You are on page 1of 13

‫مباحث من علم فقه اللغة العربية‬

‫وأصول النحو العريب‬


‫أعدها‬

‫‪1‬‬
‫فقه اللغة‬

‫ضلِه على سائر‬


‫يادتِه وشرفه وفَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغلب على عْلم الدين لس َ‬
‫الفهم له ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫الف ْقهُ ‪ :‬هو العلم ابلشيء و ُ‬
‫أَنواع العلوم ‪.‬‬

‫ُوِتَ فال ٌن فِ ْقهاً يف الدين أَي فَ ْهماً فيه ‪ ،‬قال هللا عز وجل‪:‬‬
‫الف ْهم ‪ ،‬يُقال ‪ :‬أ ِ‬ ‫وِ‬
‫الف ْقهُ يف األَصل َ‬
‫(( ليَ َتفقَّهوا يف الدين ))؛ أَي ‪ :‬ليَكونوا ُعلَماء به ‪ ،‬ودعا النيب صلى هللا عليه وسلم البن عباس‬
‫ين وفَ ِق ْهه يف التأْويل )) ؛ أَي ‪ :‬فَ ِه ْمه أتْويلَه ومعناه ‪ ،‬فاستجاب هللا‬ ‫ِ ِ‬
‫فقال ‪ (( :‬اللهم َعل ْمه الد َ‬
‫ُدعاءه وكان من أَعلم الناس يف زمانه بكتاب هللا تعاىل ‪.‬‬

‫ت له يَ ْف َقه فِ ْقهاً إذا فَ ِه َمه ‪ ،‬و ُفقه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫وفَقه ف ْقهاً مبعىن َعلم عْلماً ‪،‬ويقال ‪ :‬فَقهَ فال ٌن عين ما بَيَّ ْن ُ‬
‫بفقه ‪ ،‬ابلضم‪ :‬إذا صار فقيهاً‪.‬‬
‫الرجل ُ‬
‫ُ‬
‫احد ‪ ،‬من ‪ :‬لغَا يَ ْلغو لَغواً‪ ،‬ولَغَا يَ ْلغا لُغةٌ ‪َ ،‬وِيف احلَ ِديث‪:‬‬
‫الكالم ِيف معىن و ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫اختالف‬
‫ُ‬ ‫واللغَةُ ‪:‬‬

‫ص ْه ‪ ،‬فقد لَغَا )) ‪ ،‬أَي‪ :‬تكلَّ َم ‪ ،‬واللغةُ من‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫خيطب لصاحبه ‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلمام‬
‫(( من قَ َال يَ ْوم اجلُمعة و ُ‬
‫َصلُها لُ ْغ َوةٌ ك ُكرة ‪ ،‬من ‪ :‬لَغَا إِذا تكلَّم ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صة ‪ ،‬وأ ْ‬
‫األمساء النَّاق َ‬
‫وحدها ابن جين يف اخلصائص ‪ :‬أبهنا أصوات يُ ِعبُ هبا كل قوم عن أغراضهم ‪.‬‬
‫َّ‬

‫من مباحث علم فقه اللغة ‪:‬‬

‫_ أصل اللغة ونشوؤها ‪.‬‬

‫_ األلفاظ وأمساء األشياء ‪.‬‬

‫_ الرتادف يف األلفاظ ‪ ،‬والفروق اللغوية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫_ االشرتاك اللفظي واألضداد ‪.‬‬

‫_ األصوات اللغوية والتبدالت الصوتية وخمارج احلروف وصفاهتا‪.‬‬

‫_ القبائل العربية وهلجاهتا ‪ ،‬ولغة قريش ونزول القرآن هبا ‪.‬‬

‫_ االشتقاق يف اللغة ‪.‬‬

‫_ النحت يف اللغة ‪.‬‬

‫_ املعرب والدخيل يف اللغة ‪.‬‬

‫أصل اللغة ونشوؤها‬

‫يقول ابن جين يف اخلصائص ‪:‬‬

‫وج إىل فضل أتمل ‪ ،‬غري أن أكثر أهل النظر على أن ‪ :‬أصل اللغة إمنا هو تواضع‬
‫هذا موضع ُم ٌ‬
‫واصطالح ال وحي وتوقيف ‪،‬وذلك أهنم ذهبوا إىل أن أصل اللغة ال بد فيه من املواضعة قالوا‪:‬‬
‫فصاعدا فيحتاجوا إىل اإلابنة عن األشياء املعلومات فيضعوا‬
‫ً‬ ‫وذلك كأن جيتمع حكيمان أو ثالثة‬
‫لكل واحد منها ِمسةً ولفظًا إذا ذُكر عُرف به ما مسماه ؛ ليمتاز من غريه وليغين بذكره عن‬
‫إحضاره إىل مرآة العني ‪ ،‬فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض يف‬
‫إابنة حاله‪.‬‬

‫بل قد ُيتاج يف كثري من األحوال إىل ذكر ما ال ميكن إحضاره وال إدانؤه كالفاين ‪ ،‬وحال‬
‫اجتماع الضدين على احملل الواحد فكيف يكون ذلك لو جاز؟ وغري هذا مما هو جار يف‬
‫االستحالة والبعد َمراه ‪ ،‬فكأهنم جاءوا إىل واحد من بين آدم فأومئوا إليه وقالوا‪ :‬إنسان إنسان‬

‫‪3‬‬
‫إنسان ‪ ،‬فأي وقت مسع هذا اللفظ علم أن املراد به هذا الضرب من املخلوق ‪ ،‬وإن أرادوا ِمسة‬
‫حنو ذلك‪.‬‬
‫عينه أو يده أشاروا إىل ذلك فقالوا‪ :‬يد ‪،‬عني ‪ ،‬رأس ‪ ،‬قدم‪ ،‬أو َ‬
‫فمىت ُمسعت اللفظة من هذا ُعرف معناها ‪،‬وهلم جرا فيما سوى هذا من األمساء واألفعال‬
‫واحلروف‪.‬‬

‫وقال أمحد بن فارس يف كتابه الصاحيب ‪:‬‬

‫ابب القول على لغة العرب‪ :‬أتوقيف‪ ،‬أم اصطالح؟‬

‫ِ‬
‫َمسَاءَ ُكلَّ َها} ‪ ،‬فكان ابن‬ ‫ك قوله جل ثناؤه‪َ { :‬و َعلَّ َم َ‬
‫آد َم ْاأل ْ‬ ‫أقول‪ :‬إِن لغة العرب توقيف‪ ،‬ودليل َذل َ‬
‫ِ ِ َّ‬
‫يتعارفُها الناس من‪ :‬دابة‪ ،‬وأرض‪ ،‬وسهل‪ ،‬وجبل‪،‬‬ ‫عباس يقول‪ :‬علمه األمساء كلها وهي َهذه ال ِِت َ‬
‫ك من األمم وغريها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومحار‪ ،‬وأشباه ذَل َ‬
‫صْيف عن ُماهد قال‪ :‬علمه اسم كل شيء ‪ ،‬وقال غريمها‪ :‬إمنا علَّمه أمساء املالئكة‬ ‫وروى خ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ك َما ذكرانه عن ابن عباس‪.‬‬ ‫وقال آخرون‪ :‬علمه ذريته أمجعني‪ .‬والذي نذهب إِلَْي ِه ِيف َذل َ‬

‫ك كما تذهب إِلَْي ِه لقال‪ُُ " :‬ثَّ عرضهن أ َْو عرضها" فلما قال "عرضهم"‬ ‫ِ‬
‫فإن قال قائل‪ :‬لَْو َكا َن َذل َ‬
‫علم أن َذلِك ألعيان بين آدم أَو املالئكة‪ ،‬ألن موضوع الكناية ِيف كالم العرب يقال ملا ي ِ‬
‫عقل‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫"عرضهم" وملا ال يعقل "عرضها أ َْو عرضهن"‪،‬‬

‫ك وهللا أعلم ألنه َمجع َما يَعقل َوَما ال يعقل فغلَّب َما يعقل ‪ ،‬وهي سنة من‬ ‫ِ‬
‫قيل لَهُ‪ :‬إمنا قال َذل َ‬
‫اَّللُ َخلَ َق ُك َّل َدابَّة ِم ْن َماء فَ ِمْن ُه ْم‬
‫سنن العرب‪ ،‬أعين ابب التغليب‪ .‬وذلك كقوله جل ثناؤه‪َ { :‬و َّ‬

‫‪4‬‬
‫ني َوِمْن ُه ْم َم ْن ميَْ ِشي َعلَى أ َْربَع} ‪ 2‬فقال‪:‬‬
‫َم ْن ميَْ ِشي َعلَى بَطْنِ ِه وِمْن ُهم َم ْن ميَْ ِشي َعلَى ِر ْجلَ ْ ِ‬
‫َ ْ‬
‫{ ِمْن ُه ْم} تغليباً ملن ميشي َعلَى رجلني وهم بنو آدم‪.‬‬

‫ِ‬
‫وعضب إِ َىل غري ذَل َ‬
‫ك من أوصافه أنه توقيف َح َّىت‬ ‫وحسام‪َ ،‬‬‫فإن قال‪ :‬أفتقولون ِيف قولنا‪ :‬سيف‪ُ ،‬‬
‫صطَلَحاً َعلَْي ِه؟ قيل لَهُ‪ :‬كذلك نقول‬
‫ال يكون شيء منه ُم ْ‬

‫والدليل َعلَى ِص َّحة َما نذهب إِلَْي ِه إمجاعُ العلماء َعلَى االحتجاج بلغة القوم فيما خيتلفون فِ ِيه أ َْو‬
‫اض َعةً واصطالحاً ََلْ يكن أولئك ِيف‬ ‫ِ‬
‫ت اللغة ُمو َ‬‫يتفقون َعلَْيه‪ُُ ،‬ثَّ احتجاجهم أبشعارهم‪ ،‬ولو َكانَ ْ‬
‫االحتجاج هبم أبوىل منا ِيف االحتجاج لَْو اصطلحنا َعَلى لغة اليوم وال فرق‪.‬‬

‫ولعل ظاانً يظن أن اللغة الَِِّت دلَلنا َعلَى أهنا توقيف إمنا جاءت مجلة واحدة َوِيف زمان واحد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫آدم عليه السالم َعلَى َما شاء أن يُعلِمه إايه مما احتاج‬‫وعز َ‬ ‫جل َّ‬ ‫ف هللا َّ‬‫س األمر كذا‪ ،‬بل وق َ‬ ‫َولَْي َ‬
‫ِ‬
‫عرب األنبياء‬ ‫َّ‬
‫ك َما شاء هللا‪ُُ ،‬ثَّ علم بعد آدم عليه السالم من َ‬ ‫إِ َىل علمه ِيف زمانه‪ ،‬وانتشر من ذَل َ‬
‫صلوات هللا عليهم نبياً نبياً َما شاء أن يعلمه‪َ ،‬ح َّىت انتهى األمر إِ َىل نبينا ممد صلى هللا عليه‬
‫ك َما ََلْ يؤته أحداً قبله‪ ،‬متاماً َعلَى َما أحسنَه من اللغة املتقدمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وعز من َذل َ‬
‫جل َّ‬‫وسلم‪ ،‬فآاته هللا َّ‬
‫ُُثَّ قر األمر قراره فال نعلم لغة من بعده حدثت‪.‬‬
‫متعمل وجد من نُقَّاد العلم من ينفيه ويُرده‪.‬‬ ‫تعمل اليوم لذلك ِ‬ ‫فإن َّ‬
‫ولقد بلغنا عن أيب األسود أن امرءاً كلَّمه ببعض َما أنكره أبو األسود فسأله أبو األسود عنه‬
‫فعرفه بلطف أن‬‫ك فيما ََلْ يبلغين" َّ‬ ‫ِِ‬
‫فقال‪َ " :‬هذه لغة ََلْ تبلغك" فقال لَهُ‪َ " :‬اي ابن أخي ال خري لَ َ‬
‫الذي تكلم بِِه خمتلَق‪.‬‬
‫وخلةٌ أخرى أنه ََلْ يبلغنا أن قوماً من العرب ِيف زمان يُقارب زمانَه أمجعوا َعلَى تسمية شيء من‬
‫‪5‬‬
‫األشياء مصطلِ ِحني علَي ِه‪ ،‬فكنا نَ ِ‬
‫ستدل بذلك َعلَى اصطالح َكا َن قبلهم‪.‬‬ ‫َْ‬
‫الفصحاء‪ -‬النظر ِيف العلوم الشريفة َما‬
‫وقد َكا َن ِيف الصحابة رضي هللا تعاىل عنهم ‪-‬وهم البُلغاء و ُ‬
‫ال خفاء بِِه‪َ .‬وَما علِمناهم اصطلحوا َعلَى اخرتاع لغة أ َْو إحداث لفظة ََلْ تتقدمهم ))‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القبائل العربية‬

‫قسم مؤرخو العرب األوائل العرب إىل ثالثة أقسام هي‪ :‬العرب البائدة ‪ ،‬والعرب العاربة ‪،‬والعرب املستعربة‪.‬‬
‫العرب البائدة‪ :‬يراد ابلعرب البائدة تلك القبائل العربية الِت كانت تعيش يف اجلزيرة العربية منذ أقدم‬

‫‪7‬‬
‫العصور‪ُ ،‬ث اندثرت لسبب من األسباب ‪ ،‬وقد اشتهرت من بينها أمتان جاء ذكرمها يف القرآن الكرمي عدة‬
‫مرات‪ ،‬وقص علينا القرآن الكرمي قصص بعض هذه األمم مثل ‪ :‬عاد ومثود وقوم لوط‪.‬‬

‫العرب العاربة‪ :‬تنتمي العرب العاربة إىل يعرب بن قحطان‪ ،‬وهؤالء هم الذين أطلق عليهم مؤرخو العرب‬
‫القحطانيني‪ ،‬كما ُمسوهم أيضا اليمنيني أو عرب اجلنوب‪ .‬وكان موطنهم األصلي يف جنويب اجلزيرة العربية يف‬
‫اليمن ‪ ،‬ولكن لظروف خمتلفة ؛ هاجر كثري من قبائلهم إىل أحناء خمتلفة من شبه اجلزيرة‪.‬‬

‫العرب املستعربة‪ :‬ظهرت العرب املستعربة عندما رحل سيدان إبراهيم عليه السالم إىل مكة‬
‫املكرمة مع زوجته هاجر‪ ،‬وهناك وهبهما هللا سيدان إمساعيل عليه السالم‪ .‬وملا كب إمساعيل تزوج‬
‫ومسي نسله العرب املستعربة أو ِّ‬
‫املتعربة‪.‬ويطلق على العرب‬ ‫من العرب العاربة وهي قبيلة ُج ْرهم ‪ُ ،‬‬
‫أيضا العداننيون والنزاريون واملمْعديون ‪.‬‬
‫املستعربة ً‬

‫‪ -1‬القحطانيون ( عرب اليمن )‪:‬‬

‫اشتهرت منهم أربع قبائل بقيت من نسلهم ‪ ،‬وهم ‪ِ :‬محري ‪ ،‬وكهالن ‪ ،‬وأشعر ‪ ،‬وعاملة ‪.‬‬

‫قبيلة ِّمحري‪ :‬وتفرع عنها بطون وهي ‪:‬‬

‫بنو شيبان ‪ :‬وسكنت املوصل ‪ ،‬وقُضاعة ‪ :‬وسكنت فوق جند ابلقرب إىل الشام ‪ ،‬وجهينة ‪:‬‬
‫َ‬
‫أطراف احلجاز ابلقرب من البحر ‪ ،‬وبنو كلب ‪ :‬يف تبوك ‪.‬‬

‫قبيلة كهالن ‪ :‬وتفرع عنها ‪:‬‬

‫ُجذام ‪:‬سكنت ابلقرب من تبوك إىل البحر ‪ ،‬وخلم ‪ :‬سكنت العراق وكان منهم دولة املناذرة ‪،‬‬
‫وكِندة ‪ :‬سكنت وسط اجلزيرة العربية ‪ ،‬وطيء ‪ :‬يف أعايل اجلزيرة ابلقرب من الشام ‪ ،‬واألزد ‪:‬‬
‫تفرعت يف اجلزيرة العربية ‪ ،‬وسكن أكثرهم جنويب مكة ‪ ،‬وكان منهم ‪ :‬األوس واخلزرج ‪ :‬سكنوا‬

‫‪8‬‬
‫وخزاعة ‪:‬‬
‫يثرب ( املدينة املنورة ) وبنو غسان ‪ :‬سكنوا أرض البلقاء من الشام ( اجلوالن ) ‪ُ ،‬‬
‫سكنت ابلقرب من مكة وكانوا حلفاء لقريش ‪.‬‬

‫ومهدان وخوالن ‪ ،‬بطنان من كهالن َل يهاجرا من اليمن ‪.‬‬

‫قبيلة عاملة ‪ :‬هاجرت من اليمن وسكنت جنوب لبنان عند جبل مسي ابمسها ‪ :‬جبل عامل ‪.‬‬

‫وقبيلة أشعر ‪ :‬وإليها يُنسب األشعريون ‪َ ،‬ل هتاجر من اليمن ‪.‬‬

‫‪ -2‬العداننيون ( عرب احلجاز وجند )‬

‫وهم بنو عدانن ‪ ،‬و املشهور من قبائلهم ‪:‬‬

‫‪ -1‬قبيلة نزار ‪ :‬ومن أهم بطوهنا ‪ُ :‬مضر ومنها تفرعت أكثر القبائل العداننية وسكنت مكة‬
‫واحلجاز ‪ ،‬ومن أشهر أفخاذ مضر ‪ :‬قيس عيالن ‪ ،‬الذي تفرع عنه أشهر القبائل العربية‬
‫ومنهم‪:‬‬

‫أ‪-‬غطفان ‪ ،‬الِت سكنت مشال احلجاز وخرج منها بنو عبس وذُبيان وفزارة ‪.‬‬

‫ب ‪-‬هوازن ‪ :‬سكنت ابلقرب من مكة ‪ ،‬وخرج منها بنو عقيل ‪.‬‬

‫ج – بنو ُسيلم ‪ :‬سكنت ابلقرب من خيب جبوار يثرب ‪.‬‬

‫‪ -2‬قبيلة ربيعة ‪ :‬سكنت العراق ‪ ،‬وخرج منها بنو أسد ‪ ،‬وسكنوا ابلقرب من الكوفة يف‬
‫العراق ‪ ،‬وبنو وائل ‪ :‬وهم بكر بن وائل وتغلب ‪،‬‬

‫‪ -3‬قبيلة خندف ‪ :‬وخرج منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬قبيلة ُهذيل وبنو سعد‪ :‬وسكنوا يف جبال َّ‬


‫السراة ‪ ،‬ابلقرب من مكة والطائف ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ب – وبنو متيم ‪ :‬وكانت دايرهم يف جند ‪ ،‬ومتتد حىت البصرة يف العراق ‪.‬‬

‫ج‪ -‬وكِّنانة ‪ :‬سكنت جنوب مكة ابلقرب إىل اليمامة ‪.‬‬

‫د‪ -‬وقريش ‪ :‬سكنت مكة املكرمة ‪ ،‬بلدة التجار ‪.‬‬

‫ابب القول ِّيف اختالف لغات العرب‪:‬‬ ‫يقول أمحد بن فارس‪:‬‬

‫اختالف لغات العرب من وجوه‪:‬‬


‫أحدها‪ :‬االختالف ِيف احلركات كقولنا‪" :‬نَستعني" و"نِستعني" بفتح النون وكسرها‪ .‬قال‬
‫الفراء‪ :‬هي مفتوحة ِيف لغة قريش‪ ،‬وأس ٌد وغريهم يقولوهنا بكسر النون‪.‬‬
‫َّ‬
‫معكم" أنشد‬
‫معكم" و" ْ‬‫والوجه اآلخر‪ :‬االختالف ِيف احلركة والسكون مثل قوهلم‪َ " :‬‬
‫الفراء‪:‬‬
‫ورزق هللا مؤاتب ِ‬
‫وغاد‬ ‫ٌ‬ ‫معهُ‬
‫َّق فإن هللا ْ‬‫وم ْن يت ْ‬
‫َ‬
‫ووجه أخر‪ :‬وهو االختالف ِيف إبدال احلروف حنو‪" :‬أولئك" و"أاللك"‪ .‬أنشد الفراء‪:‬‬
‫يل إال أُاللكا‬ ‫ِ ِ‬
‫وهل يعظ الضل َ‬ ‫أُال لِك قومي ََلْ يكونوا أُشابَةً‬

‫ومنها قوهلم‪" :‬أن زيداً" و" َعن زيداً"‪.‬‬


‫ِ‬
‫ك‪ :‬االختالف ِيف اهلمز والتليني حنو‪" :‬مستهزءون" و" ُ‬
‫مستهزْون"‪.‬‬ ‫ومن ذَل َ‬
‫ومنه‪ :‬االختالف ِيف التقدمي والتأخري حنو‪" :‬صاعقة" و"صاقعة"‪.‬‬
‫وصد ْدت"‬
‫استحيت" و" َ‬ ‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف احلذف واإلثبات حنو"استحيَ ْيت" و" ْ‬
‫َص َد ْدت"‪.‬‬
‫و" أ ْ‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف احلرف الصحيح ُ‬
‫يبدل حرفًا معتال حنو‪" :‬أما زيد"‪ ،‬و" ْأميا زيد"‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف اإلمالة والتفخيم ِيف مثل "قضى" و"رمى" فبعضهم يفخم وبعضهم‬
‫ُمييل‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف احلرف الساكن يستقبله مثله‪ ،‬فمنهم من يكسر األول ومنهم من‬
‫اشرتِو الضاللة"‪.‬‬
‫اشرتُوا الضاللة" و" َ‬
‫يضم‪ ،‬فيقولون‪َ " :‬‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف التذكري والتأنيث فإن من العرب من يقول " َه ِذهِ البقر" ومنهم من‬
‫يقول " َه َذا البقر" و"هذه النخيل" و" َه َذا النخيل"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف اإلدغام حنو‪" :‬مهتدون" و" ُم َهدون"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف اإلعراب حنو‪َ " :‬ما زي ٌد قائماً" و" َما زي ٌد قائم" و"إن هذين" و"إن‬
‫هذان" وهي ابأللف لغة لبين احلارث بن كعب يقولون لكل ايء ساكنة انفتح َما قبلها‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف صورة اجلمع حنو"أسرى" و"أُسارى"‪.‬‬
‫أيم ْركم" و" ُع ِفي لَهُ" و" ُع ْفي‬
‫أيم ُركم" و" ُ‬ ‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف التحقيق واالختالس حنو‪ُ " :‬‬
‫لَهُ"‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬االختالف ِيف الوقف َعلَى هاء التأنيث مثل " َهذه أ َُّم ْه" و" َهذه َّأم ْ‬
‫وكل َه ِذهِ اللغات مسماة منسوبة إِ َىل أصحاهبا‪ ،‬لكن َه َذا موضع اختصار‪ ،‬وهي ‪-‬وإن‬
‫عاوَرها كل‪.‬‬
‫ت لقوم دون قوم‪ -‬فإهنا ملا انتشرت تَ َ‬
‫َكانَ ْ‬

‫ابب القول ِّيف أفصح العرب‪:‬‬ ‫يقول ابن فارس‪:‬‬

‫أخبين أبو احلسني أمحد بن ممد موىل بين هاشم بَِق ْزوين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو احلسني ُ‬
‫ممد‬
‫بن عباس اخلشكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إمساعيل بن أيب ُعبَيد هللا قال‪ :‬أمجَ َع علماؤان بكالم‬
‫أفصح العرب ألْسنةً‬
‫وماهلم أن قَُريشاً ُ‬ ‫العرب‪ ،‬والرواةُ ألشعارهم‪ ،‬والعلماءُ بلُغاهتم وأايمهم َ‬
‫أصفاهم لغةً‪ .‬وذلك أن هللا جل ثناؤه اختارهم من مجيع العرب واصطفاهم واختار منهم‬
‫و ْ‬
‫‪11‬‬
‫نيب الرمحة ممداً ‪-‬صلى هللا َعلَْي ِه وسلم‪ -‬فجعل قُريشاً قُطَّا َن َحَرِمه‪ ،‬وجريان بيته احلرام‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ووالتَهُ‪ .‬فكانت ُوفود العرب من ُحجاجها وغريهم يَِفدون إِ َىل مكة للحج‪ ،‬ويتحاكمون‬ ‫ُ‬
‫ت قريش تعلمهم َمناس َكهم وحت ُك ُم بَْي نَهم‪.‬‬ ‫إِ َىل قريش ِيف أُمورهم‪َ .‬وَكانَ ْ‬
‫الصريح من ولد‬ ‫ولن تزل العرب تَع ِرف لقريش فضلها عليهم وتسميها أهل هللا ألهنم َّ‬
‫تنقْلهم عن مناسبهم انقِلَة‪ ،‬فضيلةً من هللا ‪-‬‬ ‫إمساعيل َعلَْي ِه السالم‪ََ ،‬لْ تَ ُشْبهم شائبة‪َ ،‬وََلْ ُ‬
‫وع ْرتته الصاحلني‪.‬‬ ‫جل ثناؤه‪ -‬هلم وتشريفاً‪ .‬إذ جعلهم رهط نبيه األدنَني‪ِ ،‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫الوفود من العرب‬ ‫وحسن لغاهتا وِرقَّة ألسنتها‪ ،‬إِ َذا ُ‬
‫أتتهم ُ‬ ‫ت قريش‪ ،‬مع فصاحتها ُ‬ ‫َوَكانَ ْ‬
‫ك‬‫أحسن لغاهتم وأصفى كالمهم‪ .‬فاجتمع َما ختريوا من تِْل َ‬ ‫َ‬ ‫ختريوا من كالمهم وأشعارهم‬
‫وسالئقهم الَِِّت طُبعوا َعلَْي َها‪ .‬فصاروا بذلك أفصح العرب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اللغات إ َىل َحنائرهم َ‬

‫أال ترى أنك ال جتد ِيف كالمهم َعْن َعنَة َمتيم‪ ،‬وال َع ْجرفية قَْيس‪ ،‬وال َك ْش َك َشة َ‬
‫أسد‪ ،‬وال‬
‫أسد وقَْيس مثل‪" :‬تِعلمون" و"نِعلم" ومثل‬ ‫َّ ِ‬
‫تسمعه من َ‬ ‫َك ْس َكسة َربيعةَ‪ ،‬وال ال َك ْسر الذي َ‬
‫" ِشعري" و"بِعري"؟‬

‫ِ‬
‫العْن َعنة الَِِّت تُذكر عن َمتيم فقلبهم اهلمزة ِيف بعض كالمهم عيناً‪ .‬يقولون‪ُ " :‬‬
‫مسعت َع َّن‬ ‫أما َ‬
‫فالانً قال كذا" يريدون "أ َّ‬
‫َن"‪.‬‬

‫ش" مبعين‬
‫أسد فقال قوم‪ :‬إهنم يبدلون الكاف شيناً فيقولون‪َ " :‬علَْي َ‬ ‫وأما ال َك ْش َكشة الَِِّت ِيف َ‬
‫ك"‪ .‬ويُنشدون‪:‬‬ ‫" َعلَْي َ‬
‫ش إِالَّ أهنا غريُ ِ‬
‫عاطل‬ ‫جيدها ‪ ...‬ولَْونُ ِ‬
‫ناش عيناها وجيدش ُ‬ ‫فَ َعْي ِ‬
‫صلون ابلكاف شيناً‪ ،‬فيقولون‪" :‬علَ ِ‬
‫يكش"‪.‬‬ ‫وقال آخرون‪ :‬ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫وكذلك الكس َكسة ال ِِت يف َربيعة إمنا هي أن يَصلوا ابلكاف سيناً‪ ،‬فيقولون‪َ " :‬علَْيك ْ‬
‫س"‪.‬‬
‫واستنطاء هذيل‪ :‬وهي إبدال العني الساكنة نوانً ‪ ،‬إذا جاورهتا الطاء ‪.‬مثل ‪ :‬أعطى‬

‫‪12‬‬
‫يقولون أنطى ‪ ،‬وقرئت اآلية الكرمية هبا ﴿إان أنطيناك الكوثر﴾ وقول الرسول الكرمي ((‬
‫اليد املنطية خريٌ من املنطاة))‪.‬‬

‫ابب القول ِّيف اللغة الَِِّّت ِِّبما نزل القرآن‬ ‫ويقول ابن فارس‪:‬‬

‫بن إبراهيم القطَّان قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد العزيز عن أيب ُعبيد عن‬
‫حدثنا أبو علي ُ‬
‫شيخ لَهُ أنه مسع الكليب يدث عن أيب صاحل عن ابن عباس قال‪ :‬نزل القرآن َعلَى سبعة‬
‫الع ْج ِز من َهوازن وهم الذين يقال هلم علُيا‬ ‫مخس بلغة َ‬ ‫أحرف أ َْو قال بسب ِع لغات‪ ،‬منها ٌ‬ ‫ُ‬
‫صر بن ُمعاوية‬ ‫وج َش ُم بن بكر ونَ ْ‬
‫عد بن بكر ُ‬ ‫َهوازن وهي مخس قبائل أ َْو أربع‪ ،‬منها َس ُ‬
‫وثَقيف‪.‬‬
‫أفص َح هؤالء بين سعد بن بكر لقول رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫قال أبو ُعبيد‪ :‬وأحسب َ‬
‫العَرب بَْيد أين من قريش وأين نشأت ِيف بين سعد بن بكر" ‪َ ،‬وَكا َن‬ ‫أفصح َ‬ ‫وسلم‪" :‬أان َ‬
‫العالء‪ :‬أفصح العرب ُعليا َهوا ِزن‬ ‫ضعاً فيهم‪ ،‬وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن َ‬ ‫ُم ْس َ ْرت َ‬
‫وس ْفلى متيم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ملي‬ ‫امل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫اجعل‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫قيف‬ ‫ث‬
‫َ‬‫و‬ ‫يش‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫غلمان‬ ‫صاح ِفنا إِالَّ‬
‫ني ِيف م ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وقال عمر‪ :‬ال ميُْلِ‬
‫ُ َ‬
‫الكاتب من ثقيف‪.‬‬
‫من ُه َذيل و َ‬
‫لغات ألهل اليَمن ِيف القرآن‬‫قال أبو عبيد‪ :‬فهذا َما جاءَ ِيف لغات ُمضر َوقَ ْد جاءت ٌ‬
‫ك} فحدثنا أبو احلسن علي عن‬ ‫َّكئِني فِيها َعلَى ْاألَرائِ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫معروفةٌ‪ .‬منها قوله جل ثناؤه‪ُ { :‬مت َ َ‬
‫علي بن عبد العزيز عن أيب عبيد قال‪ :‬حدثنا ُه َشْيم أخبان منصور عن احلسن قال‪:‬‬
‫" ُكنا" ال ندري ما األرائك ؟ حىت لقينا رجال من أهل اليمن فأخبان أن األريكة عندهم‬
‫‪:‬احلجلة فيها سرير ‪ ،‬احلجلة ‪:‬القبة من جلد توضع للعروس ‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like