‫الزكاة‬

‫بحث حول الحكمة من الزكاة وآثاره‬

‫نوفمبر ‪2022 28‬‬

‫بلماحي نورية ابتسام‬
‫ثانوية ربيعي فاطمة‬
 ‫الحكمة من الزكاة وأثارها‬
‫النصوص المعتمدة‪ :‬اآلية ‪ 56‬من النور‪ .‬اآلية ‪ 141‬من األنعام‪ ،‬الحديث الشريف‪… ”:‬‬
‫”‪ ….‬فأعلمهم أن هللا افترض عليهم صدقة‬
‫شرح المفردات‬
‫‪ ‬أدوها في أوقاتها وبشروطها وفرائضها أقيموا الصالة‬
‫أخرجوها وأعطوها لمن يستحقها آتوا الزكاة‪ ‬‬
‫مقاالت ذات صلة‬
‫‪‬‬
‫‪:‬تعريف الزكاة‬
‫ما معنى الزكاة لغة؟ وشرعا؟‪ ‬‬
‫الزكاة لغة هي النمو والزيادة والطهارة‪ ،‬وهي شرعا إخراج مقدار معين من المال‬
‫‪.‬الذي بلغ النصاب‪ Q‬وتقديمه لمستحقيه وقت وجوبه‬
‫‪:‬حكم الزكاة‬
‫ما الحكم الشرعي للزكاة؟‪ ‬‬
‫الزكاة فرض عين على كل من تتوفر فيه شروطها‪ ،‬وهي الركن الثالث في‬
‫‪.‬اإلسالم‬
‫‪:‬الحكمة من تشريع الزكاة‬
‫لماذا فرض هللا الزكاة؟‪ ‬‬
‫‪.‬الزكاة من أسس التكافل االجتماعي في اإلسالم ‪1-‬‬
‫وهي تقوي العالقات االجتماعية بين الناس ‪2-‬‬
‫ـ وتطهر نفوس األغنياء من البخل والشح واألنانية وقلوب الفقراء من البغض‪3‬‬
‫… والحسد وتجمع بين الناس على أساس المحبة والرحمة‬
‫ـ وتطهر مال الغني وتجلب له البركة ‪4‬‬
‫ـ وتبين صدق اإليمان وصحة العقيدة ‪5‬‬
‫ـ وتضمن رزق الفقراء‪6 Q‬‬
‫ـ وتجلب للمزكي األجر ومحبة هللا ورضاه ‪7‬‬
‫على من تجب الزكاة؟ ما هي شروطها؟‬
 ‫‪: ‬شروط الزكاة‬
‫اإلسالم ‪1-‬‬
‫ـ‪ -2‬امتالك النصاب (المقدار الذي إذا بلغه المال وجبت فيه الزكاة)‬
‫ـ‪ -3‬حلول وقت إخراجها (دوران الحول بالنسبة للمال والماشية ووقت الحصاد بالنسبة‬
‫للزروع‪).‬‬
‫ـ‪ -4‬النية عند‬
‫السالمة من الديون‪5-‬‬
‫فيم تجب الزكاة ؟‬

‫األموال التي تجب فيها الزكاة‬

‫زكاة العين (الذهب والفضة والنقود) ‪ :‬ما نصابها ؟ كم نخرج منه ؟‬
‫نصاب الذهب عشرون دينارا ذهبيا ( ‪85‬غ ) ونصاب الفضة مائتا درهما فضيا ( ‪ 595‬غ ) ‪,‬‬
‫‪ .‬والمقدار الواجب إخراجه هو ‪ %2.5‬بعد تمام الحول‬
‫‪:‬تنبيه‬
‫األموال وعروض التجارة إذا بلغت قيمتها قيمة نصاب الذهب والفضة وجب إخراج ‪1-‬‬
‫‪.‬زكاتها بمقدار ربع العشر ( ‪ ) % 2.5‬بعد تمام الحول‬
‫ـ ال تجب الزكاة في وسائل اإلنتاج كاآلالت والسيارات ‪2‬‬

‫ما الزروع والثمار التي تجب فيها الزكاة ؟‬

‫زكاة الحرث ( الزروع والثمار )‬

‫ـ نصاب زكاة الحرث خمسة أوسق ( ‪647‬كلغ ) أو ( ‪ 825‬ل ) ‪1‬‬

‫ـ المقدار الواجب إخراجه منها هو نصف العشر إن كانت سقيت بمشقة ‪ ,‬والعشر إن كانت‪2‬‬
‫سقيت بالمطر ووقت إخراجها بعد معرفة وزنها أو كيلها عند الحصاد‬
‫أصناف الحرث التي تجب فيها الزكاة ‪:‬عم نخرج زكاة الحرث ؟‬
‫تجب زكاة الحرث فيما تخرجه األرض من الحبوب والثمار مما يقتات به ويدخر كالحبوب‬
‫والتمر والزبيب والزيوت والقطاني كالفول والعدس‬

‫ما الحيوانات التي فيها زكاة؟‬

‫زكاة الماشية (البقر والغنم واإلبل)‬
‫تجب الزكاة في البقر والغنم واإلبل بعد تمام الحول إذا بلغت النصاب كم هو مبين في الجدول‬
 ‫المقدار الواجب إخراجه‬ ‫العدد‬ ‫اإلبل‬
‫ال يدفع زكاة ‪.‬‬ ‫من‪ 01 ‬إلى‪04 ‬‬
‫شاة واحدة‬ ‫من‪ 05   ‬إلى‪09 ‬‬
‫شاتان‬ ‫من‪ 10 ‬إلى‪14 ‬‬
‫ثالثة شياه‬ ‫من‪ 15 ‬إلى‪19 ‬‬
‫أربعة شياه‬ ‫من‪ 20 ‬إلى‪24   ‬‬
‫ناقة صغيرة أتمت السنة (بنت مخاض)‬ ‫من‪ 25 ‬إلى‪35 ‬‬
‫ناقة صغيرة أتمت سنتين ( بنت لبون )‬ ‫من‪ 36 ‬إلى‪45 ‬‬
‫ناقة‪  ‬أتمت ثالث سنين ( حقة )‬ ‫من‪ 46 ‬إلى‪60 ‬‬
‫ناقة‪  ‬أتمت أربع سنين ( جذعة )‬ ‫من‪ 61 ‬إلى‪75 ‬‬
‫بنتا لبون‬ ‫من‪ 76 ‬إلى‪90 ‬‬
‫حقتان‬ ‫من‪ 91 ‬إلى‪120 ‬‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 24‬نخرج من الغنم ومن ‪ 25‬فأكثر نخرج من جنسها (أي من اإلبل)‪.‬‬
‫ما زاد على‪ 120 ‬في كل‪ 40 ‬بنت لبون وفي كل‪ 50 ‬حقة‪.‬‬

‫الحكمة من وجود النصاب‪1-‬‬

‫زيادة المال‪ ،‬وحصول النماء فِي ِه‪ ،‬فاهلل تعالى يُعطي المز ّكي خيراً م ّما أنفق‪،‬‬
‫ويبارك لَهُ فِي َما أبقى‪ .‬تز ّكي الفقراء‪ Q‬والمحتاجين‪ ،‬فحين تُعطى لَهُ ْم الزكاة تُس ّد‬
‫حاجتهم‪ ،‬وتغنيهم َع ْن السؤال‪ ،‬وعن النظر لما فِي أيدي غيرهم من الناس‪ ،‬م ّما‬
‫يحفظ نفوسهم وكرامتهم‪ ،‬ويعينهم َعلَى االنشغال بطاعة هللا تعالى‬

‫زكاة الحرث ووقت إخراجها‪2-‬‬

‫أوال ‪:‬‬
‫زكاة الحبوب – ومنها الفول والب ازالء‪ -‬تك ون بع د تص فيتها من القش ور والقش‬
‫والتبن ‪ ،‬وتنقيتها ِممَّا لحق ِب َها من الحصى واألذى ‪ ،‬وَ اَل يجزئ إخراجها قبل َذ ِلكَ‬
‫‪.‬‬
‫وَ عَ لَى َه َذا عامة العلماء من مختلف المذاهب الفقهية ‪.‬‬
‫َق ا َل ابن جري ر الط بري ‪ ” :‬وَ َذ ِل كَ َأنَّ ا ْل َج ِمي عَ م ُْج ِم ُع ونَ ‪ ،‬اَل ِخاَل فَ بَ ْينَ ُه ْم ‪َ :‬أنَّ‬
‫َاس وَ التَّ ْن ِقيَ ِة وَ التَّ ْذ ِريَ ِة ‪ ،‬وَ َأنَّ َ‬
‫ص َد َق َة التَّمْ ِر اَل‬ ‫ث اَل تُْؤ خَ ُذ ِإاَّل بَعْ َد ال ِ ّدي ِ‬ ‫صَ َد َق َة ا ْل َحرْ ِ‬
‫اف”‪ .‬انتهى من “جامع البيان” (‪.)9/611‬‬ ‫تُْؤ خَ ُذ ِإاَّل بَعْ َد ا ْل َج َف ِ‬
‫وَ َق ا َل ابن ح زم الظ اهري ‪ ” :‬وَ اَل ِخاَل فَ بَيْنَ َأ َح ٍد ِمنْ اُأْل َّم ِة ‪ِ :‬في َأنَّ الزَّ َك ا َة اَل‬
‫س وَ ال َّذرْ ِو‬ ‫ص ا ِد وَ ال دَّرْ ِ‬‫ص ا ِد ؛ لَ ِكنْ ِفي ال زَّرْ ِع ‪ :‬بَعْ َد ا ْل َح َ‬ ‫يَ ُج وزُ إيتَاُؤ َه ا يَ وْ َم ا ْل َح َ‬
‫ْس وَ التَّصْ ِفيَ ِة وَ ا ْل َك ْي ِل”‪ .‬انتهى من “المحلى باآلث ار”‬ ‫َار ‪ :‬بَعْ َد ا ْليُب ِ‬
‫وَ ا ْل َك ْي ِل ‪ ،‬وَ ِفي ال ِثّم ِ‬
‫(‪.)4/20‬‬
‫ش ِر ِه وَ ِت ْب ِن ِه ‪ ،‬وَ الثَّ َم ر‪:‬‬ ‫ُص ًّفى ِمنْ ِق ْ‬ ‫ب‪:‬م َ‬ ‫اج زَ َكا ِة ا ْل َح ّ ِ‬
‫وَ َقا َل البهوتي ‪ ” :‬وَ يَ ِجبُ إخْ رَ ُ‬
‫اج ِم ْن ُه ‪،‬‬ ‫ار ِه وَ وَ ْقتُ لُ ِ‬
‫زُوم اِإْلخْ رَ ِ‬ ‫ات ا ِ ّدخَ ِ‬‫ص َف ِ‬ ‫ي َِابسًا… وَ َأِلنَّ َذ ِلكَ َحالَ ُة َكمَا ِل ِه‪ ،‬وَ ِن َهايَ ُة ِ‬
‫اج هُ”‪ .‬انتهى من “كش اف‬ ‫س ْنبُاًل وَ رُ طَبً ا وَ ِعنَبً ا ‪ :‬لَ ْم ي ُْج ِزْئ ُه إخْ رَ ُ‬ ‫َفلَوْ خَ الَفَ وَ َأخْ رَ َج ُ‬
‫القناع” (‪.)2/212‬‬
‫وَ ِفي فت اوى اللجن ة الدائم ة (‪ ” : )9/176‬ويجب إخ راج زك اة الحب‪ :‬مص فى ‪،‬‬
‫والثمر‪ :‬يابسا”‪.‬‬
‫َأمَّا وقت الوجوب‪ :‬فيكون ِع ْن َد نضج المحصول ال زراعي ‪ ،‬وب دو ص الحه ‪ِ :‬ب َأنَّ‬
‫الحبُّ ‪ ،‬ويحمرَّ الثمر؛ َف ِفي َه ِذ ِه الحال تثبت الزك اة ِفي ذم ة الم زارع ؛ ألن ه‬ ‫يشت َّد َ‬
‫حينئ ٍذ ثمرة كاملة ‪.‬‬
‫اش تَ َّد ‪ ،‬وَ ِفي الثَّ َم رَ ِة ‪ِ :‬إ َْذا‬ ‫ب ‪ِ :‬إ َْذا ْ‬‫ب ال َّز َك ا ِة ِفي ا ْل َح ّ ِ‬ ‫َقا َل ابن قدامة ‪ ” :‬وَ وَ ْقتُ وُ ُج و ِ‬
‫بَدَا صَ اَل ُح َها “‪ .‬المغني (‪.)4/169‬‬
‫ويترتب عَ لَى معرفة وقت الوجوب ‪:‬‬
‫– الحكم بالضمان ‪ :‬فل و تل ف ال زرع قب ل وقت الوج وب ‪ :‬س قطت عَ ْن ُه الزك اة‬
‫مطلق ًا ‪ ،‬وأما بعد وقت الوجوب ‪َ :‬فاَل تسقط عَ ْن ُه الزكاة ‪ ،‬إاَّل ِإ َذا َك انَ التل ف بآف ة‬
‫سماوية ‪َ ،‬أوْ بأمر اَل يد َل ُه ِفي ِه ‪.‬‬
‫– لو باعها قبل بدو الصالح ‪َ :‬فاَل زكاة عَ لَ ْي ِه ‪ ،‬والزكاة عَ لَى المشتري‪ ،‬ولو باعها‬
‫بعد بدو الصالح فالزكاة عَ لَى البائع ‪.‬‬
‫– لو ورث الزرع والثمار قبل بدو الصالح ‪ :‬فتلزمه زكاته ‪ ،‬ولو ورثها بعد ب دوه‬
‫‪َ :‬فاَل زكاة عَ لَ ْي ِه ‪.‬‬
‫ِفي فتاوى اللجنة الدائمة (‪ ” : )9/176‬وَ ِإ َذا اشتد الحب وبدا الصالح ِفي الثم ر ‪:‬‬
‫وجبت الزكاة ‪ ،‬وَ اَل يستقر الوجوب إاَّل بجعلها ِفي الج رين‪َ ،‬ف ِإنَّ تلفت قبل ه بغ ير‬
‫تعد ِم ْن ُه ‪ :‬سقطت الزكاة”‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم ‪. )99843( :‬‬
‫ثاني ًا ‪:‬‬
‫اَل يشكل عَ لَى مَا سبق قوله تعالى ‪( :‬وَ آتُوا َح َّق ُه يَوْ َم َحصَ ا ِد ِه) [األنعام‪.]141 :‬‬
‫فقد نزلت َه ِذ ِه اآلية ِفي مكة ‪ ،‬قبل فرض الزكاة بمقاديرها وأنصبتها ‪.‬‬
‫والم راد ب الحق ِفي َه ِذ ِه اآلي ة ‪ :‬ح ق آخ ر غ ير الزك اة ‪ ،‬وَ ُه وَ ح ق مس تحب ‪،‬‬
‫فيستحب لصاحب الثمار والزروع أن يعطي من محصوله يوم الحصاد والجذاذ ‪،‬‬
‫للفقراء والمساكين ‪ :‬مَا تجود ِب ِه نفسه ‪.‬‬
‫ص ِد َم ا‬ ‫اص ُد ِحينَ ا ْل َح ْ‬ ‫ي ا ْل َح ِ‬ ‫َقا َل ابن حزم ‪ُ ” :‬هوَ َح ٌّق َغيْرُ الزَّ َك اةِ‪ ،‬وَ ُه وَ َأنْ يُع ِ‬
‫ْط َ‬
‫س ُه ‪ ،‬وَ اَل بُدَّ‪ ،‬اَل َح َّد ِفي َذ ِلكَ ‪َ ،‬ه َذا ظَا ِه ُر اآْل يَ ِة ‪ ،‬وَ ُه وَ َق وْ ُل طَاِئ َف ٍة ِمنْ‬ ‫َت ِب ِه نَ ْف ُ‬ ‫طَاب ْ‬
‫ف”‪ .‬انتهى من “المحلى باآلثار” (‪.)4/21‬‬ ‫سلَ ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ْن عُ َم رَ ‪َ ،‬ق الَ‪ ” :‬يُطْ ِع ُم ا ْلمُعْ تَ َّر[أي ‪ :‬الفق ير] ‪،‬‬ ‫وروى الط بري ِفي تفس يره عَ نْ اب ِ‬
‫ُش ِر”‪.‬‬ ‫ف ا ْلع ْ‬ ‫ُش ِر ِو ِنصْ ِ‬ ‫ُعْطي ِمنَ ا ْلع ْ‬ ‫ِسوَ ى مَا ي ِ‬
‫ُعْطي ِمنْ َحصَ ا ِد ِه يَوْ َمِئ ٍذ مَا تَيَسَّرَ ‪ ،‬وَ لَيْسَ ِبالزَّ َكاةِ”‪.‬‬ ‫وعن عطاء َقالَ‪ ” :‬ي ِ‬
‫ت‬ ‫ت لَ ُه ْم ِم ْنهُ‪ ،‬وَ ِإ َذا َأ ْن َق ْيتَ ُه وَ َأخَ ْذ َ‬ ‫ُجا ِه ٍد َقالَ‪ِ ” :‬إ َذا َحضَ رَ كَ ا ْل َمسَاكِينُ ‪ ،‬طَرَ ْح َ‬ ‫وعَ نْ م َ‬
‫ت ِفي ِج دَا ِد‬ ‫ت زَ َكاتَ هُ‪ ،‬وَ ِإ َذا َأخَ ْذ َ‬ ‫ت َك ْيلَ ُه عَ زَ ْل َ‬ ‫ت لَ ُه ْم ِم ْن هُ‪ ،‬وَ ِإ َذا عَ ِلمْ َ‬ ‫ِفي َك ْي ِل ِه َحثَ وْ َ‬
‫ت‬ ‫ت لَ ُه ْم ِم ْن هُ‪ ،‬وَ ِإ َذا عَ ِلمْ َ‬ ‫ت ِفي َك ْي ِل ِه َحثَوْ َ‬ ‫يق‪ ،‬وَ ِإ َذا َأخَ ْذ َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ت لَ ُه ْم ِمنَ الثَّ َف ِ‬ ‫النَّخْ ِل طَرَ ْح َ‬
‫ت زَ َكاتَهُ”‪ .‬ينظر “تفسير الطبري” (‪.)604-600 /9‬‬ ‫َك ْيلَ ُه عَ زَ ْل َ‬
‫ص َد زَ رْ عً ا َأوْ َج َّد ثَ َم رَ ًة َأنْ‬ ‫وَ َق ا َل القرط بي ‪َ ” :‬ق ا َل بَعْضُ ا ْل ُعلَ َم ا ِء‪ :‬عَ لَى مَنْ َح َ‬
‫ي ِم ْن َها مَنْ َحضَ رَ ُه‪ ،‬وَ َذ ِلكَ َم ْعنَى َقوْ ِل ِه‪( :‬وَ آتُ وا َح َّق ُه يَ وْ َم َحص ا ِد ِه) وَ َأنَّ ُه َغ ْي ُر‬ ‫اس َ‬‫يُوَ ِ‬
‫الزَّ َكا ِة ” انتهى من “تفسير القرطبي” (‪)18/239‬‬
‫وَ َقا َل ابن جزي ‪ِ ” :‬قي َل ‪ :‬حقه ُهنَا الزكاة ‪ ،‬وَ ُهوَ ضعيف لوجهين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن اآلية مكية ‪ ،‬وإنما فرضت الزكاة بالمدينة ‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن الزكاة اَل تُعطى يوم الحصاد ‪ ،‬وإنما تُعطى يوم ضم الحبوب والثمار‬
‫‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬حقه مَا تصدق ِب ِه عَ لَى المساكين يوم الحصاد ‪ ،‬وَ َكانَ َذ ِلكَ واجب ًا ثُ َّم نس خ‬
‫بالعشر ‪ ،‬وقيل ‪ُ :‬هوَ مَا يسقط من السنبل ‪ ،‬واألم ر عَ لَى َه َذا للن دب “‪ .‬انتهى من‬
‫“التسهيل لعلوم التنزيل” (ص‪.)474 :‬‬

‫‪ -3‬عمليات حسابية‬

‫‪ -4‬عمليات حسابية‬
‫‪ -5‬الفرق بَيْنَ زكاة المال وزكاة الفطر‬
‫ي ركن من أرك ان اإلس الم الخمس ة غ ير الزك اة الَّ ِتي تجب‬ ‫نعم ‪ ،‬الزك اة الَّ ِتي ِه َ‬
‫بالفطر من رمضان ‪.‬‬
‫ي‪:‬‬ ‫ي زكاة المال اَل تجب إاَّل ِفي أصناف معينة من المال وَ ِه َ‬ ‫فاألولى ِه َ‬
‫‪ -1‬بهيمة األنعام (اإلبل والبقر والغنم) ‪.‬‬
‫‪ -2‬الذهب والفضة ‪ .‬ومثلهما اآلن األوراق النقدية ‪.‬‬
‫‪ -3‬عروض التجارة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الخارج من األرض وهذا يشمل شيئين ‪:‬‬
‫ي‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬الزروع والثمار ‪ .‬وأجمع العلماء عَ لَى وجوبها ِفي أربع ة أص ناف وَ ِه َ‬
‫القمح والشعير والتمر والزبيب ‪ .‬واختلفوا ِفيمَا عدا َه ِذ ِه األصناف األربعة ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الركاز وَ ُهوَ مال الكفار المدفون باألرض الَّ ِذي يجده مسلم ‪.‬‬
‫ونقل شيخ اإلسالم ابن تيمي ة رحم ه هللا ِفي ” مجم وع الفت اوى” (‪ )25/10‬عَ نْ‬
‫ابن المنذر رحمه هللا َأنَّ ُه َقا َل ‪:‬‬
‫ش يَا َء ‪ِ :‬في اِإل ِب ِل وَ ا ْلبَ َق ِر وَ ا ْل َغنَ ِم‬ ‫س َع ِة َأ ْ‬‫َأ ْجمَعَ َأ ْه ُل ا ْل ِع ْل ِم عَ لَى َأنَّ الزَّ َك ا َة تَ ِجبُ ِفي ِت ْ‬
‫ف‬ ‫ص ْن ٍ‬ ‫ب ‪ِ .‬إ َْذا بَلَ َغ ِمنْ ُك ِ ّل ِ‬ ‫ير وَ التَّمْ ِر وَ الزَّ ِبي ِ‬ ‫ب وَ ا ْل ِفضَّ ِة وَ ا ْلب ُِرّ (القمح) وَ ال َّ‬
‫ش ِع ِ‬ ‫وَ ال َّذ َه ِ‬
‫ِم ْن َها مَا تَ ِجبُ ِفي ِه ال َّز َكا ُة اهـ ‪.‬‬
‫واختلفوا ِفيمَا عدا َه ِذ ِه األموال ‪.‬‬
‫وتجب الزكاة ِفي َه ِذ ِه األموال بش روط معين ة ‪ ،‬وال واجب إخ راج ق در معين من‬
‫المال حدَّده الشرع ‪.‬‬
‫راجع أسئلة الموقع ِفي قسم الزكاة لزيادة التفصيل ‪.‬‬
‫وهذه الزكاة (زكاة المال) ركن من أركان اإلسالم يكفر منكرها ‪ ،‬ومانعه ا فاس ق‬
‫قطع ًا ‪ ،‬وَ عَ لَى الحاكم المس لم أخ ذها ِم ْن ُه قه ر ًا ‪َ ،‬ف ِإنَّ أص ر عَ لَى منعه ا واحتمى‬
‫بعشيرته قوتل َحتَّى يؤديها ‪.‬‬
‫س و َل‬ ‫س ِم ْعتُ رَ ُ‬ ‫ْن عُ َم رَ َق ا َل ِإ ِنّي َ‬ ‫روى البخاري (‪ )8‬ومسلم (‪ )16‬عَ نْ عَ ْب ِد اللَّ ِه ب ِ‬
‫ش َها َد ِة َأنْ اَل ِإلَ َه ِإ اَل‬ ‫س َ‬ ‫ي عَ لَى خَ مْ ٍ‬ ‫سلَّ َم يَقُو ُل ِإنَّ اِإلسْال َم بُ ِن َ‬ ‫اللَّ ِه صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه وَ َ‬
‫صي َِام رَ مَضَ انَ وَ َح ِّج ا ْلبَي ِ‬
‫ْت ‪.‬‬ ‫اللَّ ُه وَ ِإ َق ِام الصَّال ِة وَ ِإيتَا ِء الزَّ َكا ِة وَ ِ‬
‫ْن عُ مَرَ َأنَّ رَ سُو َل اللَّ ِه صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه‬ ‫وروى البخاري (‪ )25‬ومسلم (‪ )22‬عَ نْ اب ِ‬
‫ُح َّمدًا‬ ‫َش َهدُوا َأنْ اَل ِإلَ َه ِإ اَل اللَّ ُه وَ َأنَّ م َ‬ ‫س لَّ َم َق ا َل ُأ ِم رْ تُ َأنْ ُأ َقا ِت َل النَّاسَ َحتَّى ي ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ص مُوا ِم ِنّي ِد َم ا َء ُه ْم‬ ‫رَ سُو ُل اللَّ ِه وَ يُ ِقيمُوا الصَّال َة وَ يُْؤ تُوا الزَّ َكا َة َف ِإ َذا َف َعلُ وا َذ ِل كَ عَ َ‬
‫سْالم وَ ِحسَابُ ُه ْم عَ لَى اللَّ ِه ‪.‬‬ ‫وَ َأمْ وَ الَ ُه ْم ِإ اَل ِب َح ِّق اِإل ِ‬
‫وأجمع الصحابة رضي هللا عنهم عَ لَى قتال مانعي الزكاة ‪ ،‬فقد روى البخ اري (‬
‫س و ُل اللَّ ِه‬ ‫ي رَ ُ‬ ‫ي اللَّ ُه عَ ْن ُه َق ا َل لَمَّا تُ وُ ِّف َ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ )1400‬ومسلم (‪ )20‬عَ نْ َأبي ُهرَ يْرَ َة رَ ِ‬
‫ب‬ ‫ي اللَّ ُه عَ ْن ُه وَ َك َف رَ مَنْ َك َف رَ ِمنْ ا ْل َع رَ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫سلَّ َم وَ َكانَ َأبُو بَ ْك ٍر رَ ِ‬ ‫صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه وَ َ‬
‫ص لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه‬ ‫ي اللَّ ُه عَ ْن ُه َكيْفَ تُ َقا ِت ُل النَّاسَ وَ َق ْد َقا َل رَ سُو ُل اللَّ ِه َ‬ ‫ض َ‬‫َف َقا َل عُ مَرُ رَ ِ‬
‫ص َم ِم ِنّي‬ ‫سلَّ َم ُأ ِمرْ تُ َأنْ ُأ َقا ِت َل النَّاسَ َحتَّى يَقُولُوا اَل ِإلَ َه ِإ اَل اللَّ ُه َفمَنْ َقالَ َها َف َق ْد عَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫الص ال ِة‬ ‫َّ‬ ‫س ُه ِإ اَل ِب َح ِّق ِه وَ ِحسَابُ ُه عَ لَى اللَّ ِه َف َقا َل وَ اللَّ ِه ُأل َق ا ِتلَنَّ مَنْ َف َّر َق بَيْنَ‬ ‫مَالَ ُه وَ نَ ْف َ‬
‫وَ الزَّ َكا ِة َفِإنَّ الزَّ َكا َة َح ُّق ا ْلمَا ِل وَ اللَّ ِه لَوْ َمنَعُو ِني عَ نَا ًقا (شاة صغيرة) َكانُوا يَُؤ دُّونَ َها‬
‫ي اللَّ ُه‬ ‫ض َ‬‫سلَّ َم َل َق اتَ ْلتُ ُه ْم عَ لَى َم ْن ِع َه ا َق ا َل عُ َم ُر رَ ِ‬ ‫ِإلَى رَ سُو ِل اللَّ ِه صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه وَ َ‬
‫ي اللَّ ُه عَ ْن ُه َف َع رَ ْفتُ َأنَّ ُه‬ ‫ض َ‬ ‫شرَ َح اللَّ ُه صَ دْرَ َأ ِبي بَ ْك ٍر رَ ِ‬ ‫عَ ْن ُه َفوَ اللَّ ِه مَا ُهوَ ِإ اَل َأنْ َق ْد َ‬
‫ا ْل َح ُّق‪.‬‬
‫ي زكاة الفطر وَ َقد أجم ع العلم اء عَ لَى‬ ‫وأما الزكاة الَّ ِتي تجب ِفي آخر رمضان َف ِه َّ‬
‫وجوبها ‪ ،‬إاَّل من شذ ‪.‬‬
‫انظر ‪“ :‬طرح التثريب” (‪. )4/46‬‬
‫ي دون زكاة المال ِف ي الوجوب والمنزلة ‪ ،‬فزكاة الفطر ليست ركنا من أركان‬ ‫وَ ِه َ‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وَ اَل يكفر منكرها ‪.‬‬
‫وزكاة الفطر َقد ورد ذكرها ِفي أحاديث كثيرة ‪ِ ،‬م ْن َها ‪:‬‬
‫ي اللَّ ُه عَ ْن ُه َم ا َق ا َل‬ ‫ض َ‬ ‫ْن عُ َم رَ رَ ِ‬ ‫روى البخ اري (‪ )1503‬ومس لم (‪ )984‬عَ نْ اب ِ‬
‫سلَّ َم زَ َكا َة ا ْل ِفطْ ِر صَ اعً ا ِمنْ َتمْ ٍر َأوْ صَ اعً ا ِمنْ‬ ‫َفرَ ضَ رَ سُو ُل اللَّ ِه صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه وَ َ‬
‫ير ِمنْ ا ْلمُسْ ِل ِمينَ وَ َأمَرَ ِب َها‬ ‫ير وَ ا ْل َك ِب ِ‬
‫ُأل‬
‫ير عَ لَى ا ْل َع ْب ِد وَ ا ْل ُح ِرّ وَ ال َّذ َك ِر وَ ا ْنثَى وَ الصَّ ِغ ِ‬ ‫ش ِع ٍ‬ ‫َ‬
‫اس ِإلَى الصَّال ِة ‪.‬‬ ‫َأ‬
‫وج النَّ ِ‬ ‫نْ تَُؤ دَّى َق ْب َل خُرُ ِ‬
‫َّاس َقا َل ‪َ :‬فرَ ضَ رَ سُو ُل اللَّ ِه صَ لَّى اللَّ ُه عَ لَ ْي ِه‬ ‫ْن عَ ب ٍ‬ ‫وروى أبو داود (‪ )1609‬عَ نْ اب ِ‬
‫ين مَنْ َأدَّا َها َق ْب َل‬ ‫ث وَ طُعْ َم ًة ِل ْل َمسَا ِك ِ‬ ‫سلَّ َم زَ َكا َة ا ْل ِفطْ ِر ط ُ ْهرَ ًة ِللصَّ اِئ ِم ِمنْ اللَّ ْغ ِو وَ الرَّ َف ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫الص َد َق ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص َد َق ٌة ِمنْ‬
‫ي َ‬ ‫الص ال ِة َف ِه َ‬‫ي زَ َك ا ٌة َم ْقبُولَ ٌة وَ مَنْ َأدَّا َه ا بَعْ َد َّ‬ ‫الص اَل ِة َف ِه َ‬‫َّ‬
‫حسنه األلباني ِفي صحيح أبي داود ‪.‬‬