسمي ّةُ‬
‫فيُالت ّشكّل‪ُ،‬والث ّنائي ّةُ‬
‫ُعميقةُعلىُخارطةُالعالمُالجديدُالت ّيُبدأتُُ ُ‬
‫ُ‬ ‫والهامشي ّة‪ُ،‬أنُتلقيُنظرة‬
‫القطبي ّةُالت ّيُظهرتُمنُخلالُمواقفُروسياُالاتّ حاديةُوالصّ ينُالشّعبيةُحولُسور يا‪ُ،‬‬
‫فيُمقابلُموقفُالولاياتُالمت ّحدةُالأمريكي ّةُوحلفائها‪ُ .‬‬
‫والحديثُحولُهذهُالث ّنائيةُالقطبي ّةُيدعوناُإلىُالت ّساؤلُعنُدورُدولُمنظّمةُالتع ّاونُ‬
‫الإسلاميّ‪ُ،‬لأنّهاُتمث ّلُالآنُأكبرُكتلةُتصويتي ّةُفيُالمحافلُالد ّولي ّةُ(‪ُ57‬دولة)‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫فضلاُعنُالأرقامُالمهمّةُوالمؤث ّرةُالت ّيُتحوزهاُفيماُيتعل ّقُبعددُالسّكان‪ُ،‬وحجمُالن ّاتجُ‬
‫بهاُبلدان ُالمنظّمةُدولُالعالمُأجمع‪ُ،‬وتأثيرُ‬
‫ُ‬ ‫العام‪ُ،‬والن ّسبةُالعالي ّةُمنُالطّاقةُالت ّيُتزو ُّد ُ‬
‫ذلكُعلىُثقلهاُوقراراتهاُوخرائطُتحالفاتهاُالإقليمي ّةُوالد ّولي ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الت ّساؤلُيتّجهُ نحوُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمة ُالاستثنائي ّة‪ُ،‬وهلُفيُني ّةُالقادةُوالز ّعماءُالمسلمينُ‬
‫الت ّأسيسُلقطبُثالث‪ُ،‬حت ّىُنتمكّنُمنُإيقافُ عجلةُالز ّمنُالت ّي ُتحاولُالسّيرُبناُإلىُ‬
‫ّ‪ُ،‬مرةُأخرىُكرةُمتدحرجةُ‬
‫الوراء‪ُ،‬وحت ّىُلاُ نجدُأنفسنا‪ ُ،‬نحنُدولُالعالمُالإسلامي ّ‬
‫حربُالعالمي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫بينُأرجلُاللا ّعبينُالكبار‪ُ،‬كماُحدثُأثناءُُالث ّنائي ّةُالقطبي ّةُالت ّيُأعقبتُال‬
‫الث ّانُي ّة‪..‬؟؟ ُ‬

‫‪129‬‬
‫وعندماُينتجُالحديثُحولُالقطبُالث ّالث‪ُ،‬الإسلاميّ‪ُ،‬موقفاُشجاعاُحازما‪ُ،‬وعزماُ‬
‫ل ُبينُالأقطاب؛ُينتقلُالحديثُ ُإلىُسور ياُوشلا ّلُالد ّمُ‬
‫أكيداُعلىُ حجزُمكانُمستق ُّ‬
‫الذ ّيُيجريُهناك‪ُ،‬حيثُباتُواضحاُأنُّالقوىُالغربي ّةُبقدرُماُتريدُإسقاطُنظامُبشّارُ‬
‫ادُقاعاُصفصفا‪ُ،‬أوُ‬
‫الأسد؛ُتريدُأيضاُإسقاطُسور ياُمعهُحينُيرحلُالن ّظامُو يتركُالبل ُ‬
‫عصفاُمأكولا‪ُ،‬لتتسل ّمُالمعارضةُملفّاتُومشاكلُوعقباتُلاُقبلُلهاُبها‪ُ،‬وتنخرطُ‬
‫يلةُفيُعملي ّاتُإعادةُالبناءُالن ّفسيُّوالاجتماعيُّوالسّياسيُّوالاقتصاديّ ‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫سنواتُطو‬
‫وتكون ُ البلادُحينهاُمفتوحةُعلىُمصراعيهاُلمشار يعُإعادةُالإعمارُالغربي ّةُوالمؤسّ ساتُ‬
‫ُ‬
‫حكومي ّة‪ُ،‬وتكتشفُالحكومةُالجديدةُأنُّالخروجُعنُالقرارُالغربيّ‪ُ،‬فيُكلُّشيء‪ُ،‬‬
‫غيرُال ُ‬
‫أمرُدونهُخرطُالقتاد‪ُ،‬لأنُّسور ياُليستُليبياُولاُالعراق‪ُ..‬فهيُلاُتملكُبترولاُأوُأيّ ُ‬
‫ثرواتُأخرىُتساعدهاُعلىُالت ّعافيُالس ّر يعُمنُأزمتها‪ُ،‬وتحصّ نهاُبالت ّاليُمنُفخ ُّالمساعداتُ‬
‫الغربُي ّة‪ُ .‬‬
‫سلطاناُعلىُبعضُالأطرافُالمؤث ّرةُفيُ‬
‫ُ‬ ‫ر بّماُتتعث ّرُجهودُالجامعةُالعربُي ّةُلأنّهاُلاُتملكُُ‬
‫ّمةُالت ّعاونُالإسلاميّ‪ُ،‬وفيُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمة‪ُ،‬وبعدُأنُيصرُّ‬
‫الملفُالسّوريّ ‪ُ،‬ل كنّ ُمنظ ُ‬
‫ّ‬
‫ّولي ّة؛ُسوفُتتسل ّمُزمامُالمبادرةُوتخاطبُ‬
‫القادةُالمسلمونُعلىُالانعتاقُمنُالأقطابُالد ُ‬
‫بقو ّةُوصراحةُكلا ُّمنُتركياُوإيران‪ُ،‬وتستطيعُرسمُحدودُواضحةُبينُالمصالحُالمتضاربة‪ُ،‬‬
‫سور يةُو يوقفُأنهارُالد ّمُ‬
‫ختصرُالمعاناةُال ُّ‬
‫أوُالر ّؤىُالمختلفة‪ُ،‬و يخرجُالجميعُبقرارُواحدُي ُ‬
‫الجار ي ّةُفيُشهرُرمضانُالمبارك‪ُ،‬و يقطعُالطّر يقُعلىُتلكُالأطرافُالد ّوليةُالت ّيُتريدُ‬
‫ُأهلي ّةُتأكلُالأخضرُواليابسُعلىُحدُّسواءُ‪ُ .‬‬
‫تحو يلُمجر ياتُالث ّورةُالسّور يةُإلىُحرب ُ‬
‫نتمن ّىُأنُيخلوُبيانُقم ّةُمك ّةُالمكر ّمةُحولُسور ياُمنُأيّ ُدعواتُلمجلسُالأمنُوالمجتمعُ‬
‫الد ّوليّ‪ُ،‬وتكونُالقراراتُوالد ّعواتُموجّهةُلأعضاءُأسرةُمنظّمةُالت ّعاونُالإسلاميّ‪ُ،‬‬
‫ومنُخلالُآلياتُواضحةُلوضعُحدُّللص ّراعُالد ّمويّ ُبأيّ ُصيغةُتوافقي ّةُ‪ُ .‬‬

‫‪130‬‬
‫سلامي ّة‪ُ،‬وهوُامتحانُمفصليُّلمنظّمةُالت ّعاونُ‬
‫ُ‬ ‫إن ّهُمربطُالفرسُفيُأشغالُالقمّةُالإ‬
‫الإسلاميّ‪ُ،‬ونقطةُانعطافُحادّةُفيُتار يخها‪ُ .‬‬
‫ملفُ مسلميُ‬
‫وأيضا‪ُُ...‬علىُ جدولُ أعمالُ القمّةُ أيضاُ ملفاتُ أخرىُ لعلُّ أبرزهاُ ّ‬
‫الروهنجيا‪ُ،‬فيُميانمار‪ُ،‬وعملياتُالإبادةُوالت ّطهيرُالت ّيُيتعر ّضونُلهاُمنذُعقود‪ُ،‬والت ّيُ‬
‫خلالُالأشهرُالماضي ّة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ظهرتُُبشكلُُأوضحُُ‬
‫هذهُ القضي ّةُ هيُ اختبارُ آخرُ لدولُ منظّمةُ الت ّعاونُ الإسلاميّ‪ ُ..‬فهلُ تستطيعُ‬
‫الاصطفافُالفعليُّوالضّ غطُعلىُنظامُميانمارُالاستبداديّ ُوحملهُعلىُإعطاءُالمسلمينُ‬
‫هناكُحقوقهمُالكاملة‪..‬؟؟ُخاصّةُأنُّالحديثُهناُعنُدولةُآسيوُي ّةُيمكنُالضّ غطُعليهاُ‬
‫بوسائلُمتعدّدة‪ُ،‬ولاُنتحدّثُعنُدولةُعظمى‪ُ،‬أوُكيانُمدعومُمثلُإسرائيل‪ُ !!..‬‬
‫ّولُالإسلامي ّة‪ُ،‬خلالُالقمّة‪ُ،‬إنُلمُيخرجواُبقراراتُتلب ّيُ‬
‫ُ‬ ‫وهكذاُلنُيعذرُقادةُالد‬
‫تطل ّعاتُأقلي ّةُالروهنجياُفيُالعيشُبأمنُ ُوسلامُ‪ُ ،‬ضمنُمواطنةُكاملةُوحقوقُواضحةُ‬
‫فيُأداءُشعائرُدينهم‪ُ،‬وقبلُذلكُوبعدهُبرنامجُمساعداتُإنساني ّةُينتشلُتلكُالأقلي ّةُ‬
‫منُالفقرُالمدقعُالذ ّيُتتخب ّطُفيهُ‪ُ .‬‬
‫وإضافةُ إلىُ ماُ سبقُ ننتظرُ منُ القمّةُكلاماُ جديداُ حولُ المخاطرُ المحدّقةُ بالقدسُ‬
‫ُخطواتُعملي ّةُلإنهاءُ‬
‫ُ‬ ‫والمسجدُالأقصى‪ُ،‬وحولُبرامجُالاستيطانُالص ّهيونُي ّة‪ ُ،‬كماُننتظر‬
‫حصارُعنُقطاعُغزة‪ُ ُ،‬خاصّةُبعدُأحداثُرفحُالمصرُي ّةُ‬
‫ّ‬ ‫الانقسام ُالفلسطينيّ‪ُ،‬وفكّ ُال‬
‫وتداعياتهاُعلىُالقطاعُوشعبهُالذ ّيُيعانيُمنُالعدوُّوالشّقيقُفيُالوقتُذاتهُ‪ُ .‬‬
‫كماُنتوق ّعُدعماُوإشادةُبالت ّحولاتُالد ّيمقراطي ّةُالت ّيُشهدتهاُدولُ ُعربي ّةُعلىُغرارُ‬
‫تونسُومصرُوليبياُواليمن‪ُ ..‬وبُجملةُواحدة‪ُ:‬نر يدُقمةُتقولُعبرُقراراتهاُإنُهناكُقطباُ‬
‫قو ياُيدعى‪ُ:‬منظمةُالتعاونُالإسلامي‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2012-08-11‬‬

‫‪131‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُم ُالي‪ُ..‬السؤالُُالم ُر‬
‫ُ‬
‫يُينامُويستيقظُُعليها‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الانفجارُالإعلاميُومجتمعُُالمعلوماتُالذ‬
‫ُ‬ ‫ناُفيُعصرُ‬
‫ُ‬ ‫رغمُأن‬
‫باديةُفيُكلُشيءُبفضلُالفضائياتُوعالُمُالإنترنتُالمتراميُ‬
‫ورةُصارتُُ ُ‬
‫ورغمُأنُالص ُ‬
‫القادمةُمنُشماليُُدولةُ ُم ُاليُلاُزالتُشحيحةُُللغاية‪ُ،‬وهكذاُ‬
‫ُ‬ ‫ورُ‬
‫الأطراف؛ُإلاُأنُالص ُ‬
‫إلاُ‬
‫جديدُُفيهاُ ُ‬
‫ُ‬ ‫متقاربةُُلاُ‬
‫ُ‬ ‫ومشاهدُُ‬
‫ُ‬ ‫تظلُُُالفضائياتُُُالعربي ُةُُوالأجنبي ُةُُتكر ُرُُلقطاتُُُ‬
‫اليسيرُالنادرُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪132‬‬
‫حربُالفرنسي ّةُفيُشمال ُيُُّدولةُماليُغريبُُ‬
‫ُ‬ ‫سببُُوراءُشح ُّالمعلوماتُوالصُّورُعنُال‬
‫ال ُّ‬
‫قدُاصطحبُمعهُممث ّلينُعنُوسائلُإعلامُُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫جيشُالفرنس ُّ‬
‫نُال ُ‬
‫يء‪ُ،‬فالمفترضُأ ُّ‬
‫ُ‬ ‫بعضُال ُش ّ‬
‫سبقُُُالصُّحفيُُُّمنُ جهة‪ُ،‬‬
‫لُُليحقّقُُُلهاُ ال ُّ‬
‫فرنسي ّةُ علىُ الأق ُّ‬
‫عالمي ّة‪ ُ،‬أوُ ُ‬
‫ووكالاتُُُأنباءُ ُ‬
‫شت ّىُ أنحاءُُ‬
‫الت ّيُ تصلُُُإلىُ المشاهدينُ فيُ ُ‬
‫الإعلامي ّةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫طبيعةُُالمادّ ُةُُ‬
‫ُ‬ ‫نُُهوُ علىُ‬
‫و يطمئ ُّ‬
‫العالم‪...‬؟ ُ؟ ُ‬
‫تقليداُفيُ‬
‫يُصار ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫سلوكُالإعلام ُيّ ُال ُذ ّ‬
‫ي ُبهذاُال ُّ‬
‫جيش ُالفرنس ُّ‬
‫ف ُال ُ‬
‫رّ ُ‬
‫ض ُأنُيتص ُ‬
‫الم ُفُتُر ُ‬
‫ُ‬
‫حروبُالأخيرةُالت ّيُخاضهاُالغربُ ُفيُعصرُثورةُالإعلامُوالمعلومات‪ُ،‬وقدُشاهدناُ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ذلكُفيُحربُغزوُالعراقُعامُ‪ُ،2003‬وقبلُذلكُفيُالحربُعلىُأفغانستان‪ُ .‬‬
‫اُواسعةُ‬
‫ُ‬ ‫أبواب‬
‫الت ّعتيمُالإعلام ُيّ ُقدُيفتحُ ُ ُ‬
‫استمرار ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫كبير ُلأ ُّ‬
‫بداُمقلقاُإلىُح ّد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الأمرُ ُ‬
‫صةُ الجانبُ‬
‫والت ّفسيراتُ عنُ حقيقةُ الوضعُُُفيُ شمال ُيُُّ ُمالُي‪ ُ،‬خا ُّ‬
‫لمختلفُ التك ُهّناتُ ُ‬
‫يُ‬
‫ظمةُ(مراسلونُبلاُحدود)ُإلىُمطالبةُالجيشُالفرنس ُّ‬
‫منه‪ُ،‬وهوُماُدُفعُُمن ُّ‬
‫ُ‬ ‫الإنسان ُيُّ‬
‫حربُلإطلاعُ ُالعالُُم ُعلىُ مجر ياتهاُوتداعياتها‪ُ،‬فهذاُ‬
‫ُ‬ ‫سماحُلوسائلُالإعلامُبتغطيةُال‬
‫بال ُّ‬
‫ولةُلإنسانُالقرنُالواحدُوالعشرين‪ُ،‬حيثُلاُي ُع ُقلُ ُأنُ‬
‫ُ‬ ‫الأمرُ ُصارُمنُالحقوقُالمكف‬
‫عتيمُ‬
‫الت ّ ُ‬
‫حربُمنُوجهةُنظره‪ُ،‬ثم ُّيواصلُ ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ي ُويتح ُّدثُ ُعنُال‬
‫ئيس ُالفرنس ُّ‬
‫عليناُالر ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫يخرجُ ُ‬
‫علىُماُيجريُفيُالميدانُمهماُكانتُالأسبابُوالمبر ّرات‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ّينُي ُق ُّد ُرُ‬
‫نُعددُالفار ُ‬
‫يء‪ُ ،‬وأ ُّ‬
‫يُإلا ُّأن ّهُس ُّ‬
‫فيُم ُال ُ‬
‫نعم‪ُ..‬لاُندريُعنُالوضعُالإنسان ُيُّ ُ‬
‫المأساةُوتنقلُُمشاهدهاُإلىُالعالُمُأجمعُ‬
‫ُ‬ ‫يُت ُوُث ّقُُ‬
‫بمئاتُالآلاف‪ُ...‬ل كن‪ُ...‬أينُالصُّورُالُت ّ ُ‬
‫ي‪ُ،‬ومنُثم ُّيقر ُّرُماُإذاُكانُمنُواجبهُ‬
‫ُ‬ ‫حربُالفرنسي ّةُفيُمُ ُال‬
‫ُ‬ ‫متكاملةُعنُال‬
‫ُ‬ ‫ّلُفكرةُ‬
‫ُ‬ ‫ليشك‬
‫دخلُبشكلُماُفيُالمشكلةُولوُمنُبعيد‪ُ،‬أوُحت ّىُعبرُمساعداتُعاجلةُلهؤلاءُالأهاليُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّ‬
‫ُ‬
‫اتُالفرنسي ّةُالغاز يةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫لمسل ّحةُوسندانُالق ُو ّ‬
‫ال ُذ ّينُوقعواُبينُمطرقةُالجماعاتُا ُ‬
‫اُفيُحياةُالن ّاس‪ُ،‬وأساليبُُ‬
‫ُ‬ ‫اُكبير‬
‫ُ‬ ‫يُتظهرُبؤسُ‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُوردتُمنُشمال ُيُّ ُم ُال‬
‫القليلةُ ُ‬
‫ورُ ُ‬ ‫الصُّ ُ‬
‫نُُ‬
‫رُُإلىُ أ ّ‬
‫متواضعةُُللغاية‪ ُ،‬الأمرُُُال ُذ ّيُ يؤ ُش ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫عمرانيةُُ‬
‫ُ‬ ‫وبنيةُُ‬
‫غايةُُفيُ البساطة‪ُ ُ،‬‬
‫معيشةُُ ُ‬
‫ُ‬
‫خل ّفُوالفقرُوالأ ُمُّي ّةُ‬
‫اُللت ّ ُ‬
‫وتركتهاُنهب ُ‬
‫ُ‬ ‫مالي ّة‪ُ،‬‬
‫ش ُ‬ ‫مُشيئاُيذكرُللمناطقُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫حكوماتُُمُالُيُلمُتق ُّد‬
‫ص ّراعُالقبل ُيُّوالعرق ُيّ‪ُ .‬‬
‫والأزماتُالمتتالي ّةُوال ُ‬
‫ُ‬
‫‪133‬‬
‫ماُكانتُتس ُمّىُقبلُالاستقلالُعامُ‬
‫ُ‬ ‫ي ُك‬
‫سودانُالفرنس ُّ‬
‫دولةُم ُاليُكلُ ّها‪ُ،‬أوُال ُّ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫بلُإ ُّ‬
‫كانُ‬
‫سُ ُ‬‫خل ّف‪ُ،‬فال ّ‬
‫حفاظُعلىُالت ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ىُالآنُمضاعفاتُاستمرارُالت ّخل ّف‪ُ،‬أوُال‬
‫ُ‬ ‫‪ُ،1960‬تعانيُحتُ ّ‬
‫عالي ّة‪ُ،‬‬
‫الأمي ّةُ ُ‬
‫مُوقراهمُالبسيطةُومراعيهم‪ُ،‬ونسبةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ونُيكابدونُالبؤسُفيُمزارعه‬
‫ُ‬ ‫الأصلي ّ‬
‫ُ‬
‫خمسينُفيُالمائة‪ُ،‬ويموتُ‬
‫ُ‬ ‫نسبة ُال‬
‫يلتحقونُبالمدارسُلمُيبلغُب ُع ُد ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫وعدد ُالأطفالُال ُذ ّين ُ‬
‫ُ‬
‫نصفُالأطفالُالمولودينُحديثاُبسببُالأمراضُالفت ّاكة‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫يةُُمنُ الأوروبُي ّينُ وأكثرهمُ منُ‬
‫أقل ّ ُ‬
‫الأغلبي ّة‪ ُ،‬المعذّبةُ فيُ الأرض‪ُ ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫فيُ مقابلُ تلكُ‬
‫حياةُُمختلفةُُ تماماُُحيثُ‬
‫الفرن ُّسيينُ أبناءُ المستعمرينُ الأوائل‪ ُ...‬يعيشُ أفرادُ الأقلي ّةُُ ُ‬
‫طرازُ الحديث‪ُ،‬‬
‫بيوتاُ منُ ال ُّ‬
‫اماكُوُ والمدنُ الأخرى‪ُُ،‬ويسكنونُ ُ‬
‫يتمركزونُ فيُ العاصمةُ ُب ُ‬
‫فيُد ُواوُينُالحكومةُوالبنوكُوالمؤسُّساتُ‬
‫مُأعمالاُ ُ‬
‫ُ‬ ‫قسمُمنه‬
‫ويشتغلونُفيُالت ّجارة‪ُ،‬ويزاولُُ ُ‬
‫ُ‬
‫الاقتصادي ّة‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫قيقةُوهيُتواجهُغزواُفرنسياُتدعمهُدولُأوروبُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫دولةُم ُاليُالجارةُال ُّ‬
‫ش‬ ‫ُ‬ ‫هذاُهوُوضُعُُ‬
‫ُ‬
‫يُوالغرب ُيُّعموما‪ُ ُ!!.ُ.‬‬
‫ةُتدورُفيُالفلكُالفرنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫يقي ّ‬
‫عديدة‪ُ،‬وأنظمةُأفر ُ‬
‫ضُفيُالأسبابُالت ّيُدعتُفرنساُإلىُ‬
‫ُ‬ ‫وفيُهذهُالأجواءُر ُب ّماُيكونُمنُالعبثُالخو‬
‫ونُمنُالت ّصريحُبها‪ُ،‬ولوُكانتُ‬
‫ُ‬ ‫لاُيسُُتحُ‬
‫للقومُمصالحُ ُ‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫فيُمالُي‪ُ،‬لأ ُّ‬
‫خّلُالعسكريُُّ ُ‬
‫الت ّد ُ‬
‫ُ‬
‫علىُحسابُحرُّيةُوأمنُوكرامةُالآخرين‪ُ .‬‬
‫رُكثيراُخلالُهذهُالعقودُالت ّيُ تخلّتُُ‬
‫ُ‬ ‫عقلي ّةُفرنساُلمُتتغُي ّ‬
‫نُ ُ‬ ‫ماُباتُ ُمنُالبديه ُيّ ُأ ُّ‬
‫ك ُ‬
‫يقية‪ُ،‬فهيُتعتقد ُإلىُالآن‪ُ،‬علىُماُيبدو‪ُ،‬أ ُّنهاُ‬
‫ُ‬ ‫فيها ُعن ُالاستعمار ُالمباشرُلل ُد ّولُالأفر‬
‫درجةُ‬
‫ُ‬ ‫نُُشعوبُُُالجنوبُ لمُ تبلغُ ُب ُع ُدُُ‬
‫اعُُفيُ أفر يقيا‪ ُ،‬وكأ ُّ‬
‫ط ُ‬
‫سُي ّ ُدُُال ُذ ّيُ ينبغيُ أنُ ُي ُ‬
‫ال ُّ‬
‫الر ّشدُ‪ُ !!..‬‬
‫ُ‬
‫عنُالوضعُفيُم ُاليُينبغيُأنُي ُّت ُجهُنحوُالغوصُُفيُالأسبابُالقديمةُالمتراكمةُ‬
‫ُ‬ ‫الحديثُُ‬
‫خوضُفيُحدودُ‬
‫اتهاُت ُ‬
‫إلىُهذهُالن ّتيجةُحيثُصارتُق ُو ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫طر يقُُلفرنساُلتصلُُ‬
‫الت ّيُمه ّدتُال ُّ‬
‫ُ‬
‫الجزائرُالجنوبُي ّة‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫الت ّأثيرُ الأكبرُ منهاُ‬
‫سؤالُُُإلىُ ال ُد ّولُ المغاربُي ّة‪ ُ،‬وال ُد ّولُ ذاتُ ُ‬
‫ينبغيُ أنُ ي ُّت ُجهُُال ُّ‬
‫بالت ّحديد‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫ُ‬
‫‪134‬‬
‫وغربا‪ُ،‬‬
‫وشرقاُ ُ‬
‫وجنوباُ ُ‬
‫ُ‬ ‫شمالاُُ‬
‫سؤالُ عنُ آثارُ هذهُ ال ُد ّولُ هناكُ فيُ ُمالُيُ ُ‬
‫وفحوىُ ال ُّ‬
‫وعربا‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫وأفارقةُوطوارقُُ ُ‬
‫ُ‬
‫ناُلفعلُ‬
‫ُ‬ ‫صةُونحنُنمتلكُُأموالاُوثرواتُتؤ ُه ُّل‬
‫اُلُهاُخلالُالعقودُالماضية‪ُ،‬خا ُّ‬
‫ماذاُق ُّدمُُن ُ‬
‫ُ‬
‫شيءُُ ُماُعلىُالأرض‪..‬؟؟ ُ‬
‫يبي ّةُوالجزائرُي ّةُعلىُالأقل‪..‬؟؟ ُ‬
‫حنُمنهم‪ُ،‬وأينُالاستثماراتُالل ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫أينُن‬
‫يةُوالت ّعليمُوالُت ّربية‪ُ،‬وليسُعبرُالمسكّناتُالآنُي ّةُ‬
‫ُ‬ ‫عاونُوالت ّنم‬
‫ُ‬ ‫حدودُعبرُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫أينُتأمينُال‬
‫منهاُجروحاُغيرُمندملةُسرعانُماُتنعطب‪ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫الت ّيُتؤجّلُالمشاكلُوالأمراض‪ُ ،‬وتصنعُ ُ‬
‫ُ‬
‫ولأبسطُالأسباب‪ُ .‬‬
‫ّمة ُبتداخلُ ُعرق ُيّ‪ُ،‬فماذاُفعلناُ‬
‫منُالاستعمارُحدوداُملغ ُ‬
‫ُ‬ ‫اُأنُنستلم ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُكانُق ُد ُرُن‬
‫ُ‬
‫الت ّعاونُ‬
‫خدم ُالجميعُ ُوينم ّيُروحُ ُ ُ‬
‫لتأمينُهذهُالحدودُوتحو يلهاُإلى ُمناطقُتماسُ ُإ يجابيّ ُي ُ‬
‫استغلالهاُوالعبثُ‬
‫ُ‬ ‫القديم ُ‬
‫ُ‬ ‫المستعمر ُ‬
‫ُ‬ ‫نوازعُالفرقةُوالت ّقسيمُالتُ ّيُ يحسنُ ُ‬
‫ُ‬ ‫والإخاء‪ُ،‬ويدفعُ ُ‬
‫بها‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫هاُتعملُ‬
‫كثيرة ُإلىُدعمها‪ُ،‬لأ ّنُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ّلتُفرنساُفيُم ُاليُعسكر ُي ّاُفسارعتُ ُدولُ ُ‬
‫ُ‬ ‫لقدُتدخ‬
‫فاهماتُوالت ّحالفات‪..‬؟؟ ُ‬
‫ُ‬ ‫فأينُدولناُمنُمثلُهذهُالت ّ‬
‫ُ‬ ‫ضمنُمنظومةُمصالحُمشتركة‪ُ..‬‬
‫لُمنُ‬
‫سُالل ّيبيةُال ُذ ّيُجمعُرؤساءُحكوماتُُك ُّ‬
‫ُ‬ ‫لقاءُمدينةُغ ُدامُ‬
‫ُ‬ ‫تثمينُ‬
‫إنُّعليناُجميعاُ ُ‬
‫صةُبعدُاندلاعُالحربُ‬
‫ل ُدونُالمستوىُالمطلوبُخا ُّ‬
‫الجزائرُوليبياُوتونس‪ُ،‬ل كن ّهُيظ ُّ‬
‫ودخولُمتغُي ّراتُجديدةُعلىُالمعادلة‪ُ .‬‬
‫ةُلُل ُع ُملُُسُوُيُاُمُنُُ‬
‫عبي ُ‬
‫سميةُوالشُ ُ‬
‫ياتُالر ُ‬
‫ُ‬ ‫خماسيةُعلىُالمستو‬
‫جةُإلىُلقاءاتُُ ُ‬
‫إنناُفيُحا ُ‬
‫لالُُالمنطقةُ‪ُ .‬‬
‫ارُالتُيُتُحدُقُُُبأُمُنُُواسُُتقُ ُ‬
‫طُ‬‫حدُُلُلأُخُ ُ‬
‫أُجلُُ ُوضُعُُ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ُ 2013-01-20‬‬

‫ُ‬

‫‪135‬‬
‫الفهرسُ ُ‬
‫ُ‬
‫الصفحة ُ‬ ‫الموضوع ُ‬
‫‪ُ 04‬‬ ‫إهدا ُء ُ‬
‫‪ُ 05‬‬ ‫مق ُّدمة ُ‬
‫‪ُ 11‬‬ ‫ُالمحورُالأول‪ُ..‬فيُقارةُآسيا ُ‬
‫‪ُ 12‬‬ ‫صندوقُبر ي ُد ُ‬
‫‪ُ 16‬‬ ‫مشرّفُوجيلانيُوجهانُلعملةُواحد ُة ُ‬
‫‪ُ 20‬‬ ‫كارزيُأفغانستانُوُكارزاياتُالعراق ُ‬
‫‪ُ 24‬‬ ‫أذكرواُمحاسنُموتاكم ُ‬
‫‪ُ 28‬‬ ‫الد ّيمقراطي ّةُالعرجاءُ ُ‬
‫‪ُ 32‬‬ ‫مأساةُالأكرادُوالخيارُالث ّالث ُ‬
‫‪ُ 36‬‬ ‫أفغانستانُوغشاوةُعيونُالغزاة ُ‬
‫‪ُ 40‬‬ ‫الر ّغبةُالآثم ُة ُ‬
‫‪ُ 44‬‬ ‫آخرُالقلاع‪ُ .ُ.‬‬
‫‪ُ 48‬‬ ‫عودةُالصّ ي ّادينُالمشبوهين ُ‬
‫‪ُ 52‬‬ ‫فيُضيافةُالأعدا ُء ُ‬
‫‪ُ 56‬‬ ‫دروسُتركي ُّة ُ‬
‫‪ُ 61‬‬ ‫ُالثاني‪ُ..‬حولُأمريكاُوأوروبا ُ‬
‫ُالمحور ُ‬
‫‪ُ 62‬‬ ‫كوباُوظاهرةُالانقراض ُ‬
‫‪ُ 66‬‬ ‫الر ّوحُالرُ ّياضي ُّة ُ‬

‫‪136‬‬
‫‪ُ 70‬‬ ‫فوزُأوباماُوحكمةُماكين ُ‬
‫‪ُ 74‬‬ ‫كرنفالُالأنفلونزاُ ُ‬
‫‪ُ 78‬‬ ‫كفاكمُفقدُمللناكم ُ‬
‫‪ُ 82‬‬ ‫قديمةُوالل ّه‪ُ..‬وسخيفةُأيضا ُ‬
‫‪ُ 86‬‬ ‫أوباماُم ّرةُأخرى‪ُ..‬ماُالجديد‪..‬؟ ُ؟ ُ‬
‫‪ُ 90‬‬ ‫الحكّامُبينُالإنسُوالجنُّ ُ‬
‫‪ُ 94‬‬ ‫بوسطن‪ُ..‬الار ُهابُوالمفارقةُ ُ‬
‫‪ُ 98‬‬ ‫الت ّراجيدياُالفرنسي ُّة ُ‬
‫‪ُ 102‬‬ ‫هولاندُلاُيخافُمنُالإرهاب ُ‬
‫‪ُ 107‬‬ ‫ُالمحورُالثالث‪ُ..‬حولُأفر يقيا‪ُ..‬ومنظمةُالتعاونُالإسلامي ُ‬
‫‪ُ 108‬‬ ‫المعادلةُالعرجاءُ ُ‬
‫‪ُ 112‬‬ ‫جارناُالعز يز‪ُ..‬الأمرُسهلُللغاي ُة ُ‬
‫‪ُ 116‬‬ ‫نُحوُالت ّعاون‪ُ..‬خطوةُإلىُالأمامُ ُ‬
‫‪ُ 120‬‬ ‫قناةُ‪ُ..OIC‬الأملُالموعو ُد ُ‬
‫‪ُ 124‬‬ ‫فاقدُالش ّيءُلاُيعطيه ُ‬
‫‪ُ 128‬‬ ‫الت ّعاونُالإسلاميّ‪ُ..‬نقطةُانعطافُحادّة ُ‬
‫‪ُ 132‬‬ ‫مالي‪ُ..‬السّؤالُالم ُر ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪137‬‬
‫صدرُللمؤلف‪ُ :‬‬
‫‪ُ2010 -‬خواطرُسياسي ّة ُ‬
‫‪ -‬دندناتُثور ي ُّة ُ‬
‫‪ -‬قضاياُسوفي ّة ُ‬
‫‪ -‬الفرعوني ّة‪ُ..‬تجلي ّاتُمعاصرةُ‬
‫‪ -‬دندناتُفيُالاحساسُوالت ّفاؤلُوالت ّغييُر‬
‫‪ -‬دندناتُديمقراطي ُّة‬
‫‪ -‬ذكر ياتُومواقف‬
‫ُ‬
‫فيُانتظارُالطبع‪ُ :‬‬
‫‪ -‬قضاياُعربيّةُ‬
‫‪ -‬قضاياُوطنيّةُ‬
‫‪ -‬منُأروعُالقصصُ ُ‬
‫ُ‬
‫تحتُالاعدادُ‪ُ :‬‬
‫‪ -‬ومضاتُتنمو يّةُ ُ‬
‫اسُوالل ّور ين‪ُ..‬مجموعةُقصصي ُّة‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬منُالج ّديدةُوالر ّدي ّفُإلىُالألز‬
‫‪ -‬الن ّو ّار‪ُ..‬مجموعةُقصصي ّة‬
‫‪ -‬منُأربعُعواصم‪ُ..‬يومي ّاتُوذكر يات‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪138‬‬
ُ Innocent Skirmishes
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ INTERNATIONAL ISSUES

By:
Tahir Amara Ladghem
ُ

ُ
SAMI
Printing & Publishing & Distributing
EL-OUED, ALGERIA

First edition
ُ 2021 AD / 1443 AH

139

You might also like